عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - عبد الجبار نوري

صفحات: [1]
1
سايكولوجية البنية السردية / لرواية "وكر السلمان"
للروائي شلال عنوز !؟
عبدالجبارنوري
الذي شوقني وشدني للكتابة عن رواية "وكرالسلمان" للروائي شلال عنوز: تحدث الروائي قائلاً أستغرقتُ في كتابتها قرابة الخمس سنوات ، ومشكورا وهو يهديني ملف الرواية وأنا بعيدا عن وطني الأم ، وتأثرت حين يبدأ الرواية بالكلمة المعتادة : أهدي هذا الجهد المتواضع إلى ضحايا الحرب الذين خسروا أمانيهم ، إلى كل الذين أكتووا بنارها ، إلى الأنسانية المعذبة بسبب حماقات مشعليها  ، ولتكن روايتي شاهدة دموية الحرب في تعاسة البشرية وشيوع الجريمة على الأرض.
وحقاً أن رواية " وكر السلمان " منجز كبير مكتمل الأوصاف في اللغة والأسلوب والبنية المعمارية والنسق السردي بالشكل والمضمون ، ونجح الروائي الشاعر في أظهار مأساة جيل الحرب العبثية والحصار الظالم على وطننا الحبيب وتأسى للذين ولدوا أبان تلك الحرب وأكتوت طفولتهم المبكرة بمأسي حصار الموت البطيء وتهجروا قسراً ويكشف للقاريء حكمته الشخصية { إن السعادة تنبثق من ليل الألم الطويل } ، فهو كاتب قدير محترف وخبير قانوني وسايكولوجي في البحث في أعماق البشرية وزواياها المظلمة ، فشلال أوغل - بروايته " وكر السلمان "- بميتافيزيقيا الكينونة البشرية وبنهايات ممزوجة بالبراكماتية المطابقة للواقع .
أن سيميائية العنوان في رواية " وكر السلمان " تحمل كل مفردات السيمياءالتي هي أداة لقراءة السلوك النفسي البشري في مظاهره المختلفة بدءاً من الأنفعالات مروراً بالطقوس الأجتماعية والأنتهاء عند الآيديولوجيات ، لكون العنوان هو هوية النص والمدخل الذي يحتاجه المتلقي لسرديات المضمون النصيّة وهي التي جذبتني أسيرا رغماً عني لأدخل المتاهات المظلمة والموحشة لقبو الشيطان في قضاء السلمان مسقط رأس والد بطل الرواية نعمان ، والمتقاربة مع نكر السلمان  الذي هو سجن موحش في قلب صحراء بادية السماوة أبتكرها المحتل الأنكليزي وأستخدمتها جميع الأنظمة منذ تأسيس هذا الوطن الجريح ما عدا نظام الجمهورية الأولى بزعامة عبدالكريم قاسم ، لزج الأحرار من وطني .
أسلوب الروائي شلال عنوز في نسج عناصر الرواية وبنيتها
-في سبيل السعي لتعريف الرواية يطرق الروائي العبقري شلال عنوز باب الأستخدامات والأغراض لروايتهِ " وكر السلمان " ويلقي الضوء الكاشف برشاقة وشفافية متناهية على سرديتهِ النصيّة ورؤية الحياة وتفسيرها والترويج للدعاية لتقديس المثل العليا القيمية وترسيخ السلام العالمي من خلال أستخدامه العقل واللاوعي ، وأثرى السردية بتعزيز الفكر والهوية لأثراء اللغة عند القاريء ، فهو بأعتقادي واحة فكر وخيمة أبتكار وبيت للحكمة وغيمة مطر تحطُ حيث الأبداع ، البطل الرئيسي في حوارات الرواية هو نعمان الطالب الجامعي شاب في مقتبل العمر يجمع كل صفات الجنتل مان من رجولة ومروءة وذكاء متوقد ذات شخصنة كارزمية ، وقع في شباك حبٍ حقيقي ملتهب مع  سناء طالبة بورجوازية ذات جمال بارع وأخاذ ، وكان الزمن المخملي الجميل لهما  فاق البطل نعمان من أحلام اليقضة الوردية الجميلة ، بتبليغ التجنيد (السيء الصيت ) لأداء الخدمة العسكرية ، ويسوقه قدره المحتوم إلى جبهات القتال في ثمانينات القرن الماضي ويخوض هذه الحرب القذرة التي وصفها الروائي والشاعر المبدع شلال بقوله في ص44 : { إن الحرب لا تورث سوى الويلات والدمار والقتلى والأيتام والمعاقين والنفوس المريضة ، توحش دمار تنكيل ظلم طغيان فهي عدو الأنسان ، ومن قال إن الحرب فيها منتصر ؟! وهي تسرطن النفوس } ، وتتصاعد ثقافة  المواطنة والمروءة والأنسنة في أعماق الذات للروائي المبدع شلال عنوز ، وكأني أراهُ وبيده شعار مكتوب عليه : متى يصدر قانون دولي بتحريم الحرب أياً كانت ؟! .
- وبروايته "وكر السلمان"  أبدع وهو يحتفي ضمن فصول الرواية بقضايا الرأي والثقافة والتأريخ والقانون والشعر ضمن المألوف مركزاً بعمله على الأشكال الأبداعية ويتواصل مع المبدعين أينما وجدوا ، والغريب أثناء السرد الباذخ والشهي لم يتقرب بالمساس من الأديان والقوميات والأقليات والثقافات المحلية وكل ما يثيرالنعرات والكراهية ، هو من كتاب الواقع على نحوٍ متميّز حيث الخيال والعمق دون غموض أو تقييد وعموم المبالغة ، نجح شلال في توظيف القانون في روايته " وكر السلمان " متقارباً مع توفيق الحكيم في روايته عصفور من الشرق، وتوظيف صبر همنغواي في روايته الشيخ والبحر ،وكذا توظيف تصارع الأضداد ( الجنون والعقل ، الخير والشر ، الرحمن والشيطان ، الحرب والسلام ، الحقيقة والزيف ) من ديستوفيسكي في روايته الأخوة كارمازوف.
- وأعتبرهُ من رواد التحديث فكان في روايته هذه موفقاً في توظيف تقنيات الفن الروائي وأبعاده عن الخطابة والتقريرية التي ربما وجدت في أدبيات القرون السابقة ، فهو رسم الأحداث والشخصيات بشكل مقنع يدعو القارئ للغوص فيها ، وشكلت الرواية مدخلا أساسياً لمنظري تجار الحروب وعشاق السلام العالمي ، وأن دراسة تجربة شلال عنوز جعلتني أعتقد جازما أن هذا الروائي الشاعر قد أتقن مفهوم المتضادات والمتقاطعات مثل الحرية والعبودية ، السوي والمنحرف ، الحرب والسلام .
- طرز روايته بالشعر ومن أرقى صنوفه الشعر الغزلي والعشق الممنوع ووصف الحرب الطاحنة ، يوحي للمتلقي أن الشعر أرقى أشكال التعبير اللغوي وهو من أوائل الفنون العربية الجميلة ، وللبحث عن التكامل الجمالي في روايته تألق في البحث عن الأيحاءات في أستلابات الوعي بالقهر فهو حقاً أبهجنا بأبيات قمة بالأشراق الرومانسي للحب ممزوجة بنفثات موجعة ، فهي إذاً ذات طابع درامي في بناء معماري رصين تبرز مركزية الأنسان والصراع الطبقي وتناقضاته يستحضرها الشاعر والروائي في هذه الأبيات – وهو يقول : على لسان سناء ممثلة الرواية الأنثوية وهي تداعب مشاعر حبيبها نعمان :
فأعلم إني أروض النفس على أن لا تفارق طيفك
متى يا ترى ترقص الأماني ويورق التوق؟!
ورد الشاعر والروائي شلال على لسان بطل الرواية الرئيسي نعمان
أيتها الغافية فوق مفازات روحي
الدافقة بالغناء على منائر الأحلام
وهو شاعر متمكن فذ له منجزات ثرّة وثرية مثل : مرايا الزهور ، وبكى الماء ، السماء لم تزل زرقاء ، ديوان حديث الياسمين ، ديوان صدى الفصول ) .
-تمكن من رسم السعادة بأرق معانيها ورسم الوجع والحزن بأبشع معانيه ، وعرّى واقع الحرب المأساوية بكل جرأة ، وبيّن عبثية الحياة في جغرافية الصحراء المستلبة ، يأمر أبطال الرواية أن يعايشوا الجفاف الروحي على رمال تبتلع الدموع وعرق حمى اليأس والأستلاب النفسي والمادي كالثقوب السوداء في درب التبانة الموحش .
- وكذا عمل على تكثيف القصة بأختصارٍ عاجل لينقلك إلى حدثٍ مستجد ( تقزّمْ) زمن العشاق بحسابات النظرية النسبية  (مجالسة الحبيب ليوم يختصرها الروائي البارع شلال بجلسة سويعات في كازينو البرازيلية في شارع الرشيد أو في مطعم دنانير في المنصور ) .
- الميل الواضح للحداثة والتجريب بلغة جميلة مهذبة .
- التنويع في النص السردي بين لحظات رومانسية في شارع النهر والكافيتريات وذكريات لا تنسى على ضفاف دجلة الخير وإلى ساحات القتال حيث الموت المجاني ودخان كثيف ممزوج بعواصف ترابية وأصوات المدافع وتصدير الجنائز إلى العراق ، وهذا وذاك رسمها بواقعية مشهودة ويميل أحياناً إلى المزج بين تلك الأحداث بمزج الخيال بالحقائق الواقعية
-وينقلنا برشاقة وشفافية روائي شاعر ورجل قانون إلى دراسة مفهوم الجريمة والذي هو الجزء البوليسي من الرواية ، فهو يقول في مفهوم الجريمة { الجريمة ظاهرة أجتماعية أزلية يرتبط وجودها ببدايات وجود المجتمعات الأنسانية ، والجريمة تحدث كسلوك عدواني جراء تضارب وتعارض سلوك الأفراد لتحقيق رغباتهم وأهوائهم ص11} ، نعم تكون رواية " وكر السلمان " شاهدة على دموية الحرب العراقية الأيرانية وأثارها المستلبة ودورها الخطير في تعاسة العراقيين وكان من مخرجاتها شيوع الجريمة في الأرض العراقية ، ولأن الحرب هي الجريمة الأم التي تفرخ الجرائم الفتاكة الأخرى ، وولدت أجيالاً من المعاقين نفسيا ً، فأصل الجريمة حدثت على جغرافية الحدود العراقية الأيرانية بطلها شخص معاق نفسياً وأحد ضحايا هذه الحرب ، وحظهُ النحس نعمان أصيب بأصابة بليغة خضع لتداخل جراحي خرج من المستشفى بتقرير طبي مشؤوم (بتر جزء من الساق مع ذكوريته ) ، ربما هي من الروايات القليلة التي نحت بهذا المنحى بأقترابها من الجرائم البوليسية .
وتلبسته شياطين سايكولوجي الأنسان الغير سوي أثر جينات الحرب الكراهية والحقد ، والأنتقام ، والقتل ، ولعبت آفة  (الأنا ) في رأس نعمان أن يخفي الخبر التراجيدي المأساوي عن سناء ، ويستدرجها بعد يوم من خطوبتها  إلى وكر الشيطان حيث سكناه في قضاء السلمان ، ويظهرإنهُ أدمن الدم والقتل وغدرأعز وأقرب أصدقائه ناظم ومهند وناصر ، وهنا ينقلنا الروائي بحركات رشيقة ومشوّقة مارأ بمدينة السماوة شاهدة التأريخ على مذبحة " قطار الموت " وأستلاباته الروحية ، ولعب الروائي وبمهارته الفذّة بمذهب الحب والعشق الملتهب بين الحبيبين ( نعمان وسناء ) وبفعل صواعق تراجيديات ومآسي الحرب أسدل الستار بذبح ذلك الحب العذري الملتهب بغدر العاشق الولهان بأن ينتهي بنهاية مأساوية يسودها الدم والجريمة بسكين العاشق الغير سوي نعمان ويذكرني برواية " بائع الحليب " لآنا بيرينز في مفهوم العنف ضد المرأة ، ورسم الروائي شلال عنوز نهاية سفاح السلمان بالتلاشي في تيه الصحراء ومتاهات الجفاف الروحي والجسدي وطعاما مرّاً للذئاب المتوحشة .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في ديسمبر 2020
 


2
كلكامش الخلق والفناء---- دراسة بنيوية لمعطياتها المنهجية ؟!
*عبدالجبارنوري
توطئة / أن أيقونة حب العراق ذاكرة أمّة وضمير وطن ، من حقي أن أحبك يا عراق حد البكاء حين يجعل السماء تمطر، وحد النخاع حين تحتدم عليك النوائب ، وحد البلازما حين تتزاحم عليك الرماح ، أجاد الجواهري في هيام ولائه للوطن الحبيب { لساني قلبهُ ودمي فراتهُ ، وكياني منهُ أشطارُ }.
النص/ تعتبر ملحمة كلكامش أقدم ملحمة في تأريخ الشرق القديم وعلى المستوى العالمي كله ، تمّ أنشاؤها في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ، أي مضى عليها حتى الآن أربعة آلاف عام ، بذلك تُعدْ أقدم من ملحمتي الألياذة والأوديسا الأغريقية وملحمة الروح- فيدا الهندية ، وملحمة الأفستا ( الأبستاق ) الفارسية ، بل أنها تكاد تسبق ملحمة أيزيس وأوزوريس المصرية . 
وأكتُشفتْ لأول مرّة عام 1853 وترجمها إلى الأنكليزية جورج سمث عام 1872 وتُرجمتْ بعدهُ لعدة لغات فرنسية ألمانية أيطالية أسبانية عربية تركية وفارسية ، وملحمة كلكامش نص شعري طويل مكتوب باللغة السومرية والأكدية والبابلية وموزّعْ على أثني عشر لوحاً فخارياً ، فهي من نوع الشعر الملحمي حيث ترتبط تلك الملحمة الشعرية بقصص وحوادث متشابكة أبطالها كثيرون يختلفون في مواقفهم وأفكارهم ونوازع الخير والشر لديهم ، وتتضمن الكثير من الخرافات والأساطير الفنتازية والحكايات الشعبية ، وفي دراسة للدكتور الأكاديمي "علي القاسمي" في كتابه الموسوم ( عودة جلجامش ) يرى : أن الملحمة المذكورة تصدت لثلاث قضايا ( الحياة والحب والموت ) ولنبدأ من النهاية ليست أقل شأناً من البداية /أنتهى ، وآخرين يصنفون موضوع الملحمة ضمن فضاءات ( الموت والحياة والفناء والخلود ) ومغزاها أن الأنسان خالدٌ بأعماله المجيدة وخدماته الجليلة للأنسنة والسلام في خلق حياة دنيوية جميلة بعيدة عن الشرور والآلام والمعاناة . 
ومنذُ أن صارت الملحمة جزءاً من برامج العلوم الكلاسيكية للأدب العالمي في الأربعينيات أخذ تأثيرها يظهر واضحاً في الأبحاث الكلاسيكية التي أعتمدت المنهج المقارن في البحث عن الجذور التأريخية الأسطورية لملاحم هوميروس ، وهناك من ينظر إلى الملحمة السومرية على أنها تنطوي على الأسس الدينية والفلسفية التي أعتمدها ( نيتشه )في تفسيره نشوء التراجيديا اليونانية ، وتحدثتْ ملحمة كلكامش عن ( الطوفان ) وكان يقصد طوفان الميزيوبوتينيا نهري دجلة والفرات وليس بطوفان نوح العظيم الذي يعتبروه اليهود صدق توراتهم ولأن طوفان جلجامش حصل قبل طوفان التوراة .
وقد وجدتُ بعضاً من التقاربات والمتشابهات من نظائر بين سفر التكوين وملحمة كلكامش مثل :
-Ninti آلهة الحب السومرية تمّ خلقها من ضلع (أنكي) لتشفيه بعد أن كان قد أكل الزهور الممنوعة والتي ظهرت كأساس لقصة آدم وحواء في سفر التكوين .
- وأن كلاً من سفر التكوين وملحمة كلكامش أستمدت محتوياتها من تقليد شائع عن الطوفان الذي حدث فعلا في بلاد ما بين النهرين .
- وحسب قناعتي أن هناك توارد خواطر أو ما أسميه نظائر وتقارب بين ما ورد في التلمود المقدس العبري وأشعارات هامشية في الديانات السماوية الأخرى خاصة في توارد أفكار الطوفان بالخصوص طوفان نوح وجنات عدن ، حواء وآدم ، والثعبان سارق نبتة الخلود .
- أن فكرة خلود الآلهة التي وردت في ملحمة كلكامش والتي أندفع بطلها بهوس وجنون وركوب المغامرات برحلة محفوفة بالمخاطرلأكتشاف سر الحياة والموت أنتهى للآستسلام أن الخلود للآلهة فقط وهو قرارسماوي : أن الآلهة عند خلقها البشر جعلت الموت من نصيبهم وأستأثرت بالخلود .
دراسة تحليلية للمعطيات المنهجية للتناظرات والمقاربات الفلسفية والفكرية مع الأدب الأغريقي !!!
- أن ملحمة كلكامش تعاملت مع حواس من عالمنا الدنيوي كالأنسان والطبيعة والحب والمغامرة والصداقة والحرب ، وتمكنت القصائد الشعرية للملحمة من مزجها ببراعة دقيقة متناهية لتكون خلفية موضوع الملحمة الرئيسية التي هي ( حقيقة الموت المطلق )  وأن الكفاح الشديد المضني لبطل الملحمة في البحث عن سر الخلود والذي أنتهى بالفشل بيد أن قوّة الأرادة والتصميم والأقتحامية تأججت في روحه وأعماقه أثر صدمة سياط الفشل والجلد الذاتي في مواجهة سور اوروك العظيم حينها أكتشف أن سر الخلود يكمن في العمل العظيم والذكر الحسن في خدمة الشعب ، فهي نقلة نوعية في تأريخ البشرية عندما تكون فكرة ( الأنسنة ) فلسفتها في محور تلك الحقيقة المطلقة في فهم قيمة الأنسان ( كأثمن راسمال ).
فعند تحديثها حسب مفهوم الحداثوية المعصرنة الحالية نجد في حياتنا اليومية كثيرون من القادة والرموز أضاؤوا بشموعهم زوايا العتمة وتقديس عشق الحياة والسلام العالمي أمثال : أديسون مخترع الكهرباء ، وأنشتاين صاحب النسبية ، ونلسون مانديلا صاحب الثورة البيضاء ، والقس لوثر صاحب التصحيحية الدينية ، ووليم مورتون طبيب أسنان مكتشف البنج عام 1846 ، والزعيم عبدالكريم قاسم صاحب ثورة حماية الوطن والفقراء .
- وفي البحث في المقاربات السياحية التأريخية بين الفرد السومري كلكامش والفرد الحالي ذلك العراقي المستلب والمهزوم أن كلاً منهما يبحث عن ضالته ( الفردوس المفقود ) لينال فيها الراحة الأبدية ، فالأول تكمن أرهاصاته ومعاناته الروحية والفكرية والجسدية التي سببتها لهُ تلك الأفعى الملعونة الطفيلية سارقة أحلامه في الخلود ، والثاني عراقي ما بعد الأحتلال البغيض فهو كالبوصلة التي فقدت نقطة الجذب فأخذتْ تدور بشكلٍ منفلت ْ وعشوائية قاتلة يعاني من شتى أمراضٍ سايكولوجية وسوسيولوجية أثر ضغوطات داخلية وخارجية فقد أقترب من أحلام كلكامش في البحث عن الفردوس المفقود أو الوطن البديل تحت خيمة الأغتراب والمنافي ، مع صراعات البحث عن الخلود وماهيات (ظاهرة الموت ) تتوضحْ الرؤيا عند الأول وضبابيتهُ عند الثاني المنهزم والمشتتْ فكراً وروحاً وجسداً ووجوداً وهو يبحث عن مظلة تؤويه حتى وأن كانت غابات الأرز المتوحشة وحتى وأن كانت الجسور والمقتربات زوارق موت مطاطية وصهاريج من العالم السفلي مقفلة ليحقق حلمه المزيّفْ في الخلاص وأدراك المخلّصْ ( فكانت تلك الرحلة السياحية التأريخية مقاربة بين الأثنين بيد أنها فرصة سعيدة عند الأول وتعيسة ومأساوية عند الثاني .
-أن الأسلوب الأدبي الرصين والفذ الذي حمل هموم الأنسان ومعاناته الأزلية من جراء الهيمنة الخارجية والمرتكزة على أساس أرادة الأنسان وقوته الأيجابية في الصمود والتحدي والمطاولة والأصرار والتصميم في أيقاع الهزيمة لحواجز الخوف والأنطلاق إلى .فضاءات الحداثة والعصرنة الحالية ، وظهر لنا في تفوّقْ كلكامش على حواجز اللآلهة الوثنية وتجاوزها في تحقيق الأنتصار على الذات والأنا البشرية وثُمّ ٌأقترابهُ  إلى الخلود بمعناها الروحي والفلسفي بالعمل الصالح والذكرالحسن .
وأن الفكرة الأساسية لملحمة كلكامش تكمن في : (  أن الأنسان قادر على تطوير نفسه وتحقيق طبيعته ليحصل على السعادة الحقيقية وذلك عبر ألتزامه بالفضيلة والبحث عن المعرفة وليس السعي وراء المتعة ، فأذاً الفكرة فلسفية أخلاقية ، وتماثلتْ تلك الفكرة في أحتقار وأزدراء كاتب النص الشعري في الألياذة لباريس بقيامه بأختطاف هيلين زوجة الملك (مينالاوس ) ملك أسبارطه وهي الخطيئة التي تعتبر نقطة نظام أخلاقية ضمن المعايير الأنسانية السوية ، فحدثت الحرب الطروادية لتصحيح هذا المسار الخاطيء .
- وضوح مقاربات فكرية وفلسفية ترقى حد التشابه في التناظرات المنهجية بين ملحمة كلكامش وملاحم هوميروس في تقييم مفردات الحياة والحب  والوجود والموت والخلود في المواقف الترجيدية والكلاسيكية التالية :
1-وقوف الآلهة ضد كلكامش وصديقهُ أنكيدو بأرسالها الثورالسماوي الوحشي لمعاقبتهما عن جريمة قتلهم لخمبابا حارس غابة الأرز، وكذا في الألياذة تقضي الآلهتين (هيرا وأثينا )  على صديق البطل .
2- وتناظر وتشابه آخر بين كلكامش وأخيل اليوناني بأن كليهما هجيني التكوين في أن كلاً من البطلين ثلثاهُ آلهة والثلث الآخر أنسان 3- تشابه الملحمتين من حيث النهاية في قبول كلكامش بنتيجة الفشل في البحث عن سر الخلود ، وقبول أخيل اليوناني بغريمه ((برايم) بقبول والأذعان لنتيجة الصراع الرهيب ، وشخصية كلكامش يقابلها هيرقل والأسكندر وذي القرنين وأوديسيوس وكذلك شمشون .
4- تناظر في مواقف الآلهة السلبي من كلكامش وأنكيدو في قتالهم مع الوحش خمبابا وثور السماء ، وكذا في نهاية الملحمة الثانية لهوميروس ( الأوديسا ) كيف جرى قتال هيرقل وبيرسوس ضد الفيرغونة ، وبالنهاية يكون تمثيل الشرف والشجاعة والأيمان بالأمر الواقع هي غاية وكينونة وصيرورة دوافع الأنسان الفلسفية تلك هي القوّة الأيجابية الداحضة لحجج المهزومين .
5- التناظر بين الأسلوب الشعري في الملحمتين في أستعمال الصفات المتعددة للأحداث عندما يموت أنكيدو يرثيه كلكامش قائلاً : مثل أسد – مثل لبوؤة حُرمتْ شبلها ، ويقابل هذا المشهد في الألياذة في أخيل حين يعدُ مأتماً لصديقه ، وهذا التناظر في الأستعارتين بأنهُ حقاً شيءٌ مدهش للغاية ، ويلاحظ  في كلا الملحمتين ذلك العشق والحب للحياة الدنيوية بمحتوياتها وفضاءاتها الأنسانية الحضارية المتمدنة .
6- وثمة تشابه وتناظر آخر أكثر أذهالاً وتعجباً في مشاهد رومانسية أنسانية حين يكون البطل أخيل البطل الوحيد في الألياذة الذي لا يمكن تصورهُ بدون أمه وصديقه ، وكذا في العلاقة الحميمة لكلكامش مع صديقه وأمه ، وأن كلا الملحمتين الشرقية والأغريقية تناولت في نص شعري طويل تلك الحروب الطاحنة بين طرواده وأثينا ، وصراعات كلكامش وصديقه الحميم ضد عنف الطبيعة وقوة الوحوش الضارية أشتركت فيهما الآلهة المتخيلة طبقاً لأساطيرسومر وأكد واليونان وقصصهم القديمة  .
7- أن كلا الملحمتين الشرقية والأغريقية مكتوبتين بنصٍ ( شعري ) مطول ، متقن في  جمالية السرد الشعري والذي أعتبرهُ المؤرخون ( الوجه الجميل من الحرب )  مما أثارت أسئلة عن الحياة والموت والفضيلة والرذيلة ، من كلام أتو- نابشتم لجلجامش يخبرهُ فيهِ : أن كل ما يعملهُ الأنسان زائل لكنهُ يخلد بأعماله الجليلة ، وكذا في الألياذة حين وصفت عمل باريس في خطف هيلين بالمستهجن والسبب في الحرب الطروادية الأغريقية .
الهوامش ومصادر البحث
*عودة جلجامش /الدكتور علي القاسمي
*كلكامش – الانسان والخلود – عبدالحكيم الذنون – بيروت 1996
* موسوعة حضارات العالم – احمد محمد عوف
* الألياذة – هوميروس – ميخائيل صوايا
* ملحمة كلكامش- طه باقر - 2009 *
*كاتب وباحث عراقي مغترب
نيسان 2020 ستوكهولم

 



3
86 شمعة لميلاد محبوب الجماهير
عبدالجبارنوري
لك أكليل الغار أيها الحزب العظيم يا أيقونة النضال والمجد لمولدك الميمون في 31 آذار الربيع 1934
أصبح الرقم 86 الجميل يسجلُ خصوصية متميّزة في حياة الحزب الشيوعي العراقي عبر الظروف والمتغيرات على الساحة السياسية المتعلقة بمصير الوطن المفدى ، ونحن أصدقاء الحزب أعتدنا على الأحتفال بمولده الميمون مبكراً ، ثمة سؤال يطرح نفسهُ : ما السر في تعلقكم وعشقكم للحزب ؟
السر يكمن في كاريزمية الحزب الشيوعي العراقي لدى الجمهور العراقي وأنسنته وصدقهِ ويدهِ البيضاء ومؤشر بوصلتهِ في الولاء للعراق وأمتلاكه الحلول الموضوعية والواقعية الجذرية لمشاكلنا المستعصية ، ولآنّهُ أعرق الأحزاب السياسية وأقدمها في مضمار الكفاح الوطني وأطولها عمراً وأكثرها خبرة أضافة لنزاهته وتشهد لهُ جميع الأحزاب والقوى السياسية ، وهو مرجعنا حين تحتدم بنا الصراعات والأرهاصات العقائدية والطفولة اليسارية ، وفلتر ذواتنا من أدران الطائفية والأثنية العرقية وحتى المناطقية بنظرته العادلة للأنسان بأنهُ أثمن رأس مال ، ولم يعرف الحزب المساومة والمهادنة على حساب الشعب ، أني أرى أن عمرهُ ال 86 شعلة وهاجة أضاء لنا نهاية النفق المظلم ، فهو أستحق بجدارة شرف أسم ( محبوب الجماهير ) وهذا هو سر تعلقنا بهِ ومحبتنا لهُ ، فهو لا يزال البلسم الشافي لتطلعاتنا وآمالنا في تحقيق " وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد " .
محطات نضالية في تأريخ الحزب وسأتحدث عنها بلغة الأرقام وبشهادة التأريخ
-1948 : أنتفاضة شعبية ضد معاهدة بورت سموث .
- 1952 : تأجيج الجماهير وقيادتها في وثبة كانون ضد الحكومات المتعاقبة العميلة .
- 1953 : مجزرة سجني بغداد والكوت في تنفيذ النظام الملكي ضد السجناء السياسيين بفتح النار عليهم .
- 1956 : أنتفاضة الشعب العراقي ضد العدوان الثلاثي على مصر
- 1958 : كان من الأحزاب التي أستلمت ساعة الصفر من الضباط الأحرار لمساندة الثورة والحفاظ على مكتسباتها الثورية الديمقراطية .
- 1963 : كانت سنة النكبة للحزب حين تعرضت قيادته وكوادره وقواعده للتصفية الجسدية بدون محاكمة أثر الأنقلاب العسكري بقيادة حزب البعث منهم الرفيق سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية ، محمد حسين أبو العيس ، جمال الحيدري حسن عوينه ، والعبلي ، عبدالجباروهبي ( أبو سعيد ) ، وأصدار فاشست الأنقلاب القرار رقم ( 13 ) المشؤوم والسيء الصيت الذي بموجبه أعدم الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم .
- 3تموز 1963 : محاولة نائب العريف الشيوعي البطل ( حسن سريع ) ولكنها فشلت تلك المحاولة الوطنية وأعدم هو ورفاقه وسيق جميع المعتقلين في سجن رقم -1- في معسكر رشيد ثم إلى نقرة السلمان في ( قطار الموت ) المعروف في حيثيات الحركات الجماهيرية للتأريخ السياسي العراقي التي تعتبر من أبشع أبتكارات التعذيب الجسدي والنفسي الغير مسبوقة وبهستيرية عقائدية أدى  لأستشهاد بعضهم .
-  1968 : بداية العهد الصدامي والذي دام ل35 عاماً أقحم العراق في حروبٍ عبثية أحرق فيها الأخضر فاليابس وحكم بنظامٍ شمولي يكفي أن سماهُ منظر أعلام وأدبيات الحزب الحاكم  " حسن علوي " بكتابه " جمهورية الخوف " ودفع فيها الحزب الشيوعي فاتورة ثقيلة مما تبقى من كوادره وأعضائه وحتى أصدقائه .
- 2003 : سنة الأحتلال البغيض لم يكن حال الحزب أفضل من السابق بل تحمل مسؤولية مظلومية شعبه في فضح الفساد والتخريب ونهب المال العام  الذي أبتلي بحكم الأحزاب الدين السياسي الراديكالي الشعبوي الميليشياوي ، ومن جهة أخرى وضع أستراتيجية جديدة في العمل المشترك يداً بيد مع التيارالديمقراطي لوضع الوطن على السكة الصحيحة حيث  " الدولة المدنية الديمقراطية " .
2019 : سنة الأنتفاضة التشرينية الشبابية وشعارها الوطني الثوري " بنازل آخذ حقي" كان ولا يزال الحزب الشيوعي االعراقي مشاركا فعالا قدم شهداء ومغيبين ومعتقلين وهي فاتورة الدم في سبيل وضع الوطن على سكة الدولة المدنية الديمقراطية ، وعرفاناً منا نحن أصدقاء الحزب ومحبيه أختم هذه الأسطر القليلة والمتواضعة بحق هذا الحزب الجماهيري العظيم بهذه الأبيات من قصيدة لأحد شعراء الناصرية في أحتفالات العام الماضي :
كل سنه من سنين عمرك ورد جوري وياسمين
كل سنه من سنين عمرك يكبر ويانه الحنين
للوطن للناس ننثر واهليه
أكبر أكبر أو بعد أكبر
ننتظر عيدك الميه
عاش الحزب الشيوعي العراقي وعاشت الطبقة العاملة العراقية المجد كل المجد لشهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية
مارس2020 ستوكهولم

-

-

4

كليلة ودمنة ---- حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي !؟
عبدالجبارنوري
حكايات كليلة ودمنة من السفر العظيم في الأدب العالمي ، يضمُ حكايات قصيرة من الأساطيرعلى ألسنة الحيوانات ذات مغزى أرشادي من المفيد أن ( تُجيّرْ ) لخدمة جيل الأطفال لكونها مليئة بالعبر ومسلفنة بالرحمة والعطف والمحبة والتآلف والفرز بين الخير والشر بأسلوبٍ مبسط مما شجعت المؤسسات الفنية والمنتديات المتخصصة ببرامج الأطفال في العديد من الدول العربية ، ووجدتها في لبنان في سفرتي الأخيرة لها والتي دفعتني في الكتابة فيها ، وقد أبهرني أهتمام الفنيين في تلفزيون العاصمة بعملٍ دؤوب في أستثمار هذه الحكايات القصيرة الشيّقة إلى أفلام كارتون مثل : الأسد وأبن آوى – المحتال والمغفل – طائر البحر – الناسك وأبن آوى – الحمامة المطوقة – السمكات الثلاثة – القرد والنجار .
التعريف بالكتاب   
*كليلة  و دمنة* السفر العظيم  هو من نفائس الأدب العالمي  ، وهو عِبارةٌ عن قصص وحكايات رمزيّةٌ خرافيّة شخوصُها الحيوان ، يُرجحْ أنّها تعودُ لأصول هندية وتُرجمتْ الى الفارسية ثم العربية وكان يسمى قبل أن يترجم بأسم (الفصول الخمسة) وهي مجموعة من قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق، سطّرها الحكيم العظيم ( بيدبا) وترجمهُ الى العربية( أبن المقفع) وهو يهدف الى النصح الخلقي والأصلاح الأجتماعي ، ويبدو الكتاب وكأنه قصة مصورة جرتْ وقائعُها على ألسنة الحيوانات بأسلوبٍ  طريفٍ جذابْ فيه الفكاهة والمتعة.
يبدأ الكتاب : ب--- يزعموا أنّ---- ثُمّ سرّدْ الحكاية فهو يمهّد للقصة بحكمة ثم يجعل القصة تفسيراً لهذه الحكمة كقولِه :
أنّ الذي يعمل بالشبهة يعتقد أنّه صادقٌ ولا يشك به: فهو كالمرأةِ التي أعطتْ نفسّها لعبدِها ففضحّها، فأنهُ في الأصل ينطوي على جملة من اللقطات الفلسفية والمعاني الأنسانية والمُثُلْ الأخلاقية التي جعلتهُ من الآثار الخالدة ضمنْ التراث العالمى ، والكتاب دعوةٌ اصلاحيةٌ في البحث والنقد اللاذع للساسة بحيث تستّر فيها الفيلسوف وراء شخصيات حيوانية درءاً من غضب الحاكم لذلك يعتبر الكتاب *جوهرة العقل* فهو يرتكز الى صراع بين قوّة المنطق ومنطق القوّة ، تحتوي على حكايات قصيرة  ذات مَغزىً  أرشادي والكتاب بمجمله منقولً عن الفارسية قد نُقل أليها من الهندية وترجمهُ الى العربية ( عبدالله بن المقفّعْ ) .
وهي قصة عن ملك هندي يُدعى (دبشيليم) طلب من حكيمه (بيدبه)أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مُسّليّ  فيها العقل أكبر منتصر إإ، ويمثل الكتاب ظاهرة أبداعية في النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة ، ولو نظرنا ألى أركان القصة فأنّها تدورُ على فضاء موهوم زماناً ومكاناً ، فالمكان مطلق والزمان كذلك وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها ، وقدر ما فيه من الهزل فأنّه لايخلو من الفائدة .
والكتاب يرتكز على (المثَلْ )  حجةٌ يُستدل بها المتكلّم إلى عبرةٍ فيها القيّم،مثل : العقل خيرٌ من الجّاه والمال ، خيُر الكلام ما قلّ ودلّ ،خير السلاطين من أعدل في الناس، شرُ العشقِ ما زادَ وذلّ، الصبرُ عند نزول المصيبة عبادة، أن أزديّتَ جميلاً لأحدٍ فلا تذكّرهٌ وأنْ أزدى لك أحد جميلاً فلا تنساه.
من هو أبن المقفّع؟
هو روزبه بن داويزيه ، مفكرفارسي زرادشتي أعتنق الأسلام  وسمىّ  "عبد الله بن المقفع" وعاصر كلاً من الدولة الأموية والعباسية ، ينحصر زمنه{106-142 هجري/724-759 م} دًرّس الفارسية وتعلّم العربية ، وبعد أن أتقن العربية على يد عبد الحميد الكاتب ترجم "كليلة ودمنة" من الفارسية (البهلوية) الى العربية ، جمع بين الثقافة العربية والهندية والفارسية واليونانية فنال من كل هذه لها الثقافات نصيبا ًوافراً من الفصاحة والبلاغة والأدب ، وخَلّفَ لنا الكثيرمن الآثار الأدبية – في النثر والبلاغة والخط ، ما يشهد على سعة عقله وعبقريته وهو صاحب المدرسة الرائدة في النثر، وأخذ الأقاصيص من الثقافة الهندية وطوّعها للثقافة العربية- الأسلامية ، وعمل كاتب دولة وأختصّ بكتابة العهود والمواثيق بين رجال السياسة وبخط القوانين --- وكان دهاؤه ودقته وبلاغته في كتابة نصوص المواثيق سببتْ قتله إإ.
أعتمد أسلوب" السهل الممتنع" في كتابة الحكاية  جعل من  الحيوان بديلا عن الأنسان ودليلا عليه بأسلوبٍ رمزي حتى لا يثير الحاكم وأضاف الى الكتاب الأصلي بابا طويلا وأربعة فصول في البحث عن ( بيدبة) - الفيلسوف الهندي- ماهيته وكينونيته وفلسفته ، وأن الأصل الهندي ضاع عبر الأزمنة الغابرة وظلت الترجمة العربية هي المعوّل عليها في أعتماد هذا الأثر النفيس .
رموز شخوص الحكاية
عالمْ الأنسان :الملك ( دبشيليم) رمز الحاكم المفتقد للحكمة والتدبير ،  (بيدبة) الفيلسوف : رمز الحكمة المفتقرلسلطة الحكم .
عالم الحيوان: الأسد---- الملك المتعجّل المفتقّرللمعرفة والحكمة والمحتّكم لسلطة الجسد حسب منطق القوة دون قوة المنطق، الثور : هو خادم الملك تابع معدوم الشخصية مُسْتغّلْ ، أبن آوى : وهو رمز المكر والخديعة عقله يعمل بالشر لا بالخير ويجيد تقمص الناسك في خدمة الحاكم ( و يُرمز للأخوين (كليلة ودمنة ) دور هذا الحيوان الشرير).
ليست الشخصيات الحيوانية في كتاب ( كليلة ودمنة ) إلا وسيلة فنية وظفها *أبن المقفع" لنقد الواقع الفكري والأخلاقي والسياسي ، وسعى الى أصلاحه بطريقة مباشرة متوسّلا بالشخصيات الحيوانية كرموز للحدث.
الهدف من------ رموز القصة !!
1-يوضح أصول الحكم.
2- يفضح تدهور القيمّ وأنهيار المنظومة الأخلاقية فيطرح على الراعي مجموعةٍ من المبادىء حتى لا يفسد الملك وتهلك الرعيّة.
3-يكشف تآمر الحاشية لأجل مكاسب ذاتية.
4-يفضح ظلم الحكام وتفردهم  بالسلطة.
5-ضمّ الكتاب تعاليم خاصة تهّم الرعية والحكام.
6-يشخص الأنسان المتصوّف والمتمرّد والشقي والمتدّين العابد والملحد؟
7- يهدف الى النصح الخلقي الأجتماعي والتوجيه السياسي.
8-تصوير الحكم النموذجي في الدعوة الى العدل والمشورة والمساواة.
9-تصوير مظاهر الشر – المتأصل في النفس الآدمية- مثل الأنانية والمكر والخديعة وهيمنة الأثرة والجشع والكذب.
10- تصوير مظاهرالصراع الشعوبي والعنصرية بين الأجناس البشرية.
11-الدعوة الى التعاون والأيثار.
12- نشر المعرفة العقلية والقيّمْ  .
وأخيرا بقيت الكتب التى كتبها (أبن القفع) ونقلها عن الفارسية أوالهندية والبنغالية أواليونانية  *مرجعاً* ثرّاً لخزانة الكتب العالمية والعربية –الأسلامية ، لأنّ الكتب الأصلية ضيّعها الزمن الغابر، وترك لنا { أبن المقفع}  الكثير من الكنوز رغم إنّهُ لم يُعمّرطويلاً ولكن أدبهُ عمّر وسيُعمّرْ----- وإنّ الكتاب قصةٌ أستعاريّةٌ دالّها الحيوان ومدلولها الأنسان ---------
عبد الجبار نوري/ستوكهولم
في- مارس 2020

5
محمود درويش ---- حالة شعرية !؟
عبدالجبارنوري
توطئة/ /أنهُ حقاً  شاعرشغل الدنيا وملأ زمننا المعاصر بهجة وألماً بأشعارهِ التي جسدتْ عذابات شعب في أمّة وأمّة في كون ، وشغلنا أستلاباً يوماً بعد يوم ، وهل من مصادفات أستفزازات القدر أن يرحل هذا الجبل الفلسطيني الشامخ عن عمرٍ 67 عاماً --- 1941-2008 ، وهل هي مصادفة الزمن الأهوج ؟ أن يُعرفْ " محمود " من خلال أوجاع الجرح العميق في جسد الأمة في ذلك الرقم الهمجي المستفز ( 67 ) الذي غرس مخالبهُ المتوحشة في أعماق كل عربي حيث عام النكسة التي فُجعت بها فلسطين والوطن العربي أرضاً وشعباُ ---- وهو يتمتم ترنيمة ذلك العشق الصوفي لمعشوقته " غزّهْ
غزة لم تتقن الخطابة
ليس لغزة حنجرة
مسام جلدها هي التي تتكلم
عرقاً ودماً وحرائقاً
من هنا يكرهها العدو حتى القتل
ويخافها حتى الجريمة
" محمود درويش "
 هوأحد أكبرشعراء العربية المعاصرين ، وهو فعلاً حالة شعرية فريدة ، وسوف أقارب تجربة درويش بعين محب وعاشق لشعره منذ بواكير الصبا عند محطة النكبة في 67 حينها أدمنتُ قراءة دواوينه وأعتنقتُ قصائده بتحيّز خصوصا عندما قال في شعراء العراق : { -- أذا أردت أن تكون شاعراً فكن عراقياً } ، وكل ما كتب محمود من أجل وطن ، ومات بلا وطن ، لا تأسى يا محمود لست وحدك مات بلا وطن فكلنا يا صديقي نعيشُ بلا أوطان ونموتُ بلا أوطان وكلنا حلم أوطان –وموتى منافي !؟ .
والذي يرصد خصائص تجربة أحد أكبر شعراء العربية المعاصرة بدءاً من عدم ركونهِ إلى الأتكاء على القضيّة الفلسطينية كحامل ومسوّقْ لشعرهِ ، ومروراً بتجربتهِ الطويلة والفنية في تطوير أدواتهِ الشعرية ووصوله بالشعر إلى تخوم الفلسفة من دون أن تفقد قصائدهُ غنائيتها المدهشة ودفقتها الأنفعالية الشجية ، وصولاً لعبورهِ بالهم الوطني إلى الفضاء الأنساني الواسع ( مقتطف من كتاب – محمود درويش / حالة شعرية للدكتورصلاح فضل ) ، يعتبر الشاعر محمود درويش أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين والذي كُتب أسمهُ على أبرز صفحات تأريخ الشعر والأدب العربي والغربي ، فهو شاعر ثوري مرتبط المشيمة بالوطن والثورة والذي توغّل في أعماق الأنسان المضطهد ، فعانى الشاعر ما عانى فقدمها بكل أناقة وشفافية في أشعارهِ بأجمل الأوصاف وأقربها إلى قلب القاريء وأبناء اللغة ، فمدوناتهِ وموروثاته الأدبية والشعرية ظهرت تأثيراتها على الجيل المعاصر ووصلت إلى الأجيال القادمة ، أهم مؤلفاته : عصافير بلا أجنحةعام 1960 /أوراق الزيتون عام 1964 / عاشق من فلسطين 1966 / آخر الليل 1967 / يوميات جرح فلسطيني/عرائس/شيء عن الوطن /وداعاً أيتها الحرية وداعاً أيها السلم .
أرتبط أسمهُ بأشعار الثورة والوطن كما أنهُ من أبرز الشعراء الذين طوروا الشعر العربي الحديث ، وأدخلوا الرموز أليهِ ، ألّف أكثر من ثلاثين ديواناً من الشعر والنثر ، ألف ثمانية كُتب وترجمت إلى مختلف اللغات في العالم ، ورحل هذا الشاعر الأستثنائي مبكرا في أب2008 كما هو الديدن الأهوج للموت اللعين الذي يسمى سارق اللذات ، وهو الموت الذي يأخذ كل شيء عدا الدموع لتحفر أخاديد الحسرة والوجع على ملامح المحبين وعشاق الحياة ، وأبدع محمود درويش حين قال فيه :{ --- أيها الموت أنتظرني في خارج الأرض ، ريثما أنهي حديثاً عابراً مع ما تبقى من حياتي قرب خيمتك ، أنتظرني ريثما أنهي قراءة " طرفة بن العبد " }، وتلك هي مرثية الذات عند الشاعر المعدوم سبق الأصرار والترصد ، أستطاع محمود أن يبني أسطورتهُ الجميلة من ركامات وعذابات وجراحات شعبهِ الذي لن يعرف التأريخ ألماً مرّ بشعب سواه ، لذا كان الموت ضيفاً ثقيلاً عند سريرهِ بشكلٍ عاجل ليستوطن عندهُ ، وتأثر محمود درويش بجملةْ من الشعراء هم نزار قباني وأليوت ولوركا وأراغون ونيرودا .
قصيدة " جدارية محمود درويش " هي سيرة شعرية بمتاهات بعيدة متشابكة تحكي أرهاصات الروح المعذبة والوطن المستلب مع الضمير العالمي المغيّبْ بمؤشراتٍ واقعيّةٍ ملموسةٍ ، كتبها عام 1999 ترقى إلى ملحمة وسيرة وتأريخ وأسطورة ورؤيا ، فجدارية محمود ملحمة تخترق جدار الصوت والصمت معاً أنطلاقاً من تجربة حياتية ووجودية كيانية أساسها الأنسان الفلسطيني ، هنا  يقول في مطلع القصيدة  برثاء أستباقي للذات البشرية :
هذا هو أسمك ------ قالت أمرأة
وغابت في الممر اللولبي
أرى السماء هناك في متناول الأيدي
ويحملني جناح حمامة بيضاء
صوتُ طفولةٍ أخرى
ولم أحلمْ بأني كنتُ أحلمْ
وأطيرُ سوف أكون  ما سأصير في الفلك الأخير
أما أنا فقد أمتلأت
بكلِ أسباب الرحيل فلستُ لي
أنا لستُ لي ----أنا لستُ لي ؟!
بأعتقادي الشخصي : فهو خطاب الموت في جداريتهِ أو رثاء أستباقي للذات البشرية وربما هي تلك الضحية لمارد الموت ، وأجزم وأجزم أنها الوريث الشرعي للقصيدة العربية ، وما أطرها بتراثٍ فنيْ وجماليْ عبر محطات التأريخ ، والجدارية أثارت سيلاً تسونامياً جارفاً من الأسئلة حول الوجود وماهية الموت وصراعات حب الأرض وأرهاصات فواجع الزمن ، والقصيدة عبارة عن خارطة لجغرافية الكون الواسع عبر جدلٍ واقعي وخيالي وسردي درامي غنائي ملحمي الغرائبي والفجائعي والأغنية والنشيد والمستقبل المستحيل ولوعة الغياب وفوبيا الرحيل الأخير ، وقلتها قبل زمنٍ غير بعيد : 
أن الجدارية تجاوز القصائد القصيرة والخاطفة ، فهي قصيدة مركبة حيث يتوسع في النص السردي بالأستعانة بالأسطورة والتصوّف والمزج بين الواقع والفنتازيا الفولكلورية بمسحة درامية دامية في أحيانٍ كثيرةٍ .
وتظهرالتفكيكية الشفافة بأوج لمعانها في " الجدارية " بدلالات رمزية أيحائية تؤشر بوصلتها إلى شاعر عاشق منكسر قريب من برزخ الفناء الأبدي الذي يهدد وجوديته ، فيتعامل بجمالية مرهفة مع الموت بعناصر ووسائل أسلحتهِ الفنية بأستثمار خبرتهُ الجمالية الثرّة من أجل القبض على الموت ، ويصوغ تلك الأفكار والرؤى بمحاور شعرية فهي بالتأكيد حالة ذهنية وشعورية يعيشها الشاعر في الجدارية ، ويقول فيها :
يا موت !!! يا ظلي الذي سيقودني
يا ثالث أثنين
يا لون التردد في الزمرد والزبرجد
أجلس على الكرسي
وضع أدوات صيدك تحت نافذتي
لا تحدق يا قوي إلى شراييني
لترصد نقطة الضعف الأخيرة
 والغريب أني أكتشفتُ أن الرجل يعلم يوم تنفيذ مقصلة الأعدام الرهيبة الموت وقد قرأتُ لهُ مقالة في هذه النهاية الرهيبة قبل أشهر من غيابهِ الأبدي في جريدة النهار البيروتية حيث يقول : { ---
وعند الفجر أيقضني نداء الحارس الليلي
من حلمي ومن لغتي :
ستحيا ميتة أخرى فعدّلْ في وصيتك الأخيرة 
قد تأجل موعد الأعدام ثانية
سألتُ إلى متى ؟
وقال أنتظرلتموت أكثر
قلتُ لا أشياء أملكها لتملكني }
هكذا وفي عبارةٍ واحدةٍ يكشف الشاعر محمود في جداريتهِ ما حاول أن يقولهُ بأساليب متنوعة : أنّها لحظة التحدي الأخيرة بين لغةٍ وذاكرةٍ من جهة ونهاية كانت تقترب بسرعة  ، فمن غير الشاعر يستطيع منازلة الموت بهذه الطريقة وذاك الدفق وهذا البوح وبحداثةٍ شعريةٍ غير مسبوقة حيث يتصاعد الخط البياني إلى قمة شرفة الموت ليهدي لنا تلك التجربة الأقتحامية شعراً آسراً يتوقف فيه الزمن ليكتشف المتلقي سفراً جديداً في الخلود من أبتكارات محمود درويش كلكامش العصر الحديث ، وتتنوع فيها المشاهد من أجل نقل هموم الذات وأشجانها في تكثيف شعري فياض وأخاذ أعتبرها حسب رأيي الشخصي أنّ محمود درويش أرتقى بجدارية مؤطرة بهيكلٍ سماويٍ مقدس وبطقوس صوفية ملكوتية وكنائسية لاهوتية بجوٍ ممزوج بضجيج أذان الفجر وأجراس كنائس يوم الأحد الحزين ترجمها إلى كل لغات العالم بحزائنية تراجيدية فلسطينية ل(معلقة) برسوم حداثوية .
تقول معلقة درويش :
هذا البحرُ لي
هذاالهواء الرطب لي
وهذا الرصيف وما عليه من خطاي وسائلي المنوي --- لي .
ومحطة الباص القديمة لي .
ولي شبحي وصاحبهُ ، وآية الكرسي
والمفتاح لي والباب والحراس والأجراس لي
وقصائد الورق التي أنتزعت من الأنجيل لي .
أما أنا فقد أمتلآتُ بكل أسباب الرحيل فلستُ لي .
أنا لستُ لي .
سأحلم كي أرمم داخلي المهجور من أثر الجفاف العاطفي  .
فالجدارية وجه آخر للشاعر أضافة إلى وجههِ الشاعري الأنيق ، فهي مفرد لوني منسوب لأسمهِ ، فهي معانقة للروح وتحريك للوجدان لكونها تغوص في الذات والتأريخ والأسطورة وإلى الأرتباط بالأرض بحائط أورشليم --- بعكا العتيقة ، وأذا أردت أن تفتش عن محمود درويش أستعن بهذا المقطع الجميل من تلك الجدارية :
كلما فتشتُ عن نفسي وجدتُ الآخرين و
كلما فتشتُ عنهم لم أجد فيهم سوى نفسي الغريبة  .
والجدارية نشيد الذات وهي تواجه مصيرها الفاجع والأليم ، يقول :
لا شيء يبقى على حاله ، للولادة وقت ، وللموت وقت ، وللصمت وقت .
كل نهر سيشربهُ البحر ، والبحر ليس بملآن  .
وينتقل درويش في الجدارية إلى جدارية التأريخ يقول : 
أعلى من الأغوار كانت حكمتي ، أذ قلتُ للشيطان :
لا لا تمتحني ---
لا تضعني في الثنائيات .
وأتركني كما أنا زاهداً برواية العهد القديم .
وصاعداً نحو السماء هناك مملكتي .
خذ التأريخ --- وأصنع بالغرائز ما تريد ---  .
وأخيراً : الجدارية رثاء أستباقي للذات ، تعالج ظواهر لغوية وتشكيلية كالتناص والرمز والأسطورة والصور الشعرية الأنيقة والجميلة والتكرار الغير ممل ، وخاطب حبيبته في الجدارية وأظهر شعر المقاومة المقدسة وهو يقول :
علمتني ضربة الجلاد ---- أن أمشي على جرحي.
وأمشي --- وأمشي وأقاوم
 --------------------------------------------------------.
هوامش ومراجع
عبده وازن /محمود درويش --- الغريب يقع على نفسه – 2006 / ألكتروني
د-صلاح فضل- محمود درويش حالة شعرية / القاهرة/
جمال بدران – محمود درويش – شاعر الصمود والمقاومة 1999 .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
 مارس 2020






6

 
تحرير المرأة في المفهوم الماركسي
*عبدالجبارنوري
توطئة / إن تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتشترى بشرعنة حداثوية مزيفة يلغي أنسانيتها ووجودها "نوال السعداوي الفكرة هي ليست أن تأخذ المرأة السلطة من يد الرجل ، فهذا لن يغيّر شيئاً في العالم ، الفكرة تحديدا هي تدمير فكرة السلطة نفسها . " سيمون ديبوفوار "
بمناسبة 8 مارس عيد المرأة الأممي ، ويوم الثلاثاء 14 مارس الذكرى 134 عام على رحيل أيقونة البروليتاريا العالم والفيلسوف الأقتصادي والسياسي الثوري "كارل ماركس" الذي رحل في مثل هذا اليوم من سنة 1883 ، وكذلك بمناسبة العبوة الصوتية التي فجرتها النائبة العبيدي في تعدد الزيجات ، بشرعنة دينية ما هو " ألا زواج بورجوازي( مشاع) بتعدد الزوجات لرجل واحد " !!! .
أن الساحة تعج اليوم بمنابر متعددة رسمية وغير رسمية تعكس المنظور البورجوازي للمرأة بعيداً عن الأهتمام بالمرأة الكادحة وهي تساهم في نشر وعي مزيّفْ حول تحرير المرأة بشكلٍ مبتذل وفولكلوري وبالتالي تؤدي إلى التعتيم على حقيقة المسألة النسوية بشكلٍ متعمد وضرب ستار كثيف على نضال تلك النسوة الرائدات العراقيات المناضلات في مجال حقوق المرأة في خمسينيات القرن الماضي وعلى رأسهن الدكتورة نزيهة الدليمي وسافره جميل حافظ وخانم زهدي وفخريه عبدالكريم وووو ، واليوم المرأة العراقية الضحية تحت سيف الجلاد المتشدد الذي أعلن الردة الثقافية التي تكرس دونية المرأة وأضطهادها ومعادات تحريرها والسعي بأرجاع المرأة إلى العصور الجاهلية كما هللت لها النائبة  العراقية الهمام ، وللحقيقة يجب أن نعترف بأن وضع المرأة عموماً وعلى جغرافية الكوكب لا يحسد عليه في ظل سيادة المجتمع الذكوري ، وطغيان التقاليد القبلية والصحراوية  والحكم الديني الراديكالي والأخواني والمتشدد الظلامي الذي يعتبر المرأة كلها عورة ومعاملتها سلعياً في بازار العهر الداعشي الظلامي .
وهذه آخر أحصائيات الأمم المتحدة والبنك العالمي للمعلومة والمنظمة العالمية للصحة حول أوضاع النساء الأجتماعية والأقتصادية تؤكد الصور الكارثية  المرعبة التي تعيش عليها ملايين النساء في العالم { 70% من فقراء العالم هم من النساء ، كما أن أجور النساء تقلُ عن أجور الرجال ب25% في باقي دول العالم ، وتؤكد نفس الأحصائية ‘لى أن هناك 600 مليون من النساء عبر العالم يعشن أمية كاملة ، وتموت أمرأة في كل دقيقة في العالم بسبب تعقيدات مرتبطة بالحمل والوضع ، 5-6 مليون بالغ مصاب بفيروس السيدا ، وأن 130 مليون أمرأة وطفل صغير يتعرضون للتشويه الجسدي ، و4 مليون أمرأة وطفل تباع سنوياً ، وعلى المستوى العالمي تتعرض أمرأة من كل ثلاثة نساء للضرب أو تجبر على ممارسة الجنس ، وفي ظل النزاعات والحروب القائمة حالياً عبر العالم فأن ثلاثة أرباع الضحايا من المدنيين هم من النساء والأطفال ، ويشكلن 90% من قتلى تلك الحروب ، أما عن مستوى تمثيل النساء داخل المؤسسات الحكومية الأدارية والسياسية عبر العالم فلا يزيد على 13% }.
ماركس والحركة النسوية
أن المنظور الماركسي للمسألة النسوية هو تحقيق المساواة الأجتماعية والأقتصادية الكاملة للمرأة وهو جزء من اللحمة الأجتماعية والسوسيولوجية كما يقول ماركس : لا تحرر المجتمع بدون تحرير المرأة ولا تحرر للمرأة بدون تحرر المجتمع ، ويقول أيضا : أن كلاً من يعرف شيئاً عن التأريخ يعرف أنهُ من المستحيل حدوث تحولات أجتماعية كبيرة بدون حركة نسائية ، وأنهُ بدون النساء لا يمكن أن تكون حركة جماهيرية حقيقية .
ماركس الأب الروحي في نهوض الحركة النسوية في العالم عموماً ، لكونه معلم وقائد حركة البروليتاريا الثورية ، وملهم الحركة النسائية ، وهو الذي وضع جلّ أمكاناته المعرفية الدقيقة والناضجة ، وبدون تحفظ ، ولا مساومات  ولا كلل ، مفعم بالصبر لوضع لمساته الثورية في التغيير الأممي في الأنتقال من الثورة البورجوازية إلى الثورة البروليتارية  في خدمة البروليتاريا العمالية الرجالية والنسائية ،وظهرت أفكاره الفلسفية العملية في تجليات كتبه مؤلفاته القيّمة في كتاب العمل المأجور ورأسالمال 1849 ووالبيان الشيوعي 1848 والصراع الطبقي في فرنسا 1850 والمخطوطات 1857 ونظرية فائض القيمة 1862 و هي مساهمته الفكرية الفلسفية في نهوض المسيرة النسائية في :
-أكد ماركس حقوق المرأة من خلال المفهوم المادي التأريخي بعرضه منهجا دقيقاً وعملياً حول المقارنة بين الوضع القديم الذي أنهار وإلى الأبد في فكرته القديمة بأن المرأة متقوقعة داخل نص وثوابت أسرية قبلية دينية، وقال لا أن الأسرة خاضعة للتغيير والتبدل المستمر وبأضطراد مع تبدل العلاقات الأقتصادية ونظام الملكية وعلاقات السيطرة والخلفية للصراعات الطبقية التي تدفع بالمجتمع الذكوري إلى الرغبة للتغيير   والتي أنهارت وألى الأبد ، وبين تطلع الحداثة ومتطلباتها المقنعة والضرورية ، وتنبأ ماركس بسقوط نمط الأنتاج الرأسمالي عند وصول قوى الأنتاج مرحلة متقدمة من التناقضات الداخلية في الصراع الطبقي والتي بشّر بها الطبقات الكادحة بما فيها شريحة المرأة ، في حتمية أنهيبار التحكم البورجوازي في مصير البشرية والتطلع نحوحياة أفضل وأكثر أنسنة ، كما نكتشف في كتابه رأس المال في ما ورد فيه أشارة قوانين في مساواة المرأة في الحقوق وخاصة في الحلول الموضوعية في عمل النساء والأطفال .
- وجاءت أفكار ماركس حول الأسرة واضحة في (البيان الشيوعي) الذي وجه أنتقادا حاداً للبرجوازي الرأس مالية التي مزّقت العلاقات الأسرية وسلفنتها بمجرد علاقات نفعية مادية ، وأن البروليتاريا تلك الطبقة الثورية تعلن في تجلياتها الأنسانية الأسرية والأجتماعية الصراعات الخطيرة في النظام الرأسمالي ، فهي كفيلة بأزالة أستغلال الأنسان للأنسان وتجاوز التناقضات الموجودة أصلا خلالها ، وفي كتاب رأس المال يوضّح أن الصناعات الكبرى أدت إلى تفكك نظام العائلة القديم وفتح أبواباً للمرأة والأطفال في الخارج .
- وأن كارل ماركس يعلم الأجيال بنظرة شاملة للنضال الثوري بالأستيلاء على السلطة السياسية البورجوازية وإلا سوف لا يرى المجتمع الأشتراكي تحرير المرأة الثورية ، وتبقى أحلاماً تراود الأجيال القا دمة ، وعلى هذا الأساس أحتلت المسألة النسوية دائماً مركزية في النظرية والممارسة ( الماركسيتين ) وحينها تبنتْ " الأممية الأولى " في النظال من أجل أصلاحات بمنتهى الجدية وصاغتها بشكل أستمارة لأستبيان ظروف العمل وكتبها ماركس في 1866 وهي : تحديد طول يوم العمل بأتفاق الجميع على ثمان ساعات ، وتعويض الطاقة الصحية والجسدية مع ضرورة توفر النشاط الأجتماعي والسياسي للطبقة العاملة بما فيها شريحة النساء والأطفال –Minutes of General Council of the First international 1864  ، أقترحوا 8 ساعات للعمل ولا يسمح للعمل الليلي ، أي أن النساء يجب أن يستثنين بشكلٍ تام من جميع أشكال العمل الليلي أيا كان ، وجميع الأعمال المضرّة بجنسهن ، أو تعريض أجسادهن للسموم ، وأكد ماركس في خطاباته ومقالاته وشروحاته لأطروحاته في كتابه رأس المال : لا يمكن تحرير النساء ألا من خلال تحرير الطبقة العاملة بأسرها ، وأن الحركة البورجوازية عاجزة كلياً عن أن يحقق للنساء تحسين ظروف العمل والعيش الأفضل طالما بقيت سلطة الرأس المال والملكية الخاصة فأنه لا يمكن تحقيق المساواة مع زوجها في مستقبل أطفالها .
- النسوية الماركسية ( النظرية النسوية ) ويتمحور العنوان حول نظرية نسوية تابعة لأفكار ماركس للوجود والحياة والصراع بأتجاه تفكيك الرأسمالية كوسيلة لتحرير المرأة ويعتبر هذا التيار : أن قمع المرأة وقهرها بدأ مع ظهور الملكية الخاصة ونتج منه عدم المساواة الأقتصادية والأرتباك السياسي والعلاقات الأجتماعية الغير صحية في نهاية المطاف بين الرجل والمرأة .
تحية أجلال للمعلم والمرشد للنضال الثوري وقائد البروليتارية ومعلم الحركة النسوية " كارل ماركس"
وألف تحية للمرأة في العراق والعالم بمناسبة عيدهن 8 مارس الميمون
الهوامش / * رأس المال المجلد الأول – كارل ماركس . * المناشفة- لينين – موسكو 1918
*كاتب وباحث عراقي مغترب


-


7
يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار--- زهرة وأبتسامة وحب
عبدالجبارنوري
تحية أجلال وأكرام وحب وتقدير لتلك النسوة الناشطات في مجال حماية حقوق المرأة العراقية والعالمية والمجد ليوم 10-3-1952 أنبثاق رابطة المرأة العراقية تلك المنظمة البطلة التي شاركت في جميع مجالات الحركة الوطنية ، حين يزخر التأريخ لهن بقصص كفاح لمناضلات قهرن الخوف وصمدن من أجل مبدأ وطني في الدفاع عن حقوق المرأة ومواجهة الظلم والأستبداد بكافة أشكاله .
ولابد من ذكر أسماء بعضهن – أن أسعفتني الذاكرة –
الدكتوره نزيهة الدليمي
سافره جميل حافظ
شميران مروكل
خانم زهدي
أبتهاج الأوقاتي
سالمه الفخري
سلوى صفوت
زكيه شاكر
مبجل بابان
سعاد خيري ( في حين كانت في السجن )
وها هي اليوم تكمل مسيرتها النضالية بعناد ومثابرة في مشاركتها الفعالة في الأنتفاضة الشبابية التشرينية بطبيبة ومسعفة ومنظفة وطباخة وقدمت أعداداً من الشهيدات والمخطوفات والمغيبات رافعين شعارات نريد وطن أمن وحر، تحية أجلال وأكرام لهن .
والمجد لمشاهير النساء العالميات والعراقيات
أنجيلا ميركل ، مدام كوري ، نازك الملائكة ، زها حديد ، توكل كرمان ، نوال السعداوي ، زكيه أسماعيل حقي ، ألدكتوره أنا سيتيان
وأخيرا / لا يسعني أن ٌقدم باقة ورد تقديرا وعرفانا لجميع نساء العراق مع خالص التهنئة والتبريك ولكل أمرأة في وطني المجروح ، والف تحية لرابطة المرأة العراقية المدافعة الحقيقية عن حقوق المرأة  منذ  68 سنة ولتبقى شعلة وهاجة في دروب نضال المرأة
كاتب  وباحث عراقي مقيم في السويد
في / السابع من آذر 2020




8
خاطرة وردية --- في الأنسنة والحب عند أطفال السويد
عبد الجبارنوري
توطئة :" علموا أطفالكم أن الحب أخلاق وأن الحب كرامة وأن حب الوطن أمانة ، والأمانة لا تخان ؟!"
تشي جيفارا
في شهر أكتوبر من هذا العام أذاعتْ القنا ة الأذاعيّة الخاصّة بالأطفال السويديين خبراً مفادُه : سوفَ نقومُ –نحن أطفال السويد- بحملةِ جمع تبرعات لمساعدة أطفال سوريا ، علماً أنّ الأذاعةَ جُلّها من أطفالٌ بعمر الزهور الى حد 12 عام --- من المذيع والمحاور ومقدم البرامج والعجيب أنّهم يتحدثون بثقة عالية وبلغة الكِبارْ، وأثارَ فيّ أعجابٌا كبيراً  !!!---  يا ترى ما هيّ القوة السحريّة التي جعلتْ من هؤلاء الأطفال كباراً في عقولِهم؟؟؟، وأستغرابي أكثرحين يقومون بهذه الحملة الأنسانية بدون دفع حكومي أو منظمةٍ مدنيةٍ؟
فالأعلان سَرَى مفعولَهُ - بأٍسرع مما نتخيل!!!-بين ألأطفال وذويهم وأنتشروا كخلية نحل  -وبعمر الزهور- يحملون صناديق جمع التبرعات في القطارات والباصات والأسواق والبيوت حين ينتزع منك ألأقناع والعطف بطريقة  طفولية سحرية  بريئة جذابة !!!!
تصور أنْ يقوم بعض الأطفال ببيع بعض من ملابسهم ولعبهم وتحويل ثمنها الى أطفال سوريا ، والبعض من الأطفال السويديين وبالتعاون مع آبائهم  في طبخ الطعام وبيعه في الأسواق  وتحويل ثمنه لأطفال سوريا  ، والأعجب !!!!! أن يلغي بعض الأطفال أعياد ميلادهم الذي يصادف في أكتوبروتحويل تكاليفها الى أطفال سوريا.
حتماً أنّ وراء هذا الجيل من الأطفال بهذه الشخصية الشجاعة والمليئة ثقة بالنفس ومعبأة بحب الخير والمساعدة والعطف في أيام المحّن والحروب !!، نعم نظام سياسي (علماني) لم يُقْحِمْ الدين والقومية في مناهج الدراسة المقتبس من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل وميثاق حقوق الأنسان ، بلْ حتى في المعاملات اليومية وغير موجودة في البطاقة الشخصية أو أيّةِ معاملة ٍ كانتْ !!!! لهذا يفهم الطفل السويدي * العلمانية* بمفهومها الصحيح ، وأصبح بعيداً من التحزب والتخندق لأنّهُ تحصّنَ منها، وأنّ  النشأة التاريخية للفرد السويدي أنه يتقزز من أنْ أحداً سالهُ عن  دينهِ أ و قوميته  ، بالرغم أنهُ لم يسن في الدستور أو القانون ولكنه  محظور عرفاً .
وأقسم بأ نّهُ  لم يسألني أحد عن ديني أو قوميتى وأنا مقيم في السويد منذ  17 عاماً .
 وأن القانون السويدي يعتبر (المرأة والطفل والكلب ) من المقدسات حين يكون لكلٍ منهم أمتيازات وخواص وحقوق لايملكها حتى رئيس الوزراء أو الملك!!!، وتبيّنَ أن الطفل السويدي قد حفظها عن ظهر قلب ومتمسّكْ بحقوقهِ ويطبقها بشكلٍ عملي في حياته اليومية.
تعد السويد واحدة من أفضل الدول في العالم في مجال رعاية الطفل ، ففي عام 1979 أصبحت السويد الدولة الأولى ألتى جعلت من ضرب أو صفع الطفل جريمة جنائية  ، وتأسيس لجنة (حقوق الطفل) ألتى تطبق أتفاقية الأمم المتحدة لعام 1989 الخاصة بحقوق الطفل وتعزيزها في المجتمع السويدي: وهذه بعض القوانين الخاصة بالطفل السويدي: تعد أجازة رعاية الطفل( الأجازة الأبوية)في السويد هي من بين أكثر الأشياء كرما في العالم ، حيث يتمتع الآباء والأمهات بعدد 480 يوما أجازة مدفوعة الأجرللطفل الواحد ، أضافة الى أن التعليم " مجاني" في كافة المراحل الدراسية .
وقانون سلطة (أمين مظالم الأطفال) ألتى تسعى ألى أحترام الطفل وأعطائهِ فرصة التطور والأمان والمشاركة والنفوذ.
يبلغ الطفل سن المسؤلية القانونية عندما يُكْمِلْ 15 عاماً وهذا يعني أنّهُ لا يمكن أصدار حكم بالعقوبة ألا أذا بلغ 15 سنة وعندما يبلغ سن 18 سنة يكون قد بلغ سن الرُشدْ ، وحينئذٍ يحق له أنْ يقررفي أمور حياته وأنْ يحصل على شقة خاصة به ، وله الحق في التصويت في الأنتخابات ، وأن يتزوج ، ويقترض من البنك، وأن يحصل على رخصة القيادة .
وتعتبر حقوق الطفل في السويد من أهم ما يشغل أجندة الحكومة والشعب السويدي، فأصبحَ هناك خطوطٌ مفتوحة للأطفال للتحدٍّث معهم عبر الأنترنيت لطرح مشاكلهم أو أيّةِ أساءةٍ يتعرضون لها سواءًاً بالمنزل أو المدرسة أو بالشارع أو البيئة المحيطة بهم.
وفلسفة الحكومة السويدية أتجاه الطفل هوأنهُ (رجل المستقبل*) : لأن الطفل لديهِ مواهب ما قد تؤهله للمناصب العليا في الدولة والمجتمع ، فلا بد من ضمان حقوقه كاملة حتى ولو كان مريضاً أو معوقاً فلا بُدّ من أعطائهِ كافّة حقوقه في الحياة حتى ولو كانت قصيرة .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في /في الثالث من آذار 2020
 .



   

9
زهير الدجيلي—أبو الأغنية العراقية
عبدالجبارنوري – السويد
في الذكرى السنوية الرابعة لوفاة شاعر الأغنية العراقية " زهير الدجيلي " أعيد نشر مقالة كتبتها في 15-3- 2016وفاءاً لأيقونة الذاكرة الثقافية العراقية ------
زهيرالدجيلي كاتب وصحفي ومثقف الجنوب ، توأم شواطيء الغراف وبساتين الشطرة وطيورها وبلابلها ، وهو دائرة معارف بأختصاصات متعددة في الأدب والثقافة والسياسة حسب مفهوم زهير للأغنية ( هو مزج الوطن بالحب )، وتألق بالشعر الغنائي حتى لُقب بجدارة بأبي الأغنية العراقية لكون شعره الغنائي متوج بحب الأنسانية وملفوف بنسيج مخملي رومانسي يفوح بعبق قداح  بساتين دجلة الخيرممزوجة بنكهة دموع الفرح والحزن، لذا بأعتقادي ترقى أغانيه للملهاة التراجيدية ، وكتب في هذا المجال 180 أغنية أسرت المتلقي ولامست شغاف القلب ، لتعيد بذاكرتنا الغنائية العراقية إلى الزمن الجميل بحلاوته وشجنه وأيقاعاته تلك الذاكرة التي شوهتها سنوات الحروب العبثية الصدامية وسنوات الجمر والدم والبارود ، حتى حسبنا قد غادرنا الربيع إلى الأبد ، وأذا بدرر ومجوهرات كلمات الشاعر المبدع زهير يبعث الروح ولو بأضغاث أحلام محبطة يائسة صحونا على كلمات أغنية يا طيور الطايره  صناعة قامات ثلاثة  المؤلف- زهير ، الملحن – كوكب حمزه – الغناء سعدون جابر )وهو يناغي حبيبته بكلمات سحرية لعلها الفريدة في عالم ملكوت العشق:{كلب الحبيبة مثل شاطي ونهر – مري عليها يا طيور الطايره –وأذا مريتي بيهه تضيع روحي جا وين أضمه } ، وجاءت أغنية ( حسبالي ) الرائعة والتي أختزل بها كل معاناة الشعب العراقي ، وفلسفة ضياع الوطن حينما كان العراقي يسمونه ( المواطن المرعوب ) واليوم صار بفضل الأحزاب الدينية الحاكمة ب( المرعوب والمسلوب ) والضياع على يد أعتى حكومة قلّ نظيرها عند تاريخ الأمم والشعوب في بيع العراق ( شلع قلع ) في مزاد العهر السياسي ، وجاءت كلمات ( حسبالي ) لتسقط ورقة التوت عن أصحاب القرار ، ولسان حاله يقول : حسبالي --- راح أنبدل الصرايف وبيوت الصفيح أبمساكن بيه سكف تستر على الفقراء ، أو حسبالي ---- راشد راح يزرع ، أوحسبالي حجي راضي يقره رسالة العبادي  صح والتي تخص الأصلاح (هناك جزمة أصلاحات --- فيرد عليه عبوسي أستادي مو جزمه – حزمه ، ويرد عليه الحجي أو شنو الفرق أثنينهن ينلبسن ، الله يرحمك يا حجي.
ومن أجل أن لا يكون المقال ( لطم أو بواجي ) هذه بعض كلمات الأغنية حسبالي { محيرني ساعات الصبح شو جنك أتودعني --- أو عدينا أيام الجفا بلوعاتنا وضاع العد --- أو عدينا أيام الوصل ثاري الوصل ما بي عد --- أمفضفض يا شطبة ريحان --- أدري أبهوانه حليان ---ذب الكصايب على متن طاحت نسايم نيسان---- عيني يا أبو خد أو خد ---- شوكك أبكلبي ورد --- وأنت أنت محيرني ---- وأنت انت مرمرني ؟؟؟!!!.
ورحل عنا بصمت وراحة أبدية For ever  كما قال شكسبير ، ومحظوظ حين لم يقرأ الخبر " العاجل " بأستعمال داعش الجينوسايد في أبادة الجنس البشري في ناحية( تازه) بضرب المدينة المسالمة  والآمنة بغاز الخردل السام  الذي يظهرأنه مسموح الأستعمال حسب الضمير العالمي الحي جداجدا !!! .
ولا تحزن يا زهير ونمْ قرير العين ولأن زميلك شاعر مطر ---- مطر ( السياب ) مات على نفس سريرك في يوم ما نسيا منسيا ، وهكذا قدر القامات الشامخة أن تموت في منافي الغربة كالجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين وعبد الرزاق عبد الواحد ، أما رفيقك صاحب الريل وحمد فهو في موت سريري مضمخا مكسورا مشلول الخطى بأنتظار سرب حمام طيورك الطايره ليحلق معها ويلتحق بكم عند { الجوزاء } وألتحق فعلآً بصمت نهاية 2019 بدون بواكي ----
المجد لك يا زهير الدجيلي يا أبا الأغنية العراقية ------
في- 4-3-2018
   

10
حفريات عميقة في شخصية الفرد العراقي
عبدالجبارنوري
توطئة /  " لكل فعلٍ ردة فعلٍ تساويه بالمقدار وتعاكسهُ بالأتجاه " أنه قانون فيزيائي سوف أستعيرهُ بموضوعية لوصف السلوك الأجتماعي والسياسي للفرد العراقي .
هناك سؤال يفرض نفسهُ عن مدى مصداقية الفرد العراقي في الولاء ، حينها راجعت مدونات علم الأجتماع السوسيولوجي والسايكولوجي رست قناعتي في الأستعانة بمنجزات الدكتور علي الوردي عالم أجتماع عراقي ومؤرخ عُرف بأعتدالهِ وموضوعيته وأسلوبهُ السلس ، تشعر أثناء القراءة في بحوثهِ أنهُ يتحدث معك أكثر من كونه يكتب لك ، في كتاباته حرارة وصدق وواقعية وعفوية وبساطة ، مع الوردي يمكننا أن ننظر بعيني زرقاء اليمامة  الثاقبة إلى حقيقة المجتمع العراقي بدون أقنعة بعيداً عن المزايدات الزائفة والمتهافتة والعادات البغيضة والآيديولوجيات الغيبية الوهمية الغير خاضعة للواقعية الملموسة أضافة إلى أن لديه أكثر من 150 بحثا في هذا المجال وخصوصاً كتابهُ " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي " وسوف أركز على طبيعة المجتمع العراقي بكل أيجابياته وسلبياته وتباين طبقاته وبالأخص البدو ومدى تأثيرهم في المجتمع العراقي وما سببه من آثارأستمرت مدى أجيال وأمتزاج الحضارة مع مجتمع البداوة وظهور الصراعات لعشرات العقود وبالتالي الأمتزاج معها بصراع طبقي يشمل مناطق الوسط والجنوب بدون كردستان لأن لها حكاية أخرى لأختلافها جيمورفولوجيا عن باقي مناطق العراق .
فهي محاولة متواضعة في تفسيربعض الظواهر الأجتماعية في المجتمع العراقي على ضوء ثلاث فرضيات : أزدواج الشخصية وصراع البداوة والحضارة والتناشز الأجتماعي ، تلك هي حفريات الدكتور علي الوردي في الشخصية العراقية ، والتي هي بمثابتة دراسة مقارنة لطبيعة المجتمع العراقي وبناه الظاهرة والمخبأة وصراحة أستطاع العلامة الوردي أن يصوغ مفاهيم أجتماعية توقف عندها الزمن وشغلت الذين جاءوا بعده لآنها كانت ولا زالت بمثابتة الشرارة التي فتحت نيران الأسئلة حول بصمات طبيعة الشخصية العراقية.
أن ما تعرض لهُ المجتمع العراقي عبر تأريخه المئوي منذ تأسيس حكومته الوطنية في 1921 الكثير من المطبات والكوارث الطبيعية والأجتماعية والأنظمة الشمولية وفيضانات مدمرة والطاعون تتمثل بأفعال فيزياوية تتقارب من صدمات كهربائية هزت كيان الفرد العراقي وحفرت شقوقاً في اللاوعي وعملت على صياغة شخصية الفرد العراقي الذي يصفهُ علي الوردي في كتابه الموسوم " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي " يقول : { لقد أجمع علماء الآثار أن وادي الرافدين كان مهبط حضارة تعد من أقدم الحضارات في العالم ، وقد شاركهُ بهذه الميزة " مصر " وقد أختلف  بعض العلماء حول أيهما أسبق حضارة من الآخر ، ليس هذا المهم أنما ما يهم هو معرفة أن العراق أحتضن منذ بداية التأريخ البشري حضارة مزدهرة ، وأزدهرت في العهد العباسي حتى صارت بغداد العاصمة بودقة أجتماعية ضخمة تذوب فيها خلاصة ما أبدعهُ البشر من تراث حضاري }أنتهى .
لقد شخصتُ بعض من العادات السيئة المستلبة في شخصية المجتمع العراقي كردود أفعال جراء مؤثرات عنف الطبيعة والغزوات والأوبئة والفيضانات والمجاعات والنظم الشمولية ، وكذلك أن أبرز الأفعال المؤثرة في طبيعة شخصية الفرد العراقي هي الحقبة ( العثمانية ) خلال أربعة قرون الأخيرة مما جعل جغرافية أرض الرافدين منطقة صراع بين الفرس والأتراك لأستغلال مواردها الطبيعية ، والنزوحات البدوية والأنقلابات العسكرية المتكررة ، والأحتلال الأمريكي في 2003 والتعسف الأرهابي الداعشي والأنفلات الأمني وأستقواء الميليشيات وغياب القانون كل هذا الكم الكارثي المستلب كانت مخرجاتها هذه الحفريات العميقة في شخصنة الفرد العراقي : 
أن تقارب الجسور الجغرافية لوادي الرافدين من الجزيرة العربية وصحرائها السالبة كانت قد دفعت بموجات بدوية الواحدة تلو الأخرى عن طريق الفتوحات أو عن طريق التسلسل التأريخي ، لابد من هذه الموجات لها وقعٌ كبير كفعل فيزياوي مؤثر لوقوع الشعب العراقي بين نظامين متناقضين من القيم الأجتماعية :نظام- قيم البداوة الأتية اليه من الصحراء المجاورة وتلك البداوة ونزوعها إلى الحرب بروح قبلية  بالأستقواء بمفاهيم القوة والعزة وعشق الحرية والمثل الثقافية البدوية مثل الأجارة والغيرة وقيم الضيافة وأيواء الطريد ، ونظام - قيم الحضارة المنبعثة من تراثه الحضاري القديم ، فكان ردة الفعل : أن يعاني الفرد العراقي صراعاً أجتماعياً وثقافياً على توالي الأجيال فهو من ناحية لا يستطيع أن يطمئن إلى قيمه الحضارية زمناً طويلاً ولا يستطيع أن يكون بدوياً لأمتلاكه وفرة المياه وخصوبة تربة الرافدين تضطرهُ إلى تغيير القيم البدوية الوافدة أليه لكي يجعلها ملائمة لظروفه الخاصة فقد أنفتح أمامه طريقان متعاكسان فهو يضطر أن يسير فيهما في آنٍ واحد ، فهي :-
-( الأزدواجية ) في شخصية الفرد العراقي كردة فعل  ، يقول الوردي في هذا الموضوع : ( العربي بدوي في عقله الباطن مسلم في عقله الظاهر ) ، ومن الأفعال التي صدمت الفرد العراقي عبر أربعة قرون من الصراع العثماني العربي وأبتلاء المجتمع العراقي بكثير من التناقضات والرؤى المتقاطعة في مختلف المساءل الفقهية والفلسفية والسياسية والثقافية وكانت ردة الفعل أن يقع الفرد العراقي ضحية هذا الصراع وأكتفى أن يتقمص بعضاً مما أستجد من أفكار ورؤى وسعى أن يكون جزءاً منها بدون أن ينزع جلباب العشيرة والطائفة والمنطقة ويتخلص من دائرتها الضيقة ينطبق عليه قول نزار قباني : ( لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية ) ، والحصيلة الحداثوية اليوم أن الفرد العراقي تغيّر سريعاً في الجوانب المادية ولكنهُ تغيّر ببطء في الجوانب الثقافية والقيمية .
- التناشز الأجتماعي الذي يميّز المجتمع العراقي والذي هو التفاوت في التغيير الأجتماعي وهو مولد للمشاكل الأجتماعية من أبرزها ظهور أزدواج الشخصية ، ويؤثر سلباً على البنى الفكرية للأفراد ويغلق منافذ الوعي والتفتح الثقافي لتلوث اللاوعي في الذات البشرية بالرواسب القبلية والعادات العشائرية التي هي وريثة البداوة الصحراوية ، ويقول الوردي في في كتابه ( دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) : سيبقى التناشز الأجتماعي شاخصاً في حاضرنا ويخترق هيكليتنا الأجتماعية دون النظر في التغيير .
-الصراعات الدائمة والمتوارثة في المجتمع العراقي كصراع العشائر مع بعضها وصراع الحكومات ضد العشائر ، وصراع الحضر البداوة وتعبير أدق صراع المدن مع الأرياف .
- ظاهرة التديّن في التشيع والتسنن والتصوف .
- الأزدواجية الشخصية في المناطق الحضرية .
- ظهور نخبة النفاق الأجتماعي المتمثلة بوعاظ السلاطين التي ظهرت جلياً منذ العهد العباسي وتمحورت بشكل طبقة واضحة مع العصرنة الحالية .
- أجمع علماء الأجتماع أن في صفات (البعض) من الشخصنة العراقية الغوغاء واللصوصية ونزعات جرمية وتخريبية .
- والبعض من المجتمع العراقي سماع للسوء ميال للفوضى .
- أن الشعب العراقي اليوم منشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي أكثر من أي شعب عربي .
- أهتزاز المنظومة الأخلاقية للمجتمع العراقي في العهد الأمريكي
كاتب وباحث عراقي
في 17-2-2020


11
الناي السحري ---- "موزارت "
عبدالجبارنوري
"موزارت " معجزة فريدة في التأريخ الموسيقي وأنجازاتهُ في جميع أشكال وأنواع الموسيقى الكلاسيكية ، ومهارة في التأليف الموسيقي بيد أن القدر لم يمهلهُ حيث عاش 35 عاماً مؤسساً مدرسة موسيقية مشخصنة بأسمه " موزارت " ترك بصماته في أرواح عشاق الموسيقى وأثبت أن الموسيقى غذاء الروح وشفاء للمادة الجسدية المريضة بأستعمالها في الطب الصيني القديم والحديث بسمفونيات وسوناتات العبقري موزارت ، وأثبتت الموسيقى هي اللغة العالمية المشتركة بين كافة الحضارات ، وأنها تلك اللغة الخلابة التي تسلب الأفئدة وتُذهِبْ بالعقول لكونها روح مفردات الحياة في كوكبنا الجميل وخطوة أبعد هي حياة الكون الغير ملموسة ، وهي التي تدلُ على قيمة التراث والأصالة عند كل الشعوب .
والعبقرية ظاهرة غير متكررة وغير موروثة وأجلها قصير ، وتبقى العبقرية الفنية هي الموهبة ، وقديماً قيل : أن ما بين الذكاء والموهبة قنطرة وما بين الموهبة والجنون شعرة ، وموزارت أصيب بمرض عضوي لم يؤثر على قدراتهِ الموسيقية لأنها موجودة في تلافيف جزء خاص بالموهبة في مخهِ منذ الطفولة ، وذاع صيتهُ وشهرتهُ الموسيقيّة بين وطنه الأم النمسا و ثُمّ بريطانيا وأيطاليا وفرنسا ، وتألقت أبداعاتهُ الفنية بعد وفاتهِ حتى أخذت أنغامهُ السحرية الخلابة تشدو في جنبات وفضاءات القاعات الزجاجية من البنك والصندوق الدولي في أمريكا على أعتبار أن  الثقافة تسهم في التنمية البشرية وفي قدرة الفنانين على تحرير خيال البشر وأطلاق أبداعاته الكامنة في السلع والخدمات .
وعند الدخول إلى عالم الموسيقى أو العالم الروحي نجد أنفسنا أمام (الكبار) في الأبداع الموسيقي أمثال"موزارت" حتى أن ( غنيات ) المطربة اللبنانية فيروز في{ يا --- أنا – يا أنا وياك ، وبياع الخوات ، ومن أيام الولدني}  كانت من ألهام سمفونية موزارت 40 و41  أن "موزارت " معجزةٍ فريدةٍ في التأريخ الموسيقي وأنجازاتهِ في كل أنواع وأشكال الموسيقى الكلاسيكية ومهارة في التأليف الموسيقي ولكن الزمن الغادر لم يمهلهُ حيث عاش 35 سنة مؤسساً مدرسة موسيقية مشخصنة بأسم " موزارت " 
هو فولفغانغ أماديوس "موسارت" 1756 -1796 ولادة سالزبورغ النمسا ، مؤلف موسيقي نمساوي من أعاظم المبدعين في تأريخ الموسيقى ، رغم أن حياتهُ كانت قصيرة ، فقد نجح في أنتاج 626 عملاً موسيقياً ، وهذه بعض نماذج من أهم أعمالهِ العبقرية : الريكويم أو ( القداس الجنائزي )  الغير مكتملة ، والسمفونية 40 ، السمفونية 41 الرائعة ، وأهم أعمالهِ الدرامية : أوبرا الناي السحري باللغة الألمانية  ، وزواج فيغارو، وفي الرومانسيات سوناتو البيانورقم 8 ، أوبرا دونجيفاني ، وكونشيرتو الكلارانيت ، وكونشيرتو البيانو رقم 24 ، فكان رمزاً للعصر الكلاسيكي ، وكان ملحناً متنوعاً فألف في كل أنواع الموسيقى من أوبرا وكونشيرتو وسيمفوني وتتخلل كل هذه الأبداعات الرباعيات الوترية والخماسيات الوترية وسوناتات البيانو ، وهذه النتاجات لم تكن من أكتشافات موزارت بل أن العبقري الشاب أضاف لها التقيدات التقنية وأطرها بلمسات شفافة من العاطفة الروحية المقدسة وخاصة في جوانب الموسيقى الدينية والكنسية ، فظهر في موسيقى موزارت الوضوح والتوازن والشفافية والدقة التي هي أساس مصدر القوّة التي ظهرتْ - كما يجمع النقاد – في رائعتهِ ( البيانو كونشيرتو 24 ) والسمفونية 40 وأوبرا دون جيفوني ، فأصبحت مقطوعاتهِ تدرس كأساس في الموسيقى الكلاسيكية وطغتْ تأثيرات أبداعات موزارت في مؤلفات ( بيتهوفن وشوبان وتشايكوفيسكي ) ، وأنّ بعض النقاد ذكر أن موسيقاه تتسم بشيءٍ من الحزن في غياب الفرح والرجل قد جمع أعلى درجات النضج كموسيقي منذ سنوات طفولتهِ الأولى ، وأجمع النقاد في زمنهِ وبعد رحيلهِ الأبدي " كانت الموسيقى حاضرة معهُ وفيه " لم تكن الموسيقى لدى موزارت وسيلة للعيش بل أوجد مدرسة خاصة بهِ في عصرهِ وبعد مماتهِ تدعى " الموزارتيه " بل ترقى إلى " ظاهرة موسيقية " مسجلة براءة أختراع مشخصنة بأسم موزارت ( أنيس منصور / كتابه الناي السحري – موزارت ) ، وقال فيه الموسيقار تشايكوفيسكي : أني أجد الجمال والبهجة وحب الحياة في موسيقى موزارت ---- أنهُ رمز الصحة والعافية والمرح والجمال ونعيم الدنيا ، وقال أنشتاين عالم الفيزياء الفضائية  : موتسارت أعظم موسيقار في العالم --- بيتهوفن خلق موسيقاه بيد أن موسيقى موتسارت من النقاء والجمال لدرجة تجعلنا نحسُ وحدها كجزأ من الجمال العميق لهذا الكون في أنتظار عبقري يكشف عنها الغطاء ، وقال فيه الناقد ( أنتوني تومازيني ) وهو أحد أشهر كتاب الموسيقي الكلاسيكية في نيويورك قال في موزارت : يعتبر موزارت أعظم المؤلفين الكلاسيكيين من غير الأحياء في التأريخ ، وتعتبر أعمالهُ أنجازاً بشرياً مدهشاً وليست نصباً حجرياً تذكارياً أنما هي كائنات حيّة تتنفس بين ظهرانينا ، وللأشارة أن الناقد قد وضع قائمة تضّمُ مشاهير الموسيقيين الكلاسيكيين وفي مقدمة القائمة باخ وموزارت وبيتهوفن وشوبرت .
وكانت المفاجأة أكتشف الوسط الفني في النمسا في نهاية القرن التاسع عشر أكثر من ثلاثة آلاف رسالة مكتوبة بخط موزارت والتي أصبحت فيما بعد تراثاً فنياً ثراً تعود لشخص موزارت الموسيقي أطلقوا عليها أسم ( رسائل موزارت ) وأضيفت إلى التراث الفني الثقافي الأوربي ، وتنقلنا أدبيات الرسائل إلى موهبة موزارت في النقد الفني للموسيقى بالذات والذي ينحو إلى مسارٍ أجتماعي وأدبي وأخلاقي وأحياناً سياسي ، فالأعتراف معلن من المحفل الفني الأوربي في القرنين الثامن والتاسع عشر ، وحسب قناعتي تشكل براءة أختراع فعلاً مع وسام شرف في الأبداعات المبكرة في مدونات موزارت الموسيقية و الرسائل والنقد الفني للموسيقى ----
الهوامش/
أنيس منصور –الناي السحري- موتسارت /
مجلة الحياة الموسيقية – وزارة الثقافة السورية / محمد حنانه – موتسارت 2012
كاتب وباحث عراقي مغترب
في / -62-2020 ستوكهولم


12
تحرير الأنسان في رواية "وسقينا الفولاذ "
عبدالجبارنوري
الحياة أعزُ شيء للأنسان ، أنّها توهب لهُ مرّة واحدة ، فيجب أن يعيشها عيشة لا يشعر معها بندم ومعاناة لسع الجلد الذات وندم مرعب على السنين التي عاشها .
 وليستطع أن يقول وهو يحتضر : كانت حياتي وكل قواي موهوبة لأروع شيء في العالم : النضال في سبيل تحرير الأنسان "---هذا ما قاله الروائي والكاتب الروسي الأوكراني (نيكولاي أوستروفيسكي ) وهو على فراش الموت بعمر مبكر وهو سعيد لا يشعر بندم ولسع الذات طالما هو شارك الجموع الغفيرة في تحقيق الأمنية الغالية ( النضال في سبيل تحرير الأنسان ).
 في موسكو تجد متحف في وسط المدينة أسمهُ " متحف نيكولاي أستروفيسكي " وأن أول ما يلفت النظر في المتحف هو قول نيكولاي على لسان بطل الرواية الطفل ( بافل ) والذي نُقش على قاعدة تمثالهِ "تعلّمْ أن تعيش حتى ولو أصبحت حياتك لا تطاق " ويأتي أليهِ طلاب المدارس والجامعات ليتعلموا الصبر والشجاعة والصمود ، رواية "كيف سقينا الفولاذ How The Steel Was Tempered "للروائي نيكولاي أستروفسكي 1904 -1936 الأوكراني الروسي ، كتابهُ هذا أصبح سلاحاً متعادلاً مع جميع أساليب الكفاح للحصول على الحرية ، وأصبح الكتاب فعلاً سلاحاً مؤثراً أيام الحرب ضد الفاشية حينها وضع الجيش الأحمر صور بافل وأسترفيسكي على دروعها في أقتحام الدبابات شوارع برلين الهتلرية ، ويقول حقًاً أننا سقينا الفولاذ بصمودنا الأسطوري ، وكذلك سارت مفاهيم الكتاب الكفاحية مع تقدم الجيش السوفييتي عام 42 لحماية سقوط مدينة الصمود ( لينينغراد )لسكانها 4-2 مليون نسمة  لها الحق أن تفتخروتقول : حقاً أننا سقينا الفولاذ بصمودنا الأسطوري 872يوماً معاناة مرعبة في نقص الغذاء والدواء والوقود والحليب ل 400 ألف طفل ، والعامل الذي ساعد على الحفاظ على الأرواح من الموت الجماعي هو وجود بحيرة ( لادوغا ) في الحدود الجنوبية للمدينة الشريان الوحيد في توصيل بعض المؤن والذي أطلق عليه ( طريق الحياة ) .
والتأريخ يحكي لنا مأثرة أخرى للشعب السوفيتي في حرب الشتاء السوفييتي القارص في تصدي الجيش الأحمر ببطولاتٍ خارقة لمعارك ضارية ضد الغزاة خلال شتاء قارص البرد من عدة جبهات مكللين العدو الشوفيني ألآلاف من القتلى وأضعاف الجرحى وأضعاف أضعاف أسرى محققين ذلك الأنتصار التأريخي ويبتسم حينها نيكولاي ويردد : --- وسقينا الفولاذ .
الأفكار الرئيسة التي وردت في الرواية :
-البحث عن المثل العليا كفاتورة للمحن القاسية عبر التضحيات من أجل العدالة الأجتماعية وحرية الأنسان .
- قوّة لتحريك روح الأرادة في الأنسان .
- من الأعمال الأدبية التي روجت لبناء الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي ، حين أعطى نيكولاي دفعة عظيمة للأدب الأشتراكي والتي تتصف  بالمدرسة لواقعية .
- تتميز أبواب الكتاب بالشكل والمضمون بأختلافٍ عن الأدب البورجوازي وحتى أدباء عصره من الأشتراكيين لكون روايتهُ " كيف سقينا الفولاذ " أحداثها تسير بعدة أتجاهات حيث تسير على أكثر من جبهة من النضال النقابي فالنضال الفكري الأيديولوجي وثم إلى الحروب والقتال وفضح أعداء المسيرة السريين والعلنيين داخل السلطة السوفيتية والحزب ودول الجوار والعالم مثل بولندا وألمانيا .
- يطرح أفكار فلسفية في العديد من القضايا التي تهم الأنسان عموما والأشتراكية السوفيتية بشكل خاص .
- تفضح الرواية مستلبات الدكتاتورية القيصرية الأقطاعية والكنيسة ورهبانها .
- ويرسم خارطة النموذج الأشتراكي العلمي بهذه الركائز{ العمل الجماعي –العقيدة – الأخلاق – فلسفة العمل – فلسفة الحرب – الصراع الطبقي } .
- المزج بين الثورة والحب بعفوية مطلقة هو تجسيد وترجمة حرفية لتقديس الحياة والتضحية لديمومتها .
- بأعتقادي الرواية تحكي الكفاح المسلح أيام الثورة البلشفية كما هو واضح في الجزأ الأخير الثالث من الرواية .
- وينقلنا الكاتب إلى أوكرانيا عام 1918 وثمة حب رومانسي شفاف وسط نيران الحرب وإلى التفاني والأمومة ويسدل الستار بمأساة الفلاسفة(لحتمية الموت) .
- فكانت الرواية شهادة أبداعية عن معنى الحب والحرب والشجاعة والصبر والصمود والكفاح في سبيل الحياة الجديدة .
كلمتي الأخيرة " أن نيكولاي أوستروفيسكي تقارب فلسفياً مع أرنست همنغواي في مفهوم البطولة  والتضحية والشجاعة وحب الحياة فالأجراس تدق ( لبافل) بطل رواية كيف سقينا الفولاذ ، و(لروبرت جوردن ) بطل رواية لمن تدق الأجراس .
عبد الجبارنوري – كاتب وباحث






13
اليسار العراقي المأزوم
عبدالجبارنوري
وبدأ التشقق يدبُ لكيانات التكوينات اليسارية بعد أنهيار منظومة الأتحاد السوفيتي وسيادة الضبابية عليها ، وأننا كنخبة مثقفة يسارية معنيون وبما حاجة ماسة إلى أعادة بناء اليسار لدوره الواقعي في كونه يمثل واقعية الطموحات المستقبلية في تحقيق آمال الجماهير ودحض النظريات الرأسمالية المهادنة للأستعمار والأستبداد ، وهو الأكثر وضوحاً في تلمس مشكلات الواقع ، وأن النخب اليسارية هي المؤهلة في تكوين كتلة وقيادة الجماهير المسحوقة وبالتأكيد حينذاك تنسحب أليها الحركات الأخرى ، وأن اليسار قادر لمواجهة الزحف الأمريكي الذي يمثل النظام الرأسمالي العالمي ، وهو قادر على تأسيس مشروع نهضوي عراقي وعربي بالوقوف بوجه الأحتلال السافر للعراق في 2003 ، والأحتلال (  المموّه ) لبعض دول الجوار ودول الخليج المدعومة صهيونياً .
وبالتزامن مع أنشطار الجماهير المؤيدة لتيار اليسارالمتشظي أصلاً كان حصيلة هذه الهزة الفكرية أنطفاء محركها الطبقي وأفول وهج الآيديولوجيات الثورية ، بأعتقادي ذلك أوضح نعي جماهيري للذات الحاملة للمشروع الثوري الذين هم اليسار العراقي وآيديولوجياتهِ العلمانية والتي أصيبت بفايروسات الكوسموبوليتيه* الرأسمالية المعاصرة وذلك بأعلامها الموجه الذي يصعب مقاومتهُ ، وعلى أثر هذا الصراع الطبقي وتدخلات العساكرفي تطبيقها لغة الأنقلابات وبالتحديد في ستينات وسبعينات القرن الماضي أضافة إلى هيمنة الكوليونالية البريطانية والأمريكية المتعددة الرؤوس بكارتلاتها الأحتكارية التي من الصعوبة مقاومتها لحصولها على تأييد  ودعم  من القوى الرجعية والأقطاعية زاد في أنقسام اليسار العراقي إلى ماويين متأثرين بالتجربة الصينية والفيتنامية والهرولة نحو ترجمة مشاريع تعريب الماركسية بتجارب هزيلة ومتهافتتة كأشتراكيات حميدة ورشيدة متجاهلة خط الأشتراكية العلمية بسبب هوس فوبيا الشيوعية ، ولعل هناك سبب جوهري آخر لتشظي التيار اليساري  هو في تكثيف الأحداث المفصلية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات في الأحداث التالية  :
1-الثورة الأيرانية 1978
2- أنسحاب مصر من الصراع العربي – الأسرائيلي 1977
3- أغتيال السادات على أيدي الأسلاميين 1981
4- أندلاع حرب الخليج الأولى 1980- 1988
أضافة إلى ظهور دكتاتوريات قمع بوليسية قطّعّتْ العمل السياسي بشكلٍ ممنهج على سبيل المثال لا الحصر أنقلاب شباط الأسود في 1963 ، فتفكك اليسار العراقي إلى ماوي وقومي ناصري وقومي سوري وأسلاموي متطرف فتحولت تلك الحركات المهزوزة من اليسار الماركسي التحرري إلى الهرولة نحو كراسي السلطة وغابت معهم الدولة المؤسساتية .
وللوصول إلى مفهوم دقيق لليساريجب أن يقوم على أسس متينة ونقية خالية من الشوائب الطفيلية والنفعية والأنتهازية ، وان يكون مستعداً ومشاركاً فعالاً في الصراع العالمي اليوم المتمثل في سطوة الأمبراطورية الأمريكية القائمة على الأحتلال والأستحواذ على خيرات الشعوب ، وتبني المشكلات الواقعية وتحقيق الهدف العام في دخول الحداثة في المنجزات العلمية والسياسية أضافة إلى التأكيد على المشكلات الأقتصادية والتي هي الهدف المنشود ، وان يكون المدافع الحقيقي عن مصالح الطبقات الفقيرة والكادحة إذا سوف يكون اليسار في قلب عاصفة ( الصراع الطبقي ) ويكون حقاً أيقونة الشعوب المضطهدة بتحقيقه الديمقراطية السياسية والديمقراطية الأجتماعية .
والذي نراه على صفحات الخارطة السياسية العراقية تثير حالة الأستقطاب الحادة بين أقطاب المعادلة السياسية غياب قوى اليسار التقدمي وحالة التشظي التي باتت تميزهُ في ظل أنحساره وتراجعه وأنشقاقاته وتشرذمه بعد أحداث  غياب التجربة السوفيتية ، ولا بأس حين تكون سمة الأنشقاقات تميّز عموم الأحزاب المحلية والأقليمىة بل وعموم الأحزاب العربية المختلفة التوجهات والبنى الفكرية خصوصا منها الأحزاب التأريخية وبالتحديد أحزاب التيارات اليسارية والقومية وبعده الأسلامية  .
وكان لتداعيات غياب اليسار في العالم وكذلك في العراق وعموم الوطن العربي وأفول نجمهِ كانت في بروز ظاهرة ( اليمين ) المتطرف في الغرب الأوربي وأمريكا وبروزها على الساحة السياسية الأوربية وهي أحدى أكبر الظواهر السياسية أهمية خلال العقدين الأخيرين وقلبت الأجواء بشكلٍ غير طبيعي في واشنطن بالذات وهذا معناهُ أن الأدارة في جغرافية هذه المساحة الواسعة واقعة تحت تأثير ممثلي الفكر اليميني المتطرف من مؤسسات وأفراد ، وأن الخطاب الأمريكي بعد الألفية الثانية من هذا القرن قد مال ناحية اليمين المتطرف فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وخاصة بعد أنهيار مفاوضات كامب ديفد للسلام عام 2000 بزعامة بيل كلنتون ، والواقع المخيف بأعتقادي: أن هذا التقدم السريع لأحزاب اليمين أصبح رقما صعباً في المعادلة السوسيولوجية الجمعية الغربية حيث أصبح بأمكانهِ ( أزاحة ) اليسار بالطريقة الديمقراطية .
وهنا يتحتم علينا تشخيص صفات اليسار السياسي والأيديولوجي ، ولو أنها من الصعوبة بمكان في تشخيصها والوقوف عندها ، والآن مرّ نصف قرن على أطلاق المفكر الأكاديمي اليساري الدكتور عقيل الناصري تسمية ثورة 14 تموز 1958 بالثورة الثرية والثرة كاشفا ً أساليب الأستعمار والأستغلالها الأقتصادي ، وكانت الحصيلة أن تسرق الثورة بواسطة الأقطاع والكوليونالية البريطانية واليمين الرجعي فكان ذلك أقوى نكوص لليسار العراقي وتشقق الأرضية المؤسساتية للثورة الكلية ، ثم أزدادت الحالة أكثر نكوصاً في ظهور الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي وكل هذه الأنحسارات والضمور السياسي والأجتماعي برزت تداعياتها إلى أن تطفح على السطح العراقي أنقسام الجماهير حسب مصالحها الطبقية إلى عصبيات أثنية وطائفية وتشظي اليسار العراقي إلى اليمين المتطرف بتأثير المد القومي الناصري وإلى اليسار المتطرف برفع شعار الكفاح المسلح من قبل تيارات منشقة بعد ميثاق الجبهة في 1978 بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث الحاكم( المثير للجدل ) ، وتوسعت الهوة التي تفصل ما بين شعارات محاربة الأمبريالية والفاشية وممارسة الأحزاب اليسارية والبورجوازية ركوب التخندق الطائفي خصوصاً بعد سنة الأحتلال الأمريكي 2003 ، حيث يبدو لنا تلاشي اليسار التقدمي من على المسرح السياسي بظهور التناقضات جلية في عمق الشعب العراقي بأختفاء أفقها الثوري لتحل مكانها الأسلام السياسي الراديكالي بجلباب طلاب سلطة بغياب طلاب دولة يستمدون سلطتهم من الميليشيات وأمراء مناطقها .
*الكوسموبوليتيه :هي أتحاد الشركات الرأسمالية المتعددة الجنسيات ( أللاقومية ) الأحتكارية .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

14
لغزكرسي --- وأزمة "صدمة" مفتوحة
عبدالجبارنوري
وكانت حكاية أنتفاضة ترقى إلى ثورة تصحيحية ، للأسف بطعم تراجيدي مأساوي دموي في ساحة التحريروسط بغداد الحبيبة وشاهدها جدارية الحرية الحمراء لجواد سليم ، في الأول من أكتوبر 2019 بمظاهرات شبابية ثورية صاعدة بشعارها الخالد " نازل آخذ حقي " دفعت أستحقاق فاتورة ثقيلة دماء زكية لأكثر مئات الشهداء وآلاف جرحى ومعوقين ومفقودين ومخطوفين ، أحرقت أوراق الحكومة الغارقة بسوء الأدارة .
والغليان الشعبي يتصاعد في مدن الوسط والجنوب وساحات التظاهر تؤكد رفضها تدوير الوجوه وترشيح شخصيات متحزبة ، وأصبح الصراع على تدوير الكتلة الأكبر هو صراع مصالح وليس حجة فراغ دستوري لأنهُ لا يتحقق الفراغ ألأّ بغياب واحدة من الرئاسات ، فيما إذا أعتبرنا أن رئيس الوزراء المستقيل موجود والمكلف بتصريع الأعمال دستورياً.
والسؤال الذي يفرض نفسه : لماذا  الوسط والجنوب ؟ لكونها مستلبة الحقوق والغارقة بثالوث الموت البطيء المرض والجهل والفقر ، فحراك الشارع العراقي بهذا الشكل من التظاهرات العنيفة والصاخبة والغير مسبوقة في أنطلاق صوت الأحتجاج حسب قناعتي ترقى لأزمة مستعصية مستديمة بل أخذت أبعاد "صدمة " بالنسبة لأصحاب القرار السياسي والكتل السياسية التي لاتزال لم تستوعب هذه الصدمة كان عليهم أن يدركوا أن شارع 2019 ليس شارع 2003 وأن العراق تحوّل إلى كتلتين : الشارع والكتل السياسية ، ولم يستوعبوا ثقافة وحضارات البلدان التي عاشوا فيها وما زال بعض من الكتل السياسية مصراً على ترشيح متحزبين لرئاسة الحكومة وهو بالضد من مطالب المتظاهرين ، أصبح كما نرى اليوم تمسك كتلة البناء بمرشحها السهيل وهو ما يؤكد تمسك الكتلة بمكاسبها ، والحقيقة المرّة : أن الطبقة السياسية تعاني من التأخر في أستدراك الخطأ ، وكأن الشعب العراقي المبتلى يعيش على فوهة بركان عيوننا ترنو بحذر وترقب إلى " حراك الليلة الأخيرة بأنتظار الكتلة الكبيرة " والحقيقة التي فرضت نفسها : لا يستطيع أي طرف فرض مرشح لرئاسة الوزراء ، ولا أضمن ترشيح شخصية خارج الكتل لرئاسة الوزارة ، وربما لن يمر مرشح لرئاسة الوزراء ( ألاّ ) بالتوافق السياسي بين الأطراف السياسية المعنية والمنتفضين ، لأن المنتفضين في الساحات شركاء للساسة والشريك الأكبر في صناعة القرار ، ولتتوقف الأحزاب تهافتها على منصب رئاسة الوزراء لتيقنها أنّها مؤقتة ذات مسؤولية أقل ، ورئيس الجمهورية هو الآخر في وضع قلق لايحسد عليه فهو تحت ضغوطات قوية من الكتل الشيعية ودول الجوار والمحتل لأمريكي ، لذا أصيب بالدوار حزم حقيبة سفره إلى السليمانية ليهرب من الدوامة التي أبتلي بها ، ليعلم ان سفره هروب إلى الأمام لأني أذكرهُ { إذا لم يسمي رئيسا للوزراء ضمن الوقت الدستوري 16 يوم يعتبر خرقاً دستورياً يحاسب عليه وفق الدستور والقانون } ، ثم يبدو لنا أن رئيس الجمهورية يتعامل مع هذا الملف بالذات بسذاجة ومزاجية في اختيار مرشح لرئاسة الوزراء ، أقول لهُ ولأصحاب القرار السياسي :أن أختيار رئيس الوزراء معركة صغيرة في حربٍ طويلةٍ .
فأصبح هذا الكرسي اللعين لغزاً كرته تتقاذف بين الكتل السياسية كل يبكي على ليلاه ويبدو أنه لغز محيّرأرسله الرئيس إلى العراف في المحكمة الأتحادية بكتاب توسل " أفتونا يرحمكم الله " فجاء الحل مرضيا  للبعض وكارها لأخرى ، ورد عليهم الشارع العراقي الملتهب نحن الكتلة الأكبر بعدد شهدائنا ال 400 فهي أكثر من رقم نوابكم ال 329.
فأحتجاجات الشارع العراقي أزمة مفتوحة من دون أفق لأن الذي حدث في أكتوبر " حوار طرشان " بين المتظاهرين والحكومة التي أستفاقت من هول الصدمة لجأت إلى الحلول الأصلاحية ب17 قراراً تشمل تدابير أجتماعية تتراوح بين مشاريع أسكان ومساعدات إلى الشباب العاطلين من العمل وأعتبار ضحايا التظاهرات والقوى الأمنية شهداء وطرح أراضي سكنية لمحدودي الدخل وفتح باب التطوع للشباب بالجيش العراقي ، ولكن هذه الأصلاحات رفض سماعها المتظاهرون لكونهم صعدوا من سقف مطالبهم بطرحهم في 25 أكتوبر شعاراً { الشعب يريد أسقاط النظام } وهو تصعيد خطيرللوضع السياسي برمته أما الحكومة العراقية حسب رأيي : لم تقرأ الوضع السياسي و تكتشف نوع الأزمة جيدا فأخذت تتصرف بعشوائية وتخبط و تشخيص مستقبل ما سيؤول أليه العراق . أحتجاجات العراق فعلاً أزمة مفتوحة من دون أفق وغرق في حلقة جديدة من عدم الأستقرار ، وربما قد تكون أخطر ما يواجهه منذ أحتلال العراق 2003 ، وجاءت الأحتجاجات في لحظة حرجة بالنسبة للعراق الذي أصبح بين فكي المطرقة والسندان بين حليفه الأمريكي وصديقه أيران ، ومما زاد في حدة التوتر تهديدات أيران بأستهداف القواعد الأمريكية المتمركزة في العراق ، وأن الحكومة بأصلاحاتها ربما نجحت بعض الشيء في وضع حدٍ للتخفيف عن بعض الظواهر المتأزمة لكن سيكون مثل الجمر جاهز للأشتعال في أي وقتٍ ومكان وعندما يحدث ذلك سيحرق الكل، وليعلم الجميع أن حراك الشارع العراقي وتظاهراته الصاخبة وأهتزاز الأمن الداخلي هو عامل مساعد في نشاط الخلايا النائمة وأنتشار الجريمة المنظمة وهي فرصة ذهبية لداعش الأرهابي وعيد ميلاده في أستثمار التظاهرات لأعتبارها ثغرات رخوة .
ما الحل إذاً ؟؟؟!!!
لا أبدو سوداوياً ولكن هي الحقيقة عند قراءة الخارطة السياسية للوطن الحبيب الذي يمر بأخطر مطب سياسي منذ تأسيسه في 1921 وهو محبوس في عنق الزجاجة فأضع هذه الأقتراحات المتواضعة ربما هي خاضعة للخطأ والصواب :
-الأستجابة لمطالب الشعب الذي يمثل قمة العقل والحكمة .
- يجب أن لا يبقى البلد ( خالياً ) من حكومة تديره .
- يجب مراعات ظروف البلد عند تشريع أي قانون .
- على رئيس الجدمهورية أن يرسل عدة مرشحين للبرلمان .
- يجب أن ينظم الشارع صفوفه ويبعد المندسين حتى تلبي الحكومة مطالبه .
- أن تتفهم الحكومة الحقيقة { أن المظاهرات ترقى إلى قمة مفاهيم الأنتفاضة الجماهيرية بطروحاتها الواقعية أن العراق بحاجة لأصلاحات بنيوية عميقة وثورة أقتصادية واجتماعية وفكرية لتحقيق التنمية المستدامة والديمقرطية الحقيقية وتوفير الحياة الكريمة في ظل نظام وطني كامل الأستقلال والسيادة .
- أعتقد لا يمكن تمرير رئاسة للوزراء ألآ أن يكون قاضياً أو عسكريا ً .
- وللحقيقة أن الكتلة الأكثر عدداً بالتوافق ألتفاف على الديمقراطية ولآرادة الشعب المنتفض ، وأنتصار لرغبات القوى السياسية .
- الأمور المتفاقمة وأزمة الصدمة في الشارع العراقي يجب أن تكون قوى الأمن الداخلي والعسكر والسلطات الثلاثة وخصوصاً البرلمان في حالة الأستنفار القصوى ولتصل لدرجة ( ج ) لسد الثغرات على أعداء العراق وحتى الأعلامي ليرتقي الجميع للوحدة والتآلف ووضع الوطن في حدقة العين حينها يكون الأرتقاء إلى مستوى المخاطر المحدقة بالعراق المفدى .
- حزم الحكومة بأتجاهين الأستجابة الموضوعية لمطالب المتظاهرين السلميين وقطع الطريق أمام المندسين والمخربين ونواياهم الأجرامية ونكون قد وصلنا لحماية الوطن .
- أستشارة ثلاث قوى عند أتخاذ القرارات المصيرية والمهمة هي : المتظاهرون السلميون  ، النقابات والأتحادات ، بعض القوى السياسية المعتدلة .
- في حالة فشل الرئيس المكلف من قبل رئيس الجمهورية حسب المادة 76 من الدستور يمكن أن يلتجأ إلى الفقرة الثالثة 3 من نفس المادة 76التي تنص : { يكلف رئيس الجمهورية رئيسا ( جديدا )لرئاسة الوزراء عند أخفاق الرئيس الجديد خلال المدة القانونية في الفقرة 2 . ---- والله من وراء القصد
كاتب وباحث سياسي عراقي مغترب

-
-
-



15
المستجدات الميدانية ---- وتأخير البديل؟!
عبدالجبارنوري
أن تظاهرات أكتوبر 2019 من المستجدات الميدانية التي ترقى إلى أنتفاضة جماهيرية شبابية ليست طارئة على خارطة العراق السياسية بل هي من مخرجات الصراع الطبقي وفلسفة حتمية التأريخ ونضوج الوعي الطبقي والرغبة الملحة للتغيير كما تفسرها الماركسية ، فأنتفاضة أكتوبر مستمرة بزخمٍ عالٍ متواصل بعنفوان شبابي متوقد بأرادة حديدية غير مسبوقة في الصبر والجلد والمطاولة والتضحية السخية بأكثر من 400 شهيد و10 آلاف جريح ومعوّق يفترشون الطرقات والدروب في ساحة التحرير تحت نصب الحرية وتمتد نيران الغضب والوجع لتشمل المحافظات الوسطى والجنوبية مطالبين بالعيش الكريم ومحاربة البطالة والفساد الأداري والمالي ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والفاشلين ، وكان من أبرز وأرقى شعارات المنتفظين التي هزت ضمائرنا  { نريد وطن ---- نازل آخذ حقي } وستكتب بدماء الشهداء في سفر التأريخ السياسي للعراق العظيم ، وأنها تتعاظم وتكتسب تأييداً شعبياً واسعاً لا حدود لها خلالها تطرح الجماهير مطاليبها للحصول على حقوقها ، وأنتفاضة تشرين جاءت بجلباب جديد حيث الجماهير المليونية المحتشدة وبمشاركة نسوية واسعة ومشاركة من طلبة المدارس والجامعات والنقابات المهنية وموظفي الدولة ، وأنها مظاهرة منظمة معدود لها من سنين بمشاركة داخلية وأقليمية وحتى دولية في أن تحتل أعلى موقع في الأستحواذ على المطعم التركي الغير مأهول وتطلق عليه ( جبل أحد ) وأستثمرت كموقع لقيادة الأنتفاضة وأصدار الأوامر منه إلى المنتفظين وأصدار جريدة ومطبوعات في النشر والأعلان وتأسيس أذاعة وسينما لغرض عرض الأفلام ، وظهور عجلة التكتك بمئات الأعداد تعمل ليل نهار للتموين ونقل الجرحى وتسهيل حركة المنتفضين ، فأصبحت الأنتفاضة تمتلك أقوى أعلام موجه ناجح في أيصال صوت التظاهرة إلى الخارج وإلى المنظمة الدولية ومنظمة حقوق الأنسان والبرلمان الأوربي وحتى إلى منظمة محكمة لاهاي تمكنت من السيطرة على عواطف الجميع بالخصوص المنظمات الأممية .
أن مطاليب المتظاهرين تتلخص في : حل البرلمان وأنتخابات مبكرة ، وأختيار رئيس الوزراء بسبعة شروط أن يكون مستقل ، وشجاع ، ونزيه ، لا يزيد عمره عن 55 عام ، ليست له ملفات فساد ، عدم الترشيح للأنتخابات المقبلة ، لم يشارك في مناصب حكومية .
وبهذه المستجدات الميدانية التي فرضتها التظاهرات الشبابية أصبحت الأبواب مقفلة أمام الكتل السياسية وأحزابها العشرة وهم يغردون خارج السرب وخارج التغطية بمناداتهم بالكتلة الأكبر هي التي تقدم رئيس الوزراء الجديد لدستوريته القانونية بيد أن الواقع يحتم تأخير هذا الحق الدستوري حقناً للدماء وأطفاء الفتنة والتعامل مع الحدث بعقلانية ونكران ذات و التعامل بواقعية ووطنية مجردة من الأنا أن نتجه لساحة التظاهرالسلمية ونستأنس بآراءهم ونأخذ بتسمية المطلوب رئيسا للوزراء ، وللحقيقة والواقع التظاهرات تمتلك الكتلة الأكبر ب400 شهيد بمدة 60 يوم فالرقم يزيد على عدد أعضاء مجلس النواب ال 329 نائب .
المعطيات والمستجدات فرضت نفسها على الحكومة المركزية أن تستجيب لمطالب المتظاهرين مضطرة شاءت أم أبت !!!
-أستقالة عادل عبد المهدي رئيس الوزراء.
- ألغاء مجالس المحافظات .
- تشريع قانون جديد للأنتخابات حظي بموافقة الجميع في مجلس النواب
- حل مفوضية الأنتخابات القديمة وتشريع تسمية مفوضية جديدة من قضاة مستقلين .
- تقليل عدد النواب بنسبة 30% .- أنتخابات مبكرة يحددها الرئيس الجديد .
- الأتجاه يسير نحو حكومة أنتقالية مؤقتة .
أن مهمة أختيار رئيس جديد للوزراء باتت من الصعوبة لمرور العراق بمطب سياسي مرعب ومخيف وأن المعطيات تشير على أن الوطن على كف عفريت وعلى شفا حرب أهلية لا سامح الله وأن الوقت ليس بصالح الجميع لكون الذئب خلف الباب  وربما هذا الذئب أمريكا عدوة الشعوب أو داعش الأرهابي أو تدخل أقليمي كما حدث في النموذج السوري وأن على الرئيس الجديد لبس ( الكفن ) وأقتحام الزوبعة بشجاعة وتحدي ، وبالمناسبة هذه الأيام تطرح في وسائل الأعلام توزير ( أنثى ) لرئاسة الوزارة الجديدة في العراق أني أثني على هذا الرأي لأن في العالم نماذج فذة وقوية وناجحة قادت بلدانها في أحلك الظروف والأزمات السياسية والأقتصادية والحربية أمثال ميركل لثلاث دورات في ألمانيا وتاجر الأنكليزية وأنديرا غاندي وسيماروف السيرلانكية وسانا مارين 32 عام في فنلندا 2019  وبناظير بوتو في باكستان وتاتسو شيلر في تركيا 1993 ومامي ماديوريوس السنغال 2001والله من وراء القصد .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد



16
حمى هلوسات "الآيباد"---- وأطفالنا
عبدالجبارنوري
توطئة/يشهد التأريخ بأن البشرية مرت بعدة ثورات وآخرها ثورة ( تكنلوجيا الأتصال)والتي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم وأصبح اليوم جديد ، ونتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه التكنلوجيا ، وبالتالي أصبحت هذه التقنية الرقمية أكثر الموارد أهمية بالمقارنة بالموارد الكلاسيكية مما أصبح الأهتمام بتكنلوجيا المعلومات والأتصال الرقمي الشرط الشاغل بأعتبارها نقطة القوة والتمييز في عصر المعلوماتية لذاأحدثت التكنلوجيا الحديثة (الهواتف النقالة والآيباد )المعطي الرقمي برمته وهو الرابط الفعلي بين الفرد والعالم ، وهو ما يثير التساؤل حول رؤيتنا المستقبلية أين نحن كعراقيين أو عرب من معطيات تلك التكنلوجيا ؟ وكيفية مواكبتها ، وخصوصا ما يخصُ الطفولة البريئة ، الملاحظ أن تكنلوجيا الأتصال خلال السنوات الأخيرة تميزت بتطورات سريعة وتأثيرات مباشرة للثورة الرقمية على نمط الحياة الأنسانية وطموحاتها  في السلام العالمي وأستغلال الأمكانات المتوفرة والمتجددة في هذا العصر .
الموضوع/أحدثت التكنلوجيا الحديثة تغيراً جذرياً على حياة الأطفال الأمر الذي ساعد على أن يكون مفتا حاً للآمراض النفسية لدى جيل المستقبل ، نتيجة غياب الحوارالأسري والأستخدام المبكر يدفع الطفل إلى الأدمان ، صحيح أن في المد الأنفجاري للعصرنة الحداثوية أوجه أيجابية أذ حولت الحياة نحو الأسهل من خلال قضاء الأمور والحاجات بشكلٍ أسرع ، ألا أنّها أحدثت فجوة كبيرة بين شرائح الناس على أرض الواقع وهذا ما يلاحظ في البيت والشارع والسيارة والقطار أن كل فرد ممسكاً هاتفهُ الشخصي ومنغمراً في عالمه الخاص .
والوضع الطبيعي للطفل هو اللعب ومشاهدة الرسوم المتحركة ولك ما نراه اليوم هو العكس تماما ، فالطفل أصبح متعلقا ب( الآيباد ) بحيث أصبح أكثر براعة وخبرة من الكبار، وأثبت الطب النفسي أن الوالدين هما المحفز الأساسي لأدمان أطفالهما كونهما هما منشغلان طوال الوقت بهذه الأجهزة وبوسائل التواصل الأجتماعي ، فضلا على أن بعض المدارس في عالمنا الواسع تسمح بالدراسة عبر الأجهزة الألكترونية والآيباد لأحتوائها على الفصول الدراسية للكتب المقررة ربما هي من أجتهادات المسؤولين التربويين المعتقدين بأن هذه الأجهزة عملة ذات وجهين – وهم على حق – النافع والضار، آن الوجه الحسن في أداء الطفل بالمعلومات الثرة لتفتح مداركه وتوصله بالعالم من حوله وتجعله ملما بالأحداث وبالجديد فضلا على أنها تنمي مخيلته والقدرة على الأستماع وتحليل المعلومات بمستوى الوعي والأدراك من خلال التفاعل البصري والصوتي للبرامج التعليمية الموجودة على الشبكة العنكبوتية وتخلق ثقافة البحث العلمي والأبداعي .
أما الوجه السلبي فهو يعزل الطفل عن أسرته وتضعف علاقته بمفهوم الأسرة لكونه يعمل على تفكيك الروابط الأسرية ، وقد تخلق خللأ في شخصية الطفل في حال دخوله على مواقع مشبوهة في ظل غياب الرقابة الأبوية وقد يصاب بالأكتئاب وتتولد عنده العنف ، وأستعراضي لمعطيات تداعيات الآيباد النفسية ما هو ألا فيض من غيض حيث دفعني لتشخيص أسبابها فوجدت بعضها في العنف الأسري أو أنفصال الوالدين ، وأن أغلب أولياء الأمور يفتقدون لمساحة الوقت الكافي والمخصصة للأبناء ، بالأضافة إلى عدم ألمامهم بقدرات أطفالهم وتوظيفها من خلال الخدمات المجتمعية من قبل المراكز والأندية التي هي الأخرى قليلة في بلدنا العراق ، وكذلك غياب الحوار الراقي مع الأبناء بسبب أنصرافهم إلى الأجهزة الأكترونية ، وربما تكمن في أسباب ومعاناة أرثية في الجينات الوراثية ويكون الأفراط في أستعمال الطفل لهذا الجهاز في تبكير ظهور السمنة الزائدة والنحافة الزائدة ، فلا بد من ملاحظة مخاطر هذا الجهاز في :
-الأدمان حيث تكون علاماته الشعور بالأنزعاج والقلق الشديدين في حالة البعد عن الهاتف الذكي أو الآيباد ، شعور الطفل بالسعادة والحبور عندما يكون الجهاز بين يديه ، ويميل الطفل المدمن إلى العزلة كثيراً ما يترك جلسة عائلية ليخلو بأصدقائه الأفتراضيين ، وملازمة الطفل للجهاز أينما يتحرك .
- نمو الدماغ بشكل سريع خلال الأستخدام المفرط يحدث تحفيز قوي للدماغ بالنمو السريع حيث ينجم عنه مخاطر جمة مثل نقص الأنتباه وتشتيت التفكير وضعف في التعليم ، وتأخير في تنمية مهاراته في التقبل ، تشنج في عضلات العنق وأوجاع في العضلات ، الكسل والجهد والخمول الجسدي والفكري والهذيان الذهني ، والوميض المنقطع يتسبب في حدوث نوبات من الصرع عند الأطفال ، أحتمال الأصابة بمرض أرتعاش الأذرع ، والسرطان والأورام الدماغية والصداع والأجهاد العصبي ، أضافة لأمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية(عن مركز التأهيل النفسي لمشفى هودنكه ستوكهولم/ترجمة الكاتب) .
- البدانة : للجلوس الطويل لساعات حيث الخمول والكسل الذي يؤدي إلى السمنة الذي كما هو معروف انها السبب الرئيسي لمرض السكري والنوبات القلبية المبكرة .
- الأرق :أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن 60% من الآباء لايشرفون على أستخدام أطفالهم للأجهزة الحديثة ، وأن 75% منهم يسمحون بأستخدامها في غرف النوم وبدون رقابة مما يؤدي إلى حرمانهم من النوم وأصابتهم بالأرق وهذا يؤثر على أداءهم الذهني .
-  أن الأضطرابات النفسية والأمراض العقلية بين الأطفال في تزايد مستمر بسبب ظهور التقنيات الحديثة من الأجهزة الأكترونية ومن بينها ( الآيباد ) الأصابة بالأمراض العقلية الأستخدام المفرط لهذه الأجهزة قد يصاب الطفل بالأكتئاب والقلق والتوحد ونقص الأنتباه .
- الميل للعنف :أن ما يشاهده الطفل في أجهزة الآيباد من ألعاب أفتراضية أحيانا لا يدرك أنها تفتقد الواقعية في مشاهد القتل والتعذيب والتشويه والأغتصاب ، فيميل إلى التقمص فيمارسها على أخوته أولا ثم يصدرها إلى الخارج مع زملائه في المدرسة  ليحصل على عضوية نخبة البلطجة(عصابة التنمر المدرسي ) أن هذه المعطيات والتداعيات النفسية الكارثية على الطفل البريء يبدوأنه ونحن الآباء في أمتحان عسير لحلحلة المشكلة والأتجاه إلى بعض من المعالجة والحل :بالبدأ لدي همسة في أذن الوالدين : أني لا أقصد منع الأطفال من تداول هذه الأجهزة لأن في زماننا يعدُ ضربا من الخيال وأن المنع المطلق غير ممكن لكون مجمل هذه التقنية مفيدة ومن أفضل وسائل التعليم أذا أن لا يكون المنع بطريقة بوليسية قهرية قمعية لكون كل ممنوع مرغوب ، يبدو أن المشكلة شاخصة وعامة لدى أغلب الأسر في أنتزاع الجهاز منهم أنتزاعا بعد ملحمة درامية ، يفضل أن يحولوا أنتباههم إلى البديل كالأتجاه إلى الرياضة وخاصة إلى اللعبة المحبوبة لديهم كرة القدم أو للعبة الشظرنج ، أو محاولة الأتجاه ألى الحل الوسط بأستعمال الآيباد من حيث عدد ساعات الأستخدام ، زرع الوازع الأنساني داخل الطفل ، المراقبة عن بعد ، عدم حفظ البيانات الشخصيى داخل هذه الأجهزة على العموم ومنها الآيباد ، ولابد من التركيز على توفير الثقة والقدرة على (توظيف) الأثر الأيجابي في الحياة والأستمتاع بما تحققهُ بعيدا ‘عن الأضرار والأوجاع والمشاكل والعراقيل التي هي من أفرازات الوجه الثاني لعملة التقنية الرقمية ، ترى هل نراهن على أيجابياتها ؟ أم نترك السلبيات تقضم طموحات الأجيال القادمة ، فالوجهان مفروضان علينا فلا بد أن نكون في الأتجاه الصحيح في أستثمارفوائدها والتقليل من أثر الجانب المعاكس ، وأن لا ننسى دور الدولة وحرصها على حضور الأجتماعات الدولية لدراسة سبل حماية الشباب من مخاطر الجريمة الألكترونية وفي اعداد مكتبة للتوعية الألكترونية ، وكذلك يجب أقحام السلطة الرابعة (الأعلام) في خضم هذه المعركة المصيرية وأبراز التوعية من أجل ثقافة ألكترونية جادة ووطنية -----
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


17

 
الأتفاقية الأمنية ---"بورتسموث" جديدة بصياغة أمريكية؟!
عبدالجبارنوري
المقدمة: أن معاهدة بورتسموث 1948 شددت تبعية العراق لبريطانيا في المنطقة ، إلا أن المما نعة الشعبية بحراكها الجماهيري بقيادة قوى اليسار الديمقراطي العراقي والمرجعية الدينية آن ذاك أسقطت حكومة صالح جبر الذي وقع المعاهدة ، ويتضح إن الأتفاقية الأستراتيجية الأمنية العسكرية الأمريكية مع العراق وبمقاربات سياسية تبدو وكأنّها بورتسموث جديدة بصياغة أمريكية ، علماً أن الأتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية تنص على أنسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن والقرى بتأريخ لا يتعدى كانون أول 2011 وتحل محلّها القوات العراقية .
أهمية البحث :تكمن أهمية هذا البحث في أستكشاف المجاهيل المستقبلية المرتبطة بالعملية السياسية وخصوصاً عندما يكون المحتل الغاشم أمريكا عدوة الشعوب ، نفوذها المتصاعد على الخارطة السياسية وكشف أطماعها في الوصول إلى مراكز الطاقة في العراق ، وجعل الساحة العراقية برمتها قاعدة عسكرية كبيرة في تصفية حساباتها مع الدول الأقليمية للعراق وهذا مرهونٌ بمدى تواجد القوات الأمريكية وفاعليتها في أستهداف عدوها التقليدي أيران وأذرعها في المنطقة .
مشكلة البحث :- ما الدور الذي ستلعبها القواعد الأمريكية من ظهور العدو داعش الأرهابي ؟ ، وخاصة هناك ضبابية وشكوك   لدى الجمهور العراقي في مدى جدية أمريكا في مواجهة الأرهاب الداعشي .
-هل سيعزز التواجد الأمريكي خطوط التحالف المشتركة في دعم توجهات العراق الوطنية أقليمياً ودولياً أم العكس ؟ .
- هل سيحضى الساسة العراقيون على فرصة أن يغيروا بوصلتهم تجاه تحقيق مصالح الشعب ؟
- وهل يستطيع العراق الخروج من مستنقع هذه الأتفاقية الجائرة ؟ بأعتقادي إنّهُ لا يستطيع الخروج من الأتفاقية الأمنية مع أمريكا لسببين :
1-أن أغلبية النواب يرفضون خروج المحتل ( المؤيدون  لخروجه 60  نائب من مجموع 327 الباقي 267 نائب يرفض خروج المحتل البغيض .
2- تلويح المحتل الأمريكي ب( الذئب ) خلف الباب ويقصد به داعش الأرهابي ، أضافة إلى تلويح واشنطن في حالة عدم توقيع العراق على الأتفاقية تجميد 154مليار دولار من الأصول المالية في الخارج ، وأبقاء شبح العقوبات الأقتصادية والديون التي تثقل كاهل العراق .
موضوع البحث:تنص الأتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية على أنسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن والقرى بتأريخ لا يتعدى كانون أول 2011 وتحل محلها القوات العراقية ، ولكن الذي جرى على أرض الواقع يعكس غير ذلك بغطرستها المعهودة وتماديها في تنكيل الشعوب المقهورة فلا حصل العراق من بلح اليمن ولا من عنب الشام كما يقال في الأمثال فقد غيّبت أمريكا سيادة العراق بزيادة قوات المارينز حتى وصلت إلى أكثر من 6 آلاف مقاتل والأكثار من نشر القواعد العسكرية حتى وصل إلى أكثر من 50 قاعدة منتشرة في عموم العراق ، والأكثر تحدياً في أهانة سيادة العراق تلك الزيارة السرية للرئيس الأمريكي ترامب  لقاعدة عين الأسد في الأنبار سراً في نهاية عام 2018 ، واليوم السبت بتأريخ 22-11-2019 زيارة ( بنس ) نائب الرئيس الأمريكي لقاعدة عين الأسد سرا بدون علم الحكومة العراقية أن جميع زيارات المسؤولين الأمريكان غير معلنة الأهداف والنوايا وأبرز مخرجاتها تأجيج الشارع العراقي وخلق توترات جديدة لأرباك الحكومة والأكثر أهانة يذهب إلى أربيل ويتصل بعادل عبد المهدي وهو يعلم أن بغداد هي عاصمة العراق وليست أربيل ، فزيارة بنس أنتهاك صارخ للسيادة العراقية وبتدخله الفج الغير مسؤول في أحياء فكرة الأقلمة في تقسيم العراق التي يروج لها الكونكرس الأمريكي ، أجتمع ( بنس ) بشيوخ الأنبار وبعض من وجهائها وخاطبهم بخطاب تحريضي مدسوس {--- إنّ أقليم الأنبار أستحقاقٌ لكم وسوف ندعمكم} ؟؟؟!!!.
أما بالنسبة للتسليح فأن أمريكا تعرقل تزويد الجيش العراقي بالأسلحة والمعدات ، ها أن القوّة الجوية العراقية لا تمتلك طائرات مقاتلة وتدني مستوى تجهيزها بطائرات التصوير ، وأما بشأن تجهيز العراق بطائرات F16  أنها دخلت في نفق مظلم  يلفهُا الغموض والتباطؤ والتردد ولم تفي بتعهدها .
ممكن للعراق تغيير عدد من مفاهيم الأتفاقية ضمن الأطار الستراتيجي المبرمة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ولا يستطيع العراق الخروج منها في المنظور القريب ولا يستطيع الذهاب صوب دولة أخرى لأجل التسليح والتجهيز لكون الأتفاقية جعلت العراق مقيّداً بالتسليح والتجهيز وضمان توفير الأمن الداخلي والخارجي ، وتعرض العراق لقصف بطائرات مسيرة أسرائيلية في مارس الماضي لمواقع عسكرية للعتاد والذخيرة العسكرية بيد أن أمريكا لم تتدخل بموجب ما نصت عليه الأتفاقية ، وأن الأنسحاب الأمريكي من العراق تطبيقاً لما نصت عليه الأتفاقية الأمنية في عهد أوباما في الفترة الأولى من رئاستهِ أهم أنجازات رئاسته ولكن الفوضى الدولية وأنفجار أكثر من أزمة أمام الفترة الثانية لأوباما مثل الأزمة السورية والعراقية وثورات الربيع العربي ألقت بظلالها على المنطقة برمتها وتحوّل العراق من قصة نجاح  لأنجاز أمريكي إلى قصة فشل وأرتباك وفوضى في السياسة الخارجية الأمريكية ، حسب قناعتي خلقتْ تلك الملابسات والمطبات السياسية ( فراغا ) في العراق ملأهُ خصوم أمريكا على المستويين المحلي والأقليمي ، وأصبح أمن العراق تحت سطوة أمبراطوريات شركات الأمن الأمريكية المتعددة الرؤوس فهي تدسُ أنفها بشكل وقح وفج حتى في الأمور الداخلية .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


18
مزاد العملة --- فريّة أمريكية بريمرية
عبدالجبارنوري
أن الفساد المالي وأداري داء ينهش النسيج الأجتماعي من جوانبهِ السياسية ولأقتصادية والثقافية ، وهو من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا الحديث فهو يقوّض الحكم الصالح ويشوّه السياسة العامة ويهدم مرتكزات القطاع العام ويقوّض القطاع الخاص ، ويلحق الضرر بالطبقات الفقيرة ، وهو سلوك فردي طاريء يشذُ عن القواعد السلوكية السوية للنظام العام ، وأن للفساد مؤشرات بليغة في تزايد خط الفساد والعنف .
العراق يتصدر لائحة الفساد العالمية ، وحسب المؤشر الدولي للدول الأكثر فساداً هي : العراق وفنزويلا وكوريا الشمالية وليبيا والسودان واليمن وأفغانستان وسوريا ، وأن هذه المعطيات نُشرتْ من قبل المنظمة الدولية Tronsparency International " .
أن مزاد العملة الأجنبية " ترقى إلى فرية أمريكية بريمرية للمحتلين طبقت بالتحديد عام 2004 من قبل البنك المركزي العراقي ، والذي يعتبر شكلاً جديداً من أشكال الفساد الأقتصادي المرتبط بحبلهِ السري مع عملية غسيل الأموال في العراق ، فمزاد العملة في العراق أصبحت وسيلة لتهريب الأموال من العراق فقد تمّ هدر 312 مليار دولار من 2004 –لحد 2014 وهي عائدات النفط العراقي الآيل للنفاذ في 2040 والذي ضخهُ البنك المركزي العراقي إلى الأسواق وتمّ تحويلهُ ألى الخارج وهو رقم لا يستهان به حين يعاني الأقتصاد العراقي شللا بسبب أستنزاف الحرب الداعشية وأنخفاظ سعر البرميل من النفط الخام والألتجاء إلى الأستدانة من البنوك الدولية ورهن مستقبل الأجيال القادمة بالضمانات السيادية والرضوخ للشروط التعسفية للصندوق النقد الدولي .
ما هو مزاد العملة ؟ يمكن توضيح الأصطلاح كما يلي:
كمثال عابر ومغث وقاهر: أذا أشترى مصرفٍ ما ( 10 ) مليون دولار بسعر صرف الدولار 4-118 دينار عراقي للمصارف وتقوم تلك المصارف ببيعه بسعر 5-125 دينار عراقي ، كان ربحهُ 71 دينار لكل دولار فيصبح 710 مليون دينار عراقي أي ما يعادل 600 ألف دولار لذلك اليوم وخلال سنة واحدة يربح المصرف ( 200 ) مليون دولار علماً أن أكثر من 65% من الوصولات والكوبونات ( مزورة ) أو تسجل بأسماء أشخاص عاديين يحملون جوازات سفر عراقية حتى وأن لم يشتروا أي دولار ، ويخسر الأقتصاد العراقي 3 مليار دولار سنوياً لصالح جهات مافيات تهريب المال العام الغير مبرر والغير مسؤول ، فكان الأجدر بناء مدارسنا الطينية وتشغيل جيوش العاطلين وأعادة الحياة لشركاتنا المعطلة  .
وللعلم أن عملية مزاد العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي مرتبطة بمصارف تعود لجهات سياسية تموّل من قبل أحزابها وميليشياتها في بيع العملة الأجنبية وسبائك الذهب حيث يبيع البنك المركزي يومياً 180 مليون دولار .
وفشلتْ محاولات العديد من السياسيين المخلصين – وهم قلّة – في ألغاء مزاد العملة الذي يطبقهُ البنك المركزي العراقي بعد ما بلغت 180 مليون دولار في اليوم ولكن محاولاتهم باءت بالفشل لتقاطعهم بمافيات الفساد المنظمة المدعومة بالميليشيات والأحزاب المسلحة والمرتبطة بشبكات التهريب في الداخل والخارج ، وأن البنك المركزي يعلن أن التدقيق في الفواتير ليس من أختصاص البنك وأنما من أختصاص دائرة الجريمة الأقتصادية التابعة لوزارة الداخلية ، وأن هذه الطفيليات المالية ما كانت ترقى إلى أمبراطوريات مالية لولا للمناخ الفاسد العراقي للفترة ما بعد 2003 ، ولم يكن لهُ وجود منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 حتى 9 نيسان 2003 الذي شهدهُ العراق بعد الأحتلال الأمريكي لهُ ، وعلى ضوء هذا الفساد ونهب المال العام لم يكن مستغربا أن يصنف العراق لعامين متتاليين في صدارة الدول الأكثر فساداً وظهرت تداعياتها المرضية على الكيان العراقي الهزيل أصلا : وهذه بعض التداعيات السلبية التي ظهرت على الحياة الساسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية  :
-خلخلة الوضع الأقتصادي الذي يؤثر مباشرة بالوضع السياسي .
- التذبذب في سعر الصرف .
- خضوع الأقتصاد العراقي الأحادي لتقلبات ومضاربات السوق المحلي .
- أستنزاف أحتياطي البنك المركزي من العملات الصعبة وسبائك الذهب الذي يؤثر بدوره في صرف العملة المحلية .
- تراجع أحتياطي البنك المركزي في سنة 2009 ألى 35% .
- فقدان أستقلالية البنك المركزي العراقي .- نوسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق .
- البطالة بنسبة 39 % والفقر بنسبة 40% .
- العجز بميزان المدفوعات وثم ألى أنخفاض القدرة الأنتاجية .
- تنامي وأنتشار الفساد والسرقة للمال العام وضعف الروابط الأجتماعية .
- تنامي ظاهرة غسيل الأموال .
كلمة أخيرة /  لقد تدهورت أستدامة المصادر المالية في العراق منذ سنة 2014 وهي مستمرة حاليا التي تلت الأزمة المالية العالمية وتأثر بها العراق في 2008 ، وأستمر ظهور العجز في الميزانية العراقية حتى وصل ألى رقم كارثي يتجاوز 111 مليار دولار وخفف الرقم ألى 37 مليار دولار بعد شطب المانحين في نادي باريس لتلك الديون بنسبة 80% .
من المستحيل أن الجهات الرقابية والتي هي ( هيئة النزاهة  وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين ) من أن تقف بوجه الفساد لأن هذه الجهات الرقابية بحاجة ماسّة لتوفير الأمن والدعم السياسي لهم ولأنّ (بعض ) هذه القيادات السياسية تقع تحت نأثير ضغوطات داخلية وخارجية أقليمية ودولية .
الهوامش والمصادر/
 د-علي مرزا – أستخدام الأحتياطي في غير وظيفته
سمير شعبان –جريمة تبييض الأموال 2016 /
أيمان محمود –الأزمات المالية العالمية .
كاتب عراقي مقيم في السويد


19
رواية " أولاد حارتنا " --- وعالم نجيب محفوظ
عبدالجبارنوري
نجيب محفوظ1911-2006 روائي مصري أول أديب عربي حاز جائزة نوبل في الأدب ، تدور أحداث جميع رواياته على مساحة جغرافية مصر ، ويؤكد في نتاجاته الأدبية ثيمة ( الحارة ) التي توازي العالم ، فقد شغل ذاكرة الأمة الأدبية والثقافية بعالمه الروائي والقصصي المتسم برموزه وشفراته المراوغة والتي أصبحت حبلاً سريا مغذياً للسفر التراثي الأدبي لعصرنا الحاضر ورافداً غزيراً لا ينضب من الأعمال الرصينة ذات الشفافية العالية لسفرالأمة الثقافي ...
فهو العزيز في زمن الجدب ، فصاغ لنا مفهوم الحداثة ببراعته الفائقة وبشخصنة محفوظ المعصرنة بناءاً ومادة وتكنولوجية بمقاربات في التطور الجمعي السوسيولوجي والتي يهدف منها محفوظ في أعادة صنع الأنسان المصري ضمن حاضره ليستشرق فيه المستقبل بخطى واعية ونظرة حصيفة وقدرة على الأبتكاربدون قيود ويجعل لها رافعة واحدة  هي ( التعليم ) ، لذا تفتحت أمامهُ كل سبل المجد بفوزه بسيمياء الشخصنة المحبوبة قبل فوزه بجائزة نوبل ، حيث تمكن برصانة أسلوبه السحري في أختيار الألفاظ من الحصول على رضا ( اليمين والوسط واليسار) والقديم والحديث ، فنجيب محفوظ مؤسسة أدبية أو فنية مستقرة وضعت هذا الأديب الأسطوري بموقع المؤسسة الشعبية ، ولأن أسلوبهُ يجمع بين الحدث التأريخي والحكواتية الشعبية الواقعية ، ويعتمد الرمزية الجزئية وبواقعية سحرية غريبة ينحو مندمجاً مع الرمز الكلي بدلالاتٍ متعددة منتجاً أكثر من تفسير ، وأن عالم محفوظ يضمُ بين جنباته عدة مدارس في آنٍ واحد فهو ينحو من الواقعية النقدية ألى الواقعية الوجودية ثم ألى الواقعية الأشتراكية أضافة ألى تزويق الرواية بجماليات السريالية ، لذا وجد النقاد بأنهُ  (متحف ) لألمامهِ الموسوعي بجميع مذاهب ومناهج وأتجاهات النقد الأدبي أبتداءاً من التأريخية وأنتهاءاً ب( البنيوية ) ، كما تحتوي كتاباته على مفارقات تنحو أحياناً كثيرة ألى التعداد والتنوع والتضارب والتعارض ومتناقض الأضداد فأنهُ يقدم حالة نموذجية لدارسي ( الهرمينوطيقا الأدبية )* فهو يقدم مادة غنية  لألوانٍ مغايرة في الدرس النقدي وهو ما أطلقتْ عليه الحداثة الأدبية أسم نقد النقد أو ما بعد النقد ، وأن كتاباته الروائية أو مجموعاته القصصية تربطها مجموعة من العلاقات تتخلل النصوص جميعاً وتوحده ألى نصٍ واحد كما نرى هذا المنظور في رواياته : أولاد حارتنا واللص والكلاب والقاهرة الجديدة وعبث الأقدار .
أولاد حارتنا --- هذه الرواية قد كتبها محفوظ بعد ثورة يوليو1952 بعد أن رأى أن الثورة أنحرفت عن مسارها ، ولم يتم نشرها في مصر ألا بعد 2006 ، ولعل ملخص القصة تبدأ ببطل الرواية ( الجبلاوي ) كان شخصاً عنيفاً صلباً متسلطاً ومزواجا لهُ الكثير من النساء – وهنا عقدة الرواية في أحتدام الجدل بين الأوساط الدينية بأن محفوظ يقصد بالجبلاوي الذات الألهية لذا كفروا الكاتب ومنعوا نشر الرواية ، وتعرض لحادثة أغتيالٍ فاشلة في 14 تموز1994 من جانب أنصار التيار الديني المتطرف .
وحسب أعتقادي الفكري وقراءاتي المتعددة للرواية وفي أزمنة مختلفة : أرى أن محفوظ يقصد بالبطل رمزيا بالحكومات المستبدة الذين حكموا مصر الفراعنة والمماليك والأتراك والأسرة الفاروقية وعساكر أنقلاب تموز، أما الأخوة عباس وجليل ورضوان – عدا أدريس – يمثلون الطبقة الضعيفة والمستلبة في المجتمع المصري .
* أنتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعي ، فهو ينحو في هذه الرواية جاهداً على أبرازالقيم الأنسانية التي نادى بها الأنبياء كالعدل والحق والسعادة الروحية ، ولكنها أعتبرتْ نقداً مبطناً لبعض ممارسات عساكر الثورة والنظام الأجتماعي الذي كان قائماً.
**على العموم كانت أكثرجدلاً من حيث المضمون بين الأوساط الدينية بالذات ، حاول الكاتب أن يصوّر للفقراء والمعدمين مدى الظلم الذي لحق بهم وبالبشرية عموماً منذ طرد آدم من الجنة وحتى اليوم حيث الأشرار يعيثون فساداً في الأرض ويستبدون ويستعبدون الضعفاء وقد غلقوا أبواب الأمل أمام الطبقات المسحوقة أن تتمتع من نصيبها في الحياة .
*** سلط ضوءاً على العبودية والقهر مبيناً وبجرأة فائقة حركة التأريخ في الصراع الطبقي للمجتمع المصري الذي يعيش الخوف والجوع ووضوح الفروق الطبقية بشكل مذهل ورهيب ، ووضحها محفوظ ببراعة بليغة وهو يحرك خيوط شخوص الرواية في توزيع الأرث من قبل رب الأسرة بصورةٍ غير عادلة تكتنفها الأنتقائية والأزدواجية والتحيّزْ والتعسف بأعطاء الحظ الأوفر ل (أدهم) والذي يقصد به آدم وحرمان ( أدريس ) الذي يقصد به أبليس، وبهذه الرمزية وهي الصفة المتعارف عليها عند الحكومات المستبدة ، وهي أدانة للنظم الشمولية والدكتاتورية .
 **** وأنهُ لم ينتقص من الدين ورموزه ولا من ثوابته ومسلماته الفكرية بل هو أستعملها كماشة نار في تقليب الحوادث المأساوية على مساحة جغرافية مصر والعالم العربي ، وما كانت حكاية ( عرفة ) في نهاية الرواية والتي رسم له شخصية معرفية وموسوعية لكي يجلب أنتباه القاريء والمتلقي بأن رافعة التغيير تكمن في ( التعليم والمعرفة ) الذي يمثله (عرفه ) وجعل العلم البلسم الشافي والطريق القويم ألى " أولاد الحارة " في النهوض من كبوتهم ، ولعل أهم شاهد على عدم تعرضه للأديان وبالذات الدين الأسلامي هو ما جاء في الصفحة 583 من الرواية ( ---الدين الذي هو منبع قيم الخير والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا).
  وكان يرى أن الدين قد أُستغلّ ووظّف توظيفاً خاطئاً أدى ألى شقاء الأنسان كما رأينا في سطوة الكنيسة في القرون الوسطى والفتوحات الأسلامية في القرون الماضية وتعسف الدولتين الأموية والعباسية وعبث ولصوصية الدين الراديكالي  وتسلطه على رقاب العراقيين بعد الأحتلال الأمريكي البغيض .
***** وثم أعتقد بأن أتهام محفوظ بالزندقة والألحاد فهو محض أفتراء على الرجل حسداً وغيرة لنجوميته الأدبية المتألقة وهو الأديب العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأداب ونتاجاته الثرة التي وصلت ألى أكثر من خمسين بين روايات وقصص وبحوث ونقد ، وسوف أفند بطلان هذا الأتهام الظالم بأن محفوظ في مجمل سير الرواية آمن بالموت لجبلاوي ، وهل تموت الآلهة ؟؟؟وكذا بطله العلامة ( عرفه ) مات وفنى كجسد وبقيت معارفه شاخصة ألى الأبد ، وهنا أتكأ محفوظ على ركيزتين في أحترام الثوابت الدينية وهما { الخلود لله والموت والفناء للبشر وركيزة العلم } ، وثم أصطفاف أعداء الرجل من رجال الدين والأزهريين والمد الأخواني ووعاظ السلاطين وجماعة الوفد وعساكر الثورة البورجوازية ورجال الحقبة الملكية التي عاصرها الكاتب والذين أخضعوا مصر للمستعمر ، وهو الذي سفّه آراء من أعتقد ويعتقد أن الأمور سوف تتغيّرْبعد ثورة 1952 معلناً حقيقة تأريخية ( أن صنماً هُدم ليبنى صنماً آخر أو بعبارة أدق ذهب الظالم وبقي الظلم ) وعرض بشكلٍ جزئي سلبيات نظرية الحق الألهي في فرض عبودية بطل الرواية الجبلاوي على أسرته وهي رموز تشبيهية لدكتاتوريات حكام العرب قديما وحديثا ، وأن تشبيهات الكاتب لشخوص الرواية بالرموز الدينية قد خدم النص والفكرة التي أنشيء من أجلها المتن .
أخيراً/ لقد آن الأوان لأولاد هذه الحارة أن يعرفوا سر ضعفهم وخنوعهم وأن يثوروا لكرامتهم وكبريائهم وأن يلقوا بالتخلف والجهل والأنقياد والعبودية بعيداً ، هذه هي الروح التي تبنتها الرواية " أولاد حارتنا " فهو لم يدعو للحرب بل للحوار والسلم لذا أنهُ أستحق جائزة نوبل .
وأن الرواية تبشر بيومٍ يستطيع فيه الأنسان أن ينتصر على السلطة الغاشمة وأدواتها الفتوات والبلطجية وعاظ السلاطين والجهل وكانت آخر كلمات الرواية والتي حركت مشاعري وأحاسيسي من الأعماق { --- لكن الناس تحملوا البغي ولاذوا بالصبر وأستمسكوا بالأمل وكانوا كلما أضرّ بهم العنف قالوا لابد للظلم من آخر ولليل من نهار ونرى في حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب } ،  نعم... نعم سوف يولد يومٌ جديد في عراقنا المأزوم والمسروق وتشرق شمس الحرية في وادي الرافدين الجميل ويتحقق شعار الشباب المنتفض اليوم في عراقنا الحبيب { وطن آمن وحر} .
 تحية لنجيب محفوظ الذي وصفته جريدة لوموند الفرنسية في أحد أعدادها في الثمانينيات قائلة ( صباح الخير يا ملك الرواية ) .
فهو كاتب البورجوازية الصغيرة والفقيرة المعدمة والتي تكافح من أجل البقاء ولآجل أثبات وجودها ، فهو أكثر فهماً للطبقة الوسطى وأقدرهم تعبيراً عن مشاكلها وعرض دقائق حياتها وكشف واقعها وطبيعتها والظروف الحضارية والتأريخية وطبيعة القوى الأجتماعية وصراعاتها وحركتها التطورية في المجتمع المصري بالذات ، فوضع للمتلقي رؤية واضحة عن الظواهر الأجتماعية بتقديرات سليمة ، (فهو ديمقراطي تقدمي في مجتمع شرقي غيبي ----)
*الهيرمنيوطيقا : هي نظرية أدبية تعني بالمعنى الدقيق للكلمة: الدراسة المنهجية لطبيعة الأدب ، فهي مرتبطة بمذاهب الفلسفة وعلم الأجتماع وهي فن دراسة فهم النصوص في فقه اللغة واللاهوت والنقد الأدبي لذا يستعمل الأصطلاح في الدراسات الدينية (ويكيبيديا للحرة )....
الهوامش /
- جبرا أبراهيم جبرا – الأسطورة والرمز – ترجمة – بغداد 1973 ص 258
-سليمان الشطي – الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ- الكويت 1976 ص29
- لويس عوض – دراسات في النقد والأدب – القاهرة ص 345 – ص346
- احمد ابراهيم الهواري - مصادر نقد الرواية في الادب العربي الحديث – القاهرة 1979 .
- ادور الخراط – عالم نجيب محفوظ –مجلة المجلة 1963 – ص 37
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد /




20
المنبر الحر / آختزال وطن؟!
« في: 20:29 07/11/2019  »
آختزال وطن؟!
عبدالجبارنوري
السياسة: هي علم المراوغة والمكر للحصول على مكاسب ، الرابح فيها هم حيتان اللعبة القذرة ، والخاسر هم جموع الشعب ، لذا يمكن القول بأن السياسة حرفة والوطن رسالة ، والسياسة دهاء والوطنية أخلاص ، والسياسة دراسة والوطنية فطرة ، والسياسة أجتهاد والوطنية جهاد ، والسياسة تطوع والوطنية واجب ، وأخيراً السياسة منصب والوطنية نصُبْ تذكاري ، وقال فيها عظماء وقادة أقوالٌ مأثورة :* السياسة فن السفالة الأنيقة ( أنيس منصور ) * السياسة فن الخداع تجد لها ميداناً واسعاً في العقول الضعيفة ( فولتير ) * في السياسة أذا كنت لا تستطيع أقناعهم فحاول أن تسبب لهم الأرتباك ( ترومان ) * السياسة فن الخباثة يكون فيها من الضروري الضرب تحت الحزام ( شارل ديغول ) .
وأتساءل على الدوام وبمرارة ويأس وأحباط وأحيناً تصل ألى بكاء الرجال الصامت على وطني المستباح ، بآلام مغترب جذوره في ضفاف دجلة الخير ، وبرئة مؤكسدة تحتاج ألى شمة أوكسجين أزقة بغداد الحبيبة ، فذنوبنا برقابكم يا أصحاب القرار السياسي الديني وقد تجلببتم بجلودنا  وتحكمتم برقابنا ، وضيعتم هيبتنا بسياساتكم الديماغوجية المكشوفة بحكومتكم الدينية ( الثيوغرافية ) وسرقتم منا كل شيء ما عدا الدموع والبسمة البخيلة وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي البؤس والشقاء والأسى والندم على ما أبتلينا به من حكام الغفلة في هذا الزمن الأغبر ، وبأسم الدين طبقتم سياسة الأرض المحروقة الصدامية النازية الداعشية الظلامية تاركين لنا أرثاً ثقيلاً من 5 مليون يتيم و3 مليون أرملة و4 مليون نازح و5 مليون مهاجر ونسبة فقر تزيد على 35 بالمائة ونسبة بطالة وصلت إلى 57 بالمائة ومدارس طينية وأمراض مستوطنة ومستوردة ومسرطنة ونزوح وتهجير وقتل ومذابح وفرهود المال العام بدون رقيب أو خوف من الله والضمير والقانون المغيب أصلاً وطرد للعقول وخزينة مصفّرة وديون مشروطة وثقيلة وسيادة مغيّبة تماماً والعمامة والعباءة السوداء تنحني بأذلال أمام أوامر أمريكا المحتلة ومملكة الكراهية والحقد المذهبي والطائفي أل سعود وصبيان أل زايد وكطر أو أصح أخوة يوسف وتركيا الحالمة بالعثمنة تحت قبة حريم السلطان ، ومنذ 2003 لحد اليوم نعاني من أحزاب الأسلام السياسي ذات الهوية الطائفية والنزعة اللصوصية أختزلت الوطن والشعب .
وأما نفوذ وسطوة المرجعية فأنها ذات نفس قصير فهي ليست معنية بما أبتلينا به من حكام الجور والفساد لكونها تفتقر لروابط الأنتماء للوطن والولاء للمجتمع ، وأثبتت التجربة السياسية في الأزمات الأخيرة الخانقة معلقة تأثيرها الروحي والتوقف عند حد ( لقد بُحت أصواتنا )عندها غسلت يدها من المسؤولين لحد الأمتناع من مقابلة بعضهم ، ولا يمكن نكران تأثير المرجعية في أصدار فتوى الجهاد الكفائي الذي صنع الحشد الشعبي والذي حمى حزام بغداد من بهائم داعش ، وأن المرجعية تكلمت كثيراً بخطابها السياسي بلغة الأمام علي ( عليه السلام ) ولكنها لم تعي إلى أن الأمام علي حارب الحكام الذين أستباحوا أموال العباد وأرزاقهم والتحكم بأعناقهم ، وأن الأمام حارب الظلم والفساد( بالكلمة والسيف) بجرأة وشجاعة فريدة مع الأسف لم تكن ضمن سياسة المرجعية ورغبتها لأسباب سياسية داخلية وأقليمية كثيرة .
والوضع السياسي الراهن يعاني من ملفات خطرة :
1-ملف التهديد قال قاضي الجنايات في المحكمة الكبرى أني شخصياً وبقناعة تامّة برأتُ المتهم ( محمد الدايني ) من التهم الموجهة أليه لعدم حضور شهود الأثبات ، وتبين أنّهم مهددون ، وأضاف القاضي أني شخصياً طرقتُ أبوابهم فردا فردا لكنهم رفضوا الحضور والأدلاء بشهاداتهم ، وفي 2006 صرح المستشار الأمريكي " جون نيومن " أني أستغربت تبرئة عصابة منظمة للقتل وسألتُ قاضي الجنايات عن سبب هذا الحكم الغير مهني فقال الحاكم بالحرف الواضح { من قتل المئات فهو لن يهتم أذا أضاف لهم أفراد عائلتي } .
2- ملف حرائق الطابق الثاني- بالذات وهو الشيء المضحك - من مؤسسات الدولة التي تحوي على ملفات الأدانة بالفساد المالي والأداري وخيانة الأمانة لرموز رفيعة في الدولة ( لا من شاف ولا من دري ) وأتضح من تسريبات أمنية أن البعض من عملاء تلك الرموز أندس بين المتظاهرين ودخل مبنى مجلس الأمة وسرق وأتلف أضبارات وملفات الفساد لقيادات رفيعة .
3- ملف تجار السياسة ، من المألوف أن نسمع أن هناك مافيات تجار أعضاء البشرية أو تجار سلاح أو تجار حروب أو تجار أزمات ولكن لم أسمع في حياتي إلى أن هناك تجار سياسة حتى أنه أصبح خبراً مألوفاً ومنتشراً في وسائل الأعلام في زمن أنتخابات 2014 بفضيحة مدوية كيف رست المزايدة في شراء وزارة الكهرباء بمبلغ 350 مليون دولار في عمان فندق ( فور سيزن ) في تنازل محاصصي من كتلة ألى أخرى .
4- ملف الأنفاق الذي لا يصدق :  وهذه بعضها القليل
** 25 مليار دينار عراقي على أيفادات ( البطر ) ** مليار و400 مليون دينار على أصلاح رحلات مدرسية في تربية الرصافة  ** 8 مليار دينار تأثيث مكتب أحد الرئاسات ** 10 مليار دينار ( ضيافه ) محافظة البصرة ( جاي وكهوه ) .
 5- ملف الرواتب الخيالية للرئاسات المتقاعدة (بالأستقالة) وليس (بالأقالة) 50 مليون دينار لمحمود المشهداني و50 كذلك ألى حاجم الحسني و100 مليون دينار لغازي الشمري رئيس الجمهوري الأسبق والمؤقت لمدة أربعة أشهر فقط .
كاتب وباحث عراقي مغترب
 

21
طريق الفشل والنكوص في "مجالس المحافظات "
عبدالجبارنوري
أن ما ورد في لوائح حقوق الأنسان أن " مصدر السلطة هو الشعب " الملاحظ بأستغراب أن جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لم تتجاهل أي مظاهرة حين كان الشارع العراقي ملك الحراك الشعبي من اليسار الديمقراطي في حقبة العهد الملكي في تغيير الحكومات ، عكس حكومات ما بعد 2003 أنها تتجاهل صوت الشعب في مطالبه المشروعة ، وهم والحال كما قال أحمد شوقي ( ورُب مستمعٍ والقلبُ في صممِ)، المتظاهرون في بدأ حراكهم الشعبي منذ 2011 بشعارات وطنية وبمطالب عدة ، منها ألغاء مجالس المحافظات ، هي مطالب جاءت نتيجة فشل هذه المجالس تحقيق الأهداف المرجوة منها بموجب قانون رقم 21 / 2008 وأصل هذا القانون يرجع ألى القانون رقم 71 /لسنة 2004 الصادر من سلطة الأئتلاف المؤقتة ومرورا بالدستور لسنة 2005 ظهر قانون مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم المشار أليه أعلاه ، وعلى ما أرى في الخارطة السياسية أن هناك توجهاً لجعل مجالس المحافظات " أبدية " في أشارة إلى تأجيل الأنتخابات المحلية لتجديد تلك المجالس .
وبسبب المركزية المفرطة لحكومات ما قبل 2003 وما نتج عن هذه المركزية من أشكالات متعددة دفعت القوى السياسية بأغلب أنتماءاتها أن تأخذ بمبدأ اللامركزية بيد آن القوى السياسية لم تجيد اللعبة حيث العشوائية والتخبط النفعي أتجهت إلى الفيدرالية والتي رحب بها الأكراد وحسب واقع الحال أصبحت كردستان " أصغر من دولة وأكبر من أقليم "
عند تقييم تجربة مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم أجزم فشلها الذريع في تقديم الخدمات الأساسية والتنمية الشاملة للمجتمع المحلي الذي أنتخبها ضمن تطبيقها للنظام اللأمركزي في السياسة والأدارة ، والسبب لهذا النكوص ربما  يرجع ألى حداثة التجربة الأدارية في البلاد التي لم تكن موجودة بهذا الشكل الديمقراطي الجديد ، وأيضاً لكثرة الأزمات السياسية والأمنية التي يمر بها العراق منذ 2003 ولمرور 15 عاما ، وحسب متابعتي لأبجديات سير الأحداث السياسية أرى خيبة هذه المجالس لذا أطرح على المستوى الشخصي  : أفضل ألغاء مجالس المحافظات والأكتفاء بمنح الصلاحيات للمحافظ ونوابهُ على أن يكونوا تحت أشراف مجلس النواب الأتحادي ومراقبته ولآن في مجلس النواب أتجاه عام بألغاء عمل المجالس المحلية والأكتفاء بحكومة تنفيذية مع رقابة البرلمان الأتحادي عليها ، ولربما تبرز عقبة دستورية لكونها مقرّة بالدستور العراقي 2005 ويمكن حل المشكلة بسن قانون الألغاء بعد تمريره على البرلمان العراقي لذا أتجه المجلس في سبتمبر الماضي للتجديد لكسب الوقت ، لذا أصبحت موجة الألغاء في الشارع وعلى مستوى الأعلام العراقي لعوامل النكوص والفشل الذي يلف بمجالس الحافظات وهي :
-هذه المجالس تابعة أصىلا وفصلا لذات الأحزاب الحاكمة في الحكومة الأتحادية ، وتلك المجالس عكست أمراضها في التبعية لأجندات خارجية متعكزة على المذهبية الضيقة والمحاصصة اللئيمة والشوفينية المقيتة وحتى المناطقية المتطرفة والتي أنحدرت لقاع الطائفية الدينية والحزبية الضيقة والعشائرية الجاهلة ، وقد ساهمت تلك المجالس بتأخير المحافظات عقوداً من الزمن نتيجة كسل وخيبة أعضائها ، مع عدم قدرتها على أنجاز التنمية المنتظرة في شتى المجالات لتعارض صلاحياتها مع السلطات الأتحادية ، ومن أحدى مظاهر الخيبة لهذه المجالس المتردية والنطيحة ما شاهدناه في مجلس محافظة بغداد من أحتدام وصراع على المنصب بين الفرقاء من البيت الشيعي ، وضع مأساوي وكأن بغداد تنتظر صراع الأخوة الأعداء في معركة لا تنفصل عن كونها معركة شخصية غير سياسية أوسع نطاقا وأبعد مدى لاعبها الرئيسي معسكر الأحزاب والميليشيات الموالية لأجندات أقليمية .
- أن وجودها القانوني قد أنتهى في ديسمبر( كانون الأول ) 2018ا في تحديد مفوضية الأنتخابات ورئاسة الوزراء موعد الأنتخابات في 22 ديسمبر الماضي وهذا يعني وجودها غير قانوني .
- أن هذه المجالس باتت موطيء قدم للفساد والصفقات السياسية المشبوهة ، أن معظم المشاريع في المحافظات وزعت كغنائم بين تلك المجالس وبين الحكومات التنفيذية المحلية التي تمثل المراقبة والتشريع ، وبالتأكيد أن العيوب والمساويء التي تعاني منها الحكومة المركزية تجدها جلية وبقوة في مجالس المحافظات لا بل نسبة الفساد في الحكومات المحلية أعلى منه في الحكومة المركزية .
- رواتب ومخصصات 447 عضو في مجالس المحافظات والتي تصل إلى الملياري دينارفي ظل الوضع الأقتصادي المتأزم والعجز في الميزانية وتراكمات الديون الخارجية بوضع لا يحسد عليه البلد نجد أن أعضاء المجالس والبالغين 447 عضو يستلمون شهرياً ثلاثة ملايين لكل عضو حيث أن المجموع الكلي يصل إلى مليار ونصف شهريا ، وخُصص لهم نصف مليون للضيافة ( شاي وماء ) ، ونصف مليون آخر لوقود السيارتين المخصصة لكل عضو ، فضلا عن وضع 20 جندي للحماية رواتبهم تصل إلى 20 مليون دينار شهريا ، وأن رواتب المتقاعدين منهم ولثلاث دورات يستلمون مليونين و800 ألف دينار شهريا ، علما أنها لا زالت مستمرة ، ان المجموع الكلي يصل إلي ملياري دينار ، وهذه الأرقام الخيالية ما هي ألا تحذير للحكومة المركزية من مغبة تعرض العراق إلى أفلاس وشيك وسط دعوات لأستثمار قطاعي الزراعة والصناعة ومشاريع أنمائية التي قد تعالج العجز الكبير في ميزانية المدفوعات ( سكاي بريس / تقرير)، وبتأريخ 21 -12 -2018 ورد تقريرلمركز الدراسات الدولية والأستراتيجية الأمريكية عن العراق : العراق مفلس تقريبا ، يواجه أزمات أقتصادية خانقة ولديه حكومة من أكثر الحكومات فسادا في العالم ، ويخطيء من يعتقد أن بالأمكان أنقاذ العراق مما يعانيه بمشاريع فجة ساذجة شخصية نفعية --- وهنا يقصد بالأشارة إلى أصحاب المشاريع الساذجة والمتهافتة الأصلاحية وتوفيقية مثل مشروع الشيخ جمال الضاري ( مشروعه الوطني ) والدكتور أياد علاوي ( المصالحة الوطنية ) والسيد عمار الحكيم ( التسوية السياسية) وخميس الخنجر( المشروع العربي ) والصدر ( سائرون ) والدكتور حيدر العبادي  (الأصلاح ) وهادي العامري ( البناء ) ، وبالتالي  هي معركة حول منصب المحافظ ي واقع الحال يفرض علينا أن نؤمن بأن ليس لدينا دولة عميقة وحتى شبه دولة بل طلاب سلطة حولوا العراق لجسدٍ مصاب بالشيخوخة والتكلس الحزبي ، وكما قال المهاتما غاندي : ( كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن ) .
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد

-


22
خطأ " الشيعة " في أختيارعادل عبد المهدي
عبدالجبارنوري
ثمة رهانات لي كمواطن عراقي مع الكتل الشيعية ولجميع فصائلها : أنكم أخطأتم بأختيار السيد عادل عبدالمهدي رئيساً للوزراء والعراق لا يزال في عنق الزجاجة ، أي نعم ---- قدم برنامجاً شاملا ودقيقاً  ب 121 صفحة يرقى إلى بروستريكا أصلاح أقتصادي في خارطة عمل لأخراج العراق من واقعهِ المأزوم والمهزوم داخلياً وأقليمياً ، بالرغم من أحتوائهِ بعض الهفوات والهنات التي سأذكرها لاحقاً ، وللمعلومة أن عادل عبدالمهدي مقرّب من أيران ومقبولاً لدى أمريكا ، وعلاقتهُ بالمرجعية يسودها الصمت وهو خير الكلام أضافة إلى علاقتهُ الهادئة مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهادي العامري رئيس تحالف الفتح الجناح اليساري للحشد الشعبي ، وأنهُ يعتبر حالياً شخصية مستقلة رُشح من قبل القوى السياسية الشيعية بالأغلبة المطلقة ، لا توجد عليه شبهات فساد أو أحكام قضائية لدى هيئة النزاهة أو القضاء العراقي ، ومن يشيّع غير ذلك فهو أحد الجيوش الألكترونية التي هدفها التسقيط ، وهذه الصفات الشخصية وسيرته الذاتية لا تكفي أن يكون قيادياّ محنكاً ناجحاً ، لذا بأعتقادي إن مرّتْ الأربع سنوات ولم يخرج السيد ورقته من جيبه ربما تُخرج منه – والأعداء كُثر – عاجلا أم آجلا ، وها قد ذهبت سنة من تكليفه ولم ينجز 1% من البرنامج ، وحينها يستحق الذين أختاروا عبدالمهدي وهو قد أنجز 60% من برنامجه أستحقاقهم تمثالاُعند جدارية جواد سليم وسط بغداد.
الرجل يعيشُ في بيئة مضللة محاط بعشرات من مستشاريه لا يصدقونهُ بالحقيقة : أن الفساد شئٌ مرعب وخطير تعد الوجه  الثاني من الأرهاب بل أفتك منهُ حيث يشمل قوت الشعب وخبزه ، طبق المحاصصة بحذافيرها بتوزيع الحقائب الوزارية على الكتل السياسية حسب الأستحقاق الأنتخابي ، وهي حالة مرضية سياسية لها تداعياتها وتحدياتها على الوضع الراهن ومستقبل الأجيال القادمة ، وأنهُ مكبل اليدين ليس ( حراً) في أختيار وزرائهِ لذا أججت التدخلات والضغوطات الأقليمية والدولية في القرار السياسي العراقي ، فأصبحنا محكومين ضمن واقع الحال ، وأصبح عبدالمهدي أمام خيارين أما تطبيق قواعد المحاصصة وأرضاء الأئتلافات والتنظيمات ذات الطابع الطائفي والأثني أو المواجهة معهم وبصراحة لا يمتلك تلك المؤهلات التي تجعله سيد الموقف لذا تبع أسوء الطريقين ( مرغما ) .
نواقص البرنامج الوزاري لعادل عبدالمهدي
- عدم وجود مفهوم العدالة الأجتماعية في البرنامج الحكومي وخاصة في حل مشاكل السكن والنقل والعشوائيات والبطالة والحقوق المدنية./ رائد فهمي
- خلو البرنامج لمبدأ عدم دخول العراق في المنازعات الدولية وسياسات المحاور.
- ولم يتطرق إلى حل الخلافات والمنازعات بين الوقفين السني والشيعي .
- ولم يذكر البرنامج إي خطوة بأتجاه تدهور الصناعة في العراق ، مع أفتقارالبرنامج لخطة أستراتيجية لتفعيلها عموماً.
- البرنامج لم يشرْ إلى الملف الأمني والخدمي والتربوي في المحافظات المحررة ، وأعادة أعمارها وتقديم الخدمات لها .
- البرنامج لم يتطرق لعمل الهيئات المستقلة للرقابة .
- عدم وجود أية أشارة في برنامج عادل عبد المهدي لضرورة محاسبة الفاسدين وأسترجاع المال العام المهرب البالغة عشرات المليارات من الدولارات .
 الأختيار الخاطئ / لم يكن البيت الشيعي موفقاً في أختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ، أن الوضع الراهن في العراق بعد الأحتلال الأمريكي البغيض 2003 أشبه ما يكون الوطن في عنق الزجاجة مثقلاً بأرثٍ من الخراب الأقتصادي والسياسي والأجتماعي ، فكان هذا الوضع المزري بحاجة إلى مسؤول قيادي محنك حازم صانع قرارات مصيرية غير متردد لذلك فشل في أول سنة من أستيزاره في مواجهة  هذه التحديات :
-الأحزاب العراقية وما أكثرها كما وليس نوعاً والفعالة منها أكثر من 50 حزب يتركز جهودها على حصد أكبر عدد من الحقائب الوزارية دون الألتفات إلى البرنامج الحكومي المطروح ، وأن هذه الأحزاب السياسية أتفقت على المشاركة في الحكم بدون أستثناء تحت خيمة المحاصصة والغريب أنهم يرفضون المعارضة التي هي من أسس البناء الديمقراطي للحكم السليم كما نراهُ في بريطانيا والسويد وعموم دول الغرب .
- تواجه الحكومة من التحديات الضخمة أبرزها أعادة أعمار البلد الذي تدمر خلال الحرب على داعش والتي أستمرت تلك الحرب الشرسة مدة ثلاث سنوات ، وضرورة الأهتمام بالبنى التحتية على العموم ، ويظهر أن الكتل السياسية فشلت في تشكيل الكتلة الأكبرعدداً مما يؤهلها بتسمية مرشحها الجديد ، ومشكلة أعادة هيبة الدولة العراقية والمؤسسة العسكرية بعد أن تراجع دورها بسبب الأحتلال الأمريكي وأنتشار قواعده العسكرية في عموم العراق ، وكذا الحال في تواجد ألأحتلال التركي لبعشيقة منذ أربع سنوات والتوسع الأيراني والسعودي في النفوذ والتأثير ، لم يكن لعبدالمهدي دورا فعالاً في مواجهة هذه التحديات أوكحد أدنى التعامل الأيجابي مع بعضها .
- تحدي أستمرارية حرب الأستنزاف في تتبع الخلايا النائمة وأعوانها في المناطق المحررة ، أضافة إلى الحالة الفوضوية المتزايدة في جميع مفاصل الدولة ، وعلى العموم أنهُ صحيح أستلم أرثاً ثقيلاً من اسلافه العبادي والمالكي محتويات هذا الأرث المقرف الممجوج كماً ونوعاً موبوءاً بالأزمات السياسية والأجتماعية ومديونياتٍ ثقيلة خارجية وداخلية أضافة إلى تحسين الخدمات الأساسية التي كانت سبباً في أشعال الشارع العراقي وخصوصاً في البصرة التي توعدت الحكومة بتجديد تظاهراتها بعد أربعينية الحسين برفع سقف مطاليبها إلى طلب حق الأقليم للبصرة .
- شباك المحاصصة المقيتة فالمهدي يجد صعوبات جمّة في تمريرالوزارات السيادية خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع ، بأعتقادي سوف يسقط رئيس الوزراء في تلك الشباك اللعينة لكون لا يزال الخلاف قائم على تلك الوزارتين لكونهما مصداً للضغوطات على عادل من بعض الأحزاب المسنودة بأجندات أجنبية ولا أخفي عليكم حين أذكرها بالأسم ( أمريكا وأيران والسعودية ) ، أي أن على الساحة السياسية أقطاب وأمبراطوريات مستقتلة وقوية تمتلك السلاح والمال المنهوب الذي أستقر في جيوبهم ، والمشكلة هنا مركبة فيها تحدي للمرجعية التي وضعت الخط الأحمر لشخصية الرئيس الجديد في الحزم والتكنوقراط بينما كابينتهُ ليست تكنوقراط عدا ثلاثة منهم فقط ، فهو أذاً قد وقع في شباك المحاصصة في أختيار كابينته الوزارية .
- الشبهات التي تدور حول الوزراء الجدد والتي تبيّن أن بعضاً منهم عليه ملفات فساد وأخر مطلوب من المساءلة والعدالة وثمة آخر متهم بتزوير الشهادة وآخرين قد زاروا ( بوكا ) وشُملا بالعفو ، حقاً أنهُ موقف محرج لرئيسنا الجديد هل سيخرج ورقة الأستقالة ؟!أم يحيل أوراقهم ألى مفتي الديار!!!؟ عفواً أنهُ ليس بهذه الأمكانية الشخصية حتى يواجه غيلان وحيتان ؟!.
- سيواجه عادل عبدالمهدي طلائع ( المقاومة ) العراقية ضد الأحتلال الأمريكي سواء كانت من الشيعة أو السنة فهي تهدد البقاء الأمريكي الحليف للعراق – كما تزعم أبجديات الأمبريالية – فكان للتصريح الناري الذي أطلقتٌهُ أحدى الكتل وبحضور المبعوث الأمريكي : ( سوف نسقط أية حكومة خلال شهرين أذا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيلها ) والذي ترجمت على الواقع في تعرض السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد لضربات صاروخية مساء يوم 6/9/2018 وتجددت في 8 سبتمبر الماضي في تعرض القنصلية الأمريكية في البصرة وبالتالي سيكون عادل عبد المهدي أمام مسؤولية كبرى في تفهمه أنها رسالة : أن الشعب العراقي حي لا يزال يمتلك روح المقاومة.
- على الصعيد الدولي سوف تظهر أمام عادل عبدالمهدي مشكلة العقوبات الأمريكية على أيران والتي ستبدأ من يوم 4/11 وكيف سيوفق بين الموقفين الأمريكي والأيراني ؟ ، أضافة إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة العشائرية في وسط وجنوب العراق وكذلك نمو الجماعات الأسلامية المتشددة في غرب وشمال غرب البلاد والتي بعضها أدان بالولاء لداعش أيام أحتلالها لهذه الأجزاء فيحتاج عادل عبدالمهدي لبرنامج كفوء لأعادة الثقة بين الحكومة المركزية وأهالي تلك المناطق .
- معالجة أزمة النازحين داخلياً والمهجرين قسراً والكشف عن المغيبين ، ومعالجة الأزمات المستعصية بين الأقليم الكردي والحكومة المركزية وتصفية الخلافات الدستورية التي تلف المناطق المتنازع عليها ، وجعل كركوك مدينة للتعايش السلمي بين مكوناتها الأصلية الكرد والتركمان والعرب .
- وأن عادل عبدالمهدي فشل في تحجيم البطالة لآنهُ أتبع التعيين الوظيفي وأهمل الحلول الأخرى – بالرغم من أختصاصهُ أقتصاد من فرنسا – وأنهُ تأخر في حسم تكملة الكابينة الوزارية الذي هو خرق للدستور العراقي وهو دليل كافي أن يوصف بالضعف الكبير في أدارته وتصديه للمسؤولية ، وخاصة في غياب وزارتين سياديتين أمنيتين هما وزارة الدفاع والداخلية .
أخيرا---- إلى أين سيأخذنا عادل عبد المهدي ؟!
بسبب التباطؤ في الأصلاح والوعود الديماغوجية الغير دقيقة وتراكم الأزمات وأستسلام ( لعابة الصبر )وها قد خرج المارد البغدادي من قمقمهِ ليعلن أنتفاضته التصحيحية في{ واحد من أكتوبر} المجيدة وسرعان ما وصل إلى أحفاد زنج البصرة الجياع المستلبين من جميع متطلبات الحياة ، وأتسعت جغرافية الثورة لتشمل محافظات الوسط والجنوب ، وننتظر العصا السحرية لرئيس الوزراء ، بأعتقادي أن قطار الزمن قد تجاوز رئيس الوزراء ومن أنتخبه وأن المرض السياسي المزمن في العراق قد أصبح في مراحلهِ المتقدمة لا تعالج بحلول ترقيعية المخدرة ووعود تدوير النفايات المستهلكة الفاقدة صلاحياتها بل نظاماً بديلا لنظام المحاصصة أي بالتغير والتغيير فقط .
كاتب عراقي مقيم في السويد
-


 


23

 
اللبرالية الجديدة---- قناع يخفي تغوّلْ الرأسمالية
عبدالجبارنوري
الليبرالية الجديدة هي حزمة من السياسات الأقتصادية التي أنتشرت على نطاق واسع في العقود الأخيرة ، وتشير إلى أفكار سياسية وأقتصادية وحتى دينية ، وأشتهرت المدرسة الليبرالية الأقتصادية في أوربا عندما نشر الأقتصادي الأسكتلندي " آدم سميث " كتابه ( ثروة الأمم ) عام 1776 ، مدافعاً لألغاء التدخل الحكومي في الشؤون الأقتصادية برفع القيود عن عملية التصنيع ، ورفع الحواجز والتعريفات الكمركية ، وأعلن في كتابه : أن التجارة الحرّة هي أفضل وسيلة للنهوض بأقتصاد دولة ما ، وهي أشارة لأصحاب رؤوس الأموال أنكم أحرار في الوسيلة التي يجنون بها أرباحاً طائلة خيالية .
يتضح من تأريخ الغرب الأوربي أن اللبرالية سبقت الرأسمالية ، بل أن اللبرالية هي الأساس الفكري للرأسمالية كنظام أقتصادي تكون اللبرالية هي السياسة والرأسمالية هي الأقتصاد  ، وقد بدأت اللبرالية فكراً منذ الأصلاح الديني في القرن 15 ثم النزعة الأنسانية في القرن 16 ، فتحرير الفكر في القرن 17 والثورة الفرنسية في القرن 18 لتبلغ الرأسمالية أوجها في القرن 19 ، وقبل أن تبدأ أزمتها في القرن العشرين رغم منجزاتها ومآثرها في حرية الفكر ورفض سلطة الكنيسة والأقطاع وتأكيد حرية الفرد وديمقراطية المجتمع فأنها وقعت في أخطاء فادحة منها أستعمار بعض مناطق من العالم القديم للبحث عن المواد الأولية واليدالعاملة الرخيصة نتجت تراكم الثروة وظهور العبودية من جراء أستيراد عبيدا من أفريقيا .
إذا تعتبر اللبرالية الجديدة قناعاً يخفي تغوّلْ الرأسمالية وتفتيت أنساق القيم وتدمير المقومات الخلقية ، سادت الليبرالية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في العالم العربي طُبقت كمحاولة لدراسة أحدى الظواهر الفكرية التي أجتاحت العالم في ظل العولمة وخلال أربعة عقود من سياسات اللبرالية الجديدة في خططها الأقتصادية والتنموية ( أنتهت ) بالفشل وأخفاقات مشهودة حتى طفحت أسقاطاتها وسيئاتها في الكساد الأقتصادي العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين .
إلى أن الأزمة الرأسمالية في العقود الأخيرة أتسمتْ بتقليص معدلات الربح دفعت الشركات العملاقة بأعادة أحياء الليبرالية الأقتصادية وهو ما يولد ليبرالية جديدة ، أن صعود الليبرالية الجديدة ظهرت تطبيقاتها الشمولية في تسعينات القرن الماضي بعد أنهيار منظومة الأتحاد السوفيتي الأشتراكية ، فأعلنت اللبرالية كنموذج فكري وسياسي لتنظيم المجتمع كما يعتقد الفكر الرأسمالي والتي أظهرت صيغة "اللبرالية الجديدة " للتخفيف عن غلواء الرأسمالية فسمحت نسبيا بتدخل الدولة في النشاط الأقتصادي ضمن القطاع الحاص ، والآن في ظل العولمة المتسارعة للأقتصاد الرأسمالي ، بتطبيق الليبرالية الجديدة على نطاق عالمي بحيث تتضمن الملامح الرئيسة للبرالية الجديدة التي تظهر ( مساوئء وتداعيات وأسقاطات ) الرأسمالية الجديدة :
-هيمنة السوق برفع كافة القيود التي تفرضها الحكومات على المشروعات الخاصة مع الأنتفتاح الواسع على التجارة  والأستثمار الدولي وتخفيض الأجور .
- حل النقابات العمالية وتهميش حقوق العمال التي حصلوا عليها عبر سنوات في الكفاح .
- أتاحة الحرية الكاملة لحركة رؤوس الأموال والبضائع والخدمات .
- تقليص الأنفاق على الخدمات الأجتماعية مثل التعليم والصحة ، وخفض الأنفاق على خدمات الضمان الأجتماعي ، وصيانة البنى التحتية من سكن ومواصلات وماء وكهرباء .
- الخصخصة ببيع المشروعات والبضائع والخدمات التي تمتلكها الدولة إلى رجال الأعمال وتتضمن بيع البنوك والصناعات الحيوية وسكك الحديد والكهرباء والتعليم والمستشفيات .
- القضاء على مفهوم الصالح العام وأستبداله  بمصطلح المسؤولية الفردية ، فهي تدمر برامج الرفاهية الأحتماعية وتهاجم حقوق العمال والطبقة الوسطى.
- يحاول اللبراليون عند تعريف اللبرالية بأنها ( الحرية ) وهذا تزييف ، فالحرية أدعتها كثير من المذاهب والفلسفات ، وليس هناك تعريف متفق عليه للبرالية .
- زيف زعم أن اللبرالية هي الحل لمشاكل العالم ، وأن اللبرالية في الحقيقة موظة سرعان ما تزول كغيرها من الشعارات الديماغوجية الدعائية الرخيصة .
- تضع ترتيبات أقتصادية وسياسية جديدة تسودها الفوضوية من جراء زيادة المرونة الأقتصادية Flexibiliy lean Production أي الأنتاج اللين المرن .
- أضعاف النمو الأقتصادي وخصوصاً عند الدول النامية التي تظهر فيها الأزمات مضخمة أكثر من الدول الغربية لضعف قدرتها الأحتمالية .
- اللبرالية الجديدة تولد التقشف الذي بدوره يقود إلى المديونية وأستلابات البنك الدولي وقروضها المتعسفة .
- ومن تداعياتها الحداثوية تعدد الأشتراكيات دون أساس لبرالي مثل : تجربة التسيير الذاتي في الجزائر والأشتراكية الأفريقية والأشتراكية المسيحية والأشتراكية الأسلامية والأشتراكية الحميدة والمجيدة في العراق ( العهد العارفي ) .
عبدالجبارنوري
بعض المصادر والهوامش
*نقد اللبرالية الجديدة / د-الطيب بو عزّه 2009 - النت
* عبدالله الغذامي / أسئلة في الحرية والتفاوضية الثقافية -2013 المغرب
* د- أشرف منصور – الجذور الفكرية للبرالية الجديدة
*أدم سميث – ثروة الأم

24
أخرجوا من اليمن على خطى الأماراتيين لكون اليمن مقبرة الغزاة
عبدالجبارنوري
وأنا أقلب صفحات التأريخ لليمن السعيدة أحسُ بشعورٍ غريب أن في اليمن لعنةٌ شبيهة بلعنة الفراعنة في مصر ، وسوف أسميها بلعنة اليمن السعيدة لكونها عصية على الغزاة ، فلنبدأ بالعهد العثماني بين 1872 -1918 ، ولماذا سُميّتْ المنطقة الواقعة غربي صنعاء بأسم ( مذبح أناضول ) أرسل القائد العثماني كتيبة من87 ألف مقاتل خاضتْ معارك شرسة مع قبائل ( رداع وحجه وعمران وصعده ) ولم يرجع منها إلى تركيا سوى 5 خمسة آلاف جندي فقط يبكونهم إلى يومنا هذا .
وسنة 1967 أرسل جمال عبد الناصر 70 ألف جندي مصري لدعم جماعة الجمهوريين ضد المملكة المتوكلية اليمنية ، خاض الجيش المصري حرباً ضروساً أستنزفتْ قواه العسكرية والمعنوية في مواجهة اليمنيين الأشداء المعروفين بالمطاولة والصمود ، أدرك الرئيس المصري حينها صعوبة البقاء في اليمن أنسحب أواخر نفس العام ، وسمى المؤرخون المصريون تلك الحرب ب ( فيتنام مصر )
وسبقتهم بريطانيا بالأنسحاب من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد أن أستنزفت الحرب مع الملكيين قوى وطاقات الجيش البريطاني .
وتبعتها المملكة العربية السعودية والأردن يجران أذيال الخيبة والفشل .
وأما حكاية البدعة الجديدة " عاصفة الحزم " تلك الحرب القذرة ضد شعبٍ آمن في 26 مارس 2015 بعملية عسكرية سعودية بمشاركة 10 دول خليجية زائداً مصر والأردن والسودان والسنغال ودول الغرب والباكستان ومنظمات الأمم المتحدة بقوى 150 طائرة و180 ألف جندي ولأربع سنوات لم تحقق  على أرض المعركة سوي الأستنزاف المادي والعسكري ووصول الذراع اليمني لسلاح الطائرات المسيرة والصواريخ البلاستية باتت تهدد مصالح الدولتين المعتديتين السعودية والأمارات ، وقد أدرك الأماراتيون أن النزاع هناك هدر للأرواح والموارد البشرية والمكانة الوطنية وأن السلام والأنسحاب هو بمثابتة ( جرعة ) من التعقل نظراً للأشمئزاز الأممي لهذه الحرب التي بأعتقادي أكبر ( أزمة أنسنة ) في العالم المتحضر .
فكانت البداية في أنسحاب الأمارات من بعض المناطق في اليمن بتخفيف أسلحتها ومعداتها وذخيرتها العسكرية والطائرات المروحية الهجومية والمدافع الثقيلة حول ميناء الحديدة على البحر الأحمر ، وفي الخامس من شهر تموز الحالي نشر الأعلام الرسمي في الأمارات سحب قواتها من اليمن ، ويكون الأنسحاب الأماراتي بمثابتة الخروج من الباب الخلفي ، مسلطاً الضوء على ما هو يعتقد أمير أبو ظبي : أنهُ عمل(سلمي) وقد يكون شيئاً من الهراء والهلوسة السياسية بمشاركة حكومة الأمارات في الحرب الفعلية ولمدة أربع سنوات  وعلى كل حال نبحث في أسباب هذا الأنسحاب هل هو هروب أم لأجل عيون السلم أثرياء البترول ؟ هذه بعض أسباب الأنسحاب أو الهروب كما يقول المثل ( الهزيمة نص المرجلة ) وبالتأكيد ستكون بداية أنفراط العقد الغير مقدس مع السعودية
-تصاعد التوترالخليجي بين أيران وأمريكا في الأشهر الأخيرة ، أدتْ إلى أعادة قوات الأمارات إلى الوطن ربما ستكون الدولة بحاجة لها ، كان هذا الأنسحب المفاجيء للقوات الأماراتية من اليمن إلى التوتر المتصاعد في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة وأيران من جهة أخرى وذلك بعد تعرض ناقلات النفط قبالة السواحل الأماراتية للتخريب .
- أن وقف أطلاق النار الهش الذي توسطت به منظمة الأمم المتحدة بالحديدة والذي دخل حيّز التنفيذ في كانون الثاني الماضي عذراً وسبباً للأنسحاب .
-  القلق الأماراتي من تصاعد الأصوات المطالبة بوقف هذا النزيف من هذه الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير بناها الفوقية والتحتية وتفشي الأوبئة الفتاكة والمجاعات .
- أن حكام الأمارات نصبوا أنفسهم بمقام أنا ربكم الأعلى حيث تمددت سجون أبو ظبي لتصل إلى القرن الأفريقي ، ويبدو أن لحكام الأمارات لديها مخططاً تنفذهُ في منطقة القرن الأفريقي الذي يضم أربع دول هي ( أثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي ) لكن الأقمار الصناعية رصدت العبث والتخريب الأماراتي الممنهج وخاصة في السواحل الأريتيرية والتي أصبحت مكشوفة من بؤر كسجون على السواحل وعلى مساحة القرن الأفريقي التي تضم المئات من المنظمات المناوئة لهذه الحرب بوجهٍ أستعماري جديد ، وهذا الفكر التوسعي تقاربت مع تدخلاتها الفجةوالوقحة  في ما سميت بالربيع العربي التي قضمت كل من تونس وليبيا ومصر .
- أصبحت فاتورة الحرب مكلفة ومقلقة سياسياً وأقتصاياً .
- أما عن مسيرة الحرب التي تدخل سنتها الخامسة ولم يأكلوا من عنبها ألا الحصرم فأصبح التحالف الخليجي صفر اليدين ووفاضها .
- وهناك سبب مبكر يتعلق بالأعادة المبكرة لمكاسب الحرب وتوزيع مناطق النفوذ في اليمن ، خاصة بعد أن بدت الفجوة واضحة في الخطاب الأعلامي الغير رسمي بين السعودية والأمارات أثر سحب الأمارات لوحدات قتالية من تخوم مدينة مأرب لعزل مدينة مأرب وتركها تواجه مصيرها للحوثيين أفضل من أن تفوز بها غريمتها السعودية .
- ولطالما أستغلت دولة الأمارات الحجم الدولي والأقليمي للسعودية لتمرير مخططاتها ومآربها الخبيثة وهي تتخفى في ظل مملكة الكراهية آل سعود لتمرير خيوط المؤامرة مستغلة طيش ولي العهد الصبي محمد أبن سلمان وهو المتهم أمام الرأي العام العالمي بمجزرة المعارض السعودي خاشقجي ، فهي تريد النجاة بنفسها من الرمال المتحركة اليمنية من جهة وترغب التفرج على أبن سلمان وهو يغوصُ في هذه الرمال .
- أنّ تردي العلاقات بين السعودية والأمارات أصبح بحكم المؤكد ، فأستثمرت أبو ظبي هذه الحالة بالأنسحاب من أرض المعركة لتحقيق الهدف البعيد في توريط السعودية والأمعان في تعقيد وضعها في المنطقة .
بعض التأويلات التي صاحبت الأنسحاب
1-جزأ من الصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي والذي كُشف بعد طرد القوات الأماراتية من منطقة ( سيتون ) القريبة من صنعاء .
2- الضغوط الدولية جراء الأنتهاكات الأنسانية التي أرتكبتها قوات الأمارات والأحزمة الموالية لها في عدد من المحافظا ت اليمنية .
3- بأعتقادي ليس تأويلا بل حقيقة جيوساسية في أعلان الأمارات الأنسحاب الكامل من العدوان على اليمن يندرج في المقام الأول بأنهُ أستثمارٌ حاذق وماهر حفاظا على منشئاتها الحيوية وأستثماراتها خاصة بعد التفجيرات الأخيرة التي طالت أربع ناقلات نفط في ميناء الفجيرة وأصابة أطراف من مطارها الدولي في أبو ظبي بطائرات مسيّرة ,هو يعني أصابة العمق الأماراتي ، لهذا بكرت قبل غيرها لدرأ هذا الوضع المقلق والمؤرق لذا نأت بنفسها وفضلت الأنسحاب.
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
 


 

25
 
الصرخة المكبوتة لزمن العتمة في رواية "الكنزة الزرقاء" للروائي فريد الطائي
عبدالجبارنوري
تعتبر الرواية من أرقى أشكال التعبير اللغوي في تجسيد تجليات ما يجيش في أعماق اللاوعي من المشاعر والأحاسيس الوجدانية وتناقضاتها وربما أرهاصاتها من حب وكراهية وحركة وسبات ورفض وأستكانة وقبح وجمال للأنسان الذي أعتبر أثمن رأس مال في قائمة الأحياء في فضاءات هذا الكون الشاسع .
أن رواية " الكنزة الزرقاء " للروائي فريد الطائي تركيبة وجدانية وترجمة ( واقعية ) لمستلبات الأنظمة الشمولية في التسلط ومصادرة الحريات للشعب العراقي المقهور ، ولمست  الواقعية ) بأجمل صورها في رواية الكنزة الزرقاء ولآن الروائي فريد الطائي عايش المأساة التراجيدية بأبشع زمكنة مرعبة أبتداءاً من 1963 وعبرالأسلاك الشائكة المكهربة والملغومة لسنة الأحتلال الأمريكي البغيض 2003 ، أجاد الروائي البارع الطائي أن يترجم تلك المعاناة بواقعية تقدمية وكـأنهُ تقارب –حسب قناعتي – مع مؤلف رواية " المدرعة بوتيميكين " ( نينا أغادزنوفا )الروسي الذي أرّخ للثورة العمالية في مدينة سان بطرس بيرغ 1905 ، وأعتبرت روايتهُ هذه من أعظم الروايات المحرضة على الثورة ، وترجمت حينها إلى فيلم صامت قصير بأخراج ( (سيرغي أيزينشتاين ) .
فكانت المحطة الأولى لفصول روايتهِ الحرب الأيرانية العراقية ، أبدى أولى ومضاته الوطنية في سرد لسيرورة هذه الحرب العبثية مبيناً ببراعة حسيّة عقم الحروب وأستلاباتها المرعبة ، فقد أعتنى بالمعارك الشرسة التي خاضها الطرفان في ثمانينات القرن الماضي  والتي دامت ثمان سنوات ، وهي أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين وغطت مآسيها أبادة أكثر من مليون وأكثر من واحد مليون معوّق وأسيرومفقود من العراقيين ، وأكثر من مليوني فرد من أيران بين قتيل وجريح ومفقود وأسير، كما تمّ أستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ، وكشفت مأساة رحيل الجيل الذي أشترك في الحرب من كبار المسؤولين والقادة والضباط والساسة والمشاركين من أطباء ومهندسين وأعلاميين ، وطرح الروائي ببراعته وشجاعته سؤالاً ملحاً مطلوب الأجابة عليه من قبل الشعب : هل كانت تلك الحرب ضرورية ؟ في عالمٍ بدأت متغيراته ِمن بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، هل أستبقتْ الحرب زمنها ؟ وتجيب الرواية " الكنزة الزرقاء " بسلاسة كاتب الرواية بوطنيته اليسارية التقدمية : لقد أفرزت تلك الحرب حالات تأريخية أذ أحرقت الثقة والتي كانت عميقة الجذور بين الطوائف العراقية وأقلياتها فقد أنتجت تلك الحرب صراعات مستمرة وكادت أن تغيّر مسار وحدة الشعب العراقي إلى حربٍ أهلية خصوصا في عامي 2006 و2014 وللأسف الشديد لا زالت الصراعات والمناكفات  مستمرة تطفح على الواجهة السياسية بأشكال مختلفة ربما كطائفية أوأثنية أومناطقية وربما كلها معاً .
وكاتبنا عايش حرائق الغربة تحت خيمة وطنهِ المتهرئة ، وأفرز روايةً بزمكنة واقعية لأنهُ عايش جميع الأنظمة معلناً راية الكفاح والتصدي وكسر حاجز الخوف بموصول غرائبي تحت وابل زخات الأوجاع والأستلابات الروحية والجسدية المرعبة وتلك هي مولد الأرادة الجماهيرية في طلب التغيير بأنسياقية نحو الواقعية والأنطلوجية الرقميىة لهندسة أفكاره الثورية ببرمجيات معلوماتية ذات فائدة جمة للجمهور المكتوي بعذابات الشمولية الساحقة لآدمية الأنسانية .
وينقلنا الروائي بسردية نصيّة متقنة إلى الفصل الثاني الأكثر أيلاماً ووجعاً بشكل موجات بربرية متوحشة للنظام الشمولي والديني الراديكالي في أكله للحم البشري الحي كمثل غزوات قندهار وتوروبورو في تغييب الكلمة الحرة في أغتيال الروائي والكاتب اليساري التقدمي كامل شياع مستشار وزير الثقافة العراقية في 23 آب 2008 ، وأجاد الروائي اليساري الطائي في روايته الكنزة الزرقاء بدوره الأعلامي في التعامل الأنساني في فجيعة أغتيال الكلمة الحرة ، يقول: وفُجع كل ضمير حي تنبض شراينهُ بحب الحياة وكل مناضل في العالم بالجريمة الأرهابية المبيتة التي خطفت حياة الشهيد الشيوعي والمناضل اليساري " كامل شياع " وهو صاحب القلم الحر الشجاع الذي أقتحم المشاريع الأمبريالية والظلامية المشبوهة مدافعاً صلباً عن حقوق الأنسان العراقي والعالمي ، وكان من أبرز المطالبين ببناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق رؤى علمانية منفتحة حاول أن يغيّرْ المشهد الثقافي بيد أن بعض العقول الفاسدة لا يروق لها ذلك .
كاتب وباحث عراقي / ستوكهولم

 

26
رذاذ من وجع الغربة في بستان الناقد العراقي " جمعه عبدالله "
عبدالجبارنوري

هوالناقد العراقي المتألق والمبدع " جمعه عبدالله " وهو اليوم في منفاه القسري اليونان منذ عشرين عاماً ، يبدو من سيمياء العنوان أنه دفع فاتورة الغربة أستلاباً ووجعاً يومياً كانت الخسارة في مصادرة حريته في وطنه العراق وتغييب طموحات شعبه ، وكان ربحهُ في شخصيته الفذة وثقافته الرصينة والعالية ومواهبه الأدبية أصبح يملك ذلك البستان المورق بألوان زهورها وثمارها بفضل ولعه وموهبته في شتى ألوان الأدب والثقافة وتخصصهِ في النقد الأدبي بأسم الناقد العراقي " جمعه عبدالله " .
في مفهوم النقد الأدبي هو عملية دراسة وأصدار أحكام على النصوص الأدبية ، وهو أحد الفنون الأدبية الذي يرتبط فيها ذوق الناقد وفكره محاولا الكشف عن جمالية النص الأدبي والعيوب التي قد توجد فيها ، علما أن الأدب صنعة أبداعية والنقد هو الذوق لذلك الأبداع يكون فيه الأديب مطالب بالتعبير الأبداعي والناقد مطالب بنقد ذلك النص بموضوعية وحيادية لكون النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية ، بأعتماد ( النظرية الأدبية ) هي النقاش الفلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافه ، رغم العلاقة بينهما ، علماً أن الأدب سابق للنقد في الظهور وهما متلازمان ، أذ لولا وجود الأدب لما كان هناك ( نقد ) أدبي لأن قواعده مستقاة ومستنتجة من دراسة الأدب ، والنقد الأدبي ذوق وفن وعلما يكون الناقد صاحب حس مرهف وذوق سليم وموهوب وليس بالضرورة أن  يكون منظراً .
أسلوب الناقد العراقي " جمعه عبدالله "
-يطمح دوماً وبأصرار إلى بناء صرح معماري أدبي رصين وهادف ككاتب ملتزم ينحو للواقعية في كتاباته متمثلا بنجيب محفوظ وأرنسنت همنغواي وفكتورهوجو وغائب طعمه فرمان وأنتون تشيخوف وتولستوي ، لا يتوقف الناقد البارع " جمعه عبدالله "عند قراءة النص الأدبي فهو يقرأها مابين السطوركما يقرأها طه حسين في كتابه الأيام .
- يكتب عن قناعة مفادها : أنهُ لابد من تجاوز عدد من الأحكام الجاهزة المترسخة في الأذهان حول العلاقة بين الأدب وسوسيولوجية المجتمع ، وهو ينحو دوماً إلى التجديد والحداثوية بتجاوز المقاربة الكلاسيكية التي كانت تخيم بظلالها المعتمة على مجمل الفنون الأدبية ، في الوقوف بين الأختلافات والتشابهات بعملية يحكمها منطق الحصر والحد
- أهتمامات الناقد عبدالله متنوعة في الأدب والشعر والنقد الأدبي والرواية والقصة القصيرة والطويلة ، أخذ ينحو العالمية في أساليب النقد الأدبي كونه يعتمد النقد الأدبي الحديث بنقاش فلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافهُ بدون أن يوحي لك بأنهُ منظر أدبي ، في محاولة  فريدة في أشراك عامل ديناميكي يمثل أنضباط أخلاقي كقواعد مستنتجة من دراسة الأدب العربي والعالمي .
- وهو ينظر إلى النصوص الأدبية شعرية كانت أم نثرية مكتشفاً لمواطن الجمال والقبح بشكلٍ بارعٍ وملفت للنظر ، فهو متخصص في دراسة أساليب الأدباء والقدرة على فهم أسرارهم والنفوذ إلى دواخلهم وأدراك مشاعرهم وسبر عواطفهم بفهمهِ العميق وحسهِ المرهف وكثرة تجاربه الأدبية لكونه يتمتع بقدرٍ وآخر من المعرفة والثقافة .
- يعتمد الناقد جمعه على مجموعة من الأفكار في قياس الحكم على العمل الأدبي هي عناصر اللغة ، النص السردي ، الأيقاع ، والخيال تساعد المتلقي في فهم النص ، وخصوصا عند قراءتي لنقده نصوص القصص والروايات ، فهو يعتمد أسلوب النقد الحديث في أعتماد التحليل والتفسير والتقييم للجوانب الجيدة والرديئة في النص الأدبي .
- فهو يركز على النقد البنيوي على التحليل الداخلي للنص أي أنهُ يهتم بالنص ولا شيء غير النص في دراسة كينونة وصيرورة النص السردي للرواية وهنا ينثر الناقد الجميل مطيباته من الذوق والعاطفة والحب والجمال وبعضاً من الرومانسية لأنهُ يعي العلاقة الجدلية بين الأدب والنقد تلك العلاقة التكاملية بحاجة كل منهما للآخر.
- يمتلك الناقد العراقي جمعه عبدالله الموهبة وذخائر في الثقافة والمعرفة وسلوك الموضوعية في النقد الأدبي والدقة في الحكم ويعتمد الثوابت والمسلمات بالحذر من الممنوعات الثلاثة ( الجنس والدين والقيم الأخلاقية )
وظهرت تجليات أدوات الناقد العراقي الفذ " جمعه عبدالله " في بعض ما قرأت له في :
قراءة في المجموعة الشعرية ( من يطرق باب الضوء ) للشاعره رفيف الفارس
قراءه في كتاب (قيثارة أورفيوس ) في السائد والمختلف /د-عبدالرضاعلي
قراءه في كتاب (مرافيء في ذاكرة يحي السماوي ) للناقد لطيف كريم
قراءه في المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد ) للشاعر عبدالستارنورعلي
قراءة في ديوان شعري ( أناشيد زورق ) للشاعر جميل الساعدي
قراءة في رواية ( الجنائن المغلقة ) برهان الخطيب
لابد من كلمة أخيرة أوجهها للناقد الجميل الأستاذ " جمعه عبدالله " أن كتاباتنا لن تكتمل نشوة قراءتها ألا بمرور أنفاسك العطرة في نقدك الأدبي  البناء لها ، وبحضورك البهي تفوح عطرها  ، لك المجد أيها الأديب والمثقف الملتزم متمنيا لك مزيدا من التألق في عالمك المعرفي الثقافي والعلمي ----
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في/ العشرين من تموز 2019

27

قراءة سياسية للمنهاج الوزاري للسيد عادل عبد المهدي
عبدالجبارنوري
توطئة/ تولى السيد عادل عبدالمهدي المنصب في 25 أكتوبر 2018 وطرح برنامجه الوزاري أمام البرلمان ليأخذ مكانهُ على ذمة الأعلام العراقي الذي أثار عليه موجة هستيرية من جدال فرقاء الكتل السياسية والشعبوية والأحزاب السياسية وعموم الجمهور العراقي ، وقد لفت نظري حينها إلى تغريدة سوداوية من أحد النواب المشاكسين على صفحات التواصل الأجتماعي مفادها (إن برنامج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لا يتمكن تنفيذهُ تشرشل وكليمينت وروزفيلت وأديناوروبمساعدة هتلر وموسوليني وصدام )
للحقيقة والحق أن البرنامج واسع وشامل ودقيق جاء في 121 صفحة ، ويرقى إلى بروستريكا أصلاح أقتصادي أو في خارطة عمل  لأخراج العراق من عنق الزجاجة ،  وللحقيقة أيضاً أن المنهاج دراسىة مستفيضة أقرب من كونهِ منهاجا مُعداً مسبقاً ، وقلتُ حينها  أن مرّتْ الأربع سنوات ولم يخرج (السيد) ورقة الأستقالة من جيبهِ وهو قد أنجز 60% من البرنامج يستحق أقامة تمثال لهُ وسط بغداد بجوار جدارية الحرية لجواد سليم .
لقد جاء البرنامج بخطوات أيجابية ومفيدة حيث أكد على ترشيق مجلس الوزراء في أحداث ثورة جذرية في أبعاد الفاسدين والفاشلين في حرية أختيار الوزراء أي الأبتعاد عن المحاصّة الكتلوية والحزبية ، والتأكيد على الهوية العراقية والأبتعاد عن التبعية ، وأحسن في ديباجة المنهاج أن المسؤول هو خادم للشعب ، وأن السلطة ليست ملكاً لحزب أو عشيرة أو طائفة أو قومية ، والأولوية للعلم والمعرفة والفضيلة ، وشيءٌ جيد حين ذكر في مقدمة المنهاج الوزاري : أنهاء الفوضى التشريعية وتصفية القوانين وغربلتها لتكون للدولة فلسفة تشريعية واحدة ، أعادة تنظيم القضاء بما يحقق أستقلالية القضاء ، وأبعاد العراق عن أية منظومة للعقوبات والحصار الأقتصادي ، ومكافحة الفساد وهدر المال  العام والخروج من الأقتصاد الريعي ، بناء دولة واحدة وليس دويلات متداخلة ، أنهاء نظام المناصب بالوكالة والتحايل على القانون ، منع الممارسة الخاطئة في حق الأستجواب ، منع الحشد والبيشمركة في التدخل والتأثير على السلطات الثلاثة ، والتأكيد على حرية الفكر والضميروالعقيدة ، ولكن للأسف ليس في العراق المأزوم والمهزوم والمنهوب محكوم بطلاب حكومة لا طلاب دولة منخورة وموبوءة بالمحاصّة الأثنية والطائفية والمناطقية والتي أخذت شكل دويلات المدن الأندلسية ، ويظهر أن الكتل السياسية فشلت في تشكيل الكتلة الأكبر عدداً مما يؤهلها بتسمية مرشحها الجديد فأتجهت الأنظار إلى الدكتور عادل عبدالمهدي فهو المرشح التوافقي لتجاوز الأزمات التي تخيم على الوضع السياسي في العراق .
مع هذا وذاك أن المنهاج الوزاري جاء خلال ظروف سياسية معقدة ومتشابكة في الداخل والخارج الأقليمي والدولي بولادة قيصرية ولما يكمل الجنين ، بل كان الطرح عجولا في أكل العنب فأكلهُ ( حصرما ) وأطعم الشعب من ذاك الحصرم والذي حصل على درجة أمتحانية 1% من أنجاز المنهاج الوزاري خلال عشرة أشهر من أستيزارهِ لكون المنهاج ملوث بمطبات وهفوات وهنات سياسية وأجتماعية وأقتصادية وأليك بعضها :
- عدم وجود مفهوم العدالة الأجتماعية في البرنامج الحكومي وخاصة في حل مشاكل السكن والنقل والعشوائيات والبطالة والحقوق المدنية./ رائد فهمي
- خلو البرنامج لمبدأ عدم دخول العراق في المنازعات الدولية وسياسات المحاور.
- ولم يتطرق إلى حل الخلافات والمنازعات بين الوقفين السني والشيعي ، بل بتوحيدهما بوقفٍ واحد كما كان في السابق .
- ولم يذكر البرنامج إي خطوة بأتجاه تدهور الصناعة في العراق ، مع أفتقارالبرنامج لخطة أستراتيجية لتفعيلها عموماً.
- البرنامج لم يشرْ إلى الملف الأمني والخدمي والتربوي في المحافظات المحررة ، وأعادة أعمارها وتقديم الخدمات لها .
- البرنامج لم يتطرق لعمل الهيئات المستقلة للرقابة .
- عدم وجود أية أشارة في برنامج عادل عبد المهدي لضرورة محاسبة الفاسدين وأسترجاع المال العام المهرب البالغة عشرات المليارات من الدولارات .
- لم يشر البرنامج لموقف العراق من أعادة أنتشار القوات الأمريكية وبناء قواعد عسكرية لها وكذلك موقف العراق من التواجد التركي في بعشيقة .
- خلوالبرنامج لوضع خطة لأهم أشكالية أقتصادية في ( أحادية ) الجانب الأقتصادي والأعتماد على تصدير النفط الخام وخاصة أن لهُ تخصص أكاديمي في موضوع الأقتصاد .
أهم التحديات أمام المنهاج الوزاري /
-الأحزاب العراقية وما أكثرها كما وليس نوعاً والفعالة منها أكثر من 50 حزب يتركز جهودهُ على حصد أكبر عدد من الحقائب الوزارية دون الألتفات إلى البرنامج الحكومي المطروح ، وأن هذه الأحزاب السياسية أتفقت على المشاركة في الحكم بدون أستثناء تحت خيمة المحاصصة والغريب أنهم يرفضون المعارضة التي هي من أسس البناء الديمقراطي للحكم السليم كما نراهُ في بريطانيا والسويد وعموم دول الغرب .
- تواجه الحكومة من التحديات الضخمة أبرزها أعادة أعمار البلد الذي تدمر خلال الحرب على داعش والتي أستمرت تلك الحرب الشرسة مدة ثلاث سنوات ، وضرورة الأهتمام بالبنى التحتية على العموم ، ويظهر أن الكتل السياسية فشلت في تشكيل الكتلة الأكبرعدداً مما يؤهلها بتسمية مرشحها الجديد ، ومشكلة أعادة هيبة الدولة العراقية والمؤسسة العسكرية بعد أن تراجع دورها بسبب الأحتلال الأمريكي وأنتشار قواعده العسكرية في عموم العراق ، وكذا الحال في تواجد ألأحتلال التركي لبعشيقة منذ أربع سنوات والتوسع الأيراني والسعودي في النفوذ والتأثير ،
- تحدي أستمرارية حرب الأستنزاف في تتبع الخلايا النائمة وأعوانها في المناطق المحررة ، أضافة إلى الحالة الفوضوية المتزايدة في جميع مفاصل الدولة ، وعلى العموم أنصافاً لرئيسنا الجديد أنهُ أستلم أرثاً ثقيلاً من اسلافه العبادي والمالكي محتويات هذا الأرث المقرف الممجوج كماً ونوعاً موبوءاً بالأزمات السياسية والأجتماعية ومديونياتٍ ثقيلة خارجية وداخلية أضافة إلى تحسين الخدمات الأساسية التي كانت سبباً في أشعال الشارع العراقي وخصوصاً في البصرة التي توعدت الحكومة بتجديد تظاهراتها بعد أربعينية الحسين برفع سقف مطاليبها إلى طلب حق الأقليم للبصرة .
- شباك المحاصصة المقيتة فالمهدي يجد صعوبات جمّة في تمريرالوزارات السيادية خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع ،أضافة إلى أن الحكومة (بلا) تربية أي بدون وزير تربية ، بأعتقادي سوف يسقط رئيس الوزراء في تلك الشباك اللعينة لكون لا يزال الخلاف قائم على تلك الوزارتين السياديتين لكونها تتوالى الضغوطات على عادل من بعض الأحزاب المسنودة بأجندات أجنبية ولا أخفي عليكم حين أذكرها بالأسم ( أمريكا وأيران والسعودية وتركية أردوغان ) ، أي أن على الساحة السياسية أقطاب وأمبراطوريات مستقتلة وقوية تمتلك السلاح والمال المنهوب الذي أستقر في جيوبهم ، والمشكلة هنا مركبة فيها تحدي للمرجعية التي وضعت الخط الأحمر لشخصية الرئيس الجديد في الحزم والتكنوقراط بينما كابينتهُ ليست تكنوقراط عدا ثلاثة منهم فقط ، فهو أذاً قد وقع في شباك المحاصصة في أختيار كابينته الوزارية .
- الشبهات التي تدور حول الوزراء الجدد والتي تبيّن أن بعضاً منهم عليه ملفات فساد وآخر مطلوب من المساءلة والعدالة وثمة آخر متهم بتزوير الشهادة وآخرين قد زاروا سجن( بوكا ) وشُمل بالعفو ، حقاً أنهُ موقف محرج لرئيسنا الجديد هل سيخرج ورقة الأستقالة ؟!أم يحيل أوراقهم ألى مفتي الديار!!!؟
- سيواجه عادل عبدالمهدي طلائع ( المقاومة ) العراقية ضد الأحتلال الأمريكي سواء كانت من الشيعة أو السنة فهي تهدد البقاء الأمريكي الحليف للعراق – كما تزعم أبجديات الأمبريالية – فكان للتصريح الناري الذي أطلقهُ أحد الكتل وبحضور المبعوث الأمريكي : ( سوف نسقط أية حكومة خلال شهرين أذا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيلها ) والذي ترجم على الواقع في تعرض السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد لضربات صاروخية مساء يوم 6/9/2018 وتجددت في 8 سبتمبر الماضي في تعرض القنصلية الأمريكية في البصرة وبالتالي سيكون عادل عبد المهدي أمام مسؤولية كبرى في تفهمه أنها رسالة : أن الشعب العراقي حي لا يزال يمتلك روح المقاومة ، ويرفض التواجد الأمريكي .
- على الصعيد الدولي سوف تظهر أمام عادل عبدالمهدي مشكلة العقوبات الأمريكية على أيران والتي بدأتْ من يوم 4/11/2018 وكيف سيوفق بين الموقفين الأمريكي والأيراني ؟ ، أضافة إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة العشائرية في وسط وجنوب العراق وكذلك نمو الجماعات الأسلامية المتشددة في غرب وشمال غرب البلاد والتي بعضها أدين بالولاء لداعش أيام أحتلالها لهذه الأجزاء فيحتاج عادل عبدالمهدي لبرنامج كفوء لأعادة الثقة بين الحكومة المركزية وأهالي تلك المناطق .
- معالجة أزمة النازحين داخلياً والمهجرين قسراً والكشف عن المغيبين ، ومعالجة الأزمات المستعصية بين الأقليم الكردي والحكومة المركزية وتصفية الخلافات الدستورية التي تلف المناطق المتنازع عليها ، وجعل كركوك مدينة للتعايش السلمي بين مكوناتها الأصلية الكرد والتركمان والعرب .
أخيرا وليس آخراً/لا يمكن أغفال أن حكومة عادل عبدالمهدي تواجه ضغوطات وتحديات داخلية وخارجية أضافة إلى تداعيات النزاع الأمريكي الأيراني على جغرافية العراق أنها ليست سهلة  ، وبنفس الوقت ليست صعبة خاصة وهو أول رئيس بعد الأحتلال يحصل على تأييد المرجعية التي أوصتهُ بضرب الفساد المالي والأداري بيد من حديد ، أضافة إلى تأييد الحراك الشعبي للشارع العراقي له في مكافحة الفساد والمفسدين ، ألا أنهُ يبقى ملزماً بتنفيذ 50%  من برنامجه كحدٍ أدنى لأنهُ حدد نفسهُ مع البرلمان والشعب وعليه التقييد بها مما تبقى من عمر وزارته أو أخراج الأستقالة من جيبهِ .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
12/7/2019

 


28
 
فردريك أنجلز/هل تحقيق الأشتراكية ممكناً؟! في كتابهِ "فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية "
*عبدالجبارنوري
توطئة/ فردريك أنجلزولد في 1820 في بارن ألمانيا توفي 1895 ، ولهذا المفكر العبقري مؤلفات منجزة ثرة وثرية في الفلسفة والمادية والديليكتيك وحركة التأريخ ودور البروليتاريا ، ولكن كتابه " فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية " والذي أخترته في هذا البحث ربما أنهُ ركز على الفهم المادي ، وحاول دراسة التأريخ الأوربي من فضاءات الأقتصاد والطبقات ، وقد أجمع نقاد عصرهِ وما بعد عصره ِ أنهُ نسخة ثانية من ماركس وأقول بل أكثر من مجرد نسخة ثانية لتكن النسخة ال 100 المهم هو الذي أظهر مفهوم " مركزية الطبقة العاملة " للمرة الأولى في تأليف كتابه " حال الطبقة العاملة في أنكلترا 1844 ، يعد هذا الكتاب مقدمة رائعة لدور الطبقة العاملة ليس فقط في التأريخ بل في مستقبل المجتمع أيضاً ، وللدخول في مثل هذا البحث الفلسفي يحتاج إلى مناظرة نقد علمي بنّاء لفلسفة كل من الفيلسوف هيغل وفيورباخ من قبل العبقري فردريك أنجلز :
 لودفيغ أنرياوس "فيورباخ" فيلسوف وعالم أجتماع ألماني 1804-1872 بافاريا / ألمانيا ، زاوج بين الأنثروبولوجيا والفلسفة التأملية في أنٍ واحد للبحث عن فلسفة المستقبل ، أي البحث عن المفقود في الأنسان ، مستعيناً باللاهوتية في أبقاء الأنسان غائباً  داخلها سجيناً للوهم والخيال ، بيد أنهُ ألزم تحديث فلسفتهُ لاحقاً بالتقرب من المادية متأثراً بأفكار الشبان الهيغليين في مفهوم المادية  وتبنى فكرة المادية وترويجها بيد أنه وضع آراءهُ للظروف التأريخية في ألمانيا قبل الثورة العلمية للدياليكتيك ، وللواقع أصبحت آراء فيورباخ تمثل المثل العليا للديمقراطية البورجوازية الثورية ، لكونهِ لم يتغلب على الطبيعة التأملية السابقة ، فأصبحتْ مثاليتهُ واضحة وخاصة في دراسة التأريخ والأخلاق ، وفي النهاية يعد فيورباخ المفصل التأريخي بين نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية المتمثلة ب( (هيغل ) وبداية الفلسفة المادية كنتاج بشري تراكمي متمثلة ب( ماركس ) وأكد هذه الحقيقة الفلسفية أنجلز بعمق موضوعي في كتابه ( فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية ) : أن الطريق من هيغل ---إلى --- ماركس--- يمرْ بالضرورة عبر فيورباخ .
أن نظرة " فيورباخ " للمادية – وحتى من سبقهُ – هو أن الشيء الواقع المحسوس عرضها بشكل موضوع تأملي لا بشكل نشاط أنساني حسّي فأسطفتْ مع المثالية ، ففي كتابه " جوهر المسيحية " لم يعبر عن شيئٍ  حقا ألا النشاط النظري قافزاً على النشاط العملي فأنه لم يدرك النشاط الثوري التقدمي ، لأن النشاط العملي يحتم على الأنسان أبراز الحقيقة المتمثلة بالواقعية الملموسة .
 أن أعتقاد " فيورباخ " وبقية فلاسفة ألمانيا من (الماديين) يجب أن يغيروا أعتقاداتهم السابقة عن الماديّة : بأن الناس هم نتاج الظروف والتربية ، يرد " ماركس مع شريكه الفلسفي الثوري أنجلز " كلا --- هم نسوا بأنّ الناس هم الذين يغيرون الظروف ،  والمربي هو الآخر يخضع للتربية والذي يصمد ويبقى هو النشاط الأنساني العقلاني الواقعي المحسوس الذي هو العمل الثوري .
 في الفلسفة التأملية لفيورباخ يجعل الأفراد معزولين عن بعضهم كما هو واضح في المجتمع البورجوازي ، ومفهوم المادية القديمة بنظر فيورباخ هي وجهة نظر المجتمع البورجوازي ، بينما يطرح ماركس المادية الجديدة بأعتبارها وجهة نظر المجتمع الأنساني .
أما نقد الفلسقة الهيغلية : في كتابه " فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" : يذكر أن ( هيكل ) مثالي لأنهُ ركز على دراسة الأفكار والنظريات المجردة في حكايتهِ عن عالم الروح الذي أستخلص منهُ الواقع المادي ولأنهُ يميل إلى العلاقات المادية البرجوازية والروح عند هيغل يعني التعبير عن الطريقة التي تطورت بها  "الحرية " على مستوى المجتمع ككل ، بينما الصحيح هنا عند أنجلز الكشف عم أمكانية الفرد وتطوره الحركي كشرط لتطور المجتمع ، وفي نقد فلسفة ( الحق ) عند هيغل أنهُ تعمق في اللآهوت والغيبيات في أن الدين هو الذي يصنع الأنسان ، يتفق أنجلز وماركس في رفض هذه النظرية جملة وتفصيلاً لكون الدين هو وعي الذات والشعور بالذات لدى الأنسان . 
 لقد وضع العبقري أنجلز التصوّر الجديد للمادية التي أوصلتهُ إلى مفهوم الواقع الأشتراكي في العالم ، لأنّ الأشتراكية لا تقوم على رؤية مثالية للمجتمع القادم بل على تحليل للحركة التأريخية وجدلية الصراع الطبقي للتنظيم الأقتصادي والأجتماعي ، وأن وسيلة تغيير العالم في تشخيصهِ للأنسان ... ثُمّ الأنسان لا كما ظهر في تشخيص تحليلات ميتافيزيقية لهيغل وبرونو باور ، أو بمفهوم غامض كما عند فيورباخ ، مركزاً على الفعل العملي  الواقعي وليس الفعل الروحاني الغيبي ، وقد كشف كل من أنجلز وماركس هذه الأفكار الواقعية العقلانية المحسوسة الحداثوية وصاغاها بتنقيحٍ دقيق في أنجازهما الأممي  { للبيان الشيوعي } 1848 تلك الوثيقة الثرّة كمعيناً للأجيال القادمة ، والذي أصبح واحداً من أكثر الكتب السياسية تأثيراً بالعالم حين قدم نهجاً تحليلياً للصراع الطبقي ، ومشاكل الرأسمالية المتعددة الرؤوس وبذلك { بشّر بشكل المستقبل الشيوعي القائم على الأشتراكية العلمية }، أي لاحميدة ولا رشيدة كما يقول الفقيد الدكتور أبراهيم كبه .
وأن شروحات " أنجلز" مبادىء الجدل الفلسفي في نشوء الطبقة العاملة المعتمد والموكل بأستلام المهمة التأريخية في تحقيق المنهج الأشتراكي ، تمكن من كسر القشرة المثالية التي تلف الطريقة الجدلية التي أهتم فيورباخ في تشكيلها ، فكان للشريكين ماركس وأنجلز دورا في أنسنة هذا الجدل الفلسفي ، تطرق " أنجلز " في هذا الكتاب عن مفهوم الدياليكتيك يقول : أنهُ علم القوانين العامة للحركة سواءً في العالم الخارجي أم في الفكر الأنساني ، وبشكلٍ مختصر مبسط هو : ( الأنعكاس الواعي لحركة العالم الواقعي ) الذي أدى إلى قلب دياليكتيك " هيكل " المشفرة !! ، اليوم يمكن أن نقول : أن أنجلز هو مؤسس قوانين الدياليكتيك ، وبهذا الأنجاز العلمي أثبت " أنجلز " مثالية هيغل وفيرباخ وبأخراجهما من الساحة الفكرية المؤثرة على ظهور " الأشتراكية العلمية " أنهُ رفض منطقهما الذي يقوم على أولوية الفكر ، وأن صيرورة الفكر هي التي تؤسس صيرورة الواقع من خلال رؤية الأنسان الواقعي ( الأنسان المجتمعي) فأتجه في كتابه لتحقيق الأشتراكية أهتم بمركزية الطبقة العاملة ودورها في أدارة ( النقابات ) التي كانت مبهمة ومغيبة في عموم الدول الغربية خصوصا ما شاهدهُ في أنكلترا وألمانيا .
أودُ أن أوضح شيئاً مهماً أخر عن المادية التأريخية كأسهام فريد لكارل ماركس ولكن " أنجلز " تناول الموضوع بعدهُ بأسهاب وبعبارات قوية يقول في كتابه هذا { التأريخ لا يفعل شيئاً ، التأريخ لا يملك أية ثروات طائلة ، التأريخ لا يشعل المعارك أنّهم البشر ، البشر الحقيقيون الأحياء ، هم الذي يفعلون كل ذلك ، هم الذين يملكون ، هم الذين يحاربون ، أما التأريخ فلا وليس هو شيئاً ألا نشاط البشر الساعين لتحقيق أهدافهم } ، وأنجلز لايؤمن بحتمية التأريخ في صنع الثورات ، حيث يقول في كتابه هذا { لأكون صادقاً معكم ، أذا علمتُ أن الأشتراكية حتمية تأريخية لكنتُ جلستُ عاقداً ذراعييّ مبتسماً الأشتراكية قادمة ، لست مضطراً البدأ بأي شيْ لأن التأريخ سيفعل ذلك هذا ( هراء ) الأنسان هو المحرك الديناميكي للتأريخ ، فالذي صنع الثورة البلشفية هم ألئك الرجال الأبطال الشجعان في تحريك التأريخ ، أي لم يكن التأريخ من صنع الثورة الروسية بل العمال والجنود الروس هم من فعل ذلك ، ولم يكن للتأريخ الفرنسي هو من أقتحم سجن الباستيل بل الرجال والنساء الذين قهروا ذلك السجن الجبار في 14 يوليو1789 .
المصادر والهوامش /
-كتاب ديالكتيك الطبيعة – أنجلز – نشرة السوفييت 1925 * البيان الشيوعي 1848 * العلاقة بين الديالكتيك والأقتصاد - أنور نجم الدين . *أطروحات ماركس حول فيورباخ 1845 – ماركس * أصول الفكر الماركس – أوغست كورنو – ترجمة أحمد عبدالستار * هيغل – محاضرات في فلسفة الدين – ترجمة مجاهد عبد المنعم – القاهرة * نيتشه-ما وراء الخير والشر – ترجمة حسان بو رقيه – المغرب  * كتاب فيورباخ- ماهية الدين – تأليف وترجمة د-أحمد عبدالحليم عطيه القاهره 2007 * الموسوعة السوفيتية العظمى 1969 – المحررالكسندر بروخروف ، كتاب أنجلز / فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية .
 كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في 24/حزيران / 2019





29
مسارات الأزمة الراهنة بين أمريكا وأيران /مواجهة أم مفاوضات؟!
عبدالجبارنوري
من (معطيات) زمكنة الأزمة : تعزيزات عسكرية أمريكية إلى منطقة الخليج حاملة طائرات حديثة من طراز U.S.S لنكولن وقاذفات B52العملاقة وأضافة 1800 من المارينز المدربين جيداً في مستنقعات فيتنام ، ومن مديات ما ظهرت على ساحة الجيوبولتيك السياسية :أستعمال ترامب ثلاثة خيارات لمواجهة أيران { الأول العسكري والتصعيد السياسي والحصار الأقتصادي } ، في الأتفاق النووي نصّ على أستخدام ( المعرفة النووية السلمية ) وهي قضية واضحة وشفافة وتعتبر حق من حقوق الأمم الصاعدة التي تبحث عن الأصلاح والبناء كما هو اليوم عند الأمارات والسعودية والتي وصلت لمراحل متقدمة بدون أعتراض من أي أحد  ، وتعتبر ورقة رابحة لدى أيران ، وهناك أنقسام واضح بين حلفاء أمريكا بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة ، ظهور دخان الأزمة قبل أشتعالها من حلفاء أمريكا المدللين أسرائيل والسعودية والأمارات المعادين لأيران أصلاً وعندما أشتدّ وطيس الأزمة أخذت جانب الصمت وعدم المبالات !!! ، تراجع بوادر التوتر ، وتضارب التصريحات الرسمية حول الرغبة بالحوار ، واشنطن لا تطلب تغيير النظام  في أيران بل ( وقف التجارب النووية ) ، وهنا يجب أن لا ننسى الحضور العسكري والسياسي القوي الروسي لآدارة الرئيس الروسي بوتين ، اضافة إلى الصعود الكاسح للأقتصاد الصيني وتجارتها الواسعة والتي سوف تحتاج إلى المضايق وبحار آمنة حينها ربما تدخل إلى الخطوط الحمر ليس بالضرورة أن تقاتل بل تظهر تأثيراتها في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع دول المنطقة وقد تصطف لجانب دول الحرب ، ومن المعطيات المتوقعة أرتفاع أسعار النفط بنسبة 2% ما يساوي : 2-62دولار.
من خلال هذه المعطيات السياسية والأعلامية تبرز( ثلاث) سيناريوهات متوقعة في ظل التهديدات المتصاعدة بين الطرفين :
 الأول-/أن طهران تمتلك ماكنة وترسانة عسكرية متميّزة كماً ونوعاً ، وبرنامج للصواريخ البلاستية وهي واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ البلاستية في الشرق الأوسط بعيدة المديات ربما تصل ل2000 كم أي أبعد من أسرائيل 1200 كم ، وإلى كافة قواعد أمريكا في المنطقة ، وتمتلك أيران 24 جامعة لتدريس وتدريب في العلوم العسكرية وتقنياتها الحديثة ، مع جغرافية واسعة وسكان يقارب 90 مليون نسمة ، وتأييد شعبي مؤدلج دينياً تتصل بمشيمة ولاية الفقيه لديها خيارات مفتوحة في : خروقات بعض بنود الأتفاق النووي : في زيادة حجم تخصيب اليورانيوم ورفع نسبة التخصيب .
الثاني: الأنسحاب من الأتفاق والعودة إلى العمل النووي الواسع في ظل نصب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي مع أستئناف العمل في مفاعل ( آراك ) النووي .
الثالث : الأنسحاب من ميثاق ( الأنتشار النووي ) الذي تكمن خطورته السماح بتطوير قنبلة نووية ، ومن أبرز هذه المعطيات { أستراتيجية طهران : لا حرب --- ولا تفاوض مع المقاومة والصبر والصمود بوجه الأمبريالية الأمريكية المتغطرسة عدوة الشعوب } وتكتيكاتها مبنية على أبقاء فوبيا أيران كقوة ضاربة مع تفادي الوقوع في شراك الحرب  وهي العوامل الرئيسة في صمود أيران على مدى 40 عاماً حسب أعتقادي .
-  أذرع أيران في المنطقة وهو الواقع الذي يفرض نفسه في الخارطة الأقليمية .
ومسارات هذا الموضوع الشائك يقودنا إلى ( أسباب ) ظهور الأزمة بين الطرفين :
-فوبيا وقوع هجوم أيراني في الشرق الأوسط .
- ربما التأريخ يعيد نفسه في أستعمال الأدارة الأمريكية نفس النموذ ج الأستخباراتي الخاطيء الذي أستعمله الأبن بوش في حربه على العراق .
- أمتناع أيران أمتثالها لبعض الألتزامات الواردة بالأتفاق النووي لعام 2015 بين أيران والقوى العالمية الست ( أمريكا ، روسيا ، الصين ، فرنسا ، ألمانيا بريطانيا ) لكبح الطموحات  النووية الأيرانية مقابل تخفيف العقوبات الأقتصادية .
- تصنيف الحرس الثوري الأيراني تنظيماً أرهابياً مما أثارحفيظة أصحاب القرار السياسي الديني الراديكالي والذي زاد في الطين بلة فرض عقوبات ثقيلة في وقف صادرات النفط الأيراني
- ثم تهديدات ترامب لا يبدو عليها الجدية فهو هدد مرارا وتكراراً وبقوة مهوسة كوريا الشمالية وسوريا وأفغانستان وداعش في العراق ولكنها تبخرت حيث لا تزال داعش تلعب ورقة حرب العصابات  ، والتطور النووي في كوريا الشمالية تراوح مكانها .
- أضافة إلى القلق السياسي الذي تعيشه المنطقة في تصعيد عسكري وسياسي وخطابي متشنج من الحرس الثوري الأيراني وحركات جهادية للحوثيين بتصعيد أستهداف مناطق حدودية سعودية بطائرات مسيّرة كل هذا شارك في تصعيد الأزمة والتواجد العسكري لكلا الطرفين .
- أن السلم العالمي مهدد طالما واشنطن تنفرد بالقرارات السياسية ، وأن واشنطن حرقت القرار2231 بخروجها وتبعتها أغلب حلفائها
أخيراً/الذي نراه على الأفق القريب والبعيد أن كلا الطرفين في حالة أستعراض القوة وأبراز العضلات ويرفع من الخطاب السياسي بخطوات محسوبة مع عدم المساس بالخط الأحمر الذي هو الحرب الذي ينتظر خطأ أحد الطرفين ليشتعل عود الثقاب في برمي بارود المنطقة ، ولأن أيران تدرك جيداً قوة الأمبراطورية العسكرية الأمريكية وقدراتها الهائلة الأنتصار عليها عصياً وبشبه المستحيل ، وتدرك أمريكا قوة الترسانة العسكرتارية الأيرانية وصواريخها البلاستية وآلاف رجال الضفادع وخمس غواصات ومساحة واسعة وشعب بتعداد 90 مليون نسمة أضافة إلى كل هذا ( أذرع أيران ) في الخارج القريب بالتحديد الأقليمي وكذلك الخوف من أرتفاع أسعار النفط ، فأبرز تداعياتها المرّة هي حرب أقليمية واسعة وكبيرة ، والذي يمكن قوله { الذي يفكر بالحرب من الطرفين فهو معتوه وأحمق ، ورهانات الأعلام الغربي والعربي الذي يراهن على (الوساطة) فهو خاسر --- (فالحرب كذبة والمفاوضات كذبة كبيرة) ، ولأن التأريخ الأمريكي أعاد صفحاته ليذكرنا بأمريكا الأمس وهي تلقي بكل ثقلها في حرب خليج الخنازير ضد كوبا في أوائل الستينات من القرن الماضي التي سميّتْ ب( أزمة الصواريخ النووية ) وقد حبس العالم أنفاسهُ آنذاك مترقبا بحذرٍ شديد أندلاع حرب عالمية ثالثة تكون هذه المرّة ( نووية ) وبالتالي لم تحدث أية حرب ورجع كلٌ من كنيدي وخروشوف لتناول وجبة كافيار كما تخيّل الأعلام الحربي من أجل الطرافة .
عبدالجبارنوري
الثامن عشر من حزيران 2019


30
الأطفال---- وحمى " الآيباد" والهلوسات الأفتراضية
عبدالجبارنوري
توطئة/يشهد التأريخ بأن البشرية مرت بعدة ثورات وآخرها ثورة ( تكنلوجيا الأتصال)والتي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم وأصبح اليوم جديد ، ونتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه التكنلوجيا ، وبالتالي أصبحت هذه التقنية الرقمية أكثر الموارد أهمية بالمقارنة بالموارد الكلاسيكية مما أصبح الأهتمام بتكنلوجيا المعلومات والأتصال الرقمي الشرط الشاغل بأعتبارها نقطة القوة والتمييز في عصر المعلوماتية لذاأحدثت التكنلوجيا الحديثة (الهواتف النقالة والآيباد )المعطي الرقمي برمته وهو الرابط الفعلي بين الفرد والعالم ، وهو ما يثير التساؤل حول رؤيتنا المستقبلية أين نحن كعراقيين أو عرب من معطيات تلك التكنلوجيا ؟ وكيفية مواكبتها ، وخصوصا ما يخصُ الطفولة البريئة ، الملاحظ أن تكنلوجيا الأتصال خلال السنوات الأخيرة تميزت بتطورات سريعة وتأثيرات مباشرة للثورة الرقمية على نمط الحياة الأنسانية وطموحاتها  في السلام العالمي وأستغلال الأمكانات المتوفرة والمتجددة في هذا العصر .
الموضوع/أحدثت التكنلوجيا الحديثة تغيراً جذرياً على حياة الأطفال الأمر الذي ساعد على أن يكون مفتاحاً للآمراض النفسية لدى جيل المستقبل ، نتيجة غياب الحوارالأسري والأستخدام المبكر يدفع الطفل إلى الأدمان ، صحيح أن في المد الأنفجاري للعصرنة الحداثوية أوجه أيجابية أذ حولت الحياة نحو الأسهل من خلال قضاء الأمور والحاجات بشكلٍ أسرع ، ألا أنّها أحدثت فجوة كبيرة بين شرائح الناس على أرض الواقع وهذا ما يلاحظ في البيت والشارع والسيارة والقطار أن كل فرد ممسكاً هاتفهُ الشخصي ومنغمراً في عالمه الخاص .
والوضع الطبيعي للطفل هو اللعب ومشاهدة الرسوم المتحركة ولك ما نراه اليوم هو العكس تماما ، فالطفل أصبح متعلقا ب( الآيباد ) بحيث أصبح أكثر براعة وخبرة من الكبار، وأثبت الطب النفسي أن الوالدين هما المحفز الأساسي لأدمان أطفالهما كونهما هما منشغلان طوال الوقت بهذه الأجهزة وبوسائل التواصل الأجتماعي ، فضلا على أن بعض المدارس في عالمنا الواسع تسمح بالدراسة عبر الأجهزة الألكترونية والآيباد لأحتوائها على الفصول الدراسية للكتب المقررة ربما هي من أجتهادات المسؤولين التربويين المعتقدين بأن هذه الأجهزة عملة ذات وجهين – وهم على حق – النافع والضار، آن الوجه الحسن في أداء الطفل بالمعلومات الثرة لتفتح مداركه وتوصله بالعالم من حوله وتجعله ملما بالأحداث وبالجديد فضلا على أنها تنمي مخيلته والقدرة على الأستماع وتحليل المعلومات بمستوى الوعي والأدراك من خلال التفاعل البصري والصوتي للبرامج التعليمية الموجودة على الشبكة العنكبوتية وتخلق ثقافة البحث العلمي والأبداعي .
أما الوجه السلبي فهو يعزل الطفل عن أسرته وتضعف علاقته بمفهوم الأسرة لكونه يعمل على تفكيك الروابط الأسرية ، وقد تخلق خللأ في شخصية الطفل في حال دخوله على مواقع مشبوهة في ظل غياب الرقابة الأبوية وقد يصاب بالأكتئاب وتتولد عنده العنف ، وأستعراضي لمعطيات تداعيات الآيباد النفسية ما هو ألا فيض من غيض حيث دفعني لتشخيص أسبابها فوجدت بعضها في العنف الأسري أو أنفصال الوالدين ، وأن أغلب أولياء الأمور يفتقدون لمساحة الوقت الكافي والمخصصة للأبناء ، بالأضافة إلى عدم ألمامهم بقدرات أطفالهم وتوظيفها من خلال الخدمات المجتمعية من قبل المراكز والأندية التي هي الأخرى قليلة في بلدنا العراق ، وكذلك غياب الحوار الراقي مع الأبناء بسبب أنصرافهم إلى الأجهزة الأكترونية ، وربما تكمن في أسباب ومعاناة أرثية في الجينات الوراثية ويكون الأفراط في أستعمال الطفل لهذا الجهاز في تبكير ظهور السمنة الزائدة والنحافة الزائدة ، فلا بد من ملاحظة مخاطر هذا الجهاز في :
-الأدمان حيث تكون علاماته الشعور بالأنزعاج والقلق الشديدين في حالة البعد عن الهاتف الذكي أو الآيباد ، شعور الطفل بالسعادة والحبور عندما يكون الجهاز بين يديه ، ويميل الطفل المدمن إلى العزلة كثيراً ما يترك جلسة عائلية ليخلو بأصدقائه الأفتراضيين ، وملازمة الطفل للجهاز أينما يتحرك .
- نمو الدماغ بشكل سريع خلال الأستخدام المفرط يحدث تحفيز قوي للدماغ بالنمو السريع حيث ينجم عنه مخاطر جمة مثل نقص الأنتباه وتشتيت التفكير وضعف في التعليم ، وتأخير في تنمية مهاراته في التقبل ، تشنج في عضلات العنق وأوجاع في العضلات ، الكسل والجهد والخمول الجسدي والفكري والهذيان الذهني ، والوميض المنقطع يتسبب في حدوث نوبات من الصرع عند الأطفال ، أحتمال الأصابة بمرض أرتعاش الأذرع ، والسرطان والأورام الدماغية والصداع والأجهاد العصبي ، أضافة لأمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية(عن مركز التأهيل النفسي لمشفى هودنكه ستوكهولم/ترجمة الكاتب) .
- البدانة : للجلوس الطويل لساعات حيث الخمول والكسل الذي يؤدي إلى السمنة الذي كما هو معروف انها السبب الرئيسي لمرض السكري والنوبات القلبية المبكرة .
- الأرق :أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن 60% من الآباء لايشرفون على أستخدام أطفالهم للأجهزة الحديثة ، وأن 75% منهم يسمحون بأستخدامها في غرف النوم وبدون رقابة مما يؤدي إلى حرمانهم من النوم وأصابتهم بالأرق وهذا يؤثر على أداءهم الذهني .
-  أن الأضطرابات النفسية والأمراض العقلية بين الأطفال في تزايد مستمر بسبب ظهور التقنيات الحديثة من الأجهزة الأكترونية ومن بينها ( الآيباد ) الأصابة بالأمراض العقلية الأستخدام المفرط لهذه الأجهزة قد يصاب الطفل بالأكتئاب والقلق والتوحد ونقص الأنتباه .
- الميل للعنف :أن ما يشاهده الطفل في أجهزة الآيباد من ألعاب أفتراضية أحيانا لا يدرك أنها تفتقد الواقعية في مشاهد القتل والتعذيب والتشويه والأغتصاب ، فيميل إلى التقمص فيمارسها على أخوته أولا ثم يصدرها إلى الخارج مع زملائه في المدرسة  ليحصل على عضوية نخبة البلطجة(عصابة التنمر المدرسي ) أن هذه المعطيات والتداعيات النفسية الكارثية على الطفل البريء يبدوأنه ونحن الآباء في أمتحان عسير لحلحلة المشكلة والأتجاه إلى بعض من المعالجة والحل :بالبدأ لدي همسة في أذن الوالدين : أني لا أقصد منع الأطفال من تداول هذه الأجهزة لأن في زماننا يعدُ ضربا من الخيال وأن المنع المطلق غير ممكن لكون مجمل هذه التقنية مفيدة ومن أفضل وسائل التعليم أذا أن لا يكون المنع بطريقة بوليسية قهرية قمعية لكون كل ممنوع مرغوب ، يبدو أن المشكلة شاخصة وعامة لدى أغلب الأسر في أنتزاع الجهاز منهم أنتزاعا بعد ملحمة درامية ، يفضل أن يحولوا أنتباههم إلى البديل كالأتجاه إلى الرياضة وخاصة إلى اللعبة المحبوبة لديهم كرة القدم أو للعبة الشطرنج ، أو محاولة الأتجاه ألى الحل الوسط بأستعمال الآيباد من حيث عدد ساعات الأستخدام ، زرع الوازع الأنساني داخل الطفل ، المراقبة عن بعد ، عدم حفظ البيانات الشخصيى داخل هذه الأجهزة على العموم ومنها الآيباد ، ولابد من التركيز على توفير الثقة والقدرة على (توظيف) الأثر الأيجابي في الحياة والأستمتاع بما تحققهُ بعيدا ‘عن الأضرار والأوجاع والمشاكل والعراقيل التي هي من أفرازات الوجه الثاني لعملة التقنية الرقمية ، ترى هل نراهن على أيجابياتها ؟ أم نترك السلبيات تقضم طموحات الأجيال القادمة ، فالوجهان مفروضان علينا فلا بد أن نكون في الأتجاه الصحيح في أستثمارفوائدها والتقليل من أثر الجانب المعاكس ، وأن لا ننسى دور الدولة وحرصها على حضور الأجتماعات الدولية لدراسة سبل حماية الشباب من مخاطر الجريمة الألكترونية وفي اعداد مكتبة للتوعية الألكترونية ، وكذلك يجب أقحام السلطة الرابعة (الأعلام) في خضم هذه المعركة المصيرية وأبراز التوعية من أجل ثقافة ألكترونية جادة ووطنية -----
 عبدالجبارنوري
الثالث من حزيران 2019


31
أستذكار مرور عام على رحيل المناضل الشيوعي " طارق الحيالي " في 31 من مايس 2018
مع تقارب مرور عام على رحيلك الأبدي في مثل هذا اليوم -- يا أبا زياد أخي الغالي ، لم نفترق يوماً في سنوات العجاف ، لقد كنت لنا بلسمًا مخدرا لجراحاتنا ، وليعذرني الجواهري الكبير حين أستل من مرثيته لأخيه جعفر" هذا البيت
ويالك من بلسمٍ يشتفى ------ بهِ حين لا يرتجى بلسمُ 
نعم كنا في محلة 731 ( حي المعلمين ) والأمين الثانية  بحاجة ماسة لأبتسامتك الحلوة وكرم روحك  الطائي في مساعدة الجميع ، خصوصا في سنوات العجاف سنوات الحصار الظالم على شعبنا.
وفي زيارتي لبغداد في2016 وأنت تتوكأ بعصا ، وبالرغم من أمراضك الكثيرة والعصية منها --- وين رايح طارق؟ أكو غير مقر الحزب والأشراف على توزيع الجريدة ، تعلمنا من مدرستك الأنسانية النبيلة يا أبا زياد الشجاعة والمروءة وحب الشعب والولاء للوطن ومحبة الجميع أيها الغائب الحاضر نمْ قرير العين و لك سكينة الروح الأبدية لقد فزت بذكراك الحسن وكاريزمية شخصنتك المحبوبة ، كل المجد لك يا صاحبي ، سوف يبقى ذكرك العطر الزكي خالداً أبداً بين حنايا شغاف قلوبنا.
عزائي لرفاقك وأصدقائك الكثر ولأخيك وأخينا العزيز الدكتور وليد الحيالي ولأبنائك مهند وناجي وزياد ---
 الكاتب والباحث/ عبدالجبارنوري –أبو رفاه
31 من مايس 2019 ستوكهولم
.


32


 
رواية " كيف سقينا الفولاذ " وهج مضيء في ذاكرة الأنسنة
عبدالجبارنوري
توطئة/ " الحياة أعزُ شيء للأنسان ، أنّها توهب لهُ مرّة واحدة ، فيجب أن يعيشها عيشة لا يشعر معها بندم ومعاناة لسع الجلد الذاتي ، وندم مرعب على السنين التي عاشها  ، ولا بلسعة العارعلى ماضٍ رذل تافه ، وليستطع أن يقول وهو يحتضر : كانت حياتي وكل قواي موهوبة لأروع شيء في العالم : النضال في سبيل تحرير الأنسان "---هذا ما قاله الروائي والكاتب (نيكولاي أوستروفيسكي ) وهو على فراش الموت بعمر مبكر وهو سعيد لا يشعر بندم ولسع الذات طالما هو شارك الجموع الغفيرة في تحقيق الأمنية الغالية ( النضال في سبيل تحرير الأنسان ).
 في موسكو تجد متحف في وسط المدينة أسمهُ " متحف نيكولاي أستروفيسكي " وأن أول ما يلفت النظر في المتحف هو قول نيكولاي على لسان بطل الرواية الطفل ( بافل ) والذي نُقش على قاعدة تمثالهِ "تعلّمْ أن تعيش حتى ولو أصبحت حياتك لا تطاق " ويأتي أليهِ طلاب المدارس والجامعات ليتعلموا الصبر والشجاعة والصمود ، رواية "كيف سقينا الفولاذ How The Steel Was Tempered "للروائي نيكولاي أستروفسكي 1904 -1936 الأوكراني الروسي ، كتابهُ هذا أصبح سلاحاً متعادلاً مع جميع أساليب الكفاح للحصول على الحرية ، وأصبح الكتاب فعلاً سلاحاً مؤثراً أيام الحرب ضد الفاشية حينها وضع الجيش الأحمر صور بافل وأسترفيسكي على دروعها في أقتحام الدبابات شوارع برلين الهتلرية ، ويقول حقًاً أننا سقينا الفولاذ بصمودنا الأسطوري ، وكذلك سارت مفاهيم الكتاب الكفاحية مع تقدم الجيش السوفييتي عام 42 لحماية سقوط مدينة الصمود ( لينينغراد )لسكانها 4-2 مليون نسمة  لها الحق أن تفتخروتقول : حقاً أننا سقينا الفولاذ بصمودنا الأسطوري 872يوماً معاناة مرعبة في نقص الغذاء والدواء والوقود والحليب ل 400 ألف طفل ، والعامل الذي ساعد على الحفاظ على الأرواح من الموت الجماعي هو وجود بحيرة ( لادوغا ) في الحدود الجنوبية للمدينة الشريان الوحيد في توصيل بعض المؤن والذي أطلق عليه ( طريق الحياة ) ، والتأريخ يحكي لنا مأثرة أخرى للشعب السوفيتي في حرب الشتاء السوفييتي في تصدي الجيش الأحمر ببطولاتٍ خارقة لمعارك ضارية ضد الغزاة خلال شتاء قارص البرد من عدة جبهات مكللين العدو الشوفيني ألآلااف من القتلى وأضعاف الجرحى وأضعاف أضعاف أسرى محققين ذلك الأنتصار التأريخي ويبتسم حينها نيكولاي ويردد : --- وسقينا الفولاذ .
الأفكار الرئيسة التي وردت في الرواية :
-البحث عن المثل العليا كفاتورة للمحن القاسية عبر التضحيات من أجل العدالة الأجتماعية وحرية الأنسان .
- قوّة لتحريك لروح الأرادة في الأنسان .
- من الأعمال الأدبية التي روجت لبناء الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي ، حين أعطى نيكولاي دفعة عظيمة للأدب الأشتراكي والتي تتصف  بالمدرسة لواقعية .
- تتميز أبواب الكتاب بالشكل والمضمون بأختلافٍ عن الأدب البورجوازي وحتى أدباء عصره من الأشتراكيين لكون روايتهُ " كيف سقينا الفولاذ " أحداثها تسير بعدة أتجاهات حيث تسير على أكثر من جبهة من النضال النقابي فالنضال الفكري الأيديولوجي وثم إلى الحروب والقتال وفضح أعداء المسيرة السريين والعلنيين داخل السلطة السوفيتية والحزب ودول الجوار والعالم مثل بولندا وألمانيا .
- يطرح أفكار فلسفية في العديد من القضايا التي تهم الأنسان عموما والأشتراكية السوفيتية بشكل خاص .
- تفضح الرواية مستلبات الدكتاتورية القيصرية الأقطاعية والكنيسة ورهبانها .
- ويرسم خارطة النموذج الأشتراكي العلمي بهذه الركائز{ العمل الجماعي –العقيدة – الأخلاق – فلسفة العمل – فلسفة الحرب – الصراع الطبقي } .
- المزج بين الثورة والحب بعفوية مطلقة هو تجسيد وترجمة حرفية لتقديس الحياة والتضحية لديمومتها .
- بأعتقادي الرواية تحكي الكفاح المسلح أيام الثورة البلشفية كما هو واضح في الجزأ الأخير الثالث من الرواية .
- وينقلنا الكاتب إلى أوكرانيا عام 1918 وثم الحب الرومانسي الشفاف وسط نيران الحرب وإلى التفاني والأمومة ويسدل الستار بمأساة الفلاسفة(لحتمية الموت) .
- فكانت الرواية شهادة أبداعية عن معنى الحب والحرب والشجاعة والصبر والصمود والكفاح في سبيل الحياة الجديدة .
كلمتي الأخيرة " أن نيكولاي أوستروفيسكي تقارب فلسفياً مع أرنست همنغواي في مفهوم البطولة  والتضحية والشجاعة وحب الحياة فالأجراس تدق ( لبافل) بطل رواية كيف سقينا الفولاذ ، و(لروبرت جوردن ) بطل رواية لمن تدق الأجراس .
عبد الجبارنوري
في 26 مارس 2019






33
   
 
بقعة ضوء على تجارة السلاح الأمريكي
عبدالجبارنوري
توطئة/ لقد أشتهرت أمريكا تأريخياً بسياسة صيد المواقف الملوثة بفايروسات الميكافيلية والماكارثية وتقديم الأنا على العلاقات الدولية ، ويقدم لنا التأريخ مثالاً على تجارة المواقف الأنتهازية  لحكومات الولايات المتحدة الأمريكية حين كانت الحرب العالمية الثانية في أوج أشتعالها والأحداث تتسارع بأنهيار بولنده وهولنده وبلجيكا كانت أمريكا تبيع السلاح وتمنح الدعم المالي إلى كل الفرقاء المتقاتلين سواءً كانوا من المحور أو الحلفاء ، ولم تدخل الحرب رسمياً مستخدمة الحرب لأنعاش مصانع السلاح وأقتصادها الوطني ، وكان بودها سقوط كل دول أوربا بيد النازية والفاشية لكي تبقى تابعة لها .
تحتل أمريكا مركز الصدارة في العالم في تصدير الأسلحة حيث تصدر أسلحتها إلى 130 دولة في العالم ، ووصلت المبالغ المرصودة 229 مليار دولار حسب البيانات التي جمعتها مؤسسة ( S A M ) البحثية التي تراقب تجارة السلاح ، وتنحصر تلك التجارة في مجموعة المجمع الصناعي العسكري Military industriadl Complex وهي تضم شركات الأسلحة الأمريكية والسماسرة ، ومن أشهر شركات السلاح الأمريكي ( شركة لوكهيد مارتن ) تجاوزت مبيعاتها 39 مليار دولار ، وتليها عملاق صناعة الطائرات  Boeing  ب 32 مليار دولار ، وأن هناك حقائق حول صفقات السلاح الأخيرة في الشرق الأوسط : لقد سجلت السعودية أعلى رقماً للأنفاق العسكري في عام 2014 وذلك لتورطها في حرب اليمن بلغ 61 مليار دولار وتبعتها الأمارات بأنفاق قدره 39 مليار دولار من شركة ( جيرنال آتوميك ) الأمريكية لشراء أسطول من الطائرات بدون طيار لأنجاز أمور تجسسية على دول عربية مجاورة وستكون الأمارات أول حليف خارج حلف الأطلسي ( الناتو ) ، ثمّ قطر تشهد هي الأخرى هوس تسوّقْ أنفجاري بلغ 19 مليار دولار لشراء طائرات هليكوبترهجومية من طراز أباتشي وقذائف موجهة مع معداتها وأنظمة دفاع جوي من نوع باتريوت ، بلغ  مجموع أجمالي الصفقات العسكرية التي أشترتها قطر في العام 2017 9-24 ملياردولار  .
وكان من  (أسباب) تجليات حمى التسلح بأتجاه الكم والنوعية والجديد من أكتشافات الموت والفناء وتخريب البنى التحتية لبلدان المنطقة تتمثل : أرتفاع خط أيرادات بيع الأسلحة عندما تجرب أمريكا سلاحاً فتاكاً جديداً وأستعماله في المعركة بواسطة حلفائها لأبادة المدنيين وتخريب البنى التحتية والفوقية ، والقتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي ، وأعتقد أن نظرية الحروب بالوكالة هي السائدة على جغرافية الشرق الأوسط وهي ربما تستمر لسنين عدة مستقبلية مما تؤدي لتغذية شريان المبيعات ، وكان لأمريكا قصب السبق في تصدر بيع السلاح وذلك من خلال دعم أسرائيل ودعم حكومات الأستبداد ، أشاعة أيران فوبيا ، أنشاء قواعد عسكرية في تركيا وشمال العراق ودول التعاون الخليجي والذي يسهل على موردي السلاح والتدريب والأستشارة ، فوبيا الأرهاب وتخويف دول المنطقة كما جرى في أفغانستان عام 1996 أضافة إلى أستغلال أحداث 11 سبتمبر2001 وأسقاط نظامي الحكم في أفغانستان والعراق ، ولا تخفى حرب اليمن في ترويج أسلحة الموت والدمار الأمريكية التي تشق طريقها إلى أيدي الأطراف المتقاتلة عبر قنوات غير رسمية ، وكان لظهور التنظيمات الأرهابية داعش في المنطقة كان أيذاناً بفرصة ذهبية لترويج تجارة السلاح الأمريكي بحيث أرتفعت اسهم شركة ( لوكهيد ) الأمريكيةبنسبة 3-9%وأسهم شركة ( جنرال دايناماكس )نسبة 3-4%ونسبة شركة ( رايثون نورثروب) بنسبة 8-3% إلى تكريس تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط .
وكان من( تداعيات) تجارة السلاح الأمريكي مقابل الحرب : نشر الفوضى في المنطقة تحت مسوّغ مسمى " الديمقراطية الخلاقة " وهي ليست أكثر من ديمقراطية كسيحة على مقاسات تجار الحروب في البنتاكون ، خلق الصراعات الطائفية والأثنية كما جرى في العراق سنة 2006 و2014  ، وتقسيم الأراضي السورية إلى دويلات مدن ، وتطبيق مشروع بايدن في تقسيم العراق الذي فشل مبكرا ولم يرى النور بفضل رفض الشارع العراقي ، أضافة إلى أن صفقات السلاح تكون بمثابتة فتح باب للنفوذ والسيطرة الأجنبية  ووقوع المشتري فيمتاهات التبعية كما هو اليوم في دول الخليج في عقد علاقات ستراتيجية مع امريكا وتسهيل بناء قواعد عسكرية لها في السعودية والأمارات وقطروالكويت ثم التطبيع مع أسرائيل ، وليس من الضرورة أن يكون المشتري دولة لا بل يمكن أن تباع في السوق السوداء للميليشيات والجماعات التي تدعي أنها مهمشة في العراق ، والتسليح أصبح نعمة للجماعات الأرهابية داعش والنصرة أن تشتري الأسلحة الأمريكية بواسطة عملاء الكومشن عبرتسهيل أمريكي ، وتدفق تجارة السلاح الأمريكي في المنطقة أدى إلى ظهور بؤر مشتعلة بأستمرار لا تنطفيء لضمان أستمرار الأرباح المليارية ، وأخيراً ليس آخراً الأحتلال الأمريكي للعراق أكتشفتُ فيهِ أن للبنتاكون خطة طويلة الأمد في العراق بدأت بتطبيق الخطة في 1991 بالحصار الأقتصادي ثم النفط مقابل الخبز ثم الأحتلال في 2003 وحرب أستنزاف ضد الجيش العراقي لبث الروح الأنهزامية لديه وبث اليأس والأحباط لدى المقاتل العراقي سواءً كان عسكريا أم مدنياً .
عبدالجبارنوري



34

 
محكمة أخلاقية لأدانة آخر ثلاثة رؤساء لأمريكا
عبدالجبارنوري
عقدت المحكة الأخلاقية بنشاط سياسي أنساني من قبل الفيلسوف البريطاني ( برتراند رسل ) وتشكلت من أبرز الناشطين في العالم ، بالرغم من أن قراراتها غير ملزمة بيد أنها صوت أعلامي مقلق ومؤرق في أسقاط ورقة التوت عن صقور اليمين وتجار السلاح وحيتان الكارتلات والعقلية الأستعمارية الراسمالية الجشعة للبنتاكون في فيتنام وكانت جلساتها أدانة لأمريكا ورؤسائها في تلك الحرب القذرة وأدانت الجرائم التي أرتكبوها من مجازر بشرية وتخريب بيئي وتسميم المواشي وأهلاك الزرع والضرع وكان عدد القتلى بين 3-4 مليون مدني وعسكري فيتنامي حدثت هذه الحرب العدوانية في عهد الرئيس الأمريكي " روبرت كندي " 1952 ، وأصدرت المحكمة حكم أدانة على أسرائيل بسبب عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني ، وكذلك أدانت الرئيس الأمريكي " جورج بوش على الجرائم التي أرتكبها أثناء غزو العراق عام 2003 ، وأدانت الرئيس الأمريكي " أوباما " لنهجه بأرتكاب جرائم في أوكرانيا أيام التصادم العرقي ، وسميت ب " محكمة رسل " لا تمثل أكثر من قوة أخلاقية بأحكامها القانونية الغير ملزمة ألا أن عقد مثل هذه المحكمة تظل واحدة من أهم نقاط الدعم للقضايا العادلة أمام الرأي العام العالمي لمناصرتها الشعوب المضطهدة والمظلومة في العالم بعيداً عن الضغوط السياسية ولآفشال أي مسعى لأجهاض العدالة والحقيقة ، التي تجاوزتها أمريكا لميكافيليتها ومكارثيتها في السياسة والتعامل مع دول أوربا ، والتأريخ الأنتهازي شاهد على حكومات الولايات المتحدة ، وكانت الحرب العالمية الثانية في أوج أشتعالها حين أنهارت بولنده وهولنده وبلجيكا كانت أمريكا تبيع السلاح وتمنح الدعم المالي إلى كل الفرقاء المتقاتلين سواءً كانوا في المحور أوالحلفاء ، ولم تدخل الحرب رسمياً ، مستخدمة الحرب لأنعاش مصانع السلاح وأقتصادها الوطني  وكان من مصلحتها سقوط كل دول أوربا بيد النازية والفاشية ( دول المحور ) لكي تبقى تابعة لها .
إلى --- محكمة " رسل " الموقرة طياً ملفات جرائم آخر ثلاثة رؤساء لأمريكا الشر راجين فضح ما أقترفوه  من جرائم ترقى لمستوى هولاكوست في أبادة الجنس البشري وأنصاف الضحايا من الشعوب المظلومة ورد الأعتبارلها :
* ملف جرائم الرئيس جورج بوش رقم 43 يجب محاكمته على 7  سبع جرائم في العراق : الكذب بالأدعاء بوجود أسلحة نووية في العراق وحتى أسلحة دمار شامل ، خوض حرب بلا وثيقة دولية ، أرتكاب جرائم حرب ، وفضيحة التعذيب في سجن أبي غريب التمهيد لظهور داعش ، تدمير المنظومة الأخلاقية للعراقيين ، أخراج العراق من التأريخ .
* ملف جرائم الرئيس الأمريكي رقم 44 باراك أوباما أمام المحكمة الأخلاقية لأدانته كمجرم حرب والواضحة في حيثيات الملف في الجرائم التالية :
-في ملفه طياً 9 تسعة آلاف توقيع من الرأي العام الأمريكي تطلب محاكمة أوباما عن جرائم حرب في العراق وسوريا وأفغانستان ، وأوباما أكثر رؤساء أمريكا خوضاً لحروب ضد الدول العربية ، جريمة " شابل هيل " وحشية ومشينة أتهم على صمته بشأن جريمة قتل 3 طلاب مسلمين في نورث كارولينا وغُيّبتْ الجريمة وسُجلتْ على المجهول ، علماً أنّها جريمة كراهية ضد الأديان ، وتكررت الجريمة على الأراضي الأمريكية التي يحكمها أوباما بقتل ضياء شاوي بركات وزوجتهُ يسر بركات وأختها رزان وجدو قتلى في منزلهم بالقرب من جامعة تورث كارولينا وأتهم جارهم بأرتكاب الجريمة ، أوباما كأبرز شاهد زور على أبشع عدوان أرتُكبَ ضد الشعب السوري بفتح شلالات الدم على مدى ثمان سنوات ولا تزال نيرانها تستعر تأبى أن تخبو ، ألا يستحق أوباما أن يشمل بهذه المحكمة الأخلاقية عن جريمة صمتهِ ولامبالاتهِ التي أنتهجها حيال الأبادة الجماعية لحرب ما تسمى بعاصفة الحزم المشكلة من ثمانين دولة بقيادة مملكة الكراهية آل سعود وألأمارات على اليمن التعيسة وبتموين من ترسانة السلاح الأمريكي وخرائط حربية جاهزة من خبراء حرب المستنقعات صقور اليمين في البيت الأسود وهم يقصفون المستشفيات ودور العبادة والمناطق السكنية يوميا بأحدث طائرات أف 16 وبالقنابل المحرمة دولياً النابالم على مسمع ومرأى " أوباما " وبتأييد وثائقي من راعية  حقوق الأنسان في العالم الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي ، نلفت نظر المحكمة الموقرة لحيثيات شلالات الدم والعنف والتطرف والغلو الذي أنفجر وتمدد وتنامى تحت ناظريه وقُيدتْ في سجلات سقوطهِ الأخلاقي والقيمي وموت ضميرهِ وحسهِ الأنساني ؟! وغادر أوباما البيت الأسود وسجل التأريخ في صفحات ذاكرة الضحايا: أنهُ مجرم حرب بسبب سلبيتهِ وتخاذلهِ ولا أنسانيته .
* ملف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رقم 45 الجمهوري أمام محكمة "رسل" الأخلاقية : لقد شهدت الفترة القصيرة لجريمة القوات الأسرائيلية المعتدية في أدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أنتشار جرائم الكراهية والعنصرية داخل الولايات المتحدة خاصة ضد المسلمين الأمريكيين من أصل أفريقي ، أدانت المحاكم الأمريكية أثنين من أبرز المقربين لترامب في قضايا أحتيال وأنتهاكات بقرار من القضاء الأمريكي ، وهما مساعدان سابقان في قضايا أحتيال مالي وأنتهاك في قوانين الحملات الأنتخابية وتشكل قمبلة في سمعة ترامب تأتي دور المحكمة الأخلاقية في نشر الفضائح بقرار أدانة ولكي يؤثر في عدم فوزه للولاية الثانية ، وجريمة عدم جدية ترامب في أحتواء داعش الأرهابي بنقل قادتهم تارة وفتح منافذ كطوق نجاة لهم تارة أخرى بل أنه يتجه إلى تكريس الأرهاب وأبقاءه شوكة في خاصرة المنطقة وأستثمارها كأداة أبتزاز للتواجد الأمريكي وبناء المزيد من القواعد ، وقرار ترامب في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وأعلانها عاصمة لدولة أسرائيل وهي جريمة سياسية وتحدي صارخ للأعراف والقوانين الدولية وأنكار لحق الشعب الفلسطيني بالقدس العربية ، بل أدارتهُ متصهينة حد النخاع وفي ظل التكييف القانوني وبطرح القضية بهذا الشكل الظالم الجديد تعتبر أمريكا ( شريكة) العدوان الأسرائيلي  ، وفي 25 آذار 2019 أعتراف ترامب بسيادة أسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة في حرب 1967 ، وتستمر جرائم ترامب حتى الساعة وبالتحديد اليوم 7-4- الثلاثاء ترامب يعفو عن الضابط الأمريكي المتهم بقتل عراقي في 2008 ، وجريمة ترامب في اليمن أعتبرها " جريمة العصر " فهو الممون بالسلاح والعتاد الحربي والأعلام المضاد ، ودخلت في أشعال حرائق اليمن نيابة لدولة الكراهية آل سعود الطائفية والثمن مدفوع مسبقا بحلب البقرة الملكية في الرياض .
في 8 مايس 2019
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
jabbarjonas@hotmail.com



35


رواية أحدب نوتردام /يعيد العالم قراءتها أثر وقع الحريق
عبدالجبارنوري
تملكني الفزع وأنا أشاهد ألسنة لهيب النار والدخان يتصاعد بشكل مرعب ومخيف في الكاتدرائية وسط عدسات المصورين والجمهور ، وقد زرتها لمرتين لمشاركتي مهرجان اللومونتيه الذي يقيمه سنويا الحزب الشيوعي الفرنسي في خريف كل عام ، وأقف بخشوع وتأمل حسب طقوس اليوكا أمام الكاتدرائية وأشعربوجل وقدسية أجهلها مع لهب كهربي في ذاتي ربما هو الشوق والولع الطفولي أن تقتحم أسوار البناء المعماري المذهل وأنت داخل لقبو الكاتدرائية ترى عبارة منقوشة على جدار الكنيسة لفيكتور هوجو { الزمن أعمى والأنسان أحمق } 1802 -1885 وتتزاحم في مخيلتي وقرارة ذاتي أرهاصات مضطربة ربما هي أطياف من ركام الرماد من تلك ليلة الحريق المشؤومة ،في واحدة من أسوأ الحرائق التي تطال معالم تأريخية فرنسية ، وعلى عجل أستحضرتُ بطلي الرواية عبرهواجسٍ مشبوبة بالخيال مرت بعجالة على مخيلتي المتعبة الأحدب ( كوازيمودو )الموكل بتحريك أجراس الكنيسة الثقيلة لقوته العضلية والذكورية المرعبة وهو يلاحق جسد (أزميرالدا )الفاتنة الغجرية بعينٍ واحدةٍ وهي ترقص على أنغام أغنية شعبية فرنسية بتغريدة أنثوية ملائكية مخملية مثيرة من باحة الكنيسة وكأنها مستوحاة من وترية موزارت 40 وتلك حكايتي المنحوسة مع فكتور هيغو .
أن الحريق الذي نشب في الكاتدرائية يوم الأثنين 15 نيسان الجاري وهي الكنيسة الرئيسة في فرنسا وأقدم الكنائس الأوربية عموما وقد بدأ بناؤها عام 1160 وأنتهى عام 1345 ، يمثل المبنى تحفة الفن والعمارة القوطية ، ويعد من المعالم التأريخية في فرنسا ، ويعود تأريخ أنشاء المبنى إلى العصور الوسطى ، تقع في قلب مدينة باريس الحلم الغافية على ضفاف نهر السين الخالد شاهد تأريخ فرنسا مما أثار موجة من الأستياء مع شيءٍ من الولع والتعاطف الوطني لأقتناء الكتاب ، بحيث نفذت موجوداته في المكتبات وطُبعت لمرتين وأحتلت المركز الأعلى في أرقام بيع الكتب في فرنسا ، حيث أعاد الحريق الذي نشب في الكاتدرائية الوهج للرواية فتصدرت المبيعات ، ولشدة أشتهار الرواية تسابق تجار صناعة السينما أخراج أفلام للرواية أتذكر منها في زمننا الجميل 1956 عرض فيلم بعنوان " أحدب نوتردام " يلعب فيه الممثل الأمريكي واليوناني الأصل " أنتوني كوين " دور الأحدب والممثلة الحسناء الأيطالية " جينا لولو بريجيدا دور ( أزميرالدا ) .
أحدب نوتردام رواية رومانسية حقاً تحبس الأنفاس لكونها مثيرة للحزن والخيانة والحب بأشكاله القاتلة حب صوفي تعبدي حب رومانسي حب خيانة حب عبثي ويجمعها هوغو ببراعة مثيرة في بودقة واحدة مؤطرة بالأمل والتأمل والفداء والخيانة,الذي أثبت أن لهُ القدرة على التصوير في أظهار الأحدب بصورة وهو يسمو بشعوره الأنساني حين أوقعهُ بتلمس مسحة جمالية ربانية كامنة في قرارته وأعماق ذاتهِ ، ويرمز الروائي العملاق بأن هذا الجمال هو جمال الدفيء الأنساني المحروم منهُ لبشاعته وعاهته البدنية المستديمة وأن هذا الجمال الخيالي يتقمصهُ الأحدب بصورة ملاك رحمة رباني بهيئة تلك المرأة الغجرية ، لقد تحول الأحدب إلى كيان منعدم بسبب عاهته لكونهِ عاجز عن الفعل حتى تأتي شرارة هوغو البارعة لتنير ذاتهُ المتمثلة بأنوثة الغجرية الفائقة الجمال ، والرواية تدخر أشارات إلى تلك اللعبة الغيبية القدرية في المعايير الأجتماعية والأخلاقية للقبح والجمال بمزاج (ميلودرامي ) مبني على غرائب المصادفات في زمكنة ذلك العصر في عالم باريس القرن الخامس عشر والتي ميّزتْ كتابات هوغو ، وهنا يدين الكاتب هوغو المجتمع بعزل العاهة وبأحتقار الضعيف ونهش المحرومين لذا صب فيها هوجو فلسفتهُ في الأنسنة وموقفه من الظلم وغياب العدل والأنصات لصوت المظلومين والضعفاء والمحرومين ، متوغلا في أعماق عالم المتشردين والمهمشين وحتى الأسياد المنكسرين خلال متاهات الظلم والعبودية والسحر والتدين المصطنع في نفاق مؤلم في توظيف الدين والكنيسة في تغييب الأنسان وأستلابه ، ويعلن هوغوأنتصاراتهُ للبشرية في تمحور الرواية على ( العاطفة الأنسانية ) التي هي الأداة الديناميكية في حركة التغيير الأجتماعي وبأعتقادي يريد أن يقول لنا : أن الحراك الشعبي في الرواية دلالات بواكير للثورة الفرنسية في أواخر القرن 18 ، وتدور أحداث الرواية لأواخر العصور الوسطى في عهد الملك لويس الحادي عشر عام 1482، نشرها فيكتور هوجو عام 1931 ، أنها دراسة تأريخية مؤطرة ببعدٍ أجتماعي وفلسفي وسياسي لأجماع النقاد (أن هوجو يمتلك قلب شاعر ورؤية سياسي) ، وبالحقيقة يجب أن أعترف بأن الروايتين : البؤساء وأحدب نوتردام من أوائل الأعمال السردية لهوغوالتي تفاعلت مع مخيلتنا الطفولية ومشاعرنا البكر في سني قراءة الشباب كونتُ فكرة عن هوغو:أنه صحيح يمتلك قلب شاعر ورؤية سياسي .
أن الرواية التي كتبها هيغو تؤرخ أحداث جرتْ في القرن الخامس عشر وكُتبت في القرن التاسع عشر وتُرجمت إلى العربية خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين ، والتي وصف فيها الكاتدرائية بأنّها متهالكة وتعاني من تشوهات لا تقدر ولا تحصى وتزامناً مع كارثة الحريق ساهم في تنبيه الثقافة الوطنية عند الجمهور الفرنسي صاحب السترات الصفر إلى هذه التحفة القومية الأثرية ، وأحداث الرواية تدور حول ( كوسيمودو ) الأحدب المشوّه قارع جرس الكنيسة في القرن التاسع عشر الذي يقع في حب الغجرية الحسناء فائقة الجمال (أزميرالدا ) التي تحترف الرقص وتصاحب الغجر المتجولين في عروضهم ، نجح هوغو من خلال هذه الرواية ذات الأحداث الآسرة في صناعة قصة حب ( متشظية ) بين شخصيات ضائعة تخوض متاهات صعبة وملتبسة المفاهيم مثل القس ( فرولو ) والفارس ( فيبس ) وحب كواسيمودو الأحدب الأكثر أشكالية على أعتبار روحه الشفافة تسكن جسداًمعطوباً تطابق حكمة أحد فلاسفة القرون الوسطى { أن النفس تتشوّه حين تكون في جسد ناقص } .
وهكذا جرب هوغو الغوص في أعماق التأريخ الفرنسي وسايكولوجية القساوسة والرهبان وحتى الشماسين بالأضافة لملوك الرومان والعديد من الشخصيات الفاعلة في التأريخ ، ويسمو بنجومية متألقة بل ربما أصبحت الرواية أشهر من الكاتدرائية نفسها
30/4 /2019 ستوكهولم

36
.          رواية شوقي كريم الهتلية/ وشم في ذاكرة الشعب العراقي

عبدالجبارنوري

ربما يبدو في أختيار الروائي شوقي للعنوان الصادم والذي يعتبر من جملة ( المسكوتات ) التي أختارها بشجاعته المعهودة في أسقاط ورقة التوت عنها وأظهارها للمتلقي للمشاركة في أيجاد الحلول لها .
ثمّ أن مفردات الهتلية والسرسرية تعني باللغة التركية العصملية القديمة (جامعي الضرائب ) وتقول الحكاية التركية عندما عيّن الوالي العثماني نخبة الهتلية لجمع الضريبة وصلت أخبارهم بأنهم لصوص وفساد أداريين وماليين ، فأستبدلهم بالسرسرية فكانوا أسوء منهم في اللصوصية والحرام ، وبما أن العراق كان من الولايات المهمة للأمبراطورية العثمانية فأصبحت تستعمل كلمة " الهتلية " كمفردة تعني الأنحطاط الخلقي وكنوع من الأساءة والذم لأنها تحمل مضامين اللاأخلاق ، وأن الروائي أستعمل هذه المفردة كرمزية يرمي بها السلطات الحاكمة والجائرة التي تعاقبت على حكم العراق ، وتتضمن الرواية أشارات للزمكنة الجغرافية والتأريخية في العراق ، وببراعة المؤلف تمكن أن يغور في أعماق المجتمع العراقي حيث زواياه السوسيولوجية لسنوات المحنة حيث أختار الفترة الحرجة في حياة الأمة في ثمانينيات القرن الماضي والفترة العصيبة بين 2006- 2008 سنوات الأحتراب التي أرتقت لحرب اأهلية حيث نقطة اللاعودة .
الهتلية بناء روائي ممتع مستعرضاً الشخصية العراقية المعاصرة بكامل صورتها الواقعية الملموسة على الأرض العراقية تشق طريقها للوصول إلى التسلط على رقاب العباد  بشتى وسائل اللاأخلاق لسد النقص الذي يعانيه من الأستلاب المادي والروحي محاولة للأستئثار بالمال العام وهو الباب الذي فتحهُ شوقي للرواية للبحث عن الحل للخروج من المحنة لذلك أعتمد الروائي شوقي على أستعراض الأحداث الشاخصة وحوّلها ببراعته المعهودة في الجزئين االشروكية والخوشية إلى رموز ودلالات وصور أستعارية دقيقة الأختيارومتقنة ، وأعطى لبطل الرواية الأولوية في الظهور كي يترجم واقع حال البلد المأزوم منذ سقوط العراق جغرافية وتأريخاً في 2003 ، أما رجال الدين يرمز لهة بالكهنة فهم أصحاب القرار في القيادات الحاكمة الذين وحدهم يمتلكون اللعب في مقدرات العباد والبلاد ، وأعتمد الواقعية التعبيرية كنمط للمسار السردي في جعل المتلقي يقوم بنفسه في تركيب الرؤى والأحداث المعروضة في النص ليرجعها إلى أصولها الواقعية المشهودة فعلا على أرض الواقع ، فكانت أدواتهُ أرضية الزمكنة والأحداث المتسارعة والمستلبة من قبل أنقلابات العساكر وحكومات توفيقية متلاحقة على السلطة ، نجد أن البطل ينفث آهات الندم والأحباط  بشهيق وزفير بحشرجاتٍ مسموعة تترجم وخزات الجلد الذاتي في الصفحة 110-113 أنهُ لم يكن أهلاً في تقديم القربان من دمه وروحه لأيقونة الوطن المصلوب على جدار الخوف حيث يقول :
صمتي يعني فشل آمالي وأمانيي في الأنتصار ، تعرض الروائي شوقي وبشجاعة بارعة في التصدي( للمسكوتات) التي تعايش المجتمع والتي تعتبر فوبيا للكتاب والروائيين في تهيّب الأشارة أليها أرضاءاً لجهات وعدم أغضاب جهات أخرى كالمحرمات الثلاثة ( الدين والجنس والعنف السياسي ) ومسائل الحلال والحرام ، والخروج عن طاعة ولي الأمر والأعراف القبلية العشائرية ، فالكاتب بجرأته وشجاعته البحثية تمكن الغوص في ثنايا الأعماق والكشف عن زواياها المظلمة لينتشل تلك الموروثات العقائدية والقيمية الدينية والوضعية ويعيد صياغتها جمالياً وسردياً ويقدم مثل هذا النص الأدبي الرائع .
أن نزعة اللصوصية والتخريب تبدو وكأنها ظاهرة مرضية خطيرة ، وأن أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور " على الوردي " والعلامة المؤرخ " عبدالرزاق الحسني " والعلامة المغربي أبن خلدون أكدوا على بداوة وذكورية الشعب العراقي والترسبات الأرثية القبلية التي تحملها الشخصية العراقية بالذات من خلال قساوة البيئة الصحراوية المجدبة والمستلبة والحروب والغزوات والمجاعات والفيضانات والطاعون والحكومات المستبدة كل تلك الظواهرتبلورت في أعماق اللاوعي العراقي( نزعات جرمية ولصوصية وتخريبية ) وهنا يؤيّد العلامة المؤرخ عبدالرزاق الحسني تلك النزعات الهابطة والمرفوضة أجتماعياً في كتابه تأريخ الأحزاب السياسية 1908-1958بفصله الخاص بمذكرات الملك فيصل الأول أقتبس النص التالي :
( الشريف حسين يوصي ولده وهو ذاهب إلى العراق : يا ولدي هذا العراق لا يؤتمن فقد غدروا بعمك الحسين بن علي بن أبي طالب حيث دعوه ثم قتلوه فأذهب أليها وحدك ، وكتب فيصل الأول بعد معايشته العراقيين في 1933 في نص مذكراته (--- لا يوجد في العراق شعب له فكر بل توجد تكتلات بشرية خالية من أية فكرة وطنية متشبعين بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة سماعون للسوء ميالون للفوضى مستعدون دائماً للأنتفاض على أية حكومة كانت ) عبدالرزاق الحسني – تأريخ العراق السياسي ج1ص12 .
أن الهتلية في عنوان الرواية ليس بالضرورة أن تكون من الطبقة الفقيرة المعدمة ، بل ممكن أن تكون من الأثرياء والموسرين أو حتى من رجال الدين ، وفي القاموس السياسي العراقي المعاصر كان اغلب الرموز السياسية وبطانة دكاكين الأحزاب الرثة من طبقة الهتلية أبتداءاً من العهد الملكي الذي أعتمد بعض من قادته على الشقاة في أيام التقاطعات السياسية ، أما العهد الجمهوري حيث ظهر من قادتهم شقاة وبلطجية وقطاع طرق أمثال ( ناظم كزار وجباركردي وعلي رضا باوه وعلي كيمياوي وعلي صالح السعدي ) ، اما العهد الديمقراطي ظهر لنا فيهم بعض من الهتلية واللصوص أبطال روايات هندية وأفلام الأكشن الهوليودية أمثال ( أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق وحازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق وعبدالفلاح السوداني وزير التجارة السابق وووو) .
وأن الذاكرة العراقية تأبى مسح أهزوجة هتلية الشارع العراقي في 1941 ( حلو الفرهود كون يصير يومية ) هذا الشعار المعيب والمخزي ضد الطائفة اليهودية العراقية في نهب أموالهم وممتلكاتهم وقتل وجرح أكثر من ألفي مواطن يهودي عراقي ( عدنان نور الدين / كتاب هتلر في الأبريق )، وتبعهُ فرهود قصور الملوك في 1958 وثم مسلسل فرهدة الأكراد الفيلية في عام 1980 أموالهم وممتلكاتهم على يد هتلية وغوغاء الشارع  ، وثم نفيهم خارج وطنهم العراق ، وجاء دور عرض الفيلم الهندي الديمقراطي بعد 2003 يكفي أن نقول للأختصار أن البعض من هتلية الحكومة نهبوا مبلغ خرافي يقدر ب800 ملياردولار خلال 14 عام وحولوه إلى خارج الوطن المسكين ، علماً أنه أكثر من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية!!
*ملاحظة/ بعد ورود طلبات عديدة من قرائي وأصدقائي في أعادة نشر المقالة المكتوبة في( 24 /أكتوبر/2017 ) لكوننا نعيش " عهد الحواسم " منذ الأحتلال الأمريكي لحد اليوم
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
20/ أبريل /2019

37
.                    الناتوالعربي---- مشروع أمريكي فاشل لن يمرْ


عبدالجبارنوري

أمريكا اليوم تختلف عن الأمس برئيسها المهوس ترامب الرقم 45 ، ربما كان الأسلاف من 44 وما دون ينظرون إلى معادلة الحقل
والبيدر مع الشعوب المقهورة بالقبول بالمقسوم فأما الحقل أو البيدر ، لكون كان هناك توازن دولي بوجود منظومة الأتحاد السوفييتي
والدول الحُرة التي في فلكها مع وجود البعض من ( النداوة ) في جبين قادة العرب ، واليوم في غياب ثقل الموازنة وفقدان تلك قطرة
الماء اليتيمة من على جبين أصحاب القرار السياسي العربي والهرولة المذلة في عار التطبيع مع المغتصب للأرض العربية لهذا
أستقوى ترامب بأحادية قطب الرحا ، فأخذ يتعامل مع الخلايجة وعموم العرب بمصادرة الحقل والبيدر .
ماذا تريد واشنطن ؟! ترك صراعات المنطقة للقوى العربية الحليفة للتخفيف عن الجيش الأمريكي ، وتمكن واشنطن من أحتواء
الدول العربية الخليجية الثرية بالمال النفطي وتوجيهها إلى التطبيع مع أسرائيل ، وترويج لسوق السلاح وردت أمريكا لهذه الدول
أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً حيث باعت للنظام السعودي 3-1 مليار دولار في حربها على اليمن .
وهوبالحقيقة تحالف أمني في الشرق الأوسط (مقترح) تشكيلهُ قبل أجتماع عُقد يوم الأحد الماضي في الرياض وهو دفعة جديدة في
أطار السعي لأحياء الجهود التي يقودها البنتاكون لجمع الحلفاء العرب في معاهدة أمنية سياسية للتصدي لتوسع النفوذ الأيراني وللحد
من نفوذ روسيا والصين المتزايد في المنطقة ، بالأضافة إلى التوجه الأمريكي الجديد التمحور حول الأنسلاخ من المنظمات الدولية
والتخلي عن ألتزاماتها التي كلفت الخزينة الأمريكية عقوداً ، بشعار: أمريكا أولا يتضمن تخفيف الأعباء الأقتصادية عن الخزينة
وتحميل الشركاء الحلفاء أكبر قدر ممكن من تلك الأعباء ، فهو مجرد أقتراح ولكن بدرجةٍ ( محمومة ) من قبل صقور الكونكرس
الأمريكي وبأتفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، وخاصة اليمينين منهم ، وهو بالحقيقة يمثل نسخة عربية من حلف شمال
الأطلسي ( الناتو ) وهوربما يعتبره الأعلام اليميني المتطرف في واشنطن وتل أبيب ( هندسة أستراتيجية لأدارة ترامب في أحتواء
أيران ) وهو بالحقيقة وسيلة لحلب البقرة الخليجية النفطية تحت ذريعة تعزيز قدراتها الدفاعية أستعدادا لمواجهة البعبع الأيراني
عسكريا ، والتمدد الروسي الصيني من الناحية التجارية والأقتصادية ، ويضم هذا التحالف ثمان دول هي أمريكا والسعودية
والأمارات والكويت والبحرين وقطر وعمان وكذلك الأردن .
وأرى أن هذا التحالف سوف يجد صعوبة في بلورتهِ ، وقد لا يرى النور ولا يمرْ وذلك :
-لأنسحاب مصر من التحالف يوم الخميس 11/4/ 2019 بدليل أنّها لم ترسل وفداً إلى الأجتماع الذي عُقد يوم الأحد في الرياض
ويمثل هذا الأنسحاب ضربة لمساعي أدارة الرئيس دونالد ترامب لأهمية مصر ذات التأريخ العريض وصاحبة أكبر جيش في
الشرق الأوسط لأجل أحتواء النفوذ الأيراني وكذلك لتشككها في جدية المشروع الذي هو مجرد أقتراح فالأنسحاب المصري يمثل
أحدث أنتكاسة لمبادرة أنشاء هذا التحالف في الشرق الأوسط وقد أبلغتْ قرارها للولايات المتحدة الأمريكية .
- أضافة إلى مجهولية وغموض الذي يحيط تجدد ولاية ترامب للأربعة سنوات المقبلة وأخذت الفكرة تتعقد لمعطيات الساحة الدولية
في الغضب الدولي الذي أعقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 وأشارت أصابع الأتهام التركية والدولية
ألى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
- المقاطعة الأقتصادية والسياسية لقطر بقيادة السعودية من الصعوبة أنسجام قطر مع حلفائها الذين أوصلوا المقاطعة لحد كسر العظم
وأن الحلف يزج بدول الخليج بحربٍ أقليمية وهذا ما لا يتفق مع توجهات قطرالسلمية مع أيران شريكتها في حقول تصدير الغاز
السائل .
- تجاهل الحلف المزمع تأسيسهُ للخطر الصهيوني وهو أحد أهم العوامل المؤثرة في تعجيل ووأد هذا التحالف المسخ ، وأن هذا
الحلف يفتقد الدعم الشعبي خصوصاً في مصر والأردن المتعبة أقتصادياً ، وهو أساسا حلف طائفي يثير النزعات الطائفية التي
أحرقت نارها المجتمع العربي لسنين طويلة كالحرب الأهلية اللبنانية مدة 15 عام والحرب الطائفية في العراق بين 2006- 2014
، بأعتقادي أن تأسيس هذا الحلف في هذا الوقت الملغوم والمأزوم هو بمثابتة بث الضبابية على الحماقات السياسية للرئيس ترامب في
نقل سفارتها إلى القدس تمهيدا لجعلها عاصمة للكيان المغتصب وكذلك سيادة أسرائيل على الجولان السورية المحتلة مما زادت
سخط شعوبها والرأي العام العالمي .

- أن مثل هذا التحالف المحتوي على فقرات جديدة تخالف روح التحالفات التأريخية ربما تزج بالمنطقة إلى ما حدث قبل الحربين
الكونيتين بحمى تأسيس المحاور تزج بالمنطقة لحروب عبثية حرائقها تلتهم الأوطان وشعوبها .
- أحتدام التناقضات العربية وصعوبة تحديد مصادر التهديد هل هي أيران أم داعش الأرهابي أم أسرائيل أم من جماعات محلية
خارجة عن سلطة الحكومات المركزية أم أعداء اللوبي الأمريكي الكثر في العالم ؟ .
- ومن الأسباب المؤثرة والقوية أزمة الخليج مع قطر وفرض دولها حصاراً خانقاً عليها براً وبحراً وجواً خلقت بؤرة من العداء شعبيا
وحكوميا من المستحيل خروج مثل هذه الفكرة وخصوصا في تحالف عسكري ، وأساس هذا العداء المستحكم يرجع إلى أنخفاظ
مستوى الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء ، لطبيعة تحديات الدول العربية العسكرية ، وأختلاف تلك الدول في العلاقات مع أيران ،
فالدول المتشددة والكارهة لأيران هي السعودية والأمارات والبحرين أما عمان والكويت وقطر فلهم علاقات جيدة مع أيران .
- وللحلف تداعيات خطيرة على أمدادات الطاقة الخليجية والأيرانية للأسواق الآسيوية ، فاتورتها ثقيلة على المنطقة وأنهُ يدفع إلى
المزيد من الصراعات وخلخلة الأستقرارفي المنطقة لدى ( بعضها ) نظم ديمقراطية حافظت على الأمن في زمن الحرب الباردة .
17 /4/2019

38

 
مشاهدات مجنون في عصر العولمة/تجليات نفثات شاعر
عبدالجبارنوري
سيمياء العنوان يبدو غرائيبيا وملفتا للنظر يحمل دلالات هامة ملتهبة (بنفثات) محرقة للشاعرالذي يفتح لنا أبواب جهنم في شعريته الغريبة والغير مسبوقة بالمرّة حين يقتحم الممنوع الممنوع ليقدم للمتلقي موضوعا الجدال فيه لم ينتهي بعد تأريخياً من حيث موقع المجنون من الأعراب في عصر العولمة ، وحسب رؤيتي لهذه المجموعة الشعرية للشاعر الملهم والرائع حميد أنّها ملحمة شعرية في التناص والأسلوب والقصد يأسر المتلقي للوصول إلى السطر الأخير في المجموعة عندها يدرك  القاريء أن الشاعر يساري الهوى شعارهُ التغيير والحل الثوري الجذري . 
يتكون النص من ثلاثة عشر مشهدا تراجيديا بنكهة الهزيمة والقهر والأحباط ، رقّمها جميعا عدا المشهد الأخير رقم 13 أسماهُ " الرقم المنحوس " فعلا أنهُ مشؤوم أجتماعياً ، بيد أن بطل الرواية المجنون يدعي هو العاقل هنا في فهم هذا الرقم وغيره هم المجانين ، لآن التشاؤم هو قمة الوعي بالواقع وأقصى درجات الرفض لأبجديات مستلباته القبيحة والمذلة ، فقد ضاع العرب بين الرأس والذيل بعد غياب باقي أعضاء الجسم ، ويشير في قصيدته هذه بمقارنة ذليلة بين الحصان العربي الأصيل وبين الطائرة المبتكرة ( البوينغ ) فهنا الشاعر( يدين )عنصر الزمن لصالح حضارته ، ضياعها عند العرب في الفخر بما عمل الأجداد والأنساب بينما أستغل الغرب عامل الزمن ووظّفهُ لصالح حضارته بأكتشافات علمية ، يقول فيها :
*العالم مشغولٌ بسرِعولمتنا
تمثلنا ( الدي )فهي الرأس
إلى ( مقراطية ) ذيل
يجرح عزتنا لا كل العالم نقبلهُ
نحن علمنا الناس سرّ الحرفْ
وسر النهب وسر ( الكرف )
فليتوجه كل العالم صوب قبلتنا
فالعالم مشغوفٌ بسر عولمتنا
*حمارٌ يمتطي حصاناً عربياً
يعلقُ شجرة نسبهِ
قلادة فوق مؤخرتهِ و---
يجرُ خلفهُ طائرة ( البوينغ )
عند تفحصي لنصوص المجموعة الشعرية وجدتُ أن حميد يحافظ ويؤكد على ( مورفولوجية ) الأشياء في الشكل والمضمون حيث يبرز التشاؤم والسوداوية القهرية لمعطيات عناصر شعره بحيث يقلب المفاهيم الواقعية لكي يجعل المشهد حزينا ومؤلما يستعمل  (الأستعارة ) كما جاء في تعبيرهِ للقصب بالأصفر الذي هو رمز الموت والفناء ، فيجعل الضفدعة ضحية الأفعى بفحيحها نذير الموت ، بدّل صوتها الطبيعي  (النقيق ) بصوت الأفعى ( الفحيح ) وهنا يقصد الشاعرفي لعبة قلب الصورة الطبيعية للحياة أن يدخل تشويشا متعمدا في ذهن المتلقي ليستجيب لنداء ( التغيير ) ، وكذا في لوحة الراعي والخراف ، فقطيع الخراف دائما منقادة ولكن في صناعة الشاعرحميد العبقرية جعلها هي الدرع الحصين للراعي ، فالرمز هنا وكأنه يخاطب الشعوب العربية : بأستكانتكم كالخراف العمياء وتصفيقكم للقائد الرمز ومسختم أنفسكم وعاظا للسلاطين ودروعا بشرية لحماية المنصور بالله والمستعين بالله وقائد الضرورة ، وهو رمز للغي والقصور لفهم الواقع الأجتماعي للشعوب المقهورة ، ولتلك الصورة السوداوية المستلبة يتعمد الشاعر " الهجوم الوحشي على الواقغ " وأعتقد جازماً أنها( رسالة مفتوحة ) للحكام نصها الأيحائي : صراع بين الجلاد والضحية ، بين الناهب والمنهوب ، بين المتخم والجائع ، بين الرابح والمنحوس ، وبين المتغطرس والذليل ، وهي من بركات الديمقراطية العرجاء الكسيحة التي حولتنا إلى السريالية المجنونة .
يطرح آراءهُ الفكرية بأقتحامية لا يهاب مطبات الرأي المعاكس وأبجديات أغتيال الكلمة الحرّة سواء كان من قمة السلطة أو من دولة الحمير ، يبدو لي أنهُ ضحية مركبات هموم عصرهِ بزمكنة غير محدودة ربما يعني جغرافية العرب وتأريخهم ، لا يهاب المحذور والخطوط الحمر التي وضعتْ من قبل المنصور بالله والمعتز بالله وعبدالله بن زياد وصدام حسين ، ومن المصنفين ( اللوكية ) أو بتعبير ديمقراطي شفاف ( وعاظ السلاطين ) أو الرجال المزيفون ، وجُلّ طروحاته الأستفزاوية حسب رأي الشخصي : مفاهيم يسارية وأنهُ ( تحريض ) ثوري ينحو للتغيير الجذري على الأقل للأجيال المستقبلية ، أنه شاعر بقمة الصمود والتحدي ولا يهاب العواقب حتى لو ذكرته بجميع ضحايا أصحاب الكلمة الحرة  ، الحلاج والحسين أو علاء مجذوب وفيها يقول :
أنا شاهد عليها
تحت ظلال الرماح القصب الصفراء
ضفادع لها ( فحيح ) تزدرد الأفاعي
أنا شاهد عليها
خراف عمياء تحرس الراعي
وطرح الشاعر حميد من خلال مجموعته الشعرية نفثاته الوجدانية صاباً جام غضبهِ على أصحاب القرار السياسي معتمدا القسوة في تشخيص أمراض وعلل وفقاعات تستحوذ على الطبقة الحاكمة وشخصهم سايكولوجيا وجميعهم بدون أستثناء ومنذ قرن من الزمن الموجع بمرض ( السايكوبولتك ) السيطرة والأستعباد وكم الأفواه ووأد الكلمة الحرة ووصل العقل السياسي مبرمجا على الكراهية والشك المرضي ( البارانويا ) وهو يقول :
أنا صوت ( القواد)وربان
المقود
أنا السيد الأعلى
أنا الأله الأعمى
أنا راعي القطيع الأسمى
أنا الأول ، أنا الآخر
أنا الوحيد الأوحد
أنا المعبود وأنا العابد
وفي لوحاتٍ شعرية لاحقة أخرى يعري الحكام وينزع منهم ورقة التوت ويستهجن أساليبهم في فن الأحتيال والضحك على الذقون بأطلاق فتاوى الظلالة لفرض الشرعنة الغيبية على عبثه المجتمعي وهو يقول :
ممنوع
أحتضان
المطرقة للمنجل
محظور
وضع الخيار في الأعلى
( الطماطة ) في الأسفل
ممارسة الموت
في الشارع مقبول
أما الفرح
محظور حتى
خلف الباب المقفل
أياك
أن تبتل ريقك
ب(المنكر )
وفي مجموعته الشعرية يكشف هويتهُ الذاتية بأنهُ ضد ( بعض ) أوجه العولمة وأمراض العولمة في مهرجانات الخرافة والشعوذة بغياب العقل ودولتها المباركة التي لخصها بالطاعة العمياء للأمير للسلطان للوالي وهو يقول : أسجد للمعتصم والمنصور والمؤيد بالله فهو الأول والأخير ويقصد العكس لا تستكين لاتستسلم أحرق الراية البيضاء فتش عن التغيير:
عاش الأمير ------- كلنا حمير
يبرركراهيته لعصر العولمة للناحية ( الأجتماعية ) يقرُّ بصخب الحياة اليومية وأنتشار الأنتاج الرقمي الأفتراضي والتي أدت إلى العزلة عن الواقع الأجتماعي الحقيقي والتي آلت تداعياتها إلى تفكك الأواصر الأسرية ، وتكليس الذات البشرية والوجدانية والعاطفية فأتجه الفرد إلى طلب الراحة وربما دفعتهُ إلى ممارسة بعض المسكنات او المخدرات والمشروبات الروحية الكحولية ليكن ما يكن حتى الأدمان طالما يحصل على ساعة من العزلة والطمأنينة النفسية وقد يتجه إلى الغيبيات ويقع كفريسة في خضم عنكبوتيات الدين في طرد الجن من رأسه :
في قاعات الدرس
تعلمنا فن الخطابة أخرس
ومتسوّلْ أعمى
يعلمنا في أدخار الفلس
وشيخ الحي
يعلمنا فنون المنكر والرجس
كأننا أمام عولمة الجنون
يتجه بمجموعته الشعرية نحو أمراض العولمة من الناحية (السياسية) عندما يتحوّل الأميرمتجلبباً بعباءة الدين في ( طاعة ولي الأمر واجب عين ) فتكون صلاحياته المباركة في الجلد والرجم وقطع الرقاب وأمتلاك أعراض العباد فكل شيءٍ ملكهُ ، وهي أحدى المشاهدات للمجنون( الحكم – البصير ) في عصر العولمة في دولة الحمير ، تكون الضحية الحارس الأمين للجلاد السفاح القاتل المقدس ، ويكون ذليلا تحت ( نعل ) ناهب رغيفه وهاتك عرضه وماسخ شرفه  ، وكذا حج وعمرة الحكام العرب لواشنطن وتقبيل نعال الرئيس الأمريكي المبتز لثرواتها النفطية يسميها الشاعر بمطر الدولارات ، يقول :
من بركاتنا
جعلناكم خصياناً
لا تحزن
نساؤكم سيطؤها سيدنا
مطر الدولارات
لا يعرف لونا
ولا يعرف عنوانا
صرنا
أرقاماً
ما عدنا نتعارف
بالأسماء
لا معنى للغيث
صار
مطرنا أسود
والرعد
نار رصاص عواء
وقد جعل المجنون شاهد تأريخ عصره وأباح لهُ في خطابهِ أستعمال ألفاظاً قبيحة ومستهجنة تتماشى مع درجة جنونهِ من ناحية ومع ما يليق بأصحاب القرار السياسي :
تتزيّن ٍصدورهن
بقلائد مرصعة بكرات
من براز السلطان
نساء
لا تنجب ألا بأمرٍ من ( قضيب ) الوالي
ومن نفثاته المحرقة  اللاحقة الأخرى أستعمل ببراعة أنيقة وشفافة بترصيع الصور الشعرية في مجموعته الشعرية " مشاهدات مجنون في عصر العولمة أسلوب (التورية) يفرض على المتلقي أكتشاف البعيد والمخفي ، فالمقصود بأدوات النصب هو النصب والأحتيال ، وأدوات الجر يقصد بها جر الشعوب كقطعان الماشية لقبول الأستعباد والذل ، أما الأملاء يعني فرض الأرادات على الناس كالفيتو في العهد الأمريكي كسر الأرادات الحرة :
قطعان مدينتنا
تعاف البرسيم
وتلتهم أوراق ورد الجوري
حمير مدينتنا
تدرس ساستنا علم المنطق
وأدوات النصب والجر
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في / السادس من نيسان /2019

39

التوظيف السياسي للفواجع في العراق
عبدالجبارنوري
منذ قرنٍ من الزمن لتأسيس الدولة العراقية وسوء الطالع والشؤم كان نصيبه من الكوارث المرعبة والمأساوية من توسونامي الفيضانات المرعبة وفايروسات الطاعون والغزوات والحروب والمجاعة وهوس الأنقلابات العسكرية وصراع الأطماع بين الدول العظمى على الأستئثاربمصادر الطاقة وتعاقب الحكومات المستبدة التي نشرت ثقافة الممنوع في الكلام والتعلم وحتى الحلم ربما تحاسب عليه!؟ وأصبحت الأبتسامة عملة نادرة في زمن القحط الأخلاقي ، فأخذ منا الزمن كل شيءعدا الدموع التي تنساب عفويا وحتى في الأفراح لندرتها وشحتها وهل ننسى مجزرة سبايكرأم مجزرة حلبجه أم تفجير الكرادة أم نكبة جسر الأئمة أم وجع جرح غرق العبارة التي أبت أن تعبر للضفة الثانية فكان عزاؤها شموليا لكون جرحها بسعة جغرافية هذا البلد المنكوب .
وللأسف الشديد أن سياسيي السلطة أو " أخوة يوسف " أحرقوا مراكبهم ويتصرفون بهوس أقرب إلى الجنون في تدوير بضاعتهم المسجاة منذ عقدٍ ونيّف ، وبالمحصلة التراجيدية المأساوية يبرز: {الفارق بين توقعات الشعب ومآلات العملية السياسية لسببين : بساطة الوعي وعدم الشفافية ---- لا المسؤول يصارح شعبهُ بحقيقة ما يجرى ولا الفرد يدرك ما وراء الأحداث فتتوالى الخيبات والمفاجآت }المفكر العراقي ماجد الغرباوي .
بل بالتمام والكمال نجد أن تلك الفواجع توظّفْ سياسياً بسلاح (التسقيط السياسي) بأعتبارهِ ظاهرة أجتماعية معناه الحط من قدر وقيمة الشخص ومكانته الأجتماعية والسياسية والدينية والعلمية والتأريخية فهو أسقاط ونفي الخصائص الحسنة والمرغوبة في هذا المجال أو ذاك لدى المجتمع ، ويرتبط مفهوم التسقيط بمفاهيم متقاربة مثل البهتان والزور والكذب والأفتراء والأدعاء يكون دوافعه ربما الغيرة والحسد أو ضريبة نجاح وبالمحصلة تمثل نوعاً من الحرب الباردة بين الأطراف المتنافسة وبالتالي فهو نوعٌ من الصراع السلمي يمكن (عقلنته) بثوابت الدين والقانون والعرف الأجتماعي والمباديء الخيرة المتفق عليها عرفاً والتي بعض منها من موروثات الوثائق الأممية الناطقة بحقوق الأنسان وحرياته ، أن من معطياتها المستلبة أنها تطيح بالسلم المجتمعي خاصة عندما تطال رموز وقامات نجومية لها بصمات في الذاكرة الأدبية والثقافية ، وقد تتطور إلى فتنة والتي هي أشد من القتل كما هو مذكور في ثوابتنا الدينية فيظهر هذا السلاح الذي ينعدم فيه الضمير والوازع الأخلاقي والولاء للوطن( بميكافيلية) مقيتة مما يثير القلق وسط كبار السياسيين هو التعرض إلى حملات ( تسقيط ) ونشر الغسيل المكلل بفضائح خصوصا في وسائل التواصل الأجتماعي التي أصبحت منصّة مرعبة لنشر وثائق وصور وكاريكاتيرات تهاجم أولئك السياسيين بمختلف التهم قد تصل ربما إلى كسر العظم عندها يركبون شياطينهم ليخوضوا حرباً باردة ضد بعضهم البعض والغريب عندما تشتعل أوارها في الحزب الواحد والكتلة الواحدة شيعية شيعية وسنية سنية وكردية كرديه بهذه الأتجاهات المشبوهة والقذرة ، وأن ساسة العراق وقعوا أخيراً على وثيقة شرف تنظم سير الأنتخابات التي شددت في فقراتها وموادها إلى أحترام المتنافسين والأبتعاد عن أساليب التشهير والتجريح وأن تتركز الحملات الأنتخابية على الأبعاد الأستراتيجية للترويج عن مصالح العراق العليا ، إلى أن أغلب الكتل السياسية لم تحترم ميثاق الشرف الأنتخابي والذي أثر بالسلب على مزاج الناخب مما أضعف الأقبال على عملية التصويت الأنتخابي بشكل مؤثر وواضح ، لا بل أتمكن أن أقول : أن هذا النوع من الصراع السياسي أفقد المواطن ثقتهُ بالمؤسسات كافة ، وأصبح  التوظيف السياسي لمجمل نكباتنا الموجعة تستثمر بسلاح التسقيط السياسي وفقاً لسياسيين أفتقدوا أدارة الحكم بقوة المنطق بل نهجوا معكوسها بمنطق القوة الغاشمة حيث تهتدي بعقلية المؤامرة والأزمة والتلاعب ببعض القوانين بالطريقة التي توافق مصالحها ، فهذه بعض الأساليب :
-أسلوب الأستبعاد والأقصاء السياسي بين أفراد المجتمع مرشح أم ناخب تكمن في غياب الضوابط والمعايير الأخلاقية والمهنية ، وأن سياسة أبعاد الخصوم وأجتثاثه بهذه الطريقة غير ديمقراطية والتي شبهها البعض ب( مجزرة سياسية ) ، وحسب قناعتي فيما إذا كان الأستبعاد مبنيا على قواعد السلوك الأنتخابي فهو أمرٌ أيجابي مقبول في العرف الديمقراطي فيما إذا تجنبنا المفردات الجارحة والأتهامات  الجزافية الباطلة .
- عقلية المؤامرة والأزمة : نعترف بأن وطننا بلد الأزمات والمؤامرات لتعدد الأعداء من كل حدبٍ وصوب من أحزاب السلطة والكتل التي بيدها مصادر القرار وأعداء أقليميين من دول الجوار وأعداء دوليين وعلى رأسهم المحتل الأمريكي وبعض دول الغرب وصب تدخلهم في زعزعة السيادة العراقية كزيارة ترامب لقاعدة الأسد بالخفاء وتصريحات مستشار المرشد الأيراني علي أكبر ولايتي من بغداد في نهاية 2018 :قال {أنهُ لا يمكن السماح للبراليين والشيوعيين والعلمانيين لحكم العراق }
- فتنتشر الأشاعة بسرعة فائقة تسري كالنار في الهشيم بوسائل الأعلام وصفحات التواصل الأجتماعي والتي أطرتْ تلك الفواجع بأطار المؤامرة للتذكير فقط ما جرى من فواجع عند نفوق ملايين الأسماك في صلاح الدين والأنبار يطرحون علينا حكاية تسميم غلاصم الأسماك ، وكارثة موت آلاف الدونمات من محصول الطماطة الزبيرية برش مادة سميّة في تلك المزارع ، وتسهيل دخول داعش إلى الموصل لأسقاط المالكي وربما اليوم قد نُسجتْ خيوط سيناريو فاجعة غرق عبارة الموصل للأطاحة بالعاكوب ، أنهُ شيءٌ مضحك عندما يكون خطابنا الأعلامي بهذه التفاهة المقرفة والساذجة.
- سياسة التلاعب ببعض القوانين التي تنشط في وقت الأزمة وأصبحت ملازمة للبرلمان وقد شاهدنا في الدورة السابقة للبرلمان تمرير ثلاثة قوانين في صفقة واحدة أو كما يحلو لبعض النواب الفايخين تسميتها في ( سلّة واحدة ) وهي نفس سياسة الصفقات التي تعتمد الكثير منها على التسقيط ، وأعتمدت عند بعض المرشحين جزءاً مهما من حملاتهم الأنتخابية وخلال تلك المعركة الأنتخابية يتضح أنفاق غير متوازن لأن الأحزاب الكبيرة والرؤوس المعروفة في الأوساط السياسية أستولت على الشوارع وشاشات التلفزة وفرق أخرى صغيرة تتجول الأزقة وتطرق الأبواب للدعوة لأنتخاب مرشحيهم وأخرى تتجه نحو مزاد شراء أصوات الناخبين مقابل 100-200 دولار للصوت الواحد وكل هذا التلاعب الغير مشروع يجري تحت عدم الألتزام بمعايير مفوضية الأنتخابات
- الألتجاء إلى أستعمال الفيس بوك وبشكلٍ كبير بل ربما بجيوش ألكترونية مملوكة لجهات وأحزاب سياسية بل وصل الأمر ألى التعرض لأعراض بعض المرشحين والمرشحات مما يضطر البعض منهم ألى الأنسحاب خوفاً من تعاظم الأستهداف ليصل إلى التصفية الجسدية ويرجع سبب الأهتمام بوسيلة التواصل الأجتماعي سهولة أستعماله من عموم الشعب بل غالبيته وأيضا أنها بعيدة من سطوة الملاحقة القانونية بسبب أتساعها وكثرتها أضافة إلى أنها غير مكلفة
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في27-3-2019

40
 
مصطفى جمال الدين----- منارة شعر وتأريخ أمة
عبدالجبارنوري
الدكتور مصطفى جمال الدين العلامة الشاعر والمفكر الفقيه أشتهرعربياً ودولياً وأصبح نجماً عراقياً بعد أشتراكه في المهرجان الكبير بمؤتمر الأدباء العرب الذي عُقد في بغداد عام 1969 بقصيدته المثيرة الرائعة :
لملم جراحك وأعصف أيها الثأرُ/ما بعد عار حزيران عارُ .
وخل عنك هدير الحق في أذنٍ /ما عاد فيها سوى النابال هدارُ
وخض لهيب وغى لابدّ جاحمها /يوما فأن بريق السلم غرارُ
والقدسُ عارٌ طعمنا منهُ دجلتنا / مُراً ومجتْ في النيلِ أثمارُ
 لقد كونتُ نبذةً عنه مستقاة من سيرته التي كتبها بنفسه في مقدمة الديوان ص9-41 دار المؤرخ العربي بيروت 1995 ، ولد الشاعر في قرية (المؤمنين ) من ريف سوق الشيوخ سوق النخيل سوق الماء والوجه الحسن في 5-11-1927 ، تخرج من كلية الفقه في النجف 1962 ، وحصل على شهادة الماجستير وسجل على رسالة الدكتوراه في كلية دار العلوم في القاهرة ولكنه لم يكملها فعاد إلى جامعة بغداد كلية الآداب ليحصل على شهادة الدكتوراه ، ترك العراق مضطراً في العام 1981 هربا من غربته الداخلية متنقلا لغربته الخارجية بين لندن والكويت حتى أستقر في دمشق التي توفى فيها ودفن في مقبرة الغرباء في الشام جنب الشاعر الكبير الجواهري ، من مؤلفاته المشهورة كتابه ( الأيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة ) وناهيك عن ديوانه (الديوان )المتميز والمشهور الذي يحوي على أجمل قصائده في وصف الطبيعة وحنين الوطن وآلام ووجع الغربة ، رسالة القياس للماجستير ، البحث النحوي عند الأصوليين/أطروحة دكتوراه ، محنة الأهوار والصمت العربي / كتاب ، فكانت خلجاتها وأحاسيسها الأنسانية عاملا مهما في أبرازأسم مصطفى جمال الدين ذو الفكر المنفتح في مجتمع النجف المغلق ، وأسهم بقوّة في محاولات التجديد ، لقد تمحورت جهوده مع عدد من الدعاة لنهج التجديد منذ عام 1958 بزرع نواة التغيير في المناهج الفقهية الدينية ( الحوزوية) كانت لهُ آراء مقبولة وجيدة في شعر التفعيلة والحداثة في الشعر العربي ، كقوله في مقدمة الديوان ص69 { الحداثة والتجديد لا يمكن أن تبنى على فراغ ، فمقدار ما يكون التحديث مطلوبا فأن مراعاة ثوابت الشعر العربي في اللغة والأسلوب والموسيقى مطلوبة أيضاً ، ولا يمكن لمجرد عربي أن يتجاهل ذلك ، وألا فهو يكتب لعرب لم يوجدوا بعد } .
وقال في التجديد :
هذه المناهج أطمارٌ مهلهلة / مرّتْ على زمانها الأحداث والعصرُ.
وسوف يأتي زمانٌ لاترون بها/ ألا خيوطاً لهمس الريح تنتشرُ
لذا يمكن وضع جمال الدين في المدرسة التجديدية حين تجمعهُ بشاعر العرب الأكبر "محمد مهدي الجواهري " ومعهما عمر أبو ريشه ، وبدوي الجبل ، وعبدالله البردوني ، وأحمد الوائلي ، تلك المدرسة عُرفت بالأصلاح الواسع والتجديد على الشعر القديم والنهل من معينه والتي أفرغت روح العصر في القصيدة السياسية ، السيد جمال الدين جمع الأصالة والجدة والأفكار التجديدية في بودقة واحدة فهو علامة وشاعر وفقيه خدم الفكر والأدب والعلم ، في جدلياته الفقهية مع الجهات الدينية لتطوير المناهج ، وكذلك موقفهُ الصلب من النظام في العراق موضحا ذلك في شعره في مزج بين الصورالشعرية والوطنية في ظروف عام 1991 أذبان الأنتفاضة الشعبانية فهو وظّف الكثير من شعره  وساهم بما هو خير للعراق وشعب العراق ، فهو واحد من العظماء الذين تنبض قلوبهم بحب العراق بعيدا عن المصالح النفعية لأغراض المناصب والمصالح ، فهو لم يستعمل شعره في الكسب ولم يمدح حاكما عراقيا أوعربيا على الأطلاق ، فهو يفتخر بهذه الصفة في مقدمة ديوانه .
عند توسعي في دراسة حياة مصطفى جمال الدين وجدتُ شهادة للشاعر " فالح الحجية في كتابه الأدب والفن : أن مصطفى جمال الدين عملاق الشعر النجفي الحديث ، وفي أحد مقولاته أنهُ لم يتكسب بالشعر قوله والكلام لمصطفى جمال الدين { عاشرتُ حكام وملوك العراق ورؤساءه المتنفذين منه ---- فلم أمدح أحدا منهم} ،  فالسيد جمال الدين شغف بالشعرألى جانب دراسته الحوزوية دفعته للتعرف على منجزات شعراء أقرانه المعاصرين في العراق أمثال الجواهري والبياتي ونازك الملائكة ، أنه لم ينتمي إلى أي حزب سياسي ولو أنه حوزوي النشأة ونجفي الفقه ألا أن أفكاره ورؤاه عابرة على الطائفية والأثنية والمناطقية .
وعند مطالعتي لمدوناته وأشعاره توضّح لي بأن السيد من جيل جمعية منتدى النشر ومجمعها الثقافي التي تأسست 1354 هج-1935 م ورواد مؤسسها الشيخ محمد رضا المظفر والسيد محمد تقي الحكيم والسيد موسى بحر العلوم وهؤلاء هم دعاة التجديد الذين سعوا بجهود مضنية لأختراق حواجز الفقه النجفي ، ويمكن القول بأن فضل التجديد يعود للجيلين : جيل المظفر وجيل السيد جمال الدين ، وقال عنه المفكر حسن العلوي : أن مصطفى جمال الدين فقيه أكاديمي وشاعر ومصلح تجديدي وظّف جهوده في تأسيس كلية الفقه في النجف وكلية أصول الدين في بغداد .
لقد وظّف ولاءه المطلق للعراق فقط وهو يقول :
وطيبُ نسيمك الساجي /عتابٌ تهدهدهُ على أملٍ وعودُ
أحبك بل أحبُ خشوع نفسي / ببابك حين أحلمُ بيعودُ
وأعشق فيك آهة كل قلبٍ /لهُ بين الثرى غزلٌ فقيدُ
تتميز أشعارهُ بنبضٍ من الحياة وأحزان الغربة وتورف بكل ما هو جميل ويقول في قصيدة  لهُ في الغربة وعذابات المنافي
جارت عليّ بحكمها الأيامُ / وأنا أليك تقودني الأحلامُ 
وأراك يا وطني الحبيب معاتبي /وأنا أعاتبُ دائماً وأُلامُ 
ذنبي فراقك يا عراق / فأنهُ أثمٌ تهونُ بجنبه الآثامُ 
وقال في أخرى : سلاما على العراق وأهلا /بالمنافي أن ضاع منا العراق
وفي قصيدة رائعة لهُ عن بغداد تفنن في وصفها ببراعة لغوية ربما تقارب مع البحتري الشاعر العباسي في الوصف والحنين لذا أطلق عليه النقاد في العراق ( مصطفى جمال الدين بحتري عصره) قد يكون البحتري أكثر الشعراء حظوة عند مصطفى جمال الدين  ظهرت بعض ( المقاربات ) في الخصائص الشعرية عند الأثنين حيث الوضوح الشعري والأبتعاد عن التعقيد المبتذل ،مع صفاء اللغة المستخدمة وشفافيتها والأبتعاد عن الفلسفة والمنطق ، الأهتمام بالأيقاع الشعري المصحوب بالموسيقى الهادئة وعدم المبالغة في توظيف المحسنات اللفظية والمعنوية ، هذا ما وجدته عند قراءتي لديوان الشاعرين ، ولنتمتع  ببعض من قصيدة شاعرنا جمال الدين عن بغداد عام 1965
 بغداد ما أشتبكت عليك الأعصرُ / ألا ذوت --- ووريق عمرك أخضرُ
مرت عليك الدنيا وصبحك مشمسٌ/ودجتْ عليكِ ووجه ليلك مقمرُ
أخفي هوا لك في الضلوع وأظهر/ وألامُ في كمدٍ عليك وأعذرُ
 كأن الشاعر قد أراد لقصيدته بغداد أن تكون في تناصيتين أثنتين لا واحدة : تناصية المفارقة وتناصية التغيير في الزمكنة .
ولنرى وصف العيد عند جمال الدين والبحتري حيث الحبكة الدرامية والأرهاصات التراجيدية والتركيبة الهيكلية في الأيقاع والموسيقى وآهات الذات الآدمية المستلبة حين يعبر كل منهما بالألم والحسرة عن ما  يشعر به الأطفال الفقراءوهم يجدون أنفسهم محرومون مما يتمتع به الأطفال عادة من أثواب جديدة ولعب :
العيدُ أقبل تسعد الأطفال ما حملت يداه/لعبٌ وأثوابٌ وأنغاماً تضجُ بها الشفاه 
وفتاك يبحثُ بين أسراب الطفولة عن نداه /فيعود في أهدابه دمعٌ وفي شفتيه آه 
ولهُ في الغزل قصائد في منتهى الروعة بل يزيدها رومانسية وشفافية وهو الشيء المعتاد لدى الشعراء، وأستغرب ألصاق بعضهم   عبارة (الغزل الأيماني )بشعره الغزلي ، للحقيقة للسيد ذائقتهُ بعيدة عن حذلقات الوعاظ أيماناً منهُ بالموقف والمبدأ فهو يمزج أوتار الشعور صوب اللاشعور فتكون الأبيات التي يحتاجها العاشقون وبلهفة شديدة لكي تكون بلسما  لجراحاتهم  يقول في قصيدة له :
هذه يا حبيبتي صورتي الأخرى / أطلّ الخريفُ منها حزينا
غاض نبع الصبا فجفت مروجاً /وأنطفأ سحرهُ فشابت غصونا
ويقول في أخرى : أنت الذي قلت جنان الهوى /ريحانهن القبل العارمة
وقلتُ ما الحبُ سوى دوحة /أغصانها السواعد الناعمة
أوراقها تلك الشعور / تفيأتها الأنفس الهائمة
وهذه النهود أثمارها / والزهر تلك الأوجه الباسمة
والحبُ يا سيدتي نقمة / زائلة ونعمة دائمة
وقال في أخرى : سيدتي ما ذا أرى /عريش كرمٍ أم مقلْ
أم زورقان سابحان /في غديرٍ من عسلْ
أم جمرتان تسرجان / الليل والبدرُ أملْ
وزع الشاعر عواطفه وآهاته في حب الحبيبة وحب الوطن وحب الأمة ، كما في قصيدته الرائعة " الشمس الجريحة "
  ذكرتك والأفق الخضيب تهالكت / على صدره الشمس الجريحة ترجف
تُعفرُ خداً في الثرى من تذللٍ /وتمسح خدا بالدم الحر ينزف 
يصول عليها هاجم الليل أصفراً /ويرجع عنها وهونشوانٌ أسوفُ 
كأن خفوق السحب فوق جبينه /ملونة---أعلام نضرٍ ترفرفُ
ذكرتك والشمس الجريحة أسلمت / على الأفق روحاً للضحى تتلهفُ
أخرا وليس آخراً  ----- أن الجواهري ترك العمامة وترك الفقه وأتخذ الشعر ، أما مصطفى جمال الدين فقد جمع الأثنين ، فهو قد أوجد نوعا من التفاهم والمصالحة الودية  بين العمامة وبين الشعر، وفي يوم الأربعاء المصادف 23- 10- 1996 فارق السيد الحياة تاركا أرثا ثرا وثريا من الشعر والفقه والأدب حفرت بصماتها في سفر أرشيف الذاكرة العراقية والعربية فله الخلود الأبدي والعرفان للسيد الجليل الدكتور الأكاديمي "مصطفى جمال الدين "
----------------------------------------
كاتب وباحث عراقي مغترب
في الخامس عشر من آذار2019




41
.مجالس المحافظات عقبة في طريق التنمية
عبدالجبارنوري
أن ما ورد في لوائح حقوق الأنسان أن " مصدر السلطة هو الشعب " الملاحظ بأستغراب أن جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لم تتجاهل أي مظاهرة حين كان الشارع العراقي ملك الحراك الشعبي في حقبة العهد الملكي في تغيير الحكومات ، عكس حكومات ما بعد 2003 أنها تتجاهل صوت الشعب في مطالبه المشروعة ، وهم والحال كما قال أحمد شوقي ( ورُب مستمعٍ والقلبُ في صممِ)، المتظاهرون في بدأ حراكهم الشعبي منذ 2011 بشعارات وطنية وبمطالب عدة ، منها ألغاء مجالس المحافظات ، هي مطالب جاءت نتيجة فشل هذه المجالس تحقيق الأهداف المرجوة منها بموجب قانون رقم 21 / 2008 وأصل هذا القانون يرجع ألى القانون رقم 71 /لسنة 2004 الصادر من سلطة الأئتلاف المؤقتة ومرورا بالدستور لسنة 2005 ظهر قانون مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم المشار أليه أعلاه ، وعلى ما أرى في الخارطة السياسية أن هناك توجهاً لجعل مجالس المحافظات " أبدية " في أشارة إلى تأجيل الأنتخابات المحلية لتجديد تلك المجالس .
وبسبب المركزية المفرطة لحكومات ما قبل 2003 وما نتج عن هذه المركزية من أشكالات متعددة دفعت القوى السياسية بأغلب أنتماءاتها أن تأخذ بمبدأ اللامركزية بيد آن القوى السياسية لم تجيد اللعبة حيث العشوائية والتخبط النفعي أتجهت إلى الفيدرالية والتي رحب بها الأكراد وحسب واقع الحال أصبحت كردستان " أصغر من دولة وأكبر من أقليم "
عند تقببم تجربة مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم أجزم فشلها الذريع في تقديم الخدمات الأساسية والتنمية الشاملة للمجتمع المحلي الذي أنتخبها ضمن تطبيقها للنظام اللأمركزي في السياسة والأدارة ، والسبب لهذا النكوص ربما  يرجع ألى حداثة التجربة الأدارية في البلاد التي لم تكن موجودة بهذا الشكل الديمقراطي الجديد ، وأيضاً لكثرة الأزمات السياسية والأمنية التي يمر بها العراق منذ 2003 ولمرور 15 عاما ، وحسب متابعتي لأبجديات سير الأحداث السياسية أرى خيبة هذه المجالس لذا أطرح على المستوى الشخصي  : أفضل ألغاء مجالس المحافظات والأكتفاء بمنح الصلاحيات للمحافظ ونوابهُ على أن يكونوا تحت أشراف مجلس النواب الأتحادي ومراقبته ولآن في مجلس النواب أتجاه عام بألغاء عمل المجالس المحلية والأكتفاء بحكومة تنفيذية مع رقابة البرلمان الأتحادي عليها ، لذا أصبحت موجة الألغاء في الشارع وعلى مستوى الأعلام العراقي لعوامل النكوص التالية :
-هذه المجالس تابعة أصىلا وفصلا لذات الأحزاب الحاكمة في الحكومة الأتحادية ، وتلك المجالس عكست أمراضها في التبعية لأجندات خارجية متعكزة على المذهبية الضيقة والمحاصصة اللئيمة والشوفينية المقيتة وحتى المناطقية المتطرفة والتي أنحدرت لقاع الطائفية الدينية والحزبية الضيقة والعشائرية الجاهلة ، وقد ساهمت تلك المجالس بتأخير المحافظات عقوداً من الزمن نتيجة كسل وخيبة أعضائها ، مع عدم قدرتها على أنجاز التنمية المنتظرة في شتى المجالات لتعارض صلاحياتها مع السلطات الأتحادية ، ومن أحدى مظاهر الخيبة لهذه المجالس المتردية والنطيحة ما شاهدناه في مجلس محافظة بغداد من أحتدام وصراع على المنصب بين الفرقاء من البيت الشيعي ، وضع مأساوي وكأن بغداد تنتظر صراع الأخوة الأعداء في معركة لا تنفصل عن كونها معركة شخصية غير سياسية أوسع نطاقا وأبعد مدى لاعبها الرئيسي معسكر الأحزاب والميليشيات الموالية لأجندات أقليمية .
- أن وجودها القانوني قد أنتهى في ديسمبر( كانون الأول ) الحالي في تحديد مفوضية الأنتخابات ورئاسة الوزراء موعد الأنتخابات في 22 ديسمبر الماضي وهذا يعني وجودها غير قانوني .
- أن هذه المجالس باتت موطيء قدم للفساد والصفقات السياسية المشبوهة ، أن معظم المشاريع في المحافظات وزعت كغنائم بين تلك المجالس وبين الحكومات التنفيذية المحلية التي تمثل المراقبة والتشريع ، وبالتأكيد أن العيوب والمساويء التي تعاني منها الحكومة المركزية تجدها جلية وبقوة في مجالس المحافظات لا بل نسبة الفساد في الحكومات المحلية أعلى منه في الحكومة المركزية .
- رواتب ومخصصات 447 عضو في مجالس المحافظات والتي تصل إلى الملياري دينارفي ظل الوضع الأقتصادي المتأزم والعجز في الميزانية وتراكمات الديون الخارجية بوضع لا يحسد عليه البلد نجد أن أعضاء المجالس والبالغين 447 عضو يستلمون شهرياً ثلاثة ملايين لكل عضو حيث أن المجموع الكلي يصل إلى مليار ونصف شهريا ، وخُصص لهم نصف مليون للضيافة ( شاي وماء ) ، ونصف مليون آخر لوقود السيارتين المخصصة لكل عضو ، فضلا عن وضع 20 جندي للحماية رواتبهم تصل إلى 20 مليون دينار شهريا ، وأن رواتب المتقاعدين منهم ولثلاث دورات يستلمون مليونين و800 ألف دينار شهريا ، علما أنها لا زالت مستمرة ، ان المجموع الكلي يصل إلي ملياري دينار ، وهذه الأرقام الخيالية ما هي ألا تحذير للحكومة المركزية من مغبة تعرض العراق إلى أفلاس وشيك وسط دعوات لأستثمار قطاعي الزراعة والصناعة ومشاريع أنمائية التي قد تعالج العجز الكبير في ميزانية المدفوعات ( سكاي بريس / تقرير)، وبتأريخ 21 -12 -2018 ورد تقريرلمركز الدراسات الدولية والأستراتيجية الأمريكية عن العراق : العراق مفلس تقريبا ، يواجه أزمات أقتصادية خانقة ولديه حكومة من أكثر الحكومات فسادا في العالم ، ويخطيء من يعتقد أن بالأمكان أنقاذ العراق مما يعانيه بمشاريع فجة ساذجة شخصية نفعية --- وهنا يقصد بالأشارة إلى أصحاب المشاريع الساذجة والمتهافتة الأصلاحية وتوفيقية مثل مشروع الشيخ جمال الضاري ( مشروعه الوطني ) والدكتور أياد علاوي ( المصالحة الوطنية ) والسيد عمار الحكيم ( التسوية السياسية) وخميس الخنجر( المشروع العربي ) والصدر ( سائرون ) والدكتور حيدر العبادي  (الأصلاح ) وهادي العامري ( البناء ) ، وبالتالي  هي معركة حول منصب المحافظ ي واقع الحال يفرض علينا أن نؤمن بأن ليس لدينا دولة عميقة وحتى شبه دولة بل طلاب سلطة حولوا العراق لجسدٍ مصاب بالشيخوخة والتكلس الحزبي ، وكما قال المهاتما غاندي : ( كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن ) .
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
في الاول من آذار 2019
-


42
النفط العراقي/كوابيس لعنة في ذاكرةأجيال
عبدالجبارنوري
توطئة/سُحقاً يا نفط----يا لعنة التأريخ /يا نظرة حسد بعيون مكحولة/من يوم الطلعت بكاعنه لليوم --- جنابك مشتعل والناس مشعوله( الشاعر عطا السعيدي 2006 )
حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين ، فهناك سببان :
فأما النظام لص كبير
أو الشعب غبي أكبر / لي كوان يو
الموضوع/ تمرُ تسعة عقود اليوم لأستخراج النفط في العراق والذي كان القدر الموعود في ذاكرة التأريخ العراقي عام  1938سنة أكتشاف النفط في أراضي كركوك وبتوالي السنين الأكتشافات تتوالى في نينوى وجنوب العراق وبأحتياطي قدره التخميني حوالي 360 مليار برميل وللواقع المريرحيث يبلغ النفط  اليوم شيخوخته سعراً وربما أفول ترجي منافع أقتصادية وثقافية منهُ ، بينما يظل النفط معزولاً في آبارهِ عن مجتمعات قطعت تجارب غنية وواضحة في بنيتها التحتية والفوقية وبتحدي ماراثوني فائق السرعة متحديةً الزمن كالتجربة النرويجية التي أسست صناديق سيادية للأستثمارفي تحقيق عوائد مالية ضخمة ، أو النظر ألى تجربة سنغافورا على الرغم من أنّها لا تمتلك النفط في أستثمارالموارد الطبيعية والأعتماد عليها بالتصدير والنظر ألى أسبانيا التي طورت مزارع الخيار بالأستثمار وتحصل على 2 ملياردولار سنويا من تصدير الخيار فقط ، ألا يعادل بئراً نفطياً منتجاً ؟ ، وبثت تلك البلدان الروح في الأقتصاد الصناعي والزراعي والثقافي والذي يعتبر العامل الديناميكي لتنمية وتطوير كافة القطاعات ، بينما في عراقنا الحبيب تحوّل النفط إلى فجواتٍ غير مجسّرةٍ في ذاكرة الأجيال الحاضرة والمستقبلية بل لعنة وكوابيس أحلام ، وللحسرة يكاد النفط العراقي أن يعلن تقاعدهُ وسط تأرجح أسعاره وأكتشاف بدائل للطاقة كل يوم ، بيد أن العراق يراوح على الأقتصاد الريعي منذ تأسيس الدولة العراقية ، ونضوب البترول يلوحُ في الأفق العراقي سنة 2040 ،وخبر عاجل اليوم " أن عام 2030 ستوقف السويد بيع السيارات التي تعتمد البنزين والديزل وهي أشارة للجمهورية السادسة العراقية أن تتدارك أمورها بعلاج أحادية الأقتصاد ، وتبرز على سطح الواقع المرير والمحزن الحقيقة التالية ( ظهور قطاع عام كبير متضخّم وقطاع صغير وطفيلي ، وتتحوّل الحكومة من حكومة يعتمد عليها المجتمع إلى حكومة تعتمد على المجتمع ) ، وأصبحت الكتابة عن النفط اليوم مثل العملة المزيفة لكون الورقة الرابحة بـآيدي حيتان الكارتلات الغربية والأمريكية والتي أحتكرت الخبرة والسوق معاً .
النفط والصراع السياسي في العراق
-أن تقسيم موروثات غنائم الدولة العثمانية المريضة والخاسرة للحرب العالمية الأولى بما في ذلك حقوق أمتياز ( شركة النفط التركية) كان النفط محوراً أساسياً في رسم خارطة الشرق الأوسط ،  وتوزيع سلطة الأنتداب بين فرنسا وبريطانيا بنموذج متفق عليه بين الدولتين ، بحيث أصبحت ولاية الموصل تحت سيطرة الأنتداب البريطاني ، وتسلمت فرنسا السلطة على سوريا في أواخر عام 1918 وذلك بعد تأكد بريطاني تواجد النفط في مناطق متعددة من ولاية الموصل من ضمنها كركوك ، وأشتغلت الشيطنة البريطانية في تأجيج فوبيا المطالبة التركية بولاية الموصل محورأ في تخويف الحكومة التأسيسية في العراق 1921 ، وكان ذلك عقب تنصيب الملك فيصل الأول ملكا على العراق .
وكانت من تداعيات لعنة النفط في العراق : أن توظف بريطانيا شرطاً مجحفاً وظالماً ومحرجاً في نفس الوقت أن توافق على منح حقوق الأمتياز لمجموعة ( شركات النفط الغربية البريطانية ، الفرنسية ، الهولندية ، والأمريكية ) مقابل دعمها للعراق بأحقيتهِ في الأحتفاظ بولاية الموصل ، وتمّ التوقيع على هذا الأتفاق الأولي بأتفاقية ( 1925 ) والذي أطلق عليه لاحقاً ( اتفاقية شركة نفط العراق)  ووزعت الحصص على أساس 75 /23 %لكل من تلك الشركات الأربعة والباقي 5% تعطى للسيد ( كولبنكيان) ، أضافة إلى ذلك الشرط التعسفي والأبتزازي على العراق تنازله عن حصته البالغة 20% الممنوحة لهُ بموجب معاهدة ( سان ريمو ) زائداً التأطير السياسي لنتائج الحرب العالمية الأولى وتقسيم المنطقة العربية بما فيها الجزيرة العربية وأصبحت الكمائن النفطية ومصادر الطاقة وتقسيمها إلى دويلات بحدود مصطنعة .
وتحطُ بنا بوصلة ذاكرة العراق النفطية بمؤشرها المضطرب لمحطة خواطر تراجيدية في بلاد ما بين القهرين إلى ثورة 14 تموز 1958 التحررية التي أعلنت سنة 1961 حركة نضالية ثورية في السيطرة الوطنية على الثروات الوطنية المستلبة من قبل الغرب وشركاتها الرأسمالية الجشعة في فرض القانون الوطني رقم 80 وهي أولى ثمار ثورة 14 تموز 1958 الذي سيطر فيه العراق على ما يقارب 5-99% من أراضيه رسمياً ، ولكن لم تجد الأوضاع السياسية أستقراراً وتوجه الحكومة نحو الأقتصاد الريعي مما أدت إلى بروز تغيرات ديموغرافية في المجتمع العراقي كالهجرة من الريف إلى المدن  والنزاعات المسلحة وأهمال القطاع الزراعي ونفوذ الكولونيالية البريطانية على الخط بأثارة النعرات الثأرية للأقطاع وملاك الأرض أنتقاماً من حكومة الشهيد الراحل عبدالكريم قاسم ، فحدث ما حدث في :
أنقلاب عسكري بقيادة حزب البعث الذي زج الشعب العراقي بأتون حروبٍ عبثية مع الأكراد والحرب العراقية الأيرانية وغزو أحتلال الكويت والذي دفع الشعب العراقي فاتورة ثقيلة لتلك الحقبة الظلامية ، وكان عامل البحث عن مصادر الطاقة من قبل الأمبريالية الأمريكية أحتلت العراق في 2003 وأسقطت النظام ، والسيطرة على آبار النفط العراقي وسحبه من سيطرة القطاع العام ولعودة الشركات الأجنبية وهذه المرّة بشراسة وأندفاعٍ أقوى ، وتكفي شهادة قول المخطط للغزو الأمريكي ( بول ووليفيتز ) :"أن العراق يطفو على بحيرة من النفط " وكان للص بريمردوراً محورياً في تبديد ونهب ثروات النفط والذي حكم بين أيار 2003 وحزيران 2004 ألف كتاباً موسماً ب(عام قضيتهُ في العراق والنضال نحو غدٍ أفضل ) بذر خلاله الطائفية المقيتة والمحاصصة الكارثية ونشر ثقافة الفوضى وساعد على أيجاد رجال حكم لا رجال دولة ، وعدم أحترام مواثيق الأمم المتحدة والمحافظة على كيانات الدولة المحتلة وثرواتها ، وكان من أفدح قراراته التعسفية القرار 39 الذي يسمح لخصخصة 200 شركة حكومية بتمويل أجنبي ومعفاة من الضرائب والقيود 100% وجعل التراخيص النفطية تخضع لمدة 40 سنة قادمة ، والقرار 17 منح المقاولين الأجانب أدارة شركات الأمن الخاصة التي أوغلت في الوجع العراقي وأستمرت سرقات النفط وبأساليب مختلفة من الشركات الحالية وعواصم الدول الغربية والبعض من الموجودين داخل العملية السياسية وجمهورياتها الستة المتلاحقة وتلك السرقات أصبحت أقرب إلى الخيال وتهريبه والتي ساهمت فيها أحزاب وميليشيات ورؤساء عشائر هم متهمون بضياع ثروات النفط الهائلة منذ 15 عاماً حيث صفروا الخزينة وألحاق العجز بالميزانية العراقية والأتجاه نحو الأستدانة لتحميل الأجيال المستقبلية الرثاثة والفقر والمرض والبطالة والأمية ، فهي الأستبداد والقهر الأجتماعي وكلها من  تداعيات أكرامية الطبيعة للنفط في العراق وحتى على عموم العالم العربي
أخيرا وليس آخراً/لم يخفى على أحد من أن هدف بوش في أحتلال العراق كان من أجل نقطتين أستراتيجيتين مهمتين  : الأولى هو حماية أمن أسرائيل ، والثاني: هو السيطرة على منابع النفط حتى لا تقع في أيدي المتطرفين الأسلاميين ، وهنا يمكن أن نقول : بأن النفط جاء نقمة ولعنة على العراق سياسياً وأجتماعياً وأقتصادياً وهو الذي فرض تأجيج الصراعات القائمة المرتكزة على أقذر مستلبات نخرت المجتمع العراقي التي هي الأثنية والطائفية والمناطقية التي أوصلتهُ لحافات الحرب الأهلية في 2006 و2014 ، والتي كانت من تداعياتها الكارثية حرب الأستزاف البشري والمادي للحرب الشرسة مع تنظيم داعش ، والذي يؤلمني كمواطن عراقي هو الآتي : قانون النفط والغاز الذي سوف يشرعن بقانون قادم لا محالة حيث يسمح لشركات النفط الأمريكية والبريطانية الحق في السيطرة على نسبٍ كبيرة من عائدات النفط العراقي فيما يبقى الفتات الضئيلة من هذا العائد للعراق المنهوب ، لأن شعار حكومات ما بعد الأحتلال ( الولاء قبل الأداء ) حين نعكس هذه المعادلة الأداء أولا ثم يكون الولاء للوطن والأمة .
الهوامش / عام قضيته في العراق- بول بريمر-المترجم عمر الأيوبي - بيروت/وحدة الدراسات الأقتصادية –شذى خليل / تقاريرأمريكية – الغارديان البريطانية – ترجمة الكاتب/ صراع المصالح النفطية- عصام سخينسي- عمان
كاتب وباحث عراقي /ستوكهولم
في 26 /1/2019
-


43
ماوسي تونغ---- وجدلية " الثورة الثقافية"
عبدالجبارنوري
 ماو سي تونغ 1893 – 1976 زعيم الثورة الصينية ومؤسس جمهورية الصين الشعبية وأصبح أحد زعماءالحزب الشيوعي الصيني وأحد أقطاب الفكرالسياسي اليساري في العالم ، بممارسة مختلفة بعض الشيء عن الماركسية اللينينية آخذاً بنظر الأعتبار الواقع الصيني الذي يتميّز بسعة الطبقة الفلاحية وسيادة الأقطاع والأعتماد المصيري الغذائي على السلة الزراعية ، كان ماو متمرداً على تقاليد المجتمع البالية والتي تستند بمجملها على الغيبيات ، عام 1927 قاد ماو مجموعة صغيرة من الفلاحين المعدمين في أقليم ( هونان )الجبلي - مسقط رأسه - مع كوادر أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وطلاب جامعات والعمال الصينيين والذي سموا وقتها بالحرس الأحمر ، كوّن منهم نواة الجيش الأحمر الذي هزم القوميين الأثنيين الصينيين بعد 22 عام إلى جزيرة تايوان ، وفي 1966 أطلق على ما عُرفتْ (بالثورة الثقافية) التي أستهدفت أعداء الحزب والدولة ، وبحلول صيف 1967 كانت أجزاء واسعة من الصين تتجه بسرعة إلى حرب أهلية شاملة بسبب قوّة أعداء الثورة من رجال الأقطاع وكبارالرأسماليين البورجوازيين وطفيليين يساريين متطرفين لهم مواقع مؤثرة في الحزب ، كادت الأمور تفلت من يد (ماو) لولا حنكته السياسية والثورية بحيث تطورت الأحداث حتى وصلت إلى عصيان قيادة بعض الوحدات العسكرية عام 1966 ، فأصبحت مهمة ( ماو ) مزدوجة بين أعادة النظام والخلاص من الأعداء ، ووضع قاطرة الثورة الصينية على سكة الأصلاح والتغيير الثوري الجذري الرافض للتوفيقية والمساومة مع الأعداء فأطلق مشروع ( الثورة الثقافية ) التي كانت وصفة صينية للحفاظ على سلامة الحزب والدولة معاً ، وبشعار ماو العظيم ( أمنح شعبك ثورة قبل أن يثور عليك )علما أن الثورة الثقافية سيفٌ ذو حدين بما أحدثت من تداعيات سوف أذكرها لاحقا .
ففي آب 1966 الذي عرفه التأريخ الصيني ب( أغسطس الدموي ) حيث غطت سحابة العنف الجماعي في جغرافية الصين الواسعة عندها أطلق ماو نداءاً مفتوحاً لتسليح شباب الأمة الصينية لأستئصال ( الرأسمالية السرية وأعداء الطبقة الكادحة ) والعثور على ممثلي البورجوازية الذين تسللواإلى الحزب والحكومة والجيش وباقي المؤسسات الحاكمة في غفلة من الزمن ، بالفعل أجتاحت حالة من الجنون الثوري للشباب في المدارس الثانوية والجامعات تقودها مجموعات شبابية مراهقة متحمسة تحت راية ( الحرس الأحمر ) أرتكبت فيها حوادث مؤسفة  في القتل العشوائي وأعتقالات على الشبهة وحرق المكتبات وفوضى عارمة أصبحت لاحقاً مادة أعلامية مضادة لدى أدبيات الأمبرياليين وأعداء الشيوعية وأتهام ماو (بأستالينية ) الوضع الصيني ،وهذه السوداوية والظلامية المجتمعية بدت على الواجهة السياسية لتبني ماو للثورة الثقافية .
بيد أن الحزب الشيوعي الصيني لم يتبرأ من "ماو" بعد مرور أكثر من خمسين عاماً على تلك الأنتكاسة لا تزال صورة ماو تزين العملات النقدية الصينية ، وضريحهُ عنصر جذب لزيارته يومياً في العاصمة بكين ، وبجدارة شخصيتهِ الفذّة كُتب أسمه في ذاكرة التأريخ الصيني "بربان الصين العظيم" ، ولأن ماو عزز ثقافة المواطنة لدى الصينيين وجعلهُ إمراً مقدساً على أي أنتماء عرضي آخر ، وهي أحدى أنجازاتهِ الكبرى لكونهِ حوّل الصينيين من تقديس القبيلة والآباء والأجداد إلى الأنتماء للوطن ، وتسجل لهُ قيام جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر 1949 ، تاركاً تراثاً سياسياً وفكرياً ثراً وثرياُ ، لقد أختلف العديد من الدارسين في مواجهة نقده ، حيث كُتبت حوله مؤلفات كثيرة ، وقد قيّمهُ الكثير معتبرينهُ من القادة الشيوعيين العظام الذين كانت لهم أضافاتهم وأبداعاتهم في مجال ( النظرية والممارسة ) الثوريتين ، وكان آراء بعض من منتقديه حول تداعيات العنف الثوري للثورة الثقافية ومفهوم شبه مستعمر وشبه أقطاعي ، ولم يأتِ المركز المحوري لماو في التأريخ الصيني من فراغ وأنما من أفكار ورؤى وطموحات كبيرة لهذا القائد الفذ
- ماهية الثورة الثقافية (وتداعياتها ) المرعبة على المجتمع الصيني : هي تلك الفترة التي دشن فيها  الزعيم الصيني" ماو " ثورة البروليتاريا الثقافية الكبرى ، أي مزج صيني (ماوي) بين الماركسية اللينينية والأستالينية ضد التحريفيين حسب نظر " ماو " وهي التي أنتجت الحرب الشعبية في أزهاق أرواح وسفك دماء وفوضى عارمة أوصلت الشعب الصيني في 1968 إلى حربٍ أهلية
-كانت من مبررات ماو في أستعمال الثورة الثقافية لمرور تأريخ الصين والحزب والدولة بمنعطف خطير وحاد بحيث كادت الأمور أن تفلت لولا أستعانة ماو بالجيش لقمع أنتفاضة الأعداء المضادة  والتي كانت أستراتيجية الأعداء : صراعاً عنيفاً دموياً على السلطة داخل الطبقة الحاكمة ولكن الذي حدث أن ماو لم يكتفي بأستعمال الجيش بل أتجه إلى أشعال الشارع الصيني حسب أعتقادي هي نقطة النظام والخطأ الفادح الغير مبررلدى ماو في أشعال الشارع والتي أدت ألى هياج العنف الثوري في قمع الأعداء بغلو وتطرف دموي ، وبالنتيجة النهائية أزال ماو أعداءهُ من السلطة معتمدا على منظمة الحرس الأحمر ونشر أفكاره في الشارع وعلى عموم المحافظات لكي لا تتكرر مأساة البيروقراطية السلطوية وتيارات الأنحراف داخل الحزب .
- مرض عبادة الشخصية :لقد جاء هذا الوباء الشخصي متزامناً مع شخصنة " ماو " بحيث أصبح يوصف عند عموم الشعب الصيني بأنهُ ( الشمس الحمراء في قلوبنا ) وأصبح كتابهُ ( الكتاب الأحمر الصغير ) ذو قدسية رهيبة بحيث يخسر حياتهُ من لا يؤمن بتعاليمهِ ، والأستخفاف به تعتبر تهمة جاهزة بعدم الولاء للحزب  والدولة ، وكان ينتظرمن كل أسرة صينية أن تبدأ يومها بالأنحناء أمام صورة ماو ، فتوقف النظام التعليمي تماماً لأتجاه الملايين من الطلبة ألى بكين على أمل أن يلمحوا " ماو " ---والذي وصفهُ المراقبون ب( الهلوسة الجماعية ) .
- ومن أخطر تداعيات الثورة الثقافية هو ظهور الطبقة العاملة الصينية كقوّة مستقلة في السياسة الصينية بحيث أسست منظمات بيروقراطية ضمن الحرس الأحمر من عمال المصانع بدأ هؤولاء بأضرابات ومظاهرات من أجل مطالبهم .
- ومن التداعيات المرعبة التي أثرت على الحزب والدولة في الفراغ الذي تركهُ موت ماوسي تونغ نتج عنهُ صراع فكري وسياسي ومطلبي بين أولئك الذين لديهم وجهات نظر مختلفة ومعتقدات متغيرة بخصوص نتائج التغيير ، وقررت القيادة الأستمرار بسياسة الثورة الثقافية حيث كانوا يعتبرونها بمثا بتة الطريق الوحيد لتعزيز وتعضيد قواهم وقوى وحدة الحزب الشيوعي الصيني .
- وأخيراً تمحورت أفكار ماو في الثورة الثقافية إلى خطة عمل ممنهجة لاحقا سميت ب( الماوية ) التي كانت لها آثار سلبية على وحدة اليسار العالمي و بعض أحزابها الشيوعية بالتشظي والعزلة ، وتلك من أخطر تداعياتها الفكرية.
المصادر والهوامش/ كتاب – مصر والصين –أحمد السيد النجار –القاهرة/ تقييم آفاق الثورة الصينية-تروتسكي 1975 بيروت ص23/ ماو- المختارات –المجلد1 بكين ص455
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في / 11-1- 2019ستوكهولم



44

 
الأنسحاب الأمريكي من سوريا /قراءة في صراعات الواقع وأستراتيجيات المستقبل
عبدالجبارنوري
أن أنسحاب ترامب من سوريا ليس مفاجئاً كما يبدو للبعض ، أنهُ مشروع تكتيكي وأستراتيجي في آنٍ واحد ، وأنهُ محسوبٌ لهُ ألف مرّة من حزبه ومستشاريه ونوابه في الكونكرس ، ترامب يختلف عن أسلافهِ من رؤساء أمريكا في نظرته لمعادلة الخسارة والربح فأنهُ يطاب الربح فقط ويتجنب الخسارة ربما تعلمها من مهنتهِ تجارة العقارات ، أن القوات الأمريكية خارج جغرافيتها تقدر بأكثر من 35 ألف جندي من المارينز متوزعين على أفغانستان والعراق والنيجر والصومال والفلبين واليمن وليبيا .
أن أنسحاب أمريكا من شمال شرق سوريا تعتبر بمثابتة أسقاط وهزيمة كل المشاريع والتحالفات المريبة التي أستهدفت تقسيم سوريا والعراق ، ولابد من الأعتراف بالحقيقة من تلك المؤشرات والمعطيات البارزة في الأنتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وكسب الأرض بنسبة 88% من الأرض السورية وسحب البساط من تحت أشرس عدو مؤدلج بأفكار متطرفة وممونة من المال السعودي والقطري والأماراتي المليارية وب31 منظمة أرهابية مرتبطة بأجندات خليجية وتركية وأمريكية ، وليسمعوا أن سوريا قد حسمت( نصرها) وما يخفيه البنتاكون ما هو ألا تخدير للشعب الأمريكي الذي ذاق مرارة المستنقع الفيتنامي وخليج الخنازير في كوبا ، وها هي الحرب في سوريا تصل لسبعة سنوات ونيّف وتحالفات ومؤامرات أمريكا تفتت على صخرة دمشق الأبية .
والأنسحاب الأمريكي حدث خطير لأن مهمة القضاء على داعش لم تنتهي بعد وأن أكثر من 2130 جندي أمريكي سينسحب من قاعدة التنف ومنطقة 55 من سوريا إلى العراق ، ومن أخطر تداعيات الأنسحاب هو أستفادة تركيا وأيران وروسيا ، والخاسرة هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأوربا عموماً والحركة الكردية التي خسرت حلمها عبر قرن من الزمن الغير منصف لأبسط حق من حقوقها القومية في تقرير المصيرفي وطن يجمع شتات ملايين الأكراد أستوطنوا وطناً قسرياً فرضتهُ الخرائط الجائرة والتوازنات الدولية الغارقة بالأنا والمسؤولية التأريخية تقع على عاتق أمريكا التي أوغلت بالخيانة مع الكرد عبر التأريخ ، و الخاسرة الأخرى قوات سوريا الديمقراطية المسماة (قسد ) أختصاراً، ومن الناحية السياسية لأستراتيجيات الحاضر و المستقبل سوف تفقد أمريكا مصداقيتها في محاربة داعش أن لم تكن قد فقدتها اليوم ، وسوف يكون قرار الأنسحاب من سوريا حافزاً مساعدا للمطالب البرلمانية العراقية في جلاء القوات الأمريكية من أراضي الوطن ، ومن التداعيات الأنسحاب أن أيران وروسيا سوف تتحكمان في المقدرات السورية .
وأرى جملة أسباب لهذا الأنسحاب الأمريكي من سوريا :
-ربما أن واشنطن تعد حرباً ضد أيران ، وأعتقد أنهُ العامل الرئيسي في محور الأنسحاب المفاجيء، بل هو يشكل الأستراتيجية المستقبلية  الأولى ، وجلاء جميع الموظفين في الخارجية السورية ، ودخول حاملة الطائرات العملاقة مياه بحر العرب وأعداد 1000 طائرة حربية مقاتلة ، وزيارة ترامب المفاجئة للعراق مساء الأربعاء 26 ديسمبر 2018 لقاعدة عين الأسد في الأنبار لتفقد جنود القاعدة ، بدون اللقاء بأي مسؤول عراقي ، والتنسيبق الأسرائيلي بقصف جوي لقواعد عسكرية سورية صباح هذا اليوم جلها معطيات بارزة للتلويح بالحرب ضد أيران ..
- فشل مؤتمرات أستانة الثلاثة في المصالحة وكتابة دستور جديد لسوريا ، وواقع التطبيع الأسرائيلي ،والتنسيق بين الشركاء ، أضافة إلى الأحداث والمعطيات  الدراماتيكية الطافحة اليوم على السطح السياسي العربي والأقليمي .
- أسقاط شرط الأطاحة بالرئيس الأسد وهو على رأس  متطلبات دول الخليج وبريطانيا وفرنسا ، وتحوّلات أيجابية عربية أخيرة للجانب السوري بارسال دعوة من الجامعة العربية لحضور سوريا الأسد مؤتمر القمة المزمع أنعقادهُ في تونس في آذار القادم ، وخبر عاجل اليوم بأعادة العلاقات الدبلوماسية بين الأمارات وسوريا بفتح السفارة الأماراتية في دمشق ، وكل هذه المعطيات في الأنفتاح على سوريا ترجع إلى الأنتصارات الميدانية والسياسية السورية على حصون الأرهاب ، وتحرير مناطق شاسعة من الوطن السوري تقارب ال90% منها  ، وحنكة وصبر القيادة وتضحيات الشعب السوري  ، وآخر المستجدات العسكرية للجيش السوري مساء هذا اليوم الجمعة 28-12 دخولهُ مدينة ( منبج )السورية في ريف حلب الشمال الشرقي ورفع العلم الوطني عليها ، على أثر دعوات فصائل ( وحدات حماية الشعب الكردي ) طالبة من سوريا حمايتها من التهديدات التركية .
- بأعتقادي أن ترامب يريد خلق أزمة كبيرة في المنطقة كالتي حصلت في العراق سنة 1991 وسوف تعرض القضية السورية على الأمم المتحدة وتحصل على التدويل وتلك كارثة الكوارث في أقلّها أن تقع سوريا في شباك عنكبوتية البند السابع البغيض ، المهم أن تحصل أمريكا على الشرعية الدولية .
وأخيراً:  سوف تحصل كمعطيات بمقاسات المستحيل أن تترك أمريكا منطقة الطاقة في الشرق العربي ، ومن المستحيل أن يترك أردوغان سيطرته على الشمال السوري لكونه يحمل أحلام سلطانية عتيقة في ضم المنطقة مع الموصل لتركيا ، ومن المستحيل حصول أتفاق بين سورية بشار وأردوغان تركيا لوجود خلافات تاريخية تركية سورية منذ الحرب العالمية الأولى ، ومن المستحيل أن تكون تركيا حليفاً أستراتيجيا لأيران ، فالصراع في سوريـا معقد وملتوي ومسلفن بأطماع ، وخلال متاهات فئوية وأقليمية ودولية ، منها أعتراف صريح لترامب : لن نكون شرطي الشرق الأوسط بدون مقابل ، ومع هذا وذاك الأنسحاب الأمريكي سيعزز وجود القوات الروسية والأيرانية ومقاتلي حزب الله ، وحسب ماأجمع عليه  المؤرخو ن : أن القرن الأمريكي الذي ورث قرن الأمبراطورية البريطانية قد دخل مرحلة الأفول في عهد ترامب لأن القاعدة أزدادت كماً حيث وصلت لأربعة أعدادها السابقة ، ونجاح المشروع الأقتصادي الصيني المسمى ( الحزام والطريق ) الذي يربط مناطق الوسط الآسيوي والأفريقي بالدول الأوربية وهو تجاوز المناطق ذات التأثير الأمريكي والذي شارك في هذا المشروع 65 دولة في العالم أي 60 % من سكان العالم أضافة إلى أنجاز مشروع السكك الحديد الصيني العملاق الذي سوف يسهل تمرير الأقتصاد الصناعي والزراعي وهو يكون بمثابتة مشروع أقتصادي لخدمة  ونقل البضائع الصناعية والزراعية والأستغناء عن التأثير الأمريكي .
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في/29سبتمبر2018


-



   

45
 
ليون تروتسكي ---- سيرة مناضل أشتراكي ثوري
عبدالجبارنوري
المحور:أبحاث يسارية وأشتراكية
توطئة/لا يمكن تبرير الوسيلة بغايتها، لأن الغاية بحد ذاتها تحتاج إلى تبرير / طالما لازلتُ أتنفس ، سأظلُ أناضل من أجل المستقبل / العبارة كتبها تروتسكي ذو الواحد والعشرين أثناء منفاه في سيبيريا --
منذُ قراءاتي الأولى للماركسية وحتى اللينينة ومروراً بستالين ترسخ في نظري : أن شخصية ليون تروتسكي هي الشخصية الأكثر وعياً وحيوية من اليساريين الثوريين ، لكون هذا الرجل أدرك أكثر من جميع الثوريين في عصرهِ الأهمية الأستثنائية للسوفيتيات وقد أنخرط بكل حماسة في أنشطتها ، وأن خلافهُ مع ستالين أعدهُ حركة تصحيحية وليست أنشقاقية وهذا ما توضح بعد مرور قرن على الثورة الروسية العظيمة الذي يمكن رد الأعتبار لتروتسكي من خلال الدكتاتورية القمعية لستالين ، لذا ينبغي على المتتبعين والمهتمين بقضايا الأشتراكية العلمية وجميع المنظرين الماركسيين من خلال تنظيراتهم الأتجاه في البحث نحو تروتسكي وأنجازاته وعطاءاته الثرة والثرية في مجال نظريته " الثورة الدائمة " والبروليتارية القائدة .
من هو ليون ترتسكي؟ Leon Trtsky   1879-1940 هو واحد من أهم الثوريين الرئيسيين في تأريخ روسيا الذين حاربوا إلى جانب لينين لتحرير الطبقة العاملة من ظلم النظام القيصري الأستبدادي ، وبعد تعينه كمفوض للحرب عمل على تصفية وهزيمة القوى المعارضة للمباديء البلشفية ، وعندما تسلم مسؤولية " الجيش الأحمر " أعد منهُ مدرسة قتالية مشحونة بالوطنية والأممية لذا حقق أنتصارات باهرة على جيش العدو الأبيض ، آديولوجيته تتلخص : الترويج للتنظيرات الماركسية لسوسيولوجية المجتمع الروسي ، معارضة شديدة للرأسمالية كوسيلة لأنجاح الثورة ، وتطبيق الأشتراكية العلمية سبيلا لتسلم السلطة ، كان ضد الستالينية ومن أشد معارضيه ، وكان تروتسكي حريصاً على السماح للدولة بالتحكم بالنقابات العمالية ( وكانت بذرة الخلاف بينهُ وبين لينين)
 ومن منجزاته الفكرية / ما زال ليون تروتسكي أحد كبار منظري الثورة البلشفية في روسيا ، وهو السياسي الذي ساعد على أشعال الثورة الروسية 1917  وتأسيس الحكومة السوفيتية في نقل كل السلطة إلى السوفييت ، بناء الجيش الأحمر بل يعتبر القائد المؤسس لهذا الجيش  ، عمل جادا في هزيمة المناشفة ، أنظم إلى البلاشفة قبل ثورة أكتوبر 1917 ، تسلم قيادة بارزة داخل الحزب  ، وكان واحداً من السبعة أعضاء في المكتب السياسي الأول الذي أسس في 1917 ، وهو صاحب أظهار فكرة الأممية الرابعة إلى فضاءات الأعلان العلمي في 1938 .
ومن سيرة هذا المناضل الثوري الطويلة كان تروتسكي مناضلا صلبا حيث بدأ حياتهُ السياسية داخل مجموعة شعبوية من الشباب الروسي المتحمس ضد الدكتاتورية فوجد متنفسه الكفاحي في منظمة ( أرادة الشعب ) السرية الشعبوية قبل وبعد 1905 ، وسرعان ما أبتعد عنهم منتقدا أنحرافاتهم الفكرية  وساعدتهُ الظروف السياسية وحركة الشارع الروسي ضد حكم القيصر والذي أصبح علناً في تسعينات القرن التاسع عشر بموجة من الأضرابات متزامنة مع المتسارع والهائل للأفكار الماركسية بين صفوف الطبقة العاملة والذي أدى إلى تفوّق المنظرين الماركسيين على براغماتية الأرهاب الفردي ، ألتحق تروتسكي بهذا الجيل الجديد من المناضلين الثوريين وتعرض للنفي منذ سنهِ العشريني 1898 ، في 1902 فرّ تروتسكي من منفاه في سيبيريا ذاهباً إلى لندن حيث أنظم إلى نخبة فريق جريد ة الأسكرا ( الشرارة ) التي أسسها لينين ، وفي 1905 وضع تروتسكي الأطار العام لنظريتهِ  الثورة الدائمة : تعني الثورة الدائمة للبلدان ذات التطور البورجوازي وخاصة البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة تكون مسؤولية طبقة البروليتاريا التي تقود الجماهير الفلاحية الذين يشكلون الأكثرية الساحقة من سكان البلدان المتخلفة ويكون هذا التحالف الثوري بين العمال والفلاحين والذي لا يأتي ألا بنضال عنيد ضد البورجوازية اللبرالية القومية ، وتكون القيادة السياسية للطليعة البروليتارية المنتمية للحزب الشيوعي التي سوف تكون من أولى مهماتها : أنجاز مهام الثورة الديمقراطية والتي هي مستمدة من شعار البلاشفة القديم ( دكتاتورية العمال والفلاحين الديمقراطية ) ، وقد بيّن تروتسكي في بحوثهِ الآيديولوجية حول الثورة الدائمة : أنهُ عبّربشكلٍ دقيق عن وجهة النظر التأريخية في العلاقات المحددة بين البروليتارية والفلاحين والبورجوازية اللبرالية وهذا ما أثبتته تجربة ثورة أكتوبر 1917 وكان ردهُ على المنتقدين : أن الفلاح أما أن يتبع العامل أو ما يتبع البورجوازي المصادر لجهده وقوّة عمله ، ولتكملة الصورة الثورية ضرورة حزب يستطيع من دعم البروليتاريا في الأستيلاء على السلطة .
وبأعتقادي الشخصي كمتتبع متواضع للماركسية وثورة أكتوبر 1917 : أن موضوع نظرية الثورة الدائمة لتروتسكي تجاوزت منذ  أمدٍ بعيد الخلافات العرضية بين لينين وتروتسكي وحتى أستهلكها التأريخ تماماً حيث أن النظريتين الثورة الدائمة ونظرية الأشتراكية لم تعد متعارضتين لآن التروتسكية الثورية هي محاولة متقنة في التوفيق بين النظرية الأشتراكية والأممية الماركسية ، وأبدى تروتسكي موقفاً ثوريا من ( المناشفة ) الذين كان رأيهم بالثورة الروسية : ليس من الضرورة للطبقة العاملة أن تطمح للسلطة بل عليها فقط تأييد البورجوازية اللبرالية ضد النظام القيصري ، فأعلن تروتسكي معارضتهُ الشديدة لهذه الأفكار التشويهية للماركسية ،والتي تعني أن تقتنع الطبقة العاملة بالنظرية الأصلاحية التي سببت لاحقاً هزائم للطبقة العاملة في الصين 1927 وأسبانيا 36 – 39 وأندنوسيا 35 وتشيلي 73 ، مؤكداً نحن بحاجة لثورة برجوازية ديمقراطية ولاحقا تنتقل السلطة للطبقة العاملة والتي تقود الفلاحين ضد القيصرية .
وكانت سنة 1914 صارت فيها مسألة الحرب تحتل أفكار الأشتراكيين في العالم تبنى تروتسكي في الحال موقفاً ثورياً واضحاً من الحرب في مؤتمر زيمروالد 1915 جمع الأشتراكيين المعارضين للحرب بمؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس وأصدر صحيفة روسية تدافع عن مباديء ( الأممية الثورية ) ناشي سلوفو أي ( كلمتنا ) ونجح في نشر الصحيفة التي لعبت دورا فعالا في أيقاظ الطبقة العاملة الفرنسية ، قامت السلطات الفرنسية إلى أغلاق الصحيفة وطرد تروتسكي من البلاد ، ثم أقام في أسبانيا وتم ترحيله إلى نيويورك أسس جريدة ( نوفي مير ) حينها سمع أخبارروسيا في أندلاع أنتفاضة جديدة في بتروغراد والتي سميت بالثورة الروسية الثانية ، وتسمى ثورة شباط1917 وهنا كانت مقالات تروتسكي في نوفي مير تتطابق مع أفكارلينين الذي هو الآخر في سويسرا ، أبحر حينها إلى روسيا للأشتراك الفعلي في الثورة وأنظم إلى البلاشفة وتم أنتخابه عضوا في أول لجنة مركزية لعموم روسيا وأتسع أنقلاب ثورة أكتوبر 1917 على ثورة شباط من نفس العام أصبح تروتسكي في صفوف لينين وعُيّن وزيرا للخارجية الروسية وهو الذي قام بنشر المعاهدات السرية بين كل من روسيا القيصرية وبريطانيا وفرنسا على تقاسم العالم بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولى ، وترأس تروتسكي الوفد السوفيتي إلى محادثات السلام في ( ليفستوك )22 ديسمبر 1917 إلى 10 شباط 1918ثم عُين بمنصب  المفوض الشعبي للشؤون العسكرية والبحرية أصبح تروتسكي القائد الأعلى للجيش الأحمر .
وبشكلٍ واضح أكدت أحداث ثورة 1917 نظرية الثورة الدائمة وما قام بها تروتسكي من دمج مجموعة المناضلين الثوريين مع الحزب البلشفي في واحد نوفمبر 1917 وللتأريخ قال لينين بحق تروتسكي { لم يعد هناك بلشفي أفضل منك } ، ولم يتوقف تروتسكي عن الدفاع عن أفكاره الثورية التي عكسها في وصيته تفاؤلا عظيما بالمستقبل الأشتراكي للأنسانية ، وأن مؤلفاته وأفكاره وكتاباته تشكل ثروة فكرية هائلة من الأفكار الماركسية للجيل الجديد من الثوريين ، وأن فوبيا التروتسكية لازمت قادة وكوادر الكرملين خاصة في زمن ستالين المميز بالعنف المفرط وبعد عقود من الزمن ونجاح العظيم للثورة البلشفية وهو أكبر دليل على حيوية أفكار تروتسكي التي لم تتمكن من تغيبها الأكاذيب والأفتراءات الستالينية ولا رصاصات الغدر في مكسيكوستي .
وفي المؤتمر 13 للحزب وجه الرفاق أنتقاداتهم إلىى تروتسكي وجُرد من مناصبه ، وتم أعفاءهُ من عضوية المكتب السياسي للحزب البلشفي بتهمة النشاط المعادي للحزب ، وفي 1940 سقط الماركسي الثوري وأحد قادة ثورة أكتوبر العظيمة 1917 ليون تروتسكي أغتيالاً في مدينة مكسيكوستي وكان السبب هو تفشي البيروقراطية التي نشرها ستالين ببطش قمعي متطرف لأعداء المسيرة وحتى أصدقاء الحزب حسب تشخيص الفترة الستالينية بيد أن تروتسكي دخل التأريخ لأنهُ أنتشل البلشفية الأشتراكية من وحل الستالينية وعمل على حماية تراث ثورة أكتوبر وبقيت موروثاته الآيديولوجية في الرؤى والتحاليل الأممية ضد الرأسمالية والبيروقراطية الأصىلاحية .
وقد أعجبتُ بوصيته خاصة هذه الفقرةالثورية { --- مهما كانت ظروف وفاتي فأني سأموتُ بأيمان راسخ بالمستقبل الأشتراكي وأنتصاراته تعطيني قوّة مقاومة لا يمكن أن يعطيها أي دين }
المصادر والهوامش1-ليون تروتسكي- النظرية والممارسة –أيسم كونارار-حزب العمال الأشتراكي البريطاني / تروتسكي للمبتدئين2-تأليف طارق علي الباكستاني 1958 / My  Life تروتسكي مترجم-
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في العشرين من ديسمبر2018


 


 

 




46
البصرة إلى أين----- رباه !؟
*عبدالجبارنوري
توطئة / المناضل : من آمن أن يكون أول المضحين وآخر المستفيدين ، السياسي :من عمل كي يكون أول المستفيدين وآخر المضحين { قالها عامل في سوق المغايز بالبصرة ---- عاش مناضلاً وبقي مناضلاً }1
المضمون /  وهل تجلببتْ  البصرة بالتجربة ( السيريلانكية)2 ؟! ، ليست اليوم هي البصرة التي أعرفها ثغر العراق الباسم ، أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، قبة العلم ، مدينة حسن البصري وأبي الأسود الدؤلي ،  ومطرمطر السياب  و فينيسيا الشرق توأم البندقية وكازابلانكا ، وهي الفيحاء أم النخيل والشناشيل ، وفسيفساء شعب طيّب خليط من كل الأعراق وبشعور أنساني فطري بين قطبي الوطن القومي والديني يعزفون معاً أروع قصائد الأبداع وكأنّها بصوت فيروز الملائكي وهي تستوحي سمفونيات وترية عالمية تشدو " بيا أنا وياك " ، و شعبٌ حاتمي السجية (مالاً) حين تموّلْ العراق ب80% في ميزانيتها ، و( دماً ) في أنتفاضتها الباسلة ضد الطغاة في 1991وتضحياتها في 2014 بأكثر من عشرة آلاف شهيد في قتالها ضد عصابات داعش الأرهابية ، هذه هي البصرة التي أعرفها --- ولا يسعنا ألا أن نردد كلمات بلبلها المغرد فؤاد سالم (مشكووووووره ما كصريتي ).
وللآسف الشديد والألم يعصف بكياننا حين نرى بصرتنا الحلوة اليوم تتمزق وتعلن أفلاسها مالا وخلقاً ، متجلببة بثياب الشيطان بنداوة أخلاقية وضمور فكري شهيقها سرقة ونصب وأحتيال وكراهية ، وزفيرها التهريب والرشوة والخطف والأبتزاز ، وألغاء الآخر وتسقيطه بل قتله بدمٍ بارد ، وتقدم الوباء المسرطن في جغرافيتها لتتحوّلْ إلى رقعة مافيات عشائرية متقاتلة بالسلاح الأبيض والأسود  وميناء لبيع الأنسان بلحمه الحي ، عبر الرشا وشراء الذمم وبيع السيطرات والمنافذ الحدودية وفرهدة المال العام ، والأنحدار الذي لا قاع لهُ للحكومة المحلية المتسمة بالسلبية والذيلية لرؤساء أحزابها وكتلها لا للعراق ، وذات هويات منسلخة من موجات الفوضى حسب نظريات التفكيك والأنقسام ، وفوضى تدميرية بقيادات متعددة ترتبط بسماسرة السلطة والدم .
وأصبحت الحكومة المحلية تفتقد المشروع المستقبلي في تحقيق آمال الشعب البصري أن تكون المدينة أقليماً لتحقيق ذاتها أو المدينة الأقتصادية للعراق كدبي وأسطنبول وجُرّفتْ تلك الأمال والأحلام الممنوعة أمام تسونامي البنيوي الكتلوي والفئوي ونسيان الوطن في خبر كان ياما كان في قديم الزمان أن هناك وطن ( كزهرة في بستان )  في بلاد مسيوبوتينيا وتحولت اليوم إلى بلاد ( خرابستان ) ووصلت الكارثة (بالبعض)الذين ضمائرهم أسيرة شهوة المال إلى بيع نخلة ( البرحي) ،( وزميج) أرض الوطن الى الخلايجة( أخوة يوسف ) لقاء ثمن بخس ،وتخرج البصرة عن صمتها وتردد بصوت مرتجف "هذا ما جناه علي أحفادي !؟ فأنتظروا لعنة الطبيعة فتدفق على جغرافيتها توسامي ( اللسان الملحي ) سقاهم ملحاً أجاجاً ، وترادفت عليها أصطدامات البوارج الناقلة في خور عبدالله الأسير وتسجل كالعادة بأسم مجهول ،وشاركت أيران المسلمة لعنة السماء بتحويل مجاري البزل بأتجاه المدينة المنكوبة وقطع روافد شط العرب وقطع التيار الكهربائي المشتراة بعقد حكومي ، وتوالت عليها سكاكين الأعداء من كل حدبٍ وصوب ، وكانت طلقة الرحمة من الحكومة ان تفتح النار الحي على المتظاهرين المطالبين بالخدمات المفقودة وتغيّبْ شباباً بعمر الزهور ، ونطقت البصرة عالياً كلمتها الأخير بمقولة شكسبير المشهورة { حتى أنت يابروتس ؟!}.       
مظاهرمسرطنة تنخر البيت البصري
- تهاون وضعف الرقابة الوطنية على ( المنافذ الحدودية ) بتفشي الرشوة بشكلٍ علني وأبتزازي ، الموظفون الفاسدون والمرتشون مرتبطون بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة المحلية وربما في الحكومة المركزية ونواب الكومشن وأذكرىكم كيف عبّرتْ الشقيقة العزيزة قطرفي عام 2017 من أدخال شاحنات محملة بعشرات الأطنان من مواد غذائية وأدوية ظاهرها الرحمة بمساكين الفلوجة وباطنها تحت الأغذية أربعة عشر طناً من السي- فور لقتل الكفار الرافضة والمسيحيين والمرتدين السنة ، وأنتشار ادوية منتهية الصلاحية وغير مرخصة ، وحبوب الهلوسة ، وهنا تؤشر بوصلة ثقافة المواطنة المفقودة وتصلب أوتار الضمير الذي يسقط صاحبهُ شباك الجريمة في أدخال شاحنة محملة بالموت ورائحة الدم لقتل المئات من العباد قد تكون الرشوة مئة دولار أو ربما كارت شحن موبايل فئة عشرة آلاف دينار ، وللعلم أذا دخلت تلك السيارات تأكد أنها " تغيّرمؤشر بوصلة المسيرة بأتجاهٍ معاكس لصالح أعداء العراق وما أكثرهم .
- ملف غياب مقاييس  " عدادات أنابيب النفط المصدر " التي تُربطْ أثناء التصدير ، وأن مشروع العدادات طُرح منذ 2008 ولكن أصابع الأجرام والفساد تمكنت من تعطيلها، ولهذا الموضوع الخطير صلة --- في مؤتمر صحفي مع نواب الأصلاح في يوم14-1- 2017 أن نحو 300 ألف برميل نفط (يومياً ) تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار تسرق من عدادات النفط المزيفة بتغيير ميكانيكيتها الأصلية فتصبح غير مضبوطة ، أما أتاوات الرشوة على مواد الأستيراد فهو مبرمج فساداً بدون خوف بما يعادل 7 مليارات دولار سنوياً أي ما يقارب ميزانية دول مجاورة كسوريا ولبنان والأردن ، وأن البواخر التي تخرج من الموانيء تكون محملة بضعف حمولتها المسجلة ، علماً أن الحكومتين المحلية والمركزية غارقة في مناكفاتها وشهواتها ربما لا تريد أن تسمع - فتتمارض بالطرش – وربما أن الكيل طفح والفساد أستشرى في جغرافية عراقستان حتى فاقت قندهار وتورابورو ، والمضحك والمبكي أن الحكومة المركزية تبحث عن قرض بمليار دولار وبشروط مجحفة ومذلّة .
-ملف بناء المدارس أعطت الحكومة المحلية في البصرة بناء 1700 مدرسة لشركات عالمية وللقطاع الخاص بمبلغ 238 مليار ديناروبمدة سنتين والذي حدث سحب المقاول الأصلي جميع المبلغ وباع المقاولة لشركتين وهميتين وبقي تلامذتنا في مدارس آيلة للسقوط ، وهل يعقل هذا في أي مكان في العالم ؟ .
- ملف فقدان الأمن بشكلٍ مريع حيث الميليشيات المسلحة التي تجوب الشوارع ليل نهار ضاربة هيبة الحكومة والقانون عرض الحائط حيث طلعت علينا الأخبار في صبيحة يوم الثلاثاء 17-1 -2017 خطف مدرس من مدرسته وقتله ورميه على قارعة الطريق مقطوع الأذنين ، وخطف موظفين من نفط الجنوب ومن أهالي البصرة وأغتيالهما بعد يومين ، وأدانة الأطباء في حالات الوفاة ومطالبتهم بدفع دية المتوفي وقد تكون ملايين من الدنانير والذي أدى إلى هجرة الأطباء من البصرة ، أضافة إلى قتال العشائر وبالأسلحة الثقيلة للتنافس والأختلاف على تهريب النفط الخام وتهريب المخدرات وبيع أعضاء الأنسان ولحمه الحي لعصابات ومافيات البحر الكاريبي ، والمسؤولون في حالة سبات بعد خروجهم من حوار الطرشان في تخريب ما تبقى من عراقستان -----
- - والكارثة المرعبة الأخيرة حكومة اليوم ترتهن نفط البصرة ( كضمان سيادي ) لأحدى شركات حيتان خصخصة الكهرباء ، ولمدة 25 سنة ، حينها يكون الحق للشركة أن تحجز على نفط البصرة  ( مالها أو حلالها )وبيعه في مزاد سوق الحرامية ، وتتماشى مع المثل الشعبي ( جمل الغركان غطة ) !؟
الأسباب
1-الديمقراطية الأمريكية التي أعطيتْ للعراقيين بمقاسات أمريكية وشربوها بجرعة واحدة بينما أمريكا والغرب أستوعبوها خلال قرن من الزمن مما أدى إلى أستباحة مفهوم الحرية ، فكان للأنتقاء الأمريكي – صاحب الخبرة العميقة في الأختيار – ما يناسبها فدجنت الواجهة الأسلاموية الراديكالية من الأئتلاف الوطني الشيعي الغير متآلف ( الأخوة الأعداء ) كواجهة زائفة لتمثيل المصالح العليا لمجتمع الوسط والجنوب والتعاقب على حكم البصرة  تحت رقابة ( أخوة يوسف ) الخلايجة العملاء لها أصلاً .
2- تسيّد النظام القبلي العشائري وحصر السلاح بيدها  في حل القضايا العالقة بالفصل والدية والمكاومة والعطوة أما القانون والقضاء العراقي الرصين صاحب التأريخ الطويل في النزاهة والعدالة في خبر كان ، وقد يطبق على فقير ليس لهُ كتلة أو حزبٍ ، يفترض تفعيل القانون ومحاسبة المسيئين حتى ولو كانوا رموزا عليا للمحافظة .
3- والبصرة مفتوحة على العالم بمينائها وحدودها المشرعة مع المحافظات  فصارت (بازارا ) للبضائع الممنوعة والمحرمة كالأدوية المنتهية الصلاحية ، وحبوب الكبسلة والهلوسة والتحشيش والتي أصبحت البصرة مركزاً مهماً رئيسيا في ترويج بيعه إلى مختلف مناطق العالم لغياب سلطة القانون والأمن، والرقابة الصحية ، أضف إلى تعاطي الشباب واليافعين لتلك السموم والأدمان عليه والذي صار من تداعياته أنحدار الوضع الأخلاقي والتربوي والأجتماعي والأقتصادي إلى حدٍ لا قاع لهُ .
4- حالة الجمود والترهل السائدة على المشهد السياسي العراقي الحاكم  منذ 2003 في غياب الدولة المؤسساتية وثقافة المواطنة فظهرت تداعياته في أفتقار الدولة وأفلاس الخزينة وأنعدام التنمية وضياع فرص الأستثمار ، ونمو المافيات المدعومة بالميليشيات وترقى تلك إلى دولة داخل دولة ، والكارثة المرعبة عندما تكون بأدارة سياسي السلطة من نواب الكومش ورموز أصحاب القرار في الحكومتين المحلية والمركزية بالأضافة إلى سفراء الخارج ، وليس بالضرورة دخول أصحاب القرار السياسي بشحمهم ولحمهم إلى مزادات العهر الأخلاقي والسياسي طالما ظهرت على الواجهة أصطلاحات لم نسمع بها منذ حكومة  الأستاذ (كلكامش) وحتى اللص  (بريمر) كالعلاس والكومشنجي والدلال والفضائي --------
(1 )---- هو المناضل البصري " هندال جادر " الشيوعي الذي ظلّ لآخر لحظة محافظاً على مبادئهِ وحتى أستشهاده على أيدي طغمة حكومة البعث ، والتي هتفت الجماهير يوم أعتقاله في زمن الملكية { هي --- ميّتْ هندال أنريده } ، كان عاملا في مديرية موانيء البصرة منذ صغره ، الذكر الطيّبْ للشهيد البطل " هندال جادر.
(  2 ) سيريلانكا هي جزيرة سيلان دبت أليها الخراب والدمارمنذ عام 1983 بتمرد ( نمور تحرير تاميل ) الأنفصالية المطالبة بأنشاء دولة مستقلة لأقليتها التاميلية ، فأنتشر مظاهر السلاح والميليشيات المنفلتة تسود ها الأغتيالات والقتل بدم بارد وحتى لم تسلم تدمير البنى التحتية وغياب سلطة الدولة والقانون ويمكن القول بأنها أخذت شكل حرب أهلية مدمرة .
*كاتب عراقي ومحلل سياسي مغترب
26 /11/2018


47
 
عادل عبدالمهدي / التحديات وآفاق رهانات المستقبل
عبدالجبارنوري
توطئة/ بعد طرح رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي برنامجه الوزاري أمام نواب الشعب في البرلمان العراقي ، كان للنائب فائق شيخ علي تغريدة سوداوية على صفحات التواصل الأجتماعي مفادها { أن برنامج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لا يتمكن تنفيذهُ تشرشل وكليمنت وروز فيلت وأديناور وبمساعدة هتلر وموسوليني وصدام حسين } .
للحقيقة والحق أن البرنامج واسع وشامل ودقيق جاء في 121 صفحة ، ويرقى إلى بروستريكا أصلاح أقتصادي أو في خارطة عمل  لأخراج العراق من عنق الزجاجة ،  وللحقيقة أيضاً أن المنهاج دراسىة مستفيضة أقرب من كونهِ منهاجا مُعداً مسبقاً ، بأعتقادي أن مرّتْ الأربع سنوات ولم يخرج (السيد) ورقة الأستقالة من جيبهِ وهو قد أنجز 60% من البرنامج يستحق أقامة تمثال لهُ وسط بغداد بجوار جدارية الحرية لجواد سليم ، لقد جاء البرنامج بخطوات أيجابية ومفيدة حيث أكد على ترشيق مجلس الوزراء في أحداث ثورة جذرية في أبعاد الفاسدين والفاشلين في حرية أختيار الوزراء أي الأبتعاد عن المحاصّة الكتلوية والحزبية ، والتأكيد على الهوية العراقية والأبتعاد عن التبعية ، وأحسن في ديباجة المنهاج أن المسؤول هو خادم للشعب ، وأن السلطة ليست ملكاً لحزب أو عشيرة أو طائفة أو قومية ، والأولوية للعلم والمعرفة والفضيلة ، وشيءٌ جيد حين ذكر في مقدمة المنهاج الوزاري : أنهاء الفوضى التشريعية وتصفية القوانين وغربلتها لتكون للدولة فلسفة تشريعية واحدة ، أعادة تنظيم القضاء بما يحقق أستقلالية القضاء ، وأبعاد العراق عن أية منظومة للعقوبات والحصار الأقتصادي ، ومكافحة الفساد والهدر العام والخروج من الأقتصاد الريعي ، بناء دولة واحدة وليس دويلات متداخلة ، أنهاء نظام المناصب بالوكالة والتحايل على القانون ، منع الممارسة الخاطئة في حق الأستجواب ، منع الحشد والبيشمركة في التدخل والتأثير على السلطات الثلاثة ، والتأكيد على حرية الفكر والضميروالعقيدة ، ولكن للأسف ليس في العراق المأزوم والمهزوم والمنهوب محكوم بطلاب حكومة لا طلاب دولة منخورة وموبوءة بالمحاصّة الأثنية والطائفية والمناطقية والتي أخذت شكل دويلات المدن الأندلسية ، ويظهر أن الكتل السياسية فشلت في تشكيل الكتلة الأكبر عدداً مما يؤهلها بتسمية مرشحها الجديد فأتجهت الأنظار إلى الدكتور عادل عبدالمهدي فهو المرشح التوافقي لتجاوز الأزمات التي تخيم على الوضع السياسي في العراق .
ملاحظات على المنهاج الوزاري
- عدم وجود مفهوم العدالة الأجتماعية في البرنامج الحكومي وخاصة في حل مشاكل السكن والنقل والعشوائيات والبطالة والحقوق المدنية./ رائد فهمي
- خلو البرنامج لمبدأ عدم دخول العراق في المنازعات الدولية وسياسات المحاور.
- ولم يتطرق إلى حل الخلافات والمنازعات بين الوقفين السني والشيعي .
- ولم يذكر البرنامج إي خطوة بأتجاه تدهور الصناعة في العراق ، مع أفتقارالبرنامج لخطة أستراتيجية لتفعيلها عموماً.
- البرنامج لم يشرْ إلى الملف الأمني والخدمي والتربوي في المحافظات المحررة ، وأعادة أعمارها وتقديم الخدمات لها .
- البرنامج لم يتطرق لعمل الهيئات المستقلة للرقابة .
- عدم وجود أية أشارة في برنامج عادل عبد المهدي لضرورة محاسبة الفاسدين وأسترجاع المال العام المهرب البالغة عشرات المليارات من الدولارات
أهم التحديات أمام المنهاج الوزاري /
-الأحزاب العراقية وما أكثرها كما وليس نوعاً والفعالة منها أكثر من 50 حزب يتركز جهودها على حصد أكبر عدد من الحقائب الوزارية دون الألتفات إلى البرنامج الحكومي المطروح ، وأن هذه الأحزاب السياسية أتفقت على المشاركة في الحكم بدون أستثناء تحت خيمة المحاصصة والغريب أنهم يرفضون المعارضة التي هي من أسس البناء الديمقراطي للحكم السليم كما نراهُ في بريطانيا والسويد وعموم دول الغرب .
- تواجه الحكومة من التحديات الضخمة أبرزها أعادة أعمار البلد الذي تدمر خلال الحرب على داعش والتي أستمرت تلك الحرب الشرسة مدة ثلاث سنوات ، وضرورة الأهتمام بالبنى التحتية على العموم ، ويظهر أن الكتل السياسية فشلت في تشكيل الكتلة الأكبرعدداً مما يؤهلها بتسمية مرشحها الجديد ، ومشكلة أعادة هيبة الدولة العراقية والمؤسسة العسكرية بعد أن تراجع دورها بسبب الأحتلال الأمريكي وأنتشار قواعده العسكرية في عموم العراق ، وكذا الحال في تواجد ألأحتلال التركي لبعشيقة منذ أربع سنوات والتوسع الأيراني والسعودي في النفوذ والتأثير ،
- تحدي أستمرارية حرب الأستنزاف في تتبع الخلايا النائمة وأعوانها في المناطق المحررة ، أضافة إلى الحالة الفوضوية المتزايدة في جميع مفاصل الدولة ، وعلى العموم أنصافاً لرئيسنا الجديد أنهُ أستلم أرثاً ثقيلاً من اسلافه العبادي والمالكي محتويات هذا الأرث المقرف الممجوج كماً ونوعاً موبوءاً بالأزمات السياسية والأجتماعية ومديونياتٍ ثقيلة خارجية وداخلية أضافة إلى تحسين الخدمات الأساسية التي كانت سبباً في أشعال الشارع العراقي وخصوصاً في البصرة التي توعدت الحكومة بتجديد تظاهراتها بعد أربعينية الحسين برفع سقف مطاليبها إلى طلب حق الأقليم للبصرة .
- شباك المحاصصة المقيتة فالمهدي يجد صعوبات جمّة في تمريرالوزارات السيادية خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع ، بأعتقادي سوف يسقط رئيس الوزراء في تلك الشباك اللعينة لكون لا يزال الخلاف قائم على تلك الوزارتين لكونها تتوالى الضغوطات على عادل من بعض الأحزاب المسنودة بأجندات أجنبية ولا أخفي عليكم حين أذكرها بالأسم ( أمريكا وأيران والسعودية ) ، أي أن على الساحة السياسية أقطاب وأمبراطوريات مستقتلة وقوية تمتلك السلاح والمال المنهوب الذي أستقر في جيوبهم ، والمشكلة هنا مركبة فيها تحدي للمرجعية التي وضعت الخط الأحمر لشخصية الرئيس الجديد في الحزم والتكنوقراط بينما كابينتهُ ليست تكنوقراط عدا ثلاثة منهم فقط ، فهو أذاً قد وقع في شباك المحاصصة في أختيار كابينته الوزارية .
- الشبهات التي تدور حول الوزراء الجدد والتي تبيّن أن بعضاً منهم عليه ملفات فساد وأخر مطلوب من المساءلة والعدالة وثمة آخر متهم بتزوير الشهادة وآخرين قد زاروا ( بوكا ) وشُمل بالعفو ، حقاً أنهُ موقف محرج لرئيسنا الجديد هل سيخرج ورقة الأستقالة ؟!أم يحيل أوراقهم ألى مفتي الديار!!!؟
- سيواجه عادل عبدالمهدي طلائع ( المقاومة ) العراقية ضد الأحتلال الأمريكي سواء كانت من الشيعة أو السنة فهي تهدد البقاء الأمريكي الحليف للعراق – كما تزعم أبجديات الأمبريالية – فكان للتصريح الناري الذي أطلقتٌهُ أحدى الكتل وبحضور المبعوث الأمريكي : ( سوف نسقط أية حكومة خلال شهرين أذا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيلها ) والذي ترجمت على الواقع في تعرض السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد لضربات صاروخية مساء يوم 6/9/2018 وتجددت في 8 سبتمبر الماضي في تعرض القنصلية الأمريكية في البصرة وبالتالي سيكون عادل عبد المهدي أمام مسؤولية كبرى في تفهمه أنها رسالة : أن الشعب العراقي حي لا يزال يمتلك روح المقاومة.
- على الصعيد الدولي سوف تظهر أمام عادل عبدالمهدي مشكلة العقوبات الأمريكية على أيران والتي ستبدأ من يوم 4/11 وكيف سيوفق بين الموقفين الأمريكي والأيراني ؟ ، أضافة إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة العشائرية في وسط وجنوب العراق وكذلك نمو الجماعات الأسلامية المتشددة في غرب وشمال غرب البلاد والتي بعضها أدان بالولاء لداعش أيام أحتلالها لهذه الأجزاء فيحتاج عادل عبدالمهدي لبرنامج كفوء لأعادة الثقة بين الحكومة المركزية وأهالي تلك المناطق .
- معالجة أزمة النازحين داخلياً والمهجرين قسراً والكشف عن المغيبين ، ومعالجة الأزمات المستعصية بين الأقليم الكردي والحكومة المركزية وتصفية الخلافات الدستورية التي تلف المناطق المتنازع عليها ، وجعل كركوك مدينة للتعايش السلمي بين مكوناتها الأصلية الكرد والتركمان والعرب .
باحث سياسي عراقي مقيم في السويد
في3 /11/2018

 

48

 
مسلسل أذلال أمريكا للنظام السعودي ؟!
عبدالجبارنوري
توطئة/من لمْ يدفع ثمن العز درهماً دفع ثمن الذّلْ قناطيرا ( المتنبي ) لذا يمكن القول : أنّ النظام السعودي الساكت عن الأذلال الأمريكي فهو جسمٌ مصاب بالشيخوخة والتكلس الفكري!؟
تشهد السعودية في عهد الرئيس دونالد ترامب أسوأ أيامها فهناك ثمة معاناة مرّة ومذلة وخاصة لدى السعوديين أتجاه ترامب ذلك الرئيس الوحيد الذي لم يراعٍ الدبلوماسية والشراكة والعلاقات الدولية ، فهو منذُ بدايات أستلامهِ للسلطة في أمريكا أصبحت خطاباته نحو السعودية مشحونة بالسخرية والتطاول على النظام بأكملهِ ويعلن للملأ عن الذي يطلبهُ من السعودية : "أن السعودية وثرواتها المليارية لا يمكنها الأستمرار بدوننا " ، وتحت عنوان ( نحن نحميك ---- يجب أن تدفع !؟) ، والكارثة حين يكون نصيب الملك سلمان بن عبد العزيز وولدهُ ولي العهد محمد طأطأة الرأس والأنحناء والسكوت المطبق ، بالوقت وبالمعكوس يتحول النظام السعودي ذئباً مفترساً على وسائل الأعلام والناشطين الذين يدينون هذا النظام الكابت للكلمة الحرة وعلى نشطاء حقوق الأنسان والوقوف بوجه الأعلام الأنساني الذي ينادي بوقف شلالات الدم وقنابل النابالم المحرمة دوليا على ( اليمن ) ، وأختطاف المعارضين السعوديين كما جرى للناشط الصحفي جمال خاشقجي في عملية أستدراجه إلى القنصلية السعودية في أسطنبول لأكمال معاملة عائلية وحدث ما حدث في تغيبه  .
طالب الرئيس الأمركي ترامب أمس الأربعاء 10-9- 2018 السعودية بدفع المليارات مقابل الحماية التي تحصل عليها ويتكرر هذا المشهد المأساوي الهزلي المضحك للمرة الرابعة خلال هذا الشهر حيث يتبجح الأمبراطور الموهوم ترامب أمام أنصاره : لقد أبلغتُ الملك سلمان بن عبد العزيز بأن عليه أن يخرج من أمواله ثمن حماية واشنطن لهُ ولعائلته ، ويتمادى ترامب أكثر في لغة الأهانات بتسجيله موقفاً أكثر أذلالاً حين يقول في مؤتمراته الصحفية : (السعودية بقرة حلوب متى ما جفّ حليبها سنذبحها ) وأن الرئيس الأمريكي رفض أن ينحني للملك سلمان أثناء زيارته للرياض للعام الماضي بعدما شاهد الرئيس السابق أوباما يفعل ذلك ، وأتصل الملك السعودي لاحقاً بترامب طالباً منهُ المساعدة في عملية عسكرية  سرية جداً وفهمها ترامب وأشترط أن تدفع السعودية لأمريكا أربع مليارات دولار مقابل تلك المساعدة العسكرية ، وتداعيات تلك المهزلة ما جرى في أحدى ملاعب الجزائر السبت الماضي ظهور لافتة فيها وجه واحد نصفه للملك السعودي سلمان والثاني للرئيس الأمريكي ترامب وبجانبها صورة للقدس مكتوب تحتها عبارة (وجهان لعملة واحدة ) مما أثار السعودية وترسل أحتجاجا شديد اللهجة إلى الحكومة الجزائرية ، فسلسلة الأهانات التي يوجهها ترامب باتت العلاقات السعودية الأمريكية عارية وتخلو من أية لغة دبلوماسية ، وأن السعودية ستستمر في دفع الثمن مقابل أعتمادها الكامل على أمريكا لضمان أمن النظام ، بأعتقادي أنها رسالة تذكيرية للنظام : بأنها بدون أمريكا سينكشف النظام ويصبح عرضة للرياح العاتية التي تهب من الداخل والخارج ، وأن الأهانات التي وجهها ترامب ما كان ليتلفظ بها رئيس آخر يستوعب أسلوب الخطاب الدبلوماسي الراقي حين يخاطب شركاءه في زمنٍ بات أصدقاء أمريكا عملة صعبة نادرة ، ويبدو لي أنها مجرد علاقات وتعاقدات يملي فيها القوي على الضعيف بل ويدوسهُ ببساطيل المارينز القذرة . .
ولماذا ظهرت السعودية بكل هذا الضعف والهوان أمام خطاب دونالد ترامب ؟ّ!
-البعبع الأيراني
- جرّاها لتكوين  الناتو العربي
- العدوان على اليمن الذي يتضح على أرض الواقع أن النظام السعودي قد تورط في حربه على اليمن فهي غاطسة في مستنقعها فأنها تتوسل أخراجها بأية وسيلة فكانت الأقدار أن يكون " ترامب " هو المنقذ ولعبها الرئيس الأمريكي (صح) بحلب المليارات من السعودية للقضاء على الحوثيين .
- لتفعيل وأستمرار دعم الأمريكي للمنظمات الأرهابية المتطرفة داعش في العراق ولنصرة في سوريا وجعل السعودية (بنكاً) للدفع حيث شاركت في دعم الأرهاب في سوريا والعراق وتخريب دول عربية بأسم الربيع العربي برصد وصرف مبلغ 18 مليار دولار .
- تفعيل قانون ( جستا ) الذي أقره الكونكرس الأمريكي بعد حادثة 11 سبتمبر 2001 بأتهام السعودية بالأشتراك بالعمل التخريبي في نسف ناطحات مانهاتن التجارية في نيويورك وعلى السعودية أن تدفع غرامة قدرها ترليون دولار .
- تغيّرْ المعادلات السياسية المعصرنة حالياً والتي توضح الخلل القائم في العلاقات السعودية والأمريكية التي هي نتاج التغيرات التي طرأت على الوضع الدولي والأقليمي تبدو جذرية منذ غياب الأتحاد السوفييتي وأندثار القوميون العرب وبروز الجماعات الأسلامية
وزوال صدام حسين وسقوط الشاه وكل هذه المعطيات السياسية جعلت توسونامي الأرهاب يجتاح مناطق واسعة في الشرق الأوسط فلم تعد السعودية مهمة لأمريكا بقدر ما هي وسيلة للتمويل من حلب البقرة .
- لقد أنخفضت القيمة الأستراتيجية للدور السياسي السعودي ولم تعد أمريكا تهتم بنفطها طالما أصبح العراق تحت ( الأحتواء ) ولم تعد لأراضيها الشاسعة وقواعدها ذات أهمية طالما حصلت على مواطيء أقدام في العراق وكردستان في بناء أكثر من عشرة قواعد جوية وعسكرية لذا فقدت السعودية سيادتها وأحترامها أمام اليانكي الأمريكي .
- ويحتاج ترامب للأستمرار بتوجيه الأهانات لأرضاء قاعدته الأنتخابية التي يتمُ تسليتها وسحرها من خلال تصريحاته القصيرة الساذجة والمفككة في الكثير من الأحيان ، وهذا يعني أبقاء السعوديين في حالة من الذعر بشأن سحب دعمها يوماً ما !؟ والعلاقة هذه لا تقوم على المودة بل على الخوف والقلق والبغض .
أخيراً/ أنطلاقاً من شعوري الوطني المتعلق ببقايا أشلاء وطني العربي الممزق : أطرح سؤالا مشروعا وملحاً : إلى متى سيظل النظام السعودي صامتاً أمام  مسلسل الأذلال الأمريكي ؟! ، الأذلال المنظم الذي يتعرض لهُ على أيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ؟! للحقيقة أن الأذلال والخنوع يظهر أنه  شيءٌ من الأدمان فتأريخ النظام السعودي منذ تأسيسه ولحد اليوم فهو مرتبطْ بمعاهدات ستراتيجية في التسليح وتسويق النفط الخام وتطبيع العلاقات مع العدو الأسرائيلي ، ولأن الشعب السعودي شعبٌ ولسوء حظهِ لا يتمتع بميزة أقالة قادتهِ في الأنتخابات وتقديم حكامهِ للمحاكمة بتهمة نهب أموالهِ ودفعها بشكل رشاوى للولايات المتحدة الأمريكية وهو الصنف الذي أختارهُ " ترامب " وأخذ يلعب عليه .
في15 -10-2018


49

أمريكا في العراق/صراع على النفوذ ومآلات السيطرة
المحور/الأستعمار وتجارب التحرر الوطني
عبدالجبارنوري
لقد فضح مجيء ترامب المقامر والمهوس الوجه القبيح للبنتاكون والسي آي أي ودفع الشعوب المقهورة أن تستذكر الجينوسايد النووي على اليابان ، وأنقلاباتها العسكرية في دول لأمريكا اللاتينية ، وهزيمتها المخزية في معركة خليج الخنازير ضد كوبا ، وفشلها التأريخي المخزي هو الآخر في وحل المستنقع الفيتنامي والكمبودي ، وخرج الغول الأمريكي المثخن بالجراح ليستقوي في ظل أحادية القطب بغياب الأتحاد السوفييتي ليمسك وبقوّة بورقة الأرهاب ومزاوجتها الباطلة أيديولوجياً بين صقور الحرب وتجار السلاح في بنتاكونها والقاعدة بالحلف الغير مقدس في أفغانستان لأجهاض حكومتها اليسارية التحررية ، واليوم تعيد السيناريو في سوريا مع جبهة النصرة الأرهابية وفي العراق مع داعش ، لغايات استراتيجية بعيدة المدى ربما أتضح ذلك في طبيعة الصراع الأمريكي الأيراني ومآلاته النفوذ على العراق وصولاً إلى مخرجات أنتخابات 2018 المستندة على معطيات ورقة الأتفاق الأستراتيجي العراقي الأمريكي الذي نص على أن " العراق يتمتع بالسيادة والأستقرار والأعتماد على الذات " وحكومة تساهم في أرساء السلام والأمن في المنطقة ، ولكن لم تعد الشراكة بين العراق وأمريكا نداً لند بل لعبت المخابرات الأمريكية في العلن والخفاء بواسطة عملاء الداخل الذين هم سياسيو السلطة المدعشنون ، فأصبحت الرؤية الأمريكية معلنة لا يمكن تجاهلها بالضغوطات التي أستعملتها خصوصا في أنتخابات 2018 في أختيار الرئاسات الثلاثة ولم تنجح لتماسك الشعب العراقي هذه المرة ووحدته وآن الأوان للقيام بالأصلاح والبناء وأسقاط مشاريع التقسيم وأختيار سياسة أمنية ذكية وأصلاحات حيادية في المسائل الأقليمية ، وأدركت أمريكا : أن توازن القوى سيصبح مشوّهاً بشكلٍ كارثي أذا تنحت جانباً وتترك أتساع النفوذ الأيراني في العراق لذا بدأت أمريكا بالتخطيط لسينيورهات مستقبلية وآنية في : 
- محاولة تغيير خارطة الشرق أوسطية وقلب الطاولة على معاهدة سايكس بيكو .
- تثبيت موطيء قدم في منطقة الطاقة التي مركزها العراق ، وهي محاولة محمومة للأمساك بمقود النفوذ بالعراق والعودة إلى واجهة الهيمنة والسيطرة ، واندفاعها بهوس متسارع في بناء القواعد العسكرية لتكريس وضمان أطماعها بعد تحرير الموصل كانت تصريحات الرئيس ترامب لأيجاد بدائل أقليمية للقاعدة ( العديد ) في قطر ، في حالة نقل جنودها بأسرع  وقت إلى العراق فكانت تلك الفقرة من البنود المخفية في فقرات الوثيقة 2011 وعادوا أليها بصفة المخلص والمنقذ من داعش الأرهابي الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014 فكان عدد الجنود الأمريكان 1500 مقاتل بطلب من الكونكرس الأمريكي وشرعنت بناء القواعد بقانون تحت عنوان ( مشروع قانون أقرار الدفاع الوطني ) أستحوذت فعلاً على قاعدة ( التقدم ) الجوية الواقعة على بعد 40 كم من الأنبار ، كما أتخذت قاعدتي الأسد في قضاء البغدادي وقاعدة الحبانية في الأنبار أضافة إلى مطار القيارة العسكري جنوب الموصل وقاعدة أخرى عند سد الموصل وقاعدة بلد الجوية ومعسكر التاجي وقاعدة في المنصورية في ديالى ، كما وقعت  مع حكومة كردستان العراقية على بناء خمسة قواعد في مناطق تحت سيطرة الأقليم وقاعدة قرب سنجار وأخرى في منطقتي أتروش والحرير أضافة لقاعدتين في حلبجة في السليمانية وآلتون كبري في كركوك .
- أستراتيجية عزل العدو التقليدي أيران من خلال النفوذ على العراق ، وحسب قراءتي لهذا الموضوع الشائك وهو الذي يعنينا في الرؤية التي تشكلت بعد مجيء الجمهوريين وترامب على رأس الهرم رفعت شعار التصادم مع خصمها أيران ولتحجيم الدور الأيراني في العراق يتم بجعل  ساحة العراق ساحة مواجهة مباشرة مع أيران وأقحام العراق في محور الحرب الباردة وربما تتحول لحرب ساخنة لا يحمد عقباها ، وللأجل هذا الهدف أصدرت أجراءات تضمنت أدراج أفواج عراقية وأسماء بعض من قياداتها على لوائح الأرهاب وتمادت أكثر بأستهداف أفواج عسكرية على الحدود العراقية السورية وفي بعض المواقع في سويا .
- فأصبحت الرؤية الأمريكية معلنة بتدخلها السافر في أنتخابات 2018 بالضرب على أوتار الطائفية والأثنية بأثارة ما يقال دائما لغة (التهميش والأقصاء ) وأثارة مشروع عراب التقسيم بايدن في تقطيع أوصال العراق إلى ثلاث مناطق ( كردية وشيعية وسنية ) ، فالمشهد العسكري والسياسي يبدو حسب قراءتي لواقعها الجيوبولوتيك ورهانات المستقبل : هو سقوط آخر معاقل داعش في العراق ,ان هذ المشهد لا يروق لها في المنظور البعيد وعلى أقل تقدير لا تخرج من المولد بلا حمص كما يقول المثل المصري بل المحافظة على نفوذها الحاضر ، والتوصل إلى حل توفيقي أمريكي في سوريا عبر تحول سياسي يؤدي ربما إلى حكومة أنتقالية وهو من المستحيل نجاحه لوحدة الجيش العربي السوري وحنكة قيادته .
-  وحسب قراءتي للحدث بين داعش والتحالف الدولي بزعامة أمريكا أنجلت الضبابية في التطورات الميدانية على ساحة المعركة أن هناك بطء وغموض وتمويه وتعرض وحدات من الجيش العراقي إلى نيران ( صديقة ) تارة من الطائرات الأمريكة أو من مدفعية التحالف ، وحتى رمي معدات قتالية لداعش في أرض معركتها ، ومعناهُ ديمومة الصراع في أبقاء شبح داعش للأبتزاز به وأستعماله ورقة ضغط للمساومة والأبتزاز ، لذا أن أمريكا ترغب وبجدية المحافظة على العراق وعدم خسارته عبر خلق الأزمات المتكررة والمتصاعدة في أثارة وتأجيج التطاحن الطائفي والأثني .
- وواقع الحال أن العراق هو الكاشف لحدود وطبيعة المصالح والتناقضات بين أيران وأمريكا وفي كل الأحوال يجب أن يبقى العراق وقواه الوطنية بعيدة عن سياسة المحاور وسياسة حيادية في الحذر والحذر من الوقوع بين الطرفين لأطماع كلا الطرفين بموقع العراق وسوقه وربما (تقع) القوات الأمريكية في حالة أندلاع هذه الحرب الكارثية بين فكي المقاومة الشيعية والسنية ، وأن  الصراع الأيراني السعودي الغير محسوم منذ سقوط الشاه عام 1978 على أيدي الأسلام السياسي القائم على ولاية الفقيه وأن سياستيهما ((السعودية وأيران ) قائمة على أطماع أستحواذية ويزداد التنافس شدة بوقود الفروق المذهبية والقومية والآيديولوجية الثورية ، وفي تسعيرة النفوط المصدرة والموقف من الولايات المتحدة الأمريكية وربما حتى في حج بيت الله الحرام .
أخيراً/ عند البحث في موضوع التدخل الأمريكي للعراق ومآلات السيطرة يتضح في مضمون الرؤى عند الحزبين والجمهوري والديمقراطي في تحقيق المصالح الأمريكية ولقد تعلمت الشعوب المضطهدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة ما أتضح في العراق ومنذُ 15 سنة فهي تبقى دولة مسلوبة السيادة ومبتزّة من قبل المحتل أياً كان ، لذا لا تسمح أمريكا في تهديد مركزها في منطقة الطاقة خصوصاً وحتى تكون معبر للنفوذ الأقليمي للعراق ، وأستعملت جُلّ أدواتها الأستعمارية في الجانب العسكري تحت غطاء مموه بالتدريب والتسليح والأستشارة ، وكذا في الجوانب السياسية والأقتصادية فكان لتوظيف السياسة للأحداث المتسارعة ، ولأن أرادة ورغبة النخب الخيرة من العراقيين في أفرازات أنتخابات 2018 ونجاحهم في أختيار الرئاسات الثلاثة بأراداتهم الحرة ، وبذلك أغلق العراق أبواب التدخل الأجنبي الفج والمفضوح فأخذ الميزان العسكري والدبلوماسي يميل لصالح العراق ودعوة من مواطن عراقي مغترب لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي الأسراع بشكيل الكابينة الوزارية قبل السقف الزمني الدستوري وأن يأخذ بنظر الأعتبار معادلة ( الشخص المناسب في المكان المناسب ) والله من وراء القصد !؟
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في الثامن من أكتوبر 2018



50

 
فوبيا حمى اليمين المتطرف في العالم الغربي
*عبدالجبارنوري
المقدمة/ اليمين المتطرف وصف يطلق على تيارات سياسية تتركز أساساً في أوربا وتتبنى نزعة متطرفة معادية للأجانب ، ولديهم تمسك متطرف بالقيم الوطنية المرتبطة بالهوية السياسية الثقافية واللغوية ، وتتسم بالميل الشديد للمحافظة على السمات الدينية في المسيحية ، ومن أشهر أحزاب اليمين المتطرفة في أوربا : الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الوسط الديمقراطي في سويسرا وحركة ( بيفيدا ) الألمانية التي أسستْ عام 2014 ، وحزب ديمقراطيو السويد في المملكة السويدية وعلى الأرجح يؤكد المحللون السياسيون أنها تمثل تلك الآيديولوجيات الوطنية المهزومة في الحرب العالمية الثانية مثل النازية والفاشستية ، والتي تعرف اليوم بالتيارات الوطنية الأشتراكية المعروفة بنزعتها العنصرية وأعتمادها على العرق كآيديولوجية سياسية في التعامل مع الغير ، ومن ناحية المشاركة السياسية يمكن أن تتجه هذه التيارات إلى أحزاب أحتجاجية هدفها الأساسي تسجيل مواقف بشكل تعبئة مستمرة في صفوف أنصارها من أجل تسويق خطاب تحريضي بهدف التشويش الأعلامي ويطلق عليهم ب( اليمين الشعبوي المتطرف ) ويصح لي أن أوضح أكثر بأنّها تتقارب مع آيديولوجية ( البارتهايد ) في الفصل العنصري .
ويجب أن نعترف أن ظاهرة اليمين المتطرف في الغرب الأوربي وأمريكا وبروزها على الساحة السياسية الأوربية هي أحدى أكبر الظواهر السياسية أهمية خلال العقدين الأخيرين من القرن المنصرم .
الموضوع/ أنّ الفكر اليميني المتطرف يسير بخطْ موازي مع أفكار المنظمات الأرهابية المتشددة كالقاعدة حيث يتلاقى الفكران في تصورات أدارة الصراع وترتيب أولويات السلام والحرب كما ونحن ندفع فاتورات هذا الفكر الظلامي اليوم ، والعالم يعيش اليوم في ظل هيمنة الفكر اليميني المتطرف السائد في دول الغرب وأمبراطورية اللوبي الأمريكي وحليفتها أسرائيل ، فأن العالم سيكون بعيداً عن مناخات التسامح والتعاون الذي يرقى بالحقوق والقيم الأنسانية إلى المستويات التي تهيء لمجتمع أنساني تحكمهُ قيم العدل والسلام وحقوق الحياة الكريمة الآمنة .
أسباب ظهور اليمين المتطرف في دول الغرب الأوربي والأمريكي
1-صراع الحضارتين الغربية والأسلامية بعد أنهيار منظومة الأتحاد السوفيتي وأنتشار ظاهرة ( الأسلاموفوبيا ) والأستعداد النفسي والمادي لمواجهة  خطره  .
2- العامل الأقتصادي ودوره الرئيسي في تشكيل ظاهرة العداء للمهاجرين الجدد المتهمين بمنافسة العمالة المحلية الوطنية على وظائفهم .

3- حالة المخاض الذي يعيشهُ النظام السياسي الدولي من خلال أنتهاء الحرب الباردة وأستقواء القطب الواحد المتمثل بالنفوذ الأمبراطوري الأمريكي ، والأزمات الأقتصادية الدورية للنظم الرأسمالية الغربية والأمريكية ، والتمدد الروسي والأيراني الباحث عن مكان في النظام المتعدد الأقطاب الجديد .
4- الفشل الأمني للنخب السياسية الليبرالية في أوربا وتصدع قوى اليسار العالمي .
5- ظاهرة العولمة التي أدت إلى تفجر صدام الهويات والتي تعبر عنها أنتشار ظاهرة اليمين المتطرف .
6- ظاهرة الهجرة السخية وبموجات كبيرة لتعلن اللجوء الغير شرعي في دول الغرب وخلال هذا(الكم) الهائل سوف يفتقد (النوع) المطلوب ، وبما أن معظم المهاجرين من العرب المسلمين فجرت صراع الهويات في أوربا والذي ظهر لهُ أن هويتهُ الثقافية مهددة لذا مارست اليمين المتطرف .
7- والمسألة ليست مقتصرة على الجانب الثقافي والأقتصادي بل أن التفجيرات الأخيرة شملت جغرافية واسعة في بروكسل وباريس وفلوريدا وكليفورنيا ونيس وستوكهولم ولندن وشيكاغو ، قد فاقمت صراع الهويات وزادت المادة الأعلامية لتلك التنظيمات العنصرية وكسبت تأييداً شعبياً واسعاً .
8- النظم الدكتاتورية العربية لمصادر القرار السياسي . وفتاوى الظلالة في آيديولوجيات بعض دولها أدى إلى تسارع شديد في الهجرة إلى الغرب والتي ستضاعف عوامل الضغط لوصول الفكر اليميني لمصادر القرار السياسي.
9- أنتكاسة الربيع العربي وتحوله إلى خريف سلفي متشدد يكفر الجميع بما فيهم دول الغرب .
تداعيات فكر اليمين المتطرف على شعوب العالم
-التطبيقات السلبية لمثل هذا الفكر لمسناهُ في موقف أدارة " بوش " وجرائم شارون عندما أسقطوا البعد الأخلاقي والأنساني في أشعالهم حرائق ما سمي بالربيع العربي والحرب الدائرة في فلسطين ودعم داعش والمنظمات الأسلامية المتطرفة والمتشددة وتأييد التنظيمات ذات التوجه الأنفصالي وأصحاب أجندة الأقلمة وهو ما يشكل تداعيات خطيرة على السلم العالمي، وبالرغم من صدمة الكثيرين بفوز المرشح الجمهوري ( دونالد ترامب ) لكونه جاء عكس توجهات وتوقعات وأستطلاعات الرأي العام الأمريكي والعالمي يتضح إلى أن هناك نقطة( نظام ) تربط بين صعود ترامب وبقية تيارات اليمين المتطرف في أوربا في الآونة الأخيرة لا سيما بعد زيادة العمليات الأرهابية في مناطق أوربية وأمريكا ومناطق الشرق الأوسط فكانت بمثابتة طوق نجاة لأحزاب اليمين المتطرف في جغرافية واسعة من العالم أستثمرتها تلك أحزاب في تقديم نفسها مدافعة عن المجتمع الأوربي مما زاد أسهمها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها .
- وأن هذه الأجواء الغير طبيعية في واشنطن معناهُ أن الأدارة واقعة تحت تأثير ممثلي الفكر اليميني المتطرف من مؤسسات وأفراد ، وأن الخطاب الأمريكي بعد الألفية الثانية من هذا القرن قد مال ناحية اليمين فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وخاصة بعد أنهيار مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام 2000 برعاية الرئيس ( بيل كلنتون ) .
- وبرزت في هذا العام مؤشرات لصعود اليمين المتطرف بشكلٍ ملفت للنظروخاصة في نهاية العام المنصرم في تحقيق " ترامب " فوزاً لم يتوقعهُ أي سياسي في العالم ، كذلك في هذا العام نافست مارين لوبين رئيسة الجبهة القومية الفرنسية على رئاسة فرنسا وحصلت على نسبة 39%من أصوات الناخبين ، وهو شيءٌ خطيرفي رهانات المستقبل المنظور.
- وبما أن معظّمْ المهاجرين من العرب المسلمين أدى إلى تفجير صراع هوياتي في أوربا الغربية ، ويمكن القول أن من المرجح لهذا المد المتطرف أن يزداد فالقادم ربما سيكون أسوأ ، بسبب النظم الدكتاتورية العربية وفتاوى الظلالة في بعض من دول المنطقة العربية الأسلامية والذي ادى إلى تسارع موجات الهجرة إلى دول الغرب والتي ستضاعف عوامل الضغط ليسهل وصول اليمين المتطرف إلى مصادر القرار ، لأن ما يجمع الغربيين وفق خطاب الهوية أن بشرتهم بيضاء وأنّهمْ مسيحيون - فأنجمع العرق والدين ، في نفوسهم ، أما أصحاب البشرة الداكنة ومن غير المسيحيين هم ليسو جزءاً من اللحمة الغربية لذا ليس من الضروري قبول ثقافتهم ، أو الأعتراف بحق أصحابها بممارستها في الغرب .
- والمسألة ليست مقتصرة على الجانب الثقافي والأقتصادي بل أن التفجيرات الأخيرة التي تبنتها التنظيمات الأسلامية المتشددة في بروكسل وباريس وفلوريدا وكاليفورنيا ونيس وستوكهولم قد فاقمت صراع الهويات وزادت المادة الأعلامية لتنظيمات اليمين المتطرف من أجل كسب تأييد شعبي أضافي وقد نجحت بذلك ، والخطورة أكثر حين تتحوّل تلك الكراهية إلى عقيدة  !!!.
والواقع المخيف أن هذه الأحزاب اليمينية لا يمكن الأستهانة بها بل أنها تشكل رقماً صعباً في المعادلة السوسيولوجية الجمعية الغربية ، فأنّها لم تعد ظاهرة هامشية في المشهد السياسي الأوربي بل أنها أصبحت ذات ثقل شعبي معترف به وطرفاً ثابتاً مسموعاً في المعادلات الأنتخابية ، وفاعلا سياسياً يتزايد تأثيرهُ في صياغة الرأي العام الأوربي خاصة بعد تفشي وأنتشار ظاهرة الهجرة الغير شرعية وموجات الأرهاب التي تضرب المدن الأوربية وتكاد تكون أسبوعيا أو شهريا وينطلق هنا مفهومها من منظور عرقي عنصري تكفيري بروحٍ عدوانية أقصائية ظالمة ، ويقابل هذا المفهوم المستورد مفهوم وطني ينطلق من منظور عرقي – عنصري مبني على خطاب وطني شعبوي ديماغوجي في الشكل والمحتوى وميلها إلى الصدام والمواجهة مع القوى السياسية التقليدية ، وسعيها لأستغلال وأستثمار مشاعر القلق وعدم الرضا لدى المواطن العادي ، ويبدو أنها وجدت ضالتها في أعلان رأيها في موضوع الهجرة إلى الأتحاد الأوربي بل غلق الأبواب في وجوههم وهو ما جاء ترجمتهُ في أول شهر من حكم " ترامب "لذا أن الهاربين ، من الجحيم في دولهم الأم يدخلون أبواب جهنم من أبوابه السبعة بعد تحميلهم المسؤولية عن جرائم البعض المتشدد والتكفيري الأسلاموي .
ومن العدل أن نقول أن المجتمع الأوربي قد أبتلي بهذه النخبة الضالة والمظلة ويمكن تنقية المهاجرين بضوابط حدودية وجمع المعلوماتية عن خلفياتهم ,ان نكسب الأعلام الأوربي بواسطة تلاقح الحضارات والسير نحو الحوار والتهدئة والوسطية وتجريدها من المبالغة لكي لا تستثمر هذه الأحزاب التي لها جذور تأريخية في النازية والشوفينية .
وهنا أبعث رسالة إلى اليسار التقدمي في أوربا وفي جميع أنحاء العالم : أن هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة أخذتْ تتخذ خطاباً يسارياً وذلك بأقتباس الفكر اليساري بطريقة ( مجتزأة ) وضمه إلى تراثه اليميني في محاولة لتوسيع قاعدته الشعبية وتنقية أدعاءاته .
وأخيرا/ لقد حقق اليمين المتطرف في دول الغرب الأوربي أختراقات سياسية لم تكن متوقعة قبل بضع سنوات وهو ما ينبيء ليس فقط بأن أتجاهات الرأي العام الغربي في طريقها للتغيير تجاه عدد من القضايا ولكنهُ يكشف عن نواياه الخفية بان العلاقات الدولية بشكلها الحالي قد تتغيّرْ ليحل مكانها تنافس وصراع أكثر ضراوة خارج المألوف والمشرعن بالأطار الأممي من خلال منظمة الأمم المتحدة  ، وربما أتخذ من مقالتي هذهِ رسالة إلى جاليتنا العربية والأسلامية أن تنحو نحو الأندماج في مجتمعنا السويدي الجديد وأنطلاقاً من الديمقراطية الشفافة المتاحة لنا أن ننبذ الكراهية ونعطي أصواتنا لمن يمثلنا لحزب اليسار الديمقراطي أو حزب السوسيال الديمقراطي وحتى حزب البيئة .
*كاتب عراقي مقيم في السويد
8/9/2018

51
الأنتخابات السويدية
عبدالجبارنوري
تجري الأنتخاباتالعامة في السويد مرّة كل أربع سنوات ، ويحق لحوالي 7 ملايين شخص المشاركة فيها ممارسين حقهم لأيصال من سيمثلهم في البرلمان السويدي Riksdagen  ، لقد بلغت نسبة المشاركة بالأنتخابات الماضية سنة 2014 نسبة 86% من الشعب السويدي وذلك لثقة الشعب بالسياسيين ولآن الناخب والمرشح يحمل جينات ثقافة المواطنة الحقة وعقيدة كون صندوق الأقتراع الفيصل بين الغث والسمين ، وأني حضرت  مشاهدة المناضرة على شاشات التلفيزيون السويدي للأحزاب العشرة وهم يتبادلون الحديث عن الوضع السياسي ومعطياته الحالية ورهانات المستقبل بكل شفافية وموضوعية مفعمة بالواقعية بغياب الأسلوب الديماغوجي في الخطاب السياسي والخالي من التسقيط السياسي وبدون جرح  أحاسيس وكيان الحزب المقابل بالمناضرة أنك تسمع تكرار أستعمال ( أوشيكتا ) أي من فضلك و كلمة (تكر) أي مئات التشكرات ! ، وبصراحة مؤسفة في أنتخابات وطننا الأم العراق لم نألف أخلاقيات أنتخابات العصرنة المعولمة بالديمقراطية النقية والنظيفة المعتدلة  بل للأسف ديمقراطية مُأمركة .
وهناك معروض على الطاولة أربعة أنتخابات عامة هي : البرلمان السويدي (ريكسداغن ) والمجلس المحافظة المحلي والمجلس البلدي والبرلمان الأوربي ، والأحزاب العشرة التي طرحت برامجها السياسية والأقتصادية والثقافية هي :  الحزب الأشتراكي الديمقراطي وحزب الوسط وحزب الليبراليين وحزب المحافظين ( المودرات ) وحزب اليسار و الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب ديمقراطي السويد ( حزب اليمين ) وحزب البيئة والتحالف البورجوازي وحزب الحمر والخضر .
خواطرأنتخابية لمواطن سويدي في مواضيع :
-الهجرة والمهاجرين وخطاب الكراهية : يبدو أن سياسات الهجرة تسير نحو التشدد منذ 2015 وسوف تكون دائمة في 2019 أعتقد أن تأريخ التطرف وُلِد بعد عملية أغتيال رئيس الوزراء ورئيس الحزب الأشتراكي الديمقراطي ( أولف بالما )في 28 فبراير 1986 تغير الوضع في السويد بأرتفاع الخط البياني للخطاب السياسي المتطرف بعد فوز حزب ( سفيريس ديموكراتك )الذي يقود اليمين المتطرف وفوزه بعشرين مقعد برلماني لأنتخابات 2014حيال الهجرة إلى السويد هو أن الموضوع خاضع إلى التوافق والمقبولية 014 وبالتأكيد سوف يرفع الرقم في الأنتخابات الحالية ، ولم تظهر شخصية سياسية شجاعة تدين الحرب والدكتاتورية والعنصرية والفقر التي تنتج عنها ( اللجوء ) والملاحظ هناك تقارب كبير في توجهات المحافظين والأشتراكيين الديمقراطيين بشأن سياسة الهجرة في أستمرار الأتجاه المتشدد حيال الهجرة إلى السويد وأن البوصلة المتبعة في توجيه مؤشرها إلى ىالمعادلة المعمول بها في السويد لهذه السياسة أن الكل يتجنب أقصى اليسار وأقصى اليمين بل يأخذون بنظر الأعتبار ( الوسطية ) يعني الأحزاب التي تقف في الوسط تقترب عن بعضها ، وتبقى الأحزاب التي تقف على اليسار مثل البيئة واليسار غير متفقة معهم ويبقى حزب الديمقراطي السويدي وحيدا لا تتحالف معه الأحزاب المطروحة على الساحة السياسية ، بل هو يقود اليمين المتطرف في خلق جو الكراهيىة للأجانب بل الأبعد من ذلك ترحيلهم جميعاً لبلدانهم ولكنهم لا يستطيعون .
2- سياسة العمل : في حصر مجموعة من الأجانب منهم من حملة الشهادات الأكاديمية في ورشة عمل ( براكتيك ) كالدواجن مع خليط من الأميين لتعليمهم أمور بدائية وقد يشوب التوزيع خللا في عمل الرجل المناسب في المكان الغير مناسب .
3- ملاحظه على سياسىة السكن في عزل الأجانب وأطفالهم في مناطق معينة خلال صعوبة الحصول على عقد أيجار وسط السويديين علماً أن السكن بين السويديين لهُ فوائد جمّة في تعلم اللغة بسهولة وسلاسة الأندماج .
4- وملاحظة  ( الأكيوت )الطواريء  مؤلمة ومتعبة في معاناة قضاء ليلة كاملة في أنتظار طبيب الخافر ربما من ساعة السادسة مساءاً حتى أحياناً إلى الصباح .5- مشكلة أختطاف الأطفال من عوائلهم حتى لو كان هذا الأختطاف شرعي من قبل مؤسسات الدولة نعم مقبولة عندما يكون من المستحيل بقاء الطفل عند ذويه عندما يكون الجو خانقاً بالعنف الأسري ولكن في أحيان أخرى يقع الطفل عند أسرة لا تقل غثاثة من أسرته الأصلية أنا لست مختصا سايكولوجيا فأترك هذا الموضوع الحساس للمختصين ليجدو بديلا للطفل الضحية المغضوب عليه .
6- مشكلة الجريمة المنظمة وحيازة السلاح وظاهرة حرق السيارات كما حدث في حرق 90 سيارة في يوتوباري وكذلك ظاهرة سرقة المحلات تحت تهديد السلاح .
كاتب عراقي مقيم في السويد
في 18/8/2018


 

52
تأثير العقوبات الأمريكية على العراق
عبدالجبارنوري
ثمة ملاحظات على قرار العبادي رئيس الوزراء العراقي وهو في أعلى قمة الهرم الحكومي في البلاد بأعتقادي أن العبادي قد فقد حظوظ الفوز بالولاية الثانية  تماماً وذلك للأنتفاضة الجماهيرية في تظاهرات مدن الوسط والجنوب للمطالبة في نقص الحاد لخدمات الماء والكهرباءوأرتفاع خط الفقروالبطالة الروعة أضافة إلى قراره المتهافت والخالي من الوطنية ، الذي جاء سريعاً أستغرق يومين فقط فكان عاطفياً أكثر من أن يكون عقلانياً منطلقاً من حنكة سياسية مدروسة ، ثم أنهُ وضع العراق في خانة المحاور بالذات في المحور الأمريكي السعودي بالوقت الذي أقسم اليمين الدستوري عند تنصيبه بأن يبعد العراق عن سياسات المحاور أليس هذا حنثاً لليمين ؟! ، وكان المفروض أن يضع العراق كدولة لها سيادتها وتأريخها النضالي منذ الأستعمار الكولينالي البريطاني والأحتلال الأمريكي في (حيادية) تامّة  بالنأي عن سياسة المحاور لقطبي الرحا الأيراني السوري الروسي والأمريكي السعودي ، وللحقيقة أن التخندق مع أيران ضد أمريكا شيءٌ صعب وعصي التطبيق على أرض الواقع الآن ،  وعلى الأقل ان يعلن التحفظ على القرار في تقديم المبررات الموضوعية لوضع العراق الراهن والموضوعي العقلاني في اطول حدود مع الجارة أيران ب1482 كم من المستحيل السيطرة عليه لتطبيق تلك العقوبات وأن السوق العراقية معتمدة على أستيراد مشتقات الطاقة ومواد أساسية كمواد غذائية ومواد بناء ومواد أولية لأدامة مصانع عراقية يفقد فيها آلاف الوظائف للعاملين في مصانعها مثال صناعة السيارات ، وكان المنتظرمن العبادي كرئيس وزراء أن يبني علاقات للعراق صاحب السيادة مع دول الجوار على أساس التكافؤ ولتكن لضمان مصلحة العرا ق بدل الصداقة كما يقول ديكول : للدولة مصالح لا أصدقاء .
آثارالعقوبات الأمريكية على العراق :
بعد ما تبين لللوبي الأمريكي وصقور حربها الفشل الذريع لأستراتيجيتها في محاربة الشعوب لأخضاعها ولكن أنقلب السحر على الساحر في صعوبة الخروج من مستنقع جنوب شرق آسيا ودول البحر الكاريبي ومناطق الطاقة في الشرق الأوسط أتجهت لخطٍ آخر في تركيع الشعوب وأذلالها في أستراتيجية ( العقوبات الأقتصادية ) ربما  من خلال تجويع الشعوب الضغط على حكوماتها في تغيير أو ربما أنقلاب ، وهي الأخرى فشلت في التأثير على الحكومات بقدر ما تؤثر على الشعوب وأن العالم الصناعي بحاجة ماسة للطاقة وأن اوبك عاجزة عن سد النقص الذي سيحصل بعد منع أيران من تصدير نفطها وأن سوق النفط يظل تحت خيمة الأزمات المتلاحقة وخصوصا عند تنفيذ أيران تهديداتها في غلق مضيق هرمز الذي يعتبر تهديداً مباشرا للسوق الخليجي :
-يعتبر السوق العراقية رئة أقتصادية كبيرة بالنسبة لأيران للتخفيف عن الحصار الأقتصادي علىها سوف تسعى إلى ورقة ضغط لأنعاش وضعها عبر حلفائها من المرشحين الفائزين علماً أن أيران لها في العراق ما بين 80- 90 حليفاً وبالتالي سوف لن تكون المعادلة سهلة .
- أن العقوبات الأقتصادية على أيران ستؤثر على الحوالات المالية والتعاملات المصرفية المقوّمة بالدولار الأمريكي سيكون من الصعب الحفاظ على المستوى التجاري في ظل العقوبات المفروضة على طهران .
- أن العراق يستورد 99% من أحتياجاتهِ التي تقدر بنحو 50 مليار دولار وفقاً لمصدر رسمي في وزارة التجارة العراقية : تقدر مبالغ حجم الصادرات الأيرانية للعراق في العام الماضي 7-6 مليار دولار مقابل 77 مليون دولار فقط هي قيمة صادرات بغداد ÷لى طهران ، وتحتل أيران المرتبة الثانية بين أكبر شركاء العراق التجارية بعد تركيا من حيث حجم التبادل التجاري .
- سيكون العراق المتضرر الأكبر من دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ بسبب أعتمادهِ الكبير على مشتقات الطاقة أضافة إلى السلع الأستهلاكية والغذائية ، أضافة إلى فقدان العراق لآلاف الوظائف العاملين في مصانع تعتمد على أستيراد المواد الأولية من أيران كصناعة السيارات التابعة للشركة العامة لصناعة السيارات ، وكذا على الأقتصاد السياحي حيث يفد العراق بين 2-3 مليون زائر سنوياً للسياحة الدينية حيث يدفع كل سائح أربعين دولار كرسوم تصريح الدخول إلى العراق .
- أثارة موضوع التعويضات بعد ميل قرار العبادي للجانب الأمريكي أرتفعت صيحات الجانب الأيراني في المطالبة بالتعويضات برقم ملياري بالوقت الذي لا يوجد قرار ألزامي من الأمم المتحدة بدفع تعويضات مثل القرار الأممي رقم 687 / سنة 87 في دفع التعويضات للكويت وسوف يولد أزمات متلاحقة في الدبلوماسية العراقية مع جيرانها .
- أمريكا تعاقب أيران وأيران تعاقب العراق وتثير موضوع التعويضات وبأرقم مليارية 1100ملياردولار تعويضات الحري الثمان سنوات ، ووضعت العراق كأداة تنفيذ بيد الغول الأمريكي ورئيسهُ الأهوج ترامب الغارق في دوامة الصراعات الدولية المستمرة مما أتاحت الفرصة الذهبية في سياسة ملآ الفراغ .
- دخول الأيرانيون التجارعلى خط الأزمة في العراق لسحب الدولار من السوق العراقية بمختلف أساليب الغثاثة والأنحطاط بأغراق السوق بملايين العملة المزيفة لشراء الدولار الأمريكي وكذلك أدخال المخدرات وبكميات كبية وبيعها بالعملة الصعبة مما يؤدي إلى أرتفاع سعر الصرف للدولار مقابل الدينار العراقي وظهور مصارف أهلية عميلة لأيران ويذكر أن عددها خمس مصارف متعاونة مع أيران وملاحقة من قبل أريكا .
- الغاية من الحصار الأمريكي هو التأثير المباشر على الشعب الأيراني ولك الأستراتيجية الأمريكية تهدف ( الأبعد ) من هذا التأثير : وهو حصر الشعب الأيراني في زاوية فقدان الأمل وفلتان الأعصاب التي حصيلتها
وخيمة وكارثية على النظام الأيراني ومقلديه في بغداد .
كاتب محلل سياسي عراقي مقيم في السويد
في 16/8/2018

53

 
قانون" القوميّة" لليهود----أبارتهايد أسرائيلي؟!
عبدالجبارنوري
أقرّ الكنيست الأسرائيلي قانون القومية في 10-5-2017 بأغلبية 48 صوت ومعارضة 42 في القراءة التمهيدية الأولى ، يتكون القانون من 15 بنداً ينص على أن دولة أسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي وفيها حق تطلعهِ لتقرير المصير أستناداً إلى تراث وتأريخهِ الثقافي وتغافل المشرع الشوفيني أن الوجود اليهودي الأستيطاني طاريء حديث جاء بسياق حركة كوليونالية عنصرية متحالفة مع حركة الأستعمار ، وأصل القانون أبتدأهُ تحالف اليمين الأسرائيلي في عام 2011 والذي يسمى ب( المعسكر القومي ) والذي يشكل الحكومة الأسرائيلية اليوم بقيادة ( بنيامين نتنياهو ) والدولة في نظرهم يهودية في جوهرها وشكلها ديمقراطية يهودية سن القانون يكرس يهودية الدولة دستورياً أنسجاماً مع التوجه ذي السمات الفاشية في الكنيست الذين أصدروا عشرات القوانين العنصرية بتأييد من المعسكر القومي ومن أحزاب الوسط واليسار الصهيوني ، وقد أستهدف القانون العرب الفلسطينيين المواطنين في أسرائيل وكذا الجمعيات والمؤسسات الأسرائيلية ذات الطابع المدني اللبرالي المعارض للسياسات العنصرية والمتشددين الذين يدعون دوماً على تكريس يهودية الدولة ، وتنص صيغة قانون القومية على كون أسرائيل الوطن القومي للشعب اليهودي ، وأن حق ممارسة تقرير المصير ستكون للشعب اليهودي فقط وأعتبار اللغة العربية لغة رديفة ليست اللغة الرسمية للدولة ، وينص على أن اللغة العبرية لغة رسمية للبلاد  وفي القراءة الأخيرة تبنى القانون تأييد 62 صوت مقابل 55 صوت .
كان بداية تشريع القانون في أب 2011 قدم رئيس جهاز المخابرات العام وعضو الكنيست ( أبراهم آفي ) وعضو الكنيست الآخر  (زئيف إلكن )من حزب الليكود وشارك في أعداد صيغته وديباجته ونصوصه حركة ( زو أرستينو) اليمينية المتطرفة التي تضم عصابات القتل والأبادة تمكنوا من جمع تواقيع 40 نائباً من معظم الأحزاب الصهيونية  كان من بينهم أعضاء من حزبي كاديما والعمل .
على كل حال هناك عوامل ساعدت  على ولادة قانون القومية منها : فوز ترامب للرئاسة الأمريكية وهو عراب الفتنة الأسرائيلية في نقل سفارة بلاده إلى القدس ربما دفعت أسرائيل للأستقواء به والعامل الآخر ظهور أتجاهات تعزيز فكرة أقامة أقاليم وكيانات على أساس عرقي أو ديني في المنطقة العربية كما هو في العراق وسوريا ربما كان دافعاً قوياً لأسرائيل في تبني قانون قوميتها ، وعامل آخر أن مؤسسي ومروجي القانون أستقوو بأستذكار وعد بلفور الذي نص في ديباجته : { لأسرائيل الحق في أقامة دولتهم في فلسطين} وكان أنتقاصاً لحقوق الطوائف الغير يهودية المقيمة في أسرائيل وبالتالي أن القانون – حسب أعتقادي – سوف يلاقي معارضات في الداخل والخارج حسب ما جاء في أستطلاعات الرأي أن 67% يرفضون جملة (لأسرائيل الحق في أن تعرف نفسها بالدولة القومية للشعب اليهودي) و69% من المسلمين و78% من المسيحيين و53% من الدروز ، ومن أسباب ظهور هذا القانون كذلك التخبط والتضارب في السلوك والمواقف السياسية للنخبة الفلسطينية والتلاعب في مصير الثوابت في مفهوم الدولة والسلطة والمقاومة واللاجئين ، وقد تكون حركة حماس المتشددة في أدخالها الدين الأخواني في مفهوم الوطنية الفلسطينية وهوالضياع بعينهِ ، وتهاون الأسرة الدولية وأزدواجيتها وخصوصا في جمعيتها الغير حيادية في التعامل مع الأحتلال وأغتصاب الأرض ، وأزدياد توطين العلاقات الدبلوماسية والأعتراف بها وخاصة من بعض الدول الخليجية ، وربما تشرذم الواقع العربي وتآمره التأريخي على القضية الفلسطينية ، وتشظي الواقع الفلسطيني وعلى مستوى القيادة حتى آيديولوجياً الفتح الديمقراطي وحركة حماس المتشددة ، نمو اليمين الأسرائيلي وأستقوائه بالنمو المطرد  والمتزامن لليمين المتطرف الغربي
خطورة قانون القومية وتداعياته
- أنهُ يخلُ بالتوازن الحساس القائم بين يهودية الدولة وديمقراطيتها الأسرائيلية ، ويضع مبدأ يهودية الدولة في قمة سُلمْ الشرعنة المقننة دستورياً ، والهوس الأثني يدفع بصقور العنصرية أن تعتقد أنها لحظة حاسمة في تأريخ دولة أسرائيل لتكريس لغتها ونشيدها وعلمها ، وبأعتقادي أن الدولة اليهودية تتصرف كحركة تهويدية وكوليانالية تواصل تهويد الأرض وسلب حقوق أصحابها الأصليين فهو أبارتهايد بأمتياز في أعلان الفصل العنصري ، في شطب حق العودة للفلسطينيين تحت قوة فرض يهودية الدولة فهي تحاول التنكيل بالشعب الفلسطيني لدفعهم لمغادرة البلاد بفعل التمحور الأثني والضغوط المفروضة عليهم في مجالات عديدة .
- أستثناء العرب الأسرائيليين الذين يشكلون 5-17% من أجمالي السكان ووجود 13 نائب عربي في الكنيست الأسرائيلي يعني موت الديمقراطية ، حيث لا يطلب القانون من الدولة الحفاظ على ثقافة العرب المواطنين فيها وتراثهم وأنما تترك هذه المهمة للمواطنين أنفسهم ، ويعتبر القانون تسوية ونسف وعدم أعتراف بالشعب الفلسطيني أصلاً وهم السكان الأصليون حتى وأن حمل البعض الجنسية الأسرائيلية أو سكان المناطق المحتلة عام 1967 .
- أن الكنيست نجحت في قوننة الأبارتهايد apartheid الفصل العنصري القائم على النبذ والتهميش والأقصاء والألغاء والأحتقاروالتفرقة في الخدمات وقد ترقى إلى القمع والقتل والأبادة لكون أسرائيل تستعين بالقوانين وقوّة السلاح فمنظومتا القانون المنفصلتان السائدتان في الضفة الغربية لهو أكبر مؤشرلمفهوم الفصل العنصري قانون مدني لليهود وقانون عسكري للفلسطينيين أضافة إلى أنفصال البنى التحتية الطرق والماء والكهرباء العالية الجودة والخاضعة للتطوير والحداثة والموسعة لليهود وتبقى المحددة والمنسية ذات النواقص للفلسطينيين المحكوم بنظام( التصاريح) بمعنى أن الأبارتهايد يحكم الضفة الغربية ، ويؤكد القانون حق تقرير المصير للشعب ليهودي فقط وغمط حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وتراثه وتأريخه بالوقت الذي يعتبر القانون مبدأ الأستيطان حقاً شرعيا لليهود فقط ، ثم تأريخ العصابات الأسرائيلية شاهد تأريخي على حقيقة أرهابيتها في أبادة الشعب الفلسطيني للتذكير فقط : مجزرة حيفا 37 مجزرة القدس 37 مجزرة باب العمود 47 مذبحة دير ياسين 48 مذبحة خان يونس 56 مذبحة الحرم الأبراهيمي 94 مجزرة جنين  2002 مجزرة صبرا وشتلا 82 قصف غزه 2008 عقود من التقتيل المستمر وآلاف قتلى ومعوقين واسرى على يد عصاباتها الأرهابية الأنسل وليحي والأرغون وشتيرن .
- الغاية من سن القانون هو السعي إلى حسم التناقض البنيوي القائم في مقولة ( دولة يهودية ديمقراطية ) حيث يهدف القانون إلى تكثيف الآيديولوجية الصهيونية في أرساء أدلجة اليمين القومي المشرعن بقانون دستوري كالذي ظهر اليوم إلى حيّز التطبيق رسمياً لأنهُ يدعو إلى أجهاض أي نزعة مدنية ترمي للوصول للدولة المدنية ، ويضع القانون سقفاً لتطلعاتهم وشروطاً للممارسة اللعبة، الديمقراطية الأسرائيلية في تكريس يهودية الدولة لأن حيثيات القانون تتحدث عن أرض أسرائيل ( التوراتية ) وليس أسرائيل 1947 بأعتراف الأمم المتحدة ، وأنهاء التسويات حول القضية الفلسطينية وتبرز مبدأ القومية اليهودية وليس الدين اليهودي
- أغراء الأقليات في المنطقة العربية من التوجه إلى نفس الهدف بأقامة كيانات شبيهة وبالتالي حدوث صراعات أهلية مشفوعة بأنقسامات في ذات المنطقة العربية كنموذج طموحات الكرد في العراق وسوريا إلى التأقلم القومي .
- ويعتبر القانون دعوة لليهود المتشرذمين في شتى أنحاء العالم بالعودة تحت يافطة ( لم الشتات ) ونكران هذه الدعوة على الشعب الفلسطيني المشتت اليوم ، أبجديات قانون القومية تقوية لمبدأ الأستيطان وتكريسه على عموم جعرافية أسرائيل المغتصبة وجاء مطابقاً للعقيدة اليهودية : ( أن أرض أسرائيل هي الوطن التأريخي للشعب اليهودي وأن دولة أسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وأن القدس الكاملة والموحدة عاصمة دولة أسرائيل .
- أن صدور القانون الأسرائيلي تحدي للقوانين الأممية الدولية فقرار الأمم المتحدة رقم { 3379 } في العاشر من نوفمبر 1975 الذي نصهُ : ( أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري ) فهو تشويه للتأريخ وآنتهاك صريح للشرعية الدولية ، وربما تُفتحْ جبهات ضد هذا القانون العنصري الأثني من الرأي العام الغربي بتهمة العنصرية ولكن هذا لن يغيّر من حقيقة الدستور العنصري الغير مكتوب ، وسوف تضطر إلى أجراء بعض التعديلات عليه لأسباب ليست داخلية بل آخذين على عين الأعتبار العوامل الخارجية
كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
في السابع من آب 2018
 


54

هيروشيما والحصارالأقتصادي/وتزامن الأحداث المفجعة
عبد الجبار نوري

وشاء ألقدرأن يتزامن تأريخ ألقاءالقنبلة الذرية على هيروشيما وأصدار مجلس الأمن القرار الأممي الرادع للعراق 661 بفرض  الحصار الأقتصادي على العراق بتأريخ واحد كعقوبة رادعة للمعتدي على المجتمع الدولي ، فكان تأريخ القاء اول قنبلة ذرية نووية في العالم على مدينة هيروشيما في (6-8-1945 )
وتأريخ فرض الحصار الأقتصادي على العراق بسبب حرب الخليج الثانية وأجتياح العراق لدولة الكويت كذلك في( 6-8-1990 وكان آثاروتداعيات العقوبتين متشابهة في الزمن والآثارالمدمرة للبشر والبيئة .
وبالمناسبة اني شخصيا مع العقوبة لردع المعتدي والحفاظ على السلم العالمي ولكن ليست بهذه الطرق الهمجية والأبادة المفرطة والتي ترقى لأبادة الجنس البشري وأعلان كونها مناطق منكوبة بشريا وماديا بأستعمال الأنشطار النووي لأبادة الحرث والنسل والزرع والضرع في اليابان وخنق الشعب العراقي- الذي ليس له اي ذنب وهو مبتلى بحكم دكتاتوري وقمعي زجه في حروب عبثية- بالحصار الأقتصادي أضافة الى العقوبات العسكرية بأستعمال الأمريكان سلاح الدمار الشامل للبحث عن اسلحة دمار شامل وهمية واخراج الجيش العراقي من الكويت وقصف بغداد بصواريخ اليورانيوم ، ولاحقآ تأكد للمجتمع الدولي ( ان الأمريكان استعملوا القنبلة النيترونية ) في حسم معارك الجيش العراقي في 2003  لذلك تكون الآثار المدمرة للحصار الأقتصا دي للبشر والبيئة في العراق متشابة بتقاربات الآثارالمدمرة للجنس البشري والبيئة في هيروشيما وسأستعرض الكارثة في  كلا البلدين .
نفذت امريكا هجوما ذريا نوويا ضد الأمراطورية اليابانية عند نهاية الحرب العالمية الثانية في حين ان اليابان أوقفت جميع عملياتها العسكرية لخسائرها الفادحة في جميع الجبهات واكد أكثر المحللين العسكريين بأن الأمراطورية اليابانية (تحتضر)، ولم يستدعي الأمر ضربها نوويا لأرغامها على الأستسلام ، ولكن بحجة رفض اليابان  ( اعلان بوتسدام) الذي نص على استسلام اليابان بدون شروط ، بينما الحقيقة النأريخية تؤكد للرأي العام العالمي المتمدن والمتحضر ومحبي السلام العالمي ، بان ترومان رئيس الولايات المتحدة وصقور الترسانة العسكرية الأمريكية ابتهجوا باستغلال الفرصة الذهبية لأجراء تطبيق عملي وعلى خارطة ارضية –بعد تأكدها من غض نظر الحلفاء- واجراء التجربة على البشر والبيئة ، وكذلك لتخوبف العالم وفرض سيطرتها العسكرية المستقبلية على الشعوب ، وكان من نتائج القاء القنبلة على مدينتى هيروشيما قتل ما يقارب140 ألف انسان في هيروشيما و80الف في مدينة ناكازاكي وتدمير60% من المدينتين وموت 90% من الأطباء و93% من الممرضين وموت المئات من الأسرى وفي مجرد ومضة عين سريعة كان 66 الف قد قتلوا و70 الف جرحوا بواسطة التفجير المتكون من عشرة آلاف طن من المواد السامة والقاتلة ، وتعرض المدينتين ومايجاورها للتسمم الأشعاعي وسوء التغذية وانتشار سرطان الدم ( اللوكيميا ) الذي ادى الى موت اعداد لاحقة من اليابانيين ، وظهور اضطرابات نفسية وسايكولوجية ، واكد علماء السياسة : بان القنبلة الذرية التي القيت على اليابان  كانت اكثرمن سلاح دمار شامل فقد كانت سلاحا نفسيا بظهور حالات عديدة كالأختلال العقلي وانتشار الجريمة والأنتحار ، ولم يقتصر اضرار القنبلة الذرية في وقت الأنفجار بل امتدت الى الأجيال الآحقة بسبب استمرارالتأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الأشعاعي والذي لم يمت ساعة الأنفجار مات بسبب الأسهال وفقدان الشهية ونزيف دموي من الأنف والأذن  والفم مع سقوط شعرالرأس ، مع نهايةعام1945بلغ عدد القتلى 140الف وعلى مدى الخمس سنوات التالية مات 60 الف الشخص ، وان الموت والمرض بسبب قنبلة هيروشيما وناكازاكي مستمر على الأجيال الاحقة ، وتشير بعض التقارير الى وفات 200 الف شخص بين عامي 1950-1990، وتبين اخيرا بان الأشعاع قد اثر على الخارطة الجينية للنسل الياباني بموت الأطفال وظهور التشوهات الخلقية ، ولتوضيح تاثيراتها المستقبلية تاسست في عام 1948( لجنة ضحايا القنبلة النووية)وكانت غايتها أجراء تحقيقات حول آثار الأشعاعات النوويةعلى البشر وكان تأسيس اللجنة وفقا لتوجيهات ترومان طبعا لغايات عسكرية ومخابراتية .وفي سنة 1975تم انشاء  ( مؤسسة بحوث الآثار الأشعاعية) واعلنت الحكومة  اليابانية في 31-3- 2009مجمل ضحايا القصف النووي 235569 شخص لقوا حتفهم وسجلت على شكل قوائم وضعت على النصب التذكاري للسلام في المدينتين. واحتفلت الحكومة اليابانية والشعب في 6-8-2013بمرور الذكرى 68 لهذه الفاجعة الأليمة عند النصب التذكاري بدق الأجراص واطلاق الحمام الأبيض ، والأستعدادات جارية اليوم للأحتفال بهذه الذكرى المؤلمة والموجعة في الأسبوع القادم يوم الأثنين 6-8-2018 .
وبصدد الحصار الأقتصادي على العراق و سوف نكشف الآثار المدمرة التي اصابت العراق ولمدة 13  سنة ولا تزال آثارها السلبية سارية المفعول ، اصدر مجلس الأمن القرار( 661 ) السيء الصيت : فرض الحصار على العراق وادخاله تحت طائلة البند السابع ، وشملت العقوبات في الحصار الأقتصادي حظرا تجاريا كاملآ وأيقاف صادراته النفطية التي تعتبرالمورد الرئيسي للاقتصاد العراقي بنسبة95% وغلق الطرق البرية والبحرية والجوية ، ونتيجة للقصف الصاروخي وبأفتك  اسلحةالدمار الشامل باليورانيوم ، وتم تدمير البيئة التحتية من محطات اتصالات وكهرباء ومصانع ومعامل ومنشآت نفطية ومخازن للحبوب ومؤن تموينية واسواق مركزية ومحطات ضخ المياه والمنازل وحتى الملاجىء وعلى مدى 42 يوما ، وأدى الحصار الى نتائج مخيفة في حياة العراقيين ، ويمكن حصر الآثار المدمرة بهذه النقاط المختصرة وهو  (غيض من فيض) .
1-موت اكثر من خمسة آلاف طفل عراقي دون الخامسة من العمرثم وصل للجيل اللاحق 15سنة
2-موت اكثر من مليون ونصف  المليون عراقي نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء وارتفاع نسبة الأمراض المزمنة كالسكري ، وارتفاع ضغط الدم ، وامراض الكبد والكلية،وموت 250  شخصاً كمعدل يومي
3-نقص الدواء واختفائه احيانا
4-انتشار التسول والبغاء
5-انهيار التعليم بسبب قلة الأبنية المدرسية وتسرب التلاميذ للمساهمة في معيشة أسرهم
6-أنهيار النظام الصحي : قلة المستشفيات وهجرة الأطباء الأختصاص
7- تدمير البنى التحتية من طرق وجسور ومعامل ومصانع وخراب شبكات المياه والصرف  الصحي
8- هجرة الكفاءات العلمية والمتخصصين اكثر من 35 الف باحث علمي وأستاذ جامعي وطبيب متخصص ومهندس مرموق
9-الهجرة الجماعية للعراقيين وصل الى اكثر من خمسة ملاين مهاجر الى دول المهجر
10-التفكك الأسري والتشرذم والترهل الأجتماعي بارتفاع معدلات الجريمة والرشوة والسرقة والتهريب والأنتحار
11-ارتفاع حجم التضخم وصل الى 24000% في نهاية عام 1994 ادى الى هبوط قيمة الدينار العراقي من ثلاثة ونصف دولارللدينار الى4000دينار للدولار الواحد في ظل الحصار ، فاصبح راتب الموظف لا يكفي لشراء طبقة بيض مما دفع العراقيين الى العمل الأضافي او بيع اجزاء من دار سكناه واضطرالعلماء والأدباءالى بيع كتبهم الثمينة،وللعلم ان الحصارالأقتصادي الطويل وضرب العراق باليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض ادى الى انتشار الأمراض السرطانية التشوهات الخلقية وموت المواليد وهذا يعني انها اثرت في الخارطة الجينية وظهور هذه الآثاربشكل خاص في محافظة الأنبار وكذلك في محافظات الوسط والجنوب وبشكل اكيد لوثت التربة والمياه.واكد ( المركزالطبي لليورانيىوم) وهو مركز دولي مستقل في الولايات الأمريكية المتحدة وله فروع في عدة دول اوربية حيث اجرت في أيلول 2003 دراسه اشعاعية علمية واسعة شملت بغداد وضواحيها ومدن وسط وجنوب العراق وجدت: تلوث البشر والتربة والمياه وهذه  شهادة  علمية من مركز عالمي رصين ،  ألا ترقى ؟؟؟!!!  لكارثة القنبلة النووية والحصار الأقتصادي على العراق الى كوارث بشرية وبيئية متشابه؟؟؟
واخيراً/ أن الأخطر والأفدح أن الأحتلال الأمريكي البغيض وحصارهِ الأقتصادي للعراق قد خرّب ودمر (المنظومة الأخلاقية) للشعب العراقي في ممارسة طريق الرذيلة واللصوصية والمخدرات وسرقة المال العام والتشرذم الطائفي والأثني والعشائري وغياب ثقافة المواطنة .
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
31-تموز-2018 ستوكهولم
 
 
 





   



   

55
غلق "مضيق هرمز "/التحديات ورهانات المستقبل!؟
عبدالجبارنوري
يمكن التعريف بجغرافية مضيق هرمزStrait Of Horms   أنّهُ في منطقة الخليج العربي من جهة ومياه خليج عُمان والبحر الأحمر والمحيط الهندي من جهة أخرى ، وتطل عليه من الشمال أيران ( محافظة بندر عباس ) ومن الجنوب سلطنة عُمان ( محافظة مسندم) التي تشرف على الحركة الملاحية فيه بأعتبار المضيق يقع ضمن مياههِا الأقليمية ، ويضم المضبق عددا من الجزر الصغيرة الغير مأهولة أكبرها قشم الأيرانية ولاراك وهرمز، أضافة إلى الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين أيران والأمارات ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) ويبلغ عرضهُ 50 كم وعمقهُ 60 م .
الأهمية الأستراتيجية للمضيق : أن أستخدامات هذا المضيق بالذات :( مشرعن ) أممياً ومحليا بالموافقة والقبول الجماعي للدول المتشاطئة عليه بقانون ملاحي يؤكد حيثياته في الأستخدام المطلق لأيٍ كان من دول العالم طالما لا يضر سيادة الدول وسلامة نظامها وأمنها في أتفاقية 1982 بعنوان " الأتفاقية الدولية لقانون البحار " في مادتها ( 38) تذكر نصاً : تتمتع جميع السفن العابرة للمضايق الدولية بما فيها " مضيق هرمز " بحق المرور دون أية عراقيل سواءاً كانت هذهِ السفن والناقلات تجارية أوعسكرية ، أضافة إلى مؤتمر قانون البحار في جنيف 1960 -1958 المعقود تحت راية الأمم المتحدة المطالبة بالأشراف الأممي للمنظمة الدولية ، حتى جاء القانون الدولي لحماية المضايق البحرية 1982 ، والذي ألغى مطالبة أيران بالأشراف عليه بحجة وقوع المضيق ضمن مياهها الأقليمية والتي أشعلت ردود الأفعال والأحتجاجات الأقليمية والدولية ، وبأعتقادي هو الموضوع الساخن اليوم وربما هو ذاك برميل البارود قبيل أشتعال الحروب في العالم لكون الأهمية الأستراتيجية لهذا المضيق الذي يعد من أهم عشرة مضايق وأكثرها أهتماماً من قبل دول العالم التي تحتوي على أكثر من 120 مضيق تتوزع عبر مياه ومحيطات هذا الكوكب وهي : مضيق فلوريدا ، مضيق دوفر ، مضيق موزمبيق ، مضيق باب المندب ، مضيق جبل طارق ، مضيق ملقه ، مضيق لومبورك ، مضيق الساجدات ، مضيق لوزون ، مضيق البسفور والدردنيل : وذلك للأهمية الأقتصادية والتجارية للمضيق وخاصة عند ظهور النفط الخام في منطقة الخليج التي تضم مضيق هرمز حين تعبرهُ أكثر من 30 ناقلة نفط يومياً بمعدل ناقلة  نفط كل 7 دقائق ، أضافة إلى أهميتهِ الجغرافية فهو من أهم الممرات المائية لشحن النفط الخام وبالمقابل توريد الخدمات التكنلوجية والأستهلاكية لدول الخليج بما فيها العراق ، حيث سجلت الأرقام التصديرية عام 2012 ما يقارب 19 مليون برميل يومياً أو أكثر من 25% من النفط المستهلك في الغرب هو طبعاً من دول الخليج والعراق ، فهو أحد أهم الممرات المائية في العالم والذي أسهم في تطوير التجارة الدولية ، وزادت أطماع الغرب بما فيهم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا عندما ظهرت كشوفاتهم الأستخبارية على الخزين الأحتياطي النفطي للدول الخليجية والعراق برقمٍ خرافي يبلغ حوالي ( 740 مليار برميل ) .
تهديدات أيران بغلق المضيق : أعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الأيرانية يوم 1-12-2016 أنها أتمت سيطرتها على " مضيق هرمز " بشكلٍ تام ، لما يمثلهُ المضيق والخليج من أهمية أستراتيجية لأيران لذا وجب الدفاع عنهُ بحسب زعم القيادة العسكرية الأيرانية ، وقد أعتبرها أرهاصات جدلية تأريخية لنشوب مواجهة عسكرية أفتراضية وهمية مع العسكرتارية الأيرانية بتصوّرْ خاطيء : بأن المفتاح سيكون بالتالي بيد أيران في كسب نهاية المضيق البحري يمكن في خلط الأنتصارات النفسية بالسياسية كضرب السفن أو التحرش بناقلات الطائرات الأمريكية حتى لو لم تتمكن بالضرورة من تدميرها وبأفضل النتائج سوف تصل لأرتفاع سعر البرميل النفطي وزيادة الضغط الدولي على الولايات المتحدة الأمريكية بتحميلها أعباء أشكالات هذه الأرهاصات الحربية مما يدفعها على وقف هجماتها العسكرية ضد أيران أما الخسائر الأيرانية ستكون (باهضة)الثمن في تدمير قواتها أو أجزاءٍ منها ، بتصوري أن اللعبة خاسرة لدى الجانب الأيراني لأن مسألة غلق مضيق هرمز يضرُّ مباشرة بالأقتصاد الأيراني الهش الذي أظهر تأثر أقتصادها في أنخفاض العملة المحلية مبكراً  ، ولأن هناك معطيات جيو سياسية وأقتصادية بدت آثارها تطفح على السطح الأيراني من الداخل من الآثار السلبية للحصار المفروض عليها من أمريكا ودول الغرب في تجميد أرصدتها التي في الخارج وتدهور العملة المحلية بشكلٍ سريع ، ثم أن نصف أيراداتها من صادرات النفط التي تمر من مضيق هرمز ، أضافة إلى أن أي أقدام لطهران لغلق المضيق سوف تثير عموم المجتمع الدولي عليها لكون أقتصاديات دول العالم ستتضرر من جراء توقف أيرادات النفط الخليجي ، مع هذا الكم من التحفظات والمعطيات يبقى هوس غلق المضيق الورقة الآقوى بيد أيران حتى وأن تحول التهديد إلى فعلٍ جدي وحسب تصوري لن يحدث مثل هذا الحدث لكون حصيلتهُ كارثية على الكل وأولهم أيران ، وتبقى أيران ودول الخليج ( الضحية ) وأمريكا ( الجلاد ) التي تدعي حماية أمن منطقة الخليج والتي هي دعاية رخيصة لكون أمن المنطقة مرتبط بدول هذه المنطقة التي لديها مصالح مشتركة والتي لا علاقة لأمريكا بها وحتى أنها غير مؤهلة لأبداء رأيها في هذا المجال ، وربما تكون ورقة شكوى ناجعة بيد أيران في المحافل الدولية لأن زعزعة أمن المضيق ستزعزع أمن جميع المنطقة ، ثُمّ أن أيران ليست على جديدٍ من تهديد في غلق المضيق بل هي تعتبرهُ مناورة سياسية لممارسة الردع الأستراتيجي لتلافي التكلفة العسكرية والأقتصادية والسياسية والأمنية .تداعيات غلق المضيق :
-يعد الباب الوحيد الذي تخرج منه صادرات النفط إلى العالم الصناعي والتي تبلغ 17 مليون برميل يومياً ، أذ يعبرهُ أكثر من 40% من نفوط العالم ، بمعدل 20-30 ناقلة يومياً ، وكذلك يمر أكثر من 90 % من نفط الخليج خلال هذا المنفذ البحري ، وأن 30% من الغاز الطبيعي المسال تمرُ عبرهُ سنوياً .
- أكثر الدول المتضررة في حالة غلق المضيق هي الصين التي تعتبر الشريك التجاري الأكبر مع أيران حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 45 مليار دولار سنويا والكارثة حين يكون هذا التبادل عبر مضيق هرمز والذي يفرض مقبولية نظرية الحفاظ على مضيق هرمزسالما ومتعافيا : لكونه هو الممر المائي العالمي يسيطر على محيط نفطي لا حدود لهُ يحوي على خزين أحتياطي يقدر ب 750 مليار برميل ، وتتأثر اليابان التي تستورد ما يقارب من 35% من نفط المنطقة وتليها كوريا الجنوبية بنسبة 14% ،
- يعتبر مضيق هرمز الممر الوحيد لخمسة دول : الكويت ، الأمارات ، البحرين ، قطر ، العراق ، ويعتبر الشريان الحيوي لها لذا فأن الأسطول الخامس الأمريكي لا يزال مرابطاً في البحرين ، والجميع يتوجس الخيفة من الغلق لأنهُ يخنق الأقتصاد العالمي وذلك لأن سدس النفط العالمي يمر عبر المضيق ، يمكن أن نلقي نظرة خاطفة على بعض نماذج من الدول الصناعية الكبيرة مثلا الأقتصاد البريطاني قد لا يأتيه الضرر من منطقة اليورو بل الأكبر منهُ من غلق مضيق هرمز ، وبأعتقادي أن تصريحات المسؤولين الأيرانيين ليست جدية بل مجرد أيماءة القصد منها أستعراض القوّة لرفع سعر النفط ، والأعلام العالمي قد تعوّد على مثل هذه التصريحات الأنفجارية النارية ، وعلى كلِ حال سوف تتجه أمريكا والغرب إلى تفادي أرتفاع سعر النفط من دون تقييد الصادرات الأيرانية لأن هذا الأمر سيضر الأقتصاد العالمي ويزيد قدرة أيران على تمويل برنامجها النووي .
- وفوبيا الغلق دفع الكثير من الدول النفطية إلى ( البدائل ) كأستخدام الخزن الأسترتيجي في دولة صديقة أخرى كما في خزن التفط الكويتي في اليابان ، والأتجاه إلى تفعيل الأنابيب المتوقفة كما في أعادة تأهيل أنبوب النفطي الأستراتيجي بين العراق والسعودية وتكملة أنشاء انبوب النفط العراقي الأردني لميناء العقبة ، وأمتد الطلب على البديل بعد التهديدات بالغلق إلى دول الخليج .
- في حالة الغلق سيحكم بالأنعزالية على عموم منطقة الخليج بما فيها العراق وأيران خصوصا وسيحرمها من التكنلوجيا المتطورة وبالمقابل أن 22% من السلع الأساسية في العالم كالحبوب وخامات الحديد والأسمنت تمر عبر المضيق ، وأن السعودية تصدر 88% من أنتاجها النفطي عبر المضيق بينما يصدر العراق 92% من أنتاجها النفطي عبر المضيق والأمارات تصدر 99% .
الحل/ ستضطر الدول النفطية لشق قناة مائية – لثرائها المادي –على غرارقناة السويس تربط مياه الخليج العربي وخليج عُمان ، أي بين خطي عرض 26 شمالا وطول 56 شرقا حيث تؤمن هذه القناة مدخولات كبيرة بأرقام خرافية مذهلة لسلطنة عُمان ودول الخليج المساهمة في أنشاء هذا المشروع البديل عن مضيق هرمز في حالة ظهور الجدية في غلقه من قبل أيران
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
في 21 تموز 2018

 

56
المونديال تمازج ثقافات/أين العرب منها؟!
عبدالجبارنوري
بطولة كأس العالم لكرة القدم هي البطولة الحادية والعشرين ، حيث فازت روسيا بشرف أستضافة البطولة منذ سنة 2012والدولة الروسية تستعد لأستضافة النخب الكروية العالمية ، وبدأ التهيؤمنذ عشر سنوات لبناء ثلاثة ملاعب بطرازات هندسية حديثة مبهرة بأحدث هندسة معمارية مضافة لسبعة ملاعب دولية في العاصمة موسكو تستوعب أكثر من ستين ألف متفرج ، وكان هاجس الحكومة الروسية أنصبّْ على أهتمامها بمسألة الرياضة التي تدفع نحو تمازج الحضارات والثقافات بالأضافة الريعية الربحية حيث يخمن الأقتصاديون كسب روسي أكثر من 5-2 ملياردولار الأستضافة ، وجرتْ أفتتاحية المباريات في يوم 4-6 والذي حضركرنفال الأفتتاح الرئيس " بوتين " الذي كان لحضوره تأثيراً مهماً في حياة الأمة الروسية ، وستجري مباريات كأس العالم 2018 في 11 مدينة روسية ، وسيشارك في البطولة 32 منتخبا وطنياً ، وقد أعجبتني مقالة للكاتب الكويتي صلاح الدين شيحاوي في جريدة النبأ يقول ( --- والفقراء هم من كتب تأريخ كرة القدم وهم أساطيرها ونجومها على مرْ التأريخ : بيليه كان مساح أحذية في شوارع البرازيل ، ومارادونا وميسي قدما من أحياء فقيرة في الأرجنتين ، ورونالدو سليل عائلة فقيرة تسكن جزيرة ماديرا البرتغالية ، وجورج وياة بفضل كرة القدم تحوّل من طفل مشرد في ليبيريا إلى نجم عالمي توج بالكرة الذهبية ثمّ بات اليوم رئيسا لبلاده ) أنتهى .
 والذي يفترض من هذه المونديالات والتي تيدو كرنفالا أمميا في تمازج الحضارات والثقافات أما اليوم بفضل العولمة المزدوجة الولاء تدار هذهِ البطولات بواسطة أمبراطوريات المال وتُعرضْ مكان البطولة إلى مدينة قمار ورهانات حيتان لاعبيها وهدف جميع أصحاب القرار الرياضي لهاجس النفعية الربحية بأرقامٍ مليونية وحتى الفيفا وطاقم الحكام من السهولة أختراقهما بالرشا والضغوطات الدولية ، وهو شيءٌ طبيعي حين تكون اللعبة تحت خيمة  الرأسمالية المتعددة الرؤوس .
ونحن متلهفين لمشاهدة ممثلي أمتنا العربية في مراكز متقدمة ليس من الضرورة الوصول إلى نهائيات المونديال وهو حلمٌ ممنوع علينا أن نحلم في كل المجالات ، فدخل المنتخب السعودي مدجج بجيوش ألكترونية ومادية محسوسة من أعلام مهوّلْ وأبواق تنفخ ومشجعين بالمئات من السعودية والدول الأوربية مجاناً على حساب ثروة البلاد البترولية الثرية ، فأنفجر الطبل الأجوف والفريق يستعرض  أمام ملايين البشر وهو يرتعد خوفاً ويتبادل الفريق النظر لبعضهم بالريبة والخوف من النتيجة المأساوية المؤطرة بالعار بخمسة أهداف بدون رد وضاعت آمال السعودية والعرب معها ، وأخذنا كأسا من الصبر وقلنا ( خيرها بغيرها ) بأنتظار مصر العروبة ونحن نشاهد مجريات اللعبة والألم يعتصر صدورنا ، ويبدو الفريق المصري مشتتا هو الآخر ورخوا في الدفاع والهجوم اللهم فقط في حارس المرمى الذي أثبت رجولتاً وتماسكاً وخلص المرمى المصري من اربعة أهداف ، المهم خرج خاسراً في الأدوار الأولى من اللعبة ، ويبقى أملنا معلقا بالمنتخب المصري والمغربي والتونسي لدورال 16 على الأقل (بدون طمع )وهو الطموح الأدنى ، أما الفريق العراقي فهو مات منذ زمن العتمة زمن الآحتلال والكرة العراقية تحت سيطرة " جمهورية نوادي العبث والفساد الأداري والمالي "برئاسة أتحاد الكرة العراقية التي ولاءها ليست للعراق والأمة العربية حين صوّت الأتحاد لصالح أمريكا ضد المغرب ، والحكومة عاجزة في معالجة الخلل الكروي وحسب أعتقادي لتحرير الكرة العراقية ينبغي على الحكومة العراقية الجديدة أن تتهيأ خوض معركة المصير مع الأتحاد العراقي للتغيير الجذري وألا تبقى الكرة العراقية أسيرة منافسات الكراسي ، وهدر وتبذير الهبات المليونية من الحكومة المركزية .
كاتب عراقي مغترب
في 18-6-2018

   

57
حكاية فنتازية-----  أسمها أحتراق ضمائر؟!   
عبدالجبارنوري
ثمة سُنّة من سُننْ السوء زرعها المحتل وأعوانُهُ من العملاء وما أكثرهم التي هي ( مودة الحرائق ) أن ما حدث في الأحد الماضي في أندلاع الحرائق في مخازن مفوضية الأنتخابات في الرصافة لهو أمرٌ يدعو إلى السخرية والأشمئزاز والحزن في آنٍ واحد والمتزامن بتدهور الوضع السياسي والأمني بعد كل عملية أنتخابات والذي أعتاد المواطن المسكين عليه وبقناعتي أنهُ حدث فنتازي خيالي لم يحث مثل هذا التحدي منذ تأسيس الدولة العراقية المستلبة في زمن العتمة وبحسب قناعتي ومن حيثيات الحدث المأساوي أنها ترقى إلى درجة الجناية العمد سبق الأصرار والتحدي ، وأن العراقي قد تعّودَ على مثل هذه الأفلام الهندية في حرائق طابق الملفات والعقود ودسكات الحسابات ربما تكون على الأغلب في الطابق الثاني للمؤسسات الحكومية ، حيث أصبحت ألسنة النيران وأعمدة الدخان عادية عند المواطن بسبب أفتضاح جرائم السرقات ونهب المال العام حين تصبح رائحتها تزكم الأنوف وهي تلتهم معها جماليات واجهات هذا الوطن المستلب دوماً ، وتكرار حوادث الحريق وبالذات في الطابق الثاني وهذا هو شرُ البلية ما يضحك ويبكي في آنٍ واحد ، وهو أمرٌ غريب يثير الشكوك ويفتح أبواب نظرية الأحتمالات في التفسير والتأويل ، ولصمت المسؤولين وطول مدة التحقيق والحصيلة الأخيرة المعروفة هو ( التماس الكهربائي ) ، حيث كشفت وثيقة الأدلة الجنائية الخاصة بالحريق الذي حدث في الطابق الثاني من مطار بغداد الدولي في 7 تشرين ثاني 2017 عن أحتراق عقود الأيرادات المبرمة مع بعض الشركات الأجنبية ، والحقيقة الصادمة أن سبب الحريق هو بعض من المسؤولين لجؤوا إلى عملية أحداث الحريق المتعمد في القسم القانوني للمنشأة لأخفاء ملفات الفساد والتي تحوي على ملف قطاع الرقابة الجوية والذي قيمتهُ 50 مليون دولار سنويا لصالح جيوب الفاسدين  وعلى رأسهم مدير عام المنشأة للطيران المدني الذي ( أقيل وأعفي ) من منصبه بعد تدخل وأطلاع رئيس الوزراء على حيثيات التحقيق ، ولكن يبقى هاجس التماس الكهربائي هو الأبرز وربما تنطلي على الكثير من السذج من الناس لهذه الأسباب :
لم تبذل الحكومة جهداً في التحقيق الجدي بهذا الشكل المريب ، وتقديم الجناة إلى العدالة  بتعرض لجان التحقيق إلى ضغوطات وتأثيرات  وربما تهديدات مباشرة من مجموعات متورطة ومستفيدة  ، وللأسف الشديد أصبح العراق ساحة لعرض العجائب والغرائب ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم ، ومشرحة لتوضيح سبب الموت المجهول ، ومختبراً لأيشع الأمراض الأجتماعية ، والمؤلم أكثر هو ضياع هيبة الدولة وسيادتها في المحافل الدولية بفقدانها الخيط والعصفور كما يقول المثل الشعبي .
وأخيراً وليس آخراً لقد أدركت شهرزاد الصباح لتهمس في أذن عريس الغفلة شهريار ( أسكت لحد يسمعنا ) ضحاياك في تغييب بنات جنسي من الحسناوات ألتهمتها الحرائق وقيّد بأسم مجهول --- !!!؟؟؟
كاتب عراقي مغترب
في 15 حزيران 2018
 


58
سد أليسو التركي--- يغتال دجلتي
عبد الجبار نوري / السويد
أبثُ لوعتي وشوقيّ المشبوب وعشقيّ الممنوع ألى توأمَ روحي وملعب صباي " دجلةَ الخير" من  خلال رائعةِ الجواهري لعلها تُطفِيءْ لظى حنيني وطوفان وجدي ،
هيهات من أخماد هذا العشق الصوفي الذي يحكي تأريخ أعرق حضارة في العالم حين وضعتْ بصما تها على شواطىء هذا النهر المقدس:
يا دجلةَ الخيرِ
حَييّيتُ سفحَكِ عنْ بُعدٍ فحييّني----- يا دجلةَ الخير يا أِمّ البساتينِ
يا دجلةَ الخيرِيا نبعاً أفارقهُ-------- على الكراهةِ بينَ الحينِ والحينِ
إني وردتُ عيون الماءِ صافيةً----- نبعاً فنبعاً فما كانت  لتروينِ
يا دجلة َ الخيريا أطياف ساحرةٍ-----يا خمْرَ خابيةٍ في ظلِ عرجونِ
أدري من ألفٍ مضتْ هدراً-------للآنَ تهّزين من حكم السلاطينِ
وعاد زمن الطاعون العثماني ليغتالَ دجلتي بعنجهيّة تركيا الجارةِ والمسلمةِ ملوّحةً بمعادلتها الظالمةِ { برميل ماء = برميل نفط} وقد روّجَ  لهذهِ المعادلةِ الغير مسؤولةِ كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية وأسرائيل ، وكان للمال السعودي والقطري الأثر كبيراً في تسريع أنشاء السدود التركية وقدما  القروض والهبات والتأييد لجميع مشاريع تركيا العدوانية فقط لألحاق الأذى بالعراق وغمط  حقهِ الطبيعي بالمياه حسب نظرية( الحق الطبيعي) والتي تعتبر مبدءاً تشريعياً دولياً تعتمد عليها معظّم الأتفاقات الدوليةِ. والذي جلب أنتباهي أن أكتب عن هذا الموضوع ثانية هو وقوع نظري على بوستر كبير وملوّن ورائع في القشلة في بغداد الحبية الآن { حماية دجلة واجبك وواجبي ، بمناسبة اليوم العالمي للعمل من أجل الأنهار، حملة الدفاع عن الأنهار ضد السدود } ، شكلت وزارة حقوق  الأنسان وبمشاركة وزارة البيئة  لجنة متخصصة للنظر في تأثير سد اليسوعلى شروط السلامة الدولية وحقوق الأنسان وجعلت يوم 14 آذار يوماً عالمياً للمياه ، وذلك لأنّ الحصول على المياه حق أساسي من حقوق الأنسان ، وتعميم أفكار حقوق الأنسان خاصةً الحق في المياه ، والحق في البيئة النظيفة ، والحق في التراث الثقافي، والحق في الغذاء، والحق في العمل، والحق في التنمية .
وأن تركيا بدأت التخطيط لسد اليسو منذ عام  1930 ، وفي أواخر عام 2006 وضعت الحكومة التركية الحجر الأساس وعلى بعد 50 كم عند الحدود العراقية وتبلغ تكلفة المشروع مليار و200 مليون دولار ، ويتمركز سد اليسو في منطقة (دراغيجبيتين) الواقعة على بعد 45 كم من الحدود السورية ، بمقدور السد خزن كمية من المياه تقدر ب(40-11 )مليار متر مكعب ، وتبلغ مساحة بحيرة السد 300 كم مربع وتبلغ طاقة المحطات الهيدرو كهربائية الملحقة بالسد 1200 ميكا واط وبطاقة سنوية (3830 ) كيلو واط ، وعند الأكتمال للسد سوف ينخفض المورد المائي عندنا الى (7-9 )مليار متر مكعب سنويا .
 بتأسيس ( أدارة الدراسات الكهربائيةِ)التى قدمت  دراسةٍ في أحتياجات تركيا للمياه  والكهرباء وكانت الدراسة ِ غير منصفةٍ وأعطتْ الحق لتركيا لأستغلال مياه الغير بشكلٍ مفرط أكثر من حاجتها والدراسة تخصُ سد *كيبان *الذي نُفّذ عام 1974 على الفرات ثمّ تلتهُ دراسات أوسع وأشمل بعد تأسيس مشروع جنوب شرق الأناضول( الكاب)وهو مشروع عدائي للعراق بالذات بُنيّ على أساس رفع المياه الى مناطق حوضي دجلة والفرات بالرغم من ارتفاعها ووعورتها وغير صالحةٍ للزراعةِ ورصدت لها مبالغ طائلة لبناء مقترباتها وملحقاتها من سدود وأنفاق ونصب المحطات الضخمة  لرفع المياه ، وخلاصة القول إنّ تركيا تمتلك 91 سد على نهري دجلة والفرات، والغريب في حالة أكمال السد حتى الشعب التركي يتضرر: لأنهُ سيعرض أكثر من 200 موقع اثري وتراثي ومدن تركية يسكنها الأكراد ولها قيمة تراثية عظيمة سيعرّضُها للغرق والتدمير على سبيل المثال مدينة( حسن كيف) التراثية والتي يعود زمنُها الى أكثر من عشرة آلاف سنة-----
ويُعدْ سد "أليسو"أحد مشاريع جنوب شرق الأناضول المسمّاة --- ب(الكاب)،  وألحقت به (سد اتاتورك)على نهر الفرات الذي يعتبر خامس أكبر سد في العالم وأنتهى العمل بهِ عام 1990 ويروي  872 ألف هكتار ويولد 2400 ميكا واط من الطاقه ، وأنّ مشروع سد (جزره)التركي هو الأسم الآخرلسد (اليسو)بل المرحلة التكميلية لهُ والذي تمّ أنشاء 22 سد و19 محطة توليد كهرباء لتوليد7500 ميكا واط  ويهدف المشروع لري 7-1 مليون هكتار كلفة المشروع 31 مليار دولار---- وستحتاج الى21 مليارم3 من مياه نهر الفرات و7-9 مليار م3 من مياه نهر دجله- وبعض التقارير تشير الى حوالي 15 مليار م3 من مياه دجله فقط- أي أستغلال ما يفوق حاجة تركيا المنطقية بكثير، والمواثيق الدوليّةِ التي اتفقتْ عليها دول العالم وبشهادةٍ اُمميةٍ حسب نظرية (الحق الطبيعي) التي تعتبر مبدءاً تشريعياً دولياً نصّت عليهِ معظم الأتفاقات الدولية ونصُها: " إنّ مجرى النهر ملك مشترك لايجوز لدولةٍ حصرها لنفسها ومنع الشعوب المقيمة عليها في الأستفادة منهُ)، ومبدأ حرية الملاحة حسب معاهدة لاهاي 1796 ، ومعاهدة باريس1804 ، ومعاهدة فينا 1815 ، ومعاهدة برشلونه1912 ، ومؤتمر القانون الدولي في مدريد 1911 : الدي نصّ على ( عدم أمكانية إحداث أي تغيير في مجرى نهر دولي عند عبورهِ دولةٍ اُخرى معيّنه) ، وأتفاقية جنيف 1923 تضمّنتْ :(ضرورة التشاور لدى إقامة المنشئات التي تؤثّر على مجرى النهروإجراء التفاوض في حالة إحداث ضرر على دولةٍ اُخرى).
وإنّ تركيا لاتعترف بجميع المواثيق والأتفاقات الدولية والمؤرشفة في المحافل الدولية ، ولا تعترف بحقوق العراق التاريخية والطبيعية في نهر دجلة ولا تحترم مبادىء حسن الجوار ولا تكترث للنتائج التي سيتعرض لها العراق بالرغم من إتفاقيات الصداقة وحسن الجوارسنة 1946 والبروتوكول رقم( 1 ) الملحق بهذهِ الأتفاقية حول تنظيم مياه دجله والفرات، وإنْ إقتضى الأمرالى إقامة الدعاوى أمام محكمة العدل الدولية والأيعاز الى وزارة الخارجية لرفع  الأمرالى مجلس الأمن الدولي لأصدار القرارات المناسبة والمنصفة --- لأنّ المادة الثامنة من الدستورالعراقي تؤكد على العلاقات المتوازنة المبنية على المصالح المشتركة للعراق مع دول الجوار، وأستخدام الورقة *الأ قتصادية* لأجبار تركيا على إعادة النظر بملء سد أليسو، وبقيّت خطوةٍ اُخرى إستثمار التقارب التركي – العراقي لترطيب ألأجواء وتثبيت حقوق العراق المائية.
أضرار {سد أليسو} التركي
لايوجد أي اعتراض لدى العراق عندما تطوّرْدول الجوار نظامها ألأروائي ولكن يجب أنْ لايكون على حساب مياههِ الأقليمية : وسنستعرض أضرار هذا السد على مستقبل ومصير العراق :
1-   سيكون لتركيا السيطرة الفعلية وبنسبة كاملة على موارد العراق المائية .
2-   في حالة تشغيل السد بطاقةٍ كاملةٍ ستتناقص حصة العراق الى 50 % .
3-   التلوّث البيئي لأحتواء المياه الواردة نسبةً كبيرةً من ألأملاح والترسبات والمخلفات .
4-   سيتعرض العراق الى خسارة 40 % من الأراضي الزراعية وتقدرها منظمة اليونسكو ب696 ألف هكتار.
5-   طبقاً لتقاريرمنظمة اليونسكوبأنّ أهوار العراق ستكون في خطر حقيقي ونفوق أحيائهِ نتيجةً نقص المياه الواردةِ أليه.
6-   الهجرة المعاكسة من الأرياف الى المدن وسيكون لهُ عواقب وخيمةعلى مستقبل التركيب السكاني والزراعة.
7-   وأثبتَ خبراء القانون والمتخصصون :أنّ مشروع سد اليسو التركي يعد من أخطر المشاريع المائية التي تقيمها تركيا على نهر دجلة والذي سيكون على أكمالهِ في منتصف السنة القادمة 2014 وقوع كارثة مأساوية على الأقتصاد العراقي حيث سيمتص نصف مياه دجله.
وأننا أمام مرحلة تاريخية مفصلية لتغيير مسارات الحياة  العامّة ِ ، وندعو النخب المثقفة والواعية ومنظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي والأحزاب الوطنية واللبرالية التقدمية اليسارية  - التي تحرص على أنْ يبقى العراق حياً – أن ترفع صوت الأستنكار والشجب لممارسات تركيا الجارة الغير مسؤولة  والضغط على الحكومة المركزية لأتخاذ
الأجراءات اللازمة لمعالجة هذا التهديد المصيري ، لأنّ وطننا يواجه حرباً جديدة يعرف ب(حرب المياه) والعراق اليوم يواجه منذ عشرين سنة أزمة تناقص مياه دجلة والفرات وجفاف الاراضي الزراعية بسبب بناء تركيا {سد اليسو} ، والتخمينات البيئية تشير إلى نهر دجلة سيواجه موتاً سريريا وربما وفاته في حزيران المقبل من هذا العام وهذا الذي حدث اليوم من حزيران 2018 والمتهم المدان بأغتيال دجلتنا دولياً هو أردوغان  .
كاتب عراقي مقيم في السويد
في الثامن من حزيران 2018




59
 
الجيوش الألكترونية---- لغة المفلسين!؟
عبدالجبارنوري
 ونحن نعيش " عصر الجيوش الألكترونية " حيث سبقتنا الدول الغربية المتقدمة في أنشاء الجيوش الألكترونية لكن من أجل القيام بحروب حقيقية سواءاً للدفاع أو الهجوم على أعداء تلك الدول كما لاحظنا في تصريح وزير الدفاع الروسي ( سيرغي شويغو ) في أذار الماضي من هذه السنة بأن بلادهُ أنشأت بالفعل جيشاً ألكترونياً تابعا لوزارة الدفاع لردع الدعاية المغرضة ضد بلاده وأن مثل هذه الجيوش الألكترونية  ظاهرة عادية في الدول الأوربية المتقدمة التي تتفهم التعايش السلمي وتقديس صندوق الأقتراع الذي يميّز بين النطيحة والمتردية والسليمة ، ولأننا نعيش العصرنة الرقمية كأستعمال الطائرات بدون طيار بأقل خسائر وأكثر نفعاً وهو الجانب الأيجابي  ، ولأن الحرب الألكترونية هي حرب الأجيال القادمة التي تعتمد  قوّة المنطق والعقلانية بدل منطق القوة المفرطة والهمجية هذاهوالمعيار الأنساني المتحضر ، لا كما أستثمرتْ هذه الجيوش في العراق بأستثمار جانبها السلبي بأستعمال أحط الطرق والأساليب  الملتوية المجردة من كل القيم السماوية والوضعية من قبل بعض الكتل الكبيرة المتنفذة لعلها تغطي على فشلها وأفلاسها جماهيرياً وتعبويا ، وبالمناسبة هي ليست جيوشاً نظامية بل هي قوة أفتراضية أستعمرت العراق في الآونة الأخيرة وتابعة لمؤسسات وأحزاب الجماعات السياسية على شكل صفحات وهمية في مواقع التواصل الأجتماعي ( الفيس بوك ) للهجوم على خصومها السياسيين ، وأحدد حين أخص فقط الجماعات (الفاسدة) في بعض الكتل الكبيرة والمتنفذة تكون أكثر نشاطاً في هذا المجال الذين أعلنوا ( فشلهم ) بأعترافاتهم الشخصية في وسائل الأعلام على جميع الصُعدْ السياسية والبنوية الداخلية والخارجية فألتجأ بعضها إلى تبني الجيوش الألكترونية في التسقيط السياسي ، ويأتي رد الفعل من المستهدف للقيام بعمل مماثل ، وأنتشرت بسرعة كالنار في الهشيم متوازية مع العد العكسي لموعد الأنتخابات وتظهر صداها بين الكتل في أصدار بيانات الشجب وثم إلى مرحلة السب والشتم وربما إلى تكسير العظام والضرب تحت الحزام حتى طالت الأعراض والحريات وبلغت حد التصادم الحد الهستيري في الأغتيالات لشخصيات مرموقة ومن تداعيات هذا الوضع المزري أستثمارها من قبل عصابات الأرهاب الداعشي بشن حملات ثأرية والهجوم على عوائل ساكنة في مناطق رخوة أمنيا وأبادة العديد من الأشخاص الأبرياء ، ومن التسريبات التي ظهرت على صفحات التواصل تؤكد أنفاق آلاف الدولارات يومياًعلى تمويل الصفحات المرتبطة بهذه الجيوش ، فضلاً عن تمويل المنشورات التي تحمل خطابا فئويا في التسقيط ، وأن القوى السياسية المتنفذة وجدت في تصاعد التفاعل مع صفحات التواصل ضالتها لتجعل هذه الصفحات خطابا (غوبلزيا) موجها للشارع العراقي والسيطرة على المزاج العراقي  العام ، لعلها تكسب الرهان في تجيير فشلها وأفلاسها إلى أماني ديماغوجية كاذبة لتقنع به الساذجين من الناخبين.
ولأجل أن لا أكون سوداوياً لقد طلعت علينا الصحف البريطانية أمس بالذات بتصريحات مفادها : على مواقع التواصل الأجتماعي  (الفيس بوك ) أتخذ تدابير لجعل الأعلان السياسي على الموقع أكثر شفافية يتحتم على المعلنين السياسيين الكشف عن هوياتهم وموقعهم لتمكين المستخدم الأطلاع على المزيد من التفاصيل ومعرفة الجهة المعلنة ، وطبعاً تعتبر الجيوش الألكترونية التابعة للأحزاب والكتل هذا الخبر بمثابتة صدمة لها وقد تقلل وتخفف من سطوة تلك الجيوش الطارئة على مجتمعنا .
وأسباب نشوء هذه الظاهرة في العراق : - صفحات التواصل الأجتماعي ( الفيس بوك ) التي لها رصيداً جماهيريا واسعاً لدى الشعب العراق المدمن اليومي في تتبع أخبار بلده ، وأستعمال جانبها السلبي وتبدو لي ونحن قاب قوسين أو أدنى من موعد الأقتراع بأنها تتشابه لحدٍ بعيد ب ( منصات الأنبار ) تلك منصات الفتنة التي فقست أفاعي داعش . – قوّة ونفوذ المكانة المالية لتلك الكتل المتنفذة والمسيطرة على القرار السياسي في أدارة تلك الصفحات الكارثية ولكونها الوسيلة الأعلامية الوحيدة والرئيسية لتلك الجيوش الألكترونية .- أقتراب موعد الأنتخابات التي أفقدت صواب الكتل وأكثر من 200 حزب أنطلقت بفوضويّة مرعبة ومفرطة .- وأكثر المقاتلين الأفتراضيين لهذهِ الجيوش من (العاطلين) عن العمل وربما خريجين كليات وجامعات تقنية وعلمية  منذ عشرة سنوات ولم تجد لهم الحكومة فرصة للعمل وهنا وجد ضالته في العمل الشيطاني الذي لا يكلف العاطل سوى العمل على النت في بيته . – وقوف جهات أقليمية ودولية معادية للعراق ودواعش السلطة وجحوش السياسة تقف وراء أدامة وتفعيل عمل تلك الجيوش الألكترونية ، بالأضافة  إلى المال الأقليمي من بعض زعماء الكتل السياسية  والذي أستوطن جيوب الفاسدين . – الديمقراطية المستوردة على مقاسات المحتل الأمريكي . – أستقطاب الصحفيين الفاشلين في الميدان الأعلامي وأبدعوا في ميدان التسقيط وهم حفنة وعاظ سلاطين وأنتهازيين جمعهم الرئيس السابق لشبكة الأعلام العراقية وبراتب ثابت قدره مليوني دينار أي 1600 دولار . – أضافة إلى غياب الأمن المجتمعي وتدخل القوة العشائرية المسلحة في دعم المرشح تبعا للحكمة أنصر أخاك ظالما أم كان مظلوما ----- والمقولة الشائعة اليوم بين أوساط الشعب " حضّرْ عمامك " !!!؟؟؟
كاتب عراقي مقيم في السويد
في 5 أيار 2018

 

60
حمى السيرك الأنتخابي---؟!
عبدالجبارنوري
وأنطلقت السبت 14-4-2018 الحملات الدعائية لمرشحي الأنتخابات في 12 مايس 2018 المقبل حيث تستمر حتى قبيل يوم واحد من أجرائها ، ب6986 مرشحاً لأشغال 327 مقعد نيابي أي بمعدل 21 مرشح للكرسي الواحد .
أن الديمقراطية بمفهومها الحضاري المتمدن يسمح بتنافس شريف وبفروسية نبيلة وربما تحدث خلال الدعايات والمنافسات م الأنتخابية بعض الهفوات والتجاوزات بنقاط نظام وتعالج بشكل أكثر شفافية ، لأن أصل الأختلاف ينحو بأتجاه سياسي آيديولوجي من أجل مشاريع وقضايا تهم الوطن ومصير الأجيال القادمة ، أما ما حصل ويحصل في الشارع العراقي في الأربعة أيام الأولى لبدأ الدعاية الأنتخابية شيءٌ مقرف وفج وغير مألوف ، ما أن أقترب موسم الأنتخابات حتى تحركت جيوش ألكترونية ويدوية وراجلة وراكضة ماراثون عن طريق نشاطات أجتماعية وثقافية بمساندة ومشاركة قنوات وأذاعات ومواقع تواصل أجتماعي من أجل كسب الناخب العراقي وأستقطاب أهتمام الناس وأثارة أنتباههم ومن أبرز هذه الوسائل أنفاق المال السياسي وتوظيفه بكثافة مليونية والثاني أستغلال حاجات الطبقات الفقيرة للخدمات والتوظيف ومعالجة الفقر والبطالة والدواء ، التي عجزت عنها الحكومات السابقة ، أن العديد من لافتات المرشحين تعرضت إلى عمليات أزالة ومسح وتخريب وتمزيق ، والضرب تحت الحزام ، علماً أن عمليات التخريب تعد جريمة وفق قانون مفوضية الأنتخابات ، وتبدو أنها عملية ممنهجة لمافيات منظمة ربما مدعومة من المال الخارجي لتخريب العملية الديمقراطية في العراق ، وجرت على حق الدعايات الأنتخابية ( تطورا) في الهبات لجمهور الناخبين فمن البطانيات والصوبات ألى عالم فرش الطرق والأزقة بالسبيس ربما وربما في منهاجهم الأنتخابي تأسيس "جمهورية السبيس" ، في أكثر بلدان العالم  والحديث عن الموسم الأنتخابي الذي يتكرر كل أربع سنوات يجري بسلاسة وشفافية ، أما في عراقنا تدار الدعايات بشكلٍ جنوني مغلف بالميكافيلية والوعود الديماغوجية حتى تبدو خالية من المباديء الأنسانية حين تكون الدعاية مدفوعة الثمن من أجندات داخلية وأقليمية ودولية عملها التسقيط السياسي وبأي طريقة شيطانية ألكترونية مدبلجة وبأستجلاب عروضات وأفكار عصرية من شركات أقليمية تعنى بهذا الشأن ، كما صرحت مصادر أعلامية أن مالك " شركة ربان السفينة " للدعاية والنشرتكفّل بالحملة الأنتخابية لأحدى القوائم الأنتخابية بمبلغ 28 مليون دولار ، ألا يكفي هذا الرقم المخيف لبناء 50 مدرسة ؟! ، فالموسم البغدادي الأنتخابي يعتبر صورة غريبة ممزوجة بالسخرية من جهة والبذخ والأسراف من حهة أخرى ، و(أسباب) أستعمال هذا النمط الملتوي في الدعاية الأنتخابية يرجع إلى أنتشار وسائل التواصل الأجتماعي وعدم ملاحقة مرتكبيها قانونياً لكثرتها ، وأنها متصلة بالولاء للكتلوية والفئوية وغياب ثقافة المواطنة ، وعدم الأحتكام لبوصلة الرأي العام ، وعدم الأعتراف بصندوق الأقتراع لكونه فيصل بين الغث والسمين .
 وما أسباب هذا الهوس الدعائي ؟!
ليس كل الكتل المشاركة في الدعاية الأنتخابية مشمولة بهذه الخروقات القانونية ، هم الفئات الطائفية والأثنية من طلاب السلطة لا طلاب دولة والفئات الطفيلية التي أثرت من خلال فوزها السابق في برلمان السوء المنتهية ولايته واللآهثين وراء أمتيازات ذلك البرلمان المسخ والتي أفتت المرجعية الدينية بحقهم ( المجربْ لايجرب )أي لا تنتخبهم مرّة ثانية لأننا قد جربناهم ولآنهم يسعون بكل الوسائل الغير قانونية وغير شرعية بالتسقيط والأفتراء والتزوير والتهديد للوصول إلى برلمان السوء وهذه  بعض فيضٌ من غيض في أمتيازات ومغريا ته  في قانون الأنتخابات الظالم : في 22كانون ثاني2018 الذي تجاهل قانون الأنتخابات الأخير فقرة محددات الصرف على الدعاية الأنتخابية ، وهيمنة الأحزاب الكبيرة والمتنفذة المشاركة في السلطة ، السماح بالأستعانة بشيوخ العشائر بتقديم الأموال والسطوة والجاه ،وبالمناسبة ان هذا القانون معطل منذ عشر سنوات وصادق اليوم على 251 حزباً وحركة وتيار وأئتلاف وجمعية سياسية ، وتبعهُ قانون مجلس النواب في 7-1-2018 الذي ولد من رحم أحزاب الفتنة والطائفية والمحاصصاتية والمناطقية والنفعية على حساب قوت الشعب والمال العام وهذه بعض من فقراته المجحفة والكافية لأغراء تلك الكتل والأحزاب الطفيلية أن تتقاتل للوصول ألى برلمان "السبيس" : رواتب مليونية بدرجة وزير للرئيس ونائبيه وجواز دبلوماسي ومنح لا تسترد والعلاج المجاني خارج البلاد وسيارات مصفحة وحمايات ومستشاريين ومكاتب برجوازية وأيفادات سخيفة ، والكارثة الكبرى في القانون أن يكون عدد مرشحي الكتلة الأنتخابية ضعف عدد المقاعد في الدائرة الأنتخابية الواحدة وهو ما أستغلته الأحزاب الكبيرة عبر أستقطاب المرشحين دون تدقيق في كفاءاتهم وخبراتهم السياسية ، وقانون العفو 21-8-2017 الذي لا يحسد عليه في تهريب فقرة العفو عن المجرمين العتاة المدعومين من بعض الكتل ---- و,اخيراً أنتهى برلمان السبيس غير مأسوفٍ عليه ، وأعتذر للحديث النبوي الكريم " وأذكروا محاسن موتاكم " لكوني لم أجد أبداً أية محاسن حتى أذكرها !؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل -----
كاتب عراقي مغترب
في 20نيسان 2018


61


صندوق النقد الدولي /وشروطه السيئة السمعة؟!
عبدالجبارنوري
صندوق النقد الدولي هو وكالة متخصصة من وكالات منظومة الأمم المتحدة ، أنشيء بموجب معاهدة دولية عام 1944 للعمل على تعزيز سلامة الأقتصاد العالمي ، ويقع مقر الصندوق في واشنطن العاصمة ، ويديرهُ أعضاؤهُ الذين يمثلون جميع بلدان العالم تقريباً بعددهم البالغ 189 بلد ، وأهداف الصندوق -( المفترض )- يشمل تشجيع التعاون الدولي في الميدان النقدي وتيسير التجارة الدولية والعمل على أستقرار سعر الصرف وتدعيم الثقة بين المصارف العالمية ، ومصادر أمواله من أشتراكات تلك الدول بشكل حصص نفعية ربحية من نسب الفوائد المضافة على القروض الدولية ( الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي - بالعربية بتصرف ) .
العراق في أحضان هذا الصندوق الأسود/كان أجتماع خبراء بعثات صندوق النقد الدولي والسلطات العراقية في العاصمة الأردنية عمان في 17 إلى 21 تشرين الثاني 2017 وكان الهدف من هذه الأجتماعات الحوارية لأكثر من أسبوع للوصول إلى ما يسمى دوليا( بالأستعداد الأئتماني )الذي أعطى للحكومة دفعة في التهيؤ لأعداد موازنة 2018 لتكون متوازية ومتماشية مع الأستعداد الأئتماني الذي هو مفتاح رضا صندوق النقد الدولي ، ورفض صندوق النقد الدولي للموازنة المالية الأتحادية للعام 2018 والتي صوّت عليها مجلس النواب العراقي في تمريرها مؤخراً ، وكانت ردود الصندوق حول الرفض هي :
1-يلزم العراق بتنفيذ مجموعة من الشروط منها ألغاء الوظائف ، وعدم أضافة أعباء مالية على الموازنة .
2- رفض الصندوق تضمين الحكومة للموازنة بقرارات تثبيت العقود وأعادة المفسوخة عقودهم .
والظاهر أن قرارات البرلمان والحكومة جاءت متسارعة من أجل الدعاية المسبقة للأنتخابات ، وبعد تنفيذ شروط الصندوق المستلبة السيئة السمعة أقر مجلس النواب العراقي يوم السبت الماضي 3 آذار 2018 موازنة البلاد ألتي بلغت 5-77 مليار دولار بعجز مالي بلغ 11 مليار دولار وسط مقاطعة النواب الكرد الذين يعترضون على خفض نسبة الأقليم في الموازنة من 17% إلى 5-12 % ، ومن تداعيات عبودية قساوة  الشروط الأستلابية للصندوق هو تدخلهُ السافر ببعض الأمور السيادة بممارسة ضغط دولي ولا تعجب أن تكون الضغوط ربما من أمريكا أو من بريطانيا ، كما تبين قبيل كتابة مسودة مشروع الموازنة للعام 2018 أشترطت على الحكومة دفع 10 ترليون دينار لحكومة الأقليم لفك ضائقتها المالية وتفكيك مظاهرات الشارع الكردي المطالبين لحقوقهم في رواتبهم الشهرية والمقطوعة منذ مدة طويلة بحجة الأدخار الأجباري .
الشروط التعسفية لصنوق النقد الدولي؟!
والعجز في الميزانية هو الذي دفع العراق لأحضان صندوق النقد الدولي والرضوخ لشروطها التعسفية والموجعة بحجة أنخفاض سعر البرميل من النفط الخام إلى أقل من 40 دولار منذ 2011 والسنوات اللاحقة وافق الصندوق على أقراض العراق 4-5 ملياردولار وعلى مدى ثلاث سنوات وبهذه الشروط :
-تسديد كل المستحقات المتاخرة لشركات النفط الأجنبية العاملة في العراق منذ 2016 .2- مدة القرض على مدى ثلاث سنوات .
- وتشمل شروط الأصلاحات الأقتصادية في العراق ، التي تشمل زيادة في الضرائب والرسوم الكمركية ورسوم الكهرباء والرقابة المصرفية في مكافحة الفساد الأداري والمالي وغسيل الأموال .
 –وضعت الحكومة تحت ضغط من هذه الشروط التعسفية فتنحو إلى التقشف وفرض الضرائب التي تلهب الأسعار والتي تقود إلى الفوضى والأرباك المجتمعي والأقتصادي .
- خفض دعم السلع التي كانت مدعومة بنسب كبيرة والذي كان من تداعيات هذا الشرط هو التحرش بخبز المواطن فرفع الدعم عن المخابز حيث وصل إلى 100% بدل أن كان يأخذ اربع صمونات بالألف دينارعراقي اخذ يحصل على صمونتين فقط . 7- تحرير أسعار الوقود بأنواعه البنزين والنفط الأبيض والأسود والغاز السائل . 8- زيادة أسعار الخدمات المدنية في مقدمتها المياوالكهرباء والأتصالات تمهيداُ لتحريرها بالكامل ، وبيع أصول الدولة وتطبيق برنامج الخصخصة في أغلب المجالات الخدمية كخصخصة الكهرباء والماء ومجاري الصرف الصحي .9- فرض ضريبة قيمة مضافة 15% على أسعار السلع والخدمات . 10- الضغط على قانون الخدمة المدنية الذي يتم من خلاله الأستغناء عن مئات الآلاف من العاملين بالجهاز الأداري للدولة  .
- تعويم العملة المحلية*: بدل أن تنصح في معالجة الأسباب التي أدت إلى حدوث العجز في الميزانية فهو يلجأ إلى أخبث الطرق الذي هو تعويم العملة المحلية ، أو معالجة الأقتصاد الأحادي الريعي المعتمد على بيع النفط بنسبة 97% ودون أن يقدم دراسة مستفيضة أو يشجع على طلب تلك الدراسات التنموية في النهوض بالقطاعات الأقتصادية كالزراعة والصناعة والسياحة ، ولم نجد خطة صادقة لدى صندوق النقد الدولي لزيادة أنتاج صادرات البلاد التي تعاني من مشاكل وأزمات مالية وأقتصادية وتحسب أيرادات البلاد من النقد الأجنبي ، ولم نلمس خطة في محاربة الفساد والفقر والبطالة ، ولم نسمع من أصحاب قرار الصندوق عن خطورة عدم فصل موازنة الدولة والموازنات الشخصية المصرفية في البنوك الخارجية ، ولا تطرقت إلى كوارث وألاعيب البنك المركزي في عملية  " مزاد بيع العملة " المفضوحة من تحت عباءة أصحاب المصارف الأهلية وبعض من الحكومة في تبييض المليارات بشكلٍ علني وأخراج العملة الصعبة ولو على حساب غطائها النقدي لموجودات البنك المركزي .
وأن هذا العجز وهدر المال العام والعشوائية في البرامج الأقتصادية لا يمكن أن نعلقها على شماعة الصندوق الدولي بقدر ما تفرض الضرورة المكاشفة الواقعية والحقيقية في السياسات الحكومية الخاطئة وسوء الأدارة هي التي دفعت الحكومة إلى لجوئها  لصندوق النقد الدولي ، والحرب الداعشية الظلامية حتماً تبدو حرباً أستنزافية أحرقت اليابس والأخضر بأرقام مليارية مرعبة ، وكان لسنة 2011 و2013 وأنخفاض سعر البرميل إلى أقل من 40 دولار ، وحتماً يرجع السبب إلى نكوصات الحكومة في سوء الأدارة المالية وغياب التخطيط ولا ننسى أن الذي سيدفع فاتورة هذه العثرات هو المواطن ، والكارثة أن الخروج من أخطبوط الشبكات والمتاهات الملتوية لسطوة الصندوق الدولي ليس سهلاً بل سيستغرق سنواتٍ طويلة وعجاف .
أسباب العجز والأستدانة :
الأرتهان للأستيراد ، الأقتصاد الريعي ، التلاعب بمصير الأحتياط النقدي ، غياب الضوابط الضريبية والكمركية على البضائع المستوردة ، عدم خضوع المنافذ الحدودية و بعض المطارات إلى سلطة الحكومة الملركزية ، قلة مساهمة القطاعين الصناعي والزراعي في عملية التنمية  ، ربما تكون نسبة مساهمة الصناعة 1% والزراعة 3% ، غياب العامل الأستثماري في البلاد عموماُ ، البيروقراطية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الأداري والمالي ، أرتفاع مؤشرات التضخم النقدي بسبب الكساد الأقتصادي والبطالة والفقر ، الأرث الثقيل من النظام البائد في أقتصاد منهك غارق في حروب عبثية ومديونيات ثقيلة للجارة الكويت مما أوقع العراق تحت البند السابع ذلك الثقب الأسود الذي أبتلع المليارات من أموال الشعب العراقي الذي لا ناقة له ولا جمل ، وغياب الولاء الوطني وتجيرهُ للولاء الكتلوي والفئوي والحزبي الذي كان ضحيته الأقتصاد العراقي الذي يشكل ديمومة من الأزمات على المواطن العراقي .
وصف " موجز " للحالة المزرية للأقتصاد العراقي لعقد ونيّف لسنواتٍ عجاف؟!
-وصول نسبة الأغراق في نظام السوق ل95% التي أصابت الصناعات الداخلية بالشلل التام للقطاعين الخاص والعام ، كما وأدت سياسة السوق المفتوحة إلى أغراق العراق بسلع رخيصة ومبتذلة كمالية وربما الطامة الكبرى تكون مسرطنة وملوّثة ، طالما يفتقد المستهلك ثقافة السوق وأتباعه هوساً شرائيا .
- أنخفاض النقد الأجنبي لموجودات البنك المركزي الذي يعتبر غطاءاً للعملة المحلية .
- ان البلاد دولة ريعية وتبقى رهينة الريع الطبيعي ، وتختفي فيها الأنشطة الأقتصادية المساهمة في مداخيل الميزانية ، ومن عيوب الأقتصاد الريعي أمتلاك الدولة فوائض من رأس المال تحاول البيروقراطية الأقتصادية أن تجعل أساليب الأنفاق العام تحت هذه الظروف الملتوية ، وبالتالي تؤدي إلى نتائج عكسية تعوق عملية تقدم وتطور النظام الأقتصادي والأجتماعي ، وكارثة الأقتصاد الريعي أنها تضخُ الأموال الطائلة وتستعملها الحكومة ( كمخدر ) لأمتصاص غضب الشارع ، بينما وجههُ الآخر يؤدي إلى تشجيع الأستيراد وطرد العملة الصعبة التي حصلت عليها الحكومات من النفط ، وتتعرض الدولة الريعية ألى أضطرابات أقتصادية ما دامت متصلة مشيمياً بالسوق العالمية ، وخير مثال: هبوط سعر الرميل من النفط الخام عالمياً من 110 دولار للبرميل الواحد إلى أقل من 41 دولار ، ولم يكن سلبيات الأقتصاد الأحادي سياسية وأقتصادية وأجتماعية بل شملت ( أخلاقيات ) العمل في أنتشار الأتكالية وتضخم الجهاز الأداري المؤطر بالبيروقراطية  وعلى الأغلب تولي دكتاتوريات وراثية كمتا هو الحال في دول اخليج للسيطرة الأسرية على الثروة .
- ظاهرة غسيل الأموال Mony Laudering الشائعة واليومية في مزاد العملة للبنك المركزي ، أن الأصطلاح عصري بديل للأقتصاد الخفي أو الأقتصاديات السوداء أو أقتصاديات الظل ، فهذه الأموال الغير مشروعة المكتسبة من الرشوة والأختلاس والغش التجاري وتزوير النقود ومكافئات أنشطة الجاسوسية والسرقة ونهب المال العام وتسهيل الدعارة وتهريب المخدرات وتهريب النفط وتهريب الآثار وتهريب الأطفال والأتجار بالأعضاء البشرية وريعية نوادي القمار وتصنيع النباتات المخدرة وأختطاف وأحتجاز الأشخاص ، تخلط بأموال مشروعة لأخفاء مصدرها الحرام والخروج من المساءلة القانونية بعد تظليل الجهات الأمنية .
أخيرا/ليس هناك حل حقيقي أو عصاً سحرية في معالجة مشكلة هذا الأقتصاد المريض سريرياً لأنها بمجملهِا قضية أخلاقية
وللأسف الشديد أن هذه المنظومة الأخلاقية قد خربها المحتل الأمريكي المتغطرس والعدواني ، ويجب عدم الأستهانة بهذه الظواهر الأقتصادية المجتمعية والمهزوزة والخاضعة اليوم إلى نظام الكتروني رقمي فائق السرعة في أتصال تلك المافيات العراقية والأقليمية بل والدولية ضمن شبكة عنكبوتية بمساعدة الديمقراطية الأمريكية العرجاء ، وأستغفر الله لي ولكم حين أقول : أن هذه المافيات المليارية المرعبة محمية من قبل( بعض ) اصحاب القرار السياسي او ما يسمون بجحوش السلطة  ----!!!؟؟؟ ، وهذه العشوائية الأقتصادية والتخطيط الغير مدروس والغير مبرمج أو ممنهج حتى حسب نظريات سوق (عريبه) أشتراكية رشيدة أو حميدة مما أدى إلى فوضى الأمن الداخلي والخارجي وفقدان الثقة بين الجمهور والحكومة مما سهل أختراق أرض الوطن من قبل عصابات ظلامية عابرة للحدود والتي دفع الشعب العراقي فواتيرها دما ومالا وخبزا ومديونية والتي أفضل من قال فيها سيد البلغاءالأمام علي { --- اللهم أعوذ بك من هم الدين وغلبة الرجال } ، وأن تطوير الأقتصاد العراقي بكافة قطاعاته الأنتاجية والخدمية مرهونة بتفكيك الأقتصاد الأحادي أو الريعي ، وأشاعة ثقافة الولاء للوطن لا لا للأنتماء الفئوي والكتلوي ----
*تعويم النقد المحلي : هو جعل سعر الصرف محرراً بالكامل عن سلطة الدولة والبنك المركزي ، ويتم أقراره تلقائياً في سوق العملات من خلال ألية العرض والطلب ، وهو ألعن شرط مأساوي حين يكون النقد تحت رحمة حيتان المضاربين الجشعين والذي سوف يؤثر سلباً على قيمة الموجودات النقدية في البنك المركزي والنتيجة الكارثية الفقر والبطالة والغلاء الفاحش .
هوامش
سمير شعبان/جريمة تبييض الأموال 2016/
صندوق النقد الدولي وفاتورة الأرتهان
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
في 13 ابريل نيسان 2018






62
 
يوسف أدريس تشيخوف العرب/قراءة في سيمياء العنوان!؟
عبدالجبارنوري
في سيمياء عنوان "يوسف أدريس تشيخوف العرب " تشمل كل مفردات السيمياء التي هي أداة لقراءة السلوك البشري في مظاهرهِ المختلفة بدءاً من الأنفعالات ومروراً بالطقوس الأجتماعية والسياسية والثقافية وأنتهاءاً عند الآيديولوجيات المفروضة على الواقع ، وكونهُ العلم العام والنشاط المعرفي وعلاقاته باللسانيات والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأنثروبولوجيا ،  ولأنّ العنوان هو هوية المتحدث الرسمي عن سردية النص والمدخل الذي يحتاجهُ المتلقي ، فالأحساس الصادق لدى المفكر الراحل الدكتور " فالح عبدالجبار " وخلال مروره على هذا العنوان أعطى الحرية للقاريء بالتأمل والبحث المحفز لأتمام القراءة وأستيعاب المضمون في الهدف والمغزى ويكاد أن يقول : أن العنوان يحتل الصدارة والأولوية لدى المتلقي .
 أنطون تشيخوف هو طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي ، ويُنظرْ أليه على أنهُ أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التأريخ ، ومن كبار أدباء الروس ، كتب المئات من القصص القصيرة التي تعتبر الكثير منها أبداعات فنية كلاسيكية ، كما أن مسرحياته كانت لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين ، بدأ تشيخوف بالكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب جامعة موسكو ، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء وأستمر أيضاً في مهنة الطب وكان يقول فيها ( أن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي) ، وفي عام 1884 تخرج من كلية الطب التي أعتبرها مهنته الرئيسية وقد أحرز القليل من المال من هذه الوظيفة ، وكان يعالج الفقراء مجاناً  ، والذي حفزني ان أكتب  في موضوع المقاربات الأدبية في القصة القصيرة خصوصاً  بين القاصين العملاقين ، هو على الرغم من أن أحاديث يوسف لا تخلو من ذكر تشيخوف على أعتبار أنهُ المؤثر الأعلى في كتاباتهِ ألا أنهُ يحلم دوماً بتجاوزهِ وتقديم ما لم يقدمهُ ، وهو يرى أنهُ قرينهُ الأكثر حضوراً في العالم ، وكان يرى بأنّ أي كاتب قصة قصيرة في العالم لابدّ أن يكون قد تأثر بتشيخوف ، وهذه بعضٍ من المقاربات التحليلية والنقدية في الفكر والهدف :
-الأختصاص بالقصة القصيرة :أختص القاصان بكتابة القصة القصيرة ، لأعتقاد الكاتبين أن القصة القصيرة أختزال للزمكنة في أقتناص اللحظة الخارقة ، وأن كتابة القصة القصيرة أسهل شكل أدبي وأصعب تركيبة فنية في ترجمة واقع لحظة نفسية إلى التعبير عنها بكلمات ، ومفهوم يوسف أدريس عن فن القصة القصيرة يقول فيها : (هو فن أقتناص اللحظة والخاطرة والصورة فن لأقصى حدود الطواعية ، منوع لا حدود لتنوعه ولا ضفاف ) ، كما ظهرتْ عند يوسف أدريس في بدايات كتابته للقصة القصيرة عام 1954 في ( أرخص ليالي ) التي أشتهر بها عالمياً لكون في نصها السردي تكمن الشفافية والمتعة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء ، وكانت أعمال " تشيخوف " في القصة القصيرة قد عرفت طريقها إلى المكتبة العربية منذ الأربعينات من القرن الماضي ، وأستمرتْ التراجم تتسع في الستينات والسبعينات لأزدياد أعداد قراء المكتبة العربية ، فأصدر تشيخوف مجموعتهُ الأولى في 1884 بعنوان  حكايات ملبوميتا  وثم الغسق والنورس والعم فانيا والأخوات الثلاثة وبستان الكرس ، ومسرحيات البجعة والدب وطلب زواج  والزفاف وغابة الشيطان والسهوب وحورية البحر.
- تميّز كلٌ منهما بأسلوب السخرية اللاذعة ، فيوسف أدريس عايش العهد الملكي صاحب الحكم الشمولي المكمم للأفواه فكان من أدريس المشاكس والمقتحم بجسارة في أنتقاد الوضع السياسي والأجتماعي بشكلٍ ساخر مما شملهُ حجز حريته ، وكذلك تميز تشيخوف بكتاباته صفة السخرية والأستهزاء من نظام القياصرة الشمولي والمصادر للحريات والأشارة إلى عبدة المناصب والألقاب والمنافقين وذوي الطباع الفظة الذين يتلذذون بأهانة الضعفاء وربما سخر من الضحية لقبولهم بالعبودية والأستكانة ، وأبرع تشيخوف في قصصه في صرخة وجدانية حزينة حول بؤس البسطاء ومعاناتهم التي لا يشعر بها أحد ، وأكد تشيخوف على اللامبالاة وخطورتها على الروح الأنسانية في مسرحية ( السهوب ) 1888 ثم ( حكاية مملة ).
- تقارب الأثنان في النزعة الواقعية وكانت للثورة البلشفية 1917 عاملا آخر في ترويج الأدب السوفيتي خاصة والروسي عامة طلعت بصيغة قصصية عند مكسيم غوركي ووأسكندر بوشكين وأيفان تورجنيف وديستوفيسكي وعبقريات تشيخوف القصصية على العموم أنها الموجة الواقعية في الأدب العالمي والتي أنسحبتْ على الأدب العربي وحصرياً من خلال نافذتها مصر أم التراجم ، شاءت الأقدار أن تندلع في مصر ثورة 1952 التي دخلت كعاملٍ فعال في تأجيج الذات الكتابية عند كتاب كثيرين منهم بالخصوص " يوسف أدريس " أصبح يوسف أدريس أيقونة الفكر السياسي المصري في مراحل الأنفتاح وبالتحديد في خمسينيات القرن الماضي ، فأحدث يوسف طفرة فعلية في القصة القصيرة بتجاوز أشكالات كثيرة على مستوى الكتابة ، التي كانت تُغرق القصص في الرومانسية الفضفاضة التي تدفع بالمتلقي إلى الضجر والملل ، كذلك كان يوسف أدريس على رأس الدفعة الجديدة من كتاب القصة القصيرة منهم : عبدالرحمن الشرقاوي ويوسف شاروني ، فكانت قصة ( أرخص ليالي ) البوابة الكبرى التي دخل منها يوسف أدريس إلى ساحة المجد ، فيوسف أدريس ذو السبعة والعشرين عاماً أستطاع أن يهز عرش الثقافة في ضربة زمنية قياسية بحيث أثبت للواقع أن القصة قبلهُ كانت خاملة ورومانسية مملة وغير فنية وتقريرية ، وتمكن أن يهيل ويغطي على جميع نقاط العيوب والصفات الركيكة على ما كان يكتب ما قبلهُ ، وسحب واقعيتهُ ليس فقط على القصة بل على المسرح والرواية والكاتب الصحفي ، ربما تبني يوسف الفكر اليساري فهو في خطٍ متوازي مع أفكار " تشيخوف " في معانقة البطالة والأهمال والفقر والمرض والمعاناة وخروجهما من دائرة الشارع السياسي إلى الشارع الحقيقي في مواجهة هموم شعبيهما في العري والجوع والفاقة .
- البحث عن الحرية : وظهرت جلية عند تشيخوف في مجموعته القصصية في سنة 1884 بعنوان ( حكايات مليو ميتا ) و ( في الغسق ) نشر واقع النظام السياسي القيصري المتردي ولكن بأسماء مستعارة مثل : انطوشا شيخونتي ، وظهرت عند يوسف أدريس في روايته ( المخططين ) ناقش فيها الوضع الأنقلابي للعساكر من ثورة 1952 وبأسلوب خيالي فنتازي فيها الرمزية تكشف كيف تتحول الأفكار الثورية إلى نظم شمولية بعيدة عن الديمقراطية ، وقال في هذا الموضوع : (أني على أستعداد أن أفعل أي شيء ألا أن أمسك القلم مرّة أخرى وأتحمل مسؤولية تغيير عالم لا يتغيّر ، والأنسان يزداد في التغيير سوءاً ، وثورات ليت بعضها ما قام ).
- والتجربة المكانية في الشعر العربي على يد يوسف أدريس وتشيخوف ، بأستثمارهما المكان فنياً ، ويقدمان تجربتين حيتين تمكنان من قراءة أسرار التأريخ والجغرافية ، أضافة إلى سعيهما الدائم إلى كسر رتابة العلاقات اللغوية القائمة من أجل الوصول إلى بنية تتلائم والتجربة المكانية الخاصة بالأنحياز والتزلف للأنظمة الشمولية لطالما أحترقنا بنارها !؟ .
- وتقارب القاص يوسف أدريس مع أدبيات تشيخوف في مسألة : الغوص العمودي لا الأفقي في طبقات الشعور واللاشعورالتي تنطوي عليها الحالات النفسية للشخصية ، بدل وصف الشخصيات من الخارج والحكاية عنها بمفردات الراوي العارف بكل شيء ، كان الميل الغالب هو أنطاق الشخصيات نفسها ما ينكشف عن أعماقها ، والغوص في أعماق الشعور واللاشعور في لحظة ضيّقة زمانية ومكانية كاشفاً الأزمات الشخصية الواقعة تحت مشرط قلم الطبيب يوسف أدريس .
- تجريب في القصة والمسرح : يوسف أدريس رفض تقبل أشكال القصة على نحو ما وجد عليه ، وتجربته على المسرح كانت مغايرة على ما موجود بالشكل التقليدي ، حيث أستهل شكلاً جديداً ، كما ظهر في مسرحية ( الفرافير ) و ( المهزلة الأرضية ) يخرج الكاتب المشاركة الجماهيرية مع الممثلين دون حواجز وهمية تفصل بين المشاهدين والمؤدين إلى الحد الذي يسقط فيه الحائط الرابع الذي يعزل الممثلين عن الجمهور ، وينقل المتلقي من أحوال التلقي السلبي إلى أفعال التلقي الأيجابي .
مراجع وهوامش/فاروق عبدالقادر- البحث عن اليقين المراوغ – مصر / رسائل إلى العائلة –أنطوان تشيخوف- ترجمة ياسر شعبان  يوسف أدريس تشيخوف العرب – الدكتور فالح عبدالجبار
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في السادس من أبريل 2018
-
 


63
 
الموازنة/خواطربطعمْ اْلمُرْ-- ورهان خاسرْ
عبدالجبارنوري
الموازنة هي التخطيط للأستخدام الأمثل للطاقات المادية والبشرية ، وتنمية أكبر قدرة من الموارد عن طريق العمل في تخطيطها وأستخداماتها لفتراتٍ مالية مقبلة ، وبتعبير أقتصادي أدق : ترقى لتعبير رقمي ( كمي وقيمي ) عن الخطة المستعملة لفترةٍ مالية مقبلة وهي بذلك تحقق هدفين رئيسيين هما ( التخطيط والتنسيق – والرقابة وتقويم الأداء ) ، وهي تلبية وطنية ضرورية لأستحقاقات واجبة التنفيذ عبر متطلبات بناء البلد ، وتعني من الناحية النظرية أن تتضمن كافة المعاملات المالية للحكومة في أجمالي الأيرادات والمبالغ التي تتم أنفاقها والديون التي يجب سدادها ، أما الميزانية تعني : توضيح المركز المالي للمشروع وحساب فترة سابقة والأرقام فيها أستخدمت فعلا .
أقرّ البرلمان العراقي يوم السبت الماضي 3-3-2018 مشروع الموازنة المالية ب104 ترليون دينارعراقي (88) مليار دولار بعد مناكفاتٍ وصراعاتٍ مريرةٍ وجدالٍ دام أكثرمن ثلاثة أشهر وكان من المفترض ان يقر في ديسمبر نهاية السنة المالية الماضية كما هو معتاد في الكثير من الدول الديمقراطية وحتى الدكتاتورية ولكن للأسف أن جميع الكتل السياسية والأحزاب تنظر أليها كهدف أنتخابي وليس مشروعاً وطنياً يهمُ مستقبل الأجيال ، وهي الحقيقة حين تستغل الموازنة في أدارة ماكنة المصالح الطائفية والأثنية والمناطقية ، وأرتياد الكافيتريا وتتجلبب برداء النرجسية الذاتية وبيافطة كُتب عليها ( لو ألعب لوأخرب الملعب ) حيث تتشابك الكبوة والصحوة والعتمة والضوء والجمود والخلخلة والسكون والحركة والحب والكراهية في أجترار فكري سمج ومقرف وفج ومزج لتلك النرجسية مع طفيليات وفايروسات الزمن المرْ بحصيلة أكثر وجعاً حين تعلو رايات المصالح الحزبية والأثنية والمناطقية والدعاية الأنتخابية ، وكشفت اللعبة الفجة في أقرار الموازنة حسب ( الطلب ) ، أي أن الحكومة المركزية أستعملت في المحصلة النهائية للموازنة المسكينة مبدأ التخمينات والبعيدة عن الواقع لا على أسس النسبة السكانية .
بعض المآخذ والخروقات الدستورية في مشروع موازنة 2018:
-أُقرتْ الموازنة بدون تقديم الحسابات الختامية التي تخصُ الموازنة السابقة ، وهي مخالفة دستورية صريحة .
- غياب المراقبة الوطنية الجادة على أصحاب القرار في المحافظات عندما يكون الصرف لا مركزياً وهي مخالفة ثانية وثالثة في المادتين 4-5 من الفصل الثاني من قانون الموازنة .
- لم تكن الحكومة المركزية موفقة في طرحها للضرائب السيادية في أثقال كاهل المواطن المستلب والمستنزف أصلا  وستشكل عبئاً على المواطن ليصبح ضحية للأزدواج الضريبي .
- لم تعالج الحكومة الأقتصاد الأحادي الأستهلاكي وهي تطلق الرقم الأنفاقي بنسبة 75 %والأستثماري بنسبة 25 % ، وهو مؤشر خطير يستوجب وسائل بديلة لأنعاش الأقتصاد العراقي .
- بنود مشروع الموازنة لهذا العام والأعوام السابقة كما أعتقد مبنية على الأفتراضية التقديرية وليس على أسس علمية موضوعية .
- أهملت الموازنة الفروقات الدولية في سعر بيع البرميل من النفط الخام حين يباع بأكثر من 60 دولار ولكن الموازنة ذكرت سعر البيع ب46 دولار للبرميل نتساءل أين يذهب الفرق ؟ ولماذا ؟ .
- وذكرت في بنود الموازنة أن الحكومة سوف تسعى إلى الكرم الطائي في التوظيف والتعين وهي تعلم أن من شروط صندوق النقد الدولي الأئتماني : لا يمكن للحكومة أرجاع المفسوخة عقودهم ولا منح درجات وظيفية جديدة ولا أعادة تثبيت .
-  لم يظهر في هذا المشروع الضخم دور وزارة ( التخطيط ) المعهود في جميع دول العالم في البرمجة والبيانات والأحصاءات الرقمية بل الذي ظهر وزارة التجارة وبشكلٍ خجول .
- ولأول مرّة منذ 2003 تمّ أدراج عبارة المحافظات التابعة للأقليم بدل عبارة أقليم كردستان في مسودة المشروع ، فهي مخالفة صريحة وواضحة للفقرة ( أولا) من المادة ( 117 ) و ( 121 ) من الدستور ، الذي سوف يشتت المركزية وينتزعها من الأقليم الذي أكد للأقليم حقهُ في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية كأقليم وليس كمحافظة .
- لم تعالج الموازنة مشكلة تصدير نفط الأقليم الذي ألزمه الدستور بتصدير نفط الأقليم وتسليم الأيرادات إلى الحكومة المركزية .
أخيراً/ هناك حكمة أقتصادية تقول : ليس بضخامة الموارد المالية تبنى الأوطان بل للوضع الموضوعي والسوي والمقبول لأصحاب القرار السياسي بالأشخاص الكفوئين في أستحقاقات مواقع المسؤولية .
كُتب في العاشر من آذار 2018
كاتب عراقي مقيم في السويد
 



64
يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار--- زهرة وأبتسامة وحب
عبدالجبارنوري
تحية أجلال وأكرام وحب وتقدير لتلك النسوة الناشطات في مجال حماية حقوق المرأة العراقية والعالمية والمجد ليوم 10-3-1952 أنبثاق رابطة المرأة العراقية تلك المنظمة البطلة التي شاركت في جميع مجالات الحركة الوطنية ، حين يزخر التأريخ لهن بقصص كفاح لمناضلات قهرن الخوف وصمدن من أجل مبدأ وطني في الدفاع عن حقوق المرأة ومواجهة الظلم والأستبداد بكافة أشكاله .
ولابد من ذكر أسماء بعضهن – أن أسعفتني الذاكرة –
الدكتوره نزيهة الدليمي
سافره جميل حافظ
شميران مروكل
خانم زهدي
أبتهاج الأوقاتي
سالمه الفخري
سلوى صفوت
زكيه شاكر
مبجل بابان
سعاد خيري ( في حين كانت في السجن )
والمجد لمشاهير النساء العالميات والعراقيات
أنجيلا ميركل ، مدام كوري ، نازك الملائكة ، زها حديد ، توكل كرمان ، نوال السعداوي ، زكيه أسماعيل حقي ، ألدكتوره أنا سيتيان
وأخيرا / لا يسعني أن ٌقدم باقة ورد تقديرا وعرفانا لجميع نساء العراق مع خالص التهنئة والتبريك ولكل أمرأة في وطني المجروح ، والف تحية لرابطة المرأة العراقية المدافعة الحقيقية عن حقوق المرأة منذ 66 سنة ولتبقى شعلة وهاجة في دروب نضال المرأة
كاتب عراقي مقيم في السويد
في الثامن من آذار 2018



65
مزاد العملة --- تخريب منظّمْ للأقتصاد العراقي
عبدالجبارنوري
أن الفساد المالي وأداري داء ينهش النسيج الأجتماعي من جوانبهِ السياسية ولأقتصادية والثقافية ، وهو من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا الحديث فهو يقوّض الحكم الصالح ويشوّه السياسة العامة ويهدم مرتكزات القطاع العام ويقوّض القطاع الخاص ، ويلحق الضرر بالطبقات الفقيرة ، وهو سلوك فردي طاريء يشذُ عن القواعد السلوكية السوية للنظام العام ، وأن للفساد أثراً بليغاً في تزايد العنف ، والعراق يتصدر لائحة الفساد العالمية ، وحسب المؤشر الدولي للدول الأكثر فساداً هي : العراق وفنزويلا وكوريا الشمالية وليبيا والسودان واليمن وأفغانستان وسوريا ، وأن هذه المعطيات نُشرتْ من قبل المنظمة الدولية Tronsparency International
ويعتبر " مزاد العملة الأجنبية " تلك الفرية الأمريكية البريمرية للمحتلين طبقت بالتحديد عام 2004 من قبل البنك المركزي العراقي ، والذي يعتبر شكلاً جديداً من أشكال الفساد الأقتصادي المرتبط بحبلهِ السري مع عملية غسيل الأموال في العراق ، فمزاد العملة في العراق أصبح وسيلة لتهريب الأموال من العراق فقد تمّ! هدر 312 مليار دولار من 2004 –لحد 2014 وهي عائدات النفط العراقي الآيل للنفاذ في 2040 والذي ضخهُ البنك المركزي العراقي إلى الأسواق وتمّ تحويلهُ ألى الخرج وهو رقم لا يستهان به حين يعاني الأقتصاد العراقي شللا بسبب أستنزاف الحرب الداعشية وأنخفاظ سعر البرميل من النفط الخام والألتجاء إلى الأستدانة من البنوك الدولية ورهن مستقبل الأجيال القادمة بالضمانات السيادية والرضوخ للشوط التعسفية للصندوق النقد الدولي .
ما هو مزاد العملة ؟ يمكن توضيح الأصطلاح كما يلي كمثال عابر ومغث وقاهر: أذا أشترى أحد المصارف ( 10 ) مليون دولار بسعر صرف الدولار 4-118 دينار عراقي للمصارف وتقوم تلك المصارف ببيعه بسعر 5-125 دينار عراقي ، كان ربحهُ 71 دينار لكل دولار فيصبح 710 مليون دينار عراقي أي ما يعادل 600 ألف دولار لذلك اليوم وخلال سنة واحدة يربح المصرف ( 200 ) مليون دولار علماً أن أكثر من 65% من الوصولات والكوبونات ( مزورة ) أو تسجل بأسماء أشخاص عاديين يحملون جوازات سفر عراقية حتى وأن لم يشتروا أي دولار ، ويخسر الأقتصاد العراقي 3 مليار دولار سنوياً لصالح جهات مافيات تهريب المال العام الغير مبرر والغير مسؤول ، فكان الأجدر بناء مدارسنا الطينية وتشغيل جيوش العاطلين وأعادة الحياة لشركاتنا المعطلة  ، وللعلم أن عملية مزاد العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي مرتبطة بمصارف تعود لجهات سياسية تموّل من قبل أحزابها وميليشياتها في بيع العملة الأجنبية وسبائك الذهب حيث يبيع البنك المركزي يومياً 180 مليون دولار ، وفشلتْ محاولات العديد من السياسيين المخلصين – وهم قلّة – في ألغاء مزاد العملة الذي يطبقهُ البنك المركزي العراقي بعد ما بلغت 180 مليون دولار في اليوم ولكن محاولاتهم باءت بالفشل لقاطعهم بمافيات الفساد المنظمة المدعومة بالميليشيات والأحزاب المسلحة والمرتبطة بشبكات التهريب في الداخل والخارج ، وأن البنك المركزي يعلن أن التدقيق في الفواتير ليس من أختصاص البنك وأنما من أختصاص دائرة الجريمة الأقتصادية التابعة لوزارة الداخلية ، وأن هذه الطفيليات المالية ما كانت ترقى إلى أمبراطوريات مالية لولا للمناخ الفاسد العراقي للفترة ما بعد 2003 ، ولم يكن لهُ وجود منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 حتى 9 نيسان 2003 الذي شهدهُ العراق بعد الأحتلال الأمريكي لهُ ، وعلى ضوء هذه الفساد ونهب المال العام لم يكن مستغربا أن يصنف العراق لعامين متتاليين في صدارة الدول الأكثر فساداً وظهرت تداعياتها المرضية على الكيان العراقي الهزيل أصلا : وهذه بعض التداعيات السلبية الذي ظهر على الحياة الساسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية  :
-خلخلة الوضع الأقتصادي الذي يؤثر مباشرة بالوضع السياسي .
- التذبذب في سعر الصرف .
- خضوع الأقتصاد العراقي الأحادي لتقلبات ومضاربات السوق المحلي .
- أستنزاف أحتياطي البنك المركزي من العملات الصعبة وسبائك الذهب الذي يؤثر بدوره في صرف العملة المحلية .
- تراجع أحتياطي البنك المركزي في سنة 2009 ألى 35% .
- فقدان أستقلالية البنك المركزي العراقي .
- نوسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق .
- البطالة بنسبة 39 % والفقر بنسبة 40% .
- العجز بميزان المدفوعات وثم ألى أنخفاض القدرة الأنتاجية .
- تنامي وأنتشار الفساد والسرقة للمال العام وضعف الروابط الأجتماعية .
- تنامي ظاهرة غسيل الأموال .
كلمة أخيرة /  لقد تدهورت أستدامة المصادر المالية في العراق منذ سنة 2014 وهي مستمرة حاليا التي تلت الأزمة المالية العالمية وتأثر بها العراق في 2008 ، وأستمر ظهور العجز في الميزانية العراقية حتى وصل ألى رقم كارثي يتجاوز 111 مليار دولار وخفف الرقم ألى 37 مليار دولار بعد شطب المانحين في نادي باريس لتلك الديون بنسبة 80% .
من المستحيل أن الجهات الرقابية والتي هي ( هبئة النزاهة ووديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين ) من أن تقف بوجه الفساد لأن هذه الجهات الرقابية بحاجة ماسّة لتوفير الأمن والدعم السياسي لهم ولأن (بعض ) هذه القيادات السياسية والتنفيذية والتشريعية  والقضائية تقع تحت نأثير ضغوطات داخلية وخارجية أقليمية ودولية .
الهوامش / د-علي مرزا – أستخدام الأحتياطي في غير وظيفته / سمير شعبان –جريمة تبييض الأموال 2016 /أيمان محمود –الأزمات المالية العالمية .
كاتب عراقي مقيم في السويد
كُتب في 23 شباط 21018

66
موزارت / ظاهرة فريدة في التأريخ الموسيقي
عبدالجبارنوري
الموسيقى هي اللغة العالمية المشتركة بين كافة الحضارات ، وأنها تلك اللغة الخلابة التي تسلب الأفئدة وتُذهِبْ العقول لكونها روح مفردات الحياة في كوكبنا الجميل وخطوة أبعد هي حياة الكون الغير ملموسة ، وهي التي تدلُ على قيمة التراث والأصالة عند كل الشعوب ، والعبقرية ظاهرة غير متكررة وغير موروثة وأجلها قصير ، وتبقى العبقرية الفنية هي الموهبة ، وقديماً قيل : أن ما بين الذكاء والموهبة قنطرة وما بين الموهبة والجنون شعرة ، وموزارت أصيب بمرض عضوي لم يؤثر على قدراتهِ الموسيقية لأنها موجودة في تلافيف جزء خاص بالموهبة في مخهِ منذ الطفولة ، وذاع صيتهُ وشهرتهُ الموسيقيّة بين وطنه الأم النمسا و ثُمّ بريطانيا وأيطاليا وفرنسا ، وتألقت أبداعاتهُ الفنية بعد وفاتهِ حتى أخذت أنغامهُ السحرية الخلابة تشدو في جنبات وفضاءات القاعات الزجاجية من البنك والصندوق الدولي في أمريكا على أعتبار أن  الثقافة تسهم في التنمية البشرية وفي قدرة الفنانين في على تحرير خيال البشر وأطلاق أبداعاته الكامنة في السلع والخدمات ، وعند الدخول إلى عالم الموسيقى أو العالم الروحي نجد أنفسنا أمام (الكبار) في الأبداع الموسيقي أمثال " موزارت " حتي أن  ( غنيات ) المطربة اللبنانية  فيروز في { يا --- أنا – يا أنا وياك وبياع الخواتم ومن أيام الولدني }  كانت من ألهام سمفونية موزارت 40 و41 ، وأن الموسيقى غذاء الروح وشفاء للمادة الجسدية المريضة كأستعمالها في الطب الصيني القديم والحديث ، وقرأتُ المفاجأة العلاجية لمرضى الصرع بسمفونيات وسوناتات العبقري : موزارت " أنهُ معجزةٍ فريدةٍ في التأريخ الموسيقي وأنجازاتهِ في كل أنواع وأشكال الموسيقى الكلاسيكية ومهارة في التأليف الموسيقي ولكن الزمن الغادر لم يمهلهُ حيث عاش 35 سنة مؤسساً مدرسة موسيقية مشخصنة بأسم " موزارت " 
هو فولفغانغ أماديوس "موسارت" 1756 -1796 ولادة سالزبورغ النمسا ، مؤلف موسيقي نمساوي من أعاظم المبدعين في تأريخ الموسيقى ، رغم أن حياتهُ كانت قصيرة ، فقد نجح في أنتاج 626 عملاً موسيقياً ، وهذه بعض نماذج من أهم أعمالهِ العبقرية : الريكويم أو ( القداس الجنائزي )  الغير مكتملة ، والسمفونية 40 ، السمفونية 41 ، وأهم أعمالهِ الدرامية : أوبرا الناي السحري باللغة الألمانية  ، وزواج فيغارو، وفي الرومانسيات سوناتو البيانورقم 8 ، أوبرا دونجيفاني ، وكونشيرتو الكلارانيت ، وكونشيرتو البيانو رقم 24 ، فكان رمزاً للعصر الكلاسيكي ، وكان ملحناً متنوعاً فألف في كل أنواع الموسيقى من أوبرا وكونشيرتو وسيمفوني وتتخلل كل هذه الأبداعات الرباعيات الوترية والخماسيات الوترية وسوناتات البيانو ، وهذه النتاجات لم تكن من أكتشافات موزارت بل أن العبقري الشاب أضاف لها التقيدات التقنية وأطرها بلمسات شفافة من العاطفة الروحية المقدسة وخاصة في جوانب الموسيقى الدينية والكنسية ، فظهر في موسيقى موزارت الوضوح والتوازن والشفافية والدقة التي هي أساس مصدر القوّة التي ظهرتْ - كما يجمع النقاد – في رائعتهِ ( البيانو كونشيرتو 24 ) والسمفونية 40 وأوبرا دون جيفوني ، فأصبحت مقطوعاتهِ تدرس كأساس في الموسيقى الكلاسيكية وطغتْ تأثيرات أبداعات موزارت في مؤلفات ( بيتهوفن وشوبان وتشايكوفيسكي ) ، وأنّ بعض النقاد ذكر أن  موسيقاه تتسم بشيءٍ من الحزن في غياب الفرح والرجل قد جمع أعلى درجات النضج كموسيقي منذ سنوات طفولتهِ الأولى ، وأجمع النقاد في زمنهِ وبعد رحيلهِ الأبدي " كانت الموسيقى حاضرة معهُ وفيه " لم تكن الموسيقى لدى موزارت وسيلة للعيش بل أوجد مدرسة خاصة بهِ في عصرهِ وبعد مماتهِ تدعى " الموزارتيه " بل ترقى إلى " ظاهرة موسيقية " مسجلة براءة أختراع مشخصنة بأسم موزارت ( أنيس منصور / كتابه الناي السحري – موزارت ) ، وقال فيه الموسيقار تشايكوفيسكي : أني أجد الجمال والبهجة وحب الحياة في موسيقى موزارت ---- أنهُ رمز الصحة والعافية والمرح والجمال ونعيم الدنيا ، وقال أنشتاين عالم الفيزياء الفضائية  : موتسارت أعظم موسيقار في العالم --- بيتهوفن خلق موسيقاه بيد أن موسيقى موتسارت من النقاء والجمال لدرجة تجعلنا نحسُ وحدها كجزأ من الجمال العميق لهذا الكون في أنتظار عبقري يكشف عنها الغطاء ، وقال فيه الناقد ( أنتوني تومازيني ) وهو أحد أشهر الكتاب الموسيقي الكلاسيكية في نيويورك قال في موزارت : يعتبر موزارت أعظم المؤلفين الكلاسيكيين من غير الأحياء في التأريخ ، وتعتبر أعمالهُ أنجازاً بشرياً مدهشاً وليست نصباً حجرياً تذكارياً أنما هي كائنات حيّة تتنفس بين ظهرانينا ، وللأشارة أن الناقد قد وضع قائمة تضّمُ مشاهير الموسيقيين الكلاسيكيين وفي مقدمة القائمة باخ وموزارت وبيتهوفن وشوبرت .
وكانت المفاجأة أكتشف الوسط الفني في النمسا في نهاية القرن التاسع عشر أكثر من ثلاثة آلاف رسالة مكتوبة بخط موزارت والتي أصبحت فيما بعد تراثاً فنياً ثراً تعود لشخص موزارت الموسيقي أطلقوا عليها أسم ( رسائل موزارت ) وأضيفت إلى التراث الفني الثقافي الأوربي ، وتنقلنا أدبيات الرسائل إلى موهبة موزارت في النقد الفني للموسيقى بالذات والذي ينحو إلى مسارٍ أجتماعي وأدبي وأخلاقي وأحياناً سياسي ، فالأعتراف معلن من المحفل الفني الأوربي في القرنين الثامن والتاسع عشر ، وحسب قناعتي تشكل براءة أختراع فعلاً مع وسام شرف في الأبداعات المبكرة في مدونات موزارت الموسيقية و الرسائل والنقد الفني للموسيقى ----
الهوامش/ أنيس منصور –الناي السحري- موتسارت / مجلة الحياة الموسيقية – وزارة الثقافة السورية / محمد حنانه – موتسارت 2012
كاتب عراقي مغترب
في 20-2-2018

67
مؤتمر الكويت ---- والطريق إلى العبودية
عبدالجبارنوري
ثمة حسنة واحدة أفرحتني هو أنعقاد المؤتمر في الكويت لما نتذكرهُ من فرهدة المال العام في أنعقاد مؤتمر القمة في بغداد مارس 2012عندما سلمت الحكومة خدمات أعداد المؤتمر لشركة تركية جهزتْ الطعام فقط للمؤتمرين ب300 مليون دولار وكان الكومشن 175مليون دولار!؟ ، والباقي كان المؤتمر أنعقادهُ في الجارة العزيزة الكويت عبثيا ومذلاً وطريقا للعبودية حين تسألني لماذا؟ أقول نحن لسنا بفقراء حتى نستجدي ونطرق أبواب الأعانة ، فميزانيتنا الأنفجارية بعد 2003 تجاوزت ال 150 مليار دولارأبتداءاً من 2011 وصاعداً ولكنها ككرة الثلج وهي تددحرج بركلات حيتان الفساد المالي والأداري حتى تنتهي متلاشية حيث القاع السحيق حين تلفهُ الظلامية والضبابية والمجهوليه ، وبصراحة شديدة قبل بناء الفوقي والتحتي لجغرافية العراق ينبغي أصلاح المنظومة الأخلاقية لدى جيل الديمقراطية الأمريكية الحداثوية الحالية ، فالذي حضر المؤتمر من الجانب العراقي : رئيس الوزراء ومعهُ 20 موظف ،و أمين عام مجلس الوزراء ومعهُ 19 موظف ، ووزير الخارجية ومعهُ 18 موظف ، وجميع محافظي المحافظات من ضمنهم محافظي الأنبار وصلاح الدين ( المتهمين بالفساد )، ووكلاء 11 وزارة ومع الجميع ألوية عسكرية من الحمايات والأعلاميين والمصورين ، وألى هنا يمكن أن تسمى بالوفد الحكومي ، والغريب أن خارج الوفد الحكومي عناوين واشخاص غير معروفة بباجات على صدورهِم تقرأ : ناشط مدني ، وممثل عن السيد مسعود البرزاني الذي لديه ملف ضخم في شمول الأقليم بالأعمار أيضاً ، ممثلين عن فنادق أربيل وعمان بأسماء وشيوخ وشخصيات بارزة من سياسيي الدعشنة وسياسيي السلطة المطلوبين للقضاء العراقي بل قسم منهم مدان ، وممثلين لحزب البعث بشقيه الدوري والعودة ، والذي يثير الدهشة أن مجموعة من نواب البرلمان العراقي لهُ حضور في المؤتمر لا أدري بأية صفة ؟ وأن بعض هذه الجماعات المتعطشة لنيل المقسوم قد سبقت أنعقاد المؤتمر بشهر أو أكثر ماشية على الحكمة العربية( قومٌ أذا سمعوا بمكة أكلة حجوا لها قبل الحجيج بعامٍ ) ثمّ أسألوا  بعض نواب الغفلة  بحاتمية الحكومة الكويتية بأغداق الهدايا بحقائب الدولار .
وتمخض الجبل فولد فأرا !؟ وأنتهى المؤتمر وكانت حصة العراق من الدول المانحة ( 30 ) مليار دولاربشكل منح وأستثمار وديون ولمدة ربع قرن وبفوائد دولية معروفة ، وهنا الأسترقاق والعبودية حين نظيف على مديونية العراق البالغة 138مليار دولارفهي  تراكمات أخرى تضع مستقبل الأجيال القادمة رهن البنوك الدولية وتقبل فرض شروطها التعسفية ، وأما بالنسبة للدولة الجارة المضيفة حين عقدت مؤتمرها في عاصمتها ليس لسواد عيون أحدٍ ما ! بل كانت تأمل لأن تستعيد ما بذمة العراق الذي هو 6 مليار دولار بشكلٍ ملتوي بأستثمار المبلغ في الأعمار ، والكارثة الكبرى أن الدول المانحة تطلب (ضمان سيادي ) حينها لا يوجد أمام الحكومة ألا آبار نفط البصرة المسكينة .
كاتب عراقي مغترب
كُتب في السابع عشر من شباط 2018







   


68
حرب المياه--- وأغتيال دجلة
عبد الجبار نوري / السويد
أبثُ لوعتي وشوقيّ المشبوب وعشقيّ الممنوع ألى توأمَ روحي وملعب صباي " دجلةَ الخير" من  خلال رائعةِ الجواهري لعلها تُطفِيءْ لظى حنيني وطوفان وجدي ،
هيهات من أخماد هذا العشق الصوفي الذي يحكي تأريخ أعرق حضارة في العالم حين وضعتْ بصما تها على شواطىء هذا النهر المقدس:
يا دجلةَ الخيرِ
حَييّيتُ سفحَكِ عنْ بُعدٍ فحييّني----- يا دجلةَ الخير يا أِمّ البساتينِ
يا دجلةَ الخيرِيا نبعاً أفارقهُ-------- على الكراهةِ بينَ الحينِ والحينِ
إني وردتُ عيون الماءِ صافيةً----- نبعاً فنبعاً فما كانت  لتروينِ
يا دجلة َ الخيريا أطياف ساحرةٍ-----يا خمْرَ خابيةٍ في ظلِ عرجونِ
أدري من ألفٍ مضتْ هدراً-------للآنَ تهّزين من حكم السلاطينِ
وعاد زمن الطاعون العثماني ليغتالَ دجلتي بعنجهيّة تركيا الجارةِ والمسلمةِ ملوّحةً بمعادلتها الظالمةِ { برميل ماء = برميل نفط} وقد روّجَ  لهذهِ المعادلةِ الغير مسؤولةِ كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية وأسرائيل ، وكان للمال السعودي والقطري أثراً كبيراً في تسريع أنشاء السدود التركية وقدما  القروض والهبات والتأييد لجميع مشاريع تركيا العدوانية فقط لألحاق الأذى بالعراق  وغمط  حقهِ الطبيعي بالمياه حسب نظرية( الحق الطبيعي) والتي تعتبر مبدءاً تشريعياً دولياً تعتمد عليها معظّم الأتفاقات الدوليةِ. والذي جلب أنتباهي أن أكتب عن هذا الموضوع ثانية هو وقوع نظري على بوستر كبير وملوّن ورائع { حماية دجلة واجبك وواجبي ، بمناسبة اليوم العالمي للعمل من أجل الأنهار، حملة الدفاع عن الأنهار ضد السدود} في  القشله في بغداد الحبيبة  ، شكلت وزارة حقوق  الأنسان وبمشاركة وزارة البيئة  لجنة متخصصة للنظر في تأثير سد اليسوعلى شروط السلامة الدولية وحقوق الأنسان وجعلت يوم 14 آذار يوم عالمي للمياه ، وذلك لأنّ الحصول على المياه حق أساسي من حقوق الأنسان ، وتعميم أفكار حقوق الأنسان خاصةً الحق في المياه ، والحق في البيئة النظيفة ، والحق في التراث الثقافي، والحق في الغذاء، والحق في العمل، والحق في التنمية .
وأن تركيا بدأت التخطيط لسد اليسو منذ عام  1930 ، وفي أواخر عام 2006 وضعت الحكومة التركية الحجر الأساس وعلى بعد 50 كم عند الحدود العراقية وتبلغ تكلفة المشروع مليار و200 مليون دولار ، ويتمركز سد اليسو في منطقة (دراغيجبيتين) الواقعة على بعد 45 كم من الحدود السورية ، بمقدور السد خزن كمية من المياه تقدر ب(40-11 )مليار متر مكعب ، وتبلغ مساحة بحيرة السد 300 كم مربع وتبلغ طاقة المحطات الهيدرو كهربائية الملحقة بالسد 1200 ميكا واط وبطاقة سنوية (3830 ) كيلو واط ، وعند الأكتمال للسد سوف ينخفض المورد المائي عندنا الى (7-9 )مليار متر مكعب سنويا .
 بتأسيس ( أدارة الدراسات الكهربائيةِ)التى قدمت  دراسةٍ في أحتياجات تركيا للمياه  والكهرباء وكانت الدراسة ِ غير منصفةٍ وأعطتْ الحق لتركيا لأستغلال مياه الغير بشكلٍ مفرط أكثر من حاجتها والدراسة تخصُ سد *كيبان *الذي نُفّذ عام 1974 على الفرات ثمّ تلتهُ دراسات أوسع وأشمل بعد تأسيس مشروع جنوب شرق الأناضول( الكاب)وهو مشروع عدائي للعراق بالذات بُنيّ على أساس رفع المياه الى مناطق حوضي دجلة والفرات بالرغم من ارتفاعها ووعورتها وغير صالحةٍ للزراعةِ ورصدت لها مبالغ طائلة لبناء مقترباتها وملحقاتها من سدود وأنفاق ونصب المحطات الضخمة  لرفع المياه ، وخلاصة القول إنّ تركيا تمتلك 91 سد على نهري دجلة والفرات، والغريب في حالة أكمال السد حتى الشعب التركي يتضرر: لأنهُ سيعرض أكثر من 200 موقع اثري وتراثي ومدن تركية يسكنها الأكراد ولها قيمة تراثية عظيمة سيعرّضُها للغرق والتدمير على سبيل المثال مدينة( حسن كيف) التراثية والتي يعود زمنُها الى أكثر من عشرة آلاف سنة-----
ويُعدْ سد "أليسو"أحد مشاريع جنوب شرق الأناضول المسمّاة --- ب(الكاب)،  وألحقت به (سد اتاتورك)على نهر الفرات الذي يعتبر خامس أكبر سد في العالم وأنتهى العمل بهِ عام 1990 ويروي  872 ألف هكتار ويولد 2400 ميكا واط من الطاقه ، وأنّ مشروع سد (جزره)التركي هو الأسم الآخرلسد (اليسو)بل المرحلة التكميلية لهُ والذي تمّ أنشاء 22 سد و19 محطة توليد كهرباء لتوليد7500 ميكا واط  ويهدف المشروع لري 7-1 مليون هكتار كلفة المشروع 31 مليار دولار---- وستحتاج الى21 مليارم3 من مياه نهر الفرات و7-9 مليار م3 من مياه نهر دجله- وبعض التقارير تشير الى حوالي 15 مليار م3 من مياه دجله فقط- أي أستغلال ما يفوق حاجة تركيا المنطقية بكثير، والمواثيق الدوليّةِ التي اتفقتْ عليها دول العالم وبشهادةٍ اُمميةٍ حسب نظرية (الحق الطبيعي) التي تعتبر مبدءاً تشريعياً دولياً نصّت عليهِ معظم الأتفاقات الدولية ونصُها: " إنّ مجرى النهر ملك مشترك لايجوز لدولةٍ حصرها لنفسها ومنع الشعوب المقيمة عليها في الأستفادة منهُ)، ومبدأ حرية الملاحة حسب معاهدة لاهاي 1796 ، ومعاهدة باريس1804 ، ومعاهدة فينا 1815 ، ومعاهدة برشلونه1912 ، ومؤتمر القانون الدولي في مدريد 1911 : الدي نصّ على ( عدم أمكانية إحداث أي تغيير في مجرى نهر دولي عند عبورهِ دولةٍ اُخرى معيّنه) ، وأتفاقية جنيف 1923 تضمّنتْ :(ضرورة التشاور لدى إقامة المنشئات التي تؤثّر على مجرى النهروإجراء التفاوض في حالة إحداث ضرر على دولةٍ اُخرى).
وإنّ تركيا لاتعترف بجميع المواثيق والأتفاقات الدولية والمؤرشفة في المحافل الدولية ، ولا تعترف بحقوق العراق التاريخية والطبيعية في نهر دجلة ولا تحترم مبادىء حسن الجوار ولا تكترث للنتائج التي سيتعرض لها العراق بالرغم من إتفاقيات الصداقة وحسن الجوارسنة 1946 والبروتوكول رقم( 1 ) الملحق بهذهِ الأتفاقية حول تنظيم مياه دجله والفرات، وإنْ إقتضى الأمرالى إقامة الدعاوى أمام محكمة العدل الدولية والأيعاز الى وزارة الخارجية لرفع  الأمرالى مجلس الأمن الدولي لأصدار القرارات المناسبة والمنصفة --- لأنّ المادة الثامنة من الدستورالعراقي تؤكد على العلاقات المتوازنة المبنية على المصالح المشتركة للعراق مع دول الجوار، وأستخدام الورقة *الأ قتصادية* لأجبار تركيا على إعادة النظر بملء سد أليسو، وبقيّت خطوةٍ اُخرى إستثمار التقارب التركي – العراقي لترطيب ألأجواء وتثبيت حقوق العراق المائية.
أضرار {سد أليسو} التركي
لايوجد أي اعتراض لدى العراق عندما تطوّرْدول الجوار نظامها ألأروائي ولكن يجب أنْ لايكون على حساب مياههِ الأقليمية : وسنستعرض أضرار هذا السد على مستقبل ومصير العراق :
1-   سيكون لتركيا السيطرة الفعلية وبنسبة كاملة على موارد العراق المائية .
2-   في حالة تشغيل السد بطاقةٍ كاملةٍ ستتناقص حصة العراق الى 50 % .
3-   التلوّث البيئي لأحتواء المياه الواردة نسبةً كبيرةً من ألأملاح والترسبات والمخلفات .
4-   سيتعرض العراق الى خسارة 40 % من الأراضي الزراعية وتقدرها منظمة اليونسكو ب696 ألف هكتار.
5-   طبقاً لتقاريرمنظمة اليونسكوبأنّ أهوار العراق ستكون في خطر حقيقي ونفوق أحيائهِ نتيجةً نقص المياه الواردةِ أليه.
6-   الهجرة المعاكسة من الأرياف الى المدن وسيكون لهُ عواقب وخيمةعلى مستقبل التركيب السكاني والزراعة.
7-   وأثبتَ خبراء القانون والمتخصصون :أنّ مشروع سد اليسو التركي يعد من أخطر المشاريع المائية التي تقيمها تركيا على نهر دجلة والذي سيكون على أكمالهِ في منتصف السنة القادمة 2014 وقوع كارثة مأساوية على الأقتصاد العراقي حيث سيمتص نصف مياه دجله.
وأننا أمام مرحلة تاريخية مفصلية لتغيير مسارات الحياة  العامّة ِ ، وندعو النخب المثقفة والواعية ومنظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي والأحزاب الوطنية واللبرالية التقدمية اليسارية  - التي تحرص على أنْ يبقى العراق حياً – أن ترفع صوت الأستنكار والشجب لممارسات تركيا الجارة الغير مسؤولة  والضغط على الحكومة المركزية لأتخاذ
الأجراءات اللازمة لمعالجة هذا التهديد المصيري ، لأنّ وطننا يواجه حرباً جديدة يعرف ب(حرب المياه) والعراق اليوم يواجه منذ عشرين سنة أزمة تناقص مياه دجلة والفرات وجفاف الاراضي الزراعية بسبب بناء تركيا {سد اليسو} ، والتخمينات البيئية تشير إلى نهر دجلة سيواجه موتاً سريريا وربما وفاته في حزيران المقبل من هذا العام والمتهم المدان بأغتيال دجلتنا دولياً هو أردوغان  .
عبد الجبار نوري/ السويد
12-2-2018


69
الناشط "باسم خزعل خشان "/ وغزوة أغتيال الرأي -
عبدالجبارنوري-ستوكهولم
توطئة / ثمة عتمة وضبابية منحرفة لقضاة العدل عندما يجعلون لحجب الحرية وسيلة لأنهاء الرأي ، وهم يتناسون أن الأفكار تبقى مضيئة في فضاءات الأنسنة وجنبات التأريخ البشري ، وضنهم خائب عندما يجدون مواقفهم تنحدر بشدة نحوأعماق مستنقع الرثاثة الفكرية ، وأنوار أقمار التأريخ تتلألأ ساطعة بأبطال مناضلين سحقوا بأبشع طرق الموت وبقييتْ أفكارهم شاخصة تشعُ في فضاءات الأنسانية كتراث حضاري ، وسُجلتْ بصماتهم في أرشيف السفر البشري أمثال : سقراط الذي سُقي السم فمات مادة وبقي روحاً نابضاً بالتفاؤل والمحبة والسلام ، وصُلب اليسوع ونطقتْ خشبتهُ بالمحبة والسلام ، وقُطع الحسين أرباً وهو يردد " هيهات منا الذلّة " وترك أرثاً في الصمود ومقارعة الظالم ، وذُبح (الحلاج) ذلك المثقف العربي ، وكان أرثهُ نظرية (الفهم الخاطيء والمغلق للدين ) ، وأغتيل جيفارابعيداً عن وطنهِ وبقيت أفكاره في التحرر أيقونة للأحرار ، وأغتيل شنقاً المفكر السوداني والأسلامي الحر"محمود محمد طه " بيد الجلاد النميري بتهمة أفكاره الحرّة ، وقطع المناضل الشيوعي " سلام عادل " في مسلخ قصر النهاية على يد الأنقلابيين الفاشست ، وبقيتْ أفكارهُ الثورية أكاديمية لتعليم الصبر والتحدي .
النص/ في تصرف غير لائق بالقضاء العراقي المعروف برصانته وتأريخهِ الناصع أن تصدر يوم الثلاثاء 6-2-2018 محكمة أستئناف المثنى حكماً لمدة ست سنوات بحق الناشط القانوني في المثنى " باسم خزعل خشان " الغيور الذي رفع عدد من القضايا وملفات الفساد والسرقة ضد مسؤولي محافظة المثنى ، وكسب العديد منها ، وأعادة عدة مليارات لخزينة المحافظة .
أنا لا أفهم القضاء العراقي صاحب التأريخ العادل والنزيه عندما يكون نظر المحكمة في حيثيات وفقرات قانون دكتاتوري للعهد البعثي المباد الذي ينص على تقديس ( ربكم الأعلى ) فأنها ياسادة ياكرام تتقاطع مع النظام الديمقراطي الجديد ، والذي يتحمل نقطة النظام الخطرة هذه هو المشرّعْ العراقي لا المدان ظلما وتعسفاً ، ثًمّ ما كشفهُ الناشط باسم خشان لا يمس الشخوص بل تدور حول مسؤولياتهم في أدارة المحافظة هذا ما تعلمناه من منتسكيو وروسو وأرنمو والمواثيق الأممية .
مع الأسف الشديد أن القوات الأمنية في المحافظة أستعملت ( القوّة المفرطة ) في فض أحتجاج ضد سجن الناشط باسم خزعل خشان ومن تداعيات هذه السقطة القانونية والأستلاب المعلن من قبل سلطات المحافظة وقوع جرحى وسط المتظاهرين بينهم أعلاميون وأعتقال العشرات من الناشطين المعروفين في المحاقظة .
والظاهر لحادثة الناشط المدني باسم الخشان نماذج مماثلة لحكومات بعد 2003 : عندما أقدمت محكمة الحلة في 25-11-2015 بأصدار قرارها الجائر بحبس الأمين العام لمجلس محافظة بابل ( عقيل جبار حمزة الربيعي ) العضو في الحزب الشيوعي العراقي مدة ستة أشهر بتهمة تجاوز صلاحياته الوظيفية بموجب المادة 334 من قانون العقوبات العراقي النافذ رقم ( 11 سنة 69 ) ، بينما المدان عقيل قام بواجباته الرقابية بكشف ملفات ( حي الطيارة ) المسروقة من قبل مافيات متنفذة في المحافظة ، والحادثة الثانية : ملف الأمين العام لتجمع الشباب الحر (جلال الشحماني ) الذي تم أختطافهُ بتأريخ 22-9-2015 وهو مغيّبْ لحد الآن وأنباء مسربة عن العثور على جثتهِ في بغداد .

أخيرا/الحكم على ( خشان ) أستند لتفسير خاطيء لحيثيات أدلة التحقيق ، فكانت الغاية من الأطاحة بباسم خشان لأسكات صوت الرأي الحر في كشف الفاسدين والتهيؤ للأنتخابات المقبلة ، وتفسير المادة 226 من قانون العقوبات وكلُ شخص يعتقل بموجبهِ يعتبر معتقل ( رأي ) فلا ترقى لجنحة أو جناية ، والظاهر أن الحيثيات وقعت تحت ضغوطات أخطبوط حيتان الفساد .
فأقترح : بنقل الملف ألى محاكم بغداد لتفسير هل أنها أهانة بحق الدولة ؟ أم أنها قضية رأي مكفول ديمقراطياً في جميع دول العالم ، وللعلم من ضمن كشوفات الناشط المدني الخشان : طلب عدم ترشيح المشمولين بالعفو للترشيح بالأنتخابات المقبلة ، وكان يقصد محافظا مثنى السابق والحالي ، ومن بين الدعاوى ( الباسمية ) ما يتعلق بشراء سرير طبي لدائرة صحة المثنى ب65 مليون دينار وملحقاتهِ ب99 مليون دينار !!!؟؟؟ ، ومجلس المحافظة تزمع على تشديد العقوبة بحق باسم خشان بلجنة من محامي وعاظ السلاطين ، الذين غيّروا المعادلة الأنسانية المتحضرة : السجن للفاسدين واللصوص وليس للصحفيين والناشطين الأحرار.
واليوم أرسل ندائي ألى قضاة العدالة ورئيسها للتفضل بقراءة حيثيات ملف الناشط الخشان ومدى مطابقتها مع ( روح ) القانون العراقي ، ونسخة منهُ ألى لجنة حقوق الأنسان في العراق ،
الحرية للناشط المدني " باسم خزعل خشان " والخزي والعار لمافيات التزوير والأعتداء على حقوق العباد
كاتب عراقي مغترب
في/العاشر من شباط 2018

70
الناشط "باسم خزعل خشان "/ وغزوة أغتيال الرأي !؟
عبدالجبارنوري
توطئة / ثمة عتمة وضبابية منحرفة لقضاة العدل عندما يجعلون لحجب الحرية وسيلة لأنهاء الرأي ، وهم يتناسون أن الأفكار تبقى مضيئة في فضاءات الأنسنة وجنبات التأريخ البشري ، وضنهم خائب عندما يجدون مواقفهم تنحدر بشدة نحوأعماق مستنقع الرثاثة الفكرية ، وأنوار أقمار التأريخ تتلألأ ساطعة بأبطال مناضلين سحقوا بأبشع طرق الموت وحشية وبقييتْ أفكارهم شاخصة تشعُ في فضاءات الأنسانية كتراث حضاري ، وسُجلتْ بصماتهم في أرشيف السفر البشري أمثال : سقراط الذي سُقي السم فمانت مادة وبقي روحاً نابضاً بالتفاؤل والمحبة والسلام ، وصُلب اليسوع ونطقتْ خشبتهُ بالمحبة والسلام ، وقُطع الحسين أرباً وهو يردد " هيهات منا الذلّة " وترك أرثاً في الصمود ومقارعة الظالم ، وذُبح الحلاج ذلك المثقف العربي ، وكان أرثهُ نظرية (الفهم الخاطيء والمغلق للدين ) ، وأغتيل جيفارابعيداً عن وطنهِ وبقيت أفكاره في التحرر أيقونة للأحرار ، وأغتيل شنقاً المفكر السوداني والأسلامي الحر"محمود محمد طه " بيد الجلاد النميري بتهمة أفكاره الحرّة ، وقطع المناضل الشيوعي " سلام عادل " في مسلخ قصر النهاية على يد الأنقلابيين الفاشست ، وبقيتْ أفكارهُ الثورية أكاديمية لتعليم الصبر والتحدي .
النص/ في تصرف غير لائق بالقضاء العراقي المعروف برصانته وتأريخهِ الناصع أن تصدر يوم الثلاثاء 6-2-2018 محكمة أستأناف المثنى حكماً لمدة ست سنوات بحق الناشط القانوني في المثنى " باسم خزعل خشان " الغيور الذي رفع عدد من القضايا وملفات الفساد والسرقة ضد مسؤولي محافظة المثنى ، وكسب العديد منها ، وأعادة عدة مليارات لخزينة المحافظة .
أنا لا أفهم القضاء العراقي صاحب التأريخ العادل والنزيه عندما يكون نظر المحكمة في حيثيات وفقرات قانون دكتاتوري للعهد البعثي المباد الذي ينص على تقديس ( ربكم الأعلى ) فأنها ياسادة ياكرام تتقاطع مع النظام الديمقراطي الجديد ، والذي يتحمل نقطة النظام الخطرة هذه هو المشرّعْ العراقي لا المدان ظلما وتعسفاً ، ثًمّ ما كشفهُ الناشط باسم خشان لا يمس الشخوص بل تدور حول مسؤولياتهم في أدارة المحافظة هذا ما تعلمناه من منتسكيو وروسو وأرنمو والمواثيق الأممية .
مع الأسف الشديد أن القوات الأمنية في المحافظة أستعملت ( القوّة المفرطة ) في فض أحتجاج ضد سجن الناشط باسم خزعل خشان ومن تداعيات هذه السقطة القانونية والأستلاب المعلن من قبل سلطات المحافظة وقوع جرحى وسط المتظاهرين بينهم أعلاميون وأعتقال العشرات من الناشطين المعروفين في المحاقظة .
والظاهر لحادثة الناشط المدني باسم الخشان نماذج مماثلة لحكومات بعد 2003 : عندما أقدمت محكمة الحلة في 25-11-2015 بأصدار قرارها الجائر بحبس الأمين العام لمجلس محافظة بابل ( عقيل جبار حمزة البيعي ) مدة ستة أشهر بتهمة تجاوز صلاحياته الوظيفية بموجب المادة 334 من قانون العقوبات العراقي النافذ رقم ( 11 سنة 69 ) ، بينما المدان عقيل قام بواجباته الرقابية بكشف ملفات ( حي الطيارة ) المسروقة من قبل مافيات متنفذة في المحافظة ، والحادثة الثانية : ملف الأمين العام لتجمع الشباب الحر (جلال الشحماني ) الذي تم أختطافهُ بتأريخ 22-9-2015 وهو مغيّبْ لحد الآن وأنباء مسربة عن العثور على جثتهِ في بغداد .
أخيرا/





71

 
البصرة /والضمان السيادي وجمّلْ الغركان غطه!؟
*عبدالجبارنوري
توطئة / المناضل : من آمن أن يكون أول المضحين وآخر المستفيدين ، السياسي :من عمل كي يكون أول المستفيدين وآخر المضحين { قالها عامل في سوق المغايز بالبصرة ---- عاش مناضلاً وبقي مناضلاً }1
المضمون /الكلام عن البصرة ، رباه ليست اليوم هي البصرة التي أعرفها ثغر العراق الباسم ، أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، قبة العلم ، مدينة حسن البصري وأبي الأسود الدؤلي ،  ومطرمطر السياب  و فينيسيا الشرق توأم البندقية وكازابلانكا ، وهي الفيحاء أم النخيل والشناشيل ، وفسيفساء شعب طيّب خليط من كل الأعراق وبشعور أنساني فطري بين قطبي الوطن القومي والديني يعزفون معاً أروع قصائد الأبداع وكأنّها بصوت فيروز الملائكي وهي تستوحي Mozart  40 تشدو " بيا أنا وياك " ، و شعبٌ حاتمي السجية (مالاً) حين تموّلْ العراق ب80% في ميزانيتها و( دماً ) في أنتفاضتها الشعبانية الباسلة ضد الطغاة وتضحياتها بأكثر من عشرة آلاف شهيد في حشدها الشعبي المناضل ضد الأرهاب الداعشي هذه هي البصرة التي أعرفها --- ولا يسعنا ألا أن نردد كلمات ببلبلها المغرد فؤاد سالم (مشكووووووره ما كصريتي ).
وللآسف الشديد والألم يعصف بكياني حين أرى بصرتنا الحلوة اليوم تتمزق وتعلن أفلاسها مالا وخلقاً ، متجلببة بثياب الشيطان بنداوة أخلاقية وضمور فكري شهيقها سرقة ونصب وأحتيال وكراهية ، وزفيرها التهريب والرشوة والخطف والأبتزاز ، وألغاء الآخر وتسقيطه بل قتله بدمٍ بارد ، وتقدم الوباء المسرطن في جغرافيتها لتتحوّلْ إلى رقعة مافيات عشائرية متقاتلة بالسلاح الأبيض والأسود  وميناء لبيع الأنسان بأعضاءه ولحمه الحي ، والرشوشراء الذمم وبيع السيطرات والمنافذ الحدودية وفرهدة المال العام ، والأنحدار الذي لا قاع لهُ للحكومة المحلية المتسمة بالسلبية والذيلية لرؤساء كتلها لا للعراق وذات هويات منسلخة من موجات الفوضى حسب نظريات التفكيك والأنقسام ، وفوضى تدميرية بقيادات متعددة بولاءا لسماسرة السلطة والدم ، وصدق سيد المتقين (علي) حين وصف فئة (المنافقين ) و(الأنتهازيين ) في جيشه في البصرة { -- يا أشباه الرجال ولستم برجال ، أخلاقكم رقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم رعاق ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه} .
وأصبح سياسيو البصرة مفتقدون المشروع المستقبلي في تحقيق آمال الشعب البصري أن تكون المدينة أقليماً لتحقيق ذاتها أو المدينة الأقتصادية للعراق كدبي وأسطنبول وجُرّفتْ تلك الأمال والأحلام الممنوعة أمام تسونامي البنيوي الكتلوي والفئوي ونسيان الوطن في خبر كان ياما كان في قديم الزمان أن هناك وطن ( كزهرة في بستان )  في بلاد مسيوبوتيميا وتحولت اليوم إلى بلاد ( خرابستان ) ووصلت الكارثة (بالبعض)الذين ضمائرهم أسيرة شهوة المال إلى بيع نخلة ( البرحي) ،( وزميج) أرض الوطن الى الكويت ودبي لقاء ثمن بخس .     
مظاهرمسرطنة تنخر البيت البصري
- تهاون وضعف الرقابة الوطنية على ( المنافذ الحدودية ) بتفشي الرشوة بشكلٍ علني وأبتزازي ، الموظفون الفاسدون والمرتشون مرتبطون بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة المحلية وربما في الحكومة المركزية ونواب الكومشن وألا كيف عبّرتْ الشقيقة العزيزة قطر موزه من أدخال ثلاثة شاحنات محملة بعشرات الأطنان من مواد غذائية وأدوية ظاهرها الرحمة بمساكين الفلوجة وباطنها تحت الأغذية أربعة عشر طناً من السي- فور لقتل الكفار الرافضة والمسيحيين والمرتدين السنة ، وأنتشار ادوية منتهية الصلاحية وغير مرخصة ، وحبوب الهلوسة ، وهنا تؤشر بوصلة ثقافة المواطنة المفقودة من أحتمال كبير من أدخال شاحنات محملة بالموت ورائحة الدم لقتل المئات من العباد قد تكون الرشوة مئة دولار أو ربما كارت شحن موبايل فئة عشرة آلاف دينار ، وللعلم أذا دخلت نلك السيارات تأكد أنها " تغيّر سير المعركة لصالح العدو بالكامل " .
- ملف غياب مقاييس  " عدادات أنابيب النفط المصدر " التي تُربطْ أثناء التصدير ، وأن مشروع العدادات طُرح منذ 2008 ولكن أصابع الأجرام والفساد حصل تلكؤ فيها ، ولهذا الموضوع الخطير صلة --- في مؤتمر صحفي مع نواب الأصلاح في يوم14-1- 2017 أن نحو 300 ألف برميل نفط (يومياً ) تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار تسرق من عدادات النفط المزيفة بتغيير ميكانيكيتها الأصلية فتصبح غير مضبوطة ، أما أتاوات الرشوة على مواد الأستيراد فهو مبرمج فساداً بدون خوف بما يعادل 7 مليارات دولار سنوياً أي ما يقارب ميزانية دول مجاورة كسوريا ولبنان والأردن ، وأن البواخر التي تخرج من الموانيء تكون محملة بضعف حمولتها المسجلة ، علماً أن الحكومتين المحلية والمركزية غارقة في مناكفاتها وشهواتها ربما لا تريد أن تسمع - فتتمارض بالطرش – وربما أن الكيل طفح والفساد أستشرى في جغرافية عراقستان حتى فاقت قندهار وتورابورو ، والمضحك والمبكي أن الحكومة المركزية تبحث عن قرض بمليار دولار وبشروط مجحفة ومذلّة .
-ملف بناء المدارس أعطت الحكومة المحلية في البصرة بناء 1700 مدرسة لشركات عالمية وللقطاع الخاص بمبلغ 238 مليار ديناروبمدة سنتين والذي حدث سحب المقاول الأصلي جميع المبلغ وباع المقاولة لشركتين وهميتين وبقي تلامذتنا في مدارس آيلة للسقوط ، وهل يعقل هذا في أي مكان في العالم ؟ .
- ملف فقدان الأمن بشكلٍ مريع حيث الميليشيات المسلحة التي تجوب الشوارع ليل نهار ضاربة هيبة الحكومة والقانون عرض الحائط حيث طلعت علينا الأخبار في صبيحة يوم الثلاثاء 17-1 -2017 خطف مدرس من مدرسته وقتله ورميه على قارعة الطريق مقطوع الأذنين ، وخطف موظفين من نفط الجنوب ومن أهالي البصرة وأغتيالهما بعد يومين ، وأدانة الأطباء في حالات الوفاة ومطالبتهم بدفع دية المتوفي وقد تكون ملايين من الدنانير والذي أدى إلى هجرة الأطباء من البصرة ، أضافة إلى قتال العشائر وبالأسلحة الثقيلة للتنافس والأختلاف على تهريب النفط الخام وتهريب المخدرات وبيع أعضاء الأنسان ولحمه الحي لعصابات ومافيات البحر الكاريبي ، والمسؤولون في حالة سبات بعد خروجهم من حوار الطرشان في تخريب ما تبقى من عراقستان -----
- والكارثة المرعبة الأخيرة حكومة اليوم ترتهن نفط البصرة ( كضمان سيادي ) لأحدى شركات حيتان خصخصة الكهرباء ، ولمدة 25 سنة ، حينها يكون الحق للشركة أن تحجز على نفط البصرة  ( مالها أو حلالها )وبيعه في مزاد سوق الحرامية ، وتتماشى مع المثل الشعبي ( جمل الغركان غطة ) !؟
الأسباب
1-الديمقراطية الأمريكية التي أعطيت للعراقيين- ومنهم البصريين - بمقاسات أمريكية وشربوها بجرعة واحدة بينما أمريكا والغرب أستوعبوها خلال قرن من الزمن مما أدى إلى أستباحة مفهوم الحرية ، فكان للأنتقاء الأمريكي – صاحب الخبرة العميقة في الأختيار – ما يناسبها فدجنت الواجهة الأسلاموية الراديكالية من الأئتلاف الوطني الشيعي الغير متآلف ( الأخوة الأعداء ) كواجهة زائفة لتمثيل المصالح العليا لمجتمع الوسط والجنوب والتعاقب على حكم البصرة  تحت رقابة ( أخوة يوسف ) الخلايجة العملاء لها أصلاً .
2- تسيّد النظام القبلي العشائري وحصر السلاح بيدها  في حل القضايا العالقة بالفصل والدية والمكاومة والعطوة أما القانون والقضاء العراقي الرصين صاحب التأريخ الطويل في النزاهة والعدالة في خبر كان ، وقد يطبق على فقير ليس لهُ كتلة أو حزبٍ ، يفترض تفعيل القانون ومحاسبة المسيئين حتى ولو كانوارموزا عليا للمحافظة .
3- والبصرة مفتوحة على العالم بميناءها وحدودها المشرعة مع المحافظات  فصارت (بازارا ) للبضائع الممنوعة والمحرمة كالأدوية المنتهية الصلاحية ، وحبوب الكبسلة والهلوسة والتحشيش والتي أصبحت البصرة مركزاً مهماً رئيسيا في ترويج بيعه إلى مختلف مناطق العالم لغياب سلطة القانون والأمن، والرقابة الصحية ، أظف إلى تعاطي الشباب واليافعين لتلك السموم والأدمان عليه والذي صار من تداعياته أنحدار الوضع الأخلاقي والتربوي والأجتماعي والأقتصادي إلى حدٍ لا قاع لهُ .
4- حالة الجمود والترهل السائدة على المشهد السياسي العراقي الحاكم  منذ 2003 في غياب الدولة المؤسساتية وثقافة المواطنة فظهرت تداعياته في أفتقار الدولة وأفلاس الخزينة وأنعدام التنمية وضياع فرص الأستثمار ، ونمو المافيات المدعومة بالميليشيات وترقى تلك إلى دولة داخل دولة ، والكارثة المرعبة عندما تكون بأدارة سياسي السلطة من نواب الكومش ورموز أصحاب القرار في الحكومتين المحلية والمركزية بالأضافة إلى سفراء الخارج ، وليس بالضرورة دخول المسؤولون بشحمهم ولحمهم إلى مزادات العهر الأخلاقي والسياسي طالما ظهرت على الواجهة أصطلاحات لم نسمع بها منذ حكومة (كلكامش) وحتى شريف روما (بريمر) كالعلاس والكومشنجي والدلال والفضائي --------
(1 )---- هو المناضل البصري " هندال جادر " الشيوعي الذي ظلّ لآخر لحظة محافظاً على مبادئهِ وحتى أستشهاده على أيدي طغمة حكومة البعث ، والذي هتفت الجماهير يوم أعتقاله في زمن الملكية { هي --- ميّتْ هندال أنريده } ، كان عاملا في مديرية موانيء البصرة منذ صغره ، الذكر الطيّبْ للشهيد البطل " هندال جادر " .
*كاتب ومحلل سياسي مغترب
الخامس من شباط 2018

 



72

 
"بدر شاكر السيّاب"/مقاربات نصيّة في الحداثة الشعرية مع أليوت وأبي تمام
عبدالجبارنوري
هو الشاعر العراقي الكبير " بدرشاكر السيّاب " 1926-1964 ، وُلِد بدر شاكر السياب في قرية جيكور التابعة لقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة ، يعتبر السياب أحد مؤسسي الشعر( الحر ) في الأدب العربي ، وكان لجمال الطبيعة في قريتهِ جيكور الخضراء الوارفة الظلال والمفعمة بالأزاهير والأثمار وغابات النخيل الباسقات ورقرقة الجداول التي تمرُ منها لتصب في شط العرب ، كان هذا الجو الشاعري الخلاب أحد حوافز طاقات السياب الشعرية ، وخلال مزاجاتهِ المتغيّرةِ في تغيّر المكان من جيكور إلى بغداد وإلى الكويت ثم ألى البصرة ، والصدمة النفسية في وفاة أمهِ وهو في عمر ستة سنوات ، ولم يصل لنهاية تجربة حب ناجعة مع حواءٍ  ، أضافة ألى قراراته السياسية في تغيير الأعتقاد الفكري ، كل ذلك ربما أثرت في تشكيل الذات عند الشاعر ، وأباح عنها بأعظم القصائد رصانة ودقة وحقيقة وواقعية أبهرت العالم في أربعينيات القرن الماضي ، في أمضاء كتابه المشهور " أنشودة مطر " التي تضمُ مجموعة أبيات: في قصيدة غريب على الخليج ، أزهار ذابلة عام 1947 ، أساطير وحفار القبور 1952 ، المومس العمياء 1954 ، منزل الأقنان 1963 ، أزهار وأساطير وشناشيل أبنة الجلبي 1964 ، وللعلم كان صدور ديوان أنشودة المطر عن دار مجلة شعر بيروت في العام 1960 بيد أن القصيدة كتبها عام 1954 في الكويت ، وقصائد أخرى تعتبر من ألمع الدرر في الشعر العربي الحديث منها نهر الموت وجيكور والمدينة وبور سعيد ، وكان قدرهُ أن يموت مبكراً بعمر 38 سنة بمرضٍ لعين تصلب عصبي في العمود الفقري ، وسُدل عليه ستار النسيان والأهمال في مرضه ،وكتبتْ  بعض وسائل الأعلام المنصفين ( أن السياب لا ينازع في عراقيته الصميمة والخالصة مع أنهُ لم يأخذ شيئاً  من وطنهِ أثناء حياتهِ من تكريم وتقييم .
أسلوب السياب الشعري ومدى تأثره ب(أليوت وأبي تمام ) ، وقبل هذا أقول أن للسياب الأثرالأهم للتحوّلْ النوعي في خارطة الشعر العربي الحديث المعاصر وفي تيار الحركة الحداثوية الشعرية في تضاريسها وأدوارها  :
-هو رائد الشعر الحر ، بدأ بكتابة الشعر الكلاسيكي منتقلا إلى الشعر الحر لشعوره أن القديم لا يحقق مساعيه في أرهاصاته الداخلية في أعلان الحرب على الحرمان والفقر والموت ، ولآنّهُ رأى في فلسفة الحياة مختصر الكلام ( الصراع بين الفناء والوجود ) ، وأني أرى أنهُ ليس سوداوياً كما يزعم بعض النقاد لأنهُ بدأ بقصائد غلبت عليها الرومانسية متأثراً بطبيعة جيكور الخلابة ومفاهيم الحب وهو يقول في هذا المجال :
أشاهدت يا غاب رقص الضياء ---- على قطرةٍ بين أهدابها ؟
ترى أهي تبكي بدمع السماء ---- أساها وأحزان أترابها
وأفراح كل العصافير فيها --- وكل الفراشات في غابها
-السياب أكثر رغبة في توظيف الأسطورة والرمز في النسيج الشعري للواقعية الجديدة ، وبانت جلية في " أنشودة المطر " التي وظّف فيها أسطورة عشتار ، يقول :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
وعندما نقرأ للشاعر الأنكليزي ( أليوت )هو توماس ستيرنز 1888 -1965 هو شاعر وناقد ومسرحي وفيلسوف أنكليزي أظهر في نصيتهِ الشعرية الرمزية والأسطورية  ببعضٍ من الغموض والصعوبة ، ويعكس التهاتف النفسي والحضاري لدى الأنسان الأوربي ، وتوضحت فلسفتهُ الشعرية في قصيدته المشهورة ( الأرض اليباب ) The Wasta Land فالشعر الجيد في نظر أليوت هو قد يبلغ القلب قبل تمام الفهم ، فهو من رواد الشعر الحر الأنكليزي ، وقد تأثر به عدد كبير من الأدباء والشعراء والنقاد العرب ، منهم على سبيل المثال لا الحصر : بدر شاكرالسياب ونازك الملائكة ولميعه عباس عماره ولويس عوض وصلاح عبد الصبور وجبرا خليل جبرا وأدونيس ويوسف الخال ومحمود درويش ، فأصبحت القصيدة المعاصرة أكثرها وأغزرها في تناول الأنسان المعاصر في تراثهِ وحضارتهِ وأحداثهِ التأريخية وقضاياه الآنية : وهنا المفترق المفصلي حيث يأخذ الشاعر الأوربي بأتجاه حضارته الأوربية كاليونانية والرومانية والآخر في فضاءات الأدب العربي يتجه نحو جذوره التأريخية في وادي الرافدين ووادي النيل ، فشاعرنا السياب في الأربعينات كان واضحاً بمقارباتٍ نصية شعرية بما لدى( أليوت) من تركيز على التراث وأستخدام الأسطورة والرمز والأيحاء والأشارة التظمينية .
-وصراعات تغيرات المكان وأزماته الفكرية وشظف العيش وأفتقاده لحب أمرأة ضاعفت أشكالاته وتحولتْ إلى أزمة مزمنة نفّس عنها بقصيدة حنين لجيكور تعكس أستلابات المنفى والغربة والضبابية واليأس وبعضٍ من الشجون والأسى ، ولكنه على العموم يطفح شعرهُ بالحنان والرقة ويتجه بها ألى ( الرومانطيقية )2 تلك النزعة الأدبية السائدة في الأدب الغربي الأوربي وهذه بعض أبياتها:
{ أه جيكور جيكور ماللضحى كالأصيل يسحب النور مثل الجناح الكليل ، جيكور ديوان شعري ، موعد بين ألواح نعشي وقبري}
وفي قصيدة أخرى يقول : { لا تزيديه لوعة فهو بلقاك --- لينسى لديك بعض أكتئابه /قربي مقلتيكي من قلبي الذاوي --- تري في الشحوب سرّ أنتحابهِ } . وأخرى :
ليت السفائن لا تقاضي راكبها عن سفار --- أو ليت الأرض كالأفق العريض بلا بحار / متى أعود ؟ متى أعود؟ / وا حسرتاه --- لن أعود إلى العراق ! .
-السياب رائد الحداثة الشعرية حيث لا يختلف أثنان في مدى شاعريته وجدارته في الأبداع الشعري بتعدد المستويات والمحاور ، وكما تقول عنهُ الدكتوره ناديه هناوي في المنجز النقدي حول شعر السياب : ( --- وكأنهُ متحف لكل ما عرفهُ النقد من مذاهب وأتجاهات أبتداءاً من التأريخية وأنتهاءاً بالبنيوية )أنتهى ، حتى أصبح المنجز النقدي عن شعر السياب حالة نموذجية عصية الأستنساخ أطرتْ شخصنة السياب بالذات ويمكن أن يصطلح عليه أسم ( نقد النقد ) أو ما بعد النقد ، وان رأي الناقد العربي أسعد رزوقي في كتابه الموسوم ( الأسطورة في الشعر العربي المعاصر )الصادر عن دار مجلة الشعر اللبنانية : هو أنهُ يمكن الجمع بين (خمسة) من الشعراء العرب هم جبرا أبراهيم جبرا وأدونيس ، وخليل حاوي ، ويوسف الخال وشاعرنا بدر شاكر السياب ، وأني أثني على رأي الناقد ، لأن الأسطورة والرمزية تشكلان محور البناء النصي السردي لكينونة وصيرورة القصيدة السيابية والتي جاءت واضحة ومتماثلة مع الشاعر أليوت في توظيفه للأسطورة .
وهذه بعض أبيات من قصيدة ( الأرض اليباب ) لأليوت نرى واضحاً أستعماله تلك الأدوات الأدبية في الرمز والأسطورة وفوبيا المجهول الذي يسيرهُ الموت فتبدو متطابقة مع النصية الشعرية عند السياب ولهذا يجمع النقاد على تأثر السياب بأليوت الأنكليزي وأبي تمام العربي  :
دفن الموتى من قصيدة أرض اليباب لأليوت
نيسان أقسى الشهور ، يتناسل الليلك في البريّة الميّتة ، وتمتزج الرغبة في الذكرى ، وتهتاج الجذور الشاحبة عطر الربيع ، أية جذورٍ متشبثة هذه ؟ أية أغصان ؟ تنبتْ من هذه النفاية الحجرية ، أخافُ من الموت بالماء ، أرى حشوداً من البشر يسيرون في دائرة .
أنظر إلى السياب كيف يملي على شعره الرمزية التصويرية بالأستعانة (بالميثولوجيا )1 والأشارات التأريخية وهذه مطلع قصيدتهُ أنشودة المطر التي تعتبر أيقونة بارزة في الأرث الثقافي العراقي والعربي ، وعليك أن تكتشف تلك المقاربات الفكرية في سير السرد النصي في شعر السياب وأليوت وأبي تمام :
أنشودة المطر
عيناك غابتا نخيل ساعة السحرْ
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمرْ
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقصُ الأضواء كالأقمار في نهرْ
أتعلمين أي حزنٍ يبعثُ المطرْ
وكيف يشعرُ الوحيد فيهِ بالضياع
بلا أنتهاء كالدمُ المراق ، كالجياع
كالحبِ كالأطفال ، كالموتى هو المطر
-وأن بدر شاكر السياب متأثر بالشاعر "أبي تمام"788-845م في نصيّة المفردات الشعرية بأستعمال الرمزية والأسطورية ، كما كتب الدكتور أحسان عباس في كتابه – بدر شاكر السياب – دراسة في حياته وتأثره بأبي تمام ، وهذه بعض من بائية أبي تمام المشهورة ، من  قصيدة عموريا بالحقيقة  هي ملحمة شعرية أكبر من أن تكون قصيدة :
السيفُ أصدقُ أنباءاً من الكتبِ ---في حدهِ  الحد بين الجد واللعبِ
بيضُ الصفائح لا سود الصفائح --- متونهن جلاء الشك والريب
وأشعر أبو تمام في الحنين للوطن وقال
نقّلْ فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحبُ ألا للحبيب الأولِ
كم منزلٍ في الأرض يألفهُ الفتى
وحنينهُ أبداً لأول منزلِ .
أخيرا/ ربما قد تقارب الشاعر بدر شاكر السياب مع أليوت وأبي تمام في الرمز والاسطورة والحنين للوطن ، وهو أتجاهٌ أدبيٌ مألوف ومستحسن ومقبول بيد أن السياب تمكن من رسم شخصنته الشعرية المميزة وخاصة بأقتحامه للمنجز الأدبي العربي بنقلة نوعية من الرومانسية القديمة إلى عالم الشعر (الحر) الذي يلبي طموحات الأنسان في آماله وتأملاته الحياتية فالمجد لشاعر جيكور المجدد الحداثوي " بدر شاكر السياب " .
1-المثيولوجيا تعني علم الأساطير ، 2 – الرومانطيقية مذهب أدبي يهتم بالنفس الأنسانية وهي مرادفة للرومانسية 
الهوامش والمصادر/عبد الواحد لؤلؤة –اليوت أرض اليباب 1980 /عبدالجبارداود البصري –بدر شاكر السياب رائد الشعر الحر/ ديوان أبو تمام – الكامل
كاتب عراقي مقيم في السويد
في الأول من شباط 2018



 


73
عرس "الوثبة" السبعيني درسٌ للتغيير
عبدالجبارنوري
سبعون عاماً مرّتْ على وثية كانون الثاني 1948 المجيدة ، يوم السبت 27-1 – 2018 ، سبعون عاماً على أنتصار أرادة الشعب العراقي على الطغاة عملاء الأجنبي ، وكسر عنجهية " أبو ناجي " المستعمر البريطاني ، وتفكيك قيوده في ألغاء معاهدة "بورت سموث" تلك المعاهدة الجائرة والمذلة  وبابتزازاتٍ عسكرية ونفطية ، وأضافت الجماهير المنتفضة درساً وطنياً ألى سفر النضال الوطني لصفحات التأريخ العراقي ، ولتُسجلْ في مدرسة الحزب الشيوعي العراقي ولأرثهِ النضالي الثر ْ ، الذي كان لهُ قصب السبق في تحريك الشارع العراقي ، وأشعالهِ وهيجانهِ ، وحشد جماهيره من طلاب الكليات والعمال والكسبة والنساء ، بقيا دة الرفيق " فهد " يوسف سلمان يوسف الذي كان يدير التنظيمات وهو في سجنه ، وكان أهم الأحزاب السياسية الرافضة للمعاهدة هي : حزب الأستقلال بزعامة الشيخ محمد مهدي كبه ومساعدهِ الأقرب " صديق شنشل "  وهو حزب قومي عربي ، والحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل جادرجي ، وحزب الأحرار ، وحزب الشعب والحزب الشيوعي العراقي( السري ) فتشكلتْ لجنة من الحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب والجناح اليساري للحزب الوطني الديمقراطي برئاسة كامل الجادرجي وحزب الأحرار وحزب الشعب ، فكانت مبادرة الحزب الشيوعي العراقي وبموافقة الأحزاب المؤتلفة طرح الحزب البيان التأريخي مصعداً من مطاليب الجماهير المنتفضة : 1-ألغاء المعاهدتين الجائرتين (معاهدة 30حزيران 1930 - ومعاهدة بورت سموث 1948) 2- جلاء القوات البريطانية فوراً من العراق ، 3- أطلاق الحريات السياسية وأجازة الأحزاب والنقابات 4- توفير الخبز والكساء وبأسعار معتدلة 5- أسقاط حكومة صالح جبر، ومحاكمة مدير الشرطة ومن بعده نوري السعيد ، 6- أطلاق سراح السجناء والموقوفين السياسيين ، 7- حل المجلس النيابي وتأليف حكومة مؤقتة  من الأحزاب الوطنية.
والذي حصل من مكاسب وطنية : رفض وألغاء معاهدة بورتسموث والمعاهدة القديمة ، وأسقاط حكومة صالح جبر ، وأظهرت الأنتفاضة الوعي الوطني والأرادة نحو التغيير ، ونشر ثقافة الشعار " الأستعمار عدو الشعوب " و فتح حريات نسبية  في الحريات السياسية العامة ،  وولادة أتحاد الطلبة العام في مؤتمره التأسيسي الأول بمنطقة السباع في 14 نيسان 1948 والذي أصبح عضو فعال في أتحاد الطلبة العالمي ، وكان( لعرس الوثبة) مؤشرات ثورية في أندلاع ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ، وكان لدماء شهداء التظاهرة نبراساً وأيقونة عشق لهذا الوطن المفدى ، حيث أستشهد جعفر أخو الشاعر الكبير " الجواهري " والشهيدة " بهيجه" والشهيد قيس الآلوسي  والشهيد شمران علوان ، ومئات من الجرحى  برصاص شرطة صالح جبر ،  وأكتضتْ السجون والمعتقلات بالمتظاهرين  بأعلان الحكومة الأحكام العرفية  بحجة القضية الفلسطينية .
وكان لمقتل جعفر أثراً بالغاً في الجواهري فرثاهُ بقصيدة عصماء تجاوزت المئة بيت  أثارت حماس الجماهير، ألقاها في جامع الحيدرخانه ، فيها أبيات مرثية وأبيات تحريضية على الثورة وهجاء لصالح جبر ونوري السعيد ، في رائعة  قصيدته { يوم الشهيد تحية وسلامُ } وهذه مطلعها :
أتعلمُ أم أنت لا تعلمُ---- بأن جراح الضحايا فمُ
فمٌ ليس كالمدعي قولهُ --- وليس كآخر يسترحمُ
يصيحُ على المدقعين الجياع --- أريقوا دماءكم تطعموا
ويهتفُ بالنفر المهطعين --- أهينوا لئامكم تكرموا
أتعلمُ أنّ رقاب الطغاة ---- أثقلها الغُنْمُ والمأثمُ
ويالك من بلسمٍ يشتفى بهِ  ---حين لا يرتجى بلسمُ
أتعلمُ أن جراح الشهيد  --- تظلُ عن الثأر تستفهمُ
أخي "جعفراً " لا أقول الخيال --- وذو الثأرِ يقظان لا يحلمُ
تقحّمْ فمن ذا يخوض المنون --- أذا عافها الأنكدُ الأشأمُ
الخاتمة/عذرا بودي أن أطرح على القراء الأعزاء هذا السؤال الذي زاحمني منذ كتابة الشذرات المشرفة من ذكرى وثبة كانون 1948 الذي هو "
**فكم من بورتسموث جديدة وقعها العراق في الألفية الجديدة ؟؟؟؟؟ مع الود لكم ----
المصادر/ عبدالرزاق الحسني – تأريخ الوزارات العراقية ج7ص203/ خالد بكتاش-أنتفاضة الشعب العراقي1948بغداد ص 11 / زكي خيري –صدى السنين ج1 ص144 / باقر أبراهيم –دراسات عن الجبهة الوطنية – بغداد 1973ص25-26 / ديوان الجواهري – الأعمال الكاملة .
كاتب عراقي مغترب
كُتب في يوم السبت 27-كانون الثاني 2018
ستوكهولم




74
 
الأصلاح الثقافي--- وشغيلةالفكر
عبدالجبارنوري
المقصود بالمثقف هوالعالم والأديب والفنان والصحفي والأعلامي والأكاديمي هم شغيلة الفكر في العراق ، فهم أمام مسؤولية مقدسة في علاج  مشاكل الثقافة العراقية المأزومة بمسؤولية " الأصلاح الثقافي" الذي يشمل جوانب مهمة لها علاقة مباشرة بحياة الأنسان في السياسة والدين والمجتمع والأقتصاد والثقافة والي تشمل ( القصة والرواية والشعر والمسرح والفن التشكيلي والصحفي والأعلامي والأكاديمي) ، وأن ظهور الأصلاح الثقافي في العراق والعالم العربي  كان في بدايات القرن العشرين ، وأنقسمت ألى مدرستين : الأولى القديمة التي تهتم بالموروث الأدبي القديم بل ربما تتجه نحو تقديسهِ ، والمدرسة الثانية : هي الحداثوية الشبابية ، فأحتدم الصراع الفكري بينهما لولا ظهور مفكرين عرب وعراقيين لحلحلة الصراع الفكري من خلال عقائدهم الفلسفية في مدوناتهم التي أكدت على تجاوز فوبيا التراث القديم لأن جذور الحداثة الأدبية متصلة بالموروث القديم ، وهم { طه حسين ، أحمد حسن الزيات ، أحمد أمين ، جميل صدقي الزهاوي ، معروف الرصافي ، بدر شاكر السياب ، نازك الملائكة ، زكي نجيب ، نجيب محفوظ ، وغائب طعمه فرمان ، ونتيجة معاناة العراقيين من تراكمات موروثات كوارث العهد المباد من حكم شمولي ودكتاتورية القائد الأوحد ، وأستلابات الأحتلال والفساد المالي والأداري والمحاصصة البغيضة ، وهشاشة القانون بل الفلتان الأمني بحكومات الأسلام الراديكالي وفشله في جميع مفاصل الدولة بالتبعية لدول الجوار وتلوُثْ المجتمع بفايروس الطائفية والأثنية ، مما سهل لعصابات داعش من أحتلال أجزاء واسعة من البلاد ، والكارثة أن المحتلين الجدد غيروا المناهج الدراسية وفق آيديولوجيتهم المتخلفة ، أذاً يتحتم على النخبة المثقفة التعامل مع هذا الواقع الذي نعيشهُ ، فغياب الثقافة الجمعية واضحة الهوية قادت المجتمع إلى غياب الخطاب الموحد في تحقيق هوية الوطن لا هوية الخندقة الطائفية والأثنية والمناطقية ، فالثقافة كلمة عريقة تعني : صقل النفس البشرية والشخصية والمنطق لا يشترط فيها أستيعاب أصل الحضارة البشرية من أنسان الكهف حتى الجيل الخامس والسادس من الحضارة الحداثوية الرقمية ، بل تعني : النهوض الفكري والأدبي والأجتماعي ، ولا تعني مجموعة من الأفكار بل هي نظرية في السلوك الحضاري المتمدن ، يملك الشخص المثقف كامل القوّة الذاتية لتقبل الآخر ، فيكون المثقف في قلب الأعصار الأجتماعي يتحول ألى عامل كيمياوي مساعد في تحريك مفردات التأريخ في نقلة نوعية في نمو بيئة أجتماعية ترفل بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم وهي النظرية التي بشّر بها ( ماركس ) في نهاية القرن الثامن عشر ، في بلورة المثقف  الملتزم الذي معادلتهُ المثقف  للشعب لا المثقف  للمثقف ، كما جاء على وزنها الأدب والفن للشعب .
معاناة الفضاء الثقافي في العراق
-الأتجاه الغير موفق في أختيار الكوادر الثقافية وربما يعطى مسؤولية مكان لا ينطبق مع أختصاصة ، وهذه نقطة النظام تنسحب على حقيبة وزير الثقافة .
- أن مؤسسة وزارة الثقافة خلال عقدٍ من الزمن تخضع للمحاصصة البغيضة .
- ضعف عامل الثقة بين المثقف والسياسي .
- تربدي بل غياب البنى التحتية للثقافة ، وأهتزاز الرابط بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني .
-غياب الأصلاح الحقيقي في أعادة الحياة ألى الثقافة في أن يكون الترميم من القمة الهرمية وألى القاعدة .
- المخصصات المرصودة من الموازنة قليلة وخجولة آذا ما قورنت بالدول المتقدمة بالعالم ففي فرنسا على سبيل المثال مخصصات وزارة الثقافة أكثر من جميع الوزارات .
- محاربة المثقف في ظل الحكومات الأستبدادية أدى ألى أفراغ البلد من المبدعين والعلماء فأصبح الفن والأدب أسير السلطة الحاكمة
المثقف .... والأصلاح الثقافي
الرؤية السليمة للثقافة والعلم هو : أرتقاء الأنسان العراقي روحياً وفكرياً وتكريس هوية المواطنة التي تصب روافدها في معين الأنسنة المطلوبة في تحقيق المشروع الوطني ، وبأعتقادي أن للعراق ظروفهً الخاصة لأحتقان بيئته بأمراضٍ طفيلية مستلبة منذ تأسيسه لحد اليوم ، فهذه بعض الرؤى والأفكار الموضوعية للمصلح الثقافي ، الذي هو " المثقف " :
1-ترسيخ الثقافة التعددية وتداول السلطة سلميا .
2- نشر أفكار مفردات الديمقراطية في الحرية والمساواة ونبذ الطائفية والأثنية .
3- الأصلاح الثقافي يشمل جوانب الحياة الأجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والقانونية .
4- توحيد المنظمات الثقافية وتقوية علاقتها بالمنظمات الدولية .
5- حملة أعلامية موحدة بكل وسائل الأعلام والأتصال .
6- سن قوانين مشرعنة لحماية الطبيب والمعلم والأكاديمي بقوانين رادعة .
7- العمل الدؤوب على أستقرار الأمن ، وأعمار المخرب من البلاد .
8- شروط الأصلاح الثقافي توفر شخصية المصلح وموضوع النص وليس من الظرورة تغيير القديم ، وتحرير ذلك المثقف المصلح من قيود المحرمات الثلاثة ( الدين والجنس والتقاليد العشائرية ) بتحفظ وعدم تجاوز المثقف الخطوط الحمر والمساس بها .
9- الأصلاح الشامل لمقومات الدولة الأقتصادية والسياسية والأجتماعية والثقافية .
10- لا لزوم لعقد المؤتمرات والمهرجانات والأيفادات التي تكلف ميزانية الدولة مبالغ هائلة يفترض أن تصرف في تبديل المدارس الطينية في عموم البلاد حيث يعاني التلميذ العراقي الرثاثة والبؤس .
11- أصلاح العملية النربوية ومحو الأمية والأهتمام بالمسرح والسينما الذي يذكرنا برذاذ الزمن الجميل .
12- تجنيد الأقلام الحرة المثقفة في تعرية وكشف سلبيات وتداعيات حكم الأسلام السياسي بطرق النقد والنقد الذاتي الحضاري ، وأنتقادات وباء المحاصصة البغيضة ، فيكون للمثقف الدور الريادي في الأنتخابات المقبلة في من هم الذين يستحقون أصواتنا ؟
كاتب عراقي مغترب
كتب في 18/1/2018


75
 
تونس/الأزمة والطبقية والتحديات والآفاق
عبدالجبارنوري
بدأ الحراك الجماهيري مع موعد يزفهُ التأريخ في حكاية طارق البو عزيزي1984-2011 ثمة ملف تراجيدي مأساوي من نمط الملهاة ، هو الشاب التونسي الذي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 بأضرام النار في جسده أمام مقر مدينة ( سيدي زيد ) التونسية ، أحتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية عربته التي كان يبيع عليها بعض الخضار والفواكه لكسب قوته اليومي ، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى قدمها بحق الشرطية ( فاديه حمدي ) التي صفعتهُ أمام الناس وقالت لهُ بالفرنسية ( أرحل ) التي أصبحت شعاراً في طرد الرئيس السابق ( أبن علي ) ، وتوفي بو عزيزي متأثراً بحروقهِ بعد عشرين يوماً ، فهو عود الثقاب الذي أشعل فتيل الشارع التونسي في مدينة سيدي زيد والتي دفعت الرئيس التونسي زين العابدين أبن علي اللجوء إلى السعودية في 4 كانون الثاني 2011 ، والأعلان عن تولي السياسي المعارض ( محمد الغنوشي )رئاسة الجمهورية .
أن ما حدث في تونس ثورة تختلف عن كل ثورات العرب ، فيها السرعة لم تأخذ شهراً واحداً ، ولم تخرج دبابات أو سلاح ثقيل ، وأنما خرجت الجماهير المتلاحقة لا تحمل سوى الشعارات المؤثرة ، والعجيب أنها ليست غاضبة أو عصبية (حسنين هيكل ) .
الحراك الجماهيري اليوم / بدأ حراك الشارع الأخير اليوم في 10 مايس2017 ولأن الأحتقان بلغ أقصاه في معاملة المتظاهرين بضراوة وقساوة في حدوث أعتداءات على الصحفيين وكردة فعل على الأمنيين ، مما أدى ألى أنسحاب الأمن وأبدالها بتعزيزات عسكرية التي جابهتْ المتظاهرين بالرصاص الحي ، وبعد أسبوع تحولت التظاهرات ألى عصيان مدني ، وأمتدت لتلتحم مع أنتفاضة الجنوب والشعارات تؤشر ألى الفقر والتهميش ، فكان للأعلام الوطني دور فعال في عرض مطالب الشعب التونسي على شاشات التلفزيون المسائي وكذلك على صفحات التواصل الأجتماعي ، ومن الشعارات الي رفعها المتظاهرون : شغل – حريه- كرامة وطنية – ثورتنا ليست أشاعة –التشغيل أستحقاق يا عصابة السراق ، ومركز الأنتفاضة مدينة ( فوار ) وهي أحدى ولايات الجنوب ذات الأهمية الأقتصادية ، بتواجد شركات النفط فيها ، ألآ أن سكانها يشكون من البطالة والأهمال فتتركز مطاليبهم في كلمتين : {الشغل والتنمية} ، وأضيف ألى زخم التظاهرة أضرابات عمالية أدت ألى وقف أنتاج الفوسفات الذي يعتبر نفط تونسي ، وهي الدولة الخامسة في أنتاجهِ عالمياً ، وتجددت الأنتفاضة في خميس 11-1- 2018 ولكن هذه المرّة بزخم وأندفاع عاليين وبأعداد غفيرة بسبب الغلاء المستشري في عموم تونس ولفرض الحكومة موضوع التقشف ، وأنطلقت التظاهرة من ولاية ( تطاوين ) النفطية جنوب البلاد ، وأندلاع مواجهات بين المحتجين والأمن ، وسرعان ما أنتشرت وأنضم أليها معظم المدن التونسية وحتى العاصمة في شارع بورقيبه ، وهي أمتداد للأنتفاضات الستة السابقة ، وفي الحقيقة أن تعاقب الحكومات السابقة منذ ثورة 2011 يتبعون ( النموذج الصيني ) الذي يعني أن السياسة خط أحمر في عدم الأقتراب منها أو تحريمها سواء كانت من نشاطات سياسية أو حراكاً مدنياً، وجعل الأقتصاد يسير نحو الأستثمار الأجنبي وخصخصة الباقي بواسطة القطاع الخاص ، وحتى أن أكتنفها الفساد والسرقة ، وكان رأي الشعب التونسي هو ( مبادلة الخبز لقاء الحرية أو لقمة العيش لقاء الأستقرار والأمن والأنضباط ) ، وأعتقادي هو الصح لأن الحرية والأستقرار هي الأصلح لشعوبٍ ليس لها ثقافة الغرب ولا تأريخها الديمقراطي ، فعند فرض سلطة القانون وحصول الأستقرار يمكن رفع سقف مطالب الخبز والغذاء الذي يتوفر بسلاسة وسهولة .
عُرفتْ تونس في تظاهراتها الشبابية الأحتجاجية السلمية للتصدي للسلطات الحاكمة بعد ثورة كانون الثاني 2011 خارجة بشعار( ما نيش مسامح ) أي لن أسامح وهي ضد قانون المصالحة الذي يشمل العفو عن شخوص العهد المباد ومشاركتهم في العملية السياسية ، والذي تراجعت الحكومة عنهُ ، وتظاهرة حملة ( موش على كيفك ) أي ليس على مزاجك يا حاكم ، والتي تدعو إلى سحب قانون (منع الأعتداء على القوات الأمنية ) في تونس ، أما في هذه المرّة والتي نتكلم عنها أنتفاضة يوم الخميس 11 كانون ثاني 2018 أطلق المتظاهرون عليها أسم ( فاش نستاو ) أي ماذا ننتظر!؟ والتي تزامنت مع زيادة الأسعار على المواد الغذائية بالأخص الخبز، وفرض سياسة التقشف ، مع كل الأسف هذه المرّة تخرج التظاهرة عن عن مسارها السلمي ، لأختراقها من قبل مندسين مرتبطين بأجندات خارجية كما طلعت وسائل الأعلام التونسي للمعارضة السياسية وقوى اليسار الديمقراطي التي أشارت بالأصبع إلى تدخل دولة الأمارات العربية في أستغلال الأزمة ، فكانت مانشيتات الصحف المحلية لتونس : محتجون يحرقون مقر الحرس الوطني بولاية ( تطاوين ) التونسية بعد أنسحاب الأمن منها ، وفاة محتج صدمتهُ سيارة شرطة ، محتجون يقتحمون مقر ولاية ( تطاوين ) رافعين لافتات مكتوب عليها ( أرحل ) ، والحراك الجماهيري الشعبي في الشارع التونسي تألف من أئتلاف الجبهة الشعبية ( أئتلاف أحزاب اليسار ) ومن أحزاب سياسية معارضة ربما تكون في السلطة أو خارجها مثل حزب النهضة وحزب نداء تونس الحاكم  ومن القوى السياسية المدنية من طلاب الجامعات التونسية ، والنقابات وعلى رأسها ( الأتحاد العام التونسي للشغل ) الذي كان لهُ الدور الريادي في ضخ العمال والكسبة والعاطلين عن العمل ولأنّها منظمة عريقة تأسست في سنة 1922 لعبت دوراً مؤثراً ضد حزب أبن علي ( الحزب الحر الدستوري ) ، وهيئة المحامين التونسيين ، ورابطة حقوق الأنسان ، ومنظمة نساء تونس .
 فكانت أبعادها أستثمار فضاءات الديمقراطية وعطاءاتها في باب الأحتجاج والأنتفاضة على المعاناة وتعسّف السلطات الحاكمة ، وأنطلقتْ من تونس شعارات الأنعتاق والتي هي من صميم مباديء روسو للثورة الفرنسية 1789 في الحرية والمساواة ،والديمقراطية والكرامة ، فالثورة التونسية ليست عفوية بل نتيجة تراكمات أحتجاجية تأريخية سواء ٍكانت فردية أو جماعية ، فكانت أبعدها أنتشار شرارتها أقليمياً وعربياً بما سميّتْ بالربيع العربي في ليبيا ومصر ، وساهمت الثورة التونسية على الوعي والأرادة اللازمة والضرورية للتغيير ، فكانت مطالبات الحراك الجماهيري في توفير الكرامة والخبز وثم رفع سقف المطالبات إلى تحقيق دولة المؤسسات ، ورفض الحزب الشمولي وحضره كليا وجعله خارج التغطية السياسية ، وأثبتت الثورة التونسية على أن الحكم الأسلامي الراديكالي عاجز عن توفير مستلزمات العيش الكريم والمواطنة والأستمرار في مسيرة الألف ميل إلى خط النهاية ، فتمخضت من رحم الحراك الشعبي والجماهيري ولادة اللبرالية العلمانية ، وحقيقة الوضع السياسي حسب أعتقادي عبر مراقبتي للوضع السياسي والأقتصادي وآفاقها بعد الثورة 2011 هو أن الصراع يدور في ثلاث محاور: الأول/ يتمثل في الحراك المدني الجماهيري ، والثاني / مجلس النواب والذي هو تحت تأثير حزبين رئيسيين هما ( حزب نداء تونس الحاكم اليوم والذي يمتلك 86 مقعداً ، وحزب حركة النهضة وعندها 69 مقعد ) ، والثالث / وهو الأخطر الذي يمثلهُ وسائل الأعلام بأشكالها فهي القوّة الضاربة التي يجري عليها الرهان
فكانت التحديات والآفاق في : أولا-مصير النظام القديم : ولو قطعت الثورة التونسية أشواطاً بعيدة في أقصاء الحزب الشمولي الواحد (حزب التجمع الدستوري ) وهو حزب الرئيس المخلوع أبن علي ، الذي يعتبر محلولا  ولكنه يبدو للمتتبع غير محضور لتحالف أكثر أعضائه مع حزب نداء تونس الحاكم وأن تأثيراتهُ تبدو للعيان داخليا وخارجيا ، ففي الداخل لا يزال الرتل الخامس يفرض حضورا في الواجهات السياسية والثقافية ، وحزب التجمعيون وهؤلاء يحملون أرث وتطلعات النظام السابق الذين يطالبون بأرجاع ما فقدوه ، وكما رأينا في حكومة ( محمد الغنوشي ) المتعاطف معهم ، ودوره الأعلامي المخابراتي لصالح السعودية حيث مقر الرئيس المخلوع أبن علي ، والثاني –الفكر الديني المتطرف والمتمثل بالأخونة بشبه سيطرتها على الخطاب الديني المتعصب ، والثالث- الوضع الأقتصادي المهزوز والمتأزّمْ أصلاً ، أن تونس تعيش وضعاً أقتصادياً صعباً بعد ست سنوات من الثورة :
1-ترجع الأستثمار والتنمية الأقتصادية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل تعسّرْ الوضع الخدمي في السكن والمواصلات والتعليم والصحة . 2- البطالة المستشرية في البلاد . 3- الفساد الأداري والمالي والضرائب المجحفة ، وأغراق نظام السوق بالقطاع العام على حساب القطاع الخاص . 4- ضغوطات قوية على الأتحاد العام التونسي للشغل ، من قبل متنفذين في القرار السياسي في كسب النفعية والربح الغير مشروع على حساب المواطن التونسي ، مما أدى هذا الأتجاه ألى حد القطيعة بين الحكومة وبين المركزية النقابية ، لذا كان نضال النقابة بجبهات عديدة مما أضطرها إلى توحيد جهودها في دمج النقابات المهنية بمطلب جبهوي واحد تحت عنوان ( النضال الوطني العام ) ، 5- يضاف ألى ما سبق السياحة في تونس لقد تراجعت بعد الثورة في تعرض تونس لهجمات أرهابية كالذي أستهدف منطقة قريبة من القصر الرئاسي ( باردو ) الذي راح ضحيتهُ 32 شخص من بينهم 24 سائح  . 6- أنفلات الأمن في الجارة ليبيا ، وزاد الطين بلّة نزوح أكثر من مليون ونصف المليون ، فالأرهاب والنزوح أصبحتا جزءاً من الأزمة التونسية .7- التدخلات الخارجية العربية ( الأمارات والسعودية وقطر) ودول الأتحاد الأوربي وأمريكا بتشجيع وتأييد الحزب الذي يأتمر بأراداتهما الأستعمارية على سبيل المثال تشجيع مشاركة حركة النهضة في السلطة ، وأيدتهم ألمانيا ، أما موقف فرنسا أنتهازي ولكنهُ الأقوى الذي يحلم في أستعادة أمجاده في شمال أفريقيا .
الواقع السياسي في تونس : يتميّزْ بالصراع الطبقي الكتلوي الحزبي المؤدلج بحداثة التجربة وعدم أمتلاكه الخبرات النضالية التراكمية مما أدى ألى ظهور فراغ سياسي هيأت تلك الظروف الهشّة أن تملأ ذلك الفراغ الأتحاد العام للشغل التونسي ، لما يملك من قاعدة أجتماعية من عمال وكسبة وكادحون وموظفون ، وبحجم 750 ألف منخرط في الحراك المدني الجماهيري ، وبما يملك من شرعية تأريخية ، وتأييد جماهيري ، بمساحة جغرافية تونس لقي تأييداً من مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية .
أخيراً/ أحتفالات ومسيرات تعم البلاد في الذكرى السابعة للثورة التونسية يوم الأحد 14-1-2018 ، وهذا يعني ان الحراك الشعبي للشارع التونسي رقاً صعباً في المعادلة السياسية ، حيث أن أغلب مطالباته تنفذ من قبل الحكومات ، والأشارة الخفية التي أكتشفتها في الشعب التونس هو أن الخطاب المصيري للوطن مرهون بتلك الطبقة المثقفة والواسعة التي تعي العولمة والحصانة من طفيليات التطرف الفكري ، وأحترام مخرجات الأنتخابات وصندوق الأنتخابات ، وهذا يعني أن الديمقراطية في تونس سليمة ومعافاة من الشوائب السياسية فهو متمسك بالخيار الديمقرطي السلمي ، وربما أعتقد الموقع الجغرافي لتونس وهي مطلة على البحرالمتوسط الذي يوصل حبلهُ السري بعموم أوربا في الثقافة والتمدن الحضاري ، وأن تونس أولى البلدان أنتفاضة وآخرها أستقراراً ، وتستحق لقب {تونس سويسرا العرب} أملي وأمنيتي أن تحافظ على هذا اللقب الجميل -----
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كُتب يوم 14-1-2018



76
المنبر الحر / باي ---- باي خليجي23
« في: 21:04 10/01/2018  »
باي ---- باي خليجي23

عبدالجبارنوري

ودع المنتخب العراقي بعد خسارته بضربات الجزاء مع الفريق الأماراتي ، للدورة الخليجية 23 المقامة في الكويت .
تعتبر رياضة كرة القدم الأكثر شهرة وأكثر أثارة ومتعة بل أكثر شعبية على المستوى العالمي ، وربما هي وسيلة للتواصل بين الشعوب ، أضافة لكونها وسيلة أعلامية لأظهار أمكانيات وقدرات الأمم ، والأهتمام بعموميات الرياضة محسوبة النتائج بقيمتها الأنسانية وفوائدها البدنية التي ترتبط بالتأثير المباشر في سلوكيات البشر وأيقاظ الجانب الأيجابي منها فتسري آثارها في كافة المجالات الحياتية ، وهي خطوة ريادية بأتجاه بناء مجتمع صحي مؤثر في توليد ثقافة المواطنة وعنصر مؤثر في العملية التنموية المستقبلية .
وتأسيس الأتحاد العراقي لكرة القدم يعود إلى سنة 1948 ، وأصبح عضو في الأتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) في 1950 ، وفي الأتحاد الآسيوي لكرة القدم 1970 ، وفي الهيئة الكونفدرالية الأقليمية الفرعية لأتحاد غرب آسيا منذ سنة 2000 ، وهو عضو أيضاً في الأتحاد العربي لكرة القدم عام 1976 ، ومنذُ ذلك الحين أعتمد المنتخب العراقي لقب ( أسود الرافدين ) ويعتبر المنتخب العراقي نجم المنتخبات الوطنية والعربية ، شارك المنتخب خمسة مرات في مسابقة كأس العرب 1964-1966 -1985 -1988- 2012  فاز بأرعٍ منها ، وعلى المستوى الآسيوي هو واحد من أقوى المنتخبات الآسيوية ، فازبكأس آسيا عام 2007 ، وفاز ثلاث مرات ببطولة كأس الخليج 1979 – 1984 – 1988 ، وببطولة كأس أتحاد غرب آسيا لكرة القدم للعام 2002 ، وشارك العراق لأول مرة في تصفيات كأس العالم 1974 ولثلاث مرات في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو ولوس أنجلس وسيؤول ، وحاز المنتخب العراقي على جائزة ( أنظف فريق وطني ) من الأتحاد الآسيوي ، ولثلاث مرات 2003- 2007 -2013 ، وهو الفريق الوحيد من غرب آسيا يحصل على هذه الجائزة ، وكذلك منحتهُ مجلة ( وورد سوكر ) جائزة أفضل فريق لعام 2007 ، وأصبح المنتخب العراقي ضمن الجيل الذهبي ، للرياضة والشباب للفترة 1976 – 1990 .
أسباب خسارة الفريق
فقد المنتخب العراقي فرصته في التأهل للأدوار النهائية في هذه المسابقة العربية الخليجية بعد تعادله في الوقت المقرروالوقت الأضافي ، وخسارته بضربات الجزاء أو ما تسمى بضربات الأعصاب ، ولستُ معنياً بالنتيجة لكون من البديهي أن اللعبة خاضعة للفوز أو الخسارة ، ولكن حين يكون قدر العراق على أبواب التأهل لحدثٌ عظيم يتوازى مع أنتصارات جيشنا العظيم على أرض الواقع ، وعندما نكون قاب قوسين أو أدنى في تخطي فريق الأمارات وكان ليس صعباً لأن هذا الفريق لا يقارن حتى بأي فريق عراقي ، لكن هذه هي لعبة كرة القدم عندما يكون فيها القدم بدل الرأس اللاعب المؤثر ، ويحزُّ في نفوسنا كمواطنين أن يعطينا المنتخب جرعة في توحيدنا ولو لبضع ساعات :
1-الأتحاد العراقي لكرة القدم ضعيف ومشتت يفتقد القرار ، مع طاقم دريبي محلي قليل الخبرة ، وتدخل وزارة الشباب في مجريات حيثيات القرارات الرياضية .
2- حضر اللعب في الملاعب العراقية بقرار من الفيفا .
3- الفريق شبابي يفتقد للمهاجم الهداف في أستنساخ الأسطورة الكروية أمثال حسين سعيد وأحمد راضي وراضي شنيشل ويونس محمود .
4- أعتماد الفريق العراقي على الهجمات المرتدة السريعة مما أوقعهُ في فاولات الأوف سايد عدة مرات والتي أنهكت الفريق وأشعلت فيه التوترات مما أفقدتهُ المرونة والتركيز ، وللحق أقول أن الفريق قد أدى ما عليه من وطنية ومهارة وروح رياضية وكما يقول المثل أنه كفى ووفى .
5- ضعف مهارة حارس المرمى ، فكان من المفروض على المدرب أبداله بأحد الحراس الأفضل الجالسين ينتظرون فرصة المشاركة .
كاتب عراقي مقيم في السويد
كُتب في 10 -1-2018

77
خصخصة النفايات ---- !!!
*عبدالجبارنوري
جراحات العراق كثيرة وعميقة وثقيلة ربما بوزن وجوده الأزلي منذ الأستاذ كلكامش لحد بريمر شريف روما ، وربما أقساها ألماً ظاهرة الخصصة " التي دفعت بلعابة الصبر أن تنتحر ، كاتبة عذاباتها على بوابة بغداد الحزينة رائعة أم كلثوم { للصبر حدود – ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود ، ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت ، لقيتني وأنا بهواك – خلصت الصبر معاك}
صحيح أن الخصخصة هي نوع من أنواع الأستراتيجيات الأقتصادية التي تساهم في دعم قطاع الأقتصاد بمشاركة القطاع الخاص في أقتصاديات السوق الرأسمالي ، لكنها لا تليق بأقتصاد العراق المشوه الذي لا يعتمد على برنامج أقتصادي متكامل بغياب الوعي المستقبلي ، والذين يديرونهُ ليسو طلاب دولة بل طلاب سلطة ، وأهم ما يمكن قولهُ هو غياب دولة المؤسسات ، والأقتصاد الريعي بالأعتماد على موارد النفط بنسبة 96% ، جاءت الخصخصة مبكرة ، وخصوصا طبقتها الحكومة على عدة قطاعات خدمية منها :
-خصخصة جمع النفايات والتي طبقتها أمانة بغداد والبصرة بأعطاء تنظيف أجزاء خاصة من المدينة ألى شركات تركية وفُرضتْ قسم من الرسوم على المواطن ، مما أثقلت كاهل المجتمع ، ومن الناحية الموضوعية أن هذه الفقرة يتحمل فيها المجتمع جزءاً كبيرا من المسؤولية ( التضامنية ) في تفهمهِ لثقافة النظافة والوصول ألى البيئة الصحية ، وهذا ما لم نصل أليه في عالمنا الحداثوي .
- الكهرباء هو بالتأكيد الشريان الرئيس لكل مفاصل الحياة ، وأنهُ الداينمو المغذي لها ، بل أوكسجين رئة الدولة ، وأصبحت المشكلة العصيّة على الحكومات المركزية المتعاقبة منذ 2003 ناشرة تداعياتها المرّة خلال 14 سنة عجاف عاقدة حلفاً  غير مقدس مع حرارة جهنم العراق 60 درجة مئوية ومع زمهرير شتاء العراق الأسكندنافي تحت الصفر ، والحكومات ا لعراقية  المتعاقبة بعد الأحتلال البغيض عاجزة في مواجهة أزمة الطاقة المفتعلة بالرغم ما تمّ أنفاقه من المال العام بحوالي 37 مليار دولار ، لعمري أنها ميزانية ثلاثة دول مجاورة ، وثمة هذيان أنها تبني مليون شقة سكنية ، و20 مستشفى تخصصي ، و10 آلاف مدرسة ، وتعيد أحياء مصانعنا المقفلة ووووو لك الله يا عراق وتبقى الحكومة في موضع الأتهام بجعل العراقي يتحسر ويقبل اللجوء في المنافي ويتجرع كأس الغربة بموت بطيء كل يوم .
- خصخصة بعض من مفاصل التربية والتعليم :في فتح أبواب البلاد بأوسعها لأكثر من عشرات الجامعات ، ومئات المدارس الثانوية ورياض الأطفال وسط غياب الرقابة التربوية وعدم السيطرة على الأسعار الملتهبة والصاعدة ألى أرقام مرعبة بحيث أصبحت من حصة الطبقة البورجوازية وحرمان أبناء الطبقات الفقيرة وحتى في حال حصول الطالب على معدلات عالية ولم يقبل في الجامعات والمداس الحكومية .
- خصخصة الأمن :وهي الكارثة الكبرى حين يكون أمن المواطن بيد الأجنبي ، فالحكومات المتعاقبة تعاقدت مع أكثر من 150 شركة أمنية ، وشرعنتها بأقرار البرلمان العراقي لها في 26-كانون ثاني 2017 ، وهو جرح جديد وغائر ، وقد لا يندمل في جسد الوطن المثخن بالجراحات في زج الأرض والعباد في متاهات الشركات الأجنبية التجسسية ، فهي أنفاق كبير وأستهلاك للدخل القومي على حساب الميزانية التشغيلية .
والحق يقال أن المسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة ، فهذه سلبيات المواطن في مواجهة الأزمة :
1-غياب ثقافة الترشيد في أستهلاك الكهرباء وهو معطيات غياب ثقافة المواطنة ، بأقتناء الأجهزة الكهربائية بشكل مسرف ومفرط حيث لا يكون غريباً في منزل مساحته 100م2 أربعة سبلتات وثلاثة ثلاجات وأكثر من تلفزيون عملاق وغسالات ووووو --- .
2- التجاوز على خطوط النقل والتوزيع .
3- الأمتناع عن تسديد فواتير الطاقة المستهلكة من قبل مؤسسات الحكومة والمواطنين .
4- البناء العشوائي الذي يقف وراءه بعض المسؤولين لأغراض أنتخابية .
5 – تجاوز بعض المحافظات على حقوق المحافظات الأخرى وأستحقاقاتها لحصة الكهرباء ، حسب قوة الكتلة التي تحكم .
6- تلاعب أصحاب المولدات بسعر الأمبير الواحد .
ولماذا لا نتعلم من الشعوب المتقدمة حضاريا بل نقلدها فقط بهوامشها ، فلننظر إلى الشعب الياباني في أيام " التحدي الثلاثي " سنة 2011 في شهرٍ واحد تسونامي وزلزال وتسرب المفاعل النووي في ( فوكوشيما ) ، علما أن الشعب الياباني متمرس بثقافة الترشيد والتي هي جزء مهم من ثقافة المواطنة ، فهم متعودون على تمرد الطبيعة فيلزم على الياباني طواعية التأقلم والمعايشة مع تلك النكبات وأحتواء آثارها ، حيث أن الحكومة لم تطلب منهم ترشيد أستهلال الطاقة بل بالعكس خفضت سعر الأمبير الكهربائي ،بيد أن الشعب ارفع فيشة كهرباء المنزل وأستعاض عنها بالتورش اليدوي ، وألغاء الطبخ والتعويض عنه بالوجبات السريعة كل ذلك لأجل توفير الكهرباء لرياض الأطفال والمشافي ، مع حكومة تتقن فن أدارة الأزمات وهو فرع تخصصي يدرس منهجيا في الجامعات اليابانية وكذلك في جامعات العالم ، ولم تعتمد الحكومة على أستيراد المصادر التقليدية للطاقة كالنفط والغاز الطبيعي في مجال توليد الطاقة الكهربائية بل أتجهت إلى البدائل توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية ، ولم تقصّر حكومة الحزب الديمقراطي في معالجة الأزمة في 2011 ولكنها قدمت أستقالتها خجلاً من الشعب وخسرت أنتخابات 2013 ، لكونها أعترفت بالتقصير !!! .
وأخيرا / أجد من الضروري خصخصة الكهرباء للقطاع الخاص – ولو أن فكرة الخصخصة ضد نهجي الفكري ولكن للضرورة أحكام -  والذي جعلني أن أكتب في هذا الموضوع الحساس مرة ثانية هو الأعلام السالب والمغرض في تضخيم الأمور لنشر البلبلة والفوضى في الداخل العراقي وهو نهج الرتل الخامس ، وأضع أمام المنصفين الذين لديهم ثقافة المواطنة تسعيرة الكهرباء للحكومة في 1-1-2016 لكي نثمن دورها في علاج هذه المشكلة المستعصية  هي تسعيرة مناسبة وعادلة : { تضمنت من 1- إلى 1000 وحده بسعر 10 دنانيرللوحدة أي بسعر عشرة آلاف دينار ، ومن 1 إلى 1500 وحده بسعر 20 دينار للوحدة بقيمة 20 ألف دينار ، ومن 1 إلى 2000 وحده تكون قيمتها 40 ألف دينار ، --- وهكذا 30 أمبير بقيمة 80 ألف تصاعدية مع زيادة الأستهلاك ، وللعلم أن مسألة الترشيد في الأستهلاك مسألة حضارية متبعة في جميع الدول الغربية .
*كاتب وباحث عراقي مغترب
كُتب في 7-1-2018


78
 
رواية " البحث عن الزمن المفقود" لبروست /غيّرتْ تأريخ الأدب العالمي
عبدالجبارنوري
رواية " البحث عن الزمن الضائع " In Search Of Lost Time " للرئي والأديب الفرنسي" مارسيل بروست " 1871-1922Marcel Proust  الأحتفال بمئوية كتاب " البحث عن الزمن المفقود " لكونه حدث أستثنائي ، ولأنهُ أحدث ثورة في عالم الكتابة ، ولم تنساهُ وزارة الثقافة الفرنسية ، حين أجرت للكاتب وروايته أحتفالاً مهيبا في نهاية ديسمبر 2017 ، وهو ديدن الفرنسيين في تقديس الأديب ، ويتذكر العالم عندما سُجن الأديب الفرنسي (البير كامو ) في عهد ديغول حيث وبخ الشرطة الفرنسية ، قائلاً : ماذا فعلتم ؟ لقد وضعتم فرنسا في السجن !؟ تصوّر عزيزي القاريء أي مكانة للأديب في العالم ! ، والأبعد من هذا أن جميع رؤساء العالم عند أجتماعاتهم يحضرون معهم وزراء الدفاع أو الداخلية  ، ما عدا الرؤساء الفرنسيين في أجتماعاتهم ومؤتمراتهم يحضرون معهم وزير الثقافة ، ويعتبر مارسيل بروست الأب الروحي للمؤسيين للرواية الحديثة في القرن العشرين .
ونشر الأديب الفرنسي " مارسيل بروست " روايتهُ ( البحث عن الزمن الضائع ) في 1913 -1927 في سبع مجلدات وبمجموع أربعة آلاف صفحة وضمت مليون ونصف مليون كلمة ، وهي الرواية التي دخلت موسوعة غيتس للأرقام القياسية ، وملخص فكرة الرواية تبدأ من منزل ( سوان ) وسوان هو شخص يهودي عاش في المجتمع الفرنسي يذكره مارسيل في هذا الجزء من الرواية  وكانت البداية سنة 1913 ، والجزأ الثاني يحمل عنوان ( ربيع الفتيات ) 1914، والثالث يحمل عنوان ( جانب من منزل غرامنت ) 1921 ، ولقد جازف مارسيل بروست بمستقبله وكل ثروته في سبيل نشرها لما فيها من الخروج عن المألوف الروائي السائد وبتشجيع من الفيلسوف الفرنسي ( أندري جيد ) ، فواصل بدأب وشغف وتواصل ومتابعة ومثابرة عنيدة حتى الوصول ألى خط النهاية عبر تلك الأرهاصات المشتعلة أوارها بين الكاتب ودنياه ، ويبدو أن الحدس الذي حرك هاجسهُ بأن الرواية ستكون فناً عالميا  يهدف ألى أن يسيطر على الفنون الأدبية ويفوز بأحتكار ميزاتها الأساسية وأدواتها التعبيرية ، وما نراهُ اليوم من القفزات الهائلة التي تطالعنا في الرواية بشكلٍ مستمر على خارطة الأدب العالمي وبلغاته الحيّة المنتشرة ( كتاب رواية البحث عن الزمن الضائع – ترجمة ألياس بدوي – دمشق 1986 )
أسلوب بروست الروائي /
-أعتمد أسلوباً مغايراً تماماً في عالم الكتابة الروائية ، أستطاع أن يدحض مقولة البساطة تصنع الجمال ، أثبت أن التعقيد في الكتابة أيضا يصنع الجمال ، بأبتعاده عن الزخرفة في الكتابة بل أتجه نحو أستحضار العالم من منظور خاص في جعل الذكريات عندهُ تغدو هي الحياة  ، وربما أن بروست عاصر زمنين ، نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 أي عاش العصرين ( الكلاسيكي والحديث ) ففي روايته الضخمة الملحمية زاوج بين زمنين بلغة شعرية مفعمة بالتفاصيل الدقيقة من صميم الواقع ، فعبّر عن المشاعر والخلجات الأنسانية الحادة القوية ، وتمكن من ترويض الزمن المنفلت بتجميد حركة المستقبل باثاً الروح في الذكريات التي جعلها من ضمن أحداث الحاضر ، فالرواية تدور حول أصرار الكاتب على عامل الزمن المكروه عند الأنسان ، لكنهُ يصرْ في جميع أجزاء الرواية على أستحضار ( الزمن المستعاد ) ، ربما شعور بروست بالعزلة والعتمة والصمت التي عايشها في صباه تتصور لهُ ماردا مستلباً يحصي عليه ساعات عمره وأيامه ، فأصبح هذا الحدس فألاً نحساً في مصادفة محزنة أن يغيّبْ الموت مبكراً هذه الأيقونة الأدبية الأسطورة بعمر الخمسين .
- ويتفق أغلب النقاد أن الوصف والدقة والتفاصيل تمثل الخطوط العريضة في أسلوب بروست في روايته ، حيث برع في رسم الشخصيات بآلة كامرة المتلقي في تصوير أعماق الذات البشرية الخاصة بالوعي ، فأخرجها شخصيات واقعية من خلال شخوصٍ يعرفهم ومتعايش معهم ، وهنا عند القراءة الدقيقة والمتأملة الصبورة للقاريء يتلمس عندها ( الأنا الضائعة ) التي هي من أهم مميزات كل عمل أدبي ، في ترديد الضمير المتكلم في جميع فصول الرواية بأسم الراوي الذي هو بروست نفسهُ ، فهو يقدس الماضي ويدافع عنهُ بضراوة ---- في أستعادة الزمن الذي يمضي ويحرص بالتمسك بالماضي لأنهُ كل شيءٍ نملكهُ ، ولن يتم هذا التمسك ألا عبر طريقين هما : الذاكرة اللآارادية والأعمال الفنية الأرادية ، هنا نجح بروست وببراعة في أثبات نظريته في البحث عن الزمن الضائع في كتابة هذه الرواية الفنية الأدبية الرائعة التي تحمل الذاكرة اللآأرادية في المعطيات الفلسفية لما بين سطور الرواية .
- وعندالتدقيق في قراءة مفردات الرواية في سفرها الكبير ، يتوغّلْ مارسيل بروست في مركز الحدث الذي يتماثل مع قلب الأعصار حينما يصغي القاريء ويتتبع البطل وهو يمرُ أثناء العمل بالكثير من العناصر الخارجية التي كانت سرعان ما أن تتلاحق وتتآلف مع ذاتهِ وتصبح جزءاً متمماً من شخصيتهِ الأدبية ، وربما تشمل سايكولوجية العلاقات العائلية والعلاقات الجنسية وروابطهِ مع الفن لاسيما الموسيقى والرسم والكتابة القصصية مع نظرة سخرية بتهكم للمجتمع الفرنسي المتحذلق في ذلك الزمن الأنعطافي من تأريخ فرنسا ، ويمكن أعتبار الرواية : رواية دائرية ( بيكارية )* من ناحية بنيتها ، وعلى كل حال تعتبر الرواية عملاً فلسفياً في المقام الأول ، لآن الجانب الفكري الفلسفي يطغي على جانبها الفني .
- وكان آراء النقاد بعد زمنه بقليل : أن الأهتمام الظواهري في عمل بروست أنما يكمن في وصولهِ ألى تحليل معمّق لوعي أستفزازي مرهف ألى الحدود القصوى ، لاسيما أن ثمة هاجس داخل هذا التحليل هو أمكانية لبروز نوع من البعد المثالي لمجالات الوعي والمشاعر المخملية والحادة الداخلية لهذا الكائن البشري والتي تجسمها أشخاص الرواية المتمثلة بألفي ممثل وهو رقمٌ غير مسبوق في عالم الروايات ألا القليل جداً ، فالأرث الأدبي الذي خلفهُ بروست في روايته " البحث عن الزمن الضائع " هو مشاركة المتلقي الوجدانية في أمتحان موضوع الوعي والزمن ، حتى لا يقع القاريء في دوامة الصح والخطأ ، يقدم بروست نموذج للأجابة الصحيحة { الوعي والزمن في الرواية شريكين لا أنفصال بينهما ، فالزمن هو أساس الوعي والوعي أساس الزمن .
*البيكاريا : وهو الأسلوب الذي تجلى به الأدب الأسباني في رواية " البيكارو " فيه السرد يعتمد على التشرد والضياع والبؤس والمعاناة لبطل الرواية الذي يفشل لمعاكسة تيار الزمن لهُ فيضطر ألى التكييف مع دنياه ويتعايش مع الظروف ، وهذا النمط أنتشر في أسبانيا في القرن 19 وبتعبيرٍ أدق { هو جنس أدبي يتغيّر فيه الحدث بتغير الزمان والمكان } ....
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كُتب البحث الأدبي في 4- 1- 2018


79
 

هوس " تأجيل الأنتخابات" /غثاثة سياسية !!!
عبدالجبارنوري
نعم أن ترديد نغمة تأجيل الأنتخابات هي نغمة نشاز ومفتعلة بل هي ولادة أزمة جديدة من موروثات سياسيي السلطة المأزومين ، وربما هي جزء من نظرية المؤامرة وفوبيا التهميش والأقصاء الموهوم ، تبنتاها عصبة حجاج واشنطن يرددون أمام فرعون العالم  (جئناك ببضاعة مسجاة فأوفي لنا الكيل --- وتصدق علينا ) ، فهم كالذي باع بلادهُ وخان وطنهُ مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحهُ ولا اللصوص تكافئهُ ( جيفارا ) .
فأن التأجيل يا سادة يا كرام ويا عقلاء القوم أنها كارثة مرعبة وهزة أرضية تشمل جغرافية العراق وتأريخه ، فهي أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعايشها المواطن وخاصة الطبقات الفقيرة .
والذين يريدون التأجيل هم حسب قناعتي : أولا/ أولئك الذين لديهم فوبيا خسارة مقاعدهم التشريعية والتنفيذية التي ترفد وتملآ جيوبهم بالسحت الحرام ، ثانياً / سياسيو السلطة وسياسيو الدعشنة والذين يشاركون في صنع القرار السياسي في هذا البلد المبتلى وهم كالبوصلة التي فقدت نقطة الجذب المغناطيسي وتستدير بشكلٍ منفلت ، فهم من صيادي الفرص في تخريب العملية الديمقراطية الجديدة ، أو هم من تجارشراء وبيع ( المواقف ) ، وثالثا /الأفلاس السياسي لبعض القوى السياسية بعد خسارة ناخبيها المتوقعين في  دفع الوضع السياسي بأتجاه تأجيل الأنتخابات لضمان بقاء مرشحيهم في مناصبهم .
وأن تأجيل الأنتخابات سيدخل الوطن في نفق مظلم ويرجع بركضة ماروثونية القهقرى إلى المربع الأول حيث الصراعات والمناكفات والأسقاطات السياسية ، وتدفع دول الأقليم والدولي إلى التدخل بشكلٍ من الأشكال في تحريض غير مبرر لأمريكا وبعض دول الغرب على وطنه العراق وتحييد الدول المانحة وصندوق النقد الدولي في عدم المشاركة في أعمار المناطق المدمرة في حروب التحرير من داعش الأرهابي ، أما ربط الأستحقاق الأنتخابي بملف النازحين فهو تبرير مبالغ فيه حيث أن الحكومة المركزية أنجزت أكثر من 60% من أرجاع النازحين إلى ديارهم  ، وأن أمام الحكومة في أنجازهذا الملف أكثر من أربعة أشهر فهو كافٍ لأنجاز الملف ، فتبريرات التأجيل ما هي ألا عراقيل ومعوقات أمام المسيرة الديمقراطية في أجراء هذا الأستحقاق الدستوري ، وأن الأكثرية في مجلس النواب العراقي مؤيد لأجرائها في موعدها الدستوري في 12مايس 2018 ، أضافة إلى تأييد الرئاسات الثلاثة وموافقة وترحيب المرجعية الدينية .
فعلى الحكومة الأصرار على أجرائها في موعدها الدستوري  لأن كل المبررات والأسباب واهية ومفتعلة  الغرض منها تكريس الفئوية والكتلوية ، ودفع البلاد إلى الأستدانة الداخلية والخارجية ويزداد الفقر والجريمة وقبل أن تدخل البلاد والعباد في فراغ دستوري وأمني عند ذاك تُفرض علينا حكومة ( تصريف أعمال ) ويتعلق حينها ملفات اعمار المناطق المتضررة جراء حرب التحرير وملف محاربة الفساد المالي والأداري وتتوقف التعينات وتتجمد الميزانية الأنفاقية والأستثمارية . 
فالحل/ يكون  أمام الحكومة جعلهُ خطا أحمرا وكذلك على حكومة العبادي تخصيص موازنة للمفوضية بالرغم من عدم أقرار الموازنة العامة ، وتطبيق نفس القانون الأنتخابي السابق ، والأنتخابات خير علاج  لعدم وصول السياسيين الحاليين القدماء الذين وصلوا لمرحلة الشيخوخة السياسية التي ملّها الشعب العراقي لتعثر المسيرة السياسية في البلد من سيء ألى أسوء ، فالذي سوف يحدث دخول الدماء الشابة برقم أربعة مواليد لم تشارك في الأنتخابات، وأن 90% منهم حصل على البطاقة الوطنية الألكترونية  من المفوضية العليا للأنتخابات ، وأنبه الحكومة المركزية أن هناك عامل مؤثر وحساس في عرقلة أجراء الأنتخابات في موعدها المقرر هو ( الحاجة إلى قانون جديد للأنتخابات ) لأن منذُ 2005 لم يطرأ أي تغيير على القانون المذكور وتحول من المغلقة إلى شبه المغلقة في عامي أنتخابات 2010- 2014 وتحول العراق من دائرة واحدة إلى 18 دائرة بعدد المحافظات في العراق ، وثم تطبيق نظام سانت ليغو في توزيع المقاعد ، وأتباع نظام ( الكوتا ) الذي يمثل الطريق الصحيح في تحقيق مبدأ المواطنة في النظام الديمقراطي العلماني الحالي في العراق ، ويحول دون طغيان الأكثرية بالسيطرة على الحياة السياسية ، أذ أعطتْ حق تمثيل للمرأة بنسبة 25% وتخصيص 5 مقاعد للمسيحيين ومقعد واحد لكلٍ من الصابئة المندائيين والأيزيديين والشبك والأرمن وكانت جلسة البرلمان في 6-10-2013 إلى القراءة الأولى لقانون الأنتخابات ولكنهم لم يتوصلوا لأقراره ، وحبذا لو تتوصل الكتل الوطنية المتطلعة لعراق مزدهروخالي من المعاناة والأستلاب والقسرية ألى سن قانون أنتخابي جديد يستوعب جميع الفئات والمكونات الأجتماعية ، ولأجراء أنتخابات ديمقراطية التي هي مطبقة في أكثر النظم الحاكمة في العالم ، تكون فيها مجموعة  الأجراءات والمؤسسات التي تستطيع فيها المجتمعات من خلال المشاركة في عملية صنع القرارارات السياسية عن طريق التنافس في أنتخابات حُرّة والذي يؤدي بالفرد العراقي إلى أيجاد مكاناً لهُ تحت الشمس وهذه التغيرات الأيجابية والعمل الجاد للكتل الوطنية قد لا تحقق تأجيل موعد الأنتخابات ،  فليكن شعارنا الوطني أجراء الأنتخابات في موعدها الدستوري،  كفى --- كفى أن جراحات العراق كثيرة وعميقة بمساحة جغرافيته وتأريخه الدامي من كلكامش لحد اللص بريمر .... مرورا بحكومات التوافق الراديكالية الذين أغرقوا البلاد في فوضى تدميرية للخواء الفكري وعدم أمتلاك تلك الحكومات برنامج مستقبلي أقتصادي وسياسي ناجح ....
كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
كُتب في الأول من كانون2 - 201

80
أطلاق العيارات النارية في المناسبات/ممارسة خاطئة وهمجية باطلة
عبدالجبارنوري
والذي دفعني أن أكتب في هذه الظاهرة الممجوجة والهابطة  في مشاهدتي تلك الطفلة البريئة التي أصيبت بطلق ناري في أبتهاج الجمهور العراقي بفوز المنتخب العراقي على المنتخب القطري ، بالتأكيد أنها ظاهرة سلبية غير حضارية ومقلقة بل بربرية متوحشة  لا يسلكها ألاّ الشعب الملوّث عقلياً ونفسياً يعاني من أمراضٍ سايكولوجية مزمنة مركبة ، وقد يبررها البعض كونها تأريخية متأصلة في عشائرية وقبلية الفرد العراقي حين كان الفرد يعلن بأطلاقاته النارية لكي يسمع أفراد العشرية بالنبأ المفرح والمحزن لعدم وجود وسائل التواصل ولكن اليوم توافر وسائل التواصل الأجتماعي بأنواعها المتعددة يرفض هذا التبرير الغير مبرر الباطل ، والعجيب أن هذه الممارسات الباطلة في أطلاق الرصاص الحي في المناسبات المفرحة والحزينة والعجيب أن تكون في مولد الأنسان يطلق لهُ النار وعندما يختن يطلق لهُ النار وعندما يموت يطلق وراء جنازته النار  وعندما ينجح في البكلوريا  يطلق له النار ، وتتعقد الأمورأكثر عندما تتزامن  مع أستعمال مفرقعات الألعاب النارية  الصوتية حينها يمطرون السماء بوابل من رشاشاتهم الأوتماتيكية وربما تكون بأسلحة ثقيلة في جنوب العراق وقراه وأهواره ، لشعبٍ يرفض أن يحكم أصلاً وهو من يعشق الفلتان الأمني وصاحب ممارسة الحواسم اللصوصية الأستلابية ، وأليس هو صاحب هوسة ( حلو الفرهود كون يصير يومية )؟ فنزعة التخريب واللصوصية والعدوانية هي متجذرة في أعماق اللاوعي للفرد العراقي ، وعفوا أنها ليست من (عندياتي) ذُكرتْ في بحوث نخبة من أرقى باحثي علم ألأجتماع والتأريخ أمثال الدكتور الباحث علي الوردي والمؤرخ المغربي أبن خلدون والدكتور الأكاديمي عبد الرزاق الحسني  (راجع كتاب وعاظ السلاطين / د- علي الوردي ، وكتاب تأريخ الوزارات العراقية 1908 – 1958 ، وكتاب المقدمة لأبن خلدون ).
وتداعياتها السلبية كثيرة منها وأهمها سلب أرواح أبرياء من الناس أوحصول أعاقة دائمة  في جسده ، وحين تعود ، ألى رؤوس المواطنين الأبرياء والأطفال وتعريض حياتهم للخطر ، وأنها ممارسات باطلة وخاطئة ، وأنا مع المسلمات الدينية وثوابتنا حيث وردت عقوبتها في سورة المائدة الآية 32 ( أن من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) وحديث نبوي  (لا يحلُ لمسلمٍ أن يروّع مسلماً ) ، و كذلك هي تكرس الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء والمواطنين ، وأنها أهانة للقضاء والقانون السماوي والوضعي البشري وأستخفاف بهيبة الدولة والأمن الوطني ، وأنها حربٌ على سلامة الأنسان البريء ، وتزداد الطين بلّة حين تتزامن مع أطلاقات الألعاب النارية حينها يتولد( التلوث الضوضائي) التي تزيد من أرهاق ومعاناة الأنسان في التأثير على قدراته السمعية ، وتزيد كذلك في زيادة تأثير ( المطر الحمضي ) التي تؤدي ألى تلف الممتلكات  ، كل هذا والسلطات الأمنية متراخية عنها ، وللعلم أن رجال القانون والقضاء في الأردن أعتبروها أدانة جريمة قتل  ، وسنوا لها قوانين رادعة في الحبس والغرامة ، وأما في اليمن يحبسون العريس عند أطق النار في عرسه .
الحل / التراخي مرفوض من أجل أرضاء غرور البعض من المستهترين والمتهورين ، فحانت ساعة الخلاص والحل بأصدار وثيقة شرف قانونية أجتماعية رادعة في الحبس أو الغرامة  أو بكليهما ، والتشديد في حالات وقوع ضحايا بأصدار جرم الأدانة ، والتدرج في تطبيقه لكي يعكس الوجه التربوي لا الوجه البوليسي الناقم ، وأن القانون وتدخل الأمن لا يكفي ألا في تشابك الأيدي بشكلٍ جمعي في تثقيف الشعب وتوعيته بمخاطر هذه الممارسة الخاطئة وأشراك وزارة التربية في تدريسها في المناهج الدراسية ، وكُتاب الأعمدة في الصحف المحلية وخطباء الجوامع والأعلأم بكافة أشكاله.
كاتب عراقي مقيم في السويد
كُتب في 29 ديسمبر 2017



81
 
رواية "زوربا" اليوناني/أفكار ورؤى جديرة بالقراءة!؟
عبدالجبارنوري
زوربا اليوناني ZORBA THE GREEK مؤلف الرواية ( نيكوس كازانتزأكيس ) كاتب وفيلسوف يوناني 1883 – 1957 درس القانون في جامعة أثينا ، ودرس الفلسفة في فرنسا ، ورشح لجائزة نوبل للآداب 1946 ولم يحصل عليها ، وأشتهر عالمياً بتأليفه رواية زوربا اليوناني 1964 ، تدورأحداثها عن قصة رجل مثقف أسمهُ ( باسيل )  - يسميه زوربا بالرئيس - غارق في قراءة الكتب يلتقي مصادفة برجلٍ أمي مدرستهُ الوحيدة هي الحياة ومحصلته تجاربهُ الحياتية وهو بطل الرواية " زوربا " سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ، ويتعلم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالا عن أبيه ، وتعلم الكثير من زوربا عن الحياة وحبها وفنونها وهناتها وسقطاتها وطرق معايشتها ، وكان لابد أن تخرج طبعتها الأولى في نفس السنة بذات نفوذ أدبي في منتجاتها : السينما والموسيقى والترجمة ، وتحولت في الستينات ألى فيلم من أخراج  اليوناني مايكل كوكويانيس الذي جسّد فيه الممثل الأمريكي أنطوني كوين دور زوربا مع الممثلة الأنكليزية الحسناء أيريد باباس ، كما جعل من الموسيقي اليوناني سيكيس ثيودور أن يقدم تصويراً من الموسيقى التي عزفها زوربا بآلة السنتوري في الرواية ، وقد لا أبالغ أن قلتُ أن الرقصة وموسيقاها تحولت ألى فلوكلور عالمي وألى نشيد أممي بأعظم ما للموضوع من معنى ، وقد لاحظتُ هذا الشقف بهذه الرقصة وموسيقاها وشخصها زوربا اليوناني في نيقوسيا عاصمة قبرص  الشمالية في آخر سفرة سياحية لي في صيف 81 حيث لاحقاً مُنع السفر في 82 ، والذي ترسخ في ذهني أن الشعب القبرصي المتكون من أتراك وقبارصة يونانيين قد (توحدوا ) في مسألتين الأولى رقصة زوربا والثانية الريع السياحي ، وأنهم يتعاملون مع الرواية بهوس حيث تجد الشباب والشابات يمارسون رقصة زوربا في الحدائق والساحات وحتى الشوارع وترى كتاب الرواية بيد رواد المقاهي والقطارات والباصات ، حتى جعلني أن أقتني نسخة من الرواية باللغة الأنكليزية ، والعجيب يسألك صاحب المكتبة بأي لغة تريدها أنكليزية أم فرنسية أم ألمانية أم أيطالية أو أسبانية ؟؟؟
بعض الرؤى الباعثة على التفكير في الرواية
*تثير الرواية حب الحياة والتمتع بها لآخر لحظة من تلك الحياة وهو هدف طالبي السلم العالمي وكارهي الحروب للوصول ألى الحياة الفاضلة والمرفهة ، عكس تجار الحروب والمتشددين في الأديان والمتخندقين أثنياً وطائفياً الذين يتلذذون بأحراق مباهج الحياة للفوز الموهوم في الملذات الغيبية .* تبعث الرواية للألتزام بمدرسة الحياة التي تعلم ما بين سطورها كل ما يليق به كأنسان محترم صاحب حكمة وفلسفة أنسانية ملتزمة بالقواعد والمثل والقيم الأجتماعية .* تُعلمْ الرواية تقديس الكرامة في فصلٍ من الرواية حين تعرض زوربا ألى خدش كرامته من قبل غانية في صالة الرقص فثارت حميته (وتبرمك) برأسمال المشروع لرد أعتباره بعد تجاوزتلك الغانية على رجولته عليه فأرسل برقية ألى صديقه الرئيس فحواها (أنهُ دافع عن كل الرجولة في العالم )  * في الرواية شجاعة نادرة في تقديس الحرية عندما يوصي زوربا الكتابة على قبره ( لا آمل في شيء ، لا أخشى شيء ، أنا حر ) . * ويعلن زوربا في الرواية عن رأيهِ في ماهية وصيرورة الحياة : وهي : أفراح هذا العالم في ( النساء والفواكه والأفكار ) وتكتشف بين سطور الرواية وعوالمها يجب عليك أن تنتصر للحرية وحب المرأة والوطن * يصف الروائي نيكوس زوربا : أدركت أن زوربا هو هذا الأنسان الذي كنت زمناً طويلاً أبحث عنه ولم أعثرعليه : أنه قلبٌ فائض بالحياة وحنجرة دافئة ونفسٌ عظيمة بريئة على طبيعتها ، لم ينقطع الحبل السري بعد بينها وبين أمها الارض. * ومن بساطة شخصية زوربا يطرح في الرواية أسئلة محرجة قابلة للجدل ربما محاطة بفوبيا الرد المقابل ، وهي معاكسة للأشخاص الذين يجهلون قواعد اللعبة الديمقراطية : وهي لماذا نموت ؟ لماذا نفترق ؟ لماذا يقتل الناس بعضهم ؟ ما هو الشيطان ؟ من هو الله ؟ * ومن حيثيات الرواية أنتصاره للسلم وشجبه وأنتقاده للحرب اليابانية – الصينية ، وقوله في الرواية أن الفن أداة لكشف الحقيقة بعيداً عن الجماليات البورجوازية وربما  بأعتقادي الشخصي قد تأثر نيكوس الكاتب بفلسفة نيتشه الألماني . *- زوربا والذي أنطقه نيكوس كاتب الرواية  أنهُ مؤمن بالأنسان والحياة ، الكثير من أقوال زوربا يتداوله الناس حيث تجاوزت هذه الشخصية حدود اللغة والحكاية لتكون عابرة للزمكنة ، في أحد حواراته مع الرئيس حين لم يتمكن عن التعبير عن فكرته وأحساسه يقول زوربا لصاحبه : سأرقصها لك .
أخيرا/ ورواية زوربا هي دعوة للحياة بشكلٍ مغاير وهي دعوة للحب الصوفي  ذلك الحب العميق والخاضع للتجربة والعاري وهي ( ثيمة ) للرواية الرئيسية حيث يتوزع بين الجغرافية بدون حدود وهو ما رفع الرواية ألى أيقونة أنسانية خالدة ، وهي دعوة أيضا للتفكير ودعوة لحب التراب والوطن والسماء وتلك هي قيم الرواية الخالدة الذي يقيّم الأنسان ويدعو ألى الأهتمام ببيئته وبخبزه وسقفه الذي يحميه لا كما نرى الأنسان اليوم يطحن بأزيز الآلات ويسحق بماكنات الحروب بعجلة غيلان النفط والدم والملايين المشردة النازحة من جور الأرهاب الداعشي المتطرف تحت خيمة الوطن المهلهلة  ، ولتفادي هذه الغيمة السوداء نجد في حكاية زوربا اليوناني وفي أفكار ما بين السطور أن الرواية جمعت هذين الشخصين المتناقضين فكريا وعقائديا وسلوكيا وهي علاقة وشيجة علاقة تكاملية فكل منهما رأى نصفه المفقود في الآخر لكونها علاقة نقية خالصة من شوائب النفعية والمصلحية ---
كتب في 25 ديسمبر 2017
كاتب عراقي مغترب

82

 
الشاعر" مظفر النواب" / وجائزة نوبل!؟
عبدالجبارنوري
ثمة محاولة ومبادرة وطنية أعلنها أتحاد أدباء العراق في أجتماع نخبهِ وأدباءهِ ومثقفيهِ في النصف من  سبتمر2017 في ترشيح الشاعر الكبير مظفر النواب 83 عام لجائزة نوبل للآداب تقديراً لتجربته الأدبية ومواقفه الوطنية ، فهو حقاً بصمة في سفر المدونة الأدبية والثقافية الوطنية العراقية ، فهو عازف الوتريات الليلية ونورسها الحزين وهو الشاعر والفنان والمناضل الباحث عن الحرية في جغرافية ما -- !!على وجه هذا الكوكب الحزين لذا سجل التأريخ أسمهُ في قائمة " شعراء بلا حدود " للبحث والبحث عن تلك البقعة التي أرتقت إلى هاجسٍ ملموس في مخيلتهِ وروحهِ وهي المساحة المكانية حيث لا ظلم ولا أستلاب ولا أحتلال ولا أستغلال ولا تعصب أوتخندق أثني أو طائفي ، وهو الشاعر والمناضل والأنسان الكاريزمي الذي يتغنى الناس بأناشيده الأقتحامية الموجعة للدكتاتوريات المتسلطة ، فهو شاعر وأديب مبدع وشاعر ثورة  شعراً ونثراً وغناءاً ، وثمة ٌقصائد فريدة في الألق وأسطورة في الوجود في ديباجة ثورية بعبق درامي بنكهة ساخرة  ، وأعتقد كان لفوز المغني الأمريكي وكاتب الأغاني ( بوب ديلان ) بجائزة نوبل في العام الماضي خير محفّز للأتحاد أن يعلن ترشيح نجم الأدب الثوري ( للنواب) وترجمة أعماله الكاملة إلى اللغة الأنكليزية والسويدية والفرنسية ، فهذه أحدى قصائدهِ المتألقة  " فعل مبني للمجهول في الوطن العربي " لو ترجمت إلى لغات العالم لأحدثت كلماتها وبين سطورها أعجاباً شديداً وتضامناً وتأييداً منقطع النضير.
ترى أنهار النفط تسيل
لا تسأل عن سعر البرميل
والدمُ أيضاً
مثل الأنهار تسيلْ
لا تسأل عن سعر البرميل
والدمع
وأشياءٍ أخرى
من كلِ مكانٍ في الوطن العربي تسيلْ
خُذ مثلاً
دبابات ٌ ستٌ في بغداد
ونشرات الأخبار تقول
سقطت بغداد !!!
من المسؤول؟؟؟
فعل مبني للمجهول
وتألق في الوجدانيات وجسّمها بذلك الحنين والعشق الأبدي للوطن وترجم آهاتهُ وأوجاعهُ بشعرٍ يقول فيها :
سبحانك كل الأشياء رضيتُ
سوى الذُلْ
وأن يوضع قلبي في قفص
في بيت السلطان
وقنعتُ من أن يكون نصيبي في الدنيا
كنصيب الطير
لكن سبحانك
حتى الطير لها أوطان
وتعود أليها
وأنا
ما زلتُ أطير
جائزة نوبل للشاعر مظفر النواب --- خواطروملاحظات !؟
 تمنح الجائزة عادة –  وفق ديباجة أفتراضية – على أسس ومعايير ثابتة عبر تقييم موضوعي دقيق بعيداً عن الأنحياز السياسي ، ويكون الفائز في نظر لجنة التحكيم صاحب موهبة كبيرة أن لم يكن عبقرياً وأفضل من بقية المرشحين وأن الجائزة مخصصة للسلام وليس للسلاح ، والواقع يعكس غير ذلك لتأثر لجنة التحكيم بمزاجات الدول الكبرى المتنفذة وخضعت لتأثيراتٍ شأنها شأن أية مؤسسة تتعلق بالرأي العام العالمي ، وقد مُنحتْ مراراً لمن لا يستحقوها وحُجبتْ عن أشخاص آخرىن يستحقونها بجدارة ، ففي عام 1901 هي السنة الأولى للتكريم كان أبرز عمالقة الأدب العالمي " لييف تولستوي " مرشحا لنيل الجائزة ولكن حُجبت عنهُ وأعطيت للشاعر الفرنسي " برودوم " في الوقت الذي كان هناك أكثر تألق من الفائز الفرنسي أمثال : أنطون تشيخوف ومكسيم غوركي وأميل زولا ، ومنحت الجائزة لمناحيم بيغن والسا دات مناصفة ، ومُنحتْ جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي السابق (أوباما ) في 2009 حتى طلعت علينا هنا في ستوكهولم الجريدة المركزية لحكومة السويدية ( أفتون بلاديت ) بمانشيت عريض { نكتة الموسم جائزة نوبل لأوباما للسلام وأساطيلهُ تجوب البحار الدافئة}.
وهذه بعض المآخذ على لجنة التحكيم للجائزة :
المأخذ الأول /على لجنة التحكيم هو: من المفترض أن لا تكون سياسية ولكن عند التطبيق العملي تأثرت بالسياسة وخاصة حين يكون نصيب المعارضين للنظام الأشتراكي وكارهي اليسار التقدمي نصيباً أوفر ، والمأخذ الثاني /لم ينل مبدعي الثقافة العربية الأسلامية بسبب  حكوماتهم ذات الأفكارالجهادية الراديكالية والتي تتناقض مع الديمقرطية الأوربية ، فبعد نيل نجيب محفوظ عام 88 لجائزة نوبل لم ينل حظاً من الجائزة  كواكب مضيئة في الذاكرة العربية العالمية ممن يستحقها بجدارة أمثال : جبران خليل جبران وطه حسين وأحمد شوقي وجرجي زيدان والجواهري والسياب ونازك الملائكة والبياتي ونزار قباني وتوفيق الحكيم ويوسف أدريس ومظفر النواب ونوال السعداوي ومحمود درويش وأحمد الفيتوري وأدونيس وسميح القاسم ، ولكن يبقى مجرد ترشيح مظفر النواب تلك القامة الأدبية المناضلة يعتبر فوزاً لسفر الثقافة العراقية العربية ولأن الشاعر أكبر من الجائزة وترشيحهُ هو أعلاء شأن الأبداع العراقي وفي نفس الوقت هي ممارسة لوضع مبدعينا عالمياً ، ويحتاج لخوض هذا الترشيح إلى تضامن منظمات المجتمع المدني والأقلام اليسارية التقدمية في أعلامٍ موجه في نشر الوجدانيات الشعرية والثورية الوطنية للشاعر" مظفلر النواب " وأن تترجم إلى سبعة لغات كأقل حد ممكن .
وأخيراً / بقناعتي الوجدانية أن جائزة نوبل تعتبر تكريماً وتقييماً لتجربة تخليد المدونة الفكرية في حقل الكتابة لتخليد كاتبها وحفر أسمهُ في ذاكرة الأرث الثقافي الأممي ، ولهدا سيكون السعي والأعلانات والبهرجة والتباهي ليس أكثر من طريقة في الأستجداء لذا أضع نفسي بقائمة المعترضين في شمول هذه (القامة) الوطنية بهذه الجائزة (المسيّسة ) لأنها تجعل من مظفر النواب شاهد على أزدواجية لجنة التحكيم ويقوم بألغاء تأريخه النضالي المشرّف ، والنواب يستحق أن تكون لهُ جائزة وطنية تكريماً لأبداعاته الشعرية الرصينة والواقعية الثورية وعرفاناً منا إلى هذا المناضل الذي نذركل وجوده للعراق وللبشرية وخدمة السلام العالمي .
المجد كل المجد للشاعر العظيم "مظفر النواب" ميرابو ثورة البؤساء وشاعر المنافي
كُتب في 17 ديسمبر 2017



 


83

 
وثيقة حقوق الأنسان --- الصرخة المكبوتة في ذاكرة الأنسنة
عبدالجبارنوري
يومٌ لا ينسى العاشر من ديسمبر1948 ، أنهُ حقاً وهج مضيء في الذاكرة الأممية ، سبعين عاماً مرّتْ على مواده وفقراته الثلاثين أنتصاراً لأبجديات تجليات آدمية الأنسان كونهُ أثمن وجود في هذا الكون بل أقدس كائن على وجه هذا الكوكب الجميل بأعتبارهِ خليفة الخالق كما وردت في التشريعات السماوية ، لنقف جميعاً من أجل المساواة والعدالة والكرامة الأنسانية .
في هذا اليوم أعتمدتْ الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1948 في العشر من ديسمبر" الأعلان العالمي لحقوق الأنسان" وهي الذكرى السنوية السبعين ، وهي وثيقةٍ تأريخية غير قابلة للتصرّفْ وملزمة للمجتمعات البشرية كافة وبحق كل شخص التمتع بها كأنسان بغض النظر عن العرق واللون والدين والجنس واللغة والرأي السياسي أو الأصل القومي والأجتماعي أو الجاه والثروة والمولد ، والمتهم بريءٌ حتى تثبت أدانتهُ ولهُ الحق الكامل في الدفاع عن نفسهِ وهي متاحة لأكثر من خمسين لغة في عموم العالم .
 الوثيقة ---- و" الضحية والجلاد "
أنهُ من الواقع المؤلم الكثير من الأنجازات التي حققتها المنظمة الدولية الأممية لاحقتها " الأزدواجية " وقد طغت على هذه الحقوق الأنسانية العابرة للقارات و جانبت أشكالات وقضايا أنسانية في بلدانٍ مختلفةٍ ، في وقتٍ تبرهن فيه كافة الأحداث والتطورات على أن الحاجة الملحّة هي : أن تطبيق المقررات الدولية بعدالة أنسانية مطلوبة لا ألى مجرد التذكير بمناسبتها بطريقة كرنفالية عابرة ، وبأعتقادي الشخصي أصبح الأحتفال مجرد مناسبة عالمية لتقديم مرثية سوداء حزينة للأنسان الذي أستعبدتهُ نفس كتاب هذه الوثيقة في أستلاب آدمية هذا الكائن البشري ، ونسخةٌ من المرثية إلى الأمم المتحدة التي أقرت هذه الحقوق واليوم هي الأخرى مسلوبة الأرادة أمام طغاة العصر وعلى رأسها الأمبريالية الأمريكية التي بيدها مقصلة ( الفيتو ) أذن فلم يتبقى من تلك الوثيقة البائسة أكثر من عبارات وشعارات لا تعني شيئاً بالنسبة لملايين البشر الذين يموتون هنا وهناك تعذيباً وتشريداً وفقراً ومرضاً ، وواضح القول أن هناك ( أزدواجية ) واضحة قد طغتْ على هذه الحقوق الأنسانية العابرة للقارات ، أن الذين كتبوا وثيقة حقوق الأنسان تلك وأعتمدوها عملوا خلال تصرفاتهم المنحازة على قتلها نصاً وروحاً وأفقدوها المصداقية الشرعية على أمتداد العقود الماضية ، أين نحن من حقوق الأنسان ؟ وأسلحة الدمار الشامل تهدد الكائن البشري بالفناء وهي أنتهاك صارخ لحقوق الأنسان ، وأين نحن من الصواريخ البلاستية التي تهدد  وجود البشرية كل من أمريكا وكوريا الشمالية وأيران ، وأين الوثيقة من مافيات بيع الأعضاء البسشرية وتجارة المخدرات وأسواق النخاسة الداعشية ؟! وأين تلك الوثيقة من تنامي وتزايد أرقام الخط اليميني العنصري المتطرف في عموم أوربا  في الوقت الحاضر ، والأمثلة تتزاحم عليّ في الكتابة ، ففي نهاية هذه السنة الحزينة الصمت المطبق من نفس الدول التي كتبت تلك الحقوق مع القضية الفلسطينية في أحقية أعطاء القدس لآسرائيل الجلاد وتجاوز الفلسطيني الضحية ، وهو نفس المجتمع الدولي الذي كتب سفر حقوق الأنسان والذي لم يخجل في أعطاء جائزة نوبل للسلام ل( بيغن وشمعون بيرس ) ، ولنرى موقف الأمم المتحدة من الأزمة اليمنية وكيف أنها شرعنت تكوين الناتو  لثمانين دولة بقيادة مملكة الكراهية السعودية وسحق الشعب اليمني التعيس وفرض الحصار على موانيء البحر الأحمر ليموت الجنس البشري الغير مرغوب به من الجوع والقصف المدمر بالنابالم المحرم دوليا أو موتاً مجانيا بالكوليرا ---- وهذه هي حقوق الأنسان الطبيعية في ظل العصرنة الحداثوية !!!
كُتب في 13 ديسمبر 2017


84
تصريح ترامب حول القدس/مسرحية بأخراج أمريكي وأضاءة عربية

عبدالجبارنوري
قرار ترامب في أهداء القدس كعاصمة أبدية لأسرائيل جاء تظهيراً لمسارٍ تسووي ينهي القضية الفلسطينية بالتعاون المكشوف في بلورته مع " أشقاء عرب" والذي أعتُبرعندهم بمثابتة " صفقة القرن " لعب الدور التمثيلي لأخراج السيناريو المبيّتْ بظل نظرية المؤامرة منذُ مدةٍ ليست بالقصيرة وهم الأخوة الأعداء الخلايجة جلّهم بدون أستثناء بقيادة أقطاب المال والبترول السعودية والأمارات ومصر العروبة والأردن السلفي ، ولأول مرّة في التأريخ توضع قضية مصيرية للحل الفئوي بأكبر مزادات التأريخ التجاري للعقار بقيادة سمسار العقار المعروف دونالد ترامب ، فتمحورت صفقة القرن عملياً قبل طرحه نظرياً بحيث تكون فيها التسويات مفتوحة لمن يبيع الشرف والوطن والتأريخ ، وفعلاً لقد سقطت ورقة التوت عن عورات سماسرة الدم والبترول ، كان القرار تعبيراً عن  (حقيقة ) تلمودية يهودية طُرحتْ للترجمة الفعلية منذ أكثر من نصف قرن وهي ( القدس مركز للديانة اليهودية والمدينة مقر للحكومة الأسرائيلية ) والقرار لم يكن " ترامبيا ً " بل الشهيق والزفير لصقور الكونكرس الأمريكي وبالذات عند الأسر التي صعد أبناؤها للرئاسة الأمريكية مثل : عائلة بوش وترامب ، لا شك أن القرار لهُ تداعياتهُ السلبية على الواقع المنظور حاليا الذي سيشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمر ويتقاطع مع التسوية النهائية للصراع العربي الأسرائيلي ، وخروج القطار الأمريكي عن سكة الحياد والقرار يعيد للأذهان ذلك الحدث المسبوق هنا بالنسبة للقدس بأنها أضيفت كواقع حال لأسرائيل سنة 67 عام الأنتصارات والزحف الأسرائيلي ، بضم أسرائيل القدس الشرقية وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 ، وسيؤدي إلى رفض كافة الوصايا العربية والأسلامية عن المدينة الممثلة بوزارة الأوقاف الأردنية ، وسيتم طرد كل من لا يملك هوية أسرائيلية ، وبالمختصر يعتبر القرار أحتلالاً ويكون لأهلها الحق في تحريرها حسب المواثيق الدولية .
الزمكنة المناسبة في طرح القرار
1-التمزّق العربي العربي فئويا وبنيوياً وأسلاميا طائفيا ومذهبيا لوصول تداعياتها الذروة ، وهي منشغلة في نزاعاتها الداخلية الطائفية والأثنية . 2-أبتلاء منطقة الشرق الأوسط بأشرس حربٍ ضروس يستنزف المال والعباد ، 3-تسابق الخلايجة على التطبيع مع أسرائيل وفي مقدمتهم السعودية والأمارات بل ربما الجميع حين نسمع تصريح نتنياهو – وهو يتبجح – ويقول الجميع أصدقاء أسرائيل ما عدا أيران ،4- أنتهاء دور النقطة الأستراتيجية في المقاومة المسلحة لكون(حجر) منظمات المقاومة الفلسطينية بل منعها من التحرك من سوريا والأردن ، وكانت الأشارة منذ عام 67-73 وبها يستبعد أستعمال الحجارة للشباب الفلسطيني المتحمس .
وأخيراً / كان الرد العربي والأسلامي والعراقي مقتصراً على الشجب والرفض والأستنكار الخجول ، وأنا كعراقي لا يعنيني  مثل هذه القوانة المشروخة بل أحلم حتى ولو كانت أضغاث أحلام بظهور ذلك الفارس الشجاع والقائد الوطني الغيور بأخراج القوات الأمريكية المحتلة ثانية لأرض وطني وطرد السفير الأمريكي ، والأنتفاضة العربية والأسلامية بألغاء جميع القواعد الأمريكية  من الوطن العربي ، وأقسم بجغرافي وتأريخ وادي الرافدين نادرا أن نجد مثل هذا القائد المطلوب لأمتناع خروج البدر في ليلة الظلماء لأواطننا المحتلة .
كُتب في 9 -12-2017 ستوكهولم
     

85
كاسترو الأسطورة / مدعاة للتأمل والتشبه !!!
عبدالجبارنوري
هو فيدل أليخاندرو كاسترو 1926-2016 وبمناسبة الذكرى الأولى لرحيل هذا القائد الفذ الذي هزّم أعتى نظام أمبريالي يقع على بعد 90 ميلاًمن موقعهِ ، أحيي الشعب الكوبي الصديق في الذكرى الميمونة الأولى لرحيل هذا القائد العظيم والجبل المتحرك الذي حصد قصب السبق وحلاوة النصر على الأعداء ، لم يكن لهُ تمثال ولا صورة على طول حياته ّ!؟ بينما نجد طغاة العرب تزدحم تماثيلهم وصورهم وبوستراتهم مفترق الشوارع والساحات ، وكاسترو أستعمل العنف الثوري في مواجهة أعداء الثورة والمسيرة الشعبية وأعداء التأريخ ، بينما الزعيم الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم تساهل مع أعداء الثورة ب( عفا الله عما سلف ) التي ذبحت ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الوليدة  من الوريد إلى الوريد ، وغيبت قادتها في مسلخ قصر النهاية ومذبحة أذاعة الصالحية .
أصبحت كوبا في عهد الزعيم الكوبي كاسترو نموذجاً لممارسة الأممية الثورية والحرص على تصديرها للشعوب المقهورة ، فقاتل جنود كوبا البواسل في أنغولا ودول أمريكا اللاتينية ، وكوبا كوّنت نفسها بمجهوداتها المتاحة عكس بلدان دول أوربا الشرقية الأشتراكية التي تكونت بمساعدة قوة الأتحاد السوفيتي وأنهارت بسرعة لم يصدقها العقل كقطع الدومينو في سنة 1989 بينما كوبا بحنكة هذا القائد وتماسك الحزب الشيوعي الكوبي تحملت كوبا ذلك الحصار الظالم الذي فُرض على تلك الجزيرة الثائرة ، فكان لعامل توفر الأرادة الوطنية للتغيير كما فهموها من ماركس مع توفر القيادة الثورية الموحدة المتمثلة برجل التحدي كاسترو تمكنت الثورة من أجتياز مرحلة الخطر ، كما هو ماثل أمامنا اليوم في تحدي وصمود الشعب اليمني بتحديه الحصار والجوع والكوليرا والعدوان الثمانيني للتحالف الغير مقدس السعودي والأماراتي القطري الصهيو أمريكي .
فهو رئيس كوبا منذ 1959 بعد أطاحتهِ بحكومة باتيستا بثورةٍ عسكرية ليصبح رئيساً للوزراء ، ولم يخرج كاسترو من بين طبقات الأغنياء بل من بين أرحام الفقراء والكادحين ومن بين حقول التبغ وقصب السكر ، كان مسكوناً بهاجس الثورة ومقاومة الظلم والتعسف والأستلاب لذا منح روحهُ ودمهُ وعرقهُ وقلبهُ وأنتماءهُ وولاءهُ لوطنه كوبا فقط ليتحوّل بنظر الكوبيين وأحرار العالم من بطل أمّة إلى أيقونة صمود وأنتصار دائم في المواجهة والتحدي والأرادة الفولاذية في عدم الأنحناء والأنبطاح أمام كل الصعاب لآنّهُ قائد عسكري وسياسي وخطيب مفوّه ومثقف بأمتياز ، ليت شعري بأن يتشبه قادة مسيرتنا في العراق( ببعض ) من صفات هذا القائد الكوبي الكاريزمية الشعبية والصبر والصمود والتحدي فهو لم يرفع الراية البيضاء والأستسلام المذل والأنبطاح أمام غطرسة العدو الأمبريالي بالرغم من الحصار الطويل للجزيرة الكوبية والمجاعة ونقص الدواء والأنقطاع عن العالم الخارجي تماماً ومع هذا كله أنتصر عسكريا وسياسيا وفرض على أمريكا الأمر الواقع وقبولها الحوار (كندٍ) كفوء أمام حكومة أوباما ، فأين من قادتنا  ؟ اليوم يغضون النظر عن أحتلال العراق مجدداً في نشر أمريكا لقواته من المارينز في كركوك والمناطق المختلف عليها ، وسكوت خارجيتنا من تدخل ماكرون الفرنسي في شؤون العراق الداخلية .
المجد كل المجد لصانع كوبا الأسطورة كاسترو
وتحية أكبار للشعب الكوبي الصديق
في / 6-11-2017 ستوكهولم

86
 
ثورة أكتوبر 1917 / صنعها البلاشفة وضيّعها أعداء الماركسية الحقيقية !!!
عبدالجبارنوري*
توطئه/ "الثورة يخطط لها الأذكياء  ، وينجزها الشجعان ، ويبيعها الجبناء والجواسيس" .
العرض/ بمناسبة ذكراها المئة أكتبُ عن الثورة الروسية المجيدة 16 أكتوبر 1917 ، التي قادها البلاشفة بقيادة " فلاديمير لينين " ومساعده جوزيف ستالين  ، وتمام الحزب البلشفي ، والجماهير العمالية بناءاً على أفكار كارل ماركس والتطوير الفكري للينين العظيم في أقامة دولة أشتراكية وأسقاط الحكومة المؤقتة 1905 ، وتعد هذه الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين ، وعملاً حاسماً وضرورياً ضمن حركة التأريخ ، وأصبحت ثورة أكتوبر1917 نقطة الذروة في أحدى الحركات الجماهيرية الأشد عمقاً في التأريخ ، بتلك الأهداف الأنسانية في تحقيق المساواة والقضاء على الرأسمالية الأقطاعية وتحقيق الأشتراكية العلمية ، لذا تعتبر الثورة الروسية أحدى أعظم الأحداث اتي عرفها تأريخ البشرية ، وأكد صانع الثورة " لينين " في كتابه ما العمل ؟ أن أهداف الثورة الأساسية هي الأشتراكية العلمية عابرة للثورات البرجوازية الديمقراطية ، فكان لهذا القائد الفذ والمحنك دوراً فعالاً في نقلة نوعية من الأفكار التوفيقية لأعداء الثورة إلى البلشفية الأشتراكية الشيوعية ، وكانت سرعة زمنية يحتاجها التأريخ من ثورة فبراير 1905 إلى ثورة أكتوبر خلال شهر نوفمبر من نفس السنة ، أي مدة مخاض روسي التسعة أشهر ليظهر بشائر الوليد الجديد ليرسم أوسع دولة أشتراكية في جغرافيتها الشاسعة التي تشرق وتغرب فيها الشمس والتي تشكل سدس المساحة الكلية في يابس الكرة الأرضية وبأسم الأتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر 1922م وحتى 26 ديسمبر 1991  وظلّ ولمدة 69 سنة في البناء النفسي للأنسان السوفيتي والبناء الحضاري بأقتصادٍ متين مؤطر بالأشتراكية العلمية وتطور ثقافي وعلمي ومشاركة دول العالم في محاربة النازية وأرساء السلام العالمي و نصيراً للشعوب المضطهدة ، ونداً مخيفاً للقوى الأمبريالية ، ورقما صعباً لامعاً في التوازن الدولي ، وأخرج الرئيس الروسي ميخائيل كورباتشوف سياسات " البيريسترويكا" والفلاسنوست وهو برنامج للأصلاحات الأقتصادية  1985- 1987 وتعني أعادة البناء وتطورّت إلى أعادة الهيكلة وإلى سنة النكبة السوفيتية 1991 وتفكيك الدولة السوفيتية التي تضم أربعة دول : جمهورية روسيا السوفيتية الأتحادية الأشتراكية ، وجمهوريات أوكرانيا ، وبيلاروس ، والقوقاز ، وهو موضوع شائك وطويل يحتاج إلى بحث موسع ، وقد أوجزهُ حسب رأي الشخصي { --- مع تدافع الصراعات وظهور أفكار المعاكسة للأصلاحيين في أعادة النظر في ( الكولخوزات المزارع الحكومية والسوفخوزات المزارع التعاونية التي هي من أختصاصات رئيس الدولة غورباشوف أكاديمياً ثم تطور إلى أصلاحات مغايرة للأقتصاد السوفييتي برمتهِ ، والتي كانت تحوي ما تحت رمادها آلاف المفرقعات الصوتية لأعداء المسيرة ، وحدث ما حدث في تفكك العقد السوفيتي ، ولكن أقول لم يتبين لنا من الناحية الموضوعية ومن جدليات أبجديات الأعداء ( فشل ) نموذج الأشتراكية العلمية .
ثورة أكتوبر/أكثر الأحداث تأثيراً في التأريخ
- أصبحت ثورة أكتوبر 1917 مدرسة وطنية لكل الأحرارشعارها " ثقافة المواطنة " يقول في هذا المضمون الوطني الرفيق الشهيد " فهد " مؤسس الحزب الشيوعي العراقي { كنتُ وطنياً قبل أن أكون شيوعياً ----- وعندما أصبحتُ شيوعياً صرتُ أشعرْ مسؤولية أكثر تجاه وطني } .
-دفعت الطبقة العاملة في مساحة جغرافية الكوكب والمنطقة العربية إلى تأسيس حزبها الشيوعي صاحبة الهوية الوطنية والراية الحمراء واليد البيضاء أدت إلى تأسيس الأحزاب الشيوعية والأحزاب الوطنية الديمقراطية وأخرى لبرالية يسارية أو أحزاب ماركسية وعلى سبيل المثال: تأسيس الحزب الشيوعي العراقي 1934 بقيادة الرفيق الشهيد "فهد " ، الحزب الشيوعي السوداني 1946 بقيادة عبدالخالق محجوب ، والحزب الشيوعي المصري 1922 بقيادة جوزيف روزنتال وحسين العرابي ، الحزب الشيوعي اللبناني 1924 بقيادة جورج حاوي وأمينه الحالي حنا غريب ، والحزب الشيوعي السوري 1972 بقيادة خالد بكداش بعد توحيد الأحزاب اليسارية والماركسية والشيوعية التي تأسست في عام 1944 ، والحزب الشيوعي الأردني 1951 بقيادة يعقوب زيادين وفؤاد نصار والحزب الشيوعي الفلسطيني 1923 بقيادة عربي عواد امين عام الحزب ، والحزب الشيوعي الأسرائيلي ( راكاح ) 1919 ، الحزب الشيوعي الأيراني ( توده ) 1941 برئاسة سليمان محسن أسكندر .
- وأصبحت الثورة البلشفية مناراً يحتذى بها لكونها أفرزت نفسها عن صفوف الثورة  البرجوازية الفرنسية والصناعية البريطانية بأحزابها البورجوازية الطفيلية ، بينما ثورة أكتوبر البلشفية من صنع الجماهير الكادحة والشغيلة المستلبة .
- وتعتبر الثورة الروسية من أكثر الأحداث المؤثرة في تأريخ الطبقة العاملة بالخصوص وذلك بالعمل الحثيث والمتواصل لمعلم الثورة كارل ماركس ، لم يكن ماركس مجرد فيلسوف بل داعية الأنقلاب السياسي والأجتماعي ، فهو بحق المعلم الأول للبروليتاريا ، وراسم طريق الخلاص للطبقة العاملة ، بتزويد البروليتاريا ( كود) أستلام السلطة من النظام الرأسمالي ، في مؤتمراته ومحاضراته ومقارعته لفلاسفة عصره ومنجزاته البحثية الماركسية في مجلدات كتابه رأس  المال والمخطوطات الفلسفية  يعلن فيها توعية العامل لتلمس وتحسس حقوقه المستلبة من قبل الرأسمالية – البرجوازية فيتحدث عن أغتراب العامل وأنسلابه وتجريده من حقوقه الطبيعية ، فماركس العبقري يمزج بين أواصر كيمياوية وعناصر ديناميكية فلسفية عن المضمون المستقبلي للطبقة العاملة ، وهذا المعلم البروليتاري يفند : أن العامل يمتلكهُ الرأسمالي جسداً وقوّة ممتصاً منهُ ناتج عمله ، ويخرجهُ من وسائل الأنتاج لأنها في حوزتهِ أصلاً ، ويعلن ماركس حرباً بشكل نقدٍ لاذع لمميزات وخصائص النظام الرأسمالي في معادلاته الفلسفية مثل : { كلما زاد أنتاج العامل من الثروة أزداد بؤساً وفقراً ، يصبح العامل سلعة أرخص كلما صنع المزيد من السلع لأن العامل لايكسب بالضرورة حين يكسب الرأسمالي لكنهُ يخسر بالضرورة حين يخسر الرأسمالي ، تنخفض قيمة أنسانية العامل مع زيادة قيمة السلع، وتراكم الثروة عند في كفة الرأس مال يزداد الفقر والفاقة في كفة الأكثرية الساحقة } ، بالتأكيد أصبحت هذه الأفكار الماركسية- والتي هي أساس بناء ثورة أكتوبر- حافزاً قويا لحراك الطبقة العاملة في مناطق عدة في العالم .
- وأن ثورة أكتوبر البلشفية المبنية على الأشتراكية العلمية سفهتْ الكثير من الأشتراكيات البورجوازية التي طرحتْ في أواخر القرن العشرين على الساحة العربية والعراقية كالأشتراكية الرشيدة أو المجيدة الفاشلة والمتهافتة ، ودحضت آراء أعداء الأشتراكية وطواغيت الرأسمالية أنها لم تكن كونها ألا حركات أنقلابية وليست بثورات ، وخلال 75 سنة من عمرها .
- أثبتت ثورة أكتوبر أن " الجماهير " هي أوكسجين كل حزب شيوعي بل قاعدتها التي تستمد منها الديمومة ، وبشهادة التأريخ عمل البلاشفة بعناد ومن دون كلل مع الجماهير وبنكران ذات وبعمل طوعي متواصل في الورش والمصانع والمدارس والجامعات والثكنات وحتى في أيام العطل .
- أنتشار روح الثورة في الشرق العربي وأندلاع الثورات البورجوازية وهي الخطوة الأولى للأنتقال إلى الأشتراكية الديمقراطية حسب مفهوم صيرورة حركة التأريخ  ، كثورة يوليو 1952 في مصر ، وثورة 14 تموز 1958 في العراق ، وثورة الجزائر 1962 .
المجد لثورة الشغيلة والكادحين ثورة أكتوبر 1917 المجيدة ، والعرفان والجميل لمعلمي الأجيال الصاعدة سائق قطار التأرخ الروسي معلم البروليتاريا " لينين " العظيم ، وتحية أكبار وأجلال لفيلسوف الثورة كارل ماركس ---
الهوامش/ * كتاب ما العمل – لينين * البيان الشيوعي –  1847مختارات * ماركس وأنجلس المجلد الأول ص65 * ستالين – سيرة سياسية – أسحق دوتشير ( مقال ) * ستالين طابع ثورة أكتوبر العالمي - - ترجمة عزالدين الحديدي ص 1 ، 5 ، 8 * كتاب رأس المال( المجلد الأول ) والمخطوطات لكارل ماركس * لينين – المباديء التنظيمية للحزب البروليتاري – ترجمة سعد رحمي – القاهرة 1984 ص10 *  مدخل ألى الأشتراكية العلمية أرنست ماندي * لينين الدولة والثورة – موسكو مترجم 1970
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كُتب في 30 نوفمبر2017 ستوكهولم

87
 

محاربة الفساد / واقع الأزمة ومخاض التغيير!؟
عبدالجبارنوري
مثلما وقفنا ضد داعش --- لنكن جبهة واحدة ضد الفساد ، نحن مثقلون بمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية وطنية لمواجهة البعد الأنساني المغيّبْ اليوم ، بفضل تدني الوعي الطبقي وأشاعة الفئوية والهوياتية التي أرّقتْ تقاطعات وجودنا وتلك منسلخة من موجات الفوضى الغائصة في مستنقع نظريات التفكك والأنقسام والفوضى التدميرية بقيادة البعض من أعداء المسيرة الديمقراطية الجديدة من سماسرة السلطة والدم ، أن أعلان الحرب على الفساد المالي ولو جاء متأخرا و يبقى الحضورأفضل من الغياب ، وأن الفساد المالي والأداري هو سبب كل الأشكالات المتفاقمة على المجتمع وسبب مباشر في فشل المشاريع التنموية وظهور تداعيات الفساد الأداري والمالي ومردوداتها السلبية والأستلابية على عموم المجتمع العراقي ، وبالتأكيد أن هذه الظواهر الأقتصادية المعيبة تؤدي حتماً إلى الفوضى السياسية والتي سببها ذاتوية تدفع الفرد للتقمّص بالنرجسية ، وربما عن حب الظهور وأسقاط الآخرين أو ربما وربما لدعوات أنتخابية فكلها تؤدي إلى غياب الموضوعية ، ولآن الحكومات المتعاقبة على السلطة بعد 2004 ولحد اليوم غير جادة في مكافحة الفساد الأداري ونهب المال العام لذا أصبح ينخر عظم المجتمع العراقي وأنتشرت تلك الظاهرة الطفيلية لترقى أن تكون شبحاً مخيفاً بهيئة مؤسسات يديرها مافيات أحرقت الأخضر فالأخضر ثُمّ اليابس ، وعجز في ميزانية الدولة بمقدار 37 ملياردولار ناهيك عن أرتهان البلد بديون خارجية بسبب الفساد الأداري ونهب المال العام ، مما أضطرّ العراق – وهي الكارثة الكبرى – أن يلتجأ إلى صندوق النقد الدولي في الأستدانة لسد العجز ووقوع العراق ضمن هذا الأختبوط الرأسمالي بدفع الحكومة لنهج فوضوي أرتجالي غير مدروس من الناحية الأقتصادية ، بأنتهاج سياسة التقشف منذُ 2016  تنفيذأ لتوصيات صندوق النقد الدولي ، وهو ما جعل السياسات الأقتصادية للعراق خاضعة لمراكز القرار الخارجي ، والذي دفع المواطن فاتورته منذ السنوات الأربعة الأخيرة في نتائج الأصلاحات الأقتصادية العرجاء بتوجيه من الصندوق الدولي أدى إلى تفكيك نظام دعم المنتوج الوطني في الغذاء والنفط ( صندوق المقاصّة ) وأستبدالها بمساعدات مباشرة بها ، ورفع سن التقاعد إلى 65 سنة وأستقطاع من رواتب الموظفين والمتقاعدين وغيرها من الأجراءات التي شرعت الحكومة بأتباعها ، وأن الجميع متفق اليوم حول ضعف تدابير سير المالية العامة في بلادنا حيث التردي في الأداء وغياب الشفافية ومواكبة المعلوماتية الرقمية المعصرنة ، وجمود وتخلف في سن القوانين الداعمة لثقافة النهوض والألتحاق بالدول المتقدمة بل تقادم في تطبيق قوانين قديمة ربما ترجع لعهد مجلس قيادة الثورة المنحل ، ولكن مع هذا وهذه أني لستُ سوداوياً في مبادرة مكافحة الفساد صحيح أنها ليست سهلة بيد أنها ليست صعبة فيما أذا تجاوزنا الخطوط الهوياتية والفئوية ووحدنا الخطاب السياسي ووجهنا بوصلتنا حسب ثقافة المواطنة والولاء المطلق لتربة العراق وأستحضار أرواح شهداء أمتناالذين ضحوا بالجود بالدم من أجل الكلمة الحرة ودفع الظلم والشر عن وطننا العراق .
رؤى وملاحظات في أيقاف نزيف الفساد المدمر!؟
المواطن هو مصدر المال العام (لكونه المشمول بالأقتطاع الضريبي ) فهو يعتبر محور التنمية ومحرك التأريخ ، فيجب الأرتباط بهِ وحمايتهِ والعمل على خدمته وتوفير العيش الكريم لهُ ، أنطلاقاً من هذهِ الديباجة القصيرة  المعبرة نطرح بعض هذه الآراء:
-أصلاح المالية العامة اليوم في وطننا العراق ننظر أليها ضمن سياقات تأريخية وسياسية وأجتماعية في عهدها الديمقراطي الجديد ، فنكون ملزمين في أستثمار الجو الديمقرطي وحرياته في رسم هوية عراقية تشخصن تأريخها وقيمها السماوية والوضعية فتكون المحصّلة رسم هوية تحكمها فلسفة جديدة نسيجها العقلانية والتحديث الهادف والموضوعي ، فالأنتفاضات والثورات غالباً ما كانت تحصل بسبب ضعف أو سوء تدبير مالية الدولة والجماعات في ظل أنعدام الشفافية في صرف النفقات ، وضعف العدالة في فرض التكاليف وشيوع الفساد والفئوية والكتلوية ونظم الأمتيازات الغير مسبوقة في العراق .
- على مجلس النواب أن يكون لهُ دور ريادي في تشريع القوانين كقانون الكسب الغير مشروع ، وقانون كشف الذمّة للمسؤولين أبندءاً من السلطات الثلاثة وإلى جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية ويكون القانون تأديبيا صارماً كالنموذج الأردني/للأطلاع فقط  : يعاقب القانون بالأشغال الشاقة المؤقتة كل من حصل على ثراء غير مشروع لنفسهِ أو لغيره وبغرامة تعادل مقدار ذلك الأثراء ، ورد مثلهُ إلى خزينة الدولة ، ويعاقب القانون الأردني بالحبس أو بالغرامة أو بكلتا هاتين العقوبتين أي شخص شملتهُ أحكام القانون أذا تخلف دون عذر مشروع عن تقديم أقرارات ( الذمّة ) المالية رغم تكليفهِ لذلك ، كما يعاقب بالحبس مدة ستة أشهر ألى ثلاث سنوات كل من قام بأي فعل من الأفعال التالية او قدم عمداً بيانات كاذبة عن الأثراء الغير مشروع .
- سماع رأي الحراك المدني الشعبي في الشارع العراقي ولمدة 6 سنوات معبرين عن رفضهم بأحتجاجات مليونية بشعارات سلمية تدعو ألى أستمرار النضال ضد الفساد الأداري ونهب المال العام والأفلات من العقاب ، وتفعيل المساءلة في حق المتورطين وفتح التحقيق الفوري ولا ضير أن تدوّلْ وتكون بأشراف الأمم المتحدة في العراق وفي كل وزارة على حده .
- محاربة الفساد تبدأ بأنهاء المحاصصة ، أنشاء محكمة خاصة على غرار المحكمة الخاصة  في محاكمة نظام البعث ،  بديلة عن الهيئات القضائية ، وعدم ألغاء مكاتب المفتشين العموميين ، وتقديم ملفات الكسب الغير مشروع والكشف عن الفارين وأحالتهم ألى القضاء ، نشر ثقافة النزاهة والقيم الخلقية النبيلة بين أطياف الشعب ، والتعاون مع الشرطة الدولية ( الأنتربول ) لتعريفه على المدانين في كشف ملفات الفساد ، ضمان حيادية التحقيقات وعدم تأثرها بالصراع السياسي ، والحذر من الثالوث الوبائي القاتل  المحاصصي والطائفي والقومي ) وأن الفساد والأرهاب وجهان لعملة واحدة ( مقتبسات من جريدة الطريق / الشيوعي العراقي ) .
- التشديد على المتهم عند أدانته ،ونتساءل : أية عدالة عندما نسمع عقوبة الجنايات العراقية تحكم  بسنة واحدة لسارق مليار دولار ؟!! أو وقف التنفيذ لكبر سنه أو كونه موظف حكومي مستمر بالخدمة  وعدم مصادرة أمواله المنقولة والغير منقولة لرد أموال الدولة منهُ على الأقل ، الأغلبية الساحقة من المجتمع العراقي يطلب الحل الجذري في مكافحة الفساد والجريمة الأقتصادية والمتمثلة بالحراك الجماهيري المدني الشعبي كما ذكرتُ سلفاً ، من المفروض بحكومة الدكتور العبادي أعتماد خطة عمل وخارطة طريق وحصرها بخلية أزمة كما متبع في مكافحة الأرهاب مستندة على ركائز قانونية ودستورية وبمشاركة لمنظمة حقوق الأنسان في العراق بالوقوف ضد الخونة والفاسدين وبائعي الوطن والضمير في تطبيق فقرة الدستور التي تخص أزدواجية الجنسية عند أصحاب القرار ، وأصدار قائمة منع سفر بالمتهمين بسرقة المال العام أو هدره ومرتكبي الجرائم الأقتصادية المضرّة بالبلد والشعب .
- وأثني على مبادرة الحكومة في تكليف المدعي العام العراقي اليوم بخبر عاجل { تشكيل لجان وهيئات قضائية لمتابعة الفساد في العراق } ، وتفعيل دور الهيئات المستقلة ( لجان الرقابة المالية وهيئة النزاهة والمفتشين العموميين ) وهم أمام أمتحان وطني مجتمعي في أذكاء الوعي الوطني في ثقافة النزاهة أضافة ألى عملها الرقابي الذي ليس من الضروري أن يكون بوليسياً بل تربوياً ووطنياً وذلك لمنع الفساد ومحاربته ولآذكاء وعي الناس فيما يتعلق بوجود الفساد وأسبابهُ وجسامتهُ وما يمثل من خطر بالقيام بأنشطة أعلامية تسهم في عدم التسامح مع الفساد ، وكذلك نشر وعي مدرسي لتشمل المناهج المدرسية والجامعية ، وأخيراً أنها رسالة ألى فخامة رئيس الوزلراء أنها فرصتك الذهبية أمامك في مكافحة الأرهاب لأن المرجعية الدينية معاك و حشود الحراك المدني مؤيد لأستئصال الفساد في العراق والصوت العالمي للمواثيق الأممية في تكريس السلام والأمان والعيش الرغيد لبني البشر----  ولنكمل أنتصارات جيشنا وشعبنا على الأرهاب تلك الفئة الضالة ونبني عراقاً آمناً محايداً بعيدا عن ظهور بؤر المحاور والله من وراء القصد
كتب في 28 تشرين/ثاني/ 2017

88
فيلم " المدرعة بوتيميكين" /من أعظم الأفلام المحرّضة على الثورة !
عبدالجبارنوري
هوفيلم روسي ، 1926 ، مدة العرض 45 دقيقة ، المخرج "سيرغي أيزنشتاين " للروائي الكاتب " نينا أغادزنوفا " وهو فيلم صامت يؤرخ للثورة العمالية في مدينة سان بطرس بيرغ 1905 ، وتبدأ أحداث الفيلم في أحتجاج عمال السفينة المدمرة المدرعة بوتيميكين على الأوضاع المزرية ، تعرضوا حينها إلى عقاب جماعي من قبل ضباط أمن المدمرة ، مما دفع العمال الأنتفاض بوجه الضباط وأحتلال السفينة وأحتجاز ضباطها والمسؤولين عن السفينة ، وترجل عمال السفينة مستلمين الشارع المؤدي إلى القصر الملكي الروسي بعد أن أندمج معهم أكثر من ثلاثة آلاف من سكان المدينة ، وأنظمام الأسطول المكلف بأعتراض المدمرة بطاقمها الجنود والضباط وأفراد الأسطول إلى المحتجين والمنتفضين في المدرعة بوتيميكين ، فهي حقاً شرارة أنتفاضة عمال بوتيميكين ، فكان مطلب المتظاهرين السلمي فقط : أيصال أحتجاجهم وتظلمهم ومعاناتهم إلى الملك ، فكانت بادرة القيصر ( دمويّة ) بأصدار أوامره للحراس القوقازي بأطلاق الرصاص على تلك التظاهرة السلمية من جمهور العمال المحتشد على مدرجات مدينة الأوديسا مما تسبب بقتل ألفٍ منهم وجرح ألفين في مشهدٍ دموي مهيب على مدرجات الأوديسا .
الفيلم يعبر عن كلاسيكيات السينما ، وقد أختير عام 1958 في معرض بروكسل كأفضل فيلم في تأريخ السينما وحصوله على جائزة أكبار لمشهد المذبحة على مدرجات الأوديسا والذي أعتبر من أعظم المشاهد السينمائية ، سرعان ما أنتشرت أنباء المذبحة المروعة ألى مدينة بطرسبيرغ لتلتحم مع ثورتها السالفة في 1905، أما تأثيرات عمال بوتيمكين على الصعيد الأممي هو تحفيزعنصر الأرادة لدى الجماهير الكادحة لتحقيق التغيير لدى شعوب العالم الحرّة  للأقتداء  بثورة أكتوبر المجيدة في 1917 ، أختيار مونتاج الأفلام ذي النزعة الثورية التي حدثت في المدرعة كنموذج ثوري في الأعلام الموجه لدى الشعوب المنتفضة ، وفي أستقطاب أكبر تفاعل عاطفي للمشاهدين للمشاركة والتعاطف مع الثورة ، وكان عرض الفيلم متزامناً مع ظهور أولى خيوط النازية والواقعية الأشتراكية الوطنية فبرع المخرج في التأثير على الفكر السياسي ويرجع لتأثير المخرج السينمائي سيرجي أيزنشتاين ونظريته وفلسفته في الفيلم السينمائي في الخلق عن طريق المونتاج الذهني ومزاوجة أفلامه و أفكاره مع الواقعية الأشتراكية العلمية ، والأيمان بالتغيير كطريق للخلاص ، حتى أن فيلم المدرعة بوتميكين أصبح نداً ومنافساً شديداً لهوليود حيث كتبت كبريات الصحف الغربية في ستينيات القرن الماضي أن { مدرعة بوتيمكين محقت هوليود }  How Battleship Potemkin Crushed Hollywood بتلمس المتلقي الواعي بنفسه للفوارق المنهجية الأنسانية بين المدرعة التي تعتبر الأنسان أثمن رأسمال بينما هوليود تسعى إلى الربحية النفعية في شباك التذاكر ونهجها الدائم في أنتاج أفلام الخيال العلمي أللآعقلاني وأفلام الأكشن الرعب والأباحية المتهافتة التي ظهرت فايروساتها الطفيلية على جيل الأطفال والشباب المراهق .
كُتب في 24 تشرين ثاني 2017

89
قراءة بحثية في تجليات مضامين الشعر الصوفي
عبدالجبارنوري
توطئة/الشاعر والصوفي صورتان لأبداعٍ واحد ، أذا كان الصوفي يرى بعين الغوص في الذات الذوق والكشف لتحقيق الحلول، والفناء في الذات الألهية وتمزيق ظلماتها وستائرها التي تخفي أسرارها وحقائق الوجود ، فأن الشاعر تمكن من أن يرى العالم من خلال عين الذوق والأنصات إلى الكون بأسمى تجليات العزلة والأغتراب والوحدة والتيه في الدروب الوعرة في الذات والعالم ، وبالتالي فأن الشاعر شبيه بالمتصوفة الذين نذروا أرواح عقولهم وعيون قلوبهم للآنهائي قصد فتح كوّة في وجه السديم والتوحّدْ مع الألم الباطني الذي يهزُ الكوامن ويعزّي حقيقة المكابدة ، ولعل ثمة رحلة في فنون الأبداع الأنساني سنقف فيها على حقيقة العلاقة بين المتصوّفة والشعر ذلك أنّهما يقترنان بينهما ، فهي رؤية معرفية تنحو لملامسة الحقائق العميقة في الكون ، فالمتصوف ينظر ألى الكون بعين القلب لأكتشاف المعرفة الذاتية والباطنية للأشياء ، والتصوف مرتبط بما هو خفي ، هذا الخفي لا يمكن ألا أن يشوقنا لبعده وأحتجابه ، خصوصاً أذا ما تمّ ربط هذا الخفي بخفي آخر ، وهذا المحتجب البعيد بمحتجب بعيد آخر ألا وهو الشعر للبحث عن الوجود .أقتباس بتصرف من (كتاب التصوف الأسلامي في الأدب والأخلاق د/ زكي مبارك – القاهرة) .
متن الموضوع / قبل الخوض في مثل هذا الموضوع علينا أن نعرف معنى التصوّف نفسهُ : أنهُ منطق المسلمين وفلسفتهم في الأخلاق وربما كلمة المتصوّفة يونانية تعني الحكمة وربما هي حقيقة التصوّف الكاملة الفاضلة هي مرتبة الأحسان الذي يقوم على أساس أخلاص العبادة لله دون تصنّع ولا تكلف دون رياء أو نفاق حين يجمع بين أسلامه وأيمانه ويزينها بأحسانه وهي التوحيد الخالص ، وحاجة المتصوفة إلى الشعر جاءت تلبية لرغبات مجالس الصوفية التي تتخذ من السماع باباً من أبواب تحقيق اللحظة الصوفية ، التي ينسى فيها المريد مكانهُ وزمانهُ ويندمج في الزمن الروحي الذي لا تقيدهُ الدقائق والساعات ويتعمق في حال الوجد والغرام والهيام ويطوّر هذا السماع إلى الأبداع والأنتاج فأظهر لنا التأريخ شعراء أبدعوا في الشعر الصوفي أمثال : الحلاج وأبن عربي وأبن الفارض ورابعة العدوية .
فالتصوف هو كل عاطفة صادقة متينة الأواصر قوية الأصول لا يراودها ضعف ولا يطمع فيها أرتياب ، ومفهوم الحب الصوفي يأخذ مساحة واسعة في زمكنة الأدب العربي وعموميته في الولاء والسياسة والحزن والصداقة والوفاء والمودة حيث تقوم على مباديء تتصل بالروح والوجدان
أحلى قصائد الصوفية :
 أحنُ بأطراف النهار صبابة / وبالليل يدعوني الهوى فأجيبُ
وأيامنا تفنى وشوقي زائدٌ / كأن زمان الشوق ليس يغيبُ ( الشاعر الصوفي : مجدي حسين كامل 1997م)
لاحظ ذوبان الروح وتسامي الوجود في هذه الأبيات الشعرية :
 وليس لي سواك حظٌ / فكيفما شئت فأمتحنيّ
أن كان يرجو سواك قلبي /لا نلتُ سؤالي ولا التمني ( الشاعر أبو الحسن سمنون الخواص – 910 م)
وهذه أبيات رائعة تعكس ما يتمتع بهِ الشاعر الصوفي من حسٍ شعريٍ وقدرة على صياغة أفكارهِ الصوفية بطريقة محكمة
يا واحد الحسن البديع لذاته / أنا واحد الأحزان فيك لِذاتي
وبحبك أشتعلت حواسي مثلما / بجمالك أمتلأت جميع جهاتي ( عفيف الدين التلسماني – 1291م)
أن ظاهرة العلاقة بين الشعر والتصوّف تكمن في أن القصيدة الصوفية التقليدية هي فرع أساسي من تركيبة وهيكلية الشعر العربي ، وحسب تجليات الدراسات النقدية التي تناولت هذه الظاهرة قسمت الشعر الصوفي إلى قسمين : الأول يتوضّح في المدلولات الصوفية في النص الشعري ، أما الثاني تطغى الصوفية بوجدانياتها ورومانسياتها الشعرية على النص السردي ويأخذ مساحة واسعة في أدب المعاجم الصوفية المعصرنة الحداثوية
فالدكتور زكي مبارك في كتابه " التصوف الأسلامي في الأدب والأخلاق " قراءة بحثية جميلة في هذا الموضوع : فقد أعدّ جميل بثينة ومجنون ليلى من أعرق النصوص الادبية في الهيكل الصوفي( والزهد) ، فيستخلص أن الزهد في الوصل هو التصوف لذا يستشهد بقول جميل بثينة :
وأني لأرضى من بثينة بالذي لو أبصرهُ الواشون لقرت بلابله
وهكذا في شعر قيس وليلى – المنسوب أليه –
وأحبسُ عنك النفس والنفسُ صبّة بذكراك والممشى أليك قريبُ
وقد يتخيل ألينا أن الشاعر الصوفي نشأ من أجل أن يغني في حلقات الصوفية ، ولم تكن هذه الحقيقة غائبة عن ذهن الشاعر الصوفي فحشّد فيه مقومات الغناء : اللفظ الملائم والقافية الرصينة المطلوبة والوزن المناسب فحصيلتها الفنية قطعة موسيقية قابلة للعرض والغناء ( الدكتور محمد عثمان أستاذ النقد الأدبي في الجامعة اللبنانية )
هيكلة العلاقة بين الشعر والتصوف
-الوجود المطلق والوجود المقيّد أو الخيال المتصل والخيال المنفصل ، ويقصد هنا الخيال المنفصل الخاص بالذات الألهية .
- والخيال المتصل يعني جل المشاعر والأحاسيس الأنسانية ، وحسب هذا الطرح الأدبي نجد ان الشعر الصوفي يتعلق بالخيال المتصل المقدس وظهرتْ في شعر حسان بن ثابت عندما يصوّر حبهُ وتقربهُ من شخصية الرسول محمد (ص) وهو يقول :
 وأحسن منك لم ترى قط عيني / وأجمل منك لم تلد النساءُ
-و مرحلة الفناء والتلقي /يتشح بالألهام الصوفي من خلال التأمل الروحي للشاعر ومن شدة الولع بالعشق الصوفي في الذات الألهية يتسامى بروحه ومشاعره ويفنى في الذات حيث يغيب لحظات عن نفسه ومحيطه حتى يحضر القصيدة وعند الأنتهاء يستعيد عالم الوعي .
- الرمز وهي أشارات أيحائية أيمائية ذات معنى روحي مقدس في ثلاثة رموز ( المرأة – الطبيعة – الخمره) ويقول أحدهم :ألا ليت شعري هل أفوزبسكرة / من الحبِ تحي مني كل رميمة .
-الخطاب الديني : وفيهِ تجريد الجسد من الملذات الدنيوية ، وكأنهم متأثرين بالحكمة ( أخشوشنوا فأن الترف يزيل النعم )
-شمولية الزمكنة في الجغرافيا والتأريخ .
وعلى هذا الأساس يمكن الأستنتاج بأن جُلْ القصائد الناتجة عن عاطفة صادقة عفيفة في تجربة وجدانية تغوص في الأعماق الأنسنة هي ( قصيدة صوفية )، وهكذا أن نعتبر جميع شعراء الحب العذري وكثيراً من الشعراء الرومانسيين شعراء صوفية .
وفي تأريخية الشعر الصوفي ظهرت هناك أختلافات فكرية في جذور التصوف الشعري فكل الآراء مقنعة بالأدلة التأريخية والنصوص الشعريه المؤطرة بهالة من حب الذات الألهية ربما يرجع إلى عصر ماقبل الأسلام ما يسمى بالجاهلية حيث أتجه بعض من شعرائهم إلى التصوف والزهد والتقشف مثل زهير بن أبي سلمى الذي كان زاهداً وصائماً عن ملذات الدنيا ومعارضاً لرغباتها ومغرياتها ، وكذا مع الشاعر الوجداني أمية بن أبي الصلت الذي كان مقتدراً في ربط الشعر بالأحاسيس الوجدانية وألتمس الدين ونكر الأوثان وحرّم الخمر وأبتعد عن الزنا والأزلام ( كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ) ، وجاء العلامة  ماسينيون)المستشرق الفرنسي بكتابه  العلاقة بين الشعر والتصوف ينكر تأريخية التصوف حسب رأيهُ ، أن لفظ التصوف لم يكن معروفاً أنما التصوف لفظ أشتهر في القرن الثالث الهجري 825 م ثم ظهور الشعراء المتألهين من أمثال الحلاج والنقري وأبن عربي وطاغور وهم يمثلون شعراء المتصوفة الذين يرون الكون في أنفسهم كمال يرون أنفسهم في الكون فينبثق شعرهم من هذه الرؤيا التي تعتبر نقطة البداية في الأنطلاق إلى صورة الجمال والفتنة والأغراء والغوص في أعماق مسالك الحيرة والبحث --- والبحث المستمر في مسالك الصوفية التي هي مصدر الألهام لذلك البحث ( صلاح عبد الصبور / حياتي في الشعر ).
الخلاصة/التجربة الصوفية والتجربة الفنية منبعهما واحد وتلتقيان عند نفس الغاية يكون فيه الشاعر باحثاً عن التجلي والكشف عن المستور وهي أحدى منطلقات الشعراء المتصوفة للغة التجلي ولغة الأحوال والمقامات لأكتشاف أفق لغوي رمزي أيحائي تنقلب فيه اللغة على عجزها وضبابيتها المحدودة لتنتقل من النقل اللغوي ألى الخلق اللغوي الذي يعتمد لدى شعراء الصوفية بعنوان  الأيمائي في اللغة   Connotation أو ما يسمى حسب أقفال الرموز اللغوية بالأنزياحات التعبيرية المؤدية ألى التعدد الدلالي للقصيدة ، ولهذا كانت مجالس الأسماع الصوفية لم تكن تجالس الأذكار والأوراد فحسب بل كانت إلى جانب ذلك مجالس فنية يروّج فيها الشعر الصوفي وتوطد فيها العلاقة بين التصوف والشعر فتنشط فيها القصائد الغزلية الروحية التي تربي الأذواق وترتقي بالنفوس ألى مقامات السالكين وألى ما يعرف بالعشق الألهي التي تفيض بفردات الجمال والجلال والتي ظهرت جلياً في مدونات  الحلاج وأبن الفارض وأبن عربي والشيشتري ورابعة العدوية  وخاض الشاعر العراقي المعاصر البياتي في ديوانه الموسوم ( بستان عائشة )نماذج جميلة ورائعة في مضمون الرومانسية المقدسة برمز أسطوري معبر عن قدسية الوطن والأرض والأم والمدينة وكذا السياب الذي أتخذ من مدينة جيكور ملاذاً وسكينة ودار أستراحة المحارب روحياً وذوباناً في الذات ، ولدى شعر الفرس شهاب الدين السهروردي وجلال الدين الرومي .
المصادر وبعض الهوامش
د/ محمد بن عمارة-الأثر الصوفي في الشعر العربي. مدخل ألى العلاقة بين الشعر والصوفية مجلة البيت – خالد بلقاسم . مجدي حسين- أحلى قصائد الصوفية 1997 . د/محمد الشدادي- كتاب القصيدة الصوفية في المغرب
باحث عراقي مقيم في السويد
22 تشرين الثاني2017

90

 
حرائق الطوابق/والتغطية على الفساد
عبدالجبارنوري
ثمة سُنّة من سُننْ السوء زرعها المحتل وأعوانُهُ من العملاء وما أكثرهم التي هي ( سُنة الحريق ) والغريب في طابق الملفات والعقود ودسكات الحسابات ربما تكون على الأغلب في الطابق الثاني للمؤسسات الحكومية ، حيث أصبحت ألسنة النيران وأعمدة الدخان عادية عند المواطن بسبب أفتضاح جرائم السرقات ونهب المال العام حين تصبح رائحتها تزكم الأنوف وهي تلتهم معها جماليات واجهات هذا الوطن الستلب دوماً ، وتكرار حوادث الحريق وبالذات في الطابق الثاني وهذا هو شرُ البلية ما يضحك ويبكي في آنٍ واحد ، وهو أمرٌ غريب يثير الشكوك ويفتح أبواب نظرية الأحتمالات في التفسير والتأويل ، ولصمت المسؤولين وطول مدة التحقيق والحصيلة الأخيرة المعروفة هو ( التماس الكهربائي ) ، حيث كشفت وثيقة الأدلة الجنائية الخاصة بالحريق الذي حدث في الطابق الثاني من مطار بغداد الدولي في 7 تشرين ثاني 2017 عن أحتراق عقود الأيرادات المبرمة مع بعض الشركات الأجنبية ، والحقيقة الصادمة أن سبب الحريق هو بعض من المسؤولين لجؤوا إلى عملية أحداث الحريق المتعمد في القسم القانوني للمنشأة لأخفاء ملفات الفساد والتي تحوي على ملف قطاع الرقابة الجوية والذي قيمتهُ 50 مليون دولار سنويا لصالح جيوب الفاسدين  وعلى رأسهم مدير عام المنشأة للطيران المدني الذي ( أقيل وأعفي ) من منصبه بعد تدخل وأطلاع رئيس الوزراء على حيثيات التحقيق ، ولكن يبقى هاجس التماس الكهربائي هو الأبرز وربما تنطلي على الكثير من السذج من الناس لهذه الأسباب :
لم تبذل الحكومة جهداً في التحقيق الجدي بهذا الشكل المريب ، وتقديم الجناة إلى العدالة  بتعرض لجان التحقيق إلى ضغوطات وتأثيرات  وربما تهديدات مباشرة من مجموعات متورطة ومستفيدة  ، وللأسف الشديد أصبح العراق ساحة لعرض العجائب والغرائب ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم ، ومشرحة لتوضيح سبب الموت المجهول ، ومختبراً لأيشع الأمراض الأجتماعية ، والمؤلم أكثر هو ضياع هيبة الدولة وسيادتها في المحافل الدولية بفقدانها الخيط والعصفور كما يقول المثل الشعبي .
وأخيراً وليس آخراً لقد أدركت شهرزاد الصباح لتهمس في أذن عريس الغفلة شهريار ( أسكت لحد يسمعنا ) ضحاياك في تغييب بنات جنسي من الحسناوات ذهبت أدراج الرياح --- !!!؟؟؟
كاتب عراقي مغترب
في 14/تشرين ثاني /2017
 


91
 
الشاعر " مصطفى المهاجر"/ هكذا الكبار يترجلون
عبدالجبارنوري
لم أفزْ يوماً بلقاء هذا الجبل والقامة الشامخة بيد أني مدمن على قراءة نصوصه الشعرية في وخزات الغربة وجروحات المنافي ولعقدٍ من الزمن وأنا صديق دواوينه السبعة ، والذي أتضح لمحافل الأدب وأسواق الشعر بأن المهاجر حصل على درجة البروف من متلقيه وتلقيت صدمة رحيله  وأنا أقرأ على صفحات النت صبيحة يوم الأربعاء 8-11-2017 وفاتهُ في مدينة ( برزبن ) الأسترالية بعد صراع مع مرضٍ عضال ، وأنا غارق في متاهات آلامه وجروحات الغربة العميقة ، وليحط قدماه في درب العراق لا سواه ليجتث في طريق رحلة البحث( الكلكامشية ) عن الحقيقة فوجدها قمامة عفنة ليركلها بكلتا قدميه  وهو يقول :
كل الدروب إلى المأساة أعرفها
وليس دربٌ إلى سعدٍ يناديني
أبحرتُ في لجج الآهات متشحاً
بالهم والفقد يجري في شراييني
ناديتُ من سكنوا قلبي فأرعبني
أن النداء نشازٌ في التلاحيني
أنهُ " صباح الأنصاري " من أوائل المعتقلين من كوادر حزب الدعوة ، لقد تركنا بصمت وترجل بسكينة وهدوء الكباروهو ثابت الخطوة يمشي ملكاً نحو الملكوت الأعلى ( ليشكي ربهُ جفاء رفاق دربه --- مات نقياً لم يتلوّث بالفساد والسرقات ) --- مقطع من مرثية صحيفة المثقف بحق الشاعر/أنتهى .
وقد ترجل مبكراً أحد الكبار - ونحن نتجرع غصة هذا الزمن الأغبر – وهكذا ديدن العظماء حين يرحلون بصمت وسكينة يؤثرون على أنفسهم أشغال الآخرين ، طوبى لك أيها الشاعر الصوفي لقد عشقت العراق وتجرعت كأسها المرْ حد الثمالة وأنت تنظربأحتقار إلى خفافيش الليل ركاب القطار الأمريكي كيف ينهشون وطننا كالذئاب المفترسة حين تتكالب على الفريسة ، وقد حولت بوصلتك عن ذلك الكرسي اللعين وكان رهانك الولاء والأنتماء والتسامي الكيمياوي في عشق العراق ، فصدق الشاعر الفلسطيني محمود درويش حين قال : ( أذا أردت أن تكون شاعراً فكن عراقيا ً) .
مصطفى المهاجر شاعر الأحاسيس تشعر بعبق قصائده الثرّة بالأنسنة وحب الآخرين وتتدفق روافد تلك النصوص الشعرية الجميلة لتصب في بركة العمر اللجية المتدفقة هي الأخرى بالعواطف الجياشة المسلفنة بذلك العشق الصوفي للوطن والحرية ومعاناة الغياب وأستلابات المنافي ، وترجم تلك الآهات والجراح العميقة بترنيمة ملائكية عبر أيقونة قصائدهِ الحزينة المعبرة عن عمق جراحات الوطن والسلوكيات السالبة لرفاق الأمس ، فطوبى لك لقد حصلت على أرفع وأرقى وسام من شعبك المغلوب على أمرهِ وهو ( الذكر الحسن ) لآنك أخترت طريق القيم والزهد فتقاربت مع أمام الزهد والعفاف الأمام علي حين قال : الدنيا دار ممر إلى دار قرار ، والناس فيهما رجلان رجلٌ باع نفسهُ فأوبقها ورجلٌ أبتاعها فأعتقها ) محمد بن أحمد الذهبي / سيرة الأمام علي 2017.
لا تعجبوا بفقد الشاعر المبدع " مصطفى المهاجر صباح الأنصاري" حين تصبح القوافي حزينة والأوزان تفقد بوصلتها نقطة الجذب المغناطيسي ، فأنت ذاكرة أمّة وضمير وطن ، عزفت بأوجاع دواوينك السبعة - الخضر اليانعات- ، أوجاع الوطن العراقي على أوتار سومرية وبابلية ، وأنت يا أبا حوراء العزيز في زمن الجدب ، وحين تكون أشعارك زاداً ثقافياً ومعيناً لا ينضب ، فهي حقاً ذاكرة أدبية في سماء الوطن ، تغزل المهاجر البكائي صوفياً وعذرياً بوطنه العراق ممزوجاً بالدموع وتنفث آهاتاً من خلال أوجاع الغربة والفراق فيضطر المتلقي الأندماج ومشاركته وخزات الضمير وتدافع أرهاصات اللاوعي للشاعر فهو يقول :
فكل الدروب تحيط بنا
وتدفعنا كي نحط لديك
وهذه المزامير تبكي عليك
وشعرهُ غائص في الحنين والعواطف الجياشة وآهات آلام الغربة ، يقول :
في الهزيع الأخير من الليل
أنثر أوراق عمري الحزين
أقلبها -----
أعدد ما مرّ
من خيبة --- غربة ---عرقٍ ---أو دمٍ --- وحنين
وأقرأ بين السطور
التي شفّها الوجد
خاتمة لا تبين
هنا
ضاع لي صاحبٌ
عشرةٌ منهُ في السجون
كاتب عراقي – ستوكهولم
في 11-11-2017








92
   
 
الحجاج بن يوسف الثقفي/مقاربات سايكولوجية في أوجه التشابه
*عبدالجبارنوري
المحور/ بحث تأريخي مقارن   
توطئة/الطغاة كالأرقام القياسية لابد أن تتحطم في يومٍ ما ، لأن الحياة صراع أزلي بين الخير والشر كان لابدّ من الطغاة والجبابرة كما وُجد الأخيار والمصلحين ، وهؤلاء الطغاة وأن أختلفت أهدافهم وأسباب ترديهم وفسادهم ، ألا أنهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الوحيد الأمثل لتحقيق غاياتهم السادية وأنحرافاتهم النفسية والتي أبتليتْ بها البشرية مثل : الحجاج أبن يوسف الثقفي ---
متن الموضوع/ لنفتح نافذة من التأريخ على هذا الرجل لنطلع على شخصيته السادية في الحكم والقيادة ، فهو ولادة 41 – 95 هجريه مدينة الطائف في الحجاز منازل ثقيف ، وهوأشهر قائد أموي في العراق والشام ، وكان لهُ دور كبير ومهم في أستقرار وتحكيم الدولة الأموية ، والذي جعل الحجاج مشهوراً ظلمهُ ودمويتهُ وطغيانهُ  عرف بأسم ( المبيد )وكذلك عُرف بقدراته الهائلة في القيادة والأدارة ولكن دونيتهُ أحرقتْ قدراته القيادية ، والحجاج أسمٌ أقترن بسفك الدماء والبطش والجبروت ، لا يكاد كتابٌ من كتب التأريخ أللا ولهُ ذكرٌ فيه ، وقال فيه الأمام الذهبي في كتابه السير (--- كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً ) ، فهو أحد الرموز الدموية في الظلم ، لذا قيل عنهُ أعظم طاغية في التأريخ وأحد ولاة القمع ، وقال عنهُ  الخليفة عمر بن عبدالعزيز: (لو جاءت كل أمّة بخبيثها وفاسقها وجئنا بالحجاج وحده لزدنا عليهم ) .
مقاربات سايكولوجية في شخصية المستبد
أن التحليل النفسي لأي شخصية أنسانية يتطلب أخضاع تلك الشخصية للفحص النفسي السريري لتطبيق أختبارات سايكولوجية عليه ، وهو غير ممكن بالنسبة للحجاج لغيابه الزمني قبل فترة تأريخية بعيدة وطويلة ، وقد أصيب بمقارنته بقادة دكتاتوريين مستبدين معاصرين أمثال صدام وهتلر :
-مفهوم الذات / Self  Concept ويعني محدود نشأة الفرد فوجد صدام الخروج من عزلته وعدم أكتراث الناس به بالألتحاق بحزب البعث حيث عزز لديه هذا الحزب الأقتحامية ومفهوم المناضل ثم البطل ثم الرمز ، وكذا في شخصية الحجاج ونكرته الأجتماعية في وطنه الأم الحجاز هاجر إلى الشام ليعمل في تحفيظ القرآن في أحدى كتاتيب الشام وهو منسي لا يعرفه غير القليل من الناس فألتجأ إلى قصور الملوك والأمراء الأمويين وعرض عليهم خدماته في القيادة والحكم بشخصية وعاظ السلاطين في الولاء المطلق ، وبزغ نجمهُ وذاع صيتهُ وتمسك به الخليفة عبد الملك بن مروان ومن بعده أبنهُ الوليد .
- فوبيا الشك والقلق والخوف والأرتياب حول المصير المجهول لكرسي الحكم وربما تكون مقرونة بأوهام نظرية المؤامرة الخاضعة لمبدأ الأحتمالات الذي يجعل الحاكم المستبد أن يرسم صورة قاتمة للعدوالمشتبه به في أعماق اللاوعي ويضخمها بحجم المارد المخيف كنظرة صدام إلى الشخصية الدينية محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر ونفذ فيهما الأعدام دون الأكتراث بما سوف يحصل من شروخات في النسيج الوطني لتصبح أحدى أسباب نهايته ، وكذا مع الحجاج عندما تقمص هذا المرض النفسي الخوف من الصحابي ( سعيد بن جبير ) وضرب عنقه وسفك دمه بدون جريرة أقترفها هذا الرجل المتدين سنة 94 هجريه وكانت نهاية الحجاج الموت بمرضٍ خبيث سنة 95 هجرية .
- نمط الشخصية السايكوباتي الذي يتصف بالسادية والعنف والقسوة المفرطة مع الخصوم وأيقاع الألم بهم وهو حقٌ مشروع لهُ ، ولهذا أنهُ لا يشعر بتأنيب الضمير عندما يعذّب خصومهُ ، وهو ما رأينا في صفحات التأريخ كيف أن الحجاج أرهب أهل العراق عندما عينهُ عبدالملك بن مروان واليا عليه ، وعرف في خطبته المشهورة في ترهيب من كان جالسا حيث قال : { يا أهل العراق أني رأيتُ رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وأني لصاحبها ، ثم أردف : والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى ، ثم قال : أن الخليفة نثل كنانتهُ بين يديه فعجم عيدانها عوداً عوداً فوجدني أمرّها عوداً وأشدها حسكاً فوجهني أليكم ورماني بكم } فوصل عدد الذين قتلهم الحجاج في العراق والأمصار التي تولاها أكثر من 120 ألف أنسان ، وهكذا تحققت نبوءة الأمام على عندما قال لأهل الكوفة : { أما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم } ، ورأيتُ في كتبٍ تأريخية أخرى أن العدد يتجاوز 150 ألف شخص ، وذكر المؤرخون أنهُ أتخذ سجوناً لا تقي من البرد والحر وقد مات في حبسهِ 80 ألف رجل و45 ألف أمرأة ، ونحن عايشنا كعراقيين كيف أن صدام عامل الشعب العراقي بكل ضراوة وقساوة مفرطة ولمدة أربعين عاماً كأنما تشبه بالحجاج حين غيّب وأعدم وعوّق أكثر من مليوني عراقي في حروبه العبثية وأنفاله ومقابره الجماعية ال 300 وهجر أكثر من خمسة ملايين شخص عراقي لبلدان المنافي .
- القسوة المفرطة الممزوجة بالنرجسية والسادية والأقتحامية والتحدي دون الأكتراث بما سيحدث من ردود أفعال المظلوميين والمستلبين الضحايا وهو كما ظهر في سلوكيات الحجاج العدوانية في محاصرة مكه ثلاثة أشهر وضرب الكعبة بالمنجنيق وتهديم فسما منها وسبي أهلها ومصادرة ممتلكاتها وصلب الثائر عبدالله بن الزبير وتعليقه على أبواب الكعبة سبعة أيام ، وربما تشبه صدام بسلفهِ الحجاج في قمع الأنتفاضة الشعبانية سنة 1991 وضرب مدينة كربلاء بالمدفعية  بقساوة مفرطة وتهديم قسماً من قبة الأمام الحسين وأعدام المئات وأعتقال الآلاف من العراقيين الأبرياء .
- فكرة البطل ( جنون العظمة ) لقد ظهرت على صفحات التأريخ دكتاتوريات حكمت بالحديد والنار وأورثت الفقر والجريمة والبيروقراطية وأتلاف مؤسسات المجتمع المدني وتغييبها وشلّها وطرد أصحاب الكفاءات والعلماء والمفكرين وسحق الحركات الديمقراطية لأن مركزية الآيديولوجية للدكتاتورية تكمن في تقوقع التفوّقْ في العتاد والذخيرة الفكرية المضادة ، والتي ظهرت جلية في قيادة الحجاج للجيوش الأموية فأوهم ذاتهُ بأنه البطل الرمز بدون منازع لقدرته الفائقة في الأنتصار على الأعداء وكسب رضا الخليفة والأمراء ، وظهر ( هنلر ) لاحقاً وهو يعاني الأنفصام وحاول الأنتقام من دول الجوار لآنهُ مصاب بداء العظمة وعجزه عن أنشاء علاقات سوية مع المجتمع ، وكذا مع صدام حسين عندما قال عن نفسهِ " أنا العراق والعراق أنا "  وهي بالضبط داء العظمة وحين وصفهُ كتاب وعاظ السلاطين بالقائد الرمز أو قائد الضرورة تحت يافطة أنا ربكم الأعلى .
- مرض الحقد والكراهية ( الهايكرز ) : أصيب هتلر بمرض ( اليهودي ) حتى أعتبرهم الرتل الخامس وأباد منهم الملايين ، وصدام أصيب بمرض ( الشعب ) حيث وزّع حقدهُ بالتساوي على الشعب العراقي فهو أنتقم بوحشية من أخواننا الأكراد في انفال حلبجه وحدها خمسة آلاف نسمة وأنتقم من سكان الوسط والجنوب بأبادة مفرطة وكذلك سكان عرب الغربية حجة نظرية المؤامرة وأجتث منهم الألاف ، أما الحجاج فقد فاقهم في حز رقاب الآلاف من المتمردين على الدولة الأموية بتأثير مرض الكراهية ( أعداء الدولة الأموية ) .
- عقدة الجينوسايد ( الهولوكوست ) كمفهوم في القتل الجماعي والأبادة البشرية فأستعملها هتلر مع شعوب العالم في الحرب العالمية الثانية بقتل وتعويق وغياب وفقدان أكثر من 60 مليون كائن بشري ، وكذا صدام تسبب في أبادة جماعية في حروبه العبثية  وأنفالهِ وكذا الحجاج الذي أستعمل الأبادة الجماعية في قمعه للثورات والأنتفاضات في حربه مع عبدالله بن الزبير وأخيه مصعب بن الزبير سنة 72-73 هجرية ، وقمعه للعراقيين سنة 75 هجرية ، وقمع ثورة عبدالله بن الجارود سنة 76 هجريه في وادي العراق ، وقمع ثورة الزنج سنة 77 هجرية بقيادة القائد الزنجي ( رباح )الذي أحتل بعض القرى والمناطق المحاذية للبصرة ولاحقهم إلى خوزستان والقضاء عليهم  ، وحروبه مع الخوارج سنة 78 حيث قمع ثورة ( خوارج الأزارقة ) بقيادة (قطري بن قجاتره) وثار الخوارج مرة ثانية بقيادة (شبيب بن يزيد الشيباني)  في العراق وأخمد ثورته ، والقضاء على ثورة مطرف بن المغيرة بن شعبه سنة 78 هجرية الذي كان واليا للأمويين على ( المدائن )  وقضى عليهم ولاحقهم ألى همدان وأصفهان وقضى عليهم هناك ، وحروبه مع أبن الأشعث عبدالرحمن بن الأشعث الكندي وتعتبر أطول معركة  دامت من 81- 84 هجريه أعد لهم الحجاج جيشاً سميّ بجيش الطواويس وأتجه نحو البصرة لمواجهة بن الأشعث .
المصادر والهوامش /
* أبن خلدون – المقدمه  * / تأريخ الطبري ج5 * / أحسان صدقي – الحجاج بن يوسف الثقفي بيروت 1995 /* الكامل في التأريخ – المجلد الرابع1/* محمد قباني – الدولة الاموية من االميلادالى السقوط- 2006
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في الثامن من تشرين2 -2017

 


-


93

 
مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد /نكسة في الحياة المدنية
عبدالجبارنوري

في جلسة يوم الثلاثاء 31 – 10-2017 جرى التصويت المبدئي على مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 88/1959 بالبديل " مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري " وأرسل إلى مجلس شورى الدولة ثم يرسل إلى مجلس الوزراء لأقراره ، وكان تحدياً للرأي العام الشعبي العراقي الرافض لهذا المشروع القابل للجدل وكذلك أعتُبر أهانة للحراك الجماهيري الرافض لمثل هذه المشاريع المأزومة ، كقانون الأحوال الشخصية الجديد والذي بمثابتة رصاصة رحمة إلى ماتبقى للحياة المدنية ، والعودة للطائفية بجريمة مشرعنة ، والظاهر هناك وراء أثارة هذا المشروع الطائفي ثانية الذي رُفض في الطرح السابق جملة وتفصيلاً والأنتخابات قريبة فالجهات الراعية للمشروع الجديد أعتبروها مادة أجتماعية ذات طابع ديني تطرح في الأعلانات الأنتخابية بديماغوجية دعائية سمجة بغية تحويل مسار توجهات الناخبين ، وبالمناسبة قد كتبتُ في هذا الموضوع مقالة موسومة ( المرأة في أسر العبودية المعاصرة ) بتأريخ 8-3-2015 لأهمية هذا الحدث الجلل في حياة المجتمع العراقي .
من عيوب القانون الجديد وتداعياته: أنهُ يمنح رجال الدين في الأوقاف الدينية  سلطة مطلقة في التحكم بتزويج الفتيات القاصرات بعمر 9-13 وربما سيتجاوز الأمر وفق هذا التكييف القانوني تزويج فتيات بعمر 7سنوات ، حيث ينص القانون في المادة 16 سن البلوغ 9 سنوات هلالية للبنت و15 سنة هلالية للولد ( حسب الظرف المناخي المداري للعراق ) ، ويجبر القانون الزوجة على السكن مع أهل زوجها  وهي نكسة لمكتسبات المرأة العراقية التي حصلت عليها قبل نصف قرن بفاتورات سجن وأعتقال وفصل من الوظيفة ، فالقانون( نكسة للمرأة العراقية ) لأرجاعها لعصر الجواري والجاهلية  وحريم السلطان ، ولكل فرد يرجع إلى دينه أو مذهبه في تطبيق الأحوال المدنية ، وربما تطالب المذاهب الأخرى بقانون أحوال يمثلهم ، لذا رأت منظمة هيومن رايتس أن القانون يغذي الطائفية ، فالقانون وتكريساً لها ، وعند التطبيق يتجاوز السلطة القضائية وهي أضعاف للفصل بين السلطات ، وهو أهانة لملف حقوق النسان المنصوص في المواثيق الأممية ، ويتعارض مع مباديء الديمقراطية في خرق الدستور في مادته 2 أولاً ( ج) التي تنص على أنهُ لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في الدستور العراقي ، ويشكل مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 المتعلق بتعديل التشريعات التميزية ضد المرأة والذي يؤكد على المساواة بين الجنسين ، ثم لم يلتفت إلى مكونات الشعب العراقي ليس فقط من نواحي الطائفة بل هناك ديانات وطوائف أخرى ، وبالتالي فهو مسعى آخر لتكريس الأنقسام الأجتماعي في العراق وتعزيز الطائفية و( شرعنتها ) بالقانون ، وهو أنتهاك خطير لحقوق الأنسان وحقوق المرأة بالذات ، والكارثة الكبرى القانون الجديد ألتزم ( الصمت ) المطبق أزاء جرائم الشرف وختان البنات وتأجير الأرحام للحصول على الأم البديل .
وهي محاولة للألتفاف على قانون رقم 88/ 59 الذي كان عاملا مساعدا على التقارب بين الطوائف المذهبية وجسور تفاهم بين فقهاء تلك المذاهب ، والذي يعتبر أهم أنجازات ثورة تموز 1958 على الصعيد الأجتماعي والذي يعتبر من أكثر القوانين عدالة ورقياً وتمدناً في المنطقة ، لكون جميع فقراته جاءت مطابقة في المشتركات الفقهية المتفق عليها بينهم ، فكان القانون المذكور حقاً ضد التحكم الذكوري ، وفك عزلة المرأة وكسر قيودها ومحو ما أدينت بها من تعسف وظلم ( قبرك دارك --- واجباتك مربية مرضعة  خادمة  توفري الحق الشرعي للرجل في المتعة الجنسية ) ، وجمع القانون 88/59 أهم الأحكام الشرعية المتفق عليها في الزواج والطلاق والأرث والتبني ، فأعطى الحق لكلا الزوجين في طلب التفريق عند أستحالة العيش معاً .
أخيرا / -- فيا للعار ماذا جاء به العهد الديمقراطي في العراق الجديد في عهد الأسلمة السياسية  ؟؟؟ وليعلم الجميع أن مجتمعاتنا بحاجة إلى ثورة سوسيولوجية جمعية لأزاحة الرواسب القبلية ومحو الذكورية السائدة واللحاق بالأمم المتقدمة في عالم العصرنة الحداثوية  المتسارع ، وتقع مسؤولية التصدي لمثل هذه القمبلة الصوتية العدوانية البغيضة على عاتق الشيوعيين والديمقراطيين ومنظمات حقوق الأنسان والمجتمع المدني  في تثقيف وتنوير المجتمع العراقي بسلبيات وتداعيات هذا القانون المجحف والمستلب لشرائح المجتمع العراقي بالخصوص حقوق المرأة في العراق .
كاتب عراقي مقيم في السويد
 































94
   
الجيش العراقي / جيش رجال المهمات الصعبة
عبدالجبارنوري
توطئة/ كلام في الوطن -- ولي وطنٌ آليتُ أن لا أبيعهُ / ولا أرى غيري لهُ الدهر مالكاً ، من أجل أن لا تُكسرْ شظايا زجاج الوطن غلفوهُ --- بالشهداء ، جميل أن يموت الأنسان من أجل وطنه ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن ، والوطن كلمة تداعب حروفها الأسماع ، وتسلب نغماتها الألباب ، تُذرفْ الدموع عند فراقه وتسيل الدماء دفاعاً عنهُ ، تنسى كل شيء --- ولا شيء في الدنيا ينسيك الوطن .
النص/ ثمة نشوة مفرحة مفعمة بالفخر والأعتزاز لرجال أبطال جيشنا الباسل --- وأنا أقرأ اليوم وعلى صفحات كبريات الصحف البريطانية وبالخط العريض ما كتبتهُ المجلة العسكرية البريطانية ( جينز) يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 { تمنحْ الجيش العراقي لقب أفضل جيش في العالم بدون منازع } لعمري أنها لتلك أعظم شهادة وخاصّة حينما تصدر عن عدوك ، وهي الحقيقة التي لا يمكن أخفاءها عندما يترجم رجال الجيش العراقي عملياتهم القتالية على أرض الواقع بنجاح أبهرت الأكاديميات العسكرية في العالم على أدخالها في مناهجهم العسكرية ، وأصبح كل من يبحث عن مصطلحات البذل والتضحية سيجدها في هذا المعجم الكبير، سيجدها في الجندي العراقي الذي رضع العز من أولئك الأجداد الذين تحدوا غطرسة (أبو ناجي) في معارك ثورة العشرين الخالدة ، وهؤلاء الكبار يستحقون أن تكتب أسماؤهم بحروف بارزة في ذاكرة الحضارة العراقية وأن يخلدون في قلوبنا وهم قد خاضوا أشرس معارك التحرير مع عدوٍ أحمق متخلف ملوّث العقل بآيديولوجية غيبية غبية لا يؤمن بقواعد الأشتباك ولا يعترف بالأسير فهويجيد أساليب الموت نحرا وذبحا وسلخا وحرقا وأغراقاً ضارباً الأتفاقيات الأممية عرض الحائط ، وتمكنت تلك القطعان البربرية  في غفلة من الزمن من أحتلال ثلث مساحة العراق ، ففي فترة قياسية وغير مسبوقة في عالم العسكرية تمكنت قواتنا البطلة وبكافة تشكيلاتها ولمدة سنة وتسعة أشهر تقريباً والذي جاء عكس رهانات قادة الجيش الأمريكي التي رصدت لأنهاء الأرهاب الداعشي في العراق سنواتٍ طويلة ، تمكن جيشنا من أمتصاص ( الصدمة ) وأستيعابها والتحوّل إلى مرحلة الهجوم وأخذ المبادرة من العدو الداعشي والتقدم والزحف المقدس وأنتزاع النصر المبين وتنظيف الأرض العراقية من شراذم التأريخ ويرجع هذا التفوّق وكسب الرهان إلى أمتلاك العقيدة العسكرية والقتال بمهنية وحرفية خاضعة لمباديء حقوق الأنسان ولأجل قضية وطن وأرض مغتصبة وحياة مهددة بالفناء وحفظ المال والعرض ، ومن خلال المعارك المتصلة ليل نهار وبنكران ذات ولأجل هذه القضية المقدسة ومن خلال التدافع والتنافس للحصول على قصب السبق ونيل وسام  شرف الشهادة تميّز فرسان الوغى ورجال المهمات الصعبة وتألق نجم أسطورة رجال التحرير الكبار أمثال : الفريق الركن " عبد الوهاب الساعدي " الذي ذُكر في تكريم المجلة العسكرية البريطانية كأفضل وأكفأ ضابط عسكري في جيوش العالم ، ولابد من أستحضار وأستذكار الجندي الشهيد " مصطفى العذاري " الذي علّق الأرهاب الداعشي جثتهُ  وهو جريح وأسيرعلى جسر الفلوجة سبعة أيام في 26 مايس 2015 ، وكذلك نذكر المقاتل  الشهيد " أشرف عماد "  في 11- 2016 الذي أحتضن الأرهابي الملغوم بحزام ناسف وتقول صفحات التواصل الأجتماعي أنهُ أجل موعد زواجه لحين تحرير الموصل  .
المجد كل المجد للجيش العراقي الباسل وتحية أجلال لمرور 97 سنة على تأسيسه الميمون والمبارك
كاتب عراقي مقيم في السويد

95
المنبر الحر / حدث ------- وحديث
« في: 03:12 29/10/2017  »
حدث ------- وحديث
عبدالجبارنوري
ثمة أحداث متعدد ومتشعبة ذات متاهات عنكبوتية معقدة ربما تملي علينا أحاديث علاجية توفيقية مقنعة و ربماغير مقنعة أحياناً لتراكمية جراحاتنا العميقة من جراء تعسف أصحاب القرار للحكومات المتعاقبة علينا ، ومن هذه الأحداث المقرفة والمملة " مفوضية الأنتخابات " التي بقيت تحت خيمة البرلمان مدة أكثر من شهرين ولأربعة جلسات لم توفق في الأقرار وذلك لتطعيمها بالمحاصصة البغيضة وخضوعها للهوياتية الكتلوية الحزبية فأضطروا يوم الخميس 26-10 2017  للجلسة الخامسة بأقراره بعد أخضاعه للتوافقات السياسية المحاصصاتية أي تمخض الجبل فولد فأراً ، يؤجل البرلمان جلساته لعدة مرات بسبب عدم الأتفاق والأعتراض على الأعضاء المرشحين للمفوضية وبشكلٍ مفضوح ومعيب بسبب طلبات الكتل والأحزاب في زرع من يمثلها في الأنتخابات ، فكان أقتراح النواب الأصلاحيين هو تعيين قضاة وخبراء في القانون بديل عن المفوضية المشبوهة وهو شيءٌ وارد ومقبول في أكثر الدول المتقدمة وعندها كفى اللهُ المؤمنين شر التناحر بيد أن الفكرة رفضتْ جملة وتفصيلاً .
ويفترض أن نأخذ بمسلمات مفهوم " المفوضية المستقلة للأنتخابات " بأنها هيئة حكومية عراقية مستقلة ومحايدة تخضع لرقابة البرلمان العراقي ، وتملك بالقوة المطلقة للقانون سلطة أعلان وتطبيق وتنفيذ الأنظمة والقواعد والأجراءات المتعلقة بالأستفتاءات والأنتخابات في جمهورية العراق ، وللعلم أنشئت المفوضية بموجب قانون رقم 92 في 31 أيار 2004 لتكون حصراً السلطة الأنتخابية الوحيدة في البلاد وتنتشر لها مكاتب في عموم محافظات العراق الثماني عشرة ، ونظمت المفوضية في عام 2005 أول أنتخابات برلمانية بعد سقوط النظام السابق داخل وخارج البلاد ، وصلاحياتها الموافقة على تأسيس الأحزاب والأشراف على الأنتخابات التشريعية في أختيار النواب وأنتخابات مجالس المحافظات ، ومن الطبيعي أن تظهر بعض الجوانب السلبية والهفوات والهنات اثناء سير الأنتخابات العراقية ويرجع ذلك إلى طبيعة المجتمع العراقي وهو يواجه التجربة الديمقراطية الحديثة بعد أن كان في سباتٍ  طويل .
والأغلبية في البرلمان قبل -على مضض – أقرار المفوضية أخيرا لأنهم أدركوا متأخراً بأن هناك في الخفاء ( مؤامرة ) تحاك للمشهد السياسي من أجندات خارجية والبعض من سياسي السلطة يراهنون على عامل الزمن في تأخير الأنتخابات لكي يقع البلد في فراغ سياسي وأمني فيخضع الوطن برمته للتدويل الأممي وتلك الكارثة الكبرى ، والأمر الثاني الأضافي هو أن سياسي الحكم الحالي يشكلون القوّة الضاغطة في أختيار المفوضية المطلوبة حسب مقاساتهم وللأسف أنهُ واقع حال ليس بعيداً أن يعمدوا إلى تغيير قانون الأنتخابات ( باللجوء ) إلى القائمة المغلقة من أجل حرمان الكتل والأحزاب الصغيرة من المشاركة في الأنتخابات .
أخيراً/ كان للضرورة الوطنية القصوى قبل أقرار مفوضية الأنتخابات تبديل قانون الأنتخابات الحالي المجحف وتجاوز سلبياته وعيوبه ، ولكن جميع الكتل بدون أستثناء متجلببة بجلباب ( المحاصصة ) البالي والذي ختم على جلودهم أن تكون قدرهم وهم يعيشونها أزدواجية تراهم ينعقون ليل نهار بأنهم ضد المحاصصة زوراً وبهتاناً وعند توزيع المراكز والمواقع فهم يصرون عليها ، وذكر لي أحد الزملاء الأعلاميين حكاية من باب السخرية قال: شغرت وظيفة عامل منظف مرافق صحية في مجلس البرلمان وقدم لأشغاله بعض ( المكاريد ) رُفضتْ طلباتهم لكون الوظيفة من حصة الكتلة (س)!؟ ، وصدقني أن هذا المرض يبقى ما دامت تلك الكتل والفئات تحكم كما هو اليوم في ( لبنان ) بعد حرب أهلية لمدة 15 عاماً والوضع اللبناني منقسم أفقياً وعمودياً رئيس الجمهورية ميشال عون مسيحي ماروني رئيس الوزراء سعد الحريري سني وزياد بري رئيس البرلمان شيعي ، وثمة عزاء لشعبي المبتلى منذ تأسيس هذا الوطن المحسود أقول : أليك يا شعبي العظيم ما أعظمك ؟ وما أكبرك ؟ وما أكثر أعداءك ؟ فتماسكت حين أراد الأرهاب والغزاة  نحرك فالنصر لك لأن التأريخ واقفٌ معك أنهُ يعمل على تدوير تلك النفايات السياسية الطارئة ليضعها في مكانها المناسب حاويات النفايات ----
كاتب عراقي مغترب
 

.

96

 
رواية الهتلية - لشوقي كريم/ قراءة في النزعة الجرمية للمجتمع العراقي
عبدالجبارنوري
ربما يبدو في أختيار الروائي شوقي للعنوان الصادم والذي يعتبر من جملة ( المسكوتات ) التي أختارها بشجاعته المعهودة في أسقاط ورقة التوت عنها وأظهارها للمتلقي للمشاركة في أيجاد الحلول لها .
ثمّ أن  مفردات الهتلية والسرسرية تعني باللغة التركية العصملية القديمة (جامعي الضرائب ) وتقول الحكاية التركية عندما عيّن الوالي العثماني نخبة الهتلية لجمع الضريبة وصلت أخبارهم بأنهم لصوص وفساد أداريين وماليين ، فأستبدلهم بالسرسرية فكانوا أسوء منهم في اللصوصية والحرام ، وبما أن العراق كان من الولايات المهمة للأمبراطورية العثمانية فأصبحت تستعمل كلمة " الهتلية " كمفردة تعني الأنحطاط الخلقي وكنوع من الأساءة والذم لأنها تحمل مضامين اللاأخلاق ، وأن الروائي أستعمل هذه المفردة كرمزية يرمي بها السلطات الحاكمة والجائرة التي تعاقبت على حكم العراق ، وتتضمن الرواية أشارات للزمكنة الجغرافية والتأريخ في العراق ، وببراعة المؤلف تمكن أن يغور في أعماق المجتمع العراقي حيث زواياه السوسيولوجية لسنوات المحنة حيث أختار الفترة الحرجة في حياة الأمة في ثمانينيات القرن الماضي والفترة العصيبة بين 2006- 2008 سنوات الأحتراب التي أرتقت للحرب الأهلية حيث نقطة اللاعودة .
الهتلية بناء روائي ممتع مستعرضاً الشخصية العراقية المعاصرة بكامل صورتها الواقعية الملموسة على الأرض العراقية تشق طريقها للوصول إلى التسلط على رقاب العباد  بشتى وسائل اللاأخلاق لسد النقص الذي يعانيه من الأستلاب المادي والروحي محاولة للأستئثار بالمال العام وهو الباب الذي فتحهُ شوقي للرواية للبحث عن الحل للخروج من المحنة لذلك أعتمد الروائي شوقي على أستعراض الأحداث الشاخصة وحوّلها ببراعته المعهودة في الجزئين االشروكية والخوشية إلى رموز ودلالات وصور أستعارية دقيقة الأختيارومتقنة ، وأعطى لبطل الرواية الأولوية في الظهور كي يترجم واقع حال البلد المأزوم منذ سقوط العراق جغرافية وتأريخاً في 2003 ، أما رجال الدين يرمز لهة بالكهنة فهم أصحاب القرار في القيادات الحاكمة الذين وحدهم يمتلكون اللعب في مقدرات العباد والبلاد ، وأعتمد الواقعية التعبيرية كنمط للمسار السردي في جعل المتلقي يقوم بنفسه في تركيب الرؤى والأحداث المعروضة في النص ليرجعها إلى أصولها الواقعية المشهودة فعلا على أرض الواقع ، فكانت أدواتهُ أرضية الزمكنة والأحداث المتسارعة والمستلبة من قبل أنقلابات العساكر وحكومات توفيقية متلاحقة على السلطة ، نجد أن البطل ينفث آهات الندم والأحباط  بشهيق وزفير بحشرجاتٍ مسموعة تترجم وخزات الجلد الذاتي في الصفحة 110-113 أنهُ لم يكن أهلاً في تقديم القربان من دمه وروحه لأيقونة الوطن المصلوب على جدار الخوف حيث يقول( ---صمتي يعني فشل آمالي وأمانيي في الأنتصار ، تعرض الروائي شوقي وبشجاعة بارعة في التصدي( للمسكوتات) التي تعايش المجتمع والتي تعتبر فوبيا للكتاب والروائيين في تهيّب الأشارة أليها أرضاءاً لجهات وأغضاب جهات أخرى كالمحرمات الثلاثة ( الدين والجنس والعنف السياسي ) ومسائل الحلال والحرام ، والخروج عن طاعة ولي الأمر والأعراف القبلية العشائرية ، فالكاتب بجرأته وشجاعته البحثية تمكن الغوص في ثنايا الأعماق والكشف عن زواياها المظلمة لينتشل تلك الموروثات العقائدية والقيمية الدينية والوضعية ويعيد صياغتها جمالياً وسردياً ويقدم مثل هذا النص الأدبي الرائع .
هتلية شوقي كريم وشم في ذاكرة المجتمع العراقي
أن نزعة اللصوصية والتخريب تبدو وكأنها ظاهرة مرضية خطيرة ، وأن أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور " على الوردي " والعلامة المؤرخ " عبدالرزاق الحسني " والعلامة المغربي أبن خلدون أكدوا على بداوة وذكورية الشعب العراقي والترسبات الأرثية القبلية التي تحملها الشخصية العراقية بالذات من خلال قساوة البيئة الصحراوية المجدبة والمستلبة والحروب والغزوات والمجاعات والفيضانات والطاعون والحكومات المستبدة كل تلك الظواهرتبلورت في أعماق اللاوعي العراقي( نزعات جرمية ولصوصية وتخريبية ) وهنا يؤيّد العلامة المؤرخ عبدالرزاق الحسني تلك النزعات الهابطة والمرفوضة أجتماعياً في كتابه تأريخ الأحزاب السياسية 1908-1958بفصله الخاص بمذكرات الملك فيصل الأول أقتبس النص التالي ( الشريف حسين يوصي ولده وهو ذاهب إلى العراق : يا ولدي هذا العراق لا يؤتمن فقد غدروا بعمك الحسين بن علي بن أبي طالب حيث دعوه ثم قتلوه فأذهب أليها وحدك ، وكتب فيصل الأول بعد معايشته العراقيين في 1933 في نص مذكراته (--- لا يوجد في العراق شعب له فكر بل توجد تكتلات بشرية خالية من أية فكرة وطنية متشبعين بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة سماعون للسوء ميالون للفوضى مستعدون دائماً للأنتفاض على أية حكومة كانت ) عبدالرزاق الحسني – تأريخ العراق السياسي ج1ص12 .
أن الهتلية في عنوان الرواية ليس بالضرورة أن تكون من الطبقة الفقيرة المعدمة ، بل ممكن أن تكون من الأثرياء والموسرين أو حتى من رجال الدين ، وفي القاموس السياسي العراقي المعاصر كان اغلب الرموز السياسية وبطانة دكاكين الأحزاب الرثة من طبقة الهتلية أبتداءاً من العهد الملكي الذي أعتمد بعض من قادته على الشقاة في أيام التقاطعات السياسية ، أما العهد الجمهوري حيث ظهر من قادتهم شقاة وبلطجية وقطاع طرق أمثال ( ناظم كزار وجباركردي وعلي رضا باوه وعلي كيمياوي وعلي صالح السعدي ) ، اما العهد الديمقراطي ظهر لنا فيهم بعض من الهتلية واللصوص أبطال روايات هندية وأفلام الأكشن الهوليودية أمثال ( أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق وحازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق وعبدالفلاح السوداني وزير التجارة السابق وووو) .
وأن الذاكرة العراقية تأبى مسح أهزوجة هتلية الشارع العراقي في 1941 ( حلو الفرهود كون يصير يومية ) هذا الشعار المعيب والمخزي ضد الطائفة اليهودية العراقية في نهب أموالهم وممتلكاتهم وقتل وجرح أكثر من ألفي مواطن يهودي عراقي ( عدنان نور الدين / كتاب هتلر في الأبريق )، وتبعهُ فرهود قصور الملوك في 1958 وثم مسلسل فرهدة الأكراد الفيلية في عام 1980 أموالهم وممتلكاتهم على يد هتلية وغوغاء الشارع  ، وثم نفيهم خارج وطنهم العراق ، وجاء دور عرض الفيلم الهندي الديمقراطي بعد 2003 يكفي أن نقول للأختصار أن البعض من هتلية الحكومة نهبوا مبلغ خرافي يقدر ب800 ملياردولار خلال 14 عام وحولوه إلى خارج الوطن المسكين ، علماً أنه أكثر من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية!!! .
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد
كُتب في 24 أكتوبر 2017

97

 
زلماي خليل زاده/ والعرق الدساس!؟
عبدالجبارنوري
توطئة/--- قال رجل الأعمال الأمريكي( روس بيرون ) عندما أقوم ببناء وختمت فريق فأني أبحث عن أناس يحبون الفوز ، وأن لم أعثر على أحدٍ منهم ، فأني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة !؟
وما أثقل الهزيمة – وما أمرّها ، أنها عصية النسيان ومؤلمة بأستعمالها سياط الجلد الذاتي على تلك الجروح العميقة في وجدان الأمة ، وما أكثر ما هزمنا عبرتأريخنا المدمن على الهزيمة -ومع الأسف الشديد- أننا دجنا أنفسنا على قبول الهزيمة وشربنا مرارة كأسها حد الثمالة بهزيمة حزيران 1967 على مساحة الوطن العربي وختمتْ جلودنا وصادرت هويتنا ، وكذا في هزيمة الموصل في نكبة حزيران 2014 أمام برابرة التأريخ شذاذ آفاق عابري الحدود ، بغزوة سخيفة غير متكافئة جنودنا أكثر سلاحنا أوفر نفطنا أغزر . وألم نرضخ لجمهورية الخوف الصدامية لآربعين سنة عجاف ؟ وشاركنا  في حروبه العبثية ؟ وأصبحنا شهوداً لخيمة سفوان الذل في عام 1991 !!!، وألسنا ذلك الشعب الذي قبل دخول المحتل لأراضيه المقدسة بأولياءه الصالحين وشواهده التأريخية ؟ وهي أول ظاهرة غير مسبوقة في عالم الحرية والتحرر : أن يهلل ويصفق الشعب لجنود المارينز وهم يدنسون أرض آباءنا وأجدادنا الذين
دفعوا فاتورتها بدمائهم في ثورة العشرين وأنتفاضة الجسر وأنتفاضة آذار، وبالتأكيد أن للهزيمة تداعيات مذلّة بتدجين أنفسنا وأفكارنا في قبول تدخل المحتل الأمريكي في أهانة سيادتنا ورموزنا الفكرية والسياسية والثقافية ، وأن يبث بجواسيسه في زوايا أزماتنا السياسية ويشعل الحرائق في عراقنا المأزوم أصلا أمثال " زلماي خليل زاده" الذي يدسُ أنفهُ اليوم في أزمات العراق المأزوم بسبب حكومات الغفلة والمحاصصة ، ورصد الأعلام العراقي تدخلهُ في مسألة الأستفتاء مع الأقليم ليتصيّد في الماء العكر ويشعل الحرائق بأمر من أسياده في البنتاكون ، وكتب تحذير( فتنة) في يوم الأستفتاء في صحيفة نيويورك تايمز  (أن حكومة المركزعلى رأسهم العبادي تخوض مغامرة مدعومة من جهات أجنبية لتأجيج الأزمات المتتالية في العراق ) !!! أليس في دم هذا المنافق الدجال جيناتٌ أفغانية من عصاة جبال ( توروبورو ) ومدينة الغزوات المتخلفة ( قندهار ) ؟!
الموضوع/من هو زلماي خليل زاده ؟!
هو سياسي أكاديمي أمريكي من أصل أفغاني ولادة 1951 أفغانستان فهومسلم بالهوية فقط أصلهُ مجوسي بهائي ، أشغل عدة مناصب بعد الأحتلال الجائر للعراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فعمل هذا المحتل البغيض على تخريب العراق أرضا وشعبا عبر تعريضه إلى أبشع عمليات السطو وتدمير مؤسساته في حل جيشه وتخريب البنى التحتية والفوقية والأهم بأنهُ عمل على تدمير " المنظومة الأخلاقية " للمجتمع بتشجيعه للغوغاء والجهلة والشقاة على سرقة ممتلكاته وتراثه الحضاري وبشكلٍ ممنهج غير مسبوق في عالم الأستعمار والأستعباد ، فلأجل مواجهة تلك العاصفة الهوجاء والمدمرة التي أفتعلها هو بالذات الوحش الأمريكي لترجمة أرادة حليفه الأستراتيجي أسرائيل ، نصّب  بوش اللص " بريمر " مندوباً غير سامياً على مقدرات العراق ففتح خزائن البلد وحولها إلى حسابه الخاص وحساب صقور الأحتلال ، ثم أسند سفارة الفتنة الأمريكية للحاقد البغيض والعميل زلماي خليل زاده سأضع أمامكم تأريخ هذا الرجل الأفغاني الأصل تاركاً لكم الحكم عليه ----
-تربى منذ الصغر وعمرهُ 16 سنة على مباديء المدرسة الأمريكية المبنية على المبدأ (الميكافيلي ) الغاية تبرر الوسيلة ، وثم يكفي أنهم خرجوه من جامعة شيكاغو معقل النظرية الشتراوسية الفاشية في آيديولوجية اليمين الأمريكي المتطرف والمتشدد .
- وفي الثمانينات نشط خليل زاده في تسليح القاعدة وعملاء السعودية من الأفغان ضد السوفييت ، وعمل كحلقة وصل بين الممولين الخلايجة والمجاهدين الأفغان- كما يسميهم داعش -  وكذلك نقل المقاتلين من الباكستان إلى ساحات القتال ، فهو عميل ثلاثي ( أمريكي –أسرائيلي – سعودي ) فهو رجل مأجور .
 بين الحومة- وهو عضو مؤسس لجمعية ( مشروع القرن الأمريكي الجديد ) الذي ينطلق من كره وعداء شديدين ضد العراق ، فكان لخليل زاده وأعضاء تلك الجمعية الشبابية المنفلتة عاملا فعالا ومباشراً في أحتلال العراق لأنهُ يعتبر من المخططين الأساسيين الأستراتيجيين لأحتلال العراق .
- شارك القادة الأمريكان سنة 1991 في التخطيط لحرب الخليج ، وثبت أن لهُ دور أستشاري وتحريضي في ضرب قطعات الجيش العراقي المنسحب من الكويت وهو في الأراضي العراقية والسماح لصدام أستعمال الهيليوكبترات لضرب الأنتفاضة الشعبانية في وسط وجنوب العراق بضراوة شديدة .
- وفي سنة 2000 أختاره ( دكجيني ) نائبا لرئيس القوات المحتلة وثم شغل منصب المساعد الخاص للرئيس ( بوش ) وكبير مستشاري الأمن القومي ، وفي 2003 حصل على تفويض أمريكي من الرئيس بوش مباشرة في التعامل مع المقاومة ضد المحتل ، فتعهد وأقسم بكسر ظهرها عند دخوله العراق ، تلك المناصب جعلت منهُ شخصاً مهماً فتدخل في أمور النفط والطاقة وبسبب ما يحمل من أمكانيات ذهنية وخبرات معرفية اعتبر من خبراء الأقتصاد في معرفة أحتياطي النفط في الشرق الأوسط وخاصة في مكامن نفط العراق ، حيث عمل كمستشار للطاقة لدى شركة ( شيفرون ) كما عمل مشرفاً لدى شركة النفط الأمريكية العملاقة  (ينوكول ) ، ويملك 51 % من أسهم شركة ( هليربتون ) ولهُ بعض الأسهم في شركات الأتصالات  الموبايل النقالة في العراق - لذا وضع أقتراحهُ أمام قادة الأقليم في حجب الأنترنيت عن الوسط والجنوب العراقي ( في وقت الأستفتاء ) - ومن هذا الوقت أصبحت لديه صداقات وأرتباطات مع قياديين في الحكومة وكذلك صداقة حميمة مع مسعود برزاني .
- بالرغم من كونه مسلماً بالهوية الأفغانية فقط بيد أنهُ يميل إلى المتشددين المسلمين ويتعاطف مع توجهاتهم ، وأنهُ أكثر المتصهينيين في الأدارة الأمريكية لأنهُ متزوج من عالمة الأجتماع اليهودية النمساوية الأصل ( شاريل بينارد ) ذات الأفكار الصهيونية ، لذا يعتبر من أكثر الداعمين للمجموعة اليمينية المتطرفة جداً في حزب الليكود الصهيوني ، ولهُ صوت مؤثر في الكونكرس الأمريكي بنسبة أكثر ملكية من الملك .
- ومن خلال تواجده الدائم في منطقة الخضراء فيها السفارة الأمريكية لعب دوراً مباشراً في رعاية المصالح الأمريكية ولعب دوراً مؤثراً في الكثير من الأزمات العراقية في تصعيدها وأشعال حرائقها  منها تسهيل عملية أقتحام البرلمان العراقي ،  وليس بعيداً أن أنصبتْ تأثيراتهُ على نجاح الأستفتاء .
كتب في 21 اكتوبر2017 
   

98
المنبر الحر / الرئيس ------ الفوبيا
« في: 21:24 17/10/2017  »

 
الرئيس ------ الفوبيا
عبدالجبارنوري
بطاقة الريّسْ/"هو كيم يونغ أوون"رئيس جمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية ، ولادة 1983 ، ماريشال كوري والأبن الثالث الأصغر لزعيم كوريا الشمالية السابق "كيم يونغ إيل"توفي 2011 وأعلن توريث رئاسة كوريا الشمالية لكيم يونغ أوون ، وسُميّ من قبل الشعب وحزب العمال الكوري ب(الوريث العظيم ) وهو اليوم برتبة فريق أول في الجيش الشعبي الكوري ، يعرف بالفضاضة والوحشية والشراسة والأقتحامية في الصغيرة والكبيرة ، يحكم البلاد حكماً مطلقاً ، ويحمل عقدة العداء لأمريكا التي توارثها من جده كيم أيل سونغ مؤسس دولة كوريا الشمالية والذي أورث لحفيده الصغير(عقيدة جوكشن ) وهي عقيدة تقوم على أساس الأعتماد الذاتي للقدرات الكورية وهي خليطاً من الماركسية والوطنية المتطرفة ضمن شعاراً وطنياً " سلّحْ وطنك كوريا بالسلاح النووي " كي تجعل عدوك اليانكي الأمريكي يرتجف منك ، فسار في عسكرة الشعب الكوري موظفاً موارد الدولة وأمكانياتها الأقتصادية وعقولها العلمية في تطوير الطاقة النووية التدميرية وبخطوات غاية في السرية ، وعلى شكل مراحل الأولى تطوير برنامج الصواريخ البلاستية البعيدة المدى وفعلا نجح في هذا المجال في خطوات متقدمة ومتطورة وغير مسبوقة في دول صاروخية في العالم ، والخطوة الثانية – الوصول إلى صنع قنبلة نووية هيدروجينية صغيرة الحجم وخفيفة الحمل يمكن تعديل قوتها التفجيرية من عشرات الكيلو- طن إلى مئات الكيلو – طن وهي سلاح نووي حراري متعددة المهام يمكن تفجيرها من أرتفاعات عالية علما أن كل مكونات القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع  يمكن تركيبها على رؤوس صواريخ بلاستية ونجحت الجمهورية الكورية الشعبية في أطلاقها بثلاث تجارب أخيرة وبنجاح منقطع النظير المهم يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية وحتى للبر الأمريكي ، وهو شيءٌ مخيف ليس لأمريكا فقط بل لزعزعة أركان السلام العالمي ، وأصبح فوبيا الرئيس النووي والمضطرب نفسياً كما يدعي الأعلام الأمريكي هاجساً مخيفاً ومقلقاً يشغل بال الرئيس الأمريكي "ترامب " ليل نهار ، وأشغال الأعلام الأمريكي والغربي في أظهار تخوفها على صفحات كبريات الصحف اليومية { رئيس كوريا اليافع تحت المجهر – نييورك تايمز} و{الزعيم الكوري الشاب – جنرال متسلح بالقنابل النووية وعمرهُ 27 سنة – الأنتبندت البريطانية }.
لماذا يعتبرالرئيس الكوري الشمالي أغرب رئيس في العالم !؟
يعتبر زعيم كوريا الشمالية ( كيم يونغ أوون )33 عام من أكثر زعماء العالم أثارة للجدل بعد قراراته وتصرفاته التي جذبت أليه أنظار العالم ، لقب نفسهُ بالزعيم العزيز، وهو يتفنن بطرق الموت قذائف هاون رميا للكلاب الجائعة ، فهو يبغي سيطرتهُ للحكم ومن خلال برنامج العنف السياسي يريد أن يصل إلى : أعادة كتابة تأريخ بلاده السياسي كما ينبغي ويتفق مع أهوائه الشخصية ، وقد أزال 99% من الأرشيف السياسي الحاكم لكوريا الشمالية حتى أخبار والده ، وتركيبتهُ النفسية المعقدة تصوغ منه شخصية دكتاتورية متعسفة أمثال الفرعون والحجاج وصدام وبينوشيت وهتر وفرانكو ، وليس بعيدا في تقليم أظافر النسر الأمريكي المتوحش .
أعدم كيم وزير دفاعه ( هيون يونغ شول ) رميا بطلقات مضادة للطائرات بعد أنتهاء عرض عسكري لكونه غلب عليه النعاس في أحدى مؤتمرات الرئيس وهي رسالة إلى قيادات الحزب والدولة أن في ظل حكم كيم لن يحميك منصب حتى ولو كنت وزيرا للدفاع أو درجة قرابتك منه ، كما أعدم المغنية ( هيوس سوتغ وول  وهي عشيقته السابقة بعد أتهامها بتصوير فيلم أباحي ، وشّح كرسي حكمه بالسوداوية  والدموية بأعدام 15 مسؤولا أداريا يشغلون مناصب في الدولة والحزب لأسباب مختلفة منها الشك في الولاء ، كما أعدم مهندس أحدى المطارات حيث لم يعجب بتصميمه ، وأعدم زوج عمته مستشاره السياسي لمخابرته مع دولة أجنبية ، وفي 31 أب أعدم وزير التعليم العالي ( كيم يونغ جين ) رميا ل120 كلبا وحشيا جائعا حيث مات نهشا وعضا ، وخرج كيم منتصف الليل مفتشا مركز نووي فوجد أحد الحراس نائما فأعدمهُ فوراً وأعدم زميله الواقف منتصبا وماسمكا سلاحه متهما أياه كان يجب عليك قتله بسلاحك هذا !؟ ( هيئة الأذاعة البريطانية ال بي بي سي ) 2009 .
الخطة السرية للبنتاكون لمواجهة الرئيس الكوري الشمالي
أن الرئيس الأمريكي ترامب هدد بتدمير كوريا الشمالية من على منبر الأمم المتحدة وألزم نفسهُ بشهادة أممية ترعى قوانين الحرية والحقوق ، وأن أحتمال توجيه ضربة خاطفة لكوريا الشمالية يبدو أحتمالا ضعيفا وهو نابع من فوبيا الرئيس الذي بيده جميع الأوراق الرابحة من تأييد شعبي وقادة الحزب والدولة متوحدين خلفهُ ، وصدقني أن تهديدات الطرفين ما هي ألا زوبعة في فنجان ، لأن الدول التي بحوزتها قنابل نووية لا تتصادم بل أنهم يجيدون لغة التهديدات ، وأوضح مثل على قولي الصراع  الذي كان محتدماً بين كلٍ من الهند وباكستان على مقاطعة كشميرولعشرات السنين كيف هدأت الأمور عندما حصلت كل منهما على السلاح النووي ، لذا شبع العالم من تلك التهديدات الصبيانية ، فتحذيرات وزير الدفاع الأمريكي ( جيمس ماتيس )  موجهة ألى القوات الأمريكية أن تكون على أهبة الأستعداد لتنفيذ عملية عسكرية كبرى ساحقة ضد كوريا الشمالية ، وفي أوقات سابقة لمح الرئيس الأمريكي على أن الفعاليات الدبلوماسية عديمة الفائدة مع كوريا الشمالية في مجال الضغط على ( بيونغ يانغ ) ويؤكد ترامب أن المباحثات صعبة مع الرئيس الكوري وهي جارية منذ 25 عاما ولم تؤدي إلى نتيجة أيجابية ، وأن الحوار معهُ وعقد المباحثات قد أنتهكتْ من قبلهم قبل أن يجف الحبر عن الورقة ، والمستقبل القريب والبعيد ينبأ بمفاجئاتٍ نوعية ربما على الجانبين الأمريكي والكوري وحتى على الخارطة الجغرافية لمنطقة جنوب شرق آسيا
كاتب عراقي مقيم في السويد
كتب في 16- اكتوبر 2017

 

99
أنجيلا ميركيل/المستشارة الألمانية الدائمة
عبدالجبارنوري
أنها لم تبحث عن السلطة ولكن السلطة تبحث عنها لأدارة أعظم دولة أوربية تأريخاً وحضارة وثقافة ولمدة 12 عاماً على التوالي لأربعة دورات تشريعية مكللة بالفوز بأهدافٍ نظيفة في شباك الديمقراطية اللبرالية ، غايتها قيادة دولة لا قيادة مركز حكم لأن لها أثر تنويم  الحشود مغناطيسياً هي المستشارة الألمانية : أنجيلا ميركيل Angela  Merkel ولادة  1954 همبورك  والبالغة من العمر اليوم 63 عاماً يطلقون عليها لقب " المستشارة الدائمة " وهي ملكة التقشف زعيمة العالم الحر الجديد وأكبر المتعاطفين مع اللاجئين ،  وهي عالمة أبحاث تحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية ، أنظمتْ إلى حزب الأتحاد الديمقراطي المسيحي CDU بعد سقوط جدار برلين عام 1989 تولت منصبها عام 2005 وفازت بأربعة دورات متتالية لتكون أول أمرأة في هذا المنصب في ألمانيا وحصلت على لقب " أقوى أمرأة في العالم " عام 2011 من مجلة فوريس الأمريكية ودخلت نجومية النساء العظيمات أمثال : مدام كوري في علم الذرة وزها حديد المهندسة العراقية المعمارية الحداثوية ونوال السعداوي ناشطة وباحثة نسوية وشمران مروكل ناشطة نسوية عراقية وزعيمة منظمة رابطة المرأة العراقية .
من عومل نجاح تلك المرأة القوية الكاريزمية
-أنها تجيد فن التحالف بذكاء وحنكة ليس من باب تحالف الضعيف إلى القوي بل تحالف مع من يحب ألمانيا شعباً وجغرافية موحدة لبناء جسور الثقة والمصالح المتبادلة مع الأسرة الدولية لتكريس السلام العالمي وحقوق الأنسان ، فكانت سنة 2013 دخلت معترك الأنتخابات التشريعية الرئاسية والتحالف بين حزبها الأتحاد المسيحي والحزب الأشتراكي الديمقراطي ، وأن يوم 24 أيلول 2017 يوماً تأريخيا بتحالفها مع الحزب الأجتماعي المسيحي في بافاريا وحصولها على نسبة 33% من أصوات الناخبين ، وأعيد أنتخابها للمرة الرابعة على التوالي .
- تأكيدها على أعادة ألمانيا ( موحدة ) فمدتْ مقاربات من جسورها الفكرية في (ألمنة ) الشطرين الألمانيتين الشرقية والغربية مع الزعيمين الوحدويين ( هيلموت كول ) مرشدها الروحي أعاد توحيد ألمانيا بعد الحرب الثانية ، وكونرود أديناور الذي قاد ميلاد ألمانيا من جديد ، فلمع أسماء القادة الثلاث في سماء الوطنية الألمانية المنقاة من الشوفينية النازية  والحفاظ على وحدة البلاد.
- ومن عوامل نجاح تلك المرأة الكاريزمية المحبوبة ليس من الداخل فقط بل من فضاءات العالم المتمدن محاولة منها في تلميع صورة ألمانيا التي شوهتها النازية مادة يد السلام والبناء والمحبة مع الشعوب وتطبيق سياسة براكماتية مع حكامها وهي تخوض أصعب فترة في تأريخ العالم وأمامها في مطلع 2017 عدة مطبات سياسية مفاجئة وقابلة للجدل وبعضها كأداء مستعصية مثل التخلي عن مفاعلات الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان 2011 ، وفتح الأبواب أمام أكثر من مليون لاجيء عام 2015 والذي كلفهتا خسارة أرقام غير قليلة في الأنتخابات الأخيرة لكنها أصرّتْ على هذا الطريق الأنساني حيث صوّرتْ نفسها بسيلفي وهي تحتضن أطفال اللآجئين ، ومشكلة فوز دونالد ترامب المفاجيء الذي صفق لهُ اليمين المتطرف في عموم العالم ، ومناورات بوتين ، وصعود الوسط في فرنسا بقيادة الشاب " ماكرون " هدفهُ وزعماء فرنسا أعادة بناء أوربا من جديد ، وصراعات ألمانيا مع العنصرية التتريكية لأردوغان ، والكارثة الكبرى صعود اليمين المتطرف في الكثير من بلدان العالم وخصوصا في أوربا ، بيد أن ميركل لم تعبأ لكل هذه المشاكل الألمانية والعالمية وهي تبدو لغزاً محيّراً فهي تمارس مهامها من دون كلل أو ملل ومن دون تهوّرْ وبأعصاب باردة مقابل نظرة تحليلية ثاقبة ، وحصلت ميركل على الكثير من الجوائز والأوسمة تقديراً عن دورها الريادي فكان نصيبها جائزة ( الناس ) التي تمنحها مجموعة ( باساو ) الألمانية في تكريم الشخصيات السياسية التي تساهم في بناء جسور التفاهم بين الشعوب لأحلال السلام العالمي ، كما أختارتها مجلة فوريس الأمريكية لسنواتٍ عدةٍ لتكون في مركز الصدارة في لائحة : أقوى أمرأة في العالم " وفي 2013 فازت بوسام التمييز لأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم خلال التصويت الذي الذي دشنهُ المجلس الدولي لحقوق الأنسان والتحكيم والدراسات السياسية والأشتراكية . ويقول عنها الأعلام الألماني : أنها أدخلت ألمانيا في سبات لا سياسي وأنها تنأى بنفسها عن الأحتكاك والتصادم وأسقاط الخصوم بالضرب تحت الحزام لذلك سميت بأمرأة ( العنبر ) لكونها  صبورة ومهيبة .
- دعمت ميركل برنامج جوهري لعلاج الأقتصاد الألماني والنظام الأجتماعي وعملت على تغيير قانون العمل الألماني وبرمجتْ على أزالة حواجز تسريح الوظائف وزيادة العدد المسموح به من ساعات العمل ، وتوسيع مفهومية قدرة البلاد على المنافسة في أقتصاد السوق  في العالم وجملة علاجات في مجال الطاقة النووية وتخلص ألمانيا منها وبسرعة ، ونادت ميركل بشراكة أطلسية قوية والتشدد في مسك مبدأ التحفظ في رغبة تركيا في الأنظمام للأتحاد الأوربي .
- ومن فقرات برنامجها الحكومي تقول : أن الأوربيين بما فيهم ألمانيا لن يمكنهم العيش في رخاء وأمن ألا أذا نظرنا جميعاً خارج حدودنا وأهتممنا بجوارنا لهدف التنمية الأقتصادية للجميع ، وأنتقدت الأتحاد الأوربي لعدم أمتلاكه مساراً عادلاً في توزيع اللاجئين في أوربا ، وتقديم العون والمساعدة لدول الساتر الأول في أستقبال المهاجرين أمثال أيطاليا واليونان وأسبانيا الذين يعانون أصلاً من عجز مزمن في الأقتصاد الوطني .
- تتجنب الديماغوجية الأنتخابية في أعطاء الوعود للرأي العام بأستعمال سوف وسنعمل ----!!!؟؟ ، وتطرح نفسها كضامنة للأستقرار في عالم الأزمات وشعارها التركيز ( لينتصر الأتحاد المسيحي الديمقراطي ) في ألمانيا وأكدت في برامجها الأنتخابية التطبيقية على نمو ألمانيا الأقتصادي ومعدلات التوظيف الغير مسبوقة في باقي الدول الأوربية ، ويظهر أنها أستفادت من الفلسفة الأشتراكية العلمية للشيوعية من بموطنها الأم ألمانيا الشرقية سابقاً في التخلص من العجز في الميزانية والتكامل الأقتصادي بين المقاطعات الألمانية .
كاتب عراقي مقيم في السويد
كُتب في 12 أكتوبر2017




100

 
*حمى اليمين المتطرف في الغرب وأمريكا
/ دراسة تحليلية
*عبدالجبارنوري
المقدمة/ اليمين المتطرف وصف يطلق على تيارات سياسية تتركز أساساً في أوربا وتتبنى نزعة متطرفة معادية للأجانب ، ولديهم تمسك متطرف بالقيم الوطنية المرتبطة بالهوية السياسية الثقافية واللغوية ، وتتسم بالميل الشديد للمحافظة على السمات الدينية في المسيحية ، ومن أشهر أحزاب اليمين المتطرف في أوربا : الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الوسط الديمقراطي في سويسرا وحركة ( بيفيدا ) الألمانية التي أسستْ عام 2014 ، وعلى الأرجح يؤكد المحللون السياسيون أنها تمثل تلك الآيديولوجيات الوطنية المهزومة في الحرب العالمية الثانية مثل النازية والفاشستية ، والتي تعرف اليوم بالتيارات الوطنية الأشتراكية المعروفة بنزعتها العنصرية وأعتمادها على العرق كآيديولوجية سياسية في التعامل مع الغير ، ومن ناحية المشاركة السياسية يمكن أن تتجه هذه التيارات إلى أحزاب أحتجاجية هدفها الأساسي تسجيل مواقف بشكل تعبئة مستمرة في صفوف أنصارها من أجل تسويق خطاب تحريضي بهدف التشويش الأعلامي ويطلق عليهم ب( اليمين الشعبوي المتطرف ).
ويجب أن نعترف أن ظاهرة اليمين المتطرف في الغرب الأوربي وأمريكا وبروزها على الساحة السياسية الأوربية هي أحدى أكبر الظواهر السياسية أهمية خلال العقدين الأخيرين من القرن المنصرم .
الموضوع/ أنّ الفكر اليميني المتطرف يسير بخطْ موازي مع أفكار المنظمات الأرهابية المتشددة كالقاعدة حيث يتلاقى الفكران في تصورات أدارة الصراع وترتيب أولويات السلام والحرب كما ونحن ندفع فاتورات هذا الفكر الظلامي اليوم ، والعالم يعيش اليوم في ظل هيمنة الفكر اليمين المتطرف السائد في دول الغرب وأمبراطورية اللوبي الأمريكي وحليفتها أسرائيل ، فأن العالم سيكون بعيداً عن مناخات التسامح والتعاون الذي يرقى بالحقوق والقيم الأنسانية إلى المستويات التي تهيء لمجتمع أنساني تحكمهُ قيم العدل والسلام وحقوق الحياة الكريمة الآمنة .
أسباب ظهور اليمين المتطرف في دول الغرب الأوربي والأمريكي
1-صراع الحضارتين الغربية والأسلامية بعد أنهيار منظومة الأتحاد السوفيتي وأنتشار ظاهرة ( الأسلاموفوبيا ) والأستعداد النفسي والمادي لمواجهة  خطره  .
2- العامل الأقتصادي ودوره الرئيسي في تشكيل ظاهرة العداء للمهاجرين الجدد المتهمين بمنافسة العمالة المحلية الوطنية على وظائفهم .

3- حالة المخاض الذي يعيشهُ النظام السياسي الدولي من خلال أنتهاء الحرب الباردة وأستقواء القطب الواحد المتمثل بالنفوذ الأمبراطوري الأمريكي ، والأزمات الأقتصادية الدورية للنظم الرأس مالية الغربية والأمريكية ، والتمدد الروسي والأيراني الباحث عن مكان في النظام المتعدد الأقطاب الجديد .
4- الفشل الأمني للنخب السياسية الليبرالية في أوربا .
5- ظاهرة العولمة التي أدت إلى تفجر صدام الهويات والتي تعبر عنها أنتشار ظاهرة اليمين المتطرف .
6- ظاهرة الهجرة السخية وبموجات كبيرة لتعلن اللجوء الغير شرعي في دول الغرب وخلال هذا(الكم) الهائل سوف يفتقد (النوع) المطلوب ، وبما أن معظم المهاجرين من العرب المسلمين فجرت صراع الهويات في أوربا والذي ظهر لهُ أن هويتهُ الثقافية مهددة لذا مارست اليمين المتطرف .
7- والمسألة ليست مقتصرة على الجانب الثقافي والأقتصادي بل أن التفجيرات الأخيرة شملت جغرافية واسعة في بروكسل وباريس وفلوريدا وكليفورنيا ونيس وستوكهولم ولندن وشيكاغو ، قد فاقمت صراع الهويات وزادت المادة الأعلامية لتلك التنظيمات العنصرية وكسبت تأييداً شعبياً واسعاً .
8- النظم الدكتاتورية العربية لمصادر القرار السياسي . وفتاوى الظلالة في آيديولوجيات بعض دولها أدى إلى تسارع شديد في الهجرة إلى الغرب والتي ستضاعف عوامل الضغط لوصول الفكر اليميني لمصادر القرار السياسي.
9- أنتكاسة الربيع العربي وتحوله إلى ربيع سلفي متشدد يكفر الجميع بما فيهم دول الغرب .
تداعيات فكر اليمين المتطرف على شعوب العالم
-التطبيقات السلبية لمثل هذا الفكر لمسناهُ في موقف أدارة " بوش " وجرائم شارون عندما أسقطوا البعد الأخلاقي والأنساني في أشعالهم حرائق ما سمي بالربيع العربي والحرب الدائرة في فلسطين ودعم داعش والمنظمات الأسلامية المتطرفة والمتشددة وتأييد التنظيمات ذات التوجه الأنفصالي وأصحاب أجندة الأقلمة وهو ما يشكل تداعيات خطيرة على السلم العالمي، وبالرغم من صدمة الكثيرين بفوز المرشح الجمهوري ( دونالد ترامب ) لكونه جاء عكس توجهات وتوقعات وأستطلاعات الرأي العام الأمريكي والعالمي يتضح إلى أن هناك نقطة نظام يربط بين صعود ترامب وبقية تيارات اليمين المتطرف في أوربا في الآونة الأخيرة لا سيما بعد زيادة العمليات الأرهابية في مناطق أوربية وأمريكا ومناطق الشرق الأوسط فكانت بمثابتة طوق نجاة لأحزاب اليمين المتطرف في جغرافية واسعة من العالم أستثمرتها تلك أحزاب في تقديم نفسها مدافعة عن المجتمع الأوربي مما زاد أسهمها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها .
- وأن هذه الأجواء الغير طبيعية في واشنطن معناهُ أن الأدارة واقعة تحت تأثير ممثلي الفكر اليميني المتطرف من مؤسسات وأفراد ، وأن الخطاب الأمريكي بعد الألفية الثانية من هذا القرن قد مال ناحية اليمين فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وخاصة بعد أنهيار مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام 2000 برعاية الرئيس ( بيل كلنتون ) .
- وبرزت في هذا العام مؤشرات لصعود اليمين المتطرف بشكلٍ ملفت للنظروخاصة في نهاية العام المنصرم في تحقيق " ترامب " فوزاً لم يتوقعهُ أي سياسي في العالم ، كذلك في هذا العام نافست مارين لوبين رئيسة الجبهة القومية الفرنسية على رئاسة فرنسا وحصلت على نسبة 39%من أصوات الناخبين .
- وبما أن معظّمْ المهاجرين من العرب المسلمين أدى إلى تفجير صراع هوياتي في أوربا الغربية ، ويمكن القول أن من المرجح لهذا المد المتطرف أن يزداد فالقادم ربما سيكون أسوأ ، بسبب النظم الدكتاتورية العربية وفتاوى الظلالة في بعض من دول المنطقة العربية الأسلامية والذي ادى إلى تسارع موجات الهجرة إلى دول الغرب والتي ستضاعف عوامل الضغط ليسهل وصول اليمين المتطرف إلى مصادر القرار ، لأن ما يجمع الغربيين وفق خطاب الهوية أن بشرتهم بيضاء وأنّهمْ مسيحيون - فأنجمع العرق والدين ، في نفوسهم – أما أصحاب البشرة الداكنة ومن غير المسيحيين هم ليسو جزءاً من اللحمة الغربية لذا ليس من الضروري قبول ثقافتهم ، أو الأعتراف بحق أصحابها بممارستها في الغرب .
- والمسألة ليست مقتصرة على الجانب الثقافي والأقتصادي بل أن التفجيرات الأخيرة التي تبنتها التنظيمات الأسلامية المتشددة في بروكسل وباريس وفلوريدا وكاليفورنيا ونيس وستوكهولم قد فاقمت صراع الهويات وزادت المادة الأعلامية لتنظيمات اليمين المتطرف من أجل كسب تأييد شعبي أضافي وقد نجحت بذلك ، والخطورة أكثر حين تتحوّل تلك الكراهية إلى عقيدة  !!!
نظرة على وضع القوى اليمينية المتطرفة في الغرب الأوربي وأمريكا
*في بلجيكا/ حزب الفلاماندي اليميني البلجيكي المتشدد في حزيران 1999 حصل على 15% من الأصوات خلال ألأنتخابات التشريعية ، أضافة إلى 11 عضو يميني متشدد في البرلمان البلجيكي و5 أعضاء في مجلس الشيوخ . *المانيا/بعد الحرب العالمية الثانية أستطاع حزب ( أتحاد الشعب الألمانيDVU   ان يحصل في نيسان 1999 على نسبة 9-12 %من أصوات الناخبين . *النمسا/ تضاعفت قوّة حزب الحرية النمساوي أربع مرات منذ 1986 وقد دخل في أئتلاف حكومي في 4 فبراير2000 في سابقة حكومية لم تعرفها أوربا منذ الحرب العالمية الثانية .*الدنمارك/تحالف حزب الشعب الدنماركي وحزب التقدم المتشدد وحصلا على نسبة 8 -16 %من الأصوات في الأنتخابات التشريعية لسنة 1998 ، وفي نوفمبر2001 أظهر الأقتراع في الدنمارك أن هذا الحزب المتشدد حصل بزعامة ( بيا كجاريفارد ) فوزاً بنسبة 12% .*فرنسا/قبل أن يبدأ الصراع بين لوبين من اليمين المتشدد ومكرون من الوسط المعتدل وهو رئيس فرنسا  الحالي أستطاعت الجبهة الوطنية أن تحصد أكثر من 38-14%من أصوات الناخبين الفرنسيين في أنتخابات 1988 ، كما تقدمت لوبين في 2002 وحصلت على 9-19 % من أصوات الفرنسيين ، وهو صراع محموم لأجل شل أمكانية المهاجرين من عموم شمال أفريقيا وهم عرب مسلمون وقد حصلوا على المستمسكات الأصولية الفرنسية ونسبتهم السكانية كبيرة إذا ما قورنت بالجاليات الأجنبية في عموم أوربا.*أيطاليا / نجح حزب الجامعة الشمالية في الحصول على نسبة 1-10 %من الأصوات في أنتخابات 1996 .*النروج/حصل حزب التقدم بزعامة ( كارل آي هاغن ) من اليمين المتشدد على نسبة 3-15 % في تشريعات 1997 وأصبح ثالث قوّة سياسية بعد حزب العمال النرويجي وحزب المحافظين .*بريطانيا / أستطاع الحزب الوطني البريطاني برئاسة ( نك جريفين )أن يحصل على ثلاثة مستشارين بلديين بضواحي مانشستر في أنتخابات 2 حزيران 2002 .* السويد/أن حزب ( ديموكراتيو السويد )اليميني المتطرف المعارض الشرس لسياسة الحكومة تجاه الهجرة السخية بات أخيراً أكثر شعبية في السويد ، وحصل الحزب على تأييد ربع الناخبين بنسبة 2-25% في أستطلاع أجراه معهد ( بوغون ) السويدي ونشرتهُ الجريدة المركزية للحكومة صحيفة ميترواليومية ، وأن ديمقراطيو السويد حلّوا في المرتبة الثالثة في أنتخابات 2014 بنسبة 9-12 % من الأصوات ويشغلون 49 مقعد من مجموع 349 مقعد في البرلمان السويدي ، ومع هذا الوجود الكمي لليمين المتطرف أنهُ لا يخيف بسبب أن الأحزاب السبعة الأخرى في البرلمان السويدي ( ترفض ) جميعها التحالف مع هذا الحزب اليميني .*هولندا/وفي هذا العام تمكن حزب الحرية الهولندي من الحصول على 20 مقعد في البرلمان مما جعلهُ أن يترتب الحزب الثاني في هولندا .
والواقع المخيف أن هذه الأحزاب اليمينية لا يمكن الأستهانة بها بل أنها تشكل رقماً صعباً في المعادلة السوسيولوجية الجمعية الغربية ، فأنّها لم تعد ظاهرة هامشية في المشهد السياسي الأوربي بل أنها أصبحت ذات ثقل شعبي معترف به وطرفاً ثابتاً مسموعاً في المعادلات الأنتخابية ، وفاعلا سياسياً يتزايد تأثيرهُ في صياغة الرأي العام الأوربي خاصة بعد تفشي وأنتشار ظاهرة الهجرة الغير شرعية وموجات الأرهاب التي تضرب المدن الأوربية وتكاد تكون أسبوعيا أو شهريا وينطلق هنا مفهومها من منظور عرقي عنصري تكفيري بروحٍ عدوانية أقصائية ظالمة ، ويقابل هذا المفهوم المستورد مفهوم وطني ينطلق من منظور عرقي – عنصري مبني على خطاب وطني شعبوي ديماغوجي في الشكل والمحتوى وميلها إلى الصدام والمواجهة مع القوى السياسية التقليدية ، وسعيها لأستغلال وأستثمار مشاعر القلق وعدم الرضا لدى المواطن العادي ، ويبدو أنها وجدت ضالتها في أعلان رأيها في موضوع الهجرة إلى الأتحاد الأوربي بل غلق الأبواب في وجوههم وهو ما جاء ترجمتهُ في أول شهر من حكم " ترامب "لذا أن الهاربين ، من الجحيم في دولهم الأم يدخلون أبواب جهنم من أبوابه السبعة بعد تحميلهم المسؤولية عن جرائم البعض المتشدد والتكفيري الأسلاموي .
ومن العدل أن نقول أن المجتمع الأوربي قد أبتلي بهذه النخبة الضالة والمظلة ويمكن تنقية المهاجرين بضوابط حدودية وجمع المعلوماتية عن خلفياتهم ,ان نكسب الأعلام الأوربي بواسطة تلاقح الحضارات والسير نحو الحوار والتهدئة والوسطية وتجريدها من المبالغة لكي لا تستثمر هذه الأحزاب التي لها جذور تأريخية في النازية والشوفينية .
وهنا أبعث رسالة إلى اليسار التقدمي في أوربا وفي جميع أنحاء العالم : أن هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة أخذتْ تتخذ خطاباً يسارياً وذلك بأقتباس الفكر اليساري بطريقة ( مجتزأة ) وضمه إلى تراثه اليميني في محاولة لتوسيع قاعدته الشعبية وتنقية أدعاءاته .
وأخيرا/ لقد حقق اليمين المتطرف في دول الغرب الأوربي أختراقات سياسية لم تكن متوقعة قبل بضع سنوات وهو ما ينبيء ليس فقط بأن أتجاهات الرأي العام الغربي في طريقها للتغيير تجاه عدد من القضايا ولكنهُ يكشف عن نواياه الخفية بان العلاقات الدولية بشكلها الحالي قد تتغيّرْ ليحل مكانها تنافس وصراع أكثر ضراوة خارج المألوف والمشرعن بالأطار الأممي من خلال منظمة الأمم المتحدة .
*كاتب عراقي مقيم في السويد

101
الدولة المدنية الديمقراطية /العلاج الأمثل لعراقنا المأزوم !!!
المحور/بحث في الجيوسياسي العراقي
*عبدالجبارنوري
توطئة/ التغيير ---  دولة مدنية ديمقراطية أتحادية وعدالة أجتماعية ( شعارالمؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي ) ، أن الطريق إلى الدولة المدنية --- دولة المواطنة والديمقراطية الحقّة المفلترة من شوائب الديمقراطية المتأمركة الأستحواذية والمستلبة لحقوق الشعوب المقهورة ، يتحقق عبر نضال متواصل وتحالفات وأصطفافات وطنية عابرة للطائفية والأثنية والمناطقية ، وتسعى لترسيخ المصالحة الوطنية والوحدة الجغرافية ، وعدم توظيف الدين لأغراضٍ سياسية ، والتأكيد على مبدأ ترسيخ متطلبات الأنسنة والسلام العالمي ، والأستبعاد الكلي عن أي شكلٍ من أشكال التعصّبْ ، ورفض الترويج للعنصرية الشوفينية والأنغلاق والتخندق الطائفي والأثني ، وترسيخ " ثقافة المواطنة " الحقة والسلم المجتمعي  فتكون الدولة المدنية الديمقراطية  هي الحل(من برنامج الحزب الشيوعي العراقي)
وما أجملها من أيام أن يكون الدين للديان والوطن للجميع ، وأن تكون تلك العلمانية اللبرالية المنبثقة من مفهوم الحرية بمعناها الأشتقاقي ، والتي هي عبارة عن أنعدام القسر الخارجي ، ويكون فيه الأنسان الحر من لم يكن عبداً أو أسيراً ،  والحذر من أنحدار المجتمع البشري إلى حضيض الفزع الكارثي لمطبقي العلمانية بوجهها الرأسمالي المزيّفْ الذي وُلد من رحم الأعلام الديماغوجي السلطوي في عهد العولمة المعصرنة اليوم ، ويبدو على مدار السنوات الماضية غياب الوعي السياسي المرتكز على الوعي الوطني في أستخدام الحقوق لطموحات غير مشروعة يراد منها تقسيم العراق ، فكفى --- كفى دماً وجنائزاً ودموعاً ، لنبحث جميعاً عن البديل الذي هو التغيير ، لكونهِ الوطن الوحيد المشتت على خرائط الزمن --- وموتى دونما كفن ، والأغرب في عالم غيتس الأبله أنهُ لم يكتشف جغرافيتنا ولا حتى تأريخنا وكان تصريحهُ اليتيم (لقد ألقي القبض على وطنكم المقتول وأطلق سراح القاتل ) وهو الوطن الوحيد المتشظي بين متاهات العالم المأساوية التراجيدية والمرعبة --- وتبدو وكأنّها تفتقد لمسك الختام بل محرّمٌ عليها ، وأتساءل وبمرارة وأحباط --- وأحياناً تصل لبكاء الرجال الصامت على وطنٍ مستباح في زمن المسخ وزمن السيرك  دفعتني أن ألوّحْ بكلمات الجواهري العظيم : أن العراق لساني قلبهُ ، ودمي فراتهُ وكياني منهُ أشطارُ .
العرض/الدولة المدنية وشروط نجاحها وأستمرارها :    
الدولة هي تجمع سياسي وكيان بأختصاص سيادي ضمن جغرافية محددة ، وتمارس سلطاتها عبر الدولة المؤسساتية ، يكون أصحاب القرار فيها طلاب دولة لا من طلاب سلطة وحقائب وأشغال مراكز في الحكومة ، شهد وطننا العراق خلال العقد والنيّف من سنين ما بعد الأحتلال الأمريكي البغيض 2003 تطورات وأحداث مهمة أشرّتْ بأستمرار الأزمة الشاملة والمستعصية وتعدد تجلياتها التي أبرزت على الساحة الداخلية والخارجية نتائج تلك التطورات المكللة بالأحباط والفشل وتبخر آمال الشعب وتطلعاته من أقامة بديل جدي ديمقراطي حقيقي للنظام الدكتاتوري المقبور ، ومحو ذلك النظام الشمولي الأستبدادي القمعي من أذهان الناس ، أن الأزمة البنيوية المستعصية على أصحاب القرار السياسي تطحن بلادنا عبر النهج المحاصصاتي الطائفي الأثني المناطقي وغياب دولة المؤسسات التي هي ركيزة الديمقراطية الحقة وغياب ثقافة المواطنة وتغليب السمة الهوياتية الفرعية على المواطنة الجامعة ، والكارثة الكبرى فرض ظاهرة تسييس الدين وتوظيفهُ في فرض الأمر الواقع ، وما تعرض لهُ وطننا من عنف وتخريب على أيدي العصابات الأرهابية الداعشية أحرقت الأخضر فالأخضر واليابس وكل هذا الأرث الثقيل يضاف أليه الأقتصاد المتعثر والفاشل المرتكز على أحادية اقتصادية وهو يتجه ألى الخراب في طابعه الريعي الأستهلاكي ، وأعتماد السوق المفتوحة ، والذي زاد الطين بلّة دستور 2005 الملغوم في بعض فقراته حمالة أوجه حيث مورستْ عليه  العجلة والأنتقائية والممارسات الخاطئة في تفسير وتطبيق مواده ، وهو الذي فتح أبواب جهنم بين الحكومة المركزية والأقليم ، وأحتدام الصراعات السياسية بين الكتل المتنفذة ، فتقف الحكومة اليوم عاجزة في تلبية متطلبات الناس في ضروريات الحياة الكهرباء وماء الشرب ، والتدهور الأمني وعجزها من التصدي للصوص المال العام وهم يهربون علناً حاملين معهم أرصدة رقمية مرعبة وألى موطن جنسيتهم الثانية قافزين على الدستور الذي يمنع مزدوجي الجنسية من أستلام مراكز قيادية في الدولة ، وعلى العموم يشهد الوطن فرزاً أجتماعياً وطبقياً متواتراً  تتنامى خلالها فئات وشرائح طفيلية وبيروقراطية وكمبرودارية معرقلة لأي أصلاح جدي لكونها تهدد مصالحها وأمتيازاتها ، وبالتأكيد السبب الحقيقي لهذا الكم الكارثي من الخراب هو أعتماد نهج المحاصصة التي أدت ألى المزيد من التشظي المجتمعي وأضعاف الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الأجتماعي الذي قاد البعض ألى تقسيم الدولة العراقية .
أذاً ما الحل؟؟؟
منذُ نشأتي وأنا أعايش ذلك الصراع المرير والمرعب بين أنصار الدولة المدنية ومريدي الدولة الدينية ، وترقى  - مع تقدم الزمن – ألى مناظرة علنية لأمور الدولة المدنية في زمكنةٍ ما !؟ ترتفع أصوات الجماعات الدينية وهم يمارسون جميع الأسلحة المتاحة والمحرمة أخلاقياً بحجة الثوابت الدينية ، ومارسوا كل أسقاطاتهم في ألغاء التنويريين وتكسير أقلامهم الحرّة وتغييبهم بمقصلة الدين ، وعند أستحضار وتقييم الأفضل والفرز بين الغث والسمين نجد أن كفة الأجيال الشبابية المثقفة أدركتْ خلع جلباب اليأس والقنوط والزمن يبشر بولادة شمس الحرية والديمقراطية وفيصل صندوق الأقتراع في فلترة الأفضل وأخضاعهِ للمراقبة والمحاسبة ورفع شعار (لا) معجزة تتحقق ألا بالعمل والعلم والأجتهاد للحصول على رجال دولة لا رجال حكم ، والحروب ليست بالسيف والرماح بل بالحوار وقبول الآخر وتناوب السلطة سلمياً أذاً علينا أن نتجه ألى الخيار الوحيد المتاح للشعب العراقي في خوض تجربة البناء المدني الديمقراطي للدولة المدنية الديمقراطية كحل عقلاني لأجل أنتشال الوطن من وضعه المتردي.
والبحث في مثل هذا الموضوع الشائك وجوب النظرإلى  مصطلحين مفاهيميين في  نظام الحكم هما { الدولة المدنية بأطارها العلماني والدولة الدينية }والحاجة للتمييز بينهما } :
العلمانية هي نظام فلسفي أجتماعي أو سياسي في فصل الدين عن السياسة الحياتية على الأرض وأنهُ لا يرفض الدين كتنزيل سماوي ، ولا تدعو ألى عدم التديّنْ كما يروّج البعض ، ليس هذا هدفها أو غايتها أنما ، تهتم بأدارة شؤون الفرد تنظر للجميع بالتساوي في حق المواطنة ،  فالفرد بحاجة ماسة لضرورة وجود ( الوطن والدين ) ، وأن العلمانية من معطيات تجليات الحداثة والعصرنة الحالية التي تعني بناء ومادة وتكنلوجية عبر مقتربات تنمية أجتماعية وأقتصادية وسياسية تصنع الأنسان وتستشرق المستقبل ، بخطا واعية ونظرة حصيفة وقدرة على الأبتكار وبدون قيود وتكون لها رافعة واحدة هي ( التعليم ) .
وتقوم الدولة المدنية الحديثة على أساس حقيقة المواطنة التي محورها الفرد الذي يستحق لقب أثمن رأسمال لكونه هدف النظام السياسي وصانعهُ وصائغهُ يكون المواطن فيه مصدر السلطات دون تدخل  والتحرر من فلسفة اللاهوت السياسي ومحاكم التفتيش والأسلام السياسي ، وتقوم على أساس العقلانية التي آثر المفكرون اللبراليون بتحديد وظيفتها الأهتمام بالأمور ( الدنيوية ) ، وفي الدولة المدنية تكفل العلمانية فصل الحكومة والسلطة السياسية عن السلطة الدينية ، وتعني عدم أجبار الشخص في أعتناق دينٍ معيّنْ أو معتقد مُعيّنْ أو تقليد مُعيُنٍ ، وعدم أخضاع الدولة ألى دينٍ معيّن وهي تهتم بالمفهوم السوسيولوجي الجمعي ، والأهتمام بما يدور من المستجدات والموروثات حول الأمور الدنيوية الأرضية ، تكون بعيدة عن تأثيرات المؤسسات الدينية ، فالدولة المدنية هي عكس مفهوم الدولة الدينية الثيوقراطية ، وبالتالي يعتبر النظام العلماني فيها ( حكماً مدنياً ) ، وتعني كذلك أدارة شؤون الحياة بعيداً عن الكهنوت بأي شكلٍ من الأشكال ، وظهر نجم العلمانية ألى حيّز الوجود بعد أن كان آفلاً نجمهُ في عصر التنوير أي عصر النهضة الأوربية  ، وخرجت بمفهومها الحديث على يد عدد من المفكرين أمثال توماس جيفرسون وفولتيرولا تتصف العلمانية بالجمود بل هي قابلة للتجديد والتحديث والتكييف حسب ظروف الدولة التي تتبناها ، والعلمانية لا تكتمل تطبيقياً ألا بعد أقترانها بالديمقراطية اللبرالية التي تفصل جميع المعتقدات الشمولية عن الدولة سواءاً كانت دينية ام غير دينية والتي أظهرها لنا التأريخ في الوجه الثاني ، لعملة العلمانية المستلبة لحقوق الأمة وحرياتها مثل الحكم النازي في ألمانيا .
فالدولة المدنية الديمقراطية وبنظامها العلماني التي توفر جميع مسلمات هذه الكلمة من حرية الرأي وحق الفرد في الدولة المدنية ، فأذاً لا يمكن الجمع بين الدين والسياسة مطلقاً لأن الآيديولوجية الدينية تتعارض مع التنوع الفكري السياسي والثقافي ومنظومة القيم والعادات والأخلاق وبالتالي تتعارض مع الدولة المدنية العادلة ، ومن أهم ما حققتهُ العلمانية على الصعيد الحضاري هو أنها { أنهتْ الصراعات والحروب الدينية والأضطهاد الطائفي والصراعات بين البروتستانت والكاثوليك في بعض دول أوربا والخلافات الطاحنة في نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ودكتاتورية بينوشيت في تشيلي والنازية في ألمانيا والنظام الصدامي المقبور } .
أما الدولة الدينية الثيوقراطية تعني حكم حكم الكهنة أورجال الدين ، وكانت تنتمي ألى الله في الزمن الماضي البعيد وهو نظام حكم يستمد الحاكم فيه سلطتهُ مباشرة من الألهة ، وهم يمثلون لتعاليم سماوية مثل دولة الخلافة الأسلامية والأمبراطورية البيزنطية ، ودول معاصرة تحمل سمات الحكم الثيوقراطي مثل الفاتيكان وجمهورية أيران الأسلامية والسعودية وباكستان ، فالمرجعية في الدولة الدينيةلأمور خارج نطاق البشر وفوق عقولهم ، أي أدارة شؤون العباد آخرويا وروحيا وغيبيا ً .
عيوب الدولة الدينية /* فرض السلوك الديني والقوانين الدينية واللباس الديني والعقوبات الدينية .* قدسية الدولة وحاكمها بثوابت دينية مشرعنة تكون تأويلاتها وفتاواها وأجتهاداتها ملزمة وغير قابلة للنقاش مطلقًاً لكون مصدرها ألهي ، فتكون مناقشتها من قبل الغير ضرباً من الكفر والأنفراد والواحدية . * معاداتها للحقوق والحريات الفردية والجماعية وتفتح أبواباً للفتنة الفئوية . * غياب حيادية الدولة الدينية تجاه الأديان الأخرى وعقائدها ومذاهبها . *  محاربة المفكرين والمصلحين ،  ونتفق كلياً مع المفكر الأسلامي الدكتور " فرج فوده " في دفاعهِ عن الدولة المدنية مبيناً مساويء وعيوب الدولة الدينية الأسلامية  : من أن دولة الخلافة فقدت صيغة الرشد بعد موت الخلفاء الراشدين ، وأصبحت خلافة فقط لأن الشورى فيها مغيبة ومشوّهة ولأن صاحب السلطة فيها يستطيع أن يجتهد ويفتي ويملي أرادتهُ على الملّة وأضاف : أن الخلافة الأموية حكمتْ البلاد تسعين سنة بدون دستور ، وأصبح المُلكْ وراثياً ، والخليفة مطلقاً مستبداً ، أما الدولة العباسية حكمت أكثر من 300 سنة بحكمٍ جائرْ توالت فيها المؤامرات والأغتيالات والقتل للخلفاء والتحكم بالنفوذ والثروات ، ولم يتحقق العدل في تلك الدولة الأسلامية ، وأردف فوده: كان في المجتمع الأسلامي 1% فقط من مناصري الدولة الدينية و99% يريدون أن تكون الدولة غير دينية لسوء الحالة المعاشية للعباد والذى دفع الرجل حياته ثمناً لأفكاره المتحررة أغتيالاً وغدراً على يد الأرهاب الأسلامي ، وكذا على ما حدث في السودان في عهد الأخونة وبتحريض من الأزهر في أعدام المفكر الأسلامي المتحرر " محمود محمد طه " في محاكم التفتيش النميرية ( عن مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي )
*ونرى اليوم أمامنا – ونحن نعايشها – مثالاً حيّاً لحكم دولة الخلافة الأسلامية بقيادة السفاح " أبو بكر البغدادي " خليفة المسلمين  المزعوم في ما يسمى بدولة الخلافة الأسلامية في العراق والشام وسياستهُ التي تقوم على غزوات وأحتلال مدن وأراضي لدول ، والأعتماد على سياسة التوحش والترهيب المرعب في القتل والسبي وأغتصاب النساء وبيعهن في أسواق النخاسة بثمنٍ بخس بدراهم معدودات  وسرقة ثروات البلاد والعباد وفرض الأتاوات على الناس والتجار والمقاولين وأتباع سياسة الأرض المحروقة والقتل والتعذيب الوحشي بحرق الأحياء وتقطيع الأشلاء وقطع الرقاب والأطراف بالسيف والجلد المبرح أستناداً إلى أحكام فتاوى الظلالة لمحاكم التفتيش الوهابية التيمية . * أتخاذ نظام الدولة الدينية بصيغتها المطلقة الثيوقراطية وحتى الراديكالية أساساً للحكم هو أظهار وتقوية النعرات الطائفية والأثنية وتغذية للتعصّبْ .* وتكون المرجعية في الدولة الدينية لأمور خارج نطاق البشروفوق عقولهم .
 وأن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري ألا في القرن السابع عشر ، ولعل الفيلسوف ( سبينوزا ) كان أول من أشار أليها قائلاً : " أن الدين يحوّلْ قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية ، وأن الدولة كيان متطوّرْ تحتاج دوماً للتطوير والتحديث عكس الثوابت الدينية التي ترفض التدخل والتغيير ، بالوقت الذي أظهرت فكرة العلمانية وتطبيقاتها تجليات أيجابية في أبراز معطيات الأنسنة وتكريس مباديء السلم العالمي ، وفلاسفة علمانيون أدانوا الحروب وهاجموا رؤساء أمريكا أمثال : برتراند رسل وسارتر وأنشتاين – بالرغم من أنهُ موسوي الديانة – ووسيجموند فرويد الذي رفض وعارض  وقيام دولة أسرائيل كوطن لليهود في أرضٍ ليستْ لهم .
أذاً الدولة المدنية الديمقراطية وحدها المتمكنة من حماية الفرد ومعتقدهِ ، وهي مظلّة مشرعنة قانونية يتعايش تحتها الجميع بدون أقصاء أو تهميش أو ألغاء ، لكون هذا النظام السياسي الديمقراطي يستند على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة ، وفيها الأحزاب السياسية ركيزة النهج السياسي الديمقراطي وحرية تكوين الأحزاب مكفولة ، وثقافة العلمانية تهدف ألى توفير الرفاه والعيش الكريم البني البشر عبر الأهتمام بأموره الدنيوية ، أما الآخروية الغيبية تدخل ضمن خصوصيات الفرد ،
وقد أبدو سوداوياً حين أقول : ان تطبيقاتها في العراق سوف تعاني عوائق ومطباتٍ سياسية وموروثات وأشكالات مزمنة في أحتدام الصراعات الفئوية ، ومئات من دكاكين الأحزاب بعضها ذات ولاءات أقليمية ودولية ، وحالات الأستعصاء السياسي التي يمرُ بها العراق منذ 9-4-2003الناجم عن طبيعة الدولة وشكل الأقتصاد بأعتباره أقتصاداً ريعياً يعتمدُ على النفط وهو العائق الرئيسي أمام الأصلاحات المطلوبة وبناء ديمقراطية حقّة  ، والخلاص من تلك الديمقراطية المستوردة المشوّهة والناقصة الذي يفترض أن تقوم لترتكز على ثقافة المواطنة وليس على الشكل الهوياتي كما هو عليه اليوم والتي تقوم على ألغاء الآخر بغياب عدم تداول السلطة بشكلٍ سلمي وأحتكارها ، والأشكالية الثانية التي دمرت كيان العراق وضيعتهُ أرضاً وشعباً ألا وهي مبدأ المحاصصة البغيضة ،
 فأصبح النظام منبوذاً بعد 2005 ومرفوضاً من قبل الأغلبية الساحقة من الشعب ومع هذا ليس أمامنا سوى هذا الحل الديمقراطي بأستحضار وأستذكار حكمة في القيادة العربية ( العدو من أمامكم والبحر من ورائكم ) فعلينا فلترة هذا النظام ونحتهِ من حيث :
-الحذر من الوجه الآخر للعلمانية برفع شعارات آيديولوجية وطائفية وعرقية فوق المصلحة العامة فتتحوّلْ إلى دول دكتاتورية .
- والحذرمن أستبداد الأغلبية بالسلطة والثروة كما هو في حكم العراق بفوضى موجة الحكم الراديكال بعد 2003 سنة الأحتلال .
- رفض أعتماد قانون سانت ليغو 9 ---1 في الأنتخابات العامة والذي رُفض من قبل أغلبية الشعب العراقي والكتل والأحزاب والمرجعية الدينية وتظاهرات الحراك المدني ومن المحررالسياسي لجريدة طريق الشعب الغراء .
- الخلاص من المحاصصة ألى تشكيل حكومة كفاءات في أختيار العناصر النزيهة والمؤهلة قيادياً ، وبشرط أن تشمل الهيئات المستقلة والدرجات الخاصّة .
- تشكيل مجلس الخدمة لتطبيق ضوابطها ومعاييرها النزيهة في أختيارالشخص المناسب في المكان المناسب في التحصيل العلمي والكفاءة والخبرة .
- أعادة هيكلة مؤسسات الدولة في أبعاد الجيش والمؤسسات الدينية عن التحزب والسياسة والمحاصصة .
- تبني أعلام ذو خطابٍ موحد في الولاء للوطن فقط والتأكيد على وحدة جغرافية هذا الوطن صاحب التأريخ الطويل .
- مكافحة الأرهاب الداعشي وأستثمار الأنتصارات الأخيرة لجيشنا الباسل في حب الوطن والولاء لهُ وعلى تماسك وحدتهِ.
- مواجهة التحديات التي تنتظرنا بعد هزيمة داعش في : ( تنفيذ المادة 140 من الدستور ، ومصير المناطق المتنازع عليها ) ، وبناء السلم الأهلي ، والوقوف بحزم أمام تقسيم البلاد ، أرجاع النازحين ألى مواطن سكناهم ، أعمار المناطق المدمرة ، دمج التشكيلات الميليشياوية مع الجيش وحصر السلاح بيد الحكومة المركزية ) .
- المصالحة الحقيقية في جمع المتخاصمين ألى دائرة الحوار—والحوار فقط والسعي ألى توسيع دائرة المشاركة بشمول جميع من يؤمنون بالعملية السياسية بتوجهاتها الديمقراطية وبالعمل السلمي بموجب الدستور وقبول الآخر(عدا) من تلطخت يدهُ بدماء العراقيين – مكافحة الفساد الأداري والمالي ، وأن نبتدأ من قمة الهرم أي قمة السلطة وأن تشمل جميع السيئين والمتلاعبين بالمال العام بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم السياسية والأجتماعية والدينية .
- التكفل الجدي بالحراك الجماعيري الأحتجاجي المنادي بالأصلاح والتغيير منذُ أكثر من ستة سنوات ونبذ الفساد والمحاصصة والشيء المفرح في حركة الشارع العراقي في ذلك التوافق بين الحراك المدني والحراك الديني والتي كشفت سلامة الوجهة التي تبناها حزبنا الشيوعي العراقي في سلمية التظاهرات وحصر الشعارات الوطنية ومواصلة الحراك واالتأكيد على الحاجة الملحة ألى التغيير !! والأصلاح الحقيقي الذي هو المدخل الرئيسي لأجراء التغيير في البنية السياسية والأجتمناعية والأقتصادية ، ولا يمكن الحصول عليه ألا بالضغط الشعبي المتصاعد وهو النفس الطويل في المطاولة التي يتمتع بها التأريخ النضالي للحزب الشيوعي العراقي .
- الترشيق الوزاري والنيابي وتقزيم المستشارين وألغاء الأيفادات العبثية وتخفيض رواتب ومخصصات الدرجات الخاصة وتقليص حماياتهم .
- أصدار قانون أنتخابي عادل ونزيه ومنصف ليس على شاكلة سانت ليغو الظالم ، وتشريع قانون من أين لك هذا ؟؟؟وتفعيلهُ وأن يشمل الجميع  وأنتاج مفوضية مستقلة للأنتخابات .
الأتشار الواسع لنظام الدولة المدنية الديمقراطية
في نهايات القرن العشرين أصبحت العلمانية من المصطلحات والنظم الفكرية المنتشرة على نطاق واسع ، فعجلت ضرورة أستخدام هذا النمط الفكري العقلاني في ديمومة الدولة المدنية الحديثة كانت للأسباب التالية:
أولاً/  أن الأسلام السياسي قد فشل تطبيقهً في العراق وما آل أليه من دمار المنظومة المادية والمنظومة الروحية الأخلاقية للمجتمع العراقي بالذات ، ولم يصمد عند الأخوان في مصر لسنة واحدة ويذكرنا التأريخ فشل الكنيسة في القرون الوسطى ، وبأعتقادي أنها تبقى كأشكالية واقفة في الضد من العلمانية التقدمية في الحاضر والمستقبل رافضة الأستسلام فتتحول المسؤولية الحوارية والتنظيرية ألى المثقفين والأعلام الهادف الوطني وأقلام اليسار التقدمي في توعية الجماهير ديمقراطياً في توضيح التجليات السلبية للدولة الدينية عبر تأريخ العالم في مفهومها عدم الفصل بين الدين الأسلامي والدولة وبدستورٍ مستوحى من روح الدين وأن يعلم الفرد بأن رجال الدين في الدولة الدينية هم نخبة مقدسة مفروضة على النظام في أحيانٍ كثيرة ، وليس من الضروري أن تكون منتخبة وربما وراثية في أحيانٍ كثيرة ، وتكون على الأغلب جاهلة غير كفوءة في أدارة الدولة وعيبها الأكثر شيوعاً هو أنها مطلقة الصلاحية وغير مقيدة
ثانياً/المحفزات التأريخية في الثورة الفرنسية 1791 في أعلان شعار حقوق الأنسان والمواطنة في الحرية والمساوات وتأكيد الدستور في ضمان حق التعبير ، والأنسان لا يمكن أن يكون حراً ألا في مجتمع ، وليس للفرد حقوق ألا بوصفهِ مواطناً ، ولا مجال للأعتراف بسيادة تستند ألى الحق اللألهي ، فجاءت في المادة -1- من الدستور الفرنسي ( يولد الناس يعيشون أحراراً ومتساوين في الحقوق والواجبات ).
ثالثاً / نجاح تطبيقها الواسع في الدول الأوربية ، وكان لعصر التنوير عصر النهضة الأوربية أثراً بالغاً في الأنتشار الواسع وخاصة في نهايات القرن العشرين أصبحت منتشرة على نطاقٍ واسع حيث ظهرتْ أولى أفكارها في فرنسا 1879  ، وظهرت في أسبانيا في ظل الحكم الجمهوري1866 – 1876 ، والمكسيك أصبحت في منتصف القرن التاسع عشر دولة مدنية علمانية ، وأنتشرت بعدها ألى تركيا مع حكم أتاتورك ، وعبرت البحار والمحيطات لتسكن أمريكا ودول أمريكا اللاتينية، وفي آسيا حيث لم نسمع بدولة دينية
ومن خلال ما أستعرضتهُ وبينتهُ من المعاناة والأستلاب الروحي والمادي للشعب العراقي المظلوم من تلك الحكومات الرّثة والمتهافتة منذ تأسيس هذا الوطن المبتلى والمبتلين به – ربما ذلك فيضٌ من غيظ – يدفعنا أن نأخذ بصيغة الدولة المدنية الديمقراطية ، وقبل أتخاذها كنظام يجب الفرز بين الدولة المدنية العلمانيمن جهة وبين الدولة الدينية من جهة أخرى، وعلى ضوء ما ورد في أول البحث، فأن الدولة المدنية تقوم على أساس القانون وتتبنى النظام الديمقراطي وهي الدولة التي تقوم على أساس المواطنة ، أما العلمانية فهي المكملة للدولة المدنية الديمقراطية ، ولا نفاجأ بعاصفة أعلامية مناهضة من التيارات الدينية الأسلاموية والكتل السلطوية لكلمة " العلمانية "لكونها تبدو ثقيلة عليهم  ولأنها مرفوضة عند أصحاب الديانات السماوية ، ولتجاوز هذا المطب فليس من الضرورة ذكر الكلمة في مانشيست العنوان وأن الموضوع لا يشكل عائقاً لأن الكلمتين ( المدنية والعلمانية ) ذات مضمون واحد ، وأن كلمة المدنية أكثر مقبولية ،  ويكون النموذج المختار للدولة العراقية { الدولة المدنية الديمقراطية } . 
 الخاتمة/  وسوف أمرر موضوع البحث الذي هو رسم نموذج الدولة المدنية الديمقراطية للعراق المتأزّمْ – من خلال المدرسة الماركسية كي نرفد من مدرسته الثرة والثرية بعض الشذرات من أفكارهذا العالم والفيلسوف الأقتصدي الشهير.
وفي النظرية الماركسية للدولة:
لم يكن ماركس مجرد فيلسوف بل كان داعية ( لأنقلاب سياسي أجتماعي ) ،وشهد على ذلك أنشاؤهُ الجمعية الدولية للعمال في لندن عام 1868 ونادى بشعاره الأممي ( يا عمال العالم أتحدوا )
*-يرى ماركس أن الدولة الحديثة قد نشأت من الحاجة إلى تحجيم صراع الطبقات ولأجل منع هذا التصادم بين الطبقات ذات المصالح المتنافرة ، أتفقت ضمناً على أنشاء قوّة تسن لها القوانين هي ( الدولة) ، ولتكملة مفهوم الدولة أنّها بحاجةٍ إلى قوّةٍ تحميها ومصالحها فكونت لها ( جيشاً) ، ولأجل ديمومة السلطة ظهرت ( الضرائب ) ، ونتيجة لأنحسار المعركة النهائية مع الطبقة الثورية النامية من رحم الرأسمالية والتي وقع عليها الظلم الرأسمالي وهي الطبقة التي تقود عجلة ( العمل والأنتاج ) وهي طبقة البروليتاريا ، وينتهي الصراع بزوال الطبقة الشائخة نتيجة لأنتهاء أسباب وجودها --- كما زالت طبقة الأقطاع (ماركس- مؤلفه-الثامن عشر من برومير – لويس بونابارت ).
*فالثورة بنظر ماركس نقلة نوعية موضوعية مؤثرة في المفاصل السياسية والأقتصادية والجتماعية كالثورة الفرنسية المتمثلة بكومونة باريس 1789 والثورة البلشفية في أكتوبر 1917 **- أكد ماركس العلاقة الصميمية بين المجتمع المدني والدولة لكونهِ يمثّلٍ العلاقات المادية للأفراد وهو مجتمع الأنتاج والأقتصاد للطبقات الأجتماعية ، وأن التغيير المادي للتأريخ بنظرهِ : أن التأريخ لن يصنعهُ العقل المطلق ولا الرجال العظماء بمجهوداتهم لوحدهم ، ولكن تصنعهُ عملية تطور أجتماعي داخلي في كيان كل أمّةٍ مع صراع طبقاته وكذا في الأنتاج والثروة وأمتلاك وسائل الأنتاج .**-  ويقول في نفس المصدر( أن الدولة والبيروقراطية تشكلان أدوات لأدارة مجتمع مقسّم وآيل للسقوط عاجلاً أم آجلا)ً.
*وأعتبر ماركس : أن التفكير بأنعدام العلاقة بين توزيع الملكية وبنيان السلطة السياسية هو أمرٌ مستحيل ( البيان الشيوعي – ماركس أنجلس ) . **وفي نظر ماركس وأنجلس : أن الدولة المدنية ترتكز على أساسين مهمين هما : الأشتراكية العلمية والديمقراطية (ماركس – نقد برنامج غوته 1875 وكتاب الحرب الأهلية في فرنسا 1871 و أصل العائلة لأنجلس) .
*فتنصب آمال ماركس وتطلعاته المستقبلي على :1-أن المجتمع الرأسمالي سيتحول حتماً ألى مجتمع أشتراكي .2- التقدم الأنفجاري في النصف الأخير من القرن التاسع عشر لنسب رأس المال بأعتقاده هو الأساس المادي الرئيسي لمجيء الأشتراكية والذي لا مناصّ لها .3- أفهم العامل والشغيلة الكادحة بنظرية فائض القيمة بوسيلة أيضاحٍ سهلة ومبسطة ( أذاأشتغل القن أسبوعاً في مزارع الرأسمالي ، فأنهُ يوفي أجر عملهِ في اليوم الأول وستة أيام الباقية أنتاجاً مجانياً للمالك الأقطاعي ) .4- أنقاص يوم العمل لتفادي تضخّمٍ أنتاجية العمل . 5- العمل الأنتاجي التعاوني المتقن محلْ بقايا الأنتاج الصغير المبعثر . 6- وضع حد لعزلة الريف وما يعانيه من عزلة وتخلف وتوحش . 7- أتحاد الصناعة والزراعة لأن كلاً منهما يكمل الآخر .
والمطلوب من نظرية كارل ماركس --- يجب الأخذ بنظر الأعتبار – قدر أمكانية الظروف الموضوعية المحيطة ببلدنا وحكوماتنا ذات السياسات الغيبية بعد الأحتلال أن نؤطر دولتنا المدنية الديمقراطية ب{التخطيط المركزي والأشتراكية العلمية والملكية الجماعية لوسائل الأنتاج والديمقراطية المباشرة  هي الأفكار المركزية التي تشكل المفاهيم الماركسية للدولة الحديثة المدنية على أسس صلبة في جناحيها الأشتراكي والديمقراطي ، وعند رسم صياغة الدولة المدنية أقترانها بالديمقراطية ، وأبعاد ظاهة البيروقراطية عن مؤسسات الدولة لكونها – كما يقول ماركس- أنها من الطفيليات المدمرة للدولة ، كما يعاني منها المواطن اليوم }
الهوامش والمصادر:
-د/عامر حسن فياض-دراسة في أشكاليةمفهوم المجتمع المدني
- فالح عبدالجبار- الدولة والمجتمع المدني والتحول الديمقراطي في العراق – القاهرة 1995 ص42
- عزيز بشاره –المجتمع المدني- لبنان 1998 ص12
- محمد اسد – الأسلام على مفترق الطرق ص31
- أحمد فرج – جذور العلمانية ص109-112
- د/فتحي القاسمي- العلمانية أنتشارها شرقا وغربا ص47
- د/ صلاح يعقوب العلمانيون والقرآن – رسالة دكتوراه – جامعة الأزهر ص39
- ماركس – الثامن عشر من برومير لويس بونابارت،والبيان الشيوعي – ماركس أنجلس ، ولينين – ما العمل؟ ص12 ، وماركس – نقد برنامج غوته ، أنجلس- أصل العائلة- ماركس – صراع الطبقات في فرنسا 1848-1850 – ماركس / رأسالمالالمجلد الأول –لينين / الدولة والثورة / ترجمه موسكو 1970 – لينين / ما العمل ؟!ص12
- المورد –منير بعلبكي
- ويكيبيديا الحرة /أقتباسات بتصرف
*كاتب وباحث ومحلل سياسي عراقي مغترب


 

102


 
الفنان التشكيلي كاظم حيدر/ وأرجوانية ملحمة الطف في لوحة ( الشهيد ) للأمام الحسين
*عبدالجبارنوري
*ببليوغرافية الفنان التشكيلي " كاظم حيدر "1932 -1985
كاظم حيدر فنان تشكيلي عراقي من مواليد 1932 -1985 حصل على الليسانس في الأدب من دار المعلمين العالية عام 1957 ، ألتحق بعد تخرجه بمعهد الفنون الجميلة /القسم المسائي ، ودرس فن الرسم والديكور المسرحي في الكلية المركزية للفنون بلندن تخرج عنها عام 1963 ، وشارك في معرضه الشخصي خارج العراق بين 1965- 1969 ، وأسهم في تأسيس جمعية الأكاديميين عام 1971 ، وهو عضو في جمعية الفنانين التشكيليين ونقابة الفنانين ، وأختص بعدها بديكور المسرح فأبدع بهذا النمط الفني حيث أتحف بها فرقة المسرح الفن الحديث في مسرحية النخلة والجيران والشريعة وهاملت وبغداد الأزل والقربان وملحمة كلكامش ( نجم الدين والي /بغداد سيرة مدينة ) ، توفي الفنان كاظم حيدر في 24-كانون ثاني 1985 بمرض اللوكيميا وبهِ أكتب عن ذكراه الواحد والثلاثين .
ولوحة الطف التي تختزل أقصر واقعة في التأريخ وأطول ملحمة في البقاء وربما أنها لوحة مقنّعة من فنان يناضل لتخليص وطنه من الحكومات المستلبة لآدمية البشر ولآنّ الرسام يرسم ما يعرف لا ما يراه ، وهناك تجارب كثيرة لفنانين باقية في ذاكرة التأريخ مثل لوحة " ليلة النجوم " لفان كوخ 1889 ولوحة " الصرخة " لأدفارد مونك 1839  ولوحة " غرنيكا " لبيكاسو 1937 واللوحة المشهورة مستوحاة من قصف المدينة غرنيكا من قبل الألمان النازية ولوحات أخرى لا تقدر بثمن فلا يمكن بيعها مطلقا فقد وصل سعرها عام 2015 إلى ( 780 مليون دولار ) وهي لوحة "  الموناليزا " رسم الفنان الأيطالي والمهندس والمهندس المعماري  (ليوناردو دافنشي ) عام  1519 فاصبحت ملكا لمتحف اللوفر في باريس  .
كاظم حيدرولوحة الشهيد
لقد عبّر كاظم حيدر عن ذاته وأسلوبه الفني في لوحة أرجوانية  " ملحمة الطف " فهي لا تعني البكاء على الأطلال وأنما تعني أستحضار القيم والمباديء التي حصلت من قائد ملحمة الطف الأنسانية والثورية التي سطر لصفحات التأريخ ضروباً خيالية في الرجولة والأباء والفروسية وهويقول : مثلي لا يبايع مثله" وكم نحن بحاجة إلى(قلم) اليسار الثوري المثقف و( ريشة ) فنانين كبار في عالم مزج الألوان لمحاكاة الشعب العراقي المبتلى منذ تأسيسه واصحاب القرار اليوم يقفون في قفص الأتهام كشهود زور على غرق تايتانيك العراق وليسجل التأريخ لهم سطور العار في تقسيم الوطن وتشظيه إلى دكاكين أثنية وطائفية ، وببيعهم وطننا الشامخ ذي العمر الطويل في بازار الجملة بعد أن أشتريناه مفرداً بدماء شبابنا وتضحيات أجدادنا وسلفنا الأبي ، وحققوا مشروع بايدن عراب التقسيم .
-وقد ترجمت ريشة الفنان حيدر أيحاءات وهتافات رمزية اللوحة للوصول إلى أرادة الشعوب التواقة لمشروع (التغيير ) في أقوال الحسين: لا أرى الموت ألأّ سعادة  والحياة مع الظالمين ألآّ برما وسأما ( مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني ) .
فلم يركع الرجل حين تمزّقت رايتهُ ولم تنكس حين تمزقت أشلاؤهُ ولم يركع ولم يهن وأنطقْتَ اللوحة يا حيدر وهي تهمس أي جبلٍ أنت يا سيدي  الحسين ؟؟؟  .
- وقد جسّم لنا حيدر في أرجوانية ملحمة الطف توأمة وتوليفة تأريخية جذورها تحكي آيديولوجية الأستبداد والأستلاب الروحي والمادي لمجتمعٍ مثقوب الذاكرة قادهُ الحاكم الأموي بأسم الدين تحت فتوى الظلالة " الخروج عن طاعة الحاكم " فقلب حيدر معادلة تلك الحكومات الغيبية المتعسّفة وتلك الأمة المخدرة بأفيون الحكم الألهي .
- فكرة الشهادة تتجاوز في لوحات حيدر مضمونها الديني لتنفتح على عالم كان فيه البشر يغيبون سبب معتقداتهم وأفكارهم المختلفة ، ومن هنا تكمن أهمية لوحة الشهيد لتصبح صرخة أحتجاج الأولى والأخيرة حتى الآن في تأريخ الفن التشكيلي العراقي ، ففي معرضهُ الشخصي ( الشهيد) أستثمر صور واقعة الطف في طقوس مزج فيها بين الثناء على البطولة والشعور بالندم أستثمرها الفنان وهو يركب كائناته بطريقة تذهب بالحدث إلى أقصى معانيه الرمزية مستلهماً المرويات الشعبية ولكن بلغة بصرية مختزلة تسامت بالحدث إلى مستوى قيمتهِ الرمزية ، حتى أجمع نقاد زمنهِ من أدباء وفنانين { أن كاظم حيدر بلوحةٍ واحدةٍ غيّر مسار الفن في العراق } فأصبح كاظم حيدر فنان التحولات ( المدى / العدد 2973 --- 3-7-2014  رؤية كاظم الفنان التشكيلي تمثّلْ روح الستينات  ).
- فلوحة الشهيد  رؤية الفنان التشكيلي لروح الستينات وحتى الثمانينات ، وهي تمثلْ تمرد الفنان على الواقع التجريبي والتقليدي ، فهي ضرب من التقنيات المتطورة للعمل الكلاسيكي وهو القائل : " الأسلوب هو أنا ، وأني أعشق الغليان في الرسم والسرعة في التنفيذ ، وقوّة الخطوط وحدة الألوان وعنف الموضوعات "فأنجز لوحة الشهيد لما فيها من أقتحامية وجرأة في أدانة الباطل في ثورة الحسين ، ونبعتْ الفكرة عند حيدر من تفهمهِ فلسفة الفن كونها : ساحة آمنة للممارسة الديمقراطية وفتح أبواب الحرية .
الخاتمة/ للضرورة أن نتساءل : ما هو دور الفنان في المقاومة ؟
ولأنّ الفنون تشكل أرضية خصبة للتحفيز والأدراك بالأستلاب والمظلومية ، وأن بعض الفنانين المحليين والعالميين أستعملوها كأداة للثورة على الواقع المرْ لكونها تبدو قويّة بقوّة الكلمة وقدرتها على الأختراق ويقاوم بيد واحدة تحمل الريشة وهو يحاكي من يقاوم بيدين يحمل البندقية .
وأعتقد جازماً بأن الفن : هو كلُ ما يهزنا ليس بالضرورة كل ما نفهمهُ ، وكما يقول الفنان بيكاسو : أحبُ الفن الذي يضعني في مواجهةٍ وجودية مع نفسي ---- وتكون الأجوبة على السؤال المطروح :
1-لتحقيق التوازن النفسي في محاكاة الثوار بريشته التي يمسكها بيد واحدة .
2- تزويد التأريخ بلوحة فنية لا بكلمات وجمل أدبية لأن الرسام لا يرسم بعينيه وأنما بذاكرتهِ وخيالهِ ممزوجة بأحاسيسهِ .
3- يتمسك الفنان بالزمكنة حيث يقتحم الجغرافية والتأريخ في آنٍ واحد لكي يعبر عن ذاتهُ وعن ما يقدم للأمة من التحفيز والأثارة للوصول إلى ( التغيير ) ، كما رأينا في ريشة الفنان كاظم حيدر عندما أختار لوحة الشهيد لواقعة الطف بالرغم من تقادمها الزمني ورقعتها الجغرافية الواسعة والتي تشمل جميع العالم العربي والأسلامي وعكس اللوحة بألوانها المشرقة على عادة الأنطباعيين .
4- وقد يلجأ الفنان بلوحاته على محاكاة النفس البشرية  عندما يغيب الوعي بالواقع المستلب للأمة من قبل حكومات غيبية متعسفة .
*الببليوغرافيا : هي معرفة ما نشر عن الكاتب من خلال بيانات عن مصادر المعلومات المستقلة من أفلام وكتب  وهي وصف سيرة المؤلف والتأريخ وأعتماد الوثائق والمصادر لترصين البحث .
* كاتب وباحث عراقي يقيم في السويد
كتُبَ في الثاني من أكتوبر 2017

103
أضطراب الهويّة --- في أزدواجية الجنسيّة !؟
 

*عبدالجبارنوري

المقدمة/ في مفهوم أزدواجية الجنسية من الوجهة الثقافية والقانونية والفقهية تعتبر الجنسية رابطة سياسية وقانونية للفرد والدولة ، وتُصرفْ للفرد بموجب (عقد أجتماعي) بديباجة وطنية يطلب من الفرد الولاء ، وتتعهد الدولة بالحماية ، وعندها تكون الجنسية عند الحدود الفقهية والقانونية لبنةً أساسية في بناء الدولة وبها يتحدد الشعب كمقوّمْ أساسي في قيام الدولة ، فتعتبر الرابط القانوني الأساسي بين الفرد والدولة عبر ( الجنسية ) التي تحدد موقف القانون في الداخل وكذلك على المستوى الخارجي ، وما تحقق لهُ مراكز قانونية ، فالجنسية بهذا المعنى هي ركن أساسي من أركان الدولة وأستمرارها بمواطنيها والتابعين لها ، فالجنسية هي التي توفّرْ للفرد حقوقهُ السياسية والقانونية ، فهي الألتزام والأعتراف المتبادل بين الفرد وأرتباطه بوطن دولة ما  ذات سيادة ، وأشارت اللجنة الأمنية في البرلمان أن في مصادر القرار العراقي وفي مناصب رفيعة وسيادية يشغلون مناصبهم دون الأكتراث للدستور والقانون.
نص الموضوع / أن أزدواج الجنسية تعني حيازة الفرد جنسية دولة أجنبية بالأضافة إلى جنسيتهِ الوطنية ، والتكييف القانوني هنا للمشرّعْ العراقي تمّ التطرّق لهُ في الدستور العراقي الجديد لسنة 2005 في المادة 4/18 : ( يجوز تعدد جنسية العراقي وعلى من يتولى منصباً أمنياً أو سيادياً رفيعاً ( التخلي ) عن أية جنسية أجنبية أخرى مكتسبة ، ينظّمْ ذلك بقانون ) أنتهى.
وفعلاً نُظّمَ بقانون لشرعنتهِ ونشرهِ في الجريدة الرسمية ، بيد أن القانون لم ( يُفعّلْ) شأنهُ شأن القوانين الأخرى التي تجد لها مكاناً منسياً على الرفوف ويحجب نفسهُ بالغبار خجلاً من الناظرين ، والمفروض أن يتحتم على المسؤول التخلي عن جنسيتهِ الأجنبية ولكنها تتحوّلْ ضمن ورقة الأصلاح وهذا ما لا ترضاه حيتان الفرهود .
وأن بعض الدول تبيح أزدواج الجنسية وفقاً لمصالح سياسية وأجتماعية وسكانية واٌقتصادية كالنرويج وكندا وأمريكا وهولندا والسودان ولبنان مع ألزام أصحابها بشروط عدم قبولهم في الأجهزة الأمنية أو السلك الدبلوماسي أو القضائي أو الترشيح للأنتخابات
بعض من المسؤولين من يحمل جنسية دولة أجنبية وهم يزاولون مناصبهم السيادية والأمنية بالرغم من الدستور والقانون :

الأسم             الوظيفة            الجنسية
فؤاد معصوم          رئيس جمهورية             بريطاني
بهاء الأعرجي        نائب رئيس الوزراء         بريطاني
حسين الشهرستاني     وزير                     كندي وأمريكي
نسنسيةأسامه النجيفي          نائب رئيس الجمهورية     كندي وأمريكي
أبراهيم الجعفري       وزير                     بريطانا
أياد علاوي            نائب رئيس جمهوريه        أمريكا
صالح المطلك        نائب رئيس الوزراء         بريطانيا
روز نور شاويش     نائب رئيس الوزراء        أمريكا
عادل عبدالمهدي      وزير                       فرنسا    
سلمان الجميلي       وزير                       أمريكا
حيدر العبادي       رئيس الوزراء              بريطانيا
محمد الدراجي         وزير                   بريطانيا
علي محسن العلاق       محافظ البنك المركزي        كندي
سليم الجبوري        رئيس البرلمان           قطر
هوشيار زيباري           وزير                بريطانيا
قاسم الفهداوي             وزير               قطر
ماجد النصراوي          محافظ البصرة      استراليا
خضير الخزاعي         وزير                كندا
التداعيات والآثار السلبية لهذه الظاهرة
-المشكلة ليست فقط داخلية بل ترقى أن تكون عالمية . – مشكلة تحديد حقوق وواجبات متعدد الجنسية فهو أمام مسؤوليتين في أداء الخدمة العسكرية ودفع الضرائب . – صعوبة تحديد مكان ثابت لتواجدهِ ومكان أستقراره . – ولنفرض نشوب حرب بين الدولتية يحمل الشخص جنسيتهما ، فأي جانبٍ يقف الشخص المزدوج الجنيسية .؟ - الآثار الفردية عند فقدان الشخص لجنسيته الوطنية يعامل معاملة الأجنبي على مستوى الحقوق المدنية والسياسية وأنتقاله وحركتهِ عند الحدود الدولية فيخضع لأجراءات كأجنبي في خروجه وأقامتهُ . – وفي حالة الآثار الجماعية في حالة أسقاط الجنسية الوطنية أو الأجنبية تقع الأسرة في أشكالات يفسرها الباحث الأجتماعي بالأرباك السوسيولوجي الجمعي . – ومن تداعيات السلبية لأزدواجي الجنسية وهم يمارسون وظائفهم في مراكزهم الحساسة يختفي الولاء للوطن وقد يكون عيناً تجسسيا على وطنهِ الأمْ . – وعند حسابات الديمقراطية العرجاء يدخل النائب هذا المجلس التشريعي المقدس وهو ملوّثْ بالبمحاصصة العرقية والطائفية والمناطقية لأنهُ أختير من قبل كتلته أو حزبه وهو يحمل جنسيتين فيكون من السهل جدا في الألتحاق بدولته الثانية  حاملاً من  المال العام الأرقام المرعبة وا لخيالية ، كالمدان أيهم السامرائ وزير الكهرباءالأسبق لدورتين فرّ من السجن بواسطة شركة أمنية أمريكية  سنة 2004-2005 ألى موطن جنسيته الثانية أمريكا، والمدان وزير الدفاع الأسبق " حازم الشعلان " بعد الأحتلال 2004 أتهم بسوء التصرف بالمال العام ، ولجأ إلى جنسيته الثانية الأمريكية ، والمدان الهارب عبد الفلاح السوداني وزير التجارة الأسبق  والذي لجأ حيث موطن جنسيته الثانية بريطانيا ، والمدان ماجد النصراوي محافظ البصرة وهو الآخر لجأ إلى موطن جنسيته الثانية أستراليا .
المعالجة /أولاً/ من الحل ليس صعباً على الحكومة التحري عن مزدوجي الجنسية ليس بالأتصال بدول العالم بل من كومبيوتراتهم في المغادرة والدخول وأذا أستصعب ذلك أخذ المعلومات من ضباط السفر في المطارات والمنافذ الحدودية . – كان لابد من وضع بديل معيّنْ في النصوص القانونية والدستورية بمعاقبة كلٍ من يخفي جنسيته الأجنبية بحرمانهِ من كل درجاته وحقوقه المادية التي أكتسبها ، والذي يبقى من هؤلاء بعد تفعيل قانون أجتثثاث أصحاب الجنسية المزدوجة فهو ( حانث) باليمين الدستوري عندها تسقط عنهُ التقية الساسية ، وللمزيد من الدقّة وعلى الحرص الوطني تلجأ الحكومة إلى التكييف القانوني من خلال أصلاح النصوص الدستورية بقانون ملحق يفسر الغموض ، ويمكن توظيف النصوص القانونية بطريقتين :1- : الوفاق قبل حصول الأزمة طبقا للحكمة ( الوقاية خيرٌ من العلاج ) ، 2- : الأتجاه العلاجي بعد حصول الأزمة . – ثانيا/ سن القواعد القانونية للتعامل مع الأزمات السياسية في العراق ، والمقصود بالأزمة : هي الأختلال المفاجيء في المنظومة الطبيعية للجماعة البشرية على نحوٍ يؤثر تأثيراً سلبياً في النواحي السوسيولوجية الجمعية ( الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والثقافية ) مما تشكل تهديداً خطيراً لأهداف أو قيمّْ أو معتقدات أو ممتلكات الأفراد أو المنظمات ، فهي تخلْ بالأشتراطات الأساسية التي تقوم عليها نظام الجماعة ، ويكون الحل والعلاج القويم في أعتماد منهج متغيّر يقوم على أعتماد روح النص لا تحريفهِ  ، ثالثاً / دراسة نماذج وتجارب دول عربية في هذا المجال والتي تجاوزت الكثير من سلبياتها وتداعياتها مثل : النموذج اللبناني وما فعلهُ الأعيان حين ألتزموا بروح التعديلات الدستورية وأستقالوا لكون عضويتهم سقطت دستوريا لحملهم جنسيات أجنبية وكان ممكناً لبعضهم أن يخفي جنسيتهُ الأجنبية حتى يبقى ، ألا أنّهم لم يفعلوا وأختاروا أحترام التعديلات الدستورية ، التجربة الجزائرية : تعطى ستة أشهر فرصة لشاغلي المسؤوليات العليا ، فعلى هؤلاء حسم أمرهُم خلال هذه الفترة المحددة  ، التجربة الأردنية : هنا المشرع الأردني يقف بحزم أمام ظاهرة الجنسية المزدوجة فيذهب أبعد حيث شرّع قانون يحتم على من يتقدم للحصول على الجنسية الأردنية التخلي عن أية جنسية أجنبية أخرى يحملها منعاً لوقوعهِ في حالة أزدواجية الجنسية ( غالب علي الداوودي – القانون الدولي – الجنسية –دار الثقافة والتوزيع – عمان 2011 ص 134) ----
............................
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كتب في 27 من ايلول 2017

 

104
الأرتها ن للأستيراد ----   نكسةٌ للسياسة الأقتصادية
*عبدالجبارنوري
المقدمة/البحث في مثل هذا الموضوع الحساس والمهمْ لكونهِ لهُ علاقة مباشر بالسلة الغذاية للشعب وتداعيات خطرة في العناصر الأقتصادية وأبعادها المستقبلية ، ويعد الأستيراد والتصدير العمود الفقري للأقتصاد القومي والوطني ، فقد تعرضت السياسة الأقتصادية في البلاد قبل 2003 ألى صدمات ومشاكل وأختلالات نجمت من الحروب العبثية وأكتساح الكويت والحصار الأقتصادي على الشعب العراقي أذ بان النظام الشمولي الصدامي ، وما تعرض لهُ البلاد بعد 9 نيسان 2003 من أخفاقات وفشل في أدارة البلد برمته بما فيه السياسة الأقتصادية من عشوائية في غياب سياسة أقتصادية ممنهجة ومبرمجة لوضع البلاد والعباد على السكة الصحيحة ، ولا شك أن جميع هذا الكم من الكبوات والأختناقات الأقتصادية تتطلب جهداً وطنياً تحت شعار ولاء وطني بدل الولاء الكتلوي والفئوي الحزبي بشأن الأقتصاد العراقي وتشخيص أمراضهُ والبدأ بالمعالجة الوطنية الرصينة في تقديم حلول أو مقترحات (بديلة ) لمواجهة مقوماتها وتفاعلاتها الرئيسة ، وأن العراق تحوّل إلى مستهلك كبير للمنتج الزراعي رغم أمتلاكهِ كل العوامل الرئيسة لتجعلهُ البلد الزراعي الأول في المنطقة .
والأمر الخطير الواضح اليوم هو أغراق السوق العراقية بكمٍ هائل من المنتجات من دول الجواروالعالم( أيران بالدرجة الأولى وتركيا بعدها ودول الخليج ومن الصين ) ، وليس بالضروري أن تكون البضاعة جيدة المهم هنا الربح فقط ، وبلغت نسبة المنتجات المستوردة 96 %أنها نسبة خطيرة فعلاً بجعل الأقتصاد العراقي مرتهن وأسير سياسات الدول الخارجية ، بسبب السياسات الخاطئة التي تبنتها الجهات الحكوميةالمختصة في أدارة هذا القطاع وغياب الدعم والمساعدة ، والعراق يستورد أكثر من 75% من المنتجات الزراعية من أيران ثم تركيا ومصر والسعودية ، يقدر مبالغ الأستيراد السنوية للعراق ب( 30 ) ملياردولار وحو رقمٌ خيالي بالنسبة لأية دولة نامية .
مميزات الأقتصاد العراقي بعد السقوط
/أقتصاد أحادي ريعي في الأعتماد على النفط بنسبة96% ، يعتبر العراق دولة ريعية منذ تأسيسه في عشربنات القرن الماضي وقد تبدوكلمة الريعية تبشر بالنماء والأزدهار ولكنهُا مسكناً مؤقتاً في تلبية الحكومة لمتطلبات الناس بسهولة ، فغياب التخطيط الأستراتيجي بعدم أمتلاك الدولة للخطط الأقتصادية المستقبلية . – قلة الخبرة وراس المال والكفاءة وخاصة في القطاع الزراعي .- الأرث الثقيل من المسؤوليات المستلمة من النظام الشمولي السابق من مغامرات القائد الرمز الذي أوقع العراق تحت البند السابع لأجتاحه الكويت ودفع المبالغ المليارية التعويضية لها .- أرتفاع مؤشرات التضخّمْ النقدي بسبب الكساد الأقتصادي وأنتشار البطالة وأرتفماع نسبة المديونية مع مظاهر الفسادالأداري والمالي . – التلاعب بمصير الأحتياطي النقدي وكميات الذهب ومزاد العملة وتبييض الأموال والتي هربت أكثر من 480 مليار دولار منذ2003 لحد الآن .- عدم خضوع جميع المنتجات المستوردة إلى ضوابط ضريبية وكمركية .- قلة مساهمة القطاعين  الصناعي والزراعي في الأقتصاد العراقي الحاضر والمستقبل حيث تكون مساهمة الصناعة 1% والزراعة 3% .- ضعف العامل الأستثماري في عموم البلاد ، وفوبيا رأس المال في أقتحام هذا المجال وهو المعروف أصلاً بأنهُ جبان .
الآثار السلبية لتداعيات سياسة الأغراق التجاري
مفهوم الأغراق هو أدخال السلع الأجنبية بسعرٍ أقلْ من سعر تكلفتها أو بأقل من سعر البضائع الوطنية ، وأن الأغراق سلوك تجاري غير عادل ، ربما يرقى إلى عمل تخريبي مقصود ، ويمكن عرض بعض التداعيات المدمر والمؤثرة على الأقتصاد العراقي :
-وصلتْ نسبة سياسة الأغراق في السوق العراقية إلى 95% وشملت آثارها السلبية إلى القطاع الخاص والعام على السواء حيث حيث اصيبت الصناعات العراقية بالشلل التام جراء الأغراق المتعسف أضافة ألى أنها دفعت فاتورات عالية لشراء الوقود ودفع الضرائب العالية وأرتفاع الأيجارات وأجور الأيدي العاملة ، وأزدياد عدد العاطلين وأرتفاع نسبة الفقر .- أنخفاض موجودات النقد الأجنبي الذي هو غطاء للعملة المحلية .- تعرض السوق الصرفي إلى فوضى أستيرادية مما أمتدتْ تلك التأثيرات للنظام السياسي والأقتصادي والزراعي المحلي .- أضطراب الميزانية العامة وتأثيرها المباشر على الخطط المستقبلية لأقتصاد الدولة .- أن الدولة الريعية تبقى رهينة الريع الطبيعي وتختفي فيها الأنشطة الأقتصادية المساهمة في مداخيل الميزانية ، وعدم حدوث أي توسع في القاعدة الأنتاجية للأقتصاد عن طريق التصنيع والتنويع في مصادر الدخل ، وشلْ قدرات الدولة المسؤولة اصلاً عن ضخ المبالغ الكبيرة من رأس المال وتدويرها بالأقتصاد الوطني وأعطاء الأنطباع بالرفاه والأزدهارالأقتصادي .- وكذلك من عيوب الأقتصاد الريعي تمتلك الدولة فوائض كبيرة من رأس المال تحاول بالبيروقراطية الأقتصادية أن تجعل أساليب الأنفاق العام تحت هذه الظروف الملتوية وبالتالي تؤدي ألى نتائج عكسية تعوّق عملية تقدم وتطوّرْ النظام الأقتصادي والأجتماعي . – وكارثة الأقتصاد الريعي تضخ الأموال الطائلة وتستعملها الحكومة كمخدر وأمتصاص النقمة وعدم الرضا بينما في الوجه الآخر تؤدي إلى تشجيع الأستيراد وطرد العملة الصعبة التي حصلوا عليها من النفط .- تعرض الدولة النفطية الريعية إلى أضطرابات أقتصادية ما دامت لها أرتيباط مع السوق العالمية ، وخير مثال هبوط سعر البرميل من ال نفط الخام من 110 دولار أللى أقل من خمسين دولار .- الريع لا ينحسر أثره على المجالات الأقتصادية والأجتماعية والتجارية بل تشمل أخلاقيات العمل في أنتشار الأتكالية وتضخّمْ الجهاز الأداري البيروقراطي ، وعلى الأغلب تنشأ حكومات دكتاتورية وراثية كما هو الحال في دول الخليج للسيطرة الأسرية على هذه الثروة .- حوذل المزارعون أراضيهم إلى مشاريع أخرى حين لم يجدو حلاً فمنهم من حوّلها إلى مخازن وورش تصليح السيارات وآخرين عملوا على تقطيعها وتحويلها إلى أراضي سكنية
الأسباب
- سياسة السوق المفتوح أدى إلى أغراق العراق بسلعٍ رخيصة مبتذلة لا يراعى فيها عامل الجودة ولا الأكسباير ، حتى بعض الأحيان غير صالحة للأستهلاك البشري ، والطامة الكبرى من أن تكون مسرطنة وملوّثة بالأشعاع --- طالما يفتقد المستهلك ثقافة السوق وأتباعهِ هوساً شرائياً  كانت البضاعة عراقية ام أجنبيةً لربما يرجع إلى أرتفاع الدخل والأنعاش الأقتصادي لديه.- تردي الوضع الأمني في حماية المستثمر ورجال الأعمال والمقاولين من الأبتزاز والخطف والفدية .- الأقتصاد الأحادي الريعي بالأعتماد على النفط بنسبة 96% .- تضر قطاع الزراعة بشكلٍ كبير وواسع بسبب أعتماد البلاد على أغراق السوق المحلية بالمنتوج الأجنبي من الخضروات والفواكه ، وأن العراق يستورد أكثر من 75% من تلك المنتجات الزراعية من أيران وتركيا ومصر تكلف الخزينة العراقية أكثر من 24 مليار دولار سنوياً ، فهذه السياسة الأقتصادية العوجاء حوّلتْ البلد من نافذة لبيع منتوجها الزراعي المحلي الوطني إلى منافذ لبيع المنتجات الزراعية المستوردة ، مما أضطر الكثير من المزارعين بيع أراضيهم في ظل غياب الدعم الحكومي للقطاع الزراعي ، فآلاف الدونمات التي كانت مخصصة لزراعة الرقي والبطيخ والطماطة والخيار منذُ عشرات السنين لم تعدْ منتجة اليوم وغير قادرة على منافسة المنتوج المستورد . – توقف الدعم الحكومي للفلاح بعد 2003 وهو بحاجة ماسّةٍ لوسائل تحسين المنتج الزراعي من بذور محسّنة وأسمدة ومكننة الزراعة وأصلاح التربة وشق قنوات البزل لتصريف ملوحة الأرض ، ولم تستفد الحكومات من فقرات الدسنتور العراقي 2005 الذي رسم هيكل الشكل الأقتصادي العراقي وفق العولمة الحداثوية ، ومع كل الآسف أنّهُ نظام تخبط عشوائي لا هو أشتراكي ولا هو رأسمالي ، وقدرهُ أن يقع تحت تأثير التغييرات الداخلية والأقليمية والدولية . – الحروب الداعشية منذ 2014 ولحد الآن والعراق يستنزف مادياً وبشرياً .- فتح الحدود العراقية على مصراعيها أمام طوفان البضائع الأجنبية مما أدى إلى أغلاق أبواب المصانع العراقية والتي أدت إلى نفاقم أنتشار البطالة والفقر .- أتخام السوق العراقية بالبضاعة الأجنبية ومنتجاتها وفي ظل غياب آليات حماية الصناعة المحلية وتخلف تقنيات الأنتاج ، وعدم فرض قانون ( التعريفة الكمركية ) على البضائع المستوردة ، وتخلي الكثير من المزارعين عن أستصلاح أراضيهم ، أضافة إلى عامل التصحّرْ الذي غطى مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الزراعية .- غياب الطاقة الكهربائية الكافية للتشغيل ، وأنحسار الأمن وخاصة في أطراف المدن حيث وجود الصناعة ، مع قلة الخبرات اللآزمة للنهوض وغياب مشاريع البناء والأعمارحالتْ دون تطوير المنتج العراقي .
المعالجة / - تفعيل دور القطاعات الزراعية وبث الروح في الصناعات المتوقفة خاصة التي تعتمد على المواد الأولية للأنتاج والتصديركالقطن والتمور وقصب السكر . – معالجة الوضع الأمني ومحاربة الفساد الأداري والمالي . – توسيع وتشجيغ فقرة الأستثمار وفتح المجال امام القطاع الخاص بالمشاركة الفعلية في عملية النهوض التنموي بشرط أزالة البيروقراطية والروتين الممل . – تفعيل دور الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ووضعها تحت المراقبة في تدقيق المواصفات العالمية على البضائع المستوردة . – ضبط المنافذ الحدودية وتفعيل القوانين العقابية والتأديبية لأجتثاث الرشوة والأبتزاز والفساد ألداري .- الحكومة مطالبة بمنع أستيراد الخضروات ، وألزام جميع المنافذ الحدودية – بما فيها منافذ الأقليم لهذا القرار حماية المنتج المحلي وتشجيع المزارع على الأستمرار بمهنة الزراعة . – دفع مستحقات المنتجين فوراً وبدون مماطلة وتأخير لكي لا تفقد الحكومة ثقتها وهيبتها لدى الشعب العراقي ودعم الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية وخلق مجالات تنافسية محلية والسيطرة على السوق والأسعار . – غزو المنتجات الزراعية المستوردة للبلاد وبهذا الشكل المخيف اجبر عدد كبير من المزارعين مغادرة المهنة وكذلك  بسبب السياسات الخاطئة التي تبنتها الحكومة المركزية المختصة في أدارة هذا القطاع وغياب الدعم والمساعدة خصوصاً بعد 2003  . – أيقاف هذا المد التجاري المستورد بواسطة تفعيل القوانين الضريبية والكمركية لغرض حماية المنتوج المحلي ، وأعفاء القطاع الخاص من الرسوم الكمركية على المواد الأولية التي تدخل في التصنيع . – وكان لأصدار ( أجازة أستيراد ) عملاً رائعاً من غرف التجارة والمطلوب ألزام التجار جميعاً بأقتناءه والعمل به عند التصدير والأستيراد ونشره بشكلٍ واسع والأهتمام به أعلامياً . - أنشاء مراكز التدريب والتأهيل المهني المستمر وشمول تدريب الأيدي العاملة العراقية وزيادة مهاراتها .- وأعتماد خطة بعيدة المدى للنهوض بأقتصادنا الوطني عموماً وتخليصه من الأحادية .- تحريم الغش الصناعي وفرض العقوبات الرادعة لمن يلجأ أليها .- نشر ثقافة العمل بأحترامه وتقديسه . – وضع حد لسياسة أغراق السوق المحلية بالمنتوجات الأجنبية ---- وأخيراً حبذا لو نأخذ بنماذج دولية نجحت في مجال التصدير الزراعي والصناعي والغذائي وتنويع مصادر الدخل ودعم أنتاجنا الوطني ----
المصادر والهوامش
*د/أبراهيم كبه – نظرية التجارة الدولية 1953/ * كارل ماكس-نقد الأقتصاد السياسي- ترجمة أنطون حمصي 1970
*د/أبراهيم كبه-النفط والأزمة العالمية 1956 /* ميزان المدفوعات – وزارة المالية العراقية /*نظرية كينز – أقتباسات بتصرف .
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كًتب في 24 من أيلول 2017

105

 
" أيرما " ... ضيف ثقيل على ولاية فلوريدا!؟
عبدالجبارنوري
أعصار أيرما Irmai هو أعصار أستوائي قوي للغاية أجتاح جزر الكاريبي ماراً من وسط كوبا مكتسحاً أغلب جزر المنطقة متجهاً  نحو الجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ضاربا ولاية فلوريدا في ليلة الجمعة ويومي السبت ونهار الأحد  ل 37 ساعة متواصلة ، وشملها الأقوى من ناحية الحد الأقصى للرياح المستدامة في المحيط الأطلسي ، مما جعلهُ أقوى أعصارأستوائي عالمياً في 2017 .
أن لعلم الجغرافية المناخية والرصد الجوي المستمر لوكالات الأنواء الجوية المرتبطة بوكالة ( ناسا ) الفضائية تفيد : أن العامل الرئيسي في التغييرات المناخية يعود إلى الدور الذي لعبهُ الأحتباس الحراري في تدفئة مياه المحيط ، وفي جعل هواء الأمطار أكثر رطوبة ، وأرتفاع منسوب مياه البحار ، وذويان الصفائح الثلجية في القطبين والذي أدى إلى شدة العواصف وأرتفاع درجة سطح المحيط الأطلسي فوق 30 درجة مئوية وهي درجة الحرارة قادرة على تعزيز أعصار من الفئة الخامسة ، وصلت سرعة الرياح في مركز الأعصار إلى 300 كم/ساعة ، وأشارت دائرة الأرصاد الجوية الأمريكية ليوم الأثنين 11-9-2017 ألى أن الأعصار يواصل تحركهُ في الأتجاه الشمالي الغربي بسرعة 26 كم/ساعة محملاً برياح سرعتها في الوقت الحاضر 200كم/ساعة ، وتبين ان الأعاصير الأربعة أيرما وهارفي وخوسيه وكاتيا مصدرها واحد وُلدتْ من الجانب الآخر من المحيط الأطلسي بالقرب من دولتي السنغال وموريتانيا (أعصار أيرما من محطة الفضاء الدولية على اليوتوب – بالأنكليزية ) .
لحق الأعصار بمروره في البحر الكاريبي أضراراً كارثية هائلة بلغتْ 95% من الجزر وأزداد الناس هلعاً وهي تشاهد أصور حيّة من مسبار كامراتها العملاقة الدقيقة الرصد لأقوى أعصار أستوائي في التأريخ يتجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية ،  وأن أيرما يمتص المحيط في جزر البهاما ، وأستمر مسارهُ وبسرعة فائقة نحو الجنوب الشرقي الأمريكي وبالذات ولاية فلوريدا ، وكتبتْ كبريات الصحف الأمريكية محذرة الحكومة والناس " أن أعصار أيرما سوف يدمر أمريكا ويعيدها ألى العصور التأريخية السحيقة " فقد وصل هذا الضيف الثقيل عصر الجمعة الحزينة ويوم السبت ونهار الأحد ل37 ساعة مرعبة مسببة غرق الشوارع والطرقات وأقتلاع الأشجار من جذورها ، وتشريد الملايين من الأشخاص ( حسب شركة أبحاث أنكي لتحليل البيانات ) فكان أكثر الساعات المروعة والمرعبة في فلوريدا وهي تغرق بطوفان سونامي شبيه للسونامي الياباني ووابل من الأمطار الغزيرة وأرتفاع أمواج البحر لعشرة امتار وتشريد أكثر من ستة ملايين فرد ،وتطاير السيارات والأشخاص وخسائر أكثر من 200 مليار دولار ، وظهور أسماك قرش فتاكة وتماسيح قاتلة في شوارع ميامي التي تبعد عن مركز العاصمة 150 كم بفعل أعصار أيرما وتتحول مدينة فلوريدا إلى مدينة أشباح ، وتضرر – بسبب هذا الأعصار -  نحو 2-1 مليون شخص حتى الآن والرقم مرشح للزيادة في الخسائر المادية إلى أكثر من 300 مليار دولار(الأرشيف التوجيهي لأعصار أيرما)
 وهنا لعبت ثقافة المواطنة الأمريكية في أنضباط الأفراد وعدم تدافعهم وتعاونهم مع السلطات المحلية و تدخل الجيش الأمريكي وحشّد آلافاً من قواته بنشر سفن وسياراتٍ كثيرة للأنقاذ والمساعدة في عمليات الأجلاء والأغاثة  لأكثر من ستة ملايين أنسان ونقلهم بحافلات معدة مسبقا إلى أماكن أمنة مؤقتة وأعلنت الحكومة حالة طواريء في فلوريدا وجورجيا وكارولينا الجنوبية وفرجينيا ، لا كما حدث تدافع الزوار على جسر الأمة عند الأعظمية في 2011 وموت أكثر من ألف عراقي أو كما قُتل  المئات من الحجيج في مكة في السنة الماضية بسبب التدافع والهلع الغير مبرر، ونجحت الحكومةالأتحادية والحكومة المحلية في أمتحان الطبيعة المتمردة رافعين شعار التحدي " اليوم حربٌ ضد أيرما وغداً معالجة دماره "  ومن تداعيات هذه الأعاصير المدمرة ضرب العنصر السياحي في الصميم وخاصة في كوبا وجزر الكاريبي وفلوريدا
وأخيراً/ اللهم لا شماتة بهذا العقاب السماوي لأمريكا عدوة الشعوب وقاهرة العباد والدول المنهزمين  بسببها نفسيأً وفكرياً وعسكرياً وعاجزين عن حماية أبناء ونساء الأمة في روهينما وفلسطين واليمن وسوريا والعراق ، فهل تتعض أمريكا وأرواح ضحايا القنبلة النووية على هيروشيما وناكازاكي ،لا زالت أشباحها تطاردهم ، ولعب مخابراتها القذرة في مصائر الشعوب المضطهدة في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق أسيا والشرق الأوسط في تحريض عملاءها في أثارة النعرات الطائفية والعرقية كما في العراق اليوم وصبْ الزيت على الحرائق  الطائفية والأثنية الموقدة بين فئات الشعب والحكومة المركزية في العراق ، ودعم ملوك الكراهية السعودية والأمارات الحاقدة على البشرية لسحق الشعب اليمني ، فلعنات الضحايا تلاحقهم من الدماء والجنائز والمقابر المجهولة في العراق المحتل  ----
كُتب في في أيلول 2017

106
 
طوفان --- العشوائيات
المحور/ دراسة بحثية
*عبدالجبارنوري
توطئة/ عيناكِ يا بغداد منذُ طفولتي شمسان نائمتان في أهدابي . بغداد طرتُ على حرير عباءةٍ وعلى ضفائر زينبٍ وربابِ . لم أغتربْ أبداً فكل سحابة بيضاء فيها كبرياء سحابي . ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي فهواكِ لا يكفيهِ ألف كتابِ (شاعر الياسمين-نزارقباني ) ، كانت بغداد ولا تزال هي المد بدون جزر وهي البدر بدون محاق وهي المن والسلوى تلك هي بغداد حبيبتي التي عشقتها ، عبث بها الحصار الظالم والحروب العبثية لنظام البعث الشمولي ، ولوّثتْ  قوى الظلام الداعشية جدران صومعتها المقدسة ، وباعها جملة من سموا أنفسهم ( للنكتة) بالسياسيين بعد السقوط ، جُلّ هذهِ الجروح العميقة والغائرة لم تسقط بغداد لكون جيناتها سومرية وأكدية وآشورية غائرة جذورها في أعماق التأريخ ، لا ضير حين تنفض عن نفسها غبار الزمن ، وتقف شامخة كنخيلها الباسقة لتحيا اليوم كرنفال الأنتصار على أعتى شراذم الأرهاب الداعشي ، وتعيشُ حاضرها في معالجة الأشكالات الداخلية ، في البناء والأعمار ومواجهة مشكلة  " السكن العشوائي " .
الموضوع / يقصد السكن العشوائي أوتسمى بالمناطق الغير آمنة ، وهي المناطق التي يُرى أنها تمثّلْ تهديداً لحياة السكان وصحتهم وأنهُ ظاهرة نمو الأسكان الحرْ ، وذلك من منطق محايّد ، فقد نشأ بأرادة كاملة من الشعب ، وتنمو طبقأ ًلأنماط محددة ومتكررة ولا تتغيّر تقريباً ، سواءاً بالنسبة لتخطيطها الخيطي وعروض شوارعها أو أبعاد قطع الأراضي فيها ، وقد أستُعمل التعبير العشوائي الغير رسمي لكونه بدون تراخيص رسمية ، فهذه المجمعات ناشئة من تجاوزات على أملاك الدولة من أراضي وحدائق عامة وبساتين النخيل وأراضي زراعية ومعسكرات ،فهي موزّعة في الزعفرانية وبغداد الجديدة والشعب و9 نيسان ، أما بالنسبة للخدمات العامة فأن هذه المناطق تعاني من قلّة معاني الخدمات العامة وسوء حالة الموجودة منها وعدم كفاءتها في تأدية المطلوب في معالجة عشوائية التوزيع ، فهي مشكلة ذات أبعاد ، أقتصادية وأجتماعية تعبّر بوضوح عن عجز الحكومة الأتحادية والحكومات المحلية عن مواجهتها وحلّها ، وأظهرت نتائج المسح الشامل للعشوائيات في العراق والذي نفذهُ الجهاز المركزي للأحصاء بالتعاون مع مديريات البلديات في المحافظات عام 2013 : أن عدد سكان العشوائيات على مستوى محافظات العراق – عدا أقليم كردستان -  والبالغة  34688 مسكناً بنسبة قدرها  3-7% من أجمالي عدد سكان العراق يسكنون العشوائيات ، في حين سجلت بغداد الأعلى في عدد سكان العشوائيات بلغت 1/ 31% تليها البصرة بنسبة  41% ، تشوهتْ وجهها الجميل بهذه العشوائيات المقززة بعد أن كانت في أبهى صورها فشوهها المخربون الجهلة والطامعون فأصبحت في ظل هّذه العشوائيات تعيش فلتاناً أمنياً تجوب أزقتها الحلوة عصابات الحواسم والبلطجية ، وقد تجاوز ساكنو العشوائيات مليونين ونصف المليون في نشرة وزارة التخطيط وحصة بغداد منها أكثر من 40% ما يقارب 800 ألف نسمة ، وقد وصل عدد العشوائيات في بغداد ألى 235وأرتفع الرقم نهايات 2017 ألى 350 منطقة عشوائية  عدد ساكنيها 700 نسمة أي 280 ألف في كل عشوائية (حسب آخر تقريرلمجلس محافظة بغداد 2017 )، والساكنين من فئات مختلفة وبالأخص من الطبقات الفقيرة تعمل ليومها لأجل الخبز وسقفٍ يحميها ، وهم من أصحاب الدخل المحدود قد تحصل على 5 دولارات في اليوم وأحياناً قد لا تحصل !؟ ، وأن العراق يحتاج ألى أربعة ملايين وحدة سكنية للأنفجار السكاني في السنوات العشرة الأخيرة ، أذ تشهد البلاد نمواً بمعدل 3-4 % سنوياً مما أدى ألى تشظي الدور السكنية وتقسيم قطعة الأرض تنازلياً للوصول ل50م2 في العشوائيات والتجاوزات ، وتعد ظاهرة العسشوائيات من أكثر القضايا المهمة نظراً لما لها من أنعكاسات سلبية أجتماعية وأقتصادية وأمنية تهدد أمن وأستقرار المجتمع ، وأصبحت معالجتها مطلباً ملحاً تتطلب تظافر جميع الجهود للحد منها ، حيث تحتاج بغداد ألى المزيد من الدراسات والسعي لتدشين " عقد أجتماعي " جديد  على طريقة الرئيس الأمريكي : روزفيلت " ؟؟ * !؟.
الأسباب/1*-من أكبر أسباب ظهور ونمو مناطق الأسكان العشوائي في العراق: الهجرة من الأرياف ألى المدن ، وخاصة للعاصمة بغداد فتتشعبتْ منها المؤثرات السلبية المباشرة والغير مباشرة في الأضافات السكانية . *- كما أن الكثير من الأجراءات لم تتُخذْ في مواجهة ظهور وأنتشارمناطق الأسكان العشوائي . *- أضافة ألى عدم وضع المخططات الهيكلية والتفصيلية للمدن الكبرى أو أحكام الرقابة على شاغليها ، كذلك عدم أتخاذ الحكومة أجراءات رادعة نحو هذه الظاهرة المخيفة منذ بداياتها لوقفها وخاصة بعد الأحتلال الأمريكي 2003 ، وضعف هيبة الحكومة المركزية والفلتان الأمني .*- شجعت الأسباب السياسية على أنتشار تلك العشوائيات في أهتمام الحكومات المتعاقبة عبر السنوات الطويلة بتنمية الحضر وأهمال الريف العراقي ، مما دفع الكثير من أبناء الريف لسوء الأحوال الأقتصادية ألى المدن الكبرى وخاصة للعاصمة بغداد للبحث عن فرص عمل .
*خصصتْ الحكومة الأتحادية في 2014 ستة مليارات دولار لغرض الأسكان في المحافظات ومنحت 421 أجازة أستثمار في قطاع الأسكان لكن الفسادى المستشري الواسع حال دون تنفيذ أية مشاريع ، وأن حلحلة هذه الأشكالات تكمن في التخفيف عن ظاهرة الفقر ، فكانت مكانتها في موازنة 2014 في الأولوية أيضاً بتخصيص 200 مليار دينار عراقي لبناء وحدات سكنية بيد أنها أصبحت في خبر كان وأخواتها في جيوب حيتان المال العام . * فشل جلسة مجلس النواب في 11-3-2017 لمعالجة ظاهرة العشوائيات فكانت مجرد مقترحانت أعلامية لغايات أنتخابية وأنتهت بلا شيء للجدالات والمناكفات الفئوية والكتلوية الشخصية .*ولغاية اليوم لم يتم أيجاد بدائل كحلول سريعة لغياب الجهد الحكومي الجاد في الوقوف أمام هذا الطوفان التسونامي ، لعدم وجود خطة سكانية مدروسة . وعند دراسة هذه الظاهرة المقززة والمرفوضة والغير مسبوقة وجود مشاكل أجتماعية سوسيولوجية في عموم المجتمع في تدني ثقافة التمدن والتحضر وكثرة حالات الطلاق والزواج بأكثر من واحدة – ربما لزيادة أرتفاع الدخل – وأرتفاع عدد أفراد الأسرة ليصل ألى ستة أفراد بالمعدل . * تسييس هذه المشكلة لأغراض أنتخابية حيث تسوّقها الأحزاب بأسلوب ديماغوجي في كسب الأصوات مدعين حماية العشوائيات من تأثيرات الحكومة .
التداعيات/*هناك مشاريع عديدة تعطلتْ بسبب هذه العشوائيات المنتشرة في أطراف بغداد كمشروع (الخنساء) الذي يعد خطاً ناقلاً لمياه الصرف الصحي والذي شأنهُ أنقاذ جانب الرصافة من الغرق الذي يحصل كل عام أذ ينقل المياه الثقيلة ألى الرستمية بطول 17 كم وكذلك عُطل هو الآخر شأنهُ شأن الكثير من المشاريع الأستراتيجية .* أن بعض التجاوزات هناك عوائل تسكن على أراضي بنى تحتية وفوق مجاري ثقيلة مما أثرت على تصريف الفيضانات وعلى جهود مشاريع أمانة بغداد . * أنخفاض الخدمات اليومية من ماء وكهرباء ومجاري ومدارس ومراكز صحية .* صعوبة التواصل بين أجزاء تلك العشوائيات لأنتشارها الكيفي . * أفواج من خطوط الهجرة من الريف يفتقدون لأبسط متطلبات الحياة اليومية منذ 2003 مما أدى ألى مزاحمة سكان المدن في العيش فهو خلل في التوزيع السكاني .* فهي مشكلة أقتصادية وأجتماعية وعمرانية تشمل آثارها السلبية على عمران المنطقة بأسرها . * أنتشار المناطق العشوائية خلق مواطناً عشوائياً وأحياناً مسؤولين عشوائيين *زيادة معدلات الجريمة وتدني مستوى الوعي الثقافي والتعليمي . * عند تحليل عناصر المشكلة سيتضح لنا جلياً : أن الشخص الذي نشأ في العشوائية سيصبح خارجا عن القانون فتبقى المشكلة قائمة في ظل أختزال أدمية الأنسان طالما هو أثمن رأسمال !؟ فستظل تلك العشوائية تُخرّجْ أجيالاً من المعوّقين فكرياً فاقدي ثقافة المواطنة والعقل والوعي والأخلاق يمارسون كل أعمال العنف والبلطجية ويتجلببون برداء ( الحواسم )  كما عانينا نحن سكان حي المعلمين في بغداد الجديدة – بعد السقوط – من عشوائية معسكر قوات الحدود.
الحل/* تدخل الحكومة المركزية بالشكل الرئيسي ولا تنتظر الهبات والمساعدات الدولية في أعداد خظة تتضمن  بناء مجموعة من المجمعات السكنية في بغداد والمحافظات وفي مناطق العشوائيات بالذات ، بعد مكافحة الأشكالات البيروقراطية مع دوائر ومؤسسات الدولة .*- شمول القرى والأرياف بالأعمار وتطوير الزراعة والثروة الحيوانية بالطرق العلمية الحديثة ، وتسويق الدولة لمحاصيل الأستراتيجية للفلاحين كالحنطة والتمور ، وتوفير الخدمات اليومية أسوة بأهل الحضر . * طرح فكرة أستحداث دائرة مختصة بالعشوائيات في بغداد مشابهة لدائرة ( تعويض ضحايا الأرهاب ) تكون واجبها جرد العشوائيات والساكنين فيها ومتابعة أيجاد البدائل المقدمة هي أنشاء مدن في أطراف بغداد عند الأقضية المحيطة بالمدينة وهي المجمودية وأبو غريب والتاجي والأستقلال والحسينية والرشاد يكون تصميمها بطرق حديثة مهيأة بكامل الخدمات المطلوبة والبنى التحتية اللازمة لها ( تقرير وزارة التخطيط العراقية ) . * توزيع العشوائيات على شكل قطع أراضي بمساحة 200م 2 على ساكنيها مع قرض من صندوق الأسكان لبنائها . * وبأعتقادي أن هذه الظاهرة ليست بعصيّةٍ لو نظرت الحكومة ألي نماذج في الدول النامية والتي تعاني من نفس المشكلة كالبرازيل وتنزانيا والتي أنهت هذه المشكلة عند بناء المجمعات السكنية المنتظمة وربما يكون عندنا سهلا في ضرب الفساد بيد من حديد والمشرعنة من المرجعية الدينية ومن الحراك الشعبي، وكذلك توسيع صلاحيات الحكومات المحلية .*ويكون الحل في بناء المجمعات السكنية من قبل وزارة الأسكان لموظفيعا كحلٍ أدنى ، وتعممهُ على جميع الوزارات وبطريقة الأستثمار . * تصريح منظمة حقوق الأنسان في هيئة الأمم المتحدة تعلن : ينبغي منح سكان المناطق العشوائية في العراق الفرصة لأبداء آرائهم فيما يتعلق بأيجاد حلول لظروف السكن المؤلمة والفضيعة التي يعانون منها أذا كانت الحكومة ديمقراطية تحترم حقوق الأنسان!؟ . *بناء عاصمة أدارية في جانب الرصافة في منطقة الشماسية شمال غرب بغداد تنتقل أليها مقارحكومية ووحدات سكنية وقد تبدو الفكرة خيالية بعض الشيء ولكنها مطروحة من خبراء الأسكان المدني وجائتني الفكرة من أطلاعي على محاولات وزارة الأعمار المصرية في زمن السيسي الأن في تشييد عاصمة أدارية بجانب القاهرة في منطقة سته أكتوبر، وهناك نماذج وتجارب عالمية بهذا الخصوص كما في بناء برازيليا في البرازيل سنة 1960 وكانبيرا في أستراليا عام 1913 ، وأستانة التي أصبحت العاصمة الأدارية لكازاخستان1967
*روز فيلت رئيس أمريكي رقم 32  صاحب العقد الأجتماعي الأمريكي والتي سميت بالصفقة الجديدة في حزمة  أصلاحات في مجموعة من البرامج الأقتصادية والأجتماعية والقانونية والعمرانية ، وهو زعيم دولة ورجل سياسة ومن الحزب الديمقراطي ....
كُتب في أستوكهولم 14 أيلول 2017
كاتب وباحث عراقي مغترب




107
 
حكام / سارقو الأكفان وعرّاب مافيات الشركات الأمنية !؟
*عبدالجبارنوري
يحكى أن ( شعيط ) رجل سيء السمعة بلا ضمير ولا وجدان ولا قيم يرقى إلى أن يكون مجرما سفاحا محترفا ، كان يعتدي على أهل قريته ظلما وتعسفا يسرق منهم ويحتال عليهم حيث لا يؤتمن جانبه ، ومن أعماله الدنيئة والتي توجها في أواخر عمره الوسخ بنبش قبور الموتى الجدد ونزع الكفن عن المدفون لأجل بيعه ، وبهذا أساء إلى الأحياء والأموات ، وعندما حاصرهُ الموتْ أرسل على أبنه الوحيد ليعترف بذنوبه وموبقاته  لينصحه كي يقوم بعملٍ خيّرْ لعله يحصل على ثواب ولدٍ صالح ، ومات والعجيب أن هذا الولد الضال  ، (معيط) فاق الوالد شرورهُ وأعمالهُ السودة أذ لم يكتفي بنزع الكفن عن الأجساد الذاوية بل يضع خشبة في مكان حساس من جسم الميّتْ !؟
وعندها أصبحت الحكاية " سُبّةً " عند أهل القرية ويرددون دوماً --- لقد ضعنا بين شعيط ومعيط وجرار الخيط !!! ؟؟؟
لقد وقع الوطن وشعبهُ تحت وطأة حكم جبابرة منحرفون قتلة حكام أنا ربكم الأعلى وقائد الضرورة والقائد الرمز فعاثوا في الأرض العراقية فساداً وأحرقوا اليابس ثمّ اليابس والأخضر فالأخضر في تدمير البنى التحتية والفوقية وأدخلوا العراق في دوامة الحروب العبثية وحكم شمولي لأربعين عاما تحت يافطة " جمهورية الخوف " وسلموا راية الأستسلام حسب أوامر اللوبي الأمريكي بعد عام 2003 ألى من سمّوا -(وللنكتة)- أنفسهم بالمعارضة والذين باعوا العراق جملة في بازار العهر السياسي ، والكارثة الكبرى أنّهمْ دمروا شيئاً مهماً جداً جداً ألا وهي ( المنظومة الأخلاقية ) للمجتمع - والتي تعتبر عذريتها -  والتي بها فقد الشعب العراقي مؤشر بوصلته التي أفقدتهُ التوازن ، بتسليمهم أمن المواطن والوطن لمافيات الشركات الأمنية الأجنبية ، والتي هي خشبة (الولد) الضال للتنكيل أكثر فأكثر بهذا الشعب المستلبْ .
التداعيات الكارثية والأخلاقية لشركات الحماية الأمنية
أن شركات الأمن الخاصة أو المرتزقة تُستخدمْ في الكثير من دول العالم ، وهي شركات نفعية تجسسية تجارية ربحية حيث بلغتْ أرباحها السنوية في العراق حوالي 100 مليار دولار ، وهي متنوعة الخدمات والمهمات فهي توظّفْ لحماية الشخصيات والمؤسسات الحكومية أو توفير الميرة والتموين للجيش وأحياناً تستعمل لأغراض غير أنسانية مثل أنتزاع الأعترافات من المعتقلين وربما تصل لأشتراك في العمليات القتالية ، وحصة العراق من هذه الشركات عديدة ومتنوعة وتنصب على الأكثر في المجال الدعم اللوجستي وخدمات أدامة الأعاشة للجيش والترجمة وحماية الشخصيات والمؤسسات والطرق الخارجية ، فهناك أكثر من 163 ألف مرتزق يعملون في مجالات غير عسكرية ومنها 52 ألف في المجال العسكري والأمني .
وأن هذه الشركات لها سمعة سيئة في لعب ورقة الحماية بوجهين أذ أنها مافيات تجسسية في نقل الأخبار إلى السي آي أي البغيضة ، أو هناك أحتمالات كثيرة واردة في اأشتراك أفرادها في التغيرات السياسية والأنقلابات كما هو معروف في أشتراك مثل هذه الشركات الأمنية في أنقلابات دول البحر الكاريبي ، وجنوب شرق آسيا .
وأن جريمة تقاطع ساحة النسور في بغداد من قبل شركة " بلاك ووتر " الأمريكية السيئة الصيت بفتح النار من قبل جنودها على سيارتين وقتل أكثر من عشرة وجرح 13 بدمٍ بارد  من مواطنين عراقيين ، وأطلاق نار من قبل موظف  مجند مرتزق ولديها أسطولا من الطائرات والطوافات وأسلحة حديثة ، والمصيبة الثقيلة الجلل أن لديهم ( حصانة ) في عدم المساءلة القانونية لأي جريمة ترتكبها وفقا للقرار الذي أصدره الحاكم العسكري كبيرهم في الأفك " بريمر" في 2003 ، وفي 2005 أطلاق نار من شركة  (كاستر باكنز ) البريطانية للحراسات الخاصة على مدنيين عزّلْ وسيارة نقل أطفال روضة ، أضافة إلى جرائم سجن أبو غريب بتعذيب المعتقلين ، وأن أعداد هذه الشركات تزايدت مع قرب أنسحاب أمريكا سنة 2011 ، وقد وصل أعداد الشركات الأمنية تحت أقنعة عربية داخل العراق إلى 100 شركة أمنية ، وأستبدلت هذه الشركات أسماءها الأجنبية متخذة أسماء عربية كغطاء لها للسمعة السيئة وما خلفتهُ شركة بلاك ووتر وأحداث عام 2006- 2007 حاشرة نفسها في الأحتدام والشحن الطائفي بل قل المواجهة الطائفية أي بعد الأحتلال البغيض أحتلال ثاني أتعس وأمرْ في أستخدام الشركات الأمنية والتي بدأت تؤسس شركات ذات وجهات معينة غير معروفة الجنسية والتسليح ومجهولية موافقاتهم ، ووسعت أعمالها بعد أن كان يقتصر على حماية المسؤولين والشخصيات المهمة أصبحت تتكفل الخدمات الأمنية كافة وحماية الدوائر الحكومية .
واليوم في العراق خمسة شركات تنافست لتأمين طريق طريبيل بين بغداد ومعبر طريبيل الحدودي بين الأردن والعراق ، وأن هذا الطريق لهُ أهمية أستراتيجية كونهُ القناة البرية التي تربط العراق بالأردن عبر منفذ طريبيل ، ومن مصادر أعلامية حكومية وبرلمانية أن العقد أرسي على شركة " Oliver  Group" وهي شركة أمريكية ، وهناك شركة  G4Sالبريطانية تتولى مسؤولية أمن المطار الدولي ، وأضافة على ما ورد في المقالة من التداعيات الأمنية هناك مخاطر سيادية ودبلوماسية بالتجسس  والتنصت على البرامج الحكومية والخطط العسكرية في وقت  الحروب والأزمات خاصة ، وتكلفة العقود الباهضة الثمن مع هذه الشركات الأمنية الأجنبية فهي قد تصل إلى أنفاق أرقامٍ مليارية مرعبة في حين الدولة تمر بضائقة أقتصادية خانقة ، مثلاً أن شركات الأمن الأجنبية في جنوب البلاد البصرة منذ 2003 خاصة تتقاضى 1500 دولار عن الساعة الواحدة كشركة ( كونترول- رسك )و ( أيجس ) و(أولف – كروب ).
*كاتب عراقي مقيم في السويد


108

 
نجيب محفوظ في " أولاد حارتنا "/ قراءة برؤى واقعية مغايرة
المحور / بحثي أدبي
*عبدالجبارنوري

نجيب محفوظ1911-2006 روائي مصري أول أديب عربي حاز جائزة نوبل في الأدب ، تدور أحداث جميع رواياته على جغرافية مصر ، ويؤكد في نتاجاته الأدبية ثيمة ( الحارة ) التي تساوي العالم ، فقد شغل ذاكرة الأمة الأدبية والثقافية بعالمه الروائي والقصصي المتسم برموزه وشفراته المراوغة والتي أصبحت حبلاً سريا مغذياً للسفر التراثي الأدبي لعصرنا الحاضر ورافداً غزيراً لا ينضب من الأعمال الرصينة ذات الشفافية العالية لسفرالأمة الثقافي ... فهو العزيز في زمن الجدب ، فصاغ لنا مفهوم الحداثة ببراعته الفائقة وبشخصنة محفوظ المعصرنة بناءاً ومادة وتكنولوجية بمقاربات في التطور الجمعي السوسيولوجي والتي يهدف منها محفوظ في أعادة صنع الأنسان المصري ضمن حاضره ليستشرق فيه المستقبل بخطى واعية ونظرة حصيفة وقدرة على الأبتكاربدون قيود ويجعل لها رافعة واحدة  هي ( التعليم ) ، لذا تفتحت أمامهُ كل سبل المجد بفوزه بسيمياء الشخصنة المحبوبة قبل فوزه بجائزة نوبل ، حيث تمكن برصانة أسلوبه السحري في أختيار الألفاظ من الحصول على رضا ( اليمين والوسط واليسار) والقديم والحديث ، فنجيب محفوظ مؤسسة أدبية أو فنية مستقرة وضعت هذا الأديب الأسطوري بموقع المؤسسة الشعبية ، ولأن أسلوبهُ يجمع بين الحدث التأريخي والحكواتية الشعبية الواقعية ، ويعتمد الرمزية الجزئية وبواقعية سحرية غريبة ينحو مندمجاً مع الرمز الكلي بدلالاتٍ متعددة منتجاً أكثر من تفسير ، وأن عالم محفوظ يضمُ بين جنباته عدة مدارس في آنٍ واحد فهو ينحو من الواقعية النقدية ألى الواقعية الوجودية ثم ألى الواقعية الأشتراكية أضافة ألى تزويق الرواية بجماليات السريالية ، لذا وجد النقاد بأنهُ  (متحف ) لألمامهِ الموسوعي بجميع مذاهب ومناهج وأتجاهات النقد الأدبي أبتداءاً من التأريخية وأنتهاءاً ب( البنيوية ) ، كما تحتوي كتاباته على مفارقات تنحو أحياناً كثيرة ألى التعداد والتنوع والتضارب والتعارض ومتناقض الأضداد فأنهُ يقدم حالة نموذجية لدارسي ( الهرمينوطيقا الأدبية )* فهو يقدم مادة غنية  لألوانٍ مغايرة في الدرس النقدي وهو ما أطلقتْ عليه الحداثة الأدبية أسم نقد النقد أو ما بعد النقد ، وأن كتاباته الروائية أو مجموعاته القصصية تربطها مجموعة من العلاقات تتخلل النصوص جميعاً وتوحده ألى نصٍ واحد كما نرى هذا المنظور في رواياته : أولاد حارتنا واللص والكلاب والقاهرة الجديدة وعبث الأقدار .
أولاد حارتنا --- هذه الرواية قد كتبها محفوظ بعد ثورة يوليو1952 بعد أن رأى أن الثورة أنحرفت عن مسارها ، ولم يتم نشرها في مصر ألا بعد 2006 ، ولعل ملخص القصة تبدأ ببطل الرواية ( الجبلاوي ) كان شخصاً عنيفاً صلباً متسلطاً ومزواجا لهُ الكثير من النساء – وهنا عقدة الرواية في أحتدام الجدل بين الأوساط الدينية بأن محفوظ يقصد بالجبلاوي الذات الألهية لذا كفروا الكاتب ومنعوا نشر الرواية ، وتعرض لحادثة أغتيالٍ فاشلة في 14 تموز1994 من جانب أنصار التيار الديني المتطرف .
وحسب أعتقادي الفكري وقراءاتي المتعددة للرواية وفي أزمنة مختلفة : أرى أن محفوظ يقصد بالبطل رمزيا بالحكومات المستبدة الذين حكموا مصر الفراعنة والمماليك والأتراك والأسرة الفاروقية وعساكر أنقلاب تموز، أما الأخوة عباس وجليل ورضوان – عدا أدريس – يمثلون الطبقة الضعيفة والمستلبة في المجتمع المصري .
* أنتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعي ، فهو ينحو في هذه الرواية جاهداً على أبرازالقيم الأنسانية التي نادى بها الأنبياء كالعدل والحق والسعادة الروحية ، ولكنها أعتبرتْ نقداً مبطناً لبعض ممارسات عساكر الثورة والنظام الأجتماعي الذي كان قائماً.
**على العموم كانت أكثرجدلاً من حيث المضمون بين الأوساط الدينية بالذات ، حاول الكاتب أن يصوّر للفقراء والمعدمين مدى الظلم الذي لحق بهم وبالبشرية عموماً منذ طرد آدم من الجنة وحتى اليوم حيث الأشرار يعيثون فساداً في الأرض ويستبدون ويستعبدون الضعفاء وقد غلقوا أبواب الأمل أمام الطبقات المسحوقة أن تتمتع من نصيبها في الحياة .
*** سلط ضوءاً على العبودية والقهر مبيناً وبجرأة فائقة حركة التأريخ في الصراع الطبقي للمجتمع المصري الذي يعيش الخوف والجوع ووضوح الفروق الطبقية بشكل مذهل ورهيب ، ووضحها محفوظ ببراعة بليغة وهو يحرك خيوط شخوص الرواية في توزيع الأرث من قبل رب الأسرة بصورةٍ غير عادلة تكتنفها الأنتقائية والأزدواجية والتحيّزْ والتعسف بأعطاء الحظ الأوفر ل (أدهم) والذي يقصد به آدم وحرمان ( أدريس ) الذي يقصد به أبليس، وبهذه الرمزية وهي الصفة المتعارف عليها عند الحكومات المستبدة ، وهي أدانة للنظم الشمولية والدكتاتورية .
 **** وأنهُ لم ينتقص من الدين ورموزه ولا من ثوابته ومسلماته الفكرية بل هو أستعملها كماشة نار في تقليب الحوادث المأساوية على مساحة جغرافية مصر والعالم العربي ، وما كانت حكاية ( عرفة ) في نهاية الرواية والتي رسم له شخصية معرفية وموسوعية لكي يجلب أنتباه القاريء والمتلقي بأن رافعة التغيير تكمن في ( التعليم والمعرفة ) الذي يمثله (عرفه ) وجعل العلم البلسم الشافي والطريق القويم ألى " أولاد الحارة " في النهوض من كبوتهم ، ولعل أهم شاهد على عدم تعرضه للأديان وبالذات الدين الأسلامي هو ما جاء في الصفحة 583 من الرواية ( ---الدين الذي هو منبع قيم الخير والعلم الذي هو أداة التقدم والنهضة في حاضرنا ومستقبلنا).
  وكان يرى أن الدين قد أُستغلّ ووظّف توظيفاً خاطئاً أدى ألى شقاء الأنسان كما رأينا في سطوة الكنيسة في القرون الوسطى والفتوحات الأسلامية في القرون الماضية وتعسف الدولتين الأموية والعباسية وعبث ولصوصية الدين الراديكالي  وتسلطه على رقاب العراقيين بعد الأحتلال الأمريكي البغيض .
***** وثم أعتقد بأن أتهام محفوظ بالزندقة والألحاد فهو محض أفتراء على الرجل حسداً وغيرة لنجوميته الأدبية المتألقة وهو الأديب العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأداب ونتاجاته الثرة التي وصلت ألى أكثر من خمسين بين روايات وقصص وبحوث ونقد ، وسوف أفند بطلان هذا الأتهام الظالم بأن محفوظ في مجمل سير الرواية آمن بالموت لجبلاوي ، وهل تموت الآلهة ؟؟؟وكذا بطله العلامة ( عرفه ) مات وفنى كجسد وبقيت معارفه شاخصة ألى الأبد ، وهنا أتكأ محفوظ على ركيزتين في أحترام الثوابت الدينية وهما { الخلود لله والموت والفناء للبشر وركيزة العلم } ، وثم أصطفاف أعداء الرجل من رجال الدين والأزهريين والمد الأخواني ووعاظ السلاطين وجماعة الوفد وعساكر الثورة البورجوازية ورجال الحقبة الملكية التي عاصرها الكاتب والذين أخضعوا مصر للمستعمر ، وهو الذي سفّه آراء من أعتقد ويعتقد أن الأمور سوف تتغيّرْبعد ثورة 1952 معلناً حقيقة تأريخية ( أن صنماً هُدم ليبنى صنماً آخر أو بعبارة أدق ذهب الظالم وبقي الظلم ) وعرض بشكلٍ جزئي سلبيات نظرية الحق الألهي في فرض عبودية بطل الرواية الجبلاوي على أسرته وهي رموز تشبيهية لدكتاتوريات حكام العرب قديما وحديثا ، وأن تشبيهات الكاتب لشخوص الرواية بالرموز الدينية قد خدم النص والفكرة التي أنشيء من أجلها المتن .
أخيراً/ لقد آن الأوان لأولاد هذه الحارة أن يعرفوا سر ضعفهم وخنوعهم وأن يثوروا لكرامتهم وكبريائهم وأن يلقوا بالتخلف والجهل والأنقياد والعبودية بعيداً ، هذه هي الروح التي تبنتها الرواية " أولاد حارتنا " فهو لم يدعو للحرب بل للحوار والسلم لذا أنهُ أستحق جائزة نوبل ، وأن الرواية تبشر بيومٍ يستطيع فيه الأنسان أن ينتصر على السلطة الغاشمة وأدواتها الفتوات ووعاظ السلاطين والجهل وكانت آخر كلمات الرواية والتي حركت مشاعري وأحاسيسي من الأعماق { --- لكن الناس تحملوا البغي ولاذوا بالصبر وأستمسكوا بالأمل وكانوا كلما أضرّ بهم العنف قالوا لابد للظلم من آخر ولليل من نهار ونرى في حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب } ،  نعم... نعم سوف يولد يومٌ جديد في عراقنا المسروق ويتم رمي البعض الذين سموا أنفسهم للنكتة بالسياسيين في حاويات قمامة التأريخ ويتحقق شعار حزب الكادحين الشيوعي العراقي " وطنٌ حر وشعب سعيد " تحية لنجيب محفوظ الذي وصفته جريدة لوموند الفرنسية في أحد أعدادها في الثمانينيات قائلة ( صباح الخير يا ملك الرواية ) .
فهو كاتب البورجوازية الصغيرة والفقيرة المعدمة والتي تكافح من أجل البقاء ولآجل أثبات وجودها ، فهو أكثر فهماً للطبقة الوسطى وأقدرهم تعبيراً عن مشاكلها وعرض دقائق حياتها وكشف واقعها وطبيعتها والظروف الحضارية والتأريخية وطبيعة القوى الأجتماعية وصراعاتها وحركتها التطورية في المجتمع المصري بالذات ، فوضع للمتلقي رؤية واضحة عن الظواهر الأجتماعية بتقديرات سليمة ، (فهو ديمقراطي تقدمي في مجتمع شرقي غيبي ----)
*الهيرمنيوطيقا : هي نظرية أدبية تعني بالمعنى الدقيق للكلمة: الدراسة المنهجية لطبيعة الأدب ، فهي مرتبطة بمذاهب الفلسفة وعلم الأجتماع وهي فن دراسة فهم النصوص في فقه اللغة واللاهوت والنقد الأدبي لذا يستعمل الأصطلاح في الدراسات الدينية (ويكيبيديا للحرة )....
الهوامش /
- جبرا أبراهيم جبرا – الأسطورة والرمز – ترجمة – بغداد 1973 ص 258
-سليمان الشطي – الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ- الكويت 1976 ص29
- لويس عوض – دراسات في النقد والأدب – القاهرة ص 345 – ص346
- احمد ابراهيم الهواري - مصادر نقد الرواية في الادب العربي الحديث – القاهرة 1979 .
- ادور الخراط – عالم نجيب محفوظ –مجلة المجلة 1963 – ص 37
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد / كُ
كُتب البحث في 29 آب 2017



109

 
العفو العام / مكرمة للجلاد وخيانة للضحية!!!
*عبدالجبارنوري
توطئة / رحماك وطني ---كأنني ذنبٌ وأنت عقابُ (الشاعر قاسم والي )--- لِمَ أحبك حد البكاء الذي يجعل السماء تمطر ؟ ، لأن حبك ذاكرة أمّة وضمير وطن ، ستبقى أيقونة عشقنا  التأريخي الأبدي الذي نستدل بأنواره متاهات دروب التبانة في كبد السماء ربما ألهمتنا الصبر وثم الصبر في أحتواء كأس حرماناتك التراجيدية المرْة حد الثمالة ، ونترقبُ نهاية مأساتنا الملهاتية حتى وأن بدتْ تفتقد مسك الختام بل حتى وأن تكون محرّم عليها .
النص / صوّت البرلمان العراقي في جلسته المنعقدة يوم الخميس 17-8-2017 بالموافقة الكاملة على مواد مشروع " قانون العفو العام " بعد أتفاقات مسبقة بين الأطراف والكتل السياسية خارج البرلمان عبر صراعات فئوية تحت عباءة المحاصصة البغيضة بغياب المصلحة العامة وحقوق الأنسان وحق الوطن ومستقبل الأجيال ، وبالرغم من وجود بعض النقاط الخلافية بين هذه الكتل بعد سنتين وللأسف تمخض الجبل فولد فأراً !!!.
قبل الولوج في تفاصيل هذا الحدث المهم الذي يرقى بأعتقادي  إلى الأحداث الديناميكية والمطبات المصيرية للأمة ، نرى العجب في العلاقات بين السلطات الثلاثة بأتفاقهم على أن لا يتفقوا ، أو أن يختلفوا أي نعم أنها الديمقراطية ولكن أن تصل إلى حد الأستخفاف في قلب الأمور حسب الأرادات الكتلوية والفئوية كما جرى في " مسودة العفو العام " المرسلة من قبل السلطة التنفيذية ألى السلطة التشريعية ( البرلمان ) خالية من كلمة ( العفو ) عن الأرهابيين وجرائم الخطف وسرقة المال العام ، والعجيب أن هذه الفقرات تبدلت بقدرة قادر فور دخولها البرلمان ، وخرجت بديباجة رهيبة تثير القلق تبرز فيها كلمة ( العفو ) متحدية السلطة التنفيذية والقضائية ولكنهم أقروا مشروع العفو العام وأرسل إلى الجريدة الرسمية .
التداعيات والثغرات والمآخذ الخطيرة للقانون !!!
-لا يشمل العفو دعاوى الجنح البسيطة للذين غلطوا مرة في حياتهم ويرغبون الرجوع ألى المجتمع وألى عوائلهم ، وهي دعاوى بسيطة لا تحتاج تنازل المشتكي ، وأحيانا ترقى لدعاوى كيدية من المخبر السري .
- أن أطلاق سراح بعض المجرمين الخطرين من السجون عن طريق أقرار قانون العفو العام الجديد يسبب أرباكاً ونزاعات عشائرية وأزدياد حالات الثأر وأحتمال وارد أن تقع أصطدامات بين الجناة وذوي الضحايا .
- شمول العفو جرائم المخدرات والخطف بدون عاهة سوف يخرجون أكثر من 300 ألف متهم ومدان ، للعلم أن الحكومة أستثنت جرائم الأرهاب والخطف ولكن البرلمان أعاد تغيير فقراته ألى الشمول بالعفو العام وهو بمثابتة مخالفة صريحة وغير عادلة وغير منصفة بل يعتبر تجاوز البرلمان على السلطة القضائية ، ومخالفة صريحة لفقرات الدستور في البند 47¬ الذي يؤكد فصل السلطات .
- وهنا ثغرة قانونية خطيرة في المادة ( 1 ) من القانون الذي ينص : يعفى عفواً عاماً عن العراقي المحكوم بالأعدام أو السجن المؤبد في حال موافقة الضحايا وذويهم ، وهو تجاوز على القانون والأحتكام بالتقاليد العشائرية وقوة المال .
- المادة ( 4) تتضمن ( 13 ) أستثناء منها جرائم الأرهاب الذي لم تنتج منها قتول وفشلت في أنجاز مهمتها أو تم أعتقاله قبل تنفيذ الجريمة سيطلق سراحهُ بموجب القانون ، وهنا يمكن القول في الأرهابي الذي فخخ سيارة ملغمة وأنفجرت ولم تسفر عن ضحايا سيطلق سراحهُ ثم يعود ثانية لأنجاز المهمة المكلف بها ، ونفس الشيء في الفقرة ( 6 ) التي تسمح بأطلاق سراح المتهمين بجرائم الأختطاف التي لم تسفر عن موت المخطوف أو أحداث عاهة مستديمة ، وللعلم أن النسخة التي قدمتها الحكومة والقضاء لم تتضمن هذه الفقرة .
- المتهمون بالفساد الأداري والمالي كانت لهم حصة دسمة من قانون العفو العام حيث أن الفقرة (10) سيتم أطلاق سراح المتهمين بجرائم سرقة أموال الدولة أذا قام المتهم بتسديد ما بذمته من الأموال المسروقة ، والمشكلة هنا أن المتهمين بالفساد غالباً ما هم مسؤولون كبارقد يتحايلون لتقليل حجم الأموال المسروقة وأعادة جزء منها ألى الدولة مقابل أطلاق سراحهم ، فيما سيتنعم بباقي المبالغ التي سرقها دون خوف من العقوبة لمئات من أجياله وذرياته .
- الفقرة 13 تسمح بأطلاق سراح الذين قاموا بتزوير الوثائق الرسمية للحصول على وظيفة أو أمتيازات مالية من الدولة ، وللتذكير أن النسخة الحكومية والقضائية لم تتضمن هذه الفقرة .
الخلاصة/ جاءت فقراته داعمة للفساد المالي والأداري ، وهو أنتشال مسؤولين متورطين من المساءلة القانونية ، وجاءت فقراته داعمة للأرهاب والفساد المالي والأداري ، وأن القانون الذي صوت عليه البرلمان في 2016 لم يشمل من أرتكب جريمة تخريب مؤسسات الدولة وجريمة محاربة القوات المسلحة ولم يشمل الجرائم الأرهابية ، لذا أن التعديل الأخير الجائر يسبب أرباكاً أمنياً وأستهدافا لأمن المواطن والبنى التحتية ، وأن هذا التساهل يضعف جهود مكافحة الأرهاب وأجراءات الردع ضد الأرهاب وعصاباته الأجرامية ، وبالنهاية تعتبر التعديلات الأخيرة وأقرارها من قبل البرلمان غير مقبولة ، وهذا يعني أن المساومات السياسية غلبت القانون والدستور وحقوق الشعب ، فهي رسالة ألى تيارات الحراك المدني والقوى الديمقراطية والأعلام الحر والأقلام الوطنية أن تقف صفاً واحدا في الرفض والشجب  لهذا التعديل الظالم والبائس والمتهافت ---
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد



110
 
نواب للبيع --- في تواقيع الأستجواب !؟
*عبالجبارنوري
المدخل/ رباه ---- ما الذي يجري في وطني العُراق ؟ وإلى أين هو ذاهب ؟ بفعل  بعض الذين هم تحت قبة البرلمان المقدس متبلدي الشعور والأحاسيس لم ينتبهوا يوماً لمعاناة الشعب وآلامه ، وهو الوطن المثخن بالجراحات العميقة ، وأودُ أن لا أتعرض لشخصٍ ما قد يحمل من تأريخ علمي وفقهي وفكري لأني على علم بأن الأمور بخواتيمها .
عرض الموضوع/لا يخلوا نظام سياسي من مؤسسة تشريعية تكون مسؤولة عن سن القوانين الجديدة أو تعديل بعضها عند الحاجة ، ومتابعة عمل الحكومة وتقويمها ومحاسبة مسؤوليه التنفيذيين عند الضرورة ، وتلك المؤسسة التشريعية برلماناً كان أو مجلساً نيابياً أو كونفرساً أو مجلس عموم على أختلاف التسميات وأختلاف الأنظمة السياسية نجدها تهتم بمتابعة عمل الحكومة ومحاسبتها على الأخطاء وخصوصا من قبل أحزاب المعارضة بهدف أظهارسقطات السلطة التنفيذية وأخطائها لتعلن فورا  فشلها  وثم سحب الثقة منها أن أقتضت الضرورة الوطنية والمصلحة العامة وأسقاط رجالاتها وذلك لتوفير الخدمات للمواطنين وتحسين حياتهم ، تبقى عملية (الأستجواب ) أهم آلية لمحاسبة الحكومة وأعضائها ، وهو من أهم أدوات الرقابة البرلمانية ولكن بضوابط ما جاء بالدستور العراقي في فقراته 100و101 و 102 والشروط والقواعد والأحكام المنظمة للأستجواب والتي وردت في المواد 133-145 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة ، فعليه هو من الوسائل الرقابية المهمة التي تخشى مواجهتها السلطة التنفيذية لما له من أهمية في كشف الخلل في أدائها ، وتتمثل أهميته وخطورته في حق أقالة الحكومة وسحب الثقة منها أو من بعض الوزراء فيما إذا أثبتت الأدلة تورطهم .
رغم أن هناك آليات غيرها كالأستضافة للمسؤولين أو المراسلات والأستفسارات الرسمية ألا أن الأستجواب يعني أن القضية وصلت إلى حدٍ لا يمكن حلحلتهُ عن طريقٍ آخر ، وأن الأمر لا يمكن السكوت عنهُ وأن المسؤولين يجب أن يتخذوا قراراً بشأن أقالته أو أبقائه في منصبه ، وأن الشعب يجب أن يطلع على الوضع .
إذاً الأستجواب آلية لمحاسبة مسؤول ما عن قضية تكتنفها شبهات أو اخطاء أو فساد فعندها تخضع للآليات القانونية لمهاجمة الخصوم بطرق أصولية وتخضع لضوابط أخلاقية وقانونية ، أما أن تصبح أداة لمهاجمة الخصوم أوأستثمارها أنتخابياً بغض النظر عن نتائجها ضارة كانت أم نافعة فهذا لهو التهريج بحقوق الشعب والفساد بأم عينه ، كما شاهدنا ما أدلت به النائبة هدى سجاد عن دولة القانون بالعاصفة المدوية : أن في المجلس الموقر نواب سحبوا تواقيعهم في أستجواب وزير الأتصالات بمبالغ نقدية  تختلف كميتها حسب مكانة وقوة النائب ففيها الغث والسمين ( غالي ومتوسط ورخيص ) أليست هذه خيانة أمانة لبعض هؤلاء النواب ؟ وعمليات أبتزاز هدفها تقاسم الفساد لا محاربته ، وهذا ما جرى الحديث عنه  وشغل الرأي العام العراقي حول جمع وسحب تواقيع الأستجواب وللأسف الشديد أن ذلك يضع كامل المؤسسة التشريعية موضع الأتهام ، والظاهر أن هناك مافيات في مجلس النواب تعمل على أفشال عمليات أستجواب المسؤولين مقابل صفقات مشبوهة ، وقد يمثل تحدياً كبيراًوخطيراً في حال تعرضه لمثل هذه العروض الخبيثة والفاسدة ومن المؤكد تتخللها تداعيات تهديد ومغريات من أجل التأثير على عملية الأستجواب سلبا أم أيجاباً ، كما حصل في أستجواب وزيري الكهرباء والدفاع حين أستعمل المجلس ضغوطاً مفضوحة في جلسة أستجوابهما مقابل أتفاقات سياسية أو أتفاقات مالية مشبوهة ، والذي يفترض بالبرلمان كمؤسسة رقابية أن تعمل على أعطاء دور أكبرللأستجوابات تناغما وأنسجاماً مع رأي الشارع والمرجعية الدينية ومن أجل القضاء على الفساد في مؤسسات الدولة .
الخاتمة/ بمقاربات تشبيهية نجد صورة  ما تحت البرلمان الحالي ما ينافس ويضاهي " خان جغان* " بل أكثر شهرة منه في الهرج والمرج والصخب والعراك بالأيدي والقناني الفارغة وبل--- جلكم الله ، وفي برلمانات العالم صحيح يتناكفون ويختلفون لكن بأتجاه سياسي وفكري من أجل مشاريع وقضايا تهم الوطن ومصير الأجيال القادمة ، أما في برلمان العراق نجد الغريب والعجيب من صفقات المقاولات والتعهدات والمضاربات والكومشن ومزاد بيع وشراء المناصب ووكلاء سيارات حديثة وأصحاب معارض ، ومكاتب وساطات توظيف وترقية ونقل ونائبات ( خاطبات ) لتزويج الوزراء والمسؤولين مثنى وثلاث ورباع بلحم حلال على الطريقة الأسلامية ، ولا تعجب حين تسمع تهريب السجناء والأرهابيين حتى الخطرين ، أو تنفيذ التفجيرات بباجات حكومية ، ونخبة أخرى غاطسة في أوسخ مستنقع سياسي يسمى لأجل النكتة أنه ( سياسي ) .
أذاً ما الحل ؟ / أن هذا البرلمان وبهذا الوضع المزري لا يصلح لعلاجه حتى الكي ، لأنتشار الخلايا الطفيلية في جميع مفاصله ، وليس أمامنا سوى الحلول الجذرية في : 1-حل البرلمان . 2- أنتخابات مبكرة . 3- تطبيق الأغلبية الساسية 4- تقليص عدد النواب الذي هو 225 نائب - بالحقيقة أن 17 نائب فقط جاء بالأنتخابات والباقي فرضوا من قبل كتلهم أو تحت عباءة القائمة المغلقة السوداء أو حلول مكان نائب متوفي أو نائب وفقهُ الرب بزمن الغفلة وأصبح وزيرا .5- أن يخضع النائب لجرد مالي قبل الدخول تحت قبة الشياطين وبعده   6- تطبيق المادة 49 من الدستور الذي يمنع الجمع بين العمل التشريعي والتنفيذي أو العمل النيابي وأية وظيفة خارج صفته النيابية . 7- التصويت على منع سحب التواقيع ، وفعلاُ أقره البرلمان يوم أمس ( ولو أنه جاء متأخراً) ولكن كان ٌأقراره ضروريا لسد ثغرات الفساد .
*خان جغان هو من أشهر خانات بغداد 1593  ينسب بناؤه إلى الوالي العثماني ( جغاله باشا ) ، وهو مبيت للمسافرين من جميع الخلق ، ويتخللهأ أحيانا كثيرة بعض اللصوص والنصابين والعيارين
 *كاتب وباحث عراقي مغترب

111
 
يا عراقيون --- أين أنتم من سارقيكم ؟
عبدالجبارنوري
المدخل/ --- وجع وطن أليك حبيبي --- ودعني أصلي ، نحن جيل خارج من رحم الحروب العبثية مثقلون بمسؤولية وطنية لمواجهة البعد الأنساني المغيّب اليوم بفعل تدني الوعي الطبقي والسلبية والذيلية السائدة بهويات منسلخة من موجات الفوضى الغائصة في مستنقع نظريات التفكيك والأنقسام والفوقية التدميرية بقيادة سماسرة السلطة والدم ، عذراً يا وطني المسلوب والمسروق أن كتاباتي ليست مرثية بل مجموعة خواطر مرّة ربما تعبر عن آهاتنا وآلامنا وتعايشنا مع جراحاتك العميقة التي ربما توزن بقرنٍ من سيرتك المعذّبة ذات السمة التراجيدية الملهاة الحزينة ، أو ربما هي خاطرة عتب وتحذير لجيل الحداثة والعصرنة الحالية الفاقدة لثقافة المواطنة والمستلبة الأرادة { ---- أنكم ستبكون يوماً كالنساء على وطنٍ لم تحافظوا عليه كالرجال !!!}
العرض/
أتساءل على الدوام وبمرارة وحسرة ويأس وأحباط وأحياناً تصل إلى بكاء الرجال الصامت على وطني المستباح بآلام مغترب خرج على الكراهة ليس بين الحين والحين بل دفعة واحدة بلا رجعة ، تاركاً جذورهُ مدافة بطين دجلة الخير ، وبرئة مؤكسدة عطشى لرشقة أوكسجين أزقة بغداد الحبيبة ، فذنوبنا برقابكم يا أصحاب القرار السياسي وقد تجلببتم بجلودنا وتحكمتم برقابنا وضيعتم هيبتنا بسياساتكم الديماغوجية ومذهبكم الثيوقراطي الذي ثبت فشل تطبيقه تأريخياً والمنفصل عن الواقع وفرضتم علينا أجترار التخلف السياسي ، وأصبح العنف في السياسة العراقية ( بنيويا ) بتأجيج النعرات الهوياتية ، وأخذتم منا كل شيء ألا الدمعة والبسمة البخيلة وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي التدميرية بتطبيقكم سياسة الأرض المحروقة تاركين لأجيال المستقبل أرثاً ثقيلاً في 5 مليون يتيم و6 مليون نازح و5 مليون مهاجر مغترب ونسبة فقر أكثر من 39% ونسبة بطالة وبطالة مقنعة تصل 40% وبيوت صفيح وأمراض مستوطنة ومستوردة ومسرطنة ونزوح وتهجير تحت خيمة الوطن ، وفرهدة المال العام بلا حساب وبلا رقيب وخزينة مصفّرة بمديونية أكثر من 180 مليار دولار ، وسيادة مغيبة تماماً ، والمنافذ الحدودية تنحني أمام اللصوص بتسهيل مغادرتهم البلاد لكونهم حكام متجنسون  بالجنسية المزدوجة أستراليون وأمريكيون وبريطانيون وكنديون وأيرانيون وقطريون وأتراك  لآ يجوز منعهم من مغادرة البلاد ( لأنهم متهمون أبرياء حتى تثبت مغادرتهم العراق ) ،  !!! وتوجتم سياساتكم الدبلوماسية الخارجية بالخذلان والفشل .
والعجيب قد حلل الحكام السراق الهاربون سرقة المال العام وحرموا مصافحة المرأة ، وكذلك يمتنعون عن شرب الخمرويحللون الشركات الوهمية والكومشن ، كما أعتقد أنهم يبررون فرية (الحلال والحرام) حسب نسبية الكافر والملحد الحاج " انشتاين "!!! .
وليس غريباً أن يكون المحافظون الثلاثة أسلاميون ماجد النصراوي محافظ البصرة ،  وصهيب الراوي  محافظ الأنبار وعبدالله الجبوري محافظ صلاح الدين المتورطان بهدر وسرقة عشرات المليارات من المال العام .
وثمة ولع ملهاتي مأساوي في ذكر بعض الأرقام المرعبة المسروقة ، وبمقاربات شيء من الهذيان ربما هي رصاصات حيّة وليست فارغة ( خُلبْ ) في جسم الوطن الميت الحي والغائب الحاضر المبتلين به والمبتلى بنا :
-619 مليار دينار فقط طلب المفوضية العليا للأنتخابات من أجل أجراء أنتخابات مجالس المحافظات ، ومع شيءٍ من الهلوسة أن الرقم الأسطوري يكفي لبناء 500 مستشفى وألف مدرسة وتبليط وأكساء ألف شارع وأنشاء ستة آلاف دار سكن وأستصلاح 300 ألف دونم من الأراضي الزراعية ويكفي لشراء عشرة طائرات أير باص ، وبالمناسبة أن أمريكا لا توجد عندها مفوضية أنتخابات أقترح أن نجري أنتخاباتنا عندها ، و45 مليار نفقات ضيافة محافظ البصرة النصراوي ( جاي او كهوه أو كباب ) .
ملفات بعض من لصوص المال
*ملف محافظ البصرة ماجد النصراوي ونجله محمد باقر وسكرتيره ومدير العقود جعفر المالكي عليه أكثر من 50 ملف فساد ونهب المال العام عبر تعاقدات وهمية ومشاريع الطاقة التي لم تنجز لحد الأن ، ومشاريع مجاري القبلة والقرنة والمدينة ، ورتب هروبه بتأني قبل شهر من التحقيق معهُ وبجوازه الأسترالي وتبعه أبنه محمد باقر وسكرتيره وحملهم صكوك مليارية نافذة ومحولة إلى البنوك العالمية  ،  *ملف فلاح السوداني وزير التجارة السابق ، وقد تمكن من الهرب بواسطة جنسيته البريطانية وهو مدان ومتهم فساد مالي يقدر بثلاثة مليارات دولار ، * أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق وعليه 12 ملف وهو مدان وهارب بجنسيته الأمريكية ، * حازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق وعليه 5 ملفات ومدان ، * لؤي جاسم سلطان وزير النقل الأسبق وعليه 3 ملفات وهو مدان ، * عبد القادر العبيدي وزير الدفاع الأسبق وعليه 11 ملف هدر مالي وهارب إلى أمريكا سنة2012 ---- وسأكتفي بهذا القدر القليل من ملفات الفساد الكثيرة لضرورات ضوابط النشر .
التداعيات/1-الأفراج عن الفاسدين دون تسديد ما بذمتهم هو تناقض صارخ مع ميثاق الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بذريعة تناقضه مع مباديء الحريات العامة للدستور العراقي الأمر الذي سيضع العراق في قعر القائمة السوداء لمنظمة الشفافية العالمية .
2- والذي زاد الطين بلّة قرار المحكمة الأتحادية رقم 57 في 3-8-2017 بألغاء قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 120 فث 1994 أنها خطوة كارثية ستفتح الباب أمام لصوص المال العام ب ( أسرق الملايين وأهرب بجوازك المزدوج ) ، ومجيء هذه المرحمة بالتزامن مع سجن وملاحقة ثلاثة محافظين بتهم الفساد ، وتعتبر سابقة قضائية خطيرة تهدد بألغاء كل ما هو أنساني له صلة بالمواطن والوطن ، 3- الجنسية المزدوجة وهروب المسؤولين السراق وضع الأجهزة الرقابية ومجلس الوزراء في موقف لا يحسد عليه من الأحراج أمام الأسرة الدولية ، 4- وملفاات الفساد الكارثية وفلتان الأمن الداخلي وسقوط هيبة المنافذ الحدودية بهذا الشكل المزري مع تزامن صدور قرار المحكمة الأتحادية سيضع العراق في مربع البلدان العشرة الأوائل في الفساد عالمياً .5-عجز الدولة والحكومة من أداء دورها السياسي والأعلامي في مواجهة هذا التحدي في تدمير الأقتصاد العراقي.
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
 


112
 
رواية " أفواه وأرانب " والمعالجة بمنظور ماركسي!؟
عبدالجبارنوري*
المدخل/ أفواه وأرانب رواية للكاتب المصري " سمير عبدالعظيم " 1977 على أرض مصر ، تعالج الرواية قصة الفقر والغنى وعدم التخطيط الأسري ، ربما يوحي عنوان الرواية " افواه وأرانب " بتصديه لمناقشة قضية خطيرة هي الأنفجار السكاني الذي يفرّخ الكثير من الأفواه التي تعاني مرارة الجوع نتيجة السلوك الأنجابي المشابه لسلوك الأرانب في خصوبة النسل ويؤدي هذا التزايد في معدلات المواليد إلى ألتهام كل زيادة في الأنتاج ويزداد الفقر والجوع ، وحياة بائسة فقرة لا تعرف الأستقرار والأمان ، ، وعندههم تعيش أكوام من اللحم الحي المضمحل والآيل إلى السكوت الأبدي ، برسوم أطفال عراة جياع مرضى مهملين ضائعين ، وتدور الرواية حول أسرة مصرية تعيش فيها بطلة القصة " نعمت " مع شقيقتها الكبرى وزوجها عبدالمجيد وأولادهم التسعة ، وعبد المجيد شخص سكير لا أبالي مستلب الأرادة والمباديء ، يشتغل في السكك الحديد بمرتب ضئيل يكاد لا يكفي أعالة أربعة أرانب من التسعة ، وللخلاص من هذا الوضع المزري يجد عبدالحميد حلاً متهافتأ ربما بليدا فيه شيء من الحماقة والأنانية المفرطة هو تزويج نعمت الشابة اليافعة والرقيقة من " طنطاوي " أحد حيتان السوق السوداء والتهريب وعلى ذمتهِ ثلاثة نساء أخر ، لذا دفعت بنعمت أن تختار الهروب من هذا الفخ القاتل إ لى المنصورة وتشتغل  في عمالة مزارع شاب ثري أسمهُ ( محمود بيه )  ، توسّم فيها الذكاء والفطنة والأخلاص والمهارات في العمل وترتيب حياته الصاخبة وأعجب بها وأحبها وثم يتزوجها ويعيل عائلة شقيقتها .
المتن/ وهنا يبدو المؤلف سميرعبدالعظيم  ضائعاً هو الآخر مشتتاً يتساءل هل هذه المعاناة جراء كثرة الأنجاب ؟ أم من رب الأسرة عديم الشعور بالمسؤولية مدمن على الخمرة سكير عاطل ؟ أم من غياب حكومات تعمل على أرضاء الحاكم بأمر الله ؟ أم من مزج هذه الأسباب جميعها معاً ؟! وربما هو الصحيح ، ويبدو على المؤلف أنهُ يبشر بحلول سحرية وهمية لمشاكل عميقة معقدة يفسدها التناول السطحي التجاري ، ويتوقف حيناً ربما يلتقط أنفاسهُ ليصل بالقاريء للخاتمة بنقلة نوعية سحرية من عالم التراجيديا  الملهاة الحزينة والمبكية إلى النهاية الرومانسية في أيجاد الفردوس المنشود في زواج نعمت من الشاب ( محمود بيه ) البورجوازي وتكفله بمساعدة العائلة مادياً ومعنويا ً ، ويتوقف " سمير عبدالعظيم " ويعجزعن اللجوء إلى الحل الشمولي الجذري ليس فقط لهذه الأسرة المنتخبة لأشغال فصول الرواية بل للشعب المصري الذي كان بتعداد أكثر من ثمانين مليون نسمة بفارق طبقي مرعب ، بل يكتفي باللجوء إلى الحل التوفيقي المؤقت .
ملاحظات نقدية تحليلية في تجليات أفكار المؤلف (العلاجية) للرواية :
-يطرح المؤلف حلاً غريبا هو أن معاناة الفقر من مسؤولية الأسرة لأنجابها الغير محسوب ، وكأنهُ يقترب من نظرية مالثوس عراب النموذج الأقتصادي الرأسمالي من حيث يدري أم لا يدري حيث قادتهُ إلى نتائج مغلوطة .
- ومن هنات ما في الرواية أنهُ يرسّخ مجموعة من القيم والأفكار التي تناقض واقع الحياة التي يريد أن يعبر عنها وهي :
1-أختيار الأسرة الفقيرة والتي جعلها جزيرة مغلقة منذ  البدأ ، ولم يوضح للقاريء والمتلقي واقع أسر مصرية أخرى ليس فيها سكير  أو متكاسلون ، وهم يفتقدون سقفاً يحميهم من غضب الطبيعة ويسكنون ( الترب ) أي المقابر .
2- التأكيد على نجاح الحلول الفردية غير المنطقية ، كصعود تسلق نعمت الطبقة البورجوازية بسرعة وسهولة عجيبة .
3- ثم العمال الزراعيون عند المزارع الشاب كيف تمكن من تخديرهم ليعلنوا الرضا والقبول بواقعهم كنخبة مستغٌلة ومستلبة والعجيب لا أحد يعترض أو يطالب بتحسين ظروف العمل وهو شيء لا ينطبق على التسعينات بل على القرون الوسطى حيث الأقطاع ونظام القن .
4- وثمة نقطة نظام في آراء المؤلف في الرواية هي { أن مشكلة الفقر هي مشكلة صنعتها طبقة الفقراء بتكاسلهم وسلبيتهم }
الخاتمة /  أن الثورة أفراز لواقع أجتماعي ، وهناك من يحصر أسباب الثورة في العوامل الأقتصادية ومن أبرز المنادين بهذا الأتجاه : سان سيمون وكارل ماركس وجميع اليساريين ، ويرى ماركس الثورة هي رحلة طبيعية وحتمية في حياة المجتمعات ، ويؤكد على علاقات (الأنتاج والتوزيع ) ، في نفس الأتجاه نرى ( لينين ) يؤكد على عامل التخلف هو عامل حاسم في التغيير ، وبالتالي تصبح الثورة حتمية ، حيث أن القهر والسخط والفقر والجوع والبؤس والمعاناة يمكن أن تخلق جواً ثورياً ، وهنا يضيف ماركس أن هذه المعاناة لا تكفي للثورة أن لم تتوفر القناعة والأرادة النفسية في تحقيق تغيير الواقع المر والمزري .
وعلى هذا الواقع المنظور في نضوج مقومات التغيير لدى الشعب المصري المليوني ، وبوضوح الفارق الطبقي المرعب ، كان من المفروض على المؤلف أن يستوعب نظرية ( مالثوس ) العدوانية في زيادة السكان بنسب تفوق نسبة الموارد الغذائية ويدعو إلى ما سماها ( الموانع الوقائية ) يقصد بها تأخر الزواج وضبط الشهوة الجنسية وأشعال حرائق الحروب لتأكل الزيادة السكانية ، وكان ماركس قد دعا في كتابه رأس المال بالمتوالية الحسابية بالباطلة حيث يعتقد : أن النظام الأقتصادي السائد في المجتمع هو الذي يتحكم في عدد السكان وليست الخواص الثابتة في الطبيعة .
وكذلك نذكر المؤلف تطور وسائل علمية حديثة لمضاعفة أنتاج الغلّة الزراعية ، والتقدم التكنلوجي باللعب في هندسة الجينات مما أدى إلى زيادة الأنتاج ووفرة السلة الغذائية ، أذاً تكون المبالغة بخطورة النمو السكاني وما يرافقه من فقر وجوع وفاقة مع أغفال دور التقدم العلمي والتقني والذي يوضح مساويء النظام الرأس مالي النفعي التجاري الذي يندفع إلى رمي الزيادة الأنتاجية في البحر كي يحقق التوازن في العرض والطلب ويهمل الجانب الأنساني ، بأعتقادي يكون حبل النجاة للأنفجار السكاني هو نهج الأشتراكية العلمية ولا غيرها مما أسموها بالأشتراكية الحميدة أو الرشيدة .
مصادر البحث/ * تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية 1992 ص 314 * كارل ماركس – كتاب رأس المال * محمد سيد غلاب – أقتباسات ديموغرافية وجغرافية – القاهره 1978 ص 175

*كاتب وباحث عراقي مغترب

























كُتب البحث في شهر آب 2017


 

113

 
النرجسية السياسية في أحتساب طريقة سانت ليغو
عبدالجبارنوري
الأنظمة الأنتخابية هي مجموعة من القواعد التي تنظم عملية أنتخاب ممثلي الشعب ، أي مجموعة قواعد يتم على أساسها تقسيم الدوائر الأنتخابية والترشيح للأنتخابات وأجراؤها وفرز أصوات الناخبين وتحديد الفائزين منهم ، والذي ظهر في أنتخابات 2010 بدايات ( النكوص الأخلاقي ) من الكتل الكبيرة الحاكمة والتي ألحقت حيفاً وظلماً بالأحزاب والكتل الصقيرة حينما ( جيّرتْ ) أصواتها إلى كتلٍ أخرى كبيرة لم تصوّتْ لها أصلاً ، مما أدى في وقتها إلى غليان شعبي ورفعت شعار ( لا تسرق صوتي ) وتقديم الطعون ولوائح شكاوي إلى المحكمة الأتحادية التي أصدرت القرار رقم 12 بتأريخ 14-6-2010 والذي قضى بعدم دستورية وقانونية تجيير أصوات الناخبين إلى قوائم لم ينتخبوها أصلاً ، وعدم شرعية الأستحواذ على أصوات القوى الغير فائزة ، وأستهدفت تغيير معادلة آلية توزيع المقاعد التعويضيّة مما يضمن تمثيل القوى التي لم تحصل على مقاعد ولكنها حصلت على أعلى الأصوات ولها الحق في الحصول على المقاعد الشاغرة بغية توزيع المقاعد بشكلٍ عادل ، أذاً يعتبر قرار المحكمة الأتحادية مكسباً وطنياً ينبغي الرجوع أليه اليوم حيث الحيتان الكبيرة متأهبة للأنقضاض على فرائسها الصغيرة .
وفي وقتها ثارت ثائرة الكتل الكبرى وخاصة أئتلاف التحالف الوطني وبالذات كتلة دولة القانون وبثت خلال شبكة أعلامها الأحتجاج على قرار المحكمة الأتحادية وحاولت بشتى الطرق بالتشويش عليه بالرغم عما تسمي نفسها بدولة القانون بحجة أنه لا يساعد على أيجاد حكومة مستقرة ، على أساس أن حكومة قائد الضرورة كانت مستقرة مثل اليابان والسويد !؟ ولثمان عجاف وعجاف في ( أنا ربكم الأعلى ) وهل يعلم أصحاب القرار أن ولادة حكومة مستقرة ومستقلة من مسؤولية الكتل السياسية ومدى وطنيتها وتماسكها .
وطبق القرار في أنتخابات مجالس المحافظات 2013 بأتباع طريقة سانت ليغو وأعطت كل ذي حق حقهُ وأستحقاقاته ومقاعده التي حصل عليها ، مما شملت تأثيراته السلبية على القوائم الكبيرة ومنها دولة القانون التي خسرت أكثر من عشرين مقعد ، ولهذا السبب جعلوا من القانون أزمة سياسية ووضعوا عدة مقترحات لحل الأزمة منها : أن أئتلاف دولة القانون تطالب بعدم تعديل قانون الأنتخابات النيابية تعني قانون سانت ليغو بأستثناء الفقرة المتعلقة بنظام أحتساب الأصوات وذلك لتلافي خسارتهم ، ثم أقترحوا نظام (هوندت الأنتخابي ) الذي يشير خبراء الأنتخابات وجهات وطنية ودولية : أن هذا التعديل يتيح نقل أصوات من المرشحين الغير فائزين إلى الكتل الفائزة بنسبٍ عالية وهذا ما يتعارض مع قرار المحكمة الأتحادية ، وتعني تلك الكتل المتنفذة وبنداوة أخلاقية الرجوع إلى ما جرى في أنتخابات 2010 للسيطرة والهيمنة والتفرد والتضييق على المنافسين ، ثم أقترحوا فقرة ( العتبة الوطنية ) لحل أشكالات أقرا ر قانون الأنتخابات الجديد ، وجاءت هذه الفقرة أسوأ من أخواتها لأنها محاولة ماكرة جديدة من حيتان تلك الكتل المتنفذة والساعية في الأستئثار بمقدرات الشعب والوطن لكونها تبعد القوائم التي لم تحصل على نسبة2% من الأصوات وهو ما يقارب 200 ألف صوت والذي يعادل سبعة مقاعد برلمانية ، وترحيل هذه الأصوات إلى من لا يستحقها وهي تعتبر مخالفة صريحة أخرى لقرار مشرعن من السلطة القضائية .
المهم هنا ماذا يريدون !؟وماذا نريد !؟
-يريدون تكريس الهيمنة السلطوية بأمرار فقرة الجوكر الذهبية الفائزة 9-1 من طريقة سنت ليغو الذي صوّت لهُ مجلس النواب في الأسبوع الماضي والذي يتيح لهم نهج المحاصصة بل الأصرار على نهجه .
- كم أفواه الحراك المدني المطالب بالتغيير منذ ستة سنوات .
- الأستحواذ على أصوات الناخبين الذين لم يصوتوا لهم وتوزيعها فيما بينهم كأجراء قسري وأستحواذي وعلى نهج ( أنا ربكم الأعلى ) وهم واثقون كل الثقة بأنهم سوف يجددون جلودهم في تدوير نفايات الأنتخابات الفرعونية وعلى الرغم من المعارضة والأقلام الشريفة وهذه المرة لا يحتاجون لتوزيع البطانية والنقد على الفقراء للأنهم قد ضمنوها من التعديل على طريقة سنت ليغو .
وماذا نريد ؟ نريد التعديل على طريقة سنت ليغو ب7-1 أو 4-1 كقاسم أنتخابي بدل 9-1 للحفاظ على أصوات ( الغلابه ) من الأحزاب والكتل الصغيرة ، ونريد الحد الأدنى من الديمقراطية التي تؤكد رقابة البرلمان على الحكومة لا العكس الذي يطمحون أليه
الخاتمة / أقولها بمرارة وحسرة أنهم باعوا جغرافية وتأريخ العُراق في بازار العهر السياسي والنفعي  بالجملة بعد أن أشتريناه بالمفرد وبدماء أبناءنا وبأشلاء الأجداد أصحاب الرايات الحُمر في ثورة العشرين وأنتفاضة 1991 الشعبية الحرة وأنتفاضة الديمقراطيين والشيوعيين في ملحمة الجسر 1952 ، لأجل عيون العُراق ولكن أصحاب القرار بعد الأحتلال البغيض 2003 غيُبوا ثقافة المواطنة وألى الأبد ، وأن دولة القانون ورئيسها القائد الرمز يطمح بالرئاسة الثالثة وهم يغردون خارج السرب بنغمة حكومة الأغلبية السياسية ،الخرجة من بطون الطائفية المقيتة لأنهم يمثلون أحزاب دينية راديكالية تقوم على مذهب طائفي معيّن ، لذا سوف أصحح لهم ولرئيسهم مفهوم الأغلبية السياسية : هي ليست أكتشافات دولة القانون بل هي أساس بناء نظام ديمقراطي برلماني يفوز بالأنتخابات ولكن في ظل أحزاب سياسية لم تكن خارجة من بطون طائفية أو أثنية .
أن طريق النضال طويل وشائك ولكنه ليس بالمستحيل وأن وطننا ليس عقيما في أنجاب الشرفاء أصحاب الضمائر الحية وأن حتمية التأريخ سوف يبزغ نجمه عاجلا أم آجلاً لكون مقومات التغيير قد نضجت وأوقضوا الشعور في أعماق شعبنا الحاجة إلى التغيير الجذري أذ لا يصح غير التغيير والتغيير فقط ---
كتب في 11 من آب 2017


114
 
العراق المأزوم/وفوبيا الأختيار!!!
*عبدالجبارنوري
المدخل/تعتبر السياسة الخارجية لأية دولة تعبيراً عن مصالحها  حيث ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة بلا مصالح دائمة فكلٌ من روسيا وأمريكا لديهما مصالح دائمة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في العراق وليبيا حيث مصادر الطاقة وتسعى إلى تحقيقها بأستخدام جميع الوسائل الدبلوماسية أو الأقتصادية أو العسكرية التي من خلالها تستطيع من الحصول على موطيء قدم أو أكثر ، وأن وضع العراق اليوم هو مأزوم ومعقد ولو أنه خرج منتصرا في حربه مع داعش في الموصل ولكنه اليوم هو على صفيحٍ ساخن لمواجهته ملفاتٍ مأزومة مثل الملف الكردستاني ، وملف الأقلمة ، وملف الحرب مع داعش ، وملف النازحين ، والملف الأمني وملف الفساد الأداري والمالي ، وأن أساس بناء السياسة الخارجية هي القابلية على توظيف المفردات الدقيقة لأحداث الأهداف المستقبلية ، فيقتضي قراءة الواقع الملموس على الأرض ومعطياته السياسية والدبلوماسية بدقة ومجردة من سايكولوجية ( الأنا ) عبر ترسيخ مفهوم ثقافة المواطنة .
والسياسات العدوانية الأسرائيلية دفعت المنطقة تحت طائلة سياسات ( المحاور ) فاليوم التأريخ يعيد نفسهُ أن قبلنا أم رضينا فعلى الخارطة محورين : الأول/ الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها أسرائيل وتركيا ودول الخليج ( السعودية وقطر والأمارات )، والثاني/ روسيا وسوريا وأيران وجنوب لبنان ، فأصبح الأختياروالأنتماء إلى أحدى الكتلتين ملزماً كما يقول الشاعر نزار قباني : {أني خيرتك فأختاري ،لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار } ، أما ما يخصُ وطننا العراق المسالم والذي أتخمتهُ الحروب العبثية وأكلت منهُ الأخضر فالأخضرفاليابس نرفض أن تكون أراضينا المقدسة ساحة أقتتال الجبهتين المتناحرتين وندفع حينها ثمناً باهضا أضافياً ، وحسب أعتقادي لتقتصر على المشورة الأمنية والأستخباراتية فقط مع الجانب الروسي دون جر الجيش العراقي للقتال خارج حدوده ، وكذلك تعزيز تعاون العراق في مجال مكافحة الأرهاب والعلاقات الثنائية ، ودعم وحدة العراق ، ورفض أي تعرض لهذه الوحدة للخطر ، وتشجيع التعاون الأقتصادي والعسكري والطاقة ، ومعالجة  أشكالات ملف الأستفتاء ، وملف تأجيل الأنتخابات.  وهذا التقارب في العلاقات الثنائية ونحن نقف بتأمل للدعم الروسي الغير محدو لسوريا ، وأرتياح في الصمود السوري لخمسة سنوات أمام أعتى هجمة عدائية على جغرافية وتأريخ هذا الوطن المسالم  الذي يفترض أن يكون الشعب السوري هو المعني (بالتغيير)لا أن تكون ضحية لصوص وقطاع طرق من بهائم الأرهاب الدولي الداعشي والأخواني   .
وكان للموقف الأيجابي الروسي مع سوريا أثراً بعيداً في بث روح الأمل والتفاؤل في الشعب والجيش السوري وذلك للمساعدات اللوجستية والعسكرية والقيام بمهمة التسليح والتدريب ،  والدبلوماسية بأستعمال روسيا خمسة فيتوات في الأمم المتحدة منعت فيه سقوط النظام السوري وهو صامد أمام أشرس أعداء للأنسانية والمدفوعة الثمن من المال السعودي والقطري والأجندات الأجنبية الأمريكية والأسرائيلية والتركية ولمدة خمسة سنوات عجاف والجيش والشعب السوري يقاتل بضراوة وصمود وتحدي ل( 86 ) وحدة عسكرية و منظمة وفصيل وكتيبة ولواء من ثلاثة تكوينات أرهابية مدمنة على أبادة الجنس البشري ومحاربة السلام العالمي وهم المعارضة السورية: 42 فصيل ، قوات سوريا الديمقراطية 35 لواء وكتيبة ووحدة عسكرية ( مدعومة من واشنطن بالتدريب والسلاح ) وصحيح أنها تقاتل داعش ولكنها بالتالي هي وحدات مسلحة غير قانونية وخارجة على الحكومة السورية ، وتنظيم الدولة الأسلامية 9 منظمات أرهابية فيكون المجموع ( 86 ) وحدة عسكرية وكتيبة ولواء ومنظمة ، وطبعاً تغذى من منابع السيولة السعودية والقطرية بمليارات الدولارات وتدفق الأسلحة بأنواعها أضافة إلى الخبرات التدريبية .
العرض/قراءة موجزة للمعطيات الأستراتيجية/ بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي وأنتهاء الحرب الباردة وفي ظل أحدى معطيات السياسة الدولية في غياب الأتحاد السوفييتي وظهور محور ( أحادية القطب ) وبغية مسك ورقة الأرهاب بالمزاوجة الباطلة بين أمريكا والقاعدة منذ الحلف الغير مقدس معاً في أفغانستان واليوم مع النصرة الأرهابية المجرمة في سوريا ، ومع داعش في العراق للأتجاه لتغيير خارطة الشرق الأوسط لقلب الطاولة على معاهدة سايكس بيكو كل ذلك لتحقيق الربح المادي النفعي الذي كشفه ترامب في دعاياته الأنتخابية وفي أستلامه لكرسي الحكم كيفية حلب البقرة السعودية تحت شعار بيع حماية كرسي الحكم بثمن ترليون دولارنقداً وعداً .
وتبدو عندنا على الساحة الجيوسياسية في الشرق الأوسط أتجاهين  : الأول/سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بغياب أستراتيجية لدى أدارة أوباما وحتى في زمن تاجر العقارات ترامب في سوريا ، وفشل سياسته في الحرب ضد داعش ، وأرتباك تلك السياسة بعد التدخل الروسي في سوريا ، بعد تدخل أصحاب القرار الأمريكي إلى ضرورة أعادة النظر في الموقف التكتيكي الأستراتيجي من سياسة ( الحرب الباردة ) إلى سياسة أحادية القطب بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي ، فأن أمريكا ليست الأمس بل هي اليوم تستحضر أعلامها الديماغوجي الكاذب وبميكافيلية بغيضة تجاه شعوب المنطقة والتي هي مناطق الطاقة في الشرق الأوسط وبذاكرة مثقوبة في تجاهل تطلعات شعوبها ومعطيات زمكنتها لذا أنها ليست هي تلك القوّة الرهيبة التي تخيف العالم لتدهو قدراتها الأقتصادية خصوصاً بعد الأزمة المالية في عام 2008 لم تعد تتسيّد تلك الأحادية على صعيد القدرات العسكرية في وضع مأزوم أقتصادياً ، وبالتالي لم تعد قادرة على تمويل حروب عديدة في مختلف أنحاء العالم كما كان وضعها السياسي في القرن التاسع عشر حيث كانت أذرعها الأخطبوطية تمتد إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا الوسطى ودول بحر الكاريبي ، فأتجهت أفكار صقورها إلى التخلي عن منطقة الشرق الأوسط وخاصة بتصاعد الخطر الأقتصاد الصيني وأغراقه أسواق المنطقة ، لذا أتجهت نحو ( دول الخليج ) العربي ومن ضمنه العراق لوجود مستدودعات الطاقة ، وفيها أنظمة رخوة ودكتاتورية تستجدي الصمود والحفاظ على كرسي الحكم ولو لأطول مدة ، الثاني/الموقف الروسي : من هذه الأستراتيجية الجديدة دخلت منطقة الشرق الأوسط في لعبة ( المساومة ) بأسم روسيا الأتحادية  مع قوى دولية تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب ، حيث أتجهت سياسة البنتاكون منذ 2012 في أطلاق يد روسيا في سوريا.
وروسيا الأتحادية ورئيسها بوتين ووزير خارجيتها لافروف ورئيسة المجلس الفيدرالي الروسي ( ماتفيينينكا ) ، كشفوا عن السياسة الخارجية لحكومتهم الروسية تجاه الشرق الأوسط منذ عام 2011 و2014 حيث بدأت روسيا تظهر من جديد على الساحة الدولية منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة في عام 2000 والذي لديه رؤية لأستعادة المكانة الروسية على الساحة الدولية ، وأثبات روسيا كقوة عظمى من جديد وتنمية علاقاتها الثنائية مع العراق على أساس المصالح المتبادلة ( لا ) المصالح النفعية الأبتزازية الطفيلية الذي هو النهج الأمريكي ، وأن الموقف الروسي صريحاً دائماً منذ الأحتلال الأمريكي للعراق 2003 في : 1-تأكيدها على وحدة العراق وأنها ضد أجندة التقسيم التي تقوده أمريكا وعرابها في التقسيم ( بايدن ) وهو في صالح العراق حتماً لآنهُ صادر من دولة عظمى كروسيا الأتحادية العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي ، 2- الموقف الروسي رسالة تحذير لموضوع الأستفتاء الكردي وملف عدم  تأجيل الأنتخابات ، 3- وهي ضد التوجهات الأمريكية والتركية والسعودية في أبقاء العراق على صفيح ساخن حيث الفلتان الأمني والتناحر الكتلوي والفئوي الطائفي وضد طروحات المشاريع التصفوية في فرية ( حكومة طواريء ) أو حكومة عسكرية المشابهة للأحكام العرفية السيئة الصيت ، وربما هناك ما يلوح في الأفق القريب أعادة الأحتلال الأمريكي للعراق وخاصة بعد أنتهاء سيطرة داعش على الموصل بتدفق جنود المارينز الذي وصل من 5 آلاف إلى 10 آلاف جندي أمريكي وخمسة قواعد عسكرية بحجة التدريب والتأهيل للمقاتلين العراقيين ، وهذا الهاجس قد يدفعنا إلى المساعدات الروسية في مجال التسليح وأحراج الولايات المتحدة الأمريكية.
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب   
 



115

 
شظايا ---- وزارة الداخلية 
عبدالجبارنوري
بالتأكيد أن وزارة الداخلية من الوزارات الأستراتيجية والسيادية المهمة لكون خضوع هيكلتها إلى المنهجية العلمية ذات الصبغة الموضوعية والمبنية على أسس مهنية وحرفية كما نراها في دول العالم المتقدم التي تعي وتدرك بأن الأنسان أثمن رأسمال حين يكون أختيارها بمقاسات " الرجل المناسب في المكان المناسب " تؤول حينها حقيبة وزارة الداخلية للشخص الذي كما يقال في الأمثال ( كدها وكدود ) حيث يتمتع بحس مخابراتي ، صاحب عقيدة عسكرية ، ومحاط بمستشارين قانونيين ، وملم بلائحة حقوق الأنسان ، وصاحب حضور في خلية الأزمة بشكلٍ دائم ومستمر ليل نهار لأستلام المعلومة الأستخباراتية وتحليلها للقيام بالضربة الأستباقية قبل حدوث الجريمة لنيل المبادرة ، وعند أستلامه الحقيبة الوزارية يقوم بالأشراف بنفسه في فلترة وتمشيط هيكلية وزارته من الطارئين والعابثية والتأكد من أنه قد وضع يدهُ على جهاز مخابراتي وطني الأنتماء والولاء ، وكل هذه السمات والمميزات يجب أن تتوفر في أحتيار هذا الرجل المهم لأنهُ يتعامل مع مصير المواطن مباشرة بأمنه وحقه في الحياة ، وضمان حرياته في حق التعبير والعمل والسكن ، ومستقبل أجيال الأمة وحفظ هيبة الدولة لذا يصفهُ الخبراء الأستراتيجيون " بأنه رجل المهمات الصعبة والمجازف الحذر اليقظ كالجندي الذي يفكك عبوة ناسفة !؟ "  .
وللأسف الشديد أن جميع وزارات الداخلية المتعاقبة بعد 2005 لم تكن تحمل  حتى النزر القليل من هذه الضوابط الوطنية المهمة حيث كانت تدار ( بالوكالة ) وبعدها وزارات محاصصاتية حسب المقبولية التوافقية الصفقاتية ويكون ريمونتهم عند كتلهم وأحزابهم يكون تحركهم كالروبوت في أتجاه نزوات ( فئوية ) ، وهو شيءٌ مرعب حقا أن تكون هذه الوزارة ساحة مزايدات وبازار بيع اللحم العراقي الحي ، وربما تولد وهي ميّتة ، أو مشوّهة مترهلة وضعيفة فاقدة الهيبة حيث الفساد الأداري والمالي والمنسوبية والمحسوبية تنخر مكوناتها ، ووقع العراق برمته تحت تأثير ( شظايا ) وزارات الداخية المفروضة على الشعب العراقي الذي دفع ويدفع فاتورات العنف والمعاناة ، والكارثة أن السلطة التنفيذية التي من ضمنها وزارة الداخية فهم على ما يبدو " أنهم خارج الحدث " غير مدركين ما يدور حولهم حيث الشعب ينزف دمأ وثروة وجنائزاً .
وهذه بعض شظايا وزارة الداخلية العراقية موديل 2017
الشظية الأولى/

ظاهر الخطف والأغتيالات وهي ( نكسة ) أمنية كما وصفها الدكتور أياد علاوي ، وفعلاً هي كارثة حين تستهدف أبناء هذا الوطن المبتلى من شريحة الكفاءات حين صعدتْ من عملياتها بأستهداف الأطباء ، أفتقدت وزارة الداخلية مشروعاً أستخباراتياً وأمنياً في تكثيف جهودها وتحمل مسؤولياتها من خلال خطط أمنية عاجلة تكشف ملابسات تلك الحوادث المؤلمة ، وأن وزارة الداخلية الظاهر لا يعنيها تفعيل قانون حماية الأطباء رقم 26 لعام 2013 في ردع المجرمين وتسهم بحماية ذوي "القمصان البيض" وتوفير بيئة أمنية تمكنهم من أداء مهامهم الأنسانية على الوجه الأمثل ، وهل تعلم الوزارة أن هناك أسباب  ليست خفية وراء تلك الظلامية الأمنية تتعلق بضعف وترهل الوزارة وضعف القانون وسيادة الروح العشائرية وتكاثر تفريخ العصابات الأجرامية المنظمة : { أغتيال دكتورة الأسنان الطبيبة " شذى فالح السامرائي " في منزلها في حي الأسكان في بغداد قرب مشفى الطفل وسرقة مصوغاتها الذهبية ومبلغ مالي على يد مجهولين كالعادة ومرور هذه الجرائم المروعة مرور الغير كرام ويسجل ضد مجهول ، وبعدها بأيام أغتيال الطبيب ( سليم عبد حمزه ) داخل عيادته بحي المعامل شرقي بغداد ، يرغم أنهُ معروف بين أبناء المنطقة بدماثة خلقه وحسن سيرته وسلوكه ومساعدته للفقراء على مدار أربعين عاماً ، وتزامنت حادثة خطف الدكتور ( محمد على زاير ) رئيس قسم الجراحة بمشفى الشعلة من داخل عيادته في شارع فلسطين ولمدة أسبوع وأطلق سراحهُ مرميا على قارعة الطريق معصوب العينين فاقداً لكرامته كأنسان ، وتبع ذلك في 24/7 /2017 مقتل أعلامية عراقية مقدمة برنامج ( ياسر مان ) في شهر رمضان في فضائية السومرية  (لقاء سعد ) الشهيرة ب( لوليتا) داخل شقتها ، وفي 20 تموز  2017 أغتيل " علي الرفيعي " أمام منزله في الكرادة قرب ساحة عقبه بن نافع على يد مجهولين بطريقة غامضة ، وهو مدير قسم التخطيط العام في محافظة بغداد ومدير قسم المشاريع في العاصمة بغداد ، ويعد علي الرفيعي من الأشخاص الكفوئين في المحافظة ، وظهور عصابة ( أبو موس ) ورئيسها المجرم " أحمد أركان ياسين طارش " الذي خطف الطفل " سامي علي سامي " من مواليد 2008 وذبحه وقام بخطف طفل ثاني تم أنقاذه بمعجزة وهو في الرمق الأخير، وفي 4 تموز 2017 قُتل الفنان المسرح العراقي " كرار نوشي " بطريقة وحشية بعد يومين من أختطافه وعلى يد مجهولين كذلك !؟ ، وحادثة مقتل رئيس نادي القوة الجوية مع زوجته واولاده في حادثٍ غامض جعلنا أن نضرب الأخماس بالأسداس في السبب ، تارة تطلع علينا أخبار بأنه قتل عائلته وانتحر وأخرى حصول الجريمة على يد مجهولين ، ونتساءل أين وزارتنا الداخلية ؟؟؟ لتبيان السبب لكي يبطل العجب   
 
 الشظية الثانية / جرائم المخدرات المنتشرة بشكل لم يسبق لها مثيل بحيث أصبح ميناء البصرة من الموانيء الخطرة في العالم   والمنفذ الأستراتيجي لتوريد وتصدير هذا السم القاتل للشعوب ، وتتبعها مدينة العمارة وقضاؤها ( المجر ) ، وألم تسمع وزارة الداخلية بمعارك العشائر بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بأستخدام الهاونات والدبابة ولا تعجب حتى الطائرة المسيرة !!! بسبب أختلافات على تهريب النفط العراقي وعلى العشيرة التي تفوز ببطولة تجارة المخدرات والأدوية الفاسدة  أليست هي معركة نهر جاسم !؟ ---- وهناك شظايا كثيرة وكثيرة لا يسع المجال لذكرها .
وأخيراً / أن الأهداف الحقيقية وراء هذا الأنفلات الأمني هو : أثارة الخوف والذعر بين المواطنين والأطباء على السواء ، وأحداث فوضى عارمة داخل العاصمة بغداد ، وأثارة الرأي العام ضد الحكومة وتعميق الهوة السحيقة بينهما ، وبصراحة لقد عكست الحكومة وبالذات وزارتها الداخلية الموقرة عجزها الواضح أزاء ما يحدث على أرض الواقع ، وصدرت بعض التطمينات والتحذيرات  (الخجولة ) من هيئة المفوضية العليا لحقوق الأنسان وعن أعلام الحكومة التي لم تصمد ولا لحظة واحدة أمام تلك الجرائم المرعبة في هز كيان المجتمع العراقي ، لقد مللنا تلك التصريحات والوعود الديماغوجية والتي قد توظّفها الحكومة  بأتجاه الأنتخابات المقبلة بل نحتاج إلى تحركات فورية وعلى أعلى المستويات لكبح جماح تلك العصابات السائبة قبل شروعها بجرائم جديدة ، وبالتالي هي لتفريغ البلد من كفاءاته وأطباءه وضرب أمنه الصحي والوطني ، ويظهر أن أجندات مشبوهة ومافيات منظمة وراء الخطف والقتل السريع وبدون طلب فدية كما تعوّد عليه العراقي المسكين والمبتلى على مدى 14 سنة عجاف وآلات القتل بالسكاكين التي تجعلنا التصديق بأحدى الأحتمالات التي يمكن الأخذ بها هي ما حصل من هذه الجرائم هو تسلل ما يسميهم داعش ب(أشبال الخلافة )داخل العاصمة وتنفيذ جرائمهم بالسكاكين والأسلحة الخفيفة ، فالمفروض هنا تفعيل الجهد الأستخباري لتفكيك هذه العصابات وعدم أنتظار عفريت الفانوس السحري لأنقاذ  معالي وزير الداخلية من محنته في ترك الكرسي !؟ ----
تموز 2017

116
 
أيزابيل ألليندي في بيت الأرواح/ رؤى في حيثيات الحلم والواقعية السحرية
عبدالجبارنوري
تلك هي الروائية التشيلية " أيزابيل ألليندي " Isabel Allende ولادة 1942 ومن الأسماء المرشحة دائماً للحصول على جائزة نوبل ، وهي أبنة عم الرئيس اليساري الأشتراكي الماركسي " سلفادور ألليندي " الذي أطاح به الأنقلابي " بينو شيت "  سنة 1973 بمساعدة المخابرات الأمريكية ، فهي من أسرة سياسية يسارية ، بالأضافة لكونها ناشطة نسوية ضمن المثقفات اليساريات التشيليات ، وأن أكثر" رواياتها نسوية ، وكانت أشد المراهقات تعاسة في تأريخ البشرية –كما تدعي من وجهة نظرها – وذلك يعود إلى خصوصية طفولتها التي غلب عليها الترحال والفراق والغربة والشظايا النفسية للأنقلاب الفاشي على قريبها ، صُنفتْ كعدوّة للنظام العسكري الأنقلابي لذا دفعت فواتيرها حبساً وأعتقالاً ومداهمة وثُمّ أبعاداً من تشيلي ونفياً .
جاءت روايات أيزابيلا ألليندي كي تعالج وتفند العديد من الآراء الخاطئة كي تتحول أعمالها إلى أكثر الروايات شعبية في العالم ، وأخذت النجومية والصدارة بين كتاب أمريكا اللاتينية ، ورواياتها الأدبية تعد من أهم أصوات الأدب والذي يسمى ب( جيل الواقعية السحرية ) والذي عبر عنها الروائي غابريل غارسيا من خىلال رائعته " مائة عام من الغربة " .
وهنا أنفردت "  أيزابيلا بأطلالة حداثوية في عالم الأدب التي هي " الواقعية السحرية"  بتوليفة الحبكة السردية مع أسطورة الفانتازيا  حيث وجدت الروائية العبقرية التشيلية تفاسيرها في حركة التأريخ التي هي ذاكرة الأمم والشعوب في صراعاتها الطبقية ، وهو شيءٌ طبيعي حين تنحو الطبقات الفقيرة إلى ما هو معروف بألعاب الحظ ولو أنها من أختراعات مافيات المال والفساد للوصول إلى المال السهل ، وهنا تقول : أيزابيلا ( أنهم نسيوا أن هذا الطريق لا يفيد ألا ممارسيها ومشغليها وأن الثروة الحقيقية هي ( المعرفة ) وتردف هل توافقوني الرأي؟ ) .
رواياتها/بيت الأرواح 1982 – عن الحب والظلال 1984 – حكايات أيفا لونا 1989 – الخطة اللآنهاية 1991 – باولا 1994
أفروديت 1997 – أبنة الحظ1999 – صورة عتيقة 2000 – مدينة البهائم 2002 – بلدي المتخيل 2003 – مملكة التنين الذهبي 2005 -  وأنيس حبيبة روحي ---
رواية "بيت الأرواح" طقوس أيزابيلا في الكتابة
تدور سرديات الرواية "بيت الأرواح" نهاية القرن التاسع عشر في دولة تشيلي ،نُشرتْ الرواية عام 1982، حازت الكاتبة بها على جائزة الأدب البارانومي ، وتُرجمتْ إلى ما يقارب الثلاثين لغة ، وحولتْ هذه الرواية إلى فيلم سنة 1993 بطولة الممثلة الأمريكية ((ميريل ستريب ) ، وأجواء الرواية الأسطورية المعتمدة على التوليف الجميل والرائع بالربط بين الواقع والأسطورة وبعبقرية نادرة وبحبكة درامية ترقى إلى الملهاة  ذات النهايات الحزينة والمؤرقة أحياناً كثيرة بيد أنها بقيت عالقة بالروح لتجربة عايشها الكثير منا حتى وأن لم يقم بأطلالة على مجريات أحداث الرواية ، وتتمكن هذه العجوز المعجزة من التأثير المباشر في تحريك خيوط اللعبة الدراماتيكية في ملامسة أحاسيس الروح للمتلقي بمشاهدة أجواء العنف والحرائق الآدمية للماضي البعيد والقريب لتكوّنْ منها سحابة داكنة من الأسى في الحاضر ، وتبدأ العمل في كل رواية بعد أجراء بعض طقوس التأمل التي تشمل أشعال الشموع وتبخير أجواءها بتمتماتٍ سحرية متناغمة مع الوجدان وهي تقول : {أنا أمرأة سياسية تكتب التأريخ الخفي للحب والجنس والعواطف من دون الأهتمام بالأسباب الأقتصادية التي خلقت أحداث التأريخ ، أنا مهتمة بما يحدث للناس ، لأمي وجدتي وقريباتي والنساء في الشارع والأطفال } ، وهوشيءٌ جديد وطاريء لم يُذكرْ في نصوص الكتب الرسمية ، وأكتشفت خلال غربتها في فنزويلا : { بأن جذور الأنسان ترتبط بدواخله وليس بجغرافية الأرض ، وهي تقول لجدها في أول الرواية كرسالة : بأن الناس يموتون فقط حينما تنساهم ، وأنا لن أنساك مطلقاً .
وأنها تروي وقائع حقيقية مع شيء من الخيال ، وهي حقاً ملحمة رائعة تروي مجريات تلك الأسرة التي وظفتها أيزابيلا في بيت الأرواح تعايش مجريات زمنها وتأريخها ، بيد أن هذه المعايشة المسكونة بالأرواح قد تجاوز قدرهم الزمن والتأريخ ككل ، وأن الشقاء يتطور بريشتها البارعة السحرية فينقلب إلى (مقاومة ) والثروة تتحول إلى طاغية مستبد ، وأن تفسير أحداث الرواية تسير بكل أنسيابية شفافة تكاد تكون فطرية طوعية فيها كل شيء هش وكل شيء عميق وكل شيء تفسيره صعب ، وترفض أن يكون هذا قدرها ، لأن مصير الشعوب لا يمكن ألا أن يكون جميلاً ، غير أن الكاتبة والروائية التشيلية اليسارية الواقعية تكشف عن سر الخطأ والصواب وترى عبر المشقة والألم المتجسّدْ بالصراع الطبقي للوصول إلى المستقبل بأنواره ، وتحلم -- وتحلم كما هوديدن الشعوب في أدمانها في تعاطي هذا المسكن (الحلم ) ربما وبالتأكيد تتحقق الألوان لأنّها مغموسة بدم تلك الشعوب ، وتحث على تكملة مسيرة الألف ميل بالتضحيات ونور الأعمال لأنها من رؤى الشعوب المقهورة التواقة للتحرر والأنعتاق تلك هي بيت الأرواح وتريد أن تقول في النهاية : { --- تجربة تشيلي خطأها وصوابها والتضحيات العظيمة تتلخص بشهادة " ألليندي " والأمل الذي لا حدود له } .
وفي حواريات الرواية " بيت الأرواح " توضحتْ هويتها اليسارية الثورية عند تعرض بيتها وبيوت المحاصرين بمداهمات غير قانونية بأمرٍ من " بوش " بالقرب من مسكنها عند خليج سان فرنسسكو ( أمريكا الشمالية ) ، وجدت ألليندي نفسها تقود المسيرة الأحتجاجية وتردد نفس شعارات السبعينات في تشيلي { الشعبُ المتحد لن يقهرْ } لذا عزمت أيزابيلا على أن تكون ناشطة نسوية وهي أول من تبنى شعار { المذهبْ النسوي } .
وآخر الكلام / رواية " بيت الأرواح " المطرزة بالفنتازيا كانت محاولة لبعث الوطن الذي خسرتهُ والعائلة التي فقدتها ----
تموز2017


117

 
ديون العراق البغيضة والسيادية/الأسباب والمعالجة!!!
*عبدالجبارنوري
الأزمات الأقتصادية Economic  Crisis  ، هي أحدى السمات الأساسية للنظام الرأسمالي ، وأستمر هذا النظام في تبني نموذج ( كينز) الأقتصادي كوسيلة مهمة في معالجة الأزمات الأقتصادية المتكررة منذُ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وحتى نهاية عقد التسعينات والتي بدأت بأزمات أنتاج ثُمّ آلتْ إلى أزمات مالية في العقود الأخيرة ، وهي أزمات هيكلية نتيجة الطابع المتناقض والعميق للنمو الأقتصادي للنظام الرأسمالي الراهن ، وظهرت مؤشراتها في أقوى الدول أقتصاداً كالولايات المتحدة الأمريكية ، ثم أنتقلت إلى أوربا وثم إلى بقية العالم ، وبالحقيقة هذه الأزمات ليست بجديدة على النظام الرأسمالي لكنها تعد أصعب الأزمات بعد الحرب العالمية الثانية ، يمكن القول بأنها مركبة وشمولية الـتأثير ، بدأت واضحة في السبعينات الأقتصادي مثل: ( أزمة نظام النقد الدولي وأزمة الطاقة وأزمة التضخم الركودي وأزمة المديونية الخارجية (عن كتاب/الأزمات المالية العالمية- أيمان محمود عبد اللطيف ) انتهى.
وهنا بيت القصيد حيث كانت لهذه الهزات الأقتصادية العالمية أبعاداً وتداعيات خطيرة على النشاط اأقتصادي في جميع بلدان العالم ومنها العراق الذي هو جزء من المنظومة العالمية فأصبح ضمن فلك الدول الدائنة للأستدانة لفك الخناق المالي وتبرئة موقفها ، والذي ظهرعلى الأقتصاد العراقي اليوم بطالة مستشرية وعجز تجاري والعجز المتزايد في الموازنة العامة ، بتداعياتٍ أكثر خطورة وجدية بسبب الحرب الشرسة التي يخوضها ضد أخطر عصابة أرهابية ، لذا دخل الأقتصاد العراقي في ركود عميق أبتداءاً من سنة 2016 خصوصاً في ظل الأنخفاض الحاد في أسعار النفط والتقلبات المستمرّة لتلك الأسعار.
ديون العراق / تصنف ديون العراق إلى أربعة أقسام : الأول- ديون دول نادي باريس والثاني-ديون دول غير الأعضاء في نادي باريس والثالث- ديون الدائنين التجاريين والرابع ديون مجلس التعاون الخليجي ، أضافة إلى عقود المستشارين المحاسبين والقانونيين ، وأن مجموع ديون العراق حتى نهاية 2016 تبلغ 111ملياردولار ، منها الدين الخارجي 68 ملياردولار ومن ضمنه الدين الخليجي السعودي الذي هو 41 مليار دولار، وأن مجموع الدين الداخلي 43 مليار دولار يكون المجموع الأجمالي 111 مليار دولار، وبالحقيقة أن مديونية العراق كانت 140 مليار دولار في أتفاق لنادي باريس وخفضت الديون بنسبة 80% عام 2004 .
وأن 60% من أجمالي الديون المتبقية رُصد لها برنامج أمني لتسديدها ، وللعلم هذه الديون تتضمن ديون نادي باريس وخارج نادي باريس والدائنون التجاريون وصندوق النقد العربي واأقراض الجديد والدين الغير معالج وتعويضات الكويت ومتأخرات الشركات النفطية العالمية ومتأخرات أستيراد الطاقة بالأضافة ألى حوالات المزادات وقروض شركات التمويل الذاتي وحوالات تمويل العجز وقروض وزارة الكهرباء ، وهناك الكثير من الخبراء الأقتصاديين يقسمونها إلى  (ديون سيادية) وهي الديون الخارجية المترتبة بذمة العراق ، وجميع ديون العراق قبل 2003 سموها ( الديون البغيضة ) لم يستفد منها الأقتصاد العراقي ، والحكمومة تطالب بألغائها ، وللمعلومة : أن التعامل مع صندوق النقد الدولي لهُ عيوبهُ ومحاذيرهُ تجاه الدول الدائنة منها تأثيراتها على طبقة الفقراء دون الأغنياء وتخفيض مواد البطاقة التموينية وزيادة الأنفاق الأستهلاكي .
الأسباب/ 1-الهبوط الحاد المستمر لأسعار النفط في الأسواق العالمية  أذ تشكل الأيرادات النفطية أكثر من90% والعشرة الأخرى هي للرسوم والضرائب والمنافذ الحدودية ، وأن الأيرادات النفطية تسمى ( مالاً سهل الكسب ) والمشكلة المزمنة التأريخية في الأقتصاد العراقي أن الحكومات المتعاقبة فيها لم تتمكن الخروج من أحادية الأقتصاد العراقي بالأعتماد على أيرادات النفط فقط ، ولم تتخذ منهجاً علمياً في تبني تطبيقاً أشتراكياً مجرباً وناجحاً في بث الروح في الشركات المتوقفة عن الأنتاج وتطوير المرافق الأقتصادية الأخرى. 2- مديونيات النظام السابق في حرق مليارات من العملات الصعبة وكذا في زج العامل البشري في أتون هذه الحرب الذي أكل الخضر فالأخضر ،  وربما تعطيل أكثر من مليوني عراقي العمل بين القتل والأعاقة الجسدية والأمراض النفسية وأكثر من خمسة ملايين أنسان عراقي وقع ضحية الطرد المركزي ربما تهجير منافي أو تسفير .3- ملف الفساد الأداري والهدرالمالي واللصوصية والعشوائية وضياع أكثر من ترليون دولار منذ 2003 حيث أستلام القرار السياسي  بما سموا أنفسهم بالمعارضة ، وللأسف أنهم مصابون بنقص فيتامين ( المواطنة والولاء والأنتماء لهذا الوطن المأكول مذموم ) ، وهذا الفساد أحياناً يحقق أغراضاً سياسية لأن الكثير من الأموال المسروقة وأرقامها الخيالية والمرعبة لا تتمُ فضحها وتمر إلى الصندوق الأسود –المفقود- حيث السكوت والصمت الأبدي ، وللحقيقة أن معايير السيطرة على أموال صندوق التنمية هي عرضة للتلاعب والهدر وسوء الأستخدام ، مثلا أكدت تقارير المفتش العام الأمريكي لشؤون أعادة الأعمار: (مجهولية 6-6 مليار دولار من أموال صندوق التنمية  خضعت للشبهات والمجهولية منذ عام 2003 ، أضافة إلى الأنفاق الملياري الغير مبرر وغير مدروس وغير ممنهج من مخصصات الأيفادات والقرطاسية والمكتبية والتأثيث الباذخ لمكاتب صالات الرئاسات الثلاثة والوزارات ما دمنا نعاني العجز في الميزانية والرواتب الملونية الخيالية المرعبة والفضائيون ووووو!!!.  .4- تكلفة الحرب الشرسة مع ما يسمى بتنظيم الدولة الأسلامية ، لا توجد أحصائية دقيقة لتكاليف الحرب إلى أن تقديرات من جهات رسمية وغير رسمية تتحدث عن 300 مليار دولار أمريكي وحسب أعتقادي أنه رقم غير مبالغ فيه لأن الرقم يشمل التسليح وتتضمن تكاليف الأضرار التي ألحقتها الحرب بالبنية التحتية وتكاليف توقف أنتاج النفط ورواتب قوى الأمن ورواتب المتطوعين في الحشد الشعبي والعشائري لذا أن هذا الرقم قابل للزيادة . 5-وأسباب عدم سداد هذه الديون يرجع إلى : ( عجز الدولة عن النهوض بصادراتها وخصوصا النفطية ، وعجزها عن تطوير أيرادات أخرى عدا النفط ، الحجم الكبير للأنفاق وعدم ترشيده ) ، علماً أن العراق سيقترض خلال 2017 نحو 7-17 مليار دولار حسبما ذُكرهذا القرض في الموازنة العامة للبلاد ، وهنا نتساءل عن قروض الأقليم الكردستاني والبالغة 40 مليار دولار وما أذا كانت ستدخل ضمن الدين العام للعراق !؟. 6- وأن معالجة الأنتاج الزراعي والصناعي   (مشلولة ) لتعلقهما المباشر بالأزمة الكهربائية وأزمة الوقود المستديمة في العراق .
العلاج / مشكلة مديونيات العرق وبهذه الأرقام المرعبة ليست سهلة الحل خصوصا أمام الحكومة ملفات سياسية ساخنة مع الأقليم الكردي الذي ضمّ نفط كركوك الذي ربما يشارك في أنتاج الطاقة وتوريدها ، أضافة إلى وضع اليد على سهل نينوى والتي أثارت توجسات أقلياتها القومية والدينية والطائفية ، أضافة إلى تحركات مؤتمرات  المناطق الغربية ومطالباتها التعجيزية في الأقلمة والولاء لكتلها وأنتماءاتها الفئوية ، وكذا في أختلافات أخوة كارامازوف (البيت الشيعي) المنقسم على كل هذه المطبات السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، ولا أعتقد أن هناك عصاً سحرية تجعل من العراق  جنة أحلام .
*المطلوب اليوم في ظل الأزمة النفطية التي يعيشها العالم والذي أنعكس على أنخفاض موازنة العراق لآبد أن يتم العمل على مشروع دولي عالمي على نمط مشروع ( مارشال ) لأعادة أعمار العراق وبناء ما خربهُ داعش ، وتعويض البلاد بالأضرار الكبيرة التي فاقت طاقتهُ .* يجب أن تكون هناك توجهات عراقية في مسك ملفات ديون العراق الخارجية والتفاوض الجدي مع الدول المانحة لأسقاط تلك الديون البغيضة والمتراكمة قبل 2003 لكونها أثقلت كاهل الميزانية المالية العراقية ، وأن أنهاء هذه الملفات الظالمة سينعكس أيجاباً على أقتصاد البلد لأنهُ يشجع الشركات الأجنبية على الأستثمار ، وتطوّرْ الأقتصاد المصرفي . * الأتجاه إلى الأستثمار الأجنبي المباشر في تحقيق التنمية الأقتصادية كما هو اليوم في الدول النامية والمتقدمة على حدٍ سواء بسبب أنهُ يدفع البلد إلى رفدهِ بمصادر التمويل والتكنلوجية المتقدمة ، ويعمل على تحفيز الأستثمار المحلي ، وخفض نسبة البطالة ، وتنمية الصناعات الأخرى . * الأستفادة من القروض وخصوصاً الأعتماد على البنك الدولي لكونه هو أكبر هيئة مالية في العالم . * معالجة مشكلة دوافع الهجرة لتنجنب آثارها السلبية بأعتبارها ظاهرة تعاني منها العديد من المجتمعات .* معالجة مشكلة غسيل الأموال التي تعدُ من أخطر الظواهر السلبية ذات التحديات التي تواجه الدول بسبب العولمة العصرنة الحضارية . * أنعاش مصادر الطاقة البديلة كأستثمار الطاقة الشمسية المتوفرة في العراق . * أعتماد برنامج وخطة عمل للسلطة التنفيذية خلال الفترة المالية في دراسة منهجية علمية لمحاور الأقتصاد بفرعيه ( الجهد الأستثماري والجهد الأنفاقي ) لوضع أمام السلطتين التشريعية والتنفيذية خطاً أحمراً بأن الوضع الأقتصادي حرج لكونهِ أستهلاكي يحتاج لمعالجة . * والأعتماد على خطة أقتصادية ذات بعد أستراتيجي وبرنامج أقتصادي شامل وفق المؤشرات العالمية .* تفعيل القطاعات الأقتصادية الغير نفطية في حقول  الصناعة والزراعة والسياحة ) *تفعيل دور القطاع الخاص والتي تعمل به الصين وهي دولة أشتراكية . أعادة النظر في النظام الضريبي والأستفادة من أيراداتها . * تحويل المؤسسات الحكومية الخاسرة لمؤسسات القطاع المختلط بدلاً من خيار الخصخصة المتبعة حالياً . * وأخيرا وليس آخراً: القضاء على الفساد الأداري والمالي بوضع برامج رقابية صارمة وفعالة تتولاها دولة مؤسسات في تفعيل ( ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ) -----
*كاتب وباحث عراقي مغترب 


 


118
 
تلعفر/ رؤية تحليلية لمعطيات التحرير
*عبدالجبارنوري
توطئة/ حبوا أوطانكم ، ودافعوا عنها حد الموت لأجل البقاء ، وهي برقية إلى شهداء الوطن ، والزاحفين لمواجهة بؤر الشر وليتركوا بصماتهم في أرشيف معارك الشرف ونيل وشاح الحرية الحمراء ، وتلك أجراس( همنكواي) قد دقّها لكم ، فلكم أكاليل الغار والنصر ، ولأن السماء تهفو لراياتكم لأجل ( أن نكون أم لانكون ) لعمري هو قدر عشاق الحياة بصعود أعواد المشانق لدحر قوى الظلام وتمزيق الرايات السود لعدو العراق الأول المخابرات الأمريكية ، ورمي دبابير التجسس والعمالة وأصحاب الصفقات المشبوهة في قعر حاويات قمامة التأريخ .
عرض الموضوع/ أن تلعفر مدينة عراقية تضمُ تركيبة سكانية متنوعة عرقياً ، ومذهبياً ، وأذ بان تأريخ العراق المعاصر كان لتلعفر حضوراً بارواً في الأحداث الكبرى ، التي شهدتها البلاد ، بدءاً من أحتلال بريطانيا للعراق ، ومروراً بالحرب العراقية الأيرانية ، وحرب الخليج 1991 ، وأنتهاءاً بالغزو الأمريكي للعراق في 2003 ، فلم تتمكن القوى الكبرى من تحييدها ، أذ بقيت بؤرة للمقاومة الوطنية ، فأكتسبت أرثاً نضالياً في ثورة العشرين 1930 ، وأنتفاضة آذار 1991 ، ومقاومة أمريكا بالكفاح المسلح ،
وتحملتْ معاناة هذا الأحتلال البغيض تفجيرات وتفخيخ وأغتيالات ، وخاصة في الفترة التي نشطت فيها المجاميع الأرهابية بقيادة تنظيم الدولة الأرهابي والتي تتمسك بها للوقت الحاضر لكونها مفصل أستراتيجي عسكري لقربها من الحدود السورية العراقية أصبحت مركزاً لتهريب الأسلحة والمقاتليين من سوريا وإلى العراق لأستهداف الشعب العراقي ، وأن مدينة تلعفر تمثل قيمة أستراتيجية ورمزية وخصوصاً لداعش في محاولة يائسة لفك طوق الحصار الخانق على خطوط الأمداد الخاصة به ما بين العراق وسوريا ،
بعض من معطيات وتجليات تأخر تحرير تلعفر!
-تأخير تحرير تلعفر ( سياسي) وليس عسكري ، لعدم أثارة الحساسية لدى تركيا بالرغم من أن المدينة عراقية ، ولا يمكن التغافل عما يتعلق بالأشكالات التعبوية والسياسية في نفس الوقت ، وأن تحرير تلعفر يعتمد على التحرير الكلي للساحل الأيمن للموصل لكونه يساهم في سقوط القضاء بشكلٍ تلقائي من دون تقديم أية تضحيات ، وأنّ لأمريكا دوراً في تأخير حسم تحرير تلعفر بسبب الأستعدادات العسكرية للساحل الأيمن ووضع التوقيتات المناسبة لأنطلاق العمليات العسكرية هناك ، ,ان السبب المؤثر في االتأخير هي الضغوطات التي تمارسها أمريكا وحليفتها تركيا على الحكومة المركزية لأعطاء فرصة لقيادات داعشية للفرار لمناطق أخرى .
- وأن المواقف السياسية لها تأثير قد تكون بشكلٍ مباشر في تحركات القطعات العسكرية وخططها ، لذا يجب أن يكون قرار رئيس الوزراء أستجابة لكل الظروف الميدانية والمواقف المحلية والدولية ، ولأن المعركة في تلعفر لها أبعاد أقليمية لكونها تخص مكافحة الأرهاب العالمي ، وأن التحضير لها يجب أن لا يخلق مشاكل قومية وطائفية جديدة على أرض العراق وأرض المعركة ، وتستفيد منها القوى المتطرفة ، بالأضافة إلى هذا : يجب أن يكون القرار ( سيادي ) بمعنى حصره بيد الجانب العراقي .
- وأن المعركة خاضعة لحسابات سياسية محلية وأقليمية ، لأسباب أن المدينة تسكنها قوميات وأطياف مختلفة ، بينما بنظر تركيا : أنّها مدينة لها صفة تركمانية ومن طائفتها لذا ترى في التحرير تمدد يصبُ في مصلحة  أيران عدوتها ومنافستها التقليدية في الصراع الأقليمي على ساحة العراق وسوريا ولبنان .
- وقد يرجع التأخير إلى العامل الجغرافي لموقع تلعفر على الحدود السورية التركية العراقية ، وأهميتها الأستراتيجية الكبيرة ، فهي تبعد عشرات الكيلومترات عن سوريا وتركيا وكردستان ، وثمة عامل أضافي هو السيطرة على تلعفر تسهل تحركات الجيش العرق من العراق إلى سوريا ، فبموجب هذه المعطيات الأستراتيجية دفعت هذه الدول المجاورة في كسب الزمن في خلق أشكالات غير مبررة في أظهار نواياها السياسية في تأخير التحرير أو عدمهِ ، وأن تركيا تنظر بعين الريبة والطائفية المقيتة نحو فصائل الحشد الشعبي والذي شرعن بقانون برلماني عراقي بكونه جزء من الجيش العراقي ، وتذهب توجساتها أبعد حين تربط بين هذه الفصائل وأيران ، أو قُلْ أنها مدينة قريبة جداً من تركيا ويعيش فيها عدد كبير من التركمان الذين تربطهم علاقات ثقافية وتأريخية بتركيا ، حيث وصل الأمر إلى تصريح صحافي فج لوزير خارجيتها مولود أوغلو : بأن تركيا ستتخذ أجراءات أذا وقع هجوم على تلعفر !!! وكذلك لتركيا هاجس تخوّف آخر : هو ربما تشارك قوات من حزب العمال الكردستاني المعارض في معركة تلعفر .
- وحقيقة أخرى قد تكون مخفية عن أنظار البعض وهي أن أمريكا والتحالف الدولي غير جادة تماماً في أستئصال هذه الغدة السرطانية من جسم العراق ، وأن قطعات الجيش والشرطة الأتحادية والحشد الشعبي لم يسلموا من النيران الصديقة !!! وتبريرات أخرى واهية ومتهافتة بغية حجة تكملة عسكرية وتعبوية أو تكملة الأستعدادات للتحرير والتجهيز والتطهير للمناطق التي سيطرت عليها ، والذي كشف الأعلاام العسكري العراقي أن 70% من دعم القوات المشتركة للقوات العراقية في الموصل ( تعطل ) بسبب تلك الهواجس الغير مبررة .
- الصراعات الديموغرافية التأريخية ومكوناتها القومية والمذهبية المتعددة جعلها أن تكون من النقاط الساخنة بعد 2003 وعملتْ  هذه السخونة في أشعال التطاحن العرقي والمذهبي في منتصف حزيران 2014 ، وخاصة بعد الأستقطاب الطائفي وتصاعد وتيرة تدخلات دول الأقليم  مما جعل من قاعدة ( التعايش) صعبة ومعقدة ، والحقيقة الظاهرة على الأرض في تلعفر المئات من المسلحين الأجانب وفدوا إلى المدينة للتدريب يقدر عددهم ب 800 مسلح قادمين من تركيا وأذربيجان وتركمانستان وأزبكستان وأفغان وهم يسكنون في حي الخضراء من تلعفر ، أضافة إلى عدد غير قليل من سكان تركمان تلعفر مسلحين ومدربين والذين قاموا بطرد جزء مهم من سكانها الأصليين - بنسبة نصف العدد الأفتراضي 250 ألف نسمة - وبمشاركة داعش الأرهابي وتصفية المئات منهم بأعدامات ميدانية وتفجيرات وسيارات مفخخة .
- ربما تلعب الأتجاهات السياسية ذات القوة العسكرية في تأخير التحرير في قضم الوقت وكسبه لغايات مستقبلية وحتى آنية منها : 1-أمريكا / ترفض تحريرها من قبل الحشد الشعبي وتحبذ الجيش العراقي بمعاونة مستشارين أمريكيين .2- تركيا / وموقفها المعادي للعراق الأستفزازي تارة في حرب المياه وأخرى في حجة حماية السكان الأتراك العراقيين في تلعفر ، وحسب أعتقادي أنها تبطن الرفض النهائي في تحرير المدينة أساساً لحماية قيادات أتراك من داعش متواجدين داخل المدينة ويظهر أنها قد حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا .3 – رأي رئيس الوزراء العبادي فأنهُ يتحرك بحذر وعقلانية وهدوء وتفهم جميع هذه الهواجس وأستيعابها ، والحرص في عدم أثارة حروب جانبية جديدة ونحن في غنى عنها في هذا الوقت بالذات وهو عين الصواب، لذا أنهُ وضع خطاً أحمراً في مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المدينة وأوكل المهمة للجيش العراقي فقط ، وهو تشخيص عقلاني ودبلوماسية معتدلة في التروي وكسب الوقت ريثما تنتهي معركة الحسم ثم لكل حادثٍ حديث .4- وأن رأي الأمن النيابية هو الأسراع في تحرير تلعفر دون الألتفات إلى الضغوطات والتدخلات الداخلية والخارجية ( وهو الرأي الجاد والصحيح في بث الروح في السيادة المنتهكة وأستئصال الغدة السرطانية في جسم وطننا العراق ) ، أن التأخير سيؤدي بالضرر في سير العمليات العسكرية وعلى من هو موجود من السكان في الداخل ، وسيعمل على تكريس وبقاء السكان النازحين إلى سنجار يعانون عذابات التهجير ، وبقاء داعش مسيطرا على تلعفر هي دعاية لتكريس الأحتلال وبقاءه في المناطق الأخرى .5- آراء بعض الخبراء الأستراتيجيين المهنيين ذكروا : من المفترض التريّثْ في تحرير الموصل بعد تحرير الرقة السورية وثم الأتجاه أولاً لتحرير كل من الحويجة وتلعفر قبل الموصل وعندها تكون النتائج مضمونة بأقل وقت وأقل الخسائروأثنيتُ على هذا الرأي وكتبتهُ في مقالة سابقة ، وعلى كل حال لكل حادثٍ حديثْ وكانت معركة " قادمون يا نينوى " من أروع المعارك الناجحة حيث التكتيك والعدة والشجاعة الوطنية والمعنويات العالية وفازت بالنصر المؤزو وأسقطت دولة الخرافة بدماء عراقية --- وعراقية فقط .
 المجد كل المجد لمقاتلينا الأبطال الذين حققوا النصر المؤزر وحرروا الموصل وتحية أجلال لشهداء وجرحى الوطن وهنيئا للشعب العراقي----
كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد 

119
 
الأعلامي المتألق" وجيه عباس " / ومسيرة تراجيدية !!!   
*عبدالجبارنوري
--- وغابت الصحافة الحرّة في بلادي ، وكُمتْ أفواه الأدباء والمثقفين الأحرار وعُرضتْ السلطة الرابعة برمتها للبيع في بازار العهر السياسي ، وخصوصاً بعد الأحتلال الأمريكي البغيض وعرابه اللص " بريمر " تحت خيمة الذل المتهرية " مجلس الحكم " وقد قبلنا على مضض بالديمقراطية العرجاء كالذي يلوذُ بالرمضاء من النار ، وبقي بعض الأعلاميين وقليل من الصحفيين يعملون بمهنية وحرفية وطنية في كتابة الحقيقة ، بيد حتى هذه القلة الشحيحة لم تسلم من فلترة حيتان الأسلمة السياسية الحاكمة والغير الحاكمة الجديدة ،وهذه الأقلام القليلة تعرضت للأضطهاد والتغييب والأستلاب والتصفية والتسقيط والغلق بحجج واهية لأنّها تكشف سوءاتهم بأسقاط  ورقة التوت وتفضح نواياهم السيئة تجاه هذا الوطن المستلب دوما : ( كبرنامج كلام وجيه ) الذي يعده ويقدمه الأعلامي العراقي الشهم والمتألق الشهير " وجيه عباس " والذي أعجب بطروحات البرنامج الوطنية الملايين من المشاهدين من شعبنا المظلوم والمكتوي تأريخيا بدكتاتوريات الحكم الشمولي ، وللعلم أن البرنامج ملاحق منذ أن جرب حظهُ في قناة العراقية والفرات والفيحاء وأخيراً ومنذ أربعة سنوات في قناة العهد ، والبرنامج ناجح بشكلٍ واسع وخصوصاً أنه يدخل ضمن الأدب الساخر الذي يستسيغهُ شعبنا والذي أحبه وألفه ُ في جريدة حبزبوز أذبان الحكم الملكي وكذلك العمود اليومي للأعلامي الشيوعي الشهيد الراحل ( أبو سعيد) عبدالجباروهبي في جريدة الحزب" أتحاد الشعب " الغراء الذي قال عنهُ الزعيم الشهيد " عبدالكريم قاسم " : رصاص رأس القرية ولا نقد أبو سعيد ‍!! .
فبرنامج كلام وجيه ناجح جداً ومطلوب من أغلبية الشعب العراقي المغيّبْ والمستلب والمظلوم ربما يجد فيه ما يسكنْ ويخدرجراحاته العميقة ويشفي بعضاً من غليله ِ ، وأستمرّت ْ الملاحقات والمضايقات من قبل تلك الجهات السياسية الحاقدة على مسيرة هذا الصحفي والأعلامي العراقي ، - وعلى مجمل مكونات الصحافة الحرة الوطنية-  بشكل دعاوى قضائية جزائية مليونية ، ومنعهِ من السفر ، وخيروه بفرية لئيمة جديدة أما الوظيفة أو البرنامج فأختار البرنامج فخضع لقطع الأعناق بدل قطع الأرزاق ، تحية لهذا الرجل الصبور والغيور على تايتانيك وطنهِ الغريق وأنقاذ ما تبقى من أرثه الحضاري وهو يسلك طريق الحق بالرغم من قلة سالكيه .
وأرتضينا بدفعه للفاتورات الوطنية لكون قد دفعها الكثيرون غيرهُ من العراقيين  ، ولكن أن تدخل مملكة الشر السعودية على خط وطنية وجيه عباس أنهُ أمرٌ غير مسبوق وتعدي وظالم ومتغطرس ومهين للسيادة والهيبة العراقية بالطلب من فخامة رئيس الوزراء العبادي بغلق ملف البرنامج بالتزامن مع زيارته الأخيرة للسعودية ويقال أن العبادي ناقش " مستشار الأمن الوطني ( فالح الفياض ) في حلحلة هذه ( الطركاعة ) !!! .
كلمة أخيرة / أقسم أنهُ أمرٌ غريب وغير وارد حتى في حكومات أيام زمان بل حتى في دولة جزر القُمرْ أن تدخل مملكة بحالها ومالها ونفطها وفتاواها وأذرعها العنكبوتية على خط وجيه عباس الذي لا يمتلك من حطام الدنيا غير حبه للعراق وقول الحق ، وأن صحت أجرات الحكومة لهذا البرنامج الوطني الأنساني أقول : (بالعافية )علينا لقد رجعنا إلى المربع الأول الظلامي ، أو عيش أو شوف من النيران الصديقة والآتي أعظم !!!
•   كاتب عراقي مقيمي السويد   

120
شعراء جيفاريون من بلادي/ الشاعر"عريان سيد خلف"
*عبدالجبارنوري
توطئة/لقد تعرض شاعرنا الشعبي الكبير "عريان سيد خلف " لحادث سير مؤسف وسط بغداد يوم الثلاثاء 27-6-2017 متمنين لهُ الشفاء العاجل وأن يستمر برفدنا من تغريداتهِ الشعرية الجميلة والمؤثرة في مسيرة شعبنا النضالية الشاقة ،  لذا نقول لهُ : أنهض يا عريان صوتك يمطر حلمْ ، أنهض يا عريان كلبك ينبض نغمْ ، أنهض أللي يعشك العراق ما ينهدمْ ، أنهض يا ترافة شعر ، ويا واحة زهر.
تعال يا جيفارا الأهوار وزنزانات الموت يا أبا خلدون نحن بحاجة لأمثالك في يومنا هذا زمن الغفلة والضياع ، والجماهير الشبابية تنتظرك في ساحة التحرير وهي منذ ستة سنوات رافعين شعارالتحدي وبلون الدم الأحمر { أين حقي ؟؟؟ } وهو عنوان مطلبي في قصيدة للشاعر الثوري " محمد بحر العلوم " وهو رفيقك ونزيل سجنك السياسي عام 1963 وهذا مقطعٌ منها { طرقتُ على الحقيقة ألف باب / فلم أسمع لها رد الجواب ، فلم ألحظ أمامي غير لصٍ / تستر بالعمامة والخضاب ، فيمنحُ من يشاء صكوك عفوٍ / ويدفع من يشاء إلى العذاب.
متن الموضوع /
هوشاعر شعبي عراقي من مواليد الناصرية – قلعة سكر ، بدأ نشر قصائده مطلع الستينات من القرن الماضي ، حاصل على وسام اليرموك من جامعة اليرموك الأردن ، وحاصل على دبلوم صحافة ، وهو عضو نقابة الصحفيين العراقي ، وأتحاد الصحفيين العرب ، ومنظمة الصحافة العالمية ، وعضو في جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين ، وهو عضو في الحزب الشيوعي العراقي ، ولأنهُ نهل من روافد هذا الحزب الثمانيني المناضل لذا شكل السيد خلف ظاهرة شعرية فريدة تخصص بها : وهي الشعراليساري الثوري التقدمي الرافض ذات المغزى السياسي ، فحصل على سفرٍمن النضال والكفاح في مقارعة الدكتاتورية والنظم الشمولية ، ودفع فاتورتها بالسجون والمعتقلات وحكم عليه بالأعدام مرتين وقُطع لسانهُ وكُسرتْ أضلاعهُ وخرائط التعذيب واضحة على جسدهِ أنها وسام شرف يفتخر بها الشاعر لآنهُ حافظ على شرف الكلمة وشرف الرجولة ، وأبدع في كل فنون الشعر كالبوذية والدارمي التي هي دندنات ذلك الجنوبي العراقي المتعب والمستلب دوماً في بث أهاتهِ ومعاناته في طور المحمداوي ونغم الصبي في ترجمة واقع العراق السوداوي الحزين أصلاً ، وتعتبر قصائدهُ مرجعاً لتطوير وعي الجماهير في المطاولة والصبر ونشر ثقافة المواطنة والتمسك بوحدة العراق ، وشاعرنا من جيل الستينات وبداية السبعينات فترة المد التقدمي اللبرالي اليساري في كتابة القصيدة الشعبية أمثال مظفر النواب وشاكر السماوي وعزيز السماوي وناظم السماوي وزهير الدجيلي ، تمكن هذا الجيل المثقف في التوليف والمزج بين هذا الوعي الثقافي الثر مع نتاجات الحداثوية والعصرنة ، فهو صديق الفقراء والمعدمين والعمال والشغيلة الكادحة ، فهو بحق يمثّلْ أحد أقطاب الشعر الشعبي في العراق ، ومن الرموز الثقافية الوطنية الجماهيرية .
دواوينهُ الشعرية/ الكمر والديرة ، كبل ليلة ، أوراق ومواسم ، شفاعات الوجد ، صياد الهموم ، تل الورد --- .
مميزات أسلوبه الشعري /
-قصائدهُ وليدة الأحداث والصراعات الطبقية مع الأوضاع السياسية وتغيراتها المرعبة خلال عقدٍ من الزمن ، وأغلب قصائدهُ تتسم بالعمق وبريق الفكرة بريفيتها وحاضرتها ، لذا ترسخت في الذاكرة الجمعية العراقية ، ومثّلتْ الصوت الحقيقي في مقارعة الأنظمة الشمولية ، وتألقتْ نجوميتهُ للعالمية من خلال الخصوصيات المحلية وجولاتهُ الشعرية لمعظم الدول الأوربية وأمريكا والدنمارك وسويسرا وهولندا وبلجيكا .
- وأن مجد القصيدة وترنيمتها التأريخية تكمن في مفردات لهجته القروية الجنوبية ، ومعظم قصائده محزنة ولا تبدو غريبة لكونها أنعكاس واقعي لتأريخ العراق السوداوي المحزن جراء تعاقب حكومات التعسف والفشل وغضب الطبيعة وشظف العيش ، وهو من كبار الشعراء المعاصرين وأبرعهم في نسج الصور الشعرية ، وربط الموروث بالحديث ، فهي تحتوي درر القصص والأخبار للحياة الشعبية العراقية ، وأن عالم ( عريان ) واسع وممتد بأستمرارية .
- في شعرهِ ظاهرة النسج اللغوي المتماسك والمتوالف مع الفنون الأخرى والتي تمنحها أرضيّة شعرية خصبة ، لغتهُ الشعرية ريفية ممزوجة بنكهة البادية المتقاربة حافاتها بجغرافية موطنهِ الفراتي الجنوبي ، فطرز قصائده ب( الحسجة )  فهي مفردات نادرة غير مسموعة عند أبناء الحضربل ربما صعبة الفهم على المتلقي ، ولكنها تنسجم بأضافة أشعاعها الفني وبريقها اللفظي وأيقاعها الموسيقي وجرسها الصوتي الخاص والتي رسمت شخصنة عريان السيد خلف ،  وأستعملها كغاية فنية وليست وسيلة للنقل الفني .
- يعتمد شعرهُ على أستحضار الموروث التأريخي لقيم الشجاعة والمروءة والأباء يعمل على توظيفها لمفردات الحياة اليومية العراقية ، وبالتأكيد أنها مستمدة من أدبيات مدرسته اليسارية المفعمة بلغة السلام والمحبة وعشق الحياة ، ولتجميل وتزويق القصيدة يعمد الشاعر إلى تكرار الجمل وهي ظاهر بلاغية أستعملها الشاعر الكبير " الجواهري " في قصيدة ( نامي ) --- نامي جياع الشعب نامي / حرستك آلهة الطعام ، وأستخدمها عريان في قصيدة --- ردي ردي ، وترى في أغلب قصائده الشكوى من الزمن وهي شائعة عند أغلب الشعراء ربما هي تورية ورمزية يقصد بها تلك الحكومات الشمولية كقوله{ دنيا ولاوحتني ملاوح السرحان } السرحان الذئب .
- الديناميكية السردية الشعرية تتجلى في القصيدة الشعبية لعريان بالذات حين يعلن الواقعية للمفردة اليومية العراقية وقوة تركيبة الجملة التي تستمد عنفوانها من الجملة العامية الشعبية .
نماذج من شذرات وامضة للشاعر الجبل "أبو خلدون"
*قصيدة نذر / تحكي معاناة العراقي المستلب دوما :{ أدك روحي نذر للجايب أبشاره/وأورحه على الجروح المالهن جاره . جرح ينزف جرح باني عله بسماره /ولا كلشي الجليته يطيح زنجاره ، هلبت مات ( جيفارا )/ أو هلبت ( هوشي-منه أنكطعت أخباره .
* قصيدة ردي/ وهي شكوى من الزمن وآهات في الحب {ردي – ردي يالهويتي بلا وجادة/ أنوب من تهوين وجدي .ردي تره ينباع العشك/ وليا كلب تهوين صدي . لا تهيجين الجروح / تره جروحي من تنلجم تدي . وآنا من دم أو لحم / مومن صخر جبدة العندي .وآنا خلاني الوكت ناعور / بس أترس وأبدي } .
* قصيدة بلايه وداع /{مثل العود من يذبل / بلايه وداع ، تدريني هرش / أوجرت بيه الكاع ، يا رخص العشك/ من ينشره او ينباع }
* قصيدة فاتورة المواطنة/ {أنكطع خيط الوفه/ وضيعنه الآمال ، وكثر حجي الجذب / والمستحه أنشال  ، وحك خلدون وأمه وطيبة البال / ولا أذلن غصب لجفوف الأنذال }.
* قصيدة في التحدي/ { ولا همني الشماته أشما حجوا عني / ويلتمن عليه مشتتات البال/ وأنفضهن نفض أنهض ولا جني ، أكول اتغيرت والناس ما هي الناس / رضاعة قواطي خيبوا ضني }.
*- قصيدة في حب العراق{ أنزف صبر يا وطن / بي ألك مية جرح ، كلما يهيد الألم بجروحي أذر الملح / أفديك يا وطني / لو مية مرّه أنذبح ، مثلك محب ما ألي / ومثلك جرح ما يصح }.
آخر الكلام/ المجد لشاعر الوطنية والكفاح الأستاذ أبوخلدون " عريان سيد خلف" وتباً لشعراء المساومة الذين وضعوا أنفسهم عند مسطر وعاظ السلاطين فهم هاربون من آدميتهم وعلينا أن نحرق قصائدهم !!!
*عبدالجبارنوري /كاتب عراقي مقيم في السويد

121

 
فيرجيل/ الشاعر الروماني مغني أناشيد الرعاة

*عيدالجبارنوري
المدخل/--- إلى حشد الشعراء مصدر الأيحاءات الناطقة !!!
المتن/هو- بوبيليوس فرجيليوس ماروPublius Vergilius Maro  بالاتينية ، مواليد شمالي أيطاليا (70 ق م – 19 ق م )ألف ملاحم من ثلاث أصناف من الشعر: أيكلوك وهي قصص ريفية ، ( وجيورجيكون ) : عن فضيلة العمل في الأرض ، و( الأينياده) :وهي ملحمة من الشعر الحماسي ، تروي رحلة بطل ثانوي من أبطال حرب طروادة هو ( أينياوس وفينوس آلهة الحب ) الذي ينسب لهُ بناء روما ، وهو أبن فينوس آلهة الحب والجمال عند الرومان ، وكان ( فيرجيل ) يتأمل عالم الماضي وعالم المستقبل في آنٍ واحد وأثناء وقفته بين هذين العالمين ، فأنهُ يجد تعبيراً صادقاً عن ماضي أمتهِ وأبناء جنسهِ ، وتحتوي الأنيادة على أثني عشر كتاباً وقد كتبها في عشر سنوات ، وتبدأ بواقعة طروادة وكيفية سقوطها ، وزمنها يعود لحوالي الألف قبل الميلاد ، وهي ليست مجرد قصيدة ملحمية ولكنها مجموعة معتقدات عن الرومان ، ونظم فيرجيل ( رعوياته ) وجمعها في عشر كتب في أشعار الحقول نحو ألفي بيت شعري مقسمة إلى أربعة أجزاء فيها وصف لفروع الزراعة الأساسية آنذاك ، ويظهر عند قراءة فصول الملحمة بدقة وتأمل يجد القاريء اللبيب : أن فيرجيل لم يكن يكتب رواية خيالية بل كان يكتب لروما كتاباً مقدساً في تقديم شريعة دينية واضحة المعالم هو دين الوطنية وتأليه روما والدفاع عن وجودها عبر بعث الشعب الروماني ، أن شعر فيرجيل أبداع وأبتكار مزيج من الواقع المرير والجميل مؤطر بالخيال العميق الذي يسمو بالأدراك الأنساني إلى الذروة في العلو لكونها تمتاز بالقوة والمرونة والعذوبة بنقاء فكري وصفاء ذهني وقوة ألهام ، أن أشعارفيرجيل كُتبتْ أسطرها عام 42 ق .م وفرغ منها عام 39 ق م ، ولُقب رومانياً ب(DACTUs )أي العلامة ، من خلال حكمه الفلسفية الأنسانية وهو القائل : {* الزمن يغيّر كل شيء بما في ذلك أذهاننا ، *ألا ما أسعد الرجل الذي أستطاع أن يتعلم علل الأشياء * الممارسة والفكر قد يشكلان بالتدريج فنوناً} ، وعنصرالجمال في شعره قوي للغاية تتمثل في جمال اللغة في سردياته النصية الشعرية وسمات فنية خصبة تسيطر على الخيال وهي ليست من عنديات الشاعر ، بل هي نقلة نوعية لجغرافية روما المترفة والخلابة .
ومن مميزاته الشعرية : موضوع القصائد هو وصف الرعي على نمط ( ثيوقريطس )Theocritus  بالتوقيع على جمالية الأسلوب بأنغام موسيقية شفافة سداسية الأوزان ، مليئة بالحنان التأملي والحب التخيلي في تحطيم القلب بالحب عند صد الحبيب !، ومجّد فيرجيل المناظر الطبيعية وهي أكثر واقعية من الأشباح الثيوقراطية ، وفي هذه القصائد نرى فناناً عظيماً يعالج أشرف الفنون بأجمعها : فن زراعة الأرض في شعرٍ رقيق مصقول وهو يطرق جميع فروع الفلاحة ويفيها حقها ، ولا ينسى فيرجيل أمراض الحيوانات وطريقة علاجها ، ويصف حيوانات المزرعة وصفاً يدلُ على فهمهِ لطباعها وعطفهُ عليها ، وتلعب الديانات والعقائد الرومانية القديمة في وصف الطقوس والأعياد الدينية دوراً هاماً في منظومات فيرجيل لأعتقاده الزائد لعنصر الحياة وربما شعوره العميق بالأنسانية المعذبة ، وجمع فيرجيل مزايا الأوديسا والألياذة في عمل ملحمي درامي بنصوصه الشعرية أصبحت أساساً في تهذيب الأدب واللغة الرومانية وكذا النثر والشعر ، وتلك النتاجات الثرة المتميزة لفيرجيل خُلدتْ بأستخدامها في العصور المتأخرة في تدريس التعليم ا
رعويات فيرجيل الشعرية/ أنجز فيرجيل ألفي بيتاً شعرياً ملحمياً صنفها بعشرة أناشيد ، كل أنشودة مذيلة بأسم بطل ملحمي من رموز قصائده الشعرية ، وأقتصاداً للمساحة المسموحة للبحث أخترت ثلاث لوحات منها ( ولا أدري لماذا أخترتُ هذه اللوحات الثلاثة وأن العشرة كلها مبشرة بالحب والتأمل وأيقاض الروح للتمسك بالحياة والسلام العالمي – ربما لا أدري !!!؟ ) :
الأنشودة الثالثة---- بالايمون {-- وماذا يستطيع أن يفعل أصحاب الأملاك؟ ، وقد بلغ اللصوص شأواً عظيماً من الجرأة ؟ ألم أرك يا أسوأ الناس طُراً ؟ وأنت تسرق عنزة دامون ! أتريد أن يجرب كلانا ما يستطيع أنشادهُ ؟ سأراهن بهذه البقرة كي لا ترفض أنها تحلب مرتين وترضع عجلتين صغيرتين ، خبرني بماذا تراهن على منافستي ؟! } .
الأنشودة الخامسة ---- دافنس {-- لقد بكتْ الحوريات " دافنس " بعد أن أختطفتهُ يدُ الموت الكريهة !، أشهدي على الحوريات يا أشجار البندق ، وأنت أيتها الأنهارستكون لكِ هذه الطقوس إلى الأبد !، عندما نقدم نذورنا السنوية للحوريات ، وعندما نطهّرْ حقولنا}
الأنشودة الرابعة ---يوليو{ ---أن العذراء تعود الآن ، ويرجع حكم ساترون ، ويهبط جيل جديد الآن من السماء العالية ، رفقاً بالصبي عند مولده يا " لوكينا " الطاهرة ، إذ بمجيئهِ سينمحي العصر الحديدي ويشرق العصر الذهبي على ربوع العالم بأسرهِ } .
أسباب شهرة قصائد " فيرجيل " الرعوية !!!.
1-تتمتع بقدرة شعرية غير محدودة حيث النظم وسرد النص وبأضافة فيرجيل المحسنات الموسيقية واللفظية وأحتواء القصائد النفس الطويل والأصرار والتحدي والصمود ، وتمكن أن يعبر عن فكرةٍ هائلةٍ كانت عصيّة على الكثير من السياسيين وهي : " فكرة سيطرة روما على العالم " .
2- تفوّق على ملاحم هوميروس الذي تغنى بالأمجاد بينما فيرجيل صنع الأمجاد ، والفرق الثاني بين أوديسيوس بطل الألياذة بطل مغامر يخوض الأهوال ثم يقفل راجعاً لوطنه ، بينما ( أينياس )بطل الأينياده لفرجل يمتطي المخاطر ويمخر البحار باحثاً عن وطن أثبت حقيقة المسلمات الأخلاقية الأنسانية لأبرز حلقات الروح نبلاً هي ثقافة المواطنة.
3- أن وطنية فيرجيل في أشعاره السياسية غايتهُ أن يصنع مجداً لدولة فتية لا مجد لها ، فلجأ إلى الموروث الشعبي في بعث الروح في أسطورة أينياس التي تدعو خلالها إلى الأفتخار بالسلف والأقتداء بهم وأستلهام أخلاقياته النبيلة في بناء المجتمع على غرار ما فعلهُ سليل أسرتهِ أغسطس حاكم روما آنذاك ، وألهبتْ هذه الأفكار الوطنية نفوس الشباب الروماني وأندفعوا بحماس لتبني والتمسك بأشاعر فيرجيل .
4- على عكس ما هو مألوف في الملاحم حين تقدم بطلا فوق مستوى البشر ، لكن فيرجيل قدم في ملاحمه الشعرية بطلا سويا من مستوى البشر حنون مؤمن يهتدي بالآلهة ويقدس الحياة الأسرية ، أنهُ أبنٌ بار وزوج صالح وأب حنون .
5- عُدتْ أشعار فيرجيل خصوصاً ( أنيادته) الملحمية من أهم الرموز الثقافية والأدبية الثرة في القرن الأول بعد الميلاد أعتبرت مصدراً للغة اللاتينية عند النحويين ، ووضعتْ في المقرر المدرسي ، ودفعت الكثير من الأدباء والمثقفين والشعراء الأقتداء به وتستوحي نتاجاته المبدعة مثل : دانتي في الكوميديا اللآهية ، وأستخدمها الشاعر الأنكليزي ( تشوسر ) وأقتبس منها الشاعر الأنكليزي ( أدمون سبنسر ) في قصيدتهِ ( ملكة الجن ) .
الهوامش وبعض مصادر / *الأنياده / لفيرجيل – د- أبراهيم سكر 1994 * أناشيد الرعاة –فيرجيل – ترجمة وتأليف أمين سلامه  *قصة الحضارة – ترجمة زكي نجيب محمود
كاتب وباحث عراقي مغترب

 





122
 
ملحمة كلكامش/ المعطيات المنهجية وتحليلها البنيوي
*عبدالجبارنوري
توطئة/العراقي الحقيقي ليس بأصله وفصله بل في عشق العراق أرضاً وشعباً وتأريخاً وبروح عراقية حد النخاع وبدمٍ من ماء النهرين ولأن أيقونة حب العراق ذاكرة أمّة وضمير وطن ومن حقي أن أحبك ياعراق حد البكاء حين يجعل السماء تمطر ، وأجاد شاعر عراقي  بنثر لئاليء من حبٍ صوفي في هيام العراق : لساني قلبهُ ودمي فراتهُ وكياني منهُ أشطارُ.
وأكد أهدائي لهذا البحث لأحدى روائع الأدب للعراق القديم إلى (شعب العراق) الذي حاول محدثو التقدم أن يمحو حضارتهُ السومرية لأنهم لا يملكون مثلها ، وفي هذا الموضوع البحثي والتأرخي نشرت مقالة بحثية على صفحات النت عام 2005 بعنوان " كلكامش / الخلق والفناء " وطلب مني بعض القراء وأصدقائي المثقفين أعادة نشر هذا البحث التأريخي  بتحديثه لكون تقادم الزمن وتغيّر المفاهيم .
النص/ تعتبر ملحمة كلكامش أقدم ملحمة في تأريخ الشرق القديم وعلى المستوى العالمي كله ، تمّ أنشاؤها في مطلع الألف الثانية قبل الميلاد ، أي مضى عليها حتى الآن أربعة آلاف عام ، بذلك تُعدْ أقدم من ملحمتي الألياذة والأوديسا الأغريقية وملحمة الروح- فيدا الهندية ، وملحمة الأفستا ( الأبستاق ) الفارسية ، بل أنها تكاد تسبق ملحمة أيزيس وأوزوريس المصرية ،  وأكتُشفتْ لأول مرّة عام 1853 وترجمها إلى الأنكليزية جوج سمث عام 1872 وتُرجمتْ بعدهُ لعدة لغات فرنسية ألمانية أيطالية أسبانية عربية تركية وفارسية ، وملحمة كلكامش نص شعري طويل مكتوب باللغة السومرية والأكدية والبابلية وموزّعْ على أثني عشر لوحاً فخارياً ، فهي من نوع الشعر الملحمي حيث ترتبط تلك الملحمة الشعرية بقصص وحوادث متشابكة أبطالها كثيرون يختلفون في مواقفهم وأفكارهم ونوازع الخير والشر لديهم وتتضمن الكثير من الخرافات والأساطير الفنتازية والحكايات الشعبية ، وفي دراسة للدكتور علي القاسمي في كتابه الموسوم ب( عودة جلجامش ) يرى أن الملحمة المذكورة تصدت لثلاث قضايا ( الحياة والحب والموت ) ولنبدأ من النهاية ليست أقل شأناً من البداية /أنتهى ، وآخرين يصنفون موضوع الملحمة ضمن فضاءات ( الموت والحياة والفناء والخلود ) ومغزاها أن الأنسان خالدٌ بأعماله المجيدة وخدماته الجليلة للأنسنة والسلام في خلق حياة دنيوية جميلة بعيدة عن الشرور والآلام والمعاناة ،  ومنذُ أن صارت الملحمة جزءاً من برامج العلوم الكلاسيكية للأدب العالمي في الأربعينيات أخذ تأثيرها يظهر واضحاً في الأبحاث الكلاسيكية التي أعتمدت المنهج المقارن في البحث عن الجذور التأريخية الأسطورية لملاحم هوميروس ، وهناك من ينظر إلى الملحمة السومرية على أنها تنطوي على الأسس الدينية والفلسفية التي أعتمدها ( نيتشه )في تفسيره نشوء التراجيديا اليونانية ، وتحدثتْ ملحمة كلكامش عن ( الطوفان ) وكان يقصد طوفان الميزيوبوتينيا نهري دجلة والفرات وليس بطوفان نوح العظيم الذي يعتبروه اليهود صدق توراتهم ولأن طوفان جلجامش حصل قبل طوفان التوراة ، وأن ملحمة كلكامش هي قصيدة مذهلة ينبغي قراءتها بعناية كونها تشكل قصة تتميّزْ بالتنوع والفتنة وحيوية درامية ، وحافظت هذه الملحمة – رغم تأريخها الطويل – على هالة أسطورية حافلة بالتنوع والأستكشاف العاطفي لمعاني الحياة الدائمة .
دراسة تحليلية للمعطيات المنهجية للتناظرات والمقاربات الفلسفية والفكرية مع الأدب الأغريقي !!!
- أن ملحمة كلكامش تعاملت مع حواس من عالمنا الدنيوي كالأنسان والطبيعة والحب والمغامرة والصداقة والحرب ، وتمكنت القصائد الشعرية للملحمة من مزجها ببراعة دقيقة متناهية لتكون خلفية موضوع الملحمة الرئيسية التي هي ( حقيقة الموت المطلق ) ، وأن الكفاح الشديد المضني لبطل الملحمة في البجث عن سر الخلود والذي أنتهى بالفشل بيد أن قوّة الأرادة والتصميم والأقتحامية تأججت في روحه وأعماقه أثر صدمة سياط الفشل والجلد الذاتي في مواجهة سور اوروك العظيم حينها أكتشف أن سر الخلود يكمن في العمل العظيم والذكر الحسن في خدمة الشعب ، فهي نقلة نوعية في تأريخ البشرية عندما تكون فكرة ( الأنسنة ) فلسفتها في محور تلك الحقيقة المطلقة في فهم قيمة الأنسان ( كأثمن راسمال ) فعند تحديثها حسب مفهوم الحاثوية المعصرنة الحالية نجد في حياتنا اليومية كثيرون من القادة والرموز أضاؤوا بشموعهم زوايا العتمة وتقديس عشق الحياة والسلام العالمي أمثال : أديسون مخترع الكهرباء ، وأنشتاين صاحب النسبية ، ونلسون مانديلا صاحب الثورة البيضاء ، والقس لوثر صاحب التصحيحية الدينية ، ووليم مورتون طبيب أسنان مكتشف البنج عام 1846 ، والزعيم عبدالكريم قاسم صاحب ثورة حماية الوطن والفقراء .
- وفي البحث في المقاربات السياحية التأريخية بين الفرد السومري كلكامش والفرد الحالي ذلك العراقي المستلب والمهزوم أن كلاً منهما يبحث عن ضالته ( الفردوس المفقود ) لينال فيها الراحة الأبدية ، فالأول تكمن أرهاصاته ومعاناته الروحية والفكرية والجسدية التي سببتها لهُ تلك الأفعى الملعونة الطفيلية سارقة أحلامه في الخلود ، والثاني عراقي ما بعد الأحتلال البغيض فهو كالبوصلة التي فقدت نقطة الجذب فأخذتْ تدور بشكلٍ منفلت ْ وعشوائية قاتلة يعاني من شتى أمراضٍ سايكولوجية وسوسيولوجية أثر ضغوطات داخلية وخارجية فقد أقترب من أحلام كلكامش في البحث عن الفردوس المفقود أو الوطن البديل تحت خيمة الأغتراب والمنافي ، مع صراعات البحث عن الخلود وماهيات (ظاهرة الموت ) تتوضحْ الرؤيا عند الأول وضبابيتهُ عند الثاني المنهزم والمشتتْ فكراً وروحاً وجسداً ووجوداً وهو يبحث عن مظلة تؤويه حتى وأن كانت غابات الأرز المتوحشة وحتى وأن كانت الجسور والمقتربات زوارق موت مطاطية وصهاريج من العالم السفلي مقفلة ليحقق حلمه المزيّفْ في الخلاص وأدراك المخلّصْ ( فكانت تلك الرحلة السياحية التأريخية مقاربة بين الأثنين بيد أنها فرصة سعيدة عند الأول وتعيسة ومأساوية عند الثاني .
-أن الأسلوب الأدبي الرصين والفذ الذي حمل هموم الأنسان ومعاناته الأزلية من جراء الهيمنة الخارجية والمرتكزة على أساس أرادة الأنسان وقوته الأيجابية في الصمود والتحدي والمطاولة والأصرار والتصميم في أيقاع الهزيمة لحواجز الخوف والأنطلاق إلى .فضاءات الحداثة والعصرنة الحالية ، وظهر لنا في تفوّقْ كلكامش على حواجز اللآلهة الوثنية وتجاوزها في تحقيق الأنتصار على الذات والأنا البشرية وثُمّ وصوله   إلى الخلود بمعناها الروحي والفلسفي بالعمل الصالح والذكرالحسن ، وأن الفكرة الأساسية لملحمة كلكامش تكمن في : (  أن الأنسان قادر على تطوير نفسه وتحقيق طبيعته ليحصل على السعادة الحقيقية وذلك عبر ألتزامه بالفضيلة والبحث عن المعرفة وليس السعي وراء المتعة ، فأذاً الفكرة فلسفية أخلاقية ، وتماثلتْ تلك الفكرة في أحتقار وأزدراء كاتب النص الشعري في الألياذة لباريس بقيامه بأختطاف هيلين زوجة الملك (مينالاوس ) ملك أسبارطه وهي الخطيئة التي تعتبر نقطة نظام أخلاقية ضمن المعايير الأنسانية السوية ، فحدثت الحرب الطروادية لتصحيح هذا المسار الخاطيء .
- وضوح مقاربات فكرية وفلسفية ترقى حد التشابه في التناظرات المنهجية بين ملحمة كلكامش وملاحم هوميروس في تقييم مفردات الحياة والحب  والوجود والموت والخلود في المواقف الترجيدية والكلاسيكية التالية :
1-وقوف الآلهة ضد كلكامش وصديقهُ أنكيدو بأرسالها الثورالسماوي الوحشي لمعاقبتهما عن جريمة قتلهم لخمبابا حارس غابة الأرز، وكذا في الألياذة تقضي الآلهتين (هيرا وأثينا )  على صديق البطل .
2- وتناظر وتشابه آخر بين كلكامش وأخيل اليوناني بأن كليهما هجيني التكوين في أن كلاً من البطلين ثلثاهُ آلهة والثلث الآخر أنسان 3- تشابه الملحمتين من حيث النهاية في قبول كلكامش بنتيجة الفشل في البحث عن سر الخلود ، وقبول أخيل اليوناني بغريمه ((برايم) بقبول والأذعان لنتيجة الصراع الرهيب ، وشخصية كلكامش يقابلها هيرقل والأسكندر وذي القرنين وأوديسيوس وكذلك شمشون .
4- تناظر في مواقف الآلهة السلبي من كلكامش وأنكيدو في قتالهم مع الوحش خمبابا وثور السماء ، وكذا في نهاية الملحمة الثانية لهوميروس ( الأوديسا ) كيف جرى قتال هيرقل وبيرسوس ضد الفيرغونة ، وبالنهاية يكون تمثيل الشرف والشجاعة والأيمان بالأمر الواقع هي غاية وكينونة وصيرورة دوافع الأنسان الفلسفية تلك هي القوّة الأيجابية الداحضة لحجج المهزومين .
5- التناظر بين الأسلوب الشعري في الملحمتين في أستعمال الصفات المتعددة للأحداث عندما يموت أنكيدو يرثيه كلكامش قائلاً : مثل أسد – مثل لبوؤة حُرمتْ شبلها ، ويقابل هذا المشهد في الألياذة في أخيل حين يعدُ مأتماً لصديقه ، وهذا التناظر في الأستعارتين بأنهُ حقاً شيءٌ مدهش للغاية ، ويلاحظ  في كلا الملحمتين ذلك العشق والحب للحياة الدنيوية بمحتوياتها وفضاءاتها الأنسانية الحضارية المتمدنة .
6- وثمة تشابه وتناظر آخر أكثر أذهالاً وتعجباً في مشاهد رومانسية أنسانية حين يكون البطل أخيل البطل الوحيد في الألياذة الذي لا يمكن تصورهُ بدون أمه وصديقه ، وكذا في العلاقة الحميمة لكلكامش مع صديقه وأمه ، وأن كلا الملحمتين الشرقية والأغريقية تناولت في نص شعري طويل تلك الحروب الطاحنة بين طرواده وأثينا ، وصراعات كلكامش وصديقه الحميم ضد عنف الطبيعة وقوة الوحوش الضارية أشتركت فيهما الآلهة المتخيلة طبقاً لأساطيرسومر وأكد واليونان وقصصهم القديمة  .
7- أن كلا الملحمتين الشرقية والأغريقية مكتوبتين بنصٍ ( شعري ) مطول ، متقن في  جمالية السرد الشعري والذي أعتبرهُ المؤرخون ( الوجه الجميل من الحرب )  مما أثارت أسئلة عن الحياة والموت والفضيلة والرذيلة ، من كلام أتو- نابشتم لجلجامش يخبرهُ فيهِ : أن كل ما يعملهُ الأنسان زائل لكنهُ يخلد بأعماله الجليلة ، وكذا في الألياذة حين وصفت عمل باريس في خطف هيلين بالمستهجن والسبب في الحرب الطروادية الأغريقية .
الهوامش ومصادر البحث
*كلكامش – الانسان والخلود – عبدالحكيم الذنون – بيروت 1996 * موسوعة حضارات العالم – احمد محمد عوف * الألياذة – هوميروس – ميخائيل صوايا * ملحمة كلكامش- طه باقر - 2009 *
*كاتب وباحث عراقي مغترب
 



123
 
غرابيب سود --- والأسلاموفوبيا
*عبدالجبارنوري
"غرابيب سود" هومسلسل تلفزيوني يعرض  في ليالي شهر رمضان على قناة ال MBC،  أنهُ عمل جريء يكشف ممارسات تنظيم داعش الأرهابي ، وأن المسلسل تأخر كثيراً لكن " تأتي متأخراً خيرٌ من لا تأتي أبداً " والآن جاء المسلسل في الوقت المناسب في تواتر التصعيد الداعشي الأرهابي في عمليات النحر والحرق والقتل وسفك الدماء وهتك الأعراض ، ليلفت أنظار المجتمع الدولي إلى أن هذه الممارسات المرعبة ليست من الدين الأسلامي بشيء ، ولآن المسلسل يثبت وبجدارة فائقة في فضح الممارسات الخاطئة والقاتلة لتلك التنظيمات الأرهابية التي هي ليست من الدين الأسلامي الحنيف فلا مبرر من فوبيا الدين الأسلامي الحنيف ، فهو يفضح داعش ولا يسيء للأسلام كما نقرأ من بعض الأقلام الحاقدة على الأنسنة والسلام العالمي ، لأن المسلسل واقعي وأن من ينكر الأحداث التي يتناولها النص فهو أما جاهل وساذج أو أنهُ يخفي تطرفهُ .
المقصود اللغوي ب " غرابيب سود " تعني جبال شديدة السواد والعتمة شبيهة بالغربان السود (معجم اللغة العربية ) وكما وردت في آية 27 من سورة فاطر ( --- ومن الجبال جُدٌدٌ بيضٌ وحُمُرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيبُ سودٌ ).
التقييم الموضوعي الهادف للمسلسل
1-يستمد المسلسل في حبكة الدراما إلى تفاصيل مستمدة من أرض الواقع في الموصل وباقي أراضي العراق المحتلة من قبل داعش والرقة وحلب ودير الزور والباب السورية ، وأعتمد السرد على شخصيات عايشتْ حيثيات ذلك الواقع المرْ الأليم ، وتغلغلت غرابيب سود في قلب الحدث في حلقات حفظ القرآن والمساجد والتواصل الأجتماعي والأسر المسلمة لتسجيل طرق غسيل الدماغ للشباب والأطفال والمرأة ولتدوير تلك الممارسات السالبة ومعالجتها سوسيولوجياً ، ونجح النص الدرامي في أستخدام داعش للعنصر النسوي للمتطوعات لتلك المنظمات الأرهابية بمواجهة الحقيقة المرّة بأكتشافهن زيف الأدعاء الداعشى الخلافوي الموهوم ، ووجدن أنفسهن مغررات بهن وخاصة النساء الغربيات حيث وجدن أنفسهن في مأزق أستحالة الهروب من المقر الذي أصبح مع مرور الزمن معتقلاً فكرياً ونفسياً وشعورهن بالجلد الذاتي واللوم الشديد المرعب بمدى الخطأ الذي أرتكبوه ، فغرابيب سود موجّهْ بشكلٍ رائع ومباشر في تعرية فكر الغلو والتطرف الظلامي ، وأن ما عُرض من أباحيات وسادية هذا الفكر المتطرف ما هو ألا الحد الأدنى من الكم الهائل الخرافي في عشق الدم والقتل والتخريب ، وأقرُّ بأنهُ أنتاج تلفزيوني ضخم .
2- وشاهدنا في الحلقات ال18 أن المستلبة والملغية تماماً في أدبيات داعش الخلافوي هي " المرأة " التي هي في نظرهم سلعة أستهلاكية مبتذلة ورخيصة ترقى إلى أنها عورة لا تخرج من بيتها ألا بمحرم وتخضع لتعدد الأزواج وباليوم الواحد حسب فتوى " جهاد النكاح "الغير مسبوق في الأسلام الحقيقي،وبهذا المسار سلط الضوء على أهانة المرأة  ( وللعلم أن جهاد النكاح أفتى به عدد من العلماء الوهابيين السعوديين وهم موظفون عند الحكومة السعودية مثل الداعية الشيخ محمد العريفي الذي يعتبر المفتي الأول في هذا الأنحراف الجنسي والأخلاقي ، والشيخ " خباب مروان الحمد " و " الشيخ " صالح المغماسي " .
في مسلسل غرابيب سود تعرض هذه الظاهرة الأجتماعية الخطرة بشكل وقائع موثّقة ، بحيث كان السرد ناجحاً في الأستهانة بمكانة المرأة في المجتمع العربي والعالم  .
3- لم يكن النص السردي الحواري موجهاً بالأستهانة بالثوابت الدينية – كما يدعي البعض – بل بالعكس جاء ليدفع المشاهد بالتمسك بالقيم الروحية والأنسنة للدين الأسلامي، فهو يحارب دعاية هذا التنظيم الأرهابي ، فالمسلسل عبارة عن أنتفاضة أعلامية موجهة لكسر الأعلام الداعشي الذي يعتبرهُ التنظيم عاملاً أستراتيجيا مهما موازيا للماكنة العسكرية بل أحيانا يحظى بالأولوية حيث لها مواقع أعلامية عديدة مثل (عمق والفرقان) ومحطة أذاعية على الأنترنيت بأسم (البيان) ، ومجلات داعشية على صفحات التواصل الأجتماعي ، ويديرُ هذهِ الماكنة الأعلامية الشريرة خبراء دوليون قراصنة محترفون في الفبركة وقلب الحقائق .
كلمة أخيرة/ أنهُ أضخم أنتاج درامي ، وأنهُ ليس عملاً كوميدياً أو رومانسياً بل أنهُ دراما يحاكي حياة وآيديولوجية داعش السادية والجنسية المنحرفة ،  يظهر الصورة الحقيقية للمسلمين ، ويثبت خلال النص الدرامي أن  أعضاء التنظيم  ليسو أبطال كما يصورون أنفسهم بل هم عصابات خارجة عن الزمن والحضارة البشرية ،  لكنهُ يواجه أنتقادات غير منطقية لا تخضع للواقع وينكرون عليه أنهُ يعالج واحدة من اكبر مشكلات العصر الحالية ، فهو يتناول قضية الوباء الداعشي عابري الحدود ظهوراً وممارستاً ، فهو يحضى بمتابعة كبيرة وصدى أعلامي من ملايين المشاهدين من شتى بلدان العرب والشرق الأوسط ، فهو بناء درامي كبير من خلال وضع جرائم هذه الفئة الضالة أساساً لبناء وتسيير السرد الروائي ومزجه بمشاركاتٍ فنية في نسج الفكرة تمثيلاً وأخراجاً .
 وأعترف: أن النص السردي للسيناريو ينقصهُ التوسع في الآيديولوجية الداعشية وألقاء الضوء الكشاف على تلك الأفكار العتيقة البالية لنظام حكم قبل الف ونيف من السنين ، وتسفيه الأحلام الشبقية الجنسية المتهافتة الغيبية والخيالية ----
كاتب عراقي مغترب


 





124

 
الزلزال الخليجي--- وجهة نظر؟!
*عبدالجبارنوري
المقدمة/ أنّ الزرازير لما طار طائرها----- توهمتْ أنّها صارت شواهينا ( صفي الدين الحلي )، قطر ودوحة تميم جزيرة صغيرة لكنها كبيرة في ثروة الغاز السائل وطموحاتها تتجاوز حجمها ، ظنّ تميم نفسهُ من الكبار ولكن ترامب أفرغهُ من محتواه في لقاء الرياض بأعطاء الضوء الأخضر ليس بحرق أفلامهِ بل لحرقه وجوداً  وكياناً بدليل تغريدة الرئيس الأمريكي بعد أعلان المقاطعة الجماعية لدول الخليج ومصر لقطر: ( يبدو أن توصياتي في قمة الرياض تسير وفق الخطة المرسومة ) .
وثرواتها المالية خرافية وبأرقام مرعبة من مكامن الغاز السائل في المياه الأقليمية المشتركة مع ايران لذا أخذتها العزّة بالأثم أخذت تتعامل مع العالم المجاور والخارجي ب( ميثيولوجية ) أسطورية خرافيةٍ غير خاضعة للواقع ونستْ وتناستْ أنّ : الأقراط الذهبية والمجوهرات لا تجملْ الوجه الفبيح ، وأنّ منح ( البغي ) شهادة شرف لا يلغي تأريخهُ ولا يغيّرْ من سلوكهِ ، لذا قامتْ دويلة قطر بأغراق السوق السياسية بمليارات الدولارات في شراء الذمم والعملاء بأعلامها الأخطبوطي بواسطة بوقها الطائفي قناة وأذاعة الجزيرة الحاقدتين على البشرية والمريضة بالهايكرز الحاقدة حتى على نفسها ، والوقوف (ضد) قطر في أزمتها مع أخوة يوسف الخلايجة لا يعني تأييدنا للسعودية - كما يقول المثل حسام الدين أسوأ من أخيه  - وذلك لكي لا نقع في المحضور في المشاركة في المشروع "الأمريكي الصهيوني الوهابي"
المدخل/كان يوم الأثنين الخامس من حزيران 2017يوم أنفجار الزلزال الصوتي على مشيخة تميم وجزيرته قطر في قطع شرايين الأتصال بين مجلس التعاون الخليجي وبين قطر وأنهاء المشاركة القطرية في التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن وللحقائق التأريخية لربما ترقى لصحة عنوان المقالة : أن دويلة قطر أسوأ وأقذر مشيخة  عبر زمكنة رسمتها عتمة زمن الغفلة ، فالزلزال الذي هزّ عرش الصبي " تميم " فهو من عقوبات عدل السماء ( ببشر القاتل بالقتل ) ، حيث أن اللسان ينعقد وتلهب جروح الروح ونضطر أن نردد " اللهم لا شماتة " ، لآن في أعماقنا  ألف غُصّة وغُصّة وحسرة وألم  من قطر موزه وهي فيضٌ من غيض لحماقة هذا النظام العفن والحاقد على البشرية وعلى كل شيءٍ جميل ، فالوقوف مع هذه المشيخة الفاسدة تعتبر منتهى السذاجة والغباء السياسي ، أتركوها تتدحرج وقد سقطت منها ورقة التوت وأنكشفت سوءاتها في الكراهية والحقد والتخريب وتكفير جميع من على الأرض ، وهي في مأمن لا تفجير ولا تخريب ولا --- ولا لأنها راعية القاعدة والأخونة وداعش عسكرياً ولوجستياً وأعلامياً بتوظيف قنواتها وأذاعتها ، وربما يسألني  أحد الفايخين لماذا هذه الكراهية لقطر بالذات وأنّهم جميعاً قيء مزابل التأريخ ، وهذه بعض الأجوبة عن  دونيات المشيخة :
-تورط قطر العلني بالدعم المادي واللوجستي في تأجيج حرائق ما سميّ بالربيع العربي ليبيا وتونس ومصر وسوريا وقلب أنظمتها وتسليمها إلى منظمات ومافيات ألأرهاب الدولي .
- تأجيج التطاحن الطائفي وأثارة الكراهية والأحقاد والنعرات بين روابط الدول العربية وخاصة دول الطاقة ، ولأذكاء هذه الفايروسات المرعبة والمدمرة أستعانت مشيخة الشر بالموساد الأسرائيلي وجهاز السي آي أي الشيطاني الأمريكي وبالوباء السعودي الوهابي المتشدد في نشر وبث بيوض أفعاعي الأرهاب لتفقس في كل من العراق وسوريا بظهور حواضن  سياسي الدعشنة جماعة المنصات الأرهابية وحجاج ومعتمري سقيفة واشنطن وهم يمضغون علف الأقصاء والتهميش والأقلمة والتقسيم والتي أصبحت مبررات التدخل الأجنبي في العراق وسوريه .
- دعم قطر لأخوان المسلمين في مصر لوجستياً وعسكرياً وبذلك نقلت التخريب والتدمير إلى سيناء المصرية وتوشيحها بالسواد والدم ، وكذا شملت أعطيات المشيخة الأخونة التركية وتقوية أردوغان في دعم الجماعات المسلحة الأرهابية في الموصل والرقة السورية ، وقطر جزء مهم في المشروع التدميري المرعب للعراق وشعب العراق في دعم داعش بالمال وبأرقام فلكية مرعبة حين تكون  المبالغ مليارات الدولارات وبشهادة ويليكيكس بنشره أخطر وثيقة قبل أيام { أن هيلري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية على علم بدعم قطر لداعش} فهي متورطة بدماء العراقيين ودماء الشعب السوري ، وبفضيحة جديدة يوم السبت الماضي من هذا الشهربتصرح مقابلة تلفزيونية للجنرال " أحمد المسماري " الناطق بأسم الجيش الليبي بأن السفير القطري في ليبيا  "نايف عبدالله العمادي " جنّد 1800 مقاتل في أيلول 2012 من دول المغرب العربي وشمال أفريفيا وأرسالهم إلى العراق وسوريا على دفعات عبر تركيا مارة بكردستان العراق .
- وبتأريخ اليوم الجمعة 9-6-2017 أعلن مجلس التعاون الخليجي وبقيادة السعودية نشر فضيحة بالعيار الثقيل { بتصنيف قائمة ب59 شخصية متهمة بالأرهاب أعلامياً بالمشاركة الفعلية في دعم وأسناد المنظمات الأرهابية و12 منظمة وكيان مرتبطة جميعاً بالحكومة القطرية وبرعايتها منهم ( الشيخ الخرف القرضاوي المفتي الشرعي للمشيخة وعبدالله المحبسي المفتي الشرعي لمنظمة النصرة الأرهابية وأضافتهم على لائحة الأرهاب .
- ولا ننسى أن في قطر قاعدة عسكرية أسرائيلية وقاعدتين لأمريكا في السيلية من المارينز تشرف عليها قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية ، وتشكل هذه الظاهرة العدوانية أكبر خطر يهدد على الدوام دول المنطقة وخاصة عندما نرجع للتأريخ القريب أنطلاق الطائرات وصواريخ التوماهوك من قاعدة السيلية القطرية لتدك المدن العراقية وتحتل أراضيها في 1991و في 2002عام الأحتلال البغيض .
الأسباب الحقيقية ( المخفية ) وراء الأزمة
أن الكثير من الكتاب والأعلاميين العرب والدوليين أدلوا بدلوهم في الأسباب والدوافع لهذه الأزمة  ربما أكثرها " أفتراضية ، وسوف أستعرض المهم منها ثُم أعرض السبب الحقيقي الذي يخضع للواقع وقوّة المنطق ، وربما تبدو كوجهة نظرولكنها لا تخضع للخطأ بل كما أعتقد أنُها عين " الصواب " :
1-الأعلام القطري الموجه من خلال قنوات الجزيرة والبي بي سي في لندن ( القسم العربي ) الذي يسيطر عليه الأخوان توجهاتها تتناغم مع توجهات سياسة قطر في حلفها الغير مقدس والمؤثرة مع المنظمات الأرهابية المطروحة في الساحة العربية والدولية كالقاعدة والأخونة وداعش والنصرة الأرهابية وحماس الفلسطينية والجميع مسجلين في لائحة الأرهاب الدولي .
2- وقد يثير البعض أن الدوحة تدعم أمراء الأسرة السعودية المتنافسين لكرسي الملكية والتاج السعودي .
3- أن هناك سيناريو سعودي قديم يتجدد يوماً بعد يوم هو أن قطر تابعة تأريخياً إلى السعودية وربما سيكون هذا السيناريو ورقة أبتزازعلى الدوحة ، والأطماع السعودية لضم قطراليها وتغيير الخارطة الجيوسياسية – أي أرجاع الولد العاق المتمرد إلى أسرته السعودية القوية المرتبطة بمعاهدة أستراتيجية مع أمريكا ، والفكرة قديمة قد تعود إلى تأسيس مملكة الشر أو لتسعينات القرن الماضي بالتحديد سنة 1994 في تحوّلْ أنظار العالم إلى قطر بأعتبارها أكبر منتج ومصدر للغاز السائل .
4- فوبيا ملوك وأمراء الخليج وعلى رأسهم ملوك السعودية من ظاهرة الأنقلابات في الأسرة القطرية كما حدث في عام 1995 عندما قام الشيخ حمد ابن خليفه آل ثاني بالأنقلاب على حكم والده الذي أعتبرتهُ السعودية وباقي دول الخليج سابقة خطيرة في معطياتها على حكم الملوك ، لذا بادرت السعودية وبمشاركة باقي دول الخليج بتدبير مخططاً لأغتيال حمد وأثنين من أخوته ، وتكررت في نيسان الماضي 2017 بأغتيال فاشل ، ربما أن الدوحة تعتمد على مخابرات الموساد وقنوات الجزيرة التجسسية العنكبوتية التي لها أذرع في واشنطن وتل أبيب وشخصيات وأثرياء رجال أعمال قطرية في الخارج .
وخامساً / السبب الحقيقي والمنطقي لهذه الأزمة الخليجية هو : أن قطر متورطة بالمشاركة مع أيران في حقول الغاز السائل الموجود في مكامن المياه الأقليمية المشتركة بين الدولتين بحكم القوانين الدولية ، وبحكم الأضطرار أتخذت قطر أيران كحليف أقتصادي أستراتيجي للغاز والذي يغيض السعودية وباقي دول الخليج بالتقارب مع عدوتهم التأريخية التقليدية أيران ، مما دفعت أمريكا والسعودية وباقي دول الخليج بالتدخل السياسي لهذه الشركات ، والسبب الحقيقي الآخر: هو زيارة ترامب للرياض الأخيرة وطلبهُ الصريح من دول خليجية ثلاث هي السعودية وقطر والأمارات بجمع ما يقارب ترليون دولار ونصف وبشكلٍ فوري وعلى الطاولة ، وهي أكبر فاتورة وفق تسعيرة ترامبية ، ماطلت قطر بالدفع هوالعجز الكبير في ميزانيتها بصرف الأموال الطائلة على الجماعات الأرهابية في كلٍ من ليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا بالأضافة لمصاريف التحضير لمباريات كأس العالم القادم في الدوحة لعام 2022 في تغطية بناء الملاعب والفنادق وملحقات الضيافة ، مما أغاضت السعودية والأمارات ودفعهما الأنتقام من الأمير القطري عبر فبركة تصريحات وأختراق مواقع حكومية أعلامية لقطر .
كلمة أخيرة /أن لزلزال العنوان لهُ أرتدادات عنيفة ومرعبة على الوضع السياسي والأقتصادي والسوسيولوجي الجمعي للكيان القطري فكانت خسارة قطر في يومٍ واحد 24 ملياردولار ، وهبوط قيمة سنداتها في لندن ، وسوف يشهد التأريخ نهاية محميات الخليج الأرهابية على طريقة رعاة البقر الأمريكية دافعين الجزية بالتمام والكمال وهم صاغرون ، وزادت سكاكين البعير القطري بدخول روسيا على الخط الساخن لطلب التأر من الخلايجة والسعودية الوهابية في معاداتها في الحرب الأفغانية فجاءت فرصتها لتمريغ أنوفهم بالوحل ، وفي غياب ( الأختيار ) أمام تميم ليس أمامهُ ثمة حلٍ واحد لا غير هو دفع الفاتورة الترامبية التعجيزية وقد تتجاوز الفاتورة السعودية وهو العقاب المربع في عالم العصيان والتمرد للعبد الأبق تميم آل ثاني  ، أو باي باي للكرسي وللجزيرة القطرية ،وسوف يأخذ الصبي بالحل الأول حتماً ، وأن الأزمة القطرية الخليجية ربما تنتهي بغضون أيام لكونها عركة كصاصيب كما يقول المثل الشعبي العراقي لكنها كشفت تداعيات أخلاقية وملفات أجرامية ونشر الغسيل القذر للأعراب وليس العرب وربما فاقت مقاييس ويلكيكس في نشر الفضائح التجسسية والخيانة الوطنية وأدارة الظهر للقومية العربية والدين الأسلامي وضرب الأنسنة والسلام العالمي بالصميم ----
*كاتب  عراقي مغترب

125
 
لقاء الرياض--- هل هو زواج مصياف ؟
عبدالجبارنوري
توطئه/ لا--- للفكر الظلامي لأنهُ وصفة أنتحار للأمة ولا --- للتكفير لأنهُ تحريض صريح للقتل العمد والتنكيل ، نعم للسلام لكونه ترنيمة الملائكة ، وأن سوق المساومات والصفقات المشبوهة الرخيصة هي تدوير نفايات سياسية بقيادات سماسرة السلطة والدم ، ودولة بني سعود والخلايجة الأمعات ما هي ألا أنظمةٍ رثةٍ متداعية تحكم بلا دستور، مشلولة القدرات للخروج من مستنقع التطرف والكراهية تؤرقها نظرية المؤامرة متلبسة بالكراهية والحقد على البشرية تحكم بهدى فتاوى الظلالة من علماء المد السلفي المتشدد ذوي اللحى المقملة والخبراء في تأجيج النعرات الهوياتية المسلفنة بلغة السلطة الدينية المحنطة التي تأبى الأنفتاح وترفض الحوار .
المضمون /أن لقاء الرياض يجمع بين قطبين نقيضين غير متكافئين ، الملك السعودي ضعيف ومتخاذل فهو كالبوصلة التي فقدت نقطة الجذب المغناطيسي تستدير بشكلٍ منفلتْ ، أما الضيف " ترامب " جاء بنفسهِ إلى الرياض وهو يستحضر تأريخ أمريكا وقوة الترسانة العسكرية ومتانة الدولار الأمريكي وصفاقة أول رئيس من رعاة البقر لا يندى جبينهُ لخلوهِ من الماء ، وهؤلاء الطغاة أن أختلفت أهدافهم وأسباب فسادهم ألا أنّهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الأمثل لتحقيق غاياتهم السادية وأنحرافاتهم النفسية ، أن لقاء الرياض بين ترامب وسليمان هو زواج مصلحة مؤقتة بين رئيس أمريكي أخطر حيتان الكارتلات التجارية العقارية الأمريكية ، وبين ملك خائف يبحث عن الحماية والأمان ، لقد تمت كتابة عقد الصفقة بتفاهم وقبول الطرفين وعلى المذهب الوهابي السلفي ووفق صداق شرعي - ريثما تتم حلب البقرة الملكية – مقدارهُ 480 مليار دولار وهو (عاجل) المهر تحت أسم تسويق أسلحة وهمية كاذبة ، أضافة إلى هذا النقد الكاش السخي الغير مسبوق في عالم ( لوكية ) وعاظ السلاطين وهذه  سلّة هدايا لبعض المقتنيات الثمينة كعربون محبة دائمة : 1-مسدس من الذهب الخالص ونادر في العالم وزنهُ 25 غرام مرصع بالألماس والذهب الخالص والحجارة الكريمة النادرة يفوق ثمنهُ علىى 200 مليون دولار ، 2- 25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب الخالص لهُ ولعائلته الكريمة ثمنها 200 مليون دولار، 3- 150 عباءة مرصعة بالأحجار الكريمة لهُ وللعائلة وبمقاسات مختلفة ثمنها أكثر من 150 مليون دولار ، 4- تمثال مصّغرْ لتمثال الحرية في أمريكا من الذهب الخالص والألماس والياقوت يفوق ثمنهُ على 250 مليون دولار ، 5- يخت بطول 125 متر وهو أطول يخت في العالم ، ويضم 80 غرفة مع 20 جناحاً ملكياً ، ومعظم مكوناته من الذهب ويبلغ ثمنهُ 800 مليون دولار ، ويمكن أعتبار هذه الهدايا أكبر هدايا تمنحها السعودية لرئيس أجنبي في تأريخ العلاقات السعودية مع العالم ، وتجدر الأشارة بأن ترامب ( أصرّ ) على أن تكون هذه الهدايا شخصية بأسمهِ كي لا تذهب إلى المتاحف الأمريكية ، وسيتم شحنها بالطائرة الرئاسية الأمريكية إلى واشنطن ، أما المهر ( الآجل ) فهو النفط السعودي بعد مقاصة الخصم ولمدة رئاسة ترامب قد تكون لثمان سنوات ، وهذه سلة الهدايا الخرافية الغير مسبوقة في عالم عجائب الأعراس المصلحية النفعية المبنية على الخوف والوعود الكاذبة ، وغياب قوة الأرادة والشجاعة عند الملك السعودي ، وليعلم عريس الغفلة أن أمريكا لا تحمي أحد ، وأن قوة أمريكا تتمثل بنمرٍ من ورق كما قال الرئيس الصيني ( ماوسي تونك ) ونذكرهُ بتأريخ كوبا النضالي ضد أمريكا التي تبعد عنها 90 كم التي أنتصرت على أكبر قوة في العالم في حرب خليج الخنازير بقيادة "كاسترو" ب650 مقاتل لأنهم يحملون قوة الأرادة وهدف الأنتصار والتغيير ، وأن ترامب الأجوف تراجع أمام تهديدات الرئيس الكوري الشمالي بتصريحهِ الأخير { أني أرغب بلقاء الرئيس الكوري } وصحيح أن ترامب ضرب قاعدة ( الشعيرات ) في السورية  وهي للتخويف فقط بمثابتة ذبح القطة في ليلة الدخلة ، فالصفقة المشبوهة بين الطرفين لا تتعدى بيع ترامب الأمان المزعوم والوهمي الكاذب مقابل حلب البقرة السعودية وأفراغ ضرعها للآخر ، أنما الهدف الحقيقي لأمريكا هو : تقويض خارطة سايكس بيكو، ورسم خارطة جديدة تحت أشراف أمريكا تمتد من بحر قزوين حتى البحر المتوسط ، ورسم خط دفاعي تكون السعودية فيها على الخط الدفاعي الأمامي الأول ، وأحياء ظاهرة سياسة المحاور ضد أيران وروسيا وسوريا وجنوب لبنان والعراق ، فهو تحالف محوري بزعامة أمريكا بما أسموه (ناتوخليجي سعودي ) بزعامة أمريكا لغرض أشعال الحرب الطائفية ، ولتلميع صورة ترامب العنصرية المليئة بالكراهية للشعوب المقهورة والتواقة للحرية والديمقراطية .
كلمة أخيرة / أن مع عودته إلى أمريكا غرد ترامب على التويتر السبت 27-مايس -2017 قال مبشراً شعبهُ أنهُ جلب معهُ مئات المليارات من الدولارات من الشرق الأوسط ، علماً أن ما أخذهُ ترامب من مال في يومٍ واحد من بلاد الحرمين أكثر ما دفعهُ غير المسلمين من ضريبة لدول الأسلام عبر ثلاثة عشر قرناً ، وسينام الشعب الأمريكي قرير العين بما جلبهُ لهُ ترامب مالاً وفيراً من كنوز الشرق وشعوبه تعاني الخوف والجوع ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمرات ، ويا بُشرى --- هذا ترامب أتاكم يعلمكم دينكم ويأخذ أموالكم ويصف حركات مقاومتكم ضد المحتل بالأرهاب ، وقال نزار قباني في هجاء أحد وملوك النفط { يا طويل العمر – يا من تشتري الأقلام بالأرطال – لسنا نريد أي شيءٍ منك – فأنكح جواريك كما تريد – وأذبح رعاياك كما تريد – وحاصر الأمة بالنار وبالحديد – لا أحد يريد منك ملكك السعيد – لا أحد يريد أن يسرق منك جبة الخلافة – فأشرب نبيذ النفط عن آخره – وأترك لنا الثقافة -----.
وهيا لنغني سوية هذه الأغنية العراقية الشعبية للأحتفاء بعرس الرياض { طوليييي يالييييله عدنا الحلو خطار – همّ الثلاثه عزاز ياهو النطرده ---- } والثلاثة هم ترامب وميلانا زوجته وأيفانكا أبنته الحسناء ------
في/ 7-6-2017
   

126
 
أمبراطوريات الشركات الأمنية الخاصّة--- كتاتيب قمامة المحتل !!!
*عبدالجبارنوري
الشركات الأمنية الخاصّة Private Military and Security Companies في 26 كانون الثاني2017 جرى التصويت في البرلمان العراقي على أقرار عمل هذه الشركات الأجنبية في مجالات عسكرية ومؤسساتية وخدمية أستناداً إلى البند ( اولا) من المادة (61 ) والبند ( ثالثا) من المادة ( 73 ) من الدستور العراقي 2005 بأسم " قانون الشركات الأجنبية الخاصة " وهكذا قد أقرّ وشرعن من قبل العراقي نفسهً ، وللأسف فتح باب الشركات الأمنية الخاصة ربما هو جرحٌ  جديدٌ غائر قد لا يندمل في جسم الوطن المثخن بالجروح من أسهم الغدر الأقليمي والدولي وحتى من (بروتس العراقي) الذي شارك في طعن وطنه العراق في زج أرضه وشعبه في الشبكات العنكبوتية لمتاهات المستعمرين بصيغة العولمة والحداثوية السياسية والعسكرية وممارساتها الوحشية التي يتستر عليها البيت الأسود الأمريكي ، ومن أهم الشركات الأمنية الخاصة العاملة والتي سوف يجدد العراق عقود عملها في مطلع 2017 هي : بلاك ووتر الأمريكية ، تيتان العسكرية ، واين كرون ، أنترنشنال تربيل كانوبي ، وشركات بريطانية مثل : شركة آرمر كروب ، ووايجيس ديفينس سيرفيس البريطانية .
المعطيات التدميرية المرعبة للشركات الأمنية الخاصة !!!
-الكل يعلم التأريخ الأسود لشركة بلاك ووتر الأمريكية السيئة الصيت والتي قتلت 14 مدني عراقي وجرحت 18 آخرين في أطلاق نار في 16 أيلول 2007 في أحدى ساحات بغداد على أناسٍ لم يكونوا أهدافاً مشروعة ، ولم يكونوا يمثلون أي تهديد حقيقي بل هو الحقد الأسود والكراهية للمخابرات الأمريكية تجاه الشعوب المقهورة بدليل أعترافات العسكري المتهم بالقضية ( سلاتن ) أمام محكمة المحلفين الأمريكية والذي حُكم عليه بالمؤبد قال : أني غير نادم على ما فعلت لأني أثأر أنتقاماً من العراقيين المشاركين في أحداث سبتمبر 2011 ، بعد فضيحة هذه الشركة في العراق سُلطتْ الأضواء على دور الشركات الفاحشة والذي يتضح أن هذه الشركات وراءها أجنداتٍ أجنبيةٍ تروّج لها أعلامياً في أسواق نشر السلام على الطريقة الأمريكية وعلى ما يظهر أن هناك العشرات من المعاهد في أمريكا وبريطانيا وألمانيا تروّج لقوة هذه الشركات الأمنية الخاصة بأن لديها معدات ألكترونية في أستخدام الطائرات بدون طيار ، وأن هذا الترويج الأعلامي هو ليس فقط لأغراض عسكرية بل لعقد صفقات تجارية مع تلك الدول التي تعاني من صراعات سياسية وأجتماعية وضعفٍ في البنية الأمنية والعسكرية ، وان لها كيانات تجارية خاصة تقدم خدمات عسكرية وأمنية وهي أحدى تجليات العولمة الأقتصادية العسكرية والأمنية والسياسية .
- أنفاق هائل وكبير في أستهلاك الدخل القومي على حساب الموازنة التشغيلية ، وغياب الرقابة الحكومية على هذه الشركات حيث يتخلل الغش والتلاعب في حساباتها لصالحها النفعي والربحي ، وقد وصل أجور المرتزقة في الشركات الأمنية إلى ألف دولار في الساعة ، والقناص المحترف من هؤولاء الميليشيات يتقاضى 15 ألف دولار يومياً . والكارثة الكبرى أن من بين بنود الأتفاقية الأمنية مع تلك الشركات هي ( حصانة ) الجنود من الملاحقة القانونية لأي جرمٍ يرتكبوه ، وأن القضاء الأمريكي هو المرجع الوحيد وليس القضاء العراقي علما أن الحكومات العراقية بعد 2003 مسلوبة الأرادة تجاه المحتل ولا تستطيع محاسبة المحتل على جرائمها ، وثبت أن لهذه الشركات معسكرات تدريبية وسجوناً داخل العراق لا تخضع للقوانين المحلية وهو ما يشكل تهديداً وخرقاً للسيادة الوطنية والتي هي هيبة الدولة لأفتقاد تنظيم قانوني لنشاط هذه الشركات ، وأن الأعتماد على هذه الشركات الأمنية تؤدي بالتالي إلى أهمال الأمن الوطني وتدهوره وضياعهِ .
- تدخلات عسكرية بحجة تقديم خدمات عسكرية لوجستية بمثابتة تأثيرات سيادية على هيبة الدولة السياسية والدبلوماسية ، أضافة إلى فقدان لأحتكار الحكومي للسلطة العسكرية جراء تدخل الشركات الأمنية في مهامها العسكرية ، بل ذهبت أبعد والأبعد في أقحام نفسها في بؤر النزاعات المسلحة والتي تعتبر شركة بلاك ووتر أبرز مثال لهذه الخطوة الخطيرة حيث شاركت في الأعمال العسكرية في العراق وأفغانستان لصالح الجيش الأمريكي ، وتمتلك هذه الشركات قاعدة بيانات نحو 21 ألف جندي سابق من القوات الخاصة فهي طبعاً تعتبر تهديداً للأمن القومي للعراق ، علما أن هذ الشركات الأمنية لها صلات غير مباشرة وقد تكون مباشرة بقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا وأفغانستان وغوانتنامو وهي حاملة فايروس الأنتقام من العراقيين الذين قتلوا أكثر من ستة آلاف من المارينز وجنود الأحتلال الأمريكي على يد رجال المقاومة الشريفة ، هذا ويمكن أن يذهب الحقد أبعد أنتقاماً من أحداث سبتمبر 2011 تحت شعار السي آي أي ( التزوير السياسي ) في تبرير أحتلال العراق وأفغانستان ، وأن هذه الشركات الأمنية تنتشر ضمنها الميليشيات الصربية أصحاب الخبرة في الأبادة العرقية ضد الجماعات المسلمة في البوسنة والهرسك ، وكذلك رجال من شرطة جنوب أفريقيا والتي لها خبرة في أبادة اللون الأسود ، ومن شرطة ساوباولوا شركاء العصابات المنظمة في بيع البشر والمخدرات وترويج الدعارة عبر الموانيء الخطرة للعالم ، وأن أغلب المشتغلين ضمن هذه الشركات الأمنية الخاصة هم من المرضى النفسيين أو المرتزقة ومن بقايا النظم العنصرية في أفريقيا فهم قتلة بالأيجار ، وأن القوانين الدولية وأتفاقيات جنيف للحروب لا تنطبق عليهم أي ليس هناك ما يعرقل تصرفاتهم ، وللعلم أن الشركات العسكرية الخاصة تحتل مرتبة متقدمة في أسهام العسكرة الأمريكية والبريطانية في العراق اليوم .
الخاتمة/ لا يليق بنا سوى صرخة بوجه الباطل فليكن شعارنا قول سيد البلغاء الأمام علي " لا أبقاني الله أن أبقيت عدوي خلفي " الكل يعلم أن هناك خاصية لأرض العراق التي ضمت بجنباتها عظماء الرجال كتبوا صفحات الظالمين والعتاة بوجوه متعددة ، وأن وراء أحياء هذا القانون العدواني وفرضه هم شلّة من سياسيي الفرهدة ونهب المال العام بحجة أعمار العراق وهو بالحقيقة أفقار العراق وأهانتهِ وسلب ما تبقى من ملابسه الداخلية ليبرروا للمحتل بقاءهُ بعد تلميع صورته ، يا لهُ من وطني مضرج بأشعار محمود درويش ورؤى نجيب محفوظ وحزن كنفاني ، أو كما كتب الكاتب المتألق " عزيز دفاعي "{ أن حكوماتنا اليوم أما هم خارج الحدث أو ينامون في كهفٍ معزول أو أنهم غير مدركين ما يرسم للعراق } .
وأضيف : السياسيون في العراق يفتقدون المشروع المستقبلي ، وهم اليوم من يؤجج النعرات الهوياتية ----
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب



-



127

 
"بساطيل عراقية"مجموعة شعرية للشاعر والناقد مقداد مسعود
قراءة في سيمياء العنوان وأرشفة مدونة المؤرخ شعراً
*عبدالجبارنوري
مقداد مسعود/ 1954 شاعر وناقد عراقي معروف ومشهور يحمل رقماً ثراً متلئلئاً وساطعاً في أرشفة الذاكرة الوطنية الأدبية والثقافية العراقية في أصداراته لمجموعاته الشعرية – الزجاج وما يدور في فلكهِ 2009 ، المغيب المضيء2008 ، زهرة الرمان 2009 ، بساطيل عراقية 2016 ، ولهُ كتاب " الأذن العصيّة واللسان المقطوع " 2009 .
ربما يبدوأختيار الشاعر مسعود للعنوان غريباً لأول وهلة بيد أن خبرتهُ التقنية في نسج النص الأدبي في أرشفة مدونة المؤرخ شعراً وبهذا التسلسل التأريخي لعمري أنّها تجربة أقتحامية غير مسبوقة بل من النوع الصعب الممتنع ، فأختيار الشاعر للعنوان هو قمة الذكاء والفطنة الثرية في دراسة خلجات وأرهاصات أعماق الذات العراقية المكتوية والمستلبة منذ تأسيس هذا الوطن المبتلى ، وأنهُ وُفق تماماً في جعل البسطال بوجهيه الأحمر والأسود رمزا لتلك المعاناة الشظفية القاسية للطبقات المسحوقة من الفلاحين والعمال والشغيلة وهي من أدبيات الحزب الثمانيني الثورية ، حيث أن لغتهُ الشعرية مستمدتاً من أفكارهِ الثورية وتراكماتهِ المعرفية وفلسفتهِ السردية التي ترتكز على ( كل شيء أو العدم ) ولا تفارق أنفعالاتهِ وأحاسيسهِ المرهفة والأنيقة الشفافة المتلقي العراقي المستلب لتوقض فيه ذلك الجرح العميق الذي ربما هو بعمق تأريخ  وجغرافية هذا الوطن المنكوب منذ 1921 ومروراً ببريمر اللص وحتى رجال معارضة المنافي الذين ضيّعوا العراق بعد 2003 ، وهذ التجربة العملاقة لهذا الشاعر العملاق في تلاقح والتوليف الماسي الرائع بين الحدث التأريخي وحديث الشعر بعد فلترتهِ بالمحرك الدراماتيكي لجني الشاعر السحري ليبث ذبذباتهِ إلى القاريء المتعطش إلى الصورة الحيّة الواقعية التي أنطقها مقداد مسعود برؤية فكرية وسيلتها سحر اللغة الشعرية .
فسيميائية العنوان في المجموعة الشعرية " بساطيل عراقية " للشاعر والناقد البصري المتألق " مقداد مسعود " تحمل كل مفردات السيمياء التي هي أداة لقراءة السلوك البشري في مظاهره المختلفة بدءاً من الأنفعالات ومروراً بالطقوس الأجتماعية والسياسية والثقافية والأنتهاء عند الآيديولوجيات المفروضة على الواقع ، وكونهُ العلم العام والنشاط المعرفي وعلاقته باللسانيات والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأنثروبولوجيا ، ولأن العنوان هو هوية المتحدث الرسمي عن سردية النص والمدخل الذي يحتاجهُ القاريء ، فالأحساس الصادق عند " مسعود " وهو أستاذنا في أختيار مثل هذا العنوان الذي يعطي الحرية للمتلقي في التأمل والبحث والمحفزلأتمام القراءة وأستيعاب المضمون والهدف والمغزى ، ويكاد أن يقول لنا ( بأن العنوان يأخذ الصدارة والأولوية لدى المتلقي  لذا تألق المبدع الأستاذ " مسعود " في أن يجعل لمجموعاته الشعرية رقماً متميّزاً والذي تمكن من أستيعاب معطياته السيميائية على نحوٍ متميّز في صياغة الأحداث وزمكنتها في الترتيب الشعري بدون أن يؤثر في المدونة التأريخية وواقعيتها ، فكانت مجموعته الشعرية " بساطيل عراقية " سرد نثري لأبياتٍ من الشعر صاغها الشاعر بدقةٍ وشفافية ليعبرعن الواقع بمرارته وحلاوتهِ البخيلة
قراءة لسردية النص في المجموعة الشعرية " بساطيل عراقية " للشاعر والناقد مقداد مسعود :
-أن التأريخ مشحون في أعماق مقداد مسعود ، وكانت المجموعة الشعرية سرداً قصائدياً في زمكنة مفاصل تأريخ العراق السياسي المعاصر ، وجعل للبسطال رمزاً أسطورياً لما يتميّز بهِ في فضاءات القيم السوسيولوجية والتي ميّزتهُ عن السدارة التي هي تاج الرأس .
- لم يرضخ للخيال الشعري بيد أنهُ وظّف الخيال مع الصورة الواقعية ليقدم للمتلقي نصاً واقعياً ينفثْ ألماً للمواطن المغترب تحت خيمة الوطن ، وهي توليفة حداثوية في أفصاح الشاعرالمناضل اليساري مسعود عن المشهد العراقي المأزوم بجغرافيتهِ عبرقرنٍ من الزمن ، فكل مقاطع القصيدة الشعرية ونصوصها السردية تبرز ( التعرية ) لذلك العراقي المستلب والمغيّبْ جسداً وروحاً وفكراً وثقافة ، ويبرز الكاتب العبقري توأم الفقر والفلتان الأمني مع مسيرة الوطن المذبوح .
- وتبدو لهيمنة التأريخ على كتابة نصوص المجموعة الشعرية بصياغة حداثوية معاصرة حيث أبدع هذا الشاعر والناقد المتألق في أخضاع القيود النصيّة وترويضها عبر أستخدام لغة شفافة مؤثرة لأيصال المعلومة المعرفية للمتلقي بطريقة سحرية نادرة الطرق وقد تكون غير مسبوقة .
- يلمس القاريء في كتابات مقداد مسعود مخاطبة مباشرة للذات البشرية في توظيف درامي للنصوص الشعرية يمكن رؤيتها من خلال ذاكرة هذا الشاعر المرهف في تدجين سرديات الأحداث وتوظيفها داخل نص مؤطر بالأنسنة والأنسنة فقط ، فمفردات اللغة السحرية التي صاغ بنيانها الأدبي في مجموعته " بساطيل عراقية " لتحويل آهات المتلقي في خزين الذاكرة العراقية والتي تزدحم فضاءاتها بالسالب والمستلب بين الضحية والجلاد .
- وأبدع في أنطاق ( النص ) السردي إلى أشكال وصور حيّة تمثلت بصور حياتية واقعية كان للبسطال العراقي دوراً بارزاً في تجسيد مدونة التأريخ شعراً منذُ تأسيس الدولة العراقية وحتى 2017 ، أنشد في أحداث 1936 لحركة بسطال بكر صدقي الأنقلابية ، جسّد في البسطال وجهين وجه الرحمة في الوقوف ضد سياسة التتريك للمستبد كمال اتاتورك والوجه الثاني وجه التعرية والأستلاب، يفرز الشاعر ببراعة وأناقة بين شهوة العسكرة والسيطرة في بساطيل بكر صدقي وبين أفواه وأرانب تبحث عن رغيف خبز وبيت حتى من صفيح للمأوى .
  بعض نماذج للمجموعة الشعرية "بساطيل عراقية ":  المؤرشفة للمدونة التأريخية
-{  1936--- تظاهرات / لا بساطيل فيها / تظاهرات شغيله ،طلاب ، عمال عاطلون عن الخبز / جياع لا أحذية ولا بساطيل يريدون / جاست بساطيل العسكر --- بلاد آشور أباد الجيش بأمرة سدارة ونطاق وبسطال بكر صدقي 1500 آشوري / تأمل بسطالهُ وتقدم بقدمين عسكريتين نحو الفرات الأوسط / وداس البسطال أصوات الفلاحين الثوار }.
- وفي وثبة كانون 1948 ذكرنا مقداد مسعود ببطولات الشعب العراقي في أجهاض المعاهدة الأنكليزية الجائرة وأنتفاضة 18 حزيران 1953 وصاغ أبياتها بيسارية ثورية نابعة من مدرسة الحزب الشيوعي العتيدة --- وينشد : { تحتل بساطيل الشرطة سطوح السجن / ترجم السجناء العزّلْ بالحجر / بالقنابل المسيّلة للدموع / تفتح خراطيم الماء / تفتح النار / ويتضرج ثمانية سجناء بزهرة الرمان / وينزف ثمانون سجيناً }.
- ومرة ثانية وثالثة يوضّحْ مقداد وببراعته الشعرية اللون الثاني للبسطال ذلك اللون الأحمر الدموي الذي ترك جرحاً عميقاً في الروح العراقية عند سحق البسطال البعثي لثورة أبي الفقراء عبد الكريم قاسم  ، هنا يتألق الشاعر مسعود بأنشاد ترنيمة موجعة لا تزال جروحها العميقة الموجعة في الروح العراقية ، وبأستمرارية شاعر متمكن أن يضعنا والمتلقي في خضم ملهاة ترتجيدية مأساوية بكل شفافية ودقّةٍ وعنايةٍ أن ينسج شكلاً غنائياً حزيناً موجعاً وهو يمشي في سردهِ ثابت الخطوة يمشي ملكاً :  {  في 1963 بساطيل --- بساطيل --- جنود وضباط صف / تنهال بالصفعات والشتائم / على الزعيم الركن عبدالكريم قاسم / ممداً على شاشة تلفزيون بغداد / بملابسهِ العسكرية ---- بجسدهِ الصائم --- المضرج --- المقوّس .
- وهل رأى الزعيم رعاة يرجمون العراق بالبساطيل بالبساطيل بالبساطيل}.ويشير (برمزية) بارعة لبساطيل الشوفينيين العملاء وهي تعدم وبدمٍ بارد جنود قاعدة سبايكر{ هل رأى الزعيم المئات المئات المئات من أولادهِ تسوقهم / بضعة بساطيل من معسكر / ليتكدسوا مقيّدين للخلف / في نهار حزيراني ضرير 2014 } .
- ويستمر الشاعر العملاق في أرشفة مدونة التأريخ العراقي شعراً ببراعتهِ المرهفة كيف لعبت بساطيل العراقي الفريق الركن هاشم سلطان في سحق آمال وتطلعات وكرامة العراقي في خيمة الذل ( خيمة سفوان ) 1991 والبسطال الأجنبي الجنرال شوارزكوف قائد قوات التحالف الدولي { ستتوجه بساطيل الحرس الجمهوري / بساطيل الحرس الخاص / بساطيل بلا أسماء / وتحقق أنتصاراتها على الثورة المغدورة } . ويذهب الشاعر الأنيق وببراعة سياسي يساري لبرالي وهو يقلب الأمور ويفند ذلك الصراع الطبقي وبأيمانهِ بحتمية التأريخ في التغيير يقف عند بوابة 2003 ليفضح آثار بساطيل شوارتزكوف واللص بريمر الذي مهّد لأحتلال أجزاء من الوطن الحبيب بعصابات خارجة عن المألوف والتغطية وعابرة للحدود ذات عقول ملوثة بالجهل وغيبيات خلافوية وهمية ----

* كاتب وباحث عراقي مغترب


 

128

 
قانون " حرية التعبير "/فوبيا... زمن الهلوسة!!!
*عبدالجبارنوري
توطئة/ يبدو لربما قد أفتقدنا العقلانية بعد سقوط الصنم ، وأستلمنا صك الغفران من تمثال حرية جورج واشنطن وعلى مقاسات  تاجر العقارات المهوس " ترامب " إلى الفردوس الأمريكي الموهوم ، وتناسى أصحاب القرار الحاكم أن " التأريخ كائن حي ككل الكائنات الحيّة يحتاج لديمومتهِ وأستمراريتهِ للتلاقح الفكري والحوار السلمي ، ولأن الطغاة كالأرقام القياسية لابدّ أن تتحطم في يومٍ ما ، ولا يصحْ غير الصحيح --- فسيذكر التأريخ " لوركا " الشاعر القتيل --- شاعر غرناطه --- ضحية الحرية الذي تألق في رثائهِ الشاعرالعراقي " عبد الستار نور علي" { لوركا أنهض لا يزال العرسُ دامياً / العروسُ تزفُ كلَ يومٍ إلى المقصلة . العريسُ يتفرج من كوّة الظلام / لا يزال الفاشست يعتلون الكراسي برداءٍ حديد ، وصولجان من قضبان وجماجم وحديد ومقابر جماعية ----- }   ومن قبله المتنبي وبوشكين ، وليعلم الذين يغلقون أمام شعبهم بوابات الحرية أن شباب نشطاء الحرية والديمقراطية والسلم المجتمعي ورغيف الخبز قد أنطلقوا من قمقمهم ملوحين بالشعار الحسيني الثوري " هيهات منا الذلّة ".
ولا--- للفكر الظلامي لأنهُ وصفة أنتحار للأمة ، ولا --- لأعداء حرية الرأي لأنهم يبصمون كل يوم تصريحاً للقتل العمد والتنكيل ، ونعم ---- لحرية الرأي النقيّة من الشوائب الشوفينية للطغاة القدامى والجدد وأن أختلفت مقصلاتهم من أحواض التيزاب والمقابر الجماعية وربما يكون اليوم أحط الأساليب خسّةً في أسقاط الفكر المضاد لهم بالخطف والأغتيال وكم الأفواه والتسقيط الأخلاقي والسياسي وألغاء الآخر بتوقيع مجهول الهوية   ---
الموضوع/ أن التعبير عن الرأي حقٌ مشروع وليس أمتيازاً تمنحهُ الدولةُ لمواطنيها ، وأن حرية الرأي والأعتقاد تعتبر الدعامة الأساسية للديمقراطية الحقّة وكل هذهِ الحقوق المباحة مكفولة في الدستور العراقي 2005 ، فالمادة ( 13 ) تنص على : أن هذا الدستور يُعدْ القانون الأسمى والأعلى في العراق ، ويكون ملزماً في أنحائه كافة وبدون أستثناء . ثانياً / لا يجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور ، ويعد باطلاً كل نصٍ يرد في دساتير الأقاليم أو أي نصٍ قانوني يتعارض معهُ ، والمادة ( 37 ) : تكفل الدولة حماية الفرد من الأكراه الفكري والسياسي والديني ، المادة (38) : تكفل: حرية الرأي حرية الصحافة و حرية التظاهر السلمي ، المادة(42)   تنص : لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة ، المادة ( 45) تحرص الدولة على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ودعمها وتطويرها .
وأن حرية الرأي والأعتقاد مكفولة أممياً في الأتفاقات الدولية : لكل أنسان الحق في أعتناق آراء دون مضايقة أحد ، أحترام حقوق الآخرين وسمعتهم ، حماية الأمن القومي والنظام العام والصحة العامة والآداب العامة .
وعادة تذيّلْ فقرات القانون في الدساتير ب{ --- ويُسنْ بقانون } فيجب هنا أخضاع القانون للأعلام الحر والحوار السلمي وتتوفر فيه  ضرورة تقتضي بعض الأحيان أجراء عمليات جراحية على هذه الحقوق ولكن بحذر ودقة متناهية ، ولا يجوز فرض القيود ألآ برعايتها وطنياً ، أن يكون النص في القانون المعدل في غاية الوضوح والدقة ، وتكون تلك التعديلات ضرورية ، وأن لا يمس ذلك التحديد والتقييد ( جوهرالحق والحرية)وهذا يعني أن السلطة مقيّدة في تصرفاتها أمام التغيير لهذه الحريات والحقوق .
المعطيات السلبية التدميرية للتعديلات المقترحة على قانون حرية الرأي
1-أنتهاك سافرلقيم الديمقراطية وحقوق الأنسان والحريات العامة، في السير على نهج منطق القوّة --- لا قوة المنطق .
2- يمثّلْ أفراغاً لمبدأ حرية التعبير من محتواه الأنساني .
3- يجسّمْ الهيمنة والتسلط والأقصاء والتقاطع مع فقرات الدستور العراقي الحديث .
4- يراد بالتعديل توفير الأمن الدائم لكرسي الحكم ، وتجيير فقرات التعديل بعد تأطيرها بصيغةٍ ( مُسيّسةٍ )
 5- أن التعديلات الأخيرة لحريات التعبير تتصادم وتتناقض كلياً مع فقرات الدستور خاصة بالفقر ( ب ) من البند أولا من المادة الثانية من الدستور العراقي الذي ينص : لا يجوز سن قانون يتعارض مع مباديء الديمقراطية  .
6- وهي بمثابتة ترسيم حدود ( حُمرْ) أمام المواطن في فوبيا المسْ بالخطاب الديني والقائمين عليه .
7- في المشروع السيء الصيت للتعديل المرتقب التلويح بتحديد عقوبات على المواطن المخالف بين السجن سنة أو غرامة مالية تصل إلى 10 ملايين دينار .
8- في التعديلات تقوية للسلطة الحاكمة ، أو بتعبيرٍ أدق : حماية الطبقة الحاكمة البورجوازية المتجلببة بالأسلام السياسي ، وجاءت هذه التحفظات من فوبيا التظاهرات المليونية وللسنة السادسة .
أخيراً/حسب أعتقادي فيما أذا قُدرَ لمجلس البرلمان في جلسة الهلوسة والهذيان أن يمرر هذا التحدي القاتل لما تبقى من ثمالة الديمقراطية المستوردة هو : ضرب الدستور عرض الحائط ومسخ وصفة الديمقراطية من قوانين الدولة وسيعيد قوانين مجلس قيادة الثورة الصدامية إلى العمل بعد أبدال الزيتوني بالعباءة ، وسيكون مصير ساحة التحريرفي الحراك الشعبي على صفيحٍ ساخن --- وترجع حليمه ألى عادتها القديمة { الحائط لهُ أذان !!! }.
كاتب وباحث سياسي عراقي مغترب


129
 
أنتفاضة أسرى " الأمعاء الخاوية " الفلسطينية
*عبدالجبارنوري
توطئة / على هذه الأرض ما سيحق الحياة / على هذه الأرض سيدةُ الأرض / أمُّ البدايات أُمَّ النهايات / كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين / سيدتي أستحقُ لأنكِ سيدتي أستحق الحياة / لأننا نحبُ الحياة ( محمود درويش ) شاعر المقاومة ، شاعر نبوءة الأنتفاضة الفلسطينية 1941 – 2008 الأيقونة الأقوى تأثيراً في الأشعار الفلسطينية والتي تمثل الوجع العربي الكبير والعميق للأنسنة والسلام فهي حالة ثرية تأثر بها الكثير من المبدعين والمثقفين ، ويذكرنا برفيق دربه الشاعر الفلسطيني " أشرف فياض " الذي أعدمتهُ سلطات الظلالة السعودية لأفكاره الثورية المحرضة ضد تيجان الطغاة ----
المضمون/ هي فعلاً أنتفاضة أسرى الأمعاء الخاوية التي تقاوم بمرارة وغصّة على " الماء والملح " بين الحين والحين وتحدو بقافلة العطش والجفاف والحرمان إلى الأمام وثُمّ إلى الأمام ، وكان يوماً متميّزاً لتزامنهِ مع ذكرى يوم "الأسير الفلسطيني" في 17- نيسان من كل عام ، في حشد جماهيري أكثر من 1800 أسيراً فلسطينياً أضراباً (مطلبياً ) مفتوحاً عن الطعام بدعوى من العديد من القيادات الفتحاوية أبرزها المناضل الصلب والمتحدي للغطرسة الصهيونية " مروان برغوثي " بعد أن فشلتْ كل محاولات  جس النبض والحوار بين أدارة سجون الأحتلال والأسرى .
أن هذه المرة  تكاد تكون شبه أنتفاضة فعلية من داخل الزنازين ، وأنها ستستعيد حقوقاً سُلبتْ منها ، وتستعيد الأعتبار إلى ديناميكية العمل الجماعي والذي سيحقق قواعد لعبة الأسر في بناء الأطر الأعتقالية ، وأرى ضمن المعطيات الحالية : أن الحركة الأسيرة في حالة أستنفار وتأهب متواصل لتوفر أضواء كاشفة للحداثة والعصرنة الألكترونية وصفحات التواصل الأجتماعي والتي أقلقت سلطات الأحتلال ، ولأن الحركة أكتسبت خبرة وقوة وأرادة في التعامل مع هذا العدو الجائر .
عند متابعة " تأريخ حركة الأسير الفلسطيني" نجدهِ الحركة تنتصر وبيدها المبادرة في مرحلة حرب أكتوبر 1973 ، وأستمر الزخم المعنوي التصاعدي في أنتفاضة 1987 وحتى 2000 حين دخل الأسرى السجون موحدين في أعقاب عمليات بطولية فرضت هيمنة الأسير على السجان ، بالتأكيد أن مجمل حركة النضال الفلسطينية تأثرت ومن ضمنها حركة الأسير الفلسطيني بالمتغيرات السياسية المركزية والتي أثرت على واقع الحركة الفلسطينية الأسيرة بين عام 1985 – 2015 في حملة اعتقالات مسعورة وأجتياحات واسعة سمتهُ سلطات الاحتلال ب( السور الواقي ) في 29 آذار 2002 ، ومنذُ أنتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من آذارعام 2000حتى منتصف نيسان سجلت المراكز الأمنية الأسرائيلية 85 ألف حالة أعتقال ذكوراً وأناثاً بينهم أكثر من عشرة آلاف طفل تقلُ أعمارهم عن الثامنة عشر ، ونحو 1200 أمرأة وفتاة أضافة إلى المئات السياسيين والأكاديميين المهنيين وأكثر من 65 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب وعدد من الوزراء السابقين ومئات من الأعلاميين الصحفيين والرياضيين وعشرات آخرين من الصيادين الفلسطينيين وأكثر من 800 مريض ، وكان سنة 2006 سنة انفتاح جزئي عن الحركة الأسرية الفلسطينية بعد أسر الجندي الأسرائيلي ( جلعاد شاليط ) والذي كان سبب أرتياح الحركة الأسرية بمجملها الجمعي في تبادل الأسرى في 18-10- 2011 برعاية مصرية الأفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً من السجون الأسرائيلية مقابل هذا العسكري !!! .
وأنوّه على أن الأسرى المضربين عن الطعام سيدفعون فاتورات الوطنية من هشاشة أجسادهم الخاوية التي تعاني الأهمال والمرض والفاقة والعوز المادي والمعنوي والمعاناة الصعبة بفعل مدة الأعتقال الطويلة ذات نهايات مزاجية كيفية ، حيث وصل عدد الأسرى القدامى ممن مضى على أعتقالهم أكثر من عشرين عاماً نحو 44 أسير ، وأمام ردود أفعال الجلاد الأسرائيلي محاولة منهُ لكسر عنصر الصمود لدى المضربين عن الطعام ، وحتى أن جلاوزتهم وصل إلى حد الأطعام القسري كما حدث للمضرب عن الطعام الأسير الفلسطيني( محمد القيق ) الذي طاول في الأضراب عن الطعام 94 يوماً ، علماً أن اللجنة الأعلامية لأضراب الأسرى الفلسطينية ولجنة هيئة الأسرى الفلسطينية مطالبين أستنفار دولي وأقليمي لحماية الأسرى المضربين والمعرضين لموتٍ بطيء   وأعلنت اليوم عن أنتشار حالات أغماء بين المضربين عن الطعام ، وبدى على أغلبيتهم الأعياء لدخولهم اليوم 29 ولا أذانٍ صاغية من سلطات القمع الأسرائيلي ولا من المنظمانت الأممية في هيئة الأمم المتحدة ، وتظامناتٍ خجولة من هنا وهناك .
أخيراً/ أكد الأسرى أن روح التحدي والحياة والمقاومة ما زالت تسري في أوصال الحركة الأسيرة وهي اليوم موحدة وأن زيادة الضغط الذي تمارسهُ أدارات السجون ومن خلفها الأحتلال سيولد أنفجارات قد لا تتوقف عند حدود معركة " الأمعاء الخاوية " ولن تتراجع أبداً عن حقها وكرامتها حتى تنال حريتها المسلوبة .
وحقا أن هذا الشعب لن يموت مادامت الجنائز تخرج من الزنازين المظلمة إلى مقبرة الأحياء في الرملة المنوّرة ، طوبى لهم أنّهم رموز معركة الحرية الحاملين أكفانهم كاتبين عليها : وصاياهم الموت للطغاة والحياة للشعوب الحيّة المناضلة لكسر القيود ----
المجد كل المجد لأسرى الماء والملح الذين يكتبون اليوم أسطورة جيفارا الغريب في فضاءات جغرافية فلسطين بالأضرابات المفتوحة   للأمعاء الخاوية ------وألف تحية لصمود الصامدين في أرضهم ، وتحية أكبار لدموع الخنساوات الفلسطينيات وهنّ يعزفن لحن الثورة الكوبية لفلسطين العربية
*كاتب وباحث سياسي عراقي مغترب
 

130
 
ماكرون/رؤية تحليلية في أبجديات تجليات الفوز
*عبدالجبارنوري
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الأثنين 8-5-2017 : أن "أيمانويل ماكرون" عن حزب إلى ( الأمام ) الوسط أنتخب رئيساً للأليزي للجمهرية الخامسة  في فرنسا ب 06 -66 % من أصوات الناخبين المقترعين ، وحصول (لوبان )عن حزب اليمين المتطرف 9 – 33 % وكانت نسبة المشاركة 30 65 %     .
أبرز تجليات المناخ الأنتخابي
*الذين يهمهم فوز ماكرون هم تحالف الكارتلات المالية والبنكية المستثمرة ، والنيولبراليون ، والعلمانيون المدنيون ، لقي ترحيبا وتأييداً أجماعياً  من جميع الدول الأوربية وأسرائيل والمنظمات اليهودية الفرنسية والجاليات المسلمة في فرنسا كل ذلك الحب والود من أجل الحفاظ على وحدة أوربا في منظمة الأتحاد الأوربي الآيلة للنكوص  بعد الشرخ الذي تركهُ الأنكليز في طلاقهم الكاثوليكي، وليقفوا سداً منيعاً أمام الراديكالية الفرنسية في تسارع اليمين القومي الراديكالي العنصري في عموم أوربا وبالذات في فرنسا .* أنخفاض شعبية الأحزاب التقليدية الفرنسية بعد أن تضجر منها الشعب الفرنسي ، وأنهيار شعبية اليسار التقليدي ، وتورط اليمين اللبرالي في صفقات فساد مالي وأداري ، فأذاً هو صنيعة الطبقة الحاكمة .* ظهور تيارات تتدافع بشكلٍ مفاجيء في عموم الغرب الأوربي مثل: اليمين القومي- الذي ينادي بالخروج من الأتحاد الأوربي وفوز ترمب في أمريكا والهجوم على العولة وبرنامجهُ ضد المهاجرين وأمريكا أولاً .* وكان لبعض الأسباب في فوز ماكرون هي : أنهُ جرّب السياسة وهو وزير أقتصاد ، أنّهُ مع الوحدة الأوربية وأحلامها ، أنهُ أول مسؤول يعترف بهمجية فرنسا المحتلة للجزائر .* أحتل الوسطية لتيارسياسي فرنسي جديد يخلع جلبابهُ العتيق الذي لم يعد يلائم تحديات العولمة  الحداثوية .* وصول هذا الشاب ذو 39 عام لتجديد مباديء روسوفي الحرية والأخاء والمساواة ، * وكان خطابهُ الأنتخابي ديماغوجيا بأمتياز في أطلاق الوعود التأملية في كسب عرب شرق البحر المتوسط وجنوبه وكذا في كسب ود اليهود وأعلانهِ عدم الخوف من الهجرات الأجنبية ، * طرح برنامجاً شاملاً معتدلاً ملامساً التحديات الحالية كأصلاح التعليم الأبتدائي والتخفيف من حدة البطالة المستشرية ومحاربة الفساد الأداري والمالي والضغط على الأنفاق ومحاربة الأرهاب بقوة في كل مكان وخاصة في العراق وسوريا وقبول الأمر الواقع في وضع المهاجرين بعدم أعتبارهم عائقا بل بالعكس أعتبرهم عامل نمو أقتصادي والذي أفرح مستشارة ألمانيا ميركل جدا جداً  .
أخيراً/ لنرى الصفحة المضببة والمشوشة لهذا الفوز : أن الترحيب والأستحسان والتناغم الذي أجتاح الوسط الفرنسي والدولي والعربي لفوز " ماكرون " برئاسة الجمهورية الفرنسية الخامسة كان عيارها ثقيلاً ومبالغاً في أطلاق العواطف والآمال !!! تبدوا بعض فقرات الفوزالحلوة بطعم ( المُرْ ) مثل ------
1- أرى في فوز ماكرون الشاب حليفاً  استراتيجياً ونصيراً لأمريكا في الأبتزاز والمشاركة في السيطرة على مصادر الطاقة والأستعمار لكونهِ يحمل موروثات أجداده في التوسع والأستحواذ على العالم القديم في أوربا وأفريقيا  ، وأن ماكرون متفاهم مع هذا الحليف بأن السعودية وقطر يرعيان الأرهاب لوجستيا وعسكريا وماليا ، وأعتقد جازماً أنّهُ يرحب بصيرورة المحاور التي فرضت نفسها كواقع حال في الشرق العربي ( محور أيران روسيا سوريا لبنان حزب الله مقابل أمريكا وتركيا والسعودية وناتو الخليج وناتو الأوربي فأختار لفرنسا المحور الأخير .* أستبعاد اليمين واليسار من الدورة الأنتخابية الثانية للمرّة الأولى منذُ أكثر من 60 عام:
2-أئتلاف النيولبرالية مع العنصرية في حملتهِ كانت لها تجارب سابقة  بضلال مريرة سوداوية في حكومة بلجيكا وكيف حاربت المهاجرين بشكلٍ همجي ومتطرف ، وكذا في حكومة البرتغال النيولبرالية والعنصرية عندما أغلقت الحدود أمام موجات اللآجئين وجعلتهم معلقين في العراء ولآكثر من شهر ، أذا ليست ( لوبان ) وحدها من تريد طرد اللآجئين ، ومعنى هذا أن حكومة لوبان العنصرية فيما قُدر لها أن تفوز مكملة للأحزاب النيولبرالية العنصرية كحزب ماكرون الوسط وسركوزي وهولاند الأشتراكي الأنتخابي . 3- أن تصويت اللوبيات الأستعمارية لمايكرون يعني أننا لا نستبعد أئتلاف ماكرون مع لوبان في المستقبل القريب لتقاسم الأدوار في السيطرة على مقدرات الشعب الرنسي بحجة حماية الشعب من الأستغلال .4- علماً أن أشتراكية ماكرون ليست أشتراكية علمية هادفة ملتزمة وواقعية التطبيق على الخارطة والتي طُبقتْ في الأتحاد السوفياتي بنجاح مذهل بل أنّها أشتراكية بورجوازية متهافتة فاشلة  تنحو لتفاوت طبقي مرعب ويعمل على أيجاد التوتر والأمراض واللهث وراء السلع الأستهلاكية .5- وأن ماكرون لا يختلف عن بقية القادة الذين يحملون من أرث اولئك الأجداد الذين أستعمروا وأستعبدوا مناطق شاسعة في العالم القديم ، وأجتاحوا أراضي أوربا كنابليون بونابارت ، فكانت تلميحات ماكرون الغزلية التناغمية واضحة في خطاباته الأنتخابية الموجهة لترامب بغية مشاركة أمريكا في السيطرة على مصادر الطاقة في الشرق ..
ويمكن أستثمار الوجه الشبابي التكنوقراط والمستقل  للتجربة الفرنسية في العراق لأزاحة الشيخوخة المترهلة التي عادتْ الديمقراطية والحداثة الغارقة في الفساد الأداري والمالي بطفيلية أمتصتْ دماء الشعب العراقي حد البلازمة  ------
*كاتب وباحث عراقي مغترب

131
 
التجربة التنزانية --- للأيجار!!!
*عبدالجبارنوري
توطئة / حرمانات كوميدية صرنا نكابدها ونعايشها ونحن مرغمين – منبوذين ، ما زلنا نفتشُ في المعاجم القديمة عن كذبة كبيرة كبيرة تدعى الوطن ، وأني أرى وطني مصلوباً على حائط الكراهية أو ككرة الثلج وهي تنحدر بسرعة رهيبة نحو سحيق  الهاوية حيث الثقب الأسود ، والغريب الجديد أكتضاض المنافي بهذا الوطن المنسي ، وكما يقول نزار قباني ( فالجميع مواطنون دون وطن ، مطاردون على خرائط الزمن --- موتى دونما كفن) ، والأغرب في عالم " غيتس " الأبله أنه لم يكت شف جغرافيتنا ولا تأريخنا كان تصريحهُ اللئيم :لقد ألقي القبض على وطنكم المقتول وأطلق سراح القاتل ، فهو الوطن الوحيد الذي تشتت بين خرائط العالم ذات النفق الواحد بنهاية مغلوقة معتمدة وهي نهاية مأساتنا التراجيدية وتبدو وكأنّها تفتقد مسك الختام --- بل محرّمٌ عليها .
العرض/ أن أوجاعنا المزمنة ربما بقدم وعراقة هذا الوطن المستباح - منذُ تأسيسه المشؤوم حتى المحتال " بريمر " -  يدفعنا للبحث عن الخروج من الوحل الأمريكي ، أو ربما البحث عن تلك القشة المنقذة بالأستعانة في أستنساخ بعض التجارب العالمية الناجعة مثل (التجربة التنزانية الرائدة ).
جمهورية تنزانيا الأتحادية تقع في شرق وسط أفريقيا ، تشرف على المحيط الهندي من الحدود الشرقية ،  هي أفريقيا ---ببشرتها السوداء وقلبها الأبيض ، لا تفتأ أن تذكرنا بتأريخ مضيء وآخر مظلم ، وتستحضر أمامنا أرواح أولئك المناضلين الذين تحدوا الأستعمار والعنصرية بصدورٍ عامرة بالتضحية أمثال( لومومبا ومانديلا  ) .
الرئيس" جون موغافولي"John Magufuli 1959تولى السلطة عام 2016محبوه يلقبونهُ ب ( البلدوزر) وصاحب المكنسة الذي أضاف لسجلهِ الحافل بالنظافة عندما كان وزيراً للأشغال العامة ، وأستمر بعد أستلامه الرئاسة في حمل شعار ( المكنسة ) حيث ينظّمْ لآلاف المواطنين في حملة لتنظيف شوارع العاصمة " دار السلام" بالتزامن مع ذكرى أستقلال البلاد ، ورحب المواطنون بمكنسة " ماغوفولي " في تطهير الفساد المستشري في البلاد منذُ عقود ،  كثيراً ما أشتهر بزياراتهِ المفاجئة لمواقع تشييد الطرق لكشف أنشطة الفساد ، وأنتشرت أخبارهُ عبر التواصل الأجتماعي وتويتر ووسائل الأعلام في نشر ثقافة المواطنة والتقشف ومحاربة الفساد ، ونهجه في تخفيف حدة الأنفاق الغير ضروري ، ويركز على الأصلاح وتوفير الخدمات ، وتعزيز تحصيل الأيرادات وشعارهُ المثل السواحيلي : { أذا أردت تنظيف الدرج فعليك أن تبدأ من الأعلى } لذا رحب التنزانيون بالتدابير المبتكرة التي أنتهجها الرئيس الجديد " جون ماغوفولي " في مكافحة الفساد تلك الحملة الوطنية لأجتثاث الفساد الأداري والمالي والتي كسبت الأستحسان ليس من داخل تنزانيا فقط أنما عبر القارة الأفريقية حيث يبشر عهدهُ (بنموذج) يحتذِي بهِ غيره من القادة الأفارقة بالرغم من أنهُ لم يمضي في منصبه شهرا واحدا ، وفي أول يوم لهُ في السلطة ، نظّم زيارة مفاجئة لوزارة المالية حيث وبخ وعاقب موظفي الخدمة المدنية الذين لم يكونوا في مكاتبهم ، كما أنهُ ألغى مظاهر البذخ في الأحتفالات يوم الأستقلال لتوفير الأموال لشراء أسرّة للمستشفى العام في تنزانيا ، وحظر السفر إلىى الخارج لجميع موظفي الحكومة ، وفي زيارة مفاجئة غير معلنة عنها للمستشفى الرئيسي للدولة وجد المرضى ينامون على الأرض فأقال على الفور مدير المستشفى وحلّ مجلس أدارته ، وزيارة أخرى مفاجئة أيضا لميناء دار السلام وأكتشف تجاوزات ضريبية كبيرة تصل إلى 40 مليون دولار مما جعل رئيس سلطة تنزانيا قيد الأعتقال جنبا إلى جنب خمسة  من كبار مساعديه في أنتظار تحقيق جنائي ، ونالت تدابيرهُ الجذرية الأستحسان والثناء والتقدير من معارضيه ، حيث قال حزب التحالف من أجل التغيير : لقد بنينا معارضة قوية قائمة على أساس أجتثاث الفساد ، والآن لدينا رئيس قرر الأنظمام ألينا --- فلماذا نعارضهُ؟؟؟
ومن أقواله : أن لا شيء يحمي الدولة من الخراب سوى سياسيين صادقين في العمل وفي الأعتراف بالتقصير في الصح والخطأ ، راتبهُ الشهري ( 3 -4 ) اربعة آلاف دولار أي ما يعادل بالدينار العراقي خمسة ملايين دينار في الشهر  - بينما تشير مصادر عراقية مطلعة إلى أن الرئاسات الثلاث تكلف رواتبها خزينة الدولة العراقية مبلغا يتجاوز 15 مليار دولار سنويا وهو ما يتجاوز ثلاثة أرباع  ميزانية تنزانيا البالغة 2-22 ملياردولار سنة 2016 وتتجاوز ميزانية دولة مجاورة - وهذا التفاني والأخلاص وحب الأوطان أوصلت " جمهورية تنزانيا إلى مصافي الدول المتقدمة في وضوح الدولة المؤسساتية وفصل السلطات الثلاثة والقضاء العادل والتعليم الشامل وتقزيم البطالة وحفظ المال العام بأستعمال القبضة الحديدية في محاسبة أي كان من رموز الدولة بدون أستعمال { عفا الله عما سلف }وقد يعزوا بعض الخبراء الأستراتيجيين هذا التطور ولعقدٍ من الزمن ألى :
1-أزدهار فكرة التعايش الديني والأثني . 2- لم تسمح الحكومة لترسيخ مبدأ القبلية بقدر ما بذلت جهداً مضنياً في تعزيز هوية المواطنة .3- التناوب بين المسلمين والمسيحيين في تداول السلطة ، بأتباع " النهج " التوافقي الديمقراطي الذي يعتبر حامياً لذلك التعايش الديني والأثني . 4- شمولية التعليم وبشكلٍ عادل . 5- محاربة التطرف والأرهاب ولم تنصاع لأملاءات الغرب في هذه المسألة الخطيرة . 5- لم تتورط تنزانيا في المستنقع الصومالي . 6- قيام الرئيس التنزاني الحالي بحملة أعتقالات دون هوادة لأرهابيين تنزانيين متشددين عابري الحدود الصومالية بهدف الأنظمام لحركة الشباب الأرهابية الجديدة . 7- أصبحت تنزانيا دولة مستقرة بفضل تلك التدابير الوقائية ربما ستشكل سدا منيعا أمام أي أنزلاق تنزاني نحو صراع عرقي أو ديني في المستقبل .
أخيراً/ حكاية واقعية لها (مغزى) مع العنوان : يقول أحد أبنائي : عند قبوله في كلية الصيدله في مدينة أوبسالا /السويد ، عندهم عادة جامعية أن يلقي عميد الكلية على الطلبة محاضره تعارف في الوعظ والأرشاد والتشجيع ، عند نهاية اللقاء قال العميد الدكتور وهو يخاطب الطلاب ، خرجت أمس مع كلبي( مولا) في نزهة علمتهُ اللغة السويدية ، مما أثار الضجة والعجب في القاعة ليسألهُ أحد الطلاب هل تعلم يا دكتور ؟ أجاب ليس من الضروري أن أعرف تعلم أم لا ، فأذا تعلم فهو جيدومفيد ،  وأن لم يحاول أن يتعلم سوف يبقى كلباً غبيا  لم يطوّر نفسهُ -------- !!!
*كاتب  وباحث سياسي عراقي مغترب

132
خصخصة الكهرباء/ هو ترويض " لثقافة الترشيد"
*عبدالجبارنوري
جراحات العراق كثيرة وعميقة وثقيلة ربما بوزن وجوده الأزلي منذ الأستاذ كلكامش لحد بريمر شريف روما ، وربما أقساها ألماً " مشكلة الكهرباء " التي دفعت بلعابة الصبر أن تنتحر ، كاتبة عذاباتها على بوابة بغداد رائعة أم كلثوم { للصبر حدود – ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود ، ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت ، لقيتني وأنا بهواك – خلصت الصبر معاك }
الكهرباء هو بالتأكيد الشريان الرئيس لكل مفاصل الحياة ، وأنهُ الداينمو المغذي لها ، بل أوكسجين رئة الدولة ، وأصبحت المشكلة العصيّة على الحكومات المركزية المتعاقبة منذ 2003 ناشرة تداعياتها المرّة خلال 14 سنة عجاف عاقدة حلفاً  غير مقدس مع حرارة جهنم العراق 60 درجة مئوية ومع زمهرير أسكندنافيا تحت الصفر ، والحكومات ا لعراقية  المتعاقبة بعد الأحتلال البغيض عاجزة في مواجهة أزمة الطاقة المفتعلة بالرغم ما تمّ أنفاقه من المال العام بحوالي 37 مليار دولار ، لعمري أنها ميزانية ثلاثة دول مجاورة ، وثمة هذيان أنها تبني مليون شقة سكنية ، و20 مستشفى تخصصي ، و10 آلاف مدرسة ، وتعيد أحياء مصانعنا المقفلة ووووو لك الله يا عراق وتبقى الحكومة في موضع الأتهام بجعل العراقي يتحسر ويقبل اللجوء في المنافي ويتجرع كأس الغربة بموت بطيء كل يوم .
وثبت للقاصي والداني أن وزارة الكهرباء من أفسد الوزارات  تاتي بعدها على الترتيب الدفاع والتربية ، ومن أغرب العجائب أن تكون خلية الأزمة خارج العراق وفي عمان ( ناكرة الجميل ) لكونها مزاد علني لبيع الشرف والغيرة الوطنية في بيع وشراء الوزارات السيادية في فندق فور سيزن  لمن يدفع السقف الأعلى في المزاد ، أضافة إلى خضوع وزارة الكهرباء للمحاصصة الطائفية ، وتغافل تلك الحكومات عن البحث عن بدائل الطاقة .
والحق يقال أن المسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة ، فهذه سلبيات المواطن في مواجهة الأزمة :
1-غياب ثقافة الترشيد في أستهلاك الكهرباء وهو معطيات غياب ثقافة المواطنة ، بأقتناء الأجهزة الكهربائية بشكل مسرف ومفرط حيث لا يكون غريباً في منزل مساحته 100م2 أربعة سبلتات وثلاثة ثلاجات وأكثر من تلفزيون عملاق وغسالات ووووو --- .
2- التجاوز على خطوط النقل والتوزيع .
3- الأمتناع عن تسديد فواتير الطاقة المستهلكة من قبل مؤسسات الحكومة والمواطنين .
4- البناء العشوائي الذي يقف وراءه بعض المسؤولين لأغراض أنتخابية .
5 – تجاوز بعض المحافظات على حقوق المحافظات الأخرى وأستحقاقاتها لحصة الكهرباء ، حسب قوة الكتلة التي تحكم .
6- تلاعب أصحاب المولدات بسعر الأمبير الواحد .
ولماذا لا نتعلم من الشعوب المتقدمة حضاريا بل نقلدها فقط بهوامشها ، فلننظر إلى الشعب الياباني في أيام " التحدي الثلاثي " سنة 2011 في شهرٍ واحد تسونامي وزلزال وتسرب المفاعل النووي في ( فوكوشيما ) ، علما أن الشعب الياباني متمرس بثقافة الترشيد والتي هي جزء مهم من ثقافة المواطنة ، فهم متعودون على تمرد الطبيعة فيلزم على الياباني طواعية التأقلم والمعايشة مع تلك النكبات وأحتواء آثارها ، حيث أن الحكومة لم تطلب منهم ترشيد أستهلال الطاقة بل بالعكس خفضت سعر الأمبير الكهربائي ،بيد أن الشعب ارفع فيشة كهرباء المنزل وأستعاض عنها بالتورش اليدوي ، وألغاء الطبخ والتعويض عنه بالوجبات السريعة كل ذلك لأجل توفير الكهرباء لرياض الأطفال والمشافي ، مع حكومة تتقن فن أدارة الأزمات وهو فرع تخصصي يدرس منهجيا في الجامعات اليابانية وكذلك في جامعات العالم ، ولم تعتمد الحكومة على أستيراد المصادر التقليدية للطاقة كالنفط والغاز الطبيعي في مجال توليد الطاقة الكهربائية بل أتجهت إلى البدائل توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية ، ولم تقصّر حكومة الحزب الديمقراطي في معالجة الأزمة في 2011 ولكنها قدمت أستقالتها خجلاً من الشعب وخسرت أنتخابات 2013 ، لكونها أعترفت بالتقصير !!! .
وأخيرا / أجد من الضروري خصخصة الكهرباء للقطاع الخاص – ولو أن فكرة الخصخصة ضد نهجي اليساري ولكن للضرورة أحكام -  والذي جعلني أن أكتب في هذا الموضوع الحساس مرة ثانية هو الأعلام السالب والمغرض في تضخيم الأمور لنشر البلبلة والفوضى في الداخل العراقي وهو نهج الرتل الخامس ، وأضع أمام المنصفين الذين لديهم ثقافة المواطنة تسعيرة الكهرباء للحكومة في 1-1-2016 لكي نثمن دورها في علاج هذه المشكلة المستعصية  هي تسعيرة مناسبة وعادلة : { تضمنت من 1- إلى 1000 وحده بسعر 10 دنانيرللوحدة أي بسعر عشرة آلاف دينار ، ومن 1 إلى 1500 وحده بسعر 20 دينار للوحدة بقيمة 20 ألف دينار ، ومن 1 إلى 2000 وحده تكون قيمتها 40 ألف دينار ، --- وهكذا 30 أمبير بقيمة 80 ألف تصاعدية مع زيادة الأستهلاك ، وللعلم أن مسألة الترشيد في الأستهلاك مسألة حضارية متبعة في جميع الدول الغربية .
*كاتب وباحث عراقي مغترب


133


 
أردوغان/ " نعم " لبداية النهاية !!!
*عبدالجبارنوري
الأستفتاء يوم الأحد الماضي 16-4-2017 فاز فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعديلات الدستورية بفارقٍ ضئيل حيث تقدم معسكر " نعم " على معسكر " لا " بفارق 25-1 مليون صوت وأظهرت النتائج وفق وكالة الأناضول التركية نسبة التأييد للتعديلات الدستوري بلغت 32 /51 % فيما بلغت نسبة الرفض 68/ 48 % وذلك بعد فرز 40/ 98% من الأصوات المدعوة للأدلاء والبالغة 3/55 مليون ناخب ، بالتأكيد أنّها صلاحيات غير مسبوقة ومعززة ومشرعنة حسب نتائج الأستفتاء الحكومي المزعوم ، وأنتهى الجدال المستمر منذ 200 عام ، والمزمع تنفيذها عام 2019 والذي حدد تحول الدولة التركية من نظام برلماني إلى نظام رئاسي ، مع تمتع رئيس الدولة بصلاحياتٍ واسعة ٍ جداً ، ألغاء صلاحيات رئيس الوزراء مع ذهاب صلاحياتهِ لرئيس البلاد  من حصة رئيس الدولة تعيين الوزراء وكبار رموز الدولة ، حصر فيتو ( الطواريء ) بيد رئيس الدولة بدون الرجوع للبرلمان ، ويحق لهُ أعلان أنتخابات مبكرة للرئيس والبرلمان ، زيادة عدد النواب مع خفض شرط العمر . أطالة حكم الرئيس إلى 2029 .
ولاحظتُ في تعليقات الكثير من داعمي أردوغان هذه النقاط : 1- الكثير ممن يصفقون لداعش من سياسي الدعشنة هم من المحتفلين والمرحبين بهذا الفوز الغث . 2- يهاجمون الديمقراطيين والمدنيين بضراوة وشماتة بدون رد منطقي . 3- وكلما أنتشرت علامات النزعة الدكتاتورية والسلطوية لأردوغان أرتفع ( بوّق ) أعلامهم : ما دام في رؤساء العرب دكتاتوريين فلم لا يكون أردوغان دكتاتوراً ً؟ . 4 – أن هذا الفوز جاء من الريف التركي الساذج والولاء لعثمةالماضي ، بينما كانت المدن الكبيرة كأسطنبول وأنقرة وأزمير والمدن الأخرى عارض سكانها تلك التعديلات الشخصية المفصّلة على مقاس إردوغان .
يظهر أن هذا الرجل مشبع حد النخاع بشوفينية العثمنة المتزمتة من موروثات أسلافه سلاطين أيام زمان ، بدأ مسيرتهُ السياسية مع المتشدد الأصولي الداعشي " عبدالله غول " وشاركهُ في تأسيس الحزب الأخواني " التنمية والعدالة " الذي هو الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة ، فكان أنقلاب يوليو 2016 الورقة الرابحة لأردوغان بل فرصة العمر ليمسك البلاد بيدٍ من حديد في تنظيف الدولة والجيش وتجريدهما من الولاء التأريخي لعلمانية كمال أتاتورك ، لذا طبق حصاراً مفرطا وبميكافيلية شديدة ليشمل معارضيه وخصومهُ السياسيين وتمشيط الميادين السياسية والأعلامية والبرلمانية والحزبية والعسكرية والأمنية والأقتصادية والتعليمية والقضائية ، فتشبه بهتلر وموسوليني وصدام ونيرون روما وفرعون مصر وفرنكو أسبانيا وباتيستا كوبا الذين جعلوا من الأستبداد والطغيان مساراً ونهجاً لبقائهم ، وبهذا النهج الأردوغاني يعتبر توجيه أكبر أهانة للمؤسسة العسكرية منذ مئة عام وسوف يثأر لكرامته المهانة عاجلا أم آجلا.
تداعيات وتجليات الأستفتاء/*من نزعات الدكتاتوريين التسرع وعدم الحساب للمستقبل القريب والبعيد مقترنة أحياناً بالهلوسة والهذيان ليمسك بصناديق الأقتراع بيد والتصفية والتطعير التعسفي بيد آخر والضرب الغير مسموح تحت الحزام – خاصة بعد الأنقلاب العسكري المزعوم- لكي ينتزع الشرعنة وبأية طريقة كانت وحتى في ظروف تركيا اليوم المليئة بالتعقيدات .**أنقسام تركيا على نفسها طوعاً لنتائج الأستفتاء إلى علمانيين في الحضر التركي حسب علمانية أتاتورك الأوربية وتابعين بدون رأي في الريف التركي وهم بالأصل متدينين ومتأثرين بتقاليد ذكوريّة أبويّة .***زادت في تعقيد العلاقات مع الأكراد وبصراعات سياسية مزمنة حادة تأريخياً . ****فشله في تصفير العلاقات مع دول الجوار لا بل أدخل تركيا في بؤرة أزمات العراق وسوريا ومصر لتلوثه بداء العظمة سايكولوجياً بعد الفوز المرْ .** * تأثر العلاقات التركية الدولية وخاصة الألمانية والهولندية والأتحاد الأوربي بردود أفعال متباينة سريعة وعلى نار هادئة والتروي في أعادة فلترة تلك العلاقات ووقف المفاوضات الساعية لدخول تركيا للأتحاد الأوربي.***. تقدم معسكر نعم المؤيد للتعديل الدستوري سوف يوّسع من صلاحيات أردوغان فهو مشروع خلافة للمسلمين تحت حكم السلطان أدوغان . ** * وكانت نتيجة الأستفتاء: هي فوبيا أردوغان من الديمقراطية وحقوق الأنسان والقساوة المفرطة على الشعب التركي يجعل من أصوات المعارضة أن تحكم عليه بأنهُ ليس تركيا!!!. ***وأن الملايين من الأتراك صوتوا من أجل دعم الديمقراطية في تركيا بالرغم من الأجراءات التعسفية والأعتقالات والتضيق على الصحافة .***وأن الفارق الضئيل في الأستفتاء يعني أن الشعب التركي (حي) وأن هناك من يقول للسلطان أردوغان " لا ".***أعتراضات حزب الشعوب الديمقراطية الكردي طعن بنزاهة الأنتخابات ، وهم بصراعات سياسية تأريخية متأزمة تنتظر الحل وليس التعقيد .***طعون المعارضة التركية وأتهام الحكومة بالتزوير والتدليس وتقديم شكوى ألى المحكمة المختصة برقابة الأنتخابات. *** ضياع أمل تركيا في الأنظمام للأتحاد الأوربي وألى الأبد حيث كتبت صحيفة ( هوفينفتون) الألمانية كتب في عمودها ( كلوكنز ) في يوم أعلان النتائج : أن باب الأنظمام أوصد بشكلٍ نهائي ، والمساعدات المالية لمرحلة قبل الأنظمام تعد الآن في حكم الملغاة ، وأن أعضاء الأتحاد يطرحون سؤالا:كيف يمكن أن نورّد معدات التسليح ؟ لمثل هذا البلد الذي لا يمكن التنبؤ بسياسته داخلياً وخارجياً.
أخيراً/ أن العديد من الخبراء السياسيين والأستراتيجيين منهم الأكاديميين الأتراك ، والذي نقرأهُ في سياسة وأقتصاد تركيا والتركيبة السايكولوجية المضطربة والسادية والمتشددة الراديكالية { أن الجمهورية التركية قد أقتربت من نهايتها من حيث نظام الحكم والمباديء التي تقوم عليها ، وأن يوم 16 أبريل هو بداية النهاية كونه يوم شُرّع فيه لحكم الفرد ، معتبراً أن هدف حكومة حزب العدالة والتنمية في البلاد هو تصفية الحساب مع مباديء الجمهورية التركية التي تأسست عام 1923 ------
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
 
 

ا

134

 
العلمانيّة / قنطرة العصرنة الحداثويّة
*عبدالجبارنوري
المقدمة / الحرية بحسب معناها الأشتقاقي هي عبارة عن أنعدام القسر الخارجي ، والأنسان الحر هو من لم يكن عبداً أو أسيراً .
العرض / العلمانية Secularism هي نظام فلسفي أجتماعي أو سياسي في فصل الدين عن السياسة ، وتهتم بالأساس بأدارة حياة الأنسان على الأرض ، وأنهُ لا يرفض الدين كما يدعي البعض من المتطرفين ، فالفرد من أصل نشأته بحاجة روحية ماسة وضرورة وجود (للوطن والدين) لأن شعور الأنسان الفطري متعلق بين قطبيهما يعزفان معاً أروع قصائد الأبداع في ملاحم ترجمتها ، أنها وليدة الحداثة فهي ظاهرة بديهية وطبيعية في تغيير الأفكار بتغيير الأزمان فهل تبقى الأنهار كما هي عند المنبع ونهاية المصب ، ففي نهايات العشرينات القرن الماضي عند النظر إلى العراق مثلاً لا الرجال هم الرجال ولا الأفكار هي الأفكار بفضل تراكم التجارب وثراء الخبرات !!! إذن تكون العلمانية من معطيات وتجليات الحداثة التي تعني : بناء ومادة وتكنلوجيا عبر مقتربات تنمية أجتماعية وأقتصادية وسياسية تصنع الأنسان وتستشرق المستقبل بخطى واعية ونظرة حصيفة وقدرة على الأبتكار بدون قيود وتكون لها رافعة واحدة هي التعليم ، وأن الدولة الحديثة تقوم على أساس حقيقة المواطنة ويكون محورها الفرد لذا سيكون أثمن رأسمال لكونه هدف النظام السياسي الحديث وصانعهُ وصائغهُ ، يكون المواطنون فيه مصدر السلطات دون تدخل ، الأبتعاد والتحرر من فلسفة اللاهوت السياسي ومحاكم التفتيش والنظم الخلافوية ، وأن العلمانية لا تعمل على رفض الدين كتنزيل سماوي وكظاهرة أنسانية  بالغة الأهمية  ولا تدعو إلى عدم التديّن ليس هذا هو هدفها ولا غايتها أنما يتساوى الجميع في حق المواطنة وفي أراداتهم التي تتكوّن منها الدولة ، وتقوم على أساس العقلانية التي آثر المفكرون اللبراليون الدنيويون بتسميتها بالعلمانية كما يقول أبو العلاء المعري في هذا البيت الشعري ( ضلت الناس لا أمام سوى العقل هادياً في صبحه والمساء ) ، وأن أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود للقرن الثالث عشر في أوربا عندما دعا " مارسيل البدواني " في مؤلفه (المدافع عن الأسلام ) إلى الفصل بين السلطانت الزمنية والروحية ، وأستقلال الملك عن الكنيسة في وقتٍ كان الصراع الديني الدنيوي على أشدهِ ، وقد تشابه بالصراع الذي حدث بين خلفاء بغداد وخلفاء القاهرة ، وبعد قرنين من الزمن أي خلال عصر النهضة في أوربا كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت ( غيوم أوكامي ) حول أهمية فصل الزمني عن الروحي ، وأن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري ألا في القرن 17 ولعل الفيلسوف ( سبينوزا ) كان أول من أشار اليها أذ قال : أن الدين يحوّلْ قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية وأضاف أن الدولة كيان متطور وتحتاج دوماً للتطوير والتحديث عكس الشرائع الدينية الثابتة ، وأن قوانين العدل الطبيعية الأخاء والحرية والمساواة وحدها مصدر التشريع .
القيم الروحية في العلمانية / أظهرت فكرة العلمانية وتطبيقها فوائد وتجليات أيجابية في أبراز معطيات الأنسنة وتكريس مبدأ السلم العالمي مثل أحزاب الخضر في الغرب الذين يدعون إلى دفن المخلفات النووية ومتابعتها بشكلٍ طوعي ، وأطباء بلا حدود ومتطوعون أغاثة في مناطق الحروب والمناطق الموبوءة بالأمراض السارية والأنتقالية ، وفلاسفة علمانيون أدانوا الحروب وهاجموا رؤساء أمريكا أمثال " برتراند رسل " وسارتر ، وأنشتاين بالرغم من أنهُ موسوي الديانة ، وسيجموند فرويد رفض وعارض قيام دولة أسرائيل كوطن لليهود في أرضٍ ليست لهم .
أسباب الأنتشار الواسع للعلمانية / في نهايات القرن العشرين أصبحت العلمانية من المصطلحات والنظم الفكرية المنتشرة على نطاق واسع ، حيث ظهرت أول أفكارها في فرنسا عام 1879 وأصبح غالبية النواب في البرلمان الفرنسي من العلمانيين ، وتمّ الأعتماد على التشريعات المدنية بدلاً من التشريعات الكنسية للحد من تدخل الكنيسة في شؤون الدولة ، ومن ثُم ظهرت العلمانية في أسبانيا في ظل الحكم الجمهوري في الفترة الزمنية بين 1866 – 1876 ، وفي منتصف التاسع عشر للميلاد أصبحت المكسيك أول دولة في قارة أمريكا تعلن تطبيق العلمانية للدولة ، وأنتشرت بعدها إلى تركيا مع حكم أتاتورك ، وأنها عبرت  البحار والمحيطات لتسكن الولايات المتحدة الأمريكية ، وجميع دول أمريكا اللاتينية ، وحتى في آسيا لم نسمع عن دولة دينية ، ولم تقتصر العلمانية على الدول الغربية بل وصلت أفكارها إلى العالم العربي التي أعتمدت  القومية واللغة بدلا عن الدين ، فعجلت حوافز ومستجدات إلى ضرورة أستخدام هذا النمط الفكري العقلاني في ديمومة الدولة المدنية الحديثة :
أولا/ فشل نظرية التفويض الألهي والدين السياسي والحكم الراديكالي على مستوى التطبيق النظري أبتداءاً من الحكم الكنسي في القرون الوسطى ثم تبعهُ فشل الحكم الخلافوي الذي لم يستوعب جميع الفئات والملل ثم جربوا حظهم  في الأخونة في حكم مصر ولم يأخذ من العمر أقل من سنة ليلفظ أنفاسه وإلى الأبد لوقوع حزب الأخوان الحاكم في فخ عبودية ولي الأمر والتشدد السلفي ونتيجة مزج الدين بالدولة السياسية وتغليفها بفتاوى الظلالة الوهابية والتيمية لآل سعود ظهور التيار الأرهابي التكفيري بأسم تنظيم الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام والتي مختصرها ( داعش ) محتلة أجزاء من العراق وسوريا وتكفير الجميع بما فيهم المسلمين والمسيحيين والأقليات بل وشعوب دول الغرب تحت شعار هوس خرافي عتيق قبل ألفٍ ونيُف من السنين الغابرة فكانت من معطياتها الحروب والمجازر والأرهاب والدماء وهتك الأعراض والقتل المجاني في كل بقاع العالم والذي هزّ وأربك المجتمع .
ثانياً/ المحفزات التأريخية في الثورة الفرنسية 1791 إلى أعلان شعار حقوق الأنسان والمواطنة والحرية والمساواة وأن الدستور ضمان التعبير عن طموحات وأرادات المجتمع الأنساني وأن الأنسان لا يمكن أن يكون حراً ألا في مجتمع ، فليس للأنسان حقوقاً ألا بوصفهِ مواطناً ، ولا مجال للأعتراف بسيادة تستند إلى الحق الألهي ولا تستند لسيادة الشعب ، أذ لا علاقة مشتركة بين الناس جميعاً غير العلاقة المشتركة غير القابلة للأنفصام بين كينونتهم البايلوجية وصيرورتهم الأجتماعية وهذا هو أساس الدولة ، فجاء في المادة -1- من الدستور الفرنسي ( يولد الناس ويعيشون أحراراً ومتساوين في الحقوق ) .
ثالثاً/ نجاح تطبيقها الواسع في الدول الأوربية في أبراز مظاهر العلمانية في الحياة اليومية في الفكر والحياة للحكم والتشريع ، والتربية والثقافة ، والأنثروبولوجيا والأخلاق ، وقد كانت لعصر التنوير عصر النهضة الأوربية أثرا بالغا في سعيها إلى العلمانية بالتبشير إلى تحقيق تلك الأمنية السعيدة الآخروية في الحياة الحالية .
الخاتمة / من أجل المواطنة الحقة والسلم الأجتماعي ---- العلمانية هي الحل ، وما أجملها من أيام أن يكون الدين للديان والوطن للجميع ، ونحن من أنصار العلمانية المدنية نأمل أن لا ينحدر المجتمع البشري إلى حضيض الفزع الكارثي لكتاب الحداثة الذين أستخدموا لغة سوداوية منتهجين أسلوب العرض العلمي أو الأدبي لأثبات توقعاتهم الكارثية للمستقبل المجهول في تمادي وغطرسة الطبقات الحاكمة المدنية بأبتزازها وأستغلالها للديمقراطية واللبرالية والعولمة الحداثوية ، وللأسف أن الموقف الأن شبيه بذلك الموقف الذي نشأ في أزدياد قوة الملوك في القرن السادس عشر ، ها هي أمبراطوريات المال بقيادة الرئيس الأمريكي الشرير ترامب الذي وضع العالم في أول عتبة لحكمه الأهوج على حافة حربٍ كونية لا تبقي ولا تذر بتحرشه مع مجنون كوريا الشمالية والسلاح هذه المرة نوويا وساحتها وضحاياها الشعوب المقهورة المستلبة سلفا ً ---
المصادر والهوامش /الأسلام على مفترق الطرق –محمد أسد ص 31 * مذاهب فكرية معاصرة ( العلمانيه ) – محمد قطب  * العلمانية – سامي هابيل * قصة العلمانية – د- راغب السرجاني * مجلة قضايا فكرية – فؤاد زكريا * العهد الجديد – أعمال الرسل
*كاتب وباحث عراقي مغترب
 


135
 
الحمامي --- وحمى المطارات
*عبدالجبارنوري
أولاً أكنُ لوزير النقل العراقي " كاظم فنجان الحمامي " كل الأحترام والتقدير على وطنيته وعراقيته الصميمة المجردة من الأنا وهو رمزٌ علميٌ  بحصوله أرفع درجات القانون البحري لتسع شهادات أكاديمية مرموقة من أرقى الجامعات الأجنبية الغربية ، وهو باحث متخصص في شؤون النقل وعلوم البحار وجيمورفولوجيا الشواطيء وهندسة الموانيء ، وأنهُ يفضل العمل الميداني على الأعمال المكتبية البيروقراطية ، ولاحظتُ خلال سيرته الشخصية الوطنية والنزاهة وتعزيز جسور التواصل الحضارية مع دول الجوار من خلال تسهيل خطوط النقل البري والبحري والجوي لتوصيل العراق إلى مركزهِ الأستراتيجي .
وشهادة الحق انّ منصب الوزير هو الذي طلبه لكونه من رموز التكنوقراط ، وثم لا أريد أن أمس شخصاً مما يحمل من تأريخ علمي وفكري لكن الأمور بخواتيمها ،  بيد أني سوف أستعرض بعض القضايا المثيرة للجدل  التي أثارها السيد الحمامي أو بعض الملاحظات العابرة  مثل :
أولاً/ في تصريحاته : أن أول مطار في التأريخ الأنساني بني في منطقة ذي قار بالعراق قبل 7000 عام ، وأن السومريين عندما أستقروا في هذه الأرض كانوا يعلمون أنها أجواء ملائمة للتحليق في الفضاء ، وكانت من هناك تنطلق المركبات السومرية نحو الكواكب الأخرى وبصراحة أن هذه التصريحات وخاصة بلسان هذا الوزير التكنوقراط ، أنها حقاًغريبة ومدهشة ، وأني درستُ هذا الموضوع من جميع جوانبه البحثية والهامشية وتعليقي المتواضع عليه – راجيا المعذرة من أستاذنا – أن السومريين والتحليق والمطار ربما هو شيءٌ صحيح ولكنهُ غير واقعي  وحقيقة وربما هو من باب الفنتازيا والخيال العلمي وهي تعد نوعاً أدبياً يعتمد على الخيال والخرافة الطبيعية كعنصر أساسي في حبكة الرواية الأسطورية ، لذا أرتبطت الفنتازيا الخيالية بالأدب العالمي والتراث الأنساني كملحمة كلكامش عند الأكديين ، والأوديسا الأغريقية ، والكوميديا اللألهية ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري ، وحتى في رواية ليلة منتصف الليل لشكسبير ، بل وحتى في الأسراء والمعراج حدثت قبل أن يولد المعري في رحلة فضائية سماوية للقاء الخالق مع عرض مفصل للجحيم والفردوس ، وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة ، وعلاء الدين والمصباح السحري ، وعلي بابا والأربعين حرامي ، ورحلات السندباد البحري السبع ، وبساط الريح ووووو ، ربما تكون السردية  في الحبكة السومرية من باب الأسطورة الملحمية .
ثانيا / يا فخامة الوزير وأنك عالم بحار وعلى علم بتايتانيك العراق وهو آيل للغرق في بحار الفساد المالي والأداري ، وأن خزينة ربانها خاوية ، ومثقلة بالديون الخارجية ، وحراسها قرصان بحار خريجو سوق الحرامية عملهم  تدوير نفايات سياسية  شعارهم : {من سرق درهماً أودع سجناً ومن سرق بلداً بويع ملكاً } ، وأصبح العراق أكبر مستودع نفايات في العالم بل في الكون وتأريخ الخلق فالبلد مليء بطفيليات الأحزاب الرثة التي لا حياة لها غير اللصوصية ونهب المال العام وأكل السحت الحرام بشعار الدين والتحزب  والرياح والعواصف الأقليمية والدولية تقذف بالسفينة المتهالكة يمنة وشمالاً ، وانت بأخلاصك ووطنيتك تريد أن تعمل في بناء الوطن ، وحبذا بدأت  بالأهم ثمّ المهم  فهل نحن بحاجة إلى 14 مطار كمطار الناصرية الغث الذي يقوم على (بنكله) مغيّب الملحقات والمستلزمات الضرورية الدولية للضائقة المالية للحكومة المركزية والمحلية ، وأزدياد طلب المحافظات على بناء مطاراتها طبقا للمحاصصة( المناطقية) اللعينة ، لأن المطار باب من أبواب النهب والفرهود والفساد المالي والأداري بتقاسم أيرادات المطار بين الميليشيات والأحزاب والكتل المتنفذة في المحافظة.     
وهذه الروائح النتنة من مطار النجف تزكم الأنوف ، وهي من مصادر أعلامية محلية وأمنية حكومية ومن صفحات الفيسبوك والتواصل الأجتماعي { أن مطار النجف أفتتح سنة 2008  من قبل شركة العقيق الكويتية ، وإلى هذا اليوم المطار في وادٍ والحكومة المركزية في وادٍ آخر !!!إذ لم يتم تعيين لجنة قانونية لتدقيق حسابات المطار لحد اليوم ، با ت مطار النجف البوابة الأمنية لتمريرصفقات الفساد والعقود المشبوهة والوهمية طيلة السنوات الماضية ، فأن القاصي والداني يعلم أن أيرادات المطار تتقاسمه الأحزاب والكتل المتنفذة في المحافظة ، ويعتبر الجميع  مطار النجف بوابة آمنة للهروب في الوقت المناسب} .
وأخيرا/أن سفينة العراق يا سيد البحاربوصلتها قد فقدت نقطة الجذب المغناطيسي فتستدير بشكلٍ منفلت ، فيها الرديء الذي خُلق وجههُ بدون ماء بالتأكيد لن يندى جبينهُ  ، فلم يبقى لنا ألا أن نردد قول الشاعر قاسم والي( رحماك يا وطني كأنني ذنب وأنت العقاب)، و لنضع الوطن على مساره الصحيح ونتصالح مع أنفسنا ونعالج جراحات وطننا المزمنة والعميقة ونستذكرذاكرة أمتنا وضمير وطننا الذي هو العزيز في زمن الجدب ، ونوفر رغيف الخبز ونعُلمّْ ثقافة المواطنة وثم نعمل على أستنساخ بعض من تجارب طوكيو ومانهاتن ودبي لعلنا نصدر الفائض إلى جزر القُمرْ !!! -----  والله من وراء القصد   .
*كاتب وباحث عراقي مغترب 




136
 
توماهوك ترامب/غطرسة أمبريالية
*عبدالجبارنوري
ترامب سمسار العقارات المتهورقد فضح الوجه القبيح للبنتاكون والسي آي أي ، وجعل الشعوب المقهورة تستذكر جيناسايدها النووي الكارثي على هيرو شيما وناكازاكي وأنقلاباتها العسكرية في أمريكا الوسطى وهزيمتها المخزية في خليج الخنازير ضد كوبا ووفشلها التأريخي المرعب في المستنقع الفيتنامي والكامبودي .
وفي ظل أحادية القطب  بغياب الأتحاد السوفييتي وبغية مسك ورقة الأرهاب بالمزاوجة الباطلة بين البنتاكون والقاعدة منذُ الحلف الغير مقدس معا في أفغانستان ، واليوم مع النصره المجرمة في سوريا وداعش في العراق ، وهدف تغيير خارطة الشرق الأوسط لقلب الطاولة على معاهدة سايكس بيكو ، لتحقيق الهدف المادي في تحقيق الربح وتجنب الخسارة- وهكذا عقلية الأمبريالية - في السيطرة على مكامن الطاقة في العراق وليبيا  وتدميرهما مبكراً ، وتصريحاته الأنتخابية الرئاسية الخالية من نداوة أخلاقية وذرة حياء في بناء العلاقات النفطية مقابل البقاء على كراسي الذل لملوك وأمراء الخليج ، ومساعدة العراق عسكرياً .
فمن أولى حماقاته توجيه ضربة عسكرية جوية إلى قاعدة ( الشعيرات ) في ريف حلب السورية ب 59 صاروخ توماهوك من المدمرات الأمريكية في البحر ، وكانت النتيجة أخراج عشرين طائرة حربية من طراز سيخوي 23 من الخدمة وهدم المطار بأكمله وقتل العشرات من حراسه من سوريين وروس وكما نفى المندوب السوري في الأمم المتحدة : أن سوريا لا تمتلك أسلحة كيميائية ، وأن أمريكا هي التي أفرغتها من جميع حاوياتها العسكرية في 2013 ، والذي أستخدم هذه الأسلحة هو الأرهاب في خزنها في مكان قريب من موقع خان شيخومن قبل النصرة وداعش ، كما تكررت الحيلة والمؤامرة المبيتة لسوريا ، مع عدم وجود أدلة مقنعة على أستعمال سوريا للسلاح الكيمياوي لعدم وجود تحقيق دولي تشرف عليه الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، أي أنها أستخدمت القوة على الشبهات تريد فرض أرادنها بالقوة على الشعوب ، وتأكد للشعوب " أن أمريكا تدير الأرهاب وتستثمرهُ " وأنها تدخل سافر في سيادة دولة عضوة في الأسرة الدولية .
ومن المرحبين بالضربة الأمريكية على القاعدة الجوية السورية هم { الأئتلاف الوطني السوري ، تركيا ترى الضربة ناجحة ولكنها غير كافية ، ويدعو وزير دفاعها ألى تغيير النظام  والطاحة بالأسد، وقد رحب وزير الأستخبارات الأسرائيلي ( يسرائيل كاتسي ) بالضربة الأمريكية التي أستهدفت القاعدة الجوية في ريف حمص ، والتآلف الدولي السعودي والقطري والأماراتي } ، ومسألة الأزدواجية والكيل بمكيالين واضحة من الجانب الأمريكي والمنظمة الدولية ، في تجاهل سقوط ضحايا في الموصل الجديدة بأكثر من 500 قتيل وجريح ، وأبادة أكثر من800 مدني وعسكري في ضربات التحالف الدولي في 2014 عند منطقة الباب ودير الزور وريف حلب والرقة السورية في يوم واحد .
الأسباب / ترجمة ملحة لتنفيذ رغبات أسرائيل والسعودية وقطر والأمارات وتركيا ، أنقاذ أرهابي النصرة بعد هزيمتهم أمام الجيش السوري وحلفائه ، هدف الضربة أعلامية صرفة في أظهار القدرات الأمريكية في ضرب أية بقعة في العالم أي عرض عضلات موجهة إلى غريمتها روسيا بالذات لكونها تلك الحلقة القوية في المحور الروسي السوري الأيراني وتريد أن تثبت بأنها لاعب مهم في الملف السوري ، أن الموقف الأمريكي مرتبط بأجندات سياسية وخاصة وأنها تزامنت الأحداث بأنتصارات متلاحقة للجيش السوري في حلب وأطراف الرقة وبأتجاه الحدود في دير الزور وأنتصارت الجيش والشرطة العراقية وحشدها المقاوم في الموصل فسارعت أمريكا إلى كسب الموقف قبل أن تفلت من يدها ، في وضع العراقيل والمطبات أمام سير العملية التفاوضية الحوارية في جنيف وأستانه لحلحلة القضية السورية في أرضاء وجهات النظر المتخاصمة ،
التداعيات/الضربة الأمريكية للقاعدة السورية خرق للأتفاقات الدولية وربما تشويش على مؤتمري جنيف وأستانة للحوار ووقف أطلاق النارفي سوريا ، وهي بالتأكيد رسالة للأرهاب الدولي بما فيهم داعش والنصرة التمادي في أستعمال السلاح الكيمياوي مما يعني أن أمريكا شريكاً مع كليهما داعش والنصرة ، وربما هو أيحاء لتلك الزمر الضالة في أستخدام تلك الأسلحة المحرمة دوليا ً في الموصل ، وأنها رسالة تهديد صريحة وواضحة لمحور المقاومة أيران وحزب الله لبنان وسوريا ، وكذلك هي رسالة إلى الصين أن أمريكا لن تتردد في التدخل العسكري إذا أستمرت الصين في تهديد جيرانها في بحر الصين الجنوبي واليابان ، وأن الضربة الترامبية المتهورة والسريعة تعطي أنطباعاً للأمة الأمريكية أولاً بعدم أهلية هذا الرئيس الغير متوازن على مستقبل الأجيال القادمة  وتذكير الرأي العام الأمريكي بمآسي مستنقعات فيتنام وكمبوديا وخليج الخنازير من هزائم متكرة وآلاف القتلى وأضعاف معوقين ومختلين عقلياً ، أعطاء أمل للمجموعات الأرهابية بأن لها مؤيد ومساند ربما تكون كجرعة حياتية وهي تحتضر ، تعتبر تهديد للسلم العالمي والأستقرار في العالم والتعجيل إلى أيصال المنطقة إلى سياسات المحاور وبرميل البارود كما نتذكر ما حدث قبيل الحربين الكونيتين  وأحتمال سيطرة التنظيمات الأرهابية على الموقف وفرض الأمر الواقع ، وظهور الحقيقة المرّة ( أمريكا تضرب سوريا وأسرائيل والعرب يرحبون ) .
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب


137
المبدع العراقي --- الغائب المنسي !!!
*عبدالجبارنوري
هل تعرفون الفنان الرسام الراحل " رشيد عباس العلي " ؟ بالتأكيد أن الدولة تتناساه  والكثير منا يتجاهلهُ ، فهو كغيره في خبر كان نسياً منسيا من الدولة النفطية الريعية التي تكون قراراتها أنتقائية تخضع للمؤسسة الدينية الراديكالية الحاكمة لمن تشاء ، ووزارة الثقافة مهمتها اليوم أدوار أستعراضية رمضانية بأقامة المهرجانات الثقافية بمدرائها العامين وديكورسكرتيراتهم الجميلات --- وهات يا بذخ وفساد مالي  .
وسؤالي إلى الدولة ومؤسساتها الثقافية والجمهور هل أحدٍ منكم يعرف هذا الرسام الموهوب الذي فاز بجائزة الدولة العراقية في 1959 في حكومة الشهيد عبدالكريم قاسم لتصميمه الفني للشعار الجمهوري الذي أعتُمد شعاراً للنظام الجمهوري حتى أنقلاب البعث الفاشي الأسود في 1963 وهو الشعار الوطني المعبر الحقيقي عن الأطياف العراقية وحضارتها ؟ ، وكانت أجابتهم عديدة ومتنوعة  بعيدة عن شخصية هذا الرمز العراقي ، فمنهم من قال أنه ربما يكون نائب في البرلمان العراقي !!! وهنا تسكب العبرات حين يكون النائب الذي جاء في زمن الغفلة أشهر من الجواهري وأعظم من علي الوردي وأفهم من المتنبي وأكثر عراقية من نصير شمه .
ربما أعزو سبب هذا النسيان والتجاهل هو طغيان المد الديني بشقيه الراديكالي الحاكم والمتشدد السلفي الأصولي الذي غطى بعباءته السوداء أفق مستقبل الأجيال القادمة ، فأصبحت الدولة العراقية وجمهورها غير معنيين بمعرفة هذا وذاك من أصحاب القلم الشريف والريشة الوطنية ، واليد النظيفة وحتى أن تنخر أجسادهم المنافي – هذا هو مظفر النواب شاعر الكلمة الحرّة فاقداً للذاكرة في تونس أو لبنان لا أدري ، والآخر البروفيسور شاكر خصباك في موت سريري في أمريكا – وأختاروا لأنفسهم مقبرة بعيدة عن الذين لا يريدونهم ، سموها " مقبرة الغرباء " .
وللأسف أشعر بالأحباط وخواطر مرّة حين أسمع بالدولة والجمهور يحتفيان برموزنا وقاماتنا العلمية والأدبية والثقافية بعد مماته وغيابه الأبدي ، لماذا بعد غيابه ؟ أتستكثرون عليه أن يملأ غرورهُ بالفخر والأحساس بأنهُ قد حصل على أستحقاقه ، فهو تجاهل بعينه ونكران جميل بشحمه ولحمه .
والذي دفعني للكتابة عن رسامنا المنسي الفنان الراحل " رشيد عباس العلي "  هو تبني الأعلامي والوطني الغيور الأستاذ " وجيه عباس " لحقلٍ خاص بهؤلاء الرموز الوطنية المنسية ببرنامجه المشهور ( كلام وجيه ) ، لعله يسلط الضوء على مثل هذه الأهرامات العراقية الفذة .
وأخيرا / أرجو أن تمتلك الدولة ومؤسساتها الثقافية أستراتيجية واضحة أزاء المبدعين العراقيين ولتنظر إلى تجربة السويد عند أستبدال عملتها الورقية والمعدنية اليوم في 2017 وضعت في كل فئة ورقية أو معدنية صورة أديب أو شاعر أو عالم أو مؤرخ أو كاتب غائباً كان أو حياً  يرزق -----
*كاتب وباحث عراقي مغترب

138

 
أسود الرافدين/وفقدان مونديال 2018
*عبدالجبارنوري
تعتبر رياضة كرة القدم هي الرياضة الأكثر شهرة والأكثر شعبية على المستوى العالمي ، يقوم بممارستها الجميع من جميع الفئات العمرية ، وذلك لسهولة لعبها ولمتعتها الكبيرة ، بالأضافة إلى عدم أحتياجها لمعدات كثيرة وكبيرة كما في الرياضات الأخرى ، كلما تحتاجه هي الكرة ، وخاصة عندما يكون الحدث في موسم فضاءات ( كأس العالم ) تكون محط أنظار وأهتمام جماهير واسعة من الناس حول العالم ، وتعد مصدراً للمتعة والتسلية ومناخا مفعماً بالسلم والصداقة بين الشعوب بروح رياضية مؤطرة بالأنسنة .
سيرة أسود الرافدين الذهبية
لقد تأسس الأتحاد العراقي لكرة القدم عام 1948 ، وأصبح عضوا في الأتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) منذ عام 1950 ، وفي الأتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1970 ، وفي الهيئة الكونفدرالية الأقليمية الفرعية أتحاد غرب آسيا منذ عام 2000 ، والعراق أيضا عضو في الأتحاد العربي لكرة القدم عام 1974 ومنذ ذلك الحين أعتمد المنتخب العراقي لكرة القدم لقب " أسود الرافدين " ، والمنتخب العراقي هو أنجح المنتخبات الوطنية والعربية شارك المنتخب خمس مرات في مسابقة كأس العرب 1964 ، 1966 ، 1985 ، 1988 ، 2012 ، فاز بأربعٍ منها ، وعلى المستوى الآسيوي هو واحد من أقوى المنتخبات الاسيوية فاز في كأس آسيا عام 2007 ، وفاز ثلاث مرات ببطولة كأس الخليج 1979 ، 1984 ، 1988 ، وببطولة  أتحاد غرب آسيا لكرة القدم عام 2002 .
وشارك العراق لآول مرة في تصفيات كأس العالم 1974 ، وثلاث مرات في دورة الألعاب الأولمبية في موسكو ولوس أنجلس وسيؤول ، منح الأتحاد الآسيوي المنتخب العراقي جائزة أنظف فريق وطني في اللعب ولثلاثة مرات 2003 و2007 و 2013 وهو الفريق الوحيد من غرب آسيا يحصل على هذه الجائزة ، وكذلك منحتهُ مجلة ( وورد سوكر ) جائزة أفضل فريق لعام 2007 ، وأصبح المنتخب العراقي ضمن الجيل الذهبي للرياضة والشباب لعام 1976 – 1990 .
أسباب خسارة المنتخب العراقي أمام الفريق السعودي
فقد المنتخب العراقي فرصته في التأهل لمونديال 2018 بعد خسارته في جده الثلاثاء الماضي أمام المنتخب السعودي في الدقيقة 53 من المبارات وخرج بنتيجة 1- صفر-------
لست معنياً بالنتيجة لأن من بديهيات الأمور أن اللعبة خاضعة للفوز والخسارة ، ولكن حين يكون قدر العراق على أبواب التأهل لحدث عظيم في الوصول إلى أعتاب العالمية في تصفيات لعبة كرة القدم وعندما يكون التأهل لهكذا بطولة كبيرة كسباقات كأس العالم يحزُ في نفوسنا كمواطنين نعلم مسبقا بالقدرات الفذة للاعبينا ومهاراتهم التي هي تراكم خبرات تأريخية في هذه اللعبة ، ومنتخبنا الذي عودنا على الفوز في مناسبات عديدة تلك الأيقونة العراقية السحرية الوحيدة في توحيد العراقيين .
1-الأتحاد العراقي لكرة القدم فهو ضعيف ومشتت يفتقد القرار ، وطاقم تدريب قليل الخبرة ، ولاعبين يفتقدون روح القتالية في حسابات النتيجة في الفوز --- والفوز فقط ، وتدخل وزارة الشباب والرياضة في مجريات القرارات الرياضية .
2- حضر اللعب في الملاعب العراقية بقرار من اللفيفا .
3- الفريق يفتقد للمهاجم الهداف ، وعدم أنسجام اللاعبين .
4- أعتماد الفريق على الهجمات المرتدة السريعة التي أنهكت الفريق وأشعلت التوتر بين أعضائه وأفقدتهم المرونة والتركيز .
5- كان للأرض وقرارات الحكم المتعسفة لهما بعض من التأثيرات ، وخصوصا حين يكون الأصرار السعودي بشكل غير مسبوق تحت تأثيرات سياسية باللعب على ملعب جده حصراً.
6- كما أن الفريق ينقصه الدعم المالي إذا ما قورن بالدعم المالي الكبير في نوادي العالم الرياضية ، وغياب تطعيم الفريق بمهارات لاعبين دوليين وبأعداد كافية .
*كاتب عراقي مغترب

139

 
القمة الغارقة في البحر الميّتْ/ تختزل أوجاع الأمة
*عبدالجبارنوري
لا أدري لماذا أختار الملك الهجين البحر الميت لعقد القمة رقم 28 ربما دعاية أستعراضية لصيد مستثمر كامل الدسم من الخلايجة لجعله منتجعا سياحيا يضاهي هونالولو وجزر الكناري وشلالات نياكارا ،  وللحقيقة أن القمم العربية ماتت سريريا منذ عقود من الزمن ، واليوم في قمة البحر الميت أعلنوا وفاتها حين سقط حمد وحمود والخليفي وسليمان في أمتحان حقوق حقوق الأنسان ، وهذه نتائج تلك الأمتحاتات وقد حصلت عليها من دفاتر التأريخ الأنساني العتيقة : صفر/ في تعريف الأرهاب  حين  يسمون القوى الظلامية المتطرفة طائفيا وأثنيا ومناطقيا بالقوى المهمشة والمقصية ، صفر / في العلاقات العربية العربية في تعاملهم مع العراق ، و100% في تمييع القضية الفلسطينية وتقوية العلاقات الدبلوماسية التطبيعية مع أسرائيل ، و100% في الحج والعمرة لواشنطن لقيادي أعداء المشروع الديمقراطي في العراق ، وألا ماذا يعمل " جمال الضاري "  سفير النوايا العميلة الدائم  لدى أمريكا ؟ .
ولأن القمم جميعها منذ 2002 لا تعدو كونها مجرد أجتماع خطابي غير قابل للترجمة الفعلية على واقع الجغرافية والتأريخ ، وأن هذه القمة وغيرها تجلس بشعار موحد وبقلوب شتى وطرح مشاريع حكوماتية هرمية بعيدة من طموحات ومطالب شعوبها والفهم الخاطيء للآرهاب بأن خطره محدود والواقع يوضح شموليته في الأبادة والتخريب ، منذ قمة بيروت 2002 ساد على السطح في جميع القمم اللاحقة الطغيان السعودي ، وأفكارها الملوّثة بالوهابية والتيمية المكفرة لشعوب الأرض ، وأتباعها سياسة التنازل والأنبطاح أمام الكيان الأسرائيلي الغاصب ومغازلته والهرولة للتمثيل الدبلوماسي بكسب الأعضاء أو ربما أسكات الآخرين بأغراءات السيولة النقدية من ثروات النفط الهائلة أو أستعمال العصا الغليضة في تصدير بهائم التخريب والأرهاب ، فمنذ ذلك الحين والقمة أتخذت مسارات خطيرة بالضد من موجبات تأسيسها ، فساهمت بشكلٍ مباشر في :
1-أحتلال العراق عام 2003، والتغاضي عن الأحتلال التركي لأراضي العراق في بعشيقة ولأكثر من سنة ،حين أكتفت بأدانة خجولة في البيان الختامي .2- تدمير دول الشرق أوسطية بأسم الربيع العربي بنفس القادة المجتمعين اليوم من السعودية وقطر والأمارات . 2- والآيديولوجية السائدة على المجتمعين النغمة الطائفية أو الدينية . 3- الوضع اليائس للأمة العربية وبلدانها وشعوبها حيث الفقر والمرض والجهل والأمية والبطالة . 4- الهشاشة في البناء السياسي وأفتقارها للبناء المؤسساتي وبنظم دكتاتورية مقيتة فيها سياسة كم الإفواه وألغاء الحريات وشمولية الحزب الحاكم والأستياء من الديمقراطية ومصادرتها بحجج واهية . 5- أشعال حرائق القضايا الساخنة في تمويل الأرهاب وأرسال المفخخات والأحزمة الناسفة وشرعنتها بفتاوى التكفير .6- الخطاب الكاذب للسعودي والقطري والخليجي ببراءتهم من دعم الأرهاب والواقع يقول شيئا آخر في دعم الأرهاب في سوريا والعراق لوجستيا وعسكريا حتى أن للمجتمعين في القمة الميتة اليوم جيوش تقاتل مدعومة بالمال النفطي والأسلحة مثل جيش محمد وجيش الجهاد وجيش الأسلام وجنود من المرتزقة السوريين والعراقيين ، وأرسال السعودية وحدها 12 ألف أرهابي أنتحاري إلى البلدين المذكورين . 7- موت الضمير لقادة البحر الميت عن الكلام ولو بحرف واحد بالتنديد بحرب الأبادة من السعودية وحليفاتها الثمانين في جينوسايد سحق الشعب اليمني بشكل هستيري لا تبقي ولا تذر أسواق مشافي، دورعبادة ، منازل سكنية ، وبقنابل محرمة دوليا لم تستعمل حتى على أسرائيل .8- وأن القادة لم ينظروا إلى واقع حقيقة العراق السياسية ، وأن الشرخ بين بعض الفرقاء لا يمكن علاجهُ بهذه العقلية البورجوازية التوفيقية  في البيان الختامي الخجول بنظرة مؤدلجة أثنياً وطائفياً والغارقة بالعمالة لحد الأذنين بالعمالة للأجنبي .
وأخيرا / أن قادة قمة البحر الميت تنتظر وبترقب عدو مبغض وشامت المشروع الأمريكي في العراق – بعد تحرير الموصل - المبيت بتجديد أحتلاله بدلائل أرسال المئات من جنود المارينز ثم يكبر الرقم إلى آلاف الجنود الأمريكان ، وأشغال القواعد العراقية العسكرية وأخرى جديدة ، وأن وزير الدفاع الأمريكي صرح خلال زيارة العبادي الأخيرة : { أن أمريكا باقية في العراق ، ولن يتكرر الخطأ في الأنسحاب كما حصل في 2011 وهذ هو منطق ترامب سمسار العقارات المتهور ، وهل يعي قادة القمة االشجعان !!! ما سيؤول بدولة العراق العربية مؤسسة الجامعة العربية ؟ ، وهيهات أن تسمع من في أذنيه صممُ ، فأي حرمانات كوميدية صرنا نكابدها ، وتستوقفني قصيدة " نزار قباني " في (الحاكم والعصفور) ربما تطفيء بعض من لظى لهيبنا المستعر وبعض من همومنا وأنكساراتنا على جغرافية كانت يوما تسمى الوطن :
أتجولُ في الوطن العربي ، وليس معي ألا دفتر ، وأنا لا أحمل في جيبي ألا عصفور ، لكن الضابط يوقفني ، ويريد جوازاً للعصفور
ربما أطلتُ عليكم من هذا التهريج الذي لا يغني ولا يسمن لأن مأساتنا الأعراب وليس العرب تبدو وكأنها تفتقد مسك الختام بل محرمٌ عليها -------
*كاتب ومحلل سياسي مغترب

140
أمرأة عظيمة من "الجيل الذهبي" في بلادي/سافره جميل حافظ
*عبدالجبارنوري
عذراً لأول مرة يقف القلم بيدي حائراً هامساً --- ماذا أكتب ؟ ومن أين أبدأ ؟ في  حياة " سافره جميل حافظ "تلك المرأة العظيمة المناضلة الرابطية أم الأديبة والقاصة الروائية ؟ ، وهل يمكن أختصار سيرتها الطويلة وحياتها الثرة والمفعمة بالمطبات السياسية وحضورها الدائم في الشارع العراقي؟ في مشاركة الجماهير الكادحة العراقية في تظاهراتها ضد الدكتاتوريات التي حكمت العراق  ، وكانت أيام الخمسينات مفعمة بالأمل والحياة كنت حينها طالبا في كلية التربية جامعة بغداد ، وكنت عضو أرتباط بين الكلية والمنظمة النسوية " في بغداد الكراده ، وهي مهمة حزبية كلُفتْ بها من قبل حزبي " الحزب الشيوعي العراقي "  وكان يتردد على الدوام أسم " سافره  --- سافره جميل حافظ " في منطقة الكرادة ، وحينها أدركتُ أنها من القياديات والناشطات في المجال النسوي ، وشخصية مهمة ، وهي من جيل الرواد في الخمسينات وقد أطلق على هذا الجيل " الجيل الذهبي " فقد برز في الشعر كثيرون ( السياب البياتي نازك الملائكه بلند الحيدري لميعه عباس عماره عاتكه الخزرجي وفيما بعد سعدي يوسف مظفر النواب رشدي العامل الفريد سمعان عبدالرزاق عبد الواحد  ، وفي القصة والرواية عبدالملك نوري فؤاد التكرلي وغائب طعمه فرمان .
سافره جميل حافظ شخصية متعددة المواهب والنشاطات
-قاصة وروائية : كانت بداياتها المبكرة الأولى في مجال القصة القصيرة في سنة 1954 وهي لاتزال طالبة في كلية الآداب ( قصة أولاد المساحي ) توضح فيها ذلك الصراع المعصرن الحداثوي بين العمل الرتيب القديم والتطور التكنولوجي الرقمي الذي أوصل العالم إلى الثورة الصناعية ، ثم رواية ( دمى والأطفال) 1956 التي فازت بجائزة الأخبار الأوربية وأستمر هذا العطاء الثر 2007 مجموعة قصصية بعنوان ( 14 قصة ) وإلى 2009 وثلاثيتها الشهيرة ( هم ونحن والقادمون ) .
- تأريخها السياسي : فهو تأريخ حافل في مشاركة المرأة في التظاهرات والأعتصامات منها مشاركتها الفاعلة في تظاهرات وثبة كانون  ضد معاهدة بورت سموث البريطانية عام 1948 ، وأشتركت في التظاهرات الجماهيرية في وثبة تشرين 1952 في شوارع بغداد ، وأعتقلت في 1956 في تظاهرات الأحتجاج على العدوان الثلاثي على مصر ، كما أعتقلت في 1963 وأودعت سجن قصر النهاية السيء الصيت ، وبعدها في 1964 قُدمتْ للمحاكمة العسكرية في معسكر الرشيد ، وحُكم عليها بالأقامة الجبرية لمدة سنه ونصف والمنع من السفر وحجز الأموال المنقولة والغير منقولة ، وهي عضوفي مجلس السلم العراقي ، وأستمرهذا العطاء الثوري ديمومتهُ النضالية في المشاركة في تظاهرات ( ساحة التحرير ) الأصلاحية في مناسبتين الأولى في حقوق العمال والثانية في حقوق المرأة .
- وناشطة في مجال حقوق المرأة وشاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية في 10-3-1952 مع  رفيقاتها الرائدات ( الدكتوره نزيهة الدلبيمي ومبجل بابان وبشرى برتو وباسمه الظاهروخانم زهدي ) ومنذ 1956 أنخرطت في العمل السياسي كعضو في الحزب الشيوعي العراقي ومسؤولة في منظمة رابطة المرأة العراقية ، وفي  2005 أنتخبت عضوا في المجلس المركزي للأتحاد العام لأدباء الكتاب في العراق .
- في مجال الصحافة والأعلام منذُ1956أشتغلت في جريدة ( البلاد ) في تحرير صفحة المرأة العراقية ، وثم في جريدة ( الأخبار ) لصاحبها جبران ملكون ونشرت فيها قصتها المعروفة دمى والأطفال وضلت تعمل فيها حتى ثورة تموز 1958 ، وكان نهجها في الكتابة الأسلوب الواقعي الملتزم بتوليفة سوسيولوجية مجتمعية حاضرة الواقع الملموس في نشر معاناة الطبقات الكادحة وكانت تنحو الرمزية في فترة الخمسينات والعلنية بعد الثورة .
المجد كل المجد للناشطة والأديبة الرائدة " سافره جميل حافظ " وتحية لرفيقاتها المناضلات
الهوامش والمصادر
*الموقع الرسمي لرابطة المرأة العراقية * العراق – حنا بطاطو* تأريخ العراق السياسي – عبدالرزاق الحسني
* كاتب وباحث عراقي مغترب
 
 

141

 
غسيل الأموال في العراق/ في ظل غياب الشرف والضمير !!!
*عبدالجبارنوري
المقدمة / أن مفهوم غسيل الأموال أو تبيضها Money Laudering و تعني أستخدام طرق غير مشروعة مجردة من المواطنة والأنسانية والوازع النفسي للتصرف في أموال  مكتسبة بطرق غير مشروعة وغير قانونية لأضفاء الشرعية والقانونية عليها  ، وهي الأموال المكتسبة من الرشوة والأختلاس والغش التجاري وتزوير النقود ومكافئات أنشطة الجاسوسية ، والسرقة ونهب المال العام وتسهيل الدعارة وتهريب المخدرات وتهريب النفط وتهريب الآثار وتهريب الأطفال والأتجار بالأعضاء البشرية وريعية نوادي القمار، وتصنيع النباتات المخدرة أو أختطاف وأحتجاز الأشخاص ، فأصطلاح غسيل الأموال وتبيضها هو من تداعيات العولمة الأقتصادية والتي تروج لها أمريكا ودول الغرب ، فالأصطلاح عصري هو بديل للأقتصاد الخفي أو الأقتصاديات السوداء أو أقتصاديات الظل ، فهذه الأموال الغير مشروعة تخلط بأموال أخرى مباحة لأضفاء المشروعية عليها وأخفاء مصدرها الحرام والخروج من المساءلة القانونية بعد تضليل الجهات الأمنية  ، ومن مراحل غسيل الأموال : * الأيداع  هوتحويلها الى ودائع مصرفية في البنوك والمؤسسات المالية الأستثمارية مما يسهل أستبدالها بأموال نظيفة وقانونية .* التجميع : في جمع الأموال ضمن مجموعات من المشاريع والأستثمارات المالية التي تضمن التغطية الكاملة للعمليات الغير قانونية .*- الدمج: وهي المرحلة الأخيرة التي يتم خلالها خلط الأموال غير الشرعية مع الأموال الشرعية لأخفاء معالم تلك الأموال القذرة }
العرض/غسيل الأموال في العراق / يعتبر غسيل الأموال من الأمور الساخنة على مستوى العالم ، وتعمل الحكومات الوطنية على مكافحته لما يشكل من تهديد جدي على جميع مفاصل الدولة ومكوناتها ومستقبل أجيالها ، وخاصة بالبلدان الشرق أوسطية من ضمنها العراق حيث تتم فيها عملية غسيل الأموال بسهولة أكبر لأن النظام المصرفي يعتمد السرية التامة (وهو الأسلوب المتبع في الدول الأوربية المتطورة )، فهي أرضية خصبة في تحرك المافيات لأستغلال سرية  تلك الفرصة الذهبية لتنفيذ عملياتها في غسيل الأموال الطائلة ، وشهد العراق بعد 2003 غياب الرقابة الحكومية بكل مفاصل مؤسساتها إلى تهريب أرقام خيالية إلى خارج الحدود وكان أول رقم أسطوري 556 مليار دولار بين سنتي 2006-و 2009 ثم كبر الرقم في نهاية 2016 ليصبح الرقم ترليون دولار من أموال واردات النفط ومن موجودات البنك المركزي في مزاد بيع العملة الصعبة اليومي .
الأسباب/ - شهد العراق بعد 2003 غياباً في الرقابة الحكومية بكل مؤسساتها وغياب دولة القانون والأجهزة الرقابية وسياسة الأغراق والسوق السوداء ، وأعتماد السوق المفتوحة أمام الأسواق العالمية  وما خلفه من تدمير للبنى التحتية ، وأنكشاف السوق العراقية أصبحت بيئة ملائمة لغسيل الأموال وتحويلها إلى الخارج .- فتح الحدود مع الدول المجاورة ومع العالم بدون قيد أوشرط مما أدى ألى سهولة تداول الأموال وتحويلها إلى الخارج . – عدم الأستقرار السياسي الأقتصادي والأنفلات الأمني وشيوع تجارة الممنوعات وتزايد معدلات الجريمة بكل أنواعها . – أستخدام شبكة الأنترنيت هي الأخرى ساعدت على التوسع في عمليات التحايل من خلال أستعمالها من قبل عصابات غسيل الأموال للأستفادة من السهولة الخاطفة للتحويلات النقدية عبر العالم . – الحاكم المدني الأمريكي ( بريمر ) عمل على تشجيع عملية غسيل الأموال عن طريق أقامة المزاد العلني للعملات الأجنبية في البنك المركزي العراقي . – سرقة المصارف الحكومية عند السقوط ساعد على تهريب الكثير من الأموال إلى الخارج . – فتح المصارف والشركات المالية الأهلية والتوسع فيها والأستمرار في بيع العملة شجع على تهريب الأموال تمهيداً لتبيضها .
التداعيات/*البطالة بنسبة 40% والفقر بنسبة 35% . * أنخفاض قيمة صرف الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي ، وعدم أستقرار سعر الصرف . * لغسيل الأموال تأثير كبير على الدخل القومي من خلال أستنزاف العملات الصعبة التي هي بمثابتة رؤوس أموال . * العجز في ميزان المدفوعات الذي يؤدي إلى أستنزاف الأقتصاد الوطني ثم العجز في ميزان المدفوعات وإلى أنخفاض القدرة الأنتاجية .* أنتشار فرص الفساد والرشوة وأضعاف الروابط الأجتماعية ، وأنتشار عدوى الفساد في الأوساط السياسية .
الحل/ ليس هناك حل حقيقي لأنها قضية أخلاقية لها علاقة بالمواطنة والشعور بالمسؤولية والأنسانية والضمير الحي والوازع النفسي الرادع والقوي ، ولكن لشدة خطورة تلك الظاهرة السلبية والمدمرة للأقتصاد المجتمعي ومستقبل الأجيال أخذت الكثير من الدول المتقدمة بمكافحة ظاهرة غسيل الأموال بشتى الطرق المتاحة منها على سبيل المثال المملكة الأردنية ، ربما سأستعرض بعض من تجاربها والخطوات المفيدة للدول الأوربية المتقدمة في مكافحة هذه الآفة : { * مكافحة الأرهاب لأعتماده كمصدر تمويل أرهابه في جميع مناطق العالم .* ألغاء مزاد بيع العملة نهائياً .* ألغاء المحاصصة التي هي الخلفية والقاعدة المساعدة على أنتشار هذه الجريمة .* تفعيل القانون العراقي ومحاسبة المسيئين والضرب بشدة على تلك المافيات التي لم تعد مخفية .* مراقبة المصارف الأهلية وأخضاعها للتفتيش الدقيق والدوري من قبل المؤسسات المالية الحكومية منها البنك المركزي العراقي ، * الأختيار الصحيح والدقيق لأدارة البنك المركزي العراقي وخاصة ( المحافظ ) يجب أن يكون من الشخصيات التكنوقراط الأقتصادية ذات الخبره الأكاديمية في مجالات الشؤون المالية والنقدية و النظم المصرفية  ، ويتمتع بحس وطني ومن ذوي السمعة الحسنة المعروفة في الأوساط الوطنية العراقية .
وأخيرا / ويجب عدم الأستهانة بهذه الظاهرة الأقتصادة المجتمعية المرعبة عابرة الحدود بل القارات وبسرعات خاطفة لأتصال تلك المافيات العراقية بالشبكة العنكبوتية المفسدة في الداخل ومحمية من قبل أشخاص مرموقين في مفاصل الدولة للتستر عليهم .
المراجع/ **سمير شعبان –جريمة تبييض الأموال- 2016 ** وزارة الداخلية المصرية – مكافحة جرائم غسيل الأموال 18-11-2016 ** قانون مكافحة غسيل الأموال –الأردن 2016
في 25 – 3 2017   
 




142
أردوغان وهتلر/ توليفة مقاربات في الفكر النازي
*عبدالجبارنوري
توطئه/ الدكتاتورية هي جنون العظمة وشهوة السلطة ، لقد شاهدنا في صفحات ذاكرة التأريخ دكتاتوريات حكمت بالحديد والنار أورثت الفقر والجريمة والبيروقراطية وأتلاف مؤسسات المجتمع وشلها ،والطرد المركزي للمواطنين ، وسحق الحركات الديمقراطية لأن مركزية الآيديولوجية للدكتاتورية تكمن في تقوقع التفوق في العتاد والذخيرة الفكرية المضادة وكذا في مصادرة الحرية التي فيها أوكسجين الحياة وضرورة ديمومتها وصيرورتها --- الأنسان دون حرية يا ماريا ؟ قولي لي كيف أستطيعُ أن أحبك إذا لم أكن حراً !؟؟ كيف أهديك قلبي إذا لم  يكن ملكي !!!( غارسيا لوركا ) ، والدكتاتوريون هم شخوص موصوفون بالهايكرز الكارهون والحاقدون حتى على أنفسهم ، نعم أحترام الألمان واجب هذا لا يعني بالضرورة أحترام النازية ، وأحترام الأتراك واجبة أيضاً وهذا لا يعني أحترام التتريك والعثمنة ، وقد أدركتُ مبكراً أن من الممكن لفظ هؤلاء الطارئين على التأريخ بيد أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنهُ إلا بعد أحداث بعض الضجيج ( جيفارا ) .
العرض/ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسيرُ على خطى الزعيم الألماني أدولف هتلر ، شبّهتْ صحيفة الزمان التركية المعارضة الرئيس التركي أردوغان بهتلر القرن الواحد والعشرين ، وهو في طريقه لترسيخ الدكتاتورية.أنتهى 
وأنهما تشابها في خطوات أستلامهما الحكم في المشتركات التالية :
 أولا/في مجال تثبيت الحكم :
الحقبة النازية 1933- 1945 أبرز هتلر " الحزب الأشتراكي القومي " NSDAP  وأسنده لزعامته وسط الصراعات الآيديولوجية ببث الفرقة بين صفوف خصومه وأضعافهم تماماً بغية الأجهاز عليهم سرعان ما دبر عملية أحراق مبنى الرايخ الألماني بتكليفه أحد المدسوسين المعروف بعلاقته بالحزب النازي ، وبكيدية أنتقامية أتهم الشيوعيين واليساريين عموماً بأحراق مبنى الرايخ ، وبعد يوم على ذلك الحريق المدبر وبدقة عالية جعله تصريح مشرعن بيد الحزب النازي يبرر ضرب معارضيه ، فقام بتصفية قادة الحزب الشيوعي الألماني ، وأوكل هذه التصفية الأجرامية بمنظمة " الشرطة السرية " ( الجستابو )  ، وثم شملت سحق اليساريين والمثقفين وأبناء الطائفة اليهودية بالمذبحة النازية المشهورة ورجال الكنيسة المسيحية ، وبعد هذه التصفيات الداخلية أتجه إلى التخلص من رفاقه المنافسين له والذين ساهموا مثلهُ في تأسيس الحزب النازي وميليشياته ، أعدم قائد قوات الصاعقة SA، بأتهامه بأنقلاب موهوم إلى جانب 200 من المؤيدين للأنقلاب المزعوم ، وكانت هذه أول مجزرة جماعية يقوم بها النازيون بقيادة هتلر، وقام بحملة لتزوير التأرخ برمته بتحريف مناهج التدريس والوقائع التأريخية الثابتة في نزعة قومانية في تقديس القائد الأوحد ، وتمكن من تجييش 80 مليون ألماني بعد خضوعهم لغسيل أدمغتهم آيديولوجياً ( أنهضي يا ألمانيا ، الموت لليهود ، هبوا إلى السلاح ، عيشوا على فوهة بركان ) نداءات فيلسوف النازية " نيتشه " .
أما أردوغان فشبيه الشيء منجذبٌ أليه ، بدأ مسيرته مع المتشدد الأصولي عبدالله غولن في تأسيس الحزب الأخواني الراديكالي ما أن تقوى عوده حتى تحول الأصولي المتشدد بحزب التنمية والعدالة وهو الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة وبتوجه ميكافيلي بأمتياز بمواجهة خصومه ومعارضيه ،أنتهج سياسة القمع المفرط ، ووفر دعماً كاملا للأرهابيين الدوليين ، فوجد ضالتهُ في الأنقلاب العسكري الفاشل والمشكوك بأمره ربما يفسرهُ الكثير من الباحثين بأنها مؤامرة مدبرة للأيقاع بخصومه وتصفيتهم كزميله هتلرفي حرق الرايخشتاغ ، وأنها فقاعة مصطنعة في كسب الشرعية في مسك الداخل بالحديد والنار، وفعلاً فشل الأنقلاب وفّر لردوغان الذخيرة القذرة بأستعمال البطش في رقاب خصومه وأعدائهِ في الميادين السياسية والأعلامية والبرلمانية والحزبية والعسكرية والأمنية والتعليمية والقضائية ، وشملت أكثر من 25 الف بينهم 400 أنقلابي و290 موظف و6 آلاف عسكري وفصل 3 آلاف قاضي و2700 معلم .
ثانياً/ المشتركات في مجال " الدستور " الذي يعتبر المنهج الوضعي المشرعن لمسيرة ونهج الدولة ، بالنسبة لهتلر بعد 1918 تم أستبدال دستور الأمبراطورية الألمانية بدستور ( فايمر ) والذي عين الرايخشتاغ الألماني أدولف هتلر مستشاراً لألمانيا في 30 كانون الثاني 1933 عندها غيّر هتلر 40% من الدستور تقريباً في مركزية الحكم وشمولية الحزب النازي والزعيم الأوحد ، وأعطى الرايخشتاغ لهتلر سلطة تشريعية غير مقيّدة ، أما أردوغان فقد تشبّه بهتلر ومسك على الدستور التركي ليغير بعض فقراته لصالح حكمه وتسلطه ففي كانون الثاني 2016 أجرى أردوغان تعديلات دستورية في تركيا لتوسيع صلاحياته في أقرار نظام رئاسي بدل النظام البرلماني ، ووافق البرلمان التركي على المشروع ومهد لأطالة مدة حكمه حتى سنة 2029 ويحق له البقاء لولايتين رئاسيتين ويحق له تعين الوزراء والقضاة وفرض نظام الطواريء .
ثالثاً / في مجال الفكر العنصري : لقد تشابه الأثنان في التوجه الأثني العنصري ، ما أن أنتهت الحرب العالمية الأولى 1918 وأعلنت النازية الهتلرية سياستها العنصرية تجاه كل الأعراق في العالم وتمجيد الروح الألمانية ، والتطهير العرقي ، وسيادة الجنس الألماني ووضح أفكاره الشوفينية المتعصبة في كتابه كفاحي ، وصل به إلى سن قانوناً في تنقية النسل الألماني وفلترته فبدأ بالغجر بأخضاعهم لعمليات التعقيم الأجباري ، والأطفال الألمان من أصول أفريقية ، والأفراد المعاقون ذو العاهات العقلية  ،  ونظر إلى اليهود انهم ليسوا بديانة بل هم ( سلالة سامة ) توهن السلالات الأخرى وتضعفها لذا بدأ بأحراق الملايين منهم والتي سميّتْ بجينوسايد اليهود ,حتي أنه لاحقهم في الدول الأخرى --- أما أردوغان المشبع بسياسة التتريك التي توارثها الحفيد المعثمن من أسلافه سلاطين حريم السلطان ، ويشهد التأريخ بأدانتهم بمذابح اليونانيين النبطيين عام 1914-1923 ، ومذبحة الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين واتي أطلقت عليها بهولوكوست الأبادة الجماعية ، ويسير أردوغان على نفس النهج العنصري في تصدير التتريك والدفاع عن أتراك العالم أينما وجدوا هاهو قد أفشل تحرير " تلعفر " بعد كسب تأييد الأمريكان والغرب لتواجد أغلبية تركية فيها ، والتدخل في السيادة القبرصية لحماية الأتراك فيها ، وكذلك في الباب السوري .
رابعاً/ وتقارب الأثنان هتلر وأردوغان في سياسة التوسع الخارجي حيث أجتاح هتلر اراضي بولنده عام 1939 وتوسع على حساب دول وسط أوربا وفرنسا والأتحاد السوفييتي ، وأردوغان اليوم يحتل أراضي عراقية في بعشيقة ولأكثر من سنة ، ويحتل أراضي
سورية في الباب ودير الزور وتخوم الرقة .
الهوامش والمصادر/*كتاب التأريخ الشعبي للحرب العالمية الثانية – دوني جلاكشيف .* مجلة الأشتراكية الشهرية البريطانية – ترجمة محمود عبدالمنعم 2014 . كتاب كفاحي- أدولف هتلر . * صحيفة الزمان التركية المعارضة .
*كاتب وباحث عراقي مغترب

 

143
كارل ماركس ---- وتحرير المرأة
*عبدالجبارنوري
بمناسبة 8 مارس عيد المرأة الأممي ، ويوم الثلاثاء 14 مارس الذكرى 134 عام على رحيل أيقونة البروليتاريا العالم والفيلسوف الأقتصادي والسياسي الثوري "كارل ماركس" الذي رحل في مثل هذا اليوم من سنة 1883 ، وكذلك بمناسبة العبوة الصوتية التي فجرتها النائبة العبيدي في تعدد الزيجات ، بشرعنة دينية ما هو " ألا زواج بورجوازي( مشاع) بتعدد الزوجات لرجل واحد " !!! .
أن الساحة تعج اليوم بمنابر متعددة رسمية وغير رسمية تعكس المنظور البورجوازي للمرأة بعيداً عن الأهتمام بالمرأة الكادحة وهي تساهم في نشر وعي مزيّفْ حول تحرير المرأة بشكلٍ مبتذل وفولكلوري وبالتالي تؤدي إلى التعتيم على حقيقة المسألة النسوية بشكلٍ متعمد وضرب ستار كثيف على نضال تلك النسوة الرائدات العراقيات المناضلات في مجال حقوق المرأة في خمسينيات القرن الماضي وعلى رأسهن الدكتورة نزيهة الدليمي وسافره جميل حافظ وخانم زهدي وفخريه عبدالكريم وووو ، واليوم المرأة العراقية الضحية تحت سيف الجلاد المتشدد الذي أعلن الردة الثقافية التي تكرس دونية المرأة وأضطهادها ومعادات تحريرها والسعي بأرجاع المرأة إلى العصور الجاهلية كما هللت لها النائبة  العراقية الهمام ، وللحقيقة يجب أن نعترف بأن وضع المرأة عموماً وعلى جغرافية الكوكب لا يحسد عليه في ظل سيادة المجتمع الذكوري ، وطغيان التقاليد القبلية والصحراوية  والحكم الديني الراديكالي والأخواني والمتشدد الظلامي الذي يعتبر المرأة كلها عورة ومعاملتها سلعياً في بازار العهر الداعشي الظلامي .
وهذه آخر أحصائيات الأمم المتحدة والبنك العالمي للمعلومة والمنظمة العالمية للصحة حول أوضاع النساء الأجتماعية والأقتصادية تؤكد الصور الكارثية  المرعبة التي تعيش عليها ملايين النساء في العالم { 70% من فقراء العالم هم من النساء ، كما أن أجور النساء تقلُ عن أجور الرجال ب25% في باقي دول العالم ، وتؤكد نفس الأحصائية ‘لى أن هناك 600 مليون من النساء عبر العالم يعشن أمية كاملة ، وتموت أمرأة في كل دقيقة في العالم بسبب تعقيدات مرتبطة بالحمل والوضع ، 5-6 مليون بالغ مصاب بفيروس السيدا ، وأن 130 مليون أمرأة وطفل صغير يتعرضون للتشويه الجسدي ، و4 مليون أمرأة وطفل تباع سنوياً ، وعلى المستوى العالمي تتعرض أمرأة من كل ثلاثة نساء للضرب أو تجبر على ممارسة الجنس ، وفي ظل النزاعات والحروب القائمة حالياً عبر العالم فأن ثلاثة أرباع الضحايا من المدنيين هم من النساء والأطفال ، ويشكلن 90% من قتلى تلك الحروب ، أما عن مستوى تمثيل النساء داخل المؤسسات الحكومية الأدارية والسياسية عبر العالم فلا يزيد على 13% }.
ماركس والحركة النسوية
أن المنظور الماركسي للمسألة النسوية هو تحقيق المساواة الأجتماعية والأقتصادية الكاملة للمرأة وهو جزء من اللحمة الأجتماعية والسوسيولوجية كما يقول ماركس : لا تحرر المجتمع بدون تحرير المرأة ولا تحرر للمرأة بدون تحرر المجتمع ، ويقول أيضا : أن كلاً من يعرف شيئاً عن التأريخ يعرف أنهُ من المستحيل حدوث تحولات أجتماعية كبيرة بدون حركة نسائية ، وأنهُ بدون النساء لا يمكن أن تكون حركة جماهيرية حقيقية .
ماركس الأب الروحي في نهوض الحركة النسوية في العالم عموماً ، لكونه معلم وقائد حركة البروليتاريا الثورية ، وملهم الحركة النسائية ، وهو الذي وضع جلّ أمكاناته المعرفية الدقيقة والناضجة ، وبدون تحفظ ، ولا مساومات  ولا كلل ، مفعم بالصبر لوضع لمساته الثورية في التغيير الأممي في الأنتقال من الثورة البورجوازية إلى الثورة البروليتارية  في خدمة البروليتاريا العمالية الرجالية والنسائية ،وظهرت أفكاره الفلسفية العملية في تجليات كتبه مؤلفاته القيّمة في كتاب العمل المأجور ورأسالمال 1849 ووالبيان الشيوعي 1848 والصراع الطبقي في فرنسا 1850 والمخطوطات 1857 ونظرية فائض القيمة 1862 و هي مساهمته الفكرية الفلسفية في نهوض المسيرة النسائية في :
-أكد ماركس حقوق المرأة من خلال المفهوم المادي التأريخي بعرضه منهجا دقيقاً وعملياً حول المقارنة بين الوضع القديم الذي أنهار وإلى الأبد في فكرته القديمة بأن المرأة متقوقعة داخل نص وثوابت أسرية قبلية دينية، وقال لا أن الأسرة خاضعة للتغيير والتبدل المستمر وبأضطراد مع تبدل العلاقات الأقتصادية ونظام الملكية وعلاقات السيطرة والخلفية للصراعات الطبقية التي تدفع بالمجتمع الذكوري إلى الرغبة للتغيير   والتي أنهارت وألى الأبد ، وبين تطلع الحداثة ومتطلباتها المقنعة والضرورية ، وتنبأ ماركس بسقوط نمط الأنتاج الرأسمالي عند وصول قوى الأنتاج مرحلة متقدمة من التناقضات الداخلية في الصراع الطبقي والتي بشّر بها الطبقات الكادحة بما فيها شريحة المرأة ، في حتمية أنهيبار التحكم البورجوازي في مصير البشرية والتطلع نحوحياة أفضل وأكثر أنسنة ، كما نكتشف في كتابه رأس المال في ما ورد فيه أشارة قوانين في مساواة المرأة في الحقوق وخاصة في الحلول الموضوعية في عمل النساء والأطفال .
- وجاءت أفكار ماركس حول الأسرة واضحة في (البيان الشيوعي) الذي وجه أنتقادا حاداً للبرجوازي الرأس مالية التي مزّقت العلاقات الأسرية وسلفنتها بمجرد علاقات نفعية مادية ، وأن البروليتاريا تلك الطبقة الثورية تعلن في تجلياتها الأنسانية الأسرية والأجتماعية الصراعات الخطيرة في النظام الرأسمالي ، فهي كفيلة بأزالة أستغلال الأنسان للأنسان وتجاوز التناقضات الموجودة أصلا خلالها ، وفي كتاب رأس المال يوضّح أن الصناعات الكبرى أدت إلى تفكك نظام العائلة القديم وفتح أبواباً للمرأة والأطفال في الخارج .
- وأن كارل ماركس يعلم الأجيال بنظرة شاملة للنضال الثوري بالأستيلاء على السلطة السياسية البورجوازية وإلا سوف لا يرى المجتمع الأشتراكي تحرير المرأة الثورية ، وتبقى أحلاماً تراود الأجيال القا دمة ، وعلى هذا الأساس أحتلت المسألة النسوية دائماً مركزية في النظرية والممارسة ( الماركسيتين ) وحينها تبنتْ " الأممية الأولى " في النظال من أجل أصلاحات بمنتهى الجدية وصاغتها بشكل أستمارة لأستبيان ظروف العمل وكتبها ماركس في 1866 وهي : تحديد طول يوم العمل بأتفاق الجميع على ثمان ساعات ، وتعويض الطاقة الصحية والجسدية مع ضرورة توفر النشاط الأجتماعي والسياسي للطبقة العاملة بما فيها شريحة النساء والأطفال –Minutes of General Council of the First international 1864  ، أقترحوا 8 ساعات للعمل ولا يسمح للعمل الليلي ، أي أن النساء يجب أن يستثنين بشكلٍ تام من جميع أشكال العمل الليلي أيا كان ، وجميع الأعمال المضرّة بجنسهن ، أو تعريض أجسادهن للسموم ، وأكد ماركس في خطاباته ومقالاته وشروحاته لأطروحاته في كتابه رأس المال : لا يمكن تحرير النساء ألا من خلال تحرير الطبقة العاملة بأسرها ، وأن الحركة البورجوازية عاجزة كلياً عن أن يحقق للنساء تحسين ظروف العمل والعيش الأفضل طالما بقيت سلطة الرأس المال والملكية الخاصة فأنه لا يمكن تحقيق المساواة مع زوجها في مستقبل أطفالها .
- النسوية الماركسية ( النظرية النسوية ) ويتمحور العنوان حول نظرية نسوية تابعة لأفكار ماركس للوجود والحياة والصراع بأتجاه تفكيك الرأسمالية كوسيلة لتحرير المرأة ويعتبر هذا التيار : أن قمع المرأة وقهرها بدأ مع ظهور الملكية الخاصة ونتج منه عدم المساواة الأقتصادية والأرتباك السياسي والعلاقات الأجتماعية الغير صحية في نهاية المطاف بين الرجل والمرأة .
تحية أجلال للمعلم والمرشد للنضال الثوري وقائد البروليتارية ومعلم الحركة النسوية " كارل ماركس"
وألف تحية للمرأة في العراق والعالم بمناسبة عيدهن 8 مارس الميمون
الهوامش / * رأس المال المجلد الأول – كارل ماركس . * المناشفة- لينين – موسكو 1918
*كاتب وباحث عراقي مغترب


-


144
البروفيسور" شاكر خصباك"/ وزمن العتمة والخراب العراقي
*عبدالجبارتوري
أن يد المنافي الظالمة لعبت بالدكتور الأكاديمي ا.د." شاكر خصباك " بالترحال من اليمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وقد أصيب بفقدان الذاكرة  -عن عمر 87 سنة – بعد وصوله إلى الأرض المشؤومة ، هل سيرحل عنا خصباك وحيداً غريباً وبلا وداع ومن دون رعاية ؟ وهذا ما نتوقعهُ للأسف في زمن الخراب العراقي ( الناقد حسن سرمك ) .
ا.د.شاكر خصباك من مواليد الحلة 1930 ، يعد واحد من أعلام العراق المعاصر ، فهو قاص وروائي وكاتب مسرحي ومترجم ، وكاتب مذكرات ومقالات ، وأنهُ أكاديمي كبير في علم الجغرافيا ، وقد حصل على درجة الأستاذية عام 1974
في محور الحديث عن الدكتور " شاكر خصباك "  هو ذلك العالم الجغرافي الكبير والأديب الثري العطاء ، وأن شهرتهُ العلمية طغت على شهرته الأدبية ، وأستحضار هذا الرمز العلمي والأدبي ما هو ألا أشارة في تقييم الكبار ، والأعتراف بأستحقاقاتهم في سيولة أقلامهم وأياديهم البيضاء ، وفضلهم على الأجيال المستقبلية المتلاحقة في رسم سيمياء اللغة والأدب والرواية ، فخصباك هو ذلك المبدع في فن أبراز الجمال والحب والأنسنة التي تفوح بعبق عطاءاته الثرة ، ظهر أديباً  في الأربعينيات حقق حضوراً متميّزاً بارزاً ، ولمع نجمهُ في السبعينات من القرن الماضي كعالم في علم الجغرافيا ، وتميّز مشروعهُ الفكري المناهض للأستبداد ، برؤية واقعية في تبني مواقف المظلومين والمقهورين والتصدي لكل أشكال السلطة المستبدة ، وهي تلك المواقف التي زجتهُ في المعتقل ، وتسبب بعزلهِ من عملهِ الأكاديمي ، مما أضطرهُ لمغادرة العراق محققاً نبوغاً في القصة والرواية والمسرح والنقد ، ولهُ 15 رواية من أصل 35 عملاً أدبياً ، ومثلها مؤلفات وتراجم في علم الجغرافيا ---- وهل في الليلة الظلماء يفتقد البدر ؟
ثمة خاطرة مُرّةٍ تجيشُ في صدري وتؤرقني --- لماذا نحتفي بالفارس بعد ترجلهِ ؟ ورحيلهِ الأبدي ! وربما أستفز حكام ما بعدالأحتلال الذين يقبعون في بروجهم العاجية في فردوسهم المخملي الأخضر والمحاطين بوعاظ السلاطين من أمراء البذخ ، وربما ثقيلٌ عليّ أن أقول كلمة وداعاً يا بروفيسورنا الذي أعطيت للوطن 60 عاما من عمرك وزمنك ولم تأخذ منهُ شيئاً ، وعتابي كمواطن عراقي بتساؤل مشروع أين الحكومة ؟ ومؤسساتها الثقافية ، وأتحاد الأدباء العراق ، ونقابة الصحفيين ، وأين الوطن ليستذكر هذه القامة العلمية والثقافية الموسوعية ، وأين هم من شاكر خصباك العلامة الحيّة الميتة المبدعة ونتاجاته العلمية والثقافية والتي أتخم بها خزانة الذاكرة العراقية ، واليوم قد شبع من الترحال ، غاصاً من كأس عذابات المنافي والغربة ، التي فيها موتاً مجانياً يومياّ عبر شهيق هوائها المزكوم في الوقت الضائع لتلك اللعبة الزمنية في محطة الشيخوخة اللعينة ، وعطلاتها العديدة ، وأن فارسنا قد ترجل ، وها هو يمشي في طريق الرحيل الأبدي ، وعندها نمجد الفارس عندما يكبوا حصانه ويترجل ليودعنا ، وتقوم حينها قيامة أعلان الحداد ، وأظهار الرياء والمسكنة على موت تلك القامة التي كان يوماً من رموز الثقافة الكبار، وأحد ركائز التراث العراقي شأنه شأن الرموز العلمية والثقافية والفنية ، وليس بالضرورة لأحتياجاته المالية ربما لأنهُ يعيش من ريع مؤلفاته ونتاجاته الغزيرة الثرة ، ولكنه بحاجة إلى التثمين والتقييم والتكريم والعرفان  .
ومن مفارقات القدرأن ينساهُ وطنه العراق وتحتفي به (صنعاء) اليمن - مشكورة - بمنجزات الدكتور شاكر خصباك في 10-6- 2008وعلى قاعة مركز الدراسات والبحوث اليمني بعنوان ( مضامين تراثية ونقدية عن المنجز العلمي والأدبي للدكتور والأديب العراقي شاكر خصباك ) أحتفاءاً بهِ وتقديراً لدوره الأبداعي العلمي ، وبمناسبة صدور مؤلفاته الأدبية في ثمانية مجلدات ، وقد شارك في الأحتفاء عدد كبير من الأدباء والنقاد وأصدقاء الأديب ، وبعض ممن درس على يديه .   
حين تستعرض منجزات شاكر خصباك وأبداعاته الأكاديمية الموسوعية التي تبهر المتلقي العراقي والعربي والعالمي ، وربما تعجز عن حصرها لسعتها وتعدد فروعها :
-مقالات مبكرة بين 1945- 1947 منها بحوث ثقافية وأدبية ( دراسات أدبية ، نجيب محفوظ ، كتابات نقدية ، القافلة الظالّة ، مكانة المرأة في بلادنا ، حديث عن الفن ، كليباترا في خان الخليلي ، الكاتب الروسي " أنطون تشيخوف " وعشرات المقالات في توضيح معالم أهتماماته الفكرية المبكرة في ميدان الكتابة الأدبية الأجتماعية .
- وهوقاص وكاتب مسرحي جسّد دور المسرح وأهميته في حياة البشر بالأطار الواقعي الملتزم بحواراتهِ المكثفة وبأسلوبٍ رشيق وبتجلياتها الدرامية والمفعمة بالأمل الذي جعله من أسس البناء الدرامي ، ويصفهُ بأنهُ أكسير الحياة  أذ لولا الأمل لتعطلت ديناميكية الحياة عبر مسيرتها االطويلة والمملة مثل: ( مسرحية القهقهة ، الدردشة ، وهو وهي ، والشيء ، وبيت الزوجية ، الدكتاتور ) .
- التخصص في علم الجغرافيا حصل على الليسانس من جامعة القاهرة عام 1951 ، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه من أنكلترا في الجغرافيه البشرية عام 1958 ، وعُيّن في كلية الآداب في قسم الجغرافيا ، وكنت حينها طالبا في كلية التربية قسم الجغرافيا ، مع الأسف أنهُ لم يدرسني بل كنت من الطلاب المتابعين لبحوثه ومحاضراته في حقل الجغرافيا البشرية .
 وأخيراً / ليس من الضروري في هذا المقال كتابة تفصيلية عن الأستاذ الدكتور شاكر خصباك فهو يستحق أن نكتب عنهُ مجلدات وأطروحات لكن الهدف هو التذكير بهذا ( العَلمْ) الذي خدم وطنهُ والأنسانية عبر فضائين واسعين هما * الأبداع الأدبي في مجال القصة والرواية والمسرح ، * الثاني : الدراسات الجغرافية بقسميها البشري والأجتماعي .
تحية أجلال وأكرام لأستاذي الجليل البروفيسور شاكر خصباك متمنياً له الصحة والعافية
*كاتب عراقي مغترب










145
العراق ....وطني إلى أين ؟؟؟
*عبدالجبارنوري
المقدمة/ عذراً يا أمّ قلبي أن مقالاتي هذه ليست مرثية ، بل مجموعة خواطر مُرّة تعبرعن آهاتنا و تألمنا لأوجاعك وجراحاتك العميقة والتي ربما توزن بقرنٍ من عمرك المديد ، وأقولها لجيل الحداثة والعصرنة الفاقدة لثقافة المواطنة :  (أنّكم ستبكون يوماً كالنساء على وطنٍ لمْ تحافظوا عليهِ كالرجال ) ، ذات يوم كان لي وطن أسمهُ العراق وضيّعها معارضوا المنافي بدخولهم مردفين قطار الأجنبي ودباباتهِ بعد 2003 سنة النكبة والسقوط الأخلاقي في سباق مراثوني لنيل الكرسي اللعين وتناسوا حكمة أجدادنا ( لُعِنَ طالبها ) وتجلببوا بها وأقل ما نقول عنهم " أنّهم طلاب سياسة وليسوا طلاب دولة عبر قحط أخلاقي يمتص شهيق البشر ويرميهم على قارعة الطرقات ، ولم يستوعبوا مفهوم الحرية بأنها أنعدام القسر الخارجي ، والديمقراطية بأنها تعني عدم ألغاء الآخر ، وهل حقاً فقدنا العراق ؟ للحقيقة التأريخية أن جميع أصحاب القرار السياسي المستوردين من الخارج يحملون أصلاً فايروس المحاصصة البغيضة في الولاء الهوياتي والمكوناتي والتخندق الطائفي والأثني والمناطقي ، صحيح أن الديمقراطية أحدثتْ أنفتاحاً داخليا وأقليمياً ودولياً بتعددية حزبية ، وتداول السلطة بشكلٍ سلمي ، وبدون البيان رقم – 1 - ، ولكن هذه الديمقراطية جاءت عرجاء بمقاسات العم سام والتي أدت إلى فشل حكومات ما بعد السقوط ولعقدٍ من الزمن .
بعض تجليات ومعطيات الضياع والفشل :
1 - غياب هيبة الدولة في المجال الداخلي حين يكون الوضع الأمني مرتبك بين الخطف والأغتيالات وسرقات البيوت ومكاتب الصيرفة ورواتب الموظفين بعصابات مسلحة ، وسرقة المال العام حتى أمتدت أيادي السوء إلى موجودات البنك المركزي الذي كان يحوي 65 مليار دولار واليوم ترشق الرقم إلى 45 مليار بالوقت الذي يعتبر موجودات البنك غطاء للعملة المتداولة وثقة العالم بسيولتنا النقدية ، وأية هيبة بقت للحكومة حين يعترف أحد النواب بأنهُ أخذ رشا أمام ملايين المشاهدين  وعلى الهواء مباشرة .
2- أما على الصعيد الدوبلوماسي فحدث بلا حرج ، حين تحتل تركيا بعشيقة منذ أكثر من سنة ، وتبني خمسة قواعد عسكرية في شمالنا الحبيب ، والتدخل السعودي في الزيارة الغير مرحب بها لزيارة وزير خارجيتها في فرض شروطٍ مسبقة غير مهذبة على العراق .
3-الدستورالملغّمْ الذي كُتب على عجل وبأشراف كُتل ضمنت لنفسها حصة الأسد ، وحكومات بعد 2003 تغافلت عن تغيير فقراته المسيئة للأجيال القادمة ، وأنهُ ليس بكتابٍ مقدس حتى لا يمكن مواجهة فقراته النتي لا تلائم الأجيال المستقبلية ، فالدستور الأمريكي تعرض للتغيير 16 مرة لحد الآن .
4- مؤتمرات التمزيق التي جرت وتجري لحد اليوم في باريس وجنيف والدوحة والرياض وأسطنبول في قبرصة العراق وأقلمته على أسس مذهبية طائفية وقومية أثنية ، وهي أحياء لمشروع بايدن السيء الصيت.
ويكفي نتائج الحرب وما أعقبها أنّها أدت إلى قتل قرابة مليوني عراقي ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين مشردين تحت خيمة الوطن وهجرة أكثر من أربعة ملايين آخرين يطلبون المنافي ، وهذا الأنهيار البنيوي متزامن مع شرعية متطلبات الأسرة الأممية والتي تتمحور حول ( أحترام حقوق الأنسان وسيادة حكم القانون ومظالم المجموعات ووالتنمية الغير متوازنة ) فأصطف العراق ضمن 178 دولة فاشلة وهشة .
5- أقتتال العشائر العراقية في بعض مدن الجنوب وديالى وبالسلاح الثقيل لأسباب تنافسية في السيطرة على تجارة تهريب النفط والمخدرات وحتى تهريب البشر ، فشل الأمن في عموم العراق أبتداءاً من سنتي 2006-2007 أعوام التصادم الطائفي التي أرتقت إلى حربٍ طائفية ، وسببهُ : أن العراق أصلاً يعاني من خلل في بنية الدولة لتنعكس على بنية الأمن العراقي
6 –أن 328 حزباً قدم مستمسكاته القانونية لمفوضية الأنتخابات أستعداداً لخوض الأنتخابات المقبلة ، بالحقيقة أنهُ رقمٌ خرافي مذهل هو الفوضى بعينه لأن هذه الأحزاب ستعمل على تحصيل أموال من الحكومة المركزية .
7-خلل وأرتباك وفوضى في ترسيم خطوات الموازنة الموسومة ب80% للمصاريف التشغيلية من رواتب ومصروفات يومية و 20% فقط للمشاريع التنموية ، بالأضافة إلى عدم توجه الحكومات بعد السقوط لمعالجة أحادية الأقتصاد العراقي بالأعتماد على النفط بنسبة 98% والتي أنعكست على غلق المصانع المنتجة سابقاً .
أخيرا/ وطنٌ عريق بكل مفرداتهِ ، يدعوا الجميع إلى " ثقافة المواطنة " والأولوية للمشروع الوطني الذي ينتج منهُ التفكير بالأجيال القادمة ، وأهمال السياسي الذي يفكر بالأنتخابات القادمة ، والبحث عن عنصر التكافؤ الذي هو أساس كل علاقة بأستحضار رغيف الخبز ، وأستحضار أرواح مناضلينا الذين جمعوا نزق الثائر المناضل وجأش المناضل الطامن أمثال الزعيم الشهيد الخالد " عبدالكريم قاسم " وننشر شعار لا --- للفكر الظلامي لأنهُ وصفة أنتحار للأمة ، ولا – للتكفير لكونهِ تحريض صريح على القتل العمد والتنكيل ، والحل النهائي هو السلام ثُمّ السلام  الذي هو ترنيمة الملائكة  قاعدتهُ الحوار بلغة الجغرافية لكونه مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية وطنية ، ولنقتدي ونتعلم من المنظمات الثورية العالمية أمثال : جيفارا ، أمل الحرية في الهند ، الجيش الأحمر ، الأمريكي الهاديء ، كراهام كرين ، وحبذا لو أخذنا في الأنتخابات القادمة بالنظام الرئاسي بدل النظام البرلماني الحالي الذي أفرغ المواطن من كل شيء جميل ، ونأخذ بالأغلبية السياسية في تشكيل الحكومة مجردة من الفئوية والكتلوية المفيرسة بالمحاصصاتية ---
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
 


146

سعيد أبن جبير/ سيرة ثائر وعابد
*عبدالجبارنوري
المقدمة/الطغاة كالأرقام القياسية ، لابُدّ أن تتحطم في يومٍ من الأيام ، لأنّ الحياة صراع أزلي بين الخير والشر ، كان لابدّ من الطغاة والجبابرة كما وُجِدٌ الأخيار والمصلحين فيها ، وهؤلاء أن أختلفت أهدافهم وأسباب فسادهم ، ألا أنّهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الأمثل لتحقيق مآربهم السادية وأنحرافاتهم الشخصية والتي أبتليت بها البشرية  مثل :  الفرعون والحجاج وأبو العباس السفاح وعبدالله أبن زياد ونيرون وهيرتزل وهولاكو وهتلر وصدام ،  ويظن الطغاة والمفسدون أن الشعب عبيدٌ لهم ، وغاب عن بالهم أن هناك وراء الأفق أحرار وثوار جادوا بالنفس و " الجود بالنفس أقصى غاية الجودِ "  قد ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية الحمراء ، وتحرير الأوطان ، وأنهاء الأستبداد ، وأن هؤلاء الثوار قد يتباينون منهم عاشوا وماتوا دون أن يتسلموا الحكم في بلادهم  أمثال : غندي وجيفارا وعبد الخالق محجوب وسلام عادل وعمر المختار، ومنهم من أستلم مقاليد الحكم في بلاده وطبق مباديء الخير وسلك مسلكاً حميداً مثل نهرو ومانديلا .
بعض ملامح شخصيّة سعيد أبن جبير / أعلمْ أنّ الكثير لايعرفونهُ ، وبعضهم لا يريد أن يعرف ، وسوف أكتب عن هذا الأنسان الثائر الذي وصفهُ المؤرخون بواحد من أروع الأمثلة على رقي الأنسان ونبله وهو واقفٌ كالطود الشامخ  ضد الباطل وحكام كم الأفواه من هواة لعبة السيف وسفك الدماء وعباد الكراسي والتحكم برقاب العباد تحت شعار تأليه صاحب ولي الأمر قُدس سره وهي تلك التهمة الجاهزة في قطع الأرزاق والأعناق بحججْ واهيةْ ومتهافتةٍ مشرعنة تحت ظل منطق القوّة بغياب قوّة المنطق والتي تمثلت بتلك الحقبة السوداء الدموية للحكم الأموي والتي دام ظلهُا الثقيل على العباد بسوداوية قاتمة أكثر من 170 سنة (من 41 هجري إلى 132 ) ، بأستثناء حكم الخليفة العادل " عمر أبن عبدالعزيز " الذي لُقبَ بالفاروق الثاني ودام حكمهُ أربعين سنة ، وللأسف هناك رجال أسود سرعان ما تلاشى ذكرهم عندما يموتون ، وقد تموت معهم أنجازاتهم بسبب تلوث أقلام وعاظ السلاطين ببعض فايروسات الأنا ، هو الثائر الشهيد  سعيد أبن جبير أبن هشام أبو محمد ويقال أبو عبدالله الأسدي الوالبي 46-95 هجري ، تابعي ، حبشي الأصل ،عربي الولاء والأنتماء والمولد والنشأة ، تقياً عالما بالدين وأحوال الناس وطبقات المجتمع وملماً بأخبار ملوك بني أمية بشمولية الفضاءات الجغرافية للدولة الأسلامية ، درس العلوم عن حبر الأمة " عبدالله أبن عباس " وكذلك عبدالله أبن عمر بمكة وعن عائشة في المدينة المنورة ، وعن جماعة من الصحابة منهم أبي سعيد الخدري وعدي أبن حاتم الطائي ، وأبي موسى الأشعري  وعلوم النحو لمدرسة علي أبن أبي طالب في الكوفة ، وسمي بجهبذ العلماء ، ودرس الثورة الحسينية في كربلاء من جوانبها الأنسانية التحررية بشكلٍ دقيق وعميق ، ونشر العلم في كل زمكنة ترحاله والتحريض على الرفض وأستهجان أستبداد الخليفة الأموي عبد الملك أبن مروان ومساعده الحجاج الذي هو أكثر ملكية من الملك كما يقال في التأريخ ، فأشتهر أسمهُ وعلمهُ وشخصنتهُ ، وفي فلسفته السياسية ( أن الظلم لو دام دمّرْ ، وأن الأمويين وجميع خلفائهم خارجين عن جادة الحق ، مستعبدين العباد ، ناكرين ما أنزل اللهُ من قيمٍ في كتابه " أن الأنسان خليفة الله محرّمٌ أسترقاقهُ وأستعبادُه ، رافعاً شعار " لا تعثوا في الأرض فسادا "وهو ذلك التابعي الحبشي الذي علّم العرب والعجم ، وهو الرحالة الذي نذر نفسهُ وحياتهُ لتهذيب طباع البشر ، وتقليم أظافر الطغاة ، وهو الثائر الحقيقي الذي قال ( لا) لطاغية العصر والتأريخ " الحجاج أبن يوسف الثقفي "  وقد ذكرهُ المؤرخون بأن سعيد أبن جبير كان يحرض الناس وينصحهم بمخالفة الحجاج وفضح ظلمهِ وبطشهِ والوقوف في وجههِ حتى تفاعل بعض الناس معهُ .
وقرر الحجاج قتلهُ والتخلص من فتنتهِ ، و قد عينهُ على نفقانت الجند حين بعثهُ مع " عبدالرحمن أبن الأشعث " لقتال ملك الترك ، وثار أبن الأشعث وأعلن العصيان على الحجاج وخلع الخليفة عبدالملك أبن مروان وكان سعيد من المؤيدين والمبايعين لهذه الثورة  فهاجر متخفياً لعدة سنوات في الأمصار وكان آخرها مكة حيث شاءت الأقدار أن يُعينْ خالد القسري والياً على مكة وهو من أشد أعوان الحجاج فظفر به وأرسله مخفوراً مقيّداً إلى الحجاج في الكوفة ، فأمر بقطع رقبته ، ودُفن في واسط ( قضاء الحي ) اليوم .
من هو قاتلهُ؟ : قتله صبراً  أي أمر بضرب عنقهِ الحجاج أبن يوسف الثقفي 40- 95 هجري سنة 94 هجريه  وكان بعمر 49 سنة ،وهو قائد أسىلامي في العهد الأموي في ظل حكم الخليفة عبدالملك ابن مروان ، داهيه ، سفاك ، خطيب مفوّه ، ولد ونشأ في الطائف ، وأنتقل إلى الشام ليلحق في خدمة عبدالملك ابن مروان ، أشتغل في ديوان الحسبة حتى رُقي إلى تقليد أمر العسكر قاتل عبدالله أبن الزبير وهدم الكعبة بالمنجنيق وصلب أبن الزبير ، وأستباح المدينة وأشعل النار فيها  ، وقمع ثورات الكوفة بأفراط شديد فكان سفاكاً سفاحاً للدماء ، أرتبط أسمهُ بالبطش والقسوّة ، وخاطب أهل العراق بخطبة سياسية نارية شديدة ومليئة بالقسوة والتهديد ليملآ قلوب الناس خوفاً ورعباً منها { أن أمير المؤمنين رمى كنانتهُ وأختار أصلب عودٍ منها ورماني بكم ، وأيم الله لألحونّكم لحو العود ، ولأقرعنكم قرع المروة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الأبل ---  } ، ومات الحجاج بعد سنة من غدر سعيد أبن جبير بلسعة حشرة صغيرة وهي كافية لتفاهة نهايات الجبابرة ، التأريخ لايرحم من هو بطل الأمس فهو متهم اليوم ، أما أحرار الأمس فهم أبطال اليوم مسجلين كأرقامٍ مضيئة في أرشيف الذاكرة الأممية وحاضرتها الأنسانية .
الهوامش والمصادر/*السيوطي – طبقات المفسرين *العسقلاني – الأصابة في معرفة الصحابة * أبن كثير – البداية والنهاية ج9 
*كاتب وباحث عراقي مغترب 


147

 
زيارة الجبير--- تصفير أم تصحيرْ؟   
*عبدالجبارنوري
توطئه/ أي حرماناتٍ كوميدية مضحكة مبكية يعايشها شعبنا المظلوم يكابدها بمرارة ، والغريب الغير مسبوق في عالم برامج السياسة الُمفيرسة الضارّة ( أكتضاض المنافي بالوطن ) ، والأغرب في عالم غيتس الأبله أنهُ لم يكتشف وطننا الوحيد وهو يتشظى بين خرائط العالم عبر متاهات لولبية عنكبوتيىة بنهايات صماء مظلمة ، وقد أتهم بالسوداوية حين أقول : أنُها أفتقدتْ مسك الختام ، لأنُها سقيتْ من جردل بوكو حرام الملوُث بنفايات عهود التخلف البالية والمنتهية الصلاحية .
العرض/أُكد أني أدعي ما أقول وليستْ ملاحظات عابرة بل هي حقيقة ما نحنُ عليه ، لقد وقعنا بالمحذور حين غرقتْ سفينتنا ، بيد أنها كانت آيلة للغرق بعد سقوط الصنم بعد سنة النكبة 2003 ، ومنذُ عهد كلكاميش والمحتال بريمر ومرورا بنخبة قيادات الأسلام السياسي والعراق مستلب أرضا وشعباً وسيادتاً ، خزينة خاوية وقياديون وهميون وشركاتٍ وهمية وعقودٌ وهمية ، وسيطرات وهمية و كل شيءٍ وهمي ألا الميليشيات المسلحة والسيارات الرباعية والمد السلفي المتشدد واللحى المقملة ، وهكذا تجد العراق ككرة ثلج منحدراً إلى قاعٍ لا حد لهُ ، خلال فوضى نظريات التفكيك في قبرصة العراق واللهث وراء أقلمتهِ ، وهو مبتغى أغلب العراقيين فمنهم من يغرد بها خارج السرب في جنيف في أُسطنبول في الدوحة  وعمان أو الرياض ، والأخر يغرد بها علناً تحت قبة البرلمان المزكوم أثر تدويرهم النفايات السياسية لدعم صندوقهم  الأنتخابي الأسود  .
وفي هذا الظرف الخطير والمتأزّمْ والعراق يخوضُ حرباً ضروساً وشرساً ضد عصابات خوارج الزمن ومنذُ 17 أكتوبر من العام الماضي وحتى اليوم بقيادة جحافل جيشنا الباسل والحشد الشعبي والشرطة الأتحادية والبيشمركة ومتطوعي العشائر الغيورة ، ألذين أستوعبوا الصدمة وأستحضروا صولات ذالك الجيش الهمام وتضحياته وبطولاته ، وبأستحضار أمجادهِ الثرة في تحريك عجلة التأريخ عبر أنتفاضة ثورة العشرين المجيدة ، وأنتفاضة الجسر الخالدة وثورة تموز المباركة والأنتفاضة الشعبانية الشريفة  ، فأندفعوا كالسيل الجارف مكتسحين تلك النفايات  المنبوذة عبرالتأريخ من ثلثي أرض نينوى لحد اليوم مسجلين نصراً عظيماً يستحق أن تدرس خططهُ العسكرية في الأكاديميات العراقية والعالمية  ، وتغيّرت المعادلة وأصبح العراق وجيشهُ رقماً مهاباً على الصعيد الأقليمي والدولي ، فتحتم على دول الجوار أن تحسب لهُ ألف حساب ، لذا تفاجأ العراق بزيارة وزير خارجية المملكة السعودية " عادل جبير " إلى بغداد من بيروت حتى بدون علم الخارجية العراقية ، ومن مطار عسكري أمريكي ، وكانت زيارة خاطفة لساعات قليلة ، وكانت أول زيارة وزير خارجية سعودية منذُ 27 سنة ، وهنا نتساءل هل جاء الجبير ليصفر المشاكل المعلقة بين الجارين المسلمين بين العراق والسعودية ؟ أم جاء ليفرض شروطًاً ليس بالضرورة أحترامها بزيادة الطين بلَة بتصحير دوبلوماسي ، وبعد 14 سنة ونحن بأنتظار المطر السعودي ، وكان الجفاف وسني (المحل)* من نصيبنا ، فلم تشفع صلاة الأستسقاء في ترطيب الأجواء بيننا ، فكان مكرهم الطائفي المتشدد في تكفير أبناء العراق عموماً وهذا كافي في عدم تصفير القطيعة ، أضافة إلى رعاية مؤتمرات دواعش السياسة العراقية ودعمهم بالمال والسلاح والدعم الأعلامي ، وأرسال بهائم تفجر أجسادها العفنة في أسواقنا ومدررسنا وشوارعنا وسيطراتنا ، فالحذر – الحذر من هذا الصبي وأن أبدى الوجه الناعم من العملة المفخخة لخطورة الوجه الثاني والنبيه يتعض بالبيت الشعري الجاهلي { أن الأفاعي وأن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطبُ} ، وعرض الوزير( جزمة) العروض عفواً حزمة من العروض في فتح المعابر الحدودية ، وتفعيل الطيران المدني ، وأعمار المناطق المحررة التي دمرها الأرهاب الداعشي ، وهي رسالة إلى السيد العبادي أن لا ينغش بهذه الوعود الديماغوجية ، وأن سنارة العميل السعودي الُصهيو أمريكي طُرحتْ في مياه العراق ، فأياكم يا عقلاء القوم ! أنها والله ترجمة لمشروع بايدن السيء الصيت في تمزيق العراق ، وجره لسياسات المحاور فحيادنا يحمينا من عنجهيات ايران والسعودية .
لماذا زارنا " الجبير " ؟؟
أن أنتصارات الجيش العراقي المتتالية والتكتيكية السريعة ، ومستجداته التعبوية الأستراتيجية في ضرب أوكار داعش في دير الزورعند الحدود السورية ، وخبرة طيار F16 أذهل عرّاب الحروب وكوادر قياديي العالم العسكري خصوصاً السعودية التي سارعت بوزير خارجيتها إلى بغداد ليس لترطيب الجو بل العمل في المزيدعلى تصحيره لكونه بالأساس لا لأرضاء العراق وكسبه بل * عرض مشروع أمريكي على العبادي في تحييد العراق لعزل أيران ،* وألغاء الأتفاقية العراقية المصرية بتزويد مصر بالنفط الخام العراقي ، لتمرد مصر عن التحالف الدولي لضرب اليمن ، * وجاء الجبير ليترجم البيان الختامي لمؤتمر جنيف في قبرصة العراق ،* شعور السعودية بوصولها لقناعة عالية الدقة بأن العراق تمكن من أستثمار وأستيعاب المستجدات من حوله ، * بغية أدخال العراق في دائرة المحاورفي الحرب المستقبلية المقبلة ضد أيران ، *وأن ما يسمون أنفسهم بالمعارضة والمقاومة العراقية الشريفة واليوم  يستجدون العون من أمريكا لأقامة أقليمهم الطائفي وباركوا زيارتهُ ، وحمّلوا الوزير الجبيرموافقتهم على مقترحات المشروع الصدري بغية تسقيط دولة القانون في الأنتخابات المقبلة . 
أخيراً/ لنتعظ من سياسة المحاور التي ظهرت قبيل الحروب الكونية العالمية وحرقت اليابس ثم الأخضر ، فلنبتعد عن الثيران المتصارعة أيران وبيدها الورقة الشيعية والسعودية وبيدها الورقة السنية ، لكي لا نكون حطباً يشعلهُ أيران والسعودية  ونقبل بالأعتدال الذي يحمل الرقم السياسي للصيرورة العابرة للقومية والطائفية لخمود نارها في العصرنة الحداثوية ، ونحن نؤيد مبدأ السلام الحقيقي عبر بناء جسور المحبة بيننا وبين أشقاء اللغة المشتركة والمؤطرة بقوّة المنطق لا منطق القوّة ......
* كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب
* المحل: يعني أنحباس سقوط الأمطار

148
صوت فيروز الحالم يستوحي سمفونية Mozart 40
عبدالجبارنوري*
يتحتم على الكاتب ثمة تنويع في نمط  نتاجاته وكتاباته بين الحين والحين لأبعاد المتلقي من ملل التكرار، فلابدّ من التنويع بين كتابة التراجيديا ومضامين شبكات السياسة العنكبوتية ذات المتاهات اللولبية ، وأرهاصات السوسيولوجية الجمعية لشعبنا المستلب لغرض الأستراحة من عنائها ، إلى فضاءات السكينة الروحية ، وأن نستمتع برشفة تأمل ، ونذعن تلك الروح المتعبة لجلسة أسترخاء  تأملية مع ملكة الغناء العربي ، الفنانة " فيروز " وما أشهى الحديث عن " فيروز " جارة القمر، عصفورة الشرق ، قيثارة السماء ، سفيرة الأحلام ، سيدة الصباح ، المعجزة ، صاحبة الصوت الملائكي والنغم الحالم ، وشاعرة الصوت " نهاد رزق وديع حداد " المعروفة  بالأسم الفني ( فيروز ) مطربة ومغنية لبنانية الولادة  بيروت 1935 ، قدمت مع الأخوين الرحابنة العديد من الأوبريهات والأغاني قد تصل إلى 800 أغنية ، وسرعان ما لمعتْ بالنجومية بعد عام 1952 مع الأخوين في توليف ومزج بين الأنماط الغربية والشرقية مع الألوان اللبنانية في مضمون موسيقاها وأرثها الحضاري ، وفولكلورها التأريخي العريق ، وتمتعنا بمشاهدة (غنية) { يا بياع الخواتم بالموسم اللي جاي / جيبلي معاك شي خاتم ، يابياع الخوتم رح يتركني حبيبي / أحبس لي حبيبي أبخاتم } .
وساعدها صوتها العذب الرخيم الذي يمتاز بأنسيابية وشفافية  مخملية عذبة تداعب شغاف القلب طواعية ، مع عرض سلايدات للطبيعة اللبنانية الساحرة بخيال فنتازي ممتع حين تحكي ( غنياتها ) القصيرة بلسان حكواتي لبناني متجلبب لحد الطربوش بذلك الحب والعشق الصوفي المؤطر بالأنسنة وبرومانسية قروية فطرية مجردة من العبثية الصبيانية فهي حقاً ثورتاً في الموسيقى العربية خاصة بعد 1970 بعد الحرب على لبنان ، وذلك لأن أغنياتها بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع حيث غنّتْ  للحب والقدس – لتمسكها بالقضية الفلسطينية – والأطفال ، وللحزن والفرح والوطن والأم ، وغنّتْ ياجارة الوادي الرائعة من تلحين العبقري المصري محمد عبدالوهاب ، ومن بعد الثمانينات أتجهت موهبتها الفنية إلى الألق والسمو الروحي باستثمار الموهبة الموسيقية الخلاقة لدى أبنها ( زياد رحباني )حيث طلعتْ علينا بتوليفةٍ جديدة بين الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية ، وأبدعت في تقديمها للعمل المسرحي ، وأحياناً تأخذ المسرحية نقداً لحاكم الشعب ، وفي تمجيد البطولة ، وهل في الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ في ( غنيتها) الرائعة : يا أنا --- يا أنا وياك صرنا القصص الغريبه ، يا أنا ---ياأنا أنسرقتْ مكاتيبي ، وعرفوا أنك حبيبي!!! ، أنها روائع ودرر ما غنّت هذه الشحرورة اللبنانية بمقاربات حسيّة ووترية تبدو وكأنّها مستوحاة من أنغام سمفونية الموسيقار النمساوي المبدع " موزارت 40 أو 41 ذات الأيقاعات الوترية المتماثلة .
قالوا فيها : *جاءت السيدة ذات الصوت المائي ، هجمت ك--- مكتوب غرام من كوكبٍ آخر ، هجمت كتفاصيل حبٍ قديم ، ومررنا تحت أقواس صوتها الحضاري فتحضرنا ، وغمرتنا بالنشوة والوجود ( نزار قباني) * أنها تجعل الصحراء أصغر ، وتجعل القمر أكبر( محمود درويش )  *أن صوت فيروز أجمل صوت سمعتهُ في حياتي ، وهو نسيج وحدة الشرق والغرب( مغنية الأوبرا الهنغارية " أنا كورسك ") .
وأخيراً/ الذي أخرجني  من الحياد ، وأعلان تمسكي ولعقودٍ من الزمن بعشق هذا اللون من الغناء الأصيل وخاصة في أدمان مزج قهوة الصباح ب" صباحيات فيروزية " أو ربما غنّتْ لمدينتي الحلوة بغداد بأسطورة فنية خلابة رائعة تلهب الحماس والفخر:
{ بغداد والشعراء والصورُ وضوعهُ العطرُ --- يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسلُ وجهك القمرُ
عيناكِ يا بغداد أغنية يغنى الوجود بها ويختصرُ--- لم يُذكرْ الأحرار في وطنٍ إلا وأهلوك العلى ذكروا }
وهكذا الدنيا --- العابرون لا يتكررون ، والراحلون لا يعودون ، ربما ---- وربما   ---   القادم أجمل
*كاتب عراقي مغترب 





149
معارض البيع المباشر للّحمْ العراقي الحي

*عبدالجبارنوري
أتساءل وبمرارة وأسى وأحباط .. وأحياناً تصل إلى بكاء الرجال الصامت على وطنٍ مستباح ، ربما يحمل جُلّ ثقلهِ مغترب جذورهُ مدافه بطين دجلة الخير ، يُشعرْ بها الجواهري العظيم " أنا العراق ، لساني قلبهُ ، ودمي فراتهُ وكياني منهُ أشطارُ ، وبرئةٍ متعبة وقلبٍ عاشقٍ ولهان يحلم معانقة رفيقة الصبا أزقة بغداد الحبيبة ، ومنذ الزمن البائس للملوك والعراق مستلب فكراً وروحاً وجسداً إلى زمن أنقلابات العساكر الدموية وثُمّ إلى نفق البعث الشوفيني المظلم الأربعيني وقائده الرمز ، فخرج الجيل المتعب الجديد من ذالك الرحم المرعب الخانق آملاً أن يرى ضوءاً في نهاية ذالك النفق ، وأذا بهِ يعايشُ مسرحية تراجيديتاً من نوع الملهاة المأساوية ذي أربعة عشرة فصلاً متهافتاً ومرعباً بطعم الدم بعد عام النحس .. عام الفأل الأسود والحظ  المتعثر عام 2003 ، والعراق يصحو ويمسي على رؤية الجنائز وطريق القبور والتجلبب بالسواد لربما تبريكاً وتيمناً بأسمهِ العتيق " أرض السواد " إلى أين يا وطن المعذبين ؟ يا صاحب المليوني شهيد برقمك الذي تجاوز الجزائر – صاحب المليون شهيد – في معلومة " غيتس " العالمية ، والأحداث الدامية وهي تحمل دائماً بصمات عصابات خارج الزمن والتأريخ حالمي العصر الخلافوي ، والهوس الفرويدي في الفوزبحسناوات الفردوس المفقود ،وللمعلومة التأريخية أن العهد الخلافوي هو الآخرجاء بالتوافق السالب فكان أرثهُ كماً هائلاً من الأختلافات الفكرية والمذهبية فأصبحت خارج التغطية  لكونهِ لم يحصل على التوافق الجمعي حينذاك .
وكان من أخطر غزواتها في بداية هذا العام أستهداف أجزاءٍ من جغرافية الرصافة والكرخ وتدميرهما بمقاربةٍ وحشية لسادية أجدادهم هولاكو وجنكيز خان والحجاج وصدام  في أستباحة العباد أرضاً وعرضاً بسونامي جينوسايد وهولوكوست تدميري يرقى لأبادة الجنس البشري العراقي ، طبقاً لسياسة الأرض المحروقة في أستعمال السيف والمعول ، فكانت غزوات داعش البوهيمية للأسواق والمطاعم  والشوارع ودور العبادة وملاعب الرياضة  وهذه المرّة في :
غزوات المعارض/  *وكان يوم الثلاثاء 24- كانون الثاني 2017 ةفي أوائل السنة الجديدة ، ومن مصادر أمنية وصحية قتل ثلاثة أشخاص وجرح 18 شخص وحرق عدد من السيارات ، بأنفجار عبوة ناسفة موضوعة أسفل أحدى السيارات داخل معرض لبيع السيارات في منطقة النهضة وسط بغداد .*  الأربعاء 15-2-2017 في منطقة البيع المباشر للسيارات في الحبيبية فجر أنتحاري نفسهُ يقود سيارة كيا حمل محملة بأطنان من المتفجرات ، راح ضحيتهُ 18 شهيد و56 جريح حسب مصادر أمنية وصحية . * والثلاثاء الدامي الآخر 24 كانون ثاني 2017 أعلنت قيادة عمليات بغداد هو الآخر من أعنف الأنفجارات المرعبة حيث كانت حصيلتها 49 شهيداً و75 جريحاً وأكثر من  50 سيارة محترقة --- .
من هم وراء هذا المزاد العاهرفي عدم توقف تفجيراتهِ الأرهابية في بغداد بالذات ؟؟
-العدو الداخلي المتمثل بالخلايا اليقضة المتكوّنة من نفايات قيء قمامة سياسيي سلطة زمن الضياع والأزدواجية في المواقف والولاءات الهوياتية ،  وربما من سياسيي الدعشنة خريجي المنصات وشبه رجال مواسم الحج والعمرة لواشنطن ، وهوات المؤتمرات المدعومة ، وكذلك تعدد السيطرات وخلوها من الجهد الأستخباري ، وعدم تفعيل الأوامر القضائية الصادرة بحق الأرهابيين ، وسياسيون مأزومون ومهزومون نفسياً وهم على رأس سلطة القرار قد يغضون النظر عند مرور الشاحنات الملغومة بالموت لأسباب عديدة قد تكون هوياتية فئوية كتلوية طائفية أو مناطقية ، ومن حق شعبنا أن يتساءل : يا ترى أن أكثر التفجيرات الدموية شملتْ مناطق الكرادة والثورة والشعلة والكاظمية والبياع وبغداد الجديدة أغلب سكانها من فئة النخبة الحاكمة والتي حصلت على الأغلبية في الأنتخابات ، وبيدها وزارة الداخلية والعدل والقوى الأمنية وجهاز الأستخبارات وأغلب قيادات الفرق العسكرية ، وتحدث تلك الأختراقات  القاتلة !!! فهل هي مخترقة من أجندات سالبة ؟ أم أصيبتْ في بعض مفاصلها بالفساد ، فأن كانت أيٌة منها فهنا تسكب العبرات فلك الله يا عراقنا المبتلى .
- نجاح الأرهاب في أختراق الوزارات السيادية من خلال تأثيرات هوياتية وأرتباطات بأجندات خارجية وداخلية يحصلون- بطريقة ما -  على الباجات والسيارات ذات الدفع الرباعي والمظللة لأيهام الضحايا بأنها من الحكومة .
- عند أعتقال الأرهابيين وبموجب أوامر قضائية ، وعند فترة تراهم في الشوارع طليقين ويشاركون في عمليات أرهابية جديدة ، ولأسباب عديدة منها موت الضمير الحي وغياب المواطنة والعمالة المكشوفة للأجنبي ، تنجح سنارة الرشا والنداوة الخلقية في بيع شرفه وعرضه وتأريخه لقاء هوس الورقة الخضراء .
- العدو الخارجي في عواصم العهر السياسي والأخلاقي في الرياض الفكر الوهابي ، أنقره الدعم اللوجستي والأجتماعي ، الدوحه المال وعقد المؤتمرات ، واشنطن عرابة داعش .
وأخيراً / جدلية مثل هذا الموضوع الشائك المبتلى به العالم بجغرافيته وسوسيولوجيته الجمعية المحكوم عليه من قبل هذه الفئة الضالة ب( الكفر ) ، ومن مسلمات هذه الأفكار الأصولية المتطرفة نجد الشعب العراقي في كفتي المعادلة الحداثوية المعصرنة لتيارالدعشنة الوهابية والتي هي : المنتصرون والخاسرون أو الضحية والجلاد ، وأقولها وبمرارة أن الشعب هو الضحية والخاسر الأكبر لسببين أولهما : أزدواجية المنظمة الدولية في النظر لمشاكل العالم ، والثاني : أحادية قطب الرحى المتمثلة بالقوّة المادية والعسكرية لأمريكا  --- كاتب ومحلل سيباسي  عراقي مغتربُ



150

 
خطف الأشخاص/تحت الأضواء
*عبدالجبارنوري
توطئة / نموتُ كي يحيا الوطن ..يحيا لمن ؟ نحن الوطن .. إنْ لم يكن منا كريماً آمناً ، ولم يكن محترماً ولم يكن حراً .. فلا عشنا ولا عاش الوطن (أحمد مطر شاعر عراقي ) ، نعم فهو ممزّق الخيمة ، منكسر الراية ، مغيّب السيادة ، مكبل اليدين ، مكمم الأفواه ، أسير عدة قوى متنفذة ، قد تكون محلية أوأقليمية أو دولية ، ربانها سياسيون متأزمون ، يفتقدون المشروع المستقبلي ، لكونهم منفصلين عن الواقع ، مسلوبي القدرة للخروج من مستنقع التطرف والكراهية البنيوية ، فهي حكومات طلاب ( حكم ) لا طلاب ( دولة ) وقدموا لنا أسوأ نموذج للحكم ، لم يشهدهُ التأريخ منذُ حكم أول رجل قانون ( أورنمو ) وحتى اللص بريمر ، حكومتان متداخلتان الأولى بيدها تلك المؤسسات الآيلة للسقوط ، والثانية المتمثلة بالدولة العميقة بتشكيلاتها العشائرية والكتلوية الفئوية الميليشياوية المسلحة بالطبع فهي التي تقود العراق ( ميدانياً ) ذات تأثير مباشر على مصادر القرار السياسي ، وكان لبعضهم مهمة تأجيج النعرات الطائفية فقط ، لذا سقطتْ عنها ورقة التوت ، وأنكشفت تجليات تداعياتها السيئة بتدوير نفاياتها التي تزكم الأنوف ، حيث وجد العراقي نفسهُ بعد 2003 في شبكة عنكبوتية من الفوضى الأمنية ، وفوبيا المجهول ، من الصعوبة تعداد أخطاء ومطبات وسلبيات حكومات المقبولية وتداعياتها على النسيج النفسي والروحي والتربوي ولم تثمر خلال سنيها الأربعة عشر العجاف غير الغثة والمتردية والنطيحة تجلت بوضوح في مطر السوء الساخن والتي  تمثّلتْ بجرائم سياسية وأجتماعية وأخلاقية سادية متطرفة  ( كجريمة خطف الأشخاص ) ،  نحن الجيل المخضرم الذي عايش جميع الحكومات العراقية من النظام الملكي ، وثورة تموز التغيرية وعصر الأنقلابات العسكرية  الموسومة بالبيان رقم – 1 – تأكد لنا بأن التأريخ يكررنفسهُ مرتين مرّة كمأساة ومرّة كمهزلة كما يقول العم ماركس ، وحقاً أن التأريخ أظهر لنا وجهي العملة الرديئة (المأساة)المؤطرة  (بالمهزلة) بعد 2003 أذبان الأحتلال الأمريكي البغيض  .
ظاهرة الخطف / ثمة أخبار مرعبة في وطننا المبتلى – وما أكثرها – عن أرتفاع حالات الخطف والسرقة والنشل والسطو المسلح ، وهي موجودة ولكنها أعلنت عن نفسها جهاراً في وضح النهار ، خاصة بعد 2003 وأنتشار الفوضى وثم إلى ذروة العنف الطائفي في 2006و2007 كثرتْ ظاهرة الأختطاف والتي تسمى بلغة القانون الدولي في الأمم المتحدة (بالأختفاء القسري) ، وأزدياد أعداد العصابات والمافيات في مركز العاصمة بغداد خصوصاً وباقي عموم المحافظات حيث سجلت ملفات محاكم الجنايات في بغداد 31 حالة منذ بداية هذا العام الجديد ، والعجيب أن المجرمين يساومون ذوي المخطوف بمبالغ خيالية ربما لا توجد في مقاييس غيتس وبلغة عصرنة السرقة 30 أو60 شدة أو دفتر ، وتدفع الأسرة المنكوبة ما تيسر لها من ذلك المبلغ المرعب بأنتظار مخطوفهم يخرج سالما بيد أنهم يجدوه مقتولاً ومرميا على قارعة الطريق أو ربما على مكب النفايات ، تعد ظاهرة خطف الأشخاص من أخطر الجرائم التي يشهدها المجتمع المعاصر لكونها تتعلق بسلب الحرية الشخصية وما لها من تداعيات أجتماعية ونفسية على الفرد وعموم المجتمع ، ويتضح من خلال فلترة شخصية الخاطف السايكولوجية بأنهُ سادي السلوك ، وهو الجيل الذي خرج من رحم الحروب العبثية بهويات منسلخة من موجات الفوضى الناتجة من الخواء الفكري للسلطات الدينية الراديكالية وفشلها التام في أدارة الدولة المدنية ، والذي أضاف لها العهر الأمريكي من مخزون مخلفاته الفكرية الأستعمارية صنيعتها داعش الخلافوية المزعومة المكلفة بأدارة ناعور الدم العراقي بأبشع طرق جهاده المزعوم .
الأسباب/
-مادية لا للعوز بل لربما لسد الغرائز المحرمة الدنيئة لنزوات المجرمين .
- قانون العفوالذي أقره البرلمان في آب 2016 جاء بتسهيلات في فك وحلحلة حيثيات الجريمة .
- السيارات الرباعية وبعضها مظللة وهي مخصصة للأمن الداخلي فيستعملها المجرمون في جريمتهم الشنعاء في تظليل وأيهام الناس لكونها لا تفتش .
- أنهيار الوضع الأمني وعدم قدرة الحكومة على محاسبة المجرمين ، وخاصة الأختيار الخاطيء لوزير الداخية من خلال المحاصصة الطائفية فليس بالضرورة لدى الحكومة أن يمتلك حساً أستخبارياً أو قانونياً !!! وهنا قد تسكب العبرات حين يكون أغلب حالات أختطاف الأشخاص تقف وراءها جهات سياسية أو ميليشياوية تمتلك في الدولة العراقية مراكز متنفذة محاولة منها تمويل نفسها من خلال المبالغ المستحصلة من ذوي المختطفين . 
- أنتشار السلاح لمن هب ودب وتدار من قبل مافيات منتشرة في جميع المحافظات وأي سلاح تطلب حتى كاتم الصوت !!! .
- أنتشار تعاطي أقراص الهلوسة والمخدرات بأنواعها وحتى باودر التخدير وبنسبة 85% .
- أتضح أن مرتكبي جريمة خطف الأشخاص من ذوي التعليم المنخفض أبتداءاً من أمي أو يقرأ ويكتب فقط أو لم يكمل المرحلة الأبتدائية .
- وتبين أن هذه النخبة الشاذة من جيش العاطلين عن العمل حيث يشكلون نسبة 75% من البطالة في العراق بنسب عالية قد تجاوزت 38% وأزدياد مطرد للحاجة للمال .
- وتبين أن نسبة 100% من عمليات الخطف في المدن وخاصة في بغداد ولم تظهر في الأرياف ، وذلك لتعدد حاجات الأنسان الضرورؤية والكمالية وتعدد أماكن اللهو والعبث الغرائزي .
- أنتشار الفقر بنسبٍ عالية قد تكون 40% ، ولم لا أذكّرْ القراء الكرام في زمن الحصار الجائر الذي فُرض على الشعب العراقي في العهد الصدامي أدت إلى ظهور ضعاف النفوس وأرتكابها مثل هذه الجرائم .
- الحالة الأجتماعية أكثر الخاطفين غير متزوجين بنسبة 90% وعلاقاتهم بأسرهم غير جيدة .
معطياتها وتجلياتها السلبية
-التأثير المباشر على المجال الأستثماري بأمتناع الشركات الأستثمارية في العمل ضمن هذا المناخ الموبوء.
- أتساع ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية ، بأستهداف خيرة الأكاديميين والأدمغة من الكفاءات العراقية لمغادرة البلاد بعد الكشف عن خطف الكثير من الأطباء وقتلهم ورميهم في مكبات النفايات لأسباب شتى قد تكون مادية أو أنتقاماً فئوياً بيد العصابات الطائفية التي أصبحت خصماً للعلم .
- أنهيار أخلاقيات المجتمع بالأتجار بالبشر أو أخضاعه للعبودية والعمالة القسرية والتحرش الجنسي .
- وقتل المختطف بدم بارد من قبل هذه العصابات الغير سوية والسادية شاركت حمامات الدم للنظام السابق والسيف الداعشي الدموي في ناعور الدم المستمر لحد اليوم .
وأخيرا / أن عمليات الأختطاف لا يمكن أن تنتهي ألا بتفعيل القانون وسد ثغراته التي يستثمرها المختطف والضرب بيد من حديد
كما نصحت المرجعية وأن يكون أختيار وزير الداخلية مستقلا مهنيا حرفيا غير خاضعاً للمحاصصة البغيضة ومن ذوي الخبرة في العمل الأستخباري والحس الوطني ------
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب

151

 
مكسيم غوركي/ أيقونة البروليتاريا
*عبدالجبارنوري
مكسيم غوركي Maksim Gorky   
1868 – 1936 أديب روسي وناشط سياسي ماركسي ، مؤسس الواقعية الأشتراكية التي تجسّدْ النظرة الماركسية للأدب ، حيث يرى " أن الأدب مبني على النشاط الأقتصادي " في نشأته ونموه وتطوره ، وأنهُ يؤثر في المجتمع لذا ينبغي توظيفهُ في خدمة المجتمع ، وهو في طليعة أدباء عصره في أستقراء وتبني هذا الرأي كنظرية علمية في عالم الأدب والثقافة .
لقد قرأتُ كتب ومؤلفات كثيرة لمؤلفين وكتاب عالمين وعرب ...ولكن يبقى الكاتب والمؤلف الروسي مكسيم غوركي هو الأقرب إلى وجداني وفكري وروحي ربما كانت رواية " الأم " تدفعك بدون عناء التوغل في أعماق أوجاعه ، فهو قصصي وكاتب وناشط سياسي ماركسي الهوى والأنتماء ، عارض علناً النظام القيصري وأعتقل مرات عديدة ، وسُجن أكثر من مرّة إلى أن بزغتْ ثورة أكتوبر 1917 المظفرة  ، فأعطاها كل ما يملك من عبقرية وحيوية ، وكرس نضالهُ الثوري ما تبقى من عمره حتى سقط مغدوراً بيد أحد التروتسكيين في 18 حزيران 1936 ، وقربه وصداقته لرموز الدولة السوفيتية مثل لينين الذي أصبح الصديق الشخصي له ، وستالين ومن قادة الحرب والدولة  ، ووقف إلى جانب حزب البلاشفة ومن مؤيدي الحركة الأشتراكية الديمقراطية في روسيا ، وشارك فعلاً في ثورة 1905 ، وسخر قلمهُ في دعم خطهم السياسي ضد المنشقين والتروتسكيين ،  فهو نذير الثورة الذي بشّر بهبوب العاصفة الثورية بقلمه الذي خط به خطوط الواقعية الأشتراكية ، كان ثورياً ساهم بشكلٍ فعال في أشعال الفتيل الثوري ، حيث كتب عدة مقالات ثورية يقول لافيها : --- مزيداُ من الجرأة أيها الرفاق --- مزيداً في الأيمان بقوة الجماهير الثورية التي في طليعتها البروليتاريا ، وأن العذاب النفسي الذي تلازم مع مكسيم والمحتبس في ذاته منذ طفولته المعذبة بفعل التسلط والصراع الطبقي في المجتمع الروسي ، خاض تحدياتٍ نضالية وكفاحية خطيرة --- بيد أنهُ ربحها
رواية " الأم " كتبها مكسيم بعد فشل ثورة 1905 وقبل ثورة أكتوبر المجيدة ، وقد وصفها لينين يأنها جاءت في وقتها  ، صوّر غوركي العمال الكادحين بمظهر قوي كعملة نادرة مطلوبة عند الدولة كذراع يحرك أقتصادها بعكس ما ينظر بعض  الكتاب إلى العمال بأنهم يستحقون الرحمة والعطف ، تمكن في رواية الأم من فضح النظام القيصري القائم على الظلم والأضطهاد من خلال الحديث الشيّق والمنمّق بواقعية من خلال ( ميخائيل بلاسوف ) الذي عاقر الخمرة للهروب من واقعه المرير كأحد العمال البائسين فهو سكير لا أبالي عنيف يكره الأخرين حتى أفراد أسرته ، غير مهتم بما يجري حوله ، وجعل أم ( بافل ) هي بطلة الرواية تتحول فيما بعد إلى مناضلة بعد موت زوجها الشرير ميخائيل بلاسوف ونفي أبنها ( بافل ) إلى سيبيريا كسجين سياسي ، فهي تعلم أن الدموع لا تنضب في عيون الأمهات ، رغم خوفها وقلقها على مصير أبنها ، ألا أنّها تشعر بالفخر بأبنها وهي تشاهدهُ يرأس الأجتماعات السرية ويتحدث بأشياء لا تفهمها ، وعندما سُجن أبنها تابعت مسيرتهُ ، وأصبحت توزع المنشورات السرية التحريضية ضد النظام مع أصدقاءه ، وتبنت القضية وأصبحت كغيرها من الرفاق المناضلين متفهمة معنى التحرير فأندفعت أكثرو حين تجد جمهرة من العمال والكسبة والفقراء تندس بينهم وتخطب فيهم قائلة : تعرفون أيها الرفاق لماذا صدر حكم النفي على أبني ؟ لأنهُ يريد أن يبين لكم الحقيقة التي هي عملكم المضني وسرقة جهودكم و قواكم ولا يكون نصيبكم ألا المرض والجوع والفقر ، كل شيء ضدنا ، والجميع يستغلوننا ، وفيما نحن نغرق بالوحول حتى آذاننا بينما نرى التخمة والترف على الطبقة البورجوازية الطفيلية ، وبينما كان الكاتب غوركي منهمكاً في كتابة الرواية يصمتْ برهة ويضع قلمهُ جانباً ويتمتم : متى يا رب يكون عندنا أمهات يفرحن في حين يرسلن أولادهن إلى الموت من أجل الأنسانية ؟ مثل هذه الأم التي رسم لها غوركي أن تكون صمام أمان للبروليتاريا لكسر القيود وهدم قلاع القياصرة بالثورة البلشفية ، عندها لن يستطيع أحد من أن يغتال روحاً جديدة بُعثتْ من جديد .
وأن مسرحية غوركي ( في القاع  أو الحضيض)  جاءت تحدياً وفاضحا للنظام القيصري الأستبدادي الأقطاعي بأنهُ قطار يقوده أرعن يسحق الناس ويشوّه أرواحهم ، بلغ فيها مكسيم الذروة لا تقل عن رواية الأم  ، أختار لمسرحيته قبوا قذرا رطبا منعزلا ضيقا أستعمل كمبيت تمتلكه أمرأة جشعة شرسة متهالكة على المال ، يأوي خليطاً غير متجانس من البشر فكراً ونزواتاً وطباعاً تتكون من نفايات بشرية ميتة حيّة ذات نزوات مختلفة ، فكانت رمزية غوركي بالقاع جغرافية روسيا ، والكائنات الحية الميتة الشعب الروسي المستلب والمسحوق ، لذلك مُنعتْ من قبل الحكومة بعد أن عُرض أكثر من ثلاثين مرّة ،  وفي رسالة لينين في 16-11- 1909 {بودي أن أشد على يدك بقوّة ، فقد عادت موهبتك الأدبية الفنية على الطبقة العاملة في روسيا وغير روسيا بالنفع العظيم } ولدي أمل أننا نلتقي معاً ...ولن نلتقي كأعداء بل كرفاق في الكفاح ، وهذه أدلة ثبوتية على أن غوركي لم ينظم إلى الثورة البلشفية بعد نجاحها في أكتوبر 1917 كما يقول بعض النقاد ، بل كان أكبر المهندسين الأدباء لها بدلالة شهادة أخرى من ستالين الذي يبدو أنهُ تأثر بمسرحية غوركي ( في القاع ) أستوحى منها – وهو يقصد مكسيم – أن الأدباء هم مهندسو النفوس البشرية  .
المجد لمهندس الطبقة العاملة الروائي الروسي " مكسيم غوركي "
وتحية أجلال وأكرام لكل أم وخصوصا لأمهات شهداء الحركة الوطنية العراقية
*كاتب وباحث عراقي مغترب



152

 
خور عبدالله/ ولعبة التسقيط السياسي...وخلق الأزمات
*عبدالجبارنوري
توطئة / قالوا في حب الأوطان: *ولي وطنٌ آليتُ أن لا أبيعهُ/ ولا أرى غيري لهُ الدهرَ مالكا ( أبن الرومي ) * سلامٌ على هضاب العراق وشطيه والجرف والمنحنى /سلامٌ على باسقات النخيل وشمم الجبال تشيع السنا ( الجواهري 1947 )*/ نموت كي يحيا الوطن...يحيا لمن ؟ نحن الوطن ...أن لم يكن منا كريماً آمناً ولم يكن محترماً ولم يكن حراً ... فلا عشنا ولا عاش  الوطن  (أحمد مطر – شاعر عراقي ) --- لك المجد يا وطني الحبيب ، ليتني قد ثقبتُ سفينتي لأغرق في بحر هواك ، ولم أولج روحي المعذبة غصات المنافي وموتها اليومي ، وليتني لم أراك مضمخاً مكسوراً مشلول الخطا يا أيقونة الجراحات ، يا خزين العذابات ، ويا روافد النزيف وأنت في ردهة الأنعاش مقطعاً وقد تكالبت عليك الذئاب وسيوف الغدر وسكاكين الجواسيس والخونة والجبناء ، وأنت تردد : أهذا جزاء قرنٍ من رعايتي وأحتضاني لكم ؟ .
العرض/ أنا لست بصدد الدفاع عن حكومات الغفلة والصدفة والمقبولية الفئوية التي جاءت بعد 2003 ، حتى أني أحمل حكومة المالكي  في 2014 بالتعجيل في محاولات أخراج العراق من البند السابع ،ربما لتحقيق مكاسب سياسية ضيّقة حيث قدمت تنازلات مخلة من أجل ذلك لم يكن ( مبررا).
وأنبرى أعداء العراق وهم كُثر حد (بروتس)* وأبعد فهو محلي أولهم البعثيون طلاب ثأر فقدان تسلط حكم أربعين سنة ، وسياسيو السلطة المأزومون ، وسياسيو الدعشنة مناضلو منصات العمالة المترسنون في خنادق أو فنادق أربيل والرياض والدوحة وعمان وأسطنبول ، وفتاوى الظلالة ذات المد السلفي السعودي المتشدد ذات اللحى المقملة والمال القطري والعثمنة التركية وعلى رأسهم جميعاً اللوبي الأمريكي – الصهيوني فهذه الخلايا المسرطنة تعمل ليل نهار على أفتعال اوخلق الأزمات ، وحتى أن وُجدتْ هذه الأزمات يدخلوها في معامل الكذب والتزوير وقلب الحقائق وأثارة النعرات القومية والطائفية ، والتحريض المقصود لأرباك أمن المجتمع ، ونتساءل أين مشكلة ميناء مبارك التي أقاموا الدنيا عليها ثم سكتت سكوت أبي الهول . وأثيرت زوبعة جديدة في موضوع قناة خور عبالله  كان يوم الثلاثاء 24-كانون ثاني-2017  في تصويت مجلس الوزراء على فقرات القرار الأممي 833 في 1993 بترسيم الحدود  البرية والمائية لغاية الدعامة 162بين الدولتين أسمه تنظيم الملاحة في المياه الأقليمية بيننا وبين الكويت وليس أعطاء الخور إلى الكويت ، وتحديد 750 ألف دولار كنصف المبلغ الأممي الذي هو 1/5 مليون  دولار ، وفي 22مايس 2013 ذهاب الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري لمناقشة مذكرتي تفاهم بشان الدعامات الحدودية ،  ثم أن البرلمان العراقي صوّت على نفس القرار22-8-2013 فيما يخص حرية الملاحة البحرية في خور عبدالله  أثر ذهاب الوفد العراقي ألى الكويت للتسوية ،وأثيرت حينها تسريبات أن بعض أفراد الوفد أستلم رشا من الكويت كهدايا تطييب خواطر ،  وثمة تساؤل يفرض نفسه ، ألم تعلموا أيها المتخرصون واللاعبون في الماء العكر أن القرار أممي( ملزم ) الحكومات العراقية في تطبيقه ؟ ألا تميزون بين الضحية والجلاد ، بالتأكيد كل الشعب العراقي بما فيهم الحكومى ضحية نزوات وهوس وحماقة قائد الضرورة ،  في حصول العراق على عقوبة  قرار أممي في تنظيم الملاحة في المياه الأقليمية بين الدولتين ، ثم أشيع في أعطاء جزأ من مياهنا الأقليمية في خور عبدالله غير دقيق ولا يخضع للمنطق  والعقلانية  وذلك ليس من حق أحد مهما كان منصبه أن يهب ما لا يملك في خور عبدالله ، ما عدا صدام الذي فُرض بأنقلاب عسكري الذي تنازل عن أراضي عراقية مجاناً لدول الجوارحسب نزواته وأهواءه الشخصية المضطربة ، كمنطقة الحياد للسعودية والكويت ، وتنازل عن شط العرب حتى سمتهُ ب( أروند رود ) وأراضي حدودية لأيران ليتفرغ لأحتلال الكويت ، وتنازل عن أراضي في طريبيل للأردن ، وتنازل في خيمة صفوان المذلة عن 58 بنداً سرياً للكويت أضافة إلى سفوان والقاعدة البحرية في أم قصر وبأتجاه خور عبدالله لغاية الدعامة 162 وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 833 بقيادة المفاوض الهمام  (اللواء الركن هاشم سلطان )وزير الدفاع آنذاك الذي فُتش قبل دخوله الخيمة ووقع على ورقة بيضاء بأمر القائد الرمز ليتفرغ لذبح الأنتفاضة الشعبانية بجينوسايد مفرط ومخيف ، وكان من ضمن تنازلات النظام الصدامي البائد أنهاء البرنامج النووي ، وألزام العراق بالموافقة على قرارمجلس الأمن بالوصاية الدولية الكاملة على العراق ، والأعتراف بسيادة الكويت ، وتثبيت الحدود ، علماً أن هذه الأراضي التي زحف أليها الكويت فيها 57 بئر نفطي و13 بئر منتج ، والموافقة على الحضر الجوي ، وتحجيم الجيش الحسب هوسه السياسي عراقي بتسريح 40% منهُ ، والشعب العراقي وحكوماته ما بعد 2003 ضحية نظام سماسرة السلطة والدم ، وفوضى الحكم الفردي الصدامي التدميري وخلوه من البعد الأنساني ، فالتأريخ سوف يوضح للأحفاد ما أورثه الأجداد بحقهم .
أخيرا / مطلوب أعادة النظر في الأتفاقيات التي تمس سيادة الوطن ولندع الماضي وكما يقول مكسيم غوركي { قافلة الماضي لن تصل بك إلى أي مكان } ، ولاتزال الفرصة أمامنا إذا أستحضرنا حقوق أجيال المستقبل ، لأن القرار الأممي 833 حدد الوقوف عند الدعامة 162 ( لأن خور عبدالله يقع بعد الدعامة المذكورة ، وأستثمار المادة 70 في قانون الأمم المتحدة هو فيصل الشكوى لعرض مظلومية العراق في زحف الجارة الكويت على أراضي العراق ، والأعتماد على مفاوض قدير متمكن له خبرة في المفاوضات الدولية مكوّن من رجال القانون الدولي وعلماء قوانين البحار لا أصحاب منابر الوعظ الديني مع كل الأحترام لرجال الفقه وعلماء الدين ، ولتستند المناقشة مع الكويت على خط التالوك (أعمق نقطة بحرية ) لا على خطوط الطول والعرض التي تسلب منا حتى الفاو----
*بروتس / من أعز أصدقاء القيصروأشترك في قتل القيصر في مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير
*كاتب وباحث عراقي مغترب
   

153
خصخصة الكهرباء/ هو ترويض " لثقافة الترشيد"
*عبدالجبارنوري
جراحات العراق كثيرة وعميقة وثقيلة ربما بوزن وجوده الأزلي منذ الأستاذ كلكامش لحد بريمر شريف روما ، وربما أقساها ألماً " مشكلة الكهرباء " التي دفعت بلعابة الصبر أن تنتحر ، كاتبة عذاباتها على بوابة بغداد رائعة أم كلثوم { للصبر حدود – ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود ، ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت ، لقيتني وأنا بهواك – خلصت الصبر معاك }
الكهرباء هو بالتأكيد الشريان الرئيس لكل مفاصل الحياة ، وأنهُ الداينمو المغذي لها ، بل أوكسجين رئة الدولة ، وأصبحت المشكلة العصيّة على الحكومات المركزية المتعاقبة منذ 2003 ناشرة تداعياتها المرّة خلال 14 سنة عجاف عاقدة حلفاً  غير مقدس مع حرارة جهنم العراق 60 درجة مئوية ومع زمهرير أسكندنافيا تحت الصفر ، وحكومات الغفلة العراقية عاجزة في مواجهة أزمة الطاقة المفتعلة بالرغم ما تمّ أنفاقه من المال العام بحوالي 37 مليار دولار ، لعمري أنها ميزانية ثلاثة دول مجاورة ، وثمة هذيان أنها تبني مليون شقة سكنية ، و20 مستشفى تخصصي ، و10 آلاف مدرسة ، وتعيد أحياء مصانعنا المقفلة ووووو لك الله يا عراق وتبقى الحكومة في موضع الأتهام بجعل العراقي يتحسر ويقبل اللجوء في المنافي ويتجرع كأس الغربة بموت بطيء كل يوم .
وثبت للقاصي والداني أن وزارة الكهرباء من أفسد الوزارات ، ومن أغرب العجائب أن تكون خلية الأزمة خارج العراق وفي عمان ( ناكرة الجميل ) لكونها مزاد علني لبيع الشرف والغيرة الوطنية في بيع وشراء الوزارات السيادية في فندق فور سيزن  لمن يدفع السقف الأعلى في المزاد ، أضافة إلى خضوع وزارة الكهرباء للمحاصصة الطائفية ، وتغافل تلك الحكومات عن البحث عن بدائل الطاقة .
ويتضح أن المسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة ، فهذه سلبيات المواطن في مواجهة الأزمة :
1-غياب ثقافة الترشيد في أستهلاك الكهرباء وهو معطيات غياب ثقافة المواطنة ، بأقتناء الأجهزة الكهربائية بشكل مسرف ومفرط حيث لا يكون غريباً في منزل مساحته 100م2 أربعة سبلتات وثلاثة ثلاجات وأكثر من تلفزيون عملاق وغسالات ووووو --- .
2- التجاوز على خطوط النقل والتوزيع .
3- الأمتناع عن تسديد فواتير الطاقة المستهلكة من قبل مؤسسات الحكومة والمواطنين .
4- البناء العشوائي الذي يقف وراءه بعض المسؤولين لأغراض أنتخابية .
5 – تجاوز بعض المحافظات على حقوق المحافظات الأخرى وأستحقاقاتها لحصة الكهرباء ، حسب قوة الكتلة التي تحكم .
6- تلاعب أصحاب المولدات بسعر الأمبير الواحد .
ولماذا لا نتعلم من الشعوب المتقدمة حضاريا بل نقلدها فقط بهوامشها ، فلننظر إلى الشعب الياباني في أيام " التحدي الثلاثي " سنة 2011 في شهرٍ واحد تسونامي وزلزال وتسرب المفاعل النووي في ( فوكوشيما ) ، علما أن الشعب الياباني متمرس بثقافة الترشيد والتي هي جزء مهم من ثقافة المواطنة ، فهم متعودون على تمرد الطبيعة فيلزم على الياباني طواعية التأقلم والمعايشة مع تلك النكبات وأحتواء آثارها ، حيث أن الحكومة لم تطلب منهم ترشيد أستهلال الطاقة بل بالعكس خفضت سعر الأمبير الكهربائي ،بيد أن الشعب ارفع فيشة كهرباء المنزل وأستعاض عنها بالتورش اليدوي ، وألغاء الطبخ والتعويض عنه بالوجبات السريعة كل ذلك لأجل توفير الكهرباء لرياض الأطفال والمشافي ، مع حكومة تتقن فن أدارة الأزمات وهو فرع تخصصي يدرس منهجيا في الجامعات اليابانية وكذلك في جامعات العالم ، ولم تعتمد الحكومة على أستيراد المصادر التقليدية للطاقة كالنفط والغاز الطبيعي في مجال توليد الطاقة الكهربائية بل أتجهت إلى البدائل توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية ، ولم تقصّر حكومة الحزب الديمقراطي في معالجة الأزمة في 2011 ولكنها قدمت أستقالتها خجلاً من الشعب وخسرت أنتخابات 2013 ، لكونها أعترفت بالتقصير !!! .
وأخيرا / أجد من الضروري خصخصة الكهرباء للقطاع الخاص بشرط تحديد سعر الأمبير من قبل الحكومة ، وهذا مما يجعل المواطن مرغماً ومسؤولا وحريصاً،عن أحتياجاته من أستهلاك الطاقة ، وأنها تجربة ناجحة جداً في أغلب الدول الأوربية وبعض الدول النامية ، وتشكل مردوداً مالياً للحكومة ، والتخلص من السرقة ونهب المال العام وحل مشكلة الكهرباء المستعصية عندنا فقط .
*كاتب وباحث عراقي مغترب


154

   
ترامب / قراءة في تجليات الواقع الجديد ومعطياته
عبدالجبارنوري*
نُصب ترامب الرئيس الأمريكى رقم 45 يوم الجمعة 20-1-2017 ، مبتدءاً بالقسم الدستوري مبنى الكابيتول ، بأنظمامه للقائمة ال45 للرؤساء الأمريكيين من جورج واشنطن ولحد المعتوه ترامب ( يحنثون ) باليمين ، مثل ذلك الحاكم الذي طلب من الحرامي أن يحلف تمتم الحرامي أجه الفرج والعباس ، فأمريكا عدوة الشعوب ، وقاهرة مساكين وفقراء الأرض ، وصاحبة الأنقلابات العسكرية في أغلب الدول المغلوبة على أمرها ، وتتعامل بميكافيلية مقيتة ، وهي أول من أستعمل  القمبلة الذرية في جينوسايد أبادة الجنس البشري في هيروشيما وناكازاكي ، وهي صانعة أسرائيل والأرهاب الداعشي ، قال عنهم تشرشل { الأمريكان لا يسلكون الطريق الصحيح ألا بعد أن يسيروا في كل المسالك الخاطئةAmerican to do the right thing after they ` ve  tried every thing else..
أما ترمب فهو ليس سياسي ، بل تعلّم فن السياسة من خلال بنكه وعلاقاته المليارية بالمتاجرة بالأقتصاد الأمريكي مع الأقتصاد الصيني والروسي والأوربي ، صحيح هو رجل أعمال وأداري ناجح وحازم يعرف كيف يربح فقط ، ولكن تنقصهُ المناورة بالسياسة والدوبلوماسية الموشحة بالتمدن مع مسحة حضارية ، يتضح لاحقاً هناك تشويش في منهاج خطاب التسليم وخاصة في قراءة ديناميكية المنطقة بشكلٍ جيد .
ماذا قال في خطاب التنصيب وتغريداته عبر التويتر ومناظراته الأنتخابية
*فيما يخص أوباما وحزبهُ الديمقراطي :1- فضح سياسة أوباما تجاه العراق حيث صرح في خطابه وبالنص{ كان أوباما وحزبه الديمقراطي على علم في دخول داعش إلى الموصل }  بشهادة تصريح أوباما نفسه : " نحن على علم بدخول داعش إلى الموصل وهذه الأدانة تعني تحميل أمريكا أوزار الأحتلال الداعشي ومذابح العراقيين وتدمير البنى التحتية . 2-  وتقوية أيران ، وأدانة ألمصالحة مع كوبا  .3-  الوقوف مع اليمين الأسرائيلي وتمكينه في التوسع وأستيطان الأراضي الفلسطينية ، وأن السعودية هي الممثل الحقيقي للأسلام بالوقت الذي هي الراعية الرسمية للأرهاب بواقع مذهبي وطائفي ، ودعم قوات هادي في حربه للشعب اليمني ، وعلم أوباما بالمساعدات القطرية والأماراتية والكويتية لتمويل داعش لأسقاط الأسد ومحو الحكم الأسلاموي الراديكالي في العراق ودعم قوات هادي في حربه ضد الشعب اليمني .
* وخلال خطابه الذي يفتقد غياب الدوبلوماسية المتمدنة والمتسمة بالأقتحامية الكاوبوية ، وفقدان المناورة في السياسة ، وهناك تشويش في قراءة ديناميكية المنطقة بشكل جيد ، وأقصد بمناطق الطاقة في الشرق الأوسط ، مما جعل الأثرياء الكبار والشركات العالمية تتساءل : هل يمر تسونامي ترامب بسلام ؟؟ ووصفهُ الخاطيء للأرهاب بأنه : بأنهُ أسلاموي راديكالي بالوقت الذي هي مجموعة خارج الزمن والتأريخ بلا هوية ولا دين ولا مذهب ولا وطن ، ويعني بأعتقادي أنه لا يميّز بين الأسلام والمتشددين والمتطرفين الذين يدعون زوراً وبطلاناً الأنتماء للأسلام ، والمهم أن نظرة ترامب إلى تنامي وتصعد المد الأرهابي الداعشي ليس من باب الغباء السياسي لا .. لا أنهُ هي الذي يتمنى هذا التغيير المتوالي في قوة الأرهاب وأختراقها للموصل والرقة لأن المسألة بنظر ترامب هي تجارة مربحة في أرتفاع سقف الطلب على التسليح والحاجة إلى المارينز وضرورة بناء القواعد الثابتة والمتحركة
* فيما يخص الخلايجة أصدقاء العمر : أظهر سياسة التحجيم للدور الخليجي في المنطقة ، وشخص المملكة السعودية بأنها في القمة الهرمية في قيادة جميع دول الخليج لما تتمتع به من ثروات طائلة من مردودات النفط ، وأنها مركز التشدد الوهابي المتطرف وتمتلك ترسانة عسكرية موردة من أمريكا ، وقبيل مجيئه لرئاسة أمريكا أصدر نوابه من الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية في الكونكرس قانون ( جستا ) في أدانة مملكة السعودية في أعتداء 11 سبتمبر وضرب أبراجها وقتل أكثر من 3 آلاف موظف في ذلك المركز التجاري فغرّمها ترليون دولار ، منها 750 مليار دولار موجودة في البنوك الأمريكية وعلى شكل سندات والتي أعتبرت نكبة النكبات بالنسبة للسعودية ، وسوف يجري هذا الملياردير المتمرس في حصاد الثروات الطائلة وغازل بها اليمين الأمريكي حيتان الكارتلات،  وسيخضع هذا النهج في العمل السياسي الخاضع إلى معادلة الخسارة والربح ، وتلك الخسارة لا تعني شيئاً عند ترامب وقبله من الرؤساء طالما هناك غنائم دول حلوبة تعطي ولا تأخذ ، ولكنها تعني الكثير في العلاقات الدولية  ، في فقدان أمريكا المصداقية في حقوق الأنسان .
* أما خياراتهُ في العراق : هو قلع كا ما يمت بصلة إلى قوى الأسلام السياسي وأذرعه المسلحة ، أي تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي ، وهو شيءٌ مفرح ومرحب به ولكن عندما يتفهم الفرق بين الأسلام السياسي والأرهاب الداعشي الذي لا دين له ولا وطن ولا مذب أو طائفة .
* التأكيد على ثقافة المواطنة الأمريكية ، سنعتمد قاعدتين بسيطتين ( شراء السلع الأمريكية وتةظيف الأمريكيين ) وأنتقد العولمة وضم صوته إلى أحتجاجات الرأي العام الأمريكي ضد أجتماعات دول الأتحاد الأوربي في واشنطن وهيمنته على المجتمعين
 ، وجشع الصندوق الدولي ، وأتفاقيات التجارة الحرة وعبّر عنها ب( بفخ العولمة ) ، وأنتقد الديمقراطيين بقيادة أوباما بنخر الصناعة الأمريكية على حساب الصناعات الخارجية ، وغلق المصانع وتسريح عمالها وبذلك أستمال اليسار والطبقة الوسطى بما فيها العمال وجميع اليساريين والحزب الشيوعي الأمريكي ، فكانت خطاباته في ه1ذا المجال على العموم شعبوية وقومية ووطنية ، وكذلك أكد على السياسة الحمائية في الحد من تدفق السلع الأجنبية الرخيصة خاصة من المكسيك والصين وألمانيا بفرض كمارك باهضة على السلع المستوردة من هذه الدول وأنهُ ضد أستحواذ هذه الشركات العملاقة على السوق الأمريكية منها فورد للسيارات ، وبوينغ للطائرات ، ولوكهيد للصناعات العسكرية ، وشركة بي أم دبليو ، وشركة علي بابا الصينية العملاقة التجارية للأنترنيت وأقترح فرض رسوم على تلك الشركات نسبة 35% فترامب مطمأن من أن هذه الشركات سترضخ للأمر الواقع مستفيدين من قوة الأقتصاد الأمريكي ، والتفوق العسكري وقوة الدولار، وركزعلى حماية المال الأمريكي والسعي لأسترداده من الدول صرفته أمريكا في حمايتها لقاء مكافحة الأرهاب الذي ضربها ، ومعاقبة الدول الداعمة للأرهاب .
* علاقته بأسرائيل : فضلاً عن أعلانه الصريح وفي كل مناسبة خلال مناظراته التلفزيونية الدعائية أنه سوف ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي يعتبر تحدياً للشعب الفلسطيني المستلب والأعتراف بأنها العاصمة الرسمية لأسرائيل .
* أما مع الدول الأوربية : وجه أنتقاداً مباشراً لميركيل ألمانيا في فتح أبواب الهجرة أمام المهاجرين السوريين ، وأثنى على خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي الذي وصفهُ بالهيكل الهرم عديم الجدوى ، وأنتقادات لاذعة للحلف الأطلسي المتهالك والآيل للسقوط ، وعدم ألتزام مسؤوليه دفع مستحقاتهم وتحميل أمريكا 70% من ميزانية هذا الجهاز العدواني ، وأنه قديم لا يلائم التطورات الجديدة في العصرنة والعولمة الحالية ، والذي يبدو على تصريحاته التشنج والتفكيك في العلاقات الأمريكية الأوربية .
أخيراً/ كل ما شاهدناه من تلك الدعايات الأنتخابية وخطاب التسليم في تهريج الرجل الفائز بقيادة أقوى دولة في الأقتصاد والترسانة العسكرية وقوة الدولار، ما هي ألا نهجاً ديماغوجياً للترويج بالفوز بكرسي الرئاسة أنما الكلام والثرثرة شيء والمستجدات التي تظهرها المعطيات التي تطفو على الواجهة شيء آخر ، وسوف يمنحه الرأي العام العالمي الأممي ( عطوة ) مهلة حكمه الأربعة سنوات وفوقها مئة سنة هل بأمكان ترامب أن يمحي الذكر السيء ( للسي آي أي ) وهل يمكنه شطب  أصطلاح الأمبريالية والتي هي أعلى مراحل الأستعمار؟ من جمهوريته العظيمة أمريكا ، وهل يسامح التأريخ أحتلال أمريكا للعراق؟ وتسليمه للص " بريمر " وعملائه ---- أن غداً لناظره قريب
توقيع / كاتب عراقي مغترب   
   
 



155
حوار الطرشان / في ولاية خرابستان
*عبدالجبارنوري
توطئة / المناضل : من آمن أن يكون أول المضحين وآخر المستفيدين ، السياسي :من عمل كي يكون أول المستفيدين وآخر المضحين { قالها عتال في سوق المغايز بالبصرة ---- عاش مناضلاً وبقي مناضلاً }
المضمون /الكلام عن البصرة ، رباه ليست اليوم هي البصرة التي أعرفها ثغر العراق الباسم ، أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، قبة العلم ، مدينة حسن البصري وأبي الأسود الدؤلي ،  ومطرمطر السياب  و فينيسيا الشرق توأم البندقية وكازابلانكا ، وهي الفيحاء أم النخيل والشناشيل ، وفسيفساء شعب طيّب خليط من كل الأعراق وبشعور أنساني فطري بين قطبي الوطن القومي والديني يعزفون معاً أروع قصائد الأبداع وكأنّها بصوت فيروز الملائكي وهي تستوحي Mozart  40 تشدو " بيا أنا وياك " ، و شعبٌ حاتمي السجية (مالاً) حين تموّلْ العراق ب80% في ميزانيتها و( دماً ) في أنتفاضتها الشعبانية الباسلة ضد الطغاة وتضحياتها بأكثر من عشرة آلاف شهيد في حشدها الشعبي المناضل ضد الأرهاب الداعشي هذه هي البصرة التي أعرفها --- ولا يسعنا ألا أن نردد كلمات بلبلها المغرد فؤاد سالم (مشكووووووره ما كصريتي ).
وللآسف الشديد والألم يعصف بكياني حين أرى بصرتنا الحلوة اليوم تتمزق وتعلن أفلاسها مالا وخلقاً ، متجلببة بثياب الشيطان بنداوة أخلاقية وضمور فكري شهيقها سرقة ونصب وأحتيال وكراهية ، وزفيرها التهريب والرشوة والخطف والأبتزاز ، وألغاء الآخر وتسقيطه بل قتله بدمٍ بارد ، وتقدم الوباء المسرطن في جغرافيتها لتتحوّلْ إلى رقعة مافيات عشائرية متقاتلة بالسلاح الأبيض والأسود  وميناء لبيع الأنسان بأعضاءه ولحمه الحي ، والرشوة وشراء الذمم وبيع السيطرات والمنافذ الحدودية وفرهدة المال العام ، والأنحدار الذي لا قاع لهُ للحكومة المحلية المتسمة بالسلبية والذيلية لرؤساء كتلها لا للعراق وذات هويات منسلخة من موجات الفوضى حسب نظريات التفكيك والأنقسام ، وفوضى تدميرية بقيادات متعددة ولاءها لسماسرة السلطة والدم ، وصدق سيد المتقين (علي) حين وصف فئة (المنافقين ) و(الأنتهازيين ) في جيشه في البصرة { -- يا أشباه الرجال ولستم برجال ، أخلاقكم رقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم رعاق ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه} .
وأصبح سياسيو البصرة مفتقدون المشروع المستقبلي في تحقيق آمال الشعب البصري أن تكون المدينة أقليماً لتحقيق ذاتها أو المدينة الأقتصادية للعراق كدبي وأسطنبول وجُرّفتْ تلك الأمال والأحلام الممنوعة أمام تسونامي البنيوي الكتلوي والفئوي ونسيان الوطن في خبر كان ياما كان في قديم الزمان أن هناك وطن ( كزهرة في بستان )  في بلاد مسيوبوتيميا وتحولت اليوم إلى بلاد ( خرابستان ) ووصلت الكارثة (بالبعض)الذين ضمائرهم أسيرة شهوة المال إلى بيع نخلة ( البرحي) ،( وزميج) أرض الوطن الى الكويت ودبي لقاء ثمن بخس .     
مظاهرمسرطنة تنخر البيت البصري
- تهاون وضعف الرقابة الوطنية على ( المنافذ الحدودية ) بتفشي الرشوة بشكلٍ علني وأبتزازي ، الموظفون الفاسدون والمرتشون مرتبطون بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة المحلية وربما في الحكومة المركزية ونواب الكومشن وألا كيف عبّرتْ الشقيقة العزيزة قطر موزه من أدخال ثلاثة شاحنات محملة بعشرات الأطنان من مواد غذائية وأدوية ظاهرها الرحمة بمساكين الفلوجة وباطنها تحت الأغذية أربعة عشر طناً من السي- فور لقتل الكفار الرافضة والمسيحيين والمرتدين السنة ، وأنتشار ادوية منتهية الصلاحية وغير مرخصة ، وحبوب الهلوسة ، وهنا تؤشر بوصلة ثقافة المواطنة المفقودة من أحتمال كبير من أدخال شاحنات محملة بالموت ورائحة الدم لقتل المئات من العباد قد تكون الرشوة مئة دولار أو ربما كارت شحن موبايل فئة عشرة آلاف دينار ، وللعلم أذا دخلت نلك السيارات تأكد أنها " تغيّر سير المعركة لصالح العدو بالكامل " .
- ملف غياب مقاييس  " عدادات أنابيب النفط المصدر " التي تُربطْ أثناء التصدير ، وأن مشروع العدادات طُرح منذ 2008 ولكن أصابع الأجرام والفساد حصل تلكؤ فيها ، ولهذا الموضوع الخطير صلة --- في مؤتمر صحفي مع نواب الأصلاح في يوم14-1- 2017 أن نحو 300 ألف برميل نفط (يومياً ) تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار تسرق من عدادات النفط المزيفة بتغيير ميكانيكيتها الأصلية فتصبح غير مضبوطة ، أما أتاوات الرشوة على مواد الأستيراد فهو مبرمج فساداً بدون خوف بما يعادل 7 مليارات دولار سنوياً أي ما يقارب ميزانية دول مجاورة كسوريا ولبنان والأردن ، وأن البواخر التي تخرج من الموانيء تكون محملة بضعف حمولتها المسجلة ، علماً أن الحكومتين المحلية والمركزية غارقة في مناكفاتها وشهواتها ربما لا تريد أن تسمع - فتتمارض بالطرش – وربما أن الكيل طفح والفساد أستشرى في جغرافية عراقستان حتى فاقت قندهار وتورابورو ، والمضحك والمبكي أن الحكومة المركزية تبحث عن قرض بمليار دولار وبشروط مجحفة ومذلّة .
-ملف بناء المدارس أعطت الحكومة المحلية في البصرة بناء 1700 مدرسة لشركات عالمية وللقطاع الخاص بمبلغ 238 مليار ديناروبمدة سنتين والذي حدث سحب المقاول الأصلي جميع المبلغ وباع المقاولة لشركتين وهميتين وبقي تلامذتنا في مدارس آيلة للسقوط ، وهل يعقل هذا في أي مكان في العالم ؟ .
- ملف فقدان الأمن بشكلٍ مريع حيث الميليشيات المسلحة التي تجوب الشوارع ليل نهار ضاربة هيبة الحكومة والقانون عرض الحائط حيث طلعت علينا الأخبار في صبيحة يوم الثلاثاء 17-1 -2017 خطف مدرس من مدرسته وقتله ورميه على قارعة الطريق مقطوع الأذنين ، وخطف موظفين من نفط الجنوب ومن أهالي البصرة وأغتيالهما بعد يومين ، وأدانة الأطباء في حالات الوفاة ومطالبتهم بدفع دية المتوفي وقد تكون ملايين من الدنانير والذي أدى إلى هجرة الأطباء من البصرة ، أضافة إلى قتال العشائر وبالأسلحة الثقيلة للتنافس والأختلاف على تهريب النفط الخام وتهريب المخدرات وبيع أعضاء الأنسان ولحمه الحي لعصابات ومافيات البحر الكاريبي ، والمسؤولون في حالة سبات بعد خروجهم من حوار الطرشان في تخريب ما تبقى من عراقستان -----
الأسباب
1-الديمقراطية الأمريكية التي أعطيت للعراقيين- ومنهم البصريين - بمقاسات أمريكية وشربوها بجرعة واحدة بينما أمريكا والغرب أستوعبوها خلال قرن من الزمن مما أدى إلى أستباحة مفهوم الحرية ، فكان للأنتقاء الأمريكي – صاحب الخبرة العميقة في الأختيار – ما يناسبها فدجنت الواجهة الأسلاموية الراديكالية من الأئتلاف الوطني الشيعي الغير متآلف ( الأخوة الأعداء ) كواجهة زائفة لتمثيل المصالح العليا لمجتمع الوسط والجنوب والتعاقب على حكم البصرة  تحت رقابة ( أخوة يوسف ) الخلايجة العملاء لها أصلاً .
2- تسيّد النظام القبلي العشائري وحصر السلاح بيدها  في حل القضايا العالقة بالفصل والدية والمكاومة والعطوة أما القانون والقضاء العراقي الرصين صاحب التأريخ الطويل في النزاهة والعدالة في خبر كان ، وقد يطبق على فقير ليس لهُ كتلة أو حزبٍ ، يفترض تفعيل القانون ومحاسبة المسيئين حتى ولو كانوارموزا عليا للمحافظة .
3- والبصرة مفتوحة على العالم بميناءها وحدودها المشرعة مع المحافظات  فصارت (بازارا ) للبضائع الممنوعة والمحرمة كالأدوية المنتهية الصلاحية ، وحبوب الكبسلة والهلوسة والتحشيش والتي أصبحت البصرة مركزاً مهماً رئيسيا في ترويج بيعه إلى مختلف مناطق العالم لغياب سلطة القانون والأمن، والرقابة الصحية ، أظف إلى تعاطي الشباب واليافعين لتلك السموم والأدمان عليه والذي صار من تداعياته أنحدار الوضع الأخلاقي والتربوي والأجتماعي والأقتصادي إلى حدٍ لا قاع لهُ .
4- حالة الجمود والترهل السائدة على المشهد السياسي العراقي الحاكم  منذ 2003 في غياب الدولة المؤسساتية وثقافة المواطنة فظهرت تداعياته في أفتقار الدولة وأفلاس الخزينة وأنعدام التنمية وضياع فرص الأستثمار ، ونمو المافيات المدعومة بالميليشيات وترقى تلك إلى دولة داخل دولة ، والكارثة المرعبة عندما تكون بأدارة سياسي السلطة من نواب الكومش ورموز أصحاب القرار في الحكومتين المحلية والمركزية بالأضافة إلى سفراء الخارج ، وليس بالضرورة دخول المسؤولون بشحمهم ولحمهم إلى مزادات العهر الأخلاقي والسياسي طالما ظهرت على الواجهة أصطلاحات لم نسمع بها منذ حكومة (كلكامش) وحتى شريف روما (بريمر) كالعلاس والكومشنجي والدلال والفضائي --------
*كاتب ومحلل سياسي مغترب

 



156
 
دوستوفيسكي في "الأخوة كارامازوف" / رؤى في مفهوم الخير والشر
*عبدالجبارنوري
دوستوفيسكي واحدٌ من أشهر الكتاب الروس ، وأفضل كتاب العالم ، تركت أعمالهُ أثراً على الأدب في القرن العشرين ،  ورواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية ، تفرّس وتأمّل في  نفوس ورغبات البشر أحلامهم طموحاتهم ، وتلك الصراعات الداخلية بين الأنسان ونفسهُ وبينهُ وبين الآخرين  كما قدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والأجتماعية والروحية لروسيا في ذلك الوقت ، والعديد من أعمالهُ المعروفة تعد مصدر ألهام للفكر والأدب المعاصر ، فهو كاتب قدير وعالم نفس محترف وفيلسوف فهم سايكولوجية أعماق النفس البشرية في زواياه المظلمة  ، ورجل دين لاهوتي ومخابراتي بوليسي كما ظهر في روايته " الجريمة والعقاب " ،  ففي عالم دوستوفيسكي تتصارع الأضداد الخير مع الشر ، الحقيقة مع الزيف ، الرحمن مع الشيطان الخلود والحرية ، والعدالة السماوية والأنسانية والغريزة ، الجنون والتعقل ، الأضطراب والأعتدال وبين الجن المارد الشرير والجن الملائكي المسالم  ، وبين الأنسان السوي والمراهق ، وبين الأهبل والعاقل السوي وكل ذلك في أعماق نفس الأنسان ، وهكذا هو الأمر في الأرض والسماء ، لذا أن قراءة  ديستوفيسكي تتطلب الأنصاف والتأمل وذلك من أجل الدخول إلى الروعة الكامنة في أعماق الواقع ، فهو يدفع الأنسان بأن يميّزْ بين الخير والشر ، ويرى: أن نهب محبتنا للرب أحراراً دون أن ننصاع لهُ عبيداً ، يقول فيه ( فرويد ) تعلمتُ سلوك النفس البشرية من روايات ديستوفيسكي ، وقال فيه الفيلسوف هيكل :( يمكن أن يكون في موقع النبي المصلح) ، وأمتدحهُ الفيلسوف الوجودي " مارتن هديجر " وعالم الرياضيات الحديثة " لودويك ، وعالم الفيزياء " أنشتاين " أذاً فهو أستاذ كل الأزمنة  ، دوستوفيسكي ذلك الروائي الروسي عليم بميتافيزيقيا الكينونة البشرية وبنهايات ممزوجة بالبراكماتية مطابقة للواقع ، تمكن من فك شفرة الأنسان والغوص في أعماقه ، تمكن من أن يلخص البشرية بأكملها ضمن صفحة واحدة فقط ، أي عقلٍ أي روحٍ أية أمكانياتٍ  وأي أيمانٍ وأية طاقة وووأي فكرٍ يحملهُ هذا الرجل ؟؟؟ في صراعات البشرية جميعها تتجسد بعوالم يصنعها على الورق لشخوص خيالية بقدر ما هي واقعية ،  ولد في موسكو عام 1821 – وتوفي عام 1881م .
الأخوة كارمازوف رؤى في مفهوم الخير والشر
الأخوة كارمازوف رواية الكاتب الروسي " فيدور دوستوفيسكي " تعتبر تتويجاً لأعمالهِ الأدبية العملاقة ، وتتكون من أربعة أجزاء لتبقى ملحمة أسرة ريفية صغيرة مشتتة الأفكار مختلفة الآيديولوجية ، كلٌ منهم عالم خاص بذاتهِ  ، وظاهرة أدبية فريدة في الأدب الروسي والعالمي  ، أمضى قرابة عامين في كتابتها عالج فيها الكثير من القضايا التي تتعلق بالبشر كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة مسؤولية كل شخص تجاه الآخر، تنقل المتلقي إلى صراع عائلي محتدم بين الأب و ثلاثة أبناء وربما أبن رابع لقيط غير منسوب لهُ ، صراع يدور حول المال والشهوة والوجود والألحاد ومشاكل الكنيسة الأرثدوكسية ونقل تلك الخلافات الفكرية إلى الأسرة المفككة على مسألة اللاهوتية أم رهبانية أم تنظيمية ؟ والمناكفات الشديدة بين الوجودية المتمثلة ب(أيفان) ) والأبن الثالث ( أليوشا ) المسالم ، فهذه التيارات المتصادمة والمحتدمة تعصف بالأسرة إلى المجهول والضياع ,بنهاية تراجيدية مأساوية ، بالأضافة إلى كون رب الأسرة  ( فيودوركارامازوف ) رجل فاسد متصابي فظ كاذب ومهرج شهواني فهو الجانب الشيطاني من الأنسانية كان في صراع مرير وتنافس عشق محرم في الأشتراك مع أبنه الثاني الكبير ( ديمتري ) في علاقة غرامية وجسدية مع (غروشنكا) تلك المرأة العاهرة تصل أحياناً إلى العراك والصخب والتهديد بالقتل ، وفعلا قُتل الأب بيد  (سميردياكوف ) الأبن الغير شرعي والمصاب بالصرع لتخليص الأسرة من شروره ، وآلت تلك الأسرة إلى المجهول ، والمحكمة حكمت على( أيفان ) البريء بالمؤبد ظلما ، ولم يتحمل الصدمة أصيب على أثرها بالجنون والهذيان ، والرمزية في الرواية هنا يقصد الكاتب فساد ( القيصر) الذي هو على رأس السلطة القيصرية المستبدة بالأشارة إلى تيودور كارامازوف، وضياع وتشتت الشعب الروسي ، وأتهم بالهرطقة وهي التهمة الجاهزة لدى الكنيسة ، ونفي إلى سايبيريه .

رؤى شخصية في تجليات نزعة الخير والشر في رواية الأخوة كارمازوف
الرواية عمل أدبي مكتمل فنياً فرض وجودهً بقبول ورضا فلاسفة عصره وكتابهم وباحثيهم ، وتمكن بجدارة أن يدخلها في خانة  (التراث الأنساني ) وبصفوف الأعمال الخالدة الأنسانية الضخمة : كوميديا دانتي ، الفردوس المفقود لملتون ، تراجيديات شكسبير ، الحرب والسلام لتولستوي ، وهي خلاصة فكر ديستوويفسكي بأكمله ، والغريب الذي لمسته في الرواية كأني أمام فرويديات الهوس الجنسي ، ووجوديات الفيلسوف الفرنسي( أندري جيد ) ، وفلسفة معرة النعمان ( المعري ) بالكتابة على رمسه " هذا ما جناه علي أبي ولم أجني على أحد يقصد أرث جينات الجدري  ، فكانت سياط جلد الذاتي على ظهرالأب  (فيودوركارامازوف ) المصاب بالصرع ونقل جيناتها لأبنه الصغير ومات أثرها .
وحول الرواية ببراعة سحرية إلى رواية بوليسية جعل القاريء لا يهتم بالقاتل أكثر مما يهتم بالأسباب والدوافع بالوجود الأنساني وتعريتها من جلبابها المزيف بتحليل وثيق لكل شخصية فأوصى بنظرية سايكولوجية { أن مقياس درجات الرذيلة هو مقياس واحد بالنسبة للجميع وحتى أن أختلفت بالدرجات لأن لطخة السوء تبقى } فديستوفيسكي أسس لنظام طبقي طوباوي شبيه بالمدينة الفاضلة الفنتازية الخيالية ،الذي لا يقوم على عرق أو دين بل على الأخلاق ، وكان محور البناء الفني للرواية هو الخير والشر في نزاع شرس وقتال دموي بكافة الأسلحة المحرمة لينتصر أحدهما ، فأوهم الشر نفسه أنهُ المنتصر في الرواية بقتل الأب وسجن الأبن مؤبد في سيبيريا ، وموت الأبن الغير شرعي القاتل الحقيقي بمرض الصرع وأختفاء حيثيات الجريمة إلى الأبد  ، وضياع الأسرة ، لكن بقاء الأبن الصغير ( أليوشا ) البراءة والطيبة والجمال فهوالأخ الورع النقي والمسالم الشمعة التي تضيء دروب الأسرة المظلمة وهذا يعني بقاء الخير والسلام والوئام وقبول الأخر هو المنتصر في النهاية .
أن الصراع بين الخير والشر أزلي تأريخي بين قابيل وهابيل ، أنتصر الجلاد قابيل بقتله أخيه هابيل ولكن الضحية هابيل أنتصر بحصوله على وسام الذكر الحسن ،  كذلك الشخوص القيادية الدكتاتورية قد تحكموا برقاب العباد لفترة من الزمن مثل نيرون هتلر جاوجيسكو صدام لأرتفاع نسبة الشر في دمائهم حد البلازما فلطخوا بدرجات من الرذيلة التي تنبأ بها مؤلف الرواية العبقري ديستوفيسكي .
 وقد يزول (الظالم) الشرير كما زال في العراق بيد أن (الظلم) بقي بعد 2003 لسيطرة بعض أصحاب القرار الأشرار الذين مزقوا الشعب وباعوا الوطن وفتحوا أبوابه أمام عصابات الكراهية والموت  وبرابرة خارج الزمن العصابات الداعشية وتحكمها في رقاب العراقيين والسوريين وتكفير جميع من في الأرض ولكن سرعان ما أن يزولوا كأشرار وقتلة  أمام المحررين الأخيار والحوارالفكري في حب الخير ونبذ الشر وتكريس السلام وقبول الأخرين-----
المصادر والمراجع/ 1-تأريخ الأدب الروسي – تحرير تشارلز موزر جامعة كامبرج – ترجمة د/شوكت يوسف 2011 .2- كتاب الأخوة كارامازوف – ترجمة سامي البارودي2010 . 3- دوستوفيسكي – ميخائيل باختين – ترجمة جميل نصيف التكريتي المغرب 1986-مذكرات دستوفيسكي للرواية " الأخوة كارامازوف " / مترجم - بعلبك
*كاتب وباحث عراقي مغترب

 

 





157

 
الرز المُرْ/لعبة المحاور في تحريك البيادق
*عبدالجبارنوري
ثمة خواطر تراجيدية وأحاسيس كهرومغناطيسية خفية تتجاذب مع ذكرياتي- حلوها ومرها -  لتشدها إلى الزمن الجميل عند سماعي بصفقة الرز الفاسد في تشرين ثاني الماضي وربما تكون أحدث الصيحات المأساوية وما أكثرها في وطني المبتلى ، ومن خلال أحلام اللاوعي وذكرياتي السينمائية أمام المخرج الواقعي الأيطالي " فيتوريو ديسيكا " وفيلمهُ الرائع " الرز المرْ " الذي يحكي معاناة وبؤس مزارعي الرز الحفاة والجياع ، وأسند دور البطولة للممثلة الأيطالية ذات الجاذبية الأخاذة  ورمز أنثوي لجيلٍ بأكملهِ ( سيلفانا مانغانو) والتي وقعت ضحية نصب وأستغلال أبن صاحب المزرعة  المراهق المدلل ، وبعد اربعة أشهر دموعا وعرقا ليأتي موسم الحصاد يخرج المزارع صفر اليدين ومستلب لحماً حياً ومحرمٌ عليه أن يتذوٌق ذلك الرز المعفر بعرقه مكتوبٌ عليه ممنوع اللمس ، والمكافأه بطالة للموسم القادم.
والرز الفاسد المتعفن والذي يعتبر الوجبة الرئيسة اليومية لأغلب العراقيين والمتبقي من البطاقة الغثة والهزيلة فهو نفس الرز المرْ
والملاحظ كيف تتحرك تلك البيادق على رقعة مساحة العراق الممزق المستهد ف ربما بكل ما تبقى من موجوداته وهي جراحات عميقة وثقيلة ربما تزن وجوده الحزين منذ تأسيسه لحد اليوم وهو ما يقارب المئة عام ؟؟!!
تلك هي لعبة المحاور المحلية الكتلوية والفئوية ذات الهشاشة والضحالة السياسية بأستيرادها " الرز المر الفاسد " لتعمل على تدويرها مع النفايات السياسية ، وبالتأكيد أن المحاور الأقليمية دور واضح في محاربة الرغيف والمساس بقوته وبث البلبلة وتفكيك عرى الثقة المهزوزة أصلاً بين الشعب والحكومة ، وهذا يعني تلك البيادق الملغّمة تتحرك في رقعة تتغيّر حسب مقاسات أجنداتها الداخلية والخارجية ، وتعمل بوضح النهار مستهينة بالقانون ، ولا تستغرب ربما وربما يصعد إلى القمة الهرمية مع جوقة أصحاب القرار وتلك هي سماتنا من سرق درهماً أودع سجناً ، ومن سرق بلداً توج ملكاً .
وأني لن أتهم كياناً أو وزارة أو شخصاً لأن أوراق اللعبة قد أختلطت فيها الأسلاموي الراديكالي وفيها العمامة والزيتوني البعثي الصدامي المتحالف مع أقذر أعداء العراق داعش ، والسياسي المدعشن والآخر السياسي المأزوم والمهزوم في فنادق أربيل وعمّن والرياض والدوحة ، والمحرك الديناميكي لهذه الروبوتات وعلى رأسهم أمريكا المحتلة والمال السعودي والحقد القطري والأطماع التركية .
ومن خلال حيثيات أستيراد الرز الفاسد من قبل وزارة التجارة التي نفت نفياً قاطعاً بأستيراد رز فاسد من خزين الجيش الهندي منذ 2011 ، وكان رد وزير التجارة بأن شهادات الفحص المختبري للشركات الألمانية والسويسرية والتي فحصت شحنات الرز أكدت سلامتها من أية أصابة وصلاحيتها للأستهلاك البشري ،  وحينها تدخلت ( محكمة النزاهة ) وهي محكمة تحقيق متخصصة بقضايا النزاهة في بغداد وصرحت أن أربعين طن فقط فاسد من مجموع الكمية 100 ألف طن ، وأمرت بأيقاف توزيع التالف المتعفن من الشحنة ، وأصدرت أمراً بالقبض على المسؤول عن تجهيزها ، وأيقاف صرف مبلغ خطاب ضمان تتجاوز قيمتهُ مليون دولار ، ومن خلال أستقراءاتي وأستنتاجاتي وتتبعي الشخصي للقوت اليومي للعراقيين أرى:
1-ربما قرب الأنتخابات المحلية وبعدها النيابية تدفع بالسباقات تتداخل لدى البعض من أصحاب القرار السياسي بغية الحصول على السبق النيابي على حساب السبق الوطني ، بغية تبيض الوجوه وسمعة حسنة أفتقدوها لدى الناخب .
2- وقد تكون هناك صفقة مدفوعة الثمن لأثارة البلبلة ضد الحكومة المركزية ووزارتها التجارة هدفها فسح المجال أمام التجار لغرض تصريف بضاعاتهم المزجات من مادة الرز التي أستوردوها تحضيراً لشهر محرم ، ولأبتزاز الفقراء وعامة الشعب العراقي في وجبة الرز اليومية .
3- وربما والكل يعلم الفساد والتسويف الضارب على المنافذ الحدودية منذ 2003 .
4- فضلاً من أستيراد السلع والبضائع من مناشيء غير رصينة ومعروفة بأنخفاض أسعارها  كما هو حصل في أستيراد مادة الرز من الهند .
5- أن الفساد ليس فقط في نوعية الرز بل في الصفقة الشرائية ، تبين أن هناك فروق في السعر بين الشركات الثلاثة ( أورلام وأميرتاج ووتليفود ) وللعلم أن تلك الشركات محضورة الأستيراد .
6- وحكاية البواخر المحملة بالرز والقادمة إلى ميناء البصرة في 2 تشرين الثاني 2016 نفت كل الجهات الرسمية والغير رسمية أمتلاك عائديتها وربما --- وربما تعود لتلك الحيتان من أعداء الديمقراطية الجديدة .
وأخيراً/ أنه لا يمكن الأستهانة بقوت المواطنين وصحتهم من أجل أرضاء الفاسدين ، ولنستحضر تأريخنا بالزاهدين { عيسى أبن مريم وعلي أبن أبي طالب } وكذلك أستحضار أرواح مناضلين تجمع نزق الثائر المناضل وجأش المناضل الطامن أمثال عبد الكريم قاسم ، جيفارا ، أبو القاسم الشابي ، عمر المختار ، فهد ، سلام عادل ، وأعتذر حين رفعتُ سقف طموحاتي الوطنية  وهي أحلام محرمة علينا أن نحلم في جو هذه الصراعات والأرهاصات الأنانية في حب الذات ، وأقولها بصرحة  مؤلمة {أن العراق يمرُ بأزمة قبول الآخر فيجب أعادة كتابة الدستور بمشاركة جمعية } ، أو ربما قد يكون النموذج العُماني والسنغافاري للتعايش يمكن أن ينقذنا ------
*كاتب وباحث عراقي مغترب


158
النسبية--- بمفهوم السياسي المتأزّمْ
عبدالجبارنوري *
النسبية أو النظرية النسبية The theory of relativity  من أشهر نظريات الفيزياء الحديثة ، والتي غيّرت الكثير من المفاهيم بما يتعلق بالمصطلحات الأساسية في فيزياء (الزمكنة ) التي تخص الكتلة والطاقة ، وأن جردنا المفاهيم الفيزيائية من التعقيد
 الرياضي لحصلنا على عدمية السكون في المادة والكون بل تبدو ككل في حركة مستمرة ..قد تختلف (نسبيا) في المكان والزمان المعينين .
وحين نربط بين تلك النسبية العلمية وبين الحركة السوسيولوجية للمجتمعات البشرية في كل العالم نجد أن الموازين والمعايير الخلقية تختلف من حيث نظرة المجتمع اليها - عدا الثوابت الدينية – مثلا العنف الأسري مرفوض  في المجتمعات المتحضرة بينما يكون مباحاً في المجتمعات القبلية والصحراوية ، وحتى الأفكار ذات المضمون الخير والهادف تهتز أمام التأثيرات الخارجية ، ولمستُ شخصياً مصداقيتها بشكلٍ واقعي وتطبيقي ( في ثمانينيات القرن الماضي كنت في سفرة سياحية إلى قبرص وبالذات في عاصمتها نيقوسيا شاء القدر أن تمرّ مظاهرة جماهيرية حاشدة للحزب الأشتراكي العمالي اليساري تطالب الحكومة بأبقاء القاعدة البريطانية الضخمة في شمال البلاد ، فأندهشت وأستغربت مما دفعني أن أسأل قادة التظاهرة فكان جوابهم ---- أخي أن تلك القاعدة الأجنبية يعتاشُ عليها أكثر من نصف مليون من عمال وكادحي قبرص ، حينها أدركتُ أن جميع الظواهر تخضع للنسبية والتغيير الحركي .
واليوم ثمة ظواهر وأتجاهات غريبة مؤطرة بفنتازية تأريخية غير واقعية لا تخضع لمبدأ العقلانية ، تستعمل الوجه النسبي السيء لأغراض فئوية وكتلوية أبطالها أولئك السياسيون المتأزمون في العراق من أبطال الفنادق والخنادق في أربيل وعمان الأردن ، ومن كوادر خيم المنصات ، أومن سياسي الدعشنة المتجلببين بالعباءة والعمامة والزيتوني رافعين شعار أرجاع القديم إلى قدمه للدكتاتورية السياسية ذات الأربعين سنة ربما أصيبوا بقصر ذاكرة ونسيوا ما تسببت به تلك السياسات الهوجاء المصابة بالضمور الفكري ، يحملون بدواخلهم برامجهم (المفيرسة) الضارة  وهؤلاء هم أصحاب المشاريع الأجنبية التي كانت عقوبتها الأعدام ، واليوم يستقبلون بالتصفيق ، بينما هم اليوم ربما قادة المعارضة السالبة ، وفي العالم العربي والخليجي أستثمروا تلك الظواهر النسبية بعد تجريدها من القيم الوضعية والسماوية ومن جميع الضوابط الأجتماعية والأخلاقية لتحقيق وأرضاء ( الأنا ) وهذه بعض تلك الظواهر ذات الأقطاب السلبية الملوّثة بترسبات كلس الخيانة والتجسس والتي تفتقد التوصيل فيما أذا رُبِطتْ مع الأقطاب الأيجابية ، حينها لا نحصل على طاقة وطنية أيجابية ( لذا يمكن الحكم على مشروع التسوية المعلنة اليوم بأنها وُلِدتْ ميتة لكون البطارية الوطنية لا تستجيب )
1-سياسيو الدعشنة الذين هم في السلطة أو في خارجها ، جماعة الهشاشة والضحالة السياسية ، وأصحاب الخطاب المكوناتي ، ربما لم يعدو في أكثر الأحوال بأنّهم يجترون التخلف السياسي بالحنين إلى البيان رقم -1- والقائد الرمز ، فهم مفصولون عن الواقع لهبوط في قدراتهم الذهنية ، والأنفصال عن الواقع الوطني في تأجيج النعرات الهوياتية ، فأتخذوا السفرات المكوكية إلى واشنطن لتحريض الأجنبي على وطنه الأم { وأترك الأجابة للقاريء بالسؤال الذي يفرض نفسهُ : أليست هي خيانة عظمى ؟  يحاسب عليه القانون العراقي المغيّبْ اليوم }.
2- داعش أو ما تسمي نفسها بتنظيم الدولة الأسلامية ، تسير بعقيدة أسلامية جديدة – ليست لها علاقة بالدين الأسلامي المحمدي -خرجت من الرحم الوهابي وأبن تيمية سنة 1703 فهم كالروبوتات المسيرة ، ريمونتهم مع نبيهم ( عبد الوهاب وأبن تيمية ) فيتحركون في أتجاهات حسب نزوات نبيهم ، وبوركرام ذلك النبي ذو السمات المحلية المبتكرة والمنتهية الصلاحية ، فتكون أمام بهيمة متحجرة بلا فلسفة ، في الأيام القليلة الماضية أسقطوا رأس السفير الروسي في تركيا ، وأغتالوا بابا نوئيل ألمانيا ، بنسبية هوياتية متشددة { والسؤال هنا لماذا هي مقبولة في أكثر دول الخليج ؟ وبأستنساخ أخواني في مصر وتركيا ! ، وبشرعنة الأزهر الشريف الذي أفتى بأنّهم ليسو بكفار !} .
3- النسبية في نظر " العبادي " بأستقطاع نسبة 8-3 % من أفواه وأرانب الموظفين والمتقاعدين ، وشرعن القرار بالتصويت عليه ،ربما هي ديمقراطية نسبية حتى وأن كانت عرجاء ، وأختها في السويد متعافية شملت المتقاعدين برعاية مجزية لكبار السن وخدماتهم وعطاءاتهم للوطن ، { والسؤال هنا لماذا نظرت الحكومة لهذه الفئة التعبانة و الكحيانة بعين واحدة مصابة بالأستكماتزم ، بينما نظرت إلى رواتب الرئاسات والنواب بعينين درجة ستة على ستة ؟) .
4- وأخيراً النسبية في نظر فيصل القاسم الأعلامي في فضائية الجزيرة بتصريح خالي من أبسط أخلاقيات اللياقة الأعلامية  والمروءة  بعد  تحرير حلب :  " أن لم نستطع أسقاط بشار الأسد فقد أسقطنا لهُ سوريا فليعيد بناؤها أن تمكن !!! " فهو واحد من جموع الرأي المعاكس والمشاكس ، وأحسن الفيلسوف أرسطو عندما قال : { العقل الضيق يقود دائماً ألى التعصب } -------
*كاتب ومحلل سياسي مغترب



159
 
 
حلب أيقونة الماضي والحاضر/ وكرنفال القدود الحلبية

عبدالجبارنوري *
أن الموصل وحلب أميرتان حاول شراذم البشرية أغتيالهما ... فلا ياسمين حلب مات ولا أقحوان الموصل أنحنى ( جورج قرداحي ) مع أشراقة يوم الخميس البهي 8-12 -2016 ، وفيدوات صفحات التواصل الأجتماعي تعرض كرنفالات الدمشقيين المحتفلين بتحرير حلب وسط جوٍ بهيج يرفل بالعشق الشامي الصوفي ، وسط عرسٍ كاثوليكي  تعلوها الزغاريد وصوت صباح فخري الرخيم والحلو صاحب مدرسة " القدود الحلبية " ومن عشقي لهذا اللون الذي لا يتكرر ولا يستنسخ - لكونه اللؤلؤ المنظوم والقد المياس وخمرة الحب -  تقمصتُ معهم الأحتفال وشربتُ من كأس نصرهم حد الثمالة ، ويا مال الشام ----- والذي أنتشر صداه إلى اليمن ومصروالعراق فأصبحت القدود الحلبية علماً عاصر عبد الوهاب وأم كلثوم ، وهي فرحة وبشارة خير وبارقة  أمل أن تتحررحلب بالأمس وتتحرر الموصل اليوم ، وأنتزاع مدننا المقدسة من براثن خوارج التأريخ ، فهو تحجيم وتقزيم التنظيم وشل قدراته العسكرية والأعلامية ، وسوف يؤدي إلى تقوية الموقف الداخلي الروسي في جدوى مساعدات الروس في دعم معركة التحرير السورية ضد الأرهاب ،
أهمية " حلب " الأستراتيجية !!!
-هي ثاني مدن سوريا بعد العاصمة دمشق والمفصل الأقتصادي في شمال سوريا ،أبرزها أنها كانت العاصمة الأقتصادية للبلاد ، وذات بعد تأريخي معيّن كحاضرة الشمال في سوريا ، أذ كانت قبل عشراتٍ من القرون ممراً تجاريا مهماً لطريق ( الحرير ) ولأنها  تقترب من الحدود التركية بمسافة 50 كم ، ومن الحدود العراقية 30كم وثم إلى العمق البصري والهندي ، واليوم هي مركز سياحي ، والموقع المفضّلْ للبعثات الدبلوماسية  . – قطع خطوط الأمدادات العسكرية واللوجستية بين الموصل وحلب والرقة لداعش والمعارضة المسلحة. – وكانت ضربة قاصمة للمعارضة السورية المسلحة والمدعومة من أجندات مختلفة قد تكون أمريكية أو تركية أم سعودية وقطرية
عوامل التي ساعدت على التحرير
أولاً/ عقائدية الجيش السوري الموحد المشرعن في الأستعداد الكامل لتحرير تراب وطنه من رجس المحتلين الجدد من جنسيات هب ودب أفغانية وباكستانية و تركية  ومصرية وووو، وبديمومة أصرار وتحدي وتضحياتٍ جسام عبر سيولٍ من الدم ، وخراب بناهم التحتية والفوقية  ولخمسة سنوات . ثانيا/ تشظي التوجهات الفكرية للمجموعات المناهضة للحكومة السورية وظهورها للعلن بشكل أشتباكات مسلحة بين تنظيم الدولة الأسلامية والمجموعات الكردية ، ومعارك مع بعضها البعض ، وأصطدام الكل بالمناوئين لبشار الأسد مثل جيش الفتح مما أدى إلى أنهيار وتعب تلك المجموعات المناوئة المختلفة أصلاً من حيث الهوية والمناطقية والعقائدية .ثالثاً/ الأندفاع التكتيكي للجيش السوري ومؤيديه من فصائل المعارضة الغير مسلحة وقوّة الطيران الروسي والتي أدت إلى تهديد طرق الأمداد وأعطت أشارة إلى وضوح معاناة شحة تدفق الأمداد العسكري والتعبوي واللوجستي والتمويني والذي أنعكس على خلخلة معنويات العدو  .رابعاً/ التدخل الروسي في سوريا أنقذ القوات السورية من الأنهيار وأمدها بالأسلحة التكتيكية الحديثة والتدريب على حرب الشوارع ، وبالمقابل أن أمريكا ودول الأقليم من تركيا والسعودية وقطر والأمارات قد تخلوا عن الفصائل المسلحة في الأشهر القليلة الماضية ، وأن أمريكا بالذات والمعروفة بأنتهاج السياسة البراغماتية في التعامل مع القضايا الدولية الساخنة والباردة ضاربة،عرض الحائط ما ينجم من هذه السياسة النفعية بحلفائها ، ولا يغيب عن ذاكرة العراقيين نكثهم للأتفاقية الأستراتيجية ل2011 خامسا/- بعد خمسة سنوات من حربٍ ضروس أكل الأخضر فالأخضر ثم اليابس حصلت قناعة عند جميع أطراف القتال أو النزاع أن صح التعبير { أن لا سبيل إلى الحل سوى التعايش السلمي } وفعلا أدى تحرير حلب إلى خروج خمسة آلاف من المسلحين مع عوائلهم من شرق المدينة ، وتم جلاء 9 ألاف من بقيية المسلحين اليوم 17-12 وعودة ألأغلبية إلى أحضان الوطن ، أضافة إلى أن هذا الجلاءللمسلحين القتلة أنقذت آلاف السوريين من القتل والأستباحة . سادسا/ - وأن سوريا لم تفقد كل حلب بل أنها كانت تسيطر على 40% من المدينة في الجانب الغربي ،  وأعتبر كعامل ديناميكي عسكري في قضم المناطق الشرقية ، بينما فرضت القوات العسكرية والجماعات الموالية لها طوقاً خانقاً على قوات المعارضة المسلحة المدعومة من داعش وفصائل النصره والجماعات الأسلامية الراديكالية والمدعومة بالأخونة التركية والمصرية المتواجدة في الأجزاء الأخرى من المدينة خاصة الأجزاء الشرقية .سابعا/ تحرير حلب بالأمس وتحرير الموصل غدا أدى إلى أفشال الحلم السلطاني التركي التوسعي في ضم حلب والرقة والموصل إلى دولة حريم السلطان .
معطيات التحرير الربحية
1-ضربة قاصمة للمشروع الصهيو – أمريكي في التقسيم سوريا . 2- رفع معنويات الداخل السوري وجيشه ،3- تحجيم التنظيم وشل قدراته العسكرية والأعلامية وبالتالي إلى تقوية الموقف الداخلي الروسي  في جدوى مساعدات الروس ومشاركتها .4- أسترداد حلب بمثابتة هزة أرضية  أدت إلى ظهور شروخ في كيانات الأعداء بشكل ( تغيير ) جدي في مواقف الجيوبولتيك ، وتخفيض سقوف الطلبات الماشية إلى الموافقة المبدئية على تغيير مطلب رحيل الأسد وأبداله بوقف أطلاق النار والحوار لأختيار أحد الحلين أما أشعال فتيل حرب كونية بتصادم الكبار أو تنازلات السياسيين في الغرب وتسوية سياسية تصب لصالح المنطقة الملتهبة ، وبالتأكيد يكون الحل الأخير أوكسيجيناً لرئة اللأسد  .
أخيراً/--- وعادت " حلب " تلك العنقاء الأسطورية الحسناء إلى الوطن الشامي بمهرٍ ثقيل وبروافدٍ من الدماء  والتضحيات الجسام ولخمسة سنوات وتقاربت مع صمود " ستالين كراد " الموشحة بأكاليل الغار ، المجد لشهداء الحرية ، وألف تحية للذين يدفعون الدم في سبيل أرضهم وعرضهم ----
*كاتب وباحث عراقي مغترب


160
البرلمان--- مطلوب عشائرياً!!!
عبدالجبارنوري*
رباه... ما الذي يجري في العراق ؟ وإلى أين هو ذاهب؟؟ أيعقل أن المغردين تحت قبة هذا الصرح المقدس لم يتحسسوا آلام وفواجع هذا الوطن المثخن بالجراحات العميقة والتي ربما وزنها بقدر تأريخه المليوني، ولا أريد التعرض لشخصٍ ما قد يحمل من تأريخ علمي وفقهي وفكري ، لأني أعلمُ " أن الأمور بخواتيمها " وقد أتهمْ بالسوداوية والتشاؤم .. ولكن هي الحقيقة المرّة والمؤسفة ومن بعد الأحتلال البغيض في 2003 وسني العجاف الثلاثة عشر ذلك الرقم السوداوي المشؤوم والوطن بيع بخساً في مزاد المساومات السياسية العاهرة ربما جملة وقد أشتريناهُ غالياً مفرداً وبالتقسيط الغير مريح مقابل دماء شعبنا وحجز حرياتنا وكم أفواهنا .
وكل يوم يضيّفْ العراقيون الصائمون على أفطار ملوّثْ من غدر سياسيي داعش وفتاواهم الضالة والمظلّة منها وهابية وأخرى (حسنية ) ، والأعظم الأغرب تلك النكتة السمجة و(الطرقة) الصوتية التي فجرها البعض من نوامنا الفايخين في أرجاع القديم إلى قدمهِ في عرض قانون العشائر لقراءته والتصويت عليه في يوم الخميس 11-11-2016 والذي ألغي بعد سقوط النظام الملكي وتأسيس النظام الجمهوري في تموز 1958 ، ومع كل أحتراماتنا للعشائر العراقية التي هي النسيج الأجتماعي العراقي ، وهي رأس حربة النفيضة في مقارعة بريطانيا العظمى في ثورة العشرين ، وقيادة الأنتفاضة الشعبانية المجيدة في 14 محافظة عراقية لكسرهيبة أعتى دكتاتورية شهدها العراق الحديث ، وها اليوم دفعت تلك العشائر الغيورة بأبنائها شباباً وشيباُ في صفوف " الحشد الشعبي " لحماية الأرض والعرض من دنس الموجات التترية الوهابية وبأنتصاراتٍ متلاحقة أذهلت العالم بأسرهِ ، ونعترف بأن في القاموس العشائري بعض مفردات الأنسنة والتي فيها نداوة أخلاقية بالفرز بين الحق والباطل( بسنينة) جريمة (السودة ) أي التخلي وعدم الأعتراف بمرتكبي الجنايات الخلقية كالسطو والنهيبة --- وأحياناً تصل العقوبة إلى هدر الدم .
أي .... نعم نقدر ونثمن هذه التضحيات السخية والوقفات الرجولية الشجاعة أمام الباطل ، ونفتخر بها بيد أنها تمثّلْ الجانب النقيض للمجتمع المدني والأكبر من هذا أن الكيان العشائري جاء - حسب التسلسل الزمني والتأريخي  - إلى ما قبل " الدولة " متزامناً مع نظام الأقطاع .
المأخذ السلبية في تجليات " قانون العشائر " !!!
1-ولاء جهوي بدل الولاء الوطني  ، وألغاء مفهوم الدولة  ، ووداعاً يا مدنية ، فهو راعيا للفرد وليس للدول حسب  قاعدة أنصر أخاك ظالماً ومظلوماً ، .2- وهي لشراء الذمم أيام الأنتخابات ، والذين فازوا بجهود عشائرهم هم الذين روجوا للقانون .3- والعشيرة شاركت مؤسسات الدولة في الفساد الأداري والمالي .4- ترهق الدولة أقتصادياً برواتب وأموال وأجارات وأجتماعات وسفر وموائد دسمة ، فمن أين تأتي الدولة بهذه النفقات البطرانة وهي غارقة حد الأذنين في ديونٍ خارجية وداخلية . 5- أن بعض شيوخ العشائر ذات شخصية رخوة أستغلها البريطانيون للسيطر على الشعب ، وكذلك استعمل صدام بعضهم كعيون في رصد العشائر الأخرى وفي ضرب الشعب ، واليوم أشترت داعش ذمم ( بعض) شيوخ منصات الغربية لأعطاء البيعة للخليفة المزيف ، وأن عرض قانون العشائر تزامن مع قانون العفو(القمبلة الموقوتة ) ومسودة التسوية الحكيمية (العبثية ) سوف يدفع بعودة سياسيي الدم وأشعال الحرائق ما بين طلب الثأر ، والمنافسة الغير شريفة 6- يتضمن القانون تأسيس ما يسمى ( بالأمانة العامة للمجلس الأسلامي لعشائر العراق ) وتكون هذه الخلية الطفيلية الطارئة دورها أستشارياً ومشاركاً في مجالس المحافظات في أذكاء الخلافات والمماحكات وعرقلة المشاريع التي تمس الوطن .7- العنف الأسري على المرأة بالذات وأستعمالها كسلعة في حل وأطفاء خلافات العشيرة ( بالفصلية ) ، وتعميم زواج القاصرات ، وأرتفاع نسبة الطلاق والذي وصل إلى نسبة مخيفة أكثر من 60% بفضل التقاليد القبلية الأرثية البالية .

الخاتمة/في حالة أقرار هذا القانون الرجعي ، يكون المدان فيه البرلمان العراقي أولاً ، حينها نكتب على باب البرلمان عبارة وبالخط الأحمر { مطلوب للشعب – معروض للبيع شلع قلع ) ، لأيفاء ديون ثقيلة بذمته للشعب ، وأنهُ نكثت بالقسم في تنفيذ الأصلاحات التي صوّت عليها بالأجماع بتأريخ 8-11-2015 وللوقت الحاضر لم تنفذ ، وكان الأولى بهِ أن يفي بحقوق الجميع بدل قانون العشائر الذي هو خطوة سحب تايتانيك العراق الآيل للغرق أصلاً إلى مثلث برموده ، ولكي لا يكون كلامي عابراً هذه بعض الأصلاحات التي كان العراق بحاجة ماسة لها : التخلي عن الجنسية المكتسبة ، التخلص من مودة الوكالات ، محاسبة المسؤولين الفاسدين وأقالتهم ، ملاحقة سراق المال العام وأسترداد ما بذمتهم من أموال ، أختزال أعداد حمايات المسؤولين ، محاسبة مسببي سقوط أراضي العراق بيد داعش ، حماية أمن المواطن بمكافحة الخارجين عن القانون ، وأين السلم التقاعدي الموحد؟ ، وأين قانون مجلس الخدمة ؟----- عاشت الدولة المدنية المؤسساتية العلمانية ، وتسقط مسودة قانون التخلف والخزي والعار ------وأعتذارنا للسيد روسو صاحب العقد الأجتماعي ، وباي – باي للوثائق الأممية للهيئة الدولية في الأمم المتحدة والمثبته قبل سبعين سنة -----
*كاتب وباحث عراقي مغترب

161
أرقام مرعبة لها دلالات!!
عبدالجبارنوري*

وجعْ وطن/أليك حبيبي ... ودعني أصلي .!!
نحن جيلٌ خارجٌ من رحم الحروب ، مثقلون بمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية وطنية بمواجهة البعد الأنساني المغيّب اليوم بفعل تدني الوعي الطبقي ، والسلبية والذيلية بهوياتٍ منسلخةٍ من موجات الفوضى الغائصة في مستنقع نظريات التفكيك والأنقسام والفوضى التدميرية بقيادة سماسرة السلطة والدم .
وثمة ولع ملهاتي تراجيدي أن أجمع بعض من هذه الأرقام الملتهبة بمقاربات رصاصات حيّة وليست (خُلّبْ) موجهة لكيان ووجود وطني الحي الميّت ... ما العمل ؟ أنّها ربما نوبات Home sickness ( الحنين للوطن ) .. ومنها ما قتل !..لا  لا...أنها بوصلة المواطنة التي تربينا عليها .. وهذه بعضها غيضٌ من فيض  :
-619 مليار دينار فقط لاغير ، طلب المفوضية العليا للأنتخابات هذا المبلغ المتواضع من أجل أجراء أنتخابات مجالس المحافظات !!! وهذ المبلغ يكفي لبناء 500 مشفى في كل محافظة 25 مستشفى ، أو يكفي لبناء ألف مدرسة في كل محافظة 50 مدرسة  أو يكفي لتبليط وأكساء ألف شارع متوسط الطول أي في كل محافظة 50 شارع ، أو يكفي لأنشاء ستة آلاف بيت بمساحة 100 م 2 أي في كل محافظة 300 بيت أي أنشاء محلة جديدة للفقراء ، أو يكفي لأحياء وزراعة 300 ألف دونم من الأراضي البور وزراعتها ، أو يكفي لشراء 10 طائرات أير باص جديدة ، أليس هذا حرام يا  حكمومة ويا مفوضية ----- حرام حرام حرام !!! بالمناسبة أن أمريكا لا توجد فيها مفوضية أنتخابات ( أقترح أن نجري الأنتخابات عندها ) .
- 4 أربعة حرائق مؤسفة متكررة خلال سنتين في مدرسة الروضة العباسية الثانوية الحكومية في البصرة ، أعلنت نقابة المعلمين في البصرة ، أن مدرسة ثانوية حكومية تقع ضمن مركز المحافظة تعرضت خلال العامين السابق والحالي إلى أربع حرائق مفتعلة حصلت في ظروف غامضة بالرغم من أن قطاع التربية في عموم البلاد يعاني من مشاكل وتحديات في نقص المباني المدرسية ونقص في الكتب المنهجية المقررة ، ويعزي المسؤولون أن تلك الحوادث في ظروف غامضة ( وسُجلَ في قيد المجهول كالمعتاد ).
- 10 عشرة أعوام مضتْ على ثأر عشائري : حيث أفاد مصدر أمني في ديالى السبت 3-12 -2016 بأن ثأراً عشائريا  يعود لسنة 2006 من عودة 500 أسرة نازحة إلى أحدى القرى المحررة شمال شرق بعقوبه ( تعليق شخصي :  لعقلاء القوم فقط "  أذاً أن العراق مطلوب عشائرياً !! ، لذا يستوجب ألغاء مسودة القانون العشائري الذي يلوحون به اليوم ، وللعلم أن القانون قد ألغي  بعد سقوط النظام الملكي وتأسيس النظام الجمهوري في تموز 1958 .
- 167 نائب من مجموع 325 يحضرعن جلسة تشريع أخطر القوانين المصيرية التي تلامس (خبز) المواطن ومستقبل أجياله والتي هي ( الموازنة ) أهي من الأنصاف ؟ أهي من الوطنية ؟ أية نخبة فوضوية مخزية ظهرت في الساحة العراقية بعد 2003 ؟!
- 869 يوم أي 20856 ساعة أو 125360 دقيقة تمرُ على أحتلال العراق من قبل أوباش الصحراء من خارج الزمن وخارج التغطية داعش الأرهابي أي الفترة من 18 حزيران 2014 حتى 17 أكتوبر 2016 والوطن يتعرض لأبشع جينوسايد في الأبادة الجماعية غير مسبوقة في الغزوات البربرية في القرون السحيقة .
- الرقم 687 ألف حالة طلاق في المجتمع العراقي ، وذلك في شهر أكتوبر من هذا العام ، حقاً أنهُ رقمٌ مخيف ومرعب وخاصة حينما يرسم المختصون في التعداد الأسري في حسابهِ السنوي ومنذ 2003 ولحد اليوم سيكون الخط البياني عند 57% من المجموع الأسري مفككاً ومنحلاً ومنهزماً إلى الأمام ، بيد أن يبقى 43% منه متمسكا بالقدسية الأسرية ( رحمه من الجليل  !!!) .... يا ترى أين نحن ذاهبون ؟؟، وأترك للمختصين البحث في أسباب هذه الظاهرة المخيفة ، ولا ضير أن أذكر بعض أسبابها حسب ما أعتقد وهي خاضعة للصواب والخطأ :
1- الأستخدام السلبي لوسائل التطورالتكنلوجي .
2- الهجرة والنزوح .
3- غياب التكافؤ العمري والثقافي والأجتماعي .
4- البطالة المستشرية بنسبٍ عالية ، والعامل الأقتصادي .
5-  العنف الأسري قد يكون السبب الرئيسي في أرتفاع معدلاتهِ.
6- الموروث القبلي ، وتغيّر الزمن .
7- زواج القاصرات ، والزواج خارج المحكمة .
---------------------------------------------
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


162
الأعلام السالب ---- سلاح تدميري !!
عبدالجبارنوري
الأعلام السالب أو الكاذب الذي يعني الأشاعة كما يقولون فيها : " أنّها أفعى تفقس في أعشاش العدو ويربيها الجهلة في بيوتهم " وبالتأكيد الشائعة المغرضة والسالبة الكاذبة تعتبر من النواهي في الأديان والقيم الوضعية والموازين الخلقية ، وتظل من الظواهر المنبوذة والمرفوضة ، ومع هذا أجيز نشر بعضها في الحروب بل و أحياناً تشارك بنسبة 50% من الجهد التعبوي والعسكري ، لكونها مواجهة لمخاطبة العواطف والمشاعر أكثر من مخاطبة العقل رغم وجود قسط آيديولوجي بداخلها ، وكذلك هي الفلسفة المسيطرة في الحروب وسمتها الأساسية ، حتى قال عنها هتلر زعيم النازية: في خطابه في مؤتمر ( لورنبرج ) 1929 {لقد أوصلتني الدعاية إلى الحكم ، وبالدعاية حافظنا على مراكزنا ، وبها سوف نستطيع غزو العالم كله ، وهنا قد تكون الأشاعة تحت عنوان الحرب النفسية Rumours and Psychological War( كالنموذج الألماني النازي الغوبلزي ، والصدامي الصحافي ) .
 وكانت من قبل مشرنقة ومحصورة لغياب الأتصلات وتباعد المدن والبلاد ، بيد أن اليوم بظل الطفرة المعلوماتية والثورة الألكترونية التي تتسارع وتتنامى بفضل الأنترنيت والتواصل الأجتماعي والفضائيات المتعددة والأقمار الصناعية ، ووسائل الأعلام المختلفة تنتشر تلك الأشاعات والأراجيف على أجنحتها بسرعة الضوء وبأختزال الزمن ، ويصفها البعض بأنها خمرة معتقة تغيّب الوعي والعقل بتزيف الواقع فتخرج بمعلومات هلامية من أفواه وأقلام المغرضين عندها يصاب العقل بالشلل ويرفض التفكيرويرفع الراية البيضاء ويستسلم للمعلومة التي طالما ينتظرها بشغف ، لذا يقول المخطط العسكري الصيني " صن تزو " : أن أعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال .
وقد حدد العالم البريطاني ( روبرت ناب ) بعد الحرب الثانية وهو مختص بدراسة الشائعات بمنهجية علمية  بتقسيم الشائعات إلى :
1-   أشاعات خيالية من وحي أحلام اليقضة . 2- الأشاعات المخيفة التي تدور حول شخصيات أجرامية مرعبة ( مثل حكاية أبوطبرفي العهد البعثي الصدامي البائد في بغداد ). 3- أشاعات لغرض الفرقة والتفكيك . 4- أشاعات لغرض التسقيط السياسي والأجتماعي . 5- أشاعات التبرير حين يكون الخبر لا يقبله العقل البشري . 6- أشاعات المتوقع عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار وأحداث معينة .
معطياتها التدميرية
* أن الهزيمة الحقيقية للشعوب والأحزاب والدول ليست الهزيمة العسكرية لوحدها بل وجوب خلق أنهيارات نفسيّة ومعنوية لدى العدو للتعجيل في الأستسلام ، بل تأخذ أتجاهاً سوسيولوجيا جمعياً.
وأن مفاهيم الحرب النفسية عديدة مثل : حرب الأعصاب ، والصدمة ، والحرب العقائدية ، والحرب الباردة ، والهدف منها هو أضعاف السلاح وتحطيم المعنويات وأبقاءها دوماً بحالة شك وريبة .* فقد الثقة بين المواطن وحكومته .* يكون السبق الصحفي على حساب السبق الوطني .* أخضاع وتجميد جميع البرامج المدرسية وتوجهات الدولة في خدمة جماهيرها مما يؤدي إلى تعطيل البرامج الحياتية برمتها.* تحاول الدعاية الأعلامية فرض مفردات رثة في الأثنية العرقية كفرض النازية على العالم ، أو الطائفية عند بعض الكتل ، أو فرض العقيدة الوهابية كما تقوم به السعودية اليوم .*الأشاعة ذات الصفة السياسية تؤدي إلى تقويض الأمن الداخلي وخلق روح من العداء والسخط تجاه الحكومات . * وقد تكون شائعة أقتصادية تهدف إلى تشكيك الفرد المستهلك ( كما سمعنا مؤخراً عن مادة الرز المستورد الهندي المتعفن ) . * وقد تكون الأشاعة صحية حول أنتشار بعض الأوبئة مثل أنتشار الكوليرا والغلو في تضخيم أنتشارها .
أخيراً/ كي لا ننسى !!!----- أشاعة نكبة جسر الأئمة يوم 31 آب 2015 بأن على الجسر أنتحاريأ سوف يفجر نفسهُ وتبين أنه خبر كاذب وغير دقيق لينشر الهلع والخوف وحصول تدافع أدى إلى موت أكثر من ألف شهيد غرقاً ، وجرح 388 شخص .
الهوامش/ * د-أحمد النابلسي – سيكولوحية الشائعة ، * كتاب الشائعات جان نويل الفرنسي ، ترجمة تانيا ناجيا – بيروت
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

 

 


163
كاسترو..صانع جمهورية كوبا الأشتراكية ومروّضْ أمريكا...وداعاً
عبدالجبارنوري
هو اليخاندروكاسترو1926-2016 رئيس كوبا منذ العام 1959 عندما أطاح بحكومة الدكتاتور " باتيستا " بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء حتى عام 2008 عند أعلانهِ عدم ترشحه لولاية جديدةٍ وأنتخاب أخيه " راوول كاسترو " مكانهُ ، وكاسترو هو أمين الحزب الشيوعي في كوبا ، وقاد تحويل البلاد للنظام الشيوعي ، تحصيلهُ العلمي قانون جامعة هافانا 1945 ، مهنتهُ سياسي محامي جندي ، حاز على وسام جائزة لينين للسلام 1961 ووسام ثورة أكتوبر .
كاسترو.. وحكامنا
ثمة خواطر عبثية ربما من باب التمني والتمني رأس مال المفلس !!!
-أعتمد المعلم كاسترو الشيوعية اللينينية الماركسية منهجاً لقيادة دولة كوبا بشعاره الثوري المعروف إلى الأمام فقط ، ولا تنسوا أبداً أن عدوكم الرأسمالية الأمبريالية الأمريكية ،  ووضع البلد على سكة الأشتراكية العلمية بقيادة الطبقة العاملة  بتحدي أكبر عدو يبعد عن كوبا مسافة 112 كم ، وكوّن دولته في ظرف أقل من ستة أشهر، بالوقت نحن في العراق ول13 سنة في ظل الدين الراديكالي نعاني التخلف والفقر والمرض والجهل والبطالة والأثنية الطائفية والمناطقية والهوياتية.
- كاسترو الشيوعي الأشتراكي أدار دفة كوبا بميزانية ضئيلة قد تكون أقل من 10مليار دولارسنويا من واردات محدودة تقتصر على التبغ وسكار هافانا اللف وقصب السكر والموز ، بالوقت ونحن في العراق المسكين قد جرب علينا حكامنا أنواعا من الأشتراكيات الحميدة والمجيدة واليوم الأسلامية ، وبعد الأحتلال ونحن أمام ميزانية أنفجارية تقدر ب 110 ملياردولار سنويا من واردات النفط ، والخزينة مصفّرة بسبب الفساد المالي والأداري .
- وكاسترو الشيوعي الأشتراكي تمكن من أنتزاع الحكم من باتيستا ب80 رجل وطني صادق في حب تربته وبأقل من ألف مقاتل واجه البحرية الأمريكية وترسانتها الصاروخية بقيادة المجنون جون كندي مع آلأف من المرتزقة الكوبيين الجحوش في معركة خليج الخنازير المشهورة التي سجل فيها أول أنتصار وتركيع للمخابرات الأمريكية ، أما حكامنا - وخاصة بعد الأحتلال - أتبعوا سياسة التبعية لأمريكا ، والبعض من سياسيي السلطة لهم زيارات مكوكية مع واشنطن لا بل يحرض العدو على أحتلال وطنه .
- وكاسترو أرجع هيبة كوبا في 17- 12- 2014 بأضطرار أمريكا أن تتقدم بنفسها وتطلب التطبيع معهابقيادة " أوباما "  بعد أنقطاع تام لمدة أكثر من نصف قرن ، والذي وصفه الرئيس الفنزويلي بأنه ( تصحيح تأريخي ) ، وحكامنا باعوا العراق في مزاد العهر السياسي وضيعوا هيبة العراق فهذه تركيا محتلة لترابنا في بعشيقه وهذه فلول عصابات الخلافة (الخرافة ) تحتل اراضينا، وسياسيو السلطة مرتبطون بأجندات خارجية وبشكل مكشوف بعواصم دول الجوار الرياض والدوحة وأنقرة وطهران ،
- كاسترو الشيوعي الأشتراكي أستعمل دكتاتورية الطبقة العاملة في سحق أعداء الثورة ( بدون أستعمال عفا الله عما سلف )، اما حكامنا فقد جعلوا السجون فنادق خمسة نجوم وباب للأرتزاق ، وفي تلك السجون سفاحين قتله منذ سبعة سنين أو ربما أكثر ينتظرون فرج رشوه أو واسطه أو يجد ثغرة في أعادة المحاكمة لسبعة مرات .
وأخيرا/
 أني خيرتكِ فأختاري فجبنٌ ألاتختاري
لا توجد منطقةٌ وسطى
بين الجنة والنارِ 
------------- كاتب و محلل سياسي عراقي مقيم في السويد




164
رواية ذهب مع الريح/قراءة متوازنة في تجليات أحداثها
عبدالجبارنوري*
مقدمة/ ذهب مع الريح Gone with the wind  رواية الكاتبة مارغريت ميتشيل MERGARET  MITCHEL 1900 – 1949، وقد بلغت بروايتها الوحيدة ( ذهب مع الريح ) شهرة لم تصل أليها كاتبةٍ روائية من قبلها ، لقد طُبع أكثر من خمسة عشر مليون نسخة ، وتُرجمتْ ألى ثلاثين لغة عالمية منها اللغة العربية ، وأحتوتْ الرواية على 1037 صفحة ،  ولآنّها أبرزتْ أشهر العلاقات الغرامية في تأريخ الأدب والسينما ، حيث حُولتْ الرواية إلى فيلم سينمائي عام 1939 بطولة كلارك كيبل وفيفيان لي ، مدة العرض 3 ساعات و42 دقيقة ، وأعتبر أحد أعرق أفلام القرن العشرين ،  ورشح الفيلم لثلاثة عشرة من جوائز الأوسكار وفاز بثمانٍ منها ، وقد شاهدتُ الفيلم في بغداد شخصياً في صيف 1969 عندما عُرض على صالة سينما روكسي في شارع الرشيد أيام الزمن الجميل عندما كانت بغداد الحبيبة تزهو بصالات دور العرض الراقية بأحدث تكنيك فني مثل سينما سميراميس وأطلس والخيام وروكسي وريكس ، لقد فقدنا كل شيء ألا الدموع بعد نكبة الأحتلال 2003 ومجيء الحكم الأسلاموي الراديكالي الذي وضع الشمع الأحمر على بوابات وشبابيك الفضاءات الحضارية ، وأحسن نزار قباني حين قال : لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية .
العرض/مناقشة آراء مؤلفة الرواية " مارغريت ميتشيل "
أولاً/
في موضوع " الحب " أن ماركريت أكملت القصة بثلاثٍ من السنين 1926-1929  في كتابة هذه القصة المستفيضة ، جعلت بؤرتها قصة حب جنونية ملتهبة بين شخصيتين مختلفتي التفكير صلبتي العود من الرجال والنساء هما " سكارليت أوهارا ، وريت بتلر " وأدارت حول هذا الحب المضطرم والمعقّد أحداث الفترة التأريخية والأجتماعية بين الشمال والجنوب بسوسيولوجية جمعية وتأثيرها في حياة الناس وأحوالهم ، وأعتقد أنها نجحت في هذا المجال بشكلٍ واضح في جغرافية الجنوب الأمريكي بالذات مدينتها " أتلانتا " بيد أنها لم تصل في توجيه  وترويض عواطفها الرومانسية بالأتجاه الصحيح ، كان الحب الأول " آشلي – ويليكس" عشقتهُ بجنون لحد الهوس ولكنهُ لم يبادلها تلك المشاعر ، ورفضها ليتزوج بأبنة عمهِ ، سرعان ما أطفأتْ هذا الحب بحبٍ جديد (ريت باتلر)  بطل الرواية وسُجنَ عند دخول اليانكيين إلى الجنوب لقتله رجلاً أسوداً لأهانة أمرأة بيضاء ، وساعدها بدفع فاتورة الضرائب الباهضة ولكنها نكرت الجميل وتزوجت من ثري وقُتل في الحرب الأهلية ، وثم تعود لحبها بتلر ثانية نادمة ، تبدو" سكارليت "في الرواية كشخصية مركبة تجمع المتناقضات أنّها لا تحب أخوتها ولكنها تعتني بهم ، وكانت تتميّزْ بالبخل والطمع ومع ذلك كانت تقدم المساعدات لأصدقائها ،  وفي نهاية الرواية يتركها حبيبها ريت بتلر وإلى الأبد ليتطاير حبها مع الريح  العاصف --- أهكذا تعامل الروائية كلمة الحب المخملية الشفافة ؟ وقد أتهمها الكثير من النقاد بالأسفاف والتهافت في ترجمة مفهوم الحب الذي هو  {منبع السعادة ، ومرفأ الأمان ، وسر القلوب ، بل هو أسمى المشاعر الأنسانية على الأطلاق ، والذي يبقى صداه خالداً مدى الأزمان لكونه مغلف بالأنسنة والرحمة والعطف ومجرد من الشهوة الحيوانية أو المصلحة } .
ثاناً/ موضوع " الأبارانايد " التمييز العنصري الذي فرض نفسهُ  على زمكنة  كتابة الرواية ، وهو صراع الكونفيدراليين مع اليانكيين بسبب البشرة السوداء ، وأستمرت الحرب من عام 1861 -1865 وسقط فيها آلاف الضحايا وأنتشر الخراب والدمار في مناطق عديدة ، وأحتراق مدن بكاملها ، فكان تعرض ماركريت ميتشل لهذا الموضوع الحساس بشكلٍ خجول وتصوير الأفارقة الأمريكيين بصورة نمطية تعزز كونهم ليسو أكثر من مجرد تابعين أو خدم للبيض ، وعند تحويل الرواية إلى فيلم حذف مخرج الفيلم " دافيد سيليزنيك " اليهودي اللبرالي المناهض للعنصرية من حذف المقاطع العنصرية مثل أنتماء أزواج ماركريت ميتشل على التوالي آشلي ، بتلر  وفرانك كندي إلى جماعة الكوكلو العنصرية التي كانت تروّع وتعذّب السود أبان الحرب الأهلية ، وتروع البيض المساندين لهم في عمليات تطهير عرقية منظمة ، وكذلك حذف أي مقطع يمجّدْ بمنظمة Kuklux Klan  العنصرية ، كما حذف أصطلاح  Nigger  المهينة من سيناريو الفيلم رغم حشو ماركريت ميتشيل بها .
ثالثا/  هناك هنات وهفوات غير مقصودة يفترض بالمؤلفة العبقرية المحنكة عدم ذكرها أصلاً مثل : فقرة أغتصاب ريت بتلر لزوجته سكارليت أوراها لأستخدامه القوّة في ممارسة الجنس معها وهي أهانة للمرأة وتدخل ضمن العنف الأسري ، وكانت مؤلفة الرواية ماركريت ميتشيل تقصد بهذه الفقرة ما هي ألا نوع من الرومانسية الممتزجة بالعنف ، و كذلك موافقتها على أختيار الممثلة الحسناء البريطانية " فيفيان لي " لأداء الدور البطولي في الفيلم بدلاً من مئات الفنانات الأمريكيات أدى إلى غضب شعبي عام خاصة أن سكارليت أوهارا تعتبر ( أيقونة أمريكية ) وأختيار ممثلة بريطانية لأداء دورها ما هي ألأ أهانة للقومية الأمريكية ، ويعني هذا أن  "ذهب مع الريح " تمرد على الكثير من المحظورات في وقتها ، وكذلك يطلق خلال الرواية عبارة ( أنكل توم ) مزاحاًغير مقصودعلى الخادمة ذات البشرة السوداء، وهي عبارة تستخدم لوصف الأفارقة الأمريكيين الذين يتذللون للبيض لكسب رضائهم ، والعديد من الأدباء الأمريكيين أعتبروا الرواية ضمن الأدب النسوي ، لوجود أيحاءات بين سطورها للمرأة كيفية التخلص من التسلط الذكوري في المجتمع والتغلب عليهِ ،  مما جعل معظم القراء من النساء .
أخيراً/ أن الرواية رغم كل ما أثير حولها من لغطٍ وجدل ستظل من أكثر الروايات جمالاً وحظوراً في ذاكرة القراء والمشاهدين فهي أصطفت إلى جانب الروايات الملحمية والأسطورية الخالدة والغارقة في التفاصيل الملتهبة  التي لا تموت بكل عيوبها وفضائلها.
ذهب مع الريح ، أجل ذهب كل شيء ---لأن ما حدث قبل قرنين لا وجود لهُ أبداً في الحياة المعاصرة والمعولمة بل فقط في ذاكرة التأريخ الرومانسي الأدبي ، وذهب كل شيء أدراج الرياح آخذاً معهُ إلى اللانهاية ذلك الحب المهوس المضطرب والمفكك العرى والفاقد للتوازن السّوي في أحادية قطبهِ ، وذهب مع الريح إلى العدم في قرارة الثقب الأسود ، وأتسعت تلك العاصفة السوداء لتلف العنصرية والتعصّب ، وبقي بياض القلب بمجيء الرئيس " أبراهام لنكولن " ليسدل الستارعلى النظرة السوداوية للبشرة ويلوّح عبر تمثال الحرية أنها ذهبت مع الريح .
الهوامش/ * الحرب الأهلية الأمريكية والعبودية في الولايات المتحدة – ترجمة الدكتور زياد زكريا لبنان .* ذهب مع الريح – ترجمة عبدالله عرفان 2010
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


165
 
فوزترامب/عاصفة ترامبية ستمطر بني سعود
عبدالجبارنوري*
لقد أمتلأت مواقع التواصل الأجتماعي وكبريات الصحف العالمية بمفاجأة عصر صدق ولا تصدق بخبر فوز ترامب TRUMP حتى ظنّ البعض بأننا ترامبيون ، بأعتقادي الشخصي أن الأثنين لا يستحقون الغوز بالرئاسة الأمريكية وحتى رئاسة العراق ، ولأن الدعايات الأنتخابية والمناظرات التلفازية وأستهلاك مليارات الدولارات على هذه الدعايايات الأنتخابيىة ماهي سوى وعود ترقى (للديماغوجية) في تخدير الناخبين بوعود وأمنيات--- سوف نعمل ، وسأخرج المهاجرين ، سوف أبني جدار المكسيك ، وحتى الوقوع في تناقضات لسانية ، أنظر ماذا قال ترامب قبل الفوز حين نعت هيلاري بالفاسدة والمجرمة وأنهُ سيدخلها السجن أذا ما فاز ، وبعد الفوز أخذ يكيل لها ولعائلتها الثناء وأضاف أن الشعب مدين لما قدمتهُ من خدمات جليلة للأمة ، أما السيدة كلنتون فقد وصفتهُ بالمراهق المدلل الثري ونشرت غسيله الأخلاقي المقرون بالهوس الجنسيي الأباحي وتعدد الزوجات الطليقات ، ثُمّ بعد أنتصاره --- قالت لمؤيديها أن ترامب يجب أن يعطى فرصة ليقود البلاد ، وهيلاري المرشحة المصابة بمرض الرعاش العصابي ولعبها  الغير متزن على حبال حزبها الديمقراطي مرّة لأقصى اليمين وأخرى للتشهير، وأتهام الآخرين في صنع داعش .
تجليات خطابات ترامب التعبوية ... ولماذا رحبنا بفوزه ؟
1-وبصراحة أني تمنيتُ فوز ترامب وأفرحني فوزهُ لكونِهِ: أعلن عداءهُ لبني سعود وطبقاً للمثل " عدو عدوك صديقك " ، فقد وصف السعودية بالبقرة الحلوب التي تدرُ ذهباً ودولارات بحسب الطلب الأمريكي ، وطالب السعودية بدفع ثلاثة أرباع ثرواتها كبديل عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لآل سعود داخلياً وخارجياً ،{ وللتأريخ توضّح للقوميين الأمريكيين مناصري فوز ترامب هو أن أمريكا كانت تساير الملوك السعوديين طوال السنوات الثمانين الماضية كانت تحلب ضرع البقرة السعودية – كما أعترف ترامب – ومحاربة المد الشيوعي السوفيتي في أفغانستان ، ولتمويل حروب أمريكا العدوانية على شعوب العالم ، وتخفيض سعر برميل النفط في منظمة أوبك جراء أنتاج السعودية وتصديرعشرة ملايين برميل من النفط الخام في اليوم } ، وأضاف متى ما جف ضرع هذه البقرة الحلوب ولم تعد تعطي الذهب والدولار عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا بذبحها ، أو نساعد مجموعة أخرى بذبحها ، وخاطب المرشح الأمريكي ترامب السعودية  أثناء حملته الأنتخابية : لا تعتقدوا أن المجموعات الوهابية الأرهابية التي أوجدتموها في بلدان العالم وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الأنسان وتدمير الحياة ستقف إلى جانبكم وتحميكم ، فهؤلاء لا مكان لها في كل مكان في العالم ألا في أحضانكم وتحت ظل حكمكم ، فهم سيأتون اليكم من كل مكان وينقلبون عليكم ، ويومها يقومون بأكلكم ، لذا وجد ترحيباً من العراق وسوريا ومصر وروسيا بالفوز ، بينما أرتأتْ دول خليجية الصمت ، واثناء مناظراته مع مرشحة الديمقراطيين صرّح وبثقة عالية يفرض قبولهُ على الناخبين : ( أنا غني ومستقل ولستُ مديناً لأحد لذا أن حكمتكم سأعمل لأجلكم ، وليس لأجل جهة أخرى ، أما غيري سيعملون من أجل داعميهم من بنوك ولوبيات كبيرة وفاسدة ، أنا ناجح أنظروا لتأريخي أنشأتُ العديد من المشاريع العملاقة الناحجة ، وهذا ما سأقوم به لأمريكا عكس بقية المرشحين الذين لم يفعلوا شيئاً ذا قيمة بحياتهم ولا يجيدون غير الحديث .
2- وأعلن أثناء دعاياته ومناظراته التلفزيونية أن أوباما وكلنتون صنعا داعش ISIS وأسهما في تقوية شوكتها وأنتشارها .
3- وأنهُ سيكوّنْ علاقة مع روسيا لدحر الأرهاب الأسلاموي الفاشي  .
4- ووعد في برنامجه السياسي على المدى البعيد في دحر الأرهاب ISIS وتجفيف منابعه في كل مكان وخصوصاً في حاضنته الأم السعودية الوهابية ، ووعد بعدم مد المسلحين في سوريا بالعتاد .
5- تفعيل قانون ( جستا ) الأمريكي الذي شكل أرقاً وقلقا مستديماً و هزيمة حقيقية لبني سعود ، وطعنة في الظهر للحليف الأمريكي حسب قول الساسة السعوديين ، ، والذي يحتوي فقراته على ملاحقة السعودية بتهمة تورطها في هجمات سبتمبر والتي راح ضحيتها ثلاثة آلاف أمريكي بريء ، وأُقرّ القانون بالأغلبية في الكونكرس لوجود أغلبية جمهورية في المجلسين ، وسوف تغرّم السعودية مبلغ ترليون دولار لتعويض العوائل المتضررة من جراء غزوة الأبراج التجارية في نيويورك ، والفقرة الأساسية في هذا القانون هو الأستيلاء على 750 ملياردولاار أستثمارات وسندات مالية موجودة لدى أمريكا ، وتعهد ترامب بتنفيذ هذه الأستحقاقات بموجب قانون جستا ضد هذه الطغمة العفنة الظلامية السعودية ، وقبل أسابيع من شهر أكتوبر الماضي رفض الكونكرس المصادقة على صفقة شراء أسلحة ودبابات أمريكية للسعودية قيمتها مليار وربع دولار .
6- وترامب مقتنع من أن داعش صنيعة أوباما وهيلاري كلنتون والمؤسسات الداعمة لهم لأستخدامهم كسلاح تهديد وأبتزاز غير أخلاقي ضد الشعوب الآمنة ، لهذا يقول سوف أجفف منابع داعش والنصرة في رياض التكفير والذبح وأكنسهم من الرقة والموصل ، ومن أبرز ما يخطط لهُ ترامب هو مراقبة المساجد في أمريكا من أجل مراقبة الخطاب الديني المتطرف ، وسمى الرئيس الجديد رقم 45 الأرهاب الداعشي ب( الأسلامفوبيا ).
7- خيبة أمل الشرق العربي بما فيه العراق وسوريا من سياسات الحزب الديمقراطي لثمان سنوات ، وهذه بعض مطباتهِ السياسية:
*العمل على تدمير سوريا بحرب أستنزاف ولأكثرمن أربعة سنوات ومستمرة لحد الساعة .* تمكين داعش من أحتلال 40% من أراضي العراق ، وحرب أستنزاف ولأكثر من سنتين ونصف . * أنتهاكات عديدة في القانون الدولي . * حرب اليمن بمشاركة فعلية في أدارتها . * ترجمة أرادات أسرائيلية في أشعال حرائق ما سميّ بالربيع العربي أو ( الغباء العربي ) .* ألتزام وتأييد مملكة الكراهية والشرالسعودية (راعية الأرهاب ). * أرتياح أمريكا للحكم الراديكالي في العراق منذ 2003 . * تخلي أمريكا عن بنود الأتفاقية الأستراتيجية المعقودة بين العراق المحتل والحزب الجمهوري بقيادة بوش الأبن  لسنة 2011.  * السكوت عن الأحتلال التركي العدواني لأراضي العراق .
 في الختام/ ربما تكون تأملاتي في الرئيس 45 خائبة ، أو ربما تدخل في خانة الهلوسة والهذيان السياسي ، لأن العالم خبر وشرب المرْ من كأس ال ( 44 حرامي ) السابقين بتدخلاتهم في شؤون الشعوب الآمنة بأشعال الحرائق الأنقلابية العسكرية والفتن الأثنية ، وخصوصاً في عراقنا الغريق بسبب أحتلاله بقيادة بوش الأبن الجمهوري ، وثمة  أمل للغريق بالقشة ولنقنع ذواتنا بأن الرئيس الرقم 45 قد وضع يده على الجرح العراقي ضحية الرياض الوهابية التكفيرية ، ويتوعدهم بالتخلي عن ملوك الحقد والكراهية مؤججي النعرات الهوياتية  ، ويستنزف ثرواتهم النفطية ويجفف المنبع الرئيس للأرهاب الوهابي ---
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


166
الأيزيديون/ مشاريع – للموت – المجاني الصامت!!!
عبدالجبارنوري*
توطئة / أيزيديون بلا تبعيث ولا أسلمة/ شعر خلدون جاويد
مظلومون ويقال عنهم ---- يعبدون الشيطان
كم نحنُ بحاجة ، في زمن الدم ----- ألى شيطان سلام
يعلمنا أخلاق الأيزيديين ------
العرض/الأيزيديون : مجموعة دينية متمركزة في شمال غرب العراق بالذات على سفوح سنجار وكذلك في سوريا ، وتوجد مجموعة صغيرة في تركيا وألمانيا وجورجيا وأرمينيا ، وعددهم بين 800 ألف والمليون نسمة في العراق لوحده ، بينما يقدر عددهم في العالم 5-2 مليون نسمة ، وينتمون عرقياً إلى أصول كردية حسب تصنيف علم الأجناس( شعوب الهندو- أوربية ) يتكلم الأيزيديون اللغة الكرمانجية وهي أحدى لغات الأكراد الأربعة وكذلك العربية ، وهم يمارسون ديانتهم المكتسبة بالفطرة ، وهي ديانة مسالمة ويدٍ وراية بيضاء لم تمتد بالسوء إلى الأقوام المجاورة لهم ، و تعرض الأيزيديون عبر التأريخ إلى أكثر من 70 حملة أبادة شُنتْ ضدهم لأسباب مختلفة ربما أن الديانة خارج تغطية الديانات السماوية ، وربما يرجع إلى تحفظ مراجعهم الروحانية ورجال دينهم ، في التقوقع ومزاولة طقوسهم الدينية بصمت وبطريقة مسالمة وبعلاقات مجتمعية مع الجيران لما تقتضيه مهنة الزراعة ، ولم يكن لهم ملاحظات سلبية على الديانات الأخرى لأيمانهم بحرية الأعتقاد ، مما جعل الكثير منهم أن ينتمي إلى العالم الخارجي ، بيد أنهم تعرضوا إلى موجات أبادة ترقى إلى الجينوسايد في أبادة هذه الفئة من المجتمع العراقي ، وتسببت هذه الحروب والغزوات والمذابح إلى تأثر النسيج الأجتماعي والعقلية اليزيدية " بفوبيا الغرباء " والتي أدت هي الأخرى إلى التقوقع والأنزواء ، ولم يمنع المثقفين الأيزيديين من أنشاء مراكز ثقافية وأجتماعية لتعريف العالم بأنسنة هذه الديانة المسالمة ، وممارسة طقوسهم الدينية وصلواتهم التي يسمونها بالدعاء لثلاثة مرات عند الشروق والظهيرة والغروب ، يدعون بالخير والسلام للبشرية جمعاء ، ثم يدعون لأنفسهم .
واليوم في القرن 21 تتعرض هذه الطائفة العراقية الأصيلة والموغلة في جذور أعماق التأريخ  حيث يعتبرون من أوائل الأقوام التي أستوطنت أرض ( ميزيوبوتينيا ) بيد أنها تعرضتْ أخيراً لأبشع غزوة أبادة جماعية  من قبل موجات الأرهاب الداعشي العابر للحدود لدين بعمر آلاف السنين من على وجه الأرض ، واصبحوا وفي العهد الخلافوي أو الخرافوي الداعشي عبيداً مملوكين في عصر العولمة وحقوق الحيوان !!! ، وأعدم المئات من رجال الأيزيديين بدم بارد من عمر 10 حتى 80 سنة وسبي النساء ، والأتجار بهن في أسواق النخاسة في الموصل والرقة السورية ، وصل الأمر بداعش الأرهابي إلى أنشاء صفحات ألكترونية ، ومواقع خاصّةٍ لعرض النساء للبيع مثل موقع الخلافة ، سوق السبي ، سوق النخاسة ، وسوق عكاظ ، ومنذ الثالث من آب اللهاب 2016 تمّ خطف 4800من الأقليات الغير مسلمة ،  منهم 3696  أيزيديين نعم خطف وليس أسر كما تدعي المنظمة الأرهابية المارقة لكونهم لم يحارب ، وأستمر السواد يوشّح الأمهات والمقابر والجنائز تزداد وبصمتٍ مرعب ورهيب و مخيف، وكأنما كُتِبَ على هذه النخبة العراقية " مشاريع للموت المجاني الصامتْ " وعلى نسق روايات الأكشن البوليسية المرعبة ، المؤطرة بنسيج روايات الملهاة السوداوية التراجيدية ، وأن ما جرى ويجري على هذه الطائفة المذبوحة والمستلبة والمغيّبة أنفساً وعرضاً وبموتٍ مجانيٍ وبالتقسيط الغير مريح وبصمت أحجار جبال سنجار، ولم يصل صوتهم المذبوح أبعد من سنجارهم ، ولم يطفو منها ألا القليل اللهم ألا بصوت الضحية الأيزيدية ناديه مراد وذلك : لعدم أنتباه الحكومة الأتحادية إلى مأساتهم ، وموقف حكومة كردستان الخجول ، وتهافت الخطاب الديني الأيزيدي وعدم جديته في عرض المأساة ، وفي حرب " نحن قادمون يا نينوى " لم يضعوا قضية المخطوفين في أولويات ما بعد التحرير ، وأني أصبحتُ معتقدا بل جازماً أن ملف المخطوفين والمختطفات الصفحة الأكثر غموضاً في معركة " نحن قادمون يا موصل" .
حكايات مآتمْ سوداوية لجنائز أيزيدية بلحمٍ حي !!!
منذ يوم 3-8-2014 يوم النكبة الأيزيدية عندما تعرضوا لغزوة قطعان بهائم قندهار وجبال توروبورو ، وأن 3400 أمرأة وطفل من الطائفة الأيزيدية ما زالوا مختطفين لدى داعش ، والعالم يتابع المشاهد الفضيعة لأستعباد آلاف الأيزيديين المسالمين الأبرياء ، وعن مقالات نشرها تنظيم سادية الهوس الجنسي الدواعش بشكل مقالات وأفلام فيديو نشرها التنظيم في مجلته الألكترونية الناطقة بالأنكليزية " دابق " { أن أستعباد عائلات الكفار وأخذ نسائهم سبايا من بين الممارسات التي لا خلاف حولها في الشريعة الأسلامية } أي أستنادا إلى هذه المرتكزات الفقهية المتشددة أن على عناصر داعش واجب شرعي لأستعباد وقتل الأيزيديين طبقاً للجهاد ضد الأعداء ، والذي يعتبر تحدياً للوثائق الأممية المكتوبة عند المجتمع الدولي ، والوقوف ضد قرار البرلمان الأوربي المرقم 2956 في 26-10-2016 رغم كونه قرار غير ملزم ، والذي ينص { أن المجتمعات الأصلية في سهل نينوى ، تلعفر ، سنجار ، المسيحيين والكلدان والسريان والآشوريين والأيزيديين والتركمان وغيرهم لديها الحق في السلامة والأمن والحكم الذاتي في أطار الهيكل الأتحادي لجمهورية العراق } .
حكاية القديسة " ناديه مراد "  المذبوحة الحيّة – بالمناسبة أنا أول من أطلق عليها لقب القديسة في مقالة كتبتها سابقا بهذا العنوان – تحدثت هذه  الشابة  ذات 21 ربيعاً الأيزيدية العراقية ، في مجلس الأمن وأمام أعضاء المجلس ال15 عن المعاناة والأنتهاكات التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى أرهابيي داعش مع  150 أمرأة أيزيدية من مناطقهن وإلى الموصل معقل داعش ، وتقول : أقتادونا مع نساء أخريات وأطفال ، وطلبوا مني تغيير ديني ورفضت ، فقتلوا أخوتي السته ووالدتي أمام عيني وحاولت الهرب وفشلت ، وتعرضتُ للضرب والركل المبرح والأغتصاب والأستعباد الجنسي، وهي تغالب دموعها بتأثرٍ شديد أرغمتْ الجالسين إلى البكاء متأثرين بقصتها المروعة في نهش جسدها وروحها وذبح ذويها ، وهذه الفتاة الحديدية المشخصنة حملت رسالة أممية إلى العالم الحر في عواصمها الساكتة عن مواجهة هذا الجراد الأسود بكلماتْ يعجز عن نطقها الفلاسفة وهي تقول : { موجهة خطابها إلى الضمير العالمي أن داعش تنظيم واحد ، ونحن أنسانية موحدة حين نتوحد سوف نكون أقوياء ويكون داعش ضعيفاً } ، أحسنت يا ناديه أنهم خوارج العصر والقوانين السماوية والوضعية حين يعتبرون النساء سبايا وغنائم حرب مع  أبرياء  يدعون زوراً انهم كفار، مستعملين ممارسة عمليات الأغتصاب لتهديد الأنثى ولضمان أن لا يعشن هؤولاء النسوة حياة طبيعية فهو الموت الحي ، وأن الموت أرحم من العيش في ظل أستمرار العبودية والأذلال والأستلاب الروحي والجسدي ، طالما أن شعارهم " أما أن تدخلوا الأسلام أو تواجهوا الموت " ، ولقد ثمنت منظمة الأمم المتحدة مؤخراً العراقية الأيزيدية القديسة "ناديه مراد" بتكريمها بتسمية سفيرة النوايا الحسنة في العالم .
المصادر والهوامش/* القاضي- زهير كاظم عبود – التنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم 2006 .
*أمين جيجو- القومية الأيبزيدية – جذورها- مقوماتها – معاناتها – بغداد 2010.
* زهير كاظم عبود-الأيزيديه حقائق وخفايا وأساطير
* موقع الموسوعه البريطانيه – موقع الكتروني

*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد



           




167
 
تلعفر--- وتساقطتْ أوراق التوت !!!
عبدالجبارنوري*
توطئة/سألوا هتلر من أحقر الناس في حياتك ؟ قال الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم !!!
العرض/ مع الأسف الشديد ونحن نتساءل لماذا كتب التأريخ مدينة آمرلي ( قلعة الصمود والتحدي ) وتشبهتْ بمدينة ستالين كراد بصمودها وتحديها للنازية الأثنية ، حيث خيّر التأريخ " آمرلي " بين الموت بعز والحياة بذل ، فأختارت الأول وصمدت لمدة 78 يوما وهي محاصرة من أربعة جهات وب360 درجة من قبل عصابات داعش الأرهابي ، ودخلت أبواب النصر بمحافظتها على أرضها وعرضها ، فلو أتحد سكان تلعفر وأن أختلفوا طائفيا ، ولأن المصير واحد ، أما أن يكونوا أو لا يكونوا ، ولكن عمالة طائفة من سكانها للعصملة التركية وأداتها العسكرية داعش إلى فتح أبواب المدينة أمام أقذر خلق الله لتستبيح المدينة بعزل رجالها من عمر عشرة سنوات حتى الثمانين وقتلهم نحراً وأخذ النساء سبايا ، وأحتلالها ، لذا باتتْ تلعفر خط النهاية لأسطورة التحرير العراقي ، وأوجب على القوات العراقية تحريرها قبل الموصل لكونها تمثل الخط الدفاعي الأول والأمامي لداعش المهزوم .
أهمية تلعفر/وتبرز أهمية معركة تحرير تلعفر في تداخل مصالح الدول الأقليمية وقبلها مصالح الأقليم الكردي التوسعي ، وحرص الحكومة الأتحادية على وحدتها وأندماج مكوناتها ببوصلة المواطنة العراقية ، تلعفر أو موصل الصغرى بتشابهات كثيرة بينها وبين المدينة الأم موصل من حيث التركيبة السكانية وطبيعة المناخ ، وتعتبر تلعفر الرابط الأستراتيجي بين الموصل والرقة السورية ، بل تعتبر تلعفر المركز المفصلي بين الموصل والشام وتركيا ، وربط العراق ككل بالهلال الخصيب ، كونها مدينة عريقة موغلة في التأريخ ،  وأن المدينة ذات هوية تركمانية بغض النظر عن أنتماء سكانها إلى السنة والشيعة ، تتميز بمواردها الزراعية الوفيرة بسبب خصوبة أرضها ووفرة مياهها ، وقد وصفها المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان { خصوبة أرضها وعذوبة مياهها ونخيلها و حلاوة رطبها } انتهى ، أضافة إلى أن أول شرارة لثورة العشرين 1920 أنطلقت من مدينة تلعفر ثم لحقتها مدينة الرميثة ، لذا دخلت تلعفر التأريخ بملحمتها الشهيرة والتي تدعى ب( قاج—قاج ) زلزلت الأرض تحت أقدام المحتلين الأنكليز 
أسباب سقوط المدينة بيد داعش في 2014
1-تعدد القادة مع غياب التنسيق المشترك . 2- قلة الأسلحة والذخيرة ، سوى بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة . 3- معارك الصد والدفاع كان بيد رؤساء العشائر والمختلفين أصلا في الرؤى ومتشظين يرفضون التنسيق المشترك لمواجهة العدو الداعشي ،أن القتال تحت أمرة العشائر قد يكون عند الضرورة الملحة والمصيرية شيءٌ صحيح ويكون لها مردودات أيجابية ولكن في حالات محدودة الزمكنة ، ولا يمكن الأعتماد عليها في المعارك الكبيرة والمصيرية التي تعرضت لها نينوى وضمنها تلعفر ، ولم يكن هذا حال أفراد العشائر فقط بل أنسحب الأمر إلى حال أفراد الشرطة الأتحادية . 4- الأشاعاعات التي هي سلاح الدواعش في أحتلال الموصل وصلاح الدين وديالى . 5-أعطاء  الأوامرلكافة أفراد القوات الأمنية  بالأنسحاب من المدينة وبواباتها لهو الغباء القيادي العسكري والحكومي لأن في المفهوم العسكري لا يمكن الأنسحاب من المدينة المكتظة بالسكان ، يمكن أن يكون الأنسحاب التكتيكي في المدن الخالية من السكان، وهنا جاءت الأوامر من مصادر متعددة بنوايا تخريبية من مصادر القيادات الكردية وكبار ضباط الجيش ذوي أجندات خارجية ،  . 6- الأطماع التركية في تلعفر وسنجار بحجة تواجد فصائل ال P P K في مراكز هذه المدن ، وأصبحت تركيا شوكة في خاصرة العراق بأدخال موجات الأرهاب عن طريق حدود التماس مع العراق ، وأصبحت تركيا السوق الرئيسي لبيع النفط المهرب بواسطة الأكراد ، ودعم لوجستي وعسكري لداعش لأحتلال المدينتين تلعفر وسنجار، لتعطي لنفسها مبرر الوصاية  في حماية التركمان أي قبرصة المدينتين .
وسقطت أوراق العصملة التركية وفشل المخططات التركية الرامية للتوسع وذلك من خلال : نجاح رئيس الوزراء من تحييدها عسكرياً وسياسياً ، وتقدم القوات العراقية وأنتصاراتها المتلاحقة ، وترحيب الموصليين بالعمليات العسكرية لتحريرهم ، والموقف الرافض لأبناء تلعفر للدواعش ومن يمولهم .
ما العمل أذا ؟أن يعلم قادة العراق أن أمريكا هي من تدير اللعبة  ، ولتحرير تلعفرينبغي تشكيل قوّة عسكرية من التركمان السنة والشيعة وتدريبهم وزجهم في معركة تحرير مدينتهم من قبضة الأرهاب الداعشي ، وأن لا يسمحوا لطرف يتدخل لصالح طرف آخر ، أقتصار دخول الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فقط عند تحريرها ، وحصول ضمانات من المجتمع الدولي بعدم حدوث تغيير ديموغرافي بعد تحريرها ، وعدم جعلها ضمن المناطق المتنازعة عليها بين الأقليم وحكومة المركز ، وأعادة الهوية التركمانية لها .
وأخيرا/ الحل الوحيد التعايش المشترك بين مختلف مكوناتها إذا توفرت الأرادة السياسية .
الهوامش/ التأريخ السياسي لتركمان العراق – أرشد هرمزي . معجم البلدان لياقوت الحموي
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


168
 
ثورة أكتوبر البلشفية 1917 / ودُقّتْ لها الأجراس!!!
عبدالجبارنوري*
توطئه/ "الثورة يخطط لها الأذكياء  ، وينجزها الشجعان ، ويبيعها الجبناء والجواسيس" .
العرض/ بمناسبة ذكراها ال 99  أكتبُ عن الثورة الروسية المجيدة 16 أكتوبر 1917 ، التي قادها البلاشفة بقيادة " فلاديمير لينين " ومساعده جوزيف ستالين  ، وتمام الحزب البلشفي ، والجماهير العمالية بناءاً على أفكار كارل ماركس والتطوير الفكري للينين العظيم في أقامة دولة أشتراكية وأسقاط الحكومة المؤقتة 1905 ، وتعد هذه الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين ، وعملاً حاسماً وضرورياً ضمن حركة التأريخ ، وأصبحت ثورة أكتوبر1917 نقطة الذروة في أحدى الحركات الجماهيرية الأشد عمقاً في التأريخ ، بتلك الأهداف الأنسانية في تحقيق المساواة والقضاء على الرأسمالية الأقطاعية وتحقيق الأشتراكية العلمية ، لذا تعتبر الثورة الروسية أحدى أعظم الأحداث اتي عرفها تأريخ البشرية ، وأكد صانع الثورة " لينين " في كتابه ما العمل ؟ أن أهداف الثورة الأساسية هي الأشتراكية العلمية عابرة للثورات البرجوازية الديمقراطية ، فكان لهذا القائد الفذ والمحنك دوراً فعالاً في نقلة نوعية من الأفكار التوفيقية لأعداء الثورة إلى البلشفية الأشتراكية الشيوعية ، وكانت سرعة زمنية يحتاجها التأريخ من ثورة فبراير 1905 إلى ثورة أكتوبر خلال شهر نوفمبر من نفس السنة ، أي مدة مخاض روسي التسعة أشهر ليظهر بشائر الوليد الجديد ليرسم أوسع دولة أشتراكية في جغرافيتها الشاسعة التي تشرق وتغرب فيها الشمس والتي تشكل سدس المساحة الكلية في يابس الكرة الأرضية وبأسم الأتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر 1922م وحتى 26 ديسمبر 1991  وظلّ ولمدة 69 سنة في البناء النفسي للأنسان السوفيتي والبناء الحضاري بأقتصادٍ متين مؤطر بالأشتراكية العلمية وتطور ثقافي وعلمي ومشاركة دول العالم في محاربة النازية وأرساء السلام العالمي و نصيراً للشعوب المضطهدة ، ونداً مخيفاً للقوى الأمبريالية ، ورقما لامعاً في التوازن الدولي ، وأخرج الرئيس الروسي ميخائيل كورباتشوف " البيريسترويكا" وهو برنامج للأصلاحات الأقتصادية  1985- 1987 وتعني أعادة البناء وتطورّت إلى أعادة الهيكلة وإلى سنة النكبة السوفيتية 1991 وتفكيك الدولة السوفيتية التي تضم أربعة دول : جمهورية روسيا السوفيتية الأتحادية الأشتراكية ، وجمهوريات أوكرانيا ، وبيلاروس ، والقوقاز .
ثورة أكتوبر/أكثر الأحداث تأثيراً في التأريخ
- أصبحت ثورة أكتوبر 1917 مدرسة وطنية لكل الأحرارشعارها " ثقافة المواطنة " يقول في هذا المضمون الوطني الرفيق الشهيد " فهد " مؤسس الحزب الشيوعي العراقي { كنتُ وطنياً قبل أن أكون شيوعياً ----- وعندما أصبحتُ شيوعياً صرتُ أشعرْ مسؤولية أكثر تجاه وطني } .
-دفعت الطبقة العاملة في مساحة جغرافية الكوكب والمنطقة العربية إلى تأسيس حزبها الشيوعي صاحبة الهوية الوطنية والراية الحمراء واليد البيضاء أدت إلى تأسيس الأحزاب الشيوعية والأحزاب الوطنية الديمقراطية وأخرى لبرالية يسارية أو أحزاب ماركسية وعلى سبيل المثال: تأسيس الحزب الشيوعي العراقي 1934 بقيادة الرفيق الشهيد "فهد " ، الحزب الشيوعي السوداني 1946 بقيادة عبدالخالق محجوب ، والحزب الشيوعي المصري 1922 بقيادة جوزيف روزنتال وحسين العرابي ، الحزب الشيوعي اللبناني 1924 بقيادة جورج حاوي وأمينه الحالي حنا غريب ، والحزب الشيوعي السوري 1972 بقيادة خالد بكداش بعد توحيد الأحزاب اليسارية والماركسية والشيوعية التي تأسست في عام 1944 ، والحزب الشيوعي الأردني 1951 بقيادة يعقوب زيادين وفؤاد نصار والحزب الشيوعي الفلسطيني 1923 بقيادة عربي عواد امين عام الحزب ، والحزب الشيوعي الأسرائيلي ( راكاح ) 1919 ، الحزب الشيوعي الأيراني ( توده ) 1941 برئاسة سليمان محسن أسكندر .
- وأصبحت الثورة البلشفية مناراً يحتذى بها لكونها أفرزت نفسها عن صفوف الثورة  البرجوازية الفرنسية والصناعية البريطانية بأحزابها البورجوازية الطفيلية ، بينما ثورة أكتوبر البلشفية من صنع الجماهير الكادحة والشغيلة المستلبة .
- وتعتبر الثورة الروسية من أكثر الأحداث المؤثرة في تأريخ الطبقة العاملة بالخصوص وذلك بالعمل الحثيث والمتواصل لمعلم الثورة كارل ماركس ، لم يكن ماركس مجرد فيلسوف بل داعية الأنقلاب السياسي والأجتماعي ، فهو بحق المعلم الأول للبروليتاريا ، وراسم طريق الخلاص للطبقة العاملة ، بتزويد البروليتاريا ( كود) أستلام السلطة من النظام الرأسمالي ، في مؤتمراته ومحاضراته ومقارعته لفلاسفة عصره ومنجزاته البحثية الماركسية في مجلدات كتابه رأس  المال والمخطوطات الفلسفية  يعلن فيها توعية العامل لتلمس وتحسس حقوقه المستلبة من قبل الرأسمالية – البرجوازية فيتحدث عن أغتراب العامل وأنسلابه وتجريده من حقوقه الطبيعية ، فماركس العبقري يمزج بين أواصر كيمياوية وعناصر ديناميكية فلسفية عن المضمون المستقبلي للطبقة العاملة ، وهذا المعلم البروليتاري يفند : أن العامل يمتلكهُ الرأسمالي جسداً وقوّة ممتصاً منهُ ناتج عمله ، ويخرجهُ من وسائل الأنتاج لأنها في حوزتهِ أصلاً ، ويعلن ماركس حرباً بشكل نقدٍ لاذع لمميزات وخصائص النظام الرأسمالي في معادلاته الفلسفية مثل : { كلما زاد أنتاج العامل من الثروة أزداد بؤساً وفقراً ، يصبح العامل سلعة أرخص كلما صنع المزيد من السلع لأن العامل لايكسب بالضرورة حين يكسب الرأسمالي لكنهُ يخسر بالضرورة حين يخسر الرأسمالي ، تنخفض قيمة أنسانية العامل مع زيادة قيمة السلع، وتراكم الثروة عند في كفة الرأس مال يزداد الفقر والفاقة في كفة الأكثرية الساحقة } ، بالتأكيد أصبحت هذه الأفكار الماركسية- والتي هي أساس بناء ثورة أكتوبر- حافزاً قويا لحراك الطبقة العاملة في مناطق عدة في العالم .
- وأن ثورة أكتوبر البلشفية المبنية على الأشتراكية العلمية سفهتْ الكثير من الأشتراكيات البورجوازية التي طرحتْ في أواخر القرن العشرين على الساحة العربية والعراقية كالأشتراكية الرشيدة أو المجيدة الفاشلة والمتهافتة ، ودحضت آراء أعداء الأشتراكية وطواغيت الرأسمالية أنها لم تكن كونها ألا حركات أنقلابية وليست بثورات ، وخلال 75 سنة من عمرها .
- أثبتت ثورة أكتوبر أن " الجماهير " هي أوكسجين كل حزب شيوعي بل قاعدتها التي تستمد منها الديمومة ، وبشهادة التأريخ عمل البلاشفة بعناد ومن دون كلل مع الجماهير وبنكران ذات وبعمل طوعي متواصل في الورش والمصانع والمدارس والجامعات والثكنات وحتى في أيام العطل .
- أنتشار روح الثورة في الشرق العربي وأندلاع الثورات البورجوازية وهي الخطوة الأولى للأنتقال إلى الأشتراكية الديمقراطية حسب مفهوم صيرورة حركة التأريخ  ، كثورة يوليو 1952 في مصر ، وثورة 14 تموز 1958 في العراق ، وثورة الجزائر 1962 .
المجد لثورة الشغيلة والكادحين ثورة أكتوبر 1917 المجيدة ، والعرفان والجميل لمعلمي الأجيال الصاعدة سائق قطار التأرخ الروسي معلم البروليتاريا " لينين " العظيم ، وتحية أكبار وأجلال لفيلسوف الثورة كارل ماركس ---
الهومش/ * كتاب ما العمل – لينين * البيان الشيوعي –  1847مختارات * ماركس وأنجلس المجلد الأول ص65 * ستالين – سيرة سياسية – أسحق دوتشير ( مقال ) * ستالين طابع ثورة أكتوبر العالمي - - ترجمة عزالدين الحديدي ص 1 ، 5 ، 8 * كتاب رأس المال( المجلد الأول ) والمخطوطات لكارل ماركس * لينين – المباديء التنظيمية للحزب البروليتاري – ترجمة سعد رحمي – القاهرة 1984 ص10 *  مدخل ألى الأشتراكية العلمية أرنست ماندي * لينين الدولة والثورة – موسكو مترجم 1970
*كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

169
 
غزوة برلمان قندهار/ للعرك!!!
عبدالجبارنوري- ستوكهولم السويد
طلع علينا مجلس النواب الهمام بطرقة صبيانية جديدة يوم السبت 22-10-2016 بالتصويت على أغلاق محلات بيع المشروبات الكحولية ، وغرامة 25 مليون دينار على العركجيه ، في البداية اودُ أن أوضح أن للكحول مضار صحية بل مميتة ونجد التحذير مكتوباً على القنينة ،  بيد أن العراقيين خمارة الهوى منذ القدم ، وهم يفتخرون به ويسمونهُ ( حليب سباع ) وعندما يطلبون من الخمار تركه يقول لهم ( شلون أترك جتال أبوي ) .
عند قراءة تجليات قانون حظر الخمور بين الواقع المر والمنعطف الخطير الذي يمرُ به وطننات ، فهي عبوة لاصقة صوتية ناسفة لعرى وأواصر اللحمة المجتمعية المرجوة في هذا الوقت الحساس جاءت مفتعلة ، وكأن البرلمان في واد والشعب والحكومة في واد سحيقٍ آخر ، صحيح أن التصويت عليه ينسجم مع الدستور ،  ولكن من جانب آخر هو ضد الدستور بفرض الأسلمة على الأديان الأخرى  (ولكم دينكم ولي دين ) ، ومنع طوائف مسموح لها دينيا من تناوله كالمسيحيين  والأيزيديين والكاكائيين والصابئة المندائيين ، فهو ضرب للحريات الشخصية المكفولة للجميع بالدستور العراقي 2005 الذي صوّتت عليه جميع الفئات والأطياف والديانات العراقية ، ومن حقنا أن نتساءل هل الدولة دينية ؟ وتتبع ولاية الفقيه ! بالطبع كلا لأن تأريخ العراق السياسي منذ التأسيس علمانيا لبراليا وأضاف عليه بعد 2003 مسحة ديمقراطية حصانة لهُ من الأنجرار إلى (الثيوقراط ) الديني في قيادة الدولة ، ثم نكرر أسئلة التعجب : ماذا بعد هذا القانون الدخيل على مجتمع متنوع الديانات ، وتأتون بفريات جديدة ربما  يا ترى : منع حلق اللحى ، غلق صالونات الحلاقة ، منع صنع الثلج وبيعه ، فرض النقاب والمحرم  للمرأة .
أتقي الله يا محمد الحسن أنك قاضي وضليع قانوني ، كيف تنسى؟ يا ولدي أن تشريعكم لهذا القانون الديني ليس من أختصاص السلطة التشريعية بل هي من متطلبات وأرادة رجال الدين وذلك لكون عملهم ( آخروي ) وعملكم دنيوي ، وربما تقول أنها من الثوابت الأسلامية ، أذكرك بالعراق وأيران وتركيا تلك البلدان الأسلامية (غلّستْ ) عن تطبيق الرجم وقطع الأطراف ، تماشياً مع العصرنة الحداثوية والعولمة الهادفة البناءة والأيجابية .
ألم يكن الأجدر بصحوة النواب العبثية أن يتجهون إلى قضايا مهمة لها مساس بخبز الفقراء ، ومعاناة أجياله القادمة ، أين كانت وطنيتكم من فلتان قانون العفو الذي فقس أفاعي قاتلة والأخبار المحلية والأقليمية وحتى العالمية تؤكد أن أرهابيي داعش الذين أعادوا السيطرة على الرطبة هم من عتاة المجرمين المشمولين بالعفو الأخير ، أوالحث على تشريع قانون النفط والغاز الذي يعتبر الأقتصاد الأحادي الذي يقتات عليه أكثر من ثلاثين مليون عراقي ، وووأنكم حللتم السرقة وحرمتم الخمور ، فأصبح دواعش المجلس أخطر على أجيال العراق من داعش ( الزائل ) حتماً  ، واسمح لي أني لم أقصدك أنت بالذات لأني أكن لشخصك وتحصيلك العلمي في القانون الدولي وحرصك وحبك للعراق ، أقول أنها لعبة أعداء العراق في سن قانون حظر الخمور  ، في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون العراق  متسامحاً مع مكوناته --- واليكم معطياتها السلبية بل الفادحة على وضعنا الحالي والبلد يخوض حرباً شرسة غير مسبوقة في عالم الحروب في تطبيق الأرض المحروقة على الزرع والضرع وجينوسايد أبادة الجنس البشري :
المعطيات السلبية لقانون حظر الخمور
1-تضر الأقتصاد الوطني في خسران ضرائبه ومكوسه ، وقد تقدر ب 400 مليون دولار والتي حُسِبتْ في ذمة موازنة 2017 ، وأنها سوف تذهب إلى جيوب الفايخين .
2- قد يلجأ البعض لتصنيعها محلياً في البيوت والدرابين بعيدة عن عيون الرقابة الصحية ، وبها يكون الموت ( سكتاوي ).
3- وعند فقدانها يتجه اللجوء إلى المخدرات والكبسلة وحبوب الهلوسة التي تدفع مدمنيها إلى أرتكاب الجريمة كما يفعل داعش عند تجنيد الأنتحاريين .
4- تمزيق المجتمع وتشظيه واثارة البغضاء والحقد على المسلمين والسلطة التشريعية والتنفيذية .
5- وهي مخالفة صريحة للنهج الديموقراطي الذي يضمن الحريات الشخصية للتنوع الديني في المجتمع العراقي .
6- من الخطأ أستعمال " ورقة الدين " في وقت يعيش العراق عصر العولمة والعصرنة الحديثة
أخيراً / الأديان فرقتنا ، والمذاهب شتتنا ، والقومجية قتلتنا ، فنحن مختلفون في كل شيء ، ومتخاصمون ومتشاكسون في البرلمان  والبيت الواحد ، وقد نكون متحابون ومتحدون في البارات والمايخانات ---------------------- كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد


170
المنبر الحر / سيلفي ----- النصرْ
« في: 20:14 27/10/2016  »
 
سيلفي ----- النصرْ
عبدالجبارنوري
ربما أطّلع العالم بأننا نخطُ "ملحمة كبرى" في عالم التحرر لذاكرة الشعوب المقهورة على كوكب الأرض ، وثمة مقاربات تأريخية  تكاد تحرير " الموصل " أن تضاهي أسطورة ستالين غراد والجزائر وقلعة ديان بيان فو بشراستها وحديدية عقيدتها وتضحياتها السخية بمزيج دماء تحمل جميع أصناف الدم العراقي ، ومنذ تفجرالغيرة والنخوة والحمية العراقية في الأثنين الماض – والبعد الجغرافي عن ساحة الشرف أسمع قعقعة السلاح والنشيد العراقي الموحد وأرى رفرفة الراية العراقية الموحدة ، يا للفخر والأعجاب بهذه الجحافل الفولاذية وهي تتقدم بسرعة وثبات نحو الشهادة والتضحية لأنتزاع مدينة الموصل  من مخالب العدو الهمجي الداعشي في سيلفي النصر بصورة ذاتية جمعية--- نعم أنها من معجزات التأريخ أن نرى :
معطيات المفاجأة
-جيشاً موحداً يجمع أطياف العراق قوميا ومذهبيا ومناطقيا تحت راية وعلم واحد ونشيدٍ واحد ، فهو الجيش العراقي الباسل والشرطة الأتحادية ورجال الأمن ومكافحة الأرهاب والحشد الشعبي والحشد العشائري ورجال البيشمركة الأبطال ، والمتطوعين ، وطيران الجيش ، ورجال الهندسة الغيارى ، وفيلق الجهد الأستخباري البطل .
- " تحالف الأعلام الوطني " والذي بات يضمُ كل القنوات  والصحف ، ولأول مرة في تأريخ العراق يتوحد الخطاب الأعلامي الحربي الموجه في الدعم اللوجستي والسياسي في تقوية معنويات المقاتل ، والرد على أكاذيب العدو وتشويهاته الخبرية والتي ترقى إلى الغوبلزية الهتلرية للتأثير على اللحمة الداخلية .
- ولأول مرّة في تأريخ العراق ومنذ 1991 نرى أتفاق كامل وتام بين البيشمركة والجيش العراقي  الأتحادي ، ومنذ 17-10-2016 عندما دقّت ساعة الحدباء يحررون  أكثرمن أربعين قرية وناحية وقضاء وبمساحة ثلاثمئة كم2  .
- والمعركة تكاد تكون عراقية صميمة بنسبة 75% بمشاركة فعلية للجيش وجميع صنوفه وجهده الأستخباري والهندسيي مع الطيران العراقي ، أما التحالف الدولي يقتصر على التدريب والدعم اللوجستي ، ومشاركة فعلية في زخم المعارك بنسبٍ ضئيلة .
- ولأول مرّة يظهر على السطح السياسي رأب صدع البيت الشيعي المتمثل في أجتماع " الحنانة " بين الصدر والخزعلي ، توحد تحالف الأئتلاف الوطني  والذي لهُ الأغلبية في القرار السياسي وتحريك الشارع العراقي ، وخطاب ديني موحد وخاصة في خطبة الجمعة الموحدة والمتشابهة بالنص والمضمون بين خطاب الكربلائي ممثل المرجعية والهميم رئيس الوقف السني .
- والحركة الدؤوبة لنواب محافظة نينوى في تأييد التحرير ، وأكمالهم أماكن السكن للنازحين ، ولأول مرّة أيضاً يظهر على السطح أتفاقا وأنسجاما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، بالتصريحات الداعمة لرئيس مجلس النواب ، ومواقف رئيس الوزراء الأيجابية والشجاعة في أدارة حرب التحرير بكفاءة وجدارة ، وحنكة دبلوماسية عقلانية هادئة في مواجهة أعداء العراق .
- توحد المشهد السياسي العراقي ولأول مرّة وتسابق نواب ومسؤولون من السلطات الثلاثة في الدعم السياسي والوطني ، ولأول مرّة تقف جميع الكتل السياسية على الدعم والوقوف مع الجيش العراقي والحكومة الأتحادية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .
- حصول التنديد بالأحتلال التركي لبعشيقه على أوسع نطاق شملت وسائل الأعلام العراقي المرئية والمقروءة والمسموعة ، والأعتصامات أمام السفارة التركية والتنديد والأحتجاج وبشكل سلمي وحضاري ، وكذلك الحركة الوطنية للجاليات العراقية في الخارج والتي شملت أغلب العواصم الأوربية وبجميع الألوان والشرائح العراقية .
- التأييد الخارجي للعراق وبشكلٍ غير مسبوق من الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان والبرلمان الأوربي.
- تضامن عربي وأقليمي مع العراق من قبل مصر والأردن وسوريا وأيران .
- ومن معطيات حرب التحرير هو ظهور بوادر أنتفاضة سكان الموصل ضد هذه الطغمة الأرهابية المجرمة ، والتي أكتوت بوثيقة المدينة الداعشية (الستة عشر) المستلبة لحقوق البشر في أرضه وعرضه ، وأنتفض يثأر لكرامته المستلبة والمستباحة ببدعة جهاد النكاح والأتاوات وقطع الأعناق وسلب الزرع والضرع ، فظهور القناص الموصلي وحركة نجباء الموصل ، وكتيبة " أحرار الموصل " الجهادية ، وشباب المدينة المستباحة أظهروا معارضتهم بشكل علني ومخفي مما يبشر بأتمام حلقات التحرر طبقاً لتجارب الشعوب في تحرير أراضيها.
الخاتمة / أنها نينوى شمال عراقنا الحبيب المثخن بجراحات  عميقة  منذ 1921 ولحد الأحتلال الداعشي ربما وزنهُ بقدر تلك الجراحات ، أنها نينوى الطود الشامخ الذي يتحدى عاديات الزمن بكبرياء وشموخ بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة ، فهي تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات " آشور بانيبال " ، أنها أم الربيعين بتجدد عنفوان فصليها ، أنها مدينة الخير والعطاء ، أنها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنها مدينة أبي تمام وأسحق الموصلي وأبن الأثير والفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وزها حديد وجواد سليم ، أنها مدينة  الشعب الموصلي المداف مع جينات الشعب العراقي بشهادة معاهدة سيفر 1921، والتي كتب قرانها الأجداد بعقدٍ كاثوليكي عصي الفسخ بأعلان أنتمائها للملكة العراقية وفي ظروفٍ سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي البريطاني التركي . 
 لقد دُقتْ ساعة الحدباء ---- معكم --- معكم حتى النصر
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

171
 
أتفاقية لوزان / هلوسة وهذيان عند السلطان !!!
عبدالجبارنوري
معاهدة لوزان 24-تموز 1923 ، وتعرف بأسم معاهدة لوزان الثانية-  وذلك معاهدة أوشي 1912 تعرف باسم معاهدة لوزان الأولى-  وكانت معاهدة سلام وُقعتْ في مدينة لوزان السويسرية ، تم على أثرها تسوية وضع الأناضول وتراقيا الشرقية ( القسم الأوربي من تركيا حالياً ) في الجمهورية التركية الحديثة ، وذلك أبطال معاهدة " سيفر " 1921 التي وقعتها الدولة العثمانية كنتيجة ( لحرب الأستقلال التركية ) بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والجمعية الوطنية العليا في تركيا ( الحركة القومية التركية ) بقيادة مصطفى أتاتورك ، وقادت المعاهدة إلى الأعتراف الدولي بجمهورية تركيا التي ورثت محل الأمبراطورية العثمانية ( ويكيبيديا بتصرف ) .
حددت المعاهدة حدودالجمهورية التركية الحديثة ، وكذلك عدة دول التي كانت ضمن الأمبراطورية العثمانية مثل اليونان واريا والمشرق العربي ، وتنازلت تركيا عن مطالبها بجزر( دوديكانيسيا ) في الفقرة 15 وعن قبرص الفقرة 20 ومصر والسودان الفقرة 17 و(العراق ) وسوريا الفقرة 3 كما تنازلت تركيا عن أمتيازاتها في ليبيا الفقرة 10 من معاهدة أوشي 1912 بين الدولة العثمانية ومملكة أيطاليا ، وأعيد ترسيم الحدود مع سوريا ( موسوعة المورد / منير بعلبكي 1991 ) .
وتفسير الفقرة ( 3) ما تخص العراق { تخلي تركيا عن السيادة على بلاد ما بين النهرين ( العراق ) } والفقرة واضحة لا تقبل أي تفسيرٍ آخر ---- وقد أقتبستُ نصهُ الأنكليزي النسخة الأصلية من المعاهدة :
3with Iraq
The frontier between Turky and Iraq shall be laid down in friendly arrangments to be concluded between Turky and Great Britain with nine month .In the event of no agreement being reached between the two  governments within the time mentioned ; the dispute shall be council of the leago of Nations.
 وتعني تسوية ودية بين العراق وتركيا بالتخلي عنها من خلال بنود تلك المعاهدة بين بريطانيا وتركيا ، وبأشراف الأمم المتحدة ، أذاً هي مشرعنة وموّثقة أمميا .

ولكن الحلم العثماني يعشعش في عقول بعض الأتراك العثمانيين بأعادة النظر في معاهدة لوزان 1923 فيما يخص الحدود التركية ،وتركيا تخطط لأقامة منطقة آمنة لحدودها مع العرا ق ، بعمق 10 كم وهو آخر تصريح أستفزازي يصدر من عراب توسيع الحدود التركية أردوغان الذي أخذ يبشر بالفكرة بكسب مؤيدين لهُ من الأتراك القوميين القدماء ، وبعد سقوط الموصل أخذ يتصل بمخاتير المحلات التركية لطرح الفكرة وجمع التواقيع ، والحقيقة التاريخية أن أتفاقية لوزان أنهت رسميا حكم السلاطين العثمانيين ، وأن مثل هذه الأتفاقات ملزمة لأنها صادرة من المحافل الدولية في منظمة الأمم المتحدة لحفظ الكيانات والتجمعات البشرية ، وألالوكان مثل هذه الهلوسة الأردوغانية مطروحة بأعادة الحياة لمعاهدة لوزان الميتة قبل تسعين سنة لكان :
*على الفلسطينيين أن يطالبوا بألغاء وعد بلفور بأعطاء الحق لليهود بتأسيس دولتهم اليهودية مع العلم كان الأتفاق المشؤوم بالرغم من الشعب الفلسطيني .
* ويعترض العراق على المعاهدة البريطانية – الكويتية 1896 م التي فصلت الكويت عن العراق التي كانت جزءاً من ولاية البصرة في العهد العثماني ، وأن والي بغداد مدحت باشا  الذي أعطى للبصرة صفة ( سنجق ) وقسمها إلى ثلاثة أقضية { الفاو والقرنة والكويت } . 
وأخيراً / أن تصريحات السلاطين الجدد ماهي ألا زوبعة فارغة مجردة من التأثير، وهذيان لأستهلاك الوقت ،  فهي ربما لأغراض أدامة كرسي الرئاسة بأساليب ديماغوجية غايتها أستقطاب المؤيدين في خلق الأزمات الخارجية للتغطية على أخفاقات اردوغان وحزبه الأخواني في الداخل التركي ، وتصاعد النقمة الشعبية ضدهُ خصوصا في أجتثاث الأنقلابيين ومؤيديهم بشكل مفرط وعشوائي وكيفي والذي أمتد العنف ألى المعارضين والأعداء ، وسياسته العدوانية مع دول الجوار، وأحياء النعرات الطائفية والعرقية المقيتة الذي يستلهم الرئيس التركي( ذخيرتها) من دول الخليج النفطية ، وأمريكا وأسرائيل ، ومن خلايا  ما تبقى من الأجيال العتيقة الصابين بأحلام العصافير التوسعية المبنية على الأثنية التتريكية والتي يبحثون عنها في سلة مهملات تأريخ النازية والشوفينية الملفوظة من قبل الشعوب. 
24 اكتوبر2016   

172

 
أردوغان / ذاكرة " العثمنة"  المنقرضة!!!
عبدالجبارنوري
ملخص سيرة أردوغان وعلى عجل :عام 1982 لاعب كرة قدم محترف لصالح نادي قاسم باشا ، 1998دخل معترك الحياة السياسية منتهجاً سياسة التحريض والكراهية الدينية ضد خصومه وعلى أثرأحدى وقفاته الدعائية الأنتخابية تمّ أيقافهُ من منصتهِ ، وحُكمَ عليه بالسجن عشرة أشهر ، ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للأنتخابات العامة بسبب أقتباس بياناً من الشعر التركي المحرض للكراهية والطائفية  أثناء خطابه الجماهيري { مساجدنا ثكناتنا – مآذننا حرابنا – المصلون جنودنا } ، دراستهُ (ملائية)  في مدارس ( أمام خطيب ) الأسلامية الدينية وشهادة كلية الأقتصاد ،ومن فلتة لسان غير مهذّبة يقول للدكتور حيدر العبادي : أنت لست ندي !!! والعبادي أكاديمي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الألكترونية التطبيقية من أرقى جامعات العالم – كامبرج أنكلترا (عجيب أمور غريب قضيه ) !!!
 بدأ مسيرتهُ مع المتشدد الأصولي الداعشي " عبدالله غول " وشاركهُ في تأسيس الحزب الأخواني التنمية والعدالة ،الوجه الثاني لعملة داعش المزيفة ، وطبق مساراً ميكافيلياً بأمتياز مع معارضيه وخصومه  ، وطبقها بجديّة شديدة في قمع الأنقلاب العسكري المزعوم ، وفشل الأنقلاب الذي وفّر لأوردوغان كل الذخيرة القذرة فأستعمل البطش بخصومه بل أعدائه في الميادين السياسية والأعلامية والبرلمانية والحزبية والعسكرية والأمنية والأقتصادية والتعليمية والقضائية ، وإلى أعتقالات طالت أكثر من 11 ألف ، وشملت حمى التطهير إلى قتل أكثر من 6 آلاف بينهم 100 أنقلابي و290 موظف و5 آلاف معتقل بينهم أكثر من 3 آلاف عسكري ، وفصل 3 آلاف قاضي و2700 معلم ، فتشبّه بهتلر وموسوليني وصدام وجنكيز خان ونيرون وفرعون وتشاوشيسكو( رومانيا ) وفرانكو  (أسبانيا ) وباتيستا ( كوبا ) كلهم جعلوا من الأستبداد والقهر والطغيان مساراً لبقائهم ،  وهي المشتركات التي ألتقى معهم أردوغان المصاب بداء العظمة المعثمنة والمنقرضة ، وبهذا القمع المفرط الذي أعتبر توجيه أكبر أهانة  للمؤسسة العسكرية  التركية منذ أكثر من مئة سنة ، وسوف يثأر لكرامته من هذا المسخ الأجوف عاجلا أم آجلاً .   
مآثر الأجداد الظلامية  !!!
-مذبحة ( درسيم )1939 بحق الأكراد العلويين .
- مذبحة الأرمن تعرف أيضاً بأسم ( المحرقة الأرمنية )تلك الجريمة الكبرى التي تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن بضحايا العنف العثماني التي تقدر حسب الوثائق الرسمية للأمم المتحدة ب5-1 مليون شخص .
- مهاجمة وقتل مجموعات دينية وعرقية مسيحية أخرى منها السريان والكلدان والآشوريين واليونانيين ، وأطلقتْ الرابطة الدولية للعلماء كلمة " الهولوكوست " على هذه الأبادة الجماعية .
- وسياسة " التتريك " كانت العقيدة للأسلاف العثمانيين – والتي توارثها الحفيد المعثمن أردوغان – منذ تأسيس الأمراطورية العثمانية على حساب شعوب المنطقة العربية وحوض البحر المتوسط ، وهي العقيدة التي تقاربت بشكلٍ أندماجي مع الفكر النازي الأثني والتي دفعت تركيا العثمانية إلى الأنظمام في دول المحور لمحاربة جميع دول العالم .
- المذابح ضد اليونانيين النبطيين بين عامي 1914 – 1923 .
- لمحة من تأريخ السيطرة العثمانية التامة على العراق من بعد سقوط حكم المماليك 1831-1917 وقد دامت هذه الحقبة الزمنية حوالي 86 عام ، قسموا العراق إلى ثلاث ولايات بغداد والبصرة والموصل ، حيث تولى العراق عدد من الولاة العثمانيين  الجهلاء، والذين أشاعوا الفوضى والجهل والتعسف والأستبداد متزامنة مع أنتشار الطاعون والفيضانات المتكررة وفقدان الأمن وسطوة الشقاة والبلطجية ، وأدارة الدولة بطريقة اللزمة أي ( الكبالة ) باللهجة البغدادية ، والتجنيد الألزامي الذي كان يسميه الولاة العثمانيين ب (عسكر نظام)  وكان يزج بأبناء وشباب العراق في حروبه العبثية ضد الحلفاء  في القفقاس والبلقان ، فكان حصة العراق منطقة  القفقاس( الدكتور علي الوردي / لمحات أجتماعية من تأريخ العراق الحديث ج 1-2-3-4 ) .
أردوغان—قف !!! السيادة العراقية خط أحمر
الأجتياح السافرالمتغطرس الأجوف( أبو السكايب ) أردوغان لتربة العراق المقدسة لهي حماقة تأريخية ذات تداعيات وخيمة على الداخل التركي المكتوي بسياط هذا الجلاد الأخواني  - خاصة بعد الأنقلاب العسكري  الأخير وليس الآخر - وعلى المنطقة ، أستناداً على حسابات خاطئة ، لأنقاذ 2800 داعشي تركي متواجدين في الموصل ، وبينهم ضباط من المخابرات التركية وهؤلاء هم الذين أحتلوا الموصل بتنسيق عالٍ مع صهرهم أبي رغال الموصل " أثيل النجيفي " المتجلبب بالخيانة العظمى ، والسعودية وقطر وأخرى خليجية وبموافقة أمريكا بأدلة موثقة ألتقاط المخابرات العراقية أتصالات مباشرة بين المخابرات التركية وداعش ، ثم أذكركم حين سقوط الموصل بيد داعش 2014 أحتجزت داعش طاقم القنصلية التركية وعددهم 50 موظف وسرعان ما أطلقت سراحهم بعد أيام ، المتعارف عليه أنها بدعة ليست من شيمة الدواعش ولكن من أجل عيون العثماني المحتل المريض أردوغان ،
-يتأمل هذا الطبل الأجوف في غزوه لبعشيقه أن يتمم مشروعهُ الخبيث في ( قبرصة الموصل ) ويجعلها قاعدة عثمانية مضافة ألى القواعد الخمسة المتواجدة في الأقليم الكردي .
- أردوغان موكل من قبل أجندات خارجية أمريكية وسعودية وقطرية بجعل الموصل موطِيء قدمٍ لهُ لتمهيد تقسيمها على أساسٍ طائفي مقيت ، ورأينا في حديثه أنهُ خارج سياقات الدبلوماسية والبروتوكولية الدولية ، وتجاوز حدود اللياقة الأدبية والأخلاقية ،وكشف عن سريرته الفجة القبيحة المتغطرسة المسلفنة بداء العظمة .
- أصطفاف أردوغان السلطان العثماني الأخواني الجديد مع أعداء العراق- وما أكثرهم – من الخلايجة الذين تخلوا عن المشتركات التأريخية والدم والشرف والغيرة والحمية .
-  أن التدخل التركي في " الرّقة " السورية قبل أسابيع هي مكانٌ للتمويه – والحقيقة المبيّتة  : أن عناصر داعش سيجري ترحيلهم ألى معسكر( سلوبي التركي ) بموجب أتفاق بين أنقره وواشنطن ( جريدة البينة الجديدة ) .
أخيراً/ ليعلم أردوغان : لا يصح قياس الشجرة ألا بعد سقوطها / أن العراق لم يسقط بعد ، فهو كبيرٌ وعظيمٌ في أرثه التأريخي النضالي الثوري ضد الطغاة ، ولم يكن أمبراطورية على حساب الشعوب المقهورة مثل الأمراطورية العثمانية المريضة ، وسوف تندم  يا أردوغان على غطرستك الفارغة بفعل رجال جيشنا الباسل وحشده وبيشمركته ورجال عشائره الأبية ، وها هم يسطرون ملاحم أسطورة تحرير مدينتنا الحبيبة أم الربيعين وهم في اليوم الثاني وقد حرروا أكثر من ثلاثين قرية ومدينة وبمساحة 200 كم2 ،وعلى رأس هذه المدن المحررة الأستراتيجية والمشرفة على الموصل الغير حدباء ( الحمدانية والشورى ) ------ فنحن قادمون أليك يا نينوى على الرغم من أنوف طغاة حريم السلطان .
باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد

173
 
ناتوالخليج --- وموت الضمير العالمي!!!
عبدالجبارنوري
عجبي/قتل أمريءٍ في غابة جريمةٌ لا تغتفرْوقتلُ شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظرْ !!!
كان عصر السبت الماضي يوماً أسودا و حزينا ، على الشعب اليمني ، أثر المذبحة والمجزرة السعودية على مجلس عزاء آل رويشان في العاصمة المنكوبة صنعاء ، أذ شنت طائرات الحقد والكراهية حممها الطائفية المحشوة بالرثاثة الفكرية الوهابية والموسومة بأبادة البشرية بمنطق التكفير الجمعي ، وكانت مذبحة ضد المدنيين العزل ، وضحايا أكثر من 700 قتيل وجريح ومعوّق ومفقود ، ووصفت من قبل الرأي العام في اليمن ب" أم الجرائم " ، على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية وأكداس وثائقها المنادية بالحفاظ الجنس البشري .
مجزرة صنعاء وأجرامية المجتمع الدولي
* لا توجد مؤشرات مقنعة من الضمير الأممي من مجلس الأمن أو من البرلمان الأوربي المعني بحقوق الأنسان ، أو حتى من الجامعة العربية التي ألتزمت الصمت المطبق خوفاً من أنقطاع الهبات المالية السخية الملطخة بدم الأبرياء في مجزرة السبت الأسود في اليمن ، مع أنعدام الضغط الدولي على الحليف السعودي ، أو حتى تقليص ضرباته ، أو الأمتناع عن تدريبه في تحديد الأهداف بشكل دقيق ومؤثر .
* وها قد مضى أسبوع على الجريمة البشعة وبان كيمون هو الآخر يغطي وجه واضعاً ضميرهُ في سلة مهملات الأمم المتحدة ولم يصرّح حتى بجملة أدانة خجولة ! وكان  هذا أخر صمت لمسؤول أممي( مغادر) ، وحتى لم يطالب من المبعوث الأممي إلى اليمن " أسماعيل ولد الشيخ " بأجراء تحقيق مستقل للمجزرة السعودية ، كما لم يبتجرأ تحديد مرتكبي الجريمة بالأسم ، وبمحاولة أمريكية خبيثة في خلط الأوراق ، أثارت زوبعة تعرض مدمرتها في باب المندب إلى صاروخين متهمة المقاومة في اليمن ، كخبرعاجل صرحت وسائل الأعلام العربية والدولية أن أوباما أمر بالرد السريع بقصف جوي مدمر هو الآخر ليس فقط على بعض القواعد على السواحل بل أمطرت الأعماق اليمنية ودمرت ما دمرت . 
* المعلوم أن الأعتداء السافر من مملكة الكراهية بني سعود قد( شُرعنتْ)من  قبل المحفل الأممي في مجلس الأمن يوم 5-2-2015 تحت رقم 2201،بالوقت الذي نفهمه منذ أكثر من نصف قرن أنها منظمة جاءت لحماية البشر من الجينوسايد الأثني العرقي والطائفي وحماية السلالة الآدمية من الزوال !! فراحت السعودية تحت هذا الغطاءالدولي المنافق  والأفاق أن تجمع عشرة دول من ناتو الخليج ومن أذلاء هبات ورشى النفط السعودي  ( السعودية قطر بحرين كويت أمارات أردن مصر سنغال المغرب السودان ) +دعم أمريكي وبريطاني وفرنسي +موافقة قرار الشرعنة من الأمم المتحدة بحربٍ مبطنة ظاهرهاُ سياسي وباطنهاُ طائفي ، حشد ملك الشؤم والزهايمر سليمان في أول أستلامه لكرسي الظلامية 150 طائرة و180 ألف معتوه ومرتزق وحاقد على البشرية جمعاء بتدمير الأخضر واليابس وحصد أرواح الآلاف من الأطفال والنساء والحفاة وهدم بيوت الصفيح على رؤوسهم ، والمحصلة تبين أنها ورطة نكسن الرئيس الأمريكي في مستنقع فيتنام عام 65-73 حين أنهزم بعد ثمان سنوات حاملا العار والهزيمة ، ووقع صاغراً على معاهدة مانيلا بالأنسحاب ، وجرى المثل على الصديق الأمريكي السعودي الخائب والمنهزم تحت الضربات الموجعة للشعب اليمني المدافع عن أرضه وعرضه ، وكان توقيف تلك الحرب القذرة أعلاناً مفاجئا للعالم في 22-ابريل 2015 برقم 2216 الصادر من الأمم المتحدة لآخراج الصديق البترولي من وحل المستنقع اليمني .
* أمريكا أكبر مورد للأسلحة الفتاكة لآل سعود والمحرمة دولياً وأن أدارة الرئيس الأمريكي أوباما باعت أسلحة محرّمة للنظام السعودي بقيمة 3-1 مليار دولار زائدا دعم أستخباراتي وأعلامي سياسي ، وأستعمال أوباما الفيتو  الرئاسي لصالح السعودية المدانة من الداخل الأمريكي بثبوت أشتراكها الفعلي في أحداث سبتمبر الأرهابي  .
و بريطانيا لا تزال تصدر الأسلحة إليها ، أما الأمم المتحدة فأنها شطبت أسم السعودية من اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ، والغريب بعد مرور يومين على الأدانة الأممية لها شطبتْ أسمها من تلك اللائحة السوداء بعد مرور يومين فقط ، .
تداعياتها/1- سوف تشعل حرائق الحقد الطائفي والقطيعة الدبلوماسية وحتى ممكن أن تعاد سياسة المحاور المشؤومة قبيل أندلاع الحروب ،2 –تجلي مأساة المشهد اليمني الملطخ بالدم ونشر الموت المجاني في جغرافية اليمن . 3- مسار سياسي فرض نفسهُ في تقسيم اليمن وشرذمة وتشظي شعبه وأرضه .
الخاتمة/ان المجتمع الدولي مسؤولٌ عن كبح جماح الأعتداء والتوسع على حساب دولة أخرى ، وألا يتحول المجتمع البشري إلى قانون الغاب ، وقد تعودنا معاقبة هتلر بظم أراضي مجاورة له، ومعاقبة صدام خلال أسبوع عند أحتلالهِ للكويت ووضع العراق تحت البند السابع ليذوق شعبهُ الجوع والفاقة والعوز والذلة ولأكثر من عقدٍ عجاف من الزمن ، وها هي تركيا العثمانية تحتل بعشيقة ولأكثر من سنة ، والغريب أن ملف الشكوى لخارجيتنا أمام الأمين العام ولآكثر من عشرة أيام والضمير العالمي في سباتٍ مصطنعٍ موغلٍ بالظلامية والتعسف ، وهو نفس المجتمع الدولي الذي أغمض عينيه عن جرائم التحالف الدولي  ضد اليمن منذ مايس من العام الماضي حيث ذهب أكثر من عشرة آلاف ضحية من الشعب اليمني ، وتدمير البنى التحتية والفوقية ، وتشريد الملايين ، والبلاد على حافة المجاعة .
باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد
jabbarjonas@hotmail.com
ا 
*.




174
المنبر الحر / حدَثْ ----- وحدِيثْ
« في: 19:42 11/10/2016  »

 
حدَثْ ----- وحدِيثْ
عبدالجبارنوري
أصدرت " المحكمة الأتحدية العليا " يوم أمس الأثنين 10-10 -2016قرارهها بخصوص الطعن المقدم لقرار رئيس الوزراءحيدر العبادي بخصوص ألغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة المالكي والنجيفي وأياد علاوي ، وأكدتْ بطلانهُ ، ولم تفتي المحكمة أرجاعهم لمناصبهم أم لا ، ولكن واقع الحال يعني ( الرجوع أليه !) .
وعند الحديث في مثل هذه الزوبعة المثيرة للجدل وعلامات الأستفهام ، ولأنّ في هذا الوقت الحساس والعراق برمته اليوم بين مطرقة المحتل ومموليه ومسانديه سياسياً و لوجستياً ، وسندان مروجي الفتنة الطائفية والأثنية ، وعملاء الأمس على أبواب الموصل ملوّحة بأقلمة المدينة المحتلة بخرائط عثمانية تارة وأثنية وطائفية أخرى ، ناهيك من أنتشار الفساد الأداري والمالي ، وغياب دولة المؤسسات والمترهلة بمناصبها ومراكزها الشكلية والفضائية أحيانا كثيرة ، وحرائق المحاصصة البغيضة .
نعم أن قرار المحكمة صائب ودستوري ولكنه جاء متأخرا ،  بتلويحه بالدستور العراقي 2005 الملغم ، الذي تقارب مع التلويح بمصاحف أبي موسى الأشعري وعمر بن العاص ، لعمري هي زوبعة لخلط الأوراق ، واللعب بأعصاب العراقيين المنتهية صلاحياتها ، وكل العراق يغلي على صفيح ساخن ، ولا أتهم القضاء العراقي بصميم نزاهته بشهادة التأريخ العراقي ، ولكن بعض السقطات والتوقيتات الغير مناسبة والتي يختارها لنفسه قد تثير بعض الشبهات بتسيس هذا الصرح وتأثره يشكلٍ أو بآخر من التيارات المتنفذة والمتحكمة برقاب العباد بمورفين الأسلام السياسي والأصولي والراديكالي وعندها تخوض في السلبية والذيلية وتشارك من حيث لاتعلم بموجات الفوضى التي تقودها سماسرة السلطة والدم ، وألا بماذا نفسر قرار أرجاع رئيس البرلمان العراقي المخلوع بأصوات النواب الأصلاحيين وبسرعة فائقة ، حسب رأيي تراكم قرارات المحكمة الاتحادية قد أرتقت إلى مرتبة الشبهات والغيبة  ورحم الله من جبّ الغيبة عن نفسه ) ، وكما يقول المثل الجنوبي ( غلطة الجريم جبيره ) ، والقضاء يا سادة ويا كرام أنهُ خطٌ أحمر لا يمكن المساس بعذريته ، ويذكرنا التأريخ بمقولة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني المشهورة { طالما أن القضاء والعدالة بخير فكل البلد بخير } ، وقال شارل ديكول الرئيس الفرنسي الأسبق  في هذا المجال { طالما القضاء بخير ففرنسا بأمان } .
وكان من الأجدر بالمحكمة الأتحادية التريث ، وبرجوع النواب الثلاثة سوف ترهق الميزانية العراقية الخاوية ، وتعلمون يا قضاة الحق ! أن راتب الأسمي لنائب رئيس الجمهورية 15 مليون دينار زائداً 15 مليون (نثرية) زائدا 25 مليون مخصصات (طعام) فيكون النجموع 55 مليون دينار وعند ضربها ب3 يكون 165 مليون دينار في الشهر وعندك الحساب في السنة ما يقارب 2 ترليون دينار ويضاف لهذا الرقم المرعب رواتب بين 400-600 شخص كأفراد حماية للنواب الثلاثة المبشرة ، وتشكل ستة أفواج عسكرية !!!
لهفي وحسرتي عليك يا وطن المصائب ، وأبتلائك بحكام ذوي هويات منسلخة المواطنة ، وقد تلقيتَ طعنات الغدر من أمريكا المحتلة ومن مملكة الكراهية بني سعود ومن قطر عرابة التخريب ومن تركيا العثمانية و من سياسي الدعشنة أو من عباءة الدين السياسي الراديكالي الحاكم ، ولحى التطرف المذهبي أم من الأقليم المشاكس ، وحتى من القضاء حامي الحمى ، ألذي يذكرنا بيوليوس قيصر في مسرحية شكسبير الملهاة التراجيدية حين تلقى طعنات الغدر من نبلاء القصر في روما حسداً وغيرة ، وكانت طعنة الغدر الأخيرةالغير متوقعة من صاحبه وصديقه الموهوم ( بروتس ) وردد القيصر قولته المشهورة حتى أنت يا بروتس ؟؟ --- ويردد وطني الجريح المحتضر حتى أنتِ يا المحكمة الأتحادية ؟؟؟ .
باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد

175
 
علي الأكبر/ من كواكب شهداء الطف
عبدالجبارنوري/ستوكهولم
أن أستذ كار واقعة الطف 61 هجرية 680 م على أرض كربلاء بين الجيش الأموي الحاكم – عهد يزيد بن معاوية – بتعداد 30 ألف من جند الشام وبين الأمام الحسين بن علي وأصحابهُ وعيالهُ بتعداد 80 رجل فقط ، وهنا لعبت العقيدة الثورية التي ركيزتها الحق المبين ،المستندة على( قوّة المنطق لا منطق القوّة ) ، وفتية آمنوا بعدالة قضيتهم ، لابسين القلوب على الدروع مضحين صابرين ومحتسبين وهي أبجديات المدرسة الهاشمية وأقمارها بل كواكبها اللامعة في سماء سوح النضال ضد الخواء الفكري وانعدام البعد الأنساني وقادتها من سماسرة السلطة والدم ، ومسار بحثنا اليوم أحد هذه الكواكب المضيئة في فضاءات الأنسنة والفضيلة هو الجندي الشابوالسيد الجليل " علي بن الحسين " الملقب ب " علي الأكبر " ------
هوأبن الأمام الحسين الأكبر ، ولد في المدينة المنورة في 11 شعبان سنة 33 هجرية ، وأمهُ ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة  بن مسعود الثقفي ، وكان عمره سبعة أعوام عندما أستشهد جدهُ علي بن أبي طالب بهذا عاش المدرسة العلوية كطفلٍ ينهل من علوم سيد العالمين ووصي رسوله الكريم ، وتقدم العمر سبعة عشر عاما كان نصيبهُ سوح الوغى في واقعة الطف في كربلاء ، ليقف بصلابة ضد الباطل والتسلط القمعي الأموي ، والعبث الصبياني اليزيدي ، فجسّد ملحمة الفداء من أجل المباديء الخيّرة والحق والعدالة ،  ووقوفهِ إلى جانب والده العظيم في محنتهِ مع يزيد بن معاوية الفاسق بشهادة الأغلبية الساحقة من الباحثين في التأريخ الأسلامي ، وأصبح خليفة على المسلمين بقوة منطق الحديد والنار، واليوم بفضل هذه الكواكب العلوية لم تعد كربلاء صحراء على شاطيء الفرات بل أصبحت قبلة الأحرار في العالم ، ومزاراً لملايين البشر ، وحسب قناعتي البحثية في بطون كتب التأريخ الأموي خاصة لم ينصف ذكؤر أخبار السيد على الأكبر في أدوار حياته المقدسة ، ولأن التأريخ أصيب بحمى الأهواء والمطامع والتي أخذت برجالها وعاظ السلاطين إلى التزلف والوقوف مع الباطل ، وآخرين أعمتهم العصبية الهوجاء ، وأجاد تأريخهم بذكر أخبار القيان والمغنين والجواري والأماء وأسواق النخاسة .
صفاته
لقد كان الشهيد علي الكبر أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خُلُقاً ، وكان أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً بجده محمد ( ص) ،  حاوياً صفات الجلالة والجمال الهاشمي متسامياً بمباديء المدرسة العلوية المهذبة ومتجرداً ومستغنيا عن عالم الملك الزائل ، وناهيك عن قوّة أيمانهِ ونفوذ  بصيرتهِ .
*الشجاعة / فهو أشد المقاتلين بأساً وأمضاهم عزيمة ، وتشهد لهُ سوح الطف فلم يفتأ مُغيراً بوجه القوم يحمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوصُ في الأوساط فلم يقابله جحفلٌ ألا ردهُ ولا كماة ألا وجندلهُ ، غير أن كثرة الجراح ونزيف الدماء لم تترك لهُ بقيّة يساور بها الرجال ويباشر الحرب ، وما أنتابهُ من مضاضة الحرب وما أكتوت به حشاشتهُ من لظى الحر وأحتدام العطش وثقل الحديد ،  مع هذا كله أصبح حضورهُ بارزاً في واقعة كربلاء الطف كشخصية عسكرية محورية في القيادة والمشورة والصولات الحيدرية  ، حتى  تثاقل أليه المنون خوفاً ووجلاً من هيبتهِ وجلالهِ ، وآن للفارس أن يترجل ويبشّر ببزوغ شمس الحياة للآخرين .
* التواضع / فكان أشد الناس تواضعاً ، فأختار أن يكون عبداً متواضعاً ، والكرم / حينما يعلم وما شيءٌ أبغض إلى الله من البخل وسوء الخلق .
* البلاغة / أنهُ أفصح من نطق بالضاد ، خطيباً مفوّهاً ، كيف لا وأنه من تلك الشجرة والدوحة الهاشمية ومن أعلا القمة الهرمية  فضلاً ما تلعبهُ الجينات الوراثية ودورها في تكوين شخصيته ، فالخطبة الزينبية – عمّتهُ -  الثورية المدوية التي هزت عرش الطاغية يزيد ، ويكفيه فخرا في مدرسة جده الحيدرية في الكوفة والبصرة في وضع قواعد النحو للغة الضاد .
* ركيزة التقوى / والتي تجلت في رفض  المفاضلة بين الشعوب ، لم يكن ينظر للهاشميين كقبيلة أو حتى أمّة ، بل جعل من الهاشميين مشروعاً منصفاً عابراً لسطوة القبيلة ، أذ لم يكن أعتباطاً أوجزافاً خروج صفوة العرب وأعيان الأمة منهم .
* العقيدة / علي الأكبر جندي عقائدي ، ولأنّهُ لُقن من المدرسة الحسينية ( لم أخرج بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ، أنما خرجتُ لطلب أصلاح الأمة ) وأنها لعمري عزّة العقيدة في أعظم تجلياتها حين تكون الشهادة تضيف في أعمار المستشهدين في أستشهاد عبدالله الرضيع الذي يعتبر اليوم  من كبار عظماء الرجال والقادة .
* الأيمان بالتغيير / عندما وضع جسدهُ وروحهُ طُعماً للسيوف والرماح لقاء تصحيح الأوضاع وتغيّرها ورسم خارطة طريق صحية ونظيفة  نحو الأفضل والأصح والأحسن   للشعوب المقهورة .
قال فيه شاعر /  لم تر عينٌ نظرت مثلهُ          من محتفٍ يمشي ومن ناعلِ
يغلي نيءّ اللحم حتى أذا                  أنضج لم يغلُ على الآكلِ
لا يؤثر الدنيا على دينه                  ولا يبيع الحق بالباطلِ
طوبى لك سيدي لقد أخذت منا كل شيء ألا الدمع ، ونحن بحاجة ماسّةٍ لرجولتك في أيامنا التي تعتبر فيها الرجولة مفقودة ومغيبة ،بفضل بعض قادتنا ، ونحتاج عقيدتك الثورية لكنس تلك الرثاثة الفكرية التي تدعي زورا وبطلانا بأنهم مريدوك ومحبوك بيد أن سيوفهم وقلوبهم عليك و على أهل بيتك ، ونشكوك سيدي بأنهم باعوا كربلاء أبيك وعراق جدك بمزاد العهر السياسي، وأفرغوا خزائننا على ملذاتهم الدنيوية ، وزرعوا بيننا ألف --- ألف " مَعقلْ " يحمل أخبارنا وأسرارنا إلى قصر الأمارة في واشنطن والرياض والدوحة وأنقرة وأربيل ، ولا يسعنا ألا أن ننعيك ونردد قول الأمام الثائر بغصّة ومرارةوحسرة  { على الدنيا بعدك العفا }
المصادر/* مقاتل الطالبيين /أبو الفرج الأصفهاني – تحقيق كاظم المظفر 1965   * تأريخ اليعقوبي ج2 ص184 * البلاذري- أنساب الأشراف ج3 ص 361 * الشيخ المفيد – الأرشاد ج2 ص114 * الشيخ الطوسي – رجال ص76
باحث وكاتب مقيم في السويد

 
 
   

176
كتيبة الناشئين تخطف بطاقة المجد القاري
عبدالجبارنوري/السويد
هل تصدق أن المنتخب  العراقي للناشئين يتأهل للمونديال ؟ ، ويحجز تذكرة نصف نهائي آسيا ويتأهّلْ إلى نهائيات كأس العالم  تحت 16 عام  في الهند ،  بعد فوزه يوم الأحد الماضي على أيران بركلات الجزاء الترجيحية  ،  وتمّ تتويج هذه النخبة اليافعة  من  منتخب الناشئين لكرة القدم بكأس آسيا وأن ترسم أسطورة خيالية لا تصدق في عالم الكرة وهو يقلب موازين اللعبة على منتديات العالم الرياضية ، ويكون سفيراً عابراً للقارات ، ويتجاوز قمة أفرست ويتالق كنجمة الصباح أفروديت في طلب العلا ، وتثير آلاف الأسئلة العجيبة والغريبة كيف تمكن هذا الفريق الناشيء من هذا الأنجاز الرياضي المحال لا المستحيل ؟ ولا زالت أسئلة الأستغراب والتعجب تتراقص أمامي هل عادتْ المعجزات ؟ التي غُيّبَتْ في زمن العصرنة الحداثوية أم سحر عصا موسى العصي الأستنساخ !! في أن تصل نخبة الناشئين الصاعدة إلى مدينة ( غوا الهندية ) وهي الفرصة الذهبية التي يبحث عنها لاعبونا والتي لم يبلغها العراق من قبل ، وعلى كل حال هو المجد الكروي الجديد ، وكما يؤكد مختصون في شؤون الرياضة { التأهيل  وحدهُ إلى المونديال يعد أنجازاً كروياً بحد ذاته } ، لعمري لقد أثار هذا الأنجاز الفريد والأكثر من رائع ليرقى إلى قمة المستحيلات والتطورات وأن يناطح أندية العالم  ومدارسها المتعايشة مع أكاديميات برشلونه وريال مدريد وبايرن ميونيخ ومانجستر يونايتد ( للناشئين ) والمتألقة والتي تحمل آلاف نياشين الفوز وأستحقاقات الفوز، والمحاطة بجميع وسائل الدعم الحكومي والمعنوي وساحات لعب خضراء وجمهور منصف ومثقف بالروح الرياضية ، بيد أن هذا لفريق معدم وفقير ومعزول لم يتعود على اللعب على بساط أخضر ، وهو غارق بين مهاترات وتسقيطات أتحاد الكرة بدوائرها المغشوشة فساداً أداريا ومالياً وأنديتها المتشظية والمتردية والنطيحة .
وليس غريباً أن ينتمي هذا الفريق المعجزة للمجتمع العراقي المستلب الذي يكتوي يومياً بنيران الحاكم والمحكوم على السواء ويشارك شعبهُ المآتم وأتساع القبور وأشلاء التفجيرات وجينوسايد التكفيريين وفتاواهم الظلامية في .تحريم لعبة كرة القدم كبوكو حرام !!! ، وهل يغيب عنا تفجير الأرهابيين  في مجزرة ملعب بابل في مطلع هذه السنة ، وأشلاء اليافعين من الشباب الغض مبعثرة على أديم ملعب بابل الترابي .
وحقاً لنا الشرف الأعتزاز واالفخر بتلك النخبة الغضة المليئة غيرة وحمية على أسم العراق العظيم ، وأكرر سؤالي  بتعجب وبألحاح كيف : تسلقوا هذا المجد ؟؟ وهم محرومون  - كشعبهم – من العناية الحكومية ومن الأعلام الوطني الهادف ومن جمهور منصف ذي حسٍ رياضي ، وكذلك غير معنية بأستقدام خبرات المدربين وتلقيح المنتخب بواحد أو أثنين على الأقل من نجوم محترفي النوادي العالمية .
وأقتنعت بأن هذا الفوز القدر والحس الوطني لدى الفريق الناشيء ، والطموح الخارق للصعود إلى هذا المجد الكروي ، وأسهامه في صناعة هذه الأبداعية الكروية من خلال الأداء المتميّزْ للاعبينا الذين أثبتوا قدراتهم عبر أنضباطهم العالي داخل الأرضيات الخضراء  وتنفيذهم للواجبات الموكلين بها وبدقة متميّزةٍ ، وحصولهم على جائزة ( اللعب النظيف ) وحصد جميع الميداليات الأستحقاقية عندما توج كبطل لقارة آسيا ، وأحيي الأمكانيات التقنية الخلاقة والأجتهادية الصائبة عند المدرب العراقي المتفاني الدؤوب " قحطان جثير "
وحياكم وطوبى لكم --- والله لقد كسرتم النحس الذي رافق الأجيال الكروية العراقية السابقة واللاحقة التي لعبت في صفوف منتخب دون سن 17 منذُ 1985 ، وأرسلتم رسالة بليغة للعالم بأن كرة القدم في العراق موجودة ----
تحية أكبار وفخر وأعتزاز لمنتخبنا الشبابي ---- والشكر الجزيل للمدرب الوطني الغيور والمثابر " قحطان جثير "
باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد



177
غزوة أغتيال الأفكار!!!

عبدالجبارنوري- السويد
فُجع كل ضمير حي تنبض شراينهُ بالأنسنة وكل مناضل في العالم بالجريمة الأرهابية النكراء التي خطفتْ حياة الشهيد والمناضل اليساري التقدمي " ناهض حتّرْ" ، وهوصاحب القلم الحر الشجاع الذي أقتحم متاهات المشاريع الأمبريالية والظلامية المشبوهة ، ومدافعاً صلباً عن حقوق الأنسان ، وتكريس مبدأ السلام العالمي ، وأنصاف الشعوب المقهورة ، وهاجم مملكة الكراهية بني سعود في أبادتها للشعب اليمني المقهور ، وأمتدح المقاومة في مواجهة أسرائيل حتى أصبح من ابرز أدباء المقاومة ، وهي مباديء نهضوية  لناهض سُجلتْ بحروفٍ من نور في سفر الأنسانية ، بتوليفة ثقافية وأدبية رائعة مع مناضلي قادة الأصلاح في العالم ، بيد أنه لم يكافيء بجائزة نوبل للسلام والمحبة بل كانت جائزتهُ رصاصة غبية أطلقها معتوه يكره الحياة ويحقد على الكلمة الطيبة ، والذي نفّذ الأعدام هو مسلم مدجن جينياً خريج جامعة فتاوى الظلام والموت وأصحاب رايات السود المكتوب عليها ( غزوة أغتيال الأفكار ) وبمؤازرة خسيسة من جهات رسمية في عمان الدعشنة أمعة ملوك الكراهية البترولية وملكها الهجيني الطائفي حد النخاع ، وتجاهلهم وغضهم النظر والأيحاء المقصود في أغتيال المغدور "هاني " من رئيس الوزراء ووزير الداخلية والقضاء المسيسّ والنقابات  (النفايات) المهنية والأخونة الداعشية وجريدة السبيل ، وكالعادة ألصِقتْ به تلك التهمة الجاهزة  على مدى التأريخ ( الأساءة للأديان )
أليس هو الغباء بعينه عند الجيل الأسلاموي المنحرف عندما يجعلون للرصاصة وسيلة لأنهاء الأفكار ، وحسب عقولهم المقفلة والمتحجرة يتناسون أن الأفكار تبقى مضيئة في فضاءات الأنسنة وحب الحياة ، وأن ظنّهم خائب ونكوص إلى أعماق مستنقع الرثاثة الفكرية ، وشواهد التأريخ تعجُ بأبطال ومناضلين سُحقوا بطرقٍ وحشية بسلب الحياة منهم وبقتْ أفكارهم عصيّة ، وسُجلت بصماتهم في أرشيف السفر البشري أمثال : سقراط تجرع السم ولم تمت أفكارهُ ، صُلب اليسوع وكان أرثهُ الأنساني السلام وحب الآخرين ، وقُطع الحسين أربا وترك لنا مدرسة في الصمود والنضال ضد الطغاة ، وذُبح (الحلاج ) المثقف العربي وترك نظريته( الفهم الخاطيء والمغلق للدين) وأغتيل (جيفارا ) بعيدا عن وطنه وبقيت أفكاره في تقديس وتحرير الأوطان سوطاً يلهب ظهر الجلادين ، وأغتيل شنقا المفكر السوداني الأسلامي الحر محمود محمد طه بيد الجلاد النميري بتهمة الردة عن الأسلام ولكن أفكارهُ شكلت تحديا أخلاقيا في مواجهة محترفي التجارة بألام الشعوب وتطلعاتها .
حقاً أنها أزمة مأساة تفسير الدين كما تعتقد تلك العقول المتحجرة ، وأن رصاصات الغدر أجهزت على أفكارهم المتخلفة والمتحجرة والمنغلقة وأنهاء معتقداتهم بأيديهم ، ولأن الرصاصات قد أسقطت ورقة التوت عن معتقداتهم الأسلاموية  الدموية المتطرفة أمام العالم الحر.
أما لماذا أغتيل ناهض حتّرْ؟
*عبثية العولمة الحداثوية في العالم الرأسمالي وأفرازاتها في الدولة الرخوة مثل الأردن .
* شحة أنطلوجية الكتاب الأحرار ، وأستفحال أزمات اليسار وهم يواجهون أشرس معركة غير متكافئة وفي قطبٍ أحادي الرحى .
* وأغتيل الشهيد مرتين مرّة ليساريته التقدمية ومناصرته لقضايا الشعوب المقهورة ومرّة أخرى لأنتمائه الديني كمسيحي .
* طغيان المد السونامي الديني المتطرف ، وأنتشار ثقافة التحريم والأقصاء والغلو وبشرعنة مدارس دار الأفتاء من الرياض عاصمة مملكة الكراهية .
* أنتشار الفكر الأخواني – الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة – في عموم العالم العربي وخصوصاً في الأردن .
* وأن جميع سلطات الدولة الأردنية ومؤسساتها تعمل كوعاظ سلاطين وتوابع لدولة بني سعود لقاء مساعدات وهبات ومنح مالية ضخمة سنويا لأسكات صوت الحق .
المجد والخلود لشهيد الحرف والكلمة الحُرة الكاتب والمفكر اليساري " هاني حتّرْ "
وتحية أجلال لشهداء الحرية والمضحين من أجل الحياة
ستوكهولم/ في الأول من أكتوبر2016

178
 
الموصل لكل العراقيين
عبدالجبارنوري- السويد
كن عزيزاً وأياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك ( عمر المختار )
ثمة هواجس ربما تبدو ساذجة بعض الأحيان تنتابنا كهواجس لربما من باب دوافع الحرص الشديد  والخوف على حياة أبناءنا في القوات المسلحة ونحن على أبواب تحرير الموصل ، لأن على أبوبها أعداء العراق فنقول لِمَ الأستعجال في التحرير والحكومة لم تهيء فرص الأمان لأولاد ( الخايبة ) نعم حذاري من التحرير في هذا الوقت حيث تفتح على العراق أبواب جهنم السبعة يقف عندها مالك خازن جهنم يلوح بسيفه بالذبح والنحر على الطريقة الأسلامية بمساعدة ذئاب شرسة ومفترسة تكشر أنيابها مستعدة لأكل اللحم الحي ، أخاطب رجلاً رشيداً فيكم أن يفهم اللعبة  القذرة المبيتة  لأبنائنا في الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري وهي فرصة تحقيق أجندات خارجية من أعداء تقليدين وجدد ظهرت على الساحة العراقية بعد 2003 حاقدة على المسيرة الديمقراطية  الجديدة هدفها قلب الموازين السياسية لتقسيم العراق إلى دويلات مدن هزيلة متنافرة تقوم على أسس طائفية وعرقية أثنية ومناطقية  ، وأستكثرت  انتصارات الجيش العراقي الباسل الأخيرة والتي شكلت فوبيا عند العم سام والصديق الأسرائيلي والخلايجة أخوة يوسف وتركيا الجارة الصديقة وجواسيس منصات التآمر في أربيل وحاكمها  الأثني المنتهية ولايته .
الظاهر أنها لعبة مأساوية شديدة الخطورة تأخذ شكل المؤامرة أعدت بأتقان في دهاليز البنتاكون وبتأييد وترحيب من أعداء العراق الجديد وما أكثرهم ، وهم اليوم واقفين على أبواب الموصل يلوحون بأتجاهات مشبوهة لأحتواء الغنيمة الكبرى نينوى أم الربيعين وهي :
الأول/ مبدأ سياسة التتريك : تجد على التراب العراقي المقدس العلم التركي البغيض بيد أردوغان العثماني السلطاني والذي هو ليس أكثر من فقاعة مهرج في بازار السياسة الأثنية وهو أمتداد فرعنة وغطرسة أجدادهُ من سلاطين قصور " حريم السلطان " الذين تحكموا برقاب شعوب حوض البحر المتوسط والعراق ولأكثر من مئات السنين بالحديد والنار .
وهم  أصلاً متهمون بجينوسايد أبادة جماعية ضد الأرثدوكس الأرمن والسريان المسيحيين وكانت مذبحة بشرية ثقيلة ، وهي العقبة الكأداء والتي تمنع دخولهم في الأتحاد الأوربي لأنها وصمة عار ببصمات شوفينية في سجل الترك ، لذلك تقاربت آيديولوجيات سلاطينها مع الأفكار النازية وحملّها التأريخ أوزار جرائم وخسائر الحروب العالمية ، وتركيا لا زالت تتعامل بمنطق الولاية على مدينة الموصل ، والرئيس التركي أردوغان جلاد شعبهِ والذي دس أنفهُ في تخريب سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان من خلال حزبهِ الأخواني المرتبط بالحركة الأخوانية عبر شبكة عنكبوتية في العالم العربي ، والتي هي الوجه الثاني لعملة داعش ، فتواجد قطعاتها العدوانية على الأرض العراقية في بعشيقة منذ أكثر من سنة وأرتباطاتها المريبة مع خوارج العصر على بوابات الموصل لهو دليل على أطماعها الأستعمارية في  ضم الموصل ، والسيطرة على نفط كركوك والموصل بحجة حماية التركمان فيها ، وبأعتقادي أن جميع المعطيات التأريخية واهية لا قيمة لها من وجهة القانون الدولي وذلك أولاً /أن القضية حُسمتْ في أنظمام الموصل للعراق حسب معاهدة سيفر 1921 والرغبة البريطانية حينها ، وثانيا / نعم صحيح أن عدد كبير من وجهاء الولاية  في الموصل  بمن فيهم تلك العوائل من أصول تركية وعلى رأسها  " محمد النجيفي - وهو جد الأخوين أسامة وأثيل المستقتلين على ضم الموصل إلى تركيا- ألا أن المندوب السامي البريطاني حينها أصرّعلى بقائها في العراق قائلاً: أن ضمها إلى تركيا سيخلق خللاً في التوازن مع الشيعة الذين سيشكلون أغلبية في البرلمان العراقي(مذكرات عبد العزيز القصاب ) ، وآل التجيفي المشهورين بولائهم لتركيا منذ زمن جدهم محمد النجيفي ، واليوم أحفادهُ العملاء أسامة النجيفي الذي يعمل علناً بهوية سياسي داعشي ، وأثيل النجيفي الذي طردهُ سياسيو الموصل الشرفاء من منصب محافظ نينوى أعلن قبل مدة قصيرة تقسيم نينوى إلى ستة محافظات على أساس أثني لكل من العرب والتركمان والكرد والمسيحيين والأيزيديين ، والمضحك تبقى المحافظة السادسة لغلق أبواب الشجار .
الثاني/ مبدأ سياسة التكريد : أما الكرد فهم يطمعون لأية منطقة فيها نفط ويقطنها حتى قليل من الكرد  ، وأن سياستهم الجديدة تقوم على قول السيد مسعود البرزاني المنتهية ولايتهُ{ أن المناطق التي يحررها البيشمركه هي ملك لكردستان وهو واقع حال}  أيضاً وقد وضع شروطاً مجحفة وأبتزازية كشرط الأشتراك في تحرير الموصل وهو ضم سهل نينوى بالكامل لكردستان ، وأجرى سلسلة من اللقاءات السرية والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعقد تحالف ستراتيجي معها شبيهة بالتحالف الكويتي لقاء قواعد أمريكية على ىشمال العراق ، والأتفاق مع تركيا وكسب تأييدها في قضم أراضي جديدة ، وسياسة التغيير الديموغرافي التي طبقت في كركوك بعد السقوط مباشرة وما يطمع به في الموصل حالياً والثمن التخلي عن حزب العمال الكردستاني وأعطائها أمتيازات عسكرية في بناء قواعد لها في كردستان العراق ، وعلاقات تجارية وأستثمارية بملايين الدولارات .
الثالث / سياسيو الدعشنةو تتكون من تيارات أنتهازية وعميلة مدعومة من أطراف داخلية وخارجية ، وليسو مؤدلجين بل يترجمون ما تملى عليهم من أرادات الأجنبي والذي على رأسها تقسيم العراق ، وهم *فلول حزب البعث المتحالف مع داعش ، * سياسيو منصات التآمر والخيانة في الأنبار من تركيبة شيوخ عشائر الغربية وتجار السياسة الذين يغردون خارج السرب من فنادق أربيل ،والجدير بلأهتمام أن هذا العدو لا يستهان به لأنهُ مسنود ماليا من النفط الخليجي ، وحاصل على التأييد الأمريكي ، وتحت تغطية لوجستية وسياسية من السعودية وقطر وتركيا ، دأبت على مدى سنتين منذُ أحتلال الموصل بالقيام بزيارات مكوكية لعواصم الشر في تلك البلدان ، وعقد مؤتمرات تحريض وتضليل الرأي العام .
أخيراً/رسالة إلى الحكومة الأتحادية/أنكم مسؤولون أمام الله والتأرخ عن أرواح أبناء العراق في جيشه وحشده ، وأعلموا أن ما ينتظرنا من مصائب وكوارث غير مسبوقة لشراسة العدو وتعدد أطرافه ، فالذين يحيطون بالموصل هم أعداء المسيرة الديمقراطية الجديدة ،ويجمعهم الكراهية والحقد والثأر والأنتقام من العراقيين لذا :
1-التريّث في التحرير وتأجيله إلى أجلٍ سري آخر ، ريثما تنقشع تلك الغمامة السوداء .
2- أشراك حشد من كتلة موصلية والتي تسمى " نجباءأم الربعين .
3- مشاركة الحشد الشعبي كرديف للجيش  العراقي .
4- الحوار والمكاشفة بتوضيخ خارطة الموصل السياسية الموحدة لكلٍ من أيران وأمريكا والطلب منهم أنسحاب الجيش التركي .
5- حث البرلمان العراقي وبأسرع وقت أصدار قانون ( يحرّمْ ويمنع تقسيم الموصل ) وقد نُفذتْ هذه الفقرة لاحقاً.
6- وعندما تحين الفرصة المناسبة للتحرير من الضروري أن تكون ساعة الصفر( سرية) جدًا ، وفرض الأحكام العرفية المؤقتة على المدينة لفرض الأمن على المدينة الواسعة الأطراف فرضاً .
عبدالجبارنوري /في 28 أيلول/2016
 
 

179

 
بغداد—وكرنفال يوم السلام العالمي
عبدالجبارنوري/السويد
 " لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام" الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة------

يمرُ ذكرى أعتماد يوم 21 أيلول/سبتمر1982 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً مكرساً لتعزيز مُثلْ وقيّمْ السلام في أوساط الأمم والشعوب ، وبمناسبة مرور ذكرى ربع قرن لهذا اليوم سيكون شعار الأحتفال لهذا العام " السلام والديمقراطية –أبلغ صوتك" فقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة : أن الغرض من أنشاء المنظمة هو منع نشوب النزاعات الدولية ، وحلّها بالوسائل السلمية ، وأفشاء " ثقافة السلام " على الأرض ، وتوضحت للبشرية : أن الديمقراطية هي العلاج الجذري في ترسيخ مفاهيم السلام ونبذ الحروب وأدانة تجارها ، وما حصدت البشرية من ويلاتها خلال الحربين الكونيتين الأولى والثانية من مآسي ونكبات وجينوسايد أبادة الجنس البشري ، وكانت خسائر وفواجع الحرب الأولى 10 مليون قتيل و20 مليون جريح ومعوّق ومفقود ، والثانية : 60 مليون قتيل وأكثر من 90 مليون جريح ومعوّق ومفقود ومصاب بمرض نفسي ، أضافة لخسائر مادية في البنى التحتية والفوقية ، وصرف آلاف الأطنان من الذهب والمليارات من العملة الصعبة لأدامة زخم معارك المجانين ، وتراجع الدور الريادي لأوربا في توجيه سياسة العالم ، وكانت هذه الخسائرالمادية والبشرية والأقتصادية وأشعال الحرائق في هذا الكوكب الجميل ( رسالة ) على عدوانية النظام الرأسمالي وحيتان كارتلاته المؤدلجة بالمالثوسية الشريرة في أبادة الزائد على الملاك من البشرية في طاحونة الحروب لكي يعيش الباقي برفاهيتهم المزيّفة ، وبالمقابل ظهرت مدرسة الأشتركية العلمية بعد ثورة أكتوبر المجيدة في 1917 التي أرست قواعد السلم ونبذ الحروب وأنتشرت شعارات الأنسنة والتأكيد على أن ( الأنسان هو أثمن رأس مال ) و كان شعار لينين { الأرض والخبز والسلام } .
لذا أحتفل العراقيون بيوم السلام العالمي  The World Peace Day In IRAQ بتوليف الموسيقى والسياسة بأشراف طوعي من الموسيقار " نصير شمه " ، وتبني 14 كتلة سياسية أعلنت الأعتراف بالمباديء الأخلاقية الأممية والعمل معاً من أجل السلام ووضع حد للعنف في العراق ، وشارك الأحتفال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ( جورج بوستين ) الذي عبّر عن تفاؤله في تقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية بمبدأ الحوار ، وجرى الأحتفال تزامناً مع أحتفالات مماثلة في أنحاء العالم لأحياء يوم السلام العالمي ، وأشاع المهرجان أجواء الفرح والبهجة في قلوب الحضور ، وكانت للمبادرات الشبابية الجادة حظوراً من أجل التعايش السلمي والترويج لمفاهيم المواطنة والحوار وقبول الآخر ، والذي أعجبني شعار كلية الفنون الجميلة { أنا عراقي } وكانت لدائرة العلاقات الثقافية حضورا مميزا بمناسبة يوم السلام العالمي ، وتزامنت أحتفاليات وفعاليات موحدة في كافة القصور والبيوت الثقافية في بغداد والمحافظات ، والتي تمثلت بعروض مسرحية وفعاليات فنية كما شهدت الأحتفالية معرض رسوم الأطفال وجوائز مع هدايا .
وكان منهاج الكرنفال السلمي الرائع ، اليوم الأول / الأحتفال عند نصب الشهيد ببصمات الأطفال والفنانين وجمور غفير من العوائل البغدادية حيث ملؤوا سماء المنطقة بمئات البلونات الملونة وحمائم البيضاء وطائرات الورقية المكتوب عليها أماني وأحلام الأطفال في المحبة والتسامح والسلام ، واليوم الثاني مبارات كرة القدم بين فريقي الزوراء والطلبة على ساحة الملعب الدولي وبحظور كبير وبعدها أنطلق المدعوون بتظاهرات تهتف نعم – نعم للسلم ولا –لا للأرهاب والحروب ، واليوم الثالث ماراثون  ركضة جماهيرية وبمشاركة مختلف الأعمار والأجناس ، وكان اليوم الرابع حفلة موسيقية على المسرح الوطني في بغداد الحبيبة أحياها الموسيقار العراقي " نصير شمه " بمشاركة فرقته الموسيقية العالمية .
لترتفع رايات السلام والمحبة في سماء وطني الغالي مع حمائم السلام حاملة أغصان الزيتون ، وتباً لصقور الموت وتجار الحروب وتحية أجلال لكل المبادرين لأحياء هذا الكرنفال السلمي ، والمجد للذين ضحوا من أجل بقاء الأنسان الذي سيبقى " أثمن رأسمال "
عبدالجبارنوري
 

180
حلو الفرهود كون يصير يوميّه!!!
عبدالجبارنوري/ السويد
*عنوان المقالة هي أهزوجة الشارع العراقي في يومي 1- 2 من حزيران 1941 ، بشعارها المخزي المرتكز على النهب والسلب ضد الأقلية اليهودية المسالمة التي تشكل 2% من سكان العراق والتي خدمت العراق خلال مئات السنين ، ويشهد التأريخ أنّهم بناة صرح العراق الحديث ، وكان جزاؤهم هذا الأضطهاد الشنيع الذي أدى فيما بعد إلى هجرتهم لأسرائيل ، يذكر الأديب " عدنان نور الدين في كتابه ( هتلر في الأبريق ) أن خسائر الطائفة اليهودية في يومي الفرهود كانت أكثر من ألفي قتيل وجريح ، ومئات حالات الأغتصاب ، ونهب ملايين الدنانير ، و300 سياره ، وأربعة ألاف دراجه هوائية ، وفرهده ونهب 586 مبنى تجاري يهودي ، وأستباحة ونهب محتويات ومقتنيات 910 بيتاً يهودياً ، أي أنحطاطٍ وصلت أليه بغداد من أنفلات أمني خلال غياب الحكومة 36 ساعة فقط أثناء الأنقلاب النازي الذي قام به العقداء الأربعة برئاسة العميل النازي " رشيد عال الكيلاني ، نتساءل أين كان رجال الدين في بغداد ؟ وأين شيوخ العشائر؟ من القيم العربية والتي تفتخر بها جزافاً وكذباً ، ألم تحضرهم حكاية الأمام علي الذي تحاكم إلى قاضيه مع يهودي وحكم القاضي لليهودي !!!.
*وفرهود وتدمير قصور الملوك والرؤساء في عام 1958 ، ونهب وتخريب محتوياتها ، بالوقت الذي حافظ المصريون الكدعان الحرامية على قصر عابدين وبعض مقتنيات الملك فاروق حتى الشبشب والبرنص ،  وأنا شاهد عيان .
*وتكررت ظاهرة الفرهود في 1980 هذه المرّة مع شريحة الأكراد الفيليين العراقيين الأصلاء عندما أسقط نظام البعث الفاشىي الجنسية العراقية عنهم ، وتسفيرهم خارج العراق ، ومصادرة أموالهم المنقولة وموجوداتهم النقدية في البنوك وبشكلٍ تعسفي ظالم خالي من الأنسانية ، مما شجع أفراد من الجيش الشعبي المقيت وبعض ضعاف النفوس وهواة السرقة والنهب ، وبتشجيع من وعاظ السلاطين أن يستبيحوا ويفرهدوا محلاتهم أما أنظار تلك السلطات الشوفينية ، وصمت مطبق من رجال الدين ، وغض الطرف من قبل بعض الجيران وأصدقاء الأمس ، وشراء مقتنياتهم بأبخس الأثمان .
*وفرهود ( الحواسم ) عام  سقوط بغداد 2003 وهنا تسكب العبرات حين تعرضت بغداد الحبيبة لأبشع عمليات السطو اللصوصية وبشكلٍ مسلح وبأشراف المحتل الأمريكي والجاره الخبيثة الكويت حيث لم تسلم دوائر الدولة والمستشفيات والمتاحف والبنوك  من يد السوء لصوص الحواسم .
*وتجدد اليوم الفرهود المنظّمْ ومنذ أكثر من عشرة سنوات بنهب المال العام وبأرقام فلكية لا يصدقها العقل البشري السوي  وأصبحت ظاهرة مكشوفة على الساحة العراقية وحتى العالمية وتفاقمت بعد 2003 ، وأصبح الفرهود لا يومية بل في كل ساعة ، حيث تؤكد وزاة الخزانة الأمريكية وجود 156 أسماً من الشخصيات العراقية البارزة  من قادة كتل سياسية ومسؤولين كبار وردت أسماءهم كسراق للمال العام ومفسدين ،  لذا  تؤكد المراكز البحثية العالمية والمحلية بأختفاء مبلغ 800 مليار دولار من مجموع ترليون دولار من عائدات النفط (المصخم) ، وهنا يعلق أحد الأقتصاديين ببعضٍ من الهلوسة : يمكن أن يكون هذا الملغ الفلكي ميزانية عشرات الدول المجاورة ، وبناء عشرة مستشفيات تخصصية ، وبناء خمسة مدن مستحدثة ، وسبعة فنادق سبعه نجوم ، وخمسة ملاعب شبيهة بملاعب ساوبالو، وستة مدن جامعية ، و300 ناطحة سحاب ، وواحد قطار مثل قطار دبي ،  وآخرأسرع قطار ياباني بالعالم ، وبناء مدينة دزني السياحية ، وأنجاز 30 وحدة سكنية ذات مليون دار سكن مثل مشروع (بيتك شرفك ) في عهد رئيسة وزراء البرازيل ديلما ، وشركة مايكروسوفت ، وشركة كوكا كولا ، وشركة بي أم دبليو ، وقُدرت هذه الأنجازات الفارهة ب680 مليار دولار ، والباقي 120 مليار ---(هم نعم الله رجعوها عمي مانريد العنب أنريد سلتنه )  .
دروس بليغة في الحرص على المال العام
*عن وثيقة محفوظة في المركز الوطني لحفظ الوثائق من أضبارة العائلة المالكة 1929 في وزارة ناجي السويدي ، وزارة المالية يومئذٍ رفضت الصرف على ولي العهد غازي وهو يدرس في لندن ويعاني من وعكة صحية ، ردت على الملك : أصرف من جيبك أذا أردت العلاج في الخارج ، وتقول الوثيقة أن الملك فيصل يطلب سلفة عندما يسافر إلى الخارج ويسددها بأقساط شهرية ، وعيش او شوف في حكومات الغفلة موديل 2016 { 300 ملياردينار حمايات المسؤولين ، و150 مليار دينار لأدامة سيارات المسؤولين ، والأكثر أن لدى الحكومة 730وكيل وزير ومسؤول برواتب280 مليار دينار سنويا ، وأكثر من 200 ألف مستشار وقد يكون من أقرباء ( الملك! ) أو وهمي فضائي  تكلف الميزانية  أكثر من 300 مليار دينار سنوياً وووو حدث بلا حرج------
* الرقابة المالية في وزارة المالية تخاطب الباشا نوري السعيد : لديك زياده 100 فلس لأيفادك الأخير إلى لندن نرجوأرجاع المبلغ المذكور بمذكرة صرف رسمية ، ينما كانت زيارة فؤاد معصوم رئيس الجمهرية بأعتباره حامي الدستورقام بسفرة أستجمام ألى لندن لقضاء عطلة العيد المخصص له ستة اشخاص مرافقين ولكنه أخذ معهُ 40 موظف وزوجته ومدير مكتبه ومستشاره وأبنته وشقيقه وكلفت الخزينة ملايين الدولارات بالوقت الذي تعاني الدولة أزمة سيولة نقدية وتقشف ( عيش أو شوف ) .
* زعيم الفقراء الشهيد عبد لكريم قاسم خرج من الدنيا فقير معدم لم يجدوا له شيئا في بنوك العراق والعالم ولم يمتلك دار بل كل ما وجدوا في جيبه عند أعدامه الظالم ( دينار وربع) فقط لاغيرمطلو ب منهُ 750 فلس لصاحب المطعم المقابل لوزارة الدفاع، ويقال أن صاحب المطعم طالب بدينه.
*عند فوز حكومة ( سيريزا) اليساري اليوناني في أنتخابات ديسمبر 2014،الوزراء اليساريون تخلوا عن سيارات الحكومةلتوفير مستحقاتها في دعم الخزينة ، وأستعملوا الدراجات الهوائية ، ولحكومتنا 60 ألف سيارة ، كلفة سيارات الرئاسات الثلاثة فقط 150 مليار دنار.
* عرضت حكومة الأئتلاف في بريطانيا في أنتخابات مايس 2015 ميزانية طواريء فيها تجميد الزيادة في مرتبات القطاع العام وتخفيف النفقات بنسبة 80 %وافقت على هذه الأجراءات الوقائية من قبل مجلس العموم البريطاني والرأي العام البريطاني بكل رحابة صدر ، لا أعتصامات ولا قطع الطريق الدولي وبدون تسقيط سياسي.
خلاصةالموضوع/الظاهر ان نزعة اللصوصية والتخريب تبدو وكأنها ظاهرة مرضية خطرةعند العراقيين ، وأن أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور علي الوردي والعلامة المؤرخ عبدالرزاق الحسني والعلامه المغربي أبن خلدون أكدوا جميعاً في بداوة وذكورية المجتمع العراقيه الترسبات الأرثية القبلية التي تحملها الشخصية العراقية بالذات من خلال قساوة البيئة الصحراوية المجدبة ومعاناة الحروب المتكررة والمدمرة والمجاعات والفيضانات والطاعون وحكومات تعسفية دكتاتورية ظالمة بلورت في أعماق اللاوعي العراقي هذه الصفات السلبية { نزعات جرمية ولصوصية وتخريبية } .
عبدالجبارنوري
     


181
يوم الغدير/وثائق من خزانة التأريخ الأسلامي
عبدالجبارنوري
لقد زُيّفَ وزُوِرَ الـتأريخ الأسلامي في العهدين الأموي والعباسي ، ومؤيديهم من وعاظ السلاطين ، فالحاكم مقدس تحت عباءة نظرية الحق الرباني التي تقوم على كم الأفواه وألغاء الآخر وأقامة الحد على من لا يبايع الحاكم الأسلامي المعمد من السماء ، فأصبحت التهمة ( مخالفة ولي الأمر ) جاهزة للقصاص ، وسار الحكم السياسي من سوء إلى أسوأ حيث الحكم الوراثي ، والتمسك الشديد بتخت الخلافة بميكافيلية مقيتة ومهما كلف الأمر ، وشواهد التأريخ توضّح أقامة حكومات مستبدة بعد العهد الراشدي على الدم والجماجم ، وسحق الأنتفاضات والثورات بقمعٍ مفرط .
فكان يوم 18 ذي الحجة عام 10 للهجرة يوم تعيين رجل الحق والمروءة والكلمة الطيبة والرحمة وأحد  من أشهر رموز أقامة الدين الأسلامي وهو الأمام علي أبن أبي طالب ، من قبل النبي محمد خليفة على المسلمين ، والذي قال فيه قولتهُ المشهورة { ألا من كنت مولاه فعليٌ مولاه ، اللهم والي من والاه وعادِ من عاداه ، وأدر الحق معهُ حيثما دار } ، وحضر البيعة 120 ألف مسلم ، وبايعهُ 180 صحابي ، و360 تابعي ، وحتى النساء ، والشاهد الأقوى على حقيقة بيعة الغدير هو تهنئة الخليفة الأول والثاني للأمام علي ، وأحقاق البيعة لهُ .
شهادات المؤرخين                                      * النيسابوري/ ثمار القلوب ج2 ص 906 
اليعقوبي/تأريخ اليعقوبي ج1 ص 422                                         * النسائي / فضائل الصحابة ص15
*أبن عساكر/ تأريخ أبن عساكرج2                                             * الخوارزمي / المناقبص 156
* أبن المغازلي / كتاب المناقب ص31                                         * ابن خلدون/ المقدمة ص 246
* أبن كثير / تفسير القران ج2 ص15 و كتابه البداية والنهاية ج5 ص29   * أبن حجر / كتاب الفتن ص 159
* الآلوسي / روح المعاني ج4 ص282                                       * مسند ابن حنبل ج5 ص 32
* السيوطي/ تأريخ الخلفاء ص169                                           الفخر الرازي/ تفسيرالامة                                           
* الطبري/ ذخائر العقبى ص67                                               * العلامه الأميني / كتاب الغدير ج1 ص 51
* الذهبي / التلخيص ج3 ص 109                                           * مستدرك الحاكم/ كتاب معرفة الصحابة حديث رقم 4686
سلام عليك يا سيدي--- أنك والله جبل في الصبر وراية في السلم وحقن الدماء وزهدك وتعففك من دنيانا الفانية وانت القائل : { لقد أخذت من دنياكم طمرين ولطعامي قرصين --- أنكم لا تقدرون عليه فأعينوني بالورع والأجتهاد والعفة والسداد }

182
التحالف الوطني /في ردهة الأنعاش!!!
عبدالجبارنوري- السويد
ثمة خبرٍ عاجل والوطن في مركز العاصفة الهوجاء ، و قيادات التحالف الوطني ينقلون جثمان تحالفهم المتشظي والمأزوم والمبتلى بألتهاب مفاصل مكوناتهِ إلى ردهة الأنعاش تحت أشراف رئيس الأطباء حكيم الزمان ، الذي راهن وبشيءٍ من التحدي لعلهُ يعيد( للتخالف ) الوطني رمقاً من الحياة ، ونسي الطبيب الحكيم ما قالهُ حكماء زمان الخير زمان الرجال لا أنصافهُ{ هل يصلح العطار ما أفسدهُ الدهرُ؟} أو هل لدى السيد معجزة ؟ في ترميم البيت الشيعي الآيل إلى السقوط !!!
يفكر البعض بأن مشاكل التحالف مرتبط حلّها بالبحث عن رئيس جديد مختص بالمكياج والتجميل دون أن يعلموا أنهم الأخوة الأعداء ( أخوة كارامازوف )لم يدخلوا سوق البرلمان ألا وقلوبهم شتى سلاحهم التسقيط السياسي وحتى على بعضهم البعض ولأن أزمات المشاكل الأقتصادية والمجتمعية والأمنية هو من عبثية مسيرة التحالف الوطني في خلق الأزمات والسير بموجب نظرية المؤامرة ، والمحاصصة الطائفية لتقسيم المغانم والمناصب ، وأن هذا التحالف يفتقد إلى مقومات الحزب السياسي الذي لديه رؤية وبرنامج سياسي ، وهي تقبع تحت عمامة وعباءة الحزب السياسي ، وشهد الأئتلاف الوطني أو التحالف الوطني ضعفاً بالقيادة بعد رحيل السيد عبد العزيز الحكيم ، وكان أستلامهم للسلطة في 2014 كانت مخاطرة لتأريخ الشيعة السياسي وأستلاب موروثاتهم الوطنية في ثورة العشرين وأنتفاضة 1991ضد أعتى دكتاتورية يمر بها التأريخ ، واليوم بعد مرور سنوات العجاف العشرة يعاني التشظي والأنقسام لجسد أكبر كتلة داخل البرلمان حيث يشكل النصف زائداً واحد وبأمكانهِ تمرير أي قانون يصب بمصلحة الوطن .
وهو شيءٌ جيد ان يعيد التحالف الوطني في ترميم بيتهِ في التحالف وخصوصاً في هذه الأوضاع الحساسة والمأزومة من تأريخ العراق السياسي ، ولكن الواقع المفروض شيء والمعطيات السياسية شيءٌ آخر في خروج التيار الصدري خارج السرب ، وحدوث الأستجوابات حسب المصالح الفئوية ، التنافس الشديد على منصب رئيس الوزراء ، ومستجدات التنازل المفرط أمام الكرد .
  فهو في حالة موت سريري ينتظر التشييع ،  حتى لو أفترضنا حضور المهدي المنتظر ليقود هذا الجمع بقلوبهم الشتى وطرائقهم القددى ، والذين قيّحو قلب الأمام علي وخذلوا أبن عقيل في الكوفة ، وقزموا الرقم سبعين ألف بسبعين مع الحسين في كربلاء ، وبحوا صوت المرجعية .
المهم هذا الذي يسمونهُ التحالف الوطني فشل في :
-تقديم الخدمات لأبناء وطنه .
- وفشل في ضبط الأمن الداخلي لمساحة جغرافية العراق وخصوصا للمناطق التي تمثلها مذهبياً .
- مزاجيات قادتهم وعنترياتهم وهذياناتهم ، وأتفاقهم على أن لا يتفقوا .
- الصراع على السلطة والثروة أدت إلى تصدع التحالف فبقي شكلاً لا مضموناً ، فأنفرط عقد مؤيديه منذ ولادته في 2014 ، فالعملية السياسية أصبحت كسيحة عرجاء .
- أزمات أقتصادية مستعصية من معطياتها تصفير الخزينة وجيش من البطالة .
- أزمات مجتمعية تلتهب بحرائق طائفية وأثنية ، وأصطدامات مسلحة دموية بين العشائر ، وحوزة السلاح الخفيف والثقيل بيد هب ودبّ .
- فشل الدبلوماسية الخارجية ، والتبعية لبعض دول الجوار، والصمت المطبق على أختزال سيادته ، وسريان تيار المحاصصة في السفارات حسب هوية السفير .
- الفلتان الأمني بتكرار التفجيرات والعبوات الناسفة والأنتحارين على مساحة العراق وخصوصا المناطق الشيعية .
أخيرأ / على مساحة هذه المعطيات التي تفرض نفسها ، فهل الرئيس الجديد الحكيم قادرعلى  التعامل الدوبلوماسي  في حلحلتها على الأقل أو حلّها ؟ !!
 و(أقلّها ) : الهوة بين مجلس الأعلى ودولة القانون ، وأدامة أستمرارية الزخم اللوجستي في التسليح والميرة للحشد الشعبي ما دامت المعركة مستمرة مع داعش ، الأنفصاليون أصحاب فكرة الأقلمة ، ومشكلة الخدمات اليومية . البرلمان العراقي الفاقد لنظامه الداخلي . مشكلة التيار الصدري الذي يغرد خارج تغطية خيمة التحالف  ، و مشكلة ساسة السلطة  وخصوصاً المدعشنين منهم  ، وأضافة إلى الضغوط المحلية والأقليمية والدولية ، وهنا سؤال يفرض نفسهُ هناك حقيقة أن أراضينا المحتلة من قبل عصابات داعش وخصوصاً الموصل ، فكيف سيتعامل هذا التحالف ورئيسهُ الجديد مع المعطيات السلبية الشاخصة للأعلام بوضوح هوية الأنفصاليين أصحاب شعارات الأقلمة المبيّتة تحت خيم ومنصات الأرهاب و الخيانة في الأنبارمنذُ أكثر من  سنتين .
عبدالجبارنوري                 

183

 
قافلة العطش/د- سناء شعلان/مفاهيم حداثوية عن "الحب" ومنها ما قتل!!!
عبدالجبارنوري-السويد
سناء كامل أحمد شعلان أديبة أردنية معاصرة ومبدعة فلسطينية ساحرة  ، شابة مواليد عمان 21 – 5- 1977 ومن جيل الحداثة العربية ، وهي من أصول فلسطينية قضاء الخليل هاجمت عصابات الهاجانا والأرجون قريتها وهجرت أهلها في عام 1948 فلجات أسرتها إلى الأردن ، وهي تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث ، وتعمل أستاذة جامعية في نفس تخصصها في الجامعة الأردنية ، لُقِبتْ سناء شعلان ب( شمس الأدب العربي ، وأميرة القصة العربية ، وهي روائية وقاصة وكاتبة مسرح وأدب أطفال ، وأعلامية في مجال حقوق الأنسان وناشطة نسوية ، وأشتهرت في فترة التسعينات نقدها المهتم بالأسطورة والفنتازيا والموروث الشعبي الحضاري ، والحداثة والتجريب .
ومن أعمالها الأبداعية :
قافلة العطش The Convoy of thirstمجموعة قصصية للدكتورة سناء كامل الشعلان ، صدرت في العام 2006 عن مؤسسة الوراق ، وفي تلك المجموعة القصصية 16 قصة قصيرة ، يكون السرد اللغوي فيها راقياً ومنسّقاً في سرديات ثيمات الأسطورة والخرافة والحكاية الشعبية ، تختزل فيه اللاواقع لتبدلهُ بالواقع ، وترسم من خلال هذه المجموعة القصصية السعادة بأرقى معانيها وترسم الحزن بأبشع مآسيه ، وتعري الواقع  المريربكل جرأة ، وتعبر عن آرائها بطريقتها الخاصة عبر شعور أنثوي حساس تجاه العالم ، وتبين عبثية الحياة في جغرافية الصحراء ذات القوانين الصارمة الصادرة بمراسيم مؤلّهة واجبة التنفيذ ، والتي تضع الخطوط الحُمرْ تحت عدوى العشق الصحراوي ، والحب الممنوع ، والأعراف القبلية المشرعنة بأرادة الآلهة تأمرك أن تعيش الجفاف على رمالٍ تبتلع الدموع وعرق حمى اليأس والأستلاب كالثقوب السوداء ، ولم يبقى في ثمالة الكأس سوى الفراق المأساوي التراجيدي بوأد عاشقات الحياة ، ---- رباه ---- ما العمل ؟؟ صدق شاعر الياسمين نزار قباني  وهويقول : { لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية }.
والمجموعة القصصية تحمل في طياتها الحب الطاهر والمعذّب والممنوع ، وتسلفنها القاصة العملاقة والمبدعة والأكثر من رائعة (بأنسنتها ) الأممية ومشاعرها النبيلة تجاه السلم العالمي ، وعبرت  في قافلة العطش عن الحب المحرم وعن وأد الحب والحياة ، فالحب في نظرها مؤطر بمفاهيم حداثوية معولمة بعيدة من أعين الرقيب الذي يقطع بمقصه التعسفي والأستلابي ، وتحاول جاهدة المقاربة من سلطة الخير والجمال لأنهُ حبٌ غريب الأطوار ، حب مجنون  ، بيد أنهُ مستساغ ومقبول عند المتلقي وأولهم (كاتب المقالة)  ، في زيارتي الأخيرة لعمان أقتنيت نسختين من الكتاب ( قافلة العطش) باللغة الأنكليزية وأخرى بالعربية ، وبصراحة شعرتُ بسعادة غامرة تلذذتْ بها نفسي الأمارة بالعشق وكأني أحد  رجال القافلة المعذبة  والمستلبة ،  وعايشتُ معاناة وفوبيا المخبر السري وسيطرات  رئيس القبيلة المتوحش  ورحلة العذاب الطويلة التي أولها في بغداد ونهاياتها في المنافي ، وحينها قلتُ لنفسي --- قف يا رجل لقد قاربت السبعين ، أرمي ذكريات الثلاثين في البحر الميت وأحتفظ بالرواية لعلك تعتنق مذهبها في العشق الصوفي وتؤدي طقوسها النقيّة والمجردة من الأنا .
وللروائية  المتميّزة 46 مؤلفاً منشوراً ، ونالت 55 جائزة محلية وعربية في حقول الرواية والقصة والمسرح وأدب الأطفال ، وهي الشخصية المؤثرة رقم 19 في الأردن ، فازت بها في مسابقة أكثر من 50 شخصية مؤثرة في الأدب والنراث والبحوث الأنسانية والتي أجرتها منظمة  (تحالف أتحاد منظمات التدريب الأردنية )
أسلوب الدكتوره سناء شعلان الأدبي والنثري واللغوي
-أنفردت عن المألوف بأعطاء المرأة دوراً ريادياً في جميع رواياتها هادفة لصنع هوية أنثوية جديدة  ليس تحيزاً لجنسها  بل لرفع مكانتها ، وتحدياً للذكورية المجتمعية السائدة عبر التأريخ وألى اليوم ، وخالفت العرف السائد عند كتاب القصص  القصيرة بالذات غالباً ما يحجبون دور البطولة عنها ، وحتى يستكثرون عليها كوتة سانت ليغوالفرنسي في الأنتخابات . 
- سيميائية العنوان في قافلة العطش تحمل كل مفردات السيمياء التي هي أداة لقراءة السلوك البشري في مظاهره المختلفة بداً من الأنفعالات مروراً بالطقوس الأجتماعية والأنتهاء عند الآيديولوجيات ، وكونها العلم العام والنشاط المعرفي لها علاقة باللسانيات والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأنثروبولوجيا ولأنّ العنوان هو هوية وممثل النص والمدخل الذي يحتاجهُ القاريء لأقتحام سرديات المضمون ، فالأحساس الصادق عند الروائية المبدعة سناء شعلان هي أستاذتنا في تعليمنا {العنوان يأخذ الأولوية لدى المتلقي } ، لذا تألقت المبدعة الأصيلة الدكتوره سناء شعلان في أن تجعل لمجموعاتها القصصية رقما مهماً تحت خيمة العنوان ، في قافلة العطش وأستيعاب معطياتها السيميائية على نحوٍ ما ! .
- الميل الواضح إلى الحداثة والتجريب ، وبلغة جميلة مصقولة مؤطرة بالتهذيب والتشذيب ، فيها جوانب أسلوبية مسجلة بشخصنة لغة سناء شعلان فقط ، والتي فيها السهل الممتنع ، و هي المجدة والمجتهدة في صياغة أناقة اللغة العربية ، وان لغتها الأدبية مستمدة من أفكارها الثورية ، وتراكماتها المعرفية الثرة ، وهي تجمع بين تقاليد سرديات القصة والحداثة والعولمة .
- التنويع في النص السردي في مزج الخيال والفنتازيا بالحقائق والجمع بين الغيبية والواقع ، ويتميزالنص بخصوصية المضمون المتصل بعلاقات الزمكنة بين الشرق والغرب ، والعنوان عندها يعبر عن واقعية القصة ، فالصراع بين الضعيف والقوي وبين الغث والسمين وبين الخصب والجدب وبين الموحش والأمان وبين الأستسلام والثورة .
- العطش يعني حرمان المرأة من عالمها الخاص ، فتمكنتْ الكاتبة العملاقة والمبدعة من تمرير سرديات الرواية ومحاكاتها حقيقة وعلناً بواسطة الرجل والمرأة ، وأن رمزية العطش ليس للماء بل العطش إلى الحب ، وما يتعلق بهِ من أستلاب ، ورفض سيادة السلطة الذكورية ، 
- تعتمد الأسطورية في غالب رواياتها ، أوغلت في الواقعية السحرية ، وتعمل على تكثيف القصة وسردها بأختصار عاجل كي تنتقل إلى قصة أخرى متقمصة شخصية شهرزاد الأنثوية الساحرة الممنوعة من الحب واللمس ، لتنقل القاريء والمتلقي إلى حدثٍ آخر وآخر حتى تقزّمْ زمن الجمهور بحسابات النظرية النسبية " مجالسة الحبيب لعشرين ساعة تختصرها الروائية البارعة  سناء شعلان بثواني ، لأنها تنظر للحياة من خلال نوافذ الرواية العديدة للقصة ، والمطلّة مباشرة على الجمهور ، وتعبّر في كينونة نصوص السرد الروائي القصصي لروايتها" قافلة العطش " الظمأ والأرتواء والحياة والموت في تجليات معاناة الأنسان المحروم من الحب والأستمتاع بهِ في جغرافية الشرق العربي المؤدلج بوأد الحياة لأشباع غرور الذكورية المتغطرسة السائرة لأرتداء جلباب الربوبية .
- وأن لغتها الأدبية مستمدة من أفكارها الثورية وتراكماتها المعرفية الثرة ، وفلسفتها السردية ترتكز على (كل شيء أو العدم)تستعمل كمحرك دراماتيكي توزّع ذبذباتها لشخوص الرواية ، والكل عطشى حد الجفاف فيهِ الحب عاجزاً وحيداً مفجعاً ، وحتى الرومانسية الهلامية مغيّبة ، وكل الأحاسيس والمشاعر والدفيء والعطاء والخصب مغيباً على بعد مليون سنة ضوئية ربما في درب التبانة .
- الأنسنة في رواياتها تبدو واضحة وجلية وتفرض وجودها على المتلقي في حب الخير لبني البشر وعدم ألغاء الآخر ، وأرجاع الحقوق المستلبىة من الشعوب المضطهدة ومنها الشعب الفلسطيني ، وكأنها تصوّر بآلة كاميرا صور حيّة ورؤية فكرية وسيلتها سحر اللغة .
الهوامش والمصادر/
*سيماء العنوان في قافلة العطش / د- ضياء غني العبودي والباحث- رائد جميل عكلو
*لسان العرب- أبن منظور – تحقيق عبدالله علي أكبر
* قافلة العطش – مجموعة قصصية –د- سناءشعلان
* العنوان في الشعر العراقي الحديث- حسب الشيخ جعفر
* معجم نقد الرواية – لطيف زيتوني
أخيراً/ كل المجد للدكتوره الفاضله والمتألقة في سماء الذاكرة الأدبية والثقافية العربية والعالمية ، ومن خلال هذا البحث المتواضع الذي لم أفي بجزءٍ من بحرها اللجي وثقافتها الرصينة والهادفة ، أمنياتي لها في تحقيق الأمنية الوطنية  في تحريرشعبنا الفلسطيني وتكريس السلام العالمي لجميع الشعوب المقهورة ---- وأقدم أعتذاري فيما أذا ظهرتْ بعض الهنات لكوني لست ناقداً أدبيا .
الكاتب والباحث والمحلل السياسي/ عبدالجبارنوري


184
لعنة الأربعة ---- أربعه / تلاحق الحكومة!!!
عبدالجبارنوري – السويد
لقد قرأتُ  ذات مرّة عن لعنة الفراعنة  كونها مجموعة من ألغاز محيّرة تلاقفتها وسائل الأعلام حينها ، فهي ليست أكثر من أسطورة قديمة تستند إلى معتقدات الفراعنة الوثنية القديمة بعمر أكثر من أربعة آلاف عام ، فكان التفسير العلمي للأسطورة  هو {تعرض الأشخاص والعلماء الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثّفة من غاز ( الرادون ) وهو عنصر غازي مشع شديد السُمّية الذي يؤدي عند أستنشاقه إلى أتلاف الخلايا الحية نتيجة تدمير الحامض النووي لهذه الخلايا } --- ورباط الحجي أنها لعنة الطبيعة وليست لعنة سياسية من عنديات حكام الغفلة أصحاب القرار كما نستعرض  بعض هذه اللعنات التي شرب من بعضها الشعب العراقي حتى الثمالة ، مما أدى إلى تفكك اللحمة الوطنية وشدة أشتعال الحرائق الطائفية والأثنية ؛ وأتساع الهوّة بين الحاكم والمحكوم منها :
الأولى//
لعنة التحديات ألأربعة  المنتظرة بعد تحرير الموصل من داعش:

1 –مشكلة النازحين التي بات رقمها مقلق لأمكانية الحكومة في أستيعاب ما يقدرهُ المحللون بمليون نازح بحاجة ماسّة للأيواء والغذاء والدواء .
2- أشكال أعادة اللحمة التي باتت مستعصية بين المواطنين لمشاركة  بعض القبائل لداعش الأرهابي ضد الأقليات الأيزيدية والشبك والتركمان الشيعة والمسيحيين .
3- العامل السياسي المتمثل بأجندات تقسيم نينوى الذي هو الآخر أربعه (الخارطة الأمريكية في تقسيم بايدن ، التقسيم التركي ، التقسيم الكردي ، التقسيم النجيفي ) .
4- أعادة أعمار الموصل المحررة وهي بالتأكيد سوف يستعمل العدوسياسة الأرض المحروقة كما ترك القيارة مدينة خربة وأشعل النار بآبارها النفطية حتى أن مسبار ناسا سجل غيومها السوداء الكثيفة .
الثانية//
الفقرة أربعة أرهاب / وهي من مواد قانون الأرهاب رقم 13 لسنة 2015 كونها مادة عقابية تتضمن أدانات على المتهمين بأرتكاب الأفعال الأرهابية المنصوص عليها في المادتين 2- 3 عندما يكون ألحاق الضررفي الأمن الوطني والمجتمعي في تشخيص الأفعال التالية ( العنف ، التهديد ، تخريب أملاك الدولة ، العصابات المسلحة ، الفتن الطائفية ، الأعتداء على الجيش ودوائره بالأسلحة النارية ، الأعتداء على السفارات ، الخطف ) حدثت بعض الخروقات لهذه المادة من قبل السلطة التنفيذية منطلقة من دعاوى كيدية أو المخبر السري ، وأثيرتْ حولها مناكفات وأحتجاجات ، حتى صورتْ المادة 4 كشبحٍ مخيف وتهمة جاهزة في تطبيق حيثيّات الفقرة بشكلٍ مغلوط والذي يفترض الأنضباط في تطبيقهِ بدون الأضرار بحقوق الفرد وحرياته الأساسية الواردة في الدستور ، فأصبحت المادة أربعة أرهاب محور الأزمة السياسية  الحالية في العراق ، ولأن من التجاوزات الخطيرة أن يخلط بين جرائم أمن الدولة وجرائم الأرهاب وهو مخالف لقوانين الأمم المتحدة وتشريعاتها التي تشير إلى أن لكل فقرة قوانينها وأحكامها وأوصافها حسب المعاهدات والأتفاقات الدولية ،أتضح أن الخلل ليس في القانون بل في تفسيرهِ السياسي لصالح السلطة ، وهذا ما جرى مع الأسف .
الثالثة //
مسألة الحكم على طفل في السماوه/ المحكمة في مدينة السماوة حكمت على الطفل مصطفى النازح من الأنبار بالسجن لمدة سنة لسرقتهِ ( أربعة علب كلينكس) لمناديل ورقية ، لم يخطأ الحاكم أجراءاتهُ قانونية وصحيحة ولكن كتوارد خواطر مؤلمة تحزُ في نفوسنا : هناك  أحد من رموز الدين الساسي من سرق أربعة مليارات دولار - وهو طليق في الخارج - من قوت هذا الشعب ومن خبز الطفل مصطفى المدفوع من قبل عائلتهِ لبيع بعض الحاجات في تقاطعات الشوارع لتوفير لقمة الكفاف ( قوت ليموت ) لتلك الأسرة المطرودة وهي تحت خيمة كذبة كبيرة أسمها ( الوطن ) .
الرابعة//
السرعة  في أجراء قضائي / أصدر القضاء العراقي أسرع قرار في تبرئة رئيس البرلمان العراقي من التهم العديدة والموثقة (صوره وصوت ) لعدم كفاية الأدلة ، وبذلك دخلت في خانة ( غيتس ) في السرعات كسرعة الضوء وسرعة الصوت وسرعة قرار القضاء العراقي المسيس ، فسُجلتْ نقطة نظام في ذاكرة القضاء العراقي ، وثلاثة نقاط نظام إلى الرئاسات الثلاثة.
عبدالجبارنوري


185
البرلمان/كُشْ ملك ---- مات !!!

عبدالجبارنوري- السويد

وأخيراً مات برلمان السوء برلمان المسرحية الهزلية المضحكة ، وبازار بيع الأوطان ، وبؤرة العهر السياسي ، برلمان الصفقات المشبوهة المجردة من ثقافة المواطنة ، والكثير منهم يعمل لصالح أجندات خارجية وأفكار طائفية وفئوية ومناطقية هدفهم تمرير ما يؤمرون به من قبل كتلهم وأحزابهم في تمزيق الأمة العراقية الأصيلة وألغاء أسم الدولة العراقية ونظامها الديمقراطي الجديد ، والقائمة على فرية الصفقات ( ضملي --- وأضم لك !!! ) وهنا يقوم البرلمان بدور مهرجي السيرك وبدون أقنعة في تحدي الجمهور الذي هو الآخر مهزوماً منكسرا محبطاً أستسلم للمبدأ الأنهزامي ( آني شعليه ) وأخذ ينظر لهذا الواقع المُرْ والمؤلم لسيطرة دواعش السياسة على العملية السياسية العرجاء وبعينٍ عوراء ، والسقطات الأخلاقية كثيرة ومفضوحة رائحتها تزكم الأنوف وتخدش الحياء وتُعرّقْ الجبين وتُدمعْ المُقلْ مع تدافع الآهات والحسرات على وطنٍ كان لنا يوماً أسمهُ العراق.

ففي يوم الخميس25/8 2016 يوم أعلان موت البرلمان العراقي وأنهاء مرضه السريري بأطلاقهِ قنبلتين صوتيتين على وجوده كمؤسسة تشريعية وذلك بأقراره قانون العفو العام بصيغة توافقية عرجاء ، وأقرار أقالة وزير الدفاع خالد العبيدي بصيغة ثأرية تتقاطع مع الظرف العصيب الذي يمرُ بهِ وطننا العراق.

كيف نقرأ تلك القوانين المخجلة ؟!

أولاً/ قانون العفو العام : أي نعم نحن مع مبدأ العفو عندما يكون منطلقاً تربوياً في أعادة المنحرفين سايكولوجياً وسوسيولوجياً مجتمعياً وتأهيلهم للعيش مع تجمعاتهم البشرية السويّة ، وأننا مع العفو عن المحكومين بالجرائم البسيطة التي لا تخل بأمن المجتمع والدولة ، وكذلك مع المحكومين بقضايا ( عدا ) الأرهاب والأختلاس وجرائم الشرف فمن الممكن أعادتهم إلى حضن المجتمع ليمارسوا دورهم في بناء البلد ، ويكفروا عن أخطائهم السابقة ، وفيها حماية المال العام وأعادة المسروق منهُ ، ليتحقق مردود مالي للدولة ، وندعو لأنصاف المسجونين نتيجة المخبر السري والدعوات الكيدية ، وأنتزاع الأعترافات بالتعذيب ، ولكن عندما يشرع هذا القانون عبر صفقات وأرادات كتلوية وفئوية ومناطقية ترتبط قياداتها بأجندات محلية أو أقليمية أو دولية ، بالتأكيد يفتقد القانون بعدهُ الأنساني ويتجلبب بالسلبية والذيلية ، وللحقيقة في قانون العفو مسألتين هامتين الأولى تتعلق بموضوع دماء الشعب في جرائم الأرهاب ، وكيفية تعريفها وتوضيحها وشمول مرتكبيها ، والثانية : تتعلق بالمال العام وعدم شمول الجرائم المتعلقة بها ، وكان البرلمان قد عقد جلسة الخميس 25/8/2016 رقم 14 وحضور 234 نائب بالتصويت على هذا القانون الذي كنا ننتظر منه أرضاء مستقبل الأجيال وأسم وعلم الوطن قبل رضاء كتل لها مصالح سياسية وأنتخابية وأعلامية ، وفي المادة (الثامنة ) منه فيها ثغرات قانونية أن تكون ثغرة للأفراج عن مدانين بأعمال أرهابية عبر التلاعب بأوراق وحيثيات التحقيق { ونذكر أن القضاء العراقي اليوم شريف جدا جدا عندما حكم على طفل في شوارع السماوة سنة لسرقته أربع علب كلينكس ، في حين هناك من سرق أربعة مليارات دولار- طليق - من قوت هذا الطفل الجائع وجعله يلجأ إلى الأستجداء وخطف كسرة الخبز المعفر بعذابات الطفولة } ، وكذلك الخوف من غموض تلك الفقرة حيث يمكن للقضاء الفاسد أستثماره في أطلاق صراح الأرهابيين والمجرمين وبصورة قانونية ، وأعطى لهؤلاء المجرمين الحق في طلب أعادة التحقيق والمحاكمة الذي يعتبر من أخطر مواد القانون لأنّها ستطلق سراح عتاة الأرهابيين ، فالحذر من التوظيف السلبي بشأن غموض هذه المادة وعيوبها حيث لا تخلو من التوافقات السياسية والمصالح الشخصية على حساب العدالة الأجتماعية ، وأن صياغتها من قبل خبراء غير

نزيهين يعملون لصالح أجندات خارجية وبأفكار طائفية وفئوية هدفهم تمزيق الشعب وألغاء الدولة العراقية وحكمها الديمقراطي الجديد ، وأن ما يفكر به بعض أصحاب القرار من سياسي الدواعش وسياسي الحكومة : أن القانون سوف تثمر منه المصالحة أقول أنهُ الوهم عندما يكون القانون عبر الصفقات الشخصية والفئوية ، ويكون قانون النكبة عندما يشمل العفو 72 جريمة تعفي الأرهاب والحرامية والمزورين ومهربي عتاة المجرمين من السجون ، وقضايا مخلة بالشرف ، وجرائم الخطف حين لم تؤدي إلى القتل أو ألحاق عاهة مستديمة بالمخطوف ( وتغافل عن الجروح النفسية للمخطوف وحجب حريته بالأكراه ) .

وفي عملية هابطة أخلاقياً وليست غريبة عن هذا المجلس المهزلة أن يصوت 142 نائب على سحب الثقة من وزير الدفاع العبيدي ثُمّ أقالتهُ ، يبدو أنهُ أرتكب جرماً مشهوداً في فضح الفساد والمفسدين ونشر غسيلهم القذر أمام الأعلام ، مما أعتُبِرتْ خطوة البرلمان محاولة تأديبية لمن تسوّل لهُ نفسهُ كشف حيتان الفساد ونهب المال العام .

فأقالة العبيدي وزير الدفاع الشهم الذي واصل ليله بنهاره وهو مجلبب بالبزة العسكرية ليبث العقيدة العسكرية في لملمة الجيش العراقي المتشرذم بعد 2003 ، وعايش أبناءهُ الجنود كجندي تارة مع الأرتال وأخرى مع الطيران ، ولكن الذي أغفل عنه العبيدي هو رقم الكبير لقوة ميليشيات العمالة والفساد وكبيرهم في السحر ، ثُمّ أين كان القضاء العراقي الشريف جدا من محاسبة المنهزمين الذين سلموا تربة العراق المقدسة لعصابات الجهل ؟

عبدالجبارنوري

186
البرامكة/وشمْ في ذاكرة الدولة العباسية

عبدالجبارنوري- السويد

المحور/ بحث تأريخي في ديماغوجية " البرامكة " وميكافيلية " الرشيد" *

أن أسرة البرامكة ترجع في أصولها إلى جدهم الأول ( برمك المجوسي ) ، وكانت لها مشاركة فاعلة في تاسيس الدولة العباسية ، ببث فكرة تأسيس الدولة وتحصيل التأييد من حشود الكتل البشرية وبآلاف مؤلفة من شعوب الفرس والترك القاطنة في الجهات الشرقية من بلاد العرب والتي فتح الأسلام أجزاءاً واسعة منها في العهد الأموي ، وتشمل اليوم آسيا الوسطى أفغانستان و شمال شرق أيران وبلأخص أقليم خراسان وخوارزم .

لم تكن ظاهرة البرامكة حدثاً طارئا على الدولة العباسية وبالذات على الخليفة الرشيد ، بل كانو جزءاً مكملا ومؤسسا لكيان الدولة ، وليس كما يذكر بعض المؤرخين بأنهم طارئين على النظام بل بالعكس هذه ترتيب شجرة الأسرة :

-برمك المجوسي - خالد أبن برمك وهو من دعاة الدولة العباسية ، وتولى الوزارة في عهد السفاح – يحي أبن خالد البرمكي وهو أشهر شخصية في الأسرة ، ووزير هارون الرشيد ، وأبوه في الرضاعة – الفضل أبن يحي القائد الكبير وخليفة أبيه – جعفر أبن يحى نديم الرشيد – موسى أبن يحي قائد حربي مميز بشجاعته النادرة والذي شارك في أطفاء جميع الفتن التي ألمت بالدولة العباسية – محمد أبن يحي ليس له ذكر واسع ربما كان واحدا من تلك الأسرة الموالية للحكم العباسي ، وربما حمله التأريخ بعض أوزار أسباب النكبة .

أفضال البرامكة على الدولة العباسية :

*منذ التأسيس كان لهم دورٌ مؤثر وفاعل في كسب التأييد وتجييش المريدين لهدف أقامة الدولة العباسية في الجزء الشرقي من بلاد العرب والتي هي خراسان وأقليم خوارزم وما بعدهما وخصوصا بزمن خالد بن برمك الذي أصبح وزيرا وسيفا للسفاح الذي أقام الدولة بالحديد والنار والدم كما روت سيرته الدموية صفحات التأريخ .

* الأب يحي بن خالد هو مربي الرشيد .

* أبنهُ الفضل وهو أخو الرشيد بالرضاعة ، والمسؤول عن تربية الأمين أبن الرشيد وهو الذي قضى على فتنة ( يحي بن عبدالله )في بلاد الديلم ، ووليّ حينها على خراسان ، وشكّل جيشاً كبيرا تعدادهُ خمسين ألف جندي جعل ولاءهم للخليفة الرشيد مباشرة وسماهم ب( العباسية ).

* أما جعفر نديمهُ وجليسهُ وصديق ترحاله وسفراته وصاحبهُ في نزهات الصيد ، ولهُ الفضل في القضاء على فتنة التعصّب القبلي في بلاد الشام عام 180 هجرية ، وجعل لهُ ولاية الشام ومصر ، وجعلهُ مربي المأمون .

* أما موسى بن يحي فكان محاربا همهُ القتال والغزو بحكم شجاعته الفائقة لتثبيت أركان الدولة العباسية .

نكبة البرامكة

أن بذخ وأبهة البرامكة وأعطياتهم السخية وقصورهم الفارهة المنيفة وضياعهم وومزارعهم الواسعة وحفلات أنسهم وهوايات صيدهم برتل من الحاشية والعبيد حيث أصبحوا عبئا ثقيلا على المزارعين الفقراء في تخريب مزارعهم أثناء الصيد العشوائي الغير مهتم بأحد من خلق الله ، وكانت عبئاً وعملية أستنزاف لبيت المال لدى الدولة والرشيد ، فقد تغلغل البرامكة في جميع مفاصل الدولة ، وأصبح لهم الكثير من الأعوان والأنصار .

للوصول إلى الحقيقة وفي هذا البحث المتواضع أختزلتُ من الزمن أكثر من ثلاثة أشهر في البحث والتقصي لتوضيح الكلمة الحيادية والصادقة ، وجدتُ كل التشويش والضبابية والقيل والقال في هذه الحادثة المأساوية التي سميّتْ بنكبة البرامكة وخاض في مستنقعها من خاض وأدلى بدلوه من كتاب وعاظ السلاطين والمتزلفين والمنافقين ، وبعض المؤرخين أعتمد من تلك الأشاعات والتفسيرات ما يتفق وأهوائهم ، وشوّهوا بها حقائق التأريخ ، وهناك والحساد الذين ظهروا في كل زمان ومكان في أزالة صعود فئة ما سلّم الجاه والمناصب والثروة وقد تكون ضريبة النجاح والتفوق ، كما هو متبع اليوم من تسقيط سياسي في عراقنا وربما تكون صحيحة أو مبنية على الكيدية في ألغاء الآخرين .

من هذه الأشاعات " قصة العباسة " أخت الرشيد ووزيرهُ جعفر بن يحي ، أتفق معهُ الرشيد بتزويجه العباسة بشرط عدم الأختلاء بها للقفز على الشرع بألغاء المحرم عن جعفر الذي الذي هو ليس وزيرا فقط بل نديما وصديقا حميما لكثرة مرات مجالسة الرشيد والعباسة وجعفر معا ، فقبل جعفر لطلب الخليفة ولكن تقول الأشاعة : بأن يوما أختلى بها وحملتْ طفلا أبعدتهُ إلى الحجاز لتخفي الحدث عن أخيها ، ولكن الرشيد علم بهذه التطورات المخلة بشرف العائلة العباسية ونكب البرامكة .

ولكن المؤرخ والمحقق الرائع الدكتور" عبدالجبار الجومرد " في كتابه هارون الرشيد ج2 ص 460-468 يدحض هذه التخرصات وبشدة وبالوثائق والحجج ذكر بعض الأسباب المنطقية والمقبولة عند العاقل والمنصف ومنها :

1 – أنهُ لا يمكن للرشيد أن يزوج أختهُ العربية من رجلٍ فارسي الأصل ، وكيف يصح القول بأن الرشيد كان لا يصبر عن مجالسة أختهِ العباسة بحضور رجل غريب عنها ، وأن أصبح زوجها .

2- ثُمّ أن العباسة كانت متزوجة محصّنة ، ولكنها فشلت في زواجها الأول ثُمّ تزوجت ثانية بوالي مصر " أبراهيم أبن صالح الهاشمي " ثُمّ أن جعفر نفسهُ كان متزوجاً مبكرا .

3- ويضيف الجومرد أن السبب الحقيقي لنكبة البرامكة هو سبب (سياسي ) حين قُويّ نفوذهم وأستأثروا بالسلطة .

4- وأن القصة ذُكرتْ في كتاب أبن جرير الطبري في تأريخه ج10 ص84 غير دقيقة لا تستند إلى سند كما هو ديدن الطبري في ذكر أخبار الملة والعباد .

5- وقد أستعرض الجومرد ما ذكرهُ " أبن خلدون " في مقدمتهِ ج1ص15 : أنما كانت نكبة البرامكة أستبدادهم وأحتجابهم أموال الجباية ، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من الأموال فلا تصل أليه ، فغلبوه على أمرهِ ، وشاركوه سلطانه ، ولم يكن معهم تصرّف في أمور ملكهِ .

6- والسبب المباشر لنكبتهم يقول فيه الدكتور عبدالجبارالجومرد في كتابه هارون الرشيد – ج2- ص469 ملخصهُ : أستبدّ كلٌ من يحي أبن خالد وجعفرأبن يحي وسيطروا على جميع مؤسسات الدولة وخراجها ومواردها ونفوذها ، وتمكنوا الأيقاع بين الأخوين الأمين والمأمون ، وذلك بألتزام جانب المأمون وجمع الؤيدين والمحبين حولهُ ، حتى قام ( الفضل أبن يحى ) الذي عينهُ الرشيد واليا على الجانب الشرقي للدولة بأتخاذ خراسان مقراً لولايتهِ ، وكوّن بها جيشاً عظيماً بتعداد 500 ألف جندي لأتخاذ الحيطة لأنفسهم من بطش الرشيد ويجعلون مصير الرشيد والخلافة العباسية في قبضة أيديهم ، وأعتبرالمؤرخون هذا ليس ألا أنقلاباً عسكرياً وأجتماعيا وقوميا ومناطقيا ، والسبب المهم الذي يعتبربداية النهاية هي ثورة يحى بن عبدالله الطالبي في بلاد الديلم سنة 176 هجريه ، وأرسل الرشيد أليه الفضل أبن يحى ، ولكن الفضل حلّ الأشكال بطريقة سلمية خالية من الدم وأعطى الأمان لذلك الثائر ، ولكن الرشيد نقض الأمان وحبسهُ عند جعفر أبن يحى ولكن جعفر أطلق سراحهُ لعدم قناعته بأمر الرشيد ، وأعتبرها الرشيد الخروج عن طاعته وكتمها في نفسه وأضافها على أخطائهم الكثيرة المتراكمة ، نجحت الدسائس والوشايات في أيغار صدر الرشيد وذلك بتصويرهِ بمظهر العاجز أمام أستبداد البرامكة .

7- وقد يكون سير البرامكة على مبدأ الديماغوجية في طلب السلطة والجاه وتأطيرها بالشعوبية لتغيير مسار الدولة العربية سبباً في تلك النكبة ، ونشر الفتنة بين الأخوين ، والتدخل في أحكام الخليفة لأمور الدولة من غير حق ، فأصبحت للبرامكة مكانة عليا في الدولة مستغلين وشائج القربى بينهم والرشيد بالذات يعود إلى أن زوجة يحى بن خالد البرمكي أرضعت الرشيد فأصبح الخليفة أخاً للفضل بن يحى شرعاً ، لذا أصبح يحى مسؤولاً عن تربية الرشيد وأصبح وزيراً مفوّضاً لجميع الأمور من قبل الخليفة .

مؤشرات النكبة

وقبل الحديث في مثل هذا المطب التأريخي الدموي والمأساوي أضع سيرة الخليفة الرشيد تحت أضواء الكاشف التأريخي نجد : - أن الخليفة حكم كأسلافه وأتباعه بموجب ( نظرية الحق الألهي ) أطاعته واجبة شرعاً ، والعكس يقع تحت مقصلة سيافه " مسرور " – وان الرشيد يتعامل بميكافيلية (الغاية تبررالوسيلة) هدفه الحفاظ على كرسي الحكم ومهما كلف الأمر أليس هو الخليفة الغير رشيد الذي حبس أبن عمه الأمام " موسى بن جعفر" عشرين عاماً في طاموراته وأغتاله ورمى به على جسر بغداد ؟؟ ، وأنه يعاني من فوبيا زوال حكمه بشكلٍ هستيري بحيث عامل جميع الفتن والثورات بكل قساوة وضراوة ، وكان سريع الغضب بحيث تضطر حاشيته أبعاد مسرور عنه قليلا حتى يهدأ .

المؤشر الأول /بدأ بوادرهُ من زبيده زوجة الرشيد المدللة والتي لها حظوة كبيرة لدى الخليفة وهي ذات الأصل العربي الهاشمي والتي طلبت البيعة لولدها " محمد" الذي لقبه أبوه بالأمين ، وحصلت على ما تريد وبتأييد من الملّة والعباد والأخوال .

المؤشر الثاني/ موقف الخليفة كان رأيهُ يميل إلى أبنهِ الأكبر " عبدالله المأمون " وقد كان يقول فيه : أن فيه حزم المنصور ، ونسك المهدي ، وعزّة الهادي ، ولو شئت أقول الرابعة التي في القلب : فأنهُ قُدِمَ أبن زبيده على أخيه الأكبر ، وهو رغبة أمراء البيت العباسي وأجتماعاتهم المتكررة على تولية الأمين فكانت وراء نزول الرشيد على رأيهم وتحقيق تلك الرغبة التي أجتمعوا عليها ، كانت حجتهم ان الأمين هاشمي الأبوين ، وأن ذلك لم يجتمع لغيره من الخلفاء العباسيين .

المؤشر الثالث / كان تأييد البرامكة على خجل وتوجس وفيه شيء من الكراهية لهذه الطغمة التي تنفذ الغيرة والحسد والتي تتنامى يوما بعد يوم وأصبح الجميع في طريق اللاعودة والتي أعتبرت بداية النهاية لأزالة الغيمة السوداء التي تغطي قصور الخلافة العباسية ففي يوم الخميس 6 من شعبان 175 هجريه – 8 ديسمبر 791 م عقد الرشيد البيعة لمحمد الأمين وولاهُ في الحال بلاد الشام والعراق ، وحينها أبدى البرامكة رضاهم بطعم المرْ وتمكنوا بالتقرب والتزلف ويوغرون صدره لمكر زبيده وصغر سن الأمين الذي لم يتجاوز الخمسة سنوات ووجدوا بغيتهم بالمأمون وهو من أمٍ فارسية ، وأشهد الخليفة ولاية العهد للمأمون في 180 هجرية – 798 م بعد مضي ثمان ، وهكذا أصبح الخليفة أضحوكة للقاصي والداني سنوات من بيعته الأولى للأمين ، وأصبحت رائحة " شعوبية " البرامكة تزكم الأنوف ولم يتمكنوا أخفاءها لاحقا.

فأتبع الرشيد سياسة الكتمان مع عنصر المفاجأة ففي ليلة السبت الأول من صفر187هجريه- 803م أمر بالقبض عليهم جميعا بدون أستثناءوشغّل سيف جلاده مسرور برقابهم وصادر أموالهم وضياعهم ، فنكبة البرامكة مصطلح يشير إلى ما وقع للبرامكة على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، من قتل وتشريد ومصادرة أموال بالأمس كانوا وزراء الدولة ، وأصحاب الأمر والسلطان ، وتُعدْ هذه الحادثة أحد أبرز الأحداث السياسية المؤثرة في حكم الرشيد ، وبقيتْ بصماتها المأساوية الدموية في الذاكرة العباسية ، وتعتبر حلقة في سلسلة نكبات طالت وزراء الدولة العباسية منذ قتل أبي مسلم الخراساني بتدبير الخليفة أبو جعفر المنصور ، وقتل معظم المقربين (كآل سهل)لاحقا ، وتصفية أكثرأئمة العلويين غيلة بالسُمْ ----

*الديماغوجيه/اللهث وراء المناصب / الميكافيليه- الغايه تبرر الوسيلة

الهوامش/ البداية والنهايه / اسماعيل الدمشقي – تأريخ بغداد / ابو بكر احمد الخطيب البغدادي - مقاتل الطالبيين

المصادر/كتاب اعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس- محمد دياب الأتليدي ، بيروت 1990- كتاب هارون الرشيد ج2 ص460 ص468 الدكتور عبدالجبار الجومرد – ابن خلدون – المقدمه ج1ص15

187


الكاتبة " أجاثا كريستي"/شرقية الهوى!!!


عبدالجبارنوري
السويد

الكاتبة العملاقة الأنكليزية " أغاثا ماري كلاريسا " والمشهورة بأغاثا كريستي مواليد 1890 من أب أمريكي وأم أنكليزية ، وتوفيت في1976تعتبر أحد أعظم مؤلفي الروايات البوليسة في القرن العشرين ،ولكنها كتبت في الرومانسية بأسم مستعار ( ماري ويستماكوست ) .

وشغفتُ أيام الشباب بمغامرات هذه الكاتبة الجريئة ذات الأفكار الخيالية الفنتازية ، والواقعية الحاضرة الغائبة في أختيار ( الزمكنة ) بشكل بارع حيث يكون المكان ذات نكهة ملطفة ومخففة من الجو الخانق للجريمة ، وعنصر الزمن تحبُ فيه أن يكون عتيقا بتقادم عمرالسكوج الأسكتلندي ، ولا ادري كيف بدأت تخبوهذه الرغبة في القراءة بعدٍ تنازلي مع تخضيب شعرالقُمة ببياض قمة أفريست ، وقد أقتنيتُ حينها بضعاً من كتبها منها جريمة في الصحراء ، ساعة الصفر ، عدالة السماء ، الرجل الغامض ، ومقتل روجر أكرويد ، من مجموع 72 رواية بوليسية ، ومن هواياتها المحببة رحلات بأتجاه الشرق ، كما تقول في مذكراتها أحببتُ الشرق لفضاءاته المشمسة ومفازاته الشاسعة ، وحقاً أستفادتْ " أجاثا كريستي " من تلك الرحلات ، وكتبت أجمل الروايات ، تصف فيها طبيعة الشرق ، والأسواق الصاخبة ، وطبائع البشر ، ومشاهدة الآثار واللقى التأريخية والكنوزالثمينة التي تحتويها بلاد المشرق ، نُقلتْ رواياتها من الأنكليزية إلى عدة لغات أهمها الروسية والصينية واليابانية والعربية ، وقد تمّ تصوير بعض رواياتها كأفلام سينمائية ولاقت رواجا واسعا في شبابيك التذاكر، وقد ضربت رقماً قياسياً في بيع رواياتها حيث وصلت إلى مليار نسخة في جميع أرجاء العالم ، والآن الكاتبة متوفاة منذ أكثر من 45 سنة وما زال الطبع والنشر مستمر مع دور النشر العربية .

منهج كريستي في الكتابة

*تلجأ الكاتبة إلى تكنيك روائي مميّز يرتكز على الخداع السينمائي في التشويق المفعم بالغموض والذي يشد القاريء إلى متابعة الحدث وحتى تضطرهُ لنظرية الأحتمالات في التأويل والتفسير لأقتحام اللغز والرمز في سرديات الرواية وبتشكيلٍ متقن مسبقا في المحور الأساسي للبناء الدرامي .*كروائية بوليسية لم تستمد نصوص لرواياتها من سجلات الشرطة أو المحاكم كما هو متداول في كتابة الروايات البوليسية ، وأكثرية كتاباتها من وحي تأملاتها وخيالها الخصب بذهنٍ واسع الخيال مبدع يلهم الحياة بالحيوية ، وذاكرة قوية متمكنة على تتبع الأحداث حيث تتفنن في تحريك أبطالها وفق السياق الدرامي الذي أختارتهُ لكل رواية . * لقد أستعملت الألغاز والخرافات والحقائق التأريخية والمعاصرة وبذات النفس الطويل والصبور في وضوح الرواية وغموضها . * أستعمال الكم الهائل من الألغاز والحبكات الدرامية الغامضة في البناء القصصي والمعمار الدرامي او في سرديات الحوار لشخصنة أبطال الرواية . * أختيار مسرح الأحداث غالباً ما يكون في جميع رواياتها مشوّقة تبعث على التأمل كأن تكون مواقع أثرية ، مدن شرقية ، معابد ، قصورفخمة فنتازية ، فنادق مشهورة ، قطارات ، طائرات ، مضايق مخيفة ، صحارى مقطوعة .* تعتمد في أغلب رواياتها على العامل السايكولوجي ( الفرويدي ) لأسر الذات عند المتلقي بأساليب أنثوية حوائية لأغواء آدم في قضم التفاحة لسحب المتلقي في مواصلة أحداث الرواية بشوق وحرص شديدين . * وفلسفتها في الحياة هي { أن الشر عرض محض ، لابدّ من تقبلهِ } وقد يقع

القاريء في دوامة أستعصاء في أيجاد الحل ، فتبرز بعفويتها المبدعة لتشيرعليه بأيماءة غير مباشرة منبعثة من قوّة حبكة دراما الرواية ( النقر) على الرابط الوهمي بأستعمال الحواس الذكية للقاريء لتظهر له صورة جديدة تحل اللغز وتكشف الجريمة في قالب درامي ممتع وشيّقْ .

وقدمت روايات بوليسية عن بغداد مثل: "رواية وصلوا إلى بغداد " They Came To Baghdad ، وهي رواية تحقيق لأجاثا كريستي نُشرت لأول مرّة في 5 مايس 1951 {والتي تبدأ روايتها بهذه الأغنية السمفونية الجميلة ---- كم من الأميال تبعد بلاد بابل ؟ / أنّها تبعد ثلاث مسافات زائد عشر/ هل أستطيع الوصول إلى هناك عند العشية ؟ / أجل والعودة أيضاً } ---- تروي فيها قصة أكتشاف العميل السري البريطاني أن سلاحا سريا قد تمّ تصنيعهُ ، وأن هناك كميات هائلة من الأموال قد سُرقتْ ، وكذلك كميات كبيرة من المجوهرات ، وتحتوي الرواية سلسلة من الجرائم المترابطة التي شغلت مجموعة من المنظمات السرية والتي كشفتهم ملابسات التحقيق بألتقائهم في بغداد ، والحل يدور حول لغز مهم على المتلقي والقاريء أكتشافهُ بقراءة بين السطور ، ويبدو لي حلا وهو قابل للخطأ والصواب : هو أن أكثر أفراد شخوص الرواية أذا أردنا تغيير صورهم إلى الحقيقة الملموسة أنهم جميعا مزيفون وأصحاب شركات أستثمار في أكتشاف الآثار وجواسيس دول كبرى ، وباحثون عن البترول ، فوقع أختيارها لجغرافية الرواية مدينة بغداد ، الغافية على ضفاف دجلة الخير ، حينها وفرتْ جمال الطبيعة والتي تقتضيها الرواية وتكاملت أسس حبكة الرواية عندها بالعنصر الثاني التقادم التأريخي ، وتوفرت الفرصة لعقد أجتماع سري يضم قادة الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية ، غير أن هذه المعلومات تسربت – لسوء الحظ – فوصلت لمنظمة سرية تسعى إلى أفشال هذه القمة التي هدفها حماية الجنس البشري من كوارث الحروب ، عندها تقع بطلة الرواية في الشبكة العنكبوتية لعصابات الجريمة المنظمة ، ويشارك المتلقي الممثلين توترهم وأحباطهم ، وكون فتاة الرواية جريئة وطموحة وتعشق المغامرة بشكلٍ تفوق توقعات المشاهدين ، تصل وجمهور المشاهدين لحل (لغز) الرواية الذي تبين أنه مكتوب على ظهر جمل أبيض محمل بالشعير ، أنتقل من قارة إلى أخرى ثُمّ أستقر في كربلاء التي تصلها البطلة بعد أقامة مطوّلة ومغامرات في بغداد والبصرة ، ثُمّ لا يسلم الشيخ " حسين الزيارة " وهو الرجل الذي يحفظ اللغز والوثائق التي تدين التنظيم الخطير ، وشفرة الرواية عجز أحد أبيات المتنبي {زد- هش هب أغفر أدنِ سُرّ صل}// وشطرهُ--- أقل أنك أقطع أحمل عل سل أعد} ولا تتوضح نهاية الرواية ألا بعد أن يتلوعليه صديق الجاسوس القتيل ( كار مايكل ) سر الليل كما يعمل به في العسكرية ، وليس المهم وثائق شيخ كربلاء ، فالأهم كيف وصلت هذه الجنيّة " أجاثا كريستي " إلى هذا البيت من شعر المتنبي لتجعلهُ عقدة روايتها ، وهو بالفعل أعقدْ ما أبتكرتهُ المخيلة الشعرية العالمية ، وهي تخاطب القاريء : تبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ---- وتأتيك أجاثا كريستي بالأخبار قبل أن يصلوا .

في19 /أوكستي / 2016

188


قبة الرلمان/خان جغان أيام زمان!!!

عبدالجبارنوري- السويد

وثمة أحباطات وخيبات بما تحت قبة البرلمان كتبتُ أكثر من مقال منذ دورته الخائبة الأولى ودورته الفاشلة الثانية بأمتياز ، ومن أدبيات ( البغددة ) تذكرت المثل البغدادي الشائع { قابل هي خان جغان ؟ } وخان جغان واحد من أشهر خانات بغداد، يعود بناؤهُ إلى أيام الوالي العثماني سنان زاده جغالة باشا سنة 1593 م ، وكان يقع خلف خان مرجان مقابل الشورجه من جهة شارع الرشيد ،وهو اليوم مندرس الأثر ، يقع على مفترق طرق السابلة على شاطيء نهر دجلة جانب الرصافة يحتل مركزا بين المستنصرية والشورجه وشارع السمؤل والقشلة ، وتؤدي وظائف تجارية ونُزلا للتجار وتبضع الناس من مختلف الشرائح ( عربي كردي أيراني أذربايجاني سمرقندي أسود أبيض – من كل قطرٍ أغنية- ) ، ومبيت للمسافرين من كل من هب ودب فتجد فيه الهرج والمرج والصخب والترغيب بالبضاعة ، ويخترقهُ أحيانا كثيرة بعض اللصوص والنصابين والعيارين ( كتاب / دليل خارطة بغداد – الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسه ).

فبمقاربات تشبيهية نجد أن ما تحت قبة البرلمان العراقي ما ينافس ويضاهي ( خان جغان ) بل أكثر شهرة منهُ في الهرج والصخب والعراك بالأيدي والقناني الفارغة و--- جلكم الله ، وفي برلمانات العالم صحيح يتناكفون ويختلفون لكن بأتجاه سياسي وآيديولوجي من أجل مشاريع وقضايا تهم الوطن ،ومصير الأجيال القادمة ، والغريب الذي نجد تحت هذه القبة المقدسة سوقا اشبه بخان جغان وسوق مريدي تجد فيه أية بضاعة ترغب فيه ، تريد أرنب يعطوك غزال ، فتحت هذه القبة تجد المقاولات والكومشن وبيع وشراء المناصب ، ووكلاء سيارات حديثة ، وأصحاب معارض ، ووساطات توظيف وترقية ونقل ، ولا تعجب إذا قلت لك تهريب السجناء الأرهابيين أو تنفيذ التفجيرات بباجات حكومية من أحدهم فاقد معايير الأنسانية والوطنية والأخلاقية ، وبعض منهم مافيات غاطسة في أوسخ مستنقع سياسي يقال لأجل النكتة أنه ( تشريعي ) ، فضيعوا العراق ومزقوا شعبه وأحرقوا موارده ونهبوا ثرواته وهذا ما يريده اللوبي الصهيوني – الأمريكي والخليجي الحاقد على العراقيين اصلا ، بواسطة سياسي السلطة والنواب المدعشنين تجار الأزمات .

والمحصّلة/تبين للقاصي والداني لدينا برلمان معتوه يقود شعباً أعمى البصر والبصيرة إلى هاوية سحيقة ، وأن الناظر من الأعلى يرى أن الأمر أكثر من صراع سياسي ، بل أنهُ مزاد عهر لسياسي الدعشنة ، والتمهيد لتمزيق العراق ورسم خارطة جديدة بديلة لخارطة سايكس بيكو ، وأن أرهاصات شاغلي تحت القبة ليس نزاعا قانونيا أو دستوريا ، بل هو جزء من مشروع خليجي سعودي قطري تركي أيراني بقيادة العم سام في فرض رؤية عراب التقسيم ( بايدن ) ، وأن البرلمان الحقيقي منذُ 2014 مُصادرْ من قبل رؤساء الكتل وسياسي السلطة ومافياتها الأخطبوطية .

ما هو مصير ملفات التحقيق ؟ ملف أستجواب وزير الدفاع في 1-8-2016 ، التحقيق في مذبحة سبايكر ، ملف أحتلال داعش للموصل ، ملف الأبادة الجماعية للكراده ، ملف تحقيق مذبحة الأطفال الخدج في مستشفى اليرموك ، ملف أستباحة القوات التركية للسيادة العراقية .

ما الحل ؟أن البرلمان الحالي لا يصلح لعلاجه حتى الكي الذي هو آخر الداء لأنتشار الخلايا الطفيلية في الجسد كله فليس أمامنا سوى الحلول الجذرية في :

1-حل البرلمان 2- أنتخابات مبكرة وتطبيق الأغلبية السياسية وهي السيناريو الوطني الوحيد . 3- تقليص عدد أعضاء المجلس الذي هو 325 نائب بالحقيقة أن 17 نائب فقط جاء بالأنتخابات ، والباقي فُرضوا من قبل كتلهم أو تحت عباءة القائمة المغلقة السوداء أو حلول مكان غائب متوفي أو مكان نائب دفعهُ الزمن الأغبر وأصبح وزيراً ، وللأسف حُدد في الدستور في البند 49 مقعد واحد لكل 100 ألف نسمة ، وأن هذه الزيادة تنعكس سلبا على كفاءة وأداء النائب ، أضافة ألى أنهُ يكلف الميزانية ، فحبذا لو تتغيّر الفقرة الدستورية إلى 200 ألف نسمة فسيكون عدد النواب 151 (خفة وراحة ). 4- وهل علم البرلمان أن الدستور 2005 مليء بالألغام السياسية والأجتماعية والمناطقية ، وهل طبق المجلس نظامه الداخلي ، وهل علم المجلس أنّ الموظف لدى الحكومة يعمل120 يوم من مجموع 360 يوم لكثر العطل الدينية وتعدد الأعياد .5- رواتب جديدة خاضعة للقانون المدني في التوظيف ، مع ألغاء المخصصات والأمتيازات وحجب الجواز الدلوماسي وأختزال الحمايات ألى أثنين فقط ، وسحب السيارة المصفحة منه ، 6- أن يخضع لجرد مالي قبل الدخول تحت قبة الشيطانية وبعدها ، 7- تطبيق المادة الدستورية 49 الذي يمنع الجمع بين العمل التشريعي والتنفيذي ، أو العمل النيابي وأية وظيفة خارج صفته النيابية ----- في 16 / آب / 2016

189
فيلم"الحُبْ واللاحب وما بينهما"/وأستلاب نزعة الأنسنة

عبدالجبارنوري-السويد

الفيلم /THE LOBSTER " الحب واللاحب ومابينهما للمخرج اليوناني المتألق " بورجوس لانثيموس " عُرض الفيلم ضمن الأفلام المعروضة في باناروما الفيلم الأوربي في هذا العام ، وفي آخر دورات مهرجان ( كان ) السينمائي الدولي ، وفوزه بأستحقاق وجدارة بجائزة لجنة التحكيم لكونه مشروع فني أدهش الشاشة البيضاء ببريق أمل تطوّرْ تصاعدي متسارع في أعتلاء قمة السينما العالمية بفضل المخرج المبدع والمتألق اليوناني { لانثيموس } الذي أنطقهُ باللغةالأنكليزية بتجربته الفنية الأولى .

صاغ هذا المخرج العبقري سرديات الرواية بشكلٍ مميزومغير لتلك العلاقة الرومانسية المعتادة في أفلام الشاشة البيضاء بل حول مجرى السرد إلى تلك العلاقة المتغيّرة بين الحاكم والمحكوم بين ذلك الأنسان البائس وبين الطغمة الحاكمة .

والمهم هنا أن نطرح السؤال : لماذا أختير من بين عشرات الأفلام العالمية الفذة في التقنية والمضمون ؟ وكيف أنتزع (لانثيموس ) الجائزة من بين عمالقة المحكمين المحترفين والمهنيين السينمائيين ؟ هو ----

-لغة السخرية من النظم الشمولية ودكتاتوريات القمع والتطرف الذي يأسر ذات المشاهد ويزجه إلى عالم مخيف صعب التصوّرْ من فنون أشكال التعنيف والزجر والقمع والأبادة للجنس البشري قدلا يخطر على بال بشر .

- تمكن ( لانثيموس ) ببراعتهِ في السريالية المزج بين السخرية والفوبيا السايكولوجية من جهة وبين (الديستوبيا والسريالية ) * ليحول مجرى الفيلم بلقطات متلاحقة إلى عمل مخيف وصادم رغم نبرة السخرية التي تكتنفهُ ، ويجعل المتلقي شاخصا بصرهُ حابسا أنفاسه لتذوب ذاتهُ بأستسلام طوعي لصيرورة الرواية ، وحبكة أخراجهِ أن يستسلم للحقيقة الصارخة : { أن الأنسان يمكن أن ينسحق بمحظ أرادته أمام السلطة } وبأيحاء تقني يصورها بالحب ويعني بللاحب الطوعي ، هل كان الشعب العراقي يحب صدام الملعون ؟عندما صفق لهُ وهتف بالروح بالدم نفديك يا --- واليوم يهتف لنكرات من أصحاب القرار علي وياك علي ، ( المهم المعنى في قلب المخرج ) ، بحيث تقودك إلى قناعة : أن السلطة الغاشمة تبسط قوّتها وجبروتها على ( العواطف ) بحيث تتحوّلْ العاطفة من شيءٍ يشعر به المرء بكامل أرادته ووعيهِ الذاتي إلى تلبية متطلبات وأوامر الحاكم المستبد الشمولي في سبيل أرضائهِ .

- وأنْ لم يجد الفرد الحب حسبما ترغب السلطة وليس حسبما يرغب المرء ، عند ذلك يصوّرْ المخرج العبقري (لانثيموس) { سلخ الأنستة منهُ وتحويلهُ إلى حيوان عديم الحواس أطرش أبكم أعمى وأخرس ، مسلوب الأرادة ، مشلول العقل } أليس هذا شيئاً مثيراً في عالم السينما ؟ .

- والأنسحاق الشديد الذي صوّرهُ لانثيسموس اليوناني للفرد في ظل هكذا نظام تعسفي شمولي ظالم يفرض مفاهيم في الحب الممنوع وفريق متمرد يرغب باللاحب وتبقى المعاناة والظلامية السوداء وفوبيا ( الفرنكشتانية ) ما دام فريق اللاحب لا يقتحم التغيير .

- ولانثيموس لا يوقف فكرتهُ في أمتلاك ناصية الفرد من قبل رأس السلطة بل أنهُ أوجد نظرية جديدة في الأستبداد وهي : مجموعة الحاكم ومجموعة المنشقين عنهُ هنا متساويان تماما في فرض رؤيتهِ عمن يحب أو لا يحب في العلاقات الأنسانية ، فيكون فيه الأختيار مباحا بين الحب واللاحب ، وتكون الضحية في هذا الصراع السلطوي في فرض الأفكار

هو ( المواطن ) ليبقى منسلخا ومستلبا في أنسانية ، ولو سمح لي المخرج ان أثني على توقعه هذا { أن الشعب العراقي أعطى الحب واللا حب للنظام البعثي الشمولي وبعد سقوط النظام أعطى الحب وما بينهما إلى سياسي المعارضة ولكنهُ خرج صفر اليدين خاسرا كل شيء أرضه وماله شاربا من كأس الأسلمة الدينية الفشل والمرارة والذل والعبودية والأستسلام للغيبية } .

وأخيرا / أن أفكار المخرج أنسانية ، يدافع بأستماتة عن الحرية ويوحي بلقطات فيلمه العالمي مشرا إلى الفرد بأنّك مستعبد ومسلوب ، وقد تقارب مع روسو وفولتير وغاندي والقس لوثر ومانديلا مناضلي الثورة السلمية البيضاء بسلاح القلم فقط ،وزاد أعجابي لهذا المخرج اليوناني المبدع عندما تقارب مع مخرجي أفلام الواقعية الممزوجة تربتها بعرق وملح الأنسان الكادح مثل المخرج الأيطالي ( ديسيكا ) في ستينيات القرن الماضي ، مخرج فيلم الرز المر وفيلم خبز او حب او دلع التي تلعب بطولته الحسناء الأيطالية جينا لولو بريجيدا التي مثلت دور المزارعة المشردة المستغلة جسدا وعملا ----

*الديستوبيا / DYSTOPIA هو أدب المدينة الفاسدة في عالم الواقع المرير ، وهو فاسد ومخيف غير مرغوبٍ بهِ ، وهي تعني التجرد من الأنسانية في ظل الحكومات الشمولية ن وتتنوع الديستوبيديا بقضايا سياسية وأقتصادية وأجتماعية وحتى بيئية ( ويكيبيديا بتصرف ) .

وقد خرجت بديباجة فنتازية خيالية علمية وهدفها تسليط الضوء على مكامن الوجع عند العالم الواقعي ومن الأعمال الأدبية في هذا الأتجاه رواية 1984 ل( جوج اورويل) نُشِرتْ عام 1949 تتحدث عن تلاعب الدولة الشمولية السلطوية ، والمراقبة السرية بالتأريخ الموثق ) وكذلك قصة فهرنهايت 451 وهي رواية الكاتب الأمريكي (راي براديري ) تحدث في الشمولية وتنبأ لما بعد خمسين سنة { سيأتي يوم في الدولة تحرق الكتب في كل بيت فيه كتاب ، وفعلا تمّ ذلك ، وغرد فيها شاعر البنفسج نزار قباني{ --- مراقبون نحن في المقهى وفي البيت وفي أرحام أمهاتنا / والمخبر السري في أنتظارنا يشرب من قهوتنا ينام في فراشنا يعبث في بريدنا ينكش في أوراقنا ولساننا مقطوع }.

في 12 / آب / 2016

190

هلوسات " البوكيمون" /وهوس دواعش السياسة

عبدالجبارنوري- السوي

البوكيمون Pokemon go" وهي لعبة مرتبطة بالأنترنيت ، أنتجتها شركة ( نيتندو) اليابانية عام 1995 ، وقد روجت لها اليوم الشركة المتعددة الفروع في العالم ، و وسائل الأعلام والتواصل الأجتماعي وشركات الهاتف النقال المحمول وبتقنيات أجيالٍ متقدمة ، وقد أستحوذت لعبة البوكيمون جو خلال الأيام القليلة على عقول الملايين حول العالم وروادها من الشباب والمراهقين وهم حاملين هواتفهم الذكية وبشكلٍ غير مسبوق ، لذلك حققت مؤسسات الألعاب المعنية باللعبة الوهمية والشركة المطورة لها أرباحا خيالية في عدد مرات التحميل ، ربحت بفضلها 5- 7 مليار دولار في أيام قليلة فقط ومع الشهرة الواسعة التي حققتها اللعبة الجديدة القديمة .

قواعد اللعبة --- يقوم اللاعب بمطاردة أحدى شخصيات البوكيمون (الوهمية) الشهيرة على خارطة المكان المنقول مباشرة على شاشة الهاتف النقال المتطوّر ، فيتعقب اللاعب أحداثيات وجود الهدف المتنقل ليطارده كالمهوس في الطرقات ، أو في أرجاء المكان المحيط به ( أنه مزج بين العالمين الواقعي والأفتراضي ) وبالمناسبة نشرها لأول مرّة الجندي الأمريكي الذي أنخرط متطوعا لقتال داعش ( لويس بارك ) عندها تهيء لهُ من مشاهدة العدو الأفتراضي البوكيمون في "تلسقف " فأندفع لصيده .

ثمة ظواهر سوسيولوجية جمعية حداثوية معولمة ليست طارئة بل هي حصيلة أجترار أنسان هذا الكوكب تراكمات نفور الحضارات وعمق شقوق الأختلافات التي تتوسع يوما بعد آخر في اللون والعرق والأديان ومعاناة الحروب والكوارث الطبيعية فمن هذا المناخ الخانق والموبوء أخذ يتجه إلى الغيبيات ) فوقع هذا الكائن البشري ضحية هذا الهوس العقلي ليجد متنفسا في اللعبة الوهمية " البوكيمون " ليجد نفسهُ في عالم اللامسؤولية وشيء من العبثية الصبيانية ونسيان هموم متطلبات الحداثة المتعددة وبلا نهاية .

فخلاصة القول أنّها فوضى الحضارة وضياع الجيل الجديد بتمسكه بمسلمات غير عقلانية ،رباه --- أية فوارق سايكولوجية وسوسيولوجية وثقافية ووطنية وأخلاقية ؟ بين هذا الجيل الذي لا يميز بين الناقة والبعير وبين جيلنا ( الزمن الجميل ) في الأربعينات والخمسينات والستينات حين كان الواحد منا { ثابت الخطوة يمشي ملكاً } .

وللأسف الشديد أن ينتقل هذ المس العقلي إلى الكبار في المشهد السياسي المضطرب في العراق وتجلبب سياسيو السلطة وسياسيو داعش والمتأزمون وطنياً وأخلاقياً بجلباب " البوكيمون " وحينها باع بوصلته الوطنية والأخلاقية في سوق العهر السياسي وأخذ يركض بأتجاه دول الأقليم أعداء المسيرة الديمقراطية الجديدة بدافع وهم سرابي بصيد ( الأقليم الطائفي ) الذي شُبه له بشكل الهدف الأفتراضي ( البوكيمون ) وهنا باع شرفه وشعبه وترابهُ وتجاهل المعطيات السلبية والكارثية (للأقلمة) التي ذُكِرتْ في دستور (بريمر) والتي أراد منها المحتل شق وتمزيق النسيج الأجتماعي العراقي ، وآخرين من دواعش سياسة الفنادق رصدوا ( البوكيمون الأفتراضي ) في واشنطن صاعدين قطاراً أمريكياً بسرعة فائقة أسرع من
الضوء ليستجدوا العون من الأجنبي للأحتلال وطنهم ورجعوا خائبين فاشلين منكسي الرأس إلى عمان وأربيل لكونهم لم يحصلوا على الدمية الوهمية ولكنهم حصلوا من المحتل الدعم والأسناد في أثارة الفتن الطائفية والأقتتال وفرهدة المال العام ، والتسقيط السياسي والأجتماعي ، ونزع ورقة التوت بعضهم من بعض ، ونشر الغسيل العفن للسلطات الثلاثة أمام

العالم ، وهذا هو فقدان بوصلة المواطنة حين أصبح التجسس شرفا والشرف عيبا و نقصاً حسب فهم الخونة( لنسبية) المرحوم أنشتاين .

وأخيرا وأنا أترقب المشهد الأخير من تراجيدية مجلس نوامنا أتقطر عرقاً وخجلاً --- وحضرني قول شريف برلين (هتلر) سألوه: من أحقر الناس في حياتك ؟؟ قال الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم !

فسحقاً لمن باع وطنهُ مقابل مال وجاه لن يدوم

في العاشر من اغسطس 2016

191
ملاحظات حول مسوّدة وثيقة "المؤتمرالعاشر" للحزب الشيوعي العراقي
عبدالجبارنوري- السويد

مناقشة بعض النقاط المنشورة في صحيفة طريق الشعب الغراء ، وبعض المقترحات والأضافات وحذف بعض الفقرات لتعديلها ، ولأهمية الوضع الراهن المتأزّم ، طرح الحزب 368 فقرة مستفيضة تغلغل بها إلى مفاصل الدولة من جميع أتجاهاتها وزواياها من أجل التغيير الجذري لا المفصلى التوفيقي .

وهذه بعض الملاحظات:

-بالتأكيد طرحت الوثيقة البديل الديمقراطي ، وبث الروح في الدولة المدنية الديمقراطية ، وأنهاء نظام المحاصصة التي فتكت بالدولة ومزّقتْ نسيجها الأجتماعي وغيّبتْ ثقافة المواطنة ، والقضاء على القوى الطفيلية والكومبرادورية .
- كان التقرير شاملا ومستوفيا ، بحيث ألقى الضوء على جميع الظواهر الأيجابية والسلبية وبتشخيص دقيق - بصيغة منهجية علمية – لنواقص وسقطات الأحزاب والتيارات المتصارعة مع الأسباب والمعالجة .

- وحقا يصلح التقرير أن يكون منهجا حركيا لخارطة نضال مستقبلي من أجل التغيير بنقلة نوعية من نظام المحاصصة إلى النظام المدني الديمقراطي والموسوم بتبادل السلطة بشكل سلمي .

- والملاحظ أن جميع فقرات التقرير تؤكد { أن يكون للتيار الديمقراطي المدني دورا جماهيريا واسعا في ساحات التظاهر لكونه عنصر مهم ومؤثر في عملية تغيير ( ميزان القوى ) .

- الفقرة 7 في مجال شؤون الطبقة العاملة أقترح أضافة و{ضمان صحي }.

- الفقرة 14 فيما يخص البرلمان العراقي كلما ورد في البند منطقي وعقلاني ومهني { أقترح أضافة --- وجود برلمانيون سياسيون متأزمون همهم عرقلة عمل المجلس بغية أرباك الوضع السياسي }.

- الفقرة 72 أقترح { أضافة نسبة البطالة رقما والتي هي 30 % في 2015 و46 % في 2016 } .

- الفقرة 60 ما يخص المصالحة أقول : مصالحة مع من ؟ هل يصح الجلوس مع لصوص على مائدة واحدة ؟ ونقول لهم كفى كفى لا تسرقوا !!! أو مع قومجيين عملاء نختلف معهم آيديولوجيا وأخلاقيا ومواطنة،.

- الفقرة 110 أقترح أضافة إلى أعداء المسيرة {المخابرات الامريكية والمال السعودي والقطري واللوجستي التركي }.

- الفقرة 197 لم يشر المنهاج إلى مخاطر { تسيس الدين ودولنته } .

- الفقرة 154 ما تخص الفيدرالية وقضية الأقليم الكردي ، لم تشر الوثيقة إلى التغيرات الأثنوغرافية والحدودية التعسفية والتمدد على حساب أقليات أخرى وخاصة في محافظة كركوك ، والتصريحات اللآمسؤولة لرئيس الأقليم المنتهية ولايته (أن ما أخذناه بدماء بيشمركتنا نضمه لآراضينا ولا نرجعه وهو واقع حال ) .

- الفقرة 220 بخصوص التنمية لم نجد فيها ولا بالأرقام التي بعدها حتى 242 التحدث عن ( الأستثمار ) الذي يعتبر اليوم من العناصر المهمة في التنمية سواء في النظم الرأسمالية وأخرى التي تسير على النهج الأشتراكي كما في الصين ، أوتقريبا جميع الدول النامية .

- الفقرة 243 حول البنك المركزي أضيف جملة { ومكافحة غسيل الأموال } الذي يعتبر أخطر آفة في تهريب موجودات البنك المركزي.

- في حقل السياسة الخارجية أقترح حذف { عبارة أخراج العراق من البند السابع لكونه خرج فعلا} .

- في حقل البنى التحتية أقترح أضافة { خامسا – صيانة سد الموصل }.

- في الفقرة 355 في حقل من مهام الحزب في الظرف الراهن لم تشر تلك الفقرة وما بعدها تعديل فقرات الدستور العراقي لعام 2005 ، الذي هو سبب الشحن الطائفي والعرقي والمناطقي لكونه " حمالة أوجه " في التفسير الكيفي ولأن الأصلاح يبدأ بتعديل الدستور .

مع كل الأمنيات الوطنية لنجاح المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي




192
قانون البرلمان--- صادر من مجلس قيادة مصغّرْ!!!
كتابات ساخره
عبدالجبارنوري- السويد

منذ رحيل المحتل الأمريكي  الشكلي البغيض في نهاية 2011 ، والأنتخابات المسرحية الصورية المقبولية حسب رغبة كتلوية وفئوية وتحت أشراف الهيئة الغير مستقلة لأنتخابات ( القشمرة ) صعود لصوص ومافيات منظمة في بيع اللحم العراقي الحي في مزاد العهر السياسي ،  وأستلم حكام  الدين السياسي  الشعب ( كرسته أو عمل ) وبدؤوا بصلاة الأستسقاء طالبين هذه المرة ليس من الله بل من الشعب المتعب والجريح نزيل زنزانات البعث الفاشي  ل 40 سنة ، أن يقفوا معهم ، وبمجرد ظهور الأزمة الأقتصادية العالمية نادوا بأبواقهم المشبوهة وبدون خجل وحياء : شدوا الأحزمة على البطون وقدموا التضحيات من أجل - كذبة كبيرة أكتشفناها مؤخرا - ( الوطن ) ومن أجل أدامة زخم حرب الأستنزاف الأرهابي – والذي كان بعضهم سببا في صنعه -  وتناسوا مطاليبكم ومعاناتكم ، وكلوا ( الكيك ) أن لم تجدوا ( الصمون ) ولا تتبطروا عندكم (خبز باب الأغه هم حارومكسب أورخيص ) وأعلموا كل من ينادي بالأصلاح هو أرهابي وملحد وخائن وجاسوس  وناكر جميل ينطبق عليه ( وجه أو كفى ) قانون خمسه أرهاب ( البريمري ) ، وعند تشرذم وتقزم التظاهرات وخفوتْ أصواتها تبخرت قوة وهيبة ذلك الشعب الذي كان يوما سيد الشارع ، وأستأسد الجبان عليه .
لا أعتقد أن هذا القانون وما جاء به من مصائب وتحدي وكوارث وأهانات وأزدراء لهذا الشعب أن يمرْ على أتعس وأجهل وأصغر دويلة نائية ومنسية وسط غابات الأمزون والكونغو وجزر المحيط الهادي ألآ أذا كان ذلك الشعب غبيا ومغفّلا  ومكبسلا بتأثير المخدر (السياسي الديني و كما أرى في الشعب العراقي موديل 2016 .
ومن البديهي وثوابت مسلمات الأمور أن يكون لدولة المؤسسات ( قانون ) ينظم عملها وشؤونها المالية والأدارية وهمزة وصل بين السلطات الثلاثة وخاصة السلطة التشريعية ، فقد كُتب القانون في عام 2005 فبقي معلقا ، وبعد مرور 11 عام تبيّن تحريكه من بعض النواب الحيتان أصحاب الكروش التقدمية والأرداف الرجعية تحريك هذا المشروع الطفيلي ، لذا أرسل من مكتب رئاسة الجمهورية إلى البرلمان ، وأكمل المجلس قراءته الأولى ، ولم أتفاجأ عند قراءة فقراته لأني أصبحت على قناعة تامة بالمثل { أن لم تستحي فرهد ما تشاء} وها الشعب يعاني من عبثهم تاركين لهُ أرثا ثقيلا من المديونية لأكثر من 60 مليار دولار ، وخزينة مصفرة ، وستة ملايين مهجر ، وخمسة ملايين مهاجر يستجدي اللجوء في منافي الغربة ، وأربعة ملايين أرملة ، وخمسة ملايين يتيم ، كل هذا يهون طالما ( شمر بخير ورأس الريس سالم  ) وتأمين الأمتيازات والمخصصات والأيفادات ، وسياحه ودياحه ، وزيجات ثانيه وثالثه ، وسكرتيرات ديكور وووو وماذا بعد تريدون؟ يا نوام زمن الغفلة الأغبر والذي يظهرأن كل شيء جائز في عالم العجائز !! وحسب مواد هذا القانون التعسفي الكيفي والمزاجي ممكن أن يستبدلوننا برعيان الأباعر وشاربي بولها ، وبآكلي الضب ويمكن حسب حسب فتاوى منظري الريس وكتلته أن يبيعونا في سوق مريدي بالجملة والمفرد  لأنه يبدو واضحا لا قيمة وهيبة لهذا الشعب لكونه في حالة اللاوعي مسلوب الأرادة مكبسل بأفيون الأسلمة السياسية لذا { ألعب يا فار بغياب القط }.
أقرأ يا شعب وأن كنت أميا أستعن بالمرحوم حجي راضي ليقرأ لك بعض الفقرات بشكل ( مكلوبي ) حتى لا ( أتدوخ )
المادة 11 فيه راتب النائب يساوي راتب الوزير .
المادة 12 جواز دبلوماسي للنائب وعائلته ولمدة ثمان سنوات ( قبلنا للنائب لعائلته ليش؟! ب8 سنوات )
المادة 13 منح الرئيس ونائبيه والنواب منحة مالية غير قابلة للرد .
المادة 17 يتكفل المجلس بعلاج النائب داخل العراق أوفي الخارج حسب لجنة طبية ( لم يحدد المرض جائز أن يكون بواسير أو نشلة أوتقويم أسنان !!!)
المادة 18 يكون للرئيس ونائبيه صلاحية مجلس الوزراء فيما يتعلق بأستحداث تشكيلات المجلس وتعديل ملاكه وعدد المستشارين وتحديد المكافآت والمنافع والأمتيازات للرئيس ونائبيه وبقية النواب .
وأخيرا- لك الله يا شعب النكبات المبتلى تأريخيا بأشباه الرجال !!!
في 29 تموز2016

 


193
عروس الأهوارفي بيت القصب مع ترنيمة المحمداوي

عبدالجبارنوري-السويد

ثمة أبتسامات عصيّة وشحيحة وفي غيبوبة زمنيّة تلبدُ غيومها السوداء سماء هذا الوطن الكئيب والحزين دوما من خلال تواصل أفلام أكشن الرعب ( الفرنكشتانية ) وفصول الأحزان والأوجاع الصادرة من مصانع دكتاتورية آدمية حاكمة ، وأخرى من غضب وزعل الطبيعة المستمرة على هذا الوطن المبتلى أصلا ، فيجود عليه من ترسانة فواجعه سونامي فيضانات وأمطار غزيرة مدمرة ، وموجات الطاعون والأوبئة المستوطنة والمستوردة ، وعلى هذه الوتيرة والشعب يدفع فاتورتها من دمه وزرعه وضرعه ومستقبل أجياله بحيث كسر مقاييس ( غيتس ) في صبر " أيوب " الذي قال فيه شاعر تلك الاهوار ( عريان سيد خلف ) --- {والله جا مّلْ أو جزع لو قصتي على أيوب تزدي } وتُرجمتْ كل هذه الأسقاطات بآهات طور المحمداوي والصبي ، وبلسان (رادود ) أوجاع كربلاء ، فأصبحت الفرحة عند العراقيين عملة صعبة في سني " يوسف " العجاف وسنابلها اليابسة ، وقد شرنقت نفسها في أعماق نصٍ مشفر ب( كودٍ مفقود ومغيّب ) وقد يسترق هذا الشعب المسكين فرحة خجولة من بين أرجل المنتخب العراقي ، وقد تلعب الأقدار في أكرامية فرحة غير متوقعة كفرحة خبر يوم الأحد 17 من تموز الخير والعطاء في وضع وضم أهوارنا ومدننا التأريخية على لائحة التراث العالمي وبأجماع اللجنة الأممية لليونسكو المنعقدة في أسطنبول ، حقاً أنهُ عرسٌ عراقيٌ بكل المقاييس بوضع أربعة أهوار ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي ، بالأضافة ألى وضع ثلاثة مدن تأريخية قديمة ضمن قائمة التراث الثقافي

العالمي هي مدن الوركاء وأريدو وأوروك وبذلك أصبحت تلك البقعة الجغرافية الموغلة في القدم ضمن دائرة الأهتمام العالمي .

دلالات هذا الأنجاز التأريخي

-أعتراف العالم بالحرف والقلم العراقي الموغل في أعماق التأريخ البشري بحضارة ستة آلاف سنة والتي تحمل قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر التأريخية والجمالية والأثنولوجية والأنثروبولوجية .

- عرض تلك الفسحة الجميلة واللوحة السريالية وهي تزهو بالملكة " شبعاد " ووصيفاتها عرائس الهور ، وزقزقة الحباري والنوارس البيضاء وتراقص أسماكها ، وهم محتفلون بهذا الكرنفال الرائع .

- وأثبتنا للعالم العمق التأريخي لأجدادنا السومريين والأكديين بأننا أصحاب أقدم حضارة ولسنا ب( هنود ) كما جاءت في فرية (عبدالجبار محسن ) واعظ السلاطين والمنظر الأعلامي الرخيص للبعث الشوفيني .

- فك أسر قيود اهوارنا من سلطة تأثيرات دول الجوار تركيا وأيران في التحكم بمصادر مياهنا .

التزامات الحكومة

-كيف ستتعامل الحكومة مع شركات النفط العالمية العاملة في أعماق هذه الأهوار أو بجوارها .

- فوبيا الفشل الحكومي في أدارة ملفاتها منذ السقوط لحد الآن والخوف من أنسحاب هذا الفشل على هذا الحدث التأريخي في موافقة اليونسكو حينئذٍ يفقد القرار قيمته الأقتصادية والسياسية والأجتماعية والبيئية .

- أقرار العراق بشروط اليونسكو بجعل التراث مؤشرا في حياة الجماعة بدمجه بمناهج التخطيط .

- تأسيس دائرة لتطبيق ألتزامات اليونسكو ، وتكون حلقة وصل بينها وبين الدولة المعنية .

- الدعم القانوني والمالي والأداري لأدامة الحياة في هذه البيئات الحضارية .

- ولا يغيب عن بال الحكومة العراقية أنها ملزمة بالمشاركة المالية بنسبة 70% والباقي يأتي كقروض ومساعدات من الدول المانحة وبشروط ، وأن دور المنظمة الدولية تقتصر على الدراسات والتدريب .

- أصبحت الكرة في ملعب الحكومة وعليها أن تأخذ الموضوع بعين الجد بالدعم الأعلامي والفني والمالي .

- وأن مشاريع التخطيط والتنمية الحكومية ضمن المسطحات المائية والمشمولة بالرعاية العالمية يجب أن تكون مع منظمة اليونسكو مباشرة .

تحية أكبار وأجلال لأعضاء لجنة التفاوض العراقية وعلى رأسها رئيس اللجنة الأستاذ الباحث والخبير الأستاذ " حسن الجنابي " وألف تهنئة للشعب العراقي لهذا الأنجاز التأريخي .

الأحد 24 تموز 2016

194
الجندرمه --- والسلطان وهل سيتّعظ أردوغان؟
عبدالجبارنوري-السويد
لا من باب التشفي لما حدث في ليلة السبت التركية لأوردغان وهو يتحدث عبر السكايب كجرذٍ مرعوب بطريقة مذلة  لعدم تمكنه التحدث في فضائياته المسيطرعليها من قبل الأنقلابيين ، فلم يرى غير التواصل الأجتماعي ليطلق نداء الأستغاثة لمافياته النزول إلى الشارع ، وأن الجيش التركي أزاح أقبح مسخ دكتاتوري براغماتي ميكافيلي ، وبعد سويعات الفجر أنجلت الصورة الضبابية بنزول الحشود المليونية من معارضي أردوغان ونخب من المثقفين والفنانين والأكاديميين ينددون بالأنقلابيين ، ويهتفون للديمقراطية واللبرالية العلمانية  وتبادل السلطة بشكل سلمي ، وأضمُ صوتي لتلك النخبة الواعية في تأييد الحكم القائم عبر صناديق الأقتراع بالرغم من فساد الحاكم وحزبه ، ويذكرني أحداث أوائل صيف 2013 بتظاهرات ( تقسيم ) التي تبدو لي كمؤشر حقيقي وفعلي على وجود نخبة شبابية طليعية لبرالية علمانية أنتشرت في أسطنبول وباقي المدن التركية ، رغم أنّها صغيرة وغير قادرة على التغيير والتأثير على صناديق الأقتراع بيد أنُها المؤشر الحقيقي المعارض " أردوغان " ورثاثة الفكر الديني في حزبه الأخواني ( التنمية والعدالة ) ونأتْ بنفسها عن تأييد الأنقلابيين ، لذا أثبتت تلك النخبة من الشعب التركي بأن الوطن بخير طالما أنهُ يسر على السكة الصحيحة .
لماذا الأنقلاب ؟؟؟
1-حملة تصفيات مستمرة ضد القضاة والصحفيين والأكاديميين وصفوف البوليس لجعل تركيا دولة بوليسية .
2- أستقالة أحمد أوغلو رئيس الوزراء السابق قبل شهر وتفكك أقرب قادة حزبه أحتجاجا منه على نهج أردوغان الغير سليم .
3- لعبة أردوغان الأزدواجية في تبني الأرهابيين لوجستيا ومن خلال تطوع وتجنيد أتراك للقتال بجانب داعش ،وعلاقات أقتصادية معها بشراء النفط المهرب من سوريا والعراق وفتح ىحدودها لعبور المنظمات الأرهابية خاصة جبهة النصرة   وخلق أعداء أقليميين ودوليين لتركيا ، وتدخله السافر في شؤون سوريا والعراق وبهذا جرّ تركيا كوضع حليفتها أمريكا إلى المستنقع الفيتنامي وحليفتها االسعودية إلى الجحيم اليمني الجديد .
4- بداية التشظي والتمزق في المواقف بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة المدنية ونمو الخلاف يوما بعد يوم .
5- الفشل في موضوع ( التصفير ) الذي أعلنهُ أحمد أوغلو رئيس الوزراء السابق والذي سار على نهجه خلفه الرئيس بن علي يلدريم وهو ملفات التقارب الدبلوماسي والأمن ةالتجارة والأقتصاد مع دول الجوار خصوصا  .
6- تحويل تركيا الى الخط القومي الشوفيني بفتح الحرب على الأكراد .
7- ان سياسة اردوغان عبر حزبه التنمية والعدالة ما هي ألا ترجمة فعلية لصعود تركيا إلى التطرف وظاهرة ( الأرهاب الأسلاموي ) والمدعومة أساسأ من قبل السلطان الموهوم أردوغان .
8- المحاولات الأنقلابية التركية السابقة بواسطة جنرالات الجيش التركي في 1960 – 1971 – 1980 – 1997 – 2007 -  وكأنهُ أصبح نهجا للتغيير .
9- الأنفجارات المتسارعة التي ضربت أجزاء من البلاد ومطار أسطنبول خلقت موجة من التذمر في صفوف الشعب التركي والذي شجع قادة الأنقلااب بالأعلان المبكر لحركتهم .
مكاسب السلطان الغير مخلوع
-ضمان السيطرة على الجيش ، البقاء في الحكم بتأييد شعبي واسع ، زيادة ثقة حزبه به . أكد أردوغان قوته وسطوته لجميع الدول ، وخصوصا الدول المجاورة ، والتقارب مع اليانكي الأمريكي والأوربي وسيضمن بعض الشيء الدخول في الأتحاد مستقبلا ، وحقق حلم أردوغان بالسلطنة وتغيير الدستور – كما فعل مرسي في مصر ، وأقصاء خصومه ، السياسيين والعسكريين والآيديولوجيين ، وأرتفاع رصيده لدى مؤيديه ومعارضيه على حدٍ سواء ، وهذا ما أغاضني شخصيا لبغضي لهذا الزعيم المتغطرس والبراغماتي المتلون  .
أخيرا --- هذا الأنقلاب العسكري ( كرصة أذن ) لأردوغان ولغيره من الدكتاتوريين أن يحسبوا ألف حساب للشعب قبل أذاعة البيان رقم واحد ، وأن الداينمو المحرك لجميع الأنقلابات في العالم هي المخابرات ألأمريكية أو تحديدا ( السفارة الأمريكية ) كما شهدت دول الكاريبي ، وللطرافة حين سئل أحد القادة السياسيين ما هو البلد الذي لا يمكن أن يشهد أنقلابا عسكريا في العالم ؟ فأجاب أكيد أمريكا لعدم وجود سفارة أمريكية فيها !!! .
وأن دفاع الشعب التركي عن دولته وحكومته ضد العساكر المغامرين الذين لا يؤمنون بفيصل الأستقرار صندوق الأقتراع لهو قمة الوعي للسير قدما نحو التغيير وأشاعة ثقافة المواطنة .
في 18 تموز 2016




195


 
المؤتمر" العاشر" وديمقراطية المشاركة في التغييروالتجديد
عبدالجبارنوري
نشرت صحيفة طريق الشعب مؤخراً وثيقة (مسودة ) بعنوان " موضوعات سياسية للمؤتمر الوطني" العاشر" للحزب الشيوعي العراقي وطرحتهُ للرأي العام لمناقشتها ، وتقديم الملاحظات والتغيرات في شأنها لأقرارها في المؤتمر "العاشر" للحزب ، وقبل الخوض في مضمون المسودة ، سوف أكون (حياديا ) في تقييم دور الحزب الشيوعي الرائد في المسيرة السياسية لوطننا العراق ، لكوني لست عضواً في الحزب ، وقد أعتبر نفسي صديقا ومحبا لهذا الحزب العتيد والعريق والوحيد ، ولأكثر من خمسين عاما من عمري السبعيني .
ويتهيأ الشيوعيون العراقيون لعقد مؤتمر حزبهم " العاشر "  وسط وضع العراق المأزوم  ، ويحظى هذا المؤتمر المرتقب أهمية أستثنائية نظراً لما ينتظر الشيوعيين من مهام صعبة ودقيقة وثقيلة لكن هذا الحزب العتيد ذو التأرخ الثمانيني لهو قادر وبجدارة فائقة من أجتياز المشروع الوطني المرتقب لتمرس كوادره وقياداته لأجتياز المطبات التأريخية لأمتلاك الحزب تراكمات ثرة من الخبرات النضالية الطويلة ، فهو المرشح  للحزب الوحيد القادر على عرض فلسفة سياسية واضحة تشير بوصلتها لثقافة المواطنة التي فُقدتْ اليوم بحكم الأسلمة السياسية التي فشلت منذ 13 سنة في غياب بديل مدني ديمقراطي حقيقي للنظام الدكتاتوري المقبور، والأزمة البنيوية تطحن بلادنا ، وتسيس الدين وتوظيفه في تفكيك الدولة والمؤسسات المدنية مما أنعكس على الداخل والخارج من تمزف شعبى وتفكك أجتماعي وفساد أداري وأتساع الحرائق المذهبية والطائفية والأثنية ، وتعرض البلاد لموجات أرهابية دموية وحرب أستنزاف وأحتلال داعش لمدن عراقية . 
ملاحظات في تقييم الوثيقة
-يعتبر المنشور حلا جذريا وثوريا  وصمام أمان لمشاكل العراق السياسية والأقتصادية والأجتماعية والبنيوية والأمنية المتأزمة والمستعصية بعد 2003 .
- وظّف الحزب كل تراكماته وخبراته ذات الثمانين في بيانه هذا وضّح فيه ثقافة المواطنة والمفقودة اليوم .
- طرح الوثيقة للنقاش والمشاركة الجماهيرية أيماناً منه بدمقرطة الأداء وحرية الفكر .
- بأعتقادي أنهُ الحزب الوحيد على الساحة العراقية الذي يجيد التعامل عبر التراكم الثر لأدبياته الفلسفية في بناء مستقبل الأجيال على أسسٍ أخلاقية موضوعية وعلمانية بالمقارنة والمنافسة مع الأحزاب والتنظيمات العراقية وبالخصوص الحاكمة اليوم بالأسلام السياسي من بعد 2003 لحد اليوم ، القائمة على أحادية نافرة للمجتمع قد تكون طائفية أو قومية أو من طراز الأسلمة السياسية الغارقة في غيبيات مؤطرة برثاثة فكرية سطحية وفساد سياسي وأداري ومالي والتي ثبت نظريا وتطبيقيا فشلها الكبير  .

- جسدت الوثيقة خارطة طريق نابعة من فكر قادة الحزب الرفاق فهد وسلام عادل في تبني معالجة البيروقراطية الحزبية والتسلط الحزبي .
- يتبين من بين سطور الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر أن الشيوعي العراقي  ومنذ مسيرة الثمانين سنة يسير حثيثاً لأنجاز شعار الحزب  وأمل الجماهير وحلم الطبقات الكادحة في { وطن حر وشعب سعيد } .
- أن وضوح الحزب ومكاشفته مع الجماهير ودعوتها للحوار والمناقشة وتبني أقتراحاتهم الموضوعية وسماع نقدهم البناء سوف يعزز ثقة الشعب بالشيوعيين وحزبهم .
-  أن المنهاج والبرنامج المعد للمؤتمر العاشر الذي أعدهُ الحزب الشيوعي العراقي تبين وبالتأكيد أنهُ أسترشد بالفكرالجدلي التأريخي الماركسي ، وتراث الفكر الأشتراكي العالمي  ، فهي أضاءات أمل وتفاؤل في نجاح المؤتمر.
- تمسك الحزب بمنهاجه المعد للمؤتمر العاشر بثالوث أسس الترابط للبناء الشيوعي "الوعي ، التنظيم ، العمل ( لينين ) .
- وضع الشيوعيون العراقيون في منهاج المؤتمر مفهوما جديدا للديمقرطية { ديمقراطية المشاركة } بالمشاركة الجماهيرية العراقية المجتمعية .
- يتبين بوضوح في أدبيات الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر للحزب ، أعتماد مبدأ الحوار البناء ، والعمل على توحيد صفوف الحركات الوطنية الديمقراطية لأمتلاك الشيوعيين السفر التأريخي النضالي الطويل المعمّد بالمآثر والتضحيات الجسام ، بنكران ذات منذ 1934 بهدف بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد .
- ومن خلال الشرح الطويل لمنهاج الوثيقة يتبين تأكيد الحزب على العدالة الأجتماعية والأبتعاد الكلي عن المفهوم النفعي البراغماتي الذي هدفهُ ( النتائج وأهمال الأسباب ) ، وبذلك وضع الخط الفاصل بين النهج الأنتهازي والنهج اليساري ،  والأعتماد الكلي على الجماهير وحدها صانعة التأريخ وبانية الغد الأفضل .
-  لقد وضع الحزب شروحات مفصلة في المنهاج المعد للمؤتمر العاشر التحديث والتجديد والحساب الوطني للمستجدات التي تحدث خلال الأوضاع المأزومة في الساحة العراقية ، يتجسد في كونه حزب التجديد حيث يشير أنجلز في البيان الشيوعي على أثر كومونة باريس إلى أن : جزءاً من هذا البيان قد شاخ ، ونبوءة لينين في هذا الصدد بالذات  يقول : { أرى الحياة خضراء والنظرية رمادية }
- أحياء وبث الروح في المنظمات اللاحزبية كرابطة المرأة العراقية ، والشبيبة ، وأتحاد الطلبة ، ومنظمات المجتمع المدني ، والنقابات .
المجد كل المجد للحزب الشيوعي العراقي المناضل
وتحية أكبار وأجلال للمؤتمر العاشر أمل العراقيين في { وطن حر وشعب سعيد}
ملاحظة مهمة : الجزأ الثاني من المقالة تحتوي على أقتراحات ومداخلات وتعديلات من أضافة وحذف الخاص للوثيقة المعدة للمؤتمرسوف يعد لاحقا----- كاتب المقالة
في 14 تموز 2016


196


 
" روسو" ---- هجاء التنويروفساد الحداثة
عبدالجبارنوري
جان جاك روسو1712 -1778 جنيفي وُلِد فيها وبقي في سويسرا أكثر من خمسة عشر عاما وهو كاتب وأديب وفيلسوف  ومفكر من الطراز الأول وعالم نبات ،  تجد  في روسو الصفاء والنقاء والصوفية وهو رائد من رواد حركة التنوير التي مهدت للثورة الفرنسية   1789يعد من أهم كُتاب (عصر العقل ) وهي فترة من التأريخ الأوربي ، أمتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر الثامن عشر، ساعدت فلسفة روسو في كتابه الأول ( العقد الأجتماعي) في تشكيل الأحداث السياسية التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية ، وأثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة وفي الأنثروبولوجيا المجتمعية .
عرض أفكاره وآراءه مواضيع عديدة لها المساس المباشربالفرد والمجتمع ونوع الحكم متحديا بها آراء فلاسفة ومفكري عصره السائدة ، فلهُ نتاجات  أدبية ثرّة بشكل رسائل ومحاضرات ، وصبّ عصارة فكره وجهده في أربع كتب هي : العقد الأجتماعي ، أصل التفاوت ، الأعترافات ، والكتاب الرابع ( هواجس المتنزّه المنفرد بنفسهِ ) وحاول روسو أن يترجم خلجاته وآلامه وهواجسه وأحلامه وأشمئزازه من التفاوت الطبقي في المجتمع بين طبقة ثريّة موسرة بأفراط تهتم بالبذخ والمظاهر والتفاخر وطبقة واسعة من الفقراء المعدمين ، وكان يتألم على الدوام بهاجس أنساني ، وقرر أن يمضي فيما بقي من حياته في بيان الأتجاهات الجديدة للتنمية البشرية المجتمعية .
معتقدات " روسو " ذات الأتجاهات الحداثوية
-أنه فيلسوف المتناقضات ، يشارك في التنوير ثم ينقلب ضده ويعرّفهُ جيداً ثم يرفضه براديكالية وفضاضة أوشك أن يقول : أن الحداثة خطأ كبير، وأن علينا البحث عن علاج منها ، في خطابه الأول في مشاركته مسابقة أكاديمية ديجون ، تناول فيه الفنون والعلوم ، أعلن روسو أغرب الآراء حول الفن الذي أعتبر أن له وظيفة تنكرية ، أذ نستعمله لأخفاء أضطهادنا ، يجعلنا ننسى أننا لسنا أحراراً ، بل أسوأ من ذلك : أنه يجعلنا أن نحب عبوديتنا ، والفن والعلوم تعتبرفي رأي روس  كجزء من رفاهيتنا تعزز اللامساواة والتمزق لأنها توجد  حاجات كمالية جديدة  بديلة عن الخبز أنها ثغرة هشاشة مفروضة علينا ، وبهذا المعنى يكون حسب رأي روسوالتنوير والحداثة أنحطاطا وفسادا وليس تطورا وشارك بآراءه هذه المفاجئة والغريبة والأقتحامية الجريئة في مسابقة تلك الأكاديمية لسؤالها هل للعلوم والفنون أثر في بناء الأنسان والمجتمعات ؟ ففاز بجائزة مالية من تلك الأكاديمية .
- ويقول روسو في كتابه الرابع " هواجس المتنزّه المنفرد " ما نتيجة أن نولد في زماننا ؟ وأية فضيلة ستأتي من أن تكون غنياً بأي ثمن ؟ أن فلاسفة السياسة القدماء يتحدثون عن القيم والأخلاق ، والآن يتحدثون عن المال والأقتصاد ، ويرى أغلب فلاسفة الفترة الراهنة له : أن " جان جاك روسو " يتميّز عن فلاسفة ( الأنوار ) وعن فولتير بالخصوص الذي يعتقد بأن التقدم العلمي يمكن أن يحقق للأنسان السعادة على الأرض ،  ويمنحه القدرة على أن يكون سيد نفسه متحرراً بذلك من كل العوائق التي تكبل طاقاته ، أما روسو فقد شكك في قدرة العلم في القضاء على على شقاء الأنسان في العالم ، بل ذهب إلى حد التأكيد على أنه أي العلم يمكن أن يسبب له كوارث ومتاعب أشد وأقسى من تلك التي عرفها من قبل ، وهذا ما أثبتهُ الواقع مثلما خلفت لنا الحربين الكونيين من كوارث ودمار للجنس البشري وممتلكاته  وحضارته .
- بدأ روسو الحديث عن الفنون والعلوم لينتقل إلى الأستهلاك ثم اللامساوات الأقتصادية ، ثم يذهب إلى هجاء التعليم في نصه المتحجر والمتطرف ، ويبدو للمتلقي أن روسو ينظم إلى أعداء التنوير في زمانه إلى جانب الأرستقراطيين والكنيسة ، لكنه ليس محافظاً مثلهم لأنه لا يرغب بالمحافظة على الوضع الراهن ، بل كان يريد وضعا أكثر راديكالية لأنه يرى دعاة التنوير الذين يزعمون محاولة خلخلة واقع مجتمعاتهم ، هم في الحقيقة يعززون المكونات الأساسية لهذا الواقع .
- وكتب روسو هذه الهواجس في كتابه الرابع " هواجس المتنزّه المنفرد " أزمة الخوف والحذر وفوبيا أرهاصات اللاوعي وأحلام اليقضة والتي سببها إلى ما عاناه أو صوّر لهُ أنهُ يعانيه من ضروب الأضطهاد الموجه لهُ من كل صوب عندها يغرق في السويداء  وهو في براءة رأيه في متاهات أعماق اللاوعي لهذا الفيلسوف الناقم على نفسه من أثر عقدة الأضطهاد وعلى الوضع القائم وفلاسفة السوء الذين يبشرون بالمدينة الفاضلة المزيفة والكاذبة يرى في نفسه قد يكون صنع القليل من الخير ، لكنه في حياته كلها لم يفكر بصنع الشر مطلقا ، عندها لم يكن يجد مخرجا لهذه الأزمة النفسية وهمية كانت أم واقعية ألا بالهروب للأمام بالعزلة والوحشة  بنزهاته الأنفرادية ليصل إلى هواجسه أو أحلامه التي تبدو في كتابه هذا بعشرة نزهات تستثير عنده مشاعر عميقة يتلذذ بها لأنها توافق كسله الجسدي من حيث الأبتعاد عن كل عمل ، وتتناغم مع غزارة تخيلاته وتدفق رعشاته وأحتدام أرهاصاته من الوعي واللاوعي في آنٍ واحد .
- عند مطالعتي لكتابه الرابع والأخير " هواجس المتنزّه المنفرد " ترجمة الدكتور بولس غانم الصادرة من المنظمة العربية للترجمة بيروت 2015، يتحدث الفرنسي جان جاك روسو عن عدة مفاهيم وقضايا منها الحرية ، الحقيقة ، الصدق ، الكذب ، السعادة ، الفن ، الأدب ، والثورة  وجدت أن روسو بدراسة واسعة لعلم الأجتماع السوسيولوجي الجمعي بشهادة عالم الأنثروبولوجية الشهير ( كلود ليفي شتراوس ) يقول : أن روسو معلمنا وروسو أخونا الذي لم نعترف لهُ بالجميل كما ينبغي ، أنهُ مؤسس علوم الأنسانية الحديثة من كل فلاسفة عصره .
- سكب في كتاباته الرومانسية  اللاهوتية المشبعة بغنائية أسلوبه وفلسفته وأيمانه بطبيعة الأنسان الطبيعية التي أفسدتها الحضارة وضحها بشكل جلي في اللغة الأدبية ، و بين فيها الرغبة في تخليد الحب بالذكرى ، وشدد على اللاهوت العاطفي الجديد ، وتفنن في في أبراز الشعور بالطبيعة والطبيعة البشرية .
- هاجم روسو في كتاباته ورسائله وفي هذا الكتاب بالذات كل الأتجاهات الحضارية في البذخ عند النظم الأجتماعية السائدة ، وندد بالدور المفسد للحضارة حيث ناقض طروحات الأنسكلوبيديين وفولتير الذين يسعون للآنوار والبذخ ، مهدداً بها النظم القائمة بقيمها الجارية ، ولكن العالم الذي رفض الأصغاء أليه دفع روسو أن يترجم خلجاته ووهواجسه وأحلامه في كتابة هذا الأنجاز الأدبي والتعليمي التربوي ، ولكنه أشار إلى هاجس ( المؤامرة ) المفردة التي يقصدونها بالذات وهي المواقف المضادة له من المجتمع ومن جيل الفلاسفة ، ولكن صموده وسكينة روحه الهائجة جعلت من جميع ( تيمياته ) الرومانسية وأفكاره الحداثوية الثورية الغريبة وأحلام يقضته في المتنزه المنفرد التفهم والأستيعاب وتقبل آراءه المرفوضة  تستوعب وتقبللها من قبل الجبهة المضادة لأفكاره الحداثوية التي بعثت هزة كهربائية في التوعية حيث أصبح كل من العالم والفيلسوف الفرنسي ( شاتوبريان ولامارتيني ورونيه ) هم ورثة الحقيقة للمتنزه المنعزل وخاصة الشعور بالطبيعة وهروب الزمن لدى روسو.
في 11تموز 2016
 
  .
-

197
مجزرة الكرادة ---- والخافي أعظم في تكرارها
عبدالجبارنوري- السويد
نحن على علم مسبق وتام بالذين صدروا لنا الموت والدم والمقابر والمآتم ، وتحوّل التحريض الخفي ضد الشعب العراقي إلى خطابٍ ديني وسياسي على المنابر وعبر شاشات الفضائيات العربية والعراقية وبمكبرات الصوت في المساجد ، وصدى عواء ذئاب غابات الكراهية والحقد الصادرة من عقولها المشفرة والمظللة بلوثات الهوس الجنسي الأنثوي والغلماني السرابي الموهوم في فردوس مفقود أصلاً ، وشخصنا تلك الكتيبة المعتوهة وهي تنادي : أذبحوهم أنحروهم أقتلوهم أحرقوا الأرض  من أقدامهم وأمسحوهم من على وجه أرض الله لأن الله لايعبد بوجودهم ، وكل هذا العويل والعطش لشرب دماء العراقيين وقلب موازين العقل البشري السوي بعلم سلطات مملكة الكراهية وقطر وتركيا والأردن وأمام أنظارهم ومسامعهم كأدلة دامغة وصريحة ومشرعنة بأرتكاب مجزرة الكرادة من قبل داعش الأرهابي لقتل أكثر من 400 شهيد حرقاً وهدم أكثر من ست عمارات وحرق عشرات السيارات ومن بداخلها من بشر ، وكان أختيار منظمة الموت الداعشية المجاني للكرادة بالذات وبهذا المكان لأنها من أجمل مناطق بغداد المكتظة بالأسواق والكافتريات والمطاعم والمولات الثرية والأنيقة ، وتكون أكثر أزدحاماً في ليالي شهر رمضان وبعد منتصف الليل ، وللعلم أصبحت التفجيرات مسألة روتينية معتادة من قبل شعبنا المسكين وتتغاضى عنها الحكومة ، حيث بينت آخر الأستبيانات الصحفية أن معدل ثلاث انفجارات يوميا تضرب بغداد منذ أحتلال العراق عام 2003 ، وكشفت مجلة تايم TIME  ليوم الأربعاء 6 تموز الجاري تعرض العراق لآكثر من 2000 هجوم أنتحاري من العام 2003 لحد 2015 ل 23 ألف و487 قتيلاً ، وعدت تفجير الكرادة في يوم الأحد الماضي من أسوء هجوم مروع لم يشهد مثيله في تلك التفجيرات ، وسجل العراق في النصف الأول من سنة 2016 مقتل 7118 وفي أيار 1407 ونيسان 1261 وحزيران 118 وفي تموز الكارثة الكبرى كانت أكثر دموي حين يصل عدد المقتولين والمفقودين 500 شهيد ويصبح المجموع 10 آلاف و406 .
وفي تفجيرات الكرادة أستخدم العدو الداعشي { سلاح التدمير الشامل } وذلك للخراب والتدمير الذي حدث على البشر بقتل وجرح أكثر من 500 ضحية وتدمير البنى التحتيى لمسافات بعيدة يتبين لنا أن هناك أيادي مخابراتية لدول متقدمة ودول مانحة لجهات وشركات لصنع هذا السلاح التدميري ، وبأعتقادي جاء ثأراً وأنتقاما أمريكيا وأسرائيليا في الأستعراض العسكري لفصيل من الضباط والحشد الشعبي وهم يدوسون على العلم الأمريكي والأسرائيلي وأضرام النار فيهما  في مسيرة يوم القدس في البصرة ( والذي جعلني أن أطرح هذا الهاجس هو ما قامت به المخابرات الأمريكية في أغتيال ليلى العطار في 1991السابق ) .
أسباب الأختراق:
- بأعتقادي أن هناك حلقة مفقودة هو عدم وجود قيادة أمنية حقيققية مهنية محترفة تشير بوصلتها للعراق بل هم من تشكيلة ( حكومة الهلوسة السياسية ) وأقولها والمرارة تعصرني والألم يمزقني على كرادتي الجميلة التي أشتغلت بها لأكثر من خمسة عشر عاما في أول تعيني بها كمدرس فوجدت في أهلها الطيبة والكرم والأنسانية وهي شيمة جميع الأحياء البغدادية ، يا حكومة الغفلة والزمان الأغبر من أي كهف مظلم خرجتم لوطننا المبتلى ، وبأية ضبابية وظلمة ليل أسود ( وساعة كشره ) صعدتم على أكتافنا لتحكموا بلد الأنسانية والحضارات والأنبياء والأئمة وتقمصتم بجلباب الأمام علي وسرجون الأكدي وعبد الكريم قاسم زورا وبهتانا ، وتعسا للص  المحتل الأول ( بريمر ) عندما أختار كل نطيحة ومتردية ،  وصار بعضكم  يصول بثروات ومقدرات العراقيين المنكوبين ، ألا لعنة الله على الديمقراطية العرجاء المستوردة ، وألف بصقة على هذا الزمان الصدفة وضربة الحظوظ ، وألا ألم يخجل (ريسنا  ) الهمام ويقطع زيارته الأستجمامية في لندن هو وأسرته وحاشيته التعبانة  بأكثر من 30 مرافق لتكلف الميزانية العراقية المنهكة وتنظر إلى بغداد وهي تحترق  وكأن نيرون يتفرج عليها من بلد الضباب ويتلذذ بآهات سكانها .
- ضعف الأجهزة الأمنية نتيجة التجاذبات السياسية والطائفية ، المشكلة في العراق هي سياسية ليست أمنية كما فضح مستورها وزير الداخلية الغبان عند تقديمه الأستقالة وقال : أنا تحت ضغوط كتلوية وحزبية وطائفية وأقليمية ، والظاهرة الأكثر خطورة هو ( تقصير الجهد الأمني في فوضى تحمل المسؤولية وذلك من الخطأ الفادح أن يكون (مسك الأرض بيد الداخلية والقيادة بيد الدفاع )  .
- تشبث بعض أصحاب القرارالفاشلين من السياسيين بكرسي الحكم ومهما حدث من خراب ، وهذا اللاعب الأرجنتيني ( ميسي ) يخفق في ضربة جزاء لمنتخب بلاده ، فيقرر الأعتزال - والدموع تملأ عينيه – أعتزال المباريات الدولية ، فاللاعب الذي تخذله قدماه في تحقيق الفوز لبلاده لا مكان له في المنتخب الوطني ، وكأنه يعي { لا تخذل الناس الذين علقوا آمالا عليك }  هذه هي ضربة الوطن والمواطنة فأين نحن منها ؟؟؟.
- الفشل الذريع في ملف تبادل عتاة الأرهابيين بمتهمين عراقيين بتجاوز الحدود والتهريب والمخدرات ما هكذا تروى الأبل يا ساده ياكرام ( أن قوانين الحياة تشبه قوانين الفيزياء " لكل فعلٍ رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه في الأتجاه ) فهل يصح أن نسمع منذ 2003 أعدمت حكومة المحاصصة والتوافق سعوديا واحدا فقط لا غير وأقل من 400 أرهابي من عرب وعراقيين مقابل مليون شهيد وجريح ومعوق ومفقود في الأعمال الأرهابية .
- في ملف أجهزة الكشف عن المتفجرات وملف أستيرادها أخترقها الفساد الأداري والمالي وأن الحكومة لا زالت تستخدم أجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة للعمل وتعتمدها في نقاط التفتيش على الرغم من أنها مخصصة لجمع كرات الجولف وليس للتفجيرات وأن هذا الأمر يمثل أستهانة في دماء العراقيين وتأكيد مبدأ الأستغفال منذ 13 عاما ، والشيء المخجل بأن القضاء الأنكليزي حكم على المصدر البريطاني بعشرة سنوان سجن ، بالوقت نفسه يمرح ويلعب المسؤولون عنها بملايين الدولارات في عمان ودبي وبيروت .
- أستعمال الموبايل أثناء الواجب لحراس السيطرات الفايخة والمكرشة .
- الضحك عل الذقون في تشكيل اللجان التحقيقة التي لم نسمع بنتائجها منذ 13 سنة لحد الآن ، لأنها تركن على الرفوف المنسية خوفا من غضب الأحزاب والكتل التي لها علاقة غير مباشرة في تمرير السيارات المفخخة والأنتحاريين .
- الخلايا النائمة  من البعثيين الحاقدين على المسيرة الجديدة والمتحالفة مع داعش الأرهابي والمنتشرة في مساحة واسعة وألا كيف عبرت الشاحنة من محافظة ديالى إلى الكرادة ؟

الخاتمة : الأسراع بتنفيذ أحكام الأعدام الصادرة بحق المدانين والكاملة حيثيات أوراقهم الجرمية المميزة وحبذا لو يتم التنفيذ بعد كل تفجير أرهابي ، وحصر أعادة المحاكمة بمرة واحدة لا سبعة مرات بألغاء القانون الجنائي الجزائي رقم 70 بالتصويت عليه في البرلمان العراقي وينشر في جريدة الوقائع العراقية لكي يكون رسميا ، وطالما لم يتغيّر أصحاب القرار السياسي المجرد من ثقافة المواطنة التي تتحكم بها زعماء الطوائف والأحزاب الخاضعة لأرادة دول الجوار وبرعاية أمريكية وهي فاقدة للحضور وحتى للوظيفة الشرعية لحكم الأسلام السياسي الذي يحكم الآن سوف تستمر التفجيرات ويتدفق شريان الدم العراقي بشكل بارد ورخيص ولنا الله والخافي أعظم-----
في 7 تموز 2016



198
الموصل --- وأربع روايات " هندية "لتحريرها
عبدالجبار نوري- السويد
أنها نينوى شمال عراقنا الحبيب ، مركزها الموصل الغير حدباء ، بل هي طودٌ وجبلٌ شامخ تتحدى عاديات الزمن بكبرياء وشموخ بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة وهي تحمل تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات آشور بانيبال ، أنها أم الربيعين بتجدد فصولها المخملية الشفافة ، أنها مدينة الخير والعطاء الرافديني ، أنها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنها مدينة أبي تمام وأسحق الموصلي وأبن الأثير ومدينة الفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وزها حديد وجواد سليم ، أنها مدينة الشعب الموصلي العريق المؤطر بحب العراق بشهادة أستفتاء معاحدة سيفر 1921 التي تشير بنودها التأريخية بعقد قران كاثوليكي لا رجعة فيه بالتصويت بأغلبية ساحقة في ضم الموصل إلى العراق الحبيب ، بالرغم من الظروف الدولية المعقدة والصعبة خلال الصراع الفرنسي والبريطاني والتركي .
واليوم ونحن قادمون اليك يا موصل لطي الصفحة الأخيرة وتنظيف ترابك المقدس من رجس حاملي السيف والمعول أصحاب العقول الخرفة وكنس مؤيديهم من شيوخ الفتنة ودواعش الحكومة ، وتعذرينا لنعلمك – وأنت غافية على ضفاف دجلة الخير مؤرقة بكوابيس أرهاصات الأشرار والعملاء – بأنك سوف تواجهين أربعة سينوريوهات مشبوهة لا تمت بصلة لهذه التربة الطاهرة  {والظاهرة الغريبة والغير مسبوقة في عالم (الحرامية) : أن اللصوص يتسابقون بصراعٍ مرير قبل التحرير ، لأننا تعودنا على الفرهود وتقسيم الغنائم بعد التحرير ويبدو أن غايتهم جميعاً طمس معالم وذاكرة المدينة وشد عربتها بحصان الأجندات الأجنبية وهي الوجه الثاني لعملة  الخلافة (الخرافة ) المزيفة ، واليك تلك الروايات الهندية المضحكة والمبكية وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي مأساة شعبنا وأحزانه التأريخية منذ تأسيس هذا الوطن المبتلى بأشباه الرجال :
-المشروع الأول الأمريكي وهو أخبث النوايا السيئة للسيطرة على عنق العراق والقريبة من قواعدها التركية  في ( أنجرلنك )، والأستفادة من مصادر الطاقة في سهل نينوى وتمرير مشروع بايدن السيء الصيت في تقسيم المنطقة من جديد والقفز على معاعدة سايكس بيكو، ورسم خارطة الموصل الجديدة الممتدة من سهل نينوى حتى مدينة الرقة السورية بمباركة (النجيفيين ) وكذلك أبعاد الجيش العراقي والحشد الشعبي عن أرض المعركة ، ليحصل على السبق الصحفي الأعلامي المساند لحملة الأنتخابية الأمريكية المزمع أجراؤها في تشرين الثاني المقبل .
الرواية الثانية : المشروع التركي :  تلك الرواية والتي بدأت بوادرها في الغطرسة التركية الأردوغانية – الأخوانية المتحالفة مع عتاة الأرهابين قبل سنتين في أحتلال وتدنيس التراب العراقي في بعشيقه بكتيبة تركية رافعة العلم التركي متحدية السيادة العراقية للتحضير لأستلام الغنائم ، وأشباع غرورها وسد مافقدته في الموصل بمعاهدة سايكس بيكو ،وتحقيق أحلام العصافير الأردوغانية في تأسيس دويلة تمتد من الموصل حتى الرّقة السورية  لتحقيق أوامر سادتها الأمريكان والخلايجه الكارهين للمشروع الديمقراطي الجديد  في العراق ، وتحقيق الصحوة المتأخرة في أحياء بلاط حريم السلطان السخيف ،  ولجعل الموصل بوابة لتركيا .
السيناريو الثالث : موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود المنتهية ولايته  في الأقليم، له في تحرير الموصل رأي توسعي خاص فيه الأبتزاز ومجرد من البوصلة العراقية وذلك بأشتراطه( المشاركة مقابل ألحاق أجزاء من نينوى بالأقليم ) وكأن الأقليم دولة مجاورة لا كونها جزء من العراق .
والفلم الهندي الرابع : هو عربان القومجية من شيوخ الفتنة ودواعش الحكومة ومجاهدي الفنادق ودواعش السياسة وذباحة منصات خيم الأعتصام ، وهم جميعاً عراب الطائفية المذهبية المكلفين بأشعال حرائقها والممولين بمليارات السحت الحرام السعودي والقطري والملوثة عقولهم بفتاوى الظلالة الوهابية ومن شاربي بول البعير من كأس الدواعش حتى الثمالة وبتأييد من الجيل الموصلي الجديد وفي غفلة من الزمن الأغبر عندما خان الأحفاد رسالة الأجداد في وصيتهم المكتوبة بدمائهم بالمحافظة على قدسية تربة الموصل وللأسف المئات تقمصوا بجلباب أبي رغال  وساعدوا المتآمرين في تسليم المدينة  لداعش ، وهم اليوم رافعين شعار الأقليم على أساس مذهبي وطائفي ومناطقي بهوية أجنبية مرتبطة بشريان البترول بني سعود وقطر موزه وأردوغان سلطان( خيال المآتة ).
وأخيرا وليس آخراً لقد أثبت العراقيون أنهم أصحاب رسالة وحضور ثورات وأنتفاضات الأجداد وشهد العالم أنتصارات جيشه الباسل والشرطة الأتحادية والحشد الشعبي والعشائري في تحرير صلاح الدين والأنبار والفلوجة أخيراً أنهم قادمون إلى الموصل ليقلبوا الطاولة على المحتلين والأرهابيين وتجار السياسة وعملاء ماما أمريكا وأخوة يوسف الخلايجة ويكللوا ويوشحوا( الصفحة الأخيرة ) بالنصر المؤزر وأرجاع أرضنا المسلوبة-------
في 3تموز 2016



199
بريطانيا والأتحاد الأوربي---- والطلاق التأريخي
عبدالجبارنوري-السويد
كان يوم الخميس 23 – 6- 2016 يوم الأستفتاء البريطاني على موضوع الموقف الشعبي من الأتحاد الأوربي European Unionوكانت النتيجة أن صوّت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الأتحاد الأوربي في قرارٍ تأريخي بنسبة 52% مقابل 48% وذلك بعد 43 عاماً من العضوية ، وكانت نسبة المشاركة 72% ( شبكة BBCالأعلامية ) وهي أكبر أية نسبة أنتخابية بريطانية ، وأصبح خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي بمثابتة صدمة أو دوامة عاصفة عنيفة هزت الكيان البريطاني أقتصادياً وطبقياً وتشظياً في الأوساط الحزبية والسياسية وطفحت بوادرها على السطح بعد يوم من هذا الأستفتاء المرير أنسحاب سبعة أعضاء وزراء من حزب العمال البريطاني المعارض في حكومة الظل ، وأعلان ( ديفيد كاميرون ) رئيس الوزراء البريطاني أستقالته يوم الحمعة 24-6 باقياً لتصريف الأعمال حتى أكتوبر القادم ، وأن الأسكتلنديين أبدوا مخاوفهم وحذرهم من هواجس الخروج حيث كانت نسبة التصويت 62% لصالح البقاء في الأتحاد مقابل 38% مما يضعها على خلاف مع بريطانيا ، وأمتدت الزوبعة إلى أحزاب اليمين المتطرفة في أشعال حرائق الكراهية والتعصب ضد الأجانب وخاصة المهاجرين ، وقد يكون هو السبب الرئيس الذي حثّ أصحاب القرا السياسي لأتخاذ هذه الخطوة السونامية الجارفة كانت واضحة في رسالة وزيرة الصحة في حكومة الظل العمالية لرئيس الحزب ( --- بقلبٍ يملؤهُ الحزن أكتب أليك أستقالتي ) ، ووُصِف باليوم الحزين أو الزلزال أو الطلاق أذ سجل مباشرة أرتفاع الدولار والذهب والنفط وأنخفاض في أسعار اليورو والجنيه الأسترليني .
أن مؤيدي الخروج أخطؤاالتقدير!!!
ربما سيندمون في المستقبل القريب وذلك : -
-هناك أكثر من مليونين من البريطانيين يعملون في دول الأتحاد الأوربي .، وأكثر من ثلاثة ملايين عامل بريطاني مرتبط بمؤسسات الأتحاد مباشرة .
- ويقدم الأتحاد الأوربي مساعدات سنوية لمشاريع عمرانية ، ومساعدات للجامعات البريطانية .
- أنّها هزة أرضية بريطانية حين قسّمتْ المجتمع البريطاني على أساس جغرافي وطبقي وسياسي ، وشد عربة العمال والكسبة والفلاحين والمهاجرين وكبار السن بحصان البرجوازية والرأسمالية البريطانية وتياراتها وأحزابها اليمينية الشوفينية .
- تنامي شعور موجة الحركات العنصرية والقديمة بأن حريتها مقيدة بقيود الأتحاد الأوربي ، من حرية السيطرة على المنافع الطفيلية الأمبريالية ضمن فضاءات الأستثمارات الآسيوية والأفريقية وأمريكا الوسطى والشرق الأوسط ، فأعتُبِرالخروج عيداً للقمة الهرمية الأستعمارية الأمبريالية وتحلم بالرجوع ألى كونها كانت دولة منفلتة دون قيود لامبرر لها .
- وهناك شعور متلازم مع الأجيال تأريخياً : بأن بريطانيا من الدول المتقدمة أقتصاديا أذ تعتبر السادس عالمياً من حيث الناتج المحلي الأجمالي والسادس من حيث تعادل القوة الشرائية ، وكانت القوة العظمى الأكبر في العالم خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لكنها تراجعت بسبب تكلفة الحربين العالميتين ، ولكنها لا تزال ذات نفوذ أقتصادي وثقافي وعسكري وعلمي وسياسي قوي فكان للعولمة والمشاركة الأيجابية في الأتحاد الأوربي  مع دولها ال 28 دوراً مهماً وفعالاً في زيادة أواصر التقوية  في مجالات متعددة .
- ثم أن مؤيدي الخروج لم يحسبوا أن بريطانيا مرتبطة برابطة الشعوب البريطانية المعروفة بالكومنولف حيث أن صدمة الخروج سوف تفكك عرى تلك السلسلة التأريخية والمستفيد الأكبر هم البريطانيون .
- ولن تبقى بريطانيا التي كانت عظمى ذات يوم على ما عليه بعد الآن بخروجها من الأتحاد الأوربي وستفتح الباب واسعاً أمام دول دول أخرى للخروج .
- وقد يؤدي ألى أستقلال الأقاليم الأربعة التي تتكون منها المملكة وهي أنكلترا وويلز وأسكتلنده وأيرلنده الشماليه .
- ويقول المحللون الأقتصاديون وخبراء المال : أن المؤسسات المالية المستقرة في لندن والناشطة في السوق الأوربية المشتركة الموحدة ستخسر (جواز ) عبورها الأوربي في حالة الخروج .
- أنخفاض قيمة الجنيه الأسترليني بنسبة 33 -1 للدولار وخسر نحو 100% من قيمته  فمن كان معه مليون جنيه خسر100 ألف بساعات  ، وتعد قيمة الجنيه الأسترليني من أهم الأدوات الأٌقتصادية في التنبؤ بالمستقبل المالي في بريطانيا وهذا يعني ( أرتفاع كلفة شراء السلع والخدمات من الخارج وبالعكس أنخفاض سعر البضائع البريطانية المعروضة للبيع في الخارج ، ويسير الأقتصاد البريطاني ألى التضخم وهنا ستلجأ الحكومة ألى رفع سعر الفائدة مما يؤدى ألى التأثير المباشر على الأنفاق الشخصي .، بسبب لجوء الحكومة حتماُ ألى رفع نسبة الضرائب كما صرح به وزير الخزانة البريطانية (جورج سبورن )  وتابع : وقد تحتاج الحكومة ألى التقشّف وضعف الأنفاق على الأقل لمدة عامين وهو شرط البقاء في الأتحاد لمن يريد الخروج
- ويتوقع الأقتصاديون وحبراء المال أن تؤدي الصدمة المالية الأقتصادية ألى زيادة عدد العاطلين في بريطانيا  ، وهذا الأنخفاض في النمو الأقتصادي يؤدي إلى أنخفاض ما لدى الحكومة من أموال مما سوف تكون بريطانيا في حرج أمام صندوق النقد الدولي والمساعدات الأممية للدول المانحة .
- وقد يؤدي إلى أرتفاع كلفة شركات الطيران نتيجة الخضوع لمزيد من قواعد رسوم الطيران الدولي ، وقد تؤدي أيضاً إلى زيادة رسوم كلفة أستخدام الهواتف المحمولة في أوربا .
- وفي قطاع الطاقة ستلجأ الحكومة إلى رفع تكلفة الأستثمار في هذا القطاع الحيوي وتأخير المشاريع الجديدة في ظل عجز متوقع في المعروض من الطاقة الكهربائية في البلاد ، وسيتردد المستثمر في مجال الطاقة فضلاً عن أنباء ( تحذير ) شركتي شل ووبي بي بخصوص الخروج ----
في- 30 حزيران 2016




200
صحيفة الديلي ميل – وغسيل البرلمان العراقي
عبدالجبارنوري-السويد
عن آحدث تقرير لصحيفة " ديلي ميل" البريطانية الواسعة الأنتشار يوم 15-6-2016 ، طلعت علينا بمانشيست عريض  { البرلمان العراقي أسوأ وأفسد مؤسسة في التأريخ !!! }--- سبب كثرة الأموال والأمتيازات ، أذ أنّ البرلمانيين العراقيين يحصلون على أكثر من ألف دولارللعمل لمدة عشرين دقيقةفقط من دون أن يصنعوا قانوناً واحداً يهم البلد ، أضافة ألى حصولهم على رسوم تقدر ب 90 ألف دولار رواتب ، 5. 22 ألف دولار شهرياً ما يعني تقاضيهم راتباً أكثرمن عضو الكونكرس الأمريكي ، وأضافت أن هناك أستياءاً شعبياً عارماً أزاء النائب العراقي ، لأنه يحصل على هذا المبلغ الخرافي وحين يكافح الكثيرون من أجل تغطية نفقات حياتهم اليومية البائسة والتي زادها البرلمانيون بؤساً ، وتشير إلى أن الموظف الحكومي المتوسط المستوى يحصل على 90 دولار في الشهر ، وأوضحت أن البرلماني الذي يفشل في الحصول على مقعد في الدورة التالية تتم أحالتهُ على التقاعد ( المفبرك ) ليتقاضى 80 بالمئة من راتبه الشهري مدى الحياة تقدر ب 20 ألف دولار ( أي 26 مليون دينار عراقي ) ، ويسمح لهُ بالأحتفاظ بجوازهِ الدبلوماسي هو وجميع أسرتهِ  مؤكداً أن هذه الأمتيازات الشاذة التي أخترعها الرلماني العراقي تسرق قوت الفقراء والأيتام والأرامل وحتى أعظم رؤساء دول العالم ما كانوا يحلمون بالحصول على هذه الأمتيازات .
خواطرمأساوية أحلاها مُرْ
أن ما ذكرتهُ الصحيفة البريطانية من نقاط النظام على ما يسمى بمجلس النواب أو( النوام) العراقي لهو هامش بسيط من السوء والخافي عندنا أعظم حين يكون المجلس غارقاً في مستنقع الرذيلة والأنانية المفرطة في حب الذات والتنكر للوطن وللشعب  ولناخبيه .
-من المضحك حقاً أن يذهب هذا البرلمان بلا رأس إلى عطلتهِ التشريعية ، ويذهب نوابهُ إلى منتجعاتهم في بيروت وعمان وأسطنبول ودبي وأربيل ، وأقسموا على أن لا يتفقوا حول شرعية الرئيس ، ورموا الكرة بأتجاه المحكمة الأتحادية التي تلعب بعامل الزمن وبقضاتها ال 18 تنأى بنفسها عن الخلافات السياسية وتبحث عن درع واقي لحمايتها من ضغوطات الكتل السياسية المحترفة في لعبة الروليت الأمريكي والسيولة السعودية والمؤامرات القطرية والأحلام الأردوغانية التركية – والبرلمان بوصفه الحالي يعتبر أنقلاباً على الديمقراطية أذ يفترض أن يكون المجلس نقلة نوعية من الحالة البائسة قبل 2003 ألى المحافظة و تعزيز النظام الديمقراطي الجديد .
- والبرلمان اليوم خيانة وسقوط أخلاقي عندما يحضر أكثر من 240 نائب لتشريع مخصصاتهم ونفعياتهم  ويتبخر العدد إلى 120 عند طرح تشريع قانون لحماية مكتسبات وطنية وشعبية وحماية اللحمة الوطنية كقانون تجريم البعث وقانون رفع المخصصات أو تحجيم الأنفاق الكمالي والغير ضروري كالأيفادات العبثية والحج والعمرة ولعدة مرات  والعلاج في المستشفيات الأوربية لعمليات تجميلية أو أمراض بسيطة  ، أليس هذا سقوطاً أخلاقياً ؟.
- وأن(بعض) نواب البرلمان بعد السقوط أصبحوا سماسرة لوطن معروض للبيع في بورصة ساسة أنتهازيين ونفعيين وتجار أزمات وميكافيليين بأمتياز فيه المشهد السياسي مفتوح على المجهول--- والآتي أعظم .
- والغريب أن يجمع بعضهم بين عضويته في المجلس ومنافع رجال الأعمال ( أي بزنز مان ) بالوقت الذي يحرم الدستور العراقي 2005 الجمع بين عضوية المجلس وأي عمل رسمي أو في القطاع الخاص بالمادة 49 .
في 20 حزيران 2016

201
الفيلم العراقي " بحيرة الوجع "--- رسالة في التعايش
عبدالجبارنوري- السويد
عند مشاهدتي عرض الفيلم العراقي { بحيرة الوجع } على  صالة المسرح الوطني في بغداد خريف 2015 ، وبصراحة شديدة أثارت لدي مشاعر متعددة الأتجاهات أبرزها الفخر والأعتزاز بهذه الخطوة الفنية الرائعة للمخرج العراقي الأقتحامي والمبدع " جلال كامل" الذي زج بكل أمكانياته المتاحة لأرجاع ما فقدناه في كل شيء وخاصة السينما بوابة العالم الثقافية ، والشيء الثاني قد أثار لدي شجون وآلام وأحباط عن تهميش هذا الفن ووضع علامة كروس على بواباته ، وأثار فينا مواجعنا نحن جيل الستينات والسبعينات للقرن الماضي لتلك الفترة الذهبية بل الماسية في تطور فن السينما وأزدياد المطرد لمرتاديه وأزدحام شباك التذاكر وأرتفاع سقف الطلب عليه مما شجع القطاع الخاص ألى بناء صالات دور سينما راقية فيها التكنيك المعماري الحديث من تبريد وشاشات عملاقة وكراسي وثيرة وكامرات حديثة وطاقم أداري وعمالي لخدمة المرتادين مثل سينما النصر وسميراميس وأطلس والخيام وروكسي وريكس ، وقد لحقنا بالسينما العالمية لولا الروح الجاهلية لأصحاب القرار السياسي بعد السقوط وأحسن نزار قباني حين قال : لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية.
  وكان من  ضمن مشاريع المخرج والممثل المبدع جلال كامل وذلك بتصوير فيلمه الروائي الطويل ( بحيرة الوجع ) ضمن فعاليات { بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 ليحكي هموم العراقيين المختلفة بعد الأحتلال الأمريكي للبلد عام 2003 وما رافقهُ من عنف أجتماعي وسياسي وحرب طائفية وقتل وتهجير ، وهو فيلم يحاكي الدراما العراقية ، وأن الفيلم يتحدث عن الأحداث التي حدثت ما بين عامي 2006-و2007 والتي طفحت بمساويء الأحتلال الأمريكي .
تناول الفيلم :
-التهجير والقتل التي قامت به المجاميع الأرهابية والميليشيات لمصالح شخصية بحتة ، أستعملت الدماء العراقية من أجل تحقيقها .
- وهو يناقش الأحداث والوقائع والمشاكل الأجتماعية بعين وطنية محايدة .
- وهو يجسم صراع أرهاصات القيم الظلامية التي دخلت ألى المجتمع العراقي ومعها فايروس الفتاوى الظلالة الوهابية .
- وهي رسالة ضد الجهل في موروثات العادات والأعراف القبلية الرجعية البالية والتي أمتزجت مؤخرا مع التطرف الديني وخطوطها الحمر في المحرمات - وما أكثرها – مثل ( الفن والمرأة والرياضة والدين ) وأحلال التعايش والمحبة والحوار ، ويمكن أن أقول { أن الفيلم قد أكد على المعادلة السوسيولوجية المجتمعية بأن { العنف يفقد البلد قدرته على التطور وبالتالي أيقاف عجلة الحياة }
- وأن موضوع الفيلم أجتماعي أساسهُ الموسيقى ، وأنهُ فيلم ناجح حيث كان فيه الأداء جميلا ومعبرا ومتميزا ، وأن عنوان الفيلم ( بحيرة الوجع ) وهو تحوير ونحت جديد لعنوان موسيقى المعزوفة العالمية الشهيرة ( بحيرة البجع ) من روائع الموسيقي الرومانتيكي الروسي " تشايكوفيسكي " التي ألفها في عام 1887م ،والتي تضاف ألى تراثه الموسيقي العالمي في { الجمال النائم وكسارة البندق والأميرة النائمة} تتضمن بحيرة البجع أربعة فصول أستعراضية موسيقية راقصة في باليه درامي وعُرض كفيلم في موسكو عام 1887 ، تعتبر من روائع الأعمال الكلاسيكية سواءاً في عالم الموسيقى أو رقص الباليه ، وهي تمثل الأنوثة في أنقى حالاتها ، وفي 1968 رقصت الممثلة الأمريكية الشهيرة ( باربارا سترايسفد على هذه المقطوعة في فيلمها ( فتاة مضحكة ) ، وتبعتها السينما الأيطالية في أنتاج فيلمها الكلاسيكى الأستعراضي (الأنوثة ) بالأعتماد على راقصة الباليه المشهورة الأيطالية الموهوبة ( بيرينا لينفناني )ومشاركة الراقصة العالمية ( بافل غيردت ) .
 ويبدو أن جلال كامل أختيارهُ للعنوان جاء لتأكيد أهمية الموسيقى في ترجمة معاناة آلام وعذابات المخرج الذي هو نسخة من ذلك الشعب المعذب والمهدورة كرامتهُ والمسروقة أمواله والمبتلاة بحكومات السوء المتعاقبة عليه منذ تأسيس الدولة العراقية .
ألا أن المخرج المبدع " جلال كامل " في بحيرة الوجع وقف موقفاً حازماً من :
 التقاليد العشائرية  المتخلفة وعالج المواقف السلبية من المرأة التي همشتها الموروثات القبلية وفتاوى الظلالة للأرهاب الداعشي ، ومرافقة أحداث الفيلم بالعزف الموسيقي وتوليفه مع سرديات الفيلم لهو تحدي للأرهاب بأستخدامه الفن كوسيلة للتحدي والمقاومة وهو كون التنظيم الأرهابي يحرّم الفن والموسيقى والرياضة .
والجانب الأكثر متعة تلك اللقطة الرائعة من المخرج المبدع " جلال كامل " في استخدام ( القربة ) الموسيقية وهي بيد الأطفال وتوليفها الشجي مع " انشودة الحياة " والأمل والسلام من شعر كاظم حجاج ولحن جلال كامل :
في البدأ كان الرافدان
وكانت الدنيا دخان
لا بارق خلف المدى
والأفق ضاق
حتى بدى مثل الندى
وجه ا لعراق
يالها من كلمات ملائكية وبألحان سماوية مليئة ببرائة الطفولة وهم حاملين أيقونة الحياة والسلام والتآخي بين مكونات الشعب العراقي وكأن المشهد الأخير رسالة فحواها {{ الجيل الجديد سوف يقضي على الأرهاب لأنه تسلح بالعلم والمعرفة ومبدأ الحوار وقبول الآخر وطبع هوية المواطنة الحقة لخلق الأنسان الأيجابي }} .
المجد للمخرج والممثل المبدع والمتألق " جلال كامل " ونحن بأنتظار أبداعات قادمة في أحياء عالم السينما العراقية الرائدة  .
في – 12-6-2016


   

202
داعش --- وفوبيا البارانويا
عبدالجبارنوري-السويد
البارانويا : هي حالة نفسية مرضية تتسم بأعراض *الخوف من حصول شيءٍ سيء . *الظن بأن المسؤولية تقع على الآخرين . * الأعتقاد والأيمان المبالغ فيه الغير مبني على أسس واقعية . يكون الشخص مصاباً بجنون الأرتياب( باللاتينية Paranoia أو الهذاء بالأوهام بالأنكليزية Delusion تقنعه بأنه مضطهد Persecution ومستهدف من قبل الآخرين ، فيعوّض عن هذا الشعور العدواني بشرنقة نفسه بالحذر والحرص الشديدين والأنتقام من الآخرين للحفاظ على وجوده ( عن ويكيبيديا بتصرف ) .
أن الذي حدث في الساحة العسكرية للتنظيم خاصة في أيلول 2015 من أنكسارات عسكرية وهبوط الخط البياني الذي أخذ يعد التنازل العكسي ، وتوقف التمدد والتوسع وقرض الأرض في( سوريا ) بسبب المساعدات العسكرية( الروسية ) وهمّة وتضحيات الجيش العربي السوري .
وفي أواخر 2012 أستعملت أمريكا وقوات التحالف القنابل الذكية بواسطة طائرات بدون طيار في أصطياد ووقتل قياديي داعش .
 وفي2016 سنة الأنتصارات في ( العراق ) وبسالة وشجاعة الجيش العراقي والتحالف الدولي ، وشعبنا المكتوي بحرائق داعش الأرهابي  تمكن من تحرير أكثر من 60 بالمئة  من أراضينا المقدسة ، كل هذا أدى إلى تغيير التكتيك العسكري للتنظيم إلى ( دفاعي ) بترسنة الخط الدفاعي الأول ( على الطريقة الأسرائيلية )  بينما أخذ التحالف الدولي بتكتيك التصفية في غارات أمريكية بطائرات دون طيار حسب أحدث تقرير بثتهُ{ قناة فوكس الأمريكية} يوم الأحد الماضي بأن تلك الطائرات بدون طيار أصطادت قياديي داعش في سوريا مثل أبو الهيجاء وشاكر وهيّب في العراق ، وأصبح الخوف من هذه التصفية المروعة والشكوك هاجساً مقلقاً يؤرق التنظيم ، وتحولت هذه المخاو إلى وقوعها في الشبكة العنكبوتية( للبارانويا) والتي ظهرت أعراضها المدمرة في قيادات التنظيم من الشك والريبة ألى هوس حقيقي وملموس في أتهام العشرات من الضباط والقياديين في تورطهم بنقل المعلومات إلى قوات التحالف الدولي وخاصة من أبناء العشائر للمناطق المحتلة الذين لمسوا العذاب وعايشوا أساليب الموت لهذا التنظيم الأرهابي الشرير كالتعويم في أحواض الحامض الأسيدي ، وحرق الأحياء ، وأغراقهم أحيناً ، وقطع الرؤوس صبراً ، وتعليق الجثث في وسط المدن المحتلة لعدة أيام ، يكتب عليها ( خائن الدولة الأسلامية الخلافية) لأرهاب كل مندس محتمل ، وبسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم في ظل الشكوك المتنامية أعدم داعش أكثر من 80 من المنتمين أليها من مختلف المستويات القيادية في الفترة القليلة الماضية بعد الشكوك في ولائهم ، أو في تسريبهم معلومات حساسة ألى التحالف الدولي لذا أتجهت تكتيكات داعش ألى التصفية الداخلية  بحركة أعدامات غير مسبوقة لقيادييها مثل : عمر الشيشاني وشاكر وهيب وحاجي أيمن وأبو العلاء العفري وأبو علي الأنباري ،وحتى طالت مؤيديها ومريديها.
وبعد تنامي وتصعيد التحالف من أسلوب أغتيالات القادة بالطائرات الذكية مقابل ذلك أزدياد الأنتقام من المشتبه بهم مما أضطر العشرات من القياديين في التنظيم الهرب من ساحات القتال أو ألى التواري عن الأنظار خوفاً من أعتقالهم أو أعدامهم في ظل الموجة الهستيرية الداعشية ، بحيث أصبح الهاتف المحمول أو الحساب على الأنترنيت أو حيازة جهاز الثريا كل ذلك بمثابتة دليل أدانة عقوبتها الأعدام وبطرق متعددة - لم يسلكها أي فاشي أو مغولي أو تتري قبل وبعد{ ألا } عند داعش وفي قصر النهاية في بغداد الجمعة السوداء 1963- .
ويتابع تقرير" قناة فوكس" الأمريكية : بالرغم من أجراءات المطاردة والعقوبات العشوائية والكيفية الصارمة  التي أتخذها التنظيم على المتهمين بالتجسس فأنهُ لا يزال عاجزاً من أستعادة هدوءه والشعور بالثقة حتى من قيادات التنظيم في العراق أصبحت تتفادى التحوّل ألى سوريا خوفاً من القتل ، وبذلك حُجِمتْ تحركاتها العسكرية .
ولتفادي الخسائر البشرية والمادية في صفوفها أتخذ التنظيم :
-مبدأ التعيّين السري لقياداته حفاظا على أرواحهم .
- المطالبة من الولاة الجدد لخلافة المقتولين أخفاء هوياتهم وتقليص تنقلاتهم وأبقائها طي الكتمان أن أمكن .
- نشر التنظيم معلومات خاطئة ومضللة في بعض الأوساط التي يشكُ في ولائها .
- تسريب معلومات حساسة بشكلٍ متعمد ألى الذين يُشكْ في تخابرهم مع التحالف أو القوات العراقية أو السورية ومراقبة نتائج ذلك ، فأذا وصلت المعلومات المسربة ألى تلك الأطراف المعادية فأن ذلك يعني أثبات الخيانة على الوسيط المشكوك فيه ، لتنطلق آلات الأعتقال والتعذيب والموت في العمل الداعشي .
- كثّف التنظيم من الدوريات التي تستهدف أعضاءه المقاتلين بشكل مفاجيء على الطريق العام أو في بيوتهم أو أي مكانٍ آخر .
- مصادرة هواتفهم للتأكد من محتوياتها ومن وجودها على المواقع المعادية مثل ( جي بي أس ) المحظور .
- وصل الأمر من السماح لأمراء التنظيم بأعدام أي شخص مشكوك ولاءه فقط أعتماداً على هذهِ الأدلة .
لذلك بادر الكثير من قياداته في الأنبار الهروب ألى تركيا  والتخفي  ويؤكد التقريرأن من بين المختفين بشكل غامض من مارس لحد الآن هو المسؤول الأمني في ولاية البادية بعد نقله ألى العراق ، وألى جانب المسلمين والمنتمين ألى داعش طال شك التنظيم العشرات من المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق والذين قُتلوا غدراً وشنقا وبالرصاص بتهمة التجسس والعمالة ------
في – 10 حزيران 2016


203
كتاب" السلطة السوداء " قراءة بين السطور


عبد الجبارنوري- السويد
كتاب مراسل مجلة دار شبيغل الألمانية " كريستوف رويتر " – السلطة السوداء – تنظيم الدولة الأسلامية وأستراتيجيو الأرهاب ، الصادر عن دار النشر – فرلاغ أنشتالت DVA ميونيخ 2015 في 352 صفحة .
أن الكتاب لم يأتي بشيءٍ جديد لكون الشمس لا تحجب بغربال ، وأن نظرية المؤامرة بدت واضحة للنيل من التجربة الديمقراطية الجديدة في وطني الحبيب ، وأفتضحت أنانية السياسي العراقي المأزوم لأختياره الشخصي وبمحض أرادته أرتداء جلباب " التجسس " على أبناء وطنه ، وبيع جغرافيته وتأريخه المشرف بمزاد العهر السياسي الرخيص وبذلة وخنوع ، وأحسن هتلر منظر وعراب النازية والشوفينية حينما سألوه { من أحقر الناس في حياتك ؟ قال : الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم } وعندا تصفحت أوراق الكتاب وجدت المبدأ الشرير واللاأنسانية( الميكافيلية )العدوانية : الغاية تبرر الوسيلة واضحة وبشكلٍ جلي في جسور المقاربة بين التنظيم الأرهابي ( داعش ) وحليفه حزب البعث والمتجحفلين  معهُ حسب ما يوضّحهُ الكتاب المذكور أعلاه .
وهذه بعض الفقرات المقتبسة (بتصرف ) مع المداخلة الشخصية  لكانب المقالة :
جُلَ الفصل الأول من الكتاب يتحدث عن تشكيل الحلف المشبوه والغير مقدس بين القاعدة الأرهابية وبين جنرالات وضباط أستخبارات علمانيين ونخب من فدائي صدام ورموز رفيعة من ضباط جيش القدس الصدامي ، وتأسيس هذه النخب العسكرية البعثية لكتائب البعث ، وبمساعدة غيرمباشرة من قبل الجيش الأمريكي الذي مهد الطريق لطرح مشروع تنظيم الدولة الأسلامية ، وهنا تبلورت هذه الحقيقة  بأنّ : { تاسيس الدولة الأسلامية لا يعود ألى علماء وفقهاء مسلمين بل يعود ألى تشكيل هذا الجدار الجبهوي والتعبوي التكتيكي والأستراتيجي الذي تمّ بين القاعدة والبعث العراقي في بدايات السقوط 2003 } ، وبات المجتمع الدولي يعتبر هذا التنظيم أخطر ميليشيات العالم أرهاباً ، فضلاً عن سيطرتهِ على منطقة تمتد من شمال شرق سوريا حتى غرب العراق وتضم معظم حقول النفط والغاز السورية ، لقد أدرك مؤسسو تنظيم الدولة الأسلامية أن دعوتهم ألى الأستعانة بحزب البعث لم يكن لها أي تأثير في جذب الجماهير ما لم تقر وبخنوع وأذلال ويقولوا : { نحن سوف نعيد الأسلام ونجاهد وننشيء دولة أسلامية } وتقبلها البعث ، وخالفوا شعارهم الكاذب. ( أمة عربية واحدة) وكان فوزاً أولاً للقاعدة في كسبها العامل القومي ، وهنا يدخل الكاتب تأثير العامل الثاني ( المذهبي الطائفي) الأسلاموي ، الذي لا يقل نخراً وسلبيةً في المجتمع من التيار القومي .
 ظهور تنظيم الدولة الأسلامية وأسترتيجيّو الأرهاب
يخصص الكاتب " كريستوف رويتر"مساحات واسعة لهذا العنوان ، ويطرح هذا السؤال : كيف تمكن هذا التنظيم من تأسيس دولته الخلافوية التي مضت عليها أكثر من 1400 سنة وبهذه السرعة الغير متوقعة ؟وهو يجيب على هذا التساؤل بأجابات موثقة تأريخيا مدعومة بأجاباته الشخصية السوداوية أحياناً وسوف أضيف عليها ما يدور في ساحتنا العراقية والأقليمية والدولية طبقا للمثل { أهل مكة أدرى بشعابها } .
-الوضع الفوضوي السائد في سوريا ، أضافة إلى الخطأ الفادح الأستراتيجي الذي وقع في فخه نظام الأسد أبتدءاً من أواخر 2003 ، في أختياره القاتل لتنظيم القاعدة لسحق المتمردين ، وفتح الحدود السورية على مصاريعها ودفع موجات الأرهابيين من القاعدة إلى العراق بحجة مقاومة الأمريكان ، بيد أنه أنقلب السحر على الساحر بأتفاق القاعدة مع جبهة النصرة والمعارضة السورية في 2012 وأحتلال الرقة وأجزاء من حلب ودير الزور ، وفي العراق كان الوضع أسوء من أخيه ابتداءاً من 2006 حيث المحاصصة  الكتلوية والفئوية والسياسي المأزوم والمزدوج الهوية وحرائق الشحن الطائفي والأثني وغياب ثقافة المواطنة وتحريض الأجنبي على أحتلال الوطن مما أوصل العراق العزيزألى شفا حفرة الأقتتال الطائفي- الأثني .
-  ويتابع الكاتب: ومن خلال هذا الجو المكهرب والمشحون أسسوا خلايا من الواعظين ، ومكاتب ، ومدارس لكسب المراهقين الشباب المسلم العربي وغسل أدمغتهم بشعارهم { نحن مختارون من الله ، يجب علينا أن نقاتل في كل مكان ، في الوقت نفسهُ يجب علينا تنفيذ هجمات في الخارج } وبتجنيدهم كجواسيس يدربونهم للأطلاع على كل شيء ومعرفته ، أي جمع العلومات حول العائلات القوية ، في المنطقة ، والتنظيمات الأجرامية ، والعصابات المنظمة ، وبيوتات الدعارة واللواطة حتى يمكن أبتزازهم ومساومتهم .
- توزيع المصاحف المجانية ، وكراسات الفتاوى الوهابية المطبوعة في الرياض ، وأقامة موائد الرحمن في شهر رمضان ، والأغراء بالمال والمناصب ، أضافة إلى الأختطاف والأغتيال .
- تعيين الأجانب كقادة وآمرين محليين ، لكونهم مدربين وجاهزين للقتال والقيادة فور وصوله وخاصة الجهاديين القادمين من تونس ومصر وتركيا والشيشان ، وكذلك أوربا ، وبدؤوا يتوافدون منذ منتصف 2012 .
- ويتابع الكاتب " كريستوف رويتر " أستغلال الخلاف التأريخي على الخليفة الحقيقي منذ (سقيفة بني ساعده ) قبل 1400 سنة .وجعلها مثابتة قميص عثمان الذي يضرب به المثل في أفحام  الآخرين با لحجة والمعرضة لجدل كبير .
- وكانت المناورة الناجحة والذكية - ( كما يقول كريستوف في كتابه )- كان زحف التنظيم وحليفه حزب البعث ألى سوريا في 2012 ، وتبنيهم مظاهرات الربيع العربي في المنطقة ، وأرتداء جلباب المعارضة السورية ، وهذا الحراك التكتيكي يخفي وراءهُ { أحياء المخطط القديم المعدل قليلاً والهادف ألى الأخضاع والأستيلاء على السلطة .
- وبعد أستيلائهم على مدينة الموصل العراقية المليونية وسيطرته على مستودعات السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف وبكميات كبير جدا ، لا يحلم بها من مئات دبابات ومدافع وهاونات معسكر الغزلاني ، وغنائم هروب قادة الجيش العراقي  وأستيلائه على البنك المركزي في الموصل ، وآبار النفط والغاز لذا شعر تنظيم الدولة الأسلامية بأنهُ أصبح قوياً جداً فهو اليوم يقاتل في أكثر من محور ضد الجيش السوري وأندفاعهُ في قضم الأرض في الأنبار وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى حتى جبال مكحول في الأسابيع الأخيرة من2014 .

الخلاصة-  أن طروحات مؤلف كتاب " السلطة السوداء " صحيحة ودقيقة وموثّقة ، ويظهر أنهُ مراسل مهني قال الحقيقة في الفضاءات السردية لنمو وتطور هذا التنظيم المجرم ، ولو أحياناُ يذكرها بشكلٍ خجول ، وبنظرة سوداوية مليئة بالأحباط - الغير مقصود - بأن تنظيم الدولة الأسلامية عصيّة لا يمكن القضاء عليه ألا في حالة واحدة { أن يتخلى أبناء المنطقة الغربية الذين أستولى الأرهاب على أراضيهم من التنظيم الأرهابي } ، وحسب أعتقادي أنه عامل ثانوي ، وأن التنظيم قد وُلِد ميتاً وذلك  لآنهُ جعل من تكفيره أمميا لكل العالم أن يكون العداء له أممياً كذلك من كل العالم ، وفكرة الخلافة العتيقة التي مضى عليها أكثر من ألف ونيّف من السنين لم ترضي ثلث الجزيرة العربية ، ومهما يكون أنه في نظر الشعوب ( محتل ) يجب أخراجه ، لذا نجد شعبنا في العراق هبّ لكنس هذه الشرذمة الأرهابية العابرة للحدود وأنتصاراته المتلاحقة يوما بعد يوم والعدو الداعشي يتراجع وينهزم مخذولا يلاحقه لعنة التأريخ والأجيال .
الف تحية أجلال لجميع المقاتلين في سبيل رفع راية العراق العظيم
والمجد لشهداء القيم في هذه ا لحرب المقدسة
في- 6 – حزيران- 2016



204
تحريرالفلوجة---- حق سيادي ومصيري
عبدالجبارنوري – السويد
توطئة- ماالأنسان دون حرية يا ماريا ---- ؟؟؟ قولي لي كيف أستطيع أن أحبك أذا لم أكن حراً ؟ " لوركا " حبوا أوطانكم ودافعوا عنها حد الموت لأجل البقاء " لنين " ، وهي برقية رثاء إلى شهيد الأوطان " مصطفى العذاري " الجندي العراقي الأسير والمجروح المعلق صلبا على جسر الفلوجة سبعة أيام ، وقد أعاد التأريخ الأم البطلة أسماء بنت أبي بكر وهي تحاكي أبنها عبدالله أبن الزبير المعلق على جدران الكعبة سبعة أيام { أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟؟؟ }.
ودُقّتْ أجراس التحرير إلى الزاحفين لبؤرة الشر ، ببديء ساعة الصفرفي 23 أيارالبطولة 2016 ، وكانت للضرورة القصوى لأجل { أن نكون أم لا نكون } ، ليتركوا بصماتهم في أرشيف معارك الشرف والحرية الحمراء ، فلكم أكاليل الغار والنصر --- والنصر فقط لا غير ، ولأن السماء تهفو لراياتكم ، لترتفع راية الفلوجة عالياً ، ولتنتكس رايات أعداء العراق العظيم في واشنطن والرياض والدوحة وأنقرة ، ودبابير التجسس والذل المجتمعين في باريس اليوم .
الفلوجة تلك المدينة العراقية الجميلة والتي تغفوا على ضفاف الفرات أم البساتين ، تبعد 60 كم غرب بغداد ، و36 كم يفصلها عن الرمادي ، وتقع مفصليأ على الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا ، يحدها شرقا قرى النعيمة ، ومن الغرب الحلافسة وألبو علوان والفلاحات ، أما من الشمال تجاورها ناحية الكرمة وذراع دجلة  وناظم الثرثار، ومن الجنوب عامرية الفلوجة .
أهميتها الأستراتيجية والأسباب الموجبة للتحرير : تعتبر مركز المساحة الجغرافية المحتلة من قبل داعش ، بأهمية  (جيوسياسية عسكرية ) والتي تشكل عامل ضغط كبير على الحكومة العراقية ، كونها مدرسة ومصنعاً وجسراً  للأرهابيين ، وقد أبتليت المدينة منذ بدايات 2004 بموجات ( القاعدة ) الأرهابية ثم فقست تلك الأفعى السامة عن صلّها الكوبرا القاتلة الخبيثة ( داعش ) بصبغة دينية خارج التغطية الأسلامية ، وتعتبر الفلوجة أوسع مدينة بعد الرمادي ، أعطت عامل المناورة والتحرك السريع المفتوح في جميع الأتجاهات ، وقال " جيم سكيوتو " من أكبرجنرالات الأمن القومي الأمريكي لدى ال CNN : { أن السيطرة على الفلوجة ستكون الجائزة لكونها مركز محافظة الأنبار والمعقل الرئيسى للأرهابيين } ، وبسكان نصف مليون نسمة يوجب على الحكومة تحريرهم وأرجاع النازحين إلى ديارهم ، وأعتبار عامل القرب من بغداد العاصمة ممراً سهلاً لتمرير الموت بالأنتحاريين والمفخخات وزرع العبوات الناسفة واللاصقة في المناطق المحاذية لها كمدينة الصدر والشعلة والحرية والكاظمية بعد عبور حواضنها في  التاجي وأبوغريب والضلوعية والرضوانية ( الخاصرة الرخوة) ، والأهمية الأضافية وجود قواعد عسكرية مهمة مثل الحبانية والبغدادي والوليد واتي توفر الغطاء الجوي في المعركة ، تغيرات جوهرية في هوية المؤسسة العسكرية  كان لابدّ منها ، تعتبر الفلوجة المعقل المفصلي للدواعش لكونها الخط الرابط بين الموصل والرقة السورية ، وأصبحت الفلوجة باباً مفتوحاً على مصراعيه للتدخل السعودي بواسطة عرابها الأمني رجل المخابرات (السبهان ) ، والذي غذى  الشحن الطائفي والصراع السياسي منذ منصات ساحات الأعتصام المشبوهة في الأنبار والتي ولّدتْ ( السياسي المأزوم ) بتأييد من الأعلام العربي الذي صوّر المدينة تدليسا وأفتراءاً بأنها مشمولة ( بالقوانة ) المشروخة والمملّة ( منكوبة مقصية مهمشة ) كما تبوّق لها قناة الجزيرة والعربية وبعض القنوات المشبوهة العراقية المرتبطة بأجندات أقليمية ودولية ، وبتحريرها سننهي المشروع الصهيو أمريكي التكفيري { التقسيم السيء الصيت } ، فهي مدينة مغتصبة أصبح لزاماً علينا أسترجاعها لأحضان الأم ، وأن معركة تحرير الفلوجة ستتحول إلى مادة أعلامية تحررية ثورية تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية بعلامات ملفتة لنظر اللأستراتيجيين في المؤسسات العسكرية العالمية هي عملية تحرير أكبروأوسع المفاصل الأجرامية العبثية بسرعة قياسية غير مسبوقة في الأعراف العسكرية  ، سترسل رسالة أيجابية لآهالي الموصل بهروب ونزوح 4300 فرد من الموصل إلى الحسكة السورية . وأن معركة " كسر الأرهاب " قرارٌ عراقي بحت ، ومن خلال مدينة الأمتحان المصيري الفلوجة عرف وشخّص العراق أعداءه من : المخابرات الأمريكية صانعة داعش والأستخبارات البريطانية والموساد الأسرائيلي والأستخبارات الباكستانية والمخابرات السعودية والقطرية وتركيا أردوغان وصديقتها الناتو .
 دلالات النصر: **. أن العمليات العسكرية السريعة والخاطفة حررت قواتنا العسكرية والأمنيىة 24 قرية من المحور الشمالي والشرقي والغربي المحاذي لنهر الفرات وبأتجاه الجنوب للوصول ألى الصقلاوية .** أحاطة المدينة من جميع الجهات ، وقطع طرق التمويل تماماً عن الفلوجة والكرمة . ** أعادة هيبة وكرامة الجيش العراقي الأعتبارية . ** كسر الأعلام المعادي المغرض . ** وعي عشائري بأن داعش هو العدو الأول والرئيسي لذا أخذوا يبيعون مقتنياتهم ويشترون بها السلاح ليدافعوا عن أرضهم وعرضهم . ** فضح الأزدواجية في المواقف المحلية والأقليمية والدولية . ** تجفيف أحدى بؤرأعداد معامل تصنيع الموت وأوكار الأحزمة الناسفة .** وترجمت أقوال " جيفارا " الثورية { أرفع رأسك عالياً أمام المحتل وتقدم بأصرار وعناد .

المجد كل المجد للجيش والمتجحفلين معه من فصائل الحشد الشعبي والحشد العشائري والشرطة الأتحادية والقوة الجوية وأبطال الجهد الهندسي -----

205
فرويدية الدواعش--- توارد خواطر!!!
عبدالجبارنوري – السويد
"سيفموند فرويد 1856 – 1939 وهوطبيب نمساوي من أصل يهودي ، يعتبر مؤسس علم النفس التحليلي ، وعلم النفس الحديث لعلاج الأمراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسي .
عند مطالعاتي لفضاءات النظرية الفرويدية الفلسفية السايكولجية شخصّتُ أن هناك توارد أضغاث أحلام تتمحورفي جسور  مقاربات من حيث اللاشعور ومن أعماق اللاوعي  للهوس الجنسي بين البنية النفسية البدوية للآيديولوجية الوهابية والتي هي نواة بهائم داعش وبين نظرية التحليل النفسي ( لفرويد ) والتي من ركائزها الأساسية الغرائز البشرية خصوصاً  (غريزة الجنس البوهيمية الحيوانية ) بيد أن " فرويد " شعر بأن نظريته هذه قابلة للجدل وتعرضها للنقد الموضوعي ، فشذبها وفلترها ودافع عن أفكاره بمنهجية علميىة مهنية هادفة ، وضّح فرويد في نظريته المسماة ( الديناميكية النفسية ): أن الطاقة الجنسية حسب التحليل النفسي مشتقة بكاملها من الغريزة الجنسية ، وهوالقائل : { يكون المرء في غاية الجنون عندما يحب } وأستخدم مصطلح ( ليبيدو) التي تبرز قيمة الغرائز الطبيعية وجعلها المؤثر الأول والأساسي في السلوك الأنساني ، وأكد أن الشخصية البشرية مكوّنة من ثلاثة أنظمة هي : { اللهو، والأنا ، والأنا الأعلى } وفي أعتقاده أن النظام الأول اللهو له تأثيراته في توجيه شخصية الفرد ، وهي تعني النفس المشتهية التي تحتوي على الغرائز الحيوانية الفطرية الموروثة في طبيعته الأساسية عندما لم يهذبها التعليم  والتمدن الحضاري والتي تشكل رغبته الجامحة المطالبة بالأشباع الفوري دون الأعتبار للقوانين الوضعية والسماوية ومنظومة المعايير الخلقية لكون المبدأ الذي يتحكم بالنظرية هو مبدأ اللذة و هي الكلمة المرادفة لمبدأ ( اللهو ) والتي تتمحور وتتفجر من شدة الضغط النفسي الحاد وتصطدم حينها بالحواجز والموانع السوسيولوجية الجمعية والتي تتحكم بها القوانين السماوية والوضعية المدنية والأعراف الأجتماعية ، ولو أن هذه الأعتبارات الواردة في الفرويدية- وخاصة الجنس- تعرضت لأنتقادات شديدة منها أنها قد تخضع ( للنسبية ) أي تكون مقبولة في مكان ومرفوضة في أخرى .
والمهم هنا في مجتمعاتنا الشرقية نعترف بجميع ما ورد في النظرية الفرويدية ( بشرط ) أن تكون منضبطة ومؤدلجة بالتمدن والحضارة ومحصنة بالقيم الروحية ، وأخضاع هذه الغرائز الحيوانية إلى التهذيب وتقليم الأظافر وأشاعة الروح الأيجابية ، ومعالجتها بأمتصاص تلك الطاقة البشرية وتصريفها بأتجاهات أيجابية لصنع الأنسان الأيجابي  المنتج .
وما نجد اليوم قد فُتحتْ أبواب جهنم من قلب العاصفة الهوجاء النجدية الصحراوية المجدبة في 1802 الحالة الهستيرية الوهابية المؤدلجة بفتاوى الظلالة والمتعطشة من جراء الكبت والحرمان من ذلك الهوس الجنسي ، لذلك شرعنت الثواب الآخروي بجوائز مغرية في الحصول على تلك اللذة المفقودة عندما يفجر جسده ويغيّب الآخرين ، فالتيار الوهابي سيطر على عقول الدواعش بغسل أدمغتهم وتحويلهم ألى بهائم خارج التأريخ ، بمد جسور المقاربة مع الغريزة الجنسية الفرويدية عندما جردوها من الأنضباط المجتمعي وحتى السماوي وجعلوها ( جائزة ) يوم الخلود الموعود والتي هي 25 غادة حسناء بأنتظار ذلك المعتوه والمغفل ، أما الجائزة الدنيوية فهي مغرية أيضاً بوضعهم فتاوى سوداوية عن (الأنثى)  والتي تعتبر بنظرهم كلها ( عورة ) بل هي سلعة  أستهلاكية منزلية خاضعة للبيع والشراء ، في أسواق النخاسة الموصلية والحلبية ، وأجازوا الأسر والأستعباد للمرأة ، وزواج القاصرات ، وتجاوزوا بذلك كل القوانين الأنضباطية للمجتمع البشري ومكتسباته عبرأجيال متعاقبة في مجال الحرية وعدم الأعتراف بآدميتها كونها تشكل نصف الثاني من المجتمع وحتى مصادرة مكتسباتها التي دفعت بها فاتورة غالية من دمائها ونظالها الدؤوب عبر القرون ا لسالفة  .
ويذكرنا أرشيف التأرخ لتلك النسوة المميزات اللواتي تركن بصماتهن البارزة في لوحة الشرف الأنسانية متحدين تلك الطغمة السوداوية الحداثوية الوهابية الداعشية الموسومة بوصمة عار .
فهل يغيب الشمس عن تلك النسوة اللواتي سابقن عالم الذهن والقوة والأرادة والقيادة والشجاعة والتضحية أمثال : مدام ماري كوري التي حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء وأكمال أبحاثها في مجال البولونيوم وأشعة أكس ، ومدام ميركل القيادية الألمانية لأربعة دورات للحكومة الألمانية وبنجاح باهر ، وماركريت تاجر رئيسة الوزراء البريطاني لأحد عشر سنة والتي سميت بالمرأة الحديدية غيرت سياسة بريطانيا أقتصاديا واجتماعيا ، ومن العراق الشاعرة نازك الملائكة ولميعه عباس عماره ، والمهندسة المعمارية  الراحلة ( زها حديد ) التي أذهلت العالم بتصاميمها الحداثوية ، وشهيدة الأنبار البطلة ( أمية ناجي الجبارة ) التي قاومت الدواعش بضراوة وشجاعة نادرة  في 13 أكتوبر – 2014 من ناحية العلم ، ولا ننسى الراحلة نزيه الدليمي أول وزيرة عراقية في حكومة ثورة 1958 ، وكذلك الصحفية اليمنية ( كرماني ) التي حصلت على جائزة نوبل ، والأم ( تيريزا ) والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في مجالات الخير و وووووو . المجد لكن أيتها الأمهات والأخوات والزوجات والحبيبات ، وتبا لدواعش العصر الذكوري -----
في – 26مايس2016
 


206
عقود التراخيص –  قراءة في أبجديات الثوابت الوطنية لمضامينها
السلبية والأيجابية
عبد الجبارنوري-السويد   
توطئة- أنها من المواضيع الساخنة والأستراتيجية بتعلقها بخبز الشعب ومستقبل أجياله ، وهي قابلة للجدل لها من المؤيدين والمعارضين ، هناك في وسائل الأعلام بين من يمتدح هذه العقود وبين من يذمها ، وبين من يشكك بوطنية الحكومة التي أبرمت هذه العقود ، ومن تعريف عقود المشاركة في الأنتاج هي عقود تبرم بين الحكومة أو شركة نفطية  (محلية ) تمثلها مع شركة أو مجموعة شركات أجنبية ( وترسو بطريقة المزايدة ) ، يكون الطرف الثاني الأجنبي مسؤولا عن توفير الخدمة الفنية والمالية للتحري عن النفط ، والعمليات التطويرية الأنتاجية اللاحقة ، وفي حالة العثور على النفط يحصل المقاول أو الطرف الأجنبي على حصة ربح متفق عليه من الأنتاج ، اضافة إلى كميات من النفط المنتج مقابل مجازفة أو مخاطرة التعاقد ، أما في حال عدم العثور على النفط فأن المقاول الأجنبي سيخسر كل الأموال ا لتي صرفها دون أي تعويض من الحكومة ، لقد حصلت الشركة البريطانية العملاقة ( برتش بتروليوم ) على عقد كبير في حقل الرميلة ، وحصلت الشركة البريطانية الأخرى ( شل ) ، وكذلك شركة ( موبيل ) الأمريكية الكبيرة .
عرض العراق الحقول التفطية خلال جولة التراخيص الأولى والثانية للتطوير من قبل شركات عالمية، بعد أستقرار الوضع في العراق عام 2008 ، تمت كتابة عقود التراخيص من قبل شركات بريطانية ، وتضمنت العقود تطوير 17 حقلاً من قبل الشركات المتعاقدة ، ثُمّ أنتهى الأمر ب12 حقل و5 حقول تقوم الدولة بتطويرها من خلال مؤسساتها النفطية المختصة ، وللأسف الشديد لم تتمكن الدولة من تنفيذ تطويرها ، وحاولت لاحقاً بتحويلها إلى عقود تراخيص الجولة الثانية ، بحجة عدم وجود أموال كافية ونقص في الكوادر والبنى التحتية ، وتم أدخال جميع ( الثوابت الوطنية ) إلى مسودة التراخيص الأولى والثانية التي منها : تشغيل 85 بالمية للأيدي العاملة العراقية ، أدخال التكنلوجية الحديثة في أنظمة العمل التي هي الأساس في منع الفساد ، وتقليل الكلف ، وزيادة الأنتاج ، وأدارة العمليات تكون عراقية ، ويحصل العراق على نسبة 25 بالمية كربح لا يدفع عنها رأس مال ، ويمكن أن نلقي نظرة سريعة ومختصرة على بنود التعاقد لجولات تراخيص النفط : 1-تتسلم الحكومة حصة ما تسمى ( ريع حق الملكية ) عند بدأ الأنتاج ، وقد تكون قيمتها صفر . 2- تستلم الشركة الأجنبية 40 بالمية عن ما تسمى بنفط الكلف لأسترجاع رأسمالها الأستثماري كاملاً . 3- يقسم ما تبقى من الأنتاج الذي هو 60 بالمائة بين المستثمر الأجنبي والحكومة بموجب أتفاق مسبق ، كأن يكون 70 بالمية حصة الحكومة ، والباقي للشركة بعد دفع ضريبة دخل والباقي ربحه
حسنات عقود التراخيص
-وهي مناسبة للحقول المعقدة التي تحوي كميات قليلة من النفط وتواجه تحديات كثيرة فهي مقبولة أقتصاديا .
- نقص الكوادر ونقص الأموال وأستلام العراق بعد 2003 أرثاً ثقيلاًمن مساويء الأنظمة السابقة ، لذا أتجهت إلى الخبرة العالمية في هذا المجال ، أضافة إلى أن العراق غير مصنف من ناحية الأئتمان ولا يمكنه الحصول على القروض اللازمة – ولأن العقود تضمنت ثوابت وطنية منها تشغيل 85 بالمية من الأيدي العاملة من مختلف الأختصاصات ، وأدخال التكنلوجية الجديدة للعراق ، وخبرات أجنبية مفيدة في مجال القطاع النفطي .
- وتكون ضمن العقود لجنة مشتركة مكونة من أربعة أعضاء من الشركات وأربعة من وزارة النفط ، ويحصل العراق على 25 بالمية من الأرباح بدون رأسمال .
- تأسيس فرقتين للمراقبة والأشراف في مقر الوزارة حيث تكون محطة مهمة جدا لمرور أي مشروع ، وهي ضمانة أكيدة وعظيمة للحد من الفساد .
- أن كلف التطوير عالية جداً مما تؤدي إلى أرتفاع كلف الأنتاج بسبب الأنفاق الأمني ورواتب المستشارين لذا من الضرورة الأقتصادية والوطنية الألتجاء إلى عقود تراخيص المشاركة .
- من خلال العقود جرى تطوير وسائل الأنتاج بأضافة محطات عزل النفط والغاز ، ومحطات عزل الماء ، ومحطات ضخ النفط ، وكبس الغاز جديدة وخزانات لمختلف الأغراض ، ومنظومات قياس ، وأخرى لمكافحة الحرائق ، وغيرها للأتصال ، فالجميع منظومات حديثة وليست ترقيعية ، وفك الأختناقات من البنى القديمة المتهالكة والتي تجاوز عمرها الخمسين عاماً ، هي منشآتٌ لم تعد صالحة ، أو على وشك أن تكون خارج الخدمة ( سكراب ) وهي نتيجة لعمليات  (التطوير الحديثة ) ، وأن هذه الأضافات في التطوير البنيوي للأنتاج هو ملك صرف للعراق .
- ومن ايجابيات عقود التراخيص : أن صناعاتنا النفطية كانت متلكئة وعاطلة وكان من الضروري أدخال الشركات المتقدمة لتطويرها ، والميزة الأيجابية الأولى هي : أن الشركات الأجنبية تتحمل فعلا كافة المخاطر والتكاليف عن التنقيب عن النفط حتى وأن فشلت ولم تعثر على شيء ، فلن تترتب على الحكومة أية خسائر ، والميزة الثانية : هي أن الحكومة تمتلك النفط وجميع منشآته .
- والمشاركة في هذا النوع من العقود تفضلها بعض الحكومات لأنه يجنبها المجازفة عن التنقيب  في مناطق وعرة وبكر لم تستكشف من قبل أو بعد وقد تكون أصعب حينما تكون في أعماق البحار .

سلبيات عقود التراخيص
** وسط التراجع الحاد الذي شهدته أسعار النفط في السوق العالمية ، أعلنت وزارة النفط أن العراق مدين بعشرين مليار دولار أمريكي لشركات النفط العالمية في العراق وذلك لعدم التوقع العقلاني الذي أنخفض فيه سعر البرميل للنفط الخام حيث كانت الأسعار عند كتابة عقود التراخيص بين 100 – 90 دولار ، بينما ينخفض اليوم إلى دون 35 دولار ، ويفترض قانونا تسديد هذه الديون المستحقة من موازنة وزارة النفط والبالغة 12 مليار دولار ، وأطلاق سندات خزينة بقيمة 12 مليار دولار ، ومن أسباب هذأ الأنهيار والخسارة الفادحة لعقود التراخيص هو – كما يؤكد الخبير الأقتصادي  (عبد الرحمن المشهداني ) : أن شركات النفط لم تلتزم بتنفيذ ماتضمنته العقود التي وقعتها مع وزارة النفط والتي تشير إلى أنتاج نفطي يصل ألى خمسة ملايين برميل في عام 2015 ، وذلك لهبوط سعر البرميل من النفط الخام ألى ما دون سعر كلفة أستخراجه ، والعراق الآن ملزم دفع تعويضات ألى شركات عقود التراخيص عن النفط المنتج أذا لم يستطيع تصديره  ** أن التطوير الوطني أفضل من عقود التراخيص ، ولكن للضرورة الأمنية والوطنية أحكام . ** لقد جرب العالم النفطي عقود التراخيص بشقيه ( عقود الخدمة وعقود المشاركة ) ، وتفحصتُ النوعين ووجدت أن عقود الخدمة الطويلة يمكنها أن تحقق أعلى منفعة للشعب العراقي .** وأن عقود التراخيص لا تشمل عزل الغاز وأستثماره لذا نجده يحترق منذ الأزل  ونحرق ما يقارب 7 مليون قدم مكعب في المنطقة الجنوبية فقط  لذا نستورد اليوم الغاز من أيران . ** ومن سيئات العقود هو أننا لا يمكننا تعديل شروط التراخيص فهي صعبة جدا بسبب الشروط الجزائية الثقيلة . ** فالتراخيص ألتفاف على قانون رقم 80 الذي كتبه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وعلى قوانين التأميم .

الخاتمة – قال: الخبير الأقتصادي ( حيدر حسين آل طعمه ) : أن عقود التراخيص النفطية تكاد تكون من أبرز المنجزات التي تفتخر بها الدولة العراقية بعد 2003 ، لأن المشاكل التي تهوّْلْ من قبل الأعلام الغير مهني ، ولآن المشكلة ليست في بنود التراخيص وأنما في أدارة جولات التراخيص لهذه الأدارة والتي تتغلغل من خلالها الفساد ، وبدأ كالعادة رمي كرة النار على البعض بغية أسقاطه سياسيا ً .
وأني لا أبريء ساحة القائمين على أتفاقية هذه العقود ، لهبوب رياح الفساد المالي الذي أزكم الأنوف ، ولكن عيون المخلصين الوطنيين في وزارة النفط تداركت الكارثة وقدمت ملف الفساد ألى لجنة الأمن النيابية وثم ألى هيئة النزاهة   سنة 2012 وهو ملف مطروح على مدرجات مكتب رئيس المجلس شأن مثيلاته من ملفات الفساد الهائلة  والمهملة .

هوامش --- بعض مقتطفات وأقتباسات ( بتصرف ) من 1 – محاضرة قيمة موسومه "بهل الخلل في عقود التراخيص أم بأدارتها" للخبير النفطي المهندس ( حمزه الجواهري ) بضيافة اللجنة الثقافية لمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الأربعاء 11 أيار 2016 ، 2-مركز الدراسات الأستراتيجية في كربلاء حلقة نقاشية عن عقود التراخيص --  في 10- 2 – 2016 .3- الخبراء الأقتصاديون والأكاديميون  في مجال النفط ( حليم كاظم ، عبدالمهدي العميدي ، د- حيدرحسين آل طعمه وعبدالرحمن المشهداني )

في – 20 أيار 2016




207
غرق الوطن في ظلمات السياسة المخادعة وبقيادة ربانها القرصان
عبدالجبارنوري –السويد
السياسة: هو علم المراوغة والمكر للحصول على مكاسب ، الرابح فيه هم حيتان اللعبة القذرة ، والخاسر هم جموع الشعب ، لذا يمكن القول بأن السياسة حرفة والوطن رسالة ، والسياسة دهاء والوطنية أخلاص ، والسياسة دراسة والوطنية فطرة ، والسياسة أجتهاد والوطنية جهاد ، والسياسة تطوع والوطنية واجب ، وأخيراً السياسة منصب والوطنية نصُبْ تذكاري ، وقال فيها عظماء وقادة أقوالٌ مأثورة :* السياسة فن السفالة الأنيقة ( أنيس منصور ) * السياسة فن الخداع تجد لها ميداناً واسعاً في العقول الضعيفة ( فولتير ) * في السياسة أذا كنت لا تستطيع أقناعهم فحاول أن تسبب لهم الأرتباك ( ترومان ) * السياسة فن الخباثة يكون فيه من الضروري الضرب تحت الحزام ( شارل ديغول ) .
وأتساءل على الدوام وبمرارة ويأس وأحباط وأحيناً تصل ألى بكاء الرجال الصامت على وطني المستباح ، بآلام مغترب جذوره في ضفاف دجلة الخير ، وبرئة مؤكسدة تحتاج ألى شمة أوكسجين أزقة بغداد الحبيبة ، فذنوبنا برقابكم يا أصحاب القرار السياسي الديني وقد تجلببتم بجلودنا  وتحكمتم برقابنا ، وضيعتم هيبتنا بسياساتكم الديماغوجية المكشوفة بحكومتكم الدينية ( الثيوغرافية ) وسرقتم منا كل شيء ما عدا الدمعة والبسمة البخيلة وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي البؤس والشقاء والأسى والندم على ما أبتلينا به من حكام الغفلة في هذا الزمن الأغبر ، وبأسم الدين طبقتم سياسة الأرض المحروقة الصدامية النازية الداعشية الظلامية تاركين لنا أرثاً ثقيلاً من 5 مليون يتيم و3 مليون أرملة و4 مليون نازح و5 مليون مهاجر ونسبة فقر تزيد على 35 بالمائة ونسبة بطالة وصلت إلى 57 بالمائة ومدارس طينية وأمراض مستوطنة ومستوردة ومسرطنة ونزوح وتهجير وقتل ومذابح وفرهود المال العام بدون رقيب أو خوف من الله والضمير والقانون المغيب أصلاً وطرد للعقول وخزينة مصفّرة وديون مشروطة وثقيلة وسيادة مغيّبة تماماً والعمامة والعباءة السوداء تنحني بأذلال أمام أوامر أمريكا المحتلة ومملكة الكراهية والحقد المذهبي والطائفي وكطر موزه وتركيا الحالمة بحريم السلطان ، ومنذ 2003 لحد اليوم نعاني من أحزاب الأسلام السياسي ذات الهوية الطائفية والنزعة اللصوصية أختزلت الوطن والشعب .
وأما نفوذ وسطوة المرجعية فأنها ذات نفس قصير فهي ليست معنية بما أبتلينا به من حكام الجور والفساد لكونها تفتقر لروابط الأنتماء للوطن والولاء للمجتمع ، وأثبتت التجربة السياسية في الأزمات الأخيرة الخانقة معلقة تأثيرها الروحي والتوقف عند حد ( لقد بُحت أصواتنا )عندها غسلت يدها من المسؤولين لحد الأمتناع من مقابلة بعضهم ، ولا يمكن نكران تأثير المرجعية في أصدار فتوى الجهاد الكفائي الذي صنع الحشد الشعبي والذي حمى حزام بغداد من بهائم داعش ، وأن المرجعية تكلمت كثيراً بخطابها السياسي بلغة الأمام علي ( عليه السلام ) ولكنها لم تعي إلى أن الأمام علي حارب الحكام الذين أستباحوا أموال العباد وأرزاقهم والتحكم بأعناقهم ، وأن الأمام حارب الظلمة والفساد( بالكلمة والسيف) بجرأة وشجاعة فريدة مع الأسف لم تكن ضمن سياسة المرجعية ورغبتها لأسباب سياسية داخلية وأقليمية كثيرة .
والوضع السياسي الراهن يعاني من ملفات خطرة :
1-ملف التهديد قال قاضي الجنايات في المحكمة الكبرى أني شخصياً وبقناعة تامّة برأتُ المتهم ( محمد الدايني ) من التهم الموجهة أليه لعدم حضور شهود الأثبات ، وتبين أنّهم مهددون ، وأضف القاضي أني شخصياً طرقتُ أبوابهم فردا فردا لكنهم رفضوا الحضور والأدلاء بشهاداتهم ، وفي 2006 صرح المستشار الأمريكي " جون نيومن " أني أستغربت تبرئة عصابة منظمة للقتل وسألتُ قاضي الجنايات عن سبب هذا الحكم الغير مهني فقال الحاكم بالحرف الواضح { من قتل المئات فهو لن يهتم أذا أضاف لهم أفراد عائلتي } .
2- ملف حرائق الطابق الثاني- بالذات وهو الشيء المضحك - من مؤسسات الدولة التي تحوي على ملفات الأدانة بالفساد المالي والأداري وخيانة الأمانة لرموز رفيعة في الدولة ( لا من شاف ولا من دري ) وأتضح من تسريبات أمنية أن البعض من عملاء تلك الرموز أندس بين المتظاهرين ودخل مبنى مجلس الأمة وسرق وأتلف أضبارات وملفات الفساد لقيادات رفيعة .
3- ملف تجار السياسة ، من المألوف أن نسمع أن هناك مافيات تجار أعضاء البشرية أو تجار سلاح أو تجار حروب أو تجار أزمات ولكن لم أسمع في حياتي إلى أن هناك تجار سياسة حتى أنه أصبح خبراً مألوفاً ومنتشراً في وسائل الأعلام في زمن أنتخابات 2014 بفضيحة مدوية كيف رست المزايدة في شراء وزارة الكهرباء بمبلغ 350 مليون دولار في فندق ( فور سيزن ) في تنازل محاصصي من كتلة ألى أخرى .
4- ملف الأنفاق الذي لا يصدق :  وهذه بعضها القليل
** 25 مليار دينر عراقي على أيفادات ( البطر ) ** مليار و400 مليون دينار على أصلاح رحلات مدرسية في تربية الرصافة  ** 8 مليار دينار تأثيث مكتب أحد الرئاسات ** 10 مليار دينار ( ضيافه ) محافظة البصرة ( جاي وكهوه ) .
 5- ملف الرواتب الخيالية للرئاسات المتقاعدة (بالأستقالة) وليس (بالأقالة) 50 مليون دينار لمحمود المشهداني و50 كذلك ألى حاجم الحسني و100 مليون دينار لغازي الشمري رئيس الجمهوري السابق والمؤقت .
16- 5 - 2016
 


208
"العباس " قَمَرْ الهاشميين—أضاءات وعبر
عبدالجبارنوري – السويد
اليوم الرابع من شعبان المبتسم وهو يزف ألينا ميلاد قمر بني هاشم " العباس بن علي ، وأستشهد في 10 محرم 61 هجرية عن عمرٍ 34 سنة ، ويقول المنجد في اللغة : بأن العباس أسم من أسماء الأسد والذي هو : ليث ، حيدره ، ضيغم ، غضمفر ، قسوره ، وقيل أن أسم العباس جاء من العبوس وكما توقع أبوه بانه سيكون أبنه هذا عبوسا في وجه المنكر والباطل .
العباس بن علي بن أبي طالب ، المعروف بأبي الفضل وهو أخو الحسين بن علي وأحد أصحابه المخلصين في واقعة الطف 61 هجرية ، وصاحب لواءهُ ، أمه فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعه الكلابية العامرية المكناة بأسم أم البنين ، وهو الذي أقتحم صفوف العدو وكسر الحصار يومي السابع والعاشر من المحرم ، وتمكن من طلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى ، فلقب بالسقاء ، وأستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية ، فكان القاتل المباشر" زيد بن رقاد الجنبي" و " حكيم بن الطفيل الطائي " وأريق ماء القربة .
 وكان وسيماً طويل القامة عظيم الهيبة ، وظهرت في أبي الفضل العباس الشجاعتان الهاشمية من أرث أبيه والعامرية من أمه ، وهذه الفضائل كلها وأن كان القلم يقف عند أنتهاء السلسلة إلى أمير المؤمنيين فلا يدري اليراع ما يخط من صفات الجلالة والجمال وأنهُ كيف عرّقها ؟ ولدهُ المحبوب قمر بني هاشم ( عبدالرزاق المقرّمْ – كتاب العباس ص350 ) ويروي جعفر الصادق ( أن عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الأيمان ، ، جاهد مع أخيه أبي عبدلله وأبلى بلاءاً حسناً ومضى شهيداً ، وروي عن علي بن الحسين  (زين العبدين ) رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخيه بنفسه ، وقد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه ، ثُمّ بيعة أبيه ، ثُمّ معركة الجمل ، ومعركة صفين ومعركة النهروان ، وليس العباس بطلاً وحسب وأنما كان عالماً فاهماً شرع الله ورسوله ، ولم يبلغ هذا المقام السامي لشجاعته وبسالته وأقدامه في سوح الكفاح فقط بل لعقيدته الصلبة وعلمه الثر ، وخلقه السامي ، ونجدته وغيرته فكل موقف من مواقفه ينطق بصفات كريمة تركت بصماتها في الأرشيف الهاشمي ، وفي سخونة سوح الوغى وبينه وبين الموت سويعات ، وما من أملٍ في الحياة ، أو حلٍ ينهي المأساة ، ويعرض عليه الأمان بدون أخيه وجيشه السبعين ، لو ترك ساحة النزال ، وكان يمكن له أن أن يختره لأمورٍ منها ، أن يحفظ البيت الهاشمي ، وأن يحفظ المسيرة بعد أخيه ، أضافة إلى أن الأمام الحسين عرض على الجميع الرجوع ، وأباح لهم أختياره بقوله " أجعلوا من الليل لكم جملاً " وأبت عليه عقيدته وأباءهُ وأيمانهُ مجرد التفكير والتشاور فيه بل ردّ ذلك العرض اللئيم الذي يعطي لكل أحدٍ فرصة الحياة ويحرم الأمام .
والعباس لم يتعامل مع أخيه الحسين من منطق الوزارة أو قيادة الجيش ، أو نحوها من المناصب والعناوين بما يتعارف التعامل به ضمن مناصب اليوم ، لقد كان جندياً بتمام معنى الكلمة وفدائياً ناكراً لذاته ، ومذاباً في روح أخيه الحسين القائد ، لقد أبدى أبو الفضل يوم الطف من الصمود الهائل والأرادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأش وقوة عزيمة جيشاً لا يقهر ، وقد أرعب عساكر زياد وهزمهم نفسياً ، كما هزمهم في ميادين النزال ، حين كان كماة فرسانهم يتحاشونه لشدة بأسه وصولاته وهيبته القتالية ( باقر شريف القرشي – العباس ص 9) ، لقد كان مثالاً في البطولة والعظمة الروحية والأيمان العميق والأخلاص والتفاني والنصيحة والأنسانية التي تكاد ترقى إلى مرتبة الملائكة ( الكاتب المصري – محمد كامل المحامي – عظماء الأسلام ص 146)
و الشاعر " عبدالعزيز العندليب " والعباس
قمر العشيرة من صباحة وجهه --- أبهى من البدر المنير وأوسم
ذو طلعة وضّاءة قدسية --- علوية قسماتها لا تسأم
وهو أبن باب مدينة العلم الذي --- في شأنه نزل الكتاب المحكم
أما شجاعته فحدث دونما --- حرج ففيها يعجز المتكلم
أتقول فيه سميدع وغضمفر --- لم لا ووالده الهزبر الضيغم
والشبل مثل أبيه في أخلاقه --- فهو الهمام الأروع المتقدم .

الخاتمة\ سيدي أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة ، أيها السبط المنتجب والدليل العالم والوصي المبلغ والمظلوم المهتضم ، فلك مني أفضل الجزاء بما صبرت وأحتسبت وأعنت ، فنعم عقبى الدار ولعنة التأريخ على من ظلمك وجهل حقك وقطع ماء الفرات عنك وعن عيالك ، وهدر دمك وأستخف بحرمتك ، طوبى لك وأنت من تلك المدرسة الأنسانية والدوحة المحمدية والحيدرية فما علينا ألا أستيعاب وتفهم وأستثمار مداليل وفضاءات تلك الشموع الوهاجة على دوام دوران هذا الكوكب ، وأقتباس وترجمة تلك الخطوط الأنسانية في تقويم ذواتنا ، وتطهير نفوسنا من أدران النفعية الساسية والشحن الطائفي ، والأقتداء بهذا الرجل العظيم الذي طلق الدنيا الفانية بالثلاثة وفاز بنيل نصر الدم على السيف وها هو التأريخ يذكرنا ببطولته وصبره وجلده ونستنسخ تلك الشخصنة الهاشمية الفذة في تحرير أرضنا المسلوبة من عابري الحدود ( داعش ) وأنه والله نسخة بشرية لا تتكرر وقد ورد عن الأمام الحسين عند مصرع أبي الفضل العباس قال : { الآن أنكسر ظهري ، وقلتْ حيلتي ، وشمت بي عدوي }
الهوامش - ** العباس –السيد عبدالرزاق الموسوي ** الكافي –للكليني ج6 ص 51 ** مقاتل الطالبيين –أبو الفرج الأصفهاني –في 13 مايس 2016




209
كهوة عزاوي ---- في ذاكرة " البغددة "
عبدالجبارنوري—السويد
هو مقهى شعبي شهير أقترن أسمه بالأغنية البغدادية الشهيرة ( يا كهوتك عزاوي ) ، ويعود تأسيسها ألى القرن التاسع عشر ، ويقع في منطقة الميدان ، قرب سوق الهرج ، بجانب محلة ( الأحمدي ) ، بجوار حمام الباشا ، وصاحبه كان يدعى ( أحمد القيسي ) لكنه أشتهر بأسم كهوة عزاوي نسبة إلى شاب كان يعمل بها جاء من واسط أسمه سلمان عزاوي ، فكان هذا الشاب محبوباً أريحياً صاحب معشر بشوش الوجه سمح وكريم وخدوم جداً للزبائن إلى جانب وسامتهِ المميزة وخفة روحه ، أمتلك قلوب رواد المقهى بكاريزمية سحرية شديدة ، فكان له الأثر في ترويج سمعة المقهى بين محبي المقاهي ، وهذا أدى إلى زيادة عدد رواد المقهى الأمر الذي جعلهم يسمون المقهى في أنحاء بغداد بأسم عزاوي ، فأصبح المقهى مكانأً مريحاً لطالبي الحديث ، والأستمتاع بشرب الشاي المهيّل والمخدر بالقوري الفخاري والمحفوظ بالسماور النحاسي اللماع وكذلك الحامظ والدارسين ، وكما ورد في مصادر متنوعة كان مقهى عزاوي الشهير أحد المقاهي التي تحي ليالي رمضان حتى السحور بأقامة الألعاب الشعبية التي تقوم على الفراسة والتأمل كالمحيبس والصينية والنقلة ، والقصه خون في سرد قصة عنتر وعبله والزير سالم وأبو زيد الهلالي ، وسماع المقام العراقي بصوت أشهر القراء آنذاك مثل " نجم الشيخلي وأحمد زيدان " وكما يقول الباحث التأريخي لمحلات بغداد ( الحاج محمد كاظم الخشالي ) كانت تقام فيه ألعاب الظل من وراء ستار شفاف يؤديها الفنانان ( عيواظ وكركوزا )بأخراج رشيد أفندي ، وكانت تلك المشاهد تحتوي على أنتقادات ساخرة للأوضاع السائدة أنذاك التي تزعج الدولة .
وقد كتب أحد الشعراء كلمات الأغنية المشهورة " يا كهوتك عزاوي " أثر الأختلاف الذي حصل بين الشاب عزاوي وصاحب المقهى مما أدى إلى زعل عزاوي وترك المقهى ليرجع إلى محافظته أضافة إلى ظهور زعل آخر بين صاحب المقهى وأبنه  المدلل الماسك والمساعد للمقهى المذكور ،  مما أدى ألى أنقطاع الكثير من رواد المقهى وتناقص زبائنه شيئاً فشيئا ، لكون أصبح المقهى بدون عزاوي كراسي مقلوبة ، الغبار يخيم على كل شيء ، الزقاق فارغ ، وتبدو كمدينة أشباح وهكذا أسدل الستار على هذا الرمز التراثي والفلوكلوري  مما أدى ألى صاحب المقهى أن يعرضه للبيع
وهذه بعض مقاطع من كلمات الأغنية التي غناها ولأول مرة أستاذ المقام العراقي المرحوم " يوسف عمر " ضمن مقام البيات ( مقام الأرواح ) :
وفراكهم بجاني جالماطليه بالضلع
بيك أشترك دلالي
يكلون حبي زعلان
يا كهوتك عزاوي بيها المتيّم زعلان
لركض وراهم حافي وعبيتي على جتافي
بوسه من الأسمر كافي
سواها بيه سلمان
يكلون حبي زعلان
سلم علي من بعيد وحواجبه هلال العيد
يا كهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان .

وهذه رسالة مستعجلة ألى وزير الثقافة المرتقب في الكابينة الوزارية  التكنوقراطية الجديدة الدكتور الآكاديمي " عقيل مهدي " أن يعيد لنا هذا الصرح التراثي الفلوكلوري الأصيل ويبث الروح في المقام العراقي الآيل ألى الأفول وله الشكر سلفاً .
الهوامش—مقتبسات من *** كتاب البغداديات- لعزيزجاسم الحجية – بسبعة أجزاء
** كتاب أغاني بغداد القديمة 1970
في – الثامن من مايس -- 2016



210
وقال القلم ---- في شيءٍ من الهذيان !!!
عبدالجبارنوري-السويد
ومنذ تأسيس بلاد ما بين القهرين في 1921 ولحد اليوم وأني من معاصري أمتداد مطباتها السياسية ومحطاتها التراجيدية المأساوية المشحونة بالقهر واليأس والأحباط ، بيد أن هذا العراق المبتلى لم يهان ويذل وينكب ويحرق منه الأخضر والأخضر وثُم يلحقهُ اليابس واليابس وسرقة ماله وأرضه وعرضه وكرامته ومستقبله كما هو في فترة ما بعد السقوط لا أعني سقوط الصنم فقط بل سقوط أصحاب القرار في الشبكة العنكبوتية في الولاء لحزبهم وكتلهم ، وبيع الوطن العراقي أرضا وشعبا بالجملة في مزاد العهر السياسي ، بعد أن أشتراه شعبنا بالمفرد بفاتورة دماء وعرق أجياله ، وثمة أرهاصات وأمنيات أحلام يقضة (بلو---!!) نكون مثل كنشاسا أو موزمبيق أو بنكلادش ، بيد أني تذكرت السلف الطيب قد زرع  (اللو) وللأسف الشديد أنه لم يورق ، وأكملت حلمي - الممنوع – لا لا لا نحن نستحق أن نكون مثل تركيا وأيران وفنزويلا وأذا بهاتف من أعماق اللاوعي يتمتم بخجل وأستحياء لا يا رجل أصحَ --- !!! { ألم تقرأ قول لقمان الحكيم : رحم اللهُ أًمريءًعرف قدر نفسه فوقف عنده } .
ومن خلال مشاهدة مسرحية " شاهد ما شاف شي حاكه " على مسرح  البرلمان العراقي ، المسخ المشوه الذي لم ينجز مهامه الموكل بها في تشريع القوانين المعطلة وواجبه الرقابي ، بل فشل فشلاً ذريعاً في مهامه كضلع هندسي مهم في مثلث الدولة  الديمقراطية ، وثبت للقاصي والداني بأننا لا نستحق ( النظام البرلماني ) لكوننا :
1-نحن في تجربة ديمقراطية حديثة وخاصة جاءت بمقاساة أمريكية وهي تمارس ديمقراطيتها لأكثر من 400 سنة ، فتصبح تلك المقاسات خاطئة ولا تتلائم مع الدول الحديثة في الديمقراطية لحاجتها إلى وعي ديمقراطي طويل .
2- وفشلنا في النظام السياسي البرلماني ولفترة 13 سنة والبرلمان عبارة عن سيرك أو روضة أطفال يمارس فيها لعبة الكراسي وقناني الماء والشتائم والتسقيط السياسي والأشتباك بالأيدي وأحياناً جلكم الله بال- !!!
بعض عيوب النظام السياسي البرلماني:
تكون السلطة الفعلية بيد رئيس الوزراء المنتخب من أحزاب الأغلبية مقابل تهميش رئيس الدولة بصورة شبه نهائية ، عدم الأستقرار للحكومة ، صعوبة حصول الحكومة على تأييد واسع في ظل الأتجاهات الحزبية المعارضة ، خضوع الحكومة للضغوطات  الكتلوية والطفيلية الحزبية ، وعندما يتم تشكيل الحكومة حسب النظام البرلماني من الحزب الذي يحصل على الأغلبية في البرلمان وهنا فيها خطورة فادحة ومدمرة أحياناً كثيرة هي: في حالة عدم حصول أي حزب على الأغلبية في البرلمان ، يتحتم حين ذاك تشكيل ( حكومة أئتلاف ) أي حكومة تشترك فيها أعلى الأحزاب حصولاً على المقاعد في البرلمان ويقومون بتوزيع الحقائب الوزارية بينهم كا توزع ( الكيكة ) ولا ننسى أنّ الحكومات الأئتلافية هشة وضعيفة ومليئة بالأختلافات والأنهيارات وسرعان ما تجدها بعد شهور منهارة لشدة التيارات المتصاعدة داخل البرلمان وأنعكاساتها على الحكومة ، ويكفي أن ننظر إلى كارثة تشكيل الحكومة اللبنانية ولسنتين لم تتمكن من تنصيب رئيس الجمهورية فقط ، والنظام البرلماني يكون عرضة لأكتساب عدوى العنصرية والطائفية ، وعيب آخر أنه يقوم على مبدئين : أندماج السلطات الثلاثة ، وصناعة القرار السياسي بيد البرلمان ، والعيب الآخر في النظام البرلماني { هو أن لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء يتم أختيارهما من قبل الشعب وبهذا سيكون من الصعب على الشعب محاسبة هؤولاء من خلال ممثليه ، وأخيرا ليس آخرا : أن موعد الأنتخابات غير ثابت في هذا النظام من حق رئيس الوزراء البقاء في منصبه طالما يملك ثقة الأغلبية في البرلمان----

بأعتقادي وفي هذا الظرف الساخن وفشل النظام البرلماني ولمدة 13 سنة نجد الأتجاه إلى تطبيق النظام السياسي (الرئاسي) والمطبق بنجاح في دول عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية لعقود مضت منذ 1787 ، وأن أكثر من نصف أنظمة العالم ذات نظام رئاسي مثل دول أمريكا الجنوبية والوسطى ودول أفريقيا الوسطى وأيران وأفغانستان وأندنوسيا وقبرص وكوريا الجنوبية والصين وروسيا وسوريا ومصر والسودان والأرجنتين -----
النظام الرئاسي يقوم على الفصل بين السلطات الثلاث ، ويمنح صلاحيات واسعة للرئيس ، وهو أحد الأنظمة السياسية الديمقراطية التمثيلية ويتركز على فصل صارم بين السلطات ، وتكون السلطة التنفيذية بيد الرئيس الذي ينتخب عن طريق الأقتراع العام المباشر ، ويشكل حكومة لتنفيذ برنامجه السياسي وتكون مسؤولة أمامه وليس أمام البرلمان وبذلك يكون البرلمان مجردا من صلاحية أسقاط الحكومة ، ومن محاسن النظام الرئاسي أنه يحافظ على توازن القوى بين السلطات الثلاثة ، وأنه يطوي مشاكل الحكومات الأئتلافية والحكومات الحزبية ، ويكون دور البرلمان رقابي للرئيس وحكومته ، ولماذا هذا النظام يلائم الشعب العراقي ؟ لآن المجتمع العراقي عشائري وقبلي فتكون العلاقة مباشرة بين الرئيس والمرؤوس ، فهو يمكن أن يكون رئيس دولة + رئيس حكومة وهو الذي يعين وزراءه ويمكنهُ أقالتهم وصلاحية تعينهم ، وهو المسؤول الأول عن السلطة التنفيذية والحكومة ويمثل السياسة الخارجية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وله حق العفو ( العفو الرئاسي ) وله صلاحيات خاصة في حالات الطواريء والأستثنائية ( خطر على الدولة ) يمكنه أعلان حالة الطواريء دون أنتظار قانون ، وهو يعبر عن أرادة الأغلبية ، وهوأفضل العلاجات للثنائية الحزبية سواء أن كان بين اليسار و اليمين أو بين جمهوريين وديمقراطيين ، وفي النظام الرئاسي تختزل فيه البيروقراطية والروتين والجمود القانوني وأحتمالات الأجتهاد الشخصي في (حمالة أوجه) الدستور ، ويكون أمام هذا النظام مساحة واسعة في تعزيز الأمن الداخلي وتحقيق الخدمات الأساسية للشعب بتحمل الرئيس المسؤولية الشخصية أمام هذه الواجبات ، لا كما في النظام البرلماني عندما ترمي كل كتلة فشلها على الأخرى ، وأخيرا نجاح النظام الرئاسي يتوقف على شخصية ذلك الرئيس وكياسته وحكمته في القيادة بحيث لا يشوب أنتماءه الوطني أي حزب أو كتلة أو طائفة -----
في 3 مايس 2016



211
الأول من أيارعيد العمال العالمي
 وعمال العراق فقدوا الهوية والعنوان في عيدهم
عبدالجبارنوري – السويد
تحتفل الطبقة العاملة في شتى أنحاء العالم بعيد الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) لترجمة شعارها  التقدمي والثوري المؤثر والفعال في وحدتهم { يا عمال العالم أتحدوا} ليضفي على هذا الكرنفال نكهة وفرحة خاصّة لدى أوسع الجماهير الكادحة والشغيلة المثابرة ، حين يقول فيها الجواهري الكبير ( بكم نبتدىء وأليكم نعود--- ومن سيب أفضالكم نستزيد ) ، ويحتفل عمال وعاملات العالم بعيدهم وسط تحديات سياسية وأجتماعية وأقتصادية تهزُ العالم تحت ظل الرأسمالية المتعددة الرؤوس وعولمتها وما يرافقها من تأثيرات تترك آثاراً خطيرة على وحدة صفوفهم في العالم أجمع ، والآلة الرأسمالية تحصد الآلاف من الشغيلة والعمال والكسبة بأعتبارهم وقوداً لحروبهم العبثية ، والملفت هذا العام 2016 في جغرافية هذا الكوكب الجميل تشهد حروباً طائفية ودينية تعمل على تمزيق النسيج الأجتماعي والمعاشي وهنا فُرضتْ على هذه الطبقة مسؤولية التصدي لتلك الحروب ووقف نزيفها لجعل آلة الحرب غير فعالة ومؤثرة على وحدتهم ووعيهم الطبقي ومن أجل ذلك رسمت خارطة طريق نضالية وبخيارات متعددة حسب ما تفرضه زمكنة بلدانهم وظروفهم الجيو سياسية مثلا :
-الأضراب واالأعتصام كقوة ضغط على أصحاب القرارلتحقيق " التغيير " .
- التحزّب السياسي في التمترس بأحزاب سياسية من اليسار التقدمي الذين قد هضموا الأشتراكية العلمية  نظرياً وتطبيقاً.
- أتحاد الأحزاب العمالية واليسارية ضرورة ملحة في رسم رؤية واضحة لما تعيشه البشرية في ظل النظام الرأسمالي .
- تفعيل نشاط نقابات العمال .
- النضال في دعم مكانة المرأة العاملة في المجتمع .
- تحصّن الطبقة العاملة بالنظرية الأشتراكية العلمية لحمايتها من الوقوع صيداً سهلاً في الشبكة العنكبوتية للرأسمالية الطفيلية الجشعة .
وبكل معاني الأكبار والأعتزاز نحي عمال العالم ونشارك أحتفالاتهم الأممية في الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) وفاءاً وعرفاناً وتخليداً لنضالات الأحرار من العمال الذين سقطوا في شيكاغو 1886 م دفاعاً عن حقوقهم وحرياتهم حين تصدوا للكارتلات الأحتكارية للرأسمالية الجشعة بصدورٍ عارية وبطون خاوية وشعاراتهم لا للظلم ---- لا للأضطهاد العنصري ، وكانت مطاليبهم في البداية تخص ساعات العمل ألى ثمان ساعات حتى سميت تلك الحركة العمالية ( من أجل الثمان ساعات ) ، والعمل على تخفيف مشكلتي الفقر والبطالة ، وتحسين أوضاع العمال بقانون الضمان الأجتماعي ، وقانون ضريبة العمل ، بيد أنهم جوبهوا بالرصاص الحي من قبل الشرطة الأتحادية ، وبأمرٍ من أصحاب القرار ملاك المصانع الضخمة والمزارع الكثيفة ، وسقط المئات من العمال ، وسرعان ما أنتشر خبر مجزرة شيكاغو ألى كندا وأستراليا وبعض مناطق أوربا ، وتزامن تلك الحركة العمالية مع صدور" البيان الشيوعي"  لماركس وأنجلز والذي أضفى لها الطابع السياسي وأنتشار الفكر الأشتراكي منذ القرن الماضي ، وتسارع الأحداث العالمية التي عملت على تقوية مسار الحركة العمالية كثورة أكتوبر المجيدة 1905 الروسية .
وما يخص الطبقة العاملة العراقية
-----------------------------------
وللأسف المؤلم حلول الأول من أيار في هذا العام بالذات على طبقتنا العاملة العراقية كغيمة سوداء لا يبدو هناك ضوءاً في نهاية النفق ، وأملٌ قريب في الأفق ، بل هي تغرق معنا سوية ونحن في ( تايتانك ) الوطن الآيل للأستقرار في قعر المحيط المظلم  ، وليعلم العالم أن طبقتنا العاملة العراقية اليوم أمام أشرس عدو تقليدي الذي هوأمريكا ومساعده (الدين السياسي) الذي غيّب الفرحة في آمال الجميع في واقع تفاقم البطالة والأمية والمرض ، وسط
 أحتقان طائفي وأثني ومناطقي ومشاكل عصية وأزمات خانقة وسط أحتقار دور المرأة العاملة ومصادرة مكتسباتها وشرعنتْ تواجدها في البيت وشمولها بفتوى ( الأسر والسبي ) والبيع في أسواق النخاسة الموصلية والحلبية ، ومصادرة حقوق الطبقة العاملة النقابية بتعسفية شديدة بعدم الأعتراف بها كأوسع شريحة في المجتمع وكطبقة معترفة  بها في العالم ، وهي اليوم تعاني البؤس وشظف العيش فأخذوا منها كل شيء ما عدا ( الدمعة والضحكة ) وكلاهما وجهان لعملة واحدة التي هي المأساة والحزن ،بالرغم من هذا التغييب ومصادرة هويتها وتضليل عنوانها أنها تحتفل بهذه المناسبة الأممية غايتها الوقوف بحزم ضد التوجهات الأمريكية وعملائه حكام الدين السياسي بمواصلة النضال وبأصرار :
** ألغاء القوانين الجائرة والأجراءات التعسفية التي صدرت بحقها كقانون رقم 150 سنة 1987 الذي حول العمال إلى موظفين .
**الدفاع عن حقوق المرأة المغتصبة وهي في ظل الحكم الأسلمة السياسية .
** النضال من أجل أصدار قانون العمل الجديد وتقاعد العمال في الضمان الأجتماعي يساير معايير العمل الدولية .
** أرجاع مؤسسة " أتحاد نقابات العمال " وبصيغ ديمقراطية يضمن حقوق جميع عمال العراق .
** تشغيل المعامل والمصانع المعطلة والمغلقة منذ 2003 لأعادة عمالها لمعالجة البطالة الحقيقية والمقنعة .
** مساهمة العمال في العملية السياسية ولأنها داينمو الأنتاج وأساس أركان العمل .
** دعم حقوق المرأة العاملة في الأمومة ، وتقليل ساعات عملها .
** وفي العراق المحتل يكون الأول من أيار حافزاً للتحرير وهي المسؤولية الوطنية أمام الطبقة العاملة التي هي رأس الرمح في المجتمع .
   المجد للطبقة العاملة في أرجاء العالم وكل العرفان والوفاء لطبقتنا العمالية العراقية في عيدها الأممي المزدهر-----
في الأول من أيار 2016

212
الروائي والمفكر البريطاني"جورج أورويل"--- ذو النزعة الأنسانية التحررية
عبدالجبارنوري- السويد
جورج أورويل Georg Orwell  1903 – 1950 صحفي وروائي ومفكربريطاني ، تتميّز كتاباتهُ بخفة الدم والذكاء والوضوح ، كان دائم الحديث عن التحذير من غياب العدالة الأجتماعية ، ومعارضة الحكم الشمولي ، وكتب في النقد الأدبي والشعر والخيال والصحافة الجدلية ، وأنهُ يتعاطف مع الكادحين ، ويدافع عن المظلومين ، والأنحياز إلى الفقراء ويؤمن بالمساواة ، ويكره ألغاء الآخر ، ويمقت الكراهية والعنصرية ، ويحبذ أنتشار الديمقراطية واللبرالية في كل مكان سواءاً كانت في الديمقراطية الغربية أو ديمقراطيات الأشتراكيين السوفيت مع شيء من التحفظ ( حسب نتاجاته الأدبية ) .
وسوف أبدأ بأستعراض أفكاره الأنسانية كمفكر يساري  أولاً وثمّ كروائي لاحقا من خلال كتابيه المشهورين :
تحية لكاتالونيا 1938 والذي يحكي أشتراكه الفعلي في الحرب الأهلية الأسبانية ومعايشة خنادقها كمراسل حربي موفد من قبل حزب العمال  الماركسي البريطاني اليساري كمتطوع وهو القائل: جئت إلى هنا لأقاتل الفاشية الفرانكوية ، وهو عبارة عن بحث ضخم في السياسة والأدب واللغة والثقافة ، ونقد الفقروالنظام الطبقي الأنكليزي ، والأشتراكية التقليدية ،  حيث وضعته صحيفة التايمز البريطانية في قائمة أعظم 50 كتاب بريطاني منذ عام 1945 يصف فيه ممارسات الحكم الأستبدادي والشمولي والتي أنتشرت تأثيراتها الثقافية الحداثوية في الثقافة البريطانية والعالمية مثل الحرب الباردة ، وجريمة الفكر ، وشرطة الفكر ، وهذه الأصطلاحات السياسية كلها من أبتكاراته ( ويحكي الكتاب حياة كاتب بريطاني يرتدي جلباب التقدمية والدفاع عن آدمية البشر في تجليات التطوّع الشخصي لمحاربة الفاشية ألا هو " جوج أورويل " المتواجد في كاتالونيا تلك البقعة الساخنة ليصرح بوضوح الحرف { أني جئتُ لأحارب فرانكو وأعوانه } ، وأنظم " أورويل " لاحقاً ألى ثكنة لينين الأكثر سخونة في برشلونه وأخترقت رصاصة قناص عنقه وحينها أفقدت صوته ، وعولج في مشفى الأحزاب الشيوعية في جبهة ( أراغون ) ، وكانت لهُ صلات وعلاقات ودية  مع الأحزاب الشيوعية لتلك المشتركات والمقاربات الفكرية اليسارية الثورية في محاربة الفاشية ودحر التعصب الأثني ، وشهدت له خنادق سرسقطة ولوس مناجروس بمنطقة أراجون ، شمال شرق أسبانيا من عام 1936 ، التواجد الفعلي في قتال الخنادق للدفاع عن الكلمة الحرة ، وأحترام آدمية الأنسان .
وروايته الثانية " 1984 " التي خلدته وشخصنت هويته وعنوانه لأنه وضع فيها سيناريو مرعب عن تغلغل الأنظمة الدكتاتورية على حياة وواقع الأنسان ، ووصلت شهرته في تبني قضايا الأنسنة وحقوقها أن يصبح مصطلح ( الأورويلية) تنسب لهُ ، وهي بدت تعني النضال والكفاح ضد العنف والأستبداد والشوفينية والعنصرية بكافة أشكالها ، في سنة 1946 ألف روايتهُ الأخيرة " 1984 " هذه التي أحدثت دوياً قويا لا بل شديداً عند صدورها على كافة المستويات الأدبية والفكرية والسياسية لأنها (مرافعة) قوية ضد الطغيان وأحتجاج صارخ ضد أهدار كرامة الأنسان وسلب حرياته ، وأثبت " أوريل " أنه ليس فقط روائي وكاتب بل "مفكر" سياسي يؤكد بعد 38 سنة مستقبلية قادمة يتنبأ بنبوءة (زمكنية) متكاملة مذهلة لما سوف تؤول أليه الحياة بسوسيولجية جمعية سوداوية ظلامية مشؤومة بحكومات الطغيان والأستبداد ، محتقرة للعقد الأجتماعي لروسو ، والحيثيات القانونية للمجتمع الدولي .
وفعلا عايش العراقيون جمهورية الخوف البعثية بزمن 35 عاما ( بضمنها 1984 ) وهم مشاريع للموت المجاني ومحارق الحروب القسرية العبثية ، والمقابر الجماعية وأحواض التيزاب والحكم  الشمولي ، بقيادة قائد الضرورة ولم تكن البلاد العربية أحسن حالا بل عانت المزيد من الظلامية وكم الأفواه ، وخير من وصف هذا العهر السياسي العربي هو شاعر الياسمين " نزار قباني " في قصيدته { تعبان بن تعبان يسقط في أمتحان حقوق الأنسان }
مواطنون ----- دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مقتلعون نحن كالأشجارمن مكاننا
عيوننا تخاف من أصواتنا
مسافرون في سفينة الأحزان
وشيخنا قرصان
مسافرون خارج الزمان --- والمكان
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره أمامنا
مراقبون نحن في المقهى --- وفي البيت
وفي أرحام أمهاتنا
والمخبر السري في أنتظارنا ، يشرب من قهوتنا ، ينام في فراشنا ، يعبثُ في بريدنا ، ينكش أوراقنا ، يدخل من أنوفنا ، يخرج من سعالنا ، لساننا مقطوع ، ورأسنا مقطوع
يا وطني كل العصافير لها منازل ألا العصافير التي تحترف الحرية ، فهي تموت خارج الأوطان ------

وأخيرا هذا مقتبس من كتاب ( شخصيات لها تأريخ ) للكاتب السوري جلال أمين  : { --- أن صانعي القرن العشرين كثيرون من ستالين وهتلر ألى أنشتاين وبيكاسو ، قليلون هم من عبروا عن ضمير القرن الذين كرهوا العنف ، وشجبوا الحرب ووقفوا ألى جانب الفقراء ، أن هؤولاء هم ضمير القرن العشرين ومنهم وعلى رأسهم الكاتب والروائي والمفكر " جورج أورويل " أنتهى  ´´وتحية أعجاب وأكبا ر-- ل" أورويل " متنبي الغرب ، وعاشق الحرية ، وعدو الأستعباد´
في 27 نيسان 2016


213
الأصطفاف مع معتصمي البرلمان – فريضة مقدسة
عبدالجبارنوري- السويد
النواب المعتصمون اليوم تحت تأثير وخزة الضمير وسياط الندم بالجلد الذاتي ، فأنطلقوا من قمقمهم العاجي من تحت قبة البرلمان إلى قلب العاصفة في ساحة جواد سليم ، وهم ينادون لبيك يا شعبنا ، فلا بدّ من التغيير ، فهم يرددون نحن مشاريع  أستشهاد فداءاً للوطن والشعب ، فلا بدّ من كسر غطرسة اللوبي الأمريكى ، وأطفاء شاعلي الحرائق من ثوار الفنادق الجواسيس وعملاء السفير الأمريكي والسفير سبهان السعودي ، وطبالة الوهابية السعودية القطرية التركية ، والأيرانية .
 وبحراك نواب الشرف والفضيلة أصبح من الملموس { أن موازين القوى } تميل لصالح الشعب العراقي ، بفعل هذا الحراك الوطني في أعتصامهم التأريخي العابر للمحاصصة والطائفية الأثنية والمناطقية ، وقد نجحتم والله في أمتحان حركة حتمية التأريخ عندما خيركم بين عبدالكريم قاسم وعلي صالح السعدي و بين جيفارا وأنقلابيي غواتيمالا ، وبين حر أبن الرياح وعبد الله ابن زياد ،  وبين الحمزه ابن عبد المطلب وهند بنت عتبه وبين مسلم أبن عقيل ومعقِلْ ، وبين مالك الأشتر ومعاويه ، وبين الجنة والنار ، وبين الضحية والجلاد ، ولم تهنوا أو تبالوا لأبواب جهنم  التي فُتحتْ عليكم من دكاكين أحزاب الذل والخيانة  ناهبي، قوت العباد  ، وبوقوفكم السلمي المتحضر  وصلابة عودكم الثوري قد أعدتم ألى أذهان الشعب العراقي ثورة  المكوار لأجدادنا الميامين ضد المدفع الأنكريزي في ثورة العشرين المبا ركة .
ومن خلال رؤية وطنية عراقية مخلصة وشريفة في فلترة وفحص نوايا المعتصمين النواب الشرفاء نجد أنهم أنحازوا لجبهة الشعب ، وترجموا شعارت تظاهرات الجُمعْ ، في نبذ المحاصصة ، وأختزال الأحزاب والتكتلات الفئوية الطائفية والأثنية ، والتأكيد على شعار ( ثقافة التغيير ) بدل ( ثقافة التكفير والكراهية ) وكانت أول الغيث قطر في أقالة رئيس المجلس ونوابه بحركة ديمقراطية تستند على الدستور والنظام الداخلي للمجلس ، والتشخيص الأستراتيجي لتحالف العدو الداعشي مع فصائل البعث المنحل ، وأخذ الحذر الشديد من تحركات السفير الأمريكي والسفير السعودي ، وكسب تأييد المرجعية الدينية لشرعنة حراكهم في الأعتصام داخل قبة البرلمان ، والأتحاد وا لتلاحم مع ا لتظاهرات المليونية السلمية المطالبة بالأصلاح ، كل ذلك لتفويت الفرصة على الأعداء وما أكثرهم متربصين بدولة سرجون الأكدي قبل اكثر من أربعة آلاف سنة  .
ولفضح الوجوه الكالحة من المرتدين والمرجفين الذين أصطفوا مع أعداء العراق  ، وسوف نتركهم عند محكمة التأريخ التي لا تعرف المجاملة والوساطة  وعندها يحصلون على لعنة الأجيال القادمة ، وخجل أحفادهم وأسرهم -----
المجد كل المجد للنواب المعتصمين والخزي والعار لخونة وجواسيس الوطن المتخاذلين -----
في 20نيسان 2016

214
صحوة ضمير في عملية التغيير
عبدالجبارنوري- السويد
ما حدث في 12 نيسان في البرلمان العراقي هي حركة تصحيحية لمسار عملية الأصلاح ، فهي ليست بثورة ولا أنتفاضة ولا أنقلاب ، كانت عبارة عن أصطفاف نواب من مختلف الكتل ذوي الضمائر الحية ، الذين عانوا من وخزات الضمير وتأنيب الوازع النفسي لمعاناة الشعب المقهور لمدة 13 سنة ، فأنتخى بمسؤولية تحقيق هذا الأصلاح 174 ضمير متحرك لا ضمير ساكن مستسلم بخنوع ، وهي مطابقة ومسايرة لمنطق حركة " حتمية التأريخ في التغيير " التي تفرض شرط توفر الوعي والأرادة والرغبة في تغيير الحال ، رحم الله أبا القاسم الشابي حينما قال : أذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلابدّ أن يستجيب القدر- ولابدّ لليل أن ينجلي – ولا بدّ للقيد أن ينكسر- ومن لم يعانقهُ شوق الحياة تبخر في جوها وأندثر - فأستمد النواب المعتصمون من أرادة التظاهرات الجماهيرية في الشارع العراقي الساخن والملتهب حماساً وأصراراً ، في رفض حكام الغفلة والمقبولية  والمحاصصة الذين يستمدون أوامرهم من كتلهم وأحزابهم ، وكما قال العم ماركس الفقر والجوع لا يكفيان للتغيير أذا لم يصاحبه الوعي والرغبة للتغيير ، فأستثمروا الجو الديمقراطي ورفعوا الدستور والقانون بيد ورفعوا أصابعهم الشريفة باليد الأخرى بالموافقة بالأجماع في خلع السلطة التشريعية برئيسها القطري الجنسية ونائبيه ، فكان يوم الخميس 14 نيسان الخير والعطاء الخيط الأبيض والأبيض من فجرٍ جديد رسمً خيوط الفرز بين أحرارثقافة المواطنة وبين ثوار الفنادق ومثيري الشغب ولابسي جلباب الطائفية والأثنية والتجسس على وطنهم العراق .
ولماذا هذا القرار التأريخي الوطني :
-النواب المعتصمون خرجوا من دائرة " الأنا " الحزبية والكتلوية – الطائفية لأنهم أدركوا " أنّ الثورة والثروة لا يلتقيان ، وبذلك مثّلوا الحراك الشعبي حقاً وحقيقة .
_ وصحوة النواب تجلت بشعارهم الأنساني " الأصلاح الشامل " بألغاء الرئاسات الثلاثة ، وبرسم خارطة طريق جديدة بعيدة عن المحاصصة البغيضة ، التي أوصلت سفينة العراق إلى الغرق ، وهي تقاوم أعاصير الفساد وهدر المال العام بسرقات فرهودية مليارية ، بحيث أفرزت الحالة طبقتين بينهما هوة سحيقة وبفارق مهول ، طبقة مترفة تمتلك عقارات وفلل وفنادق وجزر وقصور وسيارات فارهة  من السحت الحرام ، وطبقة واسعة من الجياع لا تمتلك سوى الراتب الوظيفي او التقاعدي الذي أخضعوه للتقشف  .
- لذا توجب على النواب المعتصمين رفع الشعار الثوري "في قضية شعبٍ يكون أم لا يكون " .

وتحركت قوى الردة المضادة لوضع العصي في عجلة الحراك الجماهيري والبرلماني ، وأمتصاص النقمة ، وكسب الوقت  وسحب البساط من تحت التظاهرات الجماهيرية وشل أندفاع نواب الأعتصام وتسفيه صحوتهم الوطنية الأنسانية ، حيث أصدر مكتب الرئاسة يوم الأربعاء 13 من نيسان " وثيقة الأصلاح الوطني " وخير من فضح خفايا وثيقة العار هي أفتتاحية جريدة " طريق الشعب "  ليوم الخميس 14 نيسان : وهذا مقتطف من الأفتتاحية :
---- أنّ هذه الوثيقة التنرقيعية التوفيقية لم تمس جوهر المحاصصة الطائفية – الأثنية ، وأنما تمثل مسعى أضطراريا لأمتصاص وأحتواء ضقط الرأي العام والحراك الجماهيري ، والأستجابة للضغط الدولي والأقليمي ، وكذلك هي أقرار بالفشل الواضح في أدارة دفة الدولة وشؤون الحكم ، كما أنها تشكل مسعى إلى تلطيف المشهد وتقليص العيوب ، والحد من بعض السلبيات وليس التخلص منها ، وأنها تستهدف التنفيس عن الأحتقان فقط وليس المعالجة الجادة والضرورية لنزع فتيل التوتر والأزمة ، والوثيقة عبارة عن التستر على ملفات الفساد الرئيسية وعلى أبطالها الحيتان الكبار ، فهي تسويف وتلكؤ } أنتهي .
المجد لكم أيها النواب المرابطون تحت قبة البرلمان ، أمامكم خيارٌ واحد فقط { إلى الأمام ثم ألى الأمام وبالصمود والصبر والتضحية ، وأعلموا أن الأختيار الثاني الرجوع يعني فناء الشعب وبيع وطنٍ كان أسمه العراق }

16 نيسان 2016
-



215
حكومة الظرف المغلق--- وُلِدتْ ميّته
عبدالجبارنوري-السويد
لم تمرحكومة أزمات على العراق ، مأساوية ، بشكل مسرحية هزلية هابطة ومقززة ، لا تصدق في قصص الروايات الخيالية والخرافية في أتعس دويلة في غابات الأمزون المظلمة ، وجزر المحيط الهادي النائية ، المتمثلة  بأصحاب القرار المسماة بالمعارضة المصابة بداء المحاصصة المزمن ، وما أن ترجلت من دبابات العم سام وأذا بها تلهث وراء لعبة الكراسي والمناصب ، وأثبتوا للعالم بأنّهم طلاب حكومة لا طلاب دولة ، أشعلوا الحرائق في الأخضر والأخضر والأخضر لا اليابس لأنّهم أخذوا منا الشباب ، والحصيلة أصبح الشعب في وادٍ وأصحاب القرار – حكومات الغفلة والمقبولية و النفعية والمصلحية - في قمة الأستعلاء والغطرسة الفارغة على رقاب العباد ، والأنبطاح الذليل أمام أمريكا ، والأنحناء الرخيص أمام حاكم حريم النسوان تركيا الأخوانية ، وبني سعود أصحاب فتاوى الظلالة البترولية ، ولم يحصل الشعب العراقي من الفترة المظلمة ذات الثلاثة عشرة سنة غير السلب والنهب والخطف والقتل بشتى الطرق ، وفتح أسواره للأرهاب الداعشي الخرافي بثمن حفنة دولارات غير معدودة ، أي بالحقيقة أصبحت حكومة العبادي غارقة لحد الأذنين { بأغلبية سياسية أمريكية } ، لا يمتلك قوّة الأرادة ووحدة الكلمة أي يفتقد الشخصنة القيادية ، وأن جميع ما تطرحه الكتل السياسية في الأعلام كذب والأصلاح وهمْ وزيف ، من السذاجة أن ننتظر من الكابينة الجديدة الأصلاح للأوضاع المتردية ، مع أنتهاء المدة المقررة للعبادي ، أتوقع عدم التصويت ، وهنا تسكب العبرات لأنّها أزمة الأزمات بوضع العراق في عنق الزجاجة وهو موجود أصلاً ولكن قل : على صفيحٍ ساخن ، ولأنّ الشراكة التي تريدها الكتل السياسية هو تحييد ثقافة المواطنة لتمسك الكل- ولا أستثني أحداً منهم – بالمناصب والأمتيازات  والعقدة السايكولوجية في العبادي نفسه حين يعي بأنهُ يمثل السلطة التنفيذية ، كيف يمكنهُ أن يعطي حكومة مستقلة وهو متحزب ويمتلك قائمة أنتخابية .
ولذا أنّ الظرف المغلق لم يفتح أساساً بل تشتت وتبخر في أول عرضه على مجلس النواب العراقي لأنسحاب 5 من مرشحيه ورفضه من قبل 10 لجان برلمانية ، وأنّ جميع الكتل ترفضه ولا تصوت عليه .
الأسباب :
-التحالف الوطني الذي أعلن وفاتهُ وهو( البيت الشيعي ) الفائز بأغلبية أنتخابية ، المختلفون في الرؤى ووجهات النظر، وعجبي في تسميتهم بالتحالف ، وهم متشرذمون ومتوقفون على مفترقٍ من الخارطة السياسية ، التي رسموها بأيديهم  يكيل بعضهم على بعض الأتهامات والتسقيط السياسي ، هدف كل كتلة منهم الأستحواذ على المناصب ناسين أن هناك وطن ممزق وأرضٍ محتلة وشعب جريح ينتظر الفرج على أيديهم ، وحتى العبادي نفسه لم ينجو منهم وهو قيادي في كتلة مهمة في التحالف الوطني .
- الضغوط والتدخلات الخارجية التي يتعرض لها رئيس الوزراء من أمريكا وهي الأقوى في لي الأذرع ، وتحريف مسار الوضع في العراق ، وأيران ، ودول الخليج ، وتركيا ، والسعودية التي كونت التحالف الأسلامي وهي تهدد وتلوح بعاصفة جديدة للتدخل في شؤون العراق وبشكلٍ وقح ، وقطر الثروة والمال ، وتركية الأخوانية في الدعم اللوجستي لداعش .
- القوى السياسية المتصارعة طائفياً وأثنيا ً ومناطقيا ً ، وهم يريدون تكنوقراط سياسي لا مهني  ، ولأن الكل يغني على حصصه ، ويفرض أشتراطاته الشخصية والحزبية ( التعجيزية ) .

الحل :
-تغيير التحالف الوطني بعقلية جديدة  تتفهم مطاليب المتظاهرين والأسراع بالتغيير وألا يغيرهم الشعب!!! .
- كلما كانت الحوارات مستمرة مع قليلٍ من نكران الذات يكون الأمل في الأفق قريب ، مع أبقاء وزيري الدفاع والداخلية ضمن الكابينة الجديدة لأن العراق في حالة حرب .
- التغييريجب أن يكون على أساس " الدولة العميقة " --- أي من الوزيرألى الوكيل والمدير العام والهيئات المستقلة والمستشارين وأمانة بغداد والأمانه العامة لمجلس الوزراء .
-  المرشح التكنوقراط لا يكون الأختيار فقط على حساب التحصيل الأكاديمي بل يجب أن يكون لديه ممارسة عمل وصاحب بحوث وخبرة تطبيقية عملية في مكانٍ ما ، والنزاهة ، والذكر الطيب ، وأن لا يكون المرشح من القيادات البارزة ، وأن لا يكون قد أستلم وزارة سابقة .
- الأبتعاد عن نظام الوكالة لأنها ظاهرة مرفوضة وغير موجودة في دول العالم .
- الحكومة لا تحاسب الجريمة المنظمة وأن هذه الظاهرة السلبية موجودة فقط في العراق .
- نحن بحاجة إلى معارضة سياسية ، لأننا الدولة الوحيدة التي ليس فيها معارضة برلمانية لأن الكل تريد الحكومة .
- تقليص عدد النواب إلى النصف .
- تشكيل مفوضية أنتخابية مستقلة .
- وأثني على تصريح نقيب الصحفيين مؤيد اللامي : في تفعيل" ميثاق الأعلام الوطني " الذي يمنع الدكتاتورية والطائفية والكراهية وتجنب سياسة التسقيط ، أضافة لكونه أعلام حر .
- من المستحسن أستضافة قيادة الحزب الشيوعي العراقي المتمثلة بسكرتيره المناضل الخلوق والكاريزمي الرفيق أبو داوود الأستاذ " حميد مجيد موس كمستشار ومراقب لما يحمله من تراكمات خزين من التجارب النضالية  في قيادته  السليمة للحزب لأكثر من عقدين من الزمن وهو أبن ذلك الحزب المناضل ذو 82  سنة في كشف مطبات السياسة ومعرفة رجالات الحكم  ------
في – 12 نيسان - 2016



216
رواية- "  أنْ تقتل طائراً بريئاً "بقلم أمرأة
دراسة تحليلية في عصرنة ظاهرة التفرقة العنصرية 
عبدالجبارنوري- السويد
نيلي هاربرلي28 نيسان1926 في بلدة (مونروفيل ) في ولاية ألباما في أمريكا – 19 شباط 2016 عن عمر ناهز89 سنة صاحبة الرواية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية (أنْ تقتل طائراً بريئاً ) To K ILL amocking Bird ، وهو بشأن الظلم العنصري في الجنوب الأمريكي ، وهي تعالج قضية الكراهية العنصرية ، كانت سنة 1956 صدور كتابها الأول ان تقتل طائرا بريئا ،ونشرت الرواية سنة 1960 مع الأعتراف بحركة الحقوق المدنية في أمريكا ، وتعتبر الرواية ثورة بأسطره النارية لأنصاف المظلومين ، وهي رسالة أحتجاج قوية على التمييز العنصري عندما تجد يافطات على واجهات المطاعم والبارات والفنادق - في الولايات الجنوبية بالذات-  NO  place to negro )، وبيعت منها 30 مليون نسخة وهو أول وأكبر رقم قياسي في مبيعات الكتب ، وعند نشره عام 1960 مع الأعتراف بحركة الحقوق المدنية ، وحولت إلى فيلم رائع يلعب الممثل الرائع كريكوري بك  دور المحامي ( أتيكوس فينيتس ) وحصل الفيلم على ثلاث جوائز أوسكار في عام 1962 لأعتباره من كلاسيكيات السينما الأمريكية ، والرواية تروي قصة محامٍ في الجنوب الأمريكي يدافع عن رجل أسود متهم بأغتصاب أمرأة بيضاء ، وخلال المرافعة يدافع عن الحريات ، وترسيخ الأيمان بحقوق الأنسان ، وأصبح كلمة " الأغتصاب " تهمة جاهزة للتنكيل ، ويمكن تلخيص سردية القصة وأرهاصاتها وصراعات الذات البشرية في النصيحة التي قدمها في بطل الرواية المحامي " أتيكوس فينيتس " لأبتنه الصغيرة سكاوت : ( أنّكِ لم تفهمي شخصاً حتى تأخذي الأمور من وجهة نظره ---- حين ترتدين جلدهُ وتعيشين بهِ ) فهي تتناول التفرقة العنصرية ، وضياع البراءة وهي أبرز ملامح الصراع الطبقي وأعلى مراحل الأستغلال الرأسمالي برؤوسٍ متعددة .
وهذه بعض الأقتباسات النصية من الرواية { --- حين تكون هناك شهادة رجل أبيض ضد رجل أسود ، فالأبيض هو الرابح دائماً ، أنّها حقيقة بشعة جداً ، لكنها من حقائق الحياة في أمريكا ، هكذا يكون منبوذ من يدافع عن السود الزنوج ، والقانون الأمريكي ليس لجميع البشر سواسية ، بل هناك فردٌ يحظى بمميزات تختلف عن الآخر لأسباب عديدة ، المنصب أو النفوذ ، وبعد 55 سنة أصدرت كتابها الثاني " أذهب ونصّبْ حارساً " والذي يتناول موضوع العنصرية بمقاربات مع الكتاب الأول  } وأشتهر الكتاب أيضا لأنه يتناول موضوع العنصرية أيضا بنفس المقاربات الفكرية فهي تكمل معالجة نفس الموضوع الحساس في الكراهية العنصرية ، وبيع منها حوالي مليون وستمائة نسخة .
أسباب أشتهار رواية " أنْ تقتل طائراً بريئاً " :

1 – أصبح لها تأثير مدوي في المشهد السياسي الأمريكي .
2- أعطت زخماً أستفادت منه حركة الحقوق المدنية أيما أستفادة .
3- المؤلفة من البيض تكتب عن العدالة وحق الأنسان في الحياة بكرامة – طوعيه غير نفعية – دون ان يكون عملها رومانسيا أو عاطفياً كما في القصص التقليدية حين تنتهي بعلاقة حب ، فهي رواية واقعية عندما وضعت لها نهاية مأساوية ، تأثرتْ بها من بيئتها بلدة ( مونرو فيل ) الموبوءة بالتفرقة العنصرية ، وحين كان عمرها عشرة سنوات ، عايشت محاكمة تسعة شبان سود أتهموا بأغتصاب أمرأتين بيضاوتين ، ورغم التقرير الطبي الذي دحض أغتصابهما ، ولكن المحكمة العنصرية حكمت على الجميع بالأعدام ، بلغت مبيعات القصة 40 مليون نسخة ، وأضيفت إلى المناهج الدراسية وكليات في أنحاء العالم ، لذا خسر العالم بوفاتها ذهناً ثاقباً وكاتبة رائعة لصراحتها وموهبتها والحقائق التي كشفتها أمام العالم .
أن هاربر لي سلطت الضوء على جانب من الأوجه المتعددة لهايكو الحقد العنصري وهو جانب( لون الجلد )، وللحقيقة أن لها جوانب متعددة مثلاً : ** النظرة (العرقية الأثنية) السيئة الصيت التي أججت حرائق ومنازعات كثيرة على مدى التأريخ ، ولن تنسى البشرية الحربين العالميتين الكونيتين التي راح ضحيتهما أكثر من 500 مليون بين قتيل وجريح ومفقود وأصحاب عاهات نفسية كل ذلك بسبب أنتشار التيار النازي الشوفيني في ألمانيا  ** (النظرة الطائفية)  والتي تعتبر من أخطر فايروسات الكراهية في نخر جسم الأمة كما جرى بين الطائفتين الكاثوليكية والأرثدوكسية في القرن الثامن عشر وطحنت الآلاف من شباب الكنيستين إلى أن جاءت أصلاحات القس لوثر في ترميم ما تهدم من البناء النفسي ، وما جرى في لبنان من حربٍ أهلية في سبعينات القرن الماضي وأستمرت 15 سنة راح ضحيتها  الآلاف من البشر وتدمير البنى التحتية ، وما يجري اليوم في العراق بعد 2003 من الشحن الطائفي المصحوب بالحقد والكراهية والذي تحول في 2006 و 2014 و2016 الى حربٍ أهلية بين المذاهب والذي يقوده اليوم " داعش " المحتل لأجزاء من العراق ، والذي يسير بهدى فتاوى الظلالة في التفرقة بين الطوائف والأديان وتكفير جميع البشر والتعامل معها بأزدراء وأحتقار .
تحية أكبار وأجلال للروائية الشجاعة " هاربر لي " وتأثيرات روايتها في تثبيت الحقوق المدنية وسط أعتى دولة أحتكارية مدعومة بغطرسة كارتلات الأستعباد والسخرة وألغاء الآخرين لأنّهم يرتدون جلباب جلد أسود .
وأخيراً ثمة سؤال يفرض نفسه ، في زمنٍ يغرق فيه شعبنا العراقي في وحل التعصب العنصري والطائفي الذي يقودهُ أصحاب الرايات السود داعش في أستعباد وأسترقاق العباد وأذلاله ---- السؤال: هل عقمتْ الأرحام في أنجاب " لي هاربر" عراقية في طرح مأساة شعبنا في المحاكم الدولية ؟؟
في – 9-نيسان - 2016

217
تأمين محيط بغداد ---- فريضة معطّلة
عبد الجبار نوري – السويد
ونأمل أن لا تكون هلوسة  بطران ( ينفخ بأربة مقطوعة ) كما يردد أخواننا الكدعان ، قلنا وبحّتْ أصواتنا الأهم قبل المهم يا قيادتنا الحكيمة جداً ! رفقاً بأسوار بغداد ، وحافظوا عليها بالغالي والنفيس ، وبالروح والدم ، كفى شجار الديكة بالضحك على الذقون ، بوجوه وزارية ليست جديدة بل هي الوجه الثاني لنفس العملة الرديئة ، ويا سادة ويا كرام أصحوا من نومة الغافلين ، ونظرية المؤامرة ، التي تلف جميع التكتلات السياسية التي تغرد حارج السرب ، أورائحة  قبة البرلمان الشريف جداً !! التي تزكم الأنوف والتي حللت وشرعنت  قانون ( التجسس ) ، ومهزلة الأخوة الأعداء في البيت الشيعي المهلهل الآيل للسقوط – أن لم نقل قد سقط – بسبب سياسة التشهير والتسقيط  السياسي ، وأنكارهم ( للبغددة ) والولاء لأحزابهم ، واليوم أعطيكم الخبر العاجل وبيني وبينكم مسيرة ثلاثة أشهر وآلاف الفراسخ كما في أدبيات الدعوشة الخرافية  شاربي بول البعير ، وقبلها أقول أن كنت لا تدري فهي مصيبة وأن كنت  تدري فالمصيبة أعظم : { فقد تحولتْ أستراتيجية العدو الداعشي إلى ما أسموه " غزوة رأس الأفعى " كما وردت تواً في الأعلام الغربي قبل غيره ، أن العدو قد لا مس الأجزاء الغربية من النخيب بالهاونات والصواريخ بمساعدة بني سعود الوهابية ، وتصدوا لأجهزة الأمن العراقي في قرية أبراهيم علي ، وأبو غريب ، والكسارات ، والوردية ، و أستراتيجيتهم أن يصلوا إلى الشعلة التي هي خاصرة بغداد وفي كل هذه المناطق سوف يكون بينها وبين بغداد كيلومترين ونصف تقريبا ، لذا وصلت هاوناتهم وعبواتهم الناسفة وبهائم أنتحاريهم وسياراتهم المفخخة إلى بابل الأثرية ، واليوم إلى جنوب الناصرية والبصرة ، وهي رسالة داعشية إلى حكومة الغفلة بأنّ لنا يد طولى فيما يسمونه ولاية الجنوب } .
ولأجل درأ الكارثة والمصيبة قبل وقوعها أقدم هذه النصائح المجانية :
1-تحرير الكرمة والفلوجة ، وتفعيل تحريرها بجدية وطنية خالصة ، ولخروج أهاليها من الممرات الخمسة الآمنة ، فلم يبقى فيها سوى الدواعش وبعض رؤوس الفتنة المغسولة والمظللة بفتاوى الظلالة ، والله أصبحت " الفلوجة " نذير شؤمٍ تتشابه مع رديفتها منصات منطقة الفريجي في الأنبار ، والتي فقستْ فيها أفاعي داعش وأحتلت الموصل والأنبار وصلاح الدين .
2- مسك الأرض .
3- تقوية الحس الأستخباري .
4- تجهيز الجيش والغيارى من أبناء العشائر والحشد الشعبي بالأسلحة الحديثة ، وواقيات الصدور وكمامات الوقاية من الأسلحة الكيمياوية ، والقناصين والنواظير الليلية ، والعربات المدرعة المصفحة في كنس العبوات الناسفة ، في طريق التحرير الملغوم .
5- مراقبة الأحراش والبساتين التي يمكن أن يتغلل منها العدو .
6- فلترة النازحين أذ تبين أن داعش يدس بين صفوفهم أكثر من 10 بالميه أن لم نقل أكثر لأنّ الذي فجر نفسهُ في تقاطع اآثار بابل وملعب الحلة هم من تسللوا بين النازحين ، بل أجزم كان تفجيرات الأمس في الناصرية والبصرة من حواضن المنطقة أو من المندسين بين النازحين في غفلة منهم .
7- للعلم أنكم أمام عدوِ لا يعترف بقواعد الأشتباك وما فرضته مباديء حقوق الأنسان في حالات الأسر وما حرمته في أستعمال الأسلحة المحرمة دولياً كغاز الكلور والسيفور وقنابل النابالم ، لذا هنا يجب الحذر والحزم .
8- لا ينبغي العسكرة فقط بل يجب أنْ تتوازى العملية التحررية مع الأعلام الموجه في فضح نوايا داعش في أستعمال الأسلحة الكيمياوية وسياسة الآرض المحروقة ، أذ يجب تدويلها ولأنها ترقى " للجينوسايد النازية الأثنية " في الأبادة الجماعية لبني البشر ، ولا تنسوا فضح دواعش البرلمان الذين أصبحوا ندبة سوداء في جبين السياسة العراقية في سباق الماراثون التجسسي على وطنهم العراق ، وتحريض الأجنبي لأحتلاله ، وبيعه بثمن بخس لقاء حفنة من دولارات السي آي أي الملوثة بدماء شعبنا ، والمعفرة بمعاناته التأريخية وأبتلائه بحكومات العمالة والفرهود -----
المجد لصانعي النصر جيشنا العراقي الباسل وغيارى عشائره وأبطال الحشد الشعبي -----

في – الرابع من نيسان --- 2016



218
المغفلة— للروائي الروسي " تشيخوف "
مقاربات تأريخية في مفهوم التغيير!!!
عبدالجبارنوري-السويد
ثمة ظاهرة معاناة الأنسان الصغير أو الأنسان المسحوق برزت لامعة في سرديات الأدب الروسي ، أمثال تشيخوف في قصصه القصيرة المغفلة و البدين والنحيف التراجيدية الساخرة ، وناظر المحطة لبوشكين ، والمعطف لغوغول ، والمساكين لدستويفسكي--- وضمن هذا التيار الأصلاحي الثوري سوف أستعرض قصة تشيخوف القصيرة " المغفلة " التي تقوم أصلاً على نظرية مفهوم الصراع الطبقي الذي يكون ملازماً لحتمية التأريخ في التغيير ، وأحاول( وبالنقد الساخر) أن أجعل من القصة القصيرة التشيخوفية قصة عراقية طويلة ومملة يبدو فيه الشعب العراقي ليس فقط مغفلا مستكينا وعاجزا ولمدة 13 عاما بل ينتظر الحل من (السيد ) في أعتصامات الخضراء الذي هو جزء من منظومة الحكم الأسلاموي ، فهل يرتجى الأمل من حاكمي خصمي ؟؟
---- لذا سأقوم ( بتوليف وتوظيف ) قصة تشيخوف القصيرة والمشهورة " المغفلة " وبفضاءات سوسيولوجية جمعية  لمعاناة الشعب المقهور والمغفل والمخدّر بأفيون ( الأسلمة السياسية )  والذي كان المفروض به أن يعي إلى الخلاص والتغيير ، ويستذكر تضحيات الأجداد في ثورة العشرين ، وأنتفاضة الجسر ، وأنتفاضة آذار 1991.
وسأوجز سردية قصة المغفلة بتركيز وأختزالٍ شديدين لضرورة فنية ---- { أجرى تشيخوف لقاءاً مع مربية أطفاله ( يوليا فاسيليفنا ) وأعّدّ لها درساً قاسياً ليختبر قوّة أعصابها ، وتبيان مدى تأثير جرعات الصراع الطبقي في عندياتها ، وهل هي مستعدة وراغبة في التغير ؟ أم أنها وطبقتها المسحوقة مقتنعة بالكفاف والمسكنة ! : { لقد أتفقنا على أن يكون مرتبك 30 روبل ، قالت 40 ، رد عليها بتأنيب : يا ( يوليا ) أنهُ مسجل عندي ، المهم أنّكِ أشتغلتِ شهرين فقط ، ردت يوليا هامسة وبخجل شهرين وخمسة أيام سيدي ، وكرر أنّهُ مسجل عندي ، أذن تستحقين 60 روبل تخصم منها :
9 روبلات لتسعة أيام آحاد . 2 روبل لكسرك فنجان وطبق . 12 روبل لثلاثة أعياد . 10 بسبب تقصيركِ لتسلق الولد الشجرة وتمزقت سترته . 5 روبلات بسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة حذاء الطفلة . 10 روبلات أخذتِ مني سلفة في يناير الماضي --- هنا همست يوليا لم آخذ ! وكرر السيد أنه مسجل عندي ---- المهم مجموع الخصم 48 روبل --- وهنا أحمرّ وجهها وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ، وأغرورقت عيناها بالدموع وقالت بصوت متهدج وحزين مليء بالأنكسار : أنا لم آخذ سلفة سوى 3 روبلات من حرمكم ، أنتفض السيد حقاً؟ أنا لم أكتبه أذن أصبح مجموع الخصم 51 بقي لك عندي 9 تسعة روبلات فقط ، فتناولتها وقالت  : " شكرا " سيدي .
وهنا أنتفض السيد وأستولى عليه الغضب وهو يردد ياللشيطان ( على ماذا تشكرينني ؟؟) أنّي نهبتك ! وسرقتك وسلبتك ، فعلام تقولين شكرا ؟؟ قالت في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً ، قلت لم يعطوك ؟؟؟ أليس هذا غريبا !! لقد مزحتُ معك هذه نقودك الثمانين في المظروف جهزتها لك مع درس قاسٍ لك أن لا تكوني عاجزة ، أحتجي ، لا تستكيني بل يحتاج أن يكون لك أنيابٌ حادة--- وقالت بصوتٍ واضخ " يمكن " وسألتها الصفح ،  وتمتمتُ مع ذاتي ( ما أبشع أن يكون الأنسان ضعيفاً في هذه الدنيا ) ----

وليسمح لي الكاتب العبقري " تشيخوف " بأستنساخ قصته القصيرة هذه على ما جرى ويجري في طننا العراق وبسردية أطول قصة ولا تزال أحداثها المأساوية تجري منذ 2003 ولحد الساعة وأضنها لم تنتهي أحداثها  بعد ! وتقسيم الأدوار : ستمثل حكومة الأسلمة السياسية دور الكاتب ، وللشعب العراقي دور المغفل ، وأستحقاق الشعب بميزانية مليارية في كل عام حوالي 110 مليار دولار أمريكي ، ولكنه خرج صفر اليدين بميزانية خاوية ، وبثالوث الفناء ( المرض والفقر والجهل ) ومادا يده للقروض الدولية ، ووقع صيدا سهلا تحت تأثير مخدر الديماغوجية بالوعود الكاذبة المؤطرة بالخُدع السرابية الموهومة ، لقد أنجزنا لكم خمسة مستشفيات تخصصية بمبلغ 20 مليار ، وعشرة ملايين دار سكن بمبلغ 30 مليار ، وعشرة ملايين رواتب فضائية ، فأصبح مجموع الأستقطاع من الموازنة 60 مليار ، والباقي صُرفتْ في مجالات خدمية كمكافحة البطالة والأمية ، وغول الكهرباء الذي روضناه في فنادق عمان بجهود ملكها الهجيني ولمدة 24 ساعة والزائد منه تمّ تصديره الى دول الجوار ، وأحياء مصانعكم ( النايمه ) ها نحن نصدر ألى اليابان والصين} والمطلوب منك يا شعب العراق أن تشكر حكومة الغفلة ، ولا تتظاهر ولا تطلب الأصلاح ، فأشبع بديمقراطية العم سام التي تعمل على فك الأشتباك بين الكتل الطائفية والأثنية ، وماشاء الله سوف تجعل من عراقكم ثلاثة دول نباهي بها العالم!!! لاأقول غير وا أسفاه --- وعزاؤنا في هذه الحكمة  -------                                       
 { حينما يسير اللصوص في الطرقات آمنين ، فهناك سببان : فأما النظام لص كبير أو الشعب غبي أكبر} لي كوان مؤسس سنغافورا
في – 1 أبريل - 2016



219
الشاعر كاظم السماوي- في تقييم الكبار!!!
عبدالجبار نوري-السويد
أنهُ طودٌ شامخ ، وأنوار أزلية على قمة جبل قنديل ، ونوارس مهاجرة على ضفتي الفراتين ، وهو نموذج أنساني للمثقف الوطني سمته الأدب الواقعي اليساري الملتزم ، وشيخ المنافي ،التي قضمت الغربة اللعينة الخمسين من عمره التسعين بين المجر والصين وأخيرا ثلوج السويد وغاباتها الموحشة ،وبذلك لُقب بشيخ المنافي  وشيخ المناضلين ، توأم جيفارا وهوشي منه ، وأعطى سلفا نصف عمره فاتورة مبصومة من سجون الدكتاتوريات المظلمة ---- هو أبو رياض  كاظم السماوي ولادة 1919 ورحل عن دنيانا الفانية  في 15 آذار 2010 ، تاركاً بعده أرثاً ثقافيا ثراً مترعاً بأوسع خزانة ذهبية وماسية تحوي على سبعة أو تسعة دواوين زينت أرشيف الذاكرة العراقية والعربية والعالمية بذخائرنفيسة موسومة ببصمات سومرية بمقتربات جسور عالمية من الشعر الملحمي ، وأشبه ما تكون بقصائد الملهاة ، فكانت سنة 1950 كتب ديوانه الأول (أغاني القافلة ) ، وبعد 1958 كتب الدواوين التالية : ملحمة الحرب والسلام ، إلى الأمام أبداً ، فصول الريح ورحيل الغريب ، قصائد للرصاص --- قصائد للمطر ، رياح هانوي ، إلى اللقاء في منفى آخر .
والمعذرة لكوني لست ناقدا أدبيا بل  كاتبا وقارئا مدمنا على قراءة نتاجات مثل هذه القامات الشامخة والتي تركت بصماتها في ذاكرة الأدب والثقافة العراقية والعربية والعالمية ، لذا وجدتُ من الضروري طرح هذا السؤال بغية مشاركة القاريء  الكريم---- السؤال : في أية بقعة يسكن كاظم السماوي في جغرافية وتأريخ الشعر الوطني والأممي الثوري ؟ متمنيا أن تكون الأجابة مرضية للبعض ( لكون رضاء الناس غاية لا تدرك ) رحماك يا أبا الحسن وهي :
أولاً- يتسم شعر السماوي بمزج النشاط الوطني بالنشاط الأدبي والثقافي ، بحيث لم يتمكن من أخفاء عشقه الممنوع سياسياً في جغرافية الوطن وتأريخه ، فقد شرب من مرارة الغربة والبعد عن الحبيب العراق حتى الثمالة ، خمسين عاما في المنفى حتى سميّ بشيخ المنافي ، وهو يقترب بآهات وآلام مما تعانيه الطبقات الكادحة والفقيرة  ، ولم يتخلى عنهم يوما ، فوجدت ترجمتها في قصائده الوطنية في حب العراق وشعب العراق ، وقف شامخا متحديا الدكتاتوريات الغاشمة التي توالت على رقبة المواطن المظلوم ، فتارة تجده حادياً للقافلة ، وأخرى عابراً للحدود ليتصافح مع جيفارا وهوشي منه ، وتلك صفات الشاعر المتمرد على الواقع المرْ ، وجدتُهُ  يعلمنا الصبر والمطاولة في ديوانه " إلى الأمام أبداً "
ثانياً- أن الأنسنة تكاد تؤطر جميع قصائده ، فهو نموذج أنساني للأنسان المثقف ، وقد أصدر " جريدة الأنسانية " بعد ثورة 14تموز 1958 ، وكتب بصوتٍ عالٍ متوّج بالعنفوان والكبرياء والتحدي { أنا إنْ خسرتُ العمرَ لم أخسر خطاي --- حاصرتُ منتفضاً حصاري --- ليس من أحدٍ سواي --- فأنا التوازن والتناقض والمصير } ، وتدافعت وطنيته وحبهُ للشعب الكردي أصبح من أبرز مناصري ( القضية الكردية ) ضد الطغيان العرقي البعثي الصدامي ، لذا كتب في رثائه السيد جلال الطالاباني :{ مُني شعبنا بخسارة فادحة بفقدان رمز من رموز النضال الوطني ، وعلم من أعلام الثقافة العراقية ، لم يكفْ صوتهُ الهادر وحتى كان حبيس السجون والمعتقلات ، مدافعا عن الفقراء والمعدمين ، وكان صوته الصارخ بأناشيد الحرية عابر للأسوار ممجداً للأنسان ، تعازي الصادقة لأسرة الفقيد " كاظم السماوي " ومحبيه ، وأعزي نفسي بفقدان صديق ورفيق درب وكفاح } ---- جلال طلباني ( رئيس جمهورية العراق ).
ثالثا- ووجدتُ كاظم السماوي في ( الوطنية الأممية ) هوية وعنواناً في ملحمة الحرب والسلام ، وقصائد للرصاص --- وقصائد للمطر، رياح هانوي ، أضافة إلى كتابين الفجر الأحمر فوق هنغاريه والثاني حوار حول ماوسي تونك وبذلك وضع  مقتربات جسور الثورية الأممية مع " جيفارا وهوشي منه " ووجدت بهذه الفضاءات الثورية أبدع حين كتب عنهُ 
 " محمد شراره" – شاعر وكاتب حيث قال : أرأيت الزوبعة كيف تنطلق؟ والعاصفة كيف تندفع ؟ أو البركان كيف يتنفس ؟والغابة كيف تشتعل ؟ فأذا كنت قد رأيت هذه العوالم فأمزجها معا وأضف بعضها على بعض تجد أمامك كاظم السماوي الذي يسكب روحه في ( أغاني القافلة)  ويذيب حياته في أحداثها ، أنهُ شاعر القافلة التي تسير في طريقٍ موحش تتواثب في قلبه الأشواك ،  وترى في ( فضائله) أرواح الضحايا ، ويختلط (بنيرانه) أرواح الشهداء .
رابعاً- الغربة في شعر كاظم السماوي ، بالرغم من قوة هذا الجبل الذي  يمشي على رجلين لم يتمكن من صد تيار الحنين لمدينته السماوه البادية ( الخضراء حين نثرها نخلا ووردا تحدوها أغاني القافلة وهي بوابة أكبر سجن عراقي " نقرة السلمان" مكتوبٌ على بوابتها بيت العراقيين جميعا .
وهذا مقتطف نقدي ومن أروع ما قرأت للناقد والأديب الكردي " د- نوزاد حمد عمر " في كتابه الغربة في شعر كاظم السماوي :{ لقد قام الشاعر بتوظيف الأسطورة والرمز والمفارقة والتناقض ، وبهذا توصلتُ إلى الأنزياحات الدلالية في أسلوبه ، وعند أطلاعي على نتاجات الشعراء المعاصرين له مثل الجواهري والبياتي والسياب وجدتُ ( مقاربات أدبية أبداعية ، وتقنيات السرد والموضوع وظفها الشاعر كاظم السماوي في دواوينه التسعة } .أنتهى
وقال فيه : الدكتور جورج حنا ( الكاتب التقدمي المشهور ) : { أن أشعار كاظم السماوي وبنظر الكثيرين " هو ما يجمع بين الغايتين : أي بين اللذة العقلية والشعور النفسي وبين الألهام الذهني والفكري بحيث لا يكون الشعر قالبا فنيا فحسب بل يمتزج المتلقي مع الأحداث روحاً وفكرا في أماله وألامه ، فيدفع القاريء إلى الأنتقام والثأر من الجلاد ، والأرتياح عند أستلهام الآمال والتطلعات لغدٍ أفضل } أنتهى
وأخيراً--- المنافي باتت قبور عمالقة شعراء وأدباء العراق من هادي العلوي إلى الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين ---- وأليك يا أبا رياض تبقى المنافي سكن لقبورنا .
المجد والخلود لشاعر السماوة ، وكذلك نستلهم من شاعرنا الكبير فضاءات وأبجديات الحرية الحمراء والديمقراطية النقية  والعدالة الأجتماعية لنواصل المسير في طريق الألف ميل الذي سار فيه شاعرنا " كاظم السماوي ------
وألف تحية لأتحاد الكتاب العراقيين – في السويد على عقد أمسية أستذكار عن حياته وشعره وذلك يوم السبت 26-3-2016 بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الشاعر الكبير " كاظم السماوي " هنا في ستوكهولم
في – 26 آذار - 2016
 


220
حذاري-- حذاري يا أبا " داوود" من جو الرئاسات الملوّث!!!
عبدالجبارنوري-السويد
بفعل التقدم والتطور الذي توجوا به نضالهم السلمي المتمدن والمتحضر في طريق التغيير والأصلاح ولمطاولة ثمانية أشهر من القهر والعرق والصمود للوصول إلى الساتر الأمامي القريب جداً من المسؤولين عن غرق تايتانيك، العراق  وهي ثمرة أنتظار الشعب الصابر الوليد المنقذ في تاسعه الميمون الذي هو الظفر والتغيير والأصلاح الحقيقي ، وعندها ضاقت الدنيا بوجه الرئاسات الثلاثة ودُقت ساعة العقاب ( الشلع قلع ) فأخذوا يبحثون عن " المنقذ" النظيف ووجدوا الأستاذ " حميد مجيد موسى "سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ذو الشخصية الكاريزمية المحبوبة عند الحزب والشعب العراقي ولأنه مناضلٌ قديم قارع السلطات الدكتاتورية ، وقاد الحزب لأكثر من عقدين من الزمن محافظا على وحدته وتماسكه وشعبيته لتحقيق آمال الشعب العراقي في " وطنٍ حرٍ وشعب سعيد " وأذكر أن أبا داوود قد حصل على وسام شرف كأحسن وأكفأ نائب من مجلس النواب عندما كان نائبا في دورته السابقة ، ويكفي أنه من قيادي الحزب الشيوعي العراقي ذي الثمانين من النضال والكفاح في ترسيخ " ثقافة المواطنة " وصاحب التأريخ النظيف في التضحيات السخية لأجل الطبقات الكادحة ، ويعلم الرفيق أبو داوود قبل غيره بأن العراق قد بِيعَ في مزاد العهر ( الأسلمة السياسية ) بالجملة بعد أن أشتراهُ الشعب العراقي مفرداً بفاتورة دم وحروب عبثية وزنزانات ومعتقلات وسجون ومشانق وأحواض التيزاب العفلقية ، وأني واثق بأنك تعي " ثقافة المواطنة " حين كانوا يسمون العراقي ب( المواطن المرعوب ) واليوم صار بفضل الأحزاب الدينية السياسية ب ( المرعوب والمسلوب ) والضياع بأيدي بعض من تجتمع معهم ، وأرجو الحذر من الحيتان المسؤولة عن الحالة البائسة التي وصلنا أليها في وطن مسروق وشعب ممزق .
ولكن ثقتنا بقدراتك الفذة وقيادتك الحكيمة لحزب عراقي صميم يحمل من خزين التجارب الثرة في ( تقييم ) رجال الحكم والسياسة ، وخرجت من أجتماعهم قويا متماسكا وعقدت مؤتمرا في يوم السبت الماضي لتواجه شعبك بكل ما قلته وسمعته من المجتمعين بمصداقية مدرسة الحزب وصراحته الدائمة { أن أجتماع الرئاسات وقيادات الكتل كان صريحا وواضحا في الأقرار بشرعية التظاهر والأجتماع تعبيراً عن المطالب العادلة ، والتأكيد الشامل لضرورة سلمية الحراك ، وأحترام حقوق الآخرين ، وبضمنها التعامل السليم من جانب القوى الأمنية في حماية المتظاهرين ، وحماية الممتلكات العامة والخاصة في أطار القانون والدستور} .
وقد ناقش الرفيق سكرتير الحزب مستجدات الأمور الضرورية مع المجتمعين  وهي:
1-شدد بجد على الأصلاح والتغيير
2-الخروج من دائرة المحاصصة إلى فضاء الوطن والمواطنة
3- محاربة الفساد والمفسدين ، وأسترجاع الأموال المنهوبة
4- التسريع في أنجاز القوانين المعطلة والمتاخرة في مجلس النواب العراقي ، وتفعيل النشاط التشريعي للمجلس
وأضاف أبو داوود في مؤتمره : تجسيدا لذلك كله قرر الأجتماع : ** تشكيل لجنة من ممثلي الرئاسات الثلاث والكتل السياسية لأنجاز كل ما يتعلق بالتغيير الوزاري بمعايير الكفاءة والنزاهة والمهنية والألتزام الوطني والديمقراطي ، والقدرة على أدارة الوزارات ، وأن يتم كلهُ خلال أسبوع واحد ، ** كما أنهُ شدد خلال مؤتمره الصحفي ( على أن المهم في النهاية أن نرى قرارات الأجتماع وأجراءاته قد تحولت إلى واقع ملموس يتلمسه المتظاهرون والمعتصمون وأبناء الشعب عموماً .
في – 22 – 3 - 2016
 


221
حقا الدولة العراقية فقدت " هيبتها "؟
عبدالجبارنوري-السويد
هيبة الدولة تتأتى من سيادة القانون والحكم العادل النزيه ، ومن المؤسسات المؤهلة والقادرة على الأنجاز من خلال الثقة المتبادلة بين المواطن والسلطة القائمة ، ومتى ما يتأكد وبزايد الثقة بأن أصحاب القرار في تشكيلة الكابينة الحكومية هم ليسو " ديماغوجيين " وللحقيقة التأريخية ثبت بأن جميع أصحاب القرار السياسي الذين دخلوا مع المحتل لهثوا وبدون حياء وخجل وراء المنافع الشخصية وهم أصلا يحملون فايروس المحاصصة البغيضة في الولاء للهوية الدينية والمذهبية والقومية الأثنية وحتى المناطقية ، صحيح أن الديمقراطية أحدثت أنفتاحاً داخليا وأقليميا ودوليا بتعددية حزبية ، وتداول السلطة بشكل سلمي – بدون البيان رقم -1- ولكن هذه الديمقراطية جاءت عرجاء بمقاسات العم سام أي أنها جاءت منفرطة وغير محددة لغياب الأطار القانوني ، فظهرت مئات الأحزاب والكتل ودكاكين سياسية في العراق وعواصم الدول العربية المجاورة لتناضل من خلال فنادقها السبعة نجوم وأتخاذها مزادا لبيع وشراء الوزارات والمؤسسات الحكومية  والعسكرية بالمفرد والجملة وحتى بالتقسيط ، وأفرغوا العراق من أهم ركيزة ديمقراطية هي " غياب المؤسسات الحكومية " والتي أفشلت حكومات ما بعد السقوط ولمدة أكثر من عقد من زمن الغفلة والضياع .
وهذه بعض المظاهر السلبية وما أكثرها ( وهي فيضٌ من غيض وبالعكس )
أولا- في حقل السياسة الخارجية *أين هيبة الحكومة والعلم التركي يرفرف عاليا في سماء بعشيقة العراقية الموصلية ، وهي مسجلة في الطابو العراقي منذ قرن من الزمن ؟ وأين السيادة من أحتلال داعش للموصل منذ سنتين ؟ والمضحك والمبكي أن حكومة آخر زمان موفرة للمحافظة المحتلة حصتها من الكهرباء والماء ورواتب الموظفين يستلمونها من كركوك .
وعجب العجاب شاهدته ولمسته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير في أوائل آذار الجاري {--- في صحوة ضمير وزير خارجيتنا ليرد على المتخرصين وعملاء بني سعود وقطر وتركيا بجرأة وشجاعة وطنية عراقية عند تهجمهم على الجيش العراقي ومتطوعي التحرير من الحشد الشعبي وتصويرهم بأرهابيين  ، وتساءل كيف حررت الشعوب أراضيها من المستعمر؟  أذا تسمون المحرر أرهابي ، فكانت صفعة لمن فقد الوطنية والحياء ، وخرج الوفد السعودي محتجا ، ولكن العجب الذي لم يحدث في جزر الواق واق حين يدخل على الخط السيد " النجيفي " ليعتذر من المؤتمرين بقوله : أن وزير الخارجية لا يمثل الحكومة ، بالله عليكم أي منطق مفلوج وبارد هذا ، ونسأله كم حكومة في العراق ؟ وأذا وزير الخارجية لا يمثل الحكومة فماهو صفته ؟.
ثانيا – أما على الصعيد الداخي فحدث بلا حرج ** الغيابات المتكررة لنواب الشعب وعلم الجميع من السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وصلت إلى مرفوض لا يمكن تقبله وأستيعابه في دولة ليست جديدة بل قاربت القرن ، أن بعض النواب حضر جلسة الأفتتاح فقط ، يستنكف من الحضور لمناقشة مطاليب مرشحيه ، وآخر جعل غيابه وحضوره (ساف أو ساف )  كما يقول المثل الشعبي في ديالى ، طبعا سوء النيّة والفساد يقود صاحبه إلى سلوك طرق ملتوية ، فيحصل على أجازة مرضية مدتها تسعة أشهر وربما أكثر من ذلك لقاء صداقة حميمة من دكتور ، أو ممارسة جنحة رشا ، والتي عقوبتها الحبس وتعتبر من الجرائم المخلة بالشرف هذا أذا كان طاقم كابينة الحكومى من طلابي بناء ( دولة ) لا طلاب (حكومة وكراسي) ، وهناك مودة غياب سياسي ، فهي وسيلة رخيصة في أحراج الحكومة أو تنفيذ أوامر كتلته فيكون الجلوس في الكافيتريا ---- وخلاصة هذا الهذيان يكون الحضور 165 من أصل 325، يفترض تنفيذ العقوبة المالية ونشر أسماء الغياب في وسائل الأعلام والذي يتجاز الخط القانوني المسموح به يقدم إلى المساءلة القانونية ، (هذا في حالة وجود حكومة وقانون مفعل ومطبق)
** وهل بقت ذرة كرامة ووجود لمفردة سياسية أسمها الدولة عندما يعترف نائب الضرورة "مشعان الجبوري "بأن الجميع مفسدون ومزورون وفاسدون وحتى شخصه  وهو يشير الى نفسه بصفاقة معدومة الحياء متجاوزا كل القيم والمثل وحتى نسي الحديث ( رحم الله أمرءاً جب الغيبة عن نفسه ) وأقرأ ماذا قال : أخذت رشوة مليوني دولار من شخصية رفيعة في الحكومة مقابل غلق ملف فساده أين السلطة القضائية لتطبق بحقه العدالة؟ بالجرم المشهود ، وبالأعتراف سيد الأدلة .
** أطلعتُ على رسالة مفتوحة من " محمد توفيق علاوي " وهو قيادي سابق يخبر رئيس الوزراء بفساد البنك المركزي ---- أن هناك سرقات يومية من خلال مزاد البنك المركزي تبلغ أكثر من أربعة ملايين دولار في اليوم ، حيث أن معدل ما يبيعه البنك المركزي من الدولارات في كل يوم مزاد يتراوح ما بين 150- 200 مليون دولار ، بينما حاجة البلد للأستيراد تبلغ أقل من نصف هذا المبلغ وأن الفرق بين الشراء من البنك والبيع في الداخل كبير ومخيف ، معناه أن هناك " سرقة " يومية من أحتياطي الدولار يتراوح ما بين 4- الى 7 مليون دولار في اليوم ، وبعملية حسابية بسيطة تكشف أن مجمل السرقات السنوية لا تقل عن المليار ونصف المليار من الدولار – أنتهى _ وهي بالحقيقة مقتطف من الرسالة !!! فلك الله يا شعب العراق ---- علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمّةٍ --- كلٌ عن المعنى الصحيح محرفُ ( الرصافي العظيم )
في – 18 آذر 2016





222
زهير الدجيلي—أبو الأغنية العراقية
عبدالجبارنوري – السويد
زهيرالدجيلي كاتب وصحفي ومثقف الجنوب ، توأم شواطيء الغراف وبساتين الشطرة وطيورها وبلابلها ، وهو دائرة معارف بأختصاصات متعددة في الأدب والثقافة والسياسة حسب مفهوم زهير للأغنية ( هو مزج الوطن بالحب )، وتألق بالشعر الغنائي حتى لُقب بجدارة بأبي الأغنية العراقية لكون شعره الغنائي متوج بحب الأنسانية وملفوف بنسيج مخملي رومانسي يفوح بعبق قداح  بساتين دجلة الخيرممزوجة بنكهة دموع الفرح والحزن لذا بأعتقادي ترقى أغانيه للملهاة التراجيدية ، وكتب في هذا المجال 180 أغنية أسرت المتلقي ولامست شغاف القلب ، لتعيد بذاكرتنا الغنائية العراقية إلى الزمن الجميل بحلاوته وشجنه وأيقاعاته تلك الذاكرة التي شوهتها سنوات الحروب العبثية الصدامية وسنوات الجمر والدم والبارود ، حتى حسبنا قد غادرنا الربيع إلى الأبد ، وأذا بدرر ومجوهرات كلمات الشاعر المبدع زهير يبعث الروح ولو بأضغاث أحلام محبطة يائسة صحونا على كلمات أغنية يا طيور الطايره  صناعة قامات ثلاثة  المؤلف- زهير ، الملحن – كوكب حمزه – الغناء سعدون جابر )وهو يناغي حبيبته بكلمات سحرية لعلها الفريدة في عالم ملكوت العشق:{كلب الحبيبة مثل شاطي ونهر – مري عليها يا طيور الطايره –وأذا مريتي بيهه تضيع روحي جا وين أضمه } ، وجاءت أغنية ( حسبالي ) الرائعة والتي أختزل بها كل معاناة الشعب العراقي ، وفلسفة ضياع الوطن حينما كان العراقي يسمونه ( المواطن المرعوب ) واليوم صار بفضل الأحزاب الدينية الحاكمة ب( المرعوب والمسلوب ) والضياع على يد أعتى حكومة قلّ نظيرها عند تاريخ الأمم والشعوب في بيع العراق ( شلع قلع ) في مزاد العهر السياسي ، وجاءت كلمات ( حسبالي ) لتسقط ورقة التوت عن أصحاب القرار ، ولسان حاله يقول : حسبالي --- راح أنبدل الصرايف وبيوت الصفيح أبمساكن بيه سكف تستر على الفقراء ، أو حسبالي ---- راشد راح يزرع ، أوحسبالي حجي راضي يقره رسالة العبادي  صح والتي تخص الأصلاح (هناك جزمة أصلاحات --- فيرد عليه عبوسي أستادي مو جزمه – حزمه ، ويرد عليه الحجي أو شنو الفرق أثنينهن ينلبسن ، الله يرحمك يا حجي.
ومن أجل أن لا يكون المقال ( لطم أو بواجي ) هذه بعض كلمات الأغنية حسبالي { محيرني ساعات الصبح شو جنك أتودعني --- أو عدينا أيام الجفا بلوعاتنا وضاع العد --- أو عدينا أيام الوصل ثاري الوصل ما بي عد --- أمفضفض يا شطبة ريحان --- أدري أبهوانه حليان ---ذب الكصايب على متن طاحت نسايم نيسان---- عيني يا أبو خد أو خد ---- شوكك أبكلبي ورد --- وأنت أنت محيرني ---- وأنت انت مرمرني .
ورحل عنا بصمت وراحة أبدية For ever  كما قال شكسبير ، ومحظوظ حين لم يقرأ الخبر " العاجل " بأستعمال داعش الجينوسايد في أبادة الجنس البشري في ناحية( تازه) بضرب المدينة المسالمة  والآمنة بغاز الخردل السام  الذي يظهرأنه مسموح الأستعمال حسب الضمير العالمي الحي جدا !!! .
ولا تحزن يا زهير ونمْ قرير العين ولأن زميلك شاعر مطر ---- مطر ( السياب ) مات على نفس سريرك في يوم ما نسيا منسيا ، وهكذا قدر القامات الشامخة أن تموت في منافي الغربة كالجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين وعبد الرزاق عبد الواحد ، أما رفيقك صاحب الريل وحمد فهو في موت سريري مضمخا مكسورا مشلول الخطى بأنتظار سرب حمام طيورك الطايره ليحلق معها ويلتحق بكم عند { الجوزاء }
المجد لك يا زهير الدجيلي يا أبا الأغنية العراقية ------
في- 15-3-2016
   

223
الثامن من آذار/والعبودية المعاصرة للمرأة
عبد الجبار نوري
مقدمه/أكثر من قرنٍ ونيّفْ والمرأةُ تبحث عن هويتها وحريتها وفك قيودها من المجتمع الذكوري لأنّها أستوعبتْ فلسفة كينونة التأريخ { أنّ الحرية تؤخذ ولا تعطى }  ففي الثامن من آذار وقبل 150 عام  أشرقتْ  شمس الحرية  والأنعتاق " للمرأة " التي تعتبر شريحة مهمة في المجتمع ، ويقول العم ماركس : تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة ، ويقول " لينين " : إذا أردت أنْ تعرف تقدم مجتمعٍ ما فأنظر إلى وضع المرأة ، وأنّ هذا المكوّن اللطيف والذي يشكل نصف المجتمع خارج التغطيه الحضارية ، وينزوي ترتيبها الطبقي مساوياً للموجودات السلعية والخدمية لمجتمع الذكوري ، ونفتخرو(بفتل شواربنا) بأنْ جذورها التأريخية غُرستْ في جاهليتنا حين كان السلف (صالح)!!! يدسُ أبنتهُ في التراب والهروب إلى الأمام من فوبيا العار الموهوم ، والغريب في الأزدواجية السوسيولوجية القبلية للبدوي أنهُ يقرْ ويشرعن دونية سبي النساء في الغزوات ، فالمرأة تعاني اليوم الأزدراء من المجتمع الذكوري في الوطن العربي والعراق ولأنّ جيناتهِ ملوّثة بفايروسات التقاليد والأعراف القبلية بأزدواجية عدوانية تترجم للواقع عندما تتقاطع مع الأنا ، وعندها يكون قول نزار قباني واقعياً { لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية } والحالة البائسة لهذه المخلوقة المبتلات بنا  نرى : * جهاد المناكحة/ الذي يعتبر أعتداءً صارخاً على كرامة المرأة ووجودها ، بل أقوى صفعة وُجِهتْ لها لحد الآن " عندما تُزوّج بالتكبير لعدة مرات باليوم ، أهذه هي جزاء المرأة التي نجحت في تكملة " النظرية الذرية "، وقادت الطائرات ، ووضعت النظريات في الفن والرياضيات والفيزياء ، وأبدعت في الفنون التشكيلية ونظم الشعر، وقادتْ المظاهرات ضد الدكتاتوريات الغاشمة وقدمت تضحيات جسيمة أستشهاداً وأعتقالاً وسجناً وتشريداً من خلال بصماتها في ذاكرة الأنتفاضات العراقية . * السبي/أنّ التنظيم الأرهابي أستغل النساء لتحقيق أهدافهِ من خلال تفسيرات خاظئة لمفهوم الجهاد في الأسلام ، بالوقت الذي سقط عنها الجهاد شرعاً ، بيد أنّ فتاوى الظلالة والتكفير والآراء الشاذة والمتشددة من علماء السوء السعوديين المرتبطين بشواذ التأريخ الوهابي وأبن تيميه ولغاياتٍ دنيوية أحلوا سبي نساء الكفار ( المسلمون الشيعة والمسيحييون والأيزيديون والصابئة والشبك ) حسب تصريح مفتي الظلالة وعلى موقع التويتر ( صالح الفوران )  وهو يشغل منصب عضو اللجنة الدائمة للأفتاء ، وعضو كبار العلماء : أنّ الأسلام لم يحرم سبي النساء معتبراً أنّ من يقول بتحريم السبي " جاهل وملحد "  وقد سبت داعش أكثر من 5 آلاف من الشرائح المذكورة ، وأخضعتهنّ للتعنيف النفسي والتعذيب الجسدي والأغتصاب والأذلال والعبودية على أعتبار المسبية هي أسيرة فيحق عند ذلك التصرف بها كعرضها للبيع في أسواق " النخاسة " حيث نُصِبتْ دكات البيع في أسواق الموصل وبدأ المزاد ب5 آلاف دينار أي ما يعادل أربعة دولارات ---- يا لرخص المرأة العراقية بالوقت الذي تعتبر في الدول الأسكندنافية ( الكافرة ) الأنسانة الثانية المقدسة بعد الطفل !!! .
أضافة إلى ما تعاني المرأة وخاصة في المناطق الساخنة التي تحت سيطرة الأرهابيين عسكريا أو آيديلوجياً في العراق وسوريا والسعودية وأفغانستان وشمال أفريقيا واليمن والصومال وأريتريا وبوكو حرام من هذه المظاهر السلبية المعيبة والمذلة للمرأة { مثل : ختان البنات والتي تسبب لها تشوّه جسدي ونفسي ، بالوقت الذي ليس لهُ علاقة بالدين فهي عادة وثنية فرعونية ، تأجير الأرحام للحصول على الأم البديل ، الصمت على جرائم الشرف وتخفيف العقوبة على الجاني ، مصادرة حق المرأة العربية في جنسيتها لأبنائها وزوجها لأنها تحت النص الديني والنظام الرأسمالي ، واجهت تهميشاً من الأسلمة السياسية والعادات والتقاليد العشائرية . وفي العراق اليوم محاولات للألتفاف على قانون رقم 88 ىلسنة 1959 بالرغم من بعض نواقصهِ . تعرّض الأعراس لهجمات المسلحين مما جعلها أن تجري المراسيم بشكلٍ سري . فرض الحجاب عليها وأحياناً النقاب تلك الخيمة السوداء التي تخفي في طياتها قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة وتستعمل أحيناُ كثيرة كزي تنكري في تهريب الأهابيين . فرض المحرم على المرأة السعودية إلى أي مكانٍ تذهب وحتى أنْ تكون بعثة دراسية أو مضيفة طائرة . حرمان المرأة السعودية من سياقة السياره . ظاهرة الطلاق والتي أصبحت شائعة وتعسفية أكثر الأحيان . زواج القاصرات بفتوى الأسلمة السياسية وأجازت الحد الأدنى تسعة سنوات ---------والغريب أن  الخط البياني للعنف ضد المرأة يرتفع مع تقدم الزمن ، ففي قرن الحداثة والتكنلوجية الرقمية وفي جميع مجالات الحياة نجد أنّ هناك زوايا مظلمة على كوكبنا الجميل ضد هذه المخلوقة الرقيقة ليس فقط في الدول النامية ودول العالم الثالث بل حتى في الدول المتحضرة ففي آخر أستطلاع أوربي يبيّنْ 95 % من ضحايا العنف في فرنسا  من النساء ، و30 % من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهنّ و90 % من عاملات الخدمة الآسيوية النسائية مباحٌ لمستخدميهن تعنيفهن وضربهن حتى الموت أحياناً والعنف ضد المرأة يعني الأعتداء الصارخ على حقوق الأنسان وحرياتهِ التي شرعنت في العاملالمحافل الدولية والأممية .
العلاج/ والآن أنا لست على منبر الوعظ لأني لست بواعظ ولكن لديّ بعض التجارب والخبرات السبعينية التي أقتنعت ببعضها والباقي ربما تخضع للصح والخطأ : 1-لا تنتزع الحقوق إلا بأهلها ، فالمرأة وحدها قادرة على أنتزاع حقوقها بتضحياتها وتحديها وكسر قيودها بأرادتها الملحة في " التغيير " . 2- مكافحة الثالوث العدواني الفايروسي { الجهل والمرض والفقر } . 3- العامل الأقتصادي والمهم في هذا المجال الأدلجة السياسية لهذا العامل فالنظام الرأسمالي ماكنتها الجشعة تسحق أخلاقيات المجتمع مما يجعل من المرأة سلعة معرضة للبيع والشراء .4- الأستقرار الأسري والترابط العائلي الذي هو حصيلة الزواج المتكافيء كيمياوياً عبر قناعة الأختيار .5- دور وسائل الأعلام في نشر سلبيات المجتمع الذكوري الجاهلي ، وعقلنة ثقافة المساوات بين الجنسين ، والثقة بقدرات الكامنة في المرأة –وللننظر إلى نساء عظيمات في عالمنا مثل الدكتوره نزيهة الدليمي أول وزيرة في حكومة الجمهورية العراقية الأولى  1958 ، و أنجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا ولثلاثة دورات ،ومدام كوري في علم الذرة ، توكل كرمان صحفية ناشطة من اليمن حازت على جائزة نوبل 2011 ، نوال السعداوي / ناشطة نسوية وباحثة في مجال المرأة ، شميران مروكل / ناشطة نسوية ، وسكرتيرة منظمة رابطة المرأة العراقية حالياً ، زكيه أسماعيل حقي /أول قاضية في العراق ، الدكتوره أناستيان / أول طبيبة عراقية 1939 ، نازك الملائكه / شاعرة عراقية ، زها حديد / معماريه حداثوية عراقية ( جوانب مهمة من تأريخ الحركة النسوية -------
المجد كل المجد لعيد المرأة العالمي
وباقة ورد لجميع المنظمات النسوية ---- والف تحية أجلال وأكبار ل{ رابطة المرأة العراقية في عيد تأسيسها ال 64 }

السويد/8-3 - 2016


224
هيكل ---- والدرس الأخير
عبد الجبارنوري- السويد
توطئة لا بُدّ منها – أنشغل الفضاء الأعلامي في الأيام الماضية بوفاة الكاتب والصحفي " محمد حسنين هيكل " الذي غادر دنيانا بعد مكوث فيها جاوز التسعين عاماً ، وفي الوقت الذي أختلف الناس عليه في حياته أختلافهم عليه في مماته ، وأشار خطه الأنساني البياني بالهبوط ، وعند اللحظة الأوكسيجينية الشحيحة وهو يحاول جاهداً أستنشاقها وهو يخاطب الأطباء لا تتعبوا أدواتكم ، ولا تقفوا بأجهزتكم ومعداتكم في وجه الموت ، فأدركتُ حينها أنهُ يريد أنْ يموت بكرامة ، وبلا ألم ، أذا ما حانت ساعة الحقيقة ، وعلمتُ أنّ فلسفتهُ وصيرورتهُ في الحياة هي { المفهوم النوعي لا الكمي } .
العرض – من ضياع الوقت أن أعرّف بهذا الطود الشامخ لكونه أشهر من نارٍ على علم - وللضرورة أحكام - فهو " محمد حسنين هيكل " 23 سبتمبر 1923 – 17 فبراير 2016 ، أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين ، فهو روائي وصحفي وسياسي ، واشتهر كناقد ومحلل سياسي في الشؤون العربية منذ أكثر من خمسين عاماً ، وهو منظّر سياسي بارز ، ومؤرخ للتأريخ العربي الحديث خاصة تأريخ الصراع العربي الأسرائيلي ، فقدرته التحليلية والأستراتيجية للأحداث مع علاقاته القوية مع الرؤساء والزعماء العرب والدوليين مكنتهُ من الوصول إلى وثائق وأرشيفات توثيق غاية في الأهمية ، فكان أنْ بدأ بأصدار أكثر من مئة كتاب من الكتب السياسية المتميزة باللغة العربية والأنكليزية ، وترجمت كتبه إلى 32 لغة ، فهو بحق عميد الصحفيين العرب ، فقد شغل رئاسة تحرير جريدة الأهرام الواسعة الأنتشار لمدة 17 عام من 1957 حتى 1974 ، وترأس في مرحلة الستينات مجلس أدارة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف ، وفي 1970 عيّن وزيراً للأعلام ثُم وزيرا للأرشاد القومي ، ويلتقي هيكل مع الأديب الفرنسي الشهير" أندري مارلو" في عالم الفكر والفن ، أنّهُ شراعٌ على النيل جاء من صعيد مصر مرحلاً إلى الشمال حاملاً معهُ خصب النهر العظيم .
هيكل هو مجموعة من دروس لا يمكن لأي شخص أياً كان موقعهُ في الأسناد ألا أنْ يتأملها ، فقد ظلّ الرجل حتى آخر لحظاتهِ حريصاً على أستكمال صورته من دون أن يترك الرتوش البسيطة ، أنتهت الرحلة ، وتوقف مشوار العمر وطويت صفحة أنسانية وفكرية وسياسية وصحفية من أهم صفحات التأريخ الحديث في مصر ، مات الأستاذ محمد حسنين هيكل أحد أهم وأشهر الصحفيين المصريين ، وكان آخر توصياته لأبناء شعب الكنانة : على المصريين أنْ لا يرتكبوا خطيئة أهالي بيزنطة .. عندما أنهمكوا في الجدل حول جنس الملائكة ونسوا أنّ الأعداء على الأسوار .
وأذكروامحاسن موتاكم
أناهنا لست بموقع مدافع عن الرجل لأنتماءه للجنس البشري الذي يختزن في أعماقه مجموعة أرهاصات متضاربة حول القضايا الساخنة منذ الخمسينات وحتى يوم وفاته في عصر 17 فبراير ، لذا ظهر ضده رتلٌ من النقاد المختلفين معه ، وبالمقابل حصل على جيوشٍ من المؤيدين والمحبين وخصوصاً من القادة المصريين كعبد الناصر الذي – حسب رأي – صنع نجوميته .
-والذي أعجبني جرأته  وصراحته الصحفية في لقاءه مع قناة CBCالمصرية ديسمبر 2015{وجه أنتقادا حاداًإلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وللرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحرب عاصفة الحزم على اليمن ، وأنتقد هيكل اللجوء الخليجي إلى خيار الحرب ، كان المفروض أستخدام قوة المنطق لا منطق القوّة .
- وأنّ القوّة العربية المشتركة لا تستهدف ( داعش ) بل تعمل على تقويته سرا وعلانيه بغطاء طائفي ومذهبي مقيت .
- وصرح عن فشل حكام العراق الجدد بعد السقوط فقال بالحرف الواحد :{ أنهم مجموعة من لصوص المال ،نهبوا ثرواته وزرعوا الفتنة الطائفية فيه } .
- كان ضوءاًفي طريق يهتدي بها الحركات السياسية الطامحة نحو الأنعتاق من الظلم والأستبداد والتحرر من الأستعمار .
- عمل بجد ونشاط على تسليط الضوء على عقلية الحكام العرب وفضحهم أمام الأمة .
- كان شاهداً على على التحولات الدراماتيكية للعصر العربي .
- كان ضد سياسة الأنفتاح ومعاهدة كامب ديفد .------ في 3-3-2016

 
-

225
المنبر الحر / الموصل ليست للبيع
« في: 23:36 01/03/2016  »
الموصل ليست للبيع
عبدالجبارنوري – السويد
--- فلا نامت عيون الجبناء ووطنهم مستباح وأرضهم مسلوبة ، ونساءهم مهانات ، وكأني أسمع حشرجات صدى أنين وطني الأسير وهو ينادي : هل من ناصرٍ ينصرني ؟ ---- لبيك يا هويتي ، ونبض وجودي ، وملعب صباي، وصومعة طقوس صلاتي ، وأيقونة عشقي الصوفي ، يا وطني الحبيب ، وأحسن سامي البارودي في حنين الوطن { وكيف أنسى دياراً تركتُ بها --- أهلاً كراماً لهم ودي وأشتياقي . فيا بريد الصبا بلغ ذوي رحمي ---- بأني مقيمٌ على عهدي وميثاقي } .
أنّها نينوى شمال عراقنا الحبيب ، مركزها الموصل الغير حدباء بل هي طودٌ وجبلٌ شامخ يتحدى عاديات الزمن بكبرياءٍ وشموخ ، بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة فهي تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات " آشور بانيبال " أنّها أم الربيعين بتجدد عنفوان فصليها ، أنّها مدينة الخير والعطاء الرافديني --- أنّها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنّها مدينة أبي تمام ، وأسحق الموصلي وأبن الآثير ومدينة الفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وجواد سليم ، أنها مدينة الشعب الموصلي المؤصل بالوطنية وحب العراق ، {بشهادة أستفتاء معاهدة " سيفر " 1921 الذي كتب عقد قرانها الأجداد المصالوة بعقدٍ كاثوليكي لا رجعة فيه وأعلنوا أنتماءها إلى المملكة العراقية في ظروفٍ سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي والبريطاني والتركي }.
وفي غفلة من الزمن الأغبر خان الأحفاد رسالة الأجداد المقدسة في وصيتهم المكتوبة بدمائهم الزكية ، بوقوعهم في شراك المخابرات الأمريكية الخبيثة بتخدير أدمغتهم وغسيل عقولهم بمشروع بايدن السيء الصيت بالقفز على معاهدة سايكس- بيكو ورسم خارطة الموصل الجديدة الممتدة من سهل نينوى حتى مدينة الرقة السورية بمباركة النجيفيين ، وفي الصحوة المتأخرة لآحلام العصافير الأردوغانية في أحياء الطقوس النرجسية " لحريم السلطان " أضافة إلى الأغراءات المليارية السعودية والقطرية ،وشرب كأس الوهابية الخرافية حد الثمالة ، ووقع الجيل الموصلي الجديد تحت تأثير هذا المخدر ، وسلك طريق ( الصد ما رد ) الذي هو الشحن الطائفي والأثني والمناطقي فأعلنوا بيع مدينة الأسلاف في مزاد العهر السياسي ، وأنبرى ألف أبو رغال ليسلم مفاتيح المدينة إلى داعش بعد طرد الجيش العراقي بل رميه بالقناني الفارغة من على السطوح ، فأحتل البرابرة الجدد المدينة الذين هم خارج التغطية الحضارية بأستخدامهم السيوف والمعاول في تدميرها حضارياً ووجوداً ، ونصب دكات النخاسة للنساء ، والحكم بدكاكين المحاكم الشرعية التي عفا عليها الزمن بأكثر من ألف ونيف من السنين .
الموصل ليست للبيع ، بل أنّها عصيّة على العدو بهمة الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي ورجال البيشمركة الأبطال وغيارى العشائر الذين أستوعبوا الصدمة وهم اليوم بيدهم المبادرة وأنتصاراتهم تتلاحق .
الموصل للعراق فقط وليست لجواسيس الأجنبي وعبيد المال السحت الحرام الخليجي
في—28- شباط - 2016


226
يوم الشهيد الشيوعي / ذكريات مرّة
عبد الجبار نوري / السويد
تعوّد الشيوعيون وأصدقاؤهم الأحتفاء بسيرة هذا الحزب العراقي الصميم في أتراحه وأفراحه ، والعجيب أن يكون التنافس في نيل السبق الصحفي مبكرا قبل أوانهِ ، فالأحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي بدأ قبل شهر من موعده في 14- شباط 1949 ، وهو يوم الفاجعة لدى أدبيات الحزب والجموع الغفيرة  الكادحة من الشعب العراقي حين فقد فيه ثلاثة من قياديه الأشداء ، يوسف سلمان " فهد" وزكي بسيم " حازم " وحسين الشبيبي " صارم " أضافة إلى أعدام يهودا صديق الكادر القيادي في الحزب في تنفيذ حكم الأعدام فيهم شنقا بمحاكمة صورية  في العهد الملكي .
الشهيد هو الأنسان الذي يتحدى خشبة الموت ليسمح لحبلها أن يعانق رقبته المقدسة ويوسمها برموز الشرف والوطنية لغايات ساميه مقدسة لأجل الأرض والعرض والمال والوطن بشرعنة قوانين سماوية ووضعية ، فتتحول تلك الشخصنة المميزة ليجد نفسه بين عظماء العالم المضحين من أجل تلك المباديء السامية إلى عالم الخلود الأبدي .
وهذه بعض ذكريات الطفولة المرّة ونحن نسكن محلة باب الشيخ في بغداد ، وشاء القدر أن يرسلني أبي لشراء ( التتن ) من دكان حجي برزو في يوم الفجيعة – 14 شباط عام 1949 ، بعمر عشرة سنوات لم أدرك ما يجري في ذلك اليوم المشؤوم لكني أحسست الوجوم والحزن والأستغراب على أوجه المارة ، وسكوت راديو كهوة (العميان) ، وغياب صاحبها الحاج حمودي ،  وبين هوس وشغب الطفولة أندفعتُ بسذاجة طفولية بريئة  إلى أن أسأل شخصا خمسينيا جالسا على الرصيف ينفذ بدخان سيكارته بشكل هستيري متسارع وكأنه يريد الأنتفام من شخص ما ( صباح الخير عمو – فأجابني بعصبية يا صباح الخير كول صباح الشر--- ليش عمو ؟ أجاب بابه عدموا " الجعيدة " وسكت وكأنه يطردني بدون نزاكه ، فأسرعت راكضا لبيتنا لأسأل والدي المرحوم عن معنى كلمة " الجعيدة " قال بابه تعني شيخ مال عشيره أو قائد كبير ، وأخبرته بأن  يكولون الحكومة أعدمت الجعيدة ، أخذ يتمتم نعم الظلاّمْ !!! وأخفى عني الباقي وفهمتُ بعد سنين كون الطفل لا يخفي الأسرار  .
فأخذت هذه الكلمات الجعيده وخطيه وظلاّمْ  تدور في ذاكرتي الطفولية إلى تقدم الزمن والتعلم الشيء الكثير من أدبيات الحزب ومدرسته العريقة ، أن ذلك الشخص هو الزعيم المؤسس " فهد " الذي قال يوما: {كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعياً ---- وعندما أصبحت شيوعيا صرت أشعر بمسؤولية أكثر تجاه وطني} ، وهو ذلك القائد الفذ الذي أعتقل في الناصرية في  شباط  1933 يقف بشموخ وثقة نادرة أمام المحقق قائلا: {أنا شيوعي وهذا معتقدي } ، ويشير الراحل كامل الجادرجي في مذكراته { لقد أشرف السفير البريطاني بنفسه على المحاكمة وتنفيذ الحكم } ، وكذلك وجدتُ في مذكرات الزعيم الوطني " جعفر أبو التمن " يدعوا العراقيين أنْ ينخرطوا في حزب " الأستاذ " ويقصد به الزعيم الخالد " فهد " ولأنّ هذا الرجل واصل طيلة حياته على تكريس الهوية الوطنية والولاء المطلق للعراق ، وعمل على معالجة الهوس الطائفي ، والتعصب العرقي وأزدراء ومحاربة النازية ذلك التيار السائد في وقتهِ  ، وأن أعدام هؤلاء القادة المصلحين تعتبر خسارة للعراق وليس للحزب الشيوعي العراقي وحده لكونهم قادة سياسيين من طرازرفيع يمتازون بالثقافة والعصرنة ، وكرسوا ثقافة المواطنة ، ولم يأتمروا بالمستعمر الأجنبي لذا تركوا بصماتهم على الأرشيف السياسي للذاكرة العراقية .
وأختم المقالة ببعض أبياتٍ شعرية لمغرد دجلة الخير " الجواهري "
سلامٌ على جاعلين الحتوف جسراً إلى الموكب العابرِ
سلامٌ على مثقلٍ بالحديد ويشمخٌ كالقائد الظافر
كأنّ القيود في معصميه مصابيح مستقبلٍ زاهر
----------------------------------------------
والمجد كل المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية
في / 3-2-2016


227
الأسلمة السياسية / تحت المجهر
عبد الجبار نوري/ السويد
الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستخدم بتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام تحديدا وتخصيصا كحقيقة تاريخية وعقائدية ، فالأسلمة السياسية شرنقت نفسها بعباءة الأسلام لجب التهمة عن نفسها ولنيل  الحصانة المطلقة للحصول على أوسع مساحة جماهيرية ، ولكن منطق الحال يفرض عليها " الوسطية " بين الحزب السياسي والجماعة الدينية ، وذلك لكون مشروع الأسلمة السياسية هو مشروع سياسي بأمتياز بديل عن كيان الدولة القائمة منذ سنين ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بناء دولة دينية (ثيوقراطية ) والمحصلة التاريخية لحركات الأسلام السياسي على عموم المنطقة وبالأخص العراق بعد 2003 الفشل والفوضى والخراب والعشوائية في برامجها والفوضوية في التطبيق لتقاطعها مع الحركات العلمانية واللبرالية واليسارية التي تؤمن بالتعددية وبناء الدولة المؤسساتية ، ولو تفحصنا سنوات الفشل عبر صفحات التأريخ - بالخصوص – في القرون الوسطى وجدنا التسلط الكنسي على عموم الغرب وأشاعة الجانب الروحي في تعزيز الحكم بموجب نظرية الحق الألهي ، واحتكار الكنيسة لصكوك الغفران ، وهي نفس أفرازات الجهل والظلامية في الأسلام السياسي الذي يقدس الحاكم بأعتباره خليفة الله في الأرض فيكون بالنسبة للبشر ( ولي الأمر ) تكون فاتورته الرقبة .
المعطيات السلبية للأسلمة السياسية في العراق
1-تركت آثارها وتداعياتها على مسألتي الحرية الفردية والكرامة البشرية بالقفز على القوانين الوضعية التي شُرعنتْ عبر أكثر من قرن دفع ثمنها ملايين من البشر في العراق قتلا وتشريدا ونزوحا داخليا تحت خيمة قادة الأسلمة السياسية وهجرة في دول المنافي لأستجداء الأقامة والتخلص من العنف والشحن الطائفي والعرقي والمناطقي .
2- يشهد التأريخ السياسي للعراق منذ التأسيس 1921 ولحد 2003 موحدا يزهو بعلم واحد ونشيد واحد ووطن كان أسمه العراق ، ولكن للأسف الشديد منذ أستلام مقاليد السلطة حكام الغفلة بعباءة الدين وأذا بالعراق يتشظى إلى كتل وكانتونات طائفية وعرقية متنافرة متقاتلة .
3- دفعت العراقيين إلى أعادة أصطفافهم الأجتماعي على أسس طائفية وعرقية أثنية داخل مناخ موبوء وفاسد بسقوط أخلاقي خلال تنافس غير شريف فيه التسقيط السياسي والتجسس والعمالة للأجنبي شيئا مباحا ومقبولا.
4- ومن خلال الفساد المالي المروع وضياع أمواله وهشاشة أمنه تعرض إلى أحتلال أرضه  من قبل أعتى قوة  أرهابية عابرة للحدود ، هدفها تأسيس دولة الخلافة التي فشلت في مهدها ووقتها لأنها لم تستوعب الجميع ولقدم زمنها لأكثر من ألف ونيف من السنين ولا تصلح للعصرنة والحداثة وأنها حتى قافزة على أسوء الأنظمة السياسية التي هي الأسلمة السياسية .
5- ظهور مصطلح" السياسي المعولم"     Globalized    Politicianوهو نمط من الشخصية السياسية المحترفة والتي تختفي تحت عباءة الدين ولكن خطابها السياسي المبصوم بموافقة المرجعية الدينية يفضح أزدواجيتها السياسية ، لقد تركت آثارها على مسألتي الحرية الفردية والكرامة البشرية التي شرعنتها القوانين الأممية ومؤسساتها الديمقراطية بعد أكتواء البشرية بحربين عالميتين .
6 – تقاطع الأسلام السياسي الذي طُبق في العراق بعد تجاهل القوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية والتي لا يمكن أختزال أفكارها وتطلعاتها البناءة ومنهجيتها العلمية المجربة  وتضحياتها السخية في مقارعة الدكتاتورية منذ تأسيس العراق لحد اليوم ، دفعت العراقيين قسرا إلى أعادة أصطفافهم الأجتماعي على أسسٍ طائفية وعرقية  .
7- وتُثبتْ حتمية حركة التأريخ السياسي للشعوب والصراع الطبقي أن الصحيح هو الذي يصح فشل الأخونة في مصر بعمر أقل من سنة ، وفشل حزب التنمية والعدالة التركية الأخوانية في السياسة الداخلية والخارجية بأتباع هذا الحزب الديني سياسة التطرف والتعصب الأثني مع الشعوب بأساليب عدوانية والميل التام آيديولوجيا ولوجستيا إلى تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام ( داعش ) .
8- والحقيقة التأريخية يتناقض الأسلام السياسي بشكل كامل مع القراءة التنظيرية ( للأسلام الحقيقي ) كدين لتهذيب الطباع البشرية فينحو تدريجيا إلى منزلق الفكر الوهابي المتطرف كما تشهد الساحة المصرية اليوم من تفجيرات عصابات مرسي الأخوانية والأرتباط المصيري بدولة الكراهية السعودية ، أما في العراق فقد فشل الأسلام السياسي هو الآخر بقيادة ( التحالف الوطني ) على الصعيد السياسي بوضع مأساوي لا يحسد عليه وبسبب (الأخوة الأعداء) وضعف الجهد الأمني وأنهيار ساتر الدفاع الأول ساعد عصابات داعش على أحتلال ثلث مساحة العراق ، وخزينة خاوية وشعب متشظي ، لقد بيع الوطن في مزاد الخردة ( جمله ) بعد أشترتهُ الجماهير المناضلة ( مفردا) بفاتورات من الدماء والدموع ومقارعة الأجنبي عبر 82 سنة من العذاب .
وأختم المقالة بمقتطف  من كتاب الدكتور فارس كمال نظمي- الأسلمة السياسية في العراق الصادر عام 2012 أعجبت به لصراحة منهجيتهِ العلمية برؤية سايكولوجية بطرح هذا السؤال المحيّرْ والضبابي – والذي أبحث عنه حول الأسلمة السياسية – أهو دين أو تديّنْ أم تديين ؟ أهو أسلام أم تأسلّمْ أم أسلمه ؟ أهو دين آيديولوجي محدد العقائد والغايات في أذهان معتنقيه ؟ أم هو – يقصد الأسلام السياسي – صورة أدراكية سايكولوجية  " حمالة أوجه " حد التشظي ؟ والنتيجة معادلة عصية بأرقام شاذة متنافرة والذي جعل الجمهور المعدم يهيم في عالم السراب الوهمي باللاوعي متعطش لأي يقينٍ يريحهُ من أزمته الهوياتية المتفاقمة في عصرٍ عولمي !!! ، ويضيف الكاتب : العراق أفتتح القرن العشرين بتجربة الدين السياسي الحاكم بنظام ( الطائفة السياسية ) القائم على أساس ديني بالدرجة الأولى وعرقي بالدرجة الثانية  / أنتهى.
وخسر العراق كل شيء بسقوط ثمار الأنتفاضات وعذابات السجون والمعتقلات وأعواد المشانق وعذابات المنافي في سلة الأسلام السياسي الصاعد ( الجلاد ) وجمهور العولمة واللبرالية واليسار ( الضحية ) في أنحسار وتهميش وأقصاء مسروق التضحيات ومسلوب الأرادة -----
هوامش وبعض مصادر/ * د/ محمد عماره –كتاب النظام الأسلام السياسي . *د/ فارس كمال نظمي – الأسلمة السياسية في العراق 2012 . * فرج العشه – فشل الأسلام السياسي وتركيا مثل ناجح لذلك ، موقع الأخوان ، موقع الأهرام ، موقع ميدل أيست أون لاين ، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط
في / 31-1-2016



228
ماراثون بغداد المحبة والسلام

عبد الجبار نوري / السويد


ينطلق غداً الجمعة " ماراثون " بغداد الدولي بمشاركة ثمان دول ، وبمشاركة 2000 مشارك من جميع الفئات ، وأنّ الماراثون سينطلق على شارع مطار بغداد الدولي ولمسافة 12 كم و10 كم و 8 كم و 4 كم و 2 كم حسب الفئات العمرية ،وحيا الله المبادرين بهذه الأشراقة الجمعية والتوحيدية ، ذات المضمون الأنساني ، وهو تقليد سنوي في جميع الدول المتمدنة والمتحضرة ، وأممية في مضامينها وأهدافها ، للتعارف والأطلاع على الحضارات وأرساء السلم العالمي وهو أشبه بكرنفال فرح وأبتهاج ،فتشكلت خلية عمل للتحضير لمثل هذه المناسبة الرياضية قبل أشهر لأنجاح المناسبة من وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة العراقي وأتحاد القوى واللجنة الأولمبية الوطنية ومحافظة بغداد وأمانة بغداد واللجنة الأعلامية للماراثون وعمليات بغداد وتبرعت وزارة الصحة لدعم أنجاح التجربة الرياضية ، وهيأت سفاراتنا في الخارج تأشيرات الدخول للوفود ، وأكمل الأتحاد الرياضي جميع مستلزمات السكن والفنادق وسيارات نقل الوفود ورصدت جوائز نقدية للفائزين ، وأن مثل هذه الفعالية الرياضية أشراقة محبة وسلام لا تخلو من فوائد جمة وعديدة مثل : 1-سوف يشارك فيه مخنلف الجنسيات والأعمار . 2- بناء الأجسام ( العقل السليم في الجسم السليم ) . 3- وهي رسالة أطمأنان لجميع الأتحادات في العالم بأن العراق قادر على أستضافة فعالية من هذا النوع ، ورسالة للعالم بأن الشعب العراقي محبٌ للسلام والمحبة وبناء علاقات ودية أخوية في الداخل والمنطقة العربية والأسلامية والعالم .4- وكرنفال الماراثون يتشابه مع فوز المنتخب العراقي صانع الفرحه وموحد الشعب الوحيد . 5- وهي رسالة للعالم بأن الشعب العراقي محبٌ للسلام ، وقد تكون نقطة بداية لجلب فعاليات رياضية أخرى في العراق . 6- وبيان الوجه الحقيقي للعراق المسالم الذي وقف دوما ضد تجار الحروب ، والذي جاء متزامنا مع أنتصارات الجيش العراقي الباسل ضد قوى الشر والظلام داعش . 7- كسب الخبرة من الرياضيين المشاركين العرب والعالم والذين لهم خبرة في المسافات الطويلة .8- والفعالية الماراثونية هذه لا تعني كونها سباقات تنافسية بل أنها كرنفال تعريفي في تقوية أواصر المحبة وتبادل الخبرات بين الشعوب فهي تظاهرة أممية . المجد لصاحبي الفكرة والقائمين بها وطموحنا المزيد من كرنفالات الفرح والبهجة لطرد اليأس والقنوط وزرع التفاءل لمستقبل أفضل
في  28-1-2016


229
حديثه---- مدينة الصمود والتحدي
عبد الجبار نوري/ السويد
حديثة عروسة الفرات ، من المدن العراقية العريقة ذات الجذور التأريخية المتشابكة مع صفحات التأريخ العربي الآسلامي  ، فهي القضاء الجميل الغافي بهدوء وطمأنينة على ضفتي فرات الجواهري الخالد ، يقسمها إلى جانبين جانب الشام المطل على بادية الشام والجانب الجزري المنفتح على الجزيرة العربية ، وتبعد 300 كم عن بغداد ( ياقوت الحموي /في معجمه البلدان .      .
وتسكن حديثة عشائر عديدة منذ آلاف السنين مثل آل جعفر وآل خليفة والعبيد والمعاضيد وألبونمر وألبو غانم والجغايفة والجواعنة والطرابلة والكرابلة وألبو صكر والمحايدة ، وهي متصاهرة عمام على خوال في بودقة واحدة ، لذا دافع الكل شيباً وشبابا ً للدفاع عن مدينة الأجداد والمحافظة على المثل والقيم النبيلة العشارية في صيانة الأرض والعرض بما يفرضه عليهم الواجب الشرعي والقانون الوضعي ، والثاني حرصوا على الصرح الأروائي الذي أقيم في مدينتهم هو " سد حديثة " الأروائي الذي يعتبر أكسير حياة مهنة الزراعة وتوليد الطاقة ، والحفاظ عليها من معول داعش الأرهابى ، ولأن السد إذا نسف سوف يبتلع جميع المدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات من حديثة حتى الناصرية ، فأصبحت جميع عشائرها سداً خرسانيا فولاذيا في صد هجمات داعش المستميتة ، فهي محاصرة من جميع الجهات ومغلقة تماماً من قبل داعش خاصة السنة الأخيرة كالطريق الذي يربطها بسوريا مغلق ، وطريق الجزيرة الذي يربط حديثة ببيجي مغلق أيضاً ، وكذلك طريق حديثة – الرمادي مغلق ، فالمساعدات الشحيحة تأتي عن طريق بيجي وبصعوبة محفوفة بالمخاطر وبأسعار باهضة جداً ، فهي تعاني نقصاً في الغذاء والدواء وحليب الأطفال وكذلك العتاد ، فحديثة العصيّة على الأعداء قاومت العدو الأمريكي المحتل بين 2003 – 2008 مما دفع الجيش الغازي إلى التمركز خارج المدينة في منطقة سد حديثة معسكراً لها ، وفي عام التحالف الدولي 2014 واجهت مصيرها لوحدها بنخوة عشائرها الأبية المنتفضة ضد داعش هاتك الأعراض وسالب الأرواح والممتلكات فقررت الحفاظ على مصيرها وأبجديات المثل والقيم العشائرية النبيلة والجهادية الشرعية والنضالية الوطنية في الذود عن الأرض والعرض والمال وشرف الوجود ، والتي قلبت الموازين العسكرية في امتصاص زخم العدو الداعشي المستميت لأضافتها على الثمان مدن المحتلة على طول نهر الفرات من أعالي النهر وحتى حديثة ، وكان الصمود الأسطوري لحديثة التي تخطت رقم مدينة " ستالين كراد " بالصمود والذي كان 45 يوماً بينما صمدت حديثة منذ سنتين أي 720 يوما ، والفرق الآخر أن الحرب النازية مع ستالين كراد كانت تخضع لقواعد الأشتباك ، أي هناك الصليب الأحمر يضع أسرى الجانبين في أقفاص يقدم لهم الماء والطعام ومراسلة ذويهم بينما داعش حين أسر أكثر من 1500 من عشيرة ألبو نمر وحدها قطعت أعناقهم ومثلت في جثثهم ، وحسب مصادر أمنية في وزارة الدفاع العراقية { أن عشائر حديثة الأبية صدت أكثر من 350 هجوم داعشي ، وأكثر من 25 ألف قذيفة هاون وصاروخ أضافة إلى الحصار الأقتصادي قي نقص حاد جداً في الخبز والدواء ومساعدة الحكومة } وأي جبلٍ أنتم يا عمومتنا ؟ ولأنكم أخذتم من الحسين صبره وجلده ، ورددتم شعاره الثوري { هيهات منا الذلّة }، وترددون في معارك الشرف أنشودة " جيفارا " قدسية الأوطان ، وضربتم رقما قياسيا في الصمود الأسطوري ( في حب الأوطان ) وها هي ستالين غراد وغزّة تشهد لكم ، وهمنكواي يدق لكم الأجراص ----
فالمجد كل المجد لشهداء العراق وحديثة
في/ 20- كانون ثاني - 2016

230
مصروفات الضيافة/ ضحك على الذقون
عبد الجبار نوري/السويد
في زمهرير الشتاء الأسكندنافي المظلم ،والمتجمد نضطر في ألتزام الشقة ، وللتغلب على وحشة الوحدة ، والشعور المدمن في وخزات " الهوم سكنس " نلجأ أضطراراً إلى القنوات العربية وأخبارها السوداوية ( حتى نشبع قهر ) وكان قدري أمام فضائية عراقية تقدم برنامج بعنوان (موقف) ، وضيوفه الأربعة المختلفون مسبقا وأصلا ، وطرح سؤالأً غريباً مفاجئاً  نزلت كصاعقة مدمرة لنفوسنا المتعبة فزادنا السؤال ألماً وحسرة وأحباطا ويأسا ، فكان { ما هو تعليقكم على مصروفات ( الضيافة ) في مجلس محافظة البصرة الأنفاقي " والبالغ سبعه إلى عشرة مليارات دينار عراقي سنوياً ؟؟؟ } حقاً أنهُ رقمٌ فلكيٌ مخيف ، بل رقمٌ خرافي ، على جاي أو كهوه هذه المليارات !!! أنهُ كرم بصري لا كرم طائي لأن الرجل حاتم الطائي ذبج فرسه للضيف ، ولكن مجلس المحافظة ذبح  الشعب العراقي ، ولأنها صفقة سرقة وسفاهة مال علنية  ، وأتفاق فساد مالي وأداري بين (الضيف) اللص و(المعزّبْ) شيخ الحرامية   و صدق (الخيّرْ) الجنوبي الذي قال : ( البكلب الضيف يعرفه المعزب ) والذي زاد في وجعي على وطني المباح بهذا الفرهود المأساوي .
وكانت أجابات الضيوف النشامى غير مقنعة طبعاً تخضع للمحاصصة والتسقيط السياسي ، وننردد بحسرة وألم ومرارة ، وليعذروني لتوجيه هذا السؤال  : ألم يكن فيكم رجل رشيد يا مجلس المحافظة وتتذكروا شعب البصره وهو يشرب الماء المالح ، والعجز المالي للدولة الذي وصل إلى 35 مليار دولار أخضر ، بسبب لصوص المال وحرب الأستنزاف الداعشي برعاية (السي آي أي) ومملكة الكراهية (بني سعود) وكطر موزه ودون كيشوت حريم السلطان أردوغان وعرابه المحتال أوغلو وجواسيس الفنادق والمنصات تحت خيمة واشنطن ، وأن حكومة الغفلة سوف تقترض من صندوق النقد الدولي بشروط ثقيلة وهي تردد ( يا محسنين ) وفي أغنى بلد يعوم على بحرٍ من النفط ، وأعلموا يا سادة ويا كرام هناك تسريبات أن الحكومة سوف تمد يدها إلى موجودات الخزينة المركزية  – بعد تعديل القانون الذي لايسمح الأقتراض من موجودات غطاء النقد العراقي -  وعند ذلك يتحوّل الدينار العراقي إلى ورق للتنظيف .
دروس بليغه في التواضع والحرص على المال العام / رسالة للعراقي الأصيل  فقط وليس لهجيني الولاء والأنتماء /
** كان ميراث الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ( سفرطاس وصحن وبطانية فتاح باشا ودينار وربع مطلوب منها 700 فلس لصاحب المطعم الذي بقرب وزارة الدفاع .
**في وزارة ناجي السويدي 1929 رفض ديوان الرقابة المالية طلب الملك فيصل الأول من الحكومة مبلغا زهيدا لعلاج ولده ولي العهد غازي في لندن ، كان رد وزارة المالية " أصرف من جيبك أذا أردت العلاج في الخارج .
**وحرص وزير المالية العراقي اليهودي " حسقيل ساسون " معروفه ومؤرشفة في الذاكرة العراقية ( المرحومة !!! لأن الأختشوا ماتوا ) .
** عند فوز حكومة ( سيريزا ) اليساري اليوناني في أنتخابات ديسمبر 2014 ، الوزراء اليساريون تخلوا عن سيارات الحكومة لتوفير مستحقاتها في دعم الخزينة ، وأستعملوا الدراجات الهوائية -----

كاتب مستقل ، أعذروني أذا كان " العراق هميّ المزمن --- وعشقيّ الأبدي --- فأليك حبيبي --- ودعني أصلي-----
في / 17-كانون ثاني - 2016   

231
نادية مُراد/ القديسة
عبد الجبار نوري/ السويد
أستوطن الأيزيديون أرض سنجار شمال العراق قبل غيرهم من الأقوام والملل ، وهم يمارسون ديانتهم المكتسبة بالفطرة ، وهي ديانة مسالمة ذات يدٍ بيضاء لم تمتد بالسوء إلى الأقوام التي جاورتهم ، بل أوصلوا جسور المحبة والصداقة والتي تتطلبها مهنتهم الزراعية ، وحافظوا على هويتهم الدينية وممارسة طقوسها بأعتزاز وهو أمرٌ طبيعي في الحقوق والحريات ، وكان يوم الثالث من شهر آب اللهاب يوماً نحساً سوداوياً أجتاحت قريتهم الغافية على سفح جبل سنجار بوداعة وصمت موجات  المغول والتتر بل الجراد الأسود وسونامي طوفان داعشي وبسويعات نفذ الأرهابيون نظرية الأرض المحروقة على هذه القرية الآمنة وأهلها وحولوها إلى ركام بعد قتل رجالها وسبي أكثر من أربعة آلاف أمرأة وطفل ، ومن ضمن هذه النسوة المخطوفات  - المسبيات حسب الأعتقاد الداعشي للسلف المتطرف-  الشابة " ناديه مراد " ذات 22 عاماً ، تمكنت من الهروب من القبضة الحديدية لداعش الأرهابي ، وأقسمت أن توصل معاناتها في أيام القهر والعبودية الجنسية والأذلال إلى مسامع العالم المتمدن ، وتفضح فتاوى الظلالة الوهابية المتشددة تحت الراية السوداء لهلوكوست أبادة البشرية والهوس الجنسي في أدبيات وهمية في أحياء نظام الخرافة .
ولكي تمثل صوت آلاف ضحايا ذلك التنظيم الوحشي الأرهابي في العراق ، وضعت قدمها في طريق آلاف الأميال بشجاعة نادرة ، وبأصرار تحارب هذا الفكر الضال بالفكر النيّر ، وواصلت مقابلة الرؤساء والزعماء ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطيىة والهيئات الدبلوماسية و(مايك) السلطة الرابعة الأعلام وبشخصنة قوية مليئة بالثقة وباللغة العربية السليمة وخلال نبرات عاطفية متزامنة بدموع ساخنة للتترجم معاناتها المؤلمة في فقدانها أعز ما تملك ألا وهو ( العفاف ) والتعذيب القسري في عبودية الأغتصاب الجنسي وأذلال الأسرالقسري تستحق أن يدق لها أجراص الكنائس القديمة ، والتوضؤ بدموعها الطفولية البريئة ، وأكبر فيها تلك القوّة الأقتحامية والشجاعة في الوقوف أمام الرؤساء والزعماء بهذه الثقة الفريدة وهي تتحدث عن نهش لحمها من قبل وحوش لا يعرفون للأنسان معنى ، ويبدو أن قرارها لم يزدها ألا أصراراً على مواصلة رحلة العذاب في قدرها أن تكون صوت سلام لفك سبي وأسر أكثر من 3400 أمراة وطفل لا يزالون في قبضة داعش ، وعملها الجاد في تخليص بني جنسها من التعنيف والعبودية والأحتقار فهي أذاً { قديسة }.
وأخيراً وليس آخراً أعتدنا على موت مثقفينا وشعرائنا وادبائنا ويدفنون في منافيهم نسيأ منسيا ، وكأنهم لم يكونوا يوماً من يحملون هوية العراق : ألم يكن ( الأولى ) من رئيس جمهوريتنا ورئيس وزرائنا ورئيس مجلس نوابنا أن يستقبلوا " ناديه مراد " بدلاً من رئيس عربى أكن له أعظم الأحترام والتقدير ، وتحصلون أنتم السبق الصحفي في ( جبر ) خواطر هذه الشابة المحطمة نفسيا وجسديا  وشجب هذا الهولوكوست الداعشي على الطائفة الأيزيدية العراقية ، وتبرؤون ذمتكم من الشعب العراقي الذي عانى منكم الكثير .
وبالعكس مدّ لها العالم المتمدن يد المواساة ، وتفهموا وميزوا بين ناديه (الضحية) وداعش (الجلاد )
المجد كل المجد لك يا أبنة العراق المناضلة و العفيفة { ناديه مراد }
في / 16-1-2016



232
المنبر الحر / نُقاط ساخنة
« في: 00:54 16/01/2016  »
نُقاط ساخنة
عبد الجبار نوري/ السويد
سميّت الحكومة السابقة (بحكومة الأزمات) أما الحكومة الحالية ( بحكومة التنازلات ) ودبلوماسية مجاملة بدون أظافر ، وهي للأسف عملة قديمة بل ملغية لا يمكن تصريفها في (بازار) المصالح الفئوية الأقليمية والدولية الضيّقة ،  وتتطابق نتائجها مع الحكمة ( أذا أكرمت الكريم ملكته وأنْ أكرمت اللئيم تمردا)،  والمعلوم أنّ الحكومة الحالية جاءت حسب مقبولية السيد( الحاكم بأمره) وأن أصحاب القرار في العراق هم ليسورجال دولة بل رجال سلطة حكومة وكرسي ، فهم خارج  التغطية الحالية ( يعني الحاكم في برج عاجي ، والمحكوم مهمل ومنسي .
** وما جرى يوم أمس في منطقة بغداد الجديدة من خرقٍ أمنيٍ للدواعش، وتشكل عملية نوعية لهُ دليل سبق الأصرار ، على أنّ المبادرة لا تزال بيد العصابات والميليشيات المتشددة في أختيار الزمن والموقع الجغرافي ، وكانت نتائجها الأيجابية لصالح العدو تعني (رسالة أنا موجود ، وأرباك وهزالمجتمع وأرهابه ) ، وبشهادة قائد عمليات بغداد الفريق " عبد الأمير الشمري " يوم أمس الثلاثاء :{ أنّ الكثير من الخروقات تحصل بسبب الأهمال } .
** وما تحدث في البصرة ومنذُ أعوام الأحتلال الأمريكي البغيض ، والمدينة ( ساقطة ) بيد الميليشيات والعصابات ، فهل ننسى ؟ قتل أكثر من 40 أمرأة  في الشارع البصري في وضح النهار لأنهن غير محجبات ، ولا ننسى تهريب عدد كبير من عتاة مجرمي داعش من سجن القصور الرئاسية ، وتقاتل العشائر المستمر بحرب ( بسوس ) جديدة بموديلها الحداثوي ، وهنا تسكب العبرات عندما يكون السلاح بيد الغوغاء وغياب وفراغ أمني في مدينة ( كلمن أيدو ألو ) ، صدق أو لا تصدق قبل شهر عندما أندلعت الحرب البصرية بين عشيرتين ، أستُعملتْ فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة كالهاونات والمدافع وتسريبات تقول حتى دبابة ، ومطبقة فيها قواعد الأشتباك سيارات الأسعاف تنقل الجرحى والقتلى ، وأغلقت العشائر المتخاصمة مراكز الشرطة لمنعها من التدخل (--- ويقول فايخ بطران ليش الشباب أتهاجر ؟؟؟ أبقوارب الموت المطاطية والصهاريج المقفلة )، والذي يبدو لي عن أبرز أسباب هذه المشاحنات هي { بسبب الأستيلاء على تجارة المخدرات والحشيش ولأن البصرة تعتبر ثغر العراق الباكي وليس الباسم ، وهو مفتوح غلى الخلايجه الأعداء ،  وأيران ، وممارسات التهريب وعلى رأس القائمة النفط الخام على المباح ، والتنافس الغير شريف و بطرق ملتوية للحصول على ( المقاولات) من الحكومة المحلية ، يضاف إلى كل هذا الكم من الفساد ، الجو السياسي المزكوم داخل كابينة حكومة المحافظة وهم( الأخوة الأعداء) الأغلبية من كتلة واحدة هي ( التحالف الوطني العراقي ) فهم في تنافس تسقيطي وأختلافات متعددة وعميقة أحياناً تصل إلى طرق مسدودة وعلى حساب المواطن البصري ، يسطرون للمحافظة الفشل بعد الآخر وهم متمسكون بالكرسي السحري ، ولم نر أو نسمع أستقالة  مسؤول كما يجري في الدول التي تستحي من المواطن ، عندما يشعر بأنه سبب في النكوص أو الكارثة .
في 12-1-2016



233
ملحمة كلكامش/مقاربات سياحة تأريخية في مفهوم "الخلود"
عبد الجبار نوري/السويد
شعار المقالة /العراقي الحقيقي ليس بأصله وفصله ، بل هو كلُ من أحب العراق شعباً وأرضاً وتأريخاً
ملحمة كلكامش/هي ملحمة سومرية مكتوبة بخطٍ مسماري ، على 12 لوحاً طينياً ، أكتشفت لأول مرّة عام  1853 ، وموجودة اليوم في المتحف البريطاني ، مكتوبة باللغة الأكادية ، مُذيّلة بتوقيع شخص أسمهُ " شين نيقي " ، ويعتقد على أنّهُ كاتب الملحمة ، والتي تعتبر أقدم قصّة سياحية كتبها الأنسان قبل أربعة آلاف سنة ، وأن ملحمة كلكامش أو الصراع مع الموت للحصول على الخلود هي أجمل نص شعري تمّ أكتشافهُ في وادي الرافدين ، ولأول مرّة في تأريخ العالم نجد تجربة عميقة بهذا المستوى البطولي باسلوبٍ شعري وترجمها إلى الأنكليزية جورج سميث سنة 1872 وبعدهُ ترُجمتْ إلى عدة لغات ( الفرنسية والألمانية والأيطالية والأسبانية والعربية والتركية والفارسية .
 وفي دراسة للدكتور علي القاسمي في كتابه الموسوم ب(عودة جلجامش) يرى أنّ ملحمة جلجامش تصدت لثلاث قضايا : {الحياة- الحب – الموت} ولنبدأ من النهاية ، لآنّ النهاية ليست أقل شأناًمن البداية / أنتهى .
أنّ موت أنكيدو جعل صديقهُ جلجامش يتيه في بيداء الحزن والوحدة والأحباط الممزوجة باليأس والأمل ، فعايش جلجامش صراعاته وأرهاصاته الداخلية في تفكيره الحزين في البحث عن أجابة شافية للسؤال المحير الكثير الجدل : لماذا مات صديقه الحبيب " انكيدو" ؟ وما هو الموت ؟ فتفكيرهُ الحزين هذا دفعه إلى البحث عن الأجابة المقنعة في الكيفية التي يمكن للأنسان أنْ يتخلص بها من الموت ليبقى مخلداً كالآلهة ، فهو يثرثر مع هواجسه بصمتٍ رهيب : لو كان الأنسان قد توصّل إلى ذلك لما مات صديقهُ " أنكيدو " ، ولما أرتعب خوفاً من الموت المرتقب ، ولهذا كله ينطلق جلجامش في رحلة الأهوال والمخاطر للحصول على نبتة الحياة السحرية في أغوار البحار والمحيطات ، يقطع جلجامش فعلاً أصقاع الأهوال والبراري ويغوص في أعماق البحار ويحصل – بعد هذا العناء الخارق – على نبتة الحياة السحرية وهي نبتة الخلود التي تكمن سرها في قرارة " اتونابشتم " تلك الشخصية الأسطورية الخالدة " وعندما يجد جلجامش ضالته أتونابشتم في معرفة سرخلوده ، يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمرٍ من الآلهة وقد نجى اتونابشتم وزوجته فقط من الطوفان ، وقررت الآلهة منحهم الخلود ، ودلهُ أتونابشتم على سر الخلود في العشبة الموجودة في قعر البحار، فغاص جلجامش البحار ووجد العشبة  السحرية ، ولكنهُ يفقدها وهو في طريقه إلى الوطن فقد أبتلعتها الأفعى عندما كان نائما ً ، وعندما أفاق لم ير سوى أفعى تنساب إلى جحرها بنشاط متجدد مخلفة وراءها جلدها القديم ، وهنا يعتصر الأسى قلبهُ الحزين والدموع تنهمر من عينيه ، بعد عذابات هذه السياحة التأريخية المضنية والمحفوفة بالمخاطر والوحدة وقتال عنيف ورهيب مع الوحوش و الطبيعة الوعرة ووحوشها الفتاكة ، وأخيراً توصل إلى قناعة عقلانية وهي : { لا خلود لأحدٍ من البشر ، قررأطفاء تلك الحرائق المتأججة في أعماقه بصمود وصبر الرجال أن يغتنم الحياة الآفلة ، ويتمتع بالصبح ما دام فيه ، وهنا تكمن العقدة المفصلية الفلسفية بأن الأسطورة عالجت وتناولت الهموم والأفكار التي تؤرق الأنسان ، والتي هي الخلاصة من القدر المحتوم ( الموت والفناء ) والتي أصبحت الفلسفة السوسيولوجية الأجتماعية وعقدة الكثير في أيجاد مخرج منطقي عقلاني لجواب السؤال لماذا الموت ؟ فكانت أسطورة ملحمة جلجامش ( الكود ) الذي فكّ الغاز رموز النهاية المأساوية للبشر ، وفتحت فضاءات رحبة في الأجابة المقنعة ، أذ لابد من ترك المقاعد للأجيال التالية  حسب قانون الحياة لرفد المجتمع بدماء شابة جديدة .
وبرهن جلجامش أنّ الخلود ليس بالضرورة أنْ يحتكرها " أتونابشتم " بل ترك الأنسان " الذكر الحسن" بأن يقدم الحب والسلام والبناء والأعمارللمجتمع ، لذلك قرر جلجامش الرجوع إلى الوركاء وبناء مدينة { أوروك } ، ونشر الحرية والمساواة وحكم بالعدل ، بحيث جعل الأنسان السومري والأكدي محترماً بل أعلى حتى من الألهة والقديسين ، وهذا ما يقوله لنا " جلجامش " في الملحمة التي كُتِبتْ في حدود 2700 ق. م وبقيت حيّة إلى هذا اليوم { أليس هذا هو الخلود} ----

مقاربات ومضامين فكرية :
1-أن الأسلوب الأدبي الفذ الذي حمل القضايا والهموم الأنسانية والمتمثلة في التحرر والخلاص من الهيمنة الخارجية ، وأنّ أرادة الأنسان تبرز وتسطع في الملحمة وكأنها شمس تطرد وتحارب الظلام ، وترسخ فكرة الأصرار والتصميم على هدم أسوار الخوف والأنطلاق إلى فضاءات رحبة ، فالملحمة تعتبر رائدة في مد جسور الديمقراطية ومباديء الحرية والتمدن إلى العصرنة والحداثوية الحالية .
2- وأنّ أرادة " جلجامش " الأنسان تتفوّق على حواجز الآلهة الوثنية ، وتتخطاها وحققت أنتصارات عليها وبشكل متواصل متجاوزة ومتحدية أياها حتى وصل إلى ( الخلود) بالعمل الصالح والسيرة الحسنة وخدمة المجتمع بمفهوم عقلاني فيها البطل " أنسان " لا آلهة ، ولعلها الرائدة في ترسيخ الأعتقاد بنفس المفهوم الدنيوي لنيل ( الخلود) بالدار الآخرة التي هي الجنة الموعودة للصالحين .
3- وللبحث في مقاربات السياحة التأريخية عند الفرد العراقي ( كلكامش) السومري القديم ، والحالي العراقي الضائع نجد: أنّ كلاً منهما يبحث عن ضالته ( الخلود في الفردوس المفقود ) الأول تكمن عذاباته في " أفعى " الأسطورة ، والثاني العراقي الجديد قد فقد القدرة على التمييز خلال أرهاصاته وصراعاته السايكولوجية والسوسيولوجية ومعاناته من سياطات الدكتاتورية والعوز والجلد الذاتي قد أقترب من كلكامش في البحث عن الفردوس المفقود أو الوطن البديل في أصقاع المنافي ، مع وضوح الرؤيا عند الأول وضبابيته عند الثاني المنهزم والمشتت فكرا ومعنويةً وهو يجوب المدن لندن باريس بحر أيجه  في مغامرات أنتحارية مسبقه في زوارق مطاطية وصهاريج مقفلة لعله يجد الوطن البديل في غابات الثلوج الموحشة في حلمه الكابوسي المزيّف في البحث عن الفردوس المفقود وبالتالي لم يجد لا فردوس ولا خلود ، وكانت (مقاربة) في بداية الرحلة التأريخية بين الأثنين و(مفارقة ) سعيدة عند الأول ومأ ساوية عند الثاني .
4- أن ملحمة جلجامش تعاملت مع حواس من عالمنا الدنيوي مثل الأنسان والطبيعة والحب والمغامرة والصداقة والحرب وتمكنت من مزجها ببراعة متناهية لتكون خلفية لموضوع الملحمة الرئيسي الذي هو ( حقيقة الموت المطلقة ) وأن الكفاح الشديد والمضني لبطل الملحمة من أجل تغيير مصيره المحتوم عن طريق البحث عن سر الخلود ، الذي أنتهى بالفشل بيد أنه لم يستسلم ووجد الخلود في رحلة الرجوع بنى مدينة أورك وأرسى فيها الحرية والمساواة والعدالة وبذلك خلد نفسه بمقتضي مفهوم الحداثة والعصرنة المؤطرة بالتمدن والحضارة في فهم قيمة الأنسان كأثمن رأسمال ، ففي الحداثة والعصرنة التي نحياها كثيرون من القادة والعلماء خُلدوا على مر العصورلأنّهم أحدثوا تغييراً جوهرياً أيجابياُ في خدمة المجتمع البشري والتي أعتبرت نقلة نوعية في حياة الكائن البشري إلى الأفضل مثل : أديسون مخترع الكهرباء ، وأنشتاين صاحب النظرية النسبية ، ونلسن مانديلا صاحب الثورة البيضاء ، والقس لوثر صاحب الثورة الدينية التصحيحية ، وليم مورتون 1819 طبيب أسنان يعتبر أول من أكتشف البنج عام 1846في العمليات الجراحية ---- و ووو.
5- وفرضت الملحمة ( أستمراريتها )- كملحمة سومرية عراقية نفتخر بها – على مر العصور ، ولا تزال حيّة ومتداولة بين شعوب المنطقة بقصة الطوفات التي وردت في الكتب المقدسة التوراة القديم والأنجيل والقرآن بحكاية " نوح"، بل يعتبر البعض أنهُ مشابهاً أن لم يكن مطابقاً لشخصية " نوح " في الأديان اليهودية والمسيحية والأسلام .
6- طالما كان مفهوم الخلود في الملحمة هي فلسفة وجود الأنسان ، فهو للبناء والأنتاج وخدمة البشرية لا للأكل والشرب ( كما قال الأمام علي : "أنا لست كالبهيمة همها علفها " وبهذه ( الأنسنة ) خُلِدَ جلجامش ، ولاحظ الباحثون أنّ تأثيراتها وجدت في ملحمة هوميروس ( الألياذة والأوديسا ) وهناك من قارب بين ( أكيليس ) بطل الألياذة ورفيقهُ ( باتروكليس ) بالبطل جلجامش ورفيقهُ ( أنكيدو ).

ملاحظه / المقالة بحثية أدبية
 ( بعض الهوامش والمصادر )
** ملحمة كلكامش في الثقافة الغربية القديمة والمعاصرة /ادمون كوريا /باحث سوري . ** د/ علي القاسمي – عودة جلجامس
** أسطورة الخلق السومرية . ** الطوفان والكتب المقدسة . ** ملاحم وأساطير / أنيس فريحه – دار النهار – بيروت 1979
في / 10-1-2016 


234
رؤية تحليلية موضوعية بين أسقاطات 2015 وفوبيا المجهول في 2016

 

عبد الجبار نوري/السويد

تعد سنة 2015 واحدة من أسوأ سنوات الوجع في تأريخ العراق السياسي ، كان فيه هم العراقيين الأول - في عموم جغرافية الوطن المسلوب –قبل " ديمقراطية الفوضى " كونها ديمقراطية ناشئة ومتعثرة ، مستوردة من القمامة الأمريكية ، لبس جلبابها (الحاكم) كغطاء ليستر به مآربه الشخصية والفئوية في مجالات الفساد ونهب المال العام ، وكشف المراقبون بأن مجموع ما نُهب من خزينة العراق وعلى مدى 13 عام ( 900) مليار دولار ، وهو رقم فلكي مخيف حقاً ، وجرب ( المحكوم ) تلك الديمقراطية العرجاء لعله يلتجأ ألى الرمضاء بالنار ولم يحصل غير الوعود الديماغوجية المعسولة سوف .. وسنفعل !!! .
وهناك حقبقة تأريخية يجب أنْ ندركها " بقي العراق ( موحدا) منذ سنة 1921 حتى 2003 ولم ينقضي على حكم " الأسلمة السياسية " وتجار العهر السياسي 13 عاماً وأذا بالعراق يتشظى على أيديهم ليترجموا ما يطلبه (السي آي أي) بتقسيم العراق إلى ثلاثة دكاكين مذهبية طائفية أثنية ، وهي اليوم شبه مطبقة على الساحة العراقية وللأسف بعضنا يغمض عينيه ، ويأخذه العزة بالأثم ويرفض الأعتراف لكونها حقيقة صادمة ومُرة .
وما الذي بقي من العراق ؟ ( سيادته ) المنتهكة والمهانة وألا ماذا تفسر عدم أذعان تركيا بسحب أرتالها العسكرية من بعشيقه وأهين الأنذار الحكومي الخجول ، وحتى تجاهلت نداء المنظمة الدولية ، ولم يذعن وتمادى قي أذلالنا ، وناهيك عن دبلوماسية خارجيتنا الرخوة في تبادل السجناء مع مملكة الشر ( بني سعود )، أي وازع نفسي وضميىر أنساني يقبل تبديل مجرم مدان بسفك دماء عراقية مع سجين عراقي كل جريمته  مُهرب عقابه في الموازين اادولية ستة أشهر أو سنه ، والأنكى من هذه القسمة الضيزى بأن السعودية تنصلت من تسليم السجناء العراقيين بعد أن سلمها العراق سجناءها .
وكان العراق في هذا العام النحس  2015 مسرحاً للشحن الطائفي والتطهير المذهبي والطائفي والعرقي ، وعام الأحلاف الأسلاموية المذهبية بقيادة بني سعود متل التحالف العربي لمحاربة اليمن ، والتحالف الأسلامي المزيّف لمحاربة الأرهاب ، ومجلس التعاون الأستراتيجي السعودي – التركي ، وكان عام أرتكاب داعش أفضع الجرائم في أبادة الجنس البشري وجرائم أغتصاب وسبي للنساء وعرضهن للبيع في أسواق النخاسة ، وكان عام نزوح 4 ملايين عراقي مشرد تحت خيمة العراق ، وهجرة مليوني عراقي لدول المنفى في مغامرة موت مجاني في زوارق مطاطية أو صهاريج مقفلة ، والروتين والبيروقراطية والرشوة في ترويج معاملات العراقي المسكين ، وليس للتندر بل للحقيقة حين عرضت أمس فضائية حكومية " عراقي يحتفل لحصوله هوية الأحوال المدنية بمدة سبعة أشهر !!! ---- وأنها غيض من فيض وهي  جزء من مصائبنا وقدرنا (الفُكرْ)لأبتلائنا بحكام الغفلة  ، ورحم الله الشاعرالرصافي وهو يقول ( قد كان لي وطنُ أبكي لنكبته / واليوم لا وطن أبكي ولا سكنُ) .
وشاعر شعبي فراتي لامس جروحي وآلامي بضياع عراقي الحبيب وبهذا الشكل المأساوي وهو يقول { عيونك يا وطن يا بو الحضارات / أحضنك لو صرت كلك سجاجين }.

وها نحن في مدخل السنة الجديدة 2016 من الصعوبة تحديد ما سيحدث على الساحة العراقية ، وأنّ أوراق اللعبة السياسية قد أختلطت وأعاد التأريخ نفسه قبيل الحروب العالمية بفرز ( المحاور ) واليوم أصطف محوران الأول / أمريكا والسعودية وقطر وتركيا ، والثاني / من أيران وسوريا وجنوب لبنان ( حزب الله ) واليمن، أما العراق فلن يفيده التمحور مع أيٍ من المحورين ولا الحياد وتزال جغرافيتهُ من الخارطة لأنه سيكون ساحة حرب .
وأنا شخصياً أستبعد رأي المحللين الستراتيجيين في حربٍ عالمية ثالثة ولأنّ هذه المرة ستكون حرباً (كونية ) في أبادة سكان الأرض (وضح  (برنادشو) نهاية الحرب بسخريته المعروفة عندما سُئل كيف تكون الحرب العالمية الثالثة ؟ قال في الحرب الرابعة يستعملون العصي !!!)  ولأنّ العراق  وسوريا  والخليج العربي ومنطقة الشرق العربي تشكل مصادر طاقه وممرات مائية ومضايق ستراتيجية وقواعد عسكرية أمريكية وغربية ومياه دافئة لذا خضعت لنظرية المؤامرة ، وسيناروهات جاهزة مسبقاً كما رأينا في ثورات الربيع العربي كما يحلو للبعض تسميتها .

ولكي لا أكون سوداويا وداعيا للأحباط واليأس من الممكن الخروج من هذا المستنفع وذلك بترتيب تطلعات الشعب العراقي ، والأستجابة لمطاليبه الأصلاحية ، وهيكلة الهرم الحكومي بشمولية الترشيق في العدد والرواتب ، ورجال دولة أقوياء نازعين جلباب الخوف والمجاملة ، وأستثمار الأنتصارات الأخيرة في الرمادي لأخراج القّوّة الظلامية الداعشية وتحرير الأرض العراقية المقدسة من دنسهم ، تحقيق دولة مؤسسات التي أفتقدها العراق منذ 2003 ، هيكلة قضاء عادل ، نشر ثقافة المواطنة ، وسن قانون حضر الترويج المذهبي والطائفي والعرقي شبيه بقانون أربعه أرهاب .
السويد / في 5-1-2016
 

235
أنّها " طبخةٌ أمريكية ٌ"بطعم سعودي مُرْ!!!
عبد الحبار نوري / السويد
أعلنت السعودية الثلاثاء 15-12-2015 ، في بيان مشترك بثتهُ وكالة الأنباء السعودية ، تشكيل تحالف عسكري – أسلامي من 34 دولة ، لمحاربة الأرهاب ، في خطوة لاقت ترحيباً من الولايات المتحدة الأمريكية ، ومركزها ( الرياض ) وتكون مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الأرهاب  كما تدعي!!! ، وتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود ، ، وأورد البيان قائمة لدول عربيىة وأسلامية بأستثناء العراق وسوريا وأيران وعٌمان والجزائر ، وألى جانب السعودية أربعه من الدول الخليجية الست  قطر والكويت والبحرين والأمارات ، كما يضم دولاً عربية : الأردن ، تونس ، السودان ، فلسطين ، جمهورية القُمر ، لبنان ، ليبيا ، المغرب ،  مصر( دخلت الحلف بمرارة لأنها واقعة بين مطرقة وسندان الأزهر والأخونة والوهابية السعودية ، وأنها بحاجة ماسة للمال السعودي لمواجهة جبهة سيناء  الداعشية) والمغرب  ، موريتانيا ، اليمن ، ودول أسلامية مثل تركيا وماليزيا والباكستان ( دخلت لأسباب أولها فوبيا التغوّلْ الهندي ، والوجود الأيراني في أفغانستان ، والمال السعودي للتخفيف مما تعاني من ضائقة أقتصادية مزمنة ) وبنغلادش ، جمهورية بنين ، تشاد ، توغو ، جيبوتي ، سنغال ، سيراليون ، الصومال ، الغابون ، ، كوت دي فوار ، المالديف ، جمهورية مالي ، ماليزيا ، النيجر ،  وأبرز دولتين داعمتين للأرهاب قطر وتركيا.
قراءة تحليلية في كشف تجليات الوجه المخفي لهذا الحلف !!!
** أمريكا وتركيا متفقتان على أخراج نينوى والأنبار من خارطة العراق تمهيدا لتشكيل دويلة على أساس طائفي بجغرافية الأنبار والموصل والرقة السورية ، وهي لعبة أمريكية وحليفتها الأستراتيجية تركيا في خلط الأوراق وتجاوز خارطة سايكس بيكو، التي رُسمتْ  في غياب الأثنين وتطبيق مشروع بايدن في تفسيم العراق ألى ثلاثة كانتونات عرقية وطائفية ، وتحقيق الأطماع التركية التوسعية  والأحلام السلطانية في تتريك وضم الموصل بمساعدة عملاء عراقيين بالجنسية فقط .
** التحالف الجديد هو جزء من الصراع الروسي- الأمريكي الذي  تديره بالوكالة { السعودية- وتركيا } وأنه مدعوم من تركيا في الجانب العسكري ( ولأن تركيا تمتلك ثاني أقوى جيش بعد الجيش الأ مريكي )، وضمن المخطط الأمريكي فأن جيوش هذا التحالف سوف { تدخل الموصل والأنبار بدلاً من داعش وصبغ أثنوغرافيتها وجغرافيتها بالتتريك والتكريد }
** يؤمّنْ التحالف الجديد تطويق المشروع الأيراني في اليمن وسوريا والعراق وجنوب لبنان ، وأنّ التحالف الجديد تلميع للوجه السعودي الوهابي الداعم للأرهاب من خلال مدْ جسور التفاهم مع الغرب بأقناعها بأنها تحارب الأرهاب ، وفتح السفارة السعودية في بغداد وهو تزامن عجيب الثلاثاء يوم أعلان السعودية عن حلفها وكأنها عربون حسن نيّة للعراق ، ولألقاء الضبابية على حلفها المشبوه .
** أحياء المحاور والتحالفات التي غرد بها النظام السعودي وهي تخدم المصالح السعودية  مثل عاصفة الحزم واليوم التحالف الأسلامي ، للتغطية على الأزمات العائلية والتي يؤكد العديد من المحللين السياسيين والأستراتيجيين { أن السعودية مهزومه تصارع من أجل البقاء وأن نهاية آل سعود حتمية لكونهم أفسدوا في الأرض ، وتسببوا في كوارث ، مستعملين أموال البترول قي قهر الشعوب  ، وعليهم أستحقاقات في الكثير من دول العالم خاصة في التفجيرات التي حدثت في الدول الأوربية بواسطة صنيعتها المنظمات الأرهابية ، وأخيراً تحالف عاصفة الحزم في ذبح الشعب اليمني  فالتحالف الجديد هي نسخة من عاصفة الحزم على سوريا والعراق ، ونجاح الحلف يعني نجاح الملك سليمان المهوس بالحروب وولي ولي عهده أبنه  .
** التحالف الأسلامي تحالف طائفي وذلك لأن هوية التحالف عربي أسلامي ليس من بينه العراق وسوريا ، هل يا ترى أنهما ليسا عربيان وأسلاميان؟ ، وهل يمكن فصل الأرهاب عن حاضنته " السعودية " ؟ .
** أنه نذير شؤم عندما يعيد التأريخ نفسه أندلاع هوس  التحالفات قبيل الحربين  العالميتين ، وفي هذا العام ظهور فرية المحاور والتحالفات والآتي أعظم من حرب كونية ثالثة لا تبقي ولا تذر { فالحلف الأسلامي هو حلف أمريكي بواجهة سعودية ---- والذي سوف يحدث حتمية مقابلته بحلف روسي بواجهة أيرانية - وهنا الطامة الكبرى – ومن دون ذلك فليحفر كل الأحرار وثوار المنطقة قبورهم } .
** ثُمّ كيف نثق بهكذا حلف ولد من أحدى فتاوى الظلالة الوهابية الحاضنة الرئيسة للأرهاب الدولي ، وعرابها (السي آي أي) ، وأن الذين صفقوا للمشروع الطائفي هم أنفسهم  أبطال الفنادق ، وأصحاب مؤتمر ( الدوحه ) السيء الصيت ، وجواسيس وعملاء للأجنبي ، ولظاهرة غير مسبوقة في عالم العمالة أسسوا لهم مكاتب دائمة في  واشنطن يطلبون من العدو الأمريكي أحتلال وطنهم العراق !!! ، ولبتْ أمريكا طلبهم بالزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الأمريكي " آشتون كارتر "  لبغداد الثلاثاء 15-12-2015 وهو يصرح : { التحالف السعودي الجديد ينسجم مع دعواتنا }
   وبجهود الخيرين والشرفاء والذين شربوا من ماء دجلة والفرات والذين تشير بوصلتهم ألى " العراق " الحبيب سوف يجهضون هذا الوليد الكسيح المشوّه ليوُلد ميتاً--- والمجد والنصر المؤزر لعراق موحد-----
السويد / في  18-12-2015


236
سياسة " التصفير" الغبية لأردوغان !!!
عبد الجبار نوري / السويد
لقد خرج أردوغان على ناخبيه في الأنتخابات الأخيرة بشعارات ديماغوجية مؤطرة بوعود وأمنيات معسولة مستهلكة في أقناع معارضيه الكثر ب" تصفير " جميع المشاكل المعلقة بين تركيا ودول الجوار والعالم الأوربي وتحقيق أمنية تركيا الوردية الدخول في الأتحاد الأوربي وهي أمنية سرابية وشبه مستحيلة لكون حكام ( سرايا حريم السلطان ) مدانة تأريخياً بمسؤولية مذابح الأرمن المليونية .
فشعار تصفير الأزمات مع دول الجار والأقليمية أنقلب السحرعلى الساحر ، فبدل تطوير وتحسين علاقات تركيا بروسيا حدث العكس بأسقاط الطائرة الروسية ، خسرت تركيا  أكثر من 20 مليار دولار أقيام تجارية بين البلدين ، أضافة ألى خسارة سياسية فادحة بلعب روسيا بورقة( فككه ) الكردية ورفع صفة الأرهاب عنها ، وفتح مكاتب لها في روسيا .
أما أحتلالها لأجزاء من شمال العراق فهي أول علامة سوداء في أخلاقيات أردوغان المهزوزه التي وعد الشعب التركي بتصفير أزمة المياه ومشكلة داعش مع العراق ، بنظرالمتتبعين أن تركيا هي الخاسرة ، حيث وصفت صحيفة تركية فيما أذا أقدم العراق بلعب ورقة التجارة ضد تركيا فهي بمثابنة ( قنبلة نووية ) على الوضع التجاري التركي ، مؤكدة أن جميع أدعاءات حزب العمالة- عفوا- العدالة والتنمية ورئيسها ومنظرها " أحمد داوود أوغلو " ما هي سوى دعايات أنتخابية رخيصة وديماغوجية صرفة في كسب  الناخب التركي المعارض خاصة ، والتي أعلنها سلطان هوس الأحلام أردوغان بتصفير مشاكل تركيا ، سوف تخسر تركيا أكثر من  30ملياردولا سنويا وتوقف 372 شركة تركية مستثمرة  مليارات الدولارات في مشاريع نفطية وسكنية وزراعية وصناعية وغيرها وأن الميزان التجاري أيجابي لصالح تركيا بينما سلبي للعراق ، أضافة ألى عامل السياحة والصحة.
وهي رسالة ستتحول ألى عداء للماركات والمنتجات التركية في الشارع العراقي بسبب سياسة أردوغان الرعناء والمتغطرسة ذات الآيديولوجية التتريكية المتعالية على الشعوب ، والأخونة الوهابية التي أهانت الأنسانية فلفظتها شعوب العالم المتحررة ، وأن أتجاهات الأسلام السياسي نفسها بدأت في أتخاذ خط الأنحدار والتراجع على المدى البعيد والوضع الأقتصادي في تركيا هو الآخر بات يشهد تباطؤا وركودا متزايدا .
وأخيرا أرى نهاية أردوغان الحتمية وذلك لتطبيقه سياسة حزب العدالة والتنمية  الأخوانية ذات النزعة الأسلاموية الهشة وهي الأكثر تخلفا وجهلا ،  التي لاقت مواجهة كبيرة من الأحزاب والأتجاهات العلمانية القوية بوصفه حزبا يسعى ألى تقويض كل ما بنته تركيا منذ تأسيسها الحديث في عشرينات القرن الماضي ، وتقويض صبغتها العلمانية التي أمتازت بها قبل مجيء هذا الحزب الأخواني الوجه الثاني لداعش -----
في / 15-12-2015

237
سدْ الموصل/ أفقٌ رَهيبْ--- في ظِلْ الأهمال الحكومي !!!
عبد الجبارنوري/السويد
سد الموصل يبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل بالقرب من أسكي موصل في محافظة نينوى وعلى مجرى نهر دجله ، بني سنة 1983 وأنجز سنة 1984  بتصميم شركتين ألمانية وأيطالية ، يبلغ طول السد2-3 كم ، وأرتفاعه 131 م ، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط ، وهو يمكن أن يؤمن 1010 ميكا واط من الكهرباء ، وحسب دراسة علمية موضوعية أجريت سنة 2007 معدل أنتاج السد 750 ميكا واط قيل أنها تكفي لتغطية 675 ألف منزل ، ويخزن السد كذلك كميات من المياه تبلغ 12 مليار م3 لأغراض الشرب والزراعة لجميع أنحاء محافظة نينوى ، ويشكل جزءاً من نظام التحكم الأقليمي بالفيضانات ، وسيمنح الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية وحساسة للسكان العراقيين ، وأنّ الموضوع مرتبط بالطاقة التخزينية لسد الموضل ، أذ تبلع الطاقة التخزينية التصميمية في سد الموصل بين 8 و11 مليارم3 من المياه ولذا يعتبر أكبر خزان في العراق ، يستخدم للزراعة وتربية الأسماك ، وتوليد الطاقة الكهربائية .
المخاوف التي تثارحول أنهيارالسد !!!
صحيح أن موقع بناء السد في هذا المكان بالذات ليس مناسباً وذلك :
1-لوجود مشاكل مزمنة تتعلق بتهديدات أنجرافه الداخلي ، وتربة شديدة التأثر بالمياه ، حتى أن هناك أنهيارات أرضية في محيطه ، مما يعاني ضعفاً تحت سطحه .
2- تبين فيما بعد ان السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل .
3- بعد سنة 2003 تبين أن السد مهدد بالأنهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته ، ذلك بسبب ( أهمال) الحكومات المتلاحقه وعدم أجراء الصيانة الدورية له في كل عام .
4- أنه يعاني من مشاكل ( فنية ) ,عند أهمال الصيانة له وعدم الأكتراث لما يسببه من كوارث عند أنهياره لذا أطلق عليه المهندسون الفنيون والخبراء في السدود لقب :" أخطر سد في العالم "
5- أنشيء السد على تربة قابلة للذوبان ، وتحتاج بصورة مستمرة الى التدعيم من أجل تعزيزه .
6- وتكشف الورقة التي قدمتها منظمة التعاون والتنمية الأقتصادية في دراستها : { أن بنية السد ليست مستقرة لأنه شيّد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء ، ويترك تجاويف في الجزء السفلي ، ويتوجب مليء هذه التجاويف بأستمرار بمادة الجبس بكميات قدرت في 2007 ب200 طن سنويا .
7- وقال مختصون بأن أرضية السد غير صالحة لأنها صخور ملحية وكلسية تتعرض للذوبان تحت تأثير الضغط ، مما يؤدي الى تكوين فراغات على شكل ( حُجرْ) تؤدي الى نزول الطبقات التي تعلوها .

المخاوف من أنهيار سد الموصل
أني لا أرى أي مبرر لما يؤرق الكثير ويزيد الهلع والمخاوف لدى الشعب ، لأن المشكلة ليست أكثر من أدامة الصيانة المستمرة حسب التقارير والتوصيات المرسومة من قبل الشركتين الألمانية والأيطالية المصممة لهذا السد العملاق ، وهي قضية قد يفهمها الكادر الفني المشرف على السد ، ولكن الترويج لهذا الموضوع الآن وبهذه الطريقة يأتي لأسباب سياسية يريد أعداء العراق من أرباك الوضع في الموصل بالذات خدمة لأغراض معينة .
ولا أخفي المخاطر التي تنجم من أنهياره { فيما أذا أنتبهت الحكومات العراقية من أجراء الصيانة الدورية على السد ، وهي فقرة أضافية على الشركات المنفذة لأي مشروع ( الصيانه ) بعد التنفيذ مثل :
1-حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم أنهياره ، وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينات ، ولكن هذا السد المسكين والخدوم قد أهمل وهُمش بعد 2003 شأنه شأن كل العراق لأبتلائنا بحكومات الغفلة والنهب ، رجال (حكومة) لا رجال (دوله) ، فسلموا الوطن مستباحا ألى داعش وتدنيس سيادته من قبل من هب ودب أمثال تركيا المتغطرسة ، وشعباً ممزقا ، وخزينة خاوية ، كلٌ يلهث على ليلاه ، فأصبح " السد " في خبر كانه وعالم الأهمال المتعمد .
2- وكشفت ورقة منظمة التعاون والتنمية الأقتصادية الدولية في دراستها { أن بنية السد ليست مستقرة لأنه شُيد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء وحينها يترك ( تجاويف )في الجزأ السفلي ، يتوجب ملآ هذه التجاويف بأستمرار بالخرسانة الخاصة  بكميات قدرت في 2007 ب200 طن سنويا ً .حسب توصيات الشركة المنفذة ، وخلص تقرير منظمة التعاون والتنمية بعد ثلاث سنوات ألى أن " هناك حاجة ماسة لأعادة الأعمار الكلي للسد ، ولا يمكن تجاهل ذلك " ---- ولكن نقول للمسؤولين " أن كنت لاتدري فتلك مصيبة وأن كنت( تدري ) فالمصيبة أعظم ".
3-  أن أعمال الصيانة مكفولة لأنها من الشروط المتفق عليها مع الشركات الأجنبية التي بنت السد وهو { أنشاء نفق صُمم داخل السد لأعمال التحشية ، وفي كل عام ، ولكن نحن نتخوف من أهمال الحكومة للصيانة والتحشية بسبب قلة دعم الدولة وعدم كفاءة الكوادر الفنية حينها ، وأن هذا النفق مهم جدا لتسهيل أجراء الصيانة والتحشية لقاعدة السد من خلال حفارات خاصة موجودة فيه ، حيث يتم الوصول ألى الفراغات التي يُضخ بداخلها نوعاً خاصاً من الأسمنت يجعل جزيئات السمنت عالقة بالماء ، ويتتخلل جميع الشقوق والثغرات .
4- السيطرة على التخزين  أي تحديد المنسوب الآتي للخزن ، وهذا تمّ العمل به بعد السقوط بناءا على توصيات اللجنة السويسرية ، لكن نريد حلا دائما ، فتم أنشاء أنتاج مزيج التحشية ، ومضخات دفع المزيج وحفارات لتوسيع البرنامج المعد للمعالجة ، ويعمل في السد 24 ماكنة منها تعمل داخل النفق و12 منها تعمل في المناطق المكشوفة خارج النفق والعمل مستمر على تهيئة السمنت الخاص لمعالجة التشققات ، وانشاء قواعد كونكريتية وأنشأت فعلا بحيرة مساعدة للخزن بالقرب من الخزان الأصلي بطاقة 11 مليار م3 ، وبحيرة أصطناعية أخرى يتم الخزن فيها، بواسطة الضخ ، وحبذا ان تكون هذه الأجراءات الأحترازية بشكلٍ دوري ومستمر .
5- يمكن أنشاء نسخة مصغرة من سد بادوش على مجرى نهر دجله بكلفة  مليار دولار بين السد والموصل على مشارف الموصل لدرأ مخاطر أنهيار السد .
أخيرا // لا أقصد بث السوداوية ، ولكن هي الحقيقة المأساوية بأن الحكومات المتتابعة أهملت السد حتى زادت الشقوق في الأسفل من السد ، والسد آيل للأنهيار وهي كارثة مروعة تؤرق سكان الكثير من المدن التي تقع على مجرى نهر دجله بدءاً من الموصل حيث يلحق الضرر ب70 % من نينوى بطوفان وأمواج عاتية بأرتفاع 20 م ، وأغراق وتدمير 300 كم من المناطق التي يجري بها منسوب دجلة مثل تكريت وسامراء وحتى مشارف بغداد بأرتفاع خمسة أمتار من المياه ، لأن كمية المياه المتدفقة من السد في حالة أنهياره  تقدر ب600ألف مترمكعب بالثانيه ، في حين لا يتحمل مجرى نهر دحله في مدينة الموصل تصريف أكثر من 3500 م3 /ثانيه .
وقد أطلق المختصون بالسدود على سد الموصل ب " أخطر سد بالعالم " لا يتعلق بمصير السد وأنما مصير ملايين العراقيين الذين يعيشون عليه ، وجاء تحذيرات هؤولاء الخبراء في العالم من خطر أنهيار هذا السد 2006 و 2007 ، وللأسف الشديد والمؤلم " لا حياة لمن تنادي في عالم الطرشان "
في / 13-12-2015


238
أحذروا الماكر " أحمد داوود أوغلو "
عبد الجبار نوري / السويد
أحمد داوود أوغلو 1959 رئيس وزراء حكومة السلطان "أردوغان " الحالي ، وهو بدرجة دكتوراه في العلاقات السياسية الدولية ، وهو الصديق الصدوق لأوردوغان بل مستشاره الأقدم ، وعراب جميع مشاريعه التصفوية ، لما يتمتع به من تأييد ( المجمع الأخواني ) المنقطع النظير في أسطنبول ، وهو الأمين العام لحزب ( العدالة والتنمية ) الأخوانية ، ومن خلال تحليل شخصية الرجل ومن خلال تعامله الخارجي في ملفات دول الجوار في المنطقة الشرق أوسطية يحمل من هايكو الكراهية والحقد والتعالي وهي من موروثات الباب العالي ، وهو من الحالمين بأرجاع أمبراطورية " حريم السلطان " وهو يتبجح دائما بالأرث العثماني حين كانت الأمبراطورية أحد مراكز الجذب العالمية وهو ما أنعكس على واقع الدولة التركية المعاصرة وبهذه العقلية الشوفينية يكاد يتقمص أولئك الطغاة من رموز النازية والتعصب هتلر وموسوليني وصدام وأحمد حسن البكر وسلمان ملك دولة الكراهية .
فهو الصديق الحميم للسلطان أوردوغان ، فقد أطلق عليه ألقاب عديدة منها ( رجل الظل ) و ( الخوجا ) أي المعلم  ، وصاحب اليد العليا ،  فهو أحد الممرات النادرة في الحياة السياسية التركية ، لذا أصبح المنظّر الأول للسياسة الخارجية التركية ، وهو الذي أوصل أردوغان لرئاسة الجمهورية بحصوله على الأغلبية في مجلس النواب التركي الذي حظي بتأييد الجمهور العريض لحزب العدالة والتنمية الذي أمينه العام أحمد داوود أوغلو.
سياسة أوغلو المخادعة
من خلال دراسة سيرة هذا الرجل السياسية والدبلوماسية أنه يفتقد المصداقية ، ولم يتعامل مع الملفات الساخنة بحذر بل وكأنه بوده أن يشعل  (الحرب العالمية الثالثة ) ويأخذ دور مقتل  " أرشيدوق النمسا " الذي أشعل الحرب العالمية الأولى ، (فالأنا ) التركية يشعره بعدم الأكتراث بالأبادة البشرية وويلات الحروب ، المهم تحقيق أمبراطورية الباب العالي حينما تخلط الأوراق وترسم خارطة جديدة للمنطقة فيها تتحقق النوايا الخبيثة لسياسة التتريك والبلقنة ، فهذه بعض الملفات التي تعامل معها أوغلو بمكر والضحك على الذقون :
** في حادثة أسقاط الطائرة الروسية في الأراضي السورية لأختراقها الأجواء التركية ل17 ثانية ، أتهم روسيا بالأعتداء على السيادة التركية ، أما أحتلال التركي لأجزاء شمالية من الموصل بفوج آلي مع دباباتهم ومدافعهم لا يعني في نظره المتعالي شيئا لا يستحق حتى عنده ، فكانت تصريحاته متناقضة ومتعددة حسب النوايا الخبيثة لسيده أردوغان
** واليوم بالذات الأربعاء 9-12- أحتج على روسيا وأستدعى السفير الروسي في أنقره على أثر مرور سفينة حربية روسية تحمل على ظهرها منصة أطلاق صواريخ أعتبرها ( أستفزاز روسي ) علما أن السفينه الحربية الروسية كانت قادمة عبر باب المندب وقناة السويس .
** أتبع أوغلو سياسة التعطيش والمساومة اللأأنسانية مع العراق وأعتبر الماء ورقة ضغط لرضوخ العراق ويلمح أكثر الأحيان  بمقايضة برميل ماء ببرميل نفط .
** تهديد روسيا بالممر المائي ( البسفور ) ، بالوقت الذي هناك مواثيق دولية في حرية الملاحة ضمن الممرات المائية الدولية .
** ونتذكر زيارته المفاجئة والخاطفة لكركوك وبدون فيزه أو موافقة الحكومة المركزية ، ولقائه التأريخي مع قادة مجلس المحافظة وتشبه بالمسيح المخلص للتركمان بوعوده الديماغوجية والطائفية الأثنية .
** وهو حارس منطقة الغاز القطري المار بالعراق وسوريا تنتهي بأوربا ليجعل من هذا الخط الأستراتيجي ورقة أنتهازية ووصولية لدخول تركيا في الأتحاد الأوربي بعد محو العبارة التأريخية المكتوبة على الباب العالي{ أنكم مدينون للعالم بدم الأرمن }.
فهو يستضعف العراق بسبب ازماته الحالية ، مستغلاً جراحاته الثقيلة ، ففي أحتلال الجيش التركي لأجزاء من شمال العراق فهو فأل شؤم في ترجمة مخطط عراب تقسيم العراق " بايدن " السيء الصيت ، وبالنية  ضم  أجزاء من مدينة الموصل للجانب التركي بموافقة وتأييد بعض الخونة ورموز الذل في العراق والآتي أعظم ----
في / 10-12-2015

239
الحراك الجماهيري /آفاقه --- وأمكانية تحقيق مطاليبه
عبد الجبار نوري / السويد
أن الدستور العراقي في مادته ( 38 ) وفقراته 1،2،3،فيما تخص الحريات والحقوق أكدت حرية التعبير عن الرأي ، وحرية الصحافة ، وحرية الأجتماع ، التظاهر السلمي ، والحقيقة أن التظاهرات الجماهيرية وحراكها الشعبي في العراق أبتدأ في مطلع شباط 2011 أي منذ خمس سنوات وأمتدادها تظاهرات 31 تموز 2015 في ساحة التحرير العاصمة بغداد ، فهي ترجمة حقيقية للنظام الديمقراطي ، وعرض المتظاهرون مطاليب شعبهم الآنية الملحة التي تشهد نقصاً حادا وجدياً وخاصة في الكهرباء وماء الشرب ومحاسبة المفسدين ، ومعالجة مشكلة البطالة ، وكان العرض بشكل حضاري ومتمدن ، وترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم الوطنية مما يعاني البلاد والعباد من شحة هذه الخدمات ، وحاجات المواطن اليومية ، وتطورت التظاهرات في الجمعة الثانية إلى عرض صورة العراق الحقيقية حيث البؤس والفاقة والحرمان في أرضٍ محتلة وشعبٍ ممزق ، وثروة منهوبة ، ، وسيادة مفقودة ، وخزينة خاوية ، وأستمرت هذه التظاهرات 12 جمعة ، وللأسف لم تنصت الحكومة الأتحادية إلى نداء الشعب وصوت العقل في طلباته المشروعة  والسلمية ، وأخذت تلعب بعامل الزمن  لأمتصاص زخم التظاهرة ، بالرغم من أن أوراق اللعبة الرابحة بيد العبادي : * من تفويض المتظاهرين ، وتأييد المرجعية الدينية ،وتظاهرات سلمية .
وكان طموح التظاهرين وأحلامهم المتواضعة لا تتعدى الخدمات الضرورية والأصلاحات السياسية ، أي بمجملها لا تتعدى شيئاً من ( الترويكا ) أي أصلاجات خدمية
آفاق الحراك الجماهيري----- وإلى أين ؟
** من خلال القراءة الموضوعية والعقلانية لصورة هذا الحراك الشعبي نجد بعض زوايا كينونته وصيرورته ( مظلمة ) لا تبدو للمتتبع السياسي أن ضوءاً في نهاية النفق وحتى نكون واقعيين لابد من مواجة الحقيقة المرّة ( أننا لا نأمل خيراً) من مظاهرات تحظى بتأييد أحزاب سنية وشيعية وتكتلات الأسلمة السياسية المسيطرين على مصادر  القرار ،  وهم مهندسو مصائبنا وكوارثنا ، وحيتان نهب ثرواتنا ، وهل يعقل أن يلف مذنب حيل المشنقة حول رقبته ؟ .
** أن البعض من مخضرمي ساستنا  في العراق يعتقدون أن هذه التظاهرات سوف تتحول إلى ثورة ، حسب معطيات ما يحدثنا التأريخ التحرري للشعوب المقهورة .
 لا أن التغيير الثوري لا يحدث في بلدٍ منقسم على نفسه عرقياً وطائفيا وأثنيا ومناطقيا ، و ترتبط  مشيمياً بأجندات أقليمة ودولية ، وأن الثورة لا تأتي جزافا وعلى الهوى ، بل هي حالة تخضع لنضوج جملة مقومات موضوعية ضمن زمكنتها الخاصة .
** أن الحراك الجماهيري الأخير ومنذ 12جمعة وهو في صراع مريرمع الشارع وهو يفتقد ( المقومات الموضوعية ) من :
1-لم تتوفر له ( قيادة ) تتمتع بالوعي السياسي ، وعقلية المناورة .
2- أقتصر على الشباب ، تكاد تكون خالية من الفئات العمرية  ، ولم يكن حضور المرأة العراقية بالشكل المطلوب بالوقت الذي هي المقصودة بالتهميش والأقصاء والمشمولة بالعنف والأضطهاد الأسلاموي ، مع نقص شديد من الفئة  المثقفة ( الطبقة الوسطى  الذين فضلوا يوم الجمعة لشارع المتنبي ومقهى الشابندر ، ثمّ لا وجود للفئات الدينية العلمانية منهم على الأقل ، وهذا يعني أنّ العراقيين لم يكسبوا المرجعية الدينية التي نادت بضرب الفساد بيدٍ من حديد .
3- لم يحاول جمهور الحراك الشعبي من كسب بعض النواب كأفراد وكتل برلمانية لها أصوات في معارضة الحكومة ليكونوا جسراً لتوصيل وتفعيل طلبات المتظاهرين بشكل أسرع إلى أصحاب القرار .
4- الشعارات كانت خاضعة للعشوائية والأنتقائية الشخصية مثلا شعار { بسم الدين باكونا الحرامية } أنه شعار أستفزازي لجمهور الأسلام السياسي  والذين هم أصحاب القرار، فكان المفروض أن يختفي من ساحة التظاهر ويحل محله { أتظاهر يا شعب لا تكول شعليه ، وأخوان سنه وشيعه هذا الوطن ما أنبيعه }
5- لم ينتبه المتظاهرون وجمهور المجتمع المدني من جذب (الأميين) الغير مهتمين بالسياسة ، وهم جمهور واسع من العمال والفلاحين والكسبة والشغيلة وعمال المساطر تلك الطبقة المسحوقة والتي تذكرني بأيام النضال وهي كانت ( داينمو ) تحريك الشارع لأنها بحاجة ماسة وسريعة لتغيير الحال . 
 6- التظاهرة لم تستثمر ( الأغنية السياسية ) وأنها تعطي الديمومة والأستمرارية في مواكبة الحراك الجماهيري ، خاصة تلك الأغنية الممزوجة بالأهازيج السياسية والهوسة الفراتية والأهزوجة البغدادية ، وهل ننسى بأن الأغنية السياسية ولادة السجون والمعتقلات حين تستخدم " كمنشور سياسي " ومن روادها الفنان عزيز على وجعفر حسن .

أفكار وأضواء حول سوسيولوجية  الحراك الجماهيري
هذه جملة مؤثرات سياسية ومجتمعية  تلعب دورا في سير التظاهرة الجماهيرية :**// أن حكومات العراق ومنذ التأسيس لم تتعود على التظاهرات السلمية ، بل واجهت ثقافة البيان رقم -1 – وأنقلابات العساكر المغامرين ، وتفاجأ الحاكم والمحكوم بديمقراطية متأمركة مستوردة ، أستغلها الحاكم لصالحه ، وجربها المحكوم أملا أن يحصل على حقوقه ، ونسينا المثل الشعبي { الأمام الما يشور محد يزوره }. **// غياب قيادة مركزية مشتركة كمهمة عاجلة توجه التظاهرة وتنتقل بها إلى مرحلة متقدمة لتحقيق هدفين الاول/ ضبط الحراك وطنيا والثاني / تواصل هذه القيادة مع السلطات المختصة بتوصيل المطاليب الشعبية بأستمرارية ، صحيح أن النخب البارزة في الحراك هم من  الحزب الشيوعي العراقي واليسار التقدمي ، ومنظمات المجتمع المدني ، والتيار الديمقراطي ، ولكنهم لم يوضحوا (شخصنتهم) وهويتهم كان قد أعطى قوة أضافية في زخم التظاهرات وذلك بأستثمار السمعة الوطنية واليد البضاء لهذه النخب العراقية . ** //غياب ( المناورة ) في طرح المطاليب ، ولأول مرّة في تأريخ التظاهرات السياسية يكون المتظاهر ندًاً للحكومة أي Man To Man كان يفترض والتظاهرات الجمعة الأولى والثانية على أشدها وحرارتها أستثمار هذه الظاهرة برفع سقف المطالب الأكثر سخونة ومساسا في أركان ومفاصل أصحاب القرار- وهو الأسلوب التقليدي المتبع في المفاوضات ، فكان حتما أن يعجل في تنفيذ الأصلاحات الخدمية . **// انا لست مع تظاهرات( الجمع ) فأنها تفقد التظاهرة أستمراريتها وزخمها ونكهتها الوطنية ، الأفضل أن تكون مظاهرات مفتوحة ، ولا ضير في أتباع الأساليب التقليدية في الأحتجاجات السلمية كالأضراب والأعتصامات . **// يجب أن نعترف بقوة ( الأعداء ) وهم حيتان فرهود المال العام ، يتمتعون بقوة الدولار ، مشرنقة نفسها بميليشيات مسلحة ، وأرتباطات أقليمية مشبوهة ، أصطدمتْ مصالحهم وأمتيازاتهم بفوبيا كشف التظاهرة الجماهيرية  لصفقات فسادهم لذا سوف يحارب بجميع الأسحلة المحرمة وبميكافيلية مفرطة ، وهم أنفسهم الذين أجهضوا تظاهرات 25 شباط2011 ، وهم أنفسهم من ضرب تظاهرات البصرة والحلة وقتل ثلاثة متظاهرين ، وخطف الناشط جلال الشحماني ورفاقه وهم مغيبون لحد اليوم **// حبذا لو اشتركت مظاهرات المحافظات مع متظاهري بغداد في ٍ( ساحة التحرير) وتصبح مليونية تظيف ضغطا وزخما للحراك الجماهيري .

وأخيرا // أني لست متشائما خلال ما عرضت من أفكار ربما هي هواجس وطنية نابعة  من غلو الأنتماء لعراقنا الحبيب والحرص على وجوده ، ولأني مؤمن بقدرات شعبي ، ومطاولته وجلده ، وهم أحفاد ثورة العشرين وانتفاضة الجسر 1948 وثورة 14 تموز وأنتفاضة أذار 1991.
أما واجبات المغترب  تتلخص: 1-الحضورالفعلي في ساحات التظاهر . 2- مواكبة هذا الحراك كتابة وتحليلا ونقدا وتصويبا  وتنظيرا.3- يكون دور المثقف طليعيا مؤثرا من خلال التاكيد على ثقافة المواطنة وألغاء نظام المحاصصة ، وبناء دولة المؤسسات ، والرصد والمتابعة .
المجد كل المجد لحراك شعبنا المنتفض ضد الفساد وطلب الأصلاح والتغيير الفعلي لواقع الحال -----
قي / 8-12-2015
 

240
المنبر الحر / قالت لي العصفوره---
« في: 18:56 06/12/2015  »
قالت لي العصفوره---
عبد الجبار نوري / السويد
أنّ الفوضى والهشاشة والضعف المستشري في مفاصل الدولة ، وغياب دولة المؤسسات ، وان أصحاب القرار السياسي في  العراق توضح للقاصي والداني بأنهم طلاب (سلطة )لا طلاب (دولة) ، فالواقع المزري الذي نحن فيه بعد 2003 لا نحسد عليه ،( (فالتايتانيك) الذي نحن فيه جميعاً كان آيلاً للغرق في 2006، أما اليوم أعلن شهادة غرقه ، فصار العراق ساحة لعرض العجائب والغرائب ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم ، ومشرحة لتوضيح أسباب الأغتيالات المجهولة ، ومختبراً لأفضع الآلام ، والمؤلم أكثر هو ضياع ( هيبة) الدولة وسيادتها في المحافل الدولية ، لضياع حكومتنا " الخيط والعصفور.
وسوف أستعرض بعض ما سمعت وتلمست من مطبات مخجلة وهفوات قاتلة ، وصمت مطبق ، وعدم حتى تعليق من قبل رئيس الوزراء ، أو عدم الأكتراث أصلاً وكأنما هو لا يمثل العراق بل يمثل الجنسية الحمراء طوق النجاة ( لوكت الشدة ) .
** مشاركة العراق في قمة المناخ الدولي المنعقد في باريس برئاسة السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم ، كان عدد بطاقات الدعوة المخصصة للوفد العراقي خمس بطافات فقط لا غير ، فيما تألف الوفد من 82 شخصاً كلفت مشاركتهم خزينة الدولة مبالغ كبيرة ، بالوقت الذي يعاني العراق من أزمة مالية خانقة لا أن يكون رمزاً للتبذير والأسراف الغير مبرر.
** كشفت وزارة العدل يوم الأربعاء 2-12-2015 عن عمليات تزوير بعقارات تجاوزت قيمتها 69 مليار دينار عراقي ، قامت بها أحدى الموظفات ( الماجدات ) جنوبي بغداد ، وأن المبلغ المذكور تم كشفه من خلال سجلات 21 عقارا من مجموع 46 عقارا مزوراً ، وتبين أن هذه العقارات قد تمّ تزوير صنفها من ملك الدولة إلى ملك صرف لأشخاص وهميين ، وروجت الموظفة معاملات مزورة للرهن عند مصأرف الرشيد والرافدين والزراعي والصناعي ، ونجح المزورون بأخذ مبالغ كبيرة من تلك المصارف : ونسأل الموظفة (الماجدة) ) كم قيمة القروض التي أستلمها المجرمون لقاء بيع شرفك ومواطنتك  وسمعة عائلتك ؟ وأين أنت يا وزير العدل من مراقبة عقارات الدولة وأموالها ؟؟؟ .
** حكاية وزير التجارة الهارب ( ملاص محمد عبد الكريم الكسنزاني ) وهو أخو نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني ، تبدأ قصة الفساد من خلال ( عصابة) منظمة قدمت ملاس ( ملاص) كمرشح لعضوية مجلس النواب في العام 2014 ، إلى أن المفوضية العليا للأنتخابات ، أصدرت قرارها المرقم (9)بأستبعاده من الترشيح لأنتخابات مجلس النواب لوجود قيد جنائي بحقه ، الخبر من المحكمة الأتحادية بكتابها المرقم 1417 في 14-9-2014 بأسم ( ملاص محمد عبد الكريم عبد القادر الكسنزاني ) تولد 1974 ، قد حكم عليه بالسجن لمدة (عشر سنوات) في 14-4- 1999 مع أخيه نهرو محمد عبد الكريم ، ثم بعد أنقطاع السبل عنه ألتجأ إلى قوة الدولاروالرشا والميليشيات الذين يحيطون به من تغيير أسمه من ملاص إلى ملاس أي وضع (السين) بدل (الصاد) تزويرا ، لكي يمررأسمه من قبل كتلته ( الشريفة) ، وهنا الكرة في ملعب العبادي كيف أدرج أسم هذا المزور والمحكوم بجريمة مخلة بالشرف في كابينة وزارته وزارة الغفلة والمقبولية في 9-9-2014 ؟؟؟ وهو اليوم خارج العراق يتنعم بملايين السحت الحرام من قوت وخبز بطاقة الفقراء التموينية والنازحين والمشردين المليونية تحت خيمة وطن( كان) أسمه العراق!!! . 
** الأعتداء على المتظاهرين وأنتهاك حقوقهم الدستورية ، حيث أقدمت قوّة مدنية صباح يوم الثلاثاء 17-11-2015 على تفريق  تظاهرة سلمية للحراك الجماهيري أمام أحدى البوابات الغربية من مبنى مجلس النواب بالأعتداء الجسدي على المتظاهرين ، وأعتقال الناشطين منهم ، وأستخدام العنف اللفظي ، المستنكر أزاء النساء المشاركات في التظاهرة ، وقد تمّ لاحقا أطلاق سراح المتظاهرين بعد تعرضهم للأهانة ، وأحتجازتعسفي ، وأننا ندين مثل هذه الممارسات ضد مطالب شعبية ، ونعتبره أنتهاك للدستور الذي كفل للعراقيين حق التعبير والتظاهر السلمي. -----------------------------5/ ديسمبر2015




241
يا نساء العالم أتحدن / لكسر قيودكن !!!
عبد الجبار نوري / السويد
توطئه // " تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة ( ماركس ) أذا أردت أن تعرف تقدم مجتمعٍ فأنظر إلى وضع المرأة ( لينين ).
ما هو العنف ضد المرأة ؟ العنف ضد ىالمراة هو سلوك يستخدم للسيطرة والتخويف وهو أساءة أستخدام القوة على نحوٍ قد يترتب عليه شعور المراة بالأيذاء البدني أو العضوي أو الأحباط أو اليأس والخوف ن يمكن أن تخضع المرأة للعديد من اشكال العنف المختلفة في نفس الوقت وتشمل أشكال العنف ضد المراة { العنف المنزلي ، الأعتداء الجنسي ، الأساء النفسية والعاطفية ، الأساءة المالية ، العنف البدني التخويف ، والتهديد ، والمطاردة } ، فيا نسوة العالم أتحدن وناضلن ضد تيار العنف .
العرض // في 17 ديسمبر 1999 أعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم " 25 نوفمبر " اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة بشعارها " لا للعنف ضد المراة " Say No to Violence Against Women" بالقرار الأممي 134 /54 ، حيث دعت الحكومات ، والمنظمات الغير حكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الأحتفالية الدولية ، حول النساء في العالم عرضة للأغتصاب ، العنف المنزلي ، وختان الأناث ، وزواج القاصرات ، وعند تبني المنظمة الأممية لهذه المسؤولية لكونها أخطر خروقات " حقوق الأنسان " ولأنّها تجاوزت التمدن والحضارة ومستوى ارتفاع الثقافات والتعليم والدخل والعرق والعمر ، ففي قرن الحداثة والتكنلوجية الرقمية نجد زوايا مظلمة على مساحة جعرافية العالم ضد هذه المخلوقة ليس فقط في الدول النامية ودول العالم الثالث بل حتى في الدول الأوربية المتحضرة ففي آخر أستطلاع أوربي يبين نسبة 95 % من ضحايا العنف في فرنسا من النساء ، و30 % من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن ، و90 % من عاملات الخدمة الآسيوية مباحٌ لمستخدميهن تعنيفهنّ وضربهن بل حتى قتلهن أحياناً ،  وتأتي خطورة ظاهرة العنف بأنّها تتسع جغرافية كوكبنا في ألغاء حق المرأة في المساواة والكرامة والشعور لشخصنة الذات ، وللعنف تأثير كبير في الحياة الأجتماعية والأقتصادية والصحية بشكل خطير على النساء بالذات وعائلاتهم ومجتمعاتهم فقد يتعرض النساء ممن يقعن ضحية العنف للوفاة المبكرة ، والمعاناة من صحة نفسية سيئة تشمل التوتر والأكتئاب والأضطرابات النفسية ، وقد يقعن في شرك أدمان المخدرات والكحول وأيذاء الذات .
قررتُ أنْ أرفع يدي وأشارك في حملة الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المراة في وطني الأم العراق خصوصاً ، ولكن وجدت  أشكالات مجتمعية وتأريخية  مزمنة تواجهني مثل : تسيّدْ وتفرعن " الذكورية " ، والأزدواجية الأخلاقية واللامساواة بين شرف الرجل وشرف المرأة ، والنظرة الدونية" للأسلمة السياسية" للمرأة بفرض اجتهادات وضعية وفروضات بشرية وليست ثوابت الهية   دينية كالحجاب والنقاب ، وزواج الرجل بأربعة نساء .
وأن حال المرأة في العراق والمنطقة الأقليمية المجاورة حالٌ مزري وبائس يفتقر إلى أبسط مقومات العدالة وألأنسانية ، والتي تشكل نصف المجتمع تجدها خارج التغطية الحضارية ، وينزوي ترتيبها الطبقي مساوياً للموجودات السلعية والخدمية ، وأقلها مهمشة ومقصية وسط المجتمع الذكوري ، فواقع المرأة في العراق ملوّث بجينات فايروس التقاليد والأعراف القبلية الموروثة ، حتى في العصر الحديث المتحضر والمتمدن كما يقول نزار قباني ( لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهليه ) ، فهي تعاني اليوم من آثام التشدد الأسلامي  ، وجهاد المناكحة تلك الفرية الظالمة والهمجية ، والسبي وجواز البيع في سوق النخاسة وبأبخس الأثمان ، وختان الأناث وهي فرية جاهلية ووثنية فرعونية  لا تتعلق بالدين مطلقا ، وزواج القاصرات ، وتأجير الأرحام للأم البديله ، والصمت على جرائم الشرف ، وتخفيف العقوبة على الجاني ، ومقايضتها ( كفصليه ) في حل الخصومات العشائرية وتعرض مراسيم الأعراس لهجمات من قوى الأرهاب الظلامية  مما جعلها أن تجري تلك المراسيم بشكل سري .
بعض من المعالجات
1-المشاركة الفعاله بالحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة  بحملة ال 16 يوماً الذي يبتدأ من 25 نوفمبر ختى 10 كانون الأول ( ديسمبر )الذي سمته باليوم ( البرتقالي ) حين يغطى العالم باللون البرتقالي الذي يرمز إلى نبذ العنف ضد المرأة بدون أي تخفظ أو مواربه ، وعلى نساء العالم أن يتحدن ويرتدين الوشاح البرتقالي وبمؤازرة الجميع نعم --- نعم لتحرير المرأة وأنصافها ، كما ظهر في مصر (المجلس القومي للمراة المصرية بشعار { نحو حياة آمنة للمرأة المصرية } معاً ضد التحرش ، وفي لبنان ظهور منظمة " كفى "وشعارها { أرفع يدك ضد العنف } .
2- وحملةال16 يوما يمكن أستغلاله كأستراتيجية تنظيمية من قبل الأفراد والجماعات حول العالم للمطالبة بأنهاء كافة أشكال العنف ضد المرأة من خلال  : ** زيادة الوعي بالعنف القائم على الجنس بأعتباره أحد قضايا حقوق الأنسان على المستويات المحلية والأقليمية والدولية ، ** دعم العمل المحلي بشأن العنف ضد المرأة ** أيجاد رابط واضح بين العمل المحلي والدولي لأنها العنف ضد المرأة ** أقامة منتدى تنطلق منها الفعاليات والمشاركات ** أظهار التضامن مع نساء العالم ** الضغط على الحكومات من أجل تنفيذ الوعود .
3- على النسوة في العالم مقاومة العنف الممارس عليهن عبر التوعية بحقوقهن الأساسية وأستنهاض قدراتهن وأخراجهن من من حياة التهميش ، ومساعدتهن على الأنخراط والأندماج في الحياة الأجتماعية .
4- تقديم الأستشارات القانونية للنساء المعنفات في المحاكم مجاناً .
5- تأسيس مراكز أيواء تتكفل تأهيل وأعادة وأدماج النساء ضحايا العنف في المجتمع خصوصا ( المطرودات من بيت الزوجية أو ضحايا الاختطاف والأغتصاب -------
في / 27-11-2015
                                                 

242
أمنيات وأحلام مشروعه// وشيءٌ من الهذيان !!!
عبد الجبار نوري/ السويد
ثمة مستغرب حين يكون ( الحلم ) ممنوعاًعلى العراقيين !، في أيام الحكومات المستبدة على وطننا الحبيب وما أكثرها ، جاء متطفل وصولي إلى القائد الرمز ليخبرهُ " سيدي أنّي حلمتُ أنك ستموت غداً فأحذر وأحترس " فأمر بأعدامه قائلاً لهُ من سمح لك أن تحلم !!! .
فالأحلام والأمنيات كثيره مع الحسرة والغصة تزدحم بآلاف الأسئلة ، لماذا ؟؟؟ ولماذا لم نساوي حتى موزمبيق أو جزر المحيط الهادي  النائية ، مع توفر مقومات الدولة السياسية ذات السيادة من تأريخ عريق وشعب بحجم أمة وجغرافية تسع موقعاً ستراتيجيا في التأثير والتلاقح مع حضارات العالم ، وللأسف الشديد لم يكن أصحاب القرار منذ التأسيس لحد اليوم  طلاب ( دولة ) بل وجدتهم طلاب  (سلطه ) ، وأنّ أحلامنا متواضعة لا ترقى التشبه بطوكيو ودبي ( الذي قال حاكمها زايد في سنة 75 وهو يخاطب شعبه   (سوف أجعلكم مثل البصرة أنشاء الله ) .
ولم أجد قائدا أو حاكماً من قادة القرار السياسي يستحق أنْ تُدقْ لهُ الأجراس ، سوى الزعيم الشهيد الخالد " عبد الكريم قاسم " فهو المثل الأعلى لشريحة واسعة من الشعب العراقي لنشره ثقافة المواطنة وتطبيق مشروعه التحرري ، فهو أبو الفقراء والطبقة المتوسطة من دون أن يلحق ضرراً بالأغنياء ، وعاش في الخاكي ومات بالخاكي ، ومن مستلزماته التي تركها ( أرثاً ) بطانية فتاح باشا وسفرطاس ، وكأنه يردد قول الأمام علي ( لقد أخذتُ من دنياكم طمرين ، ولطعامي قرصين ) ، وللأسف لم يظهر بعد هذه الجذوة الوضاءة غير الظلام والعبودية والفقر ولأربعين سنة شرب العراقيون من حروبه العبثية والموت المجاني ومعاداة العالم وحصار أقتصادي وتضخم هائل جرّ الدينار العراقي إلى الصفر ، وسلموا الوطن الحبيب إلى المحتل الأمريكي ، الذي جلب معه وعلى ظهور دباباته ما يسمون أنفسهم بالمعارضة ، فحكموا بالمحاصصة ومزقوا الشعب إلى طوائف وأحزاب وكتل وميليشيات ، أهدروا وضيّعوا ثروة البلاد ، وفتحوا أبوابه لداعش الأرهابي ، ليفرض على الشباب تيار" الأسلام المتشدد الوهابي"  .
وكانت أمنياتنا التي قد نحلم بها { أن يحمل الوزير العرافي أحاسيس ومشاعر ووطنية  وزير التجارة المنغولي ( أولان باتور ) الذي أحرق نفسه بسبب غلاء المعيشة  في وطنه } ونحن لانريد أن يحرق نفسه بل يستقيل  على الأقل عندما تزكم الأنوف  رائحة فساده المالي والأداري ( عمي ما أنريد العنب أنريد سلتنا ) ، بالوقت الذي صار وزراء تجارتنا " كوابيس أحلامنا " من تهريب وزير التجارة ( فلاح السوداني ) الذي أتهم بهدر المال العام ، وهروب وزير التجارة الحالي الأفندي ( ملاس محمد أمين ) ومعه ملفات وزارة التجارة المنكوبه ولا زال هاربا لحد الآن  !!!.
وأذكّرْ حكومات الغفلة ، والمقبولية  - والقافزة على صناديق الأقتراع -  بالمناضلة اليسارية البرازيلية " ديلما روسيف " التي فازت بالولاية الثانية بمحبة الناخبين بنسبة 41 % من الأصوات ، ونزلت بشعارها " سياسة تغيير البرازيل "  سمحت ب40 مليون فقير بالأرتقاء إلى الطبقة الوسطى ، وحصول 14 مليون برازيلي على المنازل الشعبية – بدون كومشن طبعاً – تحت عنوان " منزلي حياتي "فهل تشبّه بها قادتنا ؟ كلا لأنّ الفارق كبير للوصول لهذه المسؤوليه ،  فروسيف حصلت على كرسي الرئاسة حين رهنت أغلى ما عندها من شرف وعفة وأنتماء لوطنها ،أما عندنا (ا الكرسي )معروض في مزاد العهر الساسي، لمن يدفع به أكثر !!!
أما عن بغداد حبيبتي فحديثها ذو شجون ! ، أليس من حقنا أنْ نتغنى بها ونحلم بها كغادة حسناء تبدوا لنا كمدينة ملائمة للعيش البشري ،وهذا هو الجواهري يقول في دجلتها{ يا دجلة الخير يا أطياف ساحرة // يا خمر خابية في ظل عرجون } وشاعر العذارى علي ابن الجهم يقول فيها { وبتنا على رغم الوشاة كأننا // خليطان من ماء الغمام والخمر } وللأسف لم نعطيها حقها في العهد الديمقراطي الجديد ، بل لم يرعوا أمنائها على ( الأمانة ) التي سميتْ ب( أمانة بغداد )  ، علماً أنّ ( الأمانه ) شرعنت في القرآن الكريم – سورة الأحزاب /72 .
ففي عهد أمينها الدكتور صابر العيساوي ، بين 2005 – 2012 أشبعنا أمنيات وتفاؤلات ( ديماغوجية ) سوف ننجز و سنعمل!!! من مشروع معسكرالرشيد المتنوعة الخدمات إلى تأهيل شارع الرشيد التراثي ، ولم نرى سوى جعجعة بلا طحين ،( وصبغ أرصفه ، والتبليط بالرغم من تخسفات الشوارع ( ويشهد شارع الصناعة الذي بُلط لثلاثة مرات بالرغم من التخسف الذي يعانيه.
وأتهم بهدرمليار دولارمن المال العام  وحكم سنة من قبل محكمة النزاهة ( يا بلاش الديمقراطية سنه مقابل مليار دولار )، أنا لا أتهم الرجل بالفساد لتبرئته من قبل محكمة التمييز في 6-1-2015 ومن خلال أستجوابه ولأربعة مرات من قبل البرلمان ويخرج(مقنع لأغلبية من النواب)وتقديمه للأستقالة من منصبه ولأربعة مرات حيث قُبلتْ في الأخيرة ، ولكن قد يكون غير مهني وغير تكنوقراطي تنقصه الكفاءة في الأدارة وتحصيله العلمي فلسفة الزراعة ويكون مكانه الطبيعي في وزارة الزراعة  ، تحتاج أمانة بغداد إلى تخصص بالهندسة المدنية ( حسب الرجل المناسب  في المكان المناسب )  وفقدان ثقافة المواطنة  عند الذين يحيطون به ،وتشويش وكيله عبعوب الوسيم على وجوده ،  وهذا لا يبرر أدانته بسوء  الأدارة لأمانة بغداد وهو قد طبق المحاصصة(المتّبعة)عند كابينة الحكومةالأتحادية  في تعيين مدراء البلدية سني للأعظمية والكرخ ،  وحيدري وموسوي للرصافة  عفوا من أستعمالي  لهذه الألقاب فهي ( للمثل لا للحصر ) --- ما هكذا تورد الأبل يا عيساوي؟ . 
وأين أنتِ يا أمينة بغداد المهندسه ذكرى علوش من أعمار بغداد وعندك ألف مشروع متوقف في بغداد ، وغرقت بغداد في عهدك ، وارجو أن تكلفي نفسك وتلقي نظرة على " أنفاق السعدون "وتري بعينيك كيف ان المياه الآسنة قد سدت الأنفاق وأصبحت ( مكباً ) لأكداس الأزبال ،وعند تعيينك قلنا ( ما يجيبها ألا نسوانها ) وللأسف كان هو الآخر حلما وكابوسا مزعجاً --- أحلف  كافي  بعد ما أحلم بطلتْ !!!
السويد / في 23-11-2015


243
قطر ----- والعهر الأعلامي!!!
عبد الجبار نوري/ السويد
قطر هي اليوم صاحبة أكبر مؤسسة أعلامية تسير على نهج التحريض وأشعال حرائق الفتن والأضطرابات وتأليب فئة على أخرى بتوظيف مليارات من ثرواتها النفطية لخدمة تخريب الشعوب  العربية ، وبالخصوص العراق وسوريا وقبلهما دول الربيع العربي تونس وليبيا وبأداتها اللاأنسانيه أستوديوهات فضائية ( الجزيره ) الممولة كلياً من الحكومة القطرية بصكوك بيضاء موقعه مسبقاً ، وهي مستمرة مع الحدث بعد أجراء غسيل طائفي وشوفيني عدواني عليه وتجريده من الذمة والضمير والأنسانية والمروءة  ، وتحضرهُ بسموم هايكو حقدها الأسود ، مستخدمة أرقى التقنيات الألكترونية ، لأدامة نزعاتها البدوية العدوانية وأشباع غرورها المؤطر بالنرجسية ، وأرضاء أسيادها العم سام واللوبي الصهيوني ومملكة الكراهية السعودية ، وتحاول بأستقتال وألحاح بدس أنفها علناً وسراً في تأجيج  الشحن الطائفي في العراق تارة بعقد المؤتمرات في جمع أعداء النهج الديمقراطي الجديد ، وتارة اخرى في دعم العدو الداعشي لوجستيا ومادياً  بمليارات الدولار ، وأرسال بهائم الأنتحاريين عبر الحدود السورية والتركيه  لقتل الأبرياء لبث الرعب  وأضعاف الوضع الأمني .
ها هي تبثُ سمومها وصوتها النشاز عبر فضائية " الجزيرة" كما يسميها العراقيون ب" الخنزيره "
*تبث التحريض الطائفي من خلال برامجها المعدة سلفا لهذا الغرض وخاصة برنامج " الأتجاه المعاكس " أو الأتجاه الساقط أخلاقيا ، والضحل مضموناً من قبل " فيصل دولار " كما يسمونهُ في سوق بورصة العهر الأعلامي ، بأستضافته الأنتقائية لشخوصٍ طائفيين لحد النخاع ، وتلمع البرنامج بصور مفبركة ومزيّفة غايتها تأجيج الحرائق الطائفية في عراق متعايش بأطيافه ومكوناتهِ ولأزمنة طويلة ‘عبر شعار الشعب العراقي الأصيل  {أخوان سنه أو شيعه أو هذا الوطن ما أنبيعه }.
* ( وهو حربٌ على شعب العراق )، كما قالها الزميل الأعلامي والعراقي الحر " أبو فراس الحمداني ".
عندما تظهر الأزدواجية والكيل بمكيالين ، وهي تصف الحرب على داعش ، بأنه حرب طائفية ضد مكون معين ، ووصلت الوقاحة بمذيعتها  الديكور وهي تصف المعركه  بهذا الشكل المشوّه { تمكنت منظمة الدولة الأسلامية وشباب الأنبار الغيارى من الهجوم على ميليشيات الحشد الطائفي ، وجيش المالكي أو العبادي}  نقول لها ولجزيرتها أنه جيش العراق الباسل ولم يكن يوماً ( مجيّراً ) بأسم شخصٍ زائل لا محال  .
نقول أين كانت قطر وجزيرتها المدفوعة الثمن عندما أكتوى الشعب العراقي العربي والكردي المسلم والمسيحي بأنفال الدم وضحايا أكثر من خمسة آلاف بريء ، و300 مقبرة جماعية ، وتهجير قسري لأكثر من اربعة ملايين في منافي الغربة ، وحروب عبثية أتت على الأخضر واليابس ، وناسية أو متناسية دك مدينة " غزّه " الصامدة من قبل العصابات الصهيونية ، والتمدد في الأستيطان اليهودي على حساب الأرض العربية هنا تسكت قطر وجزيرتها لأنها نيران صديقه !!، وأي لعبٍ بالألفاظ عندما تصف الأحتلال الأمريكي للعراق ب( قوات التحرير ) ، في الوقت الذي كان أسيادهم الأمريكان يطلقون عليه الأحتلال ، وتصف الجزيرة الذي  يستشهد في العراق وسوريا ولبنان " بلقي حتفه " أما الذي يقتل من داعش فهو مجاهد من المقاومة العربية والأسلامية ولا ننسى عندما وصفت الأرهابيين الهاربين من السجون العراقية ب" أبطال كسر جدران السجون ".
* وطبقت أكاذيب (كوبلز) النازي في نشر الأخبار الكاذبة ، وهي مثبتة في أرشيفها المخزي في قطع برامجها يوم أحتلال الموصل من قبل عصابات داعش يوم 10-6-2014 ، وتفرغت بكامل كادرها الشوفيني بنقل أخبار الموصل أول بأول ، عاجل --- عاجل  {أنّ القوات الأسلامية قد أحتلت الشمال العراقي وحتى تخوم بغداد ، ولم يبقى سوى سويعات وبضعة كيلو مترات لتحرير العاصمة من الأحتلال الصفوي !!!.
* ويقول الرأي العام المجتمعي للمنطقة في فضائية الجزيرة ، وعلى صفحات التواصل الأجتماعي ( الفيسبوك ) أطلق المغردون فيها  لقب " أكذب من الجزيرة والعربية " وهو يطابق أمثال العرب مثل أكرم من حاتم ، وأحلم من أحنف أبن قيس ، وأشجع من عنتره!!!" ، وخلال مشاهداتي لمجموعة متنوعة الهوى من فضائيات مرتزقة ومرتبطة بأجندات داخلية وخارجية ، وأخرى مهنية وحرفية لأقف على مصداقية قلمي ، ودقة تحليلي السياسي والمجتمعي ، وجدتُ من خلال هاتين الفضائيتين التعلق بقميص عثمان والتوكز عليه كحجة ملزمة لأفحام الآخرين كما تتوهم ، وينطبق عليها المثل المصري { اللي أختشوا ماتوا }ولهُ حكايه/ 1 /أقرأها في الحاشيه.
الخلاصه /
هذه بعض أسئلة  وأستفسارات" المعارضة القطرية" لقناة العهر الأعلامي قناة " الجزيرة " كيف وصل أمير قطر إلى سدة الحكم ؟ لم تنقل خبر محاولة أنقلاب كبار ضباط الجيش القطري مع أفراد من الأسرة الحاكمة  ، لم تصور حالات التسمم في قطر من أدوية والأمصال  المستوردة من أسرائيل ، ولم تنشر فضيحة تجنيس 40 ألف من فدائي صدام والحرس الجمهوري ، وأعطائهم أسماء قبائل نجد زورا وبهتانا ، ولم تنشر شكاوى المقدمة من العمال الآسيويين عن العبودية وسوء معيشتهم ، ولم تصور حفل أفتتاح مدرسة عبرية في قطر .
ما الذي أستفادت قطر من قناة " الجزيرة " ؟؟؟
1-أرضاء أسيادها أمريكا وأسرائيل . 2- وقطر لا تأريخ لها ولا وجود ، تريد بقّوة مالها لجعل قناة الجزيرة رئتها التي تنفث منها العمالة للأجنبي لتعويض النقص .3- تطبق رغبات المخابرات الأمريكية واللوبي الصهيوني في أحداث الفوضى في دول المنطقة . 4- ويبدو لنا قطر دويلة صغيرة ولكن لها تأثير فأرة سد مأرب ، فهي تعمل بواسطة بوقها الجزيرة في تنويم وتخدير الشباب العربي بالأفلام والمسلسلات التركية والمكسيكية الخليعة ومباراة كرة القدم ، والصراع بين هوس التنافس والرهان بالأنتماء إلى ريال مدريد أم  برشلونه ، أو صراع البورصه بين الريال والدرهم  في جلب اكبر عدد من المشاهدين ------
1// تقول القصة التراثية أنّ حريقاً نشب في حمام نساء في القاهرة ولم تسلم من الحريق ألا اللواتي هربن وهن غير مكترثات بعريهن خارج الحمام أما اللاتي أستحين من الخروج إلى الشارع فقد لقين حتفهن ومن هنا جاء المثل ( اللي أختشوا ماتوا ) فالجزيرة أول من خرجت من الحمام بدون ورقة التوت ، وأنكشف عهرها الأعلامي والسياسي ، وأفتضح حجم " آل ثاني " وولية أمرهم " موزه " وعيش أو شوف أنّ دويلة قطر هددت بالأمس " روسيا " أن لم تكف عن ضرب المسلمين في سوريا ، ونقول رحم الله الشاعر صفي الدين الحلي في هذا البيت { أنّ الزرازير لما طار طائرها // توهمت أنّها صارت شواهينا ----
السويد /في 20-11-2015

244
كفى----- كفى !!! Enough  Is  Enough   

   عبد الجبار نوري/السويد
حان الوقت ودُقتْ الأجراس أنْ يصرخ الغرب المتمدن الكافر !! بوجه دول صانعة الأرهاب وحواضنه { السعودية وقطر والأمارات وتركيا } بكفى كفى أيتها الدول الراعية والحاضنة لهده العصابات المارقة عدوة البشرية جمعاء ،  وسمع العالم صوت " بوتين " في قمة العشرين المنعقد في مدينة ( أنطاليا ) 14-11-2015 أنّ هناك 40 دولة في العالم ترعى وتموّل الأرهاب وعدد منهم لهم حضور ووجود في هذه القمة !!! وقبل هذه القمة بيوم فُجع العالم بالجمعة الدامية في باريس ، عندما قامت مجموعة من داعش الأرهابي والمتخلف عقليا المهوس بدولة الخرافة بقتل 150 بريء وجرح 200 نصفهم أصاباتهم قاتله ، وحرق المحلات والسيارات والنوادي الليلية والبارات وحتى محلات الكوفي شوب والمطاعم ، ونقول لدول الغرب سوف لن تقتصر على باريس بل أنّكم في قلب العاصفة الهوجاء (للأسلام المتشدد) ، وسوف تصل أذرع الأرهاب الطويلة إلى لندن وبروكسل وبرلين وستوكهولم وفينا وروما ومدريد ونيويورك وواشنطن وموسكو طالما أنتم تطمعون بأستثماراتكم لهذه الدول الراعية والحاضنة لهذه المجموعة الباغية عدوة الحضارة والتمدن، وأنّ طمعكم قتلكم في كسب أمتصاص مليارات الدولارات بشكلٍ تشغيلي في بناء وتقوية أركان مملكة الكراهية السعودية ، وقطر موزه ومشايخ الحقد في دول الخليج : وحتى أنّكم ( بعتم ) مباديء وقيم الخير والأنسانية بأشراككم (ناتو) الشر بعاصفة الهايكو السعودي اللا أنساني ضد الشعب اليمني المسالم ي180 طياره مقاتله من ترساناتكم العدوانية ، وخربتمم ليبيا وتونس وسوريا والعراق وفتحتم  الأبواب أمام داعش  حسب طلبات السعودية وقطرواللوبي الصهيوني  ، واللهم لا شماته عندما  أنقلب السحر على الساحر في أعادة التأريخ نفسه في أعتداءات سبتمبر 2001 ومروراً بحوادث قطارات الأنفاق في لندن ومدريد وأنفجارات أسطنبول وجريمة  باريس الأولى والثانية والثالثة اليوم الجمعة  الحزينه يوم 13-11-2015 .
باريس أيتها المدينة الحالمة الوديعة والمسالمة والغافية على شواطيء السين التي تحكي تأريخ شعبٍ عريق ببصماتٍ بارزة في التراث الثقافي والسياسي في مباديء الثورة الفرنسية 1789 { الحرية والأخاء والمساواة } وأقلام أحرارها فولتير ومونتسكيو وروسو ، وشواهدها الحضارية التي تستضيفك بنزع القبعة والأنحناء تعال وأنظر إلى منجزات هذا الشعب العريق في جامعة السوربون وبرج أيفل ومتحف اللوفر وكنيسة نوتردام وقوس النصر النابليوني والشنزيليزي وتماثيل عظمائها ديغول ونابليون وروسو وهيجو ، وراعية مهرجان وكرنفال ( اللومانتيه )السنوي للحزب الشيوعي الفرنسي الذي يعتبر من أروع  ما شاهدته في حياتي من رايات السلام والمودة والصداقة بين الشعوب ، وللأسف الشديد تروعتْ باريس البسمة والحلاوة ولثلاثة مرات في عام واحد( الهجوم على صحيفة شارلي أبيدو في 7-1-2015 ، أحراق ألفي سيارة و قطع رأس مدير مصنع من قبل أرهابيي داعش في 16 -6-2015 ، وأحداث الجمعة الدامية في يوم 13-11-2015 ) لكونها تحتضن وتأوي وتطعم وتعالج وتعلّم  سبعة ملايين مسلم ولو قدرنا نسبة
10 % من هذا الرقم متشددين تكون النتيجة مخيفة ب700 ألف مخرب وكان الله في عون تلك المدينة المسالمة .
وللعلم أنّ خارطة عمل داعش يقوم على أساس تقسيم العالم إلى { أسلام ---- وكفار } والكفار هم اليهود والنصارى والغرب الأوربي بأجمعه ،الحكم الشرعي يكون في عرض الأسلام على المجموعة المذكورة والخيار هو النطق بالشهادتين والدخول تحت خيمة الأسلام ، أو القتل المجاني وبدم بارد كما يحدث اليوم ، وأما المسلمين بشقيه الشيعي ( روافض ) والسني ( مرتد ) الحكم الشرعي بحقهم القتل ذبحاً ----
ما العمل !!!
1-أضافة أسم داعش إلى قائمة المنظمات اأرهابية ، ومساواتها مع " النازية " .
2- نوجيه أنظار المنظمة الأممية وحقوق الأنسان والبرلمان الأوربي أنّ ماقامت به داعش بأرتكاب جرائم الأبادة الجماعية في الرقه السورية والموصل والأنبار في العراق ، ومجازر باريس الثلاثة تحت عنوان " هولوكوست داعشي " أو " الجينوسايد الداعشي " في أبادة الجنس البشري .
3- أعادة النظر في قانون الحدود " الشينغين " ومراقبة الحدود بشكل صارم لأنّ سياسة الأنفتاح هي التي سهلت التوغل والتمدد في جغرافيتها .
4- توحيد الجهود مع الدول المبتلاة بوباء داعش مثل سوريا والعراق ، وكبح لجام هذا التنين المتمرد والهائج ضد الأنسان وحضارته
5- وعاجل إلى دول الغرب الكافر!!! أنْ تعلن كفى --- كفى لهذا التراخي أمام هذا السونامي الهائج بحجة الأستثمار ذلك الطعم القاتل لكم ولأجيالكم ، ونحن معكم وكل القوى الخيرة المحبة للسلام  ----
6- تجفيف منابع تموين الأرهاب في تهريب و سرقة النفط من آبار العراق وسوريا .
7- تجميد الخلافات السياسية أو تعليقها بشكل مؤقت ،
8- الأعتراض على رأي " أوباما " في (أحتواء) داعش ، بينما الصحيح والمنطقي والعقلاني هو { القضاء } على داعش وهذا ما أتُفق عليه في قمة ( أنطاليا ) في تركيا في هذا الأسبوع .
في 17-11-2015
 


245
الألياذه ----- والرغبات الأنثوية
بحوث ودراسات
عبد الجبار نوري / السويد

المقدمه / الألياذة باليونانية : هي ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طرواده ، وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية أغريقية للشاعر الأعمى " هوميروس " ( يعتقد) أنّهُ هو الذي كتب الملحمة ، وتأريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد ، وهي عبارة عن نص شعري يقال أنّها كُتبتْ مع ملحمة الأوديسا وجُمعتْ أشعارها عام 700 ق.م بعد مائة عام من وفاتهِ ، وتروي قصة حصار مدينة طرواده ، وكانت قصائد هوميروس من الأدب الشعبي ، وكانت تروى شفاهة، وتضُمْ هاتين الملحمتين الطويلتين اللتين نسج على منوالهما ملاحمهم الشعراء ( فيرجيل ) باللاتينية ، ودانتي بالأيطالية ، وجون ملتون بالأنجليزية ، تُعدْ الألياذه من أعظم ملاحم الأدب الغربي الكلاسيكي  ، الذي أرسى بها هوميروس أسس الشعر الملحمي شكلاً ومضموناً ، وتمثل الرؤيا الملحمية الشعرية لحرب طرواده ، وهي حرب نشبت بين اليونانيين والطرواديين مدة عشر سنوات .
العرض / هوميروس شاعر ملحمي أغريقي ( أسطوري) ومن نسج (خيالي) كما يؤيد ذلك الباحثون المعاصرون الذين نسجوا الرحلات الخيالية إلى العالم الآخر أصبحت فكرة أنسانية مشتركة تحدثت بها الأساطير كالكوميديا الألهية ( الملهاة ) للشاعر  الأيطالي دانتي 1265 م- 1321 م هو الآخر نسج أفكارهُ بشعرٍ ملحمي ، تحتوي على نظرة( خيالية ) في الأستعانة بالعناصر المجازية حول الآخرة حسب الديانة المسيحية ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري وهو شاعر وفيلسوف عاش في العصر العباسي 973 -1057 م وهي رحلة خيالية مدهشة إلى الدار الآخرة  ، والأسراء والمعراج حدثت قبل ولادة المعري وهي الأخرى رحلة سماوية للقاء الخالق والوصول إلى سدرة المنتهى مع عرض مفصّل للجحيم والنعيم ، وجميع هذه النتاجات الفكرية تعتبر من روائع الأدب العالمي ، ومن أهم الذخائر الثرّة التي توجت خزانة الفكر الأنساني وأبدعت بالخيال في البحث عن الأنسان المصلح والأرتقاء البشري إلى الكمال ، وبقي أسلوب هوميروس فريداً بين شعراء زمانه بموهبة فائقة في النظمْ الكتابي أي التتابع الأدبي الرصين ، ومتدفق رغم تغيير الأفكار والمواضيع مما يفرق بين هوميروس وبين شعراء الملحمة الغنائية مثل فيرجيل ودانتي وجون ميلتون ، وإلى جانبي السرد والرسم كان للتحليل والتنبؤ موقع بارز في ملحمة هوميروس ، وذلك بعد تصوره بأنّ الحرب تشمل العالم الأغريقي .
الألياذه والرغبات الأنثوية
واحدة من جماليات الألياذة هي ربط الحرب بالرغبات الأنثوية ، اذ تذكر في أكثر من مناسبة دور الأنثى ظاهراً ومستتراً وعلاقتها مع الحرب والمقاتلين وتغيير مسار الحرب أو أعطاءه الزخم في الدفع إلى الأ مام وتكريس حوافز ومقومات الحرب في الثبات والصمود والصبروالمطاولة ونيل النصر، وهذه الدقة في السرد تعد مكملة لحوادث الحرب الأساسية  أذ تعبر عن مدى تأثير العاطفة الأنثوية على سير الحرب ، ولما للمراة من أسلحة كواتم ( خُلبْ ) بصوت ناعم وعاطفي مؤثر ، أستخدمه  الكثير من الرواة والقاصون ، وكان لهوميروس قصب السبق في هذا النهج منذ سنة 850 ق. م ومن خلال قصة الألياذه { التي تقول ذات يوم دُعيتْ الآلهات الثلاثة – آلهات الحب والخير والعطاء والخصوبة – هيرا ، وأثينا ، وأفروديت إلى عرس (ثيتس) ولم تكن ( أيريس ) آلهة النزاع مدعوّة ، مما أدى إلى أستيقاض نزعة الشر في هاجسها ، فقررت الأنتقام من الآلهات الثلاثة لتثير بينهم النزاع ، فألقت بين المدعويين ( تفاحة ذهب ) مكتوبٌ عليها " أنّها للأجمل "!! وقام النزاع فعلا بين الآلهة الثلاثة : أيهنّ أحقُ بهذه التفاحه ؟ وحسما النزاع بالتحكيم عند أجمل الرجال فكان من حظ ( باريس ) ملك طرواده ، وأُحضر أمامه الآلهات الثلاثة ، وسعت كل واحدة منهنّ أنْ تستعطفه وتستميله إلى جانبها لتكون التفاحة من نصيبها : ** فوعدتهُ " هيرا " بالعظمة الملكية ، ** وعدتهُ " أثينا " بالنصر في الحروب ، بينما وعدتهُ " أفروديت " ألهة الحب  والجمال : بأجمل نساء العالم ليتزوجها فحكم لها التفاحه ، وعندها ساعدتهُ للوصول إلى حبيبتهِ القديمة " هيلين " – وهي زوجة مينيلاوس ملك مملكة أرجوس في اليونان وأستطاع أنْ يفرُّ ويهرب بها خلسة – وهنا نقف على المفصلية السردية في ألياذة هوميروس – وذلك أنّ ملك طرواده " باريس " وقع بالمحذور وأرتكب خطيئاتٍ لا تغتفر حين 1-جلب لنفسه عداء الملكتين هيرا وأثينا آلهات الخصب والنماء والخير . 2- ثار ثائرة كل خُطاب هيلين السابقبن وأصطفوا بجانب أعداء باريس. 3- حصل على خطيئة عدم أحترام مبدأ الأختيار  ، وبدأ الصراع وتنقسم الآلهة ويتبادلون الشتائم ولتتطور إلى حرب ضروس محفوف بخسائر وهزائم بين الطرفين { اليونانيين والطرواديين } ولعشر سنوات ، وفعلا تمكن الشاعر هوميروس ان يظهر تألقة في السرد القصصي الملحمي حين وضح بشكل جلي تأثيرات الأسلحة " الأنثوية " العاطفية والرقيقة  في سير هذه الحرب المخيفة .
الخاتمه/عندما نستعرض ألألياذة الملحمية  لهوميروس نتذوّق ونتحسس الأبداع ، والأرتقاء الروحي في عالم التسامي وخصوصا عندما أدخل صيرورة التأثيرات الأنثوية في تقنية السرد ، فأنّهُ أضاف مسحة جمالية واسعة وأضاءات مشرقة على حلقات الأحداث المتسارعه ليترك الشاعر الأغريقى الأعمى بصماته في سفر التراث العالمي منذ 850 ق . م. ولم تبقى نتاجاته الفريدة أسير (زمكنتها) بل أختزلت الجغرافيه وطوت أوراق التأريخ لتصل لمؤرخين معاصرين أيدوا بأقلامهم (ديناميكية الرغبات الأنثوية في تحريك أحداث الحروب ) بل هي نفسها التي أشعلت الحرب الأغريقة هي ذاتها التي حرّكت حروب التاريخ الغربي والشرق أوسطي ، وليس بالضرورة انْ تكون الحكايات على طراز الأسطوره الأغريقية بيد أنّها من الحكايات السردية لحروبٍ كان فيها الرغبات الأنثوية دوراً مؤثراً في مسار تلك الحقبة التأريخية للحروب  مثل :ا
** بلقيس ملكة سبأ عندما أستلمت رسالة سليمان- ملك المملكة العبرية في أورشيليم- التحذيرية والمليئة بالحكمة والعقلانية في وحدة أندماجية ، ذهبت أليه بنفسها حاملة معها هدايا ثمينه ، وأقرّتْ بحكمه وحكمته وتزوجته وتوحدت الممالك اليهودية الأولى والثانية كما هو مذكورٌ في " العهد القديم " وحسب سفر الملوك الأوائل تمكنت " بلقيس أطفاء نيران الحرب وحقن الدماء .
** جان دارك القسيسه الفرنسية : ولادة 1412 م- 1431 م  ، وهي في السادسة  عشرة من عمرها لازمت الكنيسة والتديّنْ وعُمدتْ بالعقيدة اللاهوتية الخيالية الغيبية مع ملوك فرنسا  المرشحين أصلاً من قبل الكنيسة الأنجيلية ، فهذه العزيمة والعقيدة الدينية وتأييد الكنيسة وبلاط الملك الفرنسي أصبح تحت تصرفها  وتمكنت من أقتحام قلاع الجيش الأنكليزي والأنتصار عليهم وأسترجاع أقليم " روان " والعديد من الحصون الفرنسية وتكبيدهم شر الهزائم والخسائر في الأرواح والمعدات ، والمحصّلة من مشاركة هذه الأنثى الصغيرة في تغيير مجرى الحرب هو قلب المعادلة لصالح الفرنسيين في أشهر معدودة ---- وأترك النتيجة النهائية حين أتهمت بالزندقة والهرطقة من قبل قاده متدينون في الكنيسة الفرنسية وأعدمت في 1431 م .
الهومش/ * ألياذة هوميروس / لميخائيل صوايا ، * بوابة اليونان القديم ، * غريغوري ناجي / أفضل الأقيان – مفهومات البطل في الشعر الأغريقي 1979 – ص-269 – 300 . * كتاب العهد القديم القدس ، القديسه جان دارك / الموسوعه البريطانية ، والموسوعة الكاثوليكية .
15 – 11 – 2015


246
الجينوسايد-----  والكرد الفيليين !!!
بحوث ودراسات
عبد الجبار نوري / السويد

الجينوسايد هي مرحلة متقدمة في الأبادة البشرية بشكلٍ جماعي ، وبغلو مفرط ، مدفوع بهايكو الحقد والكراهية ، ومؤطرٌ بميكافيلية في تطبيق سياسة الأرض المحروقة في تدمير وأبادة الجنس البشري وما يشير إلى تلك الجماعة المشمولة بالأزالة من خارطة الحياة .
أنّها طُبقتْ على الكرد في الأنفال بقنابل الأسلحة الكيمياوية والمحرمة دولياً في 22شباط من 1988 وأستمرت لغاية 6 أيلول من نفس العام وعُرفتْ من أخطر صفحات القتل الجماعي ، وشملت كذلك أنتفاضة آذار في الوسط والجنوب العراقي 1991 .
وبعد أكثر من سنتين من أحتلال داعش الأرهابي لثلث العراق وأكثر من نصف سوريا وطُبقتْ الجينوسايد على شعوب المنطقة وبأبشع صورة مأساوية في أبادة الجنس البشري وبدمٍ بارد وتدمير الحرث والنسل بسيوفها وأزالة الشخوص والرموز الحضارية بمعاولها ، ويجري اليوم من  "الجينوسايد " الداعشي ضد الكرد الأيزيديين والمسيحيين والشبك والكاكا ئيين من ذبح وقتل جماعي وسبي النساء وحصار مُبيّتْ في مرتفعات جبال سنجار لغرض التنكيل بهذه الشريحة البشرية وتعرضها الى الجوع والعطش والفاقة والألم ثُمّ الموت البطيء .
 وتشكل ( فريق عمل ) في بريطانيا قبل شهر من هذا التأريخ وهم من رجال العالم الحر منظمات المجتمع المدني ، ومنظمات أممية ممثلين من هيئة الأمم المتحدة  ، ومنظمة حقوق الأنسان ، ومن البرلمان الأوربي وشكلت لجان تقصي الحقائق وأرسلتها إلى العراق وسوريا لجمع الوثائق والأدلة الثبوتية على جرائم داعش الأرهابي ، وفريق العمل منطلقة من شرعية أممية موثّقة في مؤتمر ( جنيف ) 1948 ، في ( تدويل ) هذه القضية الخطرة على الجنس البشري أرسلوا رسائل إلى جميع الدول الموقعة عليه ، وأوصلوا الرسالة إلى " أوباما " رئيس الولايات المتحدة  الأمريكية ، وكذلك إلى أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية ، وما ورد في فقرات الرسالة :
1-أنهاء "الجينو سايد" والأحتلال الداعشي ، ومعاقبة مرتكبي جرائم الأبادة الجماعية ضد البشرية .
2- تشكيل لجنة تقصي للحقائق وجمع الأفادات ، والشهود والوثائق ، لغرض تهيئة ملف خاص لهذه الشعوب المقهورة .
3- أدراج جميع هذه الجرائم تحت مظلة " الجينوسايد "
4- الأستناد إلى أتفاقية جنيف 1948 التي تعرّف الجينوسايد ب{ كل الجرائم التالية على قصد التدمير الكلي والجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية } بصفتها هذه قتل أعضاء من تلك الجماعة ، وألحاق الأذى بها ، وأخضاع الجماعة عمداً ، ومنع الأنجاب عند تلك الجماعة المضطهدة .
 وهناك بالفعل أدلة وشواهد تذكر جميع الأفعال المشينة التي ذُكرتْ في تلك الوثيىقة الأممية التي تشير على أرتكاب داعش في العراق وسوريا على نطاق واسع ومنهجي ضد السكان المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها ، وهي بالتالي تكون من ضمن أختصاصات " محكمة الجنايات الدولية ( ICC ) وتقع تحت المادة 7(1 ) من نظامها الأساسي {القتل الجماعي ، جرائم الأسترقاق ( العبودية ) ، الأبعاد الفسري ، التعذيب ، السجن وحجب الحرية ، الأغتصاب والأستعباد االجنسي أو الأكراه على البغاء ، والحمل القسري ، أو التعقيم القسري .
ربّاط الحجي كما يصرّحْ به " الديوان "
هذا شيءٌ جميل كل ما أستعرضتهُ أضاءات مشرقة أمام البشرية ، بشرط أن تكون بعيدة من الأزدواجية والكيل بمكيالين ، ولكن نتساءل بأستغراب والكرة في ملعب المنظمة الدولية ومؤسساتها من حقوق الأنسان ، والبرلمان الأوربي ، هل أنّهمْ نظروا إلى الشعب العراقي وهو ضجية جلاد ولأربعين سنة عجاف ، أنهم لم ينظروا حتى بعين واحدة  ، وحتى بأستنكارٍ خجول إلى  300 مقبرة جماعية لدفن البشر وهم أجياء ، أمْ مجزرة حلبجه ، أم قمع أنتفاضة 14 محافظة بشكل هستيري ووحشي --- أم  أم  والحديث المأساوي يطول .
واليوم أود الكلام عن أكبر شريحة فعالة من مكونات الشعب العراقي وهم" الكرد الفيليّة  " وأين كانت صحوات الضمير العالمي ؟ من أبادة الكرد الفيليين ، وتهجيرهم القسري  إلى المجهول ، وأسقاط الجنسية العراقية عنهم ، وسلب أموالهم المنقولة والغير منقولة ، وأحتجاز أبنائهم وتغيبهم ، فهم قد شربوا جميع فقرات وثيقة جنيف 1948 وبعيارٍ أثقل فهي تعتبر { جينوسايد } ضد هذا المكوّنْ الأساسي  للعراق ، الذي دفع فاتورة الوطنية من ثلاثة محاور ، من الناحية  (القومية ، والمذهبية ، و السياسية بأنتماء الأغلبية منهم إلى صفوف النخب اليسارية التقدمية) ، وتزدحم الأسئلة أمامي حين يقُّر قلمي أختيار الأكثر دموية وحزناً ومرارة سؤالي أين كانت هذه المنظمات ذات النظرة الأزدواجية  والأنتقائية ؟.
من يوم { الرابع من نيسان 1980 الذي سميّ بيوم " الشهيد الفيلي " حيث تعرضتْ هذهِ النخبة الوطنية العراقية  إلى أشرس عملية تهجير قسري بقرا ر النظام الصدامي المشؤوم ( 666 ) وبأسقاط الجنسية العراقية عنهم ، وتّمّ تهجير نصف مليون عراقي إلى شتى منافي العالم ، ومصادرة غير قانونية ولا شرعية لأموالهم المنقولة والغير منقولة ، وتغييب 15 ألف شاب في غياهب السجون المظلمة ، وتصفية العشرات من تلك الكوكبة الغضة بين أعمار 18- 28 جسديا أو أخضاعهم لتجارب كيمياوية ، أو أجبارهم على الركض في أرض الحرام المملوءة بالألغام لتفجيرها بأجسادهم لفتح الطريق امام الجيش ( حسب شهادات رموز العهد المباد أمام محكمة الجنايات ) وهكذا ثبت لنا نحن الشعوب المقهوره بأنّ الوثائق الأممية ما هي غيرحبرٌعلى ورق ، وأنّ أصحاب  القرار فيها " أنتقائيون " يأتمرون بتطبيق متطلبات قطب الرحى الأوحد على الساحة العالمية  التي هي اليانكي الأمريكي واللوبي الصهيوني .

وأخيرا // لم يحصد الفيلييون سوى الألم والحسرة وضياع كل شيء الوطن والأولاد والممتلكات والذهاب ألى المجهول ، وللأسف الشديد أنّهم منسيون وخارج التغطية ولم ينظر لهذا المكون العراقي المهم الذي نال منه "الجينوسايد" بشكل مفرط سافر ومؤلم ، وهم من بناة العراق في كافة الصُعد ْالسياسية والعلمية والتجارية وثقافة المواطنة وحب العراق وكل هذه التضحيات لم تشفع لهم حيث عدتهم الحكومات العراقية المتتابعة بالتبعية لأيران ، ومن زمن الملك فيصل الأول ظلّ الفيليون مطعونون بولائهم ووطنيتهم { ظلماً وعدواناً } ، المجد لكم أيها الأصلاء ، وأنتم ضحايا الجينوسايد القومي والطائفي والسياسي .
الهوامش /العراق الطبقات الأجتماعية / حنا بطاطو –المجلد الأول –ص60 // مركز الدراسات الأستراتيجية – مؤسسة الأهرام // منظمة السلام للكرد الفيليين
Td 13+11+2015
   


247
خواطر مُرّة / في بلاد ما بين القهرين!!!
عبد الجبار نوري
عام 2003 يعني للعراق " نقلة نوغية" في الأرشيف التأريخي ، منذُ نشاته ، ففي الأربعين سنة الأخيرة قبل هذا العام الفاصل عايش العراق أعتى نظام دكتاتوري شمولي همجي أتسم بكم الأفواه ، وعبادة الصنم ، وتأليه القائد الرمز ، وتفننّ في بناء السجون والمعتقلات ، وتقوية حبال المشانق ، واحواض التيزاب ، والمقابر الجماعية ، والحروب العبثية ، وحصار أقتصادي لأكثر من عقد من الزمن .
وحصل" التغيير" الشامل الجمعي بعد سنة الجرح العراقي الذي يرفض الشفاء لكونه لم يكن ذلك "التغيير" من صناعة الشعب بل كان من هوس اليانكي الأمريكي واللوبي الصهيوني وأدلاء الخيانة الجارة الخبيثة الكويت وبعض من المعارضة المحسوبة على الأحنبي الأقليمي والدولي  حاملين معهم معاول الطائفية والأثنية والمناطقية ، مؤطرين بسايكولوجية الأنا وحب الذات بشكلٍ مفرط ، يغردون خارج السرب وسط غياب ثقافة المواطنة ، فالفساد عمّ وأنتشر بسرعة مذهلة كسريان النار في الهشيم ، بصورة مؤلمة يتضح من خلالها غياب الأعراف ، والقوانين ، وشيوع الأنحلال الخلقي ، وهدر المال العام ، والمشهد المأساوي يتكرر مؤطر بالبؤس والحزن والجنائز والنعوش الفارغة من أجسادها المستقرّة في أعماق " قهري دجلة والفرات " والحي منهم يتجرع مرارة التهجير القسري الذي وصل الى اربعة ملايين بائس ويائس ، أو الهجرة الجماعية ومن فئة الشباب بالذات الى خارج الوطن تنفيذاً ( لنظرية المؤامرة ) لأفراغ الأرض لداعش من أصحابها .
فثبت للقاصي والداني أنّ خطوات الحكومة الأتحادية الأصلاحية ماهي ألا حلول ترقيعية وتوفيقية هزيلة لا تتعدى كونها شعاراتية ديماغوجية تكتيكية مخدرة بأمصال سامة لتلك النخبة المستفيدة من تكريس الوضع الفاسد على ماهو عليه .
لذا اصبح العراق لقمة سهلة لعصابات داعش عابرة الحدود ، وبحساب الخسارة والربح قد خسر الشعب العراقي أرضه وماله وحضارته وتراثه ومقدساته وعرضه وكرامته .
 وساذكر بعض من هذه الظواهر السلبية فهي غيض من فيض :
أولاً – تقرير قناة ال BBC البريطانية عن حوادث الأعتداء على الأطباء في 30 أكتوبر الماضي 2015 : تكررت حوادث الأعتداء في الأسابيع القليلة الماضية في بغداد ، أذ قُتل سبعة أطباء في حوادث متفرقة ، بحسب نقابة الأطباء العراقية ،وكانت اغلب حالات أستهداف ذوي القمصان البيض وأيدي الرحمة الأطباء من قبل عائلات مرضى ماتوا أثر أجراء عمليات جراحية لهم ، بالوقت الذي يموت منهم خارج الوطن  في عمان أو تركيا يأخذ جانب الصمت ، لذا من موقع الشعور بعدم الأمان أغلق بعضهم عياداته الخاصة أحتجاجا على تنامي هذه الظاهرة ، أو أضاف نفسهُ رقماً جديداً على قائمة الأطباء العراقيين في عمان أو دبي أو لندن .
ثانياً- خبر من الوزن الثقيل ، الأثنين 2-11-2015 : ضبط طائرتين محملتين بأسلحة مسدسات " كاتمة الصوت " في مطار بغداد الدولي ، تعودان للتحالف الدولي الذي تقوده امريكا لمن هي ؟ ولصالح من ؟ وانتقدت لجنة الأمن والدفاع عدم قيام الحكومة العراقية بمصادرة كواتم الصوت في الطائرتين ، والسماح لهما بالرجوع بكاملة الشحنة ---- ونتساءل لماذا لم تقم الحكومة باجراءات ضد الجهة البائعة والمشترية لشحنات الكواتم البالغة الخطورة ، حيث لا توجد دولة في العالم تحترم سيادتها وكرامتها تفعل ما فعلته الحكومة العراقية ، خصوصاً وأنّها تعتبر من أحطر أساليب القتل والأغتيال بالعالم .
ثالثا- لجنة نيابية تكشف عن مساعٍ لفصل المساءلة والعدالة عن حظر حزب البعث في 7-11-2015 ، وعن مساعٍ لجعل المساءلة والعدالة وحظر حزب البعث قانونين منفصلين .
رابعاً- قصة الطائرة الروسية قبل عامين وعلى متنها 40 طن من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ، وبقيت في أرض المطار ليومين ثُمّ أختفت وضاعت وأسدل الستار عليها ، وأضيفت على قائمة المجهول !!! والأسئلة المحيرة تستجدي جواباً شافياً لمن هذه البضاعة المسجات ؟ من هو المشتري ؟ ومن هو البائع ؟ .
خامساً- داعش يبيع الحنطه الموصلية في بغداد بمساعدة ضباط كبار ، ويعتبر الخبراء أنّ أنتاج الموصل للحنطة ما يقارب 44 % من أنتاج العراق الكلي !!! .
سادساً- أستعمال داعش لسيارت تيوتا  ذات الدفع الرباعي موديل 2013 و 2014 من نوع بيك أب ولاندكروز وهيليوكس وصل الرقم الى 2600 سيارة وكشفت السفارة الأمريكية في بغداد أسم التاجر العراقي الوسيط ببيع هذه السيارات اليابانية  الحديثة مقابل النفط الخام العراقي المهرب  (بربي خوش وطنية !!! عيش أو شوف ) وهذه المعلومة الأمنية سلمها السفير الأمريكي في بغداد (ستيوارد جونز )       
سابعاً – ذكرمجلس محافطة بغداد أمس الثلاثاء : أنّ قانون العاصمة الموجود لدى مجلس النواب تدور حوله صراعات سياسية كبرى ، مبينا أن كل كتلة سياسية تحاول السيطرة على أمانة بغداد لأنها مصدر رئيسي للموارد والمشاريع فيما أكد أنّ أمانة بغداد موبوءة بالفساد المالي والأداري ،وفيها العجب العجاب عندما أتهم أمين بغداد السابق " صابر العيساوي بهدر وسوء أستخدام مبلغ مليار دولار ( يابه منكول باك ) لكنه حكم بسنه واحدة فقط نعم فققققط ، ولم يغرم !!! ، هذا وأضافة  إلى فشل أمانة بغداد في أدارة أزمة الأمطار التي باتت تهدد المواطنين .

أخيراً/ وليس آخراً أنّ الحكومة السابقة سميت بحكومة( الأ زمات) ، أما الحكومة الحالية تستحق أنْ تسمى بحكومة( التنازلات) للتحالف الدولي المشبوه بقيادة اليانكي الأمريكي ومخابراته السيئة الصيت التي لم تخفي دعمها اللوجستي للعدو داعش الأرهابي ، وتطبيق " نظرية المؤامرة " على العراق بسيناريوهات متعاقبة من الأزمة الأقتصادية ، ثُمّ الأنخفاض الحاد في أسعار النفط الخام ، إلى هجرة شبابنا إلى الخارج ، ودعم خونة الفنادق بحجة دعم مكوّن معين ، ومن المؤسف أنّ حكومة التنازلات ما تزال سائرة على نهجها ذاته ، وأذا بقي الحال على ما هو عليه فالقادم سيكون أسوأ ------
المصادر/ قناة سي . أن . أن ./ قناة أي بي سي الأمريكية ، قناة فوكس الألمانية ، موقع روسيا اليوم ، السفير الأمريكي في بغداد ، لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية ، مجلس محافظة بغداد .
السويد / في 9-11-2015


248
تظاهرات الجُمعة ----- أكسبايرها منتهي !!!
عبد الجبار نوري / السويد
صحيح أنّ الدستور العراقي الجديد 2005 مثير للجدل منهم من يقول : أنّهُ ولد بأمضاء أمريكي ، ولكن الذي أخرجه للوجود هو أمضاءنا عليه حين عُرض علينا للأستفتاء ، وهل ننسى أنهُ حصل على  كلمة " نعم " بنسبة 6 -69 %من الناخبين العراقيين وبجو ديمقراطي جديد ، ولم يكن أحد منّا واجه تهديد القائد الرمز وسلطته الغاشمة ، والتوقيع بكلمة نعم " فقط " والنتيجة معروفة مسبقاً 9-99 % ، وبصراحة شديدة القانون لا يحمي المغفلين ، وهناك حكمة لسياسي غربي { الشعب الذي ينتخب الفاسدين والأنتهازيين والمحتاليين والناهبين والخونة لا يعتبر ضحية بل " شريكاً في الجريمة " } جورج أوريل .
وأعترف أنّهُ حمالة أوجه بل يحتوي على ألغام كما أعترف به واضعوه ، ولكن من الأمكان تغيير فقراته لكونه ليس كتابا مقدسًاً ، فالدستور الأمريكي غيرت البعض من فقراته 12 مرة لحد الآن .
فالدستور العراقي في مادته 38 وفقراته 1، 2 ، 3 فيما تخصُّ الحريات والحقوق ، أكدت حرية التعبيرعن الرأي ، وحرية الصحافة ، وحرية الأجتماع "والتظاهر السلمي" ما حصل في جمعة 31- 7- 2015 في ساحة التحرير ، العاصمة بغداد ، هي ترجمة حقيقية لمفهوم الديمقراطية المؤدية حتماً على التغيير المطلوب لرسم خارطة طريق لحل الأشكالات السياسية والمجتمعية ، وهي بالتأكيد كما قال فيها رئيس الوزراء الحالي  أنّها جرس أنذارلتنبيه الحكومة عن مواقع الخلل في البرنامج الحكومي ، ومعرفة مطاليب الشعب الأنية والأستراتيجية ، فهبتْ الجماهير العراقية وبأسلوب حضاري متمدن خالي من أي عنف ، غالقين الطريق أمام المندسين ومثيري الفتن ، رافعين شعارات وطنية تطالب بالأصلاح السياسي ، ومحاسبة المفسدين ، وتوفير الحدمات الغائبة من كهرباء وماء الشرب ، ومعالجة البطالة المستشرية بين الشباب ، ومحاسبة سارقي قوت ومال الشعب ، وتوفير الصلاحيات لمجالس المحافظات ، وهذه المطالب ليست تعجيزية بقدر ما هي تتعلق بحاجات المواطن الأساسية ، واليومية ، ولم يخرجو فقط لهذه المطاليب التي هي أدنى ما يجب أنٍ يحصل عليها أي شعب في جُزر القُمرْ والمحيط الهادي وغابات الأمزون بل ترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم الوطنية مما يعاني البلاد والعباد من فاقة وحرمان في وطنٍ ممزق ، يعاني من جحيم الشحن الطائفي ، وتربة مدنسة بالأحتلال الداعشي وسيادة مصادرة من التدخل الأقليمي والأجنبي ، وثروة منهوبة ، وخزينة خاوية .
وأستمرت هذه التظاهرات ل12 جمعة أي – بحساب عرب او كرد – ثلاثة أشهر ، وللأسف لم تنصّتْ الحكومة إلى نداء الشعب وصوت العقل في أحتياجاته المشروعة والسلمية ، بل سدتّْ أذنيها ، وأخذت تماطل ، وتلعب بعامل الزمن لأمتصاص زخم التظاهرة ، وفعلا أخذ الخط البياني للتظاهرة الأصلاحية بالتذبذب والتلاشي شيئا فشيئاً ، وإلى الموت السريري لكون أنتهاء أكسباير دوائها ، وغردتْ الحكومة المركزية لها ترنيمة الجواهري { نامي جياع الشعب نامي **** حرستك آلهة الطعام // نامي فأنٍ لم تشبعي *** من يقضة فمن المنامِ // نامي على زبد الوعود*** يدافُ في عسلْ الكلامِ // نامي تزرك عرائس الأحلام *** في جنح الظلامِ .
جملة مؤثرات لعبت دوراً في سير التظاهرات
1-أنّ حكومات العراق منذ التأسيس لم تتعود على التظاهرات السلمية بل تعوّدتْ على ثقافة البيان رقم -1- وأنقلابات العساكر ، والأنتفاضات الثورية المسلحة ، وتفاجأ الحاكم والمحكوم بديمقراطية حديثة ، أستغلها الحاكم لصالحه ، وجربها المحكوم آملاً أنْ يحصل على حقوقه ، ونسيّ المثل الشعبي ( الأمام المايشوّرْ محّدْ يزوره ) .
2- خلل في قيادة التظاهرات ، لقد أشترك الحزب الشيوعي العراقي و قوى اليسار العراقي ومنظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي ، ولكن لم تعلن شخصنتها وهويتها في قيادة التظاهرة وأعلان شعاراتها ، وهل ينسى الشعب العراقي أنّ الشارع العراقي في الخمسينات والستينيات كانت   ملك تلك التيارات الوطنية خاصة الحزب الشيوعي العراقي ، الذي يمتلك خزيناً ثراً  من التجارب الثورية  وحنكة في تفهّمْ رجالات السياسة المحترفين في وطننا العراق ، فكان قد أعطى قوة أضافية في دفع زخم التظاهرات إلى الأمام بديمومة وأصرار ثوري وعقائدي .
3- الخطأ في طرح المطالب ، عندما طرحت التظاهرات الحد الأدنى من المطالب  بينما يفترض من الحنكة السياسية رفع سقف المطاليب – وحتى في المفاوضات بين طرفين – لكي يرضخ الند المقابل للتنازل ، فمثلاً طالب المتظاهرون الأصلاحات الخدمية ولم يحصلوا عليها ، بينما كانت المظاهرات في أول عنفوانها وقوّتها وزخمها كان يفترض " عرض الحلول الثورية والجذرية لا التوفيقية " مثلاً المطالبة بحل البرلمان الذي هو بؤرة الفساد والطائفية والدعوة إلى أنتخابات مبكرة ، وتشكيل حكومة طواريء مؤقتة  بقيادة رئيس الوزراء نفسهُ ، عندها تتنازل الحكومة في تنفيذ الأصلاحات الخدمية لأمتصاص نقمة الرأي العام العراقي ، وترضية الشارع .
4- أنا لا أفهم الفرية الجديدة تظاهرات " الجُمعْ " فأنّها تفقد التظاهرة أستمراريتها وتواصلها ، ونكهتها الوطنية ، وزخم ثوريتها فالأولى أن تكون تظاهرات مفتوحة ولا ضير أتباع الأساليب التقليدية في الأحتجاجات السلمية ، كالأضراب ، والأعتصامات .
5- وأنّ الحكومة الأتحادية وأصحاب القرار السياسي كان موقفهم ممتعضاً وتقبلوها بمرارة وخاصة أولئك الذين فزعوا من الأصلاحات ومحاربة الفساد ، وهم أنفسهم الذين أجهضوا وميّعوا تظاهرات " 25 شباط 2011 " تمكنوا من حرف المظاهرات عن سكتها السلمية بأحتكاك القوات الأمنية ، وتشويه الأهداف الأنسانية للتظاهرة ، وأنزال شعارات غريبة وجديدة لم يتفق عليها ، وعلم غير العلم العراقي ، وأستعملوا نفس الأساليب " الديماغوجية " مع تظاهرات 31 – 7- 2015  بل أكثر غلواً في مواجهة  متظاهري البصرة والحلة  بالرصاص الحي مما أدى إلى أستشهاد ثلاثة ، وخطف الناشط " جلال الشحماني " الذي لا يزال مغيّباً مع رفاقه لحد اليوم .

أخيراً// أنا كمواطن بعيد عن وطني بيد أنّي قريبٌ منهُ شغاف القلب وحدقات العيون فأنّي غير متشائم ، ولا أشعر بالأحباط من أنتفاضة شبابنا وجيلنا المتضرر والناهض المندفع بحماس وطني عراقي صميم ، للمطالبة بالأصلاح ورد أعتبار شعبنا المظلوم ، وأنّ أنتهاء صلاحية الدواء لايعني بالضرورة الخنوع والأستسلام لأمكانية تجديد الدواء ، بمعالجة الأخطاء ، وأستنساخ التجارب الثورية  للشعوب التواقة للحرية والعيش الكريم ، لكونهم أشبال أولئك الأجداد الذين وقفوا بوجه المستعمر البريطاني في ثورة العشرين ، وأحفاد أنتفاضة الجسر أو وثبة كانون سنة      1948، وثورة 14 تموز1958 وأنتفاضة آذار 1991 الشعبانية ، وأبناء البيشمركه أبطال الجبال ، واليوم هم نفس شباب العراق رفاق الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي وأبناء العشائر الغيارى والبيشمركه الذين يقاتلون العدو الداعشي بضراوة وحماسٍ ثوريين ، وهم يسرون في طريق النصر والنصر وحده ، وأثبتوا للأعداء قبل الأصدقاء " تحمل مسؤولية التحرير لوحدهم وبسواعدهم الفتية لتخليص الوطن من التحالفات الدولية ، وأبتزاز عدو الشعوب المقيت ال C I A المجرمة ---
فالنصر وأكاليل الغار لشباب التظاهرة
وتحية أجلال وأكبار لجميع مقاتلينا في ساحات الشرف والكرامة

الأثنين // 2-11-2015 


249
الأزهر—- الوجه الآخر


عبد الجبار نوري/ السويد

 الأزهر صرح ديني ثقافي عريق أسسهُ " جوهر الصقلي" بأمرٍ من الخليغة الفاطمي عام 358 هج-969 م ، وعلى مدى أكثر من ألف سنه ، سلك الأزهر الوسطية والأعتدال على العكس من المدرسة الوهابية المتطرفة في النهج والسلوك فكرياً حيث غيّرتْ مسار المباديء الأسلامية القويمة ، وحتى الذين سبقوا هذا " الطيّبْ " في قيادة الأزهر هم شخصيات ورجال وجهوا هذا الصرح العلمي والحضاري الديني إلى الكمال ، ونشر الوحدة والتآلف ، والدعوة إلى المقتربات المشتركة بين المذاهب الأسلامية ، وتقوية الصلة بين الديانات السماوية مثل : أبراهيم الباجوري وسليم البشري ومحمود شلتوت ، ممن كانوا المثال والقدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكسبوا حب الناس وتأييدهم ، ولم تتمكن المخابرات الوهابية من أختراقهم لأنّهم لمْ يساوموا على دينهم وشرفهم ، حتى أنّ المسؤول السابق " سليم البشري " نطق كلمة الحق في الحشد الشعبي قال حينها : { —- أنهُ جيش الوطن الذي هبّ للدفاع عن الأرض والعرض والمال والنفس .

عندما نتصفح أرشيف جميع المؤسسات الدينية بشمولية الديانات السماوية وعبر أزمنة التأريخ صحيح فيها أضاءات أمام البشرية في تهذيب الطباع وتقليم الأظافر كما وضحت في مقدم البحث وحتماً يظهر الوجه السيء في التظليل وغسل الأدمغة ، وقيادة الجموع البشرية مغناطيسياً كيفما توحي لها مصلحة المؤسسة الدينية ، متحدية المثل والقوانين السماوية السمحاء ، كصكوك الغفران عند الكنيسة في القرون الوسطى ، ومفاتيح الجنة عند الأسلام السياسي المتشدد ، وكانت سبباً في أشعال الكراهية وألأقتتال الديني والطائفي والأثني بين الديانات السماوية ، و حتى بين الدين الواحد ، وجرّبتْ حظها في الأسلمة السياسية في أستلام الحكم – وحتى – بالشكل الراديكالي وسرعان ما فشلت وأنهارت لأصطدامها المباشر بتطلعات البشرية في الحرية والعيش الكريم وتبلورتْ تلك الأفكار المتشددة إلى التزمّتْ السلفي الوهابي وألى ظهور رأس الحربة داعش ، وظهور هذا الوجه المظلم للمؤسسات الدينية وقادتها نبوءة معلّمْ البروليتاريا " لينين " عندما قال : ( نحن نعرف حق المعرفة ، أنّ رجال الدين والأثرياء يخاطبوننا بأسم الدين ألا ليستغلونا ).

فالأزهر هو الآخر كشف عن هذا الوجه السيء الصيت في عددٍ من المطبات الأجرامية في مناسبات لا تنسى حين تحولتْ إلى فقاسة أرهاب ، ومحكمة تفتيش وهذه بعضها القليل :

أولاً/ دور الأزهر الأعلامي والتحريضي في أغتيال المفكر" محمود محمد طه" 1985 وهو مؤسس الحزب الجمهوري السوداني السياسي الذي يدعو إلى أستقلال السودان ، ولهُ أفكارهُ الخاصة التي سميتْ ب( الفكرة الجمهورية) وكانت مثيرة للجدل ، وأتهم بالردة ، وأعدم في 1985 في عهد الرئيس جعفر نميري ، وكان الأزهر واحداً من الأذرع الدعائية التي ساهمت في أعدامه ، عندما أرسل الأزهر برقية إلى الرئيس السوداني جعفر نميري في تكفيرهِ وهذا نصه { — أنّ ما جاء به محمود محمد طه هو الكفر بعينه}وكانت تلك البرقية تحريضاً مباشراً وتصريحا دينياً مشرعناً ووثيقة قوية ومذيلة بختم وتوقيع الأزهر / مجمع البحوث الأسلامية /مكتب الأمين العام ، أستند عليها النميري وحلل دمه ، وأنهى حياة هذا المفكر والباحث .

ثانياً / محاربة الروائي المصري الراحل "أسامه أنور عكاشه " القامة الشامخة الذي ترك بصماته الأنسانية في الأرث الثقافي العربي والعالمي ، برواياته الهادفة ذات المضمون الأنساني ، أصدر الأزهر فتواه بتكفير هذا القلم الحر ولم يكتفي الأزهر بهذا القمع وكم الأفواه بل أصدر فتوىً آخر " بحرمة زوجته عليه " أي تعتبر طالقة بحكم الشرع ، محاولة للضغط عليه للعدول عن رأيه والأعتذار ، لكنه أصرّ ولم يستسلم ولم يعتذر وقدم دلائل تأريخية موثوقه ، وطلب الحوار ، والرجوع إلى مصادر البحث .

ثالثا / بيان الأزهر في 11 ديسمبر 2014 في الأمتناع من تكفير داعش ، بالرغم من معرفتهم المسبقة بجرائم هذه الفئة الضالة ولتكفيرها لجميع من في الأرض ، وباجتماع قادة الفكر الأزهري من مصر والعالم الأسلامي قرروا النأي بأنفسهم عن هذا الجدل ، وعدم الأنزلاق في دوامة التكفير الداعشي لكون ( التكفير والأيمان )موضوع ألهي ، وبالحرف الواضح { لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ، ووقعنا في فتنة التكفير ، وأكد الدكتور " سعد الدين الهلالي "أستاذ الفقه المقارن في جامعة الزهر : أنّ هذه المؤسسة المعروفه بالوسطية – يقصد الأزهر – أوقعت نفسها في شبهات التكفير ، وأنّها تبرءة لساحة داعش الدينية ، والتي قد تستغلها لصالحها بأعتبارها وصلت أليها بطبقٍ من فضة .

رابعا / وفي 11 آذار 2015 اصدرالأزهر بيانا ظالماً وهجومياً أستفزازياً على الحكومة العراقية وجيشها المدافع عن أرضه وعرضه ، وخصوصاً على " الحشد الشعبي " بوصفه ميليشيات طائفية ، جاءت تنتقم من طائفة معينة حسب أدعاء الأزهر الشريف !!! بالتأكيد أنه يثير الأحقاد ويقوي طاحونة الشحن الطائفي ، أضافة إلى أعتباره تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية ، وأتضحت الصورة بجلاء بأرتباطات الأزهر السرية بمؤسسات الأفتاء السعودية ، والذي أكدهُ الدكتور البرادعي من القاهرة بتصريحهِ الخطير والمهم وبالحرف الواضح { الأزهر حصل على 3 مليار دولار من السعودية للطعن بقوات الحشد الشعبي ، والمنحة السعودية متوقفة لحين صدور الأحتجاج من الأزهر وعلى لسا ن "طيبها " الشيخ أحمد الطيب ، وهكذا مقابل 3 مليارات دولار رشوة وأبتزاز سعودي تحت أول أمضاء من الملك الجديد في لحظة صحو زهايمري وهكذا " باعت "ْ مؤسسة الأزهر وشيخها الهمام تأريخ هذه المؤسسة الوسطية لمملكة الكراهية والأبتزاز وأرفقتْ معها دينها وشرفها وسمعتها .


250
عزيزعلي ---- في ساحة التحرير
عبد الجبار نوري / السويد – ستوكهولم
الفنان المونولوجست العراقي " عزيز علي " 1911 – 1997 ، أشتهر بغناء المونولوجست حينها لم يكن هذا اللون معروفاً ، أو مألوفاً في أوساط الغناء العراقي قبلهُ ، وأنّهاُ ظاهرة غير عادية مرّتْ بتأريخ الفن ، أذ كانت كلماتهُ العامية البسيطة تعبّرْ بصدق عن ظروف ومعاناة المواطن العراقي في النصف الأول من القرن الماضي ، كما أنّ عبقرية الفنان في موهبته العظيمة في الجمع بين التأليف والتلحين والغناء والموسيقى والثاني / تطابق أحاسيسهُ ومشاعرهُ الوطنية مع الواقع المأساوي الذي يمرُ بهِ العراق ، متماشياً مع واقع الزمن ومختزلا المساحة الجغرافية ، أي أنّ ظاهرة الشخصنة المونولوجستية لهذا الفنان العبقري تأبى الركود في مكان واحد بل أنّها تسير متلازمة محنة العراق بأمكانية أبداعية وعبقرية لا نظير لها في تشخيص الأمراض السياسية وما أكثرها منذ تأسيسه لحد الان .
أضاءات تحليلية في أسلوبه الغنائي " المنولوجستي"
1-عزيز علي في مونولوجاته أنُهُ فنان ملتزم واقعي سار على خط " الفن للشعب وليس الفن للفن " . 2- أنهُ لم يكن يغني فحسب بل كان يشعر ويتهدج وهذا ما سموه النقاد بالغناء التعبيري ، وهو منشد وليس بمغني . 3- نقد الأوضاع السياسية الداخلية والأقليمية والعربية والدولية. 4- أيمانهُ بحقوق الأنسان ، رافضاً التمييز العنصري ، وآمن بحرية الفكر . 5- معارضتهُ الأحلاف العسكرية ، وأنتهاج سياسة الحياد الأيجابي ، منتقداً الجامعة العربية ، وفاضحاً أزدواجية وأنتقائية الأمم المتحدة . 6- مشاركتهِ الشعرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والجزائرية . 7- أمتازت أعماله بالجرأة ، وصدق الكلمة والنقد اللاذع . 8- تؤكد على ثقافة المواطنة وثقافة التغيير ، لم يساوم ، ولم يمدح الحكام ولا متكسباً مرتزقاً .9- أعماله الشعرية بمثابتة " منشور سياسي " وكان منشوره أسرع من مناشيرالأحزاب الوطنية لوصوله مباشرة إلى قلوب المستمعين ، وذلك لقراءته من خلال جهاز الراديو.  10- مونولوجاته ذات مغزى تحاكي أوضاع العراق في كل زمان .
مقاربات صورية بونارامية للحاضر الغائب في أنتفاضة شعبنا في " ساحة التحرير "
نتاجات عزيز علي تدل على نضج فكري ووعي سياسي وألتزام مبدأي ، وأعتبر من أبرز المبدعين الذين أنجبتهم بلاد الرافدين ، قدم مجموعة من أروع المونولوجات التي ما زال معظمها تنطبق كلماتها على أوضاع العراق اليوم ، وأستنساخ تأريخي عجيب في المطابقة والتشابه في مطاليب المتظاهرين لساحة التحرير في بغداد والمحافظات العراقية بشعارات طلب الأصلاح وفضح الفساد الأداري والمالي والكشف عن الحرامية والمطالب الجذرية الثورية لتغيير الأوضاع في العراق ، فهذه بعض الصور :
** منولوج البستان / 1954 الذي يقصد به العراق والوطن العربي ، وأدانة المستعمر ، وعمالة حكامها ، وأشارة واضحة لنشر ثقافة المواطنة .
{ يا جماعه والنبي أحنا عدنا بستان جنّه من هذا الجنان// بيها ما تشتهي الأنفس والفواكه ألوان . يا جماعه والنبي هذي والله بستان ما ملكها أنسان // وحنا يا وسفه أهلها تاركيها من زمان // دشر كلمن جا دخلها صايره خانجخان // بابها مفلش مهدم والحراميه تحوف // وطوفه معرعر مهدم  ومثلّمْ واكعيلك بيها حوف . والنواطير النشامى ذوله حلوين الجهامه //صلوات على النبي نايمين شلون نومه مستريحه بمذهبي . يا جماعه والنبي من حقوق الأنسان بالعرف والأديان // يعيش حر الفكر حر الرأي حر اللسان // يعيش آمن مطمئن البال كائن من كان . لكن الظالم تجبر سلب حقوق العباد عاث بالدنيا فساد // والظلم لو دام دمّرْ يحرك اليابس والأخضر واللي ما يصدك غبي // يا عرب الله أكبر أمة العرب سبي ------
** { وفي منولوج أهل الأفكار/ يدعو إلى محاسبة السياسيين المفسدين الذين أستلموا قيادة سفينة المجتمع ، فخانوا الأمانة وأضاعوها وجعلوها تتيه بين موجات طوفان الفساد وخراب الذمم ورشى وتصريحات كاذبة { أليست هي نفس شعارات ساحة التحرير ؟ } .
يا أهل الأفكار حالتنا عدم في عدم//ناحرنا تيار سايكنا سوك الغنم // ذوله الملاليح لازم ما نحاسبهم // تركوها للريح جنها مو سفينتهم// بس بالتصاريح أقبض من " دبش" عنهم .
** {مونولوج الدكتور/ عندما زار المندوب السامي البريطاني بغداد ، شبههُ بالدكتور الذي يعالج مريضه المقصود العراق والأوضاع السيئة الني كان يمرُ بها العراق --- وينطبق تماماً على ما يعاني الشعب العراقي من حكامه وأصحاب قراراته ، وهذه بعض أبيات المونولوج : -
يا ناس مصيبه مصيبتنا نحجي تفضحنا قضيتنا //نسكت تكتلنا علّتنا بس وين أنولي وجهتنه ---- دلينا يا دكتور!!! // آني يا دكتور وعيالي مرتي ولدي وأطفالي //ما اتمرضنا بكل داء وأبداً ما أخذنا دواء ولا راجعنا أطباء //بس من مدة لهل جم سنه تمرضنا وكعنه بعضنه //بأمراض صارت مزمنه نستنه الراحة والهنا // دكتور --- دكتور دخل الله أو دخلك ما تداوينا // داء أللي بينا منا أو بينا دتجينا الحمى من رجلينا // دسكينا العلكم بس شافينا . دكتور الجسم معافى // ما بي فد مرض أنخافه. العله علة الروح// مجروحه بسبع جروح لو تكدر تداوي الروح . حقق يا دكتور الأمل// ييزي مو طال الأجل . مو بالخطب مو بالزجل // أحنا نطلب منك عمل . أعزل أعضاء أللي تنعزل// بس خلينا نمشي عدل .**
** { منلوج منه --- منه – كلها منه : وهي أشارة إلى رأس الحكومة الظالمة وهي نفس شعارات تظاهرات الجمعة في ساحة التحرير وباقي المحافظات، وهم يشيرون إلى ال سي آي أي و أصحاب القرار الذين ضيّعوا البلد بما فيه من زرعٍ وتلد  ، ويدعوا إلى الحل الجذري بالثورة والتغيير ، لعدم أستجابة الحكومة الأتحادية لمطاليب الشارع :{ منه --- منه --- منه كلها منه // مصايبنا وطلايبنا كله منه . مصيبتنه ندري كلنا أساس الفتنة كلها من صاحبنا // سكتوا لحد يسمعنا الرجل فرّقْ جلمتنا وأحنا فرطنا أبسمعتنه . بحيله أو دس وسبق أصرار // فرقوا جلمتنا الأشرار . الثار --- الثار لأهل الثار // يا ناس النار ولا العار . صرنه للعالم سخريه // ولا بعد نسوه شاهيه صمنه وفطرنه بجريه .
** { منولوج "اللي يحجي الصدك طاكيته منكوبه -- { شيفيد الحجي ويه الأذنه مكطوبه . الغشاش راهي ويده بجيوبه // واليوم الحر الكريم محاسنه ذنوبه. هاي شلون كتبه مكتوبه // واليوم الخيانه بضاعه مرغوبه . والجاسوس صوره أبوسط جرجوبه // والجاهل أكثر نال مطلوبه والفقره اليوم حقوقها منهوبه. والأجنبي مكرّمْ كله من صوبه// وأبن البلد ديلعبون بي طوبه . لو يدري العبد يا ناس يشك ثوبه // الأعوج اليوم مبلطه دروبه . واليسكت عن الحق يترس جيوبه // أو هاي شلون كتبه شلون مكتوبه؟؟؟ ---

وتحية أجلال للراحل المرحوم الأستاذ الفنان صاحب سلاح المونولوجست " عزيز علي "
في 27/أكتوبر/ 2015


251
،اليمن مستنقع للجيوش المعتدية
عبد الجبار نوري/ السويد – ستوكهولم
قد كتبتُ مقالات سابقة عن هذا المستنقع ، والذي شبهتهُ بالمستنقع الفيتنامي الذي أغرق بوحله السونامي المقرف أشرس وأعتى دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ، وأستمر التورط الأمريكي 17 سنه منذ 1956 -1973 ، والحصيلة المأساوية خرجت مهزومه ومدحوره تجر أذيال الخيبة والخسران عسكرياً ومادياً وبشرياً ، حيث تشير أحصائيات موثوقة ب75  ألف  قتيل و450 ألف جريح ومعوّق و50 ألف عسكري مصاب بأمراض نفسية و10 آلاف مفقود والسمعة السيئة بين شعوب العالم وهياج الرأي العام الداخلي في أمريكا ، فأضطر الرئيس الأمريكي( نكسون)في مايس 1968 في معاهدة( مانيلا ) الأنسحاب .
فحليفتها السعودية - ( ولا أقصد الشعب السعودي )  - مملكة الحقد والكراهية جازفت وغامرت في خوض المستنقع اليمني ، ولأول أسبوع لجلوس الملك " سلمان بن عبد العزيز أنْ يُعَمّدْ كرسي الدعارة السياسية بدماء الشعب اليمني - ونسي هذا المثل{جان غيرك أشطر !!!} – فجهز حرب أبادة شاملة بأسم  "عاصفة الحزم" في 26 مارس 2015 بقيادة السعودية ومشاركة 10 دول(السعودية ، قطر ، بحرين ، الكويت ، الامارات ، الأردن ، مصر ، سنغال ، المغرب ، السودان) زائداً دعم أمريكا ودول الغرب والباكستان ومنظمات الأمم المتحدة ، وبشرعنة موافقه من هيئة الأمم المتحدة تحت رقم ( 2216 في 17 نيسان 2015 ) وتلاشت تلك العاصفة الهوجاء في فنجان !!! بدأت مملكة الكراهية وحليفاتها حرباً شعواء همجية بربرية ب150 طائرة و180 ألف جندي ، واصلت القوة الجوي ب 3800 طلعه جوية ودمروا البنى التحتية والفوقية من طرق وجسور ومستشفيات ومدارس والكهرباء ومياه الشرب ، وتدمير البنية العسكرية من مطارات ، ومواقع الصواريخ البلاستية والمدفعية والطائرات الجاثمة في المطارات العسكرية ورحم الله الرصافي حين قال { عبيدٌ للأجانب ولكن / على أبناء جلدتهم أسودُ } ولا ذبابة على أسرائيل " الصديقه "!! التي كسرت هيبة العرب وإلى الأبد في 67 و72 عندما قال موشي دايان في وقتها وبشماتة صفراء( --- أنّهُ حرب وليس نظم شعر يا عرب !!! وكذلك مسح جنوب لبنان في 82 ، ودك مدينة غزّه 2014 ، ولم تتحرك مملكة الشر المجردة من الغيرة والأنسانية بأعتبارها نيران صديقه .
والذي تأكد للقاصي والداني فساد هذهِ المملكة التي يقودها ملوك بسوسيولوجية معقدة التركيب ملوثة بفايروس الهايكر وهوالحاقد على بني البشر ، فأمراض " الكرسي" من غيره وحقد وحسد ومؤامرات الحاشية ونساء القصر جعلت كل من أصحاب القرار السياسي يصرح بما ينفس عن حقدهِ الدفين تصل أحياناً إلى" نشر الغسيل" فلم أفاجأ عندما طلعتْ علينا قناة فوكس الألمانية يوم 20-10-2015 بخبر عاجل Breaking  News { هو تصريح للأمير طلال بن عبد العزيز : الطيارون الذين يقصفون اليمن هم مرتزقه ، وكلفوا ميزانية المملكة كثيراً ، وبعضهم يقبض 7500 دولار على الطلعة الواحدة ، وهم من باكستان والهند وفرنسا وأمريكا ومصر، والمملكة الآن شعرتْ بأنّها " أستدرجتْ للحرب بقرارات خاطئة " وسنقبل بحل ما كنا نقبل به قبل الحرب ، " حلفاء المملكة خذلونا لأنّهم يدركون أنّ اليمن مستنقع للجيوش الغازية والمعتدية " لفد أخبرنا حلفاءنا بأنْ لا نغامر بأستفزاز أيران وتهديدها وألا فأننا سنفتح أبواب جهنم لأنّ القوات الأيرانية ليست اليمن فأنّها قادرة على تدمير البنى التحتية والقوة العسكرية للمملكة خلال 24 ساعة ، - يتابع الأمير – وهناك أرتباك في قيادة الجيش السعودي من الحرب البرية ، ولدينا جنود هربوا من الخدمة خوفاً مما سمعوه بأن الحلفاء تخلوا عنا } أنتهى
فهل أكثر خطورة من هذا الكلام المليء بالأحباط ومرارة الهزيمة ، فأنّ المملكة تشعر بالمرارة في هذه الورطة التأريخية والتي حدها الأدنى أستنزاف أقتصادي وبشري ، وهي تغطية على ما يطفح من مساويء دهاليز القصور الأميرية ، ولكن ورقة التوت سقطت عن هذه العائلة الفاسدة والمزمنة في العمالة للأجنبي ، وأستعدادها لتنفيذ أوامر اللوبي الأمريكي الصهيوني في تدمير ما تبقى من رمم المنطقة العربية .
وأخيرا/ في مراقبتي لهذه الحرب القذرة أكتشفت أرهاصات وتناقضات  سياسية غريبة وعجيبة مثل :
1-السقوط الآيديولوجي السياسي للماركسي ( علي سالم البيض ) وتحالفه مع أقصى اليمين مملكة الكراهية ، والأشتراك في أبادة شعبه المعدم .
2- في نظر السعودية وحلفائها " الجيش اليمني المدافع عن أرضه وعرضه ( خائن ) بينما ميليشيات الأخونة والقاعدة مقاومة وجهاد فرض عين .
3- التفجيرات في السعودية  ودول الخليج حرام وخط أحمر بينما تفجير المساجد والأسواق والتجمعات في اليمن " جهاد مقدس "
4- القواعد الأمريكية في اليمن " أحتلال "أما قواعد الظهران والسيلية والكويت هي للنزهة ومولات أمراء الغفلة ، وصالونات تجميل وجوههم القبيحة .
5- فوبيا من النووي الأيراني الذي لايزال في رحم أمه بينما اطمأنانهم ل200 رأس نووي أسرائيلي جاهز للدمار الشامل .
ماذا نقول غير { عجيب أمور غريب قضيه }
النصر والعزة لليمن السعيدة // والخذلان لملوك الزهايمر
قي / 21 -10-2015

252
ثورة الأمام " الحسين" مدرسة لتعليم ثقافة التغيير!!!
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
توطئه /هناك أحداث جسام في التأريخ العربي الأسلامي ، وخاصة عندما نتوغل في سبره العميق وزاياه المظلمة نتلمس واجهة مظلمة فعلاً في العهد الأموي ، تلك الحقبة السوداء التي تجلت فيها حكومة " نظرية الحق اللآلهي" وحسب آيديولوجية دينية راديكالية ، وأحياناً  متشددة ، تحكم بموجب ( (منطق القوّة لا قوّة المنطق ) لتحافظ على كرسي الحكم ( قُدِس سرهُ )، ويشرعن لنفسه البقاء وبالتسلسل الوراثي المقيت كما فعل " معاوية " حين أغتصب الخلافة بقوة السيف والدينار الشامي والولائم الدسمة ، مخالفاً أبسط المباديء والقيم الخلقية عندما مزّق ورقة العهد بينهُ وبين البيت الهاشمي ، والذي يعتبر وشماً أسوداً بارزاً في ذاكرة تأريخ بني أمية ، المتمثلة بفتوى الظلالة " الخروج عن طاعة الحاكم المتسلط على رقاب العباد يعتبر كفراً يستحق الموت " وهذه الفرية الغريبة والمرعبة تعتبر ورقة جاهزة لسحق الكثير من الثورات والأنتفاضات وكم الأفواه ومنها " ثورة الحسين" حيث يقول علماء السوء والظلالة قي يومنا هذا { خرج سيدنا الحسين على سيدنا يزيد } أي منطق في هذا القول ؟ شتان بين الثرى والثريا .
العرض /أنّ أستذكار ثورة عاشورا أو معركة الطف أو واقعة كربلاء 61 هجرية -680م في أرض كربلاء العراق بين الجيش الأموي الحاكم – في عهد يزيد أبن معاوية -  بتعداد أكثر من 30 ألف من جند الشام جلهم مرتزقة متخاذلين أنتهازيين علماء وعاظ السلاطين لنيل جائزة الأمير ولم يحصلوا عليها  ، وبين الحسين أبن علي وعيالهُ وأصحابهُ بتعداد 80 رجل فقط ، يبدو عدم التكافؤ واضحاً بين الفئتين في العدة والعتاد بالأضافة إلى شراسة العدو وتجرده من أبسط قبم الأنسانية والفروسية عندما أقدم على حرق خيام عياله ، وسبي نساءه وقطع مياه نهر الفرات عن جيشه ، والحصيلة النهائية حُسمتْ لصالح جيش يزيد بقيادة عبد الله أبن زياد وعمر أبن سعد أبن أبي وقاص في  اليوم الثالث من شهر محرم الحرام ، ولكن أرشيف التأريخ المنصف للشعوب المقهورة التواقة للحرية والأنعتاق سجل للحسين وأنصاره مآثر ثرة في الخلود والذكر الحسن والأباء والصبر والصمود ، فتحولت تلك القيم والمثل إلى مؤسسة أممية ، سميت ب( مدرسة الحسين) يدرس فيها ثقافة " التغيير" لمعالجة الأوضاع السيئة بثورية وجذرية ، لذا نستشف ونستقرأ هذه العبر والدروس التي صارت خارطة طريق للثوار في مساحة واسعة في تأريخ الشعوب وهي :
1 –وجد التأريخ في شخص قائد المعركة " الأمام الحسين "طوداً شامخاً في الأباء والصبر والصمود ، والتضحية في سبيل المباديء النبيلة ، بدل الخنوع والذلة وهو القائل :{ أرى الموت آلا سعادة ، والحياة مع الظالمين ألا برماً وسأماً } ، فقد جمع الحسين جميع صفات القائد المحنك ، بشجاعة نادرة ، فلم ينحني بالرغم من مقتل أولاده ، وأخوته وأعز أصحابه ، فلم يركع حين تمزّقت رايتهُ ولم ( تُنكس ) وحين تمزقت أشلاءهُ ولم ( يركع ) ولم ( (يهن)أي جبلٍ أنت يا مولاي؟؟؟.
2- أنها حربٌ عقائدية  عند الحسين وأتباعه وهو القائل { لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً أنما خرجتُ لطلب أصلاح الأمّة ، وأصلاح أخلاقي في ضياع أبناء جيلهِ وهنا قال الأديب اللبناني " جورج جارداق " كان جند يزيد يقولون كم تدفع لنا من المال ؟ أما أنصار الحسين يرددون { لو أننا نُقتل سبعين مرّة ، فأننا على أستعداد أنْ نُقتل أخرى } وأنها عزة العقيدة في أعظم تجلياتها حين تكون الشهادة في سبيل الحرية أرفع وأسمى شهادة يكتبها التأريخ في أرشيفه السرمدي ، وأنّ الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين ( حين نرى أستشهاد " عبد الله الرضيع " الذي يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال .
3- وسجل الحسين للشعوب المقهورة والمضطهدة اللاحقة " ثقافة الثورة والتغيير لتحقيق بيئة صحية نظيفة في السياسة وأدارة الحكم ورعاية الأمة والعجيب أن ذكرى عاشورا الثورة تتكرر في كل عام مختزلة الزمن والمكان ، وعلى خطا المدرسة الحسينية أنتفض الشعب العراقي بأغلب محافظاته بتظاهراته المعروفة بتظاهرات "ساحة التحرير "
لمرور العراق بأسوأ فترة مظلمة وسوداوية منذ تأسيسه ، ومرور 13 سنة وقيادة فاشلة تمزقها المحاصصة ، ترتبط بأجندات خارجية ، وأصبح وطننا في مهب الريح ويعبث فيه لصوص المال ومافيات التخريب  ووقف الشعب على خزينة خاوية ومُصفّرة ، وأنعدام أبسط مقومات الحياة ، والميليشيات تجوب البلاد عبثاً وتخريبا ً وباعوا الوطن العزيز للأجنبي بأبخس الأثمان ، وبألف أبي " رُغالٍ" سلموا مفاتيح الوطن لأسوأ محتل داعش ليدير مقود سفينة العراق إلى الوراء بألفٍ ونيّف من السنين لتحكم بنظام الخرافة التي فشلت في وقتها في أستيعاب الجميع ،
4- فضحت نهضة الحسين علماء السوء وعاظ السلاطين .
5- أنّ نهضة الحسين فكرة وليس دم ، أنها ثورة وعَلَمْ ،
الأمام الحسين في أقوال فلاسفة ومفكرين وقاده --------------------------------------------
-الكاتب آرنست همنكواي / أنّ الحزن الذي سببه مصرع الحسين ظلّ يلتهب في قلوب الناس سبب الفاجعة الأليمة التي أقترفتها تلك الزمر المتعطشة لدماء الأبرياء .
- الرئيس التركي " كمال أتا تورك " / أنّ الحسين علّمنا دروساً في النضال والصمود ، لذلك أنتصرنا على أعدائنا .
- كولد فالدهايم / الأمين العام السابق للأمم المتحدة / الحسين تأريخ حافل بالمآثر والتضحيات من أجل أحقاق الحق ودحر الباطل .
- هتلر/ الزعيم الأماني مخاطباً جيشه { أثبتوا في القتال كما ثبت الحسين أبن علي وهم نفر قليل بين ألوف تفوقهم عدداً ، فنالوا بذلك الشرف الخالد

الخاتمة / أستميحك العذر سيدي ومولاي لا تصدق بعض حكامنا بكاءهم ولطمهم عليك ومسيرتهم الراجلة ، ولبسهم السواد ، فأنهم أستباحوا أمة جدك " محمد " فأنّ قلوبهم معك وسيوفهم عليك كما قال لك الشاعر" الفرزدق " عن أخبار أهل الكوفة ، وما أنت يا حسين بطائفة أو فئة بل أنت أمّة للنهوض بل أنت ثورة ووعي ونهضة ، وأنت ملك ليس كباقي الملوك ، وأمير ليس كباقي الأمراء ، وقائد ليس كباقي القادة ،وأنت يا أبا عبد الله شامة في جبين آل بيت رسول الله ، فحبك أيمان ، ومبغضك منافق ، فثورتك النار الكبرى التي أحرقت يابس فساد الحكم الأموي لتخضر الأرض ثانية بما سقيتهُ بدمك الشريف  ، فأين نحنُ من الحسين ؟ أنّهُ والله دستور أممي أنساني ، وأنّي أقف بأجلال أمام مقولتك الثورية { مثلي لا يبايع مثله }
19-10-2015

253
نوبل ----- تاجر الموت  ميّتْ!!!
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
هكذا عام 1888 توفي " لوفديج " شقيق الفريد نوبل حينها نعت الصحف ( خطاً )الدكتور الفريد نوبل بهذه الجملة " تاجر الموت ميّتْ " وكتبت الصحف الفرنسية أنّ نوبل أصبح غنياً من أجل أيجاد طرق لقتل مزيد من الناس ، شعر نوبل بخيبة أمل مما قرأهُ وأرتابهُ القلق بشأنْ ذكراه بعد موته بنظر الناس ، ففي نوفمبر 1895 وضع نوبل وصيتهُ الأخيرة لدى النادي السويدي – النرويجي في باريس ، مكرساً الجزأ الأكبر من ثروتهِ لتأسيس جوائز نوبل للعلماء المبدعين في حقول الآداب والعلوم ، وعادة تسلّم الجائزة في اليوم العاشر من ديسمبر من كل عام هو يوم وفاة الصناعي السويدي صاحب جائزة نوبل ، وتسلم في أوسلو ، وبقية الجوائز في ستوكهولم ، وقيمة الجائزة عبارة عن ميدالية ذهبية ومبلغ مالي حُدد في 1901 خمسة ملايين كرون سويدي ما يعادل مليون دولار أمريكي ،  ويتغيّر الرقم حسب قيمة العملة في الوقت اللاحق  ، واليوم تعادل قيمتها 8 مليون كرون سويدي أو ما يعادل  631 ألف جنيه أسترليني .
شروط منح الجائزة
1-أن يكون الشخص على قيد الحياة رجل ، أمرأة ، أسود ، أبيض .
2-تعطى للمبدعين في العلوم التطبيقية الأساسية لما فيها النفع للبشرية كالكيمياء والفيزياء والطب .
3- وقسم متعلق بالعلوم الأنسانية المتمثلة بالآداب .
4-جهود متميّزة لخدمة السلام العالمي .
وتمنح الجائزة وفق أسس ومعايير ثابتة عبر تقييم موضوعي دقيق بعيداً عن الأنحياز السياسي ، ويكون الفائز في نظر لجنة التحكيم صاحب موهبة كبيرة أنٍ لم يكن عبقرياً وأفضل من بقية المرشحين ، وأنّ الجائزة للسلام وليس للسلاح ، والواقع غير ذالك للأسف الشديد تأثرت لجنة التحكيم بمزاجات الدول الكبرى المتنفذة ، وخضعت للتأثيرات شأنها شأن أية مؤسسة تتعلق بالرأي العام العالمي ، وقد مُنحت مراراً لمن لا يستحقونها ، وحُجبتْ عن أشخاصٍ آخرين يستحقونها بجدارة ، ففي عام 1901 السنة الأولى للتكريم ، كان أحد أبرز عمالقة الأدب العالمي " لييف تولستوي "  كان بين المرشحين ولكن لجنة التحكيم الملكية حجبت الجائزة عنهُ وأعطتهُ للشاعر الفرنسي ( برودوم ) حينما كان في تلك الفترة ثمة أدباء مرموقين أكثر من الشاعر الفرنسي برودوم مثل : أنطوان تشيخوف ، مكسيم غوركي ، الكسندر بلوك ، أميل زولا ، ومنحت الجائزة ل " مناحيم بيكن " رئيس الوزراء الأسرائيلي مناصفة مع السادات الرئيس المصري ، ومنحت الأكاديمية النرويجية جائزة نوبل للسلام 2009 للرئيس الأمريكي " باراك أوباما " حيث كا القرار مفاجئاً للجميع حتى كتب المعلق السويدى لصحيفة ( أفتون بلايدت ) الوسعة الأنتشار {يا ألاهي لماذا مُنح أوباما جائزة نوبل للسلام أنها  ( نكته ) لآنّ الجائزة للسلام وليس للحرب }.
أتمنى أنْ تستأنس لجنة التحكيم للجائزة بخبراء أستشاريين من نخب اليسار التقدمي لكي نحصل على أختيار صائب وعادل ونصل إلى أسعاد هذا الأنسان الذي هو أثىمن رأسمال .

ولكي  أكون منصفاً وعادلاً في تقييمي للجائزة أنّها أُعطيتْ أيضاً لأشخاصٍ حسب مقاسات التقييم من النخب الخيرة ، وأصحاب اليد البيضاء الذين هدفهم خدمة البشرية وأرساء السلام العالمي مثل : (كارل فون أوستيزيكي ) صحفي ناشط للسلام العالمي في عهد هتلر حين أعلن عن أفكارهُ الديمقراطية واللبرالية وأرساء السلام بكل جرأة وتحدي بالوقوف بوجه التيار النازي المعادي للبشرية ، وأعطيت ل( داغ همرشولد ) من السويد أمين عام الأمم المتحدة للفترة 1953 -1956 لدوره المشرف في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر ، ودورهُ الأنساني في حلحلة مشكلة الكونغو
أخيراً /
وقد أخترتْ جائزة نوبل في حقل الكيمياء التطبيقية لهذا العام 2015 والتي أعطيت إلى التركي عزيز سانكار والسويدي توماس لندال والأمريكي باول مودريتش ، وفق ما أعلنت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم " لدراستهم ولبحوثهم في مجال أكتشاف الآليات التي تستخدمها الخلايا لأصلاح الحمض النووي D N A  ، اي دراسات ميكانيكية في أصلاح الحمض النووي ، وشرحوا فيه كيفية أصلاح الخلية للحمض النووي من أجل درأ الأخطاء التي تحدث في المعلومات الوراثية ، والتخفيف عن الأضرار الجانبية التي تتعرض لها الخلايا الأخرى السليمة أثناء العلاج الكيمياوي المعتاد في يومنا هذا ، وأن جهود هؤولاء العلماء الذين فازوا بالجائزة كانت مضنية وأستغرقت أكثر من عشرة سنوات للوصول إلى هذه النتائج الأيجابية والمفرحة للتخفيف عن آلام الأنسان ، فالمجد لكم يا أصحاب الأيادي البيضاء.
وأتساءل وأخاطب ذوي الضمائر الحية ، وأصحاب النزعة الأنسانية الخيرة .
من الذي يستحق الجنة الموعودة وملذاتها الأبدية في 72 من حسناوات الجنة ،وأنهار العسل واللبن والخمر ؟؟؟ أهو الأرهابي أبو بكر البغدادي أم هذه النخبة من العلماء المتفانين في حفظ الجنس البشري ----- وأترك الأجابة لكم مع المودة
في/13- 10 -2015


254
روسيا --- وطوق النجاة
عبد الجبار نوري / السويد
يعيش العالم اليوم فوبيا المستقبل المجهول ، وأضطراب السلام العالمي وحروبٍ عبثية ومناطق منكوبة بهلكوست نازي جديد يتمثل بقيادة العالم بقطب رحى أحادية  تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها دول الغرب والخلايجة أخوة يوسف وتركيا الأخونة  منذ سقوط الأتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991 ولحد اليوم ، وتقود العالم بميكافيلية مقيتةٍ ، وأنقلابات عسكرية وصناعة الأزمات وخاصة في الشرق العربي حيث مصادر الطاقة والمنافذ الأستراتيجية ، وباتت تلك الدول تحت رحمة تلك السياسة الديماغوجية ، والتي ترتكزعلى هدفين أستراتيجيين هما ( مصلحة أسرائيل وأمنها والأطماع الأمريكية في السيطرة على مواقع الطاقة ) ، و اليوم يحفل عالمنا المتغيّر بالمفاجئات حيث وثب الدب الروسي ليفترس النسر الأمريكي العجوز بدخوله المشرف للحرب ضد داعش الأرهابي وتكوين حلف رباعي من روسيا وأيران وسوريا والعراق ، وفور سماع أمريكا وحلفاؤها الأشرار كان أثرهُ كالصاعقة عليهم ، كان أول عقوبة للعراق يوم أمس الأول هو عدم تجهيزالجيش العراقي بالتصوير العسكري اليومي للأنبار،  وسحب المستشارين العسكريين بحجة أخطاء فنية  ، وأرسال مبعوث من كونكرس الشر إلى العراق للتأكد من موقف العراق ، فأين حق السيادة للعراق في العلاقات الدولية و في شراء الأسلحة من أي مصدر ولتكن روسيا ؟ حسب المعاهدة الأستراتيجية لسنة 2011 ، ثُمّ أجتماع الدول الأربعة  ليست أكثر من  خلية أستخبارية وأجتماع لدول ومبتلية و معنية بوباء داعش ،
وتحرك روسيا بهذا الاتجاه لأسباب عديدة سوف أذكرها لاحقاً أولها كما صرح بوتين قبل بدأ عمليات القصف الجوي على مواقع داعش في سوريا : أنّ هدفنا هو حماية بلادنا من المتشددين الروس أو كما سماهم بقاطعي الرؤوس الذين خرجوا  للقتال مع داعش برقم مخيف تجاوز 12 ألف أرهابي متشدد سوف يرجعون إلى روسيا بأفكارهم الرجعية والبالية والخطرة على مجتمعنا / أنتهى.
وأني لا أنكر ولا يمكن لأي سياسي أو مراقب نكران أنّ لروسيا مصالح في بلداننا ولكنها لا تماثل المصالح الأستعمارية الأمريكية وميكافيليتها المقيتة في تعاملها مع الشعوب المقهورة ، ولا ننسى أن الأتحاد السوفييتي وقف إلى جانب العرب في معاركهم السياسية والعسكرية ضد الأستعمار الغربي وأسرائيل الصهيونية ، ومن ينسى وقفة روسيا إلى جانب مصر في العدوان الثلاثي 1956 وردع ذلك العدوان بالتهديد الروسي بأستخدام الصواريخ الموجهة ضد المعتدين ، وزود مصر بالمعدات العسكرية بعد هزيمة 1967 ، ومن ساعد في بناء السد العالي بعد أن تخلت أمريكا عن الدعم المالي لبنائه ، ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية ، وهي التي أستعملت الفيتو ( حق النقض ) لصالح العرب والقضية الفلسطينية ولعدة مرات .
وأن التدخل الروسي في ضرب داعش في سوريا أولاً والعراق لاحقاً  فيما أذا أستلمت طلباً رسمياً من حكومة العراق بضرب مواقع داعش، وأرى بأنها فرصة ذهبية  في طلب روسيا لدك مواقع داعش وطردها من العراق وهي مسألة واردة في مسيرة تأريخ الشعوب في قبول وطلب المساعدة على سبيل المثال طلب الكويت المساعدة الأمريكية عندما أحتله صدام ، وطلب بلجيكا والنمسا المساعدة الأوربية لطرد النازية من أراضيها ، وثم أنّ المساعدة الروسية غير مشروطة ، والظاهر انّ المعارضين لهذه الفرصة  الوطنية هم في صفوف أعداء العراق وما تمخض منه مؤتمر( الدوحة) في الشهر الفائت ، ولا ننسى  أنّ العدو الداعشي متمكن ومسنود بالمال الخليجي واللوجستية الأمريكيىة والغربية والتسهيلات التركية وها نرى سوريا ولثلاثة سنوات لم تتمكن من زحزحت داعش شبرا واحدا بل أمتدت وأحتلت أكثر من 70 % من أراضيها ، أما في العراق أصبح أقوى بأستيلائه على الأسلحة والذخيرة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من دبابات ومدفعيات وهاونات وصواريخ وعربات مجنزرة من خزين معسكر غزلاني  في الموصل وغنائم ما تركه المنهزمون من الجنود والشرطة المحلية ، وتعاظمت قوتها وقدراتها القتالية ، وقوتها المالية نشرت صحيفة ( كومير سانت )الروسية أنّ المراقبين يعدون تنظيم داعش أضحى أغنى تنظيما أرهابيا في العالم تقدر أمواله بسبعة مليارات دولاار ، من 44 ألف برميل من النفط الخام من آبار وحقول سورية، و4  آلاف برميل من نفط العراق ، وهذا دليل واضح على نية أمريكا وتحالفها الغير صادق والغير جاد أنّهم يريدون الأبقاء على داعش في المنطقة لغرض ( الأبتزاز) وأنّ التحالف الرباعي المتكون من روسيا وأيران وسوريا والعراق تلقى من العالم الحر ترحيبا كما ورد تصريحاً من حكومة الصين في الأشتراك في الضربات الجوية ، وكذلك هدد رئيس كوريا الشمالية بدمار الدول المساندة لداعش  .
وأخيراً // في غضون أسبوع من الضربات الجوية الروسية دمرت 131 مركزا قياديا وحطمت كل أوكارها ومخازن أسلحتها وأماكن تجمعاتها ومراكز أتصالاتها وضرب قوافل أمداداتها وقطع الطرق عليها ، بطائرات سيخوي 24 ، 25 ، 34 وخاصة سيخوي 30 S M المتجددة والمتطورة وهي تدك كهوف توروبورو السورية وخنادقها المتعفنة المظلمة وتدمير دكات النخاسة الملوثة بالهوس الجنسي الفرويدي لدولة الخرافة  في الّرقة وحلب وأدلب  بدقة متناهية من الجو ومن بحر قزوين حيث أنطلقت الصواريخ المدمرة من بعد 1500 كم ، وحققت خلال عشرة أيام 160 طلعة جوية مقابل سبعة آلاف طلعه أمريكية منذ سنة ونصف ولم تحقق شيئاً على أرض الواقع ، لذلك بدأ عواء آل سعود وآل ثاني وآل مهيان وأستنفرت علماء السوء بأصدار سلاحهم القذر والغبي فتوى قتال الروس ، فرد عليهم " بوتين" : { أننا في حربٍ مقدسة ضد أعداء الحياة والأنسان بل سخر من الناتو بقوله : نحن بعشرة أيام قلبنا الطاولة على رؤوس ممولي داعش ، فماذا فعلتم أنتم ؟ خلال أكثر من سنة ونصف ، وأضاف ليس أمام حلف الناتو وأمريكا وتحالفها الغير مقدس " خيارين لا ثالث لهما " أما الوقوف مع معسكر الخير والسلام أو الوقوف مع معسكر الشر والحرب ، فأنْ أختاروا السلام فأهلاً بالسلام وأن أختاروا الحرب فأهلا بالحرب }
في 9 / أكتوبر/ 2015     



255
جلال الشحماني/ رايه نضالية وطنية
عبد الجبار نوري / السويد
آه -----  آه يا عراق لا تفي كلمات الغزل وجميع مذاهب العشق وخواطر الرومانسية بك يا وطني ---- يا نبض القلب وحدقات العيون ( كلك على بعضك حلو ) وأحسن الشاعر محمود سامي البارودي في حنين الوطن :
وكيف أنسى دياراً قد تركتُ بها / أهلاً كراماً لهم ودي وأشتياقي
إذا تذكرتُ بهم أياماً سلفت / تحدرت بغروب الدمع آماقي
فيا بريد الصبا بلّغ ذوي رحمي / أنّي مقيمٌ على عهدي وميثاقي

فلا بأس ما عانينا ولاقينا منهُ صنوف الضيق والتعسّف بيد أنّ فيها نكهة لذيذة كما يقول المثل ( كرصة الحبيب كطعم الزبيب ) وكنا يوم أمس في سيمنار ثقافي في نادي 14 تموز/ ستوكهولم ، وأعجبني رأي زميلنا الكاتب والباحث الأستاذ " فرات المحسن " وهو يقول " لا بأس عليكم أنّ العراق أبونا والأب له الحق في مصير أولاده فألّمنا وسجننا وأبعدنا خارج الوطن " نعم ياعزيزي تقبلنا منه بكل رحابة صدر لأنهُ هو الآخر بيع في مزاد العهر السياسي ولم يستطع مقاومة الضغوط الداخلية والأقليمية والخارجية وخاصة ألاعيب المخابرات الأمريكية .
رحماك يا عراقنا الحبيب كم كبوة كبوت عندما لازمك الطالع السيء منذُ بزوغ هلالك البهي على ربوعنا وسهولنا الخضراء في 1920 وألى اليوم وأنت تعاني الأسر والحديد يكبل يديك يقودك مجنون تارة ووغد عسكري مغامر تارة أخري  وزجوك في معاهدات مشبوهة وحروبٍ عبثية لا ناقة لك فيها ولا جمل ، جاءت على الأخضر واليابس ، وللأسف أستلمك المعارضون بعد 2003  وفشلوا في تحقيق أصلاح ما هدمه  النظام الصدامي بل باعوك للصوص المال وأوصلونا إلى الأفلاس ، والخراب في البنى التحتية والفوقية ، وأنهيار الدولة المؤسساتية محفوفة بأنفلات أمني وعسكري ، وتسابق ألف أبو " رغال "  لتسليم مفاتيح أبوابك المقدسة إلى دولة الخرافة داعش . لذا اليوم"أما أنْ نكون أو لا نكون"حيث لابدّ من   {التغيير } فهب شعبك الغيور وبكافة أطيافهِ بتظاهرات سلمية حضارية متمدنة تطالب الأصلاح والخدمات وهي مستمرّة بأصرار للوصول للتغيير  .
ونقطة نظام سُجِلتْ على الحكومة الأتحادية وهي يوم 23/ من أيلول الماضي عندما قام مسلحون مجهولون يستقلون عجلات من نوع ( تاهو ) قد أقتحموا مطعما شعبيا في منطقة الوزيرية وأختطفوا تحت تهديد السلاح الناشط المدني " جلال الشحماني " وصاحب المطعم وأثنين من زملائه الناشطين المدنيين في بغداد بوضح النهار ، ولا زال مصيرهم مجهولا لحد الآن ، ويذكر أنّ أختطاف الشحماني ليس الحالة الأولى ضد العناصر البارزة في الحراك الجماهيري المطالبة بالأصلاح ، أذ كان مجهولون أغتالوا الناشطين { مسلم هيثم الركابي ووليد سعيد الطائي} كما أغتالوا الشيخ { صباح الكرموش } وهو من أبرز منظمي الأعتصامات في البصرة ، وواجهت شرطة الحكومة المحلية في الحلة المتظاهرين بالرصاص الحي ، وقاموا بالأعتداء على مجموعة من المشاركين في تظاهرات بغداد .
وفي الناصرية خرجت تظاهرات حاشدة وفي جميع محافظات الجنوب والفرات الاوسط تطالب بأطلاق سراح الناشط المدني " جلال الشحماني " مع أثنين من زملائه المتظاهرين فورا وعبروا عن أستيائهم وأستنكارهم ، ومحاسبة الجهة التي تقف وراء عملية الأختطاف ، ونحن بدورنا نستنكر وندين هذه الأعمال الصبيانية لأسكات صوت الحق من قبل عدد من الجهات التي لا تريد للعراق وأهله خيراً ، وأنّ السكوت عن مثل هذه الممارسات العدوانية سيعمل على وقوع أعمال مماثلة لأستهداف الناشطين المدنيين في جميع محافظات العراق ، وأنّ الممارسات القمعية التي طالت المتظاهرين الناشطين في البصرة والناصرية والحلة مؤشراً خطيراً وتحدياً للديمقراطية والدستور الذي كفل للفرد العراقي المطالبة بحقوقه وبطريقة سلمية ، وشعاراتهم الأصلاح والعدالة الأجتماعية ومحاربة الفساد .
وأخيرا // أنها رساله إلى حكومتنا الأتحادية وبالأخص رئيس الوزراء الدكتور " العبادي " أقول: يا سيدي في لغة ثورات وأنتفاضات الشعوب انّ (مارد)المنتفضين الثوار قد خرج من قمقمهِ من الصعوبة بمكان أرجاعهِ إلى حيث كان لأنّ غالبية الشعب العراقي يعاني البؤس والضراء وسوء الحال ، فالحراك الشعبي خرج اليوم للتظاهر ليس من باب البطر والسفاهة فهو يؤمن بحتمية التأريخ التي ستوصل ثورة الشباب إلى "التغيير" فحذاري منه حتما قد لا يكون في صالحكم يا أصحاب القرار السياسي ، لأنّ المماطلة والتسويف والممارسات الأجرامية وكم الأفواه وأسكات الأصوات الوطنية الحرّة تشكل خطراً كبيراً على العملية السياسية وأزيدكم علماً بأنّ المتظاهرين في 3 آب رفعوا سقوف مطاليبهم لأدراكهم بأن الحكومة ليست جادة في تحقيق الأصلاح : 1-ألغاء مجالس المحافظات 2- حل مجلس النواب 3- حكومة طواريء 4- أنتخابات مبكرة 5- دق أبواب المرجعية لأصدار فتوى تحريم سرقة المال العام ، فمن باب الحديث النبوي ( الكلمة الطيبة صدقه ) أستجيبوا لمطاليب الشعب المحروم والبائس والمضطهد ، ومعاملة المنتفضين بالرفق والحسنى لا بالأساليب الديماغوجية ، { وأثبتوا للعالم ولنا بأن الحكومة لها هيبتها وعدالتها وأطلقوا سراح الناشط المدني " جلال الشحماني" ورفاقه وحاسبوا المختطفين بتقديمهم للعدالة ----- والله من وراء القصد .
في 7 / أكتوبر / 2015




256
دردشه فارغه / مع وزارة الداخلية العراقية
عبد الجبار نوري / السويد
بالتأكيد أنّ وزارة الداخلية من الوزارات الأستراتيجية المهمة ، لذا نجد أنها تخضع هيكلتها إلى العلمية والموضوعية بمهنية دقيقة جدا ، وما نراه اليوم في دول العالم المتقدم والمتحضر وجوب الرجل المناسب في المكان المناسب ، أي أنْ يكون الوزير المنتخب طبعاً ذو حسٍ مخابراتي ، وصاحب عقيدة عسكرية ، ومحاط بمستشارين قانونيين ، وملم بلائحة حقوق الأنسان ، وخلية أزمة دائمة ليل نهار لأستلام المعلومة الأستخبارية وتحليلها وثُمّ القيام بالضربة الأستباقية لأكتساب " المبادرة " ، ويعتمد جهاز مخابراتي وطني الأنتماء والولاء ، وكل هذه السمات يجب أن تتوفر في وزارة الداخلية لكونها تتعلق بمصير المواطن مباشرة بأمنه ، وحقه في الحياة ، وحرياته في حق التعبير والعمل والسكن ، وضمان حقوق الأجيال المستقبلية .
وماذا عن وزارتنا الداخلية ؟ بالتأكيد أنها خارج التغطية ، لا تحمل أية صفة مما ذكرناه سلفاً ، فكانت تدار (بالوكالة ) قبل حكومتنا الحالية ولمدة أكثر من أربعة سنوات ، واليوم هي وزارة محاصّيّة جاءت عبر المقبولية والتوافق بين الكتل الطائفية والأثنية لذا وُلدت مشوّهة عرجاء مترهلة ضعيفة لا هيبة لها ، لكون الفساد المالي والأداري والمنسوبية والمحسوبية ينخر مكوناتها ، فسأذكر بعض (غيضٍ من فيض ) من الظواهر السلبية المميتة والتي هي المعاناة اليومية للشعب المبتلى وعلماً أنها تجري بعلم أصحاب القرار في الوزارة على سبيل المثال { أنْ كُنت لا تدري فهي مصيبة وأنْ كنت تدري فالمصيبة أعظم }
أولاً/ ظاهرة الخطف وهي أقذر جريمة عندما يبتز الفرد ويهان ويذل ، ومن مصادر حكومية 18 حالة خطف في الشهر من مختلف الأطياف وأبتزازه مقابل فدية ( خاوه ) وتكون تحت تهديد السلاح ، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بأقسى العقوبات (ولكن هذا القانون ميّتْ بنظر الوزارة لأنّ الوزير خطيه ما يريد القال والقيل!!! ).
ثانيا / تعرض الأطباء إلى تهديد العشائر ، كما جرى على الطبيب( المسكين) في البصرة يوم أمس عند وفاة مريض بعد أجراء عملية جراحية له وهي ليست الأولى التي تشهدها الملاكات الطبية من قبل ذوي المتوفين وخاصة في محافظات الفرات الأوسط والجنوبي ، وهي عملية مقصودة في تفريغ العراق من ذوي القمصان البيض ، ووزارة الداخلية عاجزة  ( وخايفه ) من تطبيق { قانون حماية الأطباء والكفاءات العراقية } .
ثالثا / أقتتال العشائر فيما بينها – وهي واردة في العراق – و لكن العجيب أنها تستعمل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة ، ولا تعجب أن في أشتباك عشيرتين في البصرة قبل أسبوع أستعملت الهاونات والمدفعية والدبابة !!! ( يعني معركة نهر جاسم وديزفول المأساوية ) ووزارة الداخلية تقف موقفاً متفرجاً  لا حول لها ولا قوة ، بل خائفة ومرتجفة من ردة فعل تلك العشائر ( ونتساءل هل هي وزارة أم خراعة خضرة  ؟؟ ) .
رابعاً / السطو على مكاتب  الصيرفة كا حدث في شارع فلسطين في هذ الشهر وبوضح النهار ، أقتحام مكتب وسرقة مبلغ 100 ألف دولار منه ، ونتساءل أيضاً أين عيون وزارة الداخلية من أموال الخلق وأرزاقهم وشعورهم بالأمان ( ويقول فايخ وبطران ليش أتهاجر الشباب بقوارب الموت والصهاريج المقفلة ؟؟ نعم عندما تدلهم الخطوب يسهل ركوب المنايا !!! ) .
خامساً/ الأنتحاريون والسيارات المفخخة و التفجيرات والعبوات الناسفة واللاصقة والكواتم وفقط في شهر أيلول المنصرم ومن مصادر أمنية خمسة سيارات مفخخة واحدة في منطقة الأمين الثانية وأخرى في شمال بغداد على حاجز أمني ، والثالثة على عمال مسطرفي الباب الشرقي والرابعة في شارع السعدون والأخرى بالحويجة جنوب كركوك ، وهكذا ( على هلرنه طحينج ناعم ) راح ضحيتها أكثر من 250 بين قتيل وجريح ومعوّق ، ونتساءل كذلك أليست من واجبات الأولى والرئيسية لوزارة الداخلية " توفير الأمن للشعب والحفاظ على حياته ؟؟
كل هذا الفشل المذل وهم متمسكون بالكرسي اللعين ، ولم نسمع أونرى مسؤولاً قدم أستقالته كما يجري في الكثير من دول العالم عندما يشعر المسؤول بأنهُ السبب  في النكوص والكارثة ----
في 1/ أكتوبر / 2015



257
عبد الرزاق الحسني مؤرخ العراق المعاصر/
أضاءات وخواطر
عبد الجبار نوري / السويد
مقدمه/ السيد عبد الرزاق الحسني شيخ المؤرخين الكبير 1903 – 1997 فهو شخصية وطنية وقومية ، وموسوعة علمية  كتب تأريخ  العراق المعاصر الحديث بمساحة زمنية شاملة منذ 1921 حتى 14 تموز 1958 ، وبشكلٍ نزيه وصادق فيما كتب فهو لا يداهن ولا يجامل وبقلمه النظيف طوال أكثر من 50 سنة ، أغنى المكتبة العراقية ببحوثه ومقالاته الثرة ومؤلفاتهِ التي زادت على أكثر من ثلاثين كتاباً ومجلداً بعضها بثلاثة أوعشرة أجزاء ، ويجيد التكلم باللغة التركية والفرنسية والأنكليزية ، رحماك يا حسني أي قلمٍ سيال وخزين ذاكرة ألكترونية تمتلك يا موسوعة العراق ؟
آثاره المطبوعة : لهُ أكثر من 29 مؤلفا في التأريخ والسياسة ، وأطياف الشعب العراقي ، والصحافة ، والأغاني ، والرواية وهذه بعضها : - تأريخ الوزارات العراقية / عشرة أجزاء – تأريخ العراق السياسي/ ثلاثة أجزاء – العراق بين دوري الأحتلال والأنتداب – الثورة العراقية الكبرى – العراق في ظل المعاهدات – العراق قديماً وحديثاً – الخوارج في الأسلام – البابليون في التأريخ – رواية تحت ظل المشانق-تأريخ الأحزاب السياسية في العراق – الأيزيديون حاضرهم وماضيهم – الصابئة في حاضرهم وماضيهم – تعريف الشيعة – المراقد المقدسة في العراق – تأريخ الأحزاب السياسية في العراق – ثورة النجف بعد مقتل حاكمها " كابتن ماريشال " أسرار أنقلاب بكر صدقي   .
بدأ حياته في حقل الصحافة نشر مقالاته وبحوثه في جريدة ( المفيد ) لصاحبها زكي حلمي العمر  ، وعمل مراسلاً لجريدة الأهرام  ، وأصدر جريدة ( الفيحاء ) في الحلة .
حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في التأريخ م جامعة بغداد 1992 ، كما حصل على الوسام الذهبي من الأتحاد العام للكتاب والمؤلفين في العراق عام 1996 ، ولديه حضور في مؤتمر " المستشرقين " الخامس والعشرين والذي أنعقد في موسكو عام 1960
منهجية المؤرخ الحسني السردية في صياغة الحدث التأريخي
-أنّ منهجه يقوم على " مراجعة الأصول وتدقيق المراجع ومطابقة الوثائق مع اصولها ، والأتصال بأصحاب العلاقة وصانعي الأحداث آنذاك ، ومن ثمّ تكوين فكرة صحيحة عن الظروف والمناسبات أي أنهُ يهتم بالوقائع الرسمية ، كتب في الرواية أثناء دراسته في دار المعلمين العالية ، كتب فيها رسالة ( تحت ظل المشانق ) ثُمّ أتجه إلى الشعر وهجرهُ بأتجاه التأريخ كمادة دسمة للكتابة قد لا تحصل في كتب اللغة والأدب .
- وهو المؤلف الذي ضرب رقماً قياسياً في أعادة طبع الكتب لم ينلهُ كاتب سابق قبل  " الحسني "، فأصبح يطبع من الكتاب الجديد خمسة آلاف نسخة ، وأنّ كتاب  (الأيزيديون في حاضرهم وماضيهم )والذي تُرجم إلى اللغة التركية والفارسية ، فأنه أعاد طبعهُ عشرة مرات ،وكتاب ( تأريخ الوزارات العراقية ) بعشرة أجزائهِ أعيد طبعهُ سبعة مرات .
- جهود عبد الرزاق الحسني في أرساء أسس المدرسة التأريخية العراقية المعاصرة ، معاتباً المؤرخين والعاملين في الحقل الأدبي والثقافي في أواخر حياته { أننا كنا نحفر بالمجرفة وأنتم اليوم تحفرون بالأبرة } وكتب وألف في أقسى الظروف عندما أعتقل  وسجن – لمواقفه الوطنية -  وأبعد إلى سجن الفاو وثُمّ سجن العمارة ولمدة أربعة سنوات أللّف في زنزانته الموحشة { تأريخ العراق السياسي } بأجزائه الثلاثة وهو الكتاب الذي نال جائزة المجمع العلمي العراقي لأحسن كتاب قدم عام 1949 } وطُبع ستة طبعات ، وأذا كان المرض يعطل طاقات البعض من الناس ، فأنّهُ يستمد من مرضه قوّة أستثنائية تتدفق المزيد من العطاء ما دام قلمهُ لم يجف بعد ومواهبهُ لم تتوقف ، وهو على فراش المرض أنجز كتابهُ المشهور { تأريخ الأحزاب السياسية  منذ عام 1908 حتى ثورة 14 تموز 1958 } .
- كان مولعاً بل مختصاً في صياغة المذكرات حيث يخرجها بحلة أدبية منسقة تتطابق مع الواقع والحقيقة لذا كان رؤساء الوزارات والوزراء والشخصيات البارزة في الدولة آنذاك يترجونه في كتابة مذكراتهم ، ويشترط عليهم  تزويده بوثائق وشواهد ومستندات تثبت وتؤييد صحة الأحداث وسيرة المذكرة الشخصية  ، كتب  أولاً مذكرات الملك فيصل  الأول أبن الحسين {----- وتزوج الملك فيصل الأول أبن الشريف حسين من (حزيمه ) أبنة عمه ناصر 1905 وأنجب منها الأميرة عزّه وراجحه ورئيفه والملك غازي { وحين رُشح الأمير فيصل لعرش العراق نصحهُ والدهُ الشريف حسين قال لفيصل :  " يا ولدي هذا العراق لا يؤتمن فقد غرر بعمك الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليه السلام حيث دعوه ثُمّ قتلوه ، فأذهب أليها وحدك ، والأيام شواهد على ما سيحدث فيما بعد " وثُمّ يضيف فيصل الأول ملك العراق في 1933 عندما عايش العراقيين كتب في مذكراته بقلم المؤرخ عبد الرزاق الحسني ما يلي " لا يوجد في العراق شعب بل توجد كتلات بشرية خيالية ، خالية من أية فكرة وطنية ، متشبعين بتقاليد وأباطيل دينية ، لا تجمع بينهم جامعة ، سماعون للسوء ، ميالون للفوضى ، مستعدون دائماً للأنتفاض على أية حكومة كانت " ( عبد الرزاق الحسني / تأريخ العراق السياسي ج1 ص12 .
وكتب مذكرات رئيسي الوزراء الأسبقين " علي جودت الأيوبي " و" ناجي شوكت " وأشرف على مذكرات الوزراء  عبد العزيز القصاب وطه الهاشمي وتحسين العسكري ، وكذلك نقح وبّوب وفصّل مذكرات اللواء الركن أبراهيم الراوي حتى ذهب معه إلى بيروت لكي يشرف على طبعه.
-يمتاز الأستاذ عبد الرزاق الحسني بخصال فريدة يندر أنْ تجتمع في غيره من المؤرخين فهو يتوخى الصدق والحق في كل ما كتب ويكتب رغم صعوبة الخوض في أحداث ما زال بعض رجالها أحياء يملكون من أسباب القوّة والمنعة ما يحرج الباحث .
الخاتمة/ الحسني شيخ المؤرخين في عراقنا المعاصر فقد كان شخصية وطنية ، تعرض خلال حياته إلى السجن والتعذيب لمواقفه الوطنية قضى معظم حياته في البحث والتأليف فكتب تأريخ العراق والأمة العربية بصدقٍ ومنهجية وعلمية وبأمانة وأخلاص لذا تُعدْ كتبهُ " مراجع تأريخية " وأرشيف لذاكرة العراق الثقافية والأدبية .
المجد والخلود  للمؤرخ والباحث والقامة العراقية " السيد عبد الرزاق الحسني رحمه الله
  / في 30 أيلول / 2015
 


258
المفكر عبد الخالق محجوب / القائد الشيوعي السوداني

عبد الجبار نوري/السويد
توطئة // صحيح أننا سلكنا هذا الطريق الوعربواسطة هدى النظرية الماركسية وكانت الحافز لوثبة شعبنا ومطالبته للحرية والديمقراطية فهي ثمار " النظرية الشيوعية "----- مقتطف من دفاعه أمام محكمة النميري العسكرية 1971
آبيات للشاعر " محمد الفيتوري " يرثي المناضل عبد الخالق محجوب
لا تحفروا لي قبراًسأرقد في كل شبرٍ من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس في حقول بلادي
فمثلي لا سكن قبراً
العرض// المفكرعبد الخالق محجوب 1927 – 1971 قيادي بارز في الحركة الشيوعية العربية والسودانية ، وعقلية الحزب ، فهو السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني 1949 – 1971 ، والنائب البرلماني عن دائرة  "أم درمان " ترك ماثرة فكرية وسياسية وقيادية وحداثوية في صياغة الفكر الشيوعي بقياسات الزمكانية السودانية ، في 1947 ساهم في بناء المنظمات والنقابات العمالية الحرّة التي بدأت تدافع عن حقوق الشعب السوداني المحروم ،  وأثرى المكتبة الشيوعية بمؤلفاته القيّمة وبحوثه الماركسية في عام 1953 تمكن من ترجمة وطبع أول كتاب شيوعي في مطبعة قانونية ونشرها في السوق هو كتاب ( الماركسية وعلم اللغات ) لمؤلفه " جوزيف ستالين " وفحواه دعوة في الثقافة الثورية ضد الأستعمار وخصوصا الأستعمارالبريطاني الجاثم على الشعب السوداني المعدم ،وترجم كتاب( تطورالنظرة الواحدية للتأريخ)/ لبليخانوف ، وتبنى فكرة تأسيس { مجلة الشيوعي )وهي أرشيف الكادر الحزبي المتقدم ، وحاول جاهداً في 1954 تغيير جميع القوانين البريطانية المتعسفة بطريفة ديمقراطة سلمية ، وكان له دور كبير في أشعال الشارع في أم درمان – منطقته الأنتخابية – وصارت الشرارة الأولى في توعية الشعب السوداني في أنتزاع حقوقه ، وطرد المستعمر بحيث قاد هذا القائد الشيوعي الفذ الحزب وسط الجو السوداني الملبد بأفتك المطبات السياسية وأعداء اليسار الماركسي التقدمي وأعداء السودان المتمثل بالرتل الخامس الداخلي  وأعداء الخارج الشمالي والجنوبي : 1- التيارات الطفيلية داخل الحزب ،وضع دستوراً للحزب بعد أنْ كانت تحكمهُ  ن العلاقات الشخصية والغير مبدئية  . 2- تمرد الجنوب التي فتحت أبواب التدخل الأجنبي بشكل سافر وخاصة بريطانيا والدول الأقليمية المجاورة وإلى أشبه بحربٍ أهلية بين الشمال والجنوب . 3- وكانت قيادته للحزب في أوج قمة السونامي الناصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر ، وظهور التيار الوحدوي القومي في الوحدة الأندماجية التي تتقاطع مع الآيديولوجية الماركسية التقدمية ، وللتذكير أن الفكر الناصري الوحدوي   (الأندماجي – القسري ) بقيادة جمال عبد الناصر هو الذي أسقط ثورة 14 تموز 1958 المجيدة في العراق وأغتيال زعيمها الشهيد وقائد الثورة " عبد الكريم قاسم ". 4- العسكرتارية والأنقلابات المتكررة ، فقد شهدت السودان (13) أنقلابا عسكريا منذ الأستقلال عام 1956 فله سجل حافل بالأنقلابات العسكرية ، ومن أكثر هذه الأنقلابات دموية وبشاعة هو أنقلاب 25 مايو 1969 بقيادة العميد (جعفر نميري )الذي سحق بدباباته المئات من مناوئيه ومعارضيه ، وخاصة قواعد الحزب الشيوعي السوداني وقياداته وكوادره المتقدمة  وأعدم  سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب شنقاً أثرأنقلاب 19 يوليو971 الذي قام به الجناح العسكري للحزب الشيوعي السوداني بقيادة المقدم "هاشم العطا" ولم يكن برضا " عبد الخالق محجوب لعدم توفر الضروف الموضوعية لهكذا حدث مصيري والسودان محاطة بأعداء مؤدلجين في الداخل من القوميين العرب والأسلامويين ، ومؤمرات المخابرات البريطانية في دعم أية حركة رجعية يحفظ لها أمتيازاتها ودعم التمرد في الجنوب السوداني ، أبدى توقعه بأنّ عمر ثورة "هاشم عطا" ليس أكثر من ثلاثة أيام ، نجح الثوار في البداية وأعتقلوا النميري لمدة ثلاثة أيام كما توقع حدس القائد الفذ " عبد الخالق محجوب "حينها لاحق جهاز الأمن النميري والمخابرات البريطانية وجهاز الأمن الساداتي قيادة ورأس الحزب الشيوعي السوداني " عبد الخالق محجوب "وألقي القبض عليه في أم درمان / سبتمبر 1971 ونفذ النميري  حكم الأعدام بالجميع ، أولهم زعيم الحزب " عبد الخالق محجوب شنقا والضباط الشيوعيين رميا بالرصاص ، ولم يكتفي بهذا الأجرام بل جعل من الخرطوم أنهاراً من دماء كوادر وأعضاء الحزب ومؤيديه ، وبشكلٍ هستيري فتح أبواب السجون والمعتقلات للشعب السوداني المقهور. 
{وسط هذا الصراع والمماحكات الفئوية والطبقية ، والتيارات الطفيلية داخل الحزب ، والتيارات الدينية المتزمتة والناصرية التي غزت عقول الشرق الأوسط برمته ، تمكن هذا القائد المحنك والمناضل  الشيوعي الدؤوب وخلال 22 سنة من قيادته للحزب الشيوعي السوداني أنْ يجعل منه أوسع وأقوى حزب شيوعي عربي في المنطقة  العربية كماً ونوعاً }.
معتقده السياسي: *له رأي ثوري في المقولة {ينام فيها الحاكم وفي شعبه جائع وبين رعيته فقير ومحتاج } يقول : أنّها مفاهيم مثالية طوباوية ليس لها وجود على الخارطة الحياتية ، من البلاهة أنْ يؤمن بها الأنسان لكونها معتقد السفيه والمهزوم ، الثوريون يدخلون معركة الجذور طالبين رأس التنين هؤولاء يخلدهم التأريخ ، فتلك المفاهيم البالية لا تغيّر فيها الدكتاتوريات التي مسكت بتلابيب التأريخ في غفلة من الزمن كنبوخذ نصو وهتلر وموسوليني والحجاج وصدام فهم يستهزؤون بأفكار مونتسكيو وروسو * كان ذو حضور مؤثر في المحافل الشيوعية العالمية . * حاول أيجاد صيغة سودانية للماركسية بدلا من التطبيق الحرفي للتجربة السوفيتية والصينية . * عارض أنقلاب " نميري " 25 مايو 1969 لتعارضه مع مبادىء الديمقراطية والحرية ودفع حياته ثمنا لهذا الأنقلاب التعسفي معتليا خشبة المشنقة وهو يهتف بحياة الحزب والشعب السوداني . * كانت رسالته الأساسية نشر الوعي بين الجماهير تطبيقاً لمقولة ماركس :{ ليس المهم تواجد الفقر والعوز بل توفر الوعي للخلاص عبر التغيير } ، أثناء محاكمته الصورية أمام المحكمة العسكرية النميرية ، سألهُ القاضي ماذا قدمت لشعبك ؟ أجابه عبد الخالق وبهدوء شديد (الوعي بقدر ما أستطعت ) . * محاربة  ( العسكرتارية ) وشجب الأنقلابات والوقوف ضدها وحتى أنّهُ عارض أنقلاب الضباط الشيوعيين في 19يوليو 1971 والتي سميّتْ بثورة "هاشم العطا" – التي نجحت وألقى القبض على جعفر نميري وأودعه السجن لثلاثة أيام وفشلت بسبب الموقف الخسيس من العقيد معمر القذافي الذي أجبر الطائرة البريطانية  المتجهة إلى الخرطوم للألتحاق بالثوار والتي على متنها خمسة ضباط من الخط العسكري للحزب والمشاركين في الأنقلاب - على الهبوط في بنغازي الليبية وسلمهم إلى النميري الذي أعدمهم فوراً وكذلك تدخل السادات بقصف الثوار ومعسكراتهم في الشمال والوسط بالطائرات ولأنّ جعفر نميري يؤيّد السادات في  مشروعه الأستسلامي { كامب – ديفد } وكان دور المفضوح للمخابرات البريطانية في أعادة النميري والقضاء على الحزب الشيوعي السوداني الذي تنامى بقوة على الساحة الداخلية والخارجية – .
ولعنة التأريخ لحقت بالخونة حيث قُنل القذافي على يد ثوار الربيع العربي وبأبشع طريقة ، وأغتيل السادات على يد الأخوان ، وأصيب النميري بالسرطان وخرج للعلاج ، وأشعلت الخرطوم أنتفاضة شعبية منعوه من الدخول فلجأ إلى القاهرة مهزوماً كسيراً مخذولاً وذليلاً--- اللهم لا شماته !!!.
المجد كل المجد للقائد والسكرتير والمفكر وعقلية الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ " عبد الخالق محجوب "
هوامش البحث / كتاب الديمقراطية في الميزان –محمد أحمد المحجوب ، كتاب دفاع أمام المحكمة العسكرية – عبد الخالق محجوب ، كتاب عنف البادية – د- حسن الجزولي ، جريدة الرأي العام ، لمحات من تأريخ الحزب الشيوعي السوداني / عبد الخالق محجوب
في 20-9-2015


259
 
البرلمان العراقي/ والعد التنازلي لأعلان وفاته !!!
عبد الجبار نوري/ السويد

مجالس ألنواب في ألأنظمة ألديمقراطية أوألدكتاتورية تشكل ضلع ألمثلث ألهندسي ألمتساوي ألأضلاع برفع ضلع منهُ ينتهي ألشكل ، بذلك يكون ألمجلس ركنا أساسيا في بناء ألدولة ألمتكونة من : مجلس ألأمة(تشريعي) ومجلس ألوزراء وألرئاسة (تنفيذي )ومجلس ألقضاء . وتكون هذه ألهيئات ألثلاثة في ألأنظمة ألديمقراطية مستقله غبر قابلة للخضوع وألتأثر وتسمى  ب( ألدولة ألمؤسساتية) أما في ألنظم ألشمولية ألدينية أو ألأنقلابية تكون شكليه وصوريه تدار من قبل ألقائد ألأوحد .
وألحديث عن مجلس ألنواب ألعراقي ذو شجون أنه أظهر للعالم صورة سيئة -غير مسبوقة – في أي دولة ناميه(نايمه)في ألفوضى وألفساد ألأداري وألمالي ، غير ان للمجلس وظائف وواجبات وسن قوانين مصيرية لمستقبل ألشعب ألعراقي وهي : تشريع ألقوانين ألأتحادية  ، ألدور ألرقابي على سير السلطة ألتنفيذية  ، أبرام ألمعاهدات ، ألموافقة على ترشيحات  ألمسؤولين ، أنتخاب رئيس ألجمهورية ألذي ينتخب رئيس الوزراء ،  وهي معارضة لتصحيح سير ألحكومة .
والمضحك في سوقية وضحالة هذا المجلس  وما وصل أليه الآن هو أنهُ أشغل نوابه النشامى خلال سنة 2015 بتشريع قوانين مهمة جداً--- جداً تتعلق بمصير البلاد والعباد ورغيف الخبز وسقف السكن وأختزال رقم الفقر والبطالة ومكافحة الأمية والسرطانات المستشرية والفئة الشبابية المهاجرة وتوفير ماء الشرب النظيف والكهرباء ---- فأنّهُ أنجز: الأتفاقية الأولى / حول أنظمام العراق لأتفاقية السير على الطريق الدولي التي تسمى بأتفاقية فيينا وتهدف إلى السلامة في السير على الطرق الدولية ، وأشغلت نوابها المساكين وبهذا الحر التموزي - ( مو خطيه أتق الله يارئيس المجلس السندبادي ) - ، بالأتفاقية الثانية / التصويت على الأنضمام لمعاهدة المحافظة على أنواع الطيور والحيوانات  المهاجرة ، نعم أنّ فقرة هجرة الحيوانات أهم من نزوح أربعة ملايين تحت خيمة العراق وهجرة خمسة ملايين إلى دول المنفى تستجدي اللجوء !!! ولا تسمع غير الهرج والمرج والصخب والشجار بالأيدي وأحياناً جلكم الله بال---!!!ولعدم وجود نظام داخلي ترى تغيّب أكثر من ثلث 325 عضو أي في أكثر المواضيع سخونة يحضر61 2عضو وهم يقيمون في فنادق اربيل ودبي والرياض وعمان وأسطنبول أويسجل حضور في كافيتريا المجلس.
أما القوانين التي تهم الشعب ومستقبل أجياله فأنها مؤجلة ومركونة على الرفوف مثل قانون النفط والغاز، وقانون ألغاء القوانين الجائرة الصدامية المعمول بها لحد الآن ، وقانون المحكمة الأتحادية ومجلس القضاء الأعلى ، وقانون مجلس الخدمة ، وقانون تجريم حزب البعث- المحظور دستورياً – والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والأرهابية ، وقانون ترسيم الحدود بين المحافظات ، وقانون العفو ، وقانون سُلّمْ الرواتب الوظيفية والتقاعدية لجميع موظفي الدولة من أعلى الهرم إلى القاعدة بالتساوي . فيا تُرى أين الوطنية والنزاهة والأنتماء للوطن ؟ عندا يكون مثل هذا العبث والفرهود والترهل وغياب الضمير والوازع النفسي ونكوث القسم وبهذا وذاك تحوّل المجلس إلى أشبه ب( سوك مريدي)- عفواً محشوم - لبيع وشراء المناصب والصفقات النفعية .
وفي الحتام تلبية مطاليب المتظاهرين في ( حل مجلس النواب ) الميت سريريا ---- ولتعلم أيها  المنتفض أنهُ { لا تغيير بدون صوتك ---- لا تغيير بدون صوتك ---- وصمودك ومطاولتك وصبرك}
 عبد الجبار نوري / ا/ستوكهولم
19-9-2015


260
ديلما روسيف / الرئيسة البرازيلية الحديدية
عبد الجبار نوري
صندوق الأقتراع أثمن وأجمل ابواب الديمقراطية الذي يكون فيصلا بين الشك واليقين ويقود العقل البشري ألى القناعة والرضا والأستسلام طواعية بدون أكراه وبسلمٍ وشفافية ألى ما ينطق بهِ هذا الصندوق السحري المقدس الذي هو خارطة الطريق لدول العالم المتمدن ، فيكون المرشح بوصلتهُ تشير الى الوطن لا الى نزواتهِ الذاتية والفئوية  كما جرى في تشكيل الحكومة العراقية 2014 حين خرجت كتلة  دينية متنفذة  ب ( فرية جديدة غير مسبوقة ) عندما شعر زعيمها بأهتزاز موقعهِ أخرج سيناريو " المقبولية الأنتخابية " بدل الأستحقاق الأنتخابي الذى يعني ألغاء صندوق النجاة الأنتخابي والذي يقطع الطريق أمام المستحق وبالتالي { لالزوم للأنتخابات } وأنّ التوافقات أثبتت هوية الخونة واللصوص ‍‍.
ولنتعلم مما جرى في أنتخابات الرئاسة البرازيلية يوم الأحد 5-10-2014 ، حيث  ضمّتْ قائمة أبرز المرشحين للفوز بفترة رئاسية جديدة مدتها 4 سنوات ، اليسارية (ديلما روسيف ) ، و الراهبه ( مارينا سيلفا ) وزيرة البيئة السابقة ، والأقتصادي (أسسيونيفز) مرشح يمين  الوسط يشغل حاكم ولاية ميناس ، ودُعيّ 142.8 مليون ناخب برازيلي ألى الأقتراع لأنتخاب رئيس أو رئيسة ، كذلك 27 حاكماً و513 نائباً فدرالياً و 1069 نائباً أقليمياً و 27 سناتور ( ثلث مجلس الشيوخ) من بين 26 ألف مرشّحْ لهذا المنصب ، وسبقتها دعايات ومناظرات تلفزيونية أمام الملايين ، وأنّ القانون البرازيلي ينص على أنّ التصويت " أجباري" لكل مواطن 18- 70 سنة .
و ذكرت هيئة الأذعة البريطانية أنّ الرئيسة الحالية للبرازيل المناضلة اليسارية { ديلما روسيف} تتصدر قائمة المرشحين للفوز لفترة رئاسية جديدة ثانية مدتها 4 أعوام – وهي تتطلع من موقع قوة الى الأنتخابات الرئاسية في هذا البلد العملاق الناشيء في أمريكا اللاتينية وهي خليفة رئيس البرازيل المحبوب ( لولا دا سيلنا ) –  وكان حديث الأعلام والأستطلاع قبل موعد يوم الأحد أن روسيف ستحصد 40 % وفعلا كان التنبؤ بمحله حصلت في المرحلة الأولى من الأنتخابات على  41.55 % من الأصوات ، وحصل منافسها  ( أسسيو نيفز ) على 59 .33 % وعند عدم حصول المرشحين على أكثر من 50 % من الأصوات جرت جولة ثانية من الأنتخابات في 26 اكتوبر من السنة الماضية ، والتوقعات أشارت بفوز روسيف بالولاية الثانية ، لكونها أستعادت بشعارها "  سياسة تغييرالبرازيل" سياسة جديدة حققت خلال فترتها السابقة من مكاسب أجتماعية وأقتصادية حيث سمحت لأربعين مليون فقير بالأرتقاء ألى الطبقة المتوسطة خلال 12 سنة من حكم ( حزب العمال اليساري) وأنّ هذهِ الأنتخابات أعتبرتْ  أكثر سخونة منذعودة البرازيل الى الديمقراطية سنة 1985 ، ومع نهاية الحملة الأنتخابية تخللتها مفاجئآت أشبه بالمسلسلات التلفزيونة البرازيلية ، ولكن قربها من الطبقات الفقيرة والشغيلة والعمال الكسبة المعدومين والمعوزين لذا حظيتْ بشعبية كبيرة مثل: أنعاش المساعدة الغذائية(بولسا فاميليا ) التي أستفاد منها 14 مليون برازيلي و المنازل الشعبية ال 6/3 مليون ألتى جرى بناؤها وتمّ تسليمها في مدينة ( مينا كازا مينا ) تحت عنوان {منزلي – حياتي } --- فالمجد لروسيف المخلصة لشعبها ووطنها البرازيل .
وفي 24-8-2015 أعلنت قرارها الشجاع في ألغاء عشر وزارات من مجموع 38 وزارة وذلك أشارة إلى القضاء على البيروقراطية في ظل الأزمة السياسية والأقتصادية التي تمرُ بها البلاد .
وهنا نتساءل هل الرحم العراقي عقمَ في أنجاب أمرأة بمواصفات ديلما روسيف أو الدكتوره أنجيلا مركل السياسية الالمانية التي تولتْ منصب المستشار في المانيا منذ 20 سنة وحظيت برئاسة الوزراء لثلاثة دورات حتى اليوم ؟؟؟ والظاهركما يقول المثل ( ما يجيبها غير نسوانها ) وذلك لفشل جميع وزراء العراق منذ التأسيس لحد اليوم " ما عدا الزعيم عبد الكريم قاسم " بيد أنّ في العراق نساء عظيمات ورائدات بذلن جهودا مضنية عبر نضالٍ شاقٍ وطويل وبرزت منهنّ طبيبات ومهندسات وشاعرات وسياسيات وقياديات نسوية ، والظاهر أنّ { مغنية الحي لا تطرب} ولأسباب قد تكون سايكولوجية تتعلق بالترسبات البدوية والعشائرية المركونة في أعماق العراقيين كما يقول الدكتور علي الوردي ولأنّ المجتمع العراقي أصلاً( ذكوري) تأريخياً فلم ينصف المرأة وهي بنظرهِ ليست أكثر من حاجة أو سلعة لسد رغبات الرجل ولايزال لحد اليوم تستعمل في أطفاء الحرائق بين العشائر المتخاصمة بما يسمى بالفصل العشائري ، ومع هذه الصعوبات المجتمعية تمكنت المنظمات النسوية تخطي الحواجز وأنتزاع حقوق النسوة وبعض من حرياتها المشروعة  حينما تقرأ الذاكرة العراقية في تنصيب الدكتوره نزيهة الدليمي أول وزيرة في العراق التي أضافت الحداثوية على قانون الأحوال الشخصية (قانون رقم 88 سنة 1959) منذ أكثر من 56 سنة ، والغريب في الأمر كأن الحياة في العراق تسير عكس عقارب الساعة في القرن الواحد والعشرين كاد هذا القانون التقدمي ان ينقلب الى عكسه !!  لولا الأصوات الخيّرة ومنظمات المجتمع المدني.
 ولنحدد قيمة  المرأة  العراقية عندما رشحتْ  نائبة نفسها منافسة مع الدكتور فؤاد معصوم لنيل منصب رئاسة الجمهورية تصوّرأنها حصلت على 35 صوت من مجموع 276 نائب أي بحساب عرب أنّها مرفوضة 87% ورشحتْ نائبة أخرى لرئاسة مجلس النواب وحصلت على 17 صوت من مجموع 273 نائب أي نسبة الرفض 93%( يعني تحت قبة البرلمان شويه عيار الطائفية أثقل !! (وخلف الله على الكوته الفرنسية) التي أوجدت رقماً نسوياً في المجتمع الذكوري ) المهم ألف تحية وأجلال وأكبار للواتي رشحن أنفسهن لأني لمستُ فيهنّ روح التحدي والشجاعة وهي رسالة للظلاميين الذين يعتبرونها "عورة " ولكسر المحاصصة ، وهبوط رصيد المراة الى دون الصفر في عهد دولة الخرافة عفواً الخلافة حين أعدمت نحراً نائبة المدعي العام في محكمة نينوى 1-10-2014 الأربعاء ( أبتهال يونس الحيالي ) وذنبها لنطقها بالقانون المدني الوضعي المتحضر والذي يعتبر كفر، وفي 22 أيلول الماضي أعدمتْ الحقوقية والناشطة المدنية ( سميره صالح النعيمي ) والأكثر تنكيل بالمراة أنْ  داعش نصبتْ لها دكة النخاسة  وعرضتها للبيع !! عفوا يا أختاه لقد قلّبتُ عليكِ المواجع وهذا قدركِ وأنت دوماُ داخل " الخدمة وخارج التغطية " ونعشك يسير عبر هذا الزمن الأغبر من الوأد الجاهلي الى التهميش الأسلاموي والى دولة النحرالظلامية التي شعارها القتل والسبي والبيع بالجملة والمفرد ،  تحت ظل الأسلمة المتشددة بالأكراه والتكفير -----
عبد الجبار نوري/ السويد
15- 9-2015

261
قانون الحرس الوطني/ والذهاب إلى المجهول !!!
عبد الجبار نوري /ستوكهولم – السويد
أنّ اليوم الثلاثاء 8-9-2015 يعرض أخطر قانون على مجلس النواب لتمريره ، وأنا في صباحه المبكر أتوجس الخيفة ، وتسير عقارب الساعة اللعينة أمامي ببطء شديد وكأنها هي الأخرى ساعة داعشية غايتها العبث بأعصابنا ، والآتي أعظم أن مرّ هذا السونامي والطوفان على ماتبقى من العراق أرضاً وشعباً ، عندها تجهز على سفينته الآيلة إلى الغرق ، اللهم أشهد أني بلغت بمقالات سابقة قبل ثلاثة أشهر بمخاطرهذا القانون  الرهيب على حاضرنا ومستقبل أجيالنا ، بالرغم مما يبعدني عن وطني الحبيب لا زلت أرتدي جلباب وطني الحبيب ، سوف أستعرض قرائتي السياسية المتواضعة  للساحة العراقية وخلال هذا الأسبوع ، وأقدمها مجاناً إلى قادتنا الصامتين والنيام لعلي أنطق أبي الهول ، وأحرك ما تبقى فيهم من شرف وحمية ومروءة ، ووضع سفينتنا على سكتها الصحيحة --- والله من وراء القصد :
يكفي أنّ قانون الحرس اللاوطني لقي تأييدا واسعاً في مؤتمر الخيانة مؤتمر الدوحة في قطر ، والذين يدعون إلى أقراره هم أنفسهم الذين أدخلوا داعش إلى الموصل والأنيار وتكريت ، وهم عصابات المنصات الأرهابية ، وأنّ مؤتمر الدوحة مشروع أمريكي – قطري لآنهاء صراع القوى السنيّة في الداخل والخارج وتوحيدها تحت خيمة أرهابية واحدة ، ومصالحة أطرافها ، وبعدها سيكون لها خارطة طريق للتعامل مع القوى الأحرى ، ولوحظ نشاط حزب البعث المحظور في المؤتمر واسعاً بشكلٍ تمكن بأعلامه  الكوبلزي الديماغوجي المخادع والموجّهْ أنْ يحضر مندوباً عن الأمين العام للأمم المتحدة وشخصيات سياسية وأعلامية للمؤتمر ، وهو الذي وضع قانون الحرس الوطني على جدول أعمال المؤتمر ، بالأضافة على وضع القانون المذكور في طلباته الختامية ، وبعدها شكل البعث وفداً أعلاميا لمقابلة المنظمات العالمية ورؤساء الدول وخاصة أمريكا وبريطانيا الساعين أصلاً إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة دول أثنية وطائفية ، وأنّ المؤتمر كان برعاية دولة قطر والأشراف الشخصي لوزير خارجيتها  ( خالد محمد العطيه ) .
وأنّ القانون بوابة لتكريس الطائفية ، ويحول المحافظات إلى دويلات كل واحدة لها حرسها وجيشها وأوراقها وسيؤدي إلى نزاعات بين تلك المحافظات على حدودها ومياهها وثرواتها ، ويكفي انّ متبنين هذا القانون هم فرسان مؤتمر الدوحة وقيادات البعث وأبطال الخنادق عفوا الفنادق ومنصات الأرهاب وهؤولاء هم أنفسهم أدخلوا داعش إلى الموصل .
الحل //
1-أقرار قانون الخدمة الأزامية ليكون بديلا عن هذا القانون الملّغم .
2- ترسيم حدود المحافظات ، وألغاء جميع القوانين الصدامية العبثية في زرع الفتنة بين المحافظات .
3- ترويج ونشر فتوى المرجعية { أنّ الحرس الوطني يؤسس لتقسيم العراق ، فمن يصوّت عليه تلحقه اللعنة إلى يوم القيامة }
4- لتصحو حكومتنا من نومتها وتغافلها عن المطبات الأستراتيجية التي تحيط وطننا ، وأنْ تلبي مطاليب الشارع الثائر وأنْ تضرب بيدٍ من حديد على بؤر الفساد والخيانة .
5 – وليعلم العبادي أنّ 22 وزيراً محاصصياً يرجعون إلى كتلهم لأجل التحريض والأرباك الأمني والمجتمعي ، فعليه تصحيح الكابينة الوزارية بالترشيق والتكنوقراط .
السويد /في 8- 9 -2015



262
ميركل --- والحس الأنساني المرهف
عبد الجبار نوري
أنّ دموعك الصادقة والساخنة على جثة الطفل السوري  قد مزقتني سيدتي ، وأشعرتني بالأثم ودفعتني أن أكفر بأنتمائي الذي لم يكن لي فيه خيار عذرا سيدتي أن البراءة الطفولية الملقات على شواطيء البحر أنها من آثام الأسلام الوهابي المتشدد سونامي البحرالمتوسط ، وقرش الكاريبي الذي لاحق صيد العجوز همنكواي ، وهوليكوست النازية الجديدة بل قولي أيبولا مؤطرة بفتاوى الظلالة السعودية الذي شعاره " أرهبوا هذا الطفل عدو الله وعدوكم " وهذا وذاك واحد من الطفولة السورية والعراقية المطروحة بين أكوام النفايات هاربة بجلدها من الراية السوداء المؤمنة بقهر الأنسان وأرهابه وجعله يعيش على فوهة بركان وكأنهم رضعوه من الفيلسوف النازي ألألماني " نيتشه " وهو يخاطب مؤيديه بأن أجعلوا عدوكم يعيش على فوهة بركان ، فالمجد لألمانيا الحرة ونمسا الأنسنة ، كيف لا وأنتم ترحمون وتعطفون على القطط والكلاب والعصافير ، لأنّ ثقافة المدرسة عندكم ترضع الأطفال الرحمة والشفافية والحنو والأطلاع على مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة التي تسمو بمشاعر الطفولة إلى الكمال الأنساني ، بينما مدارسنا اليوم وفي ظل هذا المد الديني العدواني المتشدد تلقن الطفولة واليافعين والمراهقين هايكر الحقد والكراهية والقسوة ويضطرونه لمشاهدة مناظر الذبح البشري ، والدم ، والقتل ، والأبادة الجماعية تحت شعار تكفير الكل حتى المسلمين --- فلك أن تتصوري كيف ينشؤون ؟ حينها ينتجون السيوف والمعاول للهدم والتمزيق وألغاء الكل لتحقيق هدف خيالي في أختزالٍ " زمكني " للوقت والمكان بأرجاع دوران كوكبنا الجميل ألفٍ ونيّف من السنين ( لحكم الخلافة )  الذي فشل في وقته في أستقطاب الجميع ، فهي سوسيولوجية الجيل الأنتحاري المتقدم اليوم ، والمؤطر بفتاوى الهوس الجنسي الفرويدي بانّ جائزتهُ في عالم اللاوعي الوهمي والسرابي في عالم الموت تنتظرهُ سبعة عشر من حسناوات الفردوس الموعود ، ويتضاعف عددهن  كلما أسقط أكبر عدد من الأبرياء بدمٍ بارد ، لذا زاد في رقم قتل الأطفال والأيتام والأرامل والتهجير القسري ، والهجرة المليونية إلى المجهول ومنافي الغربة ووحشة غاباتها وثلوجها والتي هي أقسى العقوبات الداعشية حيث يموت فيها المهاجر الغريب يوميا ألف مرّة -----
في 7- أيلول -2015

263
 

 دستورمفخخ/ أحذ ر!!! / وأي دستورٍ نريد ؟
عبد الجبار نوري// السويد
في مقابلة متلفزة في 4-11-2013 لرجل القانون الدكتور " مالك دوهان الحسن " وزير سابق بعنوان دراسات وأبحاث قانونية قال : الدساتير نوعان ، الدساتير الجامدة والتي يمنع بها المشرع الأجتهاد والتأويل بشكلٍ مطبق ، ويقيدها تقييداً كاملاً ، والأخرى الدساتير المرنة فيها يعطي المشرع الحرية في معايشة بعض الفقرات حسب الظروف المستجدة ، ويضيف على اللجنة المكلفة بكتابة الدستور أنْ تضع نصب عينيها " عبارة الصياغة في الدستور " وأهميتها تكمن في هذا السؤال هل الفقرة كذا قابلة للتطبيق ؟ أم عصيّة مثيرة للجدل ، ويتمحور كتابة الدستور حول  1- النظام العام 2-  الآداب العامّة   / أنتهى.
أي دستورٍ نريد ؟؟
ونحن لا يهمنا النوع بقدر ما يهمنا أن يتضمن الدستور بين دفتيه ما يمنع خرقهُ ، أو التحايل عليه ، وأن يكون واضحاً وشاملاً لا يقبل التأويل ، ويرفض مبدأ حمالة الأوجه ، ودستور يوحد العراق ولا يقسمهُ ، ودستور يؤكد على أستقلال القضاء ، والفصل بين السلطات ، ويحقق الضمانة لظهور جميع مؤسسات الدولة التي هي ركيزة الديمقراطية ، ودستور يحقق مباديء حقوق الفرد في الحريات الشخصية التي كفلتها المباديء الأممية في فوانين الأمم المتحدة .
وللأجابة على السؤال أعلاه أجاب الدكتور والباحث منذر الفضلي في كتابه ( مشكلات الدستور العراقي ) ويبدأ بشكلية الكتابة وأخرى متعلقة بفن الصياغة ومن بعدها مشكلة التفسير للنصوص الدستورية ، وتحديد الجهة المختصّة بالتفسير ، وذكر الباحث ثمانية مفاهيم حول تعديل الدستور :
1-أنّ الدستور كُتب وسط أجواء كان فيها أستعجال بلغت المحاصّة ذروتها .
2- بسبب المخاوف من الماضي ، وُضعتْ نصوص الدستور بصورة قيدت سلطات المركز في الحاضر والمستقبل .
3- يجب أنْ لاتكون اللامركزية هي الدكتاتورية ، وما يخشى منه أنْ تكون الفيدرالية تصادر الدولة .
4- وجود حيرة من النصوص " الغائمة " والغير واضحة .
5- أنّ هناك تجاوزات من أطراف الأقليم والمحافظات في النظام الفيدرالي ، ولا بُدّ أنْ تكون حكومة المركز قويّة .
6- أنّ حصر صلاحيات الحكومة الأتحادية وفتح باب الصلاحيات للأقليم والمحافظات غير صحيح أي أن تكون للحكومة الأتحادية الصلاحيات الواسعة  دون الأقليم والمحافظات .
7- أنْ يكون الأمن مركزبيد الحكومة الأتحادية فقط ، وأنّ السيادة مسؤولة عنها حكومة المركز .
8- أنْ يجري تعديل الدستور المطلوب وطنياً عراقياً وفقاً لهذه المفاهيم .
في 15-10-2005 كتب الدستور العراقي الجديد في ظل مجلس الحكم في بأشراف بريمر – في عهد الأحتلال الأمريكي- كتب على عجل ولم يدرس من قبل جميع خبراء القانون ، وتنقح بآراء وأفكار الأحزاب الوطنية ذات التأريخ العريق ، وكذلك الأطلاع على دساتير العالم المتمدن التي قطعت زمنا طويلا في الديمقراطية، بل كتبت بأقلام المحاصصة للكتل الكبيرة المسيطرة والمؤيدة من قبل المحتل ، فوضعت كل فئة متطلباتها المستقبلية وبسقوف عالية للحصول على الأمتيازات العالية  فلذلك ولد حاملا فايروس الشحن الطائفي والأثني في المحاصصة ،ومليئة بالألغام ، بشهادة رئيس الوزراء في حديث متلفز في شهر آب 2013 قائلا: (أن الدستور العراقي ملغم ) أنتهى . و أنه حمالة أوجه في التفسير، فكل يفسره على هواه وتحقيق آمال كتلته المشروعة والغير مشروعة ، حينها أصبح الدستور الباب الواسع لتقسيم العراق الى كنتونات صغيرة ودويلات متنافرة ومتخاصمة ،فعندما يحتدم الصراع والمماحكات والنقاش بين ساسة المحاصصة تنعكس تداعياتها السلبية على الوضع الأمني والسياسي والأجتماعي والأقتصادي، لأن كتابة الدستور لم يفصلوه على العراق بل على مقاساتهم هم ، وكأن العراق مشروع غنائم حرب بأسهم غير عادلة حسب قوة ومركز الكتلة ونفوذها وقربها من المحتل – كما كان يجرى في زمن  الفاتحين في غزواتهم(فذاك له الذهب والفضة وآخر له الجمال والخيول المسومة  ، والسبايا الجميلات للقائد الأوحد ، ولعامة المقاتلين الشعير والتمر-، وعندما صوت 12 مليون من الشعب العراقي على هذا الدستور كان محبطا محاطا بالفقر والجهل والمرض واليأس والقمع وكم الأفواه مدة 40 سنة من الدكتاتورية والحروب العبثية الطاحنة وأهدار ثروات العراق في نزوات حكامه فوافقت ووقعت على بياض (على الثقة) ، - ولو أن القانون لايحمي المغفلين- وتنطبق على الناخب العراقي هذه الحكمة { الشعب الذي ينتخب الفاسدين والأنتهازيين والمحتالين  والناهبين للمال العام والخونة لا يعتبر ضحيّة بل شريكاً في الجريمة } جورج أوريل / روائي كوبي .
ومن هذه الألغام التي طفت على السطح، وأكتشفها الشعب العراقي ليس عن طريق المجسات الآلكترونىة بل عن طريق فوضوية مجلس النواب وأسلوب التسقيط السياسي المجرد من أخلاقيات وقواعد المناقشة ، فهي كثيرة –لكل لغم وقته و رجاله- منها اللغم الكارثي {المادة 41 }هي مادة دستورية خلافية تنص:على (أتباع) كل دين أو مذهب أحرار في ممارسة الشعائر الدينية ،وحرية كل دين او مذهب في رسم خارطة طريق في حل أشكاليات أتباعها في مجال الأحوال المدنية ، والمآخذ على هذه المادة  من الدستور ترسيخ لحالة التباين الطائفي بين أفراد المجتمع الواحد ذي الديانة الواحدة ، ووضع حواجز (كونكريتية)بين الطوائف المذهبية وأعترفت بظاهرة التعدد المذهبي والطائفي بين المواطنين وشرعنها الدستور بصفة رسمية في الدولة،بل أعطتها أساسا دستوريا في تكريس وتعميق حالة الخلافات والمماحكات والتي تدفع الفرد للولاء والتخندق الطائفي  - في الدين الأسلامي  - والذي رفع القانون رقم 188/ 59جميع هذه التداعيات بأتفاق فقهي بين رجال الدين والقانون والتمحور حول المشتركات بين المذاهب والديانات،وتعتبرالمادة 41 الخطوة الأولى لأظهار اللغم الكبير الذي وضع في الدستور لنسف جميع المنجزات البسيطة التى حققتها المرأة العراقي .
فهو دستور قدمه الأمريكان لشعب العراق الغارق بالدماء سابقا حيث الحروب العبثية ولاحقاً حيث الفلتان الأمني والغارقة بالأزمات ، ولسابقة خطيرة في تأريخ المستعمرين أنْ يعلن الأمريكان أنهم محتلون بالرغم من معارضة الأمم المتحدة ، فولادة الدستور كان غير عراقياً " خديجاً" ناقصاً لكون ولادته كان من صفقة بين كتلة الأئتلاف الوطني والكردستاني تحت مظلة التواجد العسكري الأمريكي ، فأصبحت التشريعات القانونية وكيفية تنظيمها والتصويت عليها متأثرة بتوجيهات المحامي الضليع بالقانون الدولي " بريمر " وتسهيلات المعارضين الذين دخلوا مع المحتل ، لذا علينا أنْ نعلم من خلال تقييم مضمون مسودة الدستور العراقي الصادر من مجلس الحكم العراقي أنّ الغزو الأمريكي للعراق وأحتلاله ، والمشروع الأمريكي الشرق أوسطي الكبير والتي عبّر عنها وزير الخارجية الأمريكية في شهادة أمام الكونكرس الأمريكي بقوله { أنّ الهدف من أحتلال العراق هو أعادة صياغة الدستور العراقي الحالي بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم }
أخيراً ليس لنا أختيار غير التعديل بهذه التوجيهات :
1-يجب أنْ تعرض التعديلات على مجلس النواب دفعة واحدة للتصويت عليها . 2- لا تقر هذه التعديلات ألابموافقة أغلبية مطلقة لعدد أعضاء المجلس ، أي ينال التعديل ما لا يقل عن 138 صوت . 3- طرح المواد المعدّلة للأستفتاء الشعبي خلال شهرين من تأريخ أقرار التعديل في مجلس النواب . 4- من الخطأ العجلة من أتفاق ثلاثة كتل وقوى سياسية لأحتساب الدستور دستوراً دائماً ، فكان من المفروض أنْ يبقى هذا الدستور مؤقتاً ليعطي فرصة مناسبة لمراجعة وتصحيح أي خطأ أو نواقص أو غموض في الدستور أثناء التطبيق .
عبد الجبار نوري/ السويد في 3-أيلول -2015

264
أقرار قانون الأحزاب / قراءة تحليلية في تجلياته الأيجابية والسلبية
عبد الجبار نوري
أنّ الدستور العراقي لسنة 2005 أورد نص المادة 39 التي تضمنت / أولاً حرية تاسيس الأحزاب السياسية والجمعيات والأنضمام أليها أو الأنسحاب منها مكفولة وتنظم بقانون ، والثاني / لا يجوز أجبار أحد على الأنظمام إلى أي حزب أو جمعية أو جهة سياسية ، أو أجبارهِ على الأستمرار في العضوية فيها .والملاحظ أننا وبعد عشر سنوات لا زلنا بلا قانون ينظم تأسيس وعمل الأحزاب ويبين الأحكام القانونية والخاصة بالنظام الداخلي لأي حزب .
وصوّت مجلس النواب يوم الخميس 27-8-2015 بالأجماع على أقرار القانون ، ويعتبر القانون أحد ثمرات ضغوط الشارع العراقي على الحكومة والبرلمان من أجل أجراء أصلاحات جذرية سياسية وأقتصادية لأنقاذ العراق من وضعهِ المتردي ، ومن تراجيدية هذالقانون القابل للجدل بين موافق متفهم لثقافة المواطنة وبين كتل وأحزاب سوف يفقدها القانون ما حصلت عليه في المحاصّة الأثنية والطائفية من أمتيازات غير مشروعة  ، لذا وُضع على الرفوف والأدراج المنسية في البرلمان منذُ 2008 ، وللحقيقة التأريخية ظهرت فكرة تأسيس الأحزاب في عهد " بريمر" الذي فتح أبواب الأحزاب بجرة قلم وبشكلٍ  فضفاض وعشوائي عندما أطلق ديقراطيته المشوّهة فطفح على السطح أكثر من 100 حزب وكتلة فضفاضة ، بل قل دكاكين حزبية عندها وجد عرّاب المحتل بريمر هدفه في نظرية " فرّق تسد "، وللعلم أيضاً أنّ الدولة العراقية الحديثة في 1922 أقرت قانون الأحزاب ولكن تجاوزتهُ جميع الحكومات المتعاقبة ، ورغم حصول تغيير جذري في أعادة تأسيس الأحزاب في ثورة 14 تموز 1958 ، فأنّها أحضرتْ بعد حكم البعث في 63 و68 .
أيجابيات القانون // ** أقرار قانون الأحزاب خطوة متقدمة في أرساء الديمقراطية ( كما وصفه الحزب الشيوعي العراقي ) . ** وهو مكسب على طريق الديمقراطية ، وأنّ مجرد تشريع القانون يعتبر ظفراً وكسباً جماهيرياً وذلك لتثبيت "مؤسسات الدولة " التي تعتبر من الأركان الأساسية في الدول الديمقراطية ، أذ يعتبر من أفضل ما طُرح من مسودات لمشروع قانون على مجلس النواب منذُ 8 سنوات . **القانون خير ما كتب في منع التبرعات المرسلة من قبل أشخاص ودول أجنبية ، وحظر أستخدام دور العبادة ، والمؤسسات التعليمية لممارسة النشاط الحزبي والدعاية لصالح حزب ما أو ضدهُ . ** والقانون يعاقب الأحزاب ذات التمويل الخارجي ، وحظر قيام حزب بنشاط عسكري ، أو أمتلاكه ميليشيات . ** ومن حسناته المادة 12 / أولا – لا يجوز الأنتماء إلى أكثر من حزب سياسي في آنٍ واحد . ** حظي أقرار قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية بأرتياح واسع من جمهور الشعب ، ومعظم القوى والأحزاب السياسية في العراق لكونه كان الأمل المفقود منذ 2008 ،  : سد فراغاً قانو نياً لتنظيم عمل الأحزاب في البلاد ، وهو عمل أيجابي  يتماشى مع النهج الديمقراطي الجديد . ** وأنّ قانون الأحزاب سيكبح عمليات الأستئثار بالمال العام من قبل الكتل والقوى السياسية وتوظيفها في عملية الأنتخابات . ** أرتباط ثلاثة  مؤسسات ديمقراطية مع بعضها للتشاور والأنتقاد البناء والمتحضر وهي : قانون الأحزاب – قانون المفوضية العليا – وقانون الأنتخابات وهذا يعني فصل القانون عن السلطة التنفيذية كما كان في السابق  . ** دعم الحكومة للأحزاب بنسبة 10 %سيوفر أمكانية أفضل للأحزاب المجازة بأنْ تمارس عملها بعد أنْ كانت محرومة( وهي نقطة مثيرة للجدل) وأني من المعارضين لهذه الفقرة . ** وأشار الحزب الشيوعي العراقي بأنّ مقترحاتنا  الوطنية أخذت طريقها  إلى القانون  مثل {عدم ربط دائرة الأحزاب السياسية بأحدى وزارات الدولة ، وألغاء الفصل الخامس بتنظيم الحياة الداخلية للأحزاب ، وعدم السماح للأحزاب بتشكيل تنظيمات مسلحة مرتبطة بها تنظيميا ً، والكشف عن مصادر التمويل }** أن مشرعي القانون حسناً ما فعلوا عندما فصلوا القانون عن السلطة التنفيذية كما كان سابقاً . ** أنْ لا يكون بين مؤسسي الحزب عضو محكوم لأفكار تتعارض مع الدستور العراقي الحالي كالترويج الطائفي ، والتجسس ، أو جرائم مخلة بالشرف .
والأسباب الموجبة يوّضحها القانون في " ديباجته " الختامية : { بغية تنظيم الأطار القانوني لحرية وعمل الأحزاب السياسية في العراق الجديد ، وتشجيع تطورها من خلال أسلوب عملها وأهدافها وألتزامها بنظامها الداخلي بما يحقق المحافظة على أمن العراق ووحدته الوطنية ، وترسيخ قواعد الممارسة الديمقراطية وتطوير الكيانات السياسية في العراق وبما يحقق روح التآزر والعمل  الجماعي لخدمة العراق وشعبه ، وضمان مستقبل الأجيال القادمة} .

حجم السلبيات وخطورتها في مشروع " قانون الأحزاب في العراق "
وبالتأكيد يعتبر كقانون مثير للجدل وخاصة من معارضي أحزاب المحاصصة  التي سوف تفقد أمتيازاتها التي حصلت عليها في زمن الغفلة السياسية ، 1-لم يضع القانون فقرة ملزمة على الأحزاب في عدم الأرتباط بالقوى الخارجية في أفشاء أسرار الدولة العسكرية والسياسية . 2- يستبعد المراقبون السياسيون أمكانية الأحزاب بتطبيق ( حظر النشاط العسكري ) الذي يتمتع به الحاضر السياسي والعسكري عندما يبدو لبعض الكتل والأحزاب أمتلاكها أجنحة عسكرية ما تسمى بالميليشيات وأخرى لها ، نفس الأجنحة ولكنها اليوم لها مشاركة فعلية في ( الحشد الشعبي )ضد داعش مقدمة الضحايا للوطن بسخاء . 3- القانون يلزم الحكومة بأعفاء الأحزاب من الضرائب والرسوم بل يمنحها أعانة مالية بنسبة 10 % و 90 % للأحزاب الممثلة في المجلس وهي أرقام أضافية غير محسوبة في أرهاق الموازنة ، وهدر المال العام ( رأي شخصي ) . 4- عدم تحريمه أنشاء أحزاب على أسس طائفية ، وأكتفى بتحريم تلك التي تقوم على أساس التعصب الأثني والطائفي . 5 – يستبعد من لا يحمل شهادة جامعية في تأسيس الحزب . 6- رسم التسجيل من مليون- إلى 25 مليون دينا ر فيه بعض الأجحاف والتعجيز على الأحزاب الجيدة . 7- شرط الحصول على توقيع 2000 مواطن من مختلف المحافظات لتأسيس حزب جديد ، بأعتقادي في الفقرة فيها بعض الصعوبة لتجاوز هذا الحاجز. 8- لم يحدد واقع هدف الحزب ، هل هو أنقلابي ؟ أم يؤمن بتداول السلطة سلمياً .9- ثُمّ لم أفهم ما المقصود بمنع التبرع للحزب بالسلع المادية أو المبالغ النقدية ؟
للأنصاف وقول الحق :

أعتبر تشريع القانون مكسب ديمقراطي ، أو ثمرة عرق ونضال شبابنا وأولادنا في تظاهراتهم السلمية المتحدية والرافضة للحلول الوسطية ، ولا تنسوا يا أملنا أن العراق يخوض حربا شرسة مدعومة من دول أقليمية ، وأمريكا عدوة الشعوب ، واللوبي الصهيو – ماسوني وفضائيات مغرضة عدوة لوطننا العراق الناهض ، فلتكن مطاليبكم المشروعة والسلمية حول محورين وطنيين { التغييروالتحرير }----
المجد للشباب المتظاهر ، والظفر لعراقنا الحبيب
عبد الجبار نوري / في 1 سبتمبر 2015


265
لوركا / شاعر الزهروالقمر والموت
عبد الحبار نوري
" فيديريكو غارثيا لوركا  " شاعر أسباني ، وكاتب مسرحي ، ورسام ، وعازف بيانو ، كما كان مؤلفاً موسيقياً ، ولد في غرناطة 5 حزيران 1898 ، ومرور 79 عاماً على أفول نجمه فلا بُدّ من ذكراه ، كان أحد أفراد ما عُرف بأسم جيل 27 ، ويعدهُ البعض أحد أهم أدباء القرن العشرين ، وهو واحد من أبرز كتاب المسرح الأسباني ، ومسرحيته " عرس الدم "من أشهر أعماله المسرحية ، فيما كانت قصيدة " شاعر في نيويورك من أشهر أعماله الشعرية ، أُعدم من قبل الثوار القوميين المؤيدين للنازية والفاشية وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في بدايات الحرب الأهلية الأسبانية في 19 آب 1936 ، وبرحيله المبكر ونتاجاته الأدبية والشعرية الثرّة أرتقى الجوزاء بروائعه الشعرية والمسرحية كقامة في قمة الهرم العالمي للأدب والتراث ، ويتساءل البياتي " لوركا " من يستطيع وقف الرعشة أزاء هذا الأسم المكهرب ؟ كان لوركا يتدفق بشحنة من الرقة الكهربية ، والفتنة ، ويلف مستمعيه بجوٍ أخاذ من السحر ، فيأسرهم حين يتحدث ، وينشد الشعر أو يرتجل مشهداً مسرحيا ً أو يغني أو يعزف  ، لقد كان العيد والبهجة يشعُ علينا ، وليس علينا ألا أنْ نتبعهُ (الشاعر بيدرو ساليناس الذي سبقهُ بسبعة سنوات )
أرهاصات الذات عند " لوركا "مع مقاربات معرفية
أسلوبه الشعري والنثري أصبح ظلهُ الذي لايفارقه فهي مشخصنة  "للوركا" فقط عصية الأستنساخ من طراز الصعب الممتنع على أبجديات المعرفة الأدبية التي جاءت بعده ، لكون لوركا يحمل في أعماقه  لاهوت الحب الغير مشاع وأيقونات الرومانسية (بأنسنة ) متسامية  بكيمياءعالية التركيز ، في الأدب الواقعي الملتزم ، وكانت رحلته إلى أميركا عام 1929 أصيب بخيبة أمل من الحضارة الأمريكية المتخلفة ، وتعتبر رائعته مسرحية ( عرس الدم ) 1933 كرسي الأعتراف للوركا ليفصح عما في دواخله من أرهاصات الأضداد الحب الكراهية ، الموت الحياة ، الحرية العبودية الفقر المدقع واالثراء الفاحش ، الرذيلة والفضيلة ، تلك هي سوسيولوجيته النفسية وسايكلوجيته الجسدية وهي معطيات المجتمع الأسباني الذي وقع في مصيدة النازية والتي قسمت المجتمع الأسباني إلى قسمين قومي مع النازية وجمهوري ثوري غايته الحفاظ على النظام الجمهوري  الحرب الأهلية الأسبانية الذي جعل لوركا يناضل ضد النازية والدكتاتور فرانكو بسلاحه الشعري والخطابي وقد تكون من المقاربات المعرفية بين الكثير من الشعراء بسريان عدوى أرهاصات الذات عند لوركا في الحب والقمر والموت وظواهر اللاوعي في الأضداد السوسيولوجية الروحية والسايكولوجية الجسدية والبيئية من الحب وهايكو الكراهية ، الموت والحياة ، القمر ومقابر الموتى ، الأنسنة والهولوكوست النازي ، التعصب الأثني واللبرالية ، فظهرت بحدودٍ نسبية في شعراء وأدباء القرن العشرين ، وصورة واضحة في شعراء البيئة العربية بفعل المشتركات العربية الأندلسية ( كالجواهري والبياتي وبلند الحيدري والسياب ونازك الملائكة ومعروف الرصافي في العراق ، ومحمود درويش وسميح القاسم وأبراهيم طوقان ( فلسطين ) أحمد فؤاد نجم  (مصر ) أيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران ( لبنان ) أدونيس وعمر أبو ريشه ( سوريا ) بابلو نيرودا الشاعر التشيلي الذي يكبرهُ لوركا بستة سنوات ، ألشاعر " أليوت "( أمريكا ) وظهرت المقاربات المعرفية الأدبية في أشعارهم ونتاجاتهم الفكرية وبالذات القرن العشرين المتسم بقصائده التي فيها القمر ، وغرناطة ، والليل ، وترنيمات الموت ، وسوناتات الحب  الغنائية التي تمتلآ بالمفاجئات الشعبية ، وربط المفاهيم الجمالية بالبديهية الجمالية حين يزاوج " لوركا " بين الشعر والموسيقى ، وكشف حقيقة الذات بكل تعقيداتها وتناقضاتها الداخلية  وجدلياتها الوجودية ، وبتقمص واقعي حين يطلب منه أن يكون كوميديا أو تراجيديا ملهاتياً .
همسات مرهفة من شعر الشاعر الأسباني " لوركا "
رومانسية القمر" لونا "// يهبُ النسيمُ بارداً – فتحركُ " لونا " ذراعيها/ أهربِ لونا لونا لونا – فلو عثر الغجرُ عليك / أذن لصنعوا من قلبك قلائد وخواتم فضة / يا صبي دعني أرقص – فحين يأتي الغجر سيجدونك فوق السندان/ وعيونك الصغيرة مغلقة – عبر بستان الزيتون بلون البرونز
لونا هو الأسم الأسباني المؤنث لكلمة القمر العربية ، وللمعلومة اني لا أرغب التراجم من اللاتينية لأنها تقتل روح الشاعر ونصه الشعري ، ولم أجد نسخته الأنكليزية ، على كل حال ومن خلال التراجم الفلسطينية والمصرية واللبنانية ، وجدته في هذه السوناتة الشعرية : مشوش وممزق ، ضاحك وحزين صادق ومتألق ودود ، عفوي الطبع ، فيه شيء من الجلافة الغجرية .
مقطع من سوناته غزلية // قبلتي كانت رمانة – عميقة ومفتوحة / وثغرك كان وردة من ورق – وعمق المشهد حقل من الثلج .
وأرى فيها لوركا يتدفق بشحنة من الرقة الكهربائية والفتنة ، ويلف مستمعيه بجوٍ أخاذٍ من السحر ، وفي هذه الكلمات الرومانسية الشفافة يفرض الحب الأبدي فيأسر القاريء لكونه ينشد ويغني ويعزف ، فسجل له التراث الأدبي ( موسقة الشعر ) .
وفي قصيدو ( نبوءة موتي ) //عرفتُ أنني قتيل – فتشوا المقاهي والمقابر والكنائس – أفتحوا البراميل والخزائن / ولم يعثروا عليّ!!! هل عثروا عليّ ؟ نعم عثروا عليّ !!!.
والمقاربة مع الشعر العالمي بالسؤال  الجدلي الفلسفي الذي لم يجدوا له جواب،ما هو الموت ؟ في نظر لوركا {ا لموت النهاية الأبدية للأنسان} وفي هذه القصيدة يستسلم لوركا لهذا القدر الأعمى والأخرس  والأصم والمشلول بقيادة مجنون مهوس ، واروع من عبر عنه شكسبيرFor Ever أذأ أنها النهاية الأبدية للكائن البشري ،وجدلية المعنى عريقة في القدم حتى نسج منه الفلاسفة الأسطورة الملحمية ، عندما يهيم كلكامش في البراري والوديان والتضاريس الوعرة وقاتل الوحوش في مقابر غابات الموت لكي ينتقم من الموت الذي أختطف صديقهُ أنكيدو ، فهو نفس فوبيا السياب في ترنيمة { مطر ---- مطر وتنقشع الغيوم السوداء ويُسْدلْ الستار بالنهاية الأبدية في طريق اللاعودة   !!!.
وفي قصيدة ( وداعا) يقول : // أذا متُ فدعوا الشرفة مفتوحة – الطفلُ يأكل البرتقال من شرفتي أراه // الفلاح يحصد القمح من شرفتي أسمعه – فدعوا الشرفة مفتوحة .
وفي هذه القصيدة يعلن أنسنته بأيمان عميق بأنّ الأنسان صحيح هو أثمن رأسمال ، لذا أختار الأنظمام إلى الجمهوريين المضطهدين ومحاربة النازية المنتشرة في وقته .
وفي قصيدة ( البكاء ) حيث يقول : // أغلقتُ شرفتي – لأني لا أريد البكاء // ألا أنهُ وراء الجدران الرمادية لا يسمع شيءٌ غير البكاء // الدموع تكمُ فمْ الريح – ولا يسمع شيءٌ غير البكاء.
يدين النازية بأبادة الجنس البشري بهولكوست القوميين الأسبان ضد معارضيهم ، فالبكاء عند لوركا في هذه القصيدة  لا تعني بالضرورة الأحباط والقنوط والهروب ألى الأمام فقد يكون سلاحا للترويح عن النفس البشرية المعذبة ، وهي رسالة أدانة للفاشية ولعميلهم الجنرال " فرانكو ".
وقد أسهبت في جدلية الموت والحزن ، للننتقل إلى الوجه الثاني المضيء والمشرق في شاعر العملة الصعبة " لوركا "
في سونيتا " الزهرة"// رقد الشجر باكياً من المطر – آه ---- من ضوء القمر راقدا فوق أغصان الشجر ، بدون عيني لن تشاهدي يا روحي روعة القمر // بدون شفتي لن تعرفي يا روحي طعم – الخمر –طعم القبل //بدون قلبي أنت ميّتة // ما جدوى كل أعماق مراياك يا روحي عندما تموت الكلمات ؟
وفيها يسمو لوركا تحت صرح لاهوت الحب العذري المقدس ، بعشقٍ كاثوليكي – صوفي رافعا ايقوناتها إلى الجوزاء ليرقى إلى العلياء لتعميد تلك العلاقة الروحانية  الملائكية المنزهة من خطايا العالم السفلي ، عالم اللاوعي ، قال الأديب الفلسطيني " محمود درويش " : أنّ سوناتات الحب المعتم هذه هي أحب قصائد لوركا إلى قلبي ، وأصبحت أسبانيا في كل أرجاء الذاكرة عند لوركا ، وكان لوركا ينشد ويسبح ضد التيار عندما يقول : أنّ الشعر يحتاج إلى ناقل ، يحتاج إلى كائن حي ، سواءٌ كان هذا الناقل مغنياً أو منشداً ، وكان لوركا يمتحن حاسة الذوق ، ويمتحن القصيدة ذاتها  " بالألقاء " ، وكان يبحث بين الصوت والقلب ، فالشعر عند لوركا ليس فناً بصرياً ---- لابد من أذن --- لابدمن جرس ، وهو يردد دوماً  {أنّ الشعر لا وطن لهُ } / أنتهى .
79 سنة على غياب لوركا ، غياب وعد الجمهورية ، وأختم هذا البحث المتواضع " بشهادة قاتل " قلتُ للوركا أنهض هذا هو الموعد ! رد برجولة فارس غير ملثم : متى شئت ---- أنا جاهز ، وقال لوركا أحبُ أنْ لا يحدث ذلك في المقبرة ، فالمقابر ليست ليموت الناس فيها ----- فقط  هي" للصمت" { Silencio}  وتعني السكوت بالأسبانية ، والأزهار والغيوم ولا أحب أنْ أموت على مرأى من القمر ، فالمقبرة هي خط النهاية لماراثون بشري والغريب   في هذا المكان الثلجي المتجمد والملفوف بالصمت الأبدي { لا احد من المتسابقين رابح }.
وبرصاصات فرانكو الطائشة الغبية أسدل الستار على الشاعر القتيل ، وشاعر الأندلس الشاب  ( بعمر 38 سنة ) ، وشاعر أسبانيا ، وكانت غرناطة ، وكان الليل والقمر وشباكه المشرع المفتوح شاهداً على جريمتهم النكراء .

الهوامش /فيديريكو غاثيا لوركا / الشاعر القتيل –مترجم ---- الشرعية الثورية ترجمة رائعة للدكتور عبد الواحد لؤلؤة
عبد الجبار نوري/ ستوكهولم – السويد –
في 28 آب -201







266
بروسترويكا بطعم التخدير!!!
عبد الجبار نوري /
توطئة- نحنُ نعرفْ حق المعرفة أنّ رجال الدين والأثرياء يخاطبوننا بأسم الدين إلا ليستغلونا " لينين "
فالمتتبع للأخبار العراقية وأنا منهم بصراحة شديدة  بدأنا نتوجس الخيفة من أصحاب القرار السياسي السيئين والفاسدين التي أدتْ إلى أهتزاز ثقتنا بهم .أرى محاولات الألتفاف على مطاليب المتظاهرين الحقة والمشروعة والتي أعلنها رئيس الوزراء بأسم " جملة أصلاحات " ولأول مرّة في تأريخ العراق السياسي تجتمع ثلاثة عناصر متوحدة ببعضها وتسلمها العبادي وهي :{ وحدة الحكومة مع البرلمان مع المرجعية الدينية } أضافة إلى متظاهرين  سلميين متحضرين وهي فرصة ذهبية قد لاتتكرر ، فبدأت الحكومة و معها البرلمان بالألتفاف على المطالب الشعبية والمصيرية الآنية ، والتلاعب بكسب الوقت وتخدير المتظاهرين بوعود معسولة ومكررة وممجوجة مثل : سوف --- سنعمل --- سسسسسسس !!! والتي هي من مفردات " الديماغوجية" في مغنطة الشعب وتخديره بالوعود المعسولة وكسب ثقة المتظاهرين ، وأنّ هذه التظاهرات الجماهيرية المتنوعة الأطياف وعفوية الخروج الى الشارع العراقي الملتهب ، الذي هو فيض من غيض ونفاذ صبر قلّ مشاهدته في أسوء البلدان ، وفي هذه التظاهرة الحداثوية في في تحضرها المدني والحضاري ، وثوريتها وطروحاتها التقدمية ، وأبداعاتها الجماهيرية ، وشاراتها الثورية { نفط الشعب للشعب مو للحرامية } هدف الجماهير الغاضبة الآنية والأستراتيجية { التغيير ثُمّ التغيير } للواقع القائم وهو الوعي والرغبة في ديمومة ثورة بيضاء للوصول إلى { وطنٍ حر وشعب سعيد } ، فوضع المتظاهرون أمامهم خيار واحد فقط هو {{ الأنتصار على الفساد وداعش }} وهذا هوالحضور التأريخي ل( حتمية التأريخ ) في أنصاف الطبقة الكادحة والشغيلة والعمال والجماهير العراقية الواسعة والتي غطت مساحات واسعة من وطننا المتعب والمبتلى ببعض أفسد طبقة حاكمة في تأريخه الطويل منذ تأسيسه في 1921 .، وحتى لا يتسع الخرق يجب أنْ يكون التغيير جذري وليس أصلاحات ترقيعية ، ولتهدئة الوضع المتازّمْ لشعبٍ جريح ووطن محتل وحكومة مسلوبة الأرادة لذا بدأ المتظاهرون يرفعون من سقف مطاليبهم برفض حكومة السوء ، وهنا بدأ العبادي ولكسب الوقت بجملة ترقيعات لا تغني ولا تسمن ، كأطلاق سلف العاطلين  وأحتساب سنة عدم رسوب للطلبة النازحين  ----- وغيرها !!!
فالفقرات التي لا تعجب الحكومة  وأبدت تخوّفاً منها وكتل البرلمان والتي تحاول تجاوزها أو القفز عيها والألتفاف عليها هي :
1-من شعارات المتظاهرين " أعادة تركيبة الحكومة "على أساس الكفاءة والنزاهة ، وزيادة عيار الترشيق الوزاري ، وتضمنت التظاهرات شعارٌ ثقيل على حكومة العبادي هو " أستقالة العبادي من حزب الدعوة للتفرغ لدحر الضغوطات الحزبية والكتلوية التي تعرقل سير ورقة الأصلاح .
2- عدم الكفاءة والشهادات المزوّرة ، وصفقاتهم المشبوهة مع الشركات العاملة ، المتظاهر يريد كشف أسماءهم ومحاكمتهم ، ولزيادة الطين بلّه دخول المخابرات الأمريكية على الخط لأجهاض المطا لب العادلة والثورية الجذرية للمتظاهرين بالتحذير الذي صدر اليوم 24 / 8  في صحيفة واشنطن بوست {يا حكومة العبادي --- أنّ الحرب على الفساد مهمة صعبة وتحدٍ كبير لرئيس الوزراء } لا يا سيادة رئيس الوزراء لا تستمع إلى الكوبرا القاتلة المتمثلة بالسي آي أي ، طالما دار السيد مامونة بشرعنة المرجعية ونوعية التظاهرات السلمية والمطالب العادلة الغير تعجيزية .
3- وفقرة غياب " دائرة الرقابة المالية " التي حاسبت في يومٍ ما الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء على زيادة 100 فلس في مصروفه الأيفادي ، فماذا يقول العبادي عن الأختلاسات المليارية من قوت الشعب ؟
4- فساد القضاء والتلاعب بالقوانين والتي هي أسوأ نقطة عار في الذاكرة القضائية العراقية المشهود لها عبر تأريخ العراق القضائي بالنزاهة والأستقامة ، ولكنها اليوم تخضع للمحاصصة البغيضة ، مع ظاهرة غياب " الأدعاء العام " الذي يعتبر من أركان الدولة المؤسساتية
5- الحكومة عاجزه على ألقاء الفبض على الفاسدين والذي لا يزال قسم منهم في الحكم تنفيذي أو تشريعي  تراها تتباطأ وتتملص بشتى الذرائع أكبرها شماعة الحرب ضد داعش ، نذكر العبادي في أوقات الحروب يعلن نظام الطواريء والأحكام العرفية للقضاء على الرتل الخامس .
6- مشكلة الأئتلاف الوطني ( الأخوة الأعداء)والمنتمي لهم والضغوطات المتسلطة عليه منهم جعلته يتراخى أمام مطالب المتظاهرين ترضية لحزبه وكتلته ، وأرجو أنْ لايزعل البعض عندما أقول : الأئتلاف كله لايصلح للحكم وهم في صراع مرير تسقيطي وثأري لأختيار رئيس للأئتلاف  ولأكثر من ستة أشهر!!! فكيف نريد منهم قيادة البلد إلى بر الأمان ؟؟؟

وأخيراً لا نتمنى للعبادي أنْ يقع في خطأ ( كورباجوف ) القاتل عند تطبيقه للبروستريكا وهي جملة أصلاحات  عيّن " بوريس يلسن " وهو أسوأ نصاب ومحتال بحيث باع الأتحاد السوفييتي في سوق الخردة في ساحة مزاد المخابرات الأمريكية وحصل الأثنان على لعنة التأريخ ولعنة الشعوب المقهورة بأحباط شديد لكون العالم بدأ يدور رحاه بقطبٍ واحد وأفقد العالم توازنه .
السويد / في 24 آب / 2015




267
فوبيا " العمامة" و " الزيتوني " !!!
عبد الجبار نوري/
الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستُخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام بأعتباره نظاماً سياسياً للحكم ، ويمكن تعريفهً لمجموعةٍ من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الأسلامية التي تستخدمها مجموعة من المسلمين الأصوليين الذين يؤمنون بأنّ الأسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وأنما عبارة عن نظام سياسي وأجتماعي وقانوني وأقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة مثل أيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان والصومال ، وأنّهم يرفضون أي مصطلح سياسي بل يستخدمون عوضاً عنهُ الحكم بالشريعة أو الحاكمية الألهية ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بطريقة أوبأخرى والأستفراد بهِ وبناء دولة دينية ( ثيوقراطية ) وتطبيق رؤيتها للشريعة الأسلامية ، وجُلْ هذه الحركات في هذه الدول المذكورة أعلاه فشلتْ وتركت الخراب وراءها وذلك لعشوائية برامجها وفوضوية التطبيق لها وتقاطعها مع التيارات اللبرالية والعلمانية التي تؤمن بالتعددية وتوجيه النقد الحاد للأسلمة الحاكمة بأحزابها الشمولية وكذلك أختلافها الشديد في الرؤية المستقبلية في بناء الدولة المؤسساتية .
ولورجعنا بالتأريخ السياسي إلى القرون الوسطى على مساحة الدول الأوربية لوجدنا ليس الأسلام السياسي وحدهُ يحمل جينات التخريب والعبث السياسي بل سيطرة (المسيحية  الكنسية السياسية ) على عموم أوربا المعروفة  "بالتسلط الكنسي" الذي نجح بتأسيس وأعلان نفسها بأنها كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي بقوانينها النافذة وأمتد التأثير على السلطات القضائية وحياة الشعوب في جميع أنحاء أوربا ، فسيطرت الكنيسة على جوانب أجتماعية في الميراث والتعليم والزواج ، وأشاعتْ الجانب الروحي في تقديس الحكم بموجب نظرية "الحق الألهي " ، وأحتكار الكنيسة لصكوك الغفران وهي نفس أفرازات الجهل والشعوذة في الأسلمة السياسية في تقديسها لولاية الفقيه ، والموت لمن يخرج على الحاكم بأعتباره ولي الأمر، وحصيلة السيطرة الكنسية الكثير من الأصطدامات والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت حتى مجيء مارتن لوثر الذي سفّه معتقدات الكنيسة الكاثوليكية وسمي عهدهُ ( عصر النهضة الأصلاحية البروتستانتية ).
المضمون // بعد هذه المقدمة التأريخية ندخل في التحليل السوسيولوجي للنخبة الأسلاموية التي بيدها القرار السياسي  في  العراق والمتمثلة ب{ الأئتلاف الوطني} الذي يضم دولة القانون والوطني والدعوة والفضيلة ، فأنّ الفاصل التأريخي 2003 أصبح محفوراً بالذاكرة العراقية كقبل الميلاد وبعد الميلاد في أنتقاله من محرقة الحزب الواحد الشمولي بحروبه العبثية ومقابره الجماعية ال 300 ومئات السجون السرية ودهاليز معتقلاته الرهيبة التي تسلب البطاقة الشخصية أولاً قبل سلب الروح والجسد ليستقر في المجهول وهذا هو الزيتوني وثُمّ عبور العراقي المتعب والممزق داخلياً تسحبهُ خطواته الثقيلة إلى جحيمٍ ثاني بأبوابه السبعين وليست السبعة وهو في غيبوبة اللأوعي يحلم سوف يتنعم بالحرية ويملآ جوفه الخاوي ب50 مفردة غذائية من البطاقة التموينية الوهمية والمسروقة مسبقا والمستقرة في علاوي جميله لأنّ الذين دخلوا بدبابات العم سام ومنهم " الأسلامويون " الذين أستلموا السلطة ل13 سنة  ملآت شعاراتهم ( ساحة رأس الأغر ) كل يوم سبت في لندن في عهد النضال السلبي  بأنهم سوف يقودون العراق الى الفردوس المفقود وسوف  ينقذونه من الفقر والجوع والمرض بحيث يجعلون الياباني والسويدي يطلب اللجوء في العراق المنّعم بجال رجال " العمامة" الأسلاموية وأذا بحلاوة الكرسي ولذة التسلط غيّروا آيديولوجيتهم 360 درجة وأقنعوا الشعب بأنّهم راديكاليون أصلاحيون للمجتمع العراقي جذرياً وسموا أنفسهم ب( الأئتلاف الوطني) وهم بالحقيقة الأخوة الأعداء همهم التسقيط السياسي والفرصة الثأرية ضد بعضهم البعض فهي أحزاب مشوّهة وخالية من أية فكرة أنسانية تقدمية متحضرة جعلت من التدين الأسلاموي " ورقة توت يسترون به عوراتهم بيد أنّ ثورة جمعة الغضب والتظاهرات الجماهيرية أسقطت الورقة وأشرقت الشمس لتكشف اللصوص وبائعي العراق  (شلع ) أرضا وشعبا وتأريخا ---- ونطلب من المتظاهرين أنْ يضيفوا مطلبا آخر جديداً { دوله---- دوله مدنية لا دولة دينية } وهي مشرعنة من المرجعية لأنّ ما شاهدناه ولمسناه من حكامنا الأسلامويين يفوق الخيال في عبث صبياني وفساد مالي وأداري غير مسبوق في أية جزيرة نائية في المحيط الهادي أو غابات الأمزون لقد فقدوا شرعيتهم في البقاء بعد أن أهانوا عمامة رسول الله وجعلوه كفوبيا الشعب العراقي من الزيتون.
 وجدت أحزاب الأسلام السياسي المتشكلة من ( الأخوة الأعداء) بعد 2013 أرضاً خصبة لنموهما وتوسعها وصعودها للسلطة بأتباعها أسلوب " الأنتخابات " وكان نصيب العراق من { الأسلمة السياسية} الخراب والدمار وأشاعة الفوضى السياسية وغياب دولة المؤسسات وديمقراطية عرجاء تخضع لمبدأ " المحاصصة " البغيضة والفساد المالي والأداري وبميزانية فلكية  سنوية تقدر ب130 مليار دولار ولأكثر من عشرة سنوات والحصيلة وصّلوا العراق لعجز مالي يقدر بأكثر من 36 مليار دولار وضعف المؤسسة الأمنية  وفلتان أمني وفقدان الأنتماء للعراق مما تعرض { للأحتلال الداعشي} الذي مزّق العراق شعباً وحضارة وتراثاً ---- وكان اللهُ في عون العرق المبتلى منذ تأسيسه !!! .
السويد / 21 آب 2015

 

268
ثرثرة في ساحة التحرير
عبد الجبار نوري
آه ---- لو كان العبادي ماركسياً !!{ لكن أللو زرعوا ماخضرْ } لكون السيد العبادي جمع الأوراق الرابحة بيديه من تفويض المتظاهرين المليوني أضافة إلى فتوى المرجعية ، أضرب بيدٍ من حديد على رؤوس اللصوص والخونة والجواسيس وجوقة اللآعبين على حبل الشحن الطائفي الذي ذبح العباد ومزّق البلاد ، فجميع تنبؤات السيد ماركس توفىرت على الساحة العراقية السياسية والمجتمعية ، الصراع الطبقي موجود في المجتمع العراقي من طبقة بورجوازية متخمة بأموال السحت الحرام بقصورهم المرمرية وسياراتهم  الفارهة الحديثة والأرصدة الفلكية المذهلة في البنوك ، بحساب عرب أو كرد دخول ترليون دولار أمريكي إلى الخزينة العراقية منذ 2003 لحد اليوم وشهادة وزير النفط العراقي أنّ 5-25 ملياردولار سُرق منها ،وآل الشعب المسكين إلى طبقة متعبة مقهورة مسروقة رزقاً وصحة وفاقة وجوعا وبطالة وكدحاً ، فهي طبقة البروليتارية حسب تسميات  السيد ماركس ويضيف أنّ مفردات الجوع والعوز لا تكفي ألا بتوفر الوعي والأرادة للخلاص والتغيير فهي موجودة فعلا في جموع المتظاهرين المليونية وتحت الشمس التموزية المحرقة تصرخ بعناد التغيير ---- التغيير ، و"وحتمية التأريخ " تنتزع الحقوق والسيادة من الطبقة المستغِلّة إلى الطبقة المستَغَلّةِ وبأعتقادي الراسخ بأنّ الماركسية والأشتراكية العلمية أفرزت لاهوت التحرير وأضاءت أيقونات الحرية أمام الشعوب المقهورة ، وللأسف لا يمكننا أنْ نحلم  - لأنّ الحلم علينا ممنوع - بأنٍ يأتي لنا العبادي بثورة أكتوبر بل بطموحنا المتواضع نريد منه القليل من الترويكا ( الأصلاح)---- عمي ما أنريد العنب أنريد سلتنا أو كما قال جدي السادس عشروباللهجة العمارتلية ( يا عشمة كومي أبيزتج !!!.
ومن المفارقات التأريخية أنْ أنطلقت الثورة الأيرانية من ساحة " آزادي " وسط طهران وثورة الغضب العراقية من ساحة التحرير وسط بغداد الحبيبة ،ومتشابهان في المعنى ، ووقف قائد الثورة الأيرانية من وسط ساحة آزادي يشير بعصاه إلى شاه أيران الأمبراطور محمد رضا بهلوي ويقول له " برو " أي أخرج بالرغم من قوته وجبروته السافاكي والحليف الأستراتيجي لأمريكا والسبب أن خميني أستند إلى تأييد الشارع الأيراني الراغب بالتغيير ، وأعتقد أنّ العبادي يرتكز على نفس المؤهلات التي ترشحه أن يترجم أصلاحاته بكل جرأة وتحدي ويلبي مطاليب الجماهير الواسعة والمسحوقة ليدخل التأريخ من أوسع أبوابه :

1-حل البرلمان  ومجالس المحافظات. 2- تغير بعض فقرات الدستورولو يستغرق وقتاً ولكنه ليس مستحيلاً لأن الدستور الأمريكي أجري عليه التغيير لأكثر من 27 مرة وآخراها كان في 1991 وكل التغيرات كانت في حقل حقوق الأنسان والحريات ، أو ممكن تعطيله لمدة مؤقتة .4-تشكيل حكومة أنقاذ من برئاسة نفس رئيس الوزراء الوزراء الدكتور حيدر العبادي و أنْ يكون الوزراء الجدد تكنوقراط .5- أجراءات قانونية سريعة منع السفر عن كافة النواب المسؤولين بعد حل البرلمان ،وأقرار قانون تجريم مروجي الطائفية . وتغييركلي لشكل السلطة ، وحكومة الأنقاذ .6- أقالة رئيس الجمهورية الذي لا يحترم قرار الشعب في التوقيع على قرارات الأعدام بحق المدانين بجرائم أرهابية .7- تعديل سُلّمْ الرواتب بحيث لا يتعدى راتب رئيس الجمهورية أربعة ملايين دينار عراقي .7- ترجمة شعار من أين لك هذا ؟؟؟ إلى الواقع الملموس .8 - ألغاء الوقفين السني والشيعي بوقف واحد ليكن أسمهُ " وقف الأمة العراقية " 9- ألغاء جميع الرواتب التقاعدية الفلكية لوزراء والقادة وخاصة الذين هم خارج التغطية (للمثل أو بس : 100 مليون غازي الياور ،70 مليون رئيس الوزراء السابق، 50 مليون حاجم الحسني ومثله لمحمود المشهداني ---- أو عيش أو شوف !!! ).10- أعادة تشغيل جميع المصانع المتوقفة والنهوض بالثروة الحيوانية والسلة الزراعية والسياحة الدينية وكمارك المنافذ الحدودية . وهي نفس مطالب المتظاهرين ----- وتراه يندب حظه العاثربهذه الأبيات من الشاعر المبدع " عريان السيد خلف "
آنه خلاني الوكت ناعور بس أترس وأبدي
لا تهيجين الجروح أجروحي من تلجم تدي
أو آنه موش أول زند يشتل شلب ويحصد بردي
ردي مليت الصبراو أمكاطر الدمعه عله خدي
والله جا ملْ أو جزع لو قصتي عله أيوب تسدي
ستوكهولم/ السويد / في 20 آب 2015// عبد الجبار نوري





269
الحكومات العراقية بعد 2003 / وشم سيء في الذاكرة العراقية
عبد الجبار نوري
نعم ومنذ أستلام قادة المعارضة زمام ومقاليد الحكم وهم على الدبابات الأمريكية ، حاملين معهم معاول حقد الطائفية والقومية الشوفينية والمناطقية ، لم يكن همهم علاج الجراحات العميقة للشعب العراقي الذي أذاقهُ النظام الصدامي ولمدة 35 عام ألواناً من التعسف والسجون والمعتقلات وتغييب أبنائهم في حروبه العبثية ، وكأنّهم قاسمين اليمين في نهب خيرات وأموال العراق فترسنوا أنفسهم بمئات الميليشيات وأكثر من 300 حزب وكتلة وحمايات مدججة بالسلاح ، ومن فرهود أموال العراق أصبح لكل كتلة أكثر من فضائية هدفها الشحن الطائفي وتزييف الحقاق فأصبح الواقع العراقي المتأزّم ، ديمقراطية عرجاء ، فيدرالية مشوّهة ، برلمان عاطل ، غياب دولة المؤسسات ، حكومة ضعيفة بدون هيبة ، أرهاب ، عنف سياسي ، بطالة ، فقر ، أحتلال ثلثي الوطن من قبل عصابات داعش عابرة الحدود ، نزوح أربعة ملايين عراقي ،  وخمسة ملايين يتيم وأرملة وأغتراب أكثر من خمسة ملايين في دول المنافي ومن هذا الواقع المرير أكاديميون وناشطون يناقشون الدعوة لتحويل النظام البرلماني في العراق إلى نظام رئاسي  ، أن النظام البرلماني مُثبت بالدستور وللعلم أنّ تحويلهُ إلى رئاسي يجب تغيير الدستور وهذا شيءٌ صعب .أو ببيان رقم 1 وهذا غير وارد .
ولكن عندما ننظر إلى الواقع المزري الذي خلفهُ " النظام البرلماني " في الواقع العراقي ليس هو كون النظام البرلماني سيء بل با لعكس أنّهُ أوسع أنتشاراً في أغلب الدول المتحضرة والتي سبقتنا في هذا المضمار بترسيخها المفاهيم الديمقراطية لأسلوب حكم تعددي ناجح كما في بريطانيا ، ولكنهُ فشل في عراق ما بعد 2003 ولحد الآن ويعود إلى { 1-غياب ثقافة المواطنة ، 2- غياب الثقافه الأنتخابية حيث يكون العيب في كلٍ من الناخب والمرشح العراقيين : فالناخب هو في حيرة من أمره لمن يصوّت ؟ فهو أشبه بروبوت يحركه الحزب أو الكتلة التي ينتمي أليها ، { هنا حكمة تقول ( أنّ الشعب الذي ينتخب الفاسدين والأنتهازيين والمحتالين والخونة لا يعتبر ضحية بل "شريكا في الجريمة" ) جوج أريل- كاتب كوبي
 أما المرشح فهو غالباً ما يكون بلا مؤهلات علمية أو خبرة أو حتى سيرة حياة نظيفة المهم أنه ضمن أصوات عائلته وعشيرته وحزبه وكتلنه ، أو أنهُ يحلُ بديلاً  محل نائب الله وفقه او صار وزير أو توفاه الله ، وأذا كانت نائبة فتنقذها الكوتة الفرنسية اللعينة ، أي أن أصحاب القرار الحاكم في العراق حولوا النظام البرلماني إلى مسخ غريب بتطعيمه بمبدأ التوافق والمقبولية حسب المحاصصة نتج عن هذا التغيير ظهور المعمم والأمي والفاشل والأنتهازي وحملة الشهادات المزورة ، 3- أتبعوا في النظام البرلماني سياسة أقصائية يعتمد على التسقيط السياسي ، وتحت هذه الفوضى لا تشريع ولا رقابة مالية غيّبتها صفقة اللعنة ( (أسكت عني أسكت عنك ) مما أدى إلى أضطراب أمني وحصد الأرواح البريئة ، والتراجع الصحي والتعليمي . 4- ولا زالت الدماء تسيل منذ 13 عام وبعض أصحاب القرار  السياسي أخذ يتآمرعلى بلاده بتسليم شرفه وتأريخه للأجندة الخارجية وبدون خجل ------  ويكفي هذا الغيض من فيض أن يكون جواباً للسؤال : لماذا نجح النظام البرلماني في أنكلترا وفشل في العراق ؟ ولا يعني أنّ النظام البرلماني سيء وفاسد ولا يصلح فهو يعتمد على نوعية الشعب فهو ناجح جداً في السويد وأنكلترا وأسرائيل لأنها شعوب واعية تتفهم الديمقراطية بمفهومها الأنساني في أحترام رأي الآخرين وتقديس الدستور وأحترام القانون  .

أما النظام الرئاسي المطبق في الولايات النتحدة الأمريكية كنموذج ناجح في العالم المتحضر ، عادة ينتخب الرئيس من قبل الشعب بعد منافسة شديدة ، له صلاحيات عليا في الجيش والدوبلوماسية ، ليس هناك مجلس وزراء بل وزراء مساعدين وهم أعضاء الحكومة فتعينهم بيد الرئيس ويمكنه اقالتهم ، وعلى المستوى الأداري فهو المشرف الأول في تسيير وفتعيين الموظفين الساميين ، وهذه الصلاحيات العديدة تجعله المسؤول الأول في السلطة التنفيذية ، وله حق العفو ( العفو الرئاسي )، وله صلاحيات خاصة أثناء الخطر على الدولة حيث يعلن حالة الطواريء يصبح هو الرئيس الوحيد لحين تشكيل خلية طواريء بقانون طبعاً ، وأن الرئيس ينتخب لمدة أربعة سوات قابلة للتجديد بأنتخابات جديدة ولا يمكنه المجيء مرة ثالثة أطلاقا .
وخرجنا صفر اليدين بأستلام عراقٍ مفلس خزينته خاوي وشعب يمزقه الشحن الظائفي من جراء تطبيقنا الخاطيء للنظام البرلماني فهل نجرب النظام الرئاسي ( على أساس العراق حقل تجارب) بعدين شي شلعه من كرسي الرئاسة حين يعتبره كرسي ورثه الخلفة !!!! واليوم الحفيد النكري يمتلك فلل في جزر هاواي وهونالولو وأرصدة فلكية في البنوك الدولية فيها الأصفار أمام الرقم بشكل مذهل ---- نداء إلى المتضاهرين الأبطال لا توقفوا زحفكم أصمدوا وصابروا ورابطوا لتوصلوا مطاليبكم العادلة لأصحاب الضمائر ومنظمات العالم الأممية ومنظمة حقوق الأنسان للرضوخ لمطاليبكم .
في 8-أب -2015


270
تظاهرة  "حضارية " في ساحة التحرير
عبد الجبار نوري
الدستور العراقي لسنة 2005 من الدساتير المدنية الديمقراطية المثالية الشاملة عندها أعلنت اللجنة المستقلة للأنتخابات في العراق أن نحو 78 %من الناخبين العراقيين صوتوا ب " نعم " لهذا الدستور بجوٍ ديمقراطيٍ مفتوح ، جاء في المادة 38 وفقراته 1 ، 2 ، 3 فيما تخص الحريات والحقوق أكدت حرية التعبير عن الرأي ، وحرية الصحافة ، وحرية الأجتماع والتظاهر السلمي ، وتُنظمْ هذه الفقرات بقانون ، فالشرارة الأولى للتظاهرة أنطلقت من البصرة في الأول من تموز المنصرم وجوبهت بالرصاص لهدف تفريقها وقد كتبتُ عنها مقالاً موسوماً " البصرة / والديمقراطية العرجاء " ، ومن البصرة الفيحاء أنطلقت ايضاً الشرارة الأولى للأنتفاضة الشعبانية المباركة  في 1991 بيد أنها سُحقتْ بعنفٍ مُفرطْ من قبل النظام الصدامي .
ما حصل في جمعة 31-7-2015 في ساحة التحرير العاصمة بغداد هو ترجمة لمفهوم الديمقراطية المؤدية حتماً إلى التغيير الأيجابي وخارطة طريق لحل الأشكالات السياسية والمجتمعية ، وهي بالتأكيد كما قال فيها رئيس الوزراء أنها جرس أنذار لتنبيه الحكومة عن مواقع الخلل في البرنامج الحكومي ومعرفة مطاليب الشعب الآنية والأستراتيجية ، فهبتْ الجماهير العراقية وبأسلوبٍ حضاري وسلمي خالي من أي عُنف ، سادين الطريق أمام المندسين من الخونة وعملاء الأجندة الخارجية مثيري الفتن لأضعاف الجيش العراقي في حربه المقدسة ضد داعش الأرهابي ، ولم يحصل أي خرق بل العكس حرص الشباب المنتفضين على نظافة الساحة والشارع وجمع النفايات بعد أنتهاء التظاهرة وتسليم المطاليب الشعبية التي خرجو من أجلها  إلى ممثل الحكومة ، وبالمقابل والحق يقال صحيح نزول قوة عسكرية من مكافحة الشغب واقفين على بعد من التظاهرة ،وهو شيءٌ عادي في الدول الديمقراطية وهي واقفة عن بعد لحماية المتظاهرين من أي أختراق بل قامت بتوزيع قناني الماء على المتظاهرين ، والمطاليب ليست تعجيزية بقدر ما هي تتعلق بحاجات المواطن الأساسية واليومية من نقصٍ في تجهيز الكهرباء ، ومياه الشرب ، وكشف السراق والمفسدين ومحاسبتهم ، وبتوفير الصلاحيات لمجالس المحافظات ، وتوفير فرص عمل للتخفيف عن البطالة المستشرية في البلاد ، وأنّ المتظاهرين لم يخرجوا فقط لطلب الكهرباء والماء وأنما ترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم الوطنية مما يعاني البلاد والعباد من فاقة وحرمان ، في وطن ممزق يطحنهُ الشحن الطائفي ، وتربة مدنسة بالأحتلال الداعشي ، ونساء عراقيات معروضات  للبيع في أسواق  الخلافة الداعشية  للنخاسة ، وخزينة خاوية كانت تمُدْ العراق ب116 مليار دولار أمريكي بسبب فرهود لصوص المال العام ، وذيّلوا هذهِ المطالب العادلة الحقّة والمشروعة  بهذه العبارة { لقد بعتُمْ العراق في مزاد العهر السياسي } --- توقيع / الشعب العراقي المبتلى والمظلوم  .
أنطباعاتي عن التظاهرة
**مشاركة كثيفة وهائلة بجموعٍ غفيرةٍ غير معهودة . ** غلب الطابع المدني المتحضر عليها ، لم نجد أعتداء على المال العام ودوائر الدولة وممتلكاتها . ** تضاهرات سلمية خالية من العنف . ** تنوع المشاركين بين يساري وليبرالي وعلماني مستقل وأسلاموي غير متحزب . ** الشعار الرئيسي هو " العراق " والهدف الأساسي هو فشل الدولة في تقديم الخدمات وضد الفساد بكل أشكاله .** ظهر فيها علم وراية واحدة هو العلم العراقي فقط . ** قوى الأمن منضبطة تستحق التقدير . ** حضور المرأة العراقية المناضلة دوماً كان قليلاً . ** التضاهرة لم تكن مجيّرة لطرفٍ معيّن . ** بالرغم من مشاركة قيادات من الحزب الشيوعي العراقي ، ولكنّهم لم يظهروا شعاراتهم لكونهم آثروا على أن تغلب على التظاهرة الطابع الوطني . ** تظاهرة عفوية . ** تظاهرة تميزت بحضور كبير و كثيف للشباب ، وبشعارات مدنية واعية . ** وتتمدد وتنتشر وتتوسع يوماً بعد يوم من ساحة التحرير مركز بغداد إلى البصرة ثغر العراق . ** الشارع العراقي يتناغم مع أرتفاع درجات الحرارة والغليان الشعبي يتصاعد . ** رئيس مجلس النواب العراقي السيد الجبوري يعلن تضامنه للتضاهرة . ** فتظاهرات بغداد صورة مشرقة للديمقراطية وحرية التعبير والثبات بأصرار على تغيير خارطة الطريق المعوّجة ، وأستمرارها وأنتشارها في باقي المحافظات لهو دليل وعي وتحسس شعبي بالعوز والفاقة والظلم فهي بشارة أمل بالتغيير طبقاً لنبوءة العم  "ماركس" ( ليس المهم الجوع والفقر بل توفر الوعي والتحسس بالظلم والجور هو الذي يأتي بالتغيير ) والذي يزيدنا أملاً وتفاءلاً هو أنتشارها في باقي المحافظات بشكلٍ سريع ففي اليوم 3 آب الناصرية خرجت بشعار " يتعلق بمصير وطن وتغيير المشهد السياسي ، والسماوه تطالب بألغاء مجالس المحافظات وتحسين الخدمات ، وبابل : الفساد الأداري والمالي وتردي الخدمات ، والنجف : تدق أبواب المرجعية لأصدار فتوى تحريم سرقة المال العام -----

ونصيحتي الوطنية العراقية الصميمة لحكومتنا أقول : { أنصتوا للشارع وحذاري من نفاذ صبر الحليم لأنّ لهُ حدود } --- وأسمعوه وهو يردد قول الشاعر عريان السيد خلف " --- والله جا ملْ أو جزعْ لو قصتي أعلى أيوب تسدي " !!!
في 3 / آب / 2015

271
المحاصصة / أيبولا الديمقراطية والدستور
عبد الجبار نوري
ثمة معيار جديد بات يعتمد في أدارة السلطة السياسية في البلاد وهو مبدأ التوافق في توزيع وتقاسم السلطات في النظام السياسي في العراق والتي تسمى ب" { المحاصصة } وتفرعت منها الأزمات ، وأفرزت المتغيرات ، والمؤثرات الفاعلة في أشاعة عدم الأستقرار السياسي والمجتمعي ، وهذه المحاصصة الكارثية وُلِدتْ مع أعلان مؤسسة ( مجلس الحكم ) في عهد  "بريمر" السيء الصيت بعد 2003 مباشرة مكوّن من 13 عضومن الشيعة العرب و5 أعضاء من السنة العرب و5 أعضاء من الأكراد وعضوين من المسيحيين والتركمان فأصبح المجموع 25 عضو حاكم ، وعلى الرغم من أنّ الدستور العراقي في 2005 لم يشر إلى هذا الفايروس لا من بعيد ولا من قريب وهو يتناقض أصلاً مع الدستور العراقي .
وهكذا أصبحت المحاصصة القومية والطائفية والحزبية سيدة الموقف والمشهد السياسي في العراق فهي محاصصة سلطوية نفعية ، من أبرز مظاهرها التسقيط السياسي ضمن الكتل والأحزاب وفقاً للمحاصصة لا خدمة الوطن والمواطنين ، فأصحاب القرار السياسي وحكام بعد السقوط (خدروا ) ناخبيهم بشعارات الطائفية والدينية والقومية الأثنية وتوظيفها سياسياً من أجل كسبهم وبقائهم في السلطة والحكم ، لذا نجدهم غير جادين في المصالحة الوطنية لكون سيدهم السلطة والمال والجيش والأمن ربما يفقدونها في المصالحة عندما يجدون أنفسهم أمام منافسين جدد لهم قواعد كانت مهمشةٍ سابقاً .
فالمحاصصة أصبحت اساس محور العملية السياسية منذُ تشكيل مجلس الحكم ومنذُ أجراء الأنتخابات النيابية الأولى وتشكيل أول مجلس نواب وأول حكومة وأستمرت إلى يومنا هذا بعد أتفاق الجميع عليها وأعتبروها المبدأ الفصل في تقسم المناصب أبتداءً من القمة الهرمية للدولة حتى القاعدة ، فالرئاسات الثلاثة قُسِمت وفق المحاصصة حصة الأكراد والسنة العرب والشيعة قفزاً على مبدأ " الشخص المناسب في المكان المناسب " أي تباً للكفاءة والتكنوقراط والنزاهة والسيرة المشرفة والذكر الحسن ، المهم ملآ الفراغ الكتلوي أو الحزبي حتى ولو كان لصاً متجرداً من الأنسنة والمروءة والدين والطائفة والقيم الخلقية ، وقد يكون نكرة في ماضيه أكثر أمنياته الحصول على وظيفة قاطع تذاكر واليوم بفضل المحاصصة قد يكون وزيراً ولا تعجب لأنها حدثت هذه الظاهرة الفلتة  فعلاً في عراق العجائب ، عراق الفانوس السحري !!! ، وأنتشر وباء أيبولا المحاصصة بسرعة مذهلة في الرئاسات الثلاثة ونوابهم والوزارات والسفارات وأصبحنا أضحوكة أمام وسائل الأعلام الأقليمية والدولية يتندرون بنا ويسمون الوزارة والسفارة  بالوزارة والسفارة العائلية بتشغيل الوزير أو السفير عائلته من نجله وأخوته وأخواته ولا تعجب حين يكون الحرس والجايجي من عشيرته وهنا صرّح محمد حسنين هيكل الصحفي المخضرم في صحيفة الأهرام الواسعة الأنتشار قبل أسبوع { العراق عباره عن بنك أستولى عليهِ مجموهةٍ من اللصوص ليس لهم علاقة بالسياسة والحكم } .
تداعيات المحاصصة وآثارها السياسية والمجتمعية على العراق
1-بما أنّ المحاصصة تعني الولاء إلى الحزب أو الكتلة أو القومية والمذهب والقبيله والمنطقة فأختزلت أسم الدولة العراقية والتي هي محور الديمقراطية وأدت إلى تفكيك وتشظي وضياع ( الدولة المؤسساتية ) . 2- تحديد قدرة النظام السياسي على صياغة القرارات الأستراتيجية المتعلقة بعملية التنمية والأستقرار والتطور في العراق . 3- تشرذم وتفكك اللحمة الوطنية . 4- ترهل الأمن الوطني وضعفه وغياب العقيدة.. السياسية الوطنية. 5- أدت المحاصصة غلى تراجع عملية النمو والتنمية نتيجة عياب التخطيط الواضح في حل مشكلة البطالة المستشرية بنسبة أكثر من 23% بسبب أحتدام الشحن الطائفي ، والفرية الجديدة الغير مسبوقة في العالم أنسحاب نواب الكتل والأحزاب من جلسة مجلس النواب بأمر من قياداتهم ، بل الأكثر منه أستقالات جماعية لكابينة الوزارة وكل هذه السلبيات أدت إلى الفوضى وأرباك الحكومة وفشلها في تحقيق برامجها . 6-  الفساد المالي ونهب ثرواته بشكلٍ علني أبتداءً من البنك المركزي والمصارف والوزارات بأرقامٍ فلكية حيث يعيش الشعب العراقي في هذه المرحلة مأساة ومهزلة عندما يرى موارد العراق السنوية تبلغ 138 ترليون دينار عراقي أو ما يعادل 116 مليار دولار أمريكي حيث الضياع  والمصيبه عجز مالي ب37 مليار دولار، مما دفع الحكومة إلى القروض من الخارج والشعب يدفع فاتورة الفشل الحكومي في غياب الكهرباء ونقص مياه الشرب والفقر والمرض ونقص شديد في الخدمات الصحية والتعليمة وأنعدام البنى التحتية وأزمة سكن حادة وووو. 7- والمتتبع  موقف الكتل الرئيسة الكبيرة في البرلمان وكيف أنّ هذه الكتل مستعدة لتغيير مواقفها متى ما ظهر التغيير في مصلحتها أما العراق في خبر كان . 8 – تجاوز الدستور العراقي 2005 في العديد من فقراته وعلى سبيل المثال لا الحصر المادة 1 من الباب الأول الذي ينص على { أنّ جمهورية العراق دولة أتحادية – نظام الحكم فيها جمهوري نيابي برلماني – ديمقراطي وهو مؤشر تقدمي في نشر الوعي الديمقراطي الذي فيصلهُ صندوق الأنتخابات الذي يفرز الصحيح والمطلوب حسب أكبر رقم أنتخابي مع الأسف الشديد خُمط وأهين هذا الحق في تشكيل آخر حكومة في 2014 في تنصيب رئيس الوزراء حسب المقبولية والتوافقية حسب ما تمليه مزاجات المحاصصة ، و المواد 54 ، 70 ، 76 والتي تتحدث عن مناصب الرئاسات الثلاثة الجمهورية والوزراء والنواب لا تتضمن لوناً طائفياً أو قومياً أو مذهبياً لمرشحي هذه المناصب ، والمادة 140 فُسٍر حسب هوى المحاصصة والمادة 119 الحق في تكوين الأقليم أهمل هو الآخر لأعتبارات مناطقبة أو سياسية أو مجتمعية .
الخاتمة/ أنا من المؤيدين للحل الثوري الذي يخلو من التوفيقية  وهو الحل المتبع في وقت  " الحروب " على مدى التأريخ والذي هو آخر الداء الكي { حل البرلمان ، أنتخابات مبكرة ، حكومة طواريء أنتقالية مؤقتة ، تفعيل القضاء ، تنفيذ أحكام الأعدام  ،  والضرب بيدٍ من حديد }بحق الرتل الخامس من أرهابيين  الملطخة أيديهم بدماء الشعب ومخربي الأقتصاد العراقي  من مزيفي العملة ومهربيها ، وغلق فضائيات الفتنة الطائفية  }---- والله من وراء القصد
السويد / في 1-8-2015




272
الجواهري ----- نهرٌ ثالث
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
الأحتفاء بذكرى شاعرنا العظيم " الجواهري " مصادفة مولده في 26 تموز 1899 ومماته في 27 تموز 1997  عن عمر ناهز 98 عام ، هو محمد أبن عبد الحسين مهدي الجواهري ، شاعر عراقي ، يعتبر من أهم شعراء العرب في العصر الحديث ، حيث لُقب " بشاعر العرب الأكبر" وثُمّ "بشاعر الجمهورية " وصدر لهُ ديوان ( بين الشعور والعاطفة) 1928 ، وُلِد في أسرة نجفية ، كان أبوهُ عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لأبنهِ أنْ يكون عالماً دينياً بيد أنّ "جِنْ " هاجس الشعر أراد لهُ غير ذلك ، وترجع أصول الجواهري إلى عائلة نجفية عربية نزلت النجف منذ القرن الحادي عشر الهجري ، وكان أفرادها يلقبون بالنجفي ، أما لقبها الحالي الجواهري نسبة إلى كتاب فقهي قيّمْ ألفهُ أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ " محمد حسن النجفي " وأسماهُ ( جواهر الكلام في شرح شرائع الأسلام ) ، ويضمُ 44 مجلداً لُقِب بعدهُ بصاحب الجواهر ولُقِبتْ أسرتهُ بالجواهري ( الموسوعة الحرة / ويكيبيديا ) . وبهذهِ القامة الشعرية الثرّة والخصبة والأكثر من رائعة بطرقهِ أبواب عراقية أجتماعية وسياسية وبيئية يرتاب الكثير من الشعراء التقرب منها لصعوبة ولوجها لأسباب سياسية وسوسيولوجية المجتمع العراقي الزمكانية والتي هي غاية في التعقيد ففي رائعته الملحمية ( يوم الشهيد ) والعينية الحسينية ودجلة الخير مثلاً ودواوينهِ والمئات من قصائدهِ التي نسجها الجواهري بشكل لوحة بونورامية طرزها بخيوطٍ من الذهب ورصعها الجواهري بجواهرهٍ ولئالئه ونسجهُ كنهرٍ ثالث ونفخ فيه الروح من طموحات وآمال الشعب العراقي فأنظم إلى توأميه دجلة والفرات ليضعوا بصماتهم في الذاكرة الأدبية  العراقية ،وذكرهُ الشاعر فالح الحجية الكيلاني في كتابه ( الموجز في الشعر العربي – شعراء معاصرون ) : { أنّ الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقوّة قصيدهِ ومتانة شعرهِ ، ولم يأتي بعد المتنبي شاعرٌ كالجواهري }
من مواقفهِ الوطنية / ** أشتغل بالصحافة وأصدر جريدة الفرات ، وجريدة الأنقلاب ، وجريدة الرأي العام وألغي أمتياز صدورها لمقالاته السياسية التحريضية ضد الأوضاع المتعسفة ، .** أُ نتخِب نائباً في مجلس النواب في 1947 ولكنهُ أستقال من عضويته في نهاية كانون الثاني 1948 أحتجاجاً على معاهدة بورت سموث مع بريطانيا وأستنكاراً للقمع الدموي للوثبة  الشعبية الوطنية التي أندلعت ضد المعاهدة وأستطاعت أسقاطها ،  ** وكان موقف الجواهىري من حركة مايس 1941 سلبية لتعاطفها مع الحركة النازية ، ** أشترك مع جماهير الشعب في ثورة العشرين 1920 ضد بريطانا العظمى ، ** وكان لهُ حظوراً مميزاً في وثبة كانون وعلِم بأصابة أخيه الصغير جعفر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة والذي توفي بعد عدة أيام متأثراً بجراحه ، فرثاهُ بقصيدتين " أخي جعفر "   "ويوم الشهيد " ، ** شارك عام 1949 في مؤتمر أنصار السلام العالمي الذي أنعقد في بولونيا ، أستُدعي حينها إلى مديرية التحقيقات الجنائية بتهمة المشاركة في التخطيط لمؤامرة قلب النظام الملكي في العراق فرد عليهم { ولماذا أشترك مع الآخرين وأنا أستطيع قلب النظام بلساني وشعري } ، ** وأيّد ثورة 14 تموز 1958 بحماس شديد وشارك في مسيرتها النضالية .** سياسي مستقل لم ينتمي ألى أي حزب . ** هويتهُ  وأنتماؤهُ عراقية نظيفة لا شائبة فيها حين يقول { أني شاميٌ أذا نُسِب الهوى وأذا نُسبتُ موطن فعراقي } ويقول { أنا العراقي لساني قلبهُ ودمي فراتهُ وكياني فيه أشطارُ } ، وتغنى بالعراق ---- وسلامٌ على هضاب العراق وشطيه والجرف والمنحنى .
آلأسلوب الشعري للجواهري أو( مذهب الجواهري الشعري) --- وأستميحوني عُذراً كوني لستُ  بناقد أدبي ولكني شغوفٌ  بقراءة النصوص الشعرية لذا سأوضح بعض الخواطر والمدلولات التي أثارت مشاعر وأهتمامات الكتاب والنخبة المثقفة / 1-الجواهري مؤمن بخلود العظماء وذوي العطاءات المتميّزة وهو القائل :{ يموت الخالدون بكل فجٍ / ويستعصي الموت الخلودُ }
2- الأسطورة في شعر الجواهري  تتعلّق بعناصر الجمال في اللغة والبلاغة وهي عند الجواهري تتجاوز مفاهيم النحو والصرف والبلاغة ، وللتوضيح أكثر البناء اللغوي عندهً يتلازم الزمكانية للأسطورة
{فرّ ليلي من يد الظلم فتخطاني ولم أنمْ---- كلما أوغلتُ في حلمي خلتني أهوي على صنم }
3-وبهِ الحنين وهو القائل :{ أحنُ لهُ وكأنّ الحياة ---- خضراءٌ من دونهِ صحصحُ // وأحبُ الكرى ---- لسانحة منهُ قد تسنحُ // وأجمل ماقال في الحنين للوطن والأشتياق في قصيدة دجلة الخير // حييتُ سفحك عن بُعدٍ فحيني / يا دجلة الخير يا أمّ البساتينِ // حييتُ سفحك ضمآناً ألوذ بهِ / لوذ الحمائم بين  الماء والطينِ // وأجمل أبياتها  /أني وردتُ عيون الماء صافية /نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني// وأنت يا قارباً تلوي الرياحُ بهِ / ليّ النسائمِ أطراف الأفانينِ // يا دجلة الخير قد هانت مطامحنا / حتى لأدنى طِماحٍ غير مضمونِ }
4- وهو الشاعر الذي ينحو بتوليفة بين قوّة قيمة المنطق والواقع الأجتماعي وهو القائل :{ أنا عندي من الأسى جبلٌ ---- يتمشى معيّ وينتقلُ // أنا عندي وأنْ خبا أملٌ جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ }
5- يمزج في شعرهِ بين لغة المنطق مع الظواهر الأجتماعية والبيئية وهو القائل { يا دجلة الخير أدري من ألفٍ مضتْ دهراً --- للآن تهزين من حكم السلاطينِ // يا أمّ بغداد من عدوى تأنقها ---- مشى التبغددُ حتى في الدهاقينِ // ويا دجلة الخير ما يغليكِ من حنقٍ ---- يغلي فؤادي وما يشجيكِ يشجينِي }
6- ونسج في الشعر الملحمي المتسمة بالقصائد الطويلة كقصيدة يوم الشهيد من مئة بيت والقصيدة العينية الحسينيى من 65 بيت شعر وكلا القصيدتين تمثلان أرقى ماتوصل أليه الشعر الكلاسيكي العربي من تطور لكونها تفوحُ بالأنسنة في تقديس الذات البشرية ويقول في يوم الشهيد :  {يوم الشهيد تحيةٌ وسلامُ / بك والنضال تؤرخُ الأعوامُ // يوم الشهيد ! بك والنفوسُ تفتحتْ / وعياً كما تتفتح الأكمامُ } ومثل هذهِ الأيام من عام 1949 يلقي الجواهري مطولتهُ في باحة جامع الحيدر خانه بمناسبة مرور سبعة أيام على أستشهاد أخيه جعفر برصاص شرطة العهد الملكي ، أثر تظاهرات جماهيرية في شهر كانون الثاني 1948 وأحتجاجاً على توقيع معاهدة ( بورت سموث )البريطانية – العراقية {أتعلمُ أم أنت لا تعلمُ / بأنّ جراح الضحايا فمُ // فمٌ ليس كالمدعي قولهُ / وليس كآخرٍيسترحمُ // يصيحُ على المدقعين الجياع / أريقوا دماءكم تُطعموا // ويهتفُ في النفر المهطعين / أهينوا لئامكم تكرموا // أخي جعفر يا رواء الربيع / إلى عفنٍ باردٍ يُسلّمُ // لثمتُ جراحك في فتحةٍ / هي المصحفُ الطهرُ إذ يُلثمُ // وأنّ بطون العتاة من السحتِ تهضمُ ماتهضمُ // وأنّ البغي الذي تدعي من الطهر ما لم تحز " مريم " // ستنهدُ أنْ ثار هذا الدم / وصوت هذا الفم الأعجمُ}
7- وتبغدد الجواهري في بغداد قال { يا نسمة الريح من بين الرياحينِ/ حييّ الرصافة ثُمّ حييّني // رأيتُ بأفقهِ شمساً وبدراً/ كأحسن ماترى شمسٌ وبدرُ// هيهات ما بعد الرشيدِ ما رأت رُشداً / كلا ولا أمنت من بعدِ مأمونِ }
8- وعينية الجواهري أو آمنتُ بالحسين تُعدْ من عيون الشعر العربي الحديث : وهو القائل{ فداءً لمثواك من مضجعِ / تنور بالآبلج الأروعِ // يا عبق من نفحات الجنان/روحاً ، ومن مسكها أضوعِ // كأنّ يداً من وراء الضريح / حمراء مبتورة الأصبع// تخبط في غابةٍ أطبقت / على مُذئبٍ منهُ أو مُسبعِ }
9- وفي شعرهِ النبوءة وقراءة المستقبل والأيمان بحتمية التأريخ يقول { وكفاً تمدُ وراء الحجاب / فترسمُ في الأفق ما تُرسمُ // وجيلاً يجيء وجيلاً يروح / وناراً أزاءُها تُضرمُ }
10- لم أجد في شعر الجواهري " أدب التشيّع "وأن كان من أسرةٍ دينية ، فهو يساري الهوى حداثوي  في مذهبهِ الشعري ، يؤمن بالتغيير حسب منطق " حتمية التأريخ"ولم ينتمي إلى حزب لكونه هو مدرسة وحزب .
11- طعّمَ الجواهري شعرهُ بمفردات لغوية قديمة مثل الأبلج ، الأروع وغيرها وجدتها في الكتب والمعاجم القديمة مثل لسان العرب لأبن منظور .

12 – وفهو شاعر مقاومة وشاعر سياسه ، وهو أبن بيئتهِ وحامل هموم وطنهِ ،وقصائده مفعمة بالعاطفة والذكريات حيناً ، وبتقديس الأيثار والتضحية أحايين أخرى ، فضلاً عن أشاعة المفاهيم الوطنية والتنويرية ، وقال فيها { أتعلمُ أنّ رقاب الطغاة  / أثقلها الغمُ والمأتمُ  // ستنهدأنْ ثار هذا الدمُ / وحوت هذا الفمُ الأعجمُ // وأنّ بطون العتاة / الذي من السحت تهضمُ ما تهضمُ }
خاتمة / يوم الأحد 27-تموز 1997 يومٌ لن ينساهُ العراقيون وكذلك الشعراء والمثقفون العرب ، ففي هذا اليوم فُجعتْ الساحة الثقافية العربية برحيل الشاعر " محمد مهدي الجواهري" علم من أعلام الشعر العربي ، شغل القرن العشرين أبداعاً وموهبة ، وما أنحنى لغير الشعر من وثن ، ودُفِنَ في مقبرة الغرباء في السيدة زينب من ضواحي دمشق وكُتِبَ على قبرهِ { هنا بعيداً عن دجلة الخير }----- ومنع النظام الصدامي دفنهُ في تربة العراق  ، وأسمحوا لي أضافة هذا البيت من الشعر  { أضاعوني وأي فتى أضاعوا ---- ليوم كريهة وسداد ثغرِ }
الهوامش / دواوين الجواهري ، نقد الشعر/ لقدامة ابن جعفر البغدادي ، لسان العرب / ابن منظور ، مقاتل الطالبيين / لأبي الفرج الصفهاني ، الموسوعة الحرة / ويكيبيديا
           في 29- نموز 2015                                                 





273

البصره ------ والديمقراطية العرجاء
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
في أول تموز الجاري وأعلى درجة حرارة ورطوبة تكاد ترقى إلى ساونة خانقة خرج البصريون بتظاهرة سلمية بعد نفاذ صبرهم من سوء الأحوال مطالبين بالكهرباء ومياه الشرب فقط متنازلين عن الباقي لحكومتهم المحلية المنشغلة بشجار كتلوي سلاحه القناني الفارغة ، وأذا بقوى الأمن الداخلي تواجه المتظاهرين بالرصاص الحي مما أدى إلى قتل أحد المتظاهرين وجرح أكثر من عشرة ، أي عراق نحن ؟ هل في جمهورية الخوف الصدامية ، أم أي ديمقرطية هذه ؟ عندما يكون كم الأفواه بالرصاص ، وهل هذا جزاء جمهور البصرة التي تسد 80 % من ميزانية الدولة بمواردها ونفطها ،وهي تعاني الفقر والبطالة. والمرض والسرطان وأنتشار بيوت الصفيح .
البصرةُ اليوم ليست أحسن حالٍ من السابق بالرغم من مرور أكثر من عشرة سنوات على سقوط النظام الذي جعل منها  حرب وأنتقم َ من أهلها المنتفضين في 1991 ، وتعاني البصرةُ اليومَ وضعاً أقتصادياً صعباً وهي المورد الرئيسي لميزانىةِ العراق ، وتشهدُ البصرةُ اليومَ تردي الخدمات من نقص في الكهرباء وشحةِ مياه الشرب وارتفاع ملوحة شط العرب ، وتلكؤ وتأخر هيكل البنى التحتية، وأرتفاع نسبة الفقروالبطالة ، مع تردي الوضع الأمني حيث الأغتيالات والقتل والتفجيرمع قرب الأنتخابات المحلية للمحافظات ، والفساد الأداري في الحكومات المحلية المتعاقبة .
وجد الباحثون الآستراجيون وخبراء القانون والمنصٍفون أعادة الحسابات الوطنية وتوحيد الجهود المخلصة في أعطاء حق هذهِ المدينة المظلومة في أنْ تكونَ أقليماً وتصبح العاصمة الآقتصادية الرديفة لبغداد السياسية وهو مشروعٌ ذات فوائد جمّة في جميع المجالات الآقتصادية خصوصاً وهو مجرّب بنجاحٍ منقطع النظير في دولٍ عديدة ، وثم توفر جميع الشروط والمتطلبات القانونية والمهيئة لأن تكون أقليماً وأستناداً ألى الدستور العراقي الجديد 2005
لقد أثير مشروع جعل البصرة أقليم وجعلها العاصمة الأقتصادية الرديفة للعاصمة بغداد السياسية لما تمتلك من مقوّمات المشروع وتبلورت الفكرة جماهيرياً وعُقٍد عدد من المؤتمرات لأنضاج الملف وتقديمه للمركز للتشريع والتنفيذ ، لأمتلاكها مقوّمات هذا المشرع من موقع أستراتيجي وموارد أقتصادية مهمة  من نفط وغاز وموانىء وتمور ورسوم المنافذ والتي جميعها تشكل نسبة 80% من الميزانية العامّةِ للبلاد ، وأنّ أعلان البصرة أقليم حق دستوري ومشروع، وأنّ شعب البصرة يستطيع أنْ يقرر ويتحمل
  مسؤولية قرارهِ، لأنّ جميع المقومات متوفرةٌ فيها لأنْ تصبح عاصمة البلاد الأقتصادية وهناك العديد من العواصم المماثلة في المنطقة أصبحتْ عواصم أقتصادية لبلادها مثل:دبي ، أسطنبول ، ميلانو ، تورنتو، نيويورك ، الدار البضاء، وبومباي اللواتي تمّ تسميتهنّ عواصم أقتصادية لبلدانهنّ .
أذاً ما الضيرأنْ نجعل من البصرةٍ عاصمةً أقتصاديةً رديفةً لبغداد العاصمًة السياسيةِ للعراق ؟؟؟ ونلاحظ اليوم أنّ مدينةَ أسطنبول فيها 20 مطارتحطُ فيها أكثر من 1200 طائرةٍ يومياً  تستقبل المستثمرين ورجال العمل وتعقد الندوات والمؤتمرات  بينما العاصمة أنقره  يحطُ بها ما بين 10 الى 12 طائرة تكون متفرغةً للعلاقات الدبلوماسية مع دول المنطقةِ والعالم وحفظ الأمن والحدود، ولننظر الى تجربة دبي الأقتصادية والسياسية في هذا المجال حين أعطت الملف  الأقتصادي لأصغر وزيرة تكنوقراط خريجة هارفرد وبقوّة دولة الأمارات المالية واتصالاتها الدبلوماسية  وأهتمامها بمدينة دبي كعاصمة أقتصادية للأمارات حصلت على شرف تنظيم ( اكسيو) عام 2020 واكسيوهو أسم مختصر لمصطلح *معرض التجارة العالمية* وهو أكبر معرض عالمي يعقد كل أربع سنوات وتتنافس الدول الكبرى على أقامتهِ- كما تتنافس على الألعاب الأُلمبية- في بلدانها ، وآخر مرّةٍ عقد في شنغهاى--- والمنطق الدولي يفرض في العلاقات الدبلوماسية { الأقتصاد يأتي بعده السياسة}  .
والذي توضّحَ للرأي العام : أنّ  معايير الرفض لا تستند الى أُسس قانونيةٍ أو منطقيةِ أنما تنطلق من دوافع حزبيةٍ وسياسيةٍ ومكاسب أنتخابيةٍ، وأنّ سيناريوهات الرفض واحدةٌ حتى وأنْ تغيرتْ العناوين ، من المؤكد يعتبر الرفض أعتداء وتعسّف على أهل البصرةِ لما يعانون من أحباط ، فهم بينَ حانه ومانه وسط المماحكات والتجاذبات ، وألا هذا ليس من الأنصاف أنْ تبقى البصرة ضرعاً حلوباً حينَ تأخذ من ضرعها النزر الشحيح !!! ولم تحصل على حقوقها  وحصتها على الأقل متساوية مع المحافظات ألأخرى التي لا تنتج النفط أصلاً----- ورأيتً أكثر المعترضين على مشروع البصرة  أقليم  و"عاصمة أقتصادية " هم جهات ونواب لا يريدون الخير للمحافظة حين يصرحون علناً لماذا البصرة تتنعم وتزدهر؟؟ وللتأريخ أنها  ظُلمتْ بالطائفية السياسية واليوم تظلم  بالمناطقية كأنما لم يكفي البصرة الحقد الطائفي أضافوا عليها الحقد المناطقي، وللأسف أنّهم  لا يفكرون ألا بمصالحهم الحزبية والكتلوية ويسعون الى تعطيل المشاريع كي لا تجيّر الى خصمهِ الحزبي ، ومن أكثرهم معارضاً للمشروع  هيالحكومةِ المركزيةِ التي منعتْ اصلاً مشروع  " البصرة كٌأقليم" والتريث في "مشروع البصرة عاصمة أقتصادية" ،وأوقفتْ مشروع الخمسة دولار للبصرة المنتجة للنفط ، والعمل على تحجيم صلاحيات الحكومة المحلية ، أضافة الى الروتين والبيروقراطية ونفوذ مافيات الفسا د المالي والأداري والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وتطبيق  العلاقات العشائرية في الحوادث اليومية كل هذا الكم من المعوقات تقف حجر عثرة أمام تنفيذ المشروع أيضاً ، ويجب أن لا نيأس وخصوصا أذا كان وراء كل حق مطالب ----- فالمطالبة قديمة بدأت في 2009 بتوحيد القوى الخّيرةِ في البصرةِ من أكاديمين وخبراء مال وأقتصاد ومستثمرين ونواب من البصرة همهًم تنفيذ المشروع وتمكنوا أخيراً من جمع 100 توقيع داخل مجلس النواب - وهذا يكفي لطرحه على المجلس، وتمّ عقد مؤتمرفي 19-7 2012 لدعم مشروع البصرة العاصمة الأقتصادية للعراق.
ومن المؤهلات المهمة التى تمتلكها البصرة:
-----------------------------------------
الموقع :أنها تتمتع بموقع استراتيجي حغرافي على الخليج يجعلها حلقة وصل بين الشرق والغرب ، وكذلك هي محطة تاريخية لوقوعها على مفصل طريق الحرير القديم في العهود الأسلامية وبقت الى نهاية القرن التاسع عشرمركزا مهما لشركة الهند الشرقية المختصة في نقل التوابل-حين كان الوربيون يجهلون هذه المادة- بين البصرة والهند وأوربا،هذا الموقع يؤهلها بأن توازي ثلاثة دول مجتمعة.
الموارد وأمكانياتها الأقتصادية من نفط غزير وغاز وفير(مهدور)  وأحتاطها يقارب نسبة 80% من موارد العراق في هذا المجال.
ومنافذ البصرة المطلة على الخليج والعالم مما يوفر موارد كبيرة للمدينة .
النخيل وأنتاج التمور وبيئتها الملائمة لأنتاجها وتصديرها.
أهمية المشروع
---------------
يتيح المشروع أزدهارا أقتصاديا للبصرة بأعتبارها عاصمة ثانية للعراق .
توسيع المناطق الحرة التي تهتم بها كبرى الدول الأقتصادية خصوصا في مجال الدول المطلة على الخليج كلأمارات وأيران
تنفيذ موانىء جديدة والتعجيل بأنشاء ميناء الفاو الكبير وأقامة كمارك فيها.
معالجة البطالة لأنه يوفر آلاف فرص العمل .
أنسيابية النقل.
الأتصال المباشر بدول الجوار البحرية خاصة .
تنمية موارد البصرة الأقتصادية كلنفط والغاز والموارد الزراعية وتصنيع التمور وأحياء المصانع  المتوقفة كمصنع الحديد والصلب  والبتروكيمياويات ومصنع السكر .
تشكل الدعم الأساسي للأقتصاد الوطني في تحقيق موارد موازية لأيرادات النفط.
يحول العراق من الأقتصاد الأحادي الى الأقتصاد المتعدد الأيرادات.
رفع العبأ عن الجهد الأقتصادي المركزي والتحول الى نظام السوق التنافسي.
سيفتح امام القطاع الخاص مساحة واسعة للمساهمة في التنمية القتصادية  وأنّ في البصرة مجالات واسعة لأستثمار حقول النفط والغاز وتحلية الماء.
وأخيراً أشدُ على يد ألمطالبين على تبنيهم مشروع أقليم ألبصرة ألعاصمة ألأقتصادية للعراق ، وحبذا لو يزداد ألمؤيدون  لأنصاف  ثغر العراق الباسم وبوابته التأريخية التي شهدت جميع العصورالتأريخية وتركت بصماتها في التجارة العالمية علاوةً على حضورها السياسي في جميع المؤشرات المصيرية للعراق كجزءٍ مهمٍ منهُ------
في 25 تموز 2015

274
عاصفة الحزم ---- عاصفة في فنجان

عبد الجبار نوري / ستوكهولم- السويد

عاصفة الحزم هي عملية عسكرية سعودية بمشاركة تحالف دولي مكون من 10 دول ( السعودية ، البحرين ، الكويت ، قطر ، الأمارات ، مصر ، الأردن ، المغرب ، السودان ، والسنغال ) ودعم أمريكا ودول الغرب والباكستان ومنظمات الأمم المتحدة ، بقيادة الرئيس "  عبد ربه منصور هادي " الهارب والقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية ، والماركسيون جماعة على سالم البيض ، بقوى 150 طائرة و 180 ألف جندي ، ضد جماعة أنصار الله ( الحوثيون ) واللجان الثورية وجيش الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبقوى 100 ألف مقاتل ، دعم أيراني وحزب الله اللبناني ، بدأت في 26 مارس 2015 (وبشرعنة ) مجلس الأمن الدولي تحت رقم { 2216 }.
والشعب اليمني المحارب أغلبيته المطلقة تحت خط الفقر وكانت الخسائر فادحة  في قتل أكثر من 853 مدنيين وعسكريين ، وأضعاف الرقم جرحى ومعوّقين ومفقودين  وتدمير البنى التحتية والفوقية من طرق وجسور ومستشفيات ومدارس والكهرباء وماء شرب وتدمير البنية العسكرية من مطارات ، ومواقع الصواريخ البلاستية والمدفعية  والطائرات الجاثمة في المطارات العسكرية  ، و 2415 طلعة جوية --- ورحم الله الرصافي حين قال :{ عبيدٌ للأجانب هم ولكن ---- على أبناء جلدتهم أسودُ } 150 طائرة على اليمن التعيسة !!! ولا ذبابة على أسرائيل الصديقة التي كسرت هيبة العرب والى الأبد في معاركها 67 و 72 ومسح جنوب لبنان في 82 ودك مدينة غزه 2014 ووووو--- ولا تتحرك الغيرة  السعودية بأعتبارها نيران صديقة   !!.
 وهذه الخسائر واردة في جميع الحروب ولكنها لاتعني فناء الشعوب الحية والتواقة للحرية وترميم بيتها الداخلي كما هو في اليمن مع عدم توازن موازين القوى بين قوة همجية طائفية مهاجمة مدعومة من أفتك أشرار العالم على شعب فقير مسحوق لا يمتلك ما يخسره لذا كان أبرز الخاسرين هي السعودية المعتمدة أقتصادها على الأستيراد بنسبة 90 % لذا سارعت بتبديل أسم المعركة إلى "  أعادة الأمل " ونتساءل هل حققت أهدافها ؟ --- كلا :
1- ما يزال بيد الحوثيين أسلحة كثيرة ، كما أنّهم لم يُخرجوا من المدن ، ولا يزال لهم مواقع تحت الأرض .
2- ولا تزال القدرات العسكرية موجودة ولو بنسبة75% .
3 – فلم تتم أعادة الرئيس هادي على أعتباره يمثل الشرعية ، ولم تتمكن الحكومة التي يرأسها (  خالد البحاح ) من العودة إلى اليمن ، و أنا أكتب المقالة يوم الخميس 23 تموزالحالي وصلني هذا الخبر عندما شاهدت أمريكا أن الكفة لاتزال لصالح الشعب اليمني دخلت على الخط وأشركت المارينز المحمولة جواً لنقل الهادي وكابينته الوزارية إلى عدن خفية .
4- والمعركة السعودية لم تحقق تقدماً على الأرض وكذلك لم تجرد الحوثيين من أسلحتهم .
أما الأهداف السياسية :
1-أيصال الحوثيين إلى طاولة الحوار - والأعتراف بهم كند ورقم لا يستهان  به  والأعتراف بهم كحزب سياسي وليس كميليشيا وبندية كاملة مع كافة المكونات السياسية والقبلية والسكانية في اليمن  – بالتحول للحل السياسي حسب قرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية .
2- وأنّ الحوثيين لم يتأثروا لأنهم يخوضون حرب عصابات وبالتالي من الصعب ان تؤثر عليهم الغارات الجوية ولو أنهم تكبدوا خسائر فادحة بالأرواح .
3- وأن الحوثيين لديهم الكثير ما يكفي لمواصلة القتال لشهور طويلة أن لم يكن لسنين .
4-  وللمحاربين في الداخل اليمني سواحل طويلة لأكثر من 3 آلاف كيلومتر .
5- وللحوثيين عمق ستراتيجي لوجستي وعسكري من حلفائها أيران وحزب الله اللبناني المؤيدين من قبل روسيا
6-  وقد حصل الحوثيون على ضمانة ( أيرانية – روسية )
7- وجاءت التغيرات الآيديولوجية والسياسية لصال الشعب اليمني بما فيهم الحوثيين هو : السقوط السياسي لعلي سالم البيض الماركسي واليساري في التصالح مع السعودية والقتال معها ضد شعبهم مما أدى إلى تشظي أتباعه ، والتحالف مع علي عبدالله صالح الذي يمتلك حزباً ساسياً وجيشا من الحرس الجمهوري .
عجائب حرب عاصفة الهزيمة
يرى المتتبع المعايير مقلوبة والمفاهيم معكوسة وعقول سعودية ملوثة
** الجيش اليمني المحترف خائن أما ميليشيات الأخوان والقاعدة وداعش مقاومة شرعية . ** المسلمون العرب يقاتلون المسلمين العرب الصامدين والمدافعين عن أوطانهم . ** أنحراف جماعة سالم البيض الماركسي اليساري إلى أقصى اليمين والتعاون مع السعودي المعتدي على حرمات وطنه . ** الأخوان في اليمن أصدقاء وأحباب السعودية أما الأخوان في مصر خونة يجب محاربتهم . ** من دواعي الحرب السعودية على اليمن هو دحر الفتنة الطائفية كما تدعي زوراً وبهتاناً أما سحقها للشعب اليمني ولفئة واحدة يعتبر " جهاد مقدس " . ** تفجير المساجد في السعودية ودول الخليج أجرام أما تفجير المساجد في اليمن والعراق وسوريا جهاد مقدس . ** يعتبرون اليمن محتلاً لأن فيها قواعد أمريكية أما قاعدة الظهران والكويت والسيلية في قطر فنادق خمسة نجوم !.. ** خوف السعودية من النووي الأيراني والأطمأنان ل200 رأس نووي أسرائيلي { عجيب أمور غريب قضيه }

الخزي والعار لعاصفة الغدر السعودي- الصهيو – الأمريكي
النصر والعزة والكرامة لليمن السعيدة
في 24-تموز -2015


275
هولوكوست داعشي في"الخان"
من يفسّر لنا دينهم ؟
عبد الجبار نوري – ستوكهولم – السويد
مذبحة ناحية خان بني سعد المروّعة ليلة الجمعة والعيد 17 تموز 2015 ، أنهما جمعة وعيد المسلمين لا للبوذيين والهندوس الذين بأمر دينهم يأخذون التحية للبقرة ، أستهدف الخان بأعنف وأقسى وأفضع تفجير أنتحاري من أرهابيي داعش ، وأستهدفت جميع مكونات الناحية فهو شاهد أثبات ونموذج لزيف التكفير الديني فهي كارثة أنسانية ترقى إلى جعل خان بني سعد منطقة منكوبة حسب المنطوق الأممي لقيمة آدمية الأنسان ، فالخسائر حسب المصادر الأمنية وتصريح رئيس مجلس الناحية (عبد الرسول الحسيني ) : سيارة حمل لوري يحمل 3-4 طن من مادة ال T N T و الC 4   - و كانت نتائجها الكارثية قتل 90 مواطن مسكين  قد يكون عامل أو عتال أو صاحب عربة  لبيع الحاجيات وكل طموحه أن يلبس أولاده كسوة العيد وفعلاً لبسهم السواد و125 جريح وهم في حالة حرجة والذي يرفع من رقم القتلى ، و12 مفقود والظاهر أنّ عصف التفجير الشديد وحرارتها العالية جداً صهرتهم وأذابتهم ، وحرق عشرات من البيوت السكنية والعمارات والسيارات المارة والمتوقفة ، ويشهد الله على قولي ليس لي قريباً من رحمي أو عشيرتي في هذه البقعة المحترقة ، بل الذي دفعني أن أبوح بمشاعري الحزينة  المحبطة والمكتئبة هو : أنسنتي وأنتمائي لآدمية الكائن البشري وليس ديني أو طائقتي أو قوميتي .
والحقد والكراهية لهذه الفئة الضالة الأرهابية أختارت السوق الشعبي المكتظ بالمتسوقين والباعة المتجولين وفقراء الشعب العراقي ومن الجماهير المسحوقة وفي ليلة العيد بالذات ؟ ،أي دينٍ هذا ؟؟  حين يعتبر العيد بدعة وظلالة ، فالأستهداف كان "هوليكوست" داعشي نازي ومغولي وتتري ونقشبندي صدامي بعثي أعنف ما شهدته التفجيرات الأنتحارية منذ 2003 لحد اليوم ، وأكررتساؤلي المحيّر أي دين هذا ؟ حين يتجرد الأنسان من آدميته وتتحجر مشاعره ويحول هذه الناحية الفقيرة البائسة إلى كومة رماد هم الأرهابيون تلامذة مملكة الكراهية السعودية بؤرة الشر والتكفير والحقد الوهابي .
وثمة صراعات وأرهاصات تدور في أعماقي لأصل إلى قناعة أنْ أتفهم دين داعش وأين سوف تصل بهذه الآيديولوجية المريضة والمرفوضة من الأغلبية الساحقة من شعوب الأرض لكون الجميع متهم بالتكفير وثم الذبح .
و هنا تسكب العبرات وتبكي البواكي وتتحشرج الغصة والحسرة في صدورنا التي ضاقت بما لاقت من حكام الغفلة من ظلمٍ وتعسفٍ وكمٍ للأفواه وقطفٍ للأ رواح وكثرة في السجون والمعتقلات وقلّة من المستشفيات والمدارس وحروبٍ عبثية أختزلت نفوس وموارد العراقيين برقم الملايين ، وثم إلى مرارة ما بعد السقوط حيث الفرهود والفساد الأداري  وقاده لصوص وفقدان الأمن والتفجيرات والعبوات الناسفة وحصد الأرواح بشكل يومي ، وأحتلال العراق من قبل أرهابيي داعش وتناغم معه الخونة والجواسيس والمافيات والميليشيات الذين لهم  مشاركة في الحكومة وفي نفس الوقت تنفذ سمومها من فنادق أربيل وعمان والرياض والدوحه وأسطنبول وواشنطن في أذكاء   الشحن الطائفي وتوفير الحواضن لداعش ونسف العملية الديمقراطية الجديدة ، وألا كيف تمكن من أدخال هذا الموت المجاني الرهيب إلى خان بني سعد ، وأقسم أنّها مأساة العصر ويمر عليه الضمير العالمي بتعليقات خجولة ، وشاهدنا كيف قام العالم ولم يقعد في حادثة ( صحيفة شارلي أبيدو ) في 7-1-2015 بحملة تضامن من مختلف أنحاء العالم ومسيرة أكثر من مليون ونصف متظاهر فرنسي ومشاركة 50 دولة وحكومه وزعماء سياسيون ، وأجتماع البرلمان الأوربي ، ومنظمة حقوق الأنسان للأمم المتحدة ، وأصبح مقر الصحيفة حائط المبكى يتبرك به القادة والرؤساء والملوك ، وهذ يعني أن العراقيين ليسو بشراً نعم والمثل يقول { قتل امريء في غابة جريمة لا تغتفر ---- وقتل شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظر }.
وأنا لا ألوم العالم وأرى فضائياتنا تحتفل بقدوم العيد ودماء مخلوقات الخان لم تجف بعد وفضائية تعرض المحيبس وأخرى تعرض كلبات راقصة وأخرى تعرض أماكن التنزه حيث اللعب واللهو وكأنهم لم يسمعوا بسونامي وطوفان الموت والجنائز والأشلاء في مساكين خان بني سعد وكنت أتمنى أن تضع فضائية العراقية الرسمية وشاحاً أسوداً على الشاشة على الأقل ، وكذلك الحكومة لم تصل إلى ما وصلت أليه الكويت عندما أعلنت الحداد ثلاثة أيام في تفجير جامع الصادق ، وأعلان مصر الحداد ثلاثة أيام على تفجير سيناء .
بعض الحلول // من غير المعقول أن يبقى العراقي مشروعاً للقتل والأبادة الجماعية فمن كارثة  مجزرة طلاب سبايكر ال 1700 إلى طاحونة الموت المجاني بمساحة العراق الجريح ، وأن العديد من دول العالم مرّت بحروب أهلية طائفية وأثنية  كالحرب الأهلية الأمريكية والحرب الأهلية الأسبانية  والحرب الأهلية اللبنانية وحرب البوسنة والهرسك والحرائق الأوكرانية ولكنها تجاوزت مجنتها بأرادة ورغبة شعبها  : هذه بعض الحلول الغائبة :
1-تدويل الأرهاب الداعشي أممياً لكونها تشمل الجميع بتشكيل خلية أزمة من وطنيي وشرفاء العراق في التواجد الدائمي في منظمات الأمم المتحدة بغية أشراكها في مكافحة هذا الوباء الجديد .
2-مواجهة المشكلة وتشخيصها 
3- تنفيذ أحكام الأعدام بعد حل لغز توقيع الريس المقدس
4- جهد أمني وعسكري بأنتماء عراقي صميم مترافقا ومتزامنا مع الجهد السياسي
5- نشر " ثقافة المواطنة " عبر وسائل الأعلام وحتى تدريسها في مدارسنا الأبتدائية
الله من وراء القصد ------

----- كاتب مستقل
في 22/7/2015

276
أيران ---- في النادي النووي للكبار!!!
عبد الجبار نوري/ ستوكهولم – السويد
كان يوم الثلاثاء 14 تموز 2015 يوم النصر الأيراني على دول الستة 5+ 1 الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية  لذا خرجت الصحف الأيرانية  بمانشيستات عريضة معركتنا بين { محور االسلام  – والشيطان الأكبر } والذين يكيلون بمكيالين حين يعلمون علم اليقين أن أسرائيل تمتلك 200 رأس نووي وجاهزة للأطلاق وجعلت المنطقة تعيش على فوهة بركان منذ أكثر من نصف قرن ، وبأستعمالها سياسة لي الأذرع والضرب تحت الحزام مع دول المنطقة ، حقاً كان يوم عرسٍ وكرنفالٍ أيراني عندما شاهدوا أبتسامة وزير خارجية أيران " محمد جواد ظريف " وهو يلوح بيده مبشرا الشعب الأيراني بانتصار كلمتهم وأنتزاع حقوقهم عندها خرج الطهرانيون للأحتفال بشوارع العاصمة يطلقون أبواق السيارات رافعين شارات النصر أحتفالاً بالأتفاق الذي سينهي سنوات العقوبات والعزلة والعذاب ، وخرج محمد جواد ظريف يقول للصحفيين قبل دخوله قاعة المفاوضات في فينا : أنّ الأتفاق ممكن في حال تخلي الطرف الآخر من مطالبه المفرطة ، وعليه أنْ يتقبل الحقائق ، وأنْ يعترف بحقوق الشعب الأيراني ، لاسيما بخصوص رفع العقوبات .
وتمّ توقيع الأتفاق النووي مع أيران بمفاوضات وصفها المراقبون بأنّها " مفاوضات العصر " واجهت أيران العالم بالدبلوماسية المذهلة وبشهادة أوباما بتعقيبه : { أننا أمام مفاوضاً نداً ذكياً جداً } وهي دلالات واضحة على أنّ المفاوض الأيراني كان يمتلك حنكة لا مثيل لها على الأطلاق ، وأيران المحاربة دولياً والمعزولة والمعاقبة بحربٍ أقتصادية وأعلامية وأمنية أستطاعت من خلال فريقها المفاوض أنْ تنتزع حقها من فم التنين ، وهذا ما تفتقده الأنظمة العربية الخائبة ، وساستنا في العراق والذين تعودوا الأنبطاح والذل والهوان { وهل يغيب عنا المفاوض العراقي في خيمة صفوان 1991 عندما باع السيادة العراقية للأمريكي المتغطرس وشرعن الغزو الأجنبي  لتربة العراق ، وهل ننسى المفاوض العراقي مع دويلة الكويت عام 2012 وكيف تنازل الوفد المفاوض عن  جزء مهم  من خور عبدالله و22 بئر نفطي مشترك ضمن المنطقة } ، ولا ننسى المفاوض العراقي الذي يمثل أرفع مستويات حكومة الصدفة والمقبولية في تبادل سجناء عراقيين مذنبين بجنح  لا تتعدى التهريب أو تجاوز الحدود مع أعتى الأرهابيين القتلة والمدانين بحكم الأعدام ،  فشتان بين المفاوضين : الأيراني فاوض من أجل وطنه بينما المفاوض العراقي فاوض من أجل الكرسي ورشا ملايين دولارات من السحت الحرام  مقابل بيع وطنه وشرفه وتأريخه.
فالدبلوماسية الأيرانية دخلت هذا المعترك منذ 12 سنة وخاصة ال 21 شهراً الأخيرة في حراك مكوكي وأجتماعات مستمرة وبخطابٍ سياسي موجه للغرب وأمريكا بأنها لا تأمل الحصول على السلاح النووي بل الذرة من أجل السلام فأستخدمت الحوار مقدمة في الواجهة طموحاتها النووية كورقة لكسر الحصار الأقتصادي عن أيران ، فأظهرت صبراً وصموداً مؤطراً بالقوّة .
بعض بنود الأتفاق
1-تخصيب اليورانيم بنسبة 5 % وهي النسبة الكافية لأيران للأغراض السلمية .
2- رفع العقوبات  الأقتصادية والمالية والمصرفية المفروضة على أيران فوراً لمجرد توقيع الأتفاق .
3-وأنّ المنشئات النووية الأيرانية ستواصل العمل بمقتضى الأتفاق الدولي مع الدول الكبرى .
4- تفتيش لكل المواقع النووية الأيرانية من قبل الأمم المتحدة .
5- يجيز الأتفاق التحقيق في النشاطات النووية السابقة لأيران .
6- ويسمح الأتفاق بأعادة فرض العقوبات خلال 65 يوماً إذا لم تلتزم أيران بالأتفاق .
7- العقوبات المتعلقة بتسليح أيران بالصواريخ لن ترفع ألا بعد 8 سنوات من توقيع هذا الأتفاق .
نكهة النصر وأبتسامة ظريف / كان يوماً تأريخياً مفصلياً في حياة الشعب الأيراني كيف لا وأن الأتفاق فك حبل الخناق حول عنق الشعب الأيراني ، بتحرره الأقتصادي وأنفتاحه على العالم مرة ثانية ، ولي ذراع الغرب المتغطرس ، وأعتراف دولي بشكلٍ رسمي بأضافة دولة جديدة { للنادي النووي } ، وكان تجسيداً للدهاء الأيراني أمام سطوة الغرب ونواياها الخبيثة ، حصلت أيران على حق التخصيب ، وحق الأحتفاظ بستة ألاف جهاز طرد مركزي ، الحق في حماية المنشئات النووية ، أزالة العقوبات الدولية ، الأفراج عن ملبارات الدولارات الأيرانية المجمدة ، والأتفاق النووي بداية لأستقرار المنطقة وتكريس السلام العالمي ، وقد يكون الأتفاق النووي من جعل أيران دولة نووية وهو حلم حققه الدهاء والجهد والصبر والمطاولة والحنكة الأيرانية وأخلاص المفاوض لوطنه أيران ---- والذي يلفت الأنتباه أنّ العدو الأسرائيلي لم يتمكن من حبس ما بداخله من أحباط ومرارة لذا وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأتفاق ب { بالخطأ التأريخي } ووصفتها مملكة الكراهية السعودية بتصريح سفارتها من واشنطن { بأنّها صدمة وحدث خطير } .
وحسب قناعتي الشخصية أن أيران قد ربحت الصفقة وذلك من خلال :

1-أعتراف العالم بأيران كرقم صعب وند قوي لا يمكن تجاهله . 2- أنتهاء الأزمة القائمة بين الغرب وأمريكا من جهة وأيران من جهة أخرى والتي كانت تهدد السلم العالمي برمته. 3- حصلت أيران على حقها في الأستعمالات السلمية للطاقة النووية . 4- أستعادت أموالها المليارية المجمدة .5- حقها في تصنيع الأسلحة . 6- ستحصل على مقاعد في جميمع الكليات والجامعات في العالم لطلبتها . 7- أصبحت أيران دولة معنية ومشاركة في السلم العالمي . 8- ومن خلال صبرها وصمودها وثباتها وعدم أنحنائها وقوتها العسكرية وصواريخها البعيدة المدى – ايرانية الصنع – حسبت لها أسرائيل ألف حساب ولم تتمكن من ضرب المفاعلات النووية الأيرانية كما فعلت في ضرب المفاعلات العراقية ، وقلبت الطاولة على السعودية بكسب ود الرأي العام العالمي ، وأنفتاحها تجاريا وعسكريا على دول العالم وخصوصاً أصدقائها -----
في 17 تموز 2015

277
الزعيم قاسم ---- الرجل الأسطورة
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
الزعيم عبد الكريم قاسم هو حقاً رجل الأسطورة ، والرجل اللغز ، والعسكري الذكي الموهوب  الذي حاز على درجة الأمتياز في الأكاديمية العسكرية البريطانية ، ورجل القمر الذي يؤانس الفقراء في أحلامهم وخيالاتهم في صورة بهاء "القمر" من ظلم الدهر الغادر ، وتعسف قساوة القلوب السوداء ، وأنّ الولادات لم ينجبن أبناً باراً مخلصاً ووفياً لشعبهِ ووطنهِ العراق مثل هذا الزعيم الخالد الذي سميّ بأبي الفقراء والمعدمين وأحبوهُ عشقاً صوفياً ، وأتخذوهُ أيقونة رهبانية مقدسة ، بأعتباره أكرامية السماء كما تجودُ بغيثها على العباد ، وخرج من الدنيا الفانية ببدلة عسكرية وفي جيبه دينار ونصف ، وشهد أعداءهُ بحقهِ بجعل سيرته العطرة مادة أكاديمية في أطروحات رسائل الدكتوراه ، وماذا أقول في رجلٍ يخفي محبيه فضائله { خوفاً} وأعداءهُ  {حقداً } ومع هذا طبعت بصماته بحروفٍ من نور في ذاكرة التأريخ ، وتحت شعار يا أعداء الزعيم أتحدوا تجمعت دبابير قوى الشر والعدوان الشيطاني من كل حدبٍ وصوب أولهم المخابرات  البريطانية والأمريكية وفرنسا والكويت ومصر عبدالناصر وأعلام أحمد سعيد ، وهنا قال فيه الجواهري { وأنك أشرف من غيرهم ---- وكعبك من خدهم أكرمُ } كان ذكياً ولكن نقطة ضعفهِ كان طيب السريرة ، ويعتقد أنّ الطيبة موجودة في الجميع وغاب عنهُ ( الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنيات الحسنة ) ، وتعرض إلى 39 محاولة أغتيال ، ونجحت الأخيرة التي تحمل الرقم 40 يوم 9 شباط المشؤوم بأعدامه على أيدي الفاشست ، ومن هذه المحاولات محاولة أغتياله في رأس القرية  ، وجرح فقط ورقد في مستشفى دار السلام وزارته أخته الكبرى للأطمأنان عليه قال لها { أولادنا زعلوا علينا نرضيهم انشاء الله } وعفى عن تلك الشلة المجرمة بالآية " عفى الله عما سلف وثم عاود المجرون أنفسهم بتنفيذ المحاولة الأربعين بالأجهاز عليه وعلى الثورة .
لا زال الزعيم حاضراً في قلوب فقراء ومثقفي العراق ، وتنقضي الأعوام تلو الأعوام والجماهير المسحوقة تنتظر ظهور الزعيم مرّةٍ أخرى بعد أستشهاده كما ظهر السيد المسيح بعد صلبه ، فخسارته نقطة سوداء في الذاكرة العراقية ولكن أهمية هذا الزعيم العراقي الأصيل تكمن في أنّهُ وضع العراق في مساره الصحيح للحاق بالدول المتقدمة ، ووضع بصماته الوطنية في تأطير حركة ثورة 14 تموز 1958 بتقيمها التأريخي  {بأنها نقلة نوعية وضرورة تأريخية بين عهدٍ ملكي أستعماري شبه أقطاعي وعهدٍ جمهوري وطني ثوري  حداثوي معولم منفتح على العالم المتمدن والمتحضر بسيادة ذات شخصنة عراقية مستقلة .
قالوا بحق الزعيم :
الدكتور عبد الخالق حسين { المعروف عن الزعيم عبد الكريم قاسم أنّهُ لم يختف عن الذاكرة العراقية ، بل هو الأكثر من أي زعيم آخر في دول الشرق الأوسط في التأريخ الحديث حظي بأهتمام الكتاب والمؤرخين ، فألفوا عنهُ عشرات الكتب ونشروا له آلاف المقالات ، فهو بحق الحاضر دائماً ، وسبب أحتلال قاسم لهذه المكانة بين محبيه ومبغضيه على حدٍ سواء هو أنّهُ كان مثالاً في الأخلاص والنزاهة ونظافة اليد وعفة اللسان وحبهُ للشعب خاصة للفقراء ، وخلال حكمه القصير لأربعة سنوات ونصف حقق منجزات عظيمة للشعب ضعف ما حققه النظام الملكي خلال 38 سنة خاصة في مجال التعليم ، وقُتل بخسة على أيدي رفاق الأمس ، وهو لايملك بيتاً ولا عقباً من صلبهِ ، ولا أموالاً منقولة أو غير منقولة ، أذ كانت ل ملكيته دينار ونصف وهو مما تبقى من راتبه الشهري لآول ثمانية أيام من شباط الأسود بشهادة أحد خصومه في حياته هو السيد حسن العلوي الذي راح إلى مصرف الرافدين بعد مصرعه ليتأكد من ثروته ، بل ولم يحصل قاسم حتى على قبر يحتضن جثته الممزقة بالرصاص خوفاً من أنْ يصبح قبرهُ مزاراً للشعب } .
الدكتور عقيل الناصري : وهو مؤرخ وباحث مختص بثورة 14 تموز الثرة وزعيمها الخالد عبد الكريم قاسم وفي واحدة من مجلداته وكتبه ألقى الضوء بدقة مهنية ومنهجية علمية لم أجد نضيراً لها في الأرشيف التأريخي لهذا الحدث العظيم ، فهذا ما أنطق به كتابه  (عبد الكريم قاسم \ من ماهيات السيرة )---- { لقد تجلت شخصية قاسم في جانب آخر لا يقل سمواً في مناصرته لفكرة العدالة الأجتماعية ، فمن خلال أستقرائنا لواقع العراق المعاصر لم نر في تأريخ العراق الحديث زعيماً واحداً نظر إلى العراقيين نظرة واحدة متساوية كما نظر قاسم اليهم ، وكان شديد الأهتمام بالوضع الأقتصادي، ورفع مستوى الطبقات الدنيا ، ومن هذا الأطار تركز مشروعهُ على أستبدال الصرائف بمساكن يتوافر فيها الماء والكهرباء ، فضلاً من أنجازاته في مجال التعليم والصحة ، وأكد على تأسيس جهاز أداري أكثر تنظيما  وكفاءة وشعورا بالمسؤولية }

وأخيراً /--- ومن حقه علينا أن نذكر بعض منجزاته وقيمه الخلقية في الحكم خلال أربعة سنوات وستة أشهر و24 يوم والتي غيّرت جميع موازين القوى الأستعمارية بألغاء الملكية وأقامة النظام الجمهوري : 1- الأنسحاب من  الأحلاف العسكرية كحلف بغداد . 2- الخروج من منطقة الأسترليني . 3- قانون رقم 80 بأسترجاع 99% من أراضي العراق من الشركات النفطية العالمية . 4- بناء مدينة الثورة . 5- الأصلاح الزراعي  وألغاء العلاقات الأقطاعية وقانون حكم العشائر. 6- قانون الأحوال الشخصية رقم 88 / لسنة 1959 . 7- تشكيل نقابات العمال والجمعيات الفلاحية . 8- توزيع الأراضي السكنية على المواطنين موظفين وضباط وعسكريين . 9- توسيع مدينة بغداد شرقاً حيث شارع فلسطين والقناة وما بعد القناة وغرباً حيث المنصور واليرموك . 10- دعم حركات التحرر الوطني العربية لفلسطين والجزائر .
المجد والخلود للشهيد عبد الكريم قاسم
 والمجد لشهداء الوطن

278
الكهرباء \ سالفتي طويله وياك يمته الكاك ؟؟

عبد الجبار نوري – ستوكهولم – السويد
أنّ الكهرباء بالتأكيد يعتبر الشريان الرئيسي لكل مفاصل الحياة ، وأنّهُ الداينمو المغذي لها بل أوكسجين رئة الدولة في بث أحياء وأثبات الوجود في أقتصادها وحياتها الأجتماعية ، وأنّ الدول بغض النظر من كونها متقدمة أو نامية ينصب أهتمامها في توفير الطاقة الكهربائية فتأخذ الأولوية والصدارة في موازنتها السنوية ، فحينها تثبت وجودها .
وأنّ حرمان العراقيين من هذه النعمة ونقصها وغيابها في أشهر الصيف العراقي اللاهب خاصة ومنذ 2003 ولحد اليوم وتعاقب الحكومات ل12 سنة وهي عاجزة عن معالجة أزمة الطاقة بالرغم ما تمّ أنفاقهُ من المال العام ومنذ سنة 2003 نحو {37 ملياردولار} أنها والله ميزانية ثلاثة دول مجاورة ، وعندما ننظر إلى أرقام حاجة البلد من الطاقة في ضوء ما كان حاجته قبل الغزو المشؤوم 6910 ميكا واط وحيث قُدر الطلب لحد 2010 بنحو 19714 ميكا واط ، أي ما مطلوب لسد النقص 12804 ميكا واط وهذا التغيير في أستهلاك الطاقة حصول تحول في منحنيات الطلب في الأستيراد العشوائي من السلع الكهربائية والسيارات ، والبناء السكاني العشوائي والتي تتطلب تغذيتها بالطاقة الكهربائية ، وأنّ حجم الطلب الحالي يبلغ بحدود " 14700 ميكا واط ، وبالطبع يجب أنْ لا ننسى أن توليد الطاقة الكهربائية ليس بالسهولة التي يتخيلها الأنسان ، فهي تحتاج إلى مستلزمات عديدة من رؤوس أموال ضخمة جداً بالأضافة إلى الزمن الطويل لغرض أكمال محطات التوليد ومصاريف أضافية لغرض الصيانة الدورية وهنا يقع اللوم على الحكومات العراقية المتعاقبة لتوفر جميع هذه المستلزمات المادية والمعنوية لديها لذا تبقى هذه الحكومات العراقية في موضع الأتهام بجعل العراقي يتحسّر لو يقبلوه لاجئاً في بنكلادش ، أذ ليس من المعقول أن يكون  2  ساعة من الكهرباء في ساعات الذروة الشهرية الموسمية في تموز وآب الذي يحرك البسمار بالباب ، ويزداد قليلاً كناكوط الحب في أيلول الذي يقول فيه أجدادنا البغادلة {رحم الله آب قتلنا أيلول بحره } .
والحيثيات القانونية والوطنية لأتهام الحكومات العراقية في تكريس هذه الأزمة المستعصية تتمثل ب:
1-ثبت للشعب العراقي أن وزارة الكهرباء من أفسد الوزارات العراقية أدارياً ومالياً فهل يغيب عنا وزيرها الهمام " أيهم السامرائي" اذي أحتكر كرسي النهب والفرهود ل8 سنوات ، وأدين بتهمة أختلاس المال العام ولكنهُ هُرب من قاعة المحكمة بواسطة شبكة حمايته الأمريكية وهي سابقة خطيرة لم تحدث حتى في جزيرة واق واق !!! .
2-ومن عجب العجاب أن تكون " خلية أزمة الكهرباء " في عمان الأردنية - بتحدي القفز على سيادتنا وأستقلالنا – لكي تكون مزاداً علنياً في بيع الصفقات والمقاولات وحتي بيع منصب الوزير والشاهد فندق " فور سيزن " على ما تحوي  من حيتان وتجار المافييات والمضاربين وكل هذا الكم من الأنحطاط الخلقي والوطني والديني أمام أنظار حكومات الغفلة ما بعد السقوط وحتى اليوم .
3- خضوع  أبجديات وزارة الطاقة الكهربائية "للمحاصصة الطائفية " وما يستفيد منه السماسرة والتجار والمستثمر الأجنبي ، أما المواطن فعليه تحمل حر وقر الجووالسهر في التحويل بين الوطنية والمولدات  (فعليك بلعابة  "الصبر" يا مسكين) .
4- عدم بحث هذه الحكومات عن طرق بدائل أنتاج الكهرباء لتخليص المواطن العراقي المبتلى : وهذه بعض البدائل والطرق أقتبستها من بحث جامعي عراقي لكوني غير مختص بعلوم الطاقة  ** التحول التدريجي من المحطات البخارية والغازية إلى العمل بالغاز الطبيعي والذي يبدد ويحرق منه أكثر من 28 مليون متر مكعب يومياً تكفي من أنتاج 4 آلاف ميكا واط من الكهرباء ، ولتنظر الحكومة الأتحادية إلى تجربة أقليم كردستان في أستعمال غاز طبيعي مستخرج نفس حقول المنطقة ونوروا بها المواطن وهم حديثو التجربة وبحصة 17 % من الموازنة بالوقت الذي يبقى للمركز 83 % ( والمواطن له الظلام والحر والبرد). ** التخلص نهائياً من الوقود الثقيل الذي يسبب ضعف كفاءة المحركات وأنخفاظ أنتاجيتها وما يتسبب من تلوث البيئة . ** منح الفرصة للقطاع الخاص للأستثمار في بناء محطات توليد الكهرباء ، وحبذا لو المشاركة مع القطاع العام ، وهذا الحال معمول به على الأقل في العديد من الدول العربية كما في الأمارات وتونس والمغرب ولبنان ومن ذلك خلق روح المنافسة . ** المواطن يتحمل جزء من المشكلة في قطاع الكهرباء لأن الوزارة والحكومة ليست لديها عصاً سحرية في أقتحام أسوار هذا الحاجز المنيع وأذلاله ولو هو من صميم واجب الحكومات وحتى لا يقال أنها مقالة تتناغم مع بعض ما تنشره وسائل الأعلام حول أزمة الكهرباء والذي يقتضي مشاركة المجتمع ضرورية لأبراز دور المواطنة في :
1-التجاوزات على خطوط النقل والتوزيع .2- البناء العشوائي والذي يقف وراءهم بعض السياسيين لأغراض أنتخابية . 3- الأمتناع عن تسديد فواتير الطاقة المستهلكة من قبل مؤسسات حكومية ومواطنين  . 4- الأقتناء العشوائي للأجهزة الكهربائية وبشكل مسرف ومفرط . 5- تجاوزبعض المحافظات على حقوق المحافظات الأخرى وأستحقاقاتها من الحصة الكهربائية و يقف وراءها  بعض الميليشيات المتنفذة في تلك المحافظة . 6- وأصحاب المولدات وعدم أحترامها لتسعيرة مجلس المحافظة بأعتبار 9 آلاف دينار للأمبير الواحد بمخالفة هذه التسعيرة بوضع 15-20 ألف دينار والذي لا يتفق وفق قرار المحافظة .-----
في  - 10 تموز- 2015




279
في مدرسة الأمام "علي أبن أبي طالب"
من جرحك سيدي
عبد الجبار نوري/ستوكهولم - السويد
عند دراسة أولئك ألعظماء ألذين غيروا مجرى ألتأريخ من مصلحين وسياسيين وعلماء ، ومن ألمحظوظين من هذهِ النخبة ألخيّرة أنْ تنتهي حياتهُ على يد مناوئيه وأعداء أفكارهِ ورسالتهِ حينها يتألق نجمهُ اكثروأكثر لمعاناً في أرشيف ألتأريخ ألأنساني، ها هو علي عظيماً في شبابهِ ومصلحاً في كهولتهِ وشهيداً في شيخوختهِ عند ما قُتل علي يد أشقى ألأشقياء ألخارج عن ألثوابت الدينية في ألمثل وألقيم ألأنسانية ، ففاز علي بجرحهِ في تثبيتْ  أركان مدرستهِ ألأخلاقية وألأصلاحية ، وفاز في نيل ألمقام ألمحمود في رضا ألربْ لذلك ردد مع ألضربة " فزتُ ورب ألكعبة" ، نعم فزت سيدي وبعبر مساحة ألفٍ ونيّف من ألزمنْ تردد ألأجيال  ذكراك وتستلهم من جرحك ألصبر وألثبات على ألمباديء ألخيّرة ونتمنى أقتداء قادتنا ولو ببعض صفاتك لأنّ شخصك { ألكاريزمي } ألعظيم لا يمكن أستنساخه سيرةً وحكماً وعدالةً فلن تجود ألأيام وألأزمنة بمثلهِ.              .                                                                               وما أشبه جرحك بجرح ألعراقيين أليوم كلا ألجرحين تمتْ بسيوف ألناكثين وألمارقين والقاسطين ، وماذا أقول في فضائلك ؟؟؟ وألقلم يعجز ويجف لأنك بحر متلاطم من ألعلم وألحكمة والشجاعة وألصبروألنزاهة وهذا قول ألأمام " ألشافعي" فيك وهو يقول:( ماذا أقول لرجلٍ يخفي فضائلهُ محبيه " خوفاً " وأعداءُهُ " حقدا " مع هذا فاضتْ علومهُ وآثارهُ جنبات ألدنيا) ، وأنت راعي ألحرية حين أعتقتَ 1000 عبد من رق ألعبودية من كد يديك ، وأنت ألزاهد وألمتقشف من هذهِ ألدنيا ألزائلة وقولك ( أخذتُ من دنياكم طمرين ولطعامي  قرصين ، أنكم لا تقدرون عليه فأعينوني بألورع وألأجتهاد وألعفة وألسداد) وقلت في ألحق (لا تستوحشوا طريق ألحق لقلة سالكيه وقلت في ألرحمة ( عجبي لمن يرجو رحمةً من فوقهِ كيف لا يرحم من دونهِ ؟؟؟ ) وسوف أختار لكم في هذهِ ألمأساة ألأليمة بعض أللآليء وألدرر في أروع ما قيل بحق ألأمام علي قطعةٍ نثرية لغويةٍ رائعة من وصف ألصحابي ألجليل" ضرار أبن ضمره " من كتاب / حلية ألأولياء /لأبي نعيم ج/1 ص 84 ------
دخل ضرار أبن ضمرة ألكناني على معاوية فقال لهً صف لي علياً يا ضمرة ؟ قال أو تعفيني؟ قال لاأعفيك !! قال : {أما أذاً لابد فأنهُ كان بعيد ألمدى شديد ألقوى يقولُ فصلاً ، ويحكمُ عدلاً ، يتفجر ألعلم من جوانبهِ وتنطق ألحكمة من نواحيه ، يستوحش من ألدنيا وزهرتها ، يستأنس  بألليل وظلمتهِ ، كان والله غزير ألعبرة طويل ألفكرة يقلبُ كفهِ ويخاطبُ نفسهُ ، يعجبهً من أللباس ما قصر ومن ألطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا أذا أتيناه ويجيبنا أذا سألناه ، وكان مع تقربهِ منا لانكلمهُ هيبةً لهُ ، فأنْ تبسّمَ فعن أللؤلؤ ألمنظوم ، يعظّمْ أهل ألدين ، ويحبْ ألمساكين ، لا يطمع ألقوي في باطلهِ ولا ييأس ألضعيف في عدلهِ ، فأشهد بالله فقد رأيتهُ في بعض مواقفهِ ---- وقد أرخى الليل سدولهُ وغارتْ نجومهُ يميل في محرابهِ قابضاً على لحيتهِ يتململ تململ ألسليم -(ألسليم أي ألمسموم بلسعة حيّة) – ويبكي بكاء ألحزين فكأني أ سمعهُ ألآن وهو يقول للدنيا : أأليّ تغررتِ ؟؟؟ أأليّ تشوّقتِ ؟؟؟ هيهات هيهات غرِ غيري قد بتتكِ ثلاثاً فعمركِ قصيرْ ومجلسكِ حقيرْ وخطركِ يسيرْ آه-آه من قلة ألزاد وبعد ألسفر ووحشة ألطريق هذا هو أبوألحسن ، فرد عليه معاوية فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال وجدُ من ذُبح واحدها في حجرها لاترقى دمعتها ولا يسكن حزنها } أذاً لتبكي عليك ألبواكي سيدي.
عبد الجبار نوري/ السويد
ألمصادر/
*- الصواعق ألمحرقة لآبن حجر ص 107 //
* – مسند أبن حنبل/ ج4- ص 281 // *- ذخائر ألعقبى /الطبري ص 68 //
 المقال سبق وان نشر في العام الماضي ولتأثري بوصف الصحابي " ضرار " للأمام قررت نشره للمرة الثانية
6-تموز-2015


280
كارل ماركس ---- وحتمية التغيير
عبد الجبار نوري
على كوكبنا الجميل قامات شامخة من قادة وعظماء تركوا بصماتهم في أسعاد البشرية ورسم مستقبلها الزاهر وتحقيق تطلعاتها المشروعة ، وتمكنوا من فرض حضورهم على قلم التاريخ وأرشيف الشعوب بكارزمية مثيرة متميّزة بنحت رقمٍ بارز متلأليء صعب الأستنساخ لمثيلها في الأجيال اللاحقة ، لذا ستذكرهم الأجيال القادمة بكل فخرٍ وأعتزاز واليوم واحداً من هؤلاء العظماء الذي جمع كل صفات القيادة والصمود والصبر والتحدي وبأصرارٍ عجيب حد تمكنهِ من تحقيق حلمهِ في ضخ دماء  شابة  حداثوية في مفاصل طبقة العمال المحرومة المستعبدة عبر أجيالٍ من التأريخ وهو { كارل ماركس } الأقتصادي السياسي ، صاحب الأشتراكية العلمية ، وعدو الرأسمالية الطفيلية وحيتان الكارتلات ، وراسم طريق الخلاص للبروليتارية بتعليمها (كود ) فك شفرة أستلام السلطة من النظام الرأسمالي الجشع الذي يعتاش على مجهود الشغيلة وطبقة العمال والفلاحين البؤساء  ، {وهو الذي نبه الطبقات المسحوقة " بأنّ الفقر لا يصنع ثورة ، أنما وعي الأنسان بالفقر هو الذي يصنع الثورة } ، وبحماسته وعنفوانه وأصراره النبوئي على " التغيير " وهو المطلوب في تحقيق أماني الشعوب المضطهدة في ( وطن حر وشعب سعيد )
 كارل ماركس 1818 -1883 ، ولد في ترييف ( مدينة تابعة لبروسيا ) وهو فيلسوف وعالم أقتصاد سياسي ومؤرخ ومنظّر سياسي ، صاحب النظرية الماركسية ، ومؤسس الشيوعية والأشتراكية العلمية ، والفلسفة المادية التاريخية ، والأقتصاد السياسي العلمي ، وزعيم البروليتارية العالمية، ومنقذ الشغيلة والفقراء والطبقة العاملة بالذات ( البروليتاريا )
الماركسية وتحفيز البروليتاريا للثورة
**رسم لها أبواب التحرر والأنعتاق وكسر القيود المذلّة وأخذ دورها الريادي في أستلام السلطة بالثورة التي تعني بنظر ماركس : التغيير الجذري والهرمي للسلطة الرأسمالية المستغلّة بعيداً عن الحلول التوفيقية السائدة في وقتهِ المتمثلة بالهيغلية اليسارية التوفيقية ، ورد برسالة بعنوان (بؤس الفلسفة ) كرد على كتاب ( فلسفة البؤس ) للأقتصادي المثالي ( برودون ) ، وكوّن بنظرية بؤس الفلسفة مع زميلهِ أنجلز{ البيان الشيوعي } 1848. ** فالثورة بنظر ماركس نقلة نوعية موضوعية مؤثرة في المفاصل السياسية والأقتصادية والأجتماعية كالثورة الفرنسية المتمثلة في كومونة باريس 1789، والثورة البلشفية في أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية ، فكان البيان الشيوعي دعوةً صريجة لعمال العالم للثورة وأخذ السلطة وأنشاء الدولة الأشتراكية أو الشيوعية  .  **وصل مركس الى نتيجة ( حتمية الثورة الأجتماعية ) بتوحيد حركة الطبقة العاملة مع نظرية عامة علمية الى العالم المتمثلة  ب{ البيان الشيوعي } 1848 م مع زميلهِ " أنجلز" وهو أستكمالٌ في توضيح فعالية النظرية الماركسية في التغيير.
وتكمن أهمية هذا البيان العالمي في : 1- وضع الخطوط العريضة لتصوّرْ جديد للعالم . 2- وهي أكثر النظريات تطوراً وشمولاً وعمقاً . 3-  وفيما يخص الصراع الطبقي يقول البيان الشيوعي : أنّ الحياة الأجتماعية مليئة بالتناقضات والتأريخ يكشف لنا مراحل متعاقبة من الثورة والرجعية ، والسلم والحرب ، الركود والتقدم السريع أو الأنحطاط فالبيان رسم أكتشاف القوانين بدراسة مجمل المطامح لدى أعضاء مجتمع واحد أو عدد من مجتمعات للتجديد ، وخلاصة البيان أنهُ حلل المجتمع على أساس ( الصراع الطبقي ). 4- وضّحتْ الدور الثوري التأريخي العالمي للبروليتاريا ، والتي أعتبرها لينين ركيزة المجتمع الشيوعي الجديد . 5- وفي البيان الشيوعي موقف مادي هو جوهر الأختلاف مع  الفيلسوف ( هيغل ) . 6- البيان يعرض بوضوح ودقة عبقرية المفهوم الجديد في العالم بعرض المادية المتماسكة التي تشمل أيضاً ميدان الحياة الأجتماعية بالديالكتيك بوصفهِ العالم الأوسع والأعمق للتطور ، فتكون بذلك نظرية النضال الطبقي والتحرري للبروليتاريا التي تتصف وحدها بالدور الثوري وتكملة مسيرة الألف ميل الى النهاية  بأصرارلا كالطبقة الوسطى البرجوازية  والبورجوازية الطفيلية التى تقف عند الميل الخمسين وكفى ( لينين / كتابه ما العمل ؟ )
** والتفسير المادي للتاريخ بنظر ماركس حيث يقول : أنّ التأريخ لن يصنعهُ العقل المطلق ولا الرجال العظماء بمجهوداتهم لوحدهم ولكن تصنعهُ عملية تطوّرْ أجتماعي داخلي في كيان كل أمة وصراع طبقاتهِ ، وأنّ العامل الرئيسي الذي يقرر مصير أية أمة هو الأنتاج والثروة وأمتلاك وسائل الأنتاج ، لم يكن ماركس مجرد فيلسوف لكنهُ كان داعية لأنقلاب سياسي أجتماعي كبير ، والدليل على ذلك أنشأ سنة1868 لما كان في لندن " الجمعية الدولية للعمال ، ونادى يا عمال العالم أتحدوا .
** أكد على أهمية عنصرين بارزين في الحياة هما الأنسان والعامل الأقتصادي ، بالنسبة للأنسان قال : كل الثورات أثبتتْ شيئاً واحداً حتى الآن ألا وهو إنّ كل شيءٍ يتغير ألا " لأنسان " لأنّ { الأنسان أثمن رأسمال } في الوجود ، وأما العامل الأقتصادي /  يعتبر العامل الأساسي في تشكيل الحياة ، وسبب مباشر في الحروب ، وصراعات الأمم ،{ وهو القائل : تراكم الثروة في المجتمع الرأسمالي يقابلهُ أرتفاع نسبة الفقر والعوز في الجهة المقابلة } .
** أثبت ماركس في كتابه رأس المال في طروحات الأقتصاد السياسي أنّ المذهب الماركسي منطقي وموضوعي حيث أعترف بهِ حتى خصومه ، لأنّهُ ناقش وتابع التيارات الفكرية الثلاثة السائدة في أوربا : الفلسفة الكلاسيكية الألمانية ، الأقتصاد السياسي الكلاسيكي الأنكليزي ، والأشتراكية الفرنسية .
** حذر ونبّه الطبقة العاملة والشغيلة وعمال الأجور اليومية بما يخسرون من جهدهم ووقتهم وأبتزازهم من قبل أرباب العمل وذلك بعرض موضوع ( نظرية القيمة وفائض القيمة ) في كتابه راس المال : فهو الشكل النقدي لفائض الناتج الأجتماعي الذي يذهب الى جيوب الراسمالي ومالك العامل ووسائل الأنتاج { أي بشكل أكثر توضيحاً وتبسيطاً : عندما يعمل الأجير 8 ساعات يستوفي أجرهُ في الساعتين الأولى من اليوم والباقي ستة ساعات عمل منتج تسمى بنظر ماركس ( فائض الأنتاج الأجتماعي المجاني لرب العمل ) ، وأذا أشتغل القن أسبوعاً في مزارع الرأسمالي فأنهُ يوفّي أجرعملهِ في اليوم الأول وستة أيام أنتاجاً مجانياً للمالك الأقطاعي.
آمال ماركس وتطلعاتهِ المستقبلية
1-أنّ المجتمع الرأسمالي سيتحول حتماً ألى مجتمع اشتراكي ، بطرح نظريته عن " المجتمع والسياسة " والمعروفة بأسم { الماركسية} ، وألخصها : يفترض ماركس بنظريته هذه أنّ كل المجتمعات تتقدم خلال الصراع بين الطبقات  أي ( الصراع بين الملاك المتحكمين بالأنتاج وطبقة العمال الذين يعملون في أنتاج السلع ، وسمى الرأسمالية بدكتاتورية البورجوازية المسيرة من قبل كل الطبقات الغنية لأجل مصلحتها البحتة وسوف تنتهي أن آجلاً أم عاجلاً بسبب الصراعات والتوترات التي بداخلها فتقودها إلى التغيير الذاتي وتتحول إلى " الأشتراكية" .
2- التقدم الأنفجاري والأسطوري في  النصف الأخير من القرن التاسع عشر لنسب رأس المال بأعتقادهِ هو الأساس المادي الرئيسي لمجيء الأشتراكية الذي لا  مناص لهُ .
3- أنّ المحرك الفكري والمعنوي والمادي لهذا التحوّلْ أنما هو البروليتاريا التي تثقفها الرأسمالية نفسها .
4- يصح نضال البروليتاريا ضد البرجوازية الحاكمة  نضالاً سياسيا لأخذ الحكم السياسي منها .
5- ولابدّ من أنْ نجعل وسائل الأنتاج ملكية أجتماعية وأنْ تؤدي ألى أنتزاع الملكية من مغتصبيها .
6- أنقاص يوم العمل لتفادي تضخّمْ أنتاجية العمل .
7-العمل التعاوني المتقن محل بقايا الأنتاج الصغير المبعثر .
8- وضع حد لعزلة الريف وما يعانيه من تخلف وعزلة وتوحش .
9- أتحاد الصناعة والزراعة لأنّ كلاً منها يكمل الآخر.
أقوال ماركسية مأثورة
*العمال ليس لديهم ما يخسروه سوى أغلالهم ، لديهم كسب العالم . * الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلع ، الدين ، الفن ، الأدب وستسلبها قداستها     * الطاغية مهمتهُ أنْ يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمتهُ أنْ يجعل وعيك غائباً.      * أضطهاد المرأة لم ينبع من أفكار عقول الرجال ولكن في تطوّرْ الملكية الخاصّةِ وما يتبعها من ظهورمجتمع قائم على الطبقات والأستغلال .
هوامش البحث/*. صراع الطبقات في فرنسا 1848- 1850 / ماركس. * مقدمة في نقد فلسفة الحق عند هيغل / مقال لماركس 1844 *مدخل الى الأشتراكية العلمية / آرنست ماندي . * كتاب رأس المال/ المجلد الأول/ ماركس- لينين الدولة والثورة/ موسكو ترجمة 1970 ----
عبد الجبار نوري/ستوكهولم / السويد
في/ 5 تموز/ 2015

281
من أرشيف البيت الهاشمي
منهجية "الأمام الحسن" السلميّة

عبد الجبار نوري- ستوكهولم – السويد
يذكرني هذا اليوم 15 من شهر رمضان بطفولتنا البريئة حاملين الفوانيس و الشموع ونتراكض ونتدافع بشغف ومحبة  في أحدى أزقة بغداد  الحبيبة ، ونهزج بهذه الكلمات بدون أن نعي  معناها { ماجينا --- يا ماجينا --- } وعندما تقدمَ بنا العمر سلمنا راية هذا الفولوكلور التراثي إلى الجيل اللاحق في محلتنا ، وعندها دفعني الفضول أن أسأل صديق والدي الشيخ عبد الرزاق الواعظ –  فأجابني { أبني ، لولا ولادتك يا حسن ما جينا }  .
هو الحسن أبن علي أبن أبي طالب الهاشمي القرشي ، 15 رمضان / 3 هجريه---- 4 آذار 625 م
من أقواله : ** مكارم الأخلاق عشر/ صدق اللسان ، صدق البأس ، أعطاء السائل ، حسن الخلق ، بر الوالدين ، صلة الرحم ، الترحم على الجار ، معرفة الحق للصاحب ، قرى الضيف ، وعلى رأسهن الحياء .
** هلاك المرءفي ثلاث : الكِبر ، الحرص ، الحسد / فالكبر هلاك الدين وبه لُعِن أبليس ، والحرص عدو النفس ! أخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل .

ترك البيت الهاشمي بصماتهُ في السفر العظيم لتراث الأمة ، في ثقافة الأدب والشعر والنثروفن الخطابة في السهل الممتنع  ودقة المنهجية العلمية ، والفروسية ، ومكارم الأخلاق في الوعظ والأرشاد، والكرم والجود بالنفس لتحقيق الوحدة المجتمعية .
واليوم نحن أمام أحد أعمدة البيت الهاشمي وأقماره " الحسن أبن علي" طودٌ شامخٌ ، وقورٌ صبورٌ، سيّدٌ ، كريمٌ ، ورحيمٌ ، وحليمٌ ، ومتواضعٌ ، ومن ألقابهِ المجتبى ، الزكي ، كريم أهل البيت ، ريحانة رسول الله ، كيف لا وقد نَهَلَ من المدرسة النبوية لسبع سنوات ، ومن المدرسة العلوية ثلاثين سنة لذا أصبح حضورهُ بارزاً ومميّزاً في شخصيةٍ محوريةٍ أسمهُ الأمام " الحسن أبن علي" نجددُ ذكرى ولادته الميمونة والمباركة في 15 من شهر رمضان 3 هجريه – المصادف 4 آذار 625م ، وأستشهد الغائب الحاضرفي 7 صفر 50 للهجرة ، بالسّمْ على يد زوجتهِ جعده بنت الأشعث الكندي بأمرٍ من معاوية – خصمهُ ومنافسهُ ومغتصب حقهُ افي الخلافة –  مروج الذهب /ج2 ص36 ) .
الصلح أو التنازل
الأسباب : يصحُ هنا أنْ نقول لكل حادثٍ حديث ، والحديث فيه طويل وخاضع للصح والخطأ ، الأفضل أنْ نلقي الضوء من الكاشف التأريخي حول هذهِ النقلة النوعية والمفصلية في حياة الأمة ، وثُمّ نترك للقاريء المثقف أنْ يقييّم مبادرة الأمام السلمية  ، أو الصلحية:
الأحداث تتسارع حول الأمام
1-قلة عدد أشياعه ، عدم أيمانهم بمبدأ " الأمامة " وأزدواجيتهم  في الولاء ، وميلهم لحب الدنيا ، وولائهم لسلطة الأقوى وطمعهم في أغراءات معاوية المالية وتوزيع المناصب وموائدهِ الدسمة ( كتاب الحسن أبن علي- عبد القادر أحمد اليوسف ص 60 ).
2- كان عند الحسن أهم قضية – بعد أستشهاد أبيه – هي مواصلة القتال ضد معاويه ، فأنشأ جيشاً بقيادة أبن عمهِ " عبيد الله أبن العباس " ولكن معاويه أرشاه فأنقلب على الحسن ،
3-تعرَّض إلى ثلاثة محاولات أغتيال : الأولى/ رماهُ أحدهم بسهم عندما كان يصلي وجاءت بذراعهِ ، الثانية / ضربة خنجر أثناء الصلاة ، الثالثة / وهي الأخطر طعنة رمح في فخذهِ في طريقهِ إلى المدائن . (كتاب التوحيد/ لأبن خزيمه ، الطبري – الجزء الرابع)
4- معاناة الحسن * حزنهِ على فراق جدهِ ، وأبيه ، * شهد الهجوم على دار أمهِ فاطمه ، وما حصل عليها من أعتداء ، وهتك حرمة دارها ، * وشهد ما تعرّض لهُ أبوه "علي" من الظلم والجفاء وغصب خلافتهِ ، والتعرض لشخصهِ على المنابر، وقنوت الصلاة ، *شهد طعنة أبيه بالسيف أمام عينيه في المسجد وأستشهادهِ ، * قتل معاويه أصحاب أبيه واحدا تلو الآخر.( الكامل في التأريخ- لأبن الأثير ).
5- ثُمّ أنّ معاويه أكتسب الشرعية على أدارة بلاد الشام عندما عيّنهُ الخليفة الراشدي الثالث والياً عليها ، وأستقل بها عند خلافة علي ، وهذا مما ساعده على تكوين جيش أموي شامي موالي لهُ بالأغراء والقوّة ، والمعروف عن معاويه أنهُ من دهاة العرب وأحاط نفسهُ برجالٍ مثلهِ "كعمر أبن العاص" الذي يلقب بثعلب العرب الماكر، وكما يقول المثل ( شبيه الشيء منجذبٌ أليهِ ) ، كما أنّ معاوية أستعمل سياسة الشدة حيث صفى جميع أصحاب علي وخصومهِ من مؤيدي الحسن ، بأستعمال ( السُمْ ) حين وصفهُ المؤرخون بأنّ لهُ { جيشٌ من السُمْ } .
الخلاصة// أختار الحسن الصلح بدل الحرب لتحقيق هدف الأصلاح في الأمّة ِ، وفضحَ نوايا عدوهِ الدنيوية ، وطلب الهدنة من معاويه " لحقن دماء المسلمين وقطع دابر الفتنة ، والقضاء على التفرقة " ( مروج الذهب /ج2 ص36،ومقاتل الطالبيين) ، ثُمّ أنّ قول جده الرسول فيهِ لا يفارق ذهنهُ عندما قال :  {أنّ هذا أبني سيّدْ وسيصلح الله بهِ بين فئتين عظيمتين من المسلمين} رواهُ البخاري ، وختم قراره السياسي بهذهِ العبارة المؤثرة التي تدل على حكمة وعقلانية وحنكة هذا القمر الهاشمي   {فوالله لأنْ أسالمهُ وأنا عزيز، خيرٌ منْ أنْ يقتلني وأنا أسيرهُ أو يمُنّ عليّ فتكون " سُبَةً " على بني هاشم إلى آخر الدهر}، وقد ترك الدنيا الفانية رغبة في الآخرة الباقية ، في حقن دماء الأمة ، وأجماع الكلمة على أميرٍ واحد( البخاري) – وسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم تبعثُ حيا ----- والسلام عليك يا قمر بني هاشم ------

عبد الجبار نوري/ السويد

في 3-تموز-2015

282
ثورة العشرين ---- صفحات مضيئة في الذاكرة العراقية

عبد الجبار نوري /ستوكهولم – السويد
مفهوم الثورة هو التغيير الجذري للكيان  سياسياً  واقتصاديا وأجتماعياً وآيديولوجياً والقائمون بها مصممون على التغيير الشامل بوعي وأرادة أما نكون أو لانكون  وخلوها من الحلول التوفيقية ورسم هيكل تنظيمي سياسي جديد ورفض القديم كالثورة الفرنسية 1789 ، والثورة البلشفية 1917  أذ كانت ثورات كبيرة تركت أثراً في سفر التأريخ البشري ، ومثل هذه الحركات الثورية حدثت في العراق وأخمدت لأسباب تتعلق بخلل تكتيكي في نواة الثورة أوقيادتها أو القوة المفرطة عليها من أعدائها ، مثل ثورة الزنج في البصرة سنة 869م – 883 م تلك ثورة الجياع وجامعي الملح بالسخرة ، وثورة الأمام الحسين ضد جبروت الحكم الأموي سنة 680م، وهو القائل لا أرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما أو سأما ، والحركة النهضوية الآذارية سنة 1991 ضد أعتى دكتاتورية عرفها التأريخ حين يسميها أحد منظريها ب( جمهورة الخوف) وجميع هذه الحركات الثورية من أجل " الحرية " والتي قال فيها أحمد شوقي { وللحرية الحمراء بابٌ-------بكلِ يدٍ مضرجة يدقُ } .
ثورة العشرين في ذكراها ال 95 ، لماذا نحي ذكراها المئة ؟ لأنها ** عبرت عن وحدة وتلاحم أطياف الشعب العراقي بأثنوغرافيته المجتمعية ، أنّها لم تكن صنيعة حزب أو كتلة أوطائفة وحتى لم تكن لها جغرافية محددة مقفلة بل كانت مساحتها العراق --- والعراق كله ، وأردُ بشدة على دوافع بعض الكتاب  النفعيين المصابين بالعمى الأيديولوجي  ومن أصحاب القرار الذين حكموا العراق  محاولين تجيير تلك الثورة العظيمة لمطامع أحزابهم وكتلهم الفئوية ، لا يا سادة ويا كرام { فقد أشترك الشعب العراقي بكل أطيافهِ وقواه الوطنية بمساحة جغرافية العراق كما ذكر لنا في هذا المجال) الدكتور علي الوردي / في كتابه " لمحات أجتماعية من تأريخ العراق الحديث ج/5" { --- يمكن القول على أي حال أنّ ثورة العشرين هي أول حدث في تأريخ العراق ، يشترك ف العراقيون بمختلف فئاتهم وطبقاتهم فقد شوهدت فيها العمامة إلى جانب الطربوش والكشيدة إلى جانب اللفة القلعية والعقال إلى جانب الكلاو وكلهم يهتفون " يحيا الوطن " وهذا الحراك الوطني الشامل هو التصميم على الخلاص والتغيير بالأعتراف بدولة أسمها العراق } ، وهنا تبرز أهمية الثورة في أفهام الشعب بنوايا بريطانيا الخبيثة في " تهنيد العراق " وألحاقه بدول التاج البريطاني ( الكومنولث ) .
أشهر المعارك لثورة العشرين وهي شهادة تأريخية للمشاركة الشاملة للعراقيين وهو البعد الوطني للثورة

معركة الرارنجية ، حصار الكوت ، معارك العارضيات والهاشميات ، معارك الكفل والحلة ، معارك عشيرة زوبع وقطعهم سكك الحديد بين بغداد وسامراء ، معارك العشائر الكردية ، لذا لم يكن الكرد في معزلٍ عن ثورة العشرين فقد تحركت القبائل والعشائر الكردية تضامناً مع العشائر العراقية الأخرى ، وهب ثوار كردستان في السليمانية وهاولير وعقرة وسنجار وخانقين وكفري ( وفي كفري بالذات وقعت معارك طاحنة بقيادة القائد الكردي " ابراهيم خان " نهاية 1920 وأستولوا على مدينة كفري وقتل قائدهم ( كوردن) و معارك اشتركت فيها عشائر من "الكرد الفيليين" مع أخوانهم من العشائر العربية في ديالى ومندلي وخانقين وبدره والحي والنعمانية والصويرة ، ومعارك سنجار وتلعفر بمشاركة أتراكها ومسيحييها .
أبرز العشائر التي شاركت في القتال
عشيرة الظوالم ، قبيلة الجبور ، عشيرة زوبع ، عشيرة بني تميم ، عشيرة العزه ، عشائر ربيعه ، عشيرة شمر الفرات الاوسط ،عشائر السعيد ،عشائر القرنة ، عشيرة العوايد ، عشيرة آل فتله ، وعشيرة البو نمر من قبائل الدليم ، وعشيرة البو محل ، والجغايفه من عشائر الجبور ، عشيرة بني عارض ، عشيرة بني زريج ، عشائر أكراد السليمانية وهاولير ، وعشائر الكرد الفيلية .
من شعارات الثورة وأهزوجاتها المضيئة في صفحات الذاكرة العراقية
الأهازيج والهوسات هي تقنيات الحرب الأعلامية أستعملها الثوار في ثورة العشرين كمحفز ومصدر أعلامي لبطولاتهم ، وكأرشيف أحتفظت به الذاكرة العراقية لشحذ الهمم وتفاخر الأحفاد بها ، وكان الأديب الشاعر " محمد مهدي البصير " أبرز شعراء الثورة حتى سموه ب{ ميرابو الثورة}  وهو صاحب النصيحة الثورية ( لا بخطب المنابر ننتصر بل بالثورة المسلحة) .
** يا لترعد بالجو هز غيري---- هزج بها بطل معارك الشامية الشيخ " مرزوك العواد من عشيرة العوايد " حين كانت الطائرات البريطانية تقصف منطقته وعشيرته ، وألقت مناشير تدعو للأستسلام .
** الطوب أحسن لو مكواري------ أحد الفلاحين في معركة الرارنجية تسلل إلى مكان الطوب وهو المدفع الذي كان يقصف الأهالي ، وقتل صاحبهُ وهو يهزج .
** هزيت أو لوليت الهذا ----- هزجت بها الشاعره " فطيمه" من عشيرة الظوالم حين سألت أخيها عن أبنها فقال لها ( لا جن هزيتي أو لوليتي ) ففهت قصده بأنّ أبنها قتل وضاع تعبها فأجابت بهذه الأهزوجة مفتخرة ، وتعني هذا اليوم .
** كل جابت خابت بس آنه----- أحدى النساء العراقيات شاهدت أبنها مرمياً على الأرض ، وقالت هوستها هذه .
** حل الفرض الخامس كوموا  له ----- عندما هاجم الشيخ شعلان أبو الجون القوات الأنكليزية في الرميثه قالها .
** بس لا يتعذر موش آنه – فأجابها / خلوني أبحلكه أو كلت آنه ------ حكاية الشاعره "عفته بنت صويلح " من عشيرة الأزيرج أسر العدو أبنها وقد مروا به عليها عندما شاهدته خشيت أن يناله الجبن وربما يلوذ بالأنكسار فأفهمته بالهوسة .

عطاءات الثورة
1-صحيح فشل الثورة عسكرياً لفقدان التكافؤ بين الطرفين في كل مقومات الحرب ، ولكنها سجلت بعداً سياسياً في المحافل الدولية ، وأصبح العراق رقمأً صعباً يجب الأعتراف به كوجود والتفاهم الحواري السياسي معهُ ككيان مستقل ، هذا ما جاء في مقررات مؤتمر القاهرة 1920  الذي حضره وزير المستعمرات البريطاني " ونستون تشرشل " وأهم ثمار الثورة هو { البعد الوطني } بتبلور الوعي الوطني بالولاء للعراق فقط والأنتماء أليه ، بغض النظر إلى الأنتماءات الفرعية كالقومية والطائفية والمناطقية ، وهذه ما أشار لهُ الدكتور علي الوردي في نفس الكتاب{ لم تكن مفاهيم الوطنية والأستقلال وأمثالها مألوفة لدى العراقيين في الماضي غير أنها أصبحت متداولة بينهم في أثناء ثورة العشرين وما بعدها ويهتفون لها ، ومن الممكن أعتبار ثورة العشرين " المدرسة الشعبية الأولى " التي علمت العراقيين تلك المفاهيم ، وكانت البداية  للوعي الوطني الذي أخذ يتخذ  بعد ذلك بين الناس بمرور الزمن .
2- ومن النتائج السياسية لثورة العشرين هي حصول أنتقادات واسعة في مجلس العموم البريطاني ضد سياسة بريطانيا في العراق أضافة إلى الضغط الشعبي الجماهيري الواسع ضد المحتل البريطاني والوعي للتخلص والتغيير قررت بريطانيا أن تحكم العراق بصورة غير مباشرة : في أ/ أقامة ملكية عراقية وسمّت لها الأمير فيصل أبن الشريف حسين في 23 -8 -1921 بموجب أستفتاء شعبي حصل الأمير على 96 % تاييداص له ، ب/ تشكيل أول حكومة مؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني وهو من اشراف عائلة النقيب ، ج/ وفي 19-10-1922 صدرت الأرادة الملكية بتشكيل الوزارات العراقية والمؤسسات الحكومية ، وكتابة الدستور ، وهذا يعني : نجاح بعدها السياسي عندما رسمت ملامح العراق الحديث ،
3- حصلت الثورة على بعدين ديني ووطني سياسي وذلك حسب فتوى المرجعية الشيرازية بالجهاد وأستعماله كلمة " العراقيين " فأنّها تعني هنا جميع العراقيين معنيين بالجهاد والمقاومة ليس فقط المذهب الجعفري ، والتأريخ يعيد نفسه اليوم في فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الرشيدة بصيغة " أيها العراقيون ----" لتخليص الارض والعرض والعباد من المحتل داعش .
المجد لشهداء أجدادنا العظام شهداء ثورة العشرين
وتحية أكبار لشهداء الحركة الوطنية العراقية
في / 3تموز / 2015

   



283
حكايات ألف ليله وليله ---- الفانتازيا والخيال العلمي

عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
ألف ليله وليله هو كتاب يتضمن مجموعة من الحكايات والقصص التي وردت في غرب وجنوب آسيا ، بالأضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمعتْ وتُرجمتْ إلى العربية خلال العصر الذهبي للخلافة العباسية ، يعرف الكتاب باللغة الأنكليزية ب( الليالي العربية ) ، ثُمّ جُمِعَ العمل على مدى قرون من قبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا ، وتعود الحكايات إلى القرون القديمة والوسطى لكلٍ من الحضارات العربية والفارسية والهندية والمصرية وبلاد الرافدين ، مُعظم الحكايات كانت في الأساس قصصاً شعبية في عهد الخلافة العباسية وخاصة قصة ألف ليله وليله التي تعتبر { الأطار} لهذه الحكايات الأسطورية والخيالية ، فعلى الأرجح تمّ أستخلاصها من العمل البهلوي – الفارسي وتسميتها بالفارسية ( هزار أفسان ) أي ألف خرافة والتي أعتمدت جزئياًعلى الأدب الهندي ، وأصل الكتاب موضوع من قبل أكثر من شخص لذا يصعب علينا تحقيق من هو الباديء منهم وما هي جنسياتهم ، وعلى رأي مؤرخينا العرب والأسلاموين كالمسعودي وأبن النديم سميا الكتاب ب ( هزار أفسان )  .
والقصة الأطارية والمحورية في مثل هذا البحث التأريخي الشائع هي : {عن الملك الحاكم شهريار وزوجتهُ شهرزاد ، والتي أُدرجت في جميع الحكايات ، فالقصص أساساً تنطلق من هذه القصة  " ألف ليله وليله "، ويتضمنها بعض القصص المشهورة مثل علاء الدين والمصباح السحري ، وعلي بابا والأربعون لصاً ، ورحلات السندباد البحري السبع ، وبساط الريح } .
مختصر القصة المحورية لحكاية ألف ليلة وليلة الملك شهريارالمضطرب نفسياً لآصابتهِ بهوس عقدة الكراهية ضد النساء لحكمه عليهنّ بالخيانة لتعرضه شخصياً للخيانة من قبل زوجته ، فحكم عليها بالموت ، فتزوج بعدها الكثيرات فيقتلهن في الصباح التالي لليلة الزواج قبل أن تحصل على فرصة الخيانة ، فلم يجد أمرأة تجازف أنْ تقترن به وتُعدمْ في الصباح ألا شهرزاد وافقت على المجازفة  برقبتها ، وراهنت على علاج الملك شهر لكونها أمرأة حادة الذكاء والبديهية والشجاعة وكمال العقل  والدراية والصبر والتروي ،متوجة بمسحة أخاذة ومثيرة من الحسن والجمال وأظهرها كاتب الحكاية بأنها موسوعة في علوم وأخبار الأمم والشعوب ، وافقت شهرزاد بالزواج بالملك شهريار ، بدأت تروي له كل ليلة قصة ولا تكملها ألا في الليلة التالية ، فاصبح الملك يتشوق لمعرفة نهاية الحكاية ، ولمدة ألف ليلة وليله شفي الملك من عقدة الخيانة والكراهية للنساء ، وأحب شهرزاد .

أسلوب السرد في الحكاية
والذي يهمني من الناحية الأدبية أنْ ألقي الضوء على { أسلوب السرد } في هذه الحكايات التي أخذت طابعاً تأريخياً في الخيال العلمي المؤطربأساطير الأولين والأخرين والمستنبطة من تلك الحقبة الزمنية والجغرافية الغير محددة وسط مناخٍ ملبد بغيوم الجهل والأمية والخوف الشديد من فوبيا المجهول من المستقبل المظلم ، لذا أنّ المعنيين " الحكواتيين " أحكموا الصلة بين ثورات البيئة الطبيعية كالبراكين والزلازل والفيضانات وطالع المجرات والنجوم وأوجه القمر ، التي تعاقب الأنسان بكوارث الجوع والمرض والموت لذا أصبح المتلقي أسير هذه الحكايات ، وخاصة بطل حكاية ألف ليلة وليله " شهريار .

1-الفانتازيا والخيال العلمي : تعد الفانتازيا نوعاً أدبياً يعتمد على السحر والأشياء الخرافية للطبيعة كعنصر أساسي في حبكة الرواية والفكرة الرئيسية ، وأحياناً تدور الكثير من هذا النوع في فضاءات وهمية أو كواكب ينتشر فيها السحر ، وتختلف الفانتازيا عن الخيال العلمي والرعب وخلوها من فكرة الموت كفكرة أساسية و في الفانتازيا يسيطر على طابعها الأدبي مساحة الزمن أي أنها تحمل طابع العصور الوسطى ، ومع ذلك أستحسن الكتاب والفنانون والسينمائيون والموسيقيون الكثير من الأساطير والخرافات القديمة وإلى الكثير من الأعمال الحديثة ذات الشعبية الواسعة اليوم وذلك لأنها بالأساس هدفها الأساسي ( عنصر جذب وشد المتلقي وترك القرار النهائي لهُ في تحديد هوية الجلاد والضحية بأثارة جو درامي وعاطفي هياج في نصرة الضحية والتصفيق لهُ ، وبهذا الأسلوب السردي الأدبي الفنتازي – الخيالي تمكنت شهرزاد من أسر قلب شهريار الذكوري البراوي وتفريغه دراماتيكياً من الحقد والأنتقام إلى مخلوق وديع محب وعاشق ومسالم . فكان أساس البناء الدرامي لحكايات ألف ليلة وليلة هو " الفنتازيا " في السرد  وذلك لسماتها المؤثرة في السيطرة على المتلقي بشكلٍ كلي خلال : ** أدراج العناصر الخيالية داخل أطار متماسك ذاتياً . * *وأنّ أحداث القصة من المستحيل أنْ تتحقق ، ألا أنّها تتبع " قوانين " السحربأطارٍ منسّق داخلياً . ** لذا أرتبط تأريخ الفانتازيا بتأريخ الأدب وأصبحت جزءاً لا يتجزء من الآخر مثلما نقرأ اليوم في الأدب والتراث الأنساني الحديث بصمات هذا الخيال العلمي في ملحمة كلكامش ، والأوديسا ، والشعر الملحمي في الكوميديا الألهية ، وحتى في حلم ليلة منتصف الصيف لشكسبير كيف أرعبنا بالأرواح الشريرة وتناسخها ، وفي جميع هذه البصمات الأدبية في التراث العالمي تجد المغامرات الخيالية التي ترصد شجاعة الأبطال والبطلات والوحوش القاتلة والعوالم السرية المجهولة من هذا المنظور نجد أنّ{ تأريخ كل من الفانتازيا وتأريخ الأدب جزءا لا يتجزء من الآخر ، وأزيد على ذلك أنّ شعبية الفانتازيا تزايدت في القرن 21 فقد حققت الكثير من أفلام الخيال المستمدة من كتب الخيال من أهمها ( ثلاثية ملك الخواتم ) التي أخرجها " بيتر جونسن " وأستلمتها وسائل الأعلام لسوقها الرائج في تلفاز الأطفال .
2-أدب اجريمة / أحتوى كتاب ألف ليلة وليلة في بعض حكاياته وخلال سرده الأدبي على أسلوب الجريمة في الصراع هدفهُ أيقاظ الأثارة لدى المتلقي فركز في سرده بالتوليف بين الحبكة القصصية والأدب البوليسي وهو نفس الأسلوب المتبع اليوم في أفلام الأكشن البوليسية لهتشكوك لكثرة محبيه ومريديه وأزدحامهم على شباك التذاكر .
3- أدب الرعب / أستخدمت القصة الأرواح الشريرة كأداة في العديد من  الأعمال الأدبية الخاصة بمسك المؤلف بحواس ومشاعر المتلقي وترويضه ، وأيصاله إلى القيمية الأخلاقية في أنصاف المظلوم الضحية والتي هي ترجمة الغايات النبيلة لشهرزاد للدفاع عن المرأة وبالتالي الأنتصار إلى بني جنسها وأختزال أوهام وهلوسة شهريار "بالتعميم " ، وليس جميع النساء خائنات ، والحقيقة أنّ مسألة الرعب كان لألف ليلة وليلة سبقاً صحفياً قبل غيرها من الحكايات المشاعة في زمن القصة أو في تأريخ ما تبعها ففيها العديد من قصص الجن والعفاريت والموتى الأحياء ، وتناسخ الأرواح ، والوحوش ، والمسوخ ، والشياطين 
4- أسلوب التكرار والتجسيد الدرامي في ربط عدة حكايات في سياق القصة ، وأعتماد النمط الأخلاقي الذي بشرت به الديانات السماوية لاحقاً فيحيّدْ النهايات السعيدة بنهايات مأساوية تراجيدية مؤلمة وكذلك لكسب صوت المتلقي في أدانة الجلاد بشوقٍ متزايد . (ويكي الرحلات)
5- أسلوب النذير والتكهن / وهو أسلوب خاص بجوهر الكتاب عندما يوحي للمتلقي أنّ الحلم يتحقق ، مما يجعل القاريء أنْ يتمتع بالقصة بالتنبؤ بنهاية السرد ، لأحتواء السرد على تنظيم للوقائع والأفعال والأيماءات التي تعطي شكلاً مشوّقاً وممتعاً للقصة .
6- أتبع الكتاب في أسلوب السرد في وضع المتلقي في زمن قديم بأستخدام صيغة ( يحكى ) والتي تعقبها ( والله أعلم بغيبهِ وأحكم ) للتخلص وببراعة أدبية من تبعات نقل النص وسندهِ ومتنهِ  ، وتبدو القصة وكأنّها نص أدبي  " متخيّل ومصنوع " برسمه نهاية مصطنعة للحكاية بملآ ذهن المتلقي بصيغة ( يحكى أنّ ---- ) فيجيّر الكاتب جميع الحكاية إلى المجهول وهو الأنسب للحيلولة دون تحمل المسؤولية على المشاركين في أعداد هذا النص وخاصة " الحكواتي" ، حتى أنّ شهرزاد تمارس الحذر والعناية الشديدين للمحافظة على رقبتها فتستعمل { بلغني--- أيها الملك السعيد }
7- وكذلك يعتمد السرد على التجسيد أو التصوير الدرامي بوضع الجلاد والضحية  ، والظالم والمظلوم معاً أمام المتلقي الذي هو شهريار ليحكم بنفسه وذلك للتخفيف من عقدته السوداوية عن النساء .
هوامش البحث
**كتاب ألف ليلة وليلة / القاهرة – طبعه 1923 ** موقع حكاواتي – بعض حكايات ألف ليلة وليلة ** النسخة العربية / 23 آب 2005 ** ويكيبيديا – ويكي الرحلات ** ديوان ألف ليلة وليلة / عبد الصاحب العقابي ** كتاب التراث الشعبي- ويقع الكتاب في 577 صفحة ----
في 1-7-2015



284
ويكليكس---- "عاجل" وطن للبيع في بورصة آل سعود

عبد الجبار نوري/ ستوكهولم – السويد
ويكيليكس WikiLeaks  هي منظمة دولية ، تنشر تقارير وسائل الأعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية وتسريبات أخبارية مجهولة ، بدأ موقعها على الأنترنيت سنة 2006 تحت مسمى ( سن شاين الصحفية) ومؤسسسوها مزيج من المنشقين الصينيين وصحفيين وأعلاميين ومثقفين  معارضين يعملون لشركات عامة في الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان وأوربا وأستراليا وجنوب أفريقيا ، ومديرها " جوليان أسانج " وهوناشط أنترنيت أسترالي أستقطب حولهُ الناشطين على الأنترنيت من أنحاء متفرقة من العالم يحرصهم حماية حقوق الأنسان ومعاناته بدءاً من قلّة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأنسانية الضرورية الأخرى ، ومن هذا المنطلق رأى القائمون على الموقع : { أنّ أفضل طريقة لوقف هذهِ الأنتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها }
وعوّدنا الموقع عن كشف الأسرارالسياسية المخابراتية ذات البعد الغيرأنساني العدواني قبل وقوعها أو وقعت فعلاً لكي تستوعبها المنظمات الدولية لحقوق الأنسان ، وحماة البيئة ، والحفاظ على الجنس البشري في المنظمة الأممية .
عندما أفادت الأنباء يوم 20-6-2015 أنّ موقع " ويلكيكس "نشر أكثر من 60 ألف وثيقة سرية للخارجية والأستخبارات السعودية { تمس أمن العراق ووجودهِ كدولة ديمقراطية تعددية جديدة بعد 2003 } ، ومن المؤكد أنّ تقارير هذه المنظمة تتلقى الثناء والأنتقادات على حدٍ سواء ، وأنّ الوثائق المسربة لويكليكس لا يشوبها أي شك – وخاصة ما يخص العراق - لأنّ مملكة الكراهية والحقد الأسود  مصممة على تدمير التجربة الديمقراطية في العراق منذُ السقوط 2003 ولحد الآن وبدون توقف أو ملل في أرسال الأنتحاريين والدعم اللوجستي والمالي بأرقامها المليارية والمراهنة على بيع العراق في بورصتها الشريرة ، بخيانة وشراء ذمم بعض السياسيين وأصحاب القرار السياسي ، وأنّ  الوثائق لم تأتي بجديد ولأنّ الدور السعودي بات مكشوفاً في موقفهِ العدائي من التجربة الديمقراطية في العراق .
ولتنفيذ نظرية المؤامرة كشفت الوثائق السرية للمخابراتية السعودية تداعياتها على الساحة العراقية بالذات: 1-السعودية صانعة الأرهاب والقاعدة وتصديرها إلى العراق وسوريا . 2- ثبوت خيانة بعض ساسة العراق وأصحاب القرار السياسي والأقتصادي في الهرم الحكومي والنيابي ومن كل الشرائح القومية والدينية والطائفية والمناطقية  وحسب ما ورد في تلك الوثائق جندوا شرفهم وماضيهم ومستقبلهم التاريخي للأجندة السعودية ببيع الوطن الغالي بثمن بخس لقاء حصول فيزة حج أو سحت مالي حرام ملطخ بالد م العراقي أو الحصول على مناصب مذلة ومخجلة --- يالعار وثائق ويكيليكس وتباً للخونة !!! . 3- تحويلات مالية كبيرة من السعودية إلى الأشخاص المشار اليهم في وثائق ويليكيكس .4- أزالة الشكوك وتبيان الحقيقة بين الخيط الأسود من الأبيض أي بين الولاء للوطن أم لغيره . 5-  الوثائق التي تخص خيانة السياسيين العراقيين ترقى إلى { الخيانة العظمى } من خلال حث دولة أجنبية على أستباحة وطنهم العراق . 6- تثقيف الناخب العراقي بالذي سوف يختارهُ عبر الوثائق التي تكشف زيف النواب الذين أختارهم 7-- وضحت الوثائق المسربة من الخارجية السعودية بأذرعها الأستخباراتية في جميع سفاراتها في العالم وخاصة في أوربا وأمريكا أنّ لها عملاء وجواسيس  مزروعين - منذُ 2003 لحد اليوم -  في مؤسسات الحكومة العراقية الهشة أصلاً .
وفي الختام / أرى أنّها وثائق عار دمغت سياسيين عراقيين جازفوا بتأريخهم وباعوا شرفهم للأجنبي السعودي وأذا  أستعرضنا الستين ألف وثيقة وتمعنا في حيثياتها القانونية تشخص أمامنا شنار { الخيانة العظمى } التي عقوبتها كبيرة ورادعة .
ولنستأنس برأي الخبير القانوني العراقي " طارق حرب " في قانونية هذه الوثائق المسربة من الخارجية السعودية بما يخص العراق قال {{ وثائق ويكليكس تامة الصحة ، ومؤثرة سياسياً وأعلامياً ،وبعضها تشير إلى توفر أركان بعض الجرائم الواردة في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 وخاصة الجرائم الماسة بأمن الدولة ، كجريمة المساس بأستقلال البلاد المادة 156 ، وجريمة السعي لدى دولة أجنبية المادة 158 ، وجريمة تقديم خدمة لدولة أجنبية المادة 161 ،وجريمة التخابر مع دولة يترتب عليها الأضراربمركز العراق الحربي او السياسي او ألأقتصادي المادة 164 ، وجريمة الرشوة الماسة بأن الدولة المادة 167، أو جريمة محاولة أثارة حرب أهلية ، أو أقتتال طائفي المادة 190 ، وكذلك قد تعتبر بعض الأفعال والأقوال الواردة في بعض الرسائل من هذه الشخصيات جرائم أرهابية رقم 13 لسنة  2005  }} أنتهى.
وللأسف الشديد أن أياً من الشخصيات الواردة أسماؤها في هذه الفضيحة السياسية لم تتخذ أجراء كما هو معهود في الدول الديمقراطية كتقديم الأستقالة خجلاً ، لا بل أنّهم لم يقدموا أعتذاراً ، وهذا يعني الأستخفاف بالقانون والقضاء العراقي المشهود لهُ المصداقية المهنية تأريخياً ، لذ يجب عدم السكوت  وغض النظرعنهم ، بل تفعيل العدالة لردع النفوس الضعيفة ، والمحافظة على أستقلال وطننا وسيادته -------
27- 6-2015



285
ناصر القصبي ----- رسالة ملغومة إلى الأرهاب

عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
الفنان الممثل ناصر القصبي مواليد نوفمبر 1961 ، ممثل كوميدي سعودي ، يعتبر من أهم ممثلي الكوميديا في الخليج والعالم العربي ، في سنة 2000 حصل على الجائزة الذهبية عن دوره في مسلسل ( القصر) من مهرجان الخليج السابع للأذاعة والتلفزيون .
شاهدنا هذا الفنان العربي الكبير " ناصر القصبي" على شاشات ال أم بي سي في مسلسل ( سيلفي ) الرجل الشجاع والطود الشامخ في قول الحق والعدل في فضح الأرهاب الأسلاموي الجديد الذي حرّف مبادىء  الدين الأسلامي عن جادة الصواب ، حيث جسّد ناصرفي مسلسلهِ الرمضاني بدقة ولباقة فنية جرائم هذهِ الفئة الضالة في تكفير الجميع والقتل والخطف والنحر والأبادة الجماعية والتعطيش والحصار ترقى إلى هوليكوست نازي ، بأساليب شيطانية في الدعاية المضللة ، وتدمير البنى الفوقية والتحتية للمناطق التي أستولى عليها ، وسلب كرامة وعفاف وشرف المرأة المسلمة وغير المسلمة بفرية ( جهاد النكاح ) ، والأهم أنّك يا ناصر (الأنسنة) أنك سحبت ورقة التوت من علماء السوء ووعاظ السلاطين الساكتين عن قول الكلمة الطيبة  صدقة  ، وأشرت أليهم بطريقة غير مباشرة بالساكت عن الحق  شيطان أخرس .
فأنت يناصر القلم الحر خيرٌ ألف ألف مرّة من القرضاوي عراب التكفير والقتل وجهاد النكاح الزائف ، الذي أفتى بعدم تكفير الأرهاب وحلل ما يقومون بهِ ، وأدنت وفضحت أبا محمد العدناني من علماء الضلالة السعودية والناطق بأسم الدولة الأسلامية المزعومة .
وعملك الفني البطولي قد أرتقيت سُلّم المجد ، وصرت بمصافي الرجال المصلحين المسالمين عبر كفاح ونضال قوى الخير بأستعمالك الحوار البناء المدعوم بالحقائق المؤرشفة في أفحام القوى الأرهابية ولأقتحامك ساحة هذه المعركة القيمية والأخلاقية بدون أطلاق نار بل بوسيلة الأعلام الأنساني الموجه ، خلال الشاشة الفضية وخشبة المسرح ، فكان سلاحك { قوّة المنطق لا منطق القوة }.ورسالتك هذه كانت عظيمة الأثرفي أدانة الأرهاب وتحريف الحقائق الأنسانية لعظماء قادة البشرية والديانات السماوية والقوانين الوضعية التي هي حصيلة تضحيات جسيمة وأنهارٍ من الدماء  صُبتْ على صرح الحرية الحمراء .
فلك المجد ياناصر القصبي لأنّك قصفت داعش بالصميم ولقنت وعاظ السلاطين من أئمة فتاوى الظلالة ---- فنرفع لك قبعاتنا لشجاعتك وأنت تختزل فوبيا الوباء الأرهابي الذي يقود شبابنا بالهرولة إلى الوراء بسحب عقول اللاوعي إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة ، وأعلم أنّ كل الأحرار من فنانين وأدباء ومثقفين معك والقافلة تسير ولا يهمها نباح الكلاب .
والذي أفرحنا اليوم بالحوار الذي أجرتهُ معهُ قناة أم بي سي الذي يعمل لحسابها  أنّ القصبي يرفض التراجع عن سخريته من تنظيم داعش والجماعات الأسلامية المتطرفة أمس الأثنين وأنّهُ لن يكف عن التعبير عن رأيهِ رغم تهديدات بالتكفير والقتل من الجماعات الأرهابية ، و قال أنّ مهمة الفنان هي كشف الحقيقة حتى ولو كانت على حسابهِ ، وهذا ثمن يجب أنْ ندفعهُ وتلقى الفنان القصبي رسائل دعم وتضامن على شبكات التواصل الأجتماعي لا سيما تويتر -----
24 – 6 - 2015


286
أستهداف العملة الوطنية / سلاح أضافي لداعش
عبد الجبار نوري / السويد
بالتأكيد أنّ قوت الشعب يرتبط أرتباطاً خطيرا وأستراتيجياَ بالعملة الوطنية ، عندما يفاجأ شعبنا العراقي المسكين  ( بالفرية الجديدة ) لهذا اليوم  أنخفاض قيمة الدينار العراقي إلى 142 ألف دينار مقابل 100دولار الأمريكي ، بعد أنْ حافظ على قيمته خلال سنوات  العشرة العجاف ب117 ألف دينارمقابل الورقة كما يسميها العراقيون و أنّ الدينار الذي كان سيدأ بين العملاات ألأجنبية  - في الخمسينات وصاعدا لحد الحروب العبثية في الثمانينات -  وهو يتحدى الدولار الأمريكي بثلاثة دنانير ونصف ، وأذا به اليوم في عهد حكومات الغفلة والمقبولية والمحاصصة أنْ يصعد الدولار إلى 1442 دينار يا للفاجعة !!! هذا يعني أنّ سعر كيس الطحين تجاوز { المليون دينار} فعندها شكى الشعب إلى الله في هذا الشهر الفضيل  وكان رد  الحكومةعليهم أكلوا (كيك) ، ولكن " الجواهري " أقنعهم بترنيمتهِ الرائعة { نامي جياع الشعب نامي --- حرستكِ آلهة الطعام .          نامِي فأنٍ لم تشبعي ----- من يقضة فمن المنامِ}.
فهو سلاح خطير أضافي أستعمله داعش في حربه العدوانية  ضد الشعب العراقي بل لأستئصال كيانه كدولة فهو أستعمل جميع الأسلحة القذرة المتاحة كبهائم الأنتحاريين ، والعبوات الناسفة ، والكواتم ، والسيارات والشفلات وصهاريج النفط ، والسي 4 ، والأغتيالات ، وحرب المياه ، والتعطيش ، ومعاول في البنى التحتية ، والآثار الحضارية ، والحرب الأعلامية ولأنّ المجاميع الأرهابية تمتلك 450 موقعاً  ألكترونياً في التواصل الأجتماعي والتويتر ، وللحديث صلة لعلنا نتذكر من أرشيف النازية في عهد زعيمها " هتلر"  عندما مرّ على أقتصاد المانيا ظاهرة أنهيار العملة وترهل الأقتصاد وهو يخوض حربَاً ضد أرتال الحلفاء  أطلق أسم الرتل الخامس على مزوري العملة الألمانية والمحتكرين والتجار الجشعين  والمضاربين وجواسيس الحلفاء ، وأستعمل " الهولاكوست " المحرقة والأبادة ضدهم .
ويعتقد المراقبون السياسيون ، والمحللون الأقتصاديون ، وما نراهُ على الساحة السياسية العراقية أنّ هناك لعبة خطرة أو سلاح أضافي من عنديات ال سي آي أي ، واللوبي الصهيوني ، والسعودي – القطري الأشرار بأستخدام حواضنهم النائمة والمستيقضة بتخريب قوّة الدينار العراقي لنسف سقف المعيشة للفرد العراقي  وأثارة الفوضى والبلبلة فزجت داعش – التي هي صنيعتهم – وأعداء العراق من مافيات سياسية بيروقراطية ، وتجار مال حيتان همّهم بطومهم وجيوبهم  للتأثير في قيمة الدينار بشتى الأساليب اللا أخلاقية للربح الفاحش السريع .
فظهرت على السطح السياسي تداعيات خطرة وفي مقدمتها ( التضخم النقدي ) الذي يعني أنهيار قيمة العملة المحلية وإلى الأنهيار الأقتصادي وثُمّ إلى أعلان وفاة الحكومة ، وتحدث عندما يفقد الغطاء النقدي للموجودات المدّخرة في البنك المركزي ، وهذه الفوضى المالية تؤدي إلى ضعف القوّة الشرائية وبالتالي إلى أرتفاع الأسعار ، ويكون التأثير ثقيلاً عندما تكون الدولة مستوردة كالعراق ذلك لأنّ " الميزان التجاري " يصاب بالشلل فالعلاقة تكون عكسية { زيادة في الأستيراد هروب العملة الصعبة إلى الخارج ، ارتفاع منحنى التصدير تتدفق السيولة النقدية إلى الخزينة المركزية .
وأسبابهُ //
سوء التخطيط ، الفساد الأداري ، ونهب المال العام ، أهمال الزراعة والصناعة ، عدم الخروج من دائرة الدولة " الريعية " بالأعتماد على مورد النفط فقط والتي تسمى بالدولة الأحادية الأقتصاد ، أنخفاض سعر النفط في الأسواق العالمية ، أنعدام الأمن والأستقرار، والحرب الأستنزافية مع المجاميع الأرهابية ، هوس وجنون التسلح لمواجهة العدوالأرهابي داعش المسنود بالقوى الخارجية الأقليمية والدولية ، مافيات المصارف الأهلية والحكومية علماً أنّ هذه المافيات مدعومة من سياسيين متنفذين بالأسعار، قوّة وأتساع  الأعلام الداعشي والمجاميع الأرهابية ، وهي جاهزة للأشاعات .
وأخيراً أثني على جهود محافظ البنك المركزي العراقي وكادره الأقتصادي وخبرائه ومستشاريه الذين شكلوا هذا اليوم { خلية أزمة } لمواجهة خطر أنخفاض قيمة الدينار العراقي بنفس وطني ، بجملة أجراءات أقتصادية وصل بالتضخم إلى أقل من 2 % ، وحثت وزارة النفط على زيادة أنتاج النفط ، أنخفاض الأنفاق والأستهلاك الحكومي بشكل واضح ، التنسيق الشبه اليومي بين السياستين النقدية والمالية ، أنتصارات الجيش العراقي الأخيرة خاصّة ، ووجود دعم مباشر من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأسلامي للتنمية لتجاوز هبوط أسعار النفط ----- وبعد هذه الأجراءات الأقتصادية ومشاركة الحكومة في خلية الأزمة كذلك مما أعطى لجهود الكل زخما وطنياً مما أدى إلى أنخفاض سعر الصرف للدينار العراقي مقابل الدولار ب { 1317 ----- مقابل 1442 قبل أقل من أسبوع } ونطمح بالمزيد ------
20- 6-2015


287
أردوغان ---- وسوسيولوجية جنون العظمة
عبد الجبار نوري / ستوكه
العرض / داء العظمة مصطلح تأريخي يعني جنون العظمة أو وسواس العظمة ، لوصف حالة من وهم الأعتقاد حين يبالغ الشخص بوصف نفسهُ بما يخالف الواقع ، فيدعي أمتلاك قابليات أسبثنائية وقدرات جبارة أو مواهب متميّزة أو اموال طائلة أو علاقات مهمة تعجيزية ليس لها وجود حقيقي ، وهي حالة مرضية ذهانية ، ترقى أحياناً كثيرة إلى مرض عقلي يتقمص ( البارانويا ) وهو عبارة عن أعتقاد جازم بفكرة خاطئة عندما يقع في شراك وهم غير حقيقي بأنهُ شخصٌ عظيم ، ومهم للغاية ، كأنْ أدعى أشخاص كثيرون بأنّهم " اليسوع المخلص " أو أشخاص تقمصوا " شخصية المهدي المنتظر " .
والتأريخ يحدثنا عن قادة وملوك وعسكريون أصيبوا بفايروس هذا الداء ، عندما يعلنون بأنّهم ظل الله في الأرض ، فيستعبد العباد ويمتلكهم جسداً وروحاً ، وعلى سبيل المثال أنْ كان رجلاً عسكرياً يحاول القيام بأنقلاب عسكري لتنفيذ خططهِ وأوهامهِ كأنقلاب (القذافي) على السنوسي ، و{هتلر } الأب الروحي وعراب الحركة النازية الأثنية والشوفينية تمكن بدعاياته وأدعاءاته من غسل أدمغة 80 مليون ألماني بأنهم الشعب المختار ويجب السيطرة على العالم وفعلاً تمدد في الأرض الأوربية لحد الأنتحار ، وهكذا زميله " نابليون " الذي توهم بأنه القوي والموهوب عسكرياً فأجتاح أجزاء واسعة من العالم وقامر بأبادة 60 مليون فرنسي ، وفي النهاية سقط الجميع في حضيض التأريخ المظلم ولأنّهم ليسو حكام سويين بل يعانون من أنحرافات نفسية . وأوهام طوباوية خيالية سلبية  .
أما " أردوغان " بدأ حياتهُ السياسية بالهوس الديني الراديكالي ، وجاء المد الديني في نهاية الألفية الثانية لصالح برنامجه في أقحام الدين في السياسة ، وأستعملها في الدعايات الأنتخابية عند تأسيس حزبه " حزب العدالة والتنمية " 2001 ، وهذه واحدة من خطاباته { مساجدنا ثكناتنا ، قبابنا خوذاتنا ، مآذننا حرابنا ، والمصلون جنودنا ، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا } ، أتبع سياسة المهادنة مع العلمانيين والأحزاب اليسارية ولكنه في الخفاء عمل على هدم قلاعهم بالتحفظ والأعلام التسقيطي والأتهامات الباطلة  ، وحتى مجاملة الطائفة الشيعية التركية وتوصية حزبه مشاركتهم مراسيم عاشوراء ، والمجالس الحسينية ، أما على الصعيد الخارجي  ، ففي المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي أختتم أعمالهُ في العام الفائت الذي حضره الأسلاميون الراديكاليون والمتشددون ، والقيادات الأخوانية من محمد مرسي ، وزعيم حزب النهضة التونسي " راشد الغنوشي " وزعيم حركة حماس  الفلسطينية " خالد مشعل "  وألقى أردوغان خطاباً مليئاً بالتمجيد لقادة وسلاطين أتراك متشبهاً  ومساويا نفسه بهم مثل : كمال أتاتورك ووالسلطان محمد الفاتح وألب أرسلان وتوغرت أوزال ونجم الدين أربكان ، وأقحم أسم " عدنان مندريس معهم ليتشبه به وليعيد له الأعتبار.
وأعلن تأييده للأخوان بفوزهم في الأنتخابات المصرية ، وكان خطابه في مؤتمر لاكوس 2009 لصالح حماس المتشدد دينياً والذي هو على لائحة الأرهاب الدولي ، وبهذه السياسة الديماغوجية حصل على تأييد السعودية لكسب أستثماراتها في تركيا ، وكبرت وتعاظمت لديه فكرة السعي في أستعادة الأمجاد العثمانية الزائفة التي حكمت شعوب المنطقة أكثر من 400 سنه بالحديد والنار والجهل ، والعمل على تغيير الدستور التركي وذلك بنقل السلطة البرلمانية إلى رئاسة الجمهورية على غرار النظام الأمريكي وعملت هذه الأفكار الخيالية الطوباوية في تعجيل العد { التنازلي } في تحجيم مقاعد حزب العدالة والتنمية ال 300 مقعد من مجموع 550 مقعد برلماني في 2003 وصعد بها إلى الحكم .
وتبخرت أحلامه الدونكوشوتية البالونية وأنكسرت جرّة الراعي بظهور نتائج أنتخابات الأحد الماضي بأفول نجمه بحصول الحزب على نسبة 8-40% من الأصوات البرلمانية تقدر ب 248 مقعد من مجموع 550 مقعد وهذا لايسمح له تشكيل حكومة لمفرده ، وحلت باردوكان النكسة والنكبة حين يتذكر نتائج أنتخابات 2011 ، ب 9- 49 %من الأصوات ،والوقت القاتل ال 45 يوم الدستورية يحاصره لتشكيل الحكومة بالوقت الذي ترفض جميع أحزاب المعارضة الأئتلاف مع حزب العدالة والتنمية ، وصرّح حزبا المعارضة التركية {حزب الشعب الجمهوري التركي و الحركة القومية }بشرطهما / لا أئتلاف معك يا أردوغان ألا بعد مغادرتك القصر الأبيض الجديد الفخم والعودة إلى القصر القديم ( تشانكايا ) ، وكان أقوى الأسباب التي أزاحت أصوات أردوغان هو أنّ العلمانيين الأتراك وأنصار البيئة والنساء والمثقفين هو الحشد ذاته الذي تصدر الأحتجاجات ضد الحكومة في 2013 ، أصطفوا معاً إلى جانب حزب الشعب الديمقراطي الكردي المهمش من قبل أردوغان وحزبه .
توقعات مستقبلية // يقول "كرم أوكتم" ، أستاذ دراسات جنوب أوربا { هذا نصر للديمقراطية ، الأتراك لايقومون بثورات } وأشار أوكتم ان هناك في التأريخ التركي نتائج أنتخابيتين مصيريتين جرت في حياة تركيا وهي : في سنة 1950 أزاح الناخبون حزب مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة ، وفي 1983 رفض الناخبون الحزب الذي يدعمه العسكريون  . * ويقول " سنان أولجن "  رئيس مركز دراسات في أسطنبول { سيكون هناك شيء من فقدان الأستقرار  ألا أنّ هذا جزء من اللعبة ، ولكن لا أعتقد  أنها ستطول لأنّ أحزاب المعارضة متعطشة للسلطة . ** ورأي الشخصي : أنّ حدوث الأنقلابات العسكرية في تركيا واردة خصوصا عندما تتلبد غيوم الجو السياسي والأختناق الأقتصادي --- وأذكر بالأنقلابات التي حدثت في تأريخ تركيا : 1960 ، 1971 ، 1993 1997 ، وحاوله أنقلابية في 2009 . وأرجو وأمنياتي الوطنية والأنسانية أن لا نسمع في جميع أنحاء العالم ، القائد الرمز أو رئيسا برقم أنتخابي 9-99 % ------
17-6-2015

    لذا أصبح الوقت ليس بصالحه والحزب هو الآخر زاد الطين بلّة بتشظيه وظهور أنقسامات في صفوفه ، وفشل أردوغان في تلميع صورة حزبه المعتدل والعلماني فهو لا معتدل ولا علماني ، بدليل مسك السلطة بيد من حديد ، والميل الكلي لجانب جماعات التطرف الديني ، ليس فقط بالأعلام الموجه بل بمد يد المساعدة للقوى الأرهابية ( داعش والنصرة ) عبر حدودها الدولية مع العراق وسوريا ، وفتح أبواب المستشفيات لعلاج جرحاهم ، وفشل أردوغان في مواجهة " هولاكوست الأرمن " مجزرة الأرمن ، ومن سياساته الخاطئة التي أودت بفشله الأنتخابي هو : كان يسعى إلى أضفاء مظاهر الأسلمة على تركيا كبديل لغطائها العلماني ، واتوكز على النهج الأتاتوركي ، والشريعة الأسلامية بدل القوانين الوضعية ، والتاكيد على الصفة القومية تحت شعار " أنت تركي--- ثُمّ تركي فقط ،

 
                                     

288
منهجيّة ال" سي – آي – أي " وحوار الطرشان !!!

عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
التعريف بوكالة المخابرات المركزية الرئيسة Central Intelligenc Agency وتعرف باختصار بسي. آي.أي  .آي.  بالرئيسة لجمع الأستخبارات للحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية ، المقر الرئيسي في ولاية فيرجينيا ، ولديها ثلاث أنشطة رئيسية ، جمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات والأفراد ، وتحليل تلك المعلومات جنباً إلى جنب مع معلومات جمعتها وكالات استخبارات أمريكية أخرى ، وثُمّ تقديمها لكبار صانعي السياسة الأمريكية ، وتشرف وتنفذ النشاطات السريّة ، ولها أكبر ميزانية مؤسساتية في أمريكا ، وصل عدد العاملين والموظفين في الوكالة في عام 2002 قرابة 50 ألف موظف أضافة إلى شراء آلاف الجواسيس ، وتستخدم الوكالة مختلف وسائل التجسس الحديثة كطائرات التجسس من طراز U2 تتمكن من كشف مواقع الصواريخ الموجهة ومنصاتها أينما توضع ، كما تستخدم السفن الحربية المزودة بأرقى التقنيات التكنلوجية في رسم خرائط البحار بثواني ، وأستخدام العملاء وشراء الجواسيس ثُمّ أغتيالهم ، وتعمل ال سي آي أي بتنسيق كامل مع أجهزة المخابرات العالمية والموساد وبعض أجهزة المخابرات الشرق أوسطية مهمتها الأغتيالات ، والأنقلابات ،وتصفية الزعماء ، وتجنيد الجواسيس وتصفيتهم  مع مرور الوقت تحولّتْ ( وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ) إلى جهاز يمارس الهيمنة السياسية والأقتصادية والعسكرية في كل العالم في ملفٍ اسودٍ وذكريات مُرّةٍ مع الشعوب المقهورة كدول أمريكا الوسطى ، وكوبا ، ودول جنوب شرق آسيا ( فيتنام وكوريا ) ، الحرب الفلسطينية ، حرب لبنان ،ضرب السواحل الليبية ، حرب الخليج الأولى والثانية ، النزاع العرقي في يوغسلافيا ، حرائق أوكرانيا ، 2001 أسقاط النظام في أفغانستان ، 2003 أحتلال العراق ووقوعه تحت مخالب وأنياب العم سام الدناصور الذي مزّق الوطن ، وأشعل الفتنة الطائفية ، وصنع داعش الأرهابي وفتح حدوده ل اللصوص والذباحة والمجرمين طبقاً لنظرية المؤامرة والصفقة في تحقيق غاياتها الأستراتيجية في أرضاء حليفتها من اللوبي الصهيوني ، وأعادة رسم  الخارطة الشرق أوسطية الجديدة بدل خارطة الغفلة سايكس بيكو ، ووضع يد المخابرات المركزية على مصادر الطاقة والممرات المائية والمنافذ البحرية والمياه الدافئة ، وتحققت لها غاياتها الأستراتيجية في أحتلال العراق ونتساءل بألم وحسرة هل أستوعب قادتنا وأصحاب قرارنا – الذين أوصلونا إلى هذا الحد المأساوي الذي لانحسد عليه – هذه السيرة الأمريكية وجهاز مخابراتها ؟ أو أنهم يعلمون ولكنهم يتغافلون أو لآنّ كلاً منهم يغني على ليلاه ، وهم يبدون في المحافل الدولية والمؤتمرات  - وما أكثرها - وفي زيارة الأب الروحي { أوباما } --- كحوار الطرشان !!! تفرض عليهم السي آي أي تعطيل الحواس الثلاثة (السمع والبصر والنطق ) أي كما يقول المثل( يعني مثل الأطرش بالزفه)، والمشهد الحكومي تلك الظاهرة الغائبة والحاضرة والمصابة بهوس أختلاط الأوراق ، وتداخل الخنادق ، والتخبط السياسي ، وغياب الدولة المؤسساتية ، وسياسيو اللاوعي ، وأنفلات أمني ، وغياب هيبة الحكومة الأتحادية ، وصورة قاتمة لم يشهدها منذ تأسيسه المشؤوم  ، وهل تعلم حكومة الطرشان أنّ خيوطها مشدودة بعزم فيزياوي 360 درجة من أتجاهات داخلية وأقليمية ودولية وأمريكية وبالمال الخليجي ، والحقد السعودي القطري التركي ، { الهاكرز} الحاقدين والكارهين حتى على أنفسهم  .
لنرى الآن كيف تحاوروتعامل حكامنا مع طروحات الأعداء

أولاً / سمّت السعودية سفيرها الجديد " بعد قطيعة دامت ربع قرن بعد أنْ سكت دهراً ونطق كفراً بتسمية العميد الركن"  السبهان" فهو لم يشغل يوما السلك الدلوماسي بل ضابط أستخبارات محترف ، وعمل كضابط أمن وحماية لمواقع القوات الأمريكية – البريطانية – الفرنسية ، بل في حماية وزير الدفاع الأمريكي " ديك تشيني " فكيف يكون سفيراً للنوايا الحسنة في بلدٍ كالعراق تكرهها السعودية حد النخاع ، والأبعد من هذا الفرض التعسفي تفرض مقر سفارتها في قصر الضيافة في المنطقة الخضراء --- فكان الأذعان والقبول من وزير خارجيتنا بكل التفاصيل العدوانية ، { فهل تعلم الحكومة العراقية أنّ السعودية سوف تدير معارك داعش من العراق !!! والقادم أعظم .
•   ثانياً / مشيخة كطر: وكان آخر مقالة لي في هذا الموضوع بالذات بعنوان" أيها العراقيون أحذروا وزير الخارجية القطري خالد محمد العطية " فبعد قطيعة دامت ل12 عام ، هلّ علينا الوزير القطري يعرض على الحكومة أرجاع العلاقات الدبلوماسية، وعرض مالي ضخم للأستثمار في العراق لأنّ البلد في ازمة مالية خانقة والعرض القطري بمثابتة دس السُم بالعسل وكان هذا العرض المالي السخي ديدنهم مع دول الربيع العربي والذي أنقلب إلى شتاء زمهريرٍ موحش ، وبدون تريّث وافقت حكومتنا على العرض من الأخوة الأشقاء ---- لأنّ في آذانهم وقرُ ، لم يسمعوا ما كشف المحللون وأستخبارات دول العالم { بأنّ هناك صفقة وسيطتها دويلة الكويت : أجراء مصالحة على مزاج أمارة موزه ورضا مملكة الكراهية السعودية ببيع ما تبقى من أرث الرجل المريض من نزاهة القضاء العراقي المشهود له ، وما تبقى من هيبة الحكومة .
•   ثالثاً/ التحالف الدولي تلك الكذبة الكبرى: التي صمتْ آذانها منها ولم  تعلق عليها والتي لا يرقى أي شك إلى محبي هذا الوطن وجميع الأحرار في تفهم الحقيقة التأريخية { من أن داعش صناعة أمريكية وغربية } ، وأن المخابرات المركزية الأمريكية دخلت ( اللعبة ) لأجل مسعدة داعش لا القضاء عليه كما تدعي ، لكي تلعب بجوكرها الرابح بأوجه متعددة ، فداعش ورقة أبتزاز لنيل الأهداف الأستراتيجية للوصول لمصادر الطاقة ، وبناء قواعد عسكرية ثابتة ، كما صرح الرئيس الأمريكي يوم أمس بالذات 11 6 2015 بأرسال 450 من المارينز كمستشارين ومدربين والتمركز في {قاعدة الأنبار المتقدمة} ، وليسمع قادتنا ما ذكرت (الكارديان) البريطانية الأحد 7-6-2015 وعلى صفحتها الأولى : { القوى التي أوجدت في العراق وسوريا داعش لن تستطيع هزمهُ } ، وتحدث نائب الكونكرس " رايان زنك " لل CNN هذا اليوم الأحد7-6-2015 : { أنّ أغلب الدواعش من قادة صدام الموهوبين عسكرياً وفنيا وتكنلوجيا وحتى سياسيا ، لذا أنّهم عندما يسيطرون على منطقة يحددون موطن الألم والوجع في العراق فهاهي  داعش تتحكم اليوم بمصادر مياه الفرات وتقطعه عن المحافظات الجنوبية .
•   ويبدو للمتتبعين والمراقبين الأستراتيجيين والأستخبارات الدولية أنّ داعش وضعت يدها على المفاصل الرخوة في الجيش والحكومة لأنّها تستقي المعلومات اللوجستية يومياً من { جهاز المخابرات الأمريكية وحتى الغربية } فلأجل أزالة الضبابية عن الساحة السياسية التي يتخبط بها قادتنا وأصحاب القرار: { ما أفادت منظمة عراقية غير حكومية ( حشد ) أمس الأربعاء أنّ نحواً من 46 ألف شخص قتلوا في المعارك التي دارت على مدار عام كامل ضد مسلحي تنظيم داعش ، و35 ألف جريح وثلاثة آلاف مفقود ، وأضافتْ أنّ العراق شهد أسوأ أزمة تهجير خلال ال100 عام الماضية ، مبيناً أنّ عدد النازحين بلغ 4 ملايين نازح --- وهي ترقى لجرائم حرب ضد الأنسانية ، التي تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية مكتملة الأركان من الجرائم الأرهابية في الأغتيالات والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لم تتوقف يومياً وخصوصاً في العاصمة بغداد .
•   الخاتمة / لا أمتلك حلول سحرية ولا أنا بواعظ بل أطرح من خزين تجربتي السبعينية ، ممزوجة بآلام وجروحات شعبي المضطهد منذ التأسيس السياسي لعراقنا الحبيب :
•   1-جهد سياسي يرافقه جهد أمني . 2- نحن أحوج ما نكون للغة الحوار ، فهي أساس بناء دولة العصرنة المفعمة بالعولمة المتمدنة والمتحضرة . 3- الحذر وثمّ الحذر من الثقة بأمريكا لأنها عدوة الشعوب . 4- الأعتماد على قدراتنا العسكرية واللوجستية كما رأينا بعض الأنتصارات الأخيرة علي يد الحشد الشعبي والبيشمركة ومتطوعي العشائر. 5- تنويع مصادر التسليح .6- أطلاق الأقلمة للمحافظات التي تعطي ولا تأخذ كالبصرة (  التي تشارك ب80 % من الخزين النفطي ، والبؤس والفاقة والبطالة نصيبها ) ثُمّ أنها مسألة دستورية ، وهي شكل متمم للفيدرالية التي نحن فيها اليوم --- لم التخوف أذن ؟؟؟.
•   وهذه بعض الحكم والأقوال المأثورة المجانية لحكومتنا وأصحاب قرارنا السياسي : ** السعادة في النضال والتعاسة في الخنوع / ماركس . ** الأمريكيون لا يعتمدون الحلول الصحيحة آلا بعد أنْ يستنفذوا جميع الحلول الخاطئة / تشرشل. ** مأساة العالم الذي نعيشه تكمن في أنّ السلطة كثيراً ما تستقر في أيدي ( العاجزين )/ برنادشو !!! -----
•   13-6-2015

289
ليوتولستوي ---- الروائي الروسي المعجزة/ أضاءات صدق الرؤيا

عبد الجبار نوري / ستوكهولم- السويد

تولستوي 1828- 1910 من عمالقة الروائيين الروس ، ومصلحاً أجتماعياً ، وداعية سلام ، ومفكراً أخلاقياً ، يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، والبعض يعدهُ من أعظم الروائيين على الأطلاق ، أشهر أعمالهُ الروايتين { الحرب والسلام – آنا كارنينا } وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي ، ورائع جداً عندما أتصفح رائعته الحرب والسلم أشعر وكأني  في ملكوت عالم جديد وغريب وكأني أعيش ذاك الزمن ، ولم أصدق موته ، لأنّهُ يعيشُ في وجداني ، ويجولُ في أعماقي، ويشاركني الحب وعشق الحياة ذاك هو تولستوي العظيم ، فرواية الحرب والسلام وآنا كارنينا يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية ، وكفيلسوف أخلاقي أعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف  ، وهذا التيار القيمي سرى تأثيرهُ في أقلام مشاهير القرن العشرين مثل المهاتما غاندي ، ومارتن لوثر كنج ، في جهادهما الذي أتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف ، وكذلك واصل تأملاته في الوجود معلناً أنه مؤمن بالله ولكن {خارج الكنيسة } وبهذا وضع فلسفته الوجودية ورأيه الصريح وبلوره في كتابه { مملكة الرب مقرها داخلك  The Kingdom Of God Is Within You}  ، ويظهر سحر رواياته أحياناً كثيرة كواعض أخلاقي ومصلح أجتماعي وقيمي أنساني يبشر بالوصايا المئة لا فقط الوصايا العشرة فمن أقواله : ** الجميع يفكر في تغيير العالم ولا أحد يفكر في تغيير نفسهُ ، ** قبل أنْ تصدر الحكم على الآخرين أحكم على نفسك ، **لا يوجد أنسان ضعيف بل يوجد أنسان يجهل موطن قوّتهِ ، ** أقوى المحاربين الوقت والصبر ، أعمل الخير لآصدقاءك يزيدوك محبة ، وأعمل الخير لأعداءك ليصبحوا أصدقاءك .
أضاءات على نتاجاته الأدبية الثرة
أنّ نتاجاته الأدبية تتمحور حول شخصنة فلسفته في صنع التأريخ والحياة والموت ، ترك تولستوي بصماته عليها فأصبحت حكراً لقلمهِ بماركة أدبية عالمية مسجلة بأسم تولستوي فقط عصيّة على الأقلام الأخرى في السفر الأدب العالمي ، أنّ كل مؤلفاته عن الحرب جاءت أدانة لهُ وهجوماً عليه ، فالحرب في كتاباته تجرُ على البشرية الدمار والموت ، فهو يرفض الحروب ويعتبرها ظاهرة منافية للعقل البشري ، ومعادية للطبيعة الأنسانية ويعتقد أنّ العنف سلاح الضعيف ، أما التسامح بأستعمال العقل {وقوّة المنطق بدل منطق القوّة } هو الذي يجب أنْ يسود ، وأنّ ليو تولستوي الذي عاش 82 عام لم يكن كاتباً فقط بل كان مفكراً وفيلسوفاً ورجل أحسان وثورياً.
ولم يبرر سوى الحروب الدفاعية عن النفس ضد الغزاة ، رغم مرور قرن ونصف من الزمن على روايته الحرب ولسلام فهي تمثل{نداء السلام} الذي أصبح شعاراً لقوى الخير والطمأنينة في جميع أركان المعمورة .
تعتبر رواية الحرب والسلام رواية أسطورية للأدب الروسي ، وهي نموذج للحكايات التأريخية الكبيرة للقرن العشرين وتدور حول الأحداث   الكبيرة التي حدثت في بداية القرن التاسع عشر ، فهي دراسة تأريخية تصف الأحداث السياسية والعسكرية التي كانت أوربا مسرحاً لها أبان الفترة 1805 – 1820 وهي تلقي بظلالها الثقيلة على غزو نابليون لروسيا 1812 ، وفي هذه الرواية أعلن رفضهُ القاطع لنظرية تخليد التأريخ للرجل العظيم ، وأن الأبطال والشخصيات العظيمة ليس لهم بصمات على مجريات أحداث التأريخ كما يعتقد بعض الناس ، والحرب والسلام رواية أدبية تدور أحداثها في بداية القرن التاسع عشر مع أجتياح القائد الفرنسي ( نابليون )الأراضي الروسية وتعتبر واحدة من أعظم الروايات العالمية قدمت نوعاً جديداً من القصص الخيالية ذا عدد كبير من الشخوص وقعوا في حبكة روائية غطت مواضيع عند الشباب كالزواج والسن والموت ، وما كتاب الحرب والسلام برواية ولا هو بقصيدة ، ولا هو سجل وقائع تاريخية ، أنّ الحرب والسلام هو ما أراد المؤلف وما أستطاع أنْ يعبر عنهُ بعدم الأكتراث بالأشكال المتعارف عليها في الأنتاج النثري الأدبي العالمي وخصوصاً الأدب الأوربي ، فتولستوي رسم لنفسهِ في الحرب والسلام شخصية روسية مخالفة للأشكال والنصوص الأدبية في أوربا ، فهو صاحب المدرسة الواقعية – النقدية ، فيما جاء بعدهُ الأديب الروسي مكسيم غوركي 1868 – 1936 صاحب المدرسة الواقعية – الأشتراكية في رواية " الأم "1907 ، وأمتدت آيديولوجية هذه المدرسة وأصبح لها ممثلون في الأدب العالمي مثل ( بريخت ) في المانيا ، "ولوركا " في الأدب الأسباني ،"وناظم حكمت" في الأدب التركي وكتابه المشهور " البخيل " وكذلك الشاعر السوري " أدونيس " .
نظرية تولستوي حول التأريخ
ان رواية الحرب والسلام جاءت تأريخياً عائليا عندما شارك  تولستوي خمسة عوائل روسية من طبقات مختلفة نبيلة برجوازية فلاحية صارحوا – وبشجاعة متناهية - المتلقي آراءهم وأرهاصاتهم ومعاناتهم في الحياة اليومية ويطلبون الأجابة بألحاح لماذا الموت ؟ ، وجاءت تأريخياً عسكرياً للحملات النابليونية التي حدثت في العام 1805 ثم تكررت عام 1812 ، فيترجم تولستوي هذا المزج المجتمعي  في تلخيص فلسفته عن التأريخ {ليس هناك بطل واحد لذا يعتبر نابليون ليس أكثر من أداة لا معنى لها في سير التأريخ ، بل هناك من ينسج التأريخ الكبير هم مجموعة من المتضادات ومتشابهات في آنٍ واحد ، فظهور التناقضات فيها حتمية بعد أرساء قواعد ذلك الحدث التأريخي ، و مثلاً حب الحياة تتعارض ومآسي الحروب .
وأنّ تولستوي وصف نابليون برجل حرب وغازي ومتعجرف وخيالي ، في رواية الحرب والسلام قلل من شأنهِ في التاريخ متبنياً أنّ القوى هي التي تشكل التأريخ لا الفرد والمعني القائد العظيم وهي أشارة إلى شخص نابليون ، ولتجميع أفكار نظريته عن التاريخ يشير في الرواية المذكورة :أنّ القادة الوطنيين حتى العظماء فهم لا يتحكمون في نتيجة الأحداث الكبرى في التاريخ ، فأنّ الكم الهائل من الأفعال الفردية التي تشكل التأريخ ضخمة للغاية ومعقدة للغاية  ، ومن ثم يبدو كما لو أنّهم يتحكمون في هذا التيار لكن في الواقع أتجاه التيار لا يتأثر بهم ، ويريد تولستوي أنْ يوضح الحقيقة التالية { تركيز المؤرخين على الأسباب يعميهم عن رؤية قوانين التأريخ } فهو بهذا يحثُ المؤرخين على السعي لتحديد القوانين التي تحكم التاريخ ، وليس أسباب الأحداث التأريخية .

أضاءات على نتاجات معجزة الرواية الروسية
تولستوي بالنسبة لي ليس موضوعاً للنقد ، لأني لست ناقداً أدبياً محترفاً بقدر ما  أفهمهُ  ويتفهمني هو قيمة روحية وجمالية عليا  فسأستعرض بعض اللئاليء مما قرأت بشغف في مراحل حياتي المبكرة وخاصة تاج أعماله ومعجزته الأدبية الخالدة { الحرب والسلام } وأستميح القاريء عذراً لكون جعلتُ رواية الحرب والسلام - من  بين الكم الهائل من مؤلفاته - محور حديثي ، ذلك ولأنّ للعشق مذاهب !!.
1رأيته مدرسة ْتُعلمْ  (الأنسنة) في البحث في أنسانية الأنسان ، وحب الآخرين ، والتمسك بالحياة ، وعشق الطبيعة ، وتمجيد العمل الجماعي ، عظيم في حجم عمله الفكري الأدبي فله ما يربوا على مائة مجلد ، فهو ظاهرة ثقافية متميّزة كما يصفهُ نقاد عصره  وما بعد عصره ، روايتيه الحرب والسلام وآنا كارنينا أقرب إلى الملحمة منها إلى الروايات التقليدية ، فعند قراءة نصوص الرواية وخصوصا الحرب والسلام تشعر بالنفس الملحمي "لهوميروس " ، تبرز فيها أنسنة تولستوي وعشقه الصوفي للحياة وللطبيعة والشعور القوي بالزمن ، تشعر وكأنك أمام عالم واقعي حقيقي موجود فعلاً في شخوص أبطال الرواية وهم يتجولون أمامك بحركة ديناميكية محسوسة فعلاً ، وقراءة بين سطور الرواية تتحسس تدفق حب الأنسانية بأمتياز ، تظهر فلسفة تولستوي جلية في حبه للطبيعة فأنتصر لها ووضع نظريته فيها بمعادلة سوسيولوجية نصها { كلما أقترب الأنسان منها فأنه يمارس الخير والحق والحب والجمال ويمارس الزيف والشر والقبح كلما أبتعد عنها } ، فهو أحد أعمدة الأدب الكلاسيكي العالمي ، وهو باني صرح الأدب الروسي المتمثل بالسرد الروائي إلى جانب  " ديستوفيسكي وتورغنيف " وبروايته الحرب والسلام دخل في تفاصيل حياة الأفراد في المجتمع الروسي  ، فمضمون الرواية تدور حول السلم ---والسلم فقط ولا وألف لا للحرب ومريديه وأهواله.
وأختم هذا البحث المتواضع بما قال عنه " لينين "{ تولستوي مرآة الثورة الروسية } ، ومرثية الشاعر" أحمد شوقي " يصفهُ بالحكمة والشجاعة ،ويضيف يبكيه الفقراء لأنهُ منارتهم ، ويبكيه المؤمنون لآنهُ أخذ من الدين جوهرهُ ، وأذ كان لابُدّ من الأعتراف فيجب أنْ نذهب ونعترف بخطايانا إلى تولستوي وليس إلى الكاهن ، ولآنّ كل كتابٍ من كتبهِ يشبه الأنجيل في قدسيتهِ -------
مراجع البحث / الموسوعة العالمية - بتصرف – تحديث بيروت 2011 // كتاب تولستوي أم ديستوفيسكي-جورج ستاينر- لندن - مترجم
5-6-2015


290
أيها العراقيون ---- أحذروا وزيرالخارجية القطري
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
وبشكلٍ مفاجيء بعد أنقطاع العلاقات الدلوماسية بين العراق وقطرمنذُ سقوط صنمهم 2003 وأستصعب عليهم أستيعاب الصدمة ، ودخلت اليوم قطرعلى الخط بزيارة وزير خارجيتها " خالد محمد العطية " يوم أمس بعد قطيعة  أستمرت 12 عام ، مبشراً بأرجاع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين العراق وعجل بأرجاع السفارة القطرية وتسمية سفيرها ، وعرض الوزير الهمام مبالغ أستثمارية ضخمة بحجة دعم الأقتصاد العراقي المتعب ، والغاية من وراء هذا التناغم في أذكاء العشق الشيطاني الممنوع والمفاجيء عوامل وغايات ملحة تبغي أنتزاعها دويلة كطر من العراق بطريقة طرح النوايا الحسنة ، ونحن نعلم أنّ { الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنوايا الحسنة } ، أضافة  إلى وضع العراق السياسي والأمني  الذي لا يحسد عليه وهو يخوض حرب أستنزاف طويلة مع داعش الأرهابي ، لذا فهمتْ ( قطر) وأستوعبتْ سياسة حكومتنا " الأنبطاحية " والتي جاءت حسب المقبولية الحكيمية ، فقطر تخفي نواياها الحقيقية ، فالوزير القطري ينظر إلى اللعبة وكأنها صفقة سياسية رابحة طبقاً لما يتوقع المراقبون السياسيون والعسكريون الأستراتيجيون الذين يرون الأهداف الأستراتيجية المرجوة من هذه العلاقة المشبوهة ما يلي :
  1مقابل عودة سياسيين متهمين بالأرهاب ومحكومين قضائيا أمثال طارق الهاشمي ورافع العيساوي . 2 –أطلاق سراح الطائفي الأرهابي والمحكوم قضائياً " أحمد العلواني " بصفقة سياسية  .3-  تفيد وسائل الأعلام المعتدلة والرصينة المهنية ( أنّ وزير خارجية العراق أتفق مع وزير خارجية قطر بوساطة كويتية في أطلاق سراح القطريين الأسرى لدى كتيبة حزب الله العراق فأنْ صح الخبر فهو الظلم بعينهِ مما يعني رخص الدم العراقي وأنحطاط هيبة الحكومة والقضاء العراقي المشهود بعدالته ورصانته المهنية منذ تاسيس الدولة العراقية ، علما أن داعش ليس لديها أسير عراقي لأنهُ يعدم  مباشرة وميدانياأما بقطع رقبته أو صلبه كالذي حدث للشهيد العسكري البطل "مصطفى العذاري" ، وهويقف منتصب القامة شامخاً يعتلي سيارة عسكرية محيطا بمجموعة من آكالي لحم البشر ويجولون به شوارع الفلوجة وسط أهلهِ وصيحات زغاريد النسوة وتكبير أهالي الفلوجة  وهورنات السيارات  وتقافز الأطفال شامتين به وكأنه أسير أسرائيلي ولسان حاله يقول { جئتُ من مدينة البؤساء الثورة لأحرركم من مجرمي العصر الأغبر ، لأصونكم من الغازين الجدد لأنكم أنتم أهلي وشرفي --- نعم ياولدي لا تبتأس أنّ كل شيء يدور في عالمنا بالمعكوس حتى كوكبنا المشاكس غيّر دورانه لا بأس عليك يا مصطفى أصعد الآن خشبة العلياء لتصل روحك لملكوت السماوات وحينها قدم شكواك على خونة باعوا ارضهم وعرضهم للأجنبي ، ويكفيك فخراً وأنت معلقاً على الجسر لتكون شاهداً على خونة العصر وبيرقاً للنصر .
وأعدامهُ أثار موجة غضب لدى الشارع العراقي  الذي طالب بأعدام أسرى داعش ومهما تكن هوياتهم وليحسبها العراقيون بالمعكوس عندما يقع جنودنا أسرى لديه وهنا يذكرني  بوشمٍ على جبين الزمن قبل أكثر من نصف قرن بتوصية الجواهري لعبد الكريم قاسم :
تصوّر الأمر معكوساً وخذ مثلاً ------ فيما يجرونهُ لو أنّهم نُصِروا
أكان للرفق ذِكرٌ في معاجمهم ------- أم عن كريمٍ وعن أصحابهِ خبرُ
فضيّق الحبل وأشدد من خناقهم ----- فربما كان في أرخاءهِ ضررُ
تالله لأقتيد زيدٌ بأسم زائدة ------ ولأصطلى عامرٌ والمبتغى عُمرُ

لنلقي نظرة على سيرة دويلة كطرالعدوانية على النظام الجديد في العراق وتأيده اللوجستي والمادي والمعنوي لداعش الأرهابي(وما سأكتبهُ غيضٌ قليل من طوفان فيض كبير )
**في أطار مكافحة تمويل الجماعات المتطرفة وتجفيف منابعها ، قامت واشنطن في شهر ديسمبر الماضي بأقرارقانون يقضي بفرض عقويات على عنصرين من أنصار تنظيم القاعدة يتخذون من ( قطر واليمن ) مقراً لهما على علم حكومة البلدين هما " عبد الرحمن النعيمي و عبد الوهاب الحميقاني ".
**تشير معلومات أستخبارية بريطانية وفرنسية : أنّ ( قطر )  تموّل المسلحين من المتمردين في ليبيا والصومال ، كما أنّ الأحداث الأخيرة في مالي أشارت إلى تورط ( قطر ) في تدريب وتسليح التنظيمات الأرهابية ، والمعلومات الأكثر خطورة تلك التي تنشرها مجلة " لوكنار أنشيني " الفرنسية وتتعلق بقيام ( قطر ) بتمويل الجماعات المسلحة ودعمها مثل جماعة أنصار الدين ، والجهاد في غرب أفريقيا ، والقاعدة في المغرب الأسلامي تقوم بتدريبهم وفتح مقرات لهم .
**وشهد شاهدٌ من أهلها حين سحبت كل من السعودية والأمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة في الخامس من آذار المنصرم سبب عدم ألتزامم ( قطر ) بأتفاق الرياض الذي نص على التنسيق سوية في السياسة الخارجية وتحديد المواقف تجاه المتطرفين الدينيين الراديكاليين ، وعدم مساعدة القوى الأرهابية لذر الرماد في العيون .
**وصرّحت " ماريا لوبان " زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف قد عبرت عن أنزعاجها الشديد في التغلغل ( القطري ) في بلادها من خلال أستثمار مبالغ ضخمة لخدمة جماعات معينة لجمع المقاتلين وتدريبهم وأرسالهم إلى العراق وسوريا وشمال أفريقيا .
**أتهم وزير المساعدة الأنمائية الألمانية " غيرد مولير " صراحة ( قطر ) بتمويل مقاتلي الدولة الأسلامية في العراق في المقابلة مع المستشارة " أنجيلا ميركل " { أنّ الذي يموّلْ داعش هي دولة قطر.
**صحيفة الخليج الأماراتية في مانشيست عريض ليوم السبت الماضي من هذا الشهر: قطر( تدعم جهات أرهابية في العراق أبرزها داعش ، ولفتت الصحيفة إلى أنّ المصادر قدرت التكلفة المادية للسياسة  الخارجية القطرية بنحو { أربعة مليارات دولارسنوياً } وهي تعادل ميزانية لبنان .
**وفي تقرير ذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال ": أنّ وزارة الخزانة الأمريكية ، تتبعت مبالغ كبيرة من تحويلات خاصة بمؤسسات خيرية ومواقع للتواصل الجتماعي أن ( فطر ) تستعمل الجمعيات الغير الحكومية لأضفاء الشرعية عليها ثُمّ تُرسلْ إلى الجماعات المسلحة في العراق وسوريا   .
**"برنار سكاوارسين "الذي كان على رأس الأدارة المركزية  للأستخبارات الفرنسية أصدر كتاباً بعنوان " الأستخبارات الفرنسية – الرهانات الجديدة " أكد تخوف فرنسا والعالم من دور الدعم ( القطري ) للجماعات المسلحة ، مضيفاً أنّ( قطر ) تستعمل الجمعيات غير الحكومية لأخفاء وتمرير الدعم اللوجستي وتجنيد وتدريب الجماهات التكفيرية ، ثُمّ ترسل لتمويل الجماعات المسلحة في العراق وسوريا .
**وفي تعليق على الدعم ( القطري ) للمسلحين في سوريا والعراق ، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس " الدوما " الروسي " ألكسي بوشكوف " : يجري تسليح وتدريب وتمويل وأرسال الأرهابيين والمرتزقة من قبل ( قطر ) -------
** والملاحظ في موسم الصيد في العراق الذي يبدأ من منتصف الشتاء حتى شهر آذار وهو موسم هجرة طيور الحباري ، وللأسف حين تكون حدودنا سائبة ومفتوحة يعبروها صيادون خليجيون وخاصة القطريون وهم صيادون مزيفون كما ثبت لدى الأمن العراقي عندما ضبطوا بحوزتهم أجهزة أتصالات حديثة ونواظير ليلية ويتحركون بسيارات حديثة ، وفي أحيان كثيرة يتجاوزون خطوط الصيد ليصلوا إلى المناطق الساخنة  لملامسة حافات مدن عنه وحديثه وهيت ليتصلوا ببعض حواضنها من الخلايا النائمة لأيصال المعلومات اللوجستية والعسكرية وأكداس الدولارات لداعش ----- فأنتبهوا ---- وعوا يا ألي الألباب -----


1-6-2015




291
الأيفادات الحكوميّة بوابة للفساد وهدر المال العام

عبد الجبار نوري/ ستوكهولم – السويد
المقدمة// يا وطناً مُضمّخاً مَكسوراً ، يسيرُ مشلولَ الخُطى قُربي / أُدونيس /
 العرض // أنّ أنخفاض أسعار النفط العراقي إلى 50 دولار ودخولها الحرب ضد داعش ، والأنفاق الملياري الغير مبرر في الرواتب الرئاسية ومخصصاتها الخرافية والغير مسبوقة منذ تأسيسى الدولة العراقية ، والأنفاق الغير منضبط للأيفادات والزيارات الحكومية التي تقدر ب21 مليار دينار سنوياً ، خصوصاً أذا علمنا أنّ مبلغ الدين بلغ 79 مليار دولار مما يضطرها إلى الأستدانة من صندوق النقد الدولي وبفوائد ثقيلة   يقول مراقبون أنّ العراق ينفق سنوياً ملايين الدولارات ك( مخصصات أيفاد ) غير مبررة لموظفين ومسؤولين في الحكومة تستنزف خزينة الدولة بأصطحاب أكبر عدد من حاشيتهم في سفرات خارجية لم تعد بالنفع والفائدة لمؤسساتهم وللبلاد ، فهي للأٍسف سفرات سياحية بالمجان في بلدان العالم ، والكارثة هنا يمكن للمسؤول تمديد أيفادهِ لمدة أطول حين يطيب لهُ الجو ، أما ما يخص أيفادات الدولة للموظفين فهي تخضع وللأسف إلى مافيات مفسدة  ووسطاء ودلالين خارج الوزارة وبداخلها  يعملون ضمن شبكة عنكبوتية لترشيح من يدفع أكثر ومن تعطي أكثر ، أنها حالة فساد أداري وأخلاقي ، وأنّ شر البلية ما يضحك غض نظرالحكومة عن الأزمة الأقتصادية ، فأنّها غارقة لحد الأذنين لعدم المبالاة للأنفاق والمصروفات الغير مبررة للأيفادات الغير منضبطة والعشوائية فمثلاً تصوروا : في بلد العجائب والغرائب أن يذهب ستة مسؤولين بشكلٍ كيفي متجاوزين الحكومة ورئيسها لحضور المؤتمر الأقتصادي ( دافوس ) الذي عُقِدَ في منتجع البحر الميت في الشقيقة الشريرة الأردن ، والمسؤولون الستة العراقيون ( للكشر ) هم مسعود برزاني ، أياد علاوي ، بهاء الأعرجي ، روز نوري شاويس ، صالح المطلك ، سليم الجبوري ، بغياب رئيس الوزراء ، وطبقاً للمحاصصة المذهبية الطائفية والأثنية العنصرية --- ياللعيب !!! أ نٍ يحضر هوؤلاء كلٌ عن أنفراد بتجاوز ضرورات بروتوكولية واعراف دبلومايبة ناسين أنّ هناك أستحقاقاقات شعبٌ يذبح ودماءٌ تنزف ، والنتيجة لم ينل العراق من هؤلاء الستة أية فائدة تذكر ، المهم أنّها سفرة سياحية للترويح عن نفوسهم المتعبة !!!علماً أنّ مثل هذهِ المؤتمرات التي عُقِدَتْ في عواصم السوء عمان وأسطنبول هدفها تسقيط المشروع الديمقراطي في العراق وأرباك العملية السياسية فيه .
بعض الحلول // 1-على الحكومة الطعن في بعض فقرات الأنفاق الحكومي منها مخصصات 21 ملياردينار للأيفادات والزيارات. 2- تقليل مخصصات الضيافة والقرطاسية والأمور المكتبية وتأثيث الباذخ لصالات الرئاسات الثلاثة والوزارات مادمنا نعاني العجز المالي . 3- أخضاع جميع الأيفادات للجان متخصصة نزيهة لتصفية ما يشوبها من تبذير وأسراف مالي . 4-  وسائل الأعلام التي هي السلطة الرابعة التي تتمكن من أيقاف هذهِ المهزلة بفضح خفاياها بأسلوب مهني بعيداً عن التسقيط السياسي ،  بالأعلان عنها بأنها { سرقة مشرعنة } . 5- تبني الحكومة الأتحادية رئاسة الأيفادت الحكومية حصراً بنفسها فقط للمحافظة على هيبتها بأصدار قانون وتمريرهِ على مجلس النواب ليكتسب الشرعية . 6- نبذ المحاصصة وأبعاد جميع الأيفادات والزيارات عنها ، لابُدّ أنْ يكون الأيفاد فيه شيء من الوطنية لهذا البلد المتعب ، والغاء اقتصارها على الرؤساء الكبار وأصحاب الحظوظ العالية لدى الحكومة.
دروس بليغة في التواضع والحرص على المال العام
**هذه وثيقة محفوظة في المركز الوطني لحفظ الوثائق من أضبارة رواتب العائلة المالكة 1929 في وزارة ناجي السويدي ، وزارة المالية يومئذٍ رفضت الصرف على ولي العهد غازي وهو يدرس في لندن وردت على الملك : أصرف من جيبك أذا أردت العلاج في الخارج ، وتقول الوثيقة أنّ الملك فيصل يطلب سلفة عندما يسافر إلى الخارج ، ويسددها بأقساط----
**الرقابة المالية  في وزارة المالية تخاطب الباشا نوري السعيد { لديك زيادة مئة فلس في أيفادك الأخير إلى لندن نرجو أرجاع المبلغ المذكور بمذكرة صرف رسمية } .
**عبد الكريم قاسم / طلب من أخيه حامد زولية مستعملة بمناسبة العيد، لكن شقيقهُ أصّرعلى أنْ تكون جديدة عندها رفض الأستعارة . عند أعدامهِ وُجِدَ في جيبهِ دينار وربع وقصاصة ورق مكتوبٌ عليها{عليّ دين لصاحب المطعم المقابل لوزارة الدفاع 750 فلس} .
**حسقيل ساسون / يهودي عراقي الاصل وزير المالية لخمسة مرات في العهد الملكي لأخلاصهِ ونزاهتهِ ، من الشواهد على نزاهتهِ :عندما رصدت الحكومة مبلغ 300 دينار لترميم القشلة بأشراف ناجي السويدي ، تدخل ساسون كوزير مالية ذهب يستطلع الموقع بنفسهِ.وخصم من المبلغ
45 دينار وكتب مذكرة يرد على المشرف على الترميم { إلى ناجي أفندي أنّ مبلغ 255 دينار يكفي لأنجاز الترميم ، وأنّ 45 دينار أهدار في المال العام ، والمال السائب يعلّمْ على السرقة } عندها قال الملك في حقهِ : أنّك يا ساسون أفندي حريص على المال العام ، وصلب في المواقف الوطنية العقلانية التي تخدم دولة العراق فأنا متهج بك .
**عند فوز حكومة ( سيريزا ) اليساري اليوناني في أنتخابات ديسيمبر 2014 { الوزراء اليساريون تخلوا عن سيارات الحكومة لتوفير مستحقاتها في دعم الخزينة ، وأستعملوا الدراجات الهوائية .
**عرضت الحكومة الأئتلافية البريطانية الجديدة في أنتخابات مايس 2015 ميزانية الطواريء أمام مجلس العموم البريطاني ، ومن بين الأجراءات التي أعلن عنها { تجميد الزيادة في مرتبات القطاع العام ، وتخفيف النفقات بنسبة 80 % .
الخاتمة/ أنّ الأغلبية من قادتنا وأصحاب القراربعد السقوط مصابين  بنقص فيتامين{ الوطنية والولاء والأنتماء للعراق } بل بوصلتهم تشير إلى طوائفهم وأعراقهم  وعشائرهم ومناطقهم وأحزابهم وكتلهم ، ونشروا ثقافة الفرهود في المال العام والأستحواذ على أكبر حصة أرث من العراق المجروح الذي يحتضر بسبب خيانات رجالهِ عندما وقعتْ ورقة التوت عنهم وأنكشف المستور من أسقاطاتهم ومساوئهم في { الشجار الذي جرى بين أعضاء البرلمان بالأيدي}--- أتساءل بألم وحسرة هل كان العراك بسبب النازحين المليوني ؟ أم بسبب أحتلال داعش لترابنا المقدس ؟ أم من أجل أزمة الكهرباء المستعصية لأكثر من 12 سنة ؟ أم من أجل الكويت جارة السوء وهي تتمدد يوميا لتسرق آبارنا النفطية الحدودية ؟ أم من أجل الحصة التموينية الضائعة ؟ أم من أجل البطالة المستشرية بين الشباب العراقي ؟ { أذاً لهذا ولا ذاك بل من أجل توزيع المناصب والكراسي } وسوف يلاحقهم لعنة التأريخ والذكر السيء .
30-5-2015


292
الحرب الأسبانية- برؤية أممية وقراءة منهجية يسارية
عبد الجبارنوري/ستوكهولم – السويد
الحرب الأهلية الأسبانية  Spanish civil war  حدثت من 17 يوليو 1936 – حتى واحد أبريل 1939، والمتحاربون :  همالجمهوريون، الجبهة الشعبية ، الأتحاد الوطني للعمل ، الأتحاد الآيبيري اللاسلطوي ، اتحاد العمال العام ، يسار كاتلونيا الجمهوري ، جيش الباسيك، الحزب الغاليسي والأشتراكيون والجمهوريون والشيوعيون وهم يدافععون عن الجمهورية الاسبانية الثانية (المنتخبة) و بدعم من الألوية الدولية ، الأتحاد السوفيتي  المكسيك // وبين// القوميون ، الوطنيون ،  فلانجيون ، كارليون ، سيدا الكاثوليكي المحافظ ، والنظاميون ، والفونسيون ( وهم جماعة أرجاع الملكية الأسبانيه) ، وجميعهم يعتبرون جماعات متمردة  بقيادة من جنرالات أنقلابيين يرأسهم ويقودهم الجنرال فرانسسكو فرانكو و بدعم من المانيا النازية ( فيلق الكوندور ) ، والبرتغال ( متطوعون أجانب ) ، وأيطاليا ( فيلق الجنود المتطوعين ) ودامت الحرب ثلاثة سنوات والنتيجة  أنتهت الحرب في واحد أبريل1939  بأنتصار القوميين ونفي آلاف الأسبان الموالين لليسار وفر الكثير منهم إلى مخيمات اللاجئين جنوب فرنسا وأنظمّ أليهم الجمهوريين الخاسرين الذين تعرضوا لأضطهاد القوميين المنتصرين وتأسيس دكتاتورية فاشية بقيادة الجنرال فرانسيس فرانكو فيما بعد الحرب ، وأندمجت جميع الأحزاب اليسارية داخل النظام الفرانكوي  ، وحكم فرانكو أسبانيا ال 36 سنة التالية من 1939- حتى 1975 سنة وفاته  .
ولأظهار  تجلياتمثل هذا الحدث التأريخي في حياة الشعب الأسباني لا بُدّ من توضيح بعض الفوارق بين الحروب النظامية التي تنشب من أجل السيادة والأستقلال وأثبات الوجود وبين الحروب الأهلية التي تختلف من حيث الدوافع والاسباب والأهداف أضافة إلى ساحاتها وسلاحها العسكري والسياسي والأعلامي ، وأذا أستعرضنا شيئاً من الفوارق بين الحرب الأهلية الأمريكية والحرب الأهلية الأسبانية والحرب الأهلية اللبنانية كمثال  نجد أنّ الأولى الأمريكية كانت من أجل توحيد القارة في دولة واحدة ، ونبذ لون البشرة ، والثانية الأسبانية من أجل أسقاط النظام القائم والتخلص من مظالمه وأقامة نظام بديل جديد ،أما الحرب الأهلية اللبنانية لم تقم من أجل توحيد البلد ، فهو لم يكن مقسماً ، ولا من أجل تغيير النظام الجمهوري الديمقراطي الطوائفي القائم .
فكانت أسبانيا في الثلاثينيات من القرن العشرين مسرحا للمواجهات العنيفة بين معسكرين آيديولوجيين وسياسيين متناقضين المعسكر الجمهوري ومعسكرالقومين الدكتاتوري بقيادة الجنرال فرنكو ، وقرأتُ كتاب ( حياة الجمهورية الأسبانية وموتها ) لهنري بيوكلي، نشرلندن2013  يخص الموضوع الذي أنا بصدده { يشرح المؤلف كيف أنهُ صُعق لرؤية الكنيسة تقف إلى جانب فرانكو وجنرالات الجيش ضد الفقراء من جماهير الشعب التي لاتريد الدكتاتورية وأنّ بابا الفاتيكان يميل بوضوح إلى معسكر الجنرال  فرانكو وأنهُ أجحاف لا يتماشى مع ما تفرضه القيم السماوية  ومما اثار دهشة المؤلف أكثر رؤية هتلر وموسوليني يرسلان دفعات متوالية من المقاتلين لنصرة فرانكو بينما أختبأت فرنسا وبريطانيا وراء أسباب واهية وكاذبة بعدم التدخل وعبر عنها بالموقف المتخاذل  .
وتنفرد الحرب الأسبانية لوحدها أن تحصل على تأييد أممي واسع وعطف اليسار العالمي والأحزاب الشيوعية في مناطق متعددة من العالم {بمشاركتها الفعلية في الحرب} علماً أنّ هذهِ الظاهرة السياسية لم تتكرر لاحقاً وتستنسخ بطبعتها اليسارية على واقع خارطة الأرض بالمشاركة الفعلية ، فقد أختصرت تأييد الأحزاب الشيوعية واليسارية للثورات والأنتفاضات الحرة التي حدثت في أرجاء كوكبنا على أسنادها أعلامياً ودوبلوماسياً ، وبأساليب النضال الكلاسيكية كالتظاهر والأعتصام وتقديم شكاوى الأحتجاج إلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان  وحرياته.           
فمشاركة الأحزاب الشيوعية واليسارية في الحرب الأسبانية للأسباب التالية : 1-تزامنت في الثلاثينيات مع ظهور موجة النازية والشوفينية وآيديولوجيتها الأثنية العرقية التوسعية التي قادت هذا الكوكب وما عليه من بشر لأتون محرقة أبادة الجنس البشري ، وأشعال الحربين الأولى والثانية والتي أفرزت أبادة أكثر من 60 مليون أنسان ومثله جرحى ومعوقين وملايين من البشر ماتوا في أقفاص الأسر برداً وجوعاً . 2- تطابق آيديولوجيات الثوارالجمهوريين مع مباديء حقوق الأنسان الصادر من منظمة الأمم المتحدة التي أعطت للجمهوريين (الشرعنة ). 3- قيادات القوميين عساكر أنقلابيون أستهدفوا الجمهورية  الأسبانية الثانية  (المنتخبة)4- العنف المفرط الذي خطه الأنقلابيون من قتل وتشريد وكم الأفواه وتغييب الأحزاب اليسارية والشيوعية الأسبانية . 5- وأنّ الحركة الأسبانية للجمهوريين والتي أكتسبت الأممية وتعاطف الأحزاب اليسارية والشيوعية وذلك لأنّ في حركة الجمهوريين وتضحياتهم السخية قد أضافت إلى حركتهم صفة ( الثورة ) كمسطلح سياسي للخروج عن الوضع الراهن وتغيره والتطلع إلى الأفضل ، وذلك لأنّ الثورة تُدرّسْ على أنها ظاهر أجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة قاصدة ( التغيير ) وفقاً لآيديولوجية هذه الفئة أو الجماعة  وتهدف إلى أنتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة الثوار ، وهذا ما ينطبق على { الحرب الأهلية الأسبانية } بالتحديد وبأعتقادي أنّها ترقى لكي تكون في صفوف الثورات الخالدة التي أندلعت في عالمنا أمثال : الثورة الفرنسية 1789 ، ثورة العشرين في العراق 1920 ، الثورة الكوبية1953 ، الثورة الجزائرية 1954 ، ثورة يناير في مصر2011 .

والجانب المشرق في الحرب الأسبانية
هو المشاركة الجماعية للأحزاب الشيوعية واليسارية وأدباء ومفكرين والمنظمين إلى اللألوية الدولية الوحدة القتالية رقم 15 هم :
رايموندغيوت ، وغيست لوكوغ ،أندري مارتي ،( شيوعيون من الحزب الشيوعي الفرنسي) ،  وسبتي أبراهيم هورش عضو في الحزب الشيوعي العراقي ونوري أنور روفائيل عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي العراقي 33 عام العريف المتطوع في الفوج 15 للجيش الأسباني وهو القائل { أنني جئتُ إلى أسبانيا بصفتي معادياً للفاشية من أجل حماية الجمهورية الأسبانية الثانية المنتخبة من الشعب الأسباني ، وتتحدث الوثائق عن عراقي شيوعي أسمهُ ( جون سمث ) 34 عام وهو عضو في الحزب الشيوعي العراقي  ، ليوليف شيوعي يهودي بولوني من العراق ، وهكذا نجد أنّ  شيوعيين عراقيين توجهوا إلى أسبانيا للدفاع عن الجمهورية الأسبانية الثانية بالرغم مما كان يعانيه الحزب الشيوعي العراقي في بدايات تاسيسهِ من عقبات  والأقتصادي الدكتور اأبراهيم كبه والعديد من الأكاديميين والشعراء والمثقفين اليساريين ومن أصدقاء الحزب ( وكلي أسف لعدم تمكني الحصول على أسمائهم وسوف أكون شاكراً لمن يعرف الأسماء أن يرسلهم لي على أيميلي وأجدد لهُ الشكر) ، لوبجي لونغو شيوعي أيطالي ، كوتجي دزودزي شيوعي ألباني ، ديلي بربديل شيوعي من المنيا الشرقية مدير أكاديمية الفنون في المانيا الشرقية ، يوسف بروز تيتو ( الرئيس اليوغسلافي الأسبق) ، سيسيل داي لويس شاعر بريطاني ، تيودور كاسويل : كاتب أمريكي ، شيوعيو زمن ستالين ، وهذه الملحمة دخلت الأرشيف الثقافي الأممي عندما تغنى بها – في اواخر الثلاثينيات من القرن الماضي – الشاعر الأسباني ( لوركا ) وأستشهد في سبيلها ، وأبدع  (بيكاسو )في تخليد الكرنفال الثوري الأسباني بلوحته الشهيرة ( غورنيكا )التي تدين الفاشية والحروب بكافة أشكالها ---وشارك الأدباء والمفكرون العالميون إلى جانب اليسار في مواجهة القوميين مثل( أرنست همنغواي) حيث أصيب في الحرب وكتب عنها ، والحاصل على جائزة نوبل 1954 عن روايته الشيخ والبحر ، وهو أشهر كاتب أمريكي شارك في الحربين الأولى والثانية ، وشارك في الحرب الأسبانية عام 1936 كمراسل حربي----- .
المجد للثوار الجمهوريين الأسبان
وكل المجد للمشاركين في أعلاء راية الحرية من شيوعيين ويساريين ومثقفين تقدمين -----
والخزي والعار لتجار الحروب
27-5-2015 


293
لماذا فقدنا الموصل والأنبار بدقائق ؟؟؟!!!
عبد الجبار نوري / ستوكهولم- السويد
وآمنا بعدم الأستغراب لكون الحروب سجال مرّة لك ومرّة عليك ، ولكن بهذه السرعة الخاطفة يختزل بها الزمن وتنزل الفاجعة بالهزيمة المنكرة التي هي واحدة من مدلهمات وعوادي الزمن التي تركتْ شرخاً عميقاً في الذاكرة العراقية طالما هناك حياة في كوكبنا ، وللحقيقة المرّة لا يمكن هضمها ولا أستيعابها ، ولم ولن تحدث مع أية دويلة في أحدى جزر المحيط الهادي النائية أو في غابات الأمزون ، فتعرض وطننا لسونامي كاسح مدمر من قطعان وبهائم أرهابية متوحشة خارج التغطية الحضارية والأنسانية تحمل السيف بيد والمعول باليد الأخرى وأستعملت نظرية الأرض المحروقة لأزالة الحرث والنسل والمقابر الجماعية بالأستنساخ البعثي ، وتكفير الجميع وهدر دمائها ، ومرّ أجتياح موجات الجراد بأسرع زمن قياسي غير مسبوق في عالم الحروب ولغة الزمن لم نشاهدها في صفحات تأريخ الشعوب مهما كان العدو ومهما كانت الأمة الخاسرة ومن الصعوبة تشخيص أسباب هذا الأندحار والهزيمة النكراء آلا بتشكيل خلية أزمة مكونة من فطاحل علماء النفس السايكولوجي ومدوني التأريخ البشري وقادة عساكر وضباط العالم الأحياء منهم والأموات لكي نكتشف ما وراء الأكمة من أسباب رفض العراقي لهويته الوطنية والأنسلاخ من أبناء جلدته وعمومته وحتى أسرته بهروبهم إلى أربيل وعمان وترك محارمهم وأعراضهم وممتلكاتهم وسلاحهم للعدو، (قالت وزارة الدفاع الأمريكية  : أنّ الجيش العراقي خلف وراءه عند هزيمته من الرمادي ستة دبابات معظمها صالحة للأستخدام ، وعدد مماثل من المدافع الثقيلة إلى جانب عشرات ناقلات الجند ، وما يقارب المئة عربة هامفي مدرعة ، والأخطر من ذلك كميات غير معروفة من الذخائر والأعتدة الخفيفة والمتوسطة ) ومن تسريباتٍ خبرية منتشرة على أن الشرطة المحلية وأبناء العشائر المتطوعين لحماية أرضهم وعرضهم قد باعوا أسلحتهم لداعش وفق صفقة مشبوهة تلعنها شياطين الأرض والسماء ، ومن خضم فلسفة هذه الأرهاصات أستعرض بعض من هذهِ الأسباب وأترك لقناعة القاريء المجال لأنّها قابلة للصح والخطأ :
1-العقيدة / ومهما كانت هذه العقيدة خيّرةٍ أم شريرةٍ فهي تعمل عملها الديناميكي في التأثيرعلى غسل أدمغة المقاتل فيكون روبوت أسير قادتهِ يسيرونهُ كيفما يشاؤون ، فكيف تمكنت النازية من أجتياح العالم بموافقة ( الرايخشتاغ ) وتأييد 80 مليون ألماني، والحروب الصليبية حين  دفعتْ الكنيسة  الناس ممنية لهم صكوك الغفران فأندفع آلاف المقاتلين المسيحيين بحجة حماية بيت المقدس ، واليوم داعش الأرهابي تمكن من سلب أرادة مؤيديها وتنويمهم مغناطيسياً بأيهامهم بسراب الهوس الجنسي بأنتظاره سبعة عشر حورية ، ولم أستغرب عند سماع أخبار أحتلال الأنبار  بستين أنتحاري فهذه الأدلجة السلبية الشيطانية ترقى إلى دافع شديد ومشوّق لأداء مهمته ولا يجد سوى  أعطاءالموت الزئام  مقابل أوهام سرابية لا وجود لها ألا في عقولهم العفنة .
أما العقيدة العسكرية والسياسية والمهنية مفقودة عند الجيش العراقي لأن أفراده من جيش العاطلين الذي وجد جميع الأبواب مقفلة أمامه فوجد العسكرية باباً من أبواب الرزق لذا شاهدنا هروب 20 ألف من الشرطة المحلية تخلت من سلاحها وعتادها تاركة أرض المعركة من أول طلقة من داعش .
أما الجانب المشرق الذي ظهر على مقاتلي جيشنا وبروز تغيير نوعي في تشكيلاتهِ بعد سقوط الموصل بتطعيم الجيش العراقي برتلين {عقائديين هما { الحشد الشعبي والبشمركه } ---- فالحشد الشعبي دخل سوح الجهاد والقتال بفتوى الجهاد الكفائى الصادر من المرجعية الرشيدة في 9-6-2014 دخلت معترك الشرف للدفاع عن الأرض والعرض ونيل الشهادة بها فحررالحشد آمرلي وجرف الصخر  وبيجي والمصفى والطارمية وحزام بغداد وجبال حمرين وصلاح الدين وتكريت  وهم اليوم زحفوا بكل شجاعة وأقتدار لتحرير الأنبار --- أما قوات البشمركة أبطال الجبال الأشداء والمؤدلجين بهدف تحرير شعبهم الأربعين مليون والممزق بين أربعة دول شوفينية ، وسجلوا أنتصارات في تحرير قرى جنوب كركوك وسهل نينوى وهم اليوم يقتربون من تخوم الموصل .
2-الأشاعة / : أنّها سلاح رهيب لا ترى بالعين المجردة ذات مفعول فتاك ، تعتمد في الحروب ضمن فيلق الأعلام أو خلال الرتل الخامس ، فهي تشكل 50 % من المعركة لأنّها فن صناعة الكذب ضمن منظومة فكرية كمدرسة يكون فيها المتخرج كادر متخصص في مجال حرب التسقيط ، ولأنّها لا تخضع للقواعد الأخلاقية وقيم الفروسية ولأنّها أصلاً شرعنت من قبل رواد الحروب ومريديها ، وأكتسبت مؤخراً صبغة الحداثة في صناعة الأشاعة بأشكالٍ أكثر دقة وفن في صناعة الدعاية الموجهة المتلازمة مع موجة الأتصالات الألكترونية والتواصل الجتماعي  (الفيسبوك والتويتر ) والأقمار الصناعية وطائرات بدون طيار، فهي الفلسفة المسيطرة في الحروب ، وأدرك الساسة والعسكريون والأعلاميون وعلماء النفس { أنّ الهزيمة الحقيقية ليست الهزيمة العسكرية لوحدها بل وجوب خلق أنهيارات نفسية ومعنوية لدى الجانب الآخر لرفع الرايات البيضاء، لذا قالوا في الأشاعة ( الأشاعة أفعى تفقس في أعشاش العدو ويربيها الجهلة في بيوتهم ) .

3- الخلايا النائمة والمستيقضة والحواضن التي ترعى الأرهابيين وتؤويهم وتلمع صورتهم البشعة ضمن نضال فنادق اربيل وعمان في حين نرى الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي اجراء ضد هذه الخلايا السرطانية في جسم الدولة العراقية ، وشاهد الجميع أحتفال الجمهور الموصلي بأنتصار داعش في الرمادي --- وأتساءل هنا هل أن 5-2 مليون من سكان الموصل غير عراقيين حتى يمزقوا هويتهم الوطنية ويبتهجو في قضم داعش الغريب ربع مساحة وطنهم العراق ؟؟؟ !!!{ عجيب أمور غريب قضيه } ومن ضمن الخلايا المستيقضة أنّ 1600 ضابط رفيع الرتبة والدرجة من فدائي صدام الحرس الخاص والمدربين أرفع وأعلى تدريب والمشحونين بالحقد والكراهية لحد النخاع لفقدانهم أمتيازاتهم التسلطية والنفعية يديرون معارك داعش ضد وطنهم وشعبهم .
وأخيراً ليس آخراً // كبى الفارس العراقي وسوف ينهض من كبوتهِ لكونه فارس أصيل يحمل جينات سلفهِ الأبطال المدججين بسلاح الأيمان والقوة والعزيمة مع أرثٍ ثرٍ من خزين النضال والتحدي ، فعراقنا العظيم يحمل ديمومة الخلود الأبدي والحصانة عند تعرضهِ لعاديات الزمن ، ونحنُ قادمون أليك يا أنبارنا المقدسة بسواعد جيشنا الباسل وأبطال الحشد الشعبي وقوات البيشمركه الأبطال وأبناء العشائر الغيورة لدحر المعتدي الغاشم ورفع علمنا العراقي الحبيب على ترابها المقدس.------------ المجد لشهداء الحركة الوطنية ---- وألف تحية لصانعي الحرية والسيادة لهذا الوطن الغالي. في 22-5-2015



294
متسولون سياسيون من بلادي

عبد الجبار نوري/ستوكهولم – السويد
ثمة حيرة تنتابني ولا أدري هل أختلطت علي الأوراق وأنا في الشرخ السبعيني من هذا الزمن التعس والأغبر، والخمسيني في خضم معترك السياسة وأتساءل بسذاجة شديده هل العماله والتجسس لحساب الأجنبي خيانة أم بطولة ؟ وبهذهِ الهلوسة يظهر أني أصبحتُ خارج تغطية الوعيّ المحسوس وأني لم أستوعب بعد النظرية النسبية للمرحوم أنشتاين عندما يعتبر التجسس وخيانة الوطن بطولة على جزء من هذاالكوكب البائس ، وخيانة تستحق الموت في أخرى  والمحصلة النهائية أنها خيانة للضمير للشرف للعرض بل أبشع جريمة بحق الوطن وعدد سكانه وبالتالي أنّها ترقى بلغة القانون إلى ( جريمة سبق الأصرار والترصد)فتكون لها أقسى العقوبات وهي كذلك من الجرائم المخلة بالشرف ، وهذهِ الثرثرة قادتني إلى  هرولة سياسيينا الذين هم خارج السلطة وفي  داخلها ب{ ماراثون الحج والعمرة لواشنطن } وبدون طواف الوداع لأنهم يعاودون عمرة البيت الأسود مراتٍ أخرى لنزع القبعة والأنحناء بذلة وخنوع وهم يستجدون التحريض الأجنبي على أبناء جلدتهم ، ويبيعون أسرارها بثمنٍ بخس ولا ندري هل نبكي أم نضحك على هذا المسرحية الملهاة التراجيدية المأساوية  الذي يقول فيها العم ماركس (التأريخ يكررُ نفسهُ مرتين ، مرة كمأساة  ومرة كمهزلة ) عفواً سيدي نحن في بلد العجائب والغرائب نضحك ونبكي معاً .
ما الذي جناهُ هذا الشعب المسكين أنْ يدفع فاتورة ما بعد السقوط بالدم وما أغلى منهُ حين يكون الرقم مليوني وضعفهُ جرحى ومعوّقين و7-2 مليون نازح وخمسة ملايين من الأرامل واليتامى وأكثر من خمسة ملايين مهاجر يستجدي الأقامة من المنافي --- رباه ماذا فعل هذا الشعب المظلوم ليبتلى بسياسيي الفنادق ونواب الثلاجات وعبيد الملك الأردني الهجين الغير هاشمي وخدم البيت الأبيض الأمريكي وأذلاء اللوبي الصهيوني ومرددي فتاوى الظلالة الوهابية السعودية والين يضعون النظارة السوداء على أعينهم وصمون آذانهم لكي لا يروا ولا يسمعوا أنين هذا الشعب المذبوح بل هم ليل نهار يؤججون الحرائق الطائفية ويتآمرون مع العدو لنسف التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وأرجاع الوطن إلى عهد القائد الرمز والبيان رقم / 1 .
ويا سياسي الفتنة الطائفية وعملاء الأجنبي { ها قد سقطت الأنبارقبل أيام بيد أعتى أعداء الأنسانية والحرث والنسل داعش ووقعنا بالمحذور وحسب تحليل الجيوبولتيك والعسكري أنّ سقوط الرمادي هو تهديد لبغداد الحبيبة ، وليعلم الجميع أننا جميعاً في تايتانيك آيل للغرق فالخطر واحد والموت الزئام ينتظر الجميع وحينها يكتب التأريخ على لسان أحفادنا { ألا لعنة الله على أجدادنا الذين ضيعوا وطنا لنا كان أسمهُ العراق }
20-5-2015

295
شذرات من ملامح شخصيّة  " راهب بني هاشم " الأمام موسى أبن جعفر
عبد الجبار نوري / ستوكهولم – السويد
يا أبن النبيين كم أظهرت معجزة في السجن أزعجت فيه الرجس هارونا  **
بكتْ على نعشك الأعداء قاطبة ما حال نعشٍ لهُ الأعداء باكونا                                   
ليس الرشيد رشيداً في سياستهِ كلا ولا أبنهُ المأمونُ مأمونا
قاسيت ما لم تقاس الأنبياء وقد لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا
التعريف بالشخصية/ الأسم- موسى أبن جعفر أبن محمد الصادق،اللقب/ الكاظم ، الكنيه/ أبو أبراهيم ، محل وتأريخ الولادة / الأبواء ( بين مكه والمدينه ) ، العمر / 55 سنه ، الأمامه / 35 سنه ، تاريخ الوفاة / 25 رجب 183 هجريه – 799 م ، سبب الوفاة / سمّهُ الرشيد وهو في السجن ، مدفنهُ / مقابر قريش حاليا مدينة الكاظميه – بغداد – العراق .
عايش المنصور ثُمّ المهدي والهادي العباسي ثُمّ الرشيد ولمدة 23 سنة ، قبضه الرشيد لما ورد الحج وسلمه إلى عيسى أبن جعفر أبن المنصور ، فحبسه عنده سنه ، ثُمّ كتب أليه الرشيد في دمه فأستعفى عيسى عنه ، وسلمه إلى الفضل أبن الربيع وبقي عنده مدة طويلة ثُمّ إلى الفضل أبن يحيى وأمر الرشيد بقتله وأبى فأمر الرشيد بجلده مئة جلده في حضرة الخليفة ، ثُمذ سُلِم إلى ( السندي أبن شاهك ) فأمتثل هذا الأخير لأمر الرشيد في قتله فسمهُ ومات .
وذكر الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار: أنّ هارون كان يقول لموسى أبن جعفر يا أبا الحسن خذ فدكاً فقال لاآخذها ألا بحدودها ، قال وما حدودها ؟ قال يا أمير المؤمنين إن حددتها لم تردها قال بحق جدك إلا فعلت ---- قال الحد الأول فعدن ، فتغير وجه الرشيد وقال ( هيه ) وقال الحد الثاني سمرقند فأربد وجههُ ، وقال الحد الثالث أفريقيا ، فأسود وجههُ وقال ( هيه )وقال الرابع سيف البحر وما يليه الخزر وارمينيه ، فقال الرشيد فلم يبقى لنا شيء، قال موسى قد أعلمتك أني أن حددتها لم تردها فمنذُ ذلك عزم على قتله .
مناقبه /فأذا استعرضنا جانباً من حياة الأمام ، فأننا نجد أنفسنا أمام تراثٍ ثرٍوزاخر وضخم وروح مشرقة تنبض بالخير والجمال ، يحمل العطاء السخي والتوجه الصائب للأمة ، قام الأمام بأدارة الجامعة العلمية بعد أبيه الصادق والتي تعتبر مؤسسة ثقافية أسلامية ، وأول معهد تخرج عليه كوكبة من فطاحل العلماء ، أما سياسته مع الدولة العباسية فلم تكن أيجابيه فكان يرغب في بناء جسورا بين الأمة والحكام العباسيين بالوعظ والأرشاد وتقويم الحكم وأنصاف المظلومين ولكن فوبيا البيت الهاشمي وعترة الرسول كانت تقض مضاجعهم ، وهو يعلم ان المقاومة لاتجدي نفعا وخصوصا فشل ثورات لأولاد عمومته وقُمعت بشكل مفرط ، فأستعمل المقاطعة السلبية ، الصبر والجلد وتحمل عذابات المطامير ولأكثر من عشرين سنة ، أما عباداته وتهجده فقد أجمع المؤرخون والمترجمون له أنّهُ كان من أعظم الناس طاعة وأكثرهم عبادة لذا أعتبر من رهبان بني هاشم ، ومن مظاهر شخصيته الكريمة السخاء والجود فكان اكثر الناس عطاء للمعوزين ، وكان يصل الفقراء والمحرومين في غلس الليل البهيم لئلا يعرفه أحد ، وظهور حركات هدامة أبيه الصادق مثل الزندقة فأصبح المام مدرسة فكرية للرد على هذه الأفكار السلبية والغريبة بأستعمال العقل والمنطق ،  وقال أبن الأثير كان يلقب بالكاظم لكظمه الغيض ولأنه كان يحسن إلى من يسيء أليه ، والمشهود لكراماته أنّ دعاءهُ مستجاب فقال عنه الشافعي : ما أن ضاقت عليّ وحضرت المقام ودعوت الله الفرج فلم أخرج ألا والأبواب مفتوحة امامي .
السلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم مُتّ ويوم تبعثُ حيا ، فبحق من أختصك لأمره وأرتضاك لسره أدعوا من الله أنْ ينقذ لنا العراق الحبيب وهو يتمزق تنهشه اللصوص والخونة والجواسيس وباعوهُ في مزاد العهر السياسي ، وأن يزيل هذه الغمة عن هذه الأمة ، والحمد لله رب العالمين 
** الأبيات للشاعر السيد صالح القزويني بعنوان لاالرشيد رشيدا ولا المامون مأمونا
المراجع/مقاتل الطالبيين لابي الفرج الأصفهاني ، التهذيب / للشيخ الطوسي
11-5-2015







296
النزعة الأنسانية عند الفنان - يوسف العاني -

عبد الجبار نوري

توطئة // لابد منها - وليعذرني أستاذي العزيز - للضرورة أحكام لألقاء الضوء على شذرات من حيات هذا الطود الشامخ وهو نارٌ على علم محلياً وأقليمياً ودولياً : يوسف العاني 1927 ممثل ومخرج وكاتب وفنان عراقي ، ولادة الأنبار ، تعايش منذ الطفوله متبغدداً في محلة "سوق حماده " و كانت لتأسيسه ( فرقة الفن الحديث ) بصماته البارزة في أثبات هوية المسرح العراقي التراجيدي والكوميدي الساخراللآذع للظواهر السياسية والأجتماعية تألق وسما عاليا بالنخلة والجيران ، والخرابه ، آني أمك يا شاكر ، الخرابه والرهن ، نفوس ، خيط البريسم ، المفتاح ، تأريخ حافل بالعطاء ، وسجل مُذّهبْ الصفحات بالأنسانية وحب خشبة المسرح وجماهيرها ومحبيها ، مارس النقد الفني في عدة صحف منها الأهالي والشعب والأخبار، كتب أكثر من خمسين مسرحية طويلة أو من فصل واحد مثل القمرجيه ، مع الحشاشه ، طبيب يداوي الناس1948 ، محامي زهكان ، رأس الشليله 1950 ، مسرحية ست دراهم 1955 ، وساهم العاني في السينما العراقية . وله عدة مؤلفات في المسرح والفن ، وأنّ يوسف العاني يعتبر رمز المسرح العراقي وعمودهً ، وسخر من الفساد تمثيلاً وكتابة منذُ الخمسينات في مجموعة من الأعمال المسرحية مثل : ماكو شغل ،راس الشليله ، وست دراهم ، والخرابه ، وعبود يغني ، مولير العراق كما سماهُ الفنان سامي عبد الحميد أو أبو اليعاقبة ، فأجمع كل النقاد تثمين دورهُ في بناء المسرح الجاد المسرح المنحاز للناس تأليفاً وتمثيلاً بكلمات وجملٍ وفقرات نابعة من شغاف القلب ، كيف ومنذ طفولته بعمر 14 سنة خرج في أول مظاهرة وطنية من أجل الشعب العراقي ، ومنذُ ذلك الوقت أرتبط أسمهُ بالوطن والشعب أرتباطاً وثيقاً يفيضُ عليهما بالمحبة (والأنسنة) .
العاني أنسان بمعنى الكلمة وهو يرثي الفنانين الراحلين ، ففي 7-4-2015 كتب مرثية الفنان زاهر الفهد ، بعنوان زاهر الفهد – أيها الطيب ، وفي 17-4-2015 نشر مرثية الفنان فاروق الفياض بعنوان ( لم يستأذن منا ----- ورحل ) ولم يغب رحيل هذه القامه عن أنسانية يوسف العاني منذ أربعين عاماً --- وفي 2-5-2015 كتب مرثية الفنان " عبد الجبار عباس" بعنوان : عبد الجبار عباس غادرنا بهدوء ---- وكأنهُ الصمت ، كم سعة قلبك رحماك يا أبا يعكوب حتى يستوعب الحاضرين والغائبين ؟؟؟
العرض/ والذي نحن بصدده فلسفة " النزعة الأنسانية " هي أتجاه فكري تشترك فيه العديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية وأزدهرت وتطورت في أوربا أطلق عليها في حينها { الأنسنة} وجاءت مطابقة مع فلسفة التيار الماركسي اليساري التقدمي الذي يعتبر { الأنسان أثمن رأسمال } وأشيعت هذه الآيديولوجية في عصر النهضة الأوربية عندما ركزت على الأنسان وتحريره من أغلال العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة ، فهي تمثل مذهب مادي لا ديني وخاصة عندما كانت الكنيسة تتدخل في السياسة ، والمخوّلة بمنح (صكوك الغفران) .
فيوسف العاني من الرواد الذين يحملون في أعماقهم {النزعة الأنسانية } وبشكل فيض بحر يوزعه على الجميع بأمتداد عمره المديد وهذه الخصلة الجميلة برزت في كتاباته ونتاجاته الثرة ككاتب مسرحي وروائي وفنان من جيل الرواد والذي رفد المكتبة الفنية والأرشيف الأدبي للعراق بصور أنسانية زاهية متألقة تركت بصماتها في ذاكرة التأريخ المسرحي العراقي ، فهو حقاً جبلٌ يمشي على رجلين ، بل هو طودٌ شامخ متميّز بأنتمائه للأتجاه " الملتزم " فن خشبة المسرح للشعب لا الفن للفن ، فأذا كتب مسرحية جعل محورها الأنسان ومعاناته اليومية ، وقد يكون قد جاءت من بيئته محلة سوق حمادة التي عايشها منذ طفولته حيث أخذ الكثير من ركائز وأشكال كتاباته المسرحية من أجواء وملاذات محلتهِ تلك ، ففيها الطبقة الدون متوسطة التي تعتبر بنظر الفكر اليساري الماركسي الند والمنافس والمؤثر في الصراع الطبقي ولأنها تمتلك كود شفرة الأحتكار والرأسمالية الجشعة المتسلطة ثُمّ الأنطلاق نحو غدٍ أفضل ، فترى في جميع مسرحياته يحاكي جمالية الروح البشرية التي تجيد نسج الصورة المستقبلية في السلام والتغيير نحو حياة أفضل .
فيوسف العاني بعفوية فطرية وبما يحمل من حب وعشق الجماهير وبسطاء الناس وفقرائها وكادحيها وصوته العالي بعناد وأصرار يردد : أسمعوا وعوا أنّ الأنسان يحمل الخير فقط ، لذا نجد يوسف يسموا ويعلوا حتى عانق الجوزاء ليبلغ أفروديت آلهة الحب والجمال والخير والنماء ويردد : أنّ الأنسان بخير طالما يتعامل بالحب والأنسانية مع الآخرين ، وأنّ الأنسان بخير طالما لديه ((رغبة ) للأنعتاق .
عندما نسلط أضاءات على جميع أعماله الفنية والمسرحية نجد الواقعية في ترجمة حياة الشعب ، فالنخلة والجيران تحكي يوميات الحزن العراقي في مرحلة تأريخية معينة ---- والنخلة هي المفردة والدلالة العراقية الطاغيه ( الفنانه هديل كامل 1971 )
وفي مسرحية ست دراهم يجمع بين العرض الواقعي والمنحى الكوميدي هادفاً إلى نصرة المظلومين والبسطاء من أبناء الشعب على خصومهم ومستغليهم بأحاطتها بسيلٍ جارف من خلجات وأرهاصات الرحمة والشفقة والأنسانية المتدفقة من أعماق هذا الفنان الأنسان العظيم أولاً، وفي مسرحية ( آني أمك يا شاكر ) فهي من النوع المسرح السياسي متأثرا برواية مكسيم غوركي ( الأم ) فكان عرضاً لمشاكل الشعب وتحسساً بآلامه ومعاناته -----
فألف تحية والعمر المديد لفناننا الكبير يوسف العاني ---- ومزيداً من التألق ----- يوسف دمت لنا وهجاً ---
عبد الجبار نوري/ ستوكهولم/ السويد
10-5-2015

297
واقع التربية والتعليم في العراق بعد2003
عبد الجبار نوري/ستوكهولم- السويد
لا شك واقع التربية والتعليم يشكل ركناً أساسيا في بناء مؤسسات الدولة ، لذا أنّ الدول المتقدمة والمتطورة حضارياً تعيرُ لها أهمية كبيرة وترصدُ لها ميزانية أنفاقية تعادل بل تفوق أحياناً على مفردات مؤسسات الدولة ، وتساير التطور والعولمة والتحديث وأستثمار العقول لرفد الرؤية المستقبلية بدماءٍ شابة مفعمة بالتحديث ومستوعبة ومتفهمة للجيل المتقدم من آخر صيحات التكنلوجية الرقمية لتغيير الواقع الأجتماعي والأقتصادي والبيئي للوطن ، أنطلاقا من مفهوم هذف أستراتيجي{ أنّ قطاع التعليم يشكل الركن الأساسي للبناء والتقدم والتحضرلعلاقته الصميمية بمستقبل البلد  " فأذا ما أنهار هذا القطاع أنهار الطن بأكملهِ " ----
منذُ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حظي بنظام تربوي رصين بالنسخة البريطانية التي تعتبر من أرقى النظم التي تستند ألى مؤسساتٍ تربوية لكلٍ تعمل بنظام ٍ دقيق ومدروس وتستند إلى طرفي معادلة وطنية { الأستاذ والطالب }وكانت أغلب المدارس والجامعات حكومية ونادراًما تتواجد مدارس خاصّة ، وسار العراق على هذا النمط المتقدم والمتطور في واقع التربية والتعليم حيث  (السنوات الذهبية) 1970-1984 أصبح نظام التعليم في العراق واحدٌ من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن وتحققت أنجازات تربوية مثل : * أرتفاع معدلات الألتحاقالأجمالية أكثر من 100 %. * أنخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 . * أنعدام التسرب كمقارنة مع دول الشرق الأوسط. * بلغ الأنفاق على التعليم 20 % من ميزانية الدولة .
ولم تدم الفرحة حيث سنوات العجاف 1984 – 1989 حيث التدهور الذي أصاب التعليم في العراق نتيجة السياسات الخاطئة لجر هذا القطاع لغايات سياسية بزج الجميع بحروب عبثية وفترة حصار دامت 13 عام والذي عزل العراق أقليمياً ودولياً ووضع تحت البند السابع الذي يحوي توصيات أممية بعدم التعامل مع العراق وأنعكست مشاكلها الجمة على المستوى العلمي والأجتماعي على طرفي المعادلة التربوية لهذا القطاع الأستاذ والطالب كما ذكرت سلفاً .
التراجيديا المأساوية بعد 2003
*تعرض مراكز الأبحاث والمكتبات والمختبرات إلى عملية نهبٍ وسلب وتدمير. * غياب المعايير الموضوعية لعملية التعليم . * محاولة أحد أطراف المعادلة أو كلاهما إلى تسييس هذا القطاع . * تحويل المدارس والجامعات والمعاهد إلى مقرات حزبية وطائفية تاركين مقاعد الدراسة ويتعايشون التجاذبات الطائفية والسياسية والدينية والأثنية . هاجر حوالي 40 % من الكوادر العلمية والتدريسية البلاد ، وقارب عدد  ضحايا الأرهاب لهذا القطاع أكثر من 500 تدريسي وبلغت ذروتها عام 2006 .
التغيرات التي طرأتعلى عملية التربية والتعليم بعد 2003
1-ألغاء الهوية البعثية . 2- الزيادة في رواتب التدريسيين والمعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين . 3- قلة البنايات المخصصة للمدارس والقديمة متهالكة يرثى لها ، حيث ظهر ما يقارب 80 % من نسبة المدارس العراقية ( 15 ألف مدرسة)بحاجة لأصلاح ودعم للمنشئات الصحية بها  وأغلب هذه المدارس القليلة تعاني نقصًأ في المياه النظيفة والمراحيض ، وللعلم حوالي ألف مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش والسعف والخيام . 4- قلة المختبرات العلمية في هذه المدارس . 5- تزايد الرشوة والفساد الأداري والمالي في التلاعب في القرطاسية المدرسية والعقود مع مقاولين وهميين كما حدث في2008 في بناء 300مدرسة حديدية – تصور درجة الحرارة في صيف وباقي فصوله بين 50- 40 درجة مئوية ولم تكتمل فقط أرساء الهياكل وهروب المقاول بملايين الدولارات – 6- تداول وزارتي التربية والتعليم العالي تحت خيمة المحاصصة بين شخصين مختلفين في الآيدولوجية الطائفية بالتأكيد سوف يكون التلاميذ والأساتذة ضحاياهم .7- قلة نسبة الدعم المالي لهذا القطاع المهم . 8- التعليم المهني في المنظومة التعليمية في العراق " أختيارية " مما يجعل الكثير من الطلاب العزوف عن التقديم لهذا الفرع المهم نظراً لرداءة النوعية التعليمية المقدمة فيه وعدم وجود بنية صناعية متكاملة وجادة بحيث تستوعب الخريجين . 9- الفصل بين الجنسين ومن المرحلة الأبتدائية حتى الدرجة السابعة طبق في عام 2005 . 10- الاضطرابات الأمنية والأحتلال الداعشي وتمدده في مناطق واسعة مما أدى إلى التأثير المباشر على العملية التربوية . 11- مشكلة النازحين حيث بلغ آخر أحصائية لهم 6-2 مليون نازح وهذا مما أدى إلى أضطراب العملية التربوية .
حلول متواضعة من مربي قديم
1-أبعاد المؤسسة التربوية من ظاهرة الكتلوية والمحاصصة . 2- تحديث النظم التعليمية . 3- تأهيل المدرس والمعلم وزيادة كفاءته. 4- تحسين طرق التدريس .5- الأهتمام بالبنية التحتية للتعليم .6- أعادة تأهيل 3600 مدرسة و 120 ألف معلم جديد . 7- أصلاح المناهج . 8- توفير مصادر التعليم .9- العمل على أستقدام الكفاءات العلمية المهاجرة بتسهيل معاملاتها من الروتين والبيروقراطية .
مظاهر سلبية مقززة مرفوضة
***{ دور ثالث لأمتحان الطلبة الراسبين}  وهذه الخطيئة التربوية التي أبتكرتها المؤسسة التربوية في العراق وأستفزتني وهزتني من الأعماق لكوني قضيت في هذا الحقل المقدس أكثر من ثلاثين سنة وأفنيت زهرة شبابي فيها وأنا فخوربمشاركتي  ولم أرى في حياتي أحداً سبقنا فيه حتى جزر الواقواق أو جزر القُمرْ ، لأن هناك نصاً علمياً محترماً وهو {لا أكمال بعد الأكمال} لأنّ الطالب الذي لايجتازالدور الأول والثاني يتأكد بأنه من الطلاب الفاشلين والعابثين ، وتبين أنّ وراء هذه الظاهرة المخزية نواب كوسطاء لكسب الأصوات ، أنهُ أمرٌ خطير على مسيرة العملية التربوية وسوف لن نتمكن من أعداد جيل مُعدْ سلفاً إلى الجامعة التي تنتظر تقييم وأعتراف جامعات العالم بها ، وهذا المرض الطفيلي جاءنا من الديمقراطية العرجاء التي جرى فهمها حسب الأهواء الشخصية حيث كثُر المزورون الذين يحملون شهادات مزورة وتولوا مناصب حكومية  وأمسكوا برقاب العباد.
فعلى وزارتي التربية والتعليم أن لاتلبي طموحات الفاسدين وأنْ تلغي فقرة الدور الثالث وكفى اللُهُ المؤمنين شر القتال-----
*** أنتشار المدارس الأهلية وبشكلٍ واسع وكبير ، صحيح أنها موجودة في دول العالم العربي والغربي ولكن ليست بهذ الكم الملفت للنظر ، وهذا يعود إلى أرتفاع الدخل السنوي للفرد العراقي ، وهي بالأساس ملاذ آمن للنجاح المضمون ، وبالتأكيد هذا الأنتشار يعود إلى الهدف الريسي الكسب المادي ليس ألا .
***أنتشار ظاهرة التدريس الخصوصي بشكلٍ واسع لربما يرجع إلى أرتفاع مستوى المعيشة لدى البعض ويكون حتماً صعباً على الطبقات المتوسطة وخاصة ما سمعناه  أنّ سعر تدريس المادة الواحدة العلمية عشرة آلاف دولار أي 13 مليون دينار  للعام الدراسي ، وهذا ما يربك العملية التربوية ويكون الطالب أسير الملازم بأبتعاده عن الكتاب المقرر.
*** السوق السوداء الذي يفتح أبوابهُ قبيل الأمتحانات البكلوريا وينتشر الدلالون والوسطاء والمزورون ببيع بعض من الأسئلة وقد تكون صحيحة لهزالة الكونترول والضبط الأمني وتعود بي الذاكرة إلى سني الخدمة في السبعينات عندما رُشحتْ مع عشرة من زملائي لوضع أسئلة مادة الجغرافية للصفوف المنتهية لقد أحتجزنا لمدة ثلاثة أيام لم يسمح لنا الخروج ألا بعد يوم الأمتحان الساعة العاشرة صباحاً .


 









ز



298
حانت ساعة الغضب للرد على الكونكرس الأمريكي

عبد الجبار نوري/ ستوكهولم – السويد
طلع علينا كونكرس الشرالأمريكي قبل أيامٍ قليلة بعرض ما توصل أليه صقور الحرب مشروعاً يتضمن{ على الحكومة العراقية التعامل مع الأكراد والسنة  "كدولتين" !!! ، مع ملحق تسليح أمريكي للكتلتين بمعزل عن الحكومة الأتحادية } أية صفاقة هذهِ ؟ وأية غطرسة وعنجهيّةٍ ؟ وكأنّ العراق ولاية أمريكية أو منطقة مستعمرة تابعة أليها بالتجاوز على سيادتها وأستقلالها وأرتباطاتها السلمية والدوبلوماسية مع المنظمات العالمية وألتزاماتها القانونية بمواثيق أممية مع دول العالم بتأسيسها قبل 93 عاماً .
والمؤامرة كانت على نار هادئة مستغلة الظروف الصعبة التي يمرُ بها العراق فبدتْ علاماتها  العدوانية مع عراب التقسيم ( جوزيف بايدن ) السناتور الأمريكي في الحزب الديمقراطي ، وهو الذي أيّد بوش في شن الحرب على العراق في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2002  ، وعُرف بمخططهِ السيء الصيت : { تقسيم العراق} إلى ثلاثة كانتونات أو دكاكين ، وعُرضتْ الفكرة على مجلس الشيوخ في 26/ أيلول / 2007 وحصل على 75 صوت مقابل 23 لغرض تمرير المشروع ، وأيد بوش ذلك المشروع وبحرارة مؤكداً بأنهُ خياراً ملحاً لأحتواء الأزمة في العراق ، وتجددت فكرة بايدن بشكل ملفٍ متكامل هذهِ المرة بيد الجنرال ( مارتن ديمبسي) رئيس هيئة الأركان الأمريكية الذي وصل العراق يوم السبت 15-11-2014 في زيارة لم يعلن عنها في حينها لأجراء مباحثات مع أصحاب القرار السياسي والقادة العراقيين حول نيّة واشنطن لأنشاء قواعد عسكرية في العراق بحجة محاربة داعش كذلك هو صاحب فكرة زيادة أعداد الخبراء والمستشاريين في العراق ، وبالتأكيد تعتبر القواعد العسكرية أهانة لسيادة تلك البلدان وسلب كرامتها ولأنها تحصل على الحصانة لجنودها وهي أصلاً شرعنة للأستعمار والأنطلاق من تلك القواعد للأعتداء على الدول المجاورة.
تداعيات التقسيم :1-مشكلة توزيع العائدات النفطية. 2- تداخل الحدود بين تلك الأقاليم . 3- والمشروع يجعل مدينة بغداد الحبيبة مدوّلة ومستقلة دون الأنظمام إلى أية كتلة مما سيؤدي حتماً إلى نشوب نزاعات ومذابح حول من الذي " سيتبغدد " ويفوز بها 4- ومن تداعياتها أنْ لا يبقى للحكومة المركزية أي مبرر وجود ولا أية أهمية طالما هناك ثلاثة حكومات.5- دول الجوار العرب وغير العرب ( السعودية وقطر وعمان وجميع أخوة يوسف الخلايجة وأيران وتركيا ) فهم الشريان المغذي بأموال البترول الضخمة الذي يزيد من الحرائق الطائفية والأثنية .6- الفهم الخاطيء لمفهوم الأقلمة والفيدرالية بالذات وحججهم مثلاً يقارنون العراق بكوسوفو أنها من السذاجة الكبيرة لهذه المقارنة لأختلاف وضع البلدين من النواحي الأقتصادية والأجتماعية والبيئية ، وأنّ جيران كوسوفو الصرب والكروات يريدون تقسيمها، وجيران العراق أيضاً يريدون تقسيمها ما عدا أيران ترفض التقسيم خوفاً من عدوتها اللدودة مجاهدي خلق حينها تتقوى ضمن مناخ السني والكردي .7- سيعطي مشروع الكونكرس دول الجوار فرصة التدخل والسيطرة لحماية أنتماءاتهاالمذهبية والقومية .
أما مقارنتهم العراق بالأمارات فهو غير صحيح بالمرة لأنّ الأمارات أصلاً عبارة عن مئات الجزر وأشبه الجزرالمتناثرة و المتباعدة والمتشظية لذلك جُمعتْ بسبعة أقاليم فيدرالية ، أما العراق فهو متماسك تأريخا وجغرافية منذ آلاف السنين فهذا المشروع الخبيث سوف يمزّق العراق إلى ( دويلات مدن أندلسية ) متناحرة ومتصادمة بأستمرار على الحدود والنفط والمياه .
لذا أنّ مشروع بايدن ومشروع لجنة الأمن العسكري في الكونكرس في تقسيم العراق إلى كوردستان وشيعستان وسنستان مدعومٌ من قبل أسرائيل ، وكان الرهان على سنة 2014 والذي أعتبروه سنة الحسم عندما أشدت التفجيرات النوعية وأقتحام السجون ومراكز الشرطة والجيش وأحتلال داعش للموصل وتكريت وسامراء وأجزاء من ديالى للتأثير على معنويات الرأي العام العراقي وخاصة الذين لهم غاية في عصا موسى .
والذي دفع أمريكا على التحرك السياسي لتقسيم العراق هو قبول ثلثي العراق بالتقسيم الكتلة الكردستانية والكتلة الغربية وبأشارة واضحة ومفضوحة في جلسة البرلمان العراقي 34 ليوم  السبت 2-5 -2015  لطرح رفض مشروع الكونكرس الأمريكي  {أنسحب}  نواب الكتلتين الكردية والسنية من الجلسة  !!!.
فالكتلة الكردية وخاصة الأنفصاليون منهم وبزياراتهم المكوكية إلى واشنطن يطرحون أمام أميركا سيناريو أختيارهم للكونفدرالية بدل الفيدرالية لأنّ الأولى توفر لهم الأنفصال مع حلب حكومة المركز، وطلب تسليح البشمركه بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعدم المرور بحكومة المركز والتحفظ لفوبيا أمتلاك حكومة المركزطائرات أف16 .
أما الكتلة العربية السنية هي الأخرى تتسابق في الأرتماء في أحضان أصحاب القرار في واشنطن متباكين وشاكين الظلم والأضطهاد والتهميش ومطالبين بالأقليم المنفصل وعلى أساس مذهبي وللتذكير أنهم أنفسهم أصحاب منصات الأحتجاج ومناضلي فنادق أربيل وعمان وعرابهم ملك الأردن الطائفي ناكر الجميل الذي يحرض ويشحن الطائفية ويؤوي عتاة المجرمين الشوفينيين والنازيين والذباحه أبطال " هولوكوست " سبايكر. 
تباً لعملاء المحاصصة الذين باعوا العراق بأبخس الأثمان وكسروا رقم الأذلال والخنوع والأستجداء حتى على أبي " رُغال " لأنهُ باع بغداد فقط للمغول ولكنهم فتحوا أبواب 18 محافظة للجزمة الأمريكية وحلفائها الصهيونية والسعودية خسئتم والله المحصلة النهائية { للشعب العراقي } وسوف يقلبها جحيماً يزلزل الأرض تحت أقدام السي آي أي وعملائه ولأنّ ذاكرة التأريخ كتب للشعب العراقي الأرث الثوري في ثورة العشرين والأنتفاضة الآذارية المجيدة وأنتفاضة الجسر وقطار الموت ولكون ساعة الصفر حانت {أما أنْ نكون أو لانكون } وسيبقى عراق الخير والمحبة متوحدا شامخاً ونزهو بعلمهِ ذي الأطياف الجميلة .

فالمجد كل المجد لشهداء الحركة الوطنية العراقية
والعار كل العار للمشاريع التآمرية الأمريكية – الصهيو - سعودية
ويبقى عراق سومر وأكد وبابل وجبال كردستان الشماء والموصل الحدباء والأنبار وصلاح الدين عالياً متوحداً




299
يا بطالة العراق أتحدوا!!!

عبد الجبار نوري/ستوكهولم- السويد
أنا لا أدعوا لآستعمال العنف والتصادم مع السلطات الحاكمة في العراق طالما نحن نعيش مناخاً " ديمقراطياً" فيهِ كل الحريات مكفولة دستورياً ، وبما أنّ ( البطالة ) مستشرية في وطنٍ يعومُ على النفط وبأحتاطي ثاني دولة في العالم بعد السعودية وينتج أكثر من 5-2 مليون برميل يومياً ويتباهى وزير النفط الحكيمي بأنّهُ سوف يضغط على فرملة بنزين الآنتاج كي يصبح الرقم ثلاثة ملايين برميل في اليوم وتقفز الميزانية العراقية إلى 150 مليار دولار وبسبب عشوائية الآقتصاد العراقي والمحاصصة البغيضة والفساد المالي والأداري وليكن ما يكن الرقم يا سيادة وزير المحاصصة فالحصيلة جمهور غفيرٌ من العاطلين  وشعبٌ معدم  ومسحوق فهو: {كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ----- والماء فوق ظهورها محمولُ} فأن كارثة هذا الجهل الأقتصادي زادت من هوة الفارق الطبقي بعد 2003 فطبقة بورجوازية مترفة جداُ وطبقة مسحوقة من العمال والكادحين وجيوش الخريجين ولسنوات ماضية بسبب كثرة الجامعات الحكومية والأهلية والتي تدفع إلى الشارع أفواج العاطلين والذين هم نتاج الخلل التربوي الغير مبرمج  والتي بلغت في السنين الأخيرة إلى أرقامٍ مخيفة وقد تكون قد بلغت تسعة ملايين عاطل عن العمل وهم يعملون (كبطالة مقنعة ).
فيا عاطلي الشعب العراقي "أنّ الحقوق تؤخذ ولا تعطى" فالدستوور كفل لكم التظاهر السلمي والآحتجاج والتجمع وأستعمال وسائل الآعلام الحرة لتبيان الحيف الذي لحق بكم والمطالبة بمنظماتٍ ونقاباتٍ مهنية تدافع عن حقوق الجميع بدون محاصصة ، ولسان حالهم  يرفضهُ عيداً ويترحمون على أبي الطيّب المتنبي وهو يهجو سوء الحال{ عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ} فالمحاصصة وسوء الأستخدام الأمثل لمفرات الأقتصاد العراقي و عدم أخراجهِ من أحاديتهِ والفساد المالي والأداري أغرق البلاد والعباد في خانة الأستجداء (يا محسنين) من صندوق النقد الدولي .
ونسبة البطالة تتصاعد فكانت سنة 2013 – 15 % واليوم في حكومة التوافق والمقبولية نسبة 22 % ونحن في سنة 2015 ، وقد أستنفذت المليارات من الدولارات وقوداُ " للصراع الطائفي " وأذكائها بواسطة سياسي البرلمان وكتلها المتناحرة مما أدى إلى تعميق الخنادق ودخول العراق بحرب أستنزاف طويلة مرسومٌ لهً من قبل المخابرات الأمريكية – الصهيونية – السعودية ودول الخليج للتآمر على التجربة الديمقراطية الحديثة في العراق والأعتماد على الرتل الخامس المتمثل بأعداء الأنسانية وجواسيس المخابرات الأجنبية المدفوعة الثمن من قبل الثروة السعودية وثوار الفنادق في أربيل وعمان حين تكون بوصلتهم تشير إلى الخارج وليس للعراق لذا أصبح الوطن عبارة عن  بقعة خربة ومتخلفة ومفككة الأجزاء آيلة إلى السقوط وحصيلة هذا الأنحطاط هو أنتشار المآتم وزيارة القبور والكآبة وشباب عاطل عن العمل ومصانع مغلوقة والثروات منهوبة ومعروضة لكل من هب ودب وبدون عقاب ومتابعة لغياب الدولة المؤسساتية والرقابة البرلماني.
فيا جيوش العاطلين أتحدوا وأرفضوه كعيد وطالبوا بحقوقكم المغتصبة وأنظروا إلى عمال شيكاغو1886 الذين تظاهروا بصدورهم العارية وبطونهم الخاوية متحدين أساطين كارتلات الحيتان لتحقيق شعار " الساعات المفتوحة " مطالبين تقليصها إلى ثمان ساعات وتوسعت الشعارات والمطالبات بالتخفيف من مشكلة الفقر والبطالة وتحسين أوضاع العمال بقانون الضمان الأجتماعي وقانون ضريبة العمل وجوبهوا بالرصاص والقمع وسميت بمجزرة شيكاغو وسرعان ما أن أنتشرالخبر في عموم أوربا وكندا وأستراليا وإلى روسيا القيصرية عام 1905 والتي كانت الشرارة الأولى في أندلاع ثورة أكتوبر المجيدة 1917  .
المجد والخلود لشهداء الحركة العمالية في العراق وعموم العالم
ولترتفع رايات العاطلين  في وطننا الحبيب عالياً لتحقيق العيش الكريم والغد السعيد .

300
لمحات تحليلية في سيسيولوجية الملوك السبعة
عبد الجبار نوري/ستوكهولم/ السويد
سبعة ملوك للسعودية خلال 83 سنة أي بعدل خيالي 12 سنة في أحتكار" تخت " الدم والغدر والشؤم والحرب والكراهية وأستعمال القوة المفرطة في تجيير المواقف المحلية والأقليمة لصالحها بغياب العقل والمنطق ، فالهياج والصخب والصراعات المريرة خلال دهاليز قبو القصرتمرْ بسرعات خاطفة رهيبة بشكلٍ خافت وبسرية تامة عليها خط أحمر ، ويتسرب خلال الصندوق الأسود أحياناً بعض من هذهِ المؤامرات وسرعان ما أن يخرج الأعلام الموجه في تكذيبهِ ، ويبقى الزيف لامعاً في الأفق لشدة الصراعات المؤطرة بالخيانة وفقدان الثقة حتى بين الأبن وأبيه أو الأخ وأخيه وتنقلب إلى ترجيديا مأساوية كما في أغتيال الملك الثالث فيصل آل سعود على يد أبناء أخيه .
وأصلاً بنيت مملكة الكراهية بالسيف والحديد والنار فالمعارض يُرمى من الطائرة في الربع الخالي ، وكانت الفترة التأسيسية من 1920-إلى 1932 مليئة بالغزوات والحروب ولأكثر من ثلاثين حرباً تسعاً منها مع  المنافس"آل رشيد" في حائل ، وحدث صراعاً في عائلة آل رشيد في 1920 بين محمد أبن الطلال الرشيد وبين عبدالله المتعب أمير حائل الذي خسر المعركة وفرّ إلى الرياض  (دخيلاً) وسرعان ما أستلم الحكم أول ملك في 1932عبد العزيز آل سعود غدر بالدخيل الرشيدي و700 من قبيلته ومريديه وأتباعه نحراً بمكيدة غادرة في سنة 1946 في الرياض وهي أول أشارة على ما يحملهُ  الملك من أضطرابات نفسية مغلفة بالحقد والكراهية .
ومن تحليلات الشخصية الملكية أنّ أغلب السبعة ينتخبون من كبار السن كما يقول المثل الشعبي العراقي (رحم الله من زار أو خفف) فالأول عبد العزيز آل سعود 77 عام والثاني ألأبن سعود أبن عبدالعزيز 67 عام والثالث فيصل 69 عام والرابع فهد 82 عام والخامس خالد 69 عام والسادس عبدالله أبن عبد العزيز 90 عام والسابع الحالي الملك سلمان أبن عبد العزيز 79 عام .
والملاحظة الأخرى الأفراط بالهوس الجنسي الفرويدي الصحراوي ، فكلٌ منهم لم يفوّتْ حقهُ الشرعي من الكتاب والسنة فمثلاً الملك الأول عبد العزيز آل سعود تزوج من أكثر من 38 أمراة وأنجبن أكثر من 70 أبنٍ وأبنةٍ ، وعلى أساس الولد على سرّ أبيه فكلٌ منهم تزوج أربعة للتحالف مع القبائل وتقوية موقفهِ --- والباب مفتوحٌ مشرعنٌ في معاشرة وأيواء عشرات الجواري والسراري ومن ما ملكت أيمنكم فالأفراط في هذا النهج وتقدم العمريسرع بالرحيل وهي مسألة علمية .
والملاحظة البارزة للسبعة الذين حكموا مملكة الكراهية مشغوفون ومهوسون (بالحرب) مثلاً الملك فهد أبن عبد العزيز أصبح عُرّاب البوابة الشرقية في النفخ في الطبل الأجوف صدام إلى أشعال وأستمرار الحرب بين العراق وأيران وهو صاحب المقولة الشهيرة  (منك الرجال ومنا الريال)، وكان للملك الخامس خالد أبن عبد العزيز والسادس عبدالله أبن عبد العزيز دور ماشة نار في تأجيج ما سمّي بالربيع العربي الي أدى إلى تخريب تونس وليبيا ومصر أضافة لدورهما في تقوية القاعدة بالسلاح والمال في أحتلال الموصل وصلاح الدين والأنبار في العراق وأدلب والرّقة في سوريا .
وكان لسوء طالع الملك الجديد سلمان أن ينحر الشعب اليمني الحفاة العراة أصحاب بيوت الصفيح بقنابل النابالم وب180 طائرة ميراج وأف 16 و18 من أحدث الأسلحة الفرنسية والبريطانية والأمريكية تيمناً بأستلام كرسي الدم وظاهر الحال انّ الرجل فاقد للهوية القومية والدينية عندما كان على قمة الأستخبارات السعودية دكت أسرائيل غزه ولمدة 21 يوم والضحايا أكثر من ستة آلاف فلسطيني بين قتيلٍ وجريح ومفقود ماذا كان ردهُ؟ الجواب لدى ذاكرة تأريخ الشعوب المناضلة .
ثمة شكوك ووساوس بأعماقي حول مصداقية ما كتبت وأذا بي أمام كتاب مهم ورهيب غمرني رضاً وقناعة وهو كتاب مملكة الكراهية للكاتب الأمريكي " دور غولد " ترجمة محمد جليد – بيروت – منشورات الجمل 2014 ، ويقع الكتاب ب 446 صفحة جُلّ فصولهِ حول عدوانية السعودية الوهابية وملوكها المصابين بلوثة عقلية ذبذباتها عقدة الكراهية والحقد على المثل والقيم وما توصلت أليها البشرية من أرثٍ حضاري ، يستعرض الكاتب رود حولد قراءة سايكولوجية للسلوك التأريخي للوهابية السعودية بحيث يوصلك إلى أنّ هذهِ الدولة مؤسسة على كراهية دينية تجعل من كل البشر أعداء ، وأنّ هذه العائلة المالكة الحاقدة لن تصمد بدون شرعنتها ببصمة مدرسة محمد عبد الوهاب وأبن تيمية ، وأنّ سمة " الشرك "التي ألصقها الشيخ محمد عبد الوهاب وأتباعه من بعده بكافة السالكين لغير طريقه أنطوت على على سونامي وطوفان تقذف بحممها في تدمير قبور الصحابة وأئمة البقيع وزوجات الرسول ، كما قام أحفادهم في 11-6-2014 في نسف الشواهد والرموز التأريخية في الموصل .





301
يوم المسرح العالمي/خواطر الزمن الجميل في أبجديات "المسرح العراقي
يوم 27 مارس يوافق اليوم العالمي للمسرح بذكراها الثالثة والخمسين ، وكان من أقتراح المعهد الفنلندي للمسرح بأعتبار أنّ الفن المسرحي حصيلة أبداعات الأنسان في نسيجهِ الحضاري ، وٌقُدم الأقتراح إلى المنظمة الأممية المعنية بالحفاظ على الجنس البشري وثقافته فصدرتْ الموافقة بالأحتفال بهذهِ المناسبة الثقافية في 27-3-1962 بأعتبارالمسرح أداة خلاقة للتطور والتقدم ، ومرآة للشعوب عندما تعكس أفكارها وتطلعاتها وأمانيها للتعبير عن أفراحها وجروحها وطموحاتها وتصوراتها خلال تناقضات وأرهاصات الصراع الطبفي ، وهي ثقافة عالمية تبحث عن "التغيير" ، وتنشيط تبادل المعرفة وتعميق التفاهم المتبادل والأسهام في ترسيخ الصداقة بين الشعوب ، ومحاربة كل أشكال التمييز العنصري والسياسي والأجتماعي ، فهو عامل من عوامل البناء النفسي والمعنوي للشخصية البشرية ، وهو المساهم الأكبر في تربية الذوق والأرتقاء بالمشاعر الأنسانية إلى الكمال ، كما أنّ الطاقة لاتفنى فأنّ الفن أيضاً لايفنى بل هو في تجدد مستمر
في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ونحن في عنفوان الشباب وكان يبدو أننا منقسمون في أفكارنا السياسية وحتى " الفنية " ، كما هو اليوم الصراع المرير- ضمن الأسرة العراقية – بين مؤيدي فريق ريال مدريد وبرشلونه ، فرض واقع الحال نموذجين من رواد المسرح الأول /جماعة المسرح الواقعي الجاد والملتزم والهادف الذي يتعامل مع هموم الناس ومشاكلهم اليومية وطموحاتهم وتطلعاتهم في عملية "التغيير" بدافع صيرورة حتمية حركة التأريخ في الصراع الطبقي ، وهذه النخبة من محبي ومريدي هذا النوع من المسرح هم من الشباب المثقف ومعتنقي اليسار التقدمي والعولمة الحداثوية ، والذي يكون فيه بطل المسرحية محور الحكاية التراجيدية على أساس ( أنّ الأنسان أثمن رأسمال ) ، وكان هذا هو الزمن الجميل والعصر الذهبي لهذا النمط الحركي للخشبة المسرحية العراقية بالرغم من الرقيب الملعون صاحب المقص القاطع للجزء الذي لايحلو للحاكم .
والمسرح الثاني/ التجاري الذي يتمحور حول السردية الفكاهية والهزلية ورواد هذا النوع المسرحي هم نفسهم جماعة أفلام الأكشن والمغامرات والرعب والخيالية والأغراء ، وبصراحة أنّ جمهور هذا النمط أوسع والطلب عليه أكثر وتفسيرهً السوسيولوج عند العلامة الدكتور علي الوردي : الحزن والأكتئاب هو السائد على المجتمع العراقي لما مرّ عليه من غزوات وتكبات وفيضانات وأوبئة ودكتاتوريات الحديد والناربحيث جعلتْ الأبتسامة عُملةً صعبةً لذا يشعر باللذة والمتعة في مشاهدة هذا النمط من المسرح للتصريف عن أسقاطاته النفسية .
وأنّ العديد من مؤرخي الثقافة العربية المعاصرة يتعاملون مع ذوقيات المتلقي خلال نوعية المسرحيات التي يحبذها أي أخضعتْ لقانون العرض والطلب مما شجع القطاع الخاص للدخول في مضمار هذا العمل الفني بالمال والترجمة والتأليف فكان حقاً العصر الذهبي بنوعيه الجاد والتجاري ، فكانت سنة 1952 ولادة " فرقة المسرح الفني الحديث " بجهود عباقرة الفن المسرحي العراقي الفنان ( يوسف العاني ) أطال الله عمره والراحل أبراهيم جلال برائعتهم ، الشريعة والخرابة ، آني أمك يا شاكر ، خيط البريسم ، راس الشليلة ، وثُمّ رائعة غائب طعمه فرمان { النخله والجيران } في 1968 التي وازت وطاولت قمة المسرحيات العالمية ، وسنة 1954 تأسست " فرقة المسرح الحر " بجهود المخرج العبقري قاسم محمد وجاسم العبودي ووكارلو هارتيون  وشكري العقيدي فقدمت مسرحية { ثمن الحرية ومسرحية موتى بلا قبور لسارتر ومسرحية البخيل لمولير } ، وسنة 1959 ظهور فرقة 14 تموز بقيادة الفنان أسعد عبد الرزاق وقدمت مسرحية ( الدبخانه ) على المسرح القومي في الكراده وأبطالها وجيه عبد الغني وقاسم الملاك في 1960 ، أما في سنة 1963 ذات الشباط الأسود ألغيت المسارح والفرق المسرحية بأعتبارها في نظر الأنقلابيين قاسمية وشيوعية !!! ، ونصل إلى سنة 1983 وفرقة مسرح بغداد بقيادة خليل الرفاعي والمخرج مقداد سالم وسامي قفطان وراسم الجميلي في مسرحية { الخيط والعصفور } على مسرح المنصور.
 وبعد الألفية الثانية أظلمّ المسرح العراقي وأسدل الستار عليه لأسباب منها :1-جمهورية الخوف كما وصفها الباحث حسن العلوي ، 2- الأحتلال الأمريكي ، 3- الأسلام الراديكالي ، 4- التقنية الحداثوية في عالم اليوتوب والأقراص المدمجة والفضائيات وجيل الآيفون المتطورالذي لعب دوراً كبيراً في أختزال الزمن والجغرافية .
ومن أروع ما طلع به مثقفوالعراق بعد السقوط في 2008 نقلة نوعية للمسرح العراقي من المسرح السياسي للستينيات والسبعينيات القرن الماضي إلى المسرح الكوميدي الهادف والجاد للفرقة القومية العراقية  بعرض عملها المسرحي الجريء لمسرحية { جيب الملك جيبه} للمبدع حيدر منعثر تمثيلاً وأخراجاً وكانت من تأليف الكاتب الرائع علي حسين ، تعكس المسرحية الواقع السياسي المتردي عبر المحاصصة البغيضة وبطريقة ساخرة وكان الأقبال عليه منقطع النظير رغم التفجير الذي سبق العرض الأول للمسرحية وأغلاق قوات الشرطة المنافذ المؤدية إلى المكان فقد حضر المئات في حينها سيراً على الأقدام وأكتظت الصالة بألف متفرج جلوساً ووقوفاً. – وهذا النوع من المسرح شاهد النور في عهد الديمقراطية لحاجتها للمناخ الديمقراطي وهدم حواجز الخوف وثبت أنّ للمسرح الكوميدي الهادف والجاد تأثيراته الفعالة اللاذعة في كشف الفساد الأداري البيروقراطي وهفوات الحكام برمزية كوميدية  ، لذا نستذكر الكاتب المبدع الراحل " عبد الجبار وهبي/ أبو سعيد " الذي كان لهُ عمود يومي في النقد اللاذع الساخرللظواهر السلبية السياسية للحكومة في جريدة { أتحاد الشعب } حينها قال عنهُ الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم{ رصاص رأس القرية ولا تعليقات أبو سعيد }
عبد الجبار نوري---- ستوكهولم - السويد
                         

302
وطني حبيبي--- وفوبيا أنتصاراتهِ!!!
عبد الجبار نوري/ ستوكهولم- السويد
أقسمْ بهويتي وأنتمائي أليك يا عراقيّ الحبيب لمْ أترككَ بطراً ولا أشراً ولم يكن أختياري بل كان " قدري " لأكتوي بالعصر الجليدي لمنافي الغربة ومعاناة الجلد الذاتي في فردوسها السرابي الموهوم والمفقود أصلاً ، ولم يبقى في دفتر ذكرياتي ألا بضعة كلمات مبعثرة متباعدة تجمعها جملة فسفورية مضيئة مفادها { الحنين للوطن } حينها أثار الشاعر " محمود سامي البارودي" شجوني أواراً ولوعة وحسرة :
وكيف أنسى دياراً قد تركتُ بها // أهلاً كراماً لهمْ ودّي وأشفاقي
إذا تذكرتُ أياماًبهمْ سلفتْ // تحدرتْ بغروب الدمع آماقي
فيا بريد الصبا بلّغْ ذوي رحمي// إنّي مُقيمٌ على عهدي وميثاقي

وأستكثر الأعداء على العراق العظيم أنتصاراتهِ الأخيرة في سوح الوغى على يد الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي ومتطوّعي العشائروأبطال البيشمركة في تطهير ديالى من خوارج العصر ، وجبال حمرين ووديانها والسعدية وجلولاء والعظيمْ ، وتحريرتكريت والدور والعلمْ والكرمة وشرق الفلوجة بعشرة أيام قياسية بعد أنْ كان يردد صقور الأمريكان والطغمويون عملاء المخابرات الأمريكية ودول الخليج بأن التحرير لتكريت وحدها يحتاج إلى سنتين !!! ، وهذهِ الأنتصارات المذهلة لقواتنا الباسلة أذهلتْ وأربكتْ أعداء العراق الخارج والداخل في مقدمتهمْ السي- آي- أي والرياض والدوحة وأنقره وعمان وللأسف فنادق أربيل ومطاراتها ، وصُناع تأجيج الفتنة الطائفية دواعش البرلمان ، وكان من أبرز تداعيات هذا المطبْ السياسي هو أصطفاف أعداء العراق لسحب بساط النصر من الجيش العراقي وتجيرهِ عبر مزايدات ( العهر السياسي).
فالعدو الأمريكي ومواقفهُ السلبية ضد الشعوب معروفة وقراءات تلك الشعوب السابقة في العراق وسوريا  وأفغانستان وأيران وفنزويلا وكوبا وأنّ أستراتيجية أمريكا البعيدة والقريبة تقوم على مبدأ ميكافيلي في تحقيق مصلحة أمريكا أولاً، فكان أول الناعقين " الجنرال ديفيد باتريوس " القائد الأمريكي السابق للقوات الأمريكية في العراق ورئيس المخابرات الأمريكية حالياً صرّح في 21 -3 -2015 لصحيفة واشنطن بوست - وهي أوسع صحيفة أنتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية لهُ أثرهُ في تأجيج الشحن الطائفي  – أخطر تصريح مفادهُ : { أنّ الحشد الشعبي - أو ما سماهُ بالميليشات الشيعية المدعومة من أيران – أخطر على العراق والمنطقة من داعش } وكان قبلهُ الجنرال " مارتن ديمبسي " رئيس هيئة الأركان الأمريكية في زيارتهِ للعراق 15-11-2014 وضربهِ على الوتر الطائفي وأبدى تحفظهُ من التقرب الأيراني وأشاع الأحباط بين العراقيين بأعطائهِ سقفاً زمنياً بعيداً للقضاء على داعش ، وحتى منظمة الناتو التي أسطفتْ معهم بقادتها الأكثر تأثيراً بريطانيا وفرنسا وأقليمياً تركيا
 وخطط أعداء العراق التنسيق مع حليفتها السعودية الناقمة على العراق منذُ 2003 ولحد الآن بدون توقف فتارة ترسل عشرات المعتوهين لتفجير أجسادهم النتنة وسط جمهرة بريئة من الخلق أو تدمير البنى التحتية ، وتارة ترسل مليارات الدولارات للعراق لا لأجل مساعدة النازحين وترميم التخريب وتزكي بها جرائمها وحقدها وكراهيتها للشعب العراقي بل لأجل دعم العمليات الأرهابية التي تقوم بها " داعش " حقداً على الأنتصارات التي حققها جيش العراق ، واليوم قامت بتحشيد الفرق العسكرية المدرعة على طول الحدود العر اقية والذي تُرجم على شكل تهديد على لسان خارجيتها ( سعود الفيصل ) : {أنّ التحالف الغربي لن يسمح بتمدد الحشد الشعبي في المنطقة ، وأنّ وجود القادة في ميليشيات الحشد الشعبي في الخطوط الأمامية للمعارك ضد تنظيم داعش يمثّل رسالة واضحة بأنّ المعادلة تغيرتْ وتحولتْ بشكلٍ  كبير لجانبهم ، وهي تمثّلْ ناقوس الخطر بالنسبة لنا و سنتدخل إذا أستمر هذا الوضع } ، ويقصد بهِ هزيمة داعش وخاصة في تكريت ، وقدمت السعودية رشوة 3 مليارات دولار لشراء ذمة وشرف أحمد الطيب ! رئيس الأزهر الشريف ! مقابل تشويه سمعة الحشد الشعبي وفعلاً تمّ ذلك بصدور بيان أستنكار شديد اللهجة مشحوناً بالطائفية المقيتة .
والعدو الأسرائيلي الذي دوماً يتصيّدْ بالماء العكرأبدى مخاوفهُ على لسان رئيس الوزراء الأسرائيلي في خطابهِ أمام الكونكرس الأمريكي في الأسبوع الماضي : { أنّ أيران تسيطر وتهيمن على أربع عواصم عربية بغداد ، دمشق ، بيروت ، صنعاء ، وأن شيعة العراق أمتداد لأيران ، ولذلك لا ينبغي لهُ التمدد والهيمنة على حساب المكونات الأخرى .
أما دوحة قطربأميرها الداعشي فهو " جوكر " ورق اللعبة القذرة الأمريكية – الخليجية حيث كان لهُ حضوراً في جميع الحركات الفوضوية في البلاد العربية والتي سميّتْ ظلماً بالربيع العربي ، واليوم يعتبر العراق كلهُ أرضاً ملتهبة تابعة لأيران وحزب الله بالوقت نفسهُ يقوم بتطبيع العلاقات مع الصديقة أسرائيل !!! { فهو اليوم يقوم بدور الوسيط في فك الحصار عن تكريت وأنقاذ رؤوس بعثية ونقشبندية كبيرة ، لأنّ الجيش والحشد الشعبي والعشائر المساندة تطبق الحصار ب360 درجة على العوحه مركز تكريت ، طبعاً المفاوضات تجري مع من باع نفسهُ للأجنبي من طغمويين ومتآمرين ولصوص مال وقطاع طرق ومن الذين لبسوا عمامة رسول الله وعباءة الدين زوراً وبهتاناً ، ومكان الصفقة المشبوهة { عمان } التي تقوم بدور وظيفي في تلبية ما يملى عليها لأنها دولة فاقدة للمقومات الجيوبوليتيكية( نفط عراقي شحيح ، وماء ناضب ، وأقتصاد منهك ، وتركيبة سكانية غير متوازنة  ، وملوك غرباء ، ولا ينسى العراقيون مواقف حسينهم من الحرب الأيرانية – العراقية ، وموقف عبداللهم الثاني – الذي من المؤكد سيكون الملك الهجيني الغير هاشمي الأخير في السلالة الخبيثة الذي أشعل الطائفية بأطلاق أصطلاح ( الهلال الشيعي على العراق وأيران وسوريا)
وأطلعتُ - تواً وأنا أكتب السطور الأخيرة من المقالة - على وثيقة صادرة من السفارة القطرية في ليبيا بتأريخ 10-9-2012 والتي تدل على التدخل القطري في الشؤون العراقية وتبنيها لمنظمة داعش الأرهابية مفادها { أرسلنا 1800 متطوّعْ من دول المغرب إلى القتال في العراق بعد أتمام تدريبهم في " الزنتان " الليبي ندعوا لأستقبالهم في الميناء }
التوقيع/ نايف عبدالله العمادي /القائم بالأعمال بالأنابة
وأخيراً سوف ينهض الفارس العراقي الأصيل من كبوتهِ ويحرر الموصل بسواعد أبنائه البررة وهذا ما يجري فعلاً على أرض الواقع لا أمريكا ولا حلفائها ولا أيران ولا حزب الله ، لأنّ دماء شباب سبايكر ال1700 لعنة سومرية بابلية تلاحق المحتلين ودواعش البرلمان العراقي ، والملتحين القابعين تحت عباءة الدين --- من أصحاب القرار في حكومة { المقبولية – التوافقية – الأنبطاحية }                             

303
الأسلمة السياسية / وصناعة سنوات الفشل والتدهور
عبد الجبار نوري
الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستُخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام بأعتباره نظاماً سياسياً للحكم ، ويمكن تعريفهً لمجموعةٍ من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الأسلامية التي تستخدمها مجموعة من المسلمين الأصوليين الذين يؤمنون بأنّ الأسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وأنما عبارة عن نظام سياسي وأجتماعي وقانوني وأقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة مثل أيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان والصومال ، وأنّهم يرفضون أي مصطلح سياسي بل يستخدمون عوضاً عنهُ الحكم بالشريعة أو الحاكمية الألاهية ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بطريقة أوبأخرى والأستفراد بهِ وبناء دولة دينية ( ثيوقراطية ) وتطبيق رؤيتها للشريعة الأسلامية ، وجُلْ هذه الحركات في هذه الدول المذكورة أعلاه فشلتْ وتركت الخراب وراءها وذلك لعشوائية برامجها وفوضوية التطبيق لها وتقاطعها مع التيارات اللبرالية والعلمانية التي تؤمن بالتعددية وتوجيه النقد الحاد للأسلمة الحاكمة بأحزابها الشمولية وكذلك أختلافها الشديد في الرؤية المستقبلية في بناء الدولة المؤسساتية .
ولورجعنا بالتأريخ السياسي إلى القرون الوسطى على مساحة الدول الأوربية لوجدنا ليس الأسلام السياسي وحدهُ يحمل جينات التخريب والعبث السياسي بل سيطرة (المسيحية  الكنسية السياسية ) على عموم أوربا المعروفة  "بالتسلط الكنسي" الذي نجح بتأسيس وأعلان نفسها بأنها كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي بقوانينها النافذة وأمتد التأثير على السلطات القضائية وحياة الشعوب في جميع أنحاء أوربا ، فسيطرت الكنيسة على جوانب أجتماعية في الميراث والتعليم والزواج ، وأشاعتْ الجانب الروحي في تقديس الحكم بموجب نظرية "الحق الألاهي " ، وأحتكار الكنيسة لصكوك الغفران وهي نفس أفرازات الجهل والشعوذة في الأسلمة السياسية في تقديسها لولاية الفقيه ، والموت لمن يخرج على الحاكم بأعتباره ولي الأمر، وحصيلة السيطرة الكنسية الكثير من الأصطدامات والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت حتى مجيء مارتن لوثر الذي سفّه معتقدات الكنيسة الكاثوليكية وسمي عهدهُ ( عصر النهضة الأصلاحية البروتستانتية ).
الصحوة الأسلامية / شهد العالم في الثمانينات والتسعينات القرن الماضي مداً دينياً أو ما سميّ بالصحوة الأسلامية ، وشهدت هذهِ الحركات المسماة "بالأسلام السياسي" نشاطاً مؤثراً في تلك الفترة ، ويعتقد بعض المحللين السياسيين بأنّ هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا النشاط مثل : 1- فشل القوميون العرب والتيارات اليسارية والشيوعية في أي تقدم ملموس في الواقع الأقتصادي المتردي في الكثير من الدول العربية . 2- قيام الجمهورية الأسلامية في أيران 1979 وقيامها بتصدير الثورة والتشيّع إلى المناطق الأسلامية . 3- أستلام الحزب الشيوعي الأفغاني السلطة في أفغانستان مما أثار صراعاً بين الكتلتين العظيمتين أمريكا والروس . 4- صعود محمد ضياء الحق إلى السلطة في الباكستان على أثر أنقلاب عسكري 1977-1988 ضد حكومة ذوالفقارعلي بوتو وأيدهُ الأسلاميون . 5- حرب الخليج الأولى والثانية . 6- التوتر بين السعودية وأيران المبني على التخوف السعودي من أنتشار الفكر الأيراني مما دفع السعودية على اعتماد أستراتيجية بديلة في منافستها لأيران بتقديم الدعم المالي واللوجستي للمدارس الدينية المتطرفة التي تحمل الفكر الوهابي مثل طالبان وميليشيات البوسنة والهرسك .7- وفي التسعينات أخذت حركات الأسلام السياسي طابعاً عنيفاً في الأصطدام بالخصوم السياسيين ومن أبرز هذه الأحداث هي صعود حركة طالبان إلى السلطة  في أفغانستان في تشكيل كيان سياسي وجغرافي والذي أصبح ملاذاً آمناً ونقطة أنطلاق لجماعات ( الأسلام السياسي ) ومن أبرزهم تنظيم القاعدة بزعامة أسامه أبن لادن ، وحزب العدالة والتنمية في تركيا ذو التوجه الأسلامي المحافظ بزعامة رجب طيب أردوغان بالفوز البرلماني بالأغلبية .8- أحداث سبتمبر 2001 والتي هي أنقلاب السحر على الساحر عندما ثارت ثائرة أمريكا وأندفعت إلى أسقاط حكومة طالبان في أفغانستان وأحتلال العراق وأسقاط نظام صدام  في 2003 .
ومن مظاهرالصحوة الأسلامية /1- نشطت الحركات الأسلامية منذ عام 1970 في بث الروح في الجسد الأسلام السياسي ، ومن الأمثلة على نجاح دعاتها هو زيادة الحضور في الحج إلى مكة المكرمة ، والذي نمى من 90000 حاج عام 1926 إلى 2 مليون حاج عام 1970 .2- تأسيس صندوق تدفقتْ منهُ مليارات الدولارات من السعودية لتمويل الكتب الأسلامية ، والمنح الدراسية ، وبناء المساجد ،في جميع أنحاء العالم .3-أعتماد العنف والترهيب والهجوم المسلح والتفخيخ والتفجيرات وتكفير المسلمين وغير المسلمين والأقليات الدينية وفوز الأخوان في  الأنتخابات المصيرية بقيادة " مرسي" .4-وفي 2013 حصل أتحاد بين القاعدة وجبهة النصرة وتكوين " داعش " الذي هو مختصر الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام والتي أصبحت قوّة عسكرية ممولة من دول الخليج النفطية وبتأييد من المخابرات الأمريكية التي تنفذ مطاليب أسرائيل .5-ومن مظاهرالصحوة الدينية في العراق وجدت أحزاب الأسلام السياسي المتشكلة من ( الأخوة الأعداء) بعد 2013 أرضاً خصبة لنموهما وتوسعها وصعودها للسلطة بأتباعها أسلوب " الأنتخابات " وكان نصيب العراق من { الأسلمة السياسية} الخراب والدمار وأشاعة الفوضى السياسية وغياب دولة المؤسسات وديمقراطية عرجاء تخضع لمبدأ " المحاصصة " البغيضة والفساد المالي والأداري وبميزانية فلكية تقدر ب110 مليار دولار ولأكثر من عشرة سنوات والحصيلة وصّلوا العراق لعجز مالي يقدر ب30 مليار دولار وضعف المؤسسة الأمنية  وفلتان أمني وفقدان الأنتماء للعراق مما تعرض { للأحتلال الداعشي} الذي مزّق العراق شعباً وحضارة وتراثاً ---- وكان اللهُ في عون العرق المبتلى منذ تأسيسه !!! .
السويد 23-3-201

 

304
شيخ الأزهر "الطيّبْ"/شرب طُعُمْ التضليل
عبد الجبار نوري
الأزهر أنّهُ الصرح الديني الثقافي العريق الذي أسسهُ " جوهر الصقلي " بأمرٍ من الخليفة الفاطمي عام 358 هج/969 م ، وعلى مدى أكثر من ألف سنة سلك الأزهر الوسطية والأعتدال الذي سار عليه عموم المسلمين في العالم على العكس من المدرسة الوهابية المتطرفة والمتحجرة التي غيّرتْ مسار المباديء الأصلية للدين الأسلامي ، والذين سبقوا هذا " الطيب " !! في قيادة الأزهر هم شخصيات ورجال وجهوا هذا الصرح العلمي والحضاري والديني إلى الكمال ونشر الوحدة والتآلف والتأكيد على المقتربات والمشتركات بين المذاهب الأسلامية ، وتقوية أواصر الصلة بين الديانات السماوية الأخرى مثل : أبراهيم الباجوري وسليم البشري ومحمود شلتوت ممن كانوا المثال والقدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فكسبوا حب الناس وتأييدهم ، وشتان بين مسؤول الأزهر السابق " سليم البشري " ، الذي لم تتمكن المخابرات الوهابية من أختراقهِ حيث لم يساوم على دينهِ وشرفهِ ونطق كلمة الحق في الحشد الشعبي قال حينها { أنهُ جيش الوطن الذي هب يدافع عن العرض والأرض والمال والنفس } عكس أحمد الطيب الذي خان الوظيفة الأزهرية وعمل سمساراً لدى الوهابية .
ومن مؤسسة دينية عُرفتْ بالأعتدال اليوم تقع في عهد رئيسها " أحمد الطيب " في وحل الطائفية وتفريق الصفوف والأنجرار وراء الشائعات ، فأصدر في 11 آذار بيانهُ الأهوج والذي لم يحسب تداعياتهِ الخطيرة في تصديع العلاقات المصرية – العراقية والذي هو نفسهُ صرّح في شباط الماضي من هذهِ السنة ( أنهُ يصرُ على تقوية العلاقات المصرية – العراقية ، فليس هناك خلاف حول طبيعة المعركة فالعدو واحد هو " داعش "--- وهو خارج عن الملّة ) وفي 11 آذار الحالي أصدر الأزهر الشريف بياناً مذيلاً باسمهِ أقتطف منهُ{ --- يتابع الأزهر الشريف ببالغ القلق ما ترتكبهُ ما تسمى بميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المتحالفة مع الجيش العراقي ، من ذبحٍ وأعتداءٍ بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لا ينتمون إلى داعش أو غيرها من التنظيمات الأرهابية ، ويؤكد الأزهر الشريف أدانتهُ الشديدة لما ترتكبهُ هذه الميليشيات المتطرفة من جرائم بربرية نكراء في مناطق السُنّة التي بدأت القوات العراقية السيطرة عليها ، خاصة في تكريت والأنبار وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنية ، وحرق مساجدهم ،وقتل أطفالهم ونسائهم بدمٍ بارد ، بدعوى محاربة داعش ، فهو جريمة وحشية يندى لها حبين الأنسانية جمعاء --- ألخ--- الخ !!! .
وأتضحت الصورة بجلاء لأنّ الرجل معروف ومفضوح بأرتباطاته السريّة بمؤسسات الأفتاء السعودية ، والذي أكدهُ الدكتور البرادعي – وهو في صف المعارضة المؤيدة لنظام الأخونة – صرح بالحرف الواحد { الأزهر حصل على 3 مليار دولار من السعودية للطعن بقوات  الحشد الشعبي } والمنحة السعودية متوقفة لحين أصدار الأحتجاج من الأزهر الشريييييف !!! وعلى لسان "طيبها ".
والعداء السعودي للعراق بدأ منذ 2003 وهي سخية في كرمها تارة ترسل المليارات لأدامة سخونة الشحن الطائفي وتارة أخرى توفد الينا عشرات الآلاف من الأنتحاريين لحصد رؤوس المساكين بدمٍ بارد وهدم البنى التحتية على رؤوس الأبرياء ، وأخرى فتاواها المضللة في تكفير المسلمين وغير المسلمين وسبي نسائهم ، ولعبت السعودية وقرينتها شيطانة السوء "قطر" في الدعم اللوجستي والعسكري من عدة وعتاد إلى  عصابات داعش في أجتياح العراق ، ومقابل ثلاثة مليارات الرشوة والأبتزاز السعودي تحت أول أمضاء من الملك الجديد في لحظة صحو زهايمري ، وجاء بيان " أحمد الطيب " أستجابة لطلب الرياض والأزمة المالية تضيّق الخناق على الأقتصاد المصري المتهالك وهو الأبتزاز بعينهِ ولكن هذه المرة ليس من طرف سياسي بل  من طرف مرجعية أسلامية دينية تشتهر بالأعتدال لعبت دور الوسيط المتلبس بالخطيئة والسوء والرذيلة المرفوضة دينياً وأسلامياً وأخلاقياً .
أذ كان  الأجدرعلى الأزهر أنْ يعتمد في بياناته الرسمية على معلوماتٍ موثّقة وليس على شائعات مغرضة يرددها عدد من علماءالتخريب وأشباه رجالات السوء شذاذ أفاق ، لقطاء نفط ، سماسرة باعوا أسرار وطنهم وشرفهم بأبخس الأثمان فهم فقدوا أنتسابهم وولائهم لحاضر العراق ومستقبلهِ وهم يحملون رايات تأجيج الفتنة الطائفية ينعقون ليل نهار من فنادق واشنطن وعمان والرياض والدوحه وأسطنبول وأربيل .
لو ناقشنا البيان من وجهة نظر دينية شرعية : كيف تبيّن لهُ هذهِ المجازر والمذابح ؟ التي أستقاها من مغرضين ومطرودين ومطلوبين للقضاء العراقي بجرائم جنائية وأثارة العنف الطائفي ونسيّ الآية { يا أيها الذين آمنوا أنْ جاءكم فاسقٌ بنباْ فتبينوا أنْ تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا غلى ما فعلتم نادمين } ثُمّ أين شهود  العدول التقاة ؟ وجلهم من سراق المال العام ومطلوبي دماء وضباط الحرس الجمهوري وفدائيّ صدام ونقشبنديين تابعين لداعش ، وأين الوثائق والأدلة الدامغة لقطع الشك ؟ وكلُ ما في الأمر ما سمعهُ الأزهر وقرأهُ وما أرسل أليه  من فضائيات العهر السياسي المنتشر في داخل العراق وخارجهِ تحت خيمة الديمقراطية العرجاء .
نعم تحصل خروقات فردية  لا تعمم على الكل ولا تقاس عليها وحصلت في جميع جيوش العالم .
السبب في بيان الأزهر/ الأنتصارات العظيمة للجيش العراقي والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر وخاصة دخول " تكريت " خلال عشرة أيام وهي القلعة الحصينة لعشيرة صدام والنقشبندية الأرهابية المتحالفة مع بقايا البعث مما أقلقت المخابرات الأمريكية وخلايجة نفط السوء وعلى رأسهم السعودية وقطر، فنشرت صحيفة ميدل أيست أونلاين تصريحات لرئيس هيئة الأركان الأمريكية (مارتن ديمبسي ) معبراً عن قلقهِ بشأن الكيفية التي سيتم بها معاملة  (السنة ) ، وهدفهُ تهميش الأنتصار وسحب الأنظارإلى نقطة طائفية لتنطلق منها أبوق السوء للحط من مكانة المتطوعين والجيش العراقي والحشد الشعبي ، ولعبة ديمبسي لعبة ماكرة يضلل بها الرأي العام الأمريكي الذي يستغرب كيف تمكن العراقيون من هذا النصر؟ بقليل من الأيام بينما ولأكثر من سبعة أشهر وأمريكا تتخبط بفشل عسكري وسياسي ذريع ، وعندها أوعزت إلى حليفتها النفطية في أستعمال سلاح ( المال ) مع النفوس الضعيفة في أصدار البان الغير شريف بلسان أحمد الغير نظيف . 
أخيراً// وللأسف الشديد أن تفقد المؤسسة الدينية شرعيتها عندما تكون مرآت للمؤسسة السياسية ، وأجاد ( لينين ) في هذا المجال بقوله : " نحنُ نعرف حق المعرفة أنّ رجال الدين والأثرياء يخاطبوننا بأسم الدين ألا  { ليستغلونا } وعلى كل حال حدث ماحدث ، فعلى حكومتنا العراقية أستعمال الدبلوماسية في غلق الملف ونحن في حرب ضروس مع داعش ، وصعبٌ علينا فتح جبهات جانبية وخصوصا أهمية جمهورية مصر وحكومة ما بعد الأخوان ووزنها في المحافل الدولية ثُمّ بيننا مشتركات آنية ونحن نقاتل داعش في تكريت والأنبار والموصل ومصر تقاتل نفس العدو في سيناء وحتى في القاهرة ، وحصلنا على أصوات تأييد وشجب للبيان الأزهري من داخل مصر وكان لصوت الأعلامي الشريف " عمرو أديب "الذي شنّ هجوماً حاداً على شيخ الأزهر أحمد الطيب ووكيلهُ عباس شومان خلال برنامجهِ المذاع على فضائية ( اليوم ) ، واليوم 18-3 أستدعى العراق السفير المصري حول تفسير بيان الأزهروبمضمون أحتجاجي عراقي ، وسمعت أن مراجعنا الدينية وعلى رأسهم بشير النجفي أتصل بالدكتور أحمد النظيف لتلطيف الجو وأرسل أليه فديو صور موثقة في أختلاط الدم الشيعي والسني في معارك الشرف ضد داعش مغتصب الأرض والعرض ، وصور أخرى تجمع الطيف العراقي في خندق واحد وهم ياكلون في ( قصعة ) واحدةٍ ---- وكفى اللهُ المؤمنين شر القتال .
السويد / 18-3-2015
،

305
الرّيّسْ----- ونقطة نظام !!!
عبد الجبار نوري
سيدي رئيس الجمهورية العراقية الدكتور " فؤاد معصوم " أكن لشخصك الكريم فائق الأحترام من خلال تأريخك النضالي بحلقاتها الزمنية المعقدة والصعبة الطويلة على مساحة تضاريس جبالنا الشماء لشمالنا الحبيب ، وحضور صوتك في المحافل الدولية ضد الدكتاتورية التي تسلطت على شعبنا في غفلة من الزمن الغادر ، لقد أستغرب الجميع وتساءل : كيف يستقبل رئيسنا لمطلوب للقضاء العراقي المدعو ( رافع الرافعي ) يوم الجمعة 6/3/2015 مثل هكذا كذاب أشر ، يكيل ليل نهار الأتهامات الطائفية الحاقدة على فئة واسعة من النسيج العراقي مرةً يصفها بالتبعة الأيرانية ، وأخرى مجوسية وصفوية ، وأنّ الجيش العراقي ليس عراقياً بل أيرانياً ، وداعش أفضل من ميليشة الحشد الشعبي البربري ، وكيف يسمح أخوة المصيرفي الأقليم تواجد هذا المعتوه على أراضيه المروية بدماء العراقيين أيام المحن ؟ لكي ينفث سمومهُ الطائفية في أثارة العنف الطائفي وتمزيق النسيج الأجتماعي ، فهو رأس الفتنة في الأجتماعات المشبوهة ضد العراق في عمان وأسطنبول وأربيل ، يستجدي النجدة من السعودية في التدخل و تحريك ( درع الجزيرة) العدوانية السيئة الصيت ولقاءات مكوكية لأسياده الأمريكان المحتلين للعراق لأبادة الجيش الصفوي ، وهو الذي اطلق صفة ( ثورة العشائر) على برابرة العصر " الدواعش " وحذّر الجيش العراقي من دخول تكريت ويصفها بأنّها عملية صفوية ميليشياوية بقيادة أيران وحسن نصرالله زوراً وبهتاناً ، وللحقيقة والتأريخ لم نجدك منحازاً لقوميتك ، ولكننا نتساءل عن مصير المادة الدستورية ( 67 ) التي تخصك بالذات ياسيادة الريس وأقسمت عليها ، وأستقبالك لهُ يوم الجمعة6 -3-2015 في مكتبك أربيل المطلوب للقضاء بتهمة التحريض وأشعال العنف الطائفي حسب المادة 4 أرهاب ، كان الفروض أنْ { لا يتمْ } هذا اللقاء الخطير و شاء قدرنا العراقي الحزين أن يحدث هذا اللقاء الأستفزازي  من باب حسن النيّة في مسألة المصالحة الوطنية ويحضرني في هذهِ المقابلة الحرجة والحمالة أوجه مثل حكيم  (الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنيات الحسنة ) وحسب قناعة شعبنا أنّ فكرة المصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين خط أحمر ، وأعتقد أنّ اللقاء كان من بنات أفكار مستشاريك الكُثر- وضخامة عدد المستشارين للرئاسات بدعة حداثوية جاءت بعد السقوط - ويا سيادة الريس وأنت أعلى  مسؤول في هرم السلطة التنفيذية  وهو أعلى منصب أداري في الهيكل الحكومي للدولة العراقية ، وذلك في الدستور الذي ينصُ في مادتهِ 67 { رئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن ، يمثّلْ سيادة البلاد ويسهر على ضمان الألتزام بالدستور ، والمحافظة على أستقلال العراق ، وسيادتهِ ، ووحدتهِ } فالذي قابلتهُ عود الثقاب الذي  أِشعل برميل البارود داخل خيمة الفتنة الطائفية المقيتة ومن منصة الأعتصام ولأكثر من سنتين يرفض جميع الحلول والذي يرضيه فقط هو { الأجهاز على النظام الديمقراطي المؤسساتي ، وتسليم العراق إلى أجنداتهِ المرتبطة بهِ في الرياض وعمان وأسطنبول ، والقاصي والداني يعلم ما الذي كانت تخفي خيمة التحدي في أسقاط هيبة الحكومة عندما نُصِبتْ على الطريق الدولي وأتساءل يا سيادة الرئيس أي دويلة في العالم ترضى بهذا التحدي الوقح ؟ ، وأكد لك – وأنت الأعلم – بأنّ هذه المنصات فتحت أبواب جهنم على البلاد  وساعدتْ أرهابيّ داعش بشكلٍ مقصود ومبيّتْ  في نكبة حزيران الموصلية في أحتلال داعش لثلث مساحة وطننا الحبيب في 10-6-2014 ألا يكفي أنْ تكون وثيقة أجرامٍ دامغة للذي يدعي الزهد زوراً وبهتاناً لذا أسمح لي مع شديد الأعتذار لكونك من رموزنا السياسية : أنّ لقاؤك برافع الرافعي هو{{ أغتيال للحقائق والأستهزاء بالضحيّة وتكريم الجلاد}}
السويد / 15-3-2015







306
بغداد حبيبتي/ هل صحيح انت أسوأ مدينة ؟
عبد الجبار نوري
لم أودع حبيبتي بغداد قبل عشرة سنوات لأعتقادي بأنّ الوداع يعني الرحيل السرمدي فلا بدّ اللقاء فتلك سمات وعلامات الحب العذري والعشق الصوفي المفضوح بدموعٍ غير أرادية ، وهي توأم روحي بل أني وأياها توأم ( سيام)حين نرتبط بمشيمة موحدة منذ الطفولة البريئة ، وطيش الشباب ، فيها ملاعب صباي ، ورفاقي وأصدقائي ، ولأوكسجين أزقتها الحلوة  النقية أنعاشاً لحواسي المتعبة ، وتحية أجلال لشاعر الياسمين " نزار قباني " حين تغزّل بها : عيناك يا بغداد منذُ طفولتي شمسان نائمتان في أهدابي ، وصباحات( فيروزية ) بغدادية بعذوبة نسيمها العليل :بغداد والشعراء والصورُ ذهب الزمان وضوعهُ العطرُ، وكوكب الشرق أم كلثوم :بغداد يا قلعة الأسود ، وجميع مظاهرها المدنية والحضارية تسلب اللب وتأسر الأحساس حين يقول الجواهري في دجلتها الرقراقة :.يا دجلة الخير يا نبعاً أفارقهُ/ على الكراهة بين الحين والحينِ.أنّي وردتُ عيون الماء صافيةً/ نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني .  يا دجلة الخير يا أطياف ساحرة / يا خمر خابيةٍ في ظلِ عرجونِ. ياأمّ بغداد من ظرفٍ ومن غنجٍ/ مشى التبغددُ حتى في الدهاقينِ .  وباقة ورد على ضريح شاعر العذارى (علي أبن الجهم) عندما تغنى بجانبيها الرصافة والكرخ :عيون المها بين الرصافة والجسر// جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري. أعدن لي الشوق القديم ولم أكن // سلوتُ ولكن زدتُ جمراً على جمرِ. وبتنا على رغم الوشاة كأننا // خليطان من ماء الغمام والخمرِ .
هل أنا في حلم أم علم؟؟ لماذ ؟ وكيف ؟ وضعوك كأسوأ مدن المعيشة  في العالم وكان أسمك للكون منارة وللعلم شمسٌ وعنوان ، وأنت أمّ الدنيا لم تخلواقصيدة من اسمك ، فلم يبرزعالم ألا ونهل من نهر علمكِ وبحر خيركِ ، بغداد كانت جنة وكانت (دبي)  صحراء قاحلة ، العلم والكتاب كان رمز بغداد فأنجبتْ العظماء والعلماء( القاهرة تؤلّفْ ـ وبيروت تطبعْ وبغداد تقرأ ) كانت بغداد هي المدْ بدون جزر وهي البدر بدون محاقْ وكانت بغداد هي المن والسلوى تلك هي بغداد التي عشقتها دوماً وأبداً وهكذا تركتها واليوم هل يصدق العقل أنّها نفس بغداد لا--- لا—أنها مدينة الكواتم والمتفجرات والمفخخات وميليشات وقوانين مشلولة فشاع الموت والذبح والخطف والأنفلات الأمني والنهب الملياري للمال العام حين يكون القانون مشولاً والعقوبة خفيفة غير رادعة تخضع للديمقراطية العرجاء والرشوة والمحسوبية والمنسوبية بقيادة حكومة ضعيفة هزيلة تشكلت بالمقبولية والتوافقية الأنبطاحية ، ولأيبولا المحاصصة وتحولت إلى  مدينة أشباح ، والأزبال والأوساخ والشوارع المحاصرة بالحواجز الكونكريتية ، أنظر إلى معالمها وشواخصها ومجد عزها التأريخي التليد وعصورها الذهبية---- وهذا بعض ما يحضرني من شواخصها ومعالمها الحضارية التي تركت بصماتها في الأرث الفني للبشرية : 
معالم بغداد/ مدينة بابل التأريخية ، والحضر ، وآشور والنمرود ، شارع الرشيد ، نصب الحرية ، شارع المتنبي ومقهى الشاهبندر، تمثال الرصافي ، مدينة الألعاب ، شارع فلسطين ، اليرموك ، المنصور ، ملعب الشعب ، لكشافه الشورجه ، الشواكه ، سوق حماده ، الكرادة ، القشله ، جامع مرجان ، المدرسة المستنصرية ، جامع الخلفاء ، الحضرة الكاظمية  ،جامع الأمام الأعظم ، مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ، المحطة العالمية ، تمثال كهرمانه ، جزيرة بغداد السياحية ، المكتبة المركزية ، مكتبة بيت الحكمة ، والجسر المعلق ، آه يابغداد كم أنت رائعة ؟ وقد قال فيك المؤرخون أمثال الخطيب البغدادي( مؤرخ بغداد) : لم يكن لبغداد نظير في جلالة قدرها وفخامة أمرها وكثرة علمائها وأعلامها ، وطيب هوائها  وعذوبة مائها ، وبرد ظلالها وأفيائها وأعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها }
وأخيراً // عمّتْ فرحة كبيرة في أوساط نساء العراق بتسلم الدكتوره المهندسة ( ذكرى محمد جابر علوش ) من خارج نغطية المحاصصة منصب أمينة بغداد ، وهي أول أمرأة تتقلد هذا المنصب في تأريخ بغداد --- نتوسم فيها كل الخير ولتثبت للعالم بأنّ المرأة العراقية جديرة وكفوءة ومناضلة ودؤوبة أن تعيد الحياة لمدينتنا الحبية تلك الشجرة التي تموت وهي واقفة ، برفع التجاوزات ، وأستنساخ تجارب التنظيف للشركات الأجنبية كما في دول العالم المتحضره  .
 ويا سيدتي وأنت المهندسة تعلمين أنّ جغرافية المدن في كل العالم تخضع لقوانين وضوابط صحية وبيئية وعرفية أجتماعية  وحضارية في تقسيماتها البلدية ، أنا لا أطمح أنْ تكون بمستوى المدن الأوربية لأنه حلمٌ طوباوي غير واقعي غير مسموح لنا أنْ نحلم بهِ ونتمناه لأنّ  "التمني رأس مال المفلس " حيث وجدتُ : 1-فوضى الأرصفة ألمكتظة بالباعة المتجولين ، وبعرض جميع أنواع البضاعة المتضاربة أحياناً الفواكه والخضر ألى جانب الأحذية والنعل والملابس ألى جانب بيع الأسماك والكل يروّج لبضاعتهِ بمكبرات الصوت ، أو بمسجلات الصوت وهي ظاهرة غير حضارية يا سيادة الأمينة . 2- والغريب أنّ بعض الأرصفة بنيت عليها أكشاك ثابتة حديد وأسمنت ، أليست هذهِ فوضى ؟ . 3- وجدتُ – وأنا شاهد عيان – مطاعم على الأرصفة لتقديم السمك المسكوف --- والله عيب !!! .4- السيارات مركونة بعشوائية حينها يمكن وضع السيارات المفخخة بينها ( وهنا تسكب العبرات ) وهي سبب حصد الآلاف من الأبرياء وتخريب البنى التحتية وهي أشارة ألى الجهد الأمني لوضع قوانين رادعة وصارمة على المخالف. 5- فوضى سير السيارات بدون وجود الأشارات الضوئية ، وأنْ وُجِدَتْ لاتحترم لغياب العقاب وأنا لا أدعو ألى محاربة الباعة المتجولين لربما يكونون من جيش العاطلين ، ولا ألى قطع الأرزاق ، ولكن ألى تنظيم المدينة ببناء أسواق خاصة لبيع البضاعة ، وتخصيص مرئاب خاص للسيارات لكل منطقة ، وتكملة الأشارات الضوئية في المدينة ، ولبس حزام الأمان وأقتناء مطفأة الحريق وتاير سبير وهذهِ شروط الأمان حيث كنا مجبورين عليها في العهد العصملي !!! ) 6- العقوبة والثواب : تطبيق قوانين صارمة ورادعة للمخالف لكل هذهِ الفقرات السلبية المذكورة وتكريم أحسن مواطن ---- ولك التوفيق والله من وراء القصد .
السويد/ 11-3-2015   



307
قمرمن زهر "الأوركيد" للمرأة في عيدها
عبد الجبار نوري
مقدمه/
أكثر من قرنٍ ونيّفْ والمرأةُ تبحث عن هويتها وحريتها وفك قيودها من المجتمع الذكوري لأنّها أستوعبتْ فلسفة كينونة التأريخ { أنّ الحرية تؤخذ ولا تعطى }  ففي الثامن من آذار وقبل 150 عام  أشرقتْ  شمس الحرية  والأنعتاق " للمرأة " التي تعتبر شريحة مهمة مكملة للمجتمع ، فللأم والزوجة والأخت والأبنة والحبيبة أهدي " زهرة الأوركيد " /1 .
ويقول العم ماركس : تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة ، ويقول " لينين " : إذا أردت أنْ تعرف تقدم مجتمعٍ ما فأنظر إلى وضع المرأة ، وأنّ هذا المكوّن اللطيف والذي يشكل نصف المجتمع خارج التغطيه الحضارية ، وينزوي ترتيبها الطبقي مساوياً للموجودات السلعية والخدمية لمجتمع الذكوري ، ونفتخرو(بفتل شواربنا) بأنْ جذورها التأريخية غُرستْ في جاهليتنا حين كان سلفنا الغير صالح يدسُ أبنتهُ في التراب والهروب إلى الأمام من فوبيا العار الموهوم ، والغريب في الأزدواجية السوسيولوجية القبلية للبدوي أنهُ يقرْ ويشرعن دونية سبي النساء في الغزوات ، فالمرأة تعاني اليوم الأزدراء من المجتمع الذكوري في الوطن العربي والعراق ولأنّ جيناتهِ ملوّثة بفايروسات التقاليد والأعراف القبلية بأزدواجية عدوانية تترجم للواقع عندما تتقاطع مع الأنا ، وعندها يكون قول نزار قباني واقعياً { لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية } والحالة البائسة لهذه المخلوقة المبتلات بنا  نرى : * جهاد المناكحة/ الذي يعتبر أعتداءً صارخاً على كرامة المرأة ووجودها ، بل أقوى صفعة وُجِهتْ لها لحد الآن " عندما تُزوّج بالتكبير لعدة مرات باليوم ، أهذه هي جزاء المرأة التي نجحت في تكملة " النظرية الذرية "، وقادت الطائرات ، ووضعت النظريات في الفن والرياضيات والفيزياء ، وأبدعت في الفنون التشكيلية ونظم الشعر، وقادتْ المظاهرات ضد الدكتاتوريات الغاشمة وقدمت تضحيات جسيمة أستشهاداً وأعتقالاً وسجناً وتشريداً من خلال بصماتها في ذاكرة الأنتفاضات العراقية . * السبي/أنّ التنظيم الأرهابي أستغل النساء لتحقيق أهدافهِ من خلال تفسيرات خاظئة لمفهوم الجهاد في الأسلام ، بالوقت الذي سقط عنها الجهاد شرعاً ، بيد أنّ فتاوى الظلالة والتكفير والآراء الشاذة والمتشددة من علماء السوء السعوديين المرتبطين بشواذ التأريخ الوهابي وأبن تيميه ولغاياتٍ دنيوية أحلوا سبي نساء الكفار ( المسلمون الشيعة والمسيحييون والأيزيديون والصابئة والشبك ) حسب تصريح مفتي الظلالة وعلى موقع التويتر ( صالح الفوران )  وهو يشغل منصب عضو اللجنة الدائمة للأفتاء ، وعضو كبار العلماء : أنّ الأسلام لم يحرم سبي النساء معتبراً أنّ من يقول بتحريم السبي " جاهل وملحد "  وقد سبت داعش أكثر من 5 آلاف من الشرائح المذكورة ، وأخضعتهنّ للتعنيف النفسي والتعذيب الجسدي والأغتصاب والأذلال والعبودية على أعتبار المسبية هي أسيرة فيحق عند ذلك التصرف بها كعرضها للبيع في أسواق " النخاسة " حيث نُصِبتْ دكات البيع في أسواق الموصل وبدأ المزاد ب5 آلاف دينار أي ما يعادل أربعة دولارات ---- يا لرخص المرأة العراقية بالوقت الذي تعتبر في الدول الأسكندنافية ( الكافرة ) الأنسانة الثانية المقدسة بعد الطفل !!! .
أضافة إلى ما تعاني المرأة وخاصة في المناطق الساخنة التي تحت سيطرة الأرهابيين عسكريا أو آيديلوجياً في العراق وسوريا والسعودية وأفغانستان وشمال أفريقيا واليمن والصومال وأريتريا وبوكو حرام من هذه المظاهر السلبية المعيبة والمذلة للمرأة { مثل : ختان البنات واتي تسبب لها تشوّه جسدي ونفسي ، بالوقت الذي ليس لهُ علاقة بالدين فهي عادة وثنية فرعونية ، تأجير الأرحام للحصول على الأم البديل ، الصمت على جرائم الشرف وتخفيف العقوبة على الجاني ، مصادرة حق المرأة العربية في جنسيتها لأبنائها وزوجها لأنها تحت النص الديني والنظام الرأسمالي ، واجهت تهميشاً من الأسلمة السياسية والعادات والتقاليد العشائرية . وفي العراق اليوم محاولات للألتفاف على قانون رقم 88 ىلسنة 1959 بالرغم من بعض نواقصهِ . تعرّض الأعراس لهجمات المسلحين مما جعلها أن تجري المراسيم بشكلٍ سري . فرض الحجاب عليها وأحياناً النقاب تلك الخيمة السوداء التي تخفي في طياتها قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة وتستعمل أحيناُ كثيرة كزي تنكري في تهريب الأهابيين . فرض المحرم على المرأة السعودية إلى أي مكانٍ تذهب وحتى أنْ تكون بعثة دراسية أو مضيفة طائرة . حرمان المرأة السعودية من سياقة السياره . ظاهرة الطلاق والتي أصبحت شائعة وتعسفية أكثر الأحيان . زواج القاصرات بفتوى الأسلمة السياسية وأجازت الحد الأدنى تسعة سنوات ---------والغريب أن  الخط البياني للعنف ضد المرأة يرتفع مع تقدم الزمن ، ففي قرن الحداثة والتكنلوجية الرقمية وفي جميع مجالات الحياة نجد أنّ هناك زوايا مظلمة على كوكبنا الجميل ضد هذه المخلوقة الرقيقة ليس فقط في الدول النامية ودول العالم الثالث بل حتى في الدول المتحضرة ففي آخر أستطلاع أوربي يبيّنْ 95 % من ضحايا العنف في فرنسا  من النساء ، و30 % من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهنّ و90 % من عاملات الخدمة الآسيوية النسائية مباحٌ لمستخدميهن تعنيفهن وضربهن حتى الموت أحياناً والعنف ضد المرأة يعني الأعتداء الصارخ على حقوق الأنسان وحرياتهِ التي شرعنت في العاملالمحافل الدولية والأممية .
العلاج/ والآن أنا لست على منبر الوعظ لأني لست بواعظ ولكن لديّ بعض التجارب والخبرات السبعينية التي أقتنعت ببعضها والباقي ربما تخضع للصح والخطأ : 1-لا تنتزع الحقوق إلا بأهلها ، فالمرأة وحدها قادرة على أنتزاع حقوقها بتضحياتها وتحديها وكسر قيودها بأرادتها الملحة في " التغيير " . 2- مكافحة الثالوث العدواني الفايروسي { الجهل والمرض والفقر } . 3- العامل الأقتصادي والمهم في هذا المجال الأدلجة السياسية لهذا العامل فالنظام الرأسمالي ماكنتها الجشعة تسحق أخلاقيات المجتمع مما يجعل من المرأة سلعة معرضة للبيع والشراء .4- الأستقرار الأسري والترابط العائلي الذي هو حصيلة الزواج المتكافيء كيمياوياً عبر قناعة الأختيار .5- دور وسائل الأعلام في نشر سلبيات المجتمع الذكوري الجاهلي ، وعقلنة ثقافة المساوات بين الجنسين ، والثقة بقدرات الكامنة في المرأة –وللننظر إلى نساء عظيمات في عالمنا مثل الدكتوره نزيهة الدليمي أول وزيرة في حكومة الجمهورية العراقية الأولى  1958 ، و أنجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا ولثلاثة دورات ،ومدام كوري في علم الذرة ، توكل كرمان صحفية ناشطة من اليمن حازت على جائزة نوبل 2011 ، نوال السعداوي / ناشطة نسوية وباحثة في مجال المرأة ، شميران مروكل / ناشطة نسوية ، وسكرتيرة منظمة رابطة المرأة العراقية حالياً ، زكيه أسماعيل حقي /أول قاضية في العراق ، الدكتوره أناستيان / أول طبيبة عراقية 1939 ، نازك الملائكه / شاعرة عراقية ، زها حديد / معماريه حداثوية عراقية ( جوانب مهمة من تأريخ الحركة النسوية ) .
1 // زهرة " الأوركيد " : من أجمل الزهور وأقدمها يعود تأريخها 700 سنة ق/م ، أهتمّ بها الصينيون وفيلسوفهم  (كومفوشيوس) ولقبها بزهرة عطرة الملوك ، وهي رمز الرومانسية والحب العذري والعشق الصوفي ، وبألوانٍ متعددة الأحمر ، الأبيض ، الأصفر ، الذهبي ، الأخضر ، والبرتقالي ، وأشهرها وأحبها " الأحمر " رمز القس فلنتاين ( أنور الخطيب / الموسوعة العربية / السحلبية )

المجد كل المجد لعيد المرأة العالمي
وباقة ورد لجميع المنظمات النسوية ---- والف تحية أجلال وأكبار ل{ رابطة المرأة العراقية في عيد تأسيسها ال 63 }

السويد/8-3-2015


308
شابلن ----- أسطورة الكوميديا الحزينة
عبدالجبار نوري
في بريطانيا 1889 وُلِد شارلي شابلن ، ومات في ديسمبر 1977 عن عمر 88 عام ، مكان الوفاة / مدينة فاود سويسره ، من أصٍلٍ بريطاني ،نوع التمثيل كوميديا تهريجية ، أيماء ، كوميديا بصرية ، أفلام صامتة  ، وحصل على جائزة المرتبة العاشرة في ترتيب (معهد الفيلم الأمريكي) ل100 عمل سينمائي و100 ممثل.
الكوميديا من أهم أسلحة الشعوب المتحضرة في أحداث التغيرات الأجتماعية والقيمية وهذه هي الثوره ، حين تقدم كشفاً لكل ما يعوّقْ الأستمتاع بالحياة ، ولكل كائنٍ حي من حقهِ أن يستمتع بوجودهِ فوق هذه الأرض ، وأنّ شابلن هو المحرك الدراماتيكي الفلسفي لهذه المحفزات الثورية في عملية التغيير حسب منطق جدلية حتمية التأريخ ، فهو حاول أصلاح العالم بواسطة السخرية فهو شاعر على طريقتهِ الخاصة ، وصانع مجد للسينما وتأريخها فهو أهم شخصية كوميدية أمتعتْ العالم وقدمت للبشر كشفاً أخلاقياً لتجليات المجتمع الطبقي في الظلم والفساد ، وأصبح شارلي من خلال شخصية الصعلوك أشهر نجوم الدنيا لآنّهُ أوجد من الصعلوك المتشرد ذو الأخلاقيات التي ترفض الزيف في البشر فقيراً بملابسه لكنه كبيراً بكبريائه وتعففه إلى نجومية " ملك السينما العالمية " وحصل على هذا النجاح لأنه أبن عصرهِ الذي عاش فيه ، وبمناسبة مرور 126 عاماً على غياب عبقري الكوميديا السوداء ( المضحكة – المبكية)  والذي أدهش الملايين في العالم ، وتوج بلقب " ملك الكوميديا الملهاة " فهو بطل الفقراء والبؤساء ، وتحققت نجوميتهُ في السينما الصامتة ولمدة 25 عاماً حتى عام 1940 عندما نطق بفيلمه المشهور " الدكتاتور العظيم " الذي جسّد فيه شخصية هتلر بطريقة كوميدية لقصة رجل زرع القلق في العالم ، وجعل هتلر المشاهد الأول والأكثر أهتماماً لفيلمه الدكتاتور والذي وصفهُ يومئذٍ (أنهُ كاريكاتير خارق لذاتي ) .
عالج شارلي شابلن بأفلامه الصامتة :
1-سلط الضوء على آفة ( الفقر والتشرد ) والتي عكستْ طفولته البائسة والتي ذاق فيها شظف العيش والعوز فترجمها بفيلمه ( أطفال يتسابقون في فينيس) مثّل فيه دورالصعلوك " . 2- أجج روح الثورة داخل الأنسان في كل مكان ، وعالج مشكلة الأدمان في فيلمه  (الملاكم ) . 3- وبحث في مشاكل المجتمع الصناعي الي هي سمة المجتمع الأوربي في ذلك الوقت وبيّن بوضوح الصراع الطبقي بين البرجوازية المترفة وبين الطبقة المسحوقة من الشعب . 4- فضح النظام الدكتاتوري ومساويء الأثنية المقيتة المتمثلة بالنازية بفيلمه الدكتاتور والتبشير بتحرير العامل من حيتان الكارتلات الرأسمالية الجشعة ، وأهتزاز العالم أمام أيبولا النازية الفاشية المدمرة لكل القيم الأنسانية والأخلاقية للعصر النازي ، والذي شدني عند رؤيتي للفيلم الدكتاتور هو خطاب شابلن –  والذي تقمص فيه شخصية ميرابو خطيب الثورة الفرنسية – قال : أنني أتوجه للجميع --- لا تيأسوا ، ناضلوا في سبيل الحرية ، لديكم أمكانية خلق حياة حُرة وجميلة ، ولنتحد جميعاً ونناضل من أجل العالم الجديد ، لذا أحبتهُ الطبقة العاملة والنخب اليسارية ، وكرهتهُ البرجوازية التي كان شابلن يسخر منها بأستمرار ، وأنّ الحكومة السويدية منعت عرض فيلم الدكتاتور بناءً على أمر وقح غير دبلوماسي من غوبلز وزير الدعاية النازية في وقتها واستمرت الحكومة السويدية في عدم عرضهِ حتى نهاية عام 2014 حيث عُرِض قبل ثلاثة أشهر وتمتعنا بمشاهدته وهو يتحدى الفكر النازي بشخص هتلر . 5- وبهذه الروحية اليسارية الثورية المهيجة لمشاعر الفقراء من العمال والشغيلة وقد أقترب وتعاطف مع الآيديولوجية الشيوعية وخاصة فيما يخص الصراع الطبقي وحتمية التأريخ  . 6- ولأنهُ كان صادقاً مع نفسهِ ومع الآخرين أستعمل السخرية اللاذعة كسلاح وحيد لجلب أنتباه الجمهور إلى عيوب وأسقاطات مجتمعاتهم وحكوماتهم المستبدة ، والقى الضوء الكاشف على التطورات السياسية والأجتماعية والأقتصادية في العالم الأوربي . 7- وكره أمريكا لكونها تمثل الأمبريالية في العالم الرأسمالي  وعانى من الموجة (المكارثية) العدوانية للكتلة الحرة ومنعتهُ أمريكا من السفر أليها سنة 1952 وحتى 1972 أجازت له دخول البلاد وتوج حينها بجائزة الأوسكار من هوليود ، وخاصة عندما أنتج الفيلم المشهور  (كونتيسه من هونغ كونغ ) 1967 تتألق الممثلة الفاتنة صوفيا لورين أمام الممثل الأمريكي مارلون براندو الذي يؤدي دور الدوبلوماسي الأمريكي ، وفي الفيلم يتحدي شابلن أمريكا ويكشف زيفها وتآمرها على الشعوب المقهورة أصلاً .
من أقواله / *حياتي للآخرين لا أستطيع أنْ أغيّر هذا .* أكره منظر الدم ولكنه في عروقي. *الجوع لا ضمير له . *يومٌ بلا ضحك هو يومٌ ضائع .*لن تجد قوس قزح مادمت تنظر إلى الأسفل .
الجنازةُ الأسطوريّةُ /تلك الجنازة التي أحتشد بها أكثر من 30 مليون شخص ، رافعين صورهُ ، وفي مقدمتهم أكثر من 20 دولة حضروا خصيصاً من شتى أنحاء العالم والذي أنتابهم شعورٌ بالغم والحزن لرجل أسطورة الكوميديا .
خواطرتحليلية/ 1-استعمل شابلن الأيحاء ، التهريج ، والعديد من الروتينات الكوميدية المرئية . 2- طغتْ التراجيدية المأساوية المضحكة ( الملهاة ) المتمثلة بالفقر والتشرد والضياع  على أفلامهِ الصامتة منذ 1914 . 3- وكان شابلن أكثر الشخصيات أبداعاً وتأثيراً في عصر الأفلام الصامتة . 4- لعب دور الصعلوك ليعكس حياتهُ الخاصة والعامة رفيعة المستوى خالية من التملق والجدل . 5-  وحسب تحليل النخبة المثقفة الفرنسية في القرن العشرين : أنّ أعمال شابلن ليست دعابات مسلية فحسب بل أنّها نصوص شعرية هادفة ملتزمة غير عبثية . 6- النخبة السريالية في الفن قالت عنهُ : كان شابلن يقلق قوانين المكان والزمان ، ويقلب رأساً على عقب كل القيم الزائفة من خلال قدرتهِ الخارقة للطبيعة في نفخ الحياة في أشياء جامدة .
أخيراً //أصبحت حكايات شابلن ملجاً وملاذاً للهاربين من رمضاء البؤس والحرمان  في عصر الظلمات والعبودية والسيطرة الكنسية ، ونحن في العراق وقد عانى شعبنا من نظام شمولي والقائد الرمزصدام بصورة أعتى دكتاتور مزّق العراق أرضاً وشعباً وأحرق ثروات وشباب الوطن  في حروبٍ عبثية ---- أقول ألم تلد ولادة مخرجاً وكاتباً شجاعاً في بلاد " الغربة" ويصنع لنا فيلما يصوغ فيه معاناتنا المرّة بشكل فيلمٍ ساخرشبيه لشابلن العبقري الذي اخرج فيلم الكتاتور يسخر من هتلر وهو في أوج غطرسته   {{رباه لقد مللنا الأحلام !!!}}
السويد/ في 5-3-2015





309
الثامن من آذار----- خواطر تراجيدية
عبد الجبار نوري
مقدمه/ عيدٌ بأ يّة حالٍ عُدت يا عيدُ// بما مضى أمْ بأمرٍمنك تجديدُ
رحمك الله يا متنبي وكأنّ لسان حال المرأة  ترفضّ  قبول تهاني العيد لأنّ مكتسباتها التي حصلت عليها عبر قرنٍ ونصف قد سُرقتْ منها ،وهي اليوم مكبلة المعصمين ومشدودة العينين ومسلوبة الأرادة ، ومسبية يقودها الجلاد الداعشي إلى دكة النخاسة لتباع في أسواق الهوس الجنسي الوهابي أم إلى أحدث أبتكارات الموت الداعشية حرقاً داخل أقفاص أختزال الحياة .

جذور الحركة النسوية:
أكثر من 150 سنة مضت والمرأة تبحث عن هويتها وأثبات وجودها وأنتزاع حريتها من المجتمع الذكوري ، لأنها تدرك المعادلة الفلسفية في كينونة الأنسان هي أنّ " الحرية لا تعطى بل أنّها تؤخذ" ، ففي سنة 1856 خرجت آلاف النساء الأمريكيات للأحتجاج في شوارع نيويورك على ظروف العمل المتعبة والطويلة وأستغلال جهودهن ، وبعد خمسين عاماً  على هذه المظاهرات خرجت في 1908 ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة في نيويورك تطالب بتخفيف ساعات العمل ورفع المعاش ، ووقف تشغيل الأطفال وحق الأقتراع وكان شعار المظاهرات ( خبز وورد) ، ثم في 1909 قام أكثر من 30 ألف عاملة نسيج الأضراب العام الذي أستمر أكثر من ثلاثة أشهر ، وقد ساعدت هذه الحركات النسوية الأمريكية على أشعال تأثيرها في الدول الأوربية  ، النسوة الروسيات اللواتي عانين الأمية والأضطهاد والتهميش خرجن في شباط  1917  وأسقطن النظام القيصري الأستبدادي وغيرن مجرى التأريخ ، في بتروغراد أندلعت بشكل عفوي مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل للمطالبة (بالخبز لأولادنا) (والعودة لأزواجنا) من المتاريس ، وبأنهاء الحرب الذي كان يفتك بآلاف الجنود الروس على الحدود جوعاً وبرداً لمصالح القيصر والطبقة الرأسمالية ، وكان ذلك في أوج الحرب العالمية الأولى ، وأستمرت أربعة أيام ، وأنتهت بسقوط القيصر نقولا الثاني وأنهيار نظامه الأستبدادي ، الحكومة المؤقتة بعدها ، منحت النساء حق الأقتراع ، عرفت هذه احداث بأسم ثورة شباط
وفتحت هذه الثورة النسائية المجال لثورة العمال الأولى في التأريخ ثورة أكتوبر 1917 التي كونت الأتحاد السوفياتي " أول نظام أشتراكي في العالم"،( ميخائيل شفارتس/ يوم المرأة العالمي--- تاريخ وجذور) وتبنت المنظمة الدولية  في الأمم المتحدة هذه الحقوق وديباجة الصكوك والأتفاقيات الدولية على أساس هذه المبادىء وصدور أهم وثيقتين في هذا الصدد: *الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 * الوثيقة الثانية وهي فيما يخص المرأة أتفاقية (سيداو) أو أتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة سنة 1979 ، وقبل هذا التأريخ في سنة 1977 تبنت  المنظمة الأممية قراراً يدعو دول العالم الى أعتماد يوم  يختارونه للأحتفال بعيد المرأة ، فكانت سنة الشرعنة الدولية والأقراربحقوق المرأة  فأختار الجميع هذا اليوم العالمي 8  آذار، وفي 1993 اصدرت الأمم المتحدة قراراً ينص على أعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزء من منظومة  حقوق الأنسان ، ودخلت مرحلة العولمة من خلال الصكوك والمواثيق الأممية وترويجها من خلال المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر المرأة في بكين 1994 الذي أكد مبادىء سيداو{ د. أبراهيم الناصر/الحركة النسوية الغربية ومحاولات العولمة}، وبالحقيقة نشأ تياران داخل الفكر النسوى في المجتمعات الغربية : أولا/التيار النسوي اللبرالي( حركة تحرير المرأة) والذي بدأ منذ قرن ونصف على أساسين: *الثورة الأمريكية عام 1779 * والثورة الفرنسية عام 1789 ضمنتا حقوق المرأة في الدستور، الثاني: التنظيم الدولي المعاصر حين نشأت منظمة الأمم المتحدة عام 1945 ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثليّة الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل، ( مقالات ذات صله /في الأشتراكية السبيل لتحرير المرأة 2002).
محطات من تاريخ الحركة النسوية العراقية
1924 –دور صحيفة الصحيفة في الحملة الأعلامية في المطالبة لحقوق المرأة ،1941-1943 : خروج تظاهرات نسائية للمطالبة بحقوق المرأة ، 1944 : تأسست جمعية نسائية بأسم ( رابطة نساء) خاصة بقضايا المراة والقضايا الوطنية ولعبت دوراً كبيراًفي توعيىة النساء ومكافحة الأمية برئاسة السيدة عفيفه رؤوف وأصدرت مجلتها  ( تحرير المرأة)  ، *عام 1946: تأسست أول منظمة نسائية بأسم ( اللجنة النسوية لمكافحة الفاشية )تحمل أهداف مزدوجة الخاصة بالمرأة والعامة حاجات المجتمع المغيبة ، تأسيس الأتحاد النسائي برئاسة السيدة آسيا وهبي، *1948 : أشتراك المرأة العراقية في وثبة كانون وأعتقلت الحكومة الملكية عشرات منهن والحكم عليهن بأحكام ثقيلة ،  ***وفي 10-3-1952 سنة البشائر بأنبثاق ( رابطة المرأة العراقية ) بهوية لبراليىة ديمقراطية تحررية تضم كافة نساء العراق على أختلاف طبقاتهن لهن يزخر التأريخ بقصص كفاح لمناضلات قهرن الخوف وصمدن من أجل مبدأ وطني  في الدفاع عن حقوق المرأة ومواجهة الظلم والأستبداد بكافة أشكاله ومن أبرز مؤسساتها : الدكتوره نزيهه الدليمي ، الدكتورة روز خدوري ، سافره جميل حافظ ، خانم زهدي، أبتهاج الأوقاتي ، سالمه الفخري ، سلوى صفوت ، زكيه شاكر ، مبجل بابان، في حين كانت سعاد خيري في السجن. (جوانب مهمه من تأريخ الحركة النسوية العراقية/ منتديات عراق السلام)
نساء  مشاهيرعظيمات
أنجيلا ميركل: رئيسة وزراء المانيا أنتخبت للفترة الثالثه/مدام كوري:  في علم الذره/ الدكتوره نزيهه الدليمي: أول وزيره في العراق 1958/نازك الملائكه:شاعره عراقيه/ توكل كرمان: صحفيه  أديبه شاعره  ناشطه 32 سنه يمنيه  حصلت على جائزة نوبل للسلام 2011/نوال السعداوي: ناشطه نسويه/شميران مروكل:سكرتيرة رابطة المراة العراقية/زكيه أسماعيل حقي:أول قاضيه في العراق/ الدكتوره اناستيان: أول طبيبه عراقيه1939 ------( جوانب مهمه من تأريخ الحركة النسوية)
الحالةالعامة للنساء العراقيات

حين يكون وضعها أسوء من القرون الوسطى حيث كانت تباع علناً في أسواق النخاسة ولكنها اليوم تباع سراً وعلناً في أسواق العهر السياسي والأقتصادي والأجتماعي ،فهي تعاني اليوم من *ذكورية المجتمع العربي والعراقي ، *والتحرش الجنسي وأخضاع المرأة بالقوّة في غياب قانون يحميها ، *ختان البنت التي تسبب لها تشويه جسدي ونفسي بالوقت الذي ليس له علاقة  بالدين فهي عادة وثنية فرعونية ، *تأجير الأرحام للحصول على الأم البديلة ، *الصمت على جرائم الشرف وتخفيف العقوبة على الجاني، *مصادرة حق المرأة العربية في جنسيتها لأبنائها وزوجها ،* فهي تحت تأثير النص الديني والنظام الرأسمالي. ، *واجهت تهميشاً من الأسلام السياسي والعادات والتقاليد العشائرية ، *في العراق اليوم محاولات للألتفاف على قانون رقم 88 لسنة 1959 بالرغم من بعض نواقصه ، *.تعرض الأعراس لهجمات المسلحين مما جعلها أنْ تجرى المراسيم بشكل سري ،* فرض الحجاب عليها وأحياناً ألنقاب بدون الأنتباه لقناعتها ولموافقتها ، في السعودية مُنعتْ من سياقة السيارة ، وفُرض عليها الْمحرمْ ، *وظاهرة الطلاق أصبحت عالمية وشائعة ، *زواج القاصرات ، *و( جهاد المناكحة) الذي يعتبر أعتداء صارخ على كرامة المرأة و أكبر أهانة وجهت للمرأة لحد الآن من قبل المتشددين الأسلاميين ،  أهذه هي جزاء المرأة التي نجحت في النظرية الذرية  وقادت الطائرات ووضعت النظريات في الفن والرياضيات والفيزياء وأبدعت في الفنون التشكيبلية ونظم الشعر، أنّ المرأة في القرن الواحد والعشرين قد فقدت أنجازات حققتها أمرأة القرن الماضي قبل أكثر من خمسين عاماً وهي اليوم لا تعرف غير الدموع وزيارة القبور، وأنّ تكريم المرأة في يوم محدد قليل بحقها فيجب أن تكرم في كل يوم فحياة المرأة في المجتمع سلسلة من المشاعر والحب والآلام والتضحية لأنّ المرأة مخلوق بين الملائكة والبشر، فعلى منظمات المجتمع المدني وجميع المنظمات النسوية والأحزاب التقدمية أن تعلن حملاتها ضد المظاهر السلبية التي فرضت على المرأة من خلال تسلط ( الأسلمة السياسية)، وأخيراً باقة ورد الى كل نساء العالم وللنساء العراقيات بالذات ولا يسعني  في هذه المناسبة ألا أن أقدم باقة تقدير وعرفان مع خالص التهنئة والتبريك  لكل أمرأة في وطني المجروح والمجد كل المجد لرابطة المرأة العراقية المدافعة عن حقوق المرأة منذ- 63- سنة ولتبقي شعلة وهاجة في دروب النضال.
السويد/ 1-3-2015








310
أضاءات حول تجليات اللعبة الأمريكية
عبد الجبار نوري
وقد نبهتُ وحذرتُ بمقالاتٍ سابقة عن العدو الأمريكي المتلوّن ، ولهُ  ملفاً أسوداُ وذكرياتٍ مُرّةٍ  مع شعوب العالم المقهورة كفيتنام وكوريا وكوبا وأمريكا الوسطى وغواتيمالا وبنما 1989وفلسطين والبوسنه والهرسك وأفغانستان والعراق وفضيحة سجن أبو غريب التي أرتكب فيها الأمريكان كل الموبقات والمحرمات بحجة التحضر منها جرائم القتل ونهش الكلاب المفترسة والأغتصاب ووو!!! وخصلة الشر لديها بارزة وفعا لة ، وتتعا مل بها بميكافيلية مفرطة وبطرق ملتوية مليئة بالأذلال ولي الأذرع والضرب تحت الحزام حسب نظرية المؤامرة والصفقة في تحقيق غاياتها الأستراتيجية أولاً قبل كلِ شيءٍ للوصول لمطامعها الأستراتيجية وعلى المدى البعيد في مصادر الطاقة والممرات المائية والمنافذ البحرية والمياه الدافئة ، وفرض قواعدها العسكرية الثابتة لضرب حركات التحررفي كل مكان ،  وبالتأكيد وجدتْ ضالتها في الشرق الأوسط والذي يقع العراق حتماً ضمن هذهِ الشبكة العنكبوتية الرهيبة ، ولكي ترضي حليفتها أسرائيل في تدمير أعدائها في المنطقة معنوياً وعسكرياً ولألغاء خارطة " سايكس بيكو" التي فُرضتْ في غفلة منها ، فأخترقت المنطقة التعيسة بما يسمى بالربيع العربي والتي مزّقتْ دولها وشرذمت شعوبها ، وعملت على صناعة " داعش " والتي هي أعتى عصابة شيطانية أرهابية مدمرة للحرث والنسل ، وأطلقت يدها في تونس وما يجري في ليبيا اليوم من نحرٍ وتدمير للبنى الحتية وتفجيرات سيناء للأنتقام من مصر التي أزاحت " الأخونة " وهذا السيناريو يجري تحت مظلة ( الناتو ) وأسرائيل والخلايجة أشباه الدول ، ومهمة أمريكا الأستراتيجية اليوم رسم خارطة جديدة للمنطقة أساسها " التقسيم "للمنطقة برمتها كما ينادون اليوم بمشروع بايدن السيء الصيت بتقسيم العراق أثنياً وطائفياً .
وهل تعلم بأنّ أمريكا هي أول دولة في العالم وفي التأريخ المعاصر "مدانة" من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكلٍ واضح وصريح بأنّها " دولة أرهابية " وتمارس "أرهاب الدولة" ففي حزيران 1986  صدرت الأدانة أولاً من " محكمة العدل الدولية " بعد أن قدمت أليها ( نيكاراكوا ) شكوى بأحتلالها وتدمير شعبها وبنيتها التحتية تحت وابلٍ من القصف الجوي والبحري والبري ، فأعتبرتها دولة معتدية وأصدرت قراراً بوقف القصف والتعويض ب12 مليار دولار ، وتبعتها الهيئة العامة للأمم المتحدة بأصدار قرار أدانه ضد أمريكا أيضاً ، ولأنها صاحبة سوابق في وثيقة حسن السلوك الدولية { فعليكم يا شعب العراق أن لا تصدقوا بأمريكا حين تتحدث عن رفضها للأرهاب وهي مدانة من فبل مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية فهي غير جديرة بالثقة.
ونضطر أنْ نتساءل هل دعوة أمريكا لمحاربة داعش للقضاء عليها أم لقيادتها لأحتلال بغداد ؟ وهل أمريكا معنا أم علينا ؟وهل عادت أمريكا لأحتلال العراق ثانية بحجة التدريب وفوبيا داعش ؟ وللحقيقة والتأريخ أنّ " اللعبة الأمريكية "قد أنكشفت لدينا بالأدلة والوثائق ، والتصريحات الأمنية من مراكز القرار العراقي ، ونتمنى أنْ تكون أضغاث أحلام أو تسريبات خبرية التي هي موظة هذا الزمن الأغبر، ولكن عندما تكون بهذا الكم والنوع الرقمي وأنتشار فضائحها بهذه المساحة الواسعة زمناً وجغرافية والبطاقة الشخصية الأمريكية الساقطة أخلاقياً وأرشيفها التآمري المخزي يجعلنا أنْ نشير لها بأصابع الأتهام والأدانة .
 ومن خلال هذه الوثائق والتصريحات الأمنية والشواهد يجعلنا  أن نصدق ونعي ونحذر هذا العدو اللئيم ونكون على أهبة الأستعداد للتصدي وذلك بأستحضار حضارتنا وتأريخنا وكوامن تراثنا وأمكانياتنا الذاتية الثرة ونرسم بصماتنا الوطنية والأنسانية في أرشيف الشعوب المتحررة . وهذه بعض الأدلة والشواهد وهي غيضٌ من فيض ، وأرجو ربطها مع " سوابق " أمريكا وحليفاتها بريطانيا وأسرائيل :

1-نشرت صحيفة التايمز اللندنية الخميس 16-10-2014 قامت المخابرات الأمريكية بعملية أطلق عليها ( تكسير الجدران ) في العراق وأخراج 500 من عتاة مجرمي داعش الأرهابي والذين قاموا بمجمل العمليات الأنتحارية والأرهابية في البلاد ، وأيدت  (هيلاري كلنتون )في كتابها " خيارات صعبة " أننا وسعنا قاعدة المتشردين والمتشرذمين بأسم الدين حيث وسّعنا قاعدة الأرهاب بأيدينا في الخناق عليهم وحصرهم في سوريا لذا أحتلوا الموصل في 10-6-2014 ، وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل بأنّ : الأدارة الأمريكية هي التي ساعدت على تأسيس الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام من أجل  ىالسيطرة على الشرق الأوسط ، وأضافت أنّ امريكا شعرت بألأحباط الشديد بزوال نظام الأخوان في مصر والتي خيّبتْ آمالنا ، وكنا نخطط بعد مصر السيطرة على الخليج حتى المغرب العربي لكي تكون منابع النفط والمنافذ البحرية تحت أيدينا .
2-تجاهل قصف أستعراض عسكري للدواعش بتأريخ 20-10-2014 في الموصل ، وعدم قصف الصهاريج المحملة بالنفط العراقي المسروق وهي تعبر بحرية إلى الحدود لبيعها ، وغض النظر عن أستهداف البغدادي كبير أصنامهم وهو يلقي خطبة الجمعة في الموصل بعد أسبوع من نكبة حزيران 2014  أمام حشدٍ من المعتوهين ، كان بأمكان أمريكا تصفيته وتخليص العباد منه وحماية العراق لوجود معاهدة أستراتيجية بينها وبين العراق في 2011، ومن المفارقة العجيبة يحضرني تصريح ((لكونداليزا رايز) وزيرة الخارجية في عهد بوش الأبن وهي تتحدث أمام مجموعة من سجناء كوانتا نامو{ أنّ بأستطاعة التكنلوجيه الأمريكية أنْ تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم }!!! .
3- أظهر برنامج القناة الفرنسية الثانية : أن مكتب التحقيق الفدرالي " أف- بي – آي " كان يعمد على كسب وتجنيد المتطرفين ضمن الجاليات الأسلامية لصناعة أرهابية بأي ثمن ، وضابط سابق في الأستخبارات البريطانية( تشالزشويبردج ) هكذا صنعنا داعش وهكذا نقرع طبول الحرب وأنّ الأستخبارات الأمريكية والبريطانية وبعض الدول الخليجية دفعتا لتموين وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها داعش ، وأضاف : أنّ الأستخبارات الأمريكية والبريطانية بالذات تقفان وراء كل الأحداث ( الدراماتيكية ) التي تعصف بدول الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وليبيا .
4- * مصدر أمني طائرات أمريكية نقلت عناصر داعش من جبال حمرين إلى بلدروز / بذمة وكالة اليوم الثامن 17-2-2015*كشف مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار / الأثنين 16-2-2015 ألقاء طائرات حربية مناطيد تحمل مساعدات لعناصر تنظيم داعش في قرية قريبة من سدة الثرثار شرقي الرمادي ، مشيراً إلى أنّ الطائرات ألقتْ المساعدات بعد أطلاق أشارات ضوئية من قبل عناصر داعش ، وأضاف أنّ عدد المناطيد بلغ أكثر من عشرةٍ . * أتهم رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب /التحالف الدولي بقيادة أمريكا الثلاثاء 17-2-2015 حيث أكد وجود وثائق وصور تثبت ألقاء طائرات التحالف بقيادة أمريكا لداعش ، وأضاف أنّ الطائرات تلقي المساعدات وتهبط في مطارات تلعفر والموصل والكياره ومناطق عراف اللهيبي في قره تبه وناحية يثرب وقرية الضلوعية وملعب الفلوجه وصحراء الأنبار ، وأنّ هذه المعلومات توفرت من آمرية القواطع  التي تسيطر عليها داعش ،  وطالب الحكومة من تثبيت موقفها من هذه الخروقات ، وعند أكتمال الصوره والقناعة لدى القيادات العسكرية والأمنية طرحها على الهيئة العامة للأمم المتحدة
وأخيراً/ لقد تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود وأن الصوره لم تعد ضبابية بل انها واضحة وضوح الشمس ، وأنّ الحقيقة يجب أن ندركها التي هي { أمريكا وداعش وجهان لعملة واحدة //// وداعش صناعة أمريكية }وعراقنا الحبيب بات في كف عفريت والأيام ستثبت والخافي أعظم ------
السويد/ 21 -2 2015



311
رسالةٌ ملغومةٌ في فيلم " التاكسي"
عبد الجبارنوري
صاحب التاكسي المخرج الأيراني السينمائي " جعفر نباهي " الذي يعتبر من أبرز المخرجين الأيرانيين والذي يعاني دائماً من محاولات قمعهِ بشتى الطرق من قبل السلطات الأيرانية حتى أنهُ منعتهُ من مزاولة مهنتهِ وتصوير أي أفلام سينمائية ، لكنهُ تمرد على الوضع وتحدى القيود التي وضعتها حكومة بلادهِ و منعتهُ من السفرأيضاً ألى أي دولة أُخرى خوفاً من تصوير أفلامهِ بالخارج ، ولكن " نباهي" لم يستسلم لتلك المعوّقات ليعطي درساً قاسياً للسلطات الأيرانية بأنهُ لا يستطيع أحد مصادرة حق /الناعمة/ الكامرا في التعبير عن المجتمع والذي صوّرهُ في تاكسي TAXI ورغم كل ذلك أستطاع ( نباهي ) المنافسة علي جائزة الدب الذهبي والفوز بها بمهرجان برلين السينمائي ال65 الحالية – أحد ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم إلى جانب مهرجاني كان والبندقية - بفيلمهِ ( تاكسي) بعيداُ عن أنظار الحكومة ، ويجسّد دور سائق تاكسي يركب معهً العديد من الغرباء وكلٌ منهم يعبر عن رأيهِ في الأوضاع السياسية والأجتماعية في طهران ليكشف الكثير من تردي أوضاع الحريات في أيران ، وسائق التاكسي هو المخرج  {جعفر نباهي } نفسهُ الذي يؤكد أنّهُ رغم كل المضايقات التي يتعرّضْ لها ألا أنّهُ لا يؤمن شيئاً سوى تصوير الأفلام السينمائية التي يحيا بها ، وحصل نباهي على جائزة الكامرا الذهبية لمهرجان كان/ فرنسا عام 1995 الفيلم ( البالون الأبيض ) ، وحصل على جائزة النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو / سويسرا عام1997 الفيلم ( المرأة ) ، وواقع الحال تعتبر الحكومة الأيرانية ( نباهي ) شخصاً مثيراً للبلبلة ، لأنّ أفلامهُ تتضمن دائماً سخرية أجتماعية لاذعة وهو ما لايعجب الحكومة الأيرانية ، وتَمّ منعهُ من التصوير بعدما حاول بالكاميرا توثيق المظاهرات التي أندلعتْ في أيران أعتراضاً على أعادة أنتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد  2009و 2011وصدر ضدهُ حكماً بالسجن 20 عاماً ومنعه من التصوير أو كتابة الأفلام أو السفر ، ثُمّ تمّ أخلاء سبيلهُ بكفالة على أن يحق للسلطات أعتقالهُ متى شاء ت.
وحقاً أنهُ عمل أبداعي متقن الأخراج والتكنيك بالرغم من غياب أدوات صنع مثل هذا الفيلم الذي يقوم مقام تظاهرة أحتجاجية مليونية مؤثرة تزعزع مركز الحكومة وهو مع صديقهِ الوحيد " الكامرا" وتم تهريب الفيلم خارج أيران بطريقة لم يوضحها مدير المهرجان  وحقاً هي قوّة الأرادة والشعور والوعي الجاد في التغيير عند الشعوب التوّاقة للحرية والأنعتاق. حين لا يمنعها حاجزالتسلط والأستعباد حتى وأنْ وصلت مداها القمع المفرط بالحديد والنار،لأنّ هناك ثمة كوابيس وأشباح دائمه تقضُ مضاجع المتغطرسين من الحكام المستبدين وهي تعاني حتماً من فوبيا الأنفجار الشعبي وطوفان سونامي الغيض في أي لحظة تغيريّة من وحي حتمية التأريخ حتى وأن كانت الشعوب المقهورة مشدودة الأيدي ومعصوبة العينين ومكممة الأفواه ، فلم تجدي نفعاً جميع أسلحة " الأسلمة السياسية " والتي لايستهان بخطرها لكونها مغطاة بعباءة الدين .
وعُرض فيلم التاكسي في أطار فعاليات المهرجان وأهتمت العديد من الصحف العالمية بالفيلم والمخرج ، حيث أشارتْ صحيفة  (لوليوتراد ) وهي من الصحف العالمية التي أشارت إلى عناصر الفيلم سواء من حيث أختيار الشخصيات أو الجمل الحوارية ، ونجح نباهي في أنتقاد النظام الأيراني بالتصوير ليصل رسالة سياسيّة وأجتماعية إلى الجمهور بحرفية عالية ويصوّرْ تفاهات القمع الأيراني   في سلوكياتهِ الملتوية في خنق الحريات وألغاء دوره الريادي في تحقيق آدمية الفرد ، كما أهتمتْ مجلة (فارايتي ) بعرض الفيلم بالمهرجان ، ونشرتْ مقالاً حول خروج المخرج الأيراني المبدع "جعفر نباهي" إلى شوارع طهران لتصوير فيلمه تاكسي أكد الكاتب الناقد الشهير ( سكوت فونداس ): أنّ الفيلم يطرح تساؤلات حول هل بأمكان الحكومات أنْ تمنع مبدعيها بعد التجربة الثالثة للسينما الجادة والواقعية للمخرج الفدائي والمقتحم والمضحي ( جعفر نباهي ) لفك قيود أبناء جلدتهِ ؟ وأكد الناقد على أنّ فيلم تاكسي تحفة سينمائية رائعة وأنّهُ ينقل معاناة الشارع الأيراني بشكلٍ بسيط وسهلْ ، وقال المخرج السينمائي الأمريكي (دارين آرنوفيسكي ) : رئيس لجنة التحكيم أثناء تسليم الجائزة { لقد صاغ رسالة غرام للسينما العالمية وجعل قبلة العشق للفن والمجتمع وبلدهِ ومشاهديه}
السويد/ 17-2-2015


312
المنبر الحر / عُشّاقْ الزّعيمْ
« في: 04:12 15/02/2015  »
عُشّاقْ الزّعيمْ
بقلم / عبد الجبار نوري
مقدمة /--- وتمرُ علينا الذكرى الأليمة السوداوية " السابعة والخمسين " لتوقض فينا تراجيدية جرح الثامن من شباط الذي يكابر الشفاء بتحدي خارق وصمود أسطوري بوجه الطغاة ، لعلهُ يلقننا درساً بليغاً في "ثقافة المواطنة" ، لاسيما عندما يكون مقترناً بعقوبة الجلد الذاتي لكي نرتشف كأس مُرْ عذاباتها وأسقاطاتها حتى الثمالة وندفع بها ضريبة عقوق الوطن الأم التي ربما كنا جزءً من الكارثة لغفلتنا وتشظينا وعدم الأنتباه إلى "الثقب الأسود" في سماء العراق - الملبد بهوس وتكالب الطامعين - الذي أبتلع وبسرعة مذهلة ثورة الشعب التموزي وصانعها الزعيم " الكاريزمي عبد الكريم قاسم " وبالتأكيد يتحول الشهداء بعد مماتهم إلى أشباح تقضُ مضاجع قاتليهم فتكون المعادلة الفلسفية المحفورة في ذاكرة الشعوب{أنّ الشهداء أقوى في موتهم مما هم عليه في حياتهم } هكذا كان المسيح والحسين وغاندي وجيفارا ، وصار قاسم أسطور ة في مخيلة الجماهير الشعبية الفقيرة التي لم تصدق مصرعهُ وراحوا يتصورونهُ في القمر ، لذا أقدم الطفاة على أخفاء جسدهِ لأرتعاد فرائصهم من كوابيس فوبيا الضحايا وأنعكاساتها السوسيولوجية الزمنية والجغرافية للحضور الغائب لشبح البطولة الوطنية لزعيم ثورة تموز " عبد الكريم قاسم " وكيف لا والمشيمة الحضارية العراقية المرتبطة بسلك التأريخ القابل للتوصيل بين سومر والشهداء الأحياء من ثورة العشرين وأنتفاضة الجسر وتشرين وقطار الموت التموزي وعبد الكريم قاسم --- وأن أختزلت الزمن تخالهُ وكأنك تعش الأمس .
أحبتهُ الجماهير المسحوقة من فلاحين وعمال وكسبة والشغيلة ومجمل الطبقة الوسطى والذين غُمروا بالفرح والحرية والديمقراطية والأنفتاح على العالم وخصوصاً أنّ هذه الجماهيرشخصّتْ بوعي سياسي هؤلاء الأعداء من الحاقدين عليها من الأقطاع وملاك العقار والنخبة الحاكمة للملكية المبادة ، وأمريكا ، والكويت ، ومصر عبد الناصر ، والطابور الخامس من جواسيس ، فزاد عشقهم وتمسكهم بالجمهورية الأولى وزعيمها العصامي الذي عمل بمنتهى نكران الذات لتحقيق "المشروع الوطني التحرري" وفك الأرتباطات الأجنبية والأحلاف المشبوهة ، المتمثلْة بخروج العراقيين والأرض من سلطة الأقطاع وشركات النفط الأجنبية والأحلاف المشبوهة وتحديث البنى التحتية في تشييد مدينة الطب والثورة والزعفرانية  ، فهو ساهم بشكل فعال في تأسيس منظمة اوبك ، وحقق قانون رقم 80 الذي أرجع حق العراقيين في ثروته النفطية ، ولم يرفع علم الدين للتجارة بهِ ، ولم يُعلمْ أحداً بعشيرته أو طائفتهِ وحتى منطقته ، فكان يرددُ دوماً { أنا عراقي} وناضل بكل جرأةٍ وتحدي للنهوض بالشعب العراقي أجتماعيا وأقتصادياً وسياسياً بأقصر فترة قياسية تجاوزت الأربعة سنوات ولم يمهلوه الشقاة والبلطجية في أكمال ذلك المشروع الوطني للعراقيين .
قالوا فيه : مسعود برزاني/ كتاب البرزاني والحركة الكردية : --- وحقاً يقال أنّ الرجل كان قائداً فذاً أنحاز إلى طبقة الفقراء والكادحين ، وكان يكنُ كلّ الحب والتقدير للشعب الكردي ، ويحب العراق والعراقيين ، وكانت 14 تموز ثورة عملاقة غيّرتْ موازين الفكر في الشرق الأوسط ، وألهبتْ الجماهير التواقة للحرية والأستقلال ، ويكفيه فخراً وشرفاً أنّ أعداءهُ الذين أتهموه بالخيانة فشلوا في العثور على مستمسك واحد يدينهُ بالعمالة والخيانة وأضطروا إلى أنْ يشهدوا لهُ بالنزاهة والوطنية
الدكتوره نزيهة الدليمي / مقابله مع صحيفة الزمان اللندنية 26 9-2001 : أنّهُ كان مهذباً جداً وذا أخلاقٍ عالية وحضارية ونصيراً للفقراء ، وحارب الأستعمار بصلابة ، وخدم الفقراء بصدق ، ولا يستحق هذا المصير المؤلم بعد أنْ أسس الجمهورية الأولى.
حسن العلوي / مؤرخ سياسي عراقي / كتابه – عبد الكريم قاسم – رؤية بعد العشرين 1983 : مضى ربع قرن على أنعقاد أول جلسة عربية لمحاكمة عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز ، مع أنّ المتهم الرئيسي لها قد أعدم دون محاكمة ، شهود النفي صامتون وشهود الأثبات وحدهم نشروا مذكراتهم ، وسوّدوا أعمدة الصحف العربية ، وساهم معهم صحفيون عبروا مع السادات إلى تل أبيب ، وآخرون محكومون بالأعدام وأطلق قاسم سراحهم ، وليعلموا "أن شهادة جديدة سوف تولد" .
حنا بطاطو/ باحث سياسي : أننا أمام ثورة أصيلة جذرية تغيريّة في تدمير السلطة الأجتماعية للأقطاع وملاكي الريف والمدن وتعزيز دور العمال والكادحين والطبقة الوسطى .
الدكتور عبد الخالق حسين / محلل سياسي ، متخصص في التأريخ التموزي والقاسمي : أنها كانت بركانا أيقضت في الشعب العراقي الوعي السياسي وأعادت شعوره بكرامته وأنسانيته ، وكانت الزلزال الذي ضرب الدول الغربية وقلب حساباتها  .
الخاتمة / كان الزعيم الراحل طيباً إلى درجة كبيرة بحيث طمع فيه المؤيد والمحب الكسول ، وتطاول عليه الأعداء ويطابق المثل القائل ( الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنيات الطيبة ) .
وأقتطف بعض ما كتبهُ الدكتور"عقيل الناصري" باحث جاد ومؤرخ وأرشيف التموزية والقاسميه : { أنهُ زعيمٌ لم تلدهُ ولادة بعد ، أنهُ جبلٌ في تحمل المسؤولية ، وعبد الكريم قاسم لا زال زعيماً أوحداً أرعب الجلادين حين غيبوا جثمانهُ الطاهر ، وذكراه يفرضُ ذاتهُ علينا عند حلوله ، أنّهُ كان شديد الأهتمام بالوضع الأقتصادي ، والتركيز على التنمية الأقتصادية ، ورفع مستويات الطبقات الدنيا ، وفي هذا الأطار تركز مشروعهُ على أستبدال الصرائف بمساكن يتوفّرْ فيها الماء والكهرباء ، أنّ ثورة تموز لم تغيّر الأبعاد الشكلية والفوقية لنظام الحكم بل أنصب التغيّرعلى الماهيات الرئيسة لنظام الحكم وقاعدتهِ الأجتماعية ، والأهم تعبيد الطرق للتغيير الجذري ، والتوسع الكمي والنوعي لمؤسسات المجتمع المدني كالنقابات ، ووسائل الأعلام } أنتهى .
وفي شباط الحزن 1963 علينا تجاوز ما تحويه من احباط وأكتئاب وحسرة إلى السير في طريق التغيير الذي سلكه الزعيم في خطوة الآلف ميل وتكملتها ، وترجمة وأستنساخ سلوكياتهِ في أدارة الحكم ، ودراسة بعض من أخفاقاتهِ ونقاط ضعفهِ لنعيد مسيرتنا إلى السكة الصحيحة حيث " ثقافة المواطنة " وحب العراق والعراق فقط ، فهو ليس بحاجة إلى مجدٍ نظيفهُ لهُ ولكننا نحن بحاجة ‘إلى الأنصاف وتحكيم الضمير، لا نبغي تلميع صورته لأنهُ ليس بحاجةٍ لها والجواب عند أعدائه الذين ذكروا مناقبهِ .
المجد لثورة تموز وقائدها مهندس الجمهورية الأولى ومصممها الزعيم القدوة عبد الكريم قاسم .
وتحية أكبار وأجلال لشهداء الحركة الوطنية وخصوصاً شهداء وضحايا شباط 1963 .
12– 2-2015 السويد


313
المنبر الحر / هلوسة بطران !!!
« في: 23:09 06/02/2015  »
هلوسة بطران !!!
عبد الجبار نوري
إنّ موسم الصيد يبدأ في العراق منذُ شهر كانون الثاني أي منتصف الشتاء حتى شهر آذار ، صحيح موسم الصيد شيء تقليدي وفسحة تراثية لها معاني في شغف الصياديين في صيد الطيور البرية كالقطا والحباري والصقور وبعض أنواع النسور والغزلان ، وهذهِ الساحة الدموية تمتد من براري العمارة والبصرة والناصرية وصحارى السماوة والنجف حتى نهايات الرمادي ، وأن مثل هذهِ الأبادة وبشكلٍ عشوائي يخضع لنزوات الملوك والأمراء وشيوخ العشائر ، وهو أعتداء على عالم الحيوان في الأنقراض وخصوصاً النادرة منها من على هذا الكوكب الجميل ، لذا خططتْ لها الدول التي تؤمن بضمان حقوق البيئة " محميات بيئية " لحفظها من الأنقراض ، بل شددتْ دول كالسويد بوضع قوانين صارمة بين الحبس والغرامة على صيد أي حيوان أليف وحتى المفترس ، فترى الغزلان تسرح وتمرح بين الفلل والشوارع بدون أن يمسها أحدٌ بأذى ، واسراب البط والأوز والبجع تسبح متبخترة و في جيبها تصريح رسمي يحتوي على حق البقاء .
وللأسف الشديد أصبحت حدودنا سائبة وسهلة العبور ومسرحاً عفوياً وذلك لأسوارها المهدمة ونيام نواطيرها النشامى ، وسماؤنا مشاعً لمن هب ودبْ أي كما يقول المثل الشعبي ( خان نجخان ) يعبروها صيادو " أخوة يوسف الخلايجة " وقدومهم لممارسة هواياتهم في الصيد في أرض العراق بعد أنْ فرضتْ دولهم أجراءات صارمة داخل أراضيها التي جعلتها محميات طبيعية ، فأولهم صيادو " كطر " – كما يحلو لهم تسميتها -  من منفذي سفوان والنجف  تحت ستار السياحة أو الصيد ، وهم صيادون مزيفون مشبوهون ، ضبطتْ وسائل الأمن العراقية بحوزتهم أجهزة أتصالات حديثة ونواظير ليلية ويتحركون بسيارات حديثة ، وفي أحيان كثيرة يتجاوزون خطوط الصيد ليصلوا إلى المناطق الساخنة لملامسة حافات مدن عنه وحديثه وهيت ليتصلوا ببعض حواضنها لأيصال المعلومات اللوجستية وحتى العسكرية وأكداس الدولار إلى داعش ،  كذلك من الجارة اللئيمة الكويت يدخلونها بسلام أمنين بسياراتهم ذات الدفع الرباعي والخيم المؤثثة الحديثة ، وأدوات الصيد والصقور والنسور الجارحة التي تلتهم طيور " الحباري " التي يمنع صيدها دولياً لأنّها مهددة بالأنقراض .
والذي يزيد ألم العراق أنّ جميع الأجهزة الأمنية تقف في حالة أستنفار لتأمين أحتياجات هؤلاء الأمراء أمتثالاً لحكومة المقبولية والتوافق المترهلة والتي تتوكز على الأنبطاحية المبنية على الدبلوماسية المهينة وسياسة الترضية الأقليمية ، وصفقات تبادل السجناء بموازين الباطل ، وكأننا نحن المعتدين وهم المعتدى عليهم ، وقد نفذ النظام السعودي أعدام أكثر من 40 عراقي بعد 2003 لحد الآن وذنبهم أنهم عبروا الحدود لأجل الأرتزاق ببيع العباءات واليشاميغ وغيرها ، وهي مهن عادية موجودة في جميع الحدود الدولية في العالم ، ولنفترض أنها جريمة فعقوبتها بسيطة تتراوح بين الحبس أو الغرامة { لا} بقطع الأعناق ، أما جريمة العراقي المحبوس مؤبدأ لدي الكويت هو للصيد والأقتراب من مياههم الأقليمية المسروقة أصلاً من العراق في زمن " الغفلة " والعراقي " المكرود " المحبوس لدى أيران أيضاً جريمتهُ لا تتعدى الأقتراب من المياه الأقليمية الأيرانية المحرمة ( قُدِسَ سرّها )  لأجل الصيد والأرتزاق  أو لزيارة دينية أو الأتصال بالأقارب ، وقبل أشهر تجاوزت الحكومة الأيرانية على بئر حقل فكه العراقي الحدودي ، ولفّ الأعتداء صمت حكومي !!!.
وماذا وراء كل هذهِ الخروقات ؟ وما الغاية من هذا الصمت ؟{ فهل أصبح العراق من حق الآخرين ؟ } ومن الذي منحهم تأشيرة الدخول ؟ ومن منحهم رخصة دخول الصقور معهم ؟ وهي واسطة لنقل مرض أنفلونزا الطيور . ومن أصدر أوامر بأن تقوم قوات أمن عراقية بمرافقتهم كحماية؟
من تداعيات هذا الموضوع وخطورته /* أضرار على التنوع البيئي والحيواني .* الأستمرار بهذا النهج الخاطيء يعني القضاء على الثروة الحيوانية العراقية .* ويعني الأعتداء على السيادة الوطنية العراقية بأختراق حدودها بهذا الشكل المشاع . *أنّ دخول الصيادين وخاصة القطريين متشابه ومتماثل ضمن أعمال الأرهاب ، بل هم الرتل الخامس في أسناد العدو. *والصيد المستمر للطيور والحيوانات النادرة يعني تهديدها بالأنقراض ، وخاصة طيور " الحباري" التي تهاجر في هذا الوقت إلى العراق  للتكاثر ، بالرغم من أصدار قرار دولي بشكل مذكرة تفاهم في 5 مايس 2009 بين الصندوق الدولي للحفاظ على طائر " الحباري "  وبين وزارة البيئة العراقية بالحافظة عليهِ لكونهِ سائر للأنقراض . *ثُمّ أن هناك نيّة لداعش في الأفق السياسي القريب أن تشعل نار حدودية بيننا وبين السعودية لفتح جبهة ساخنة وطويلة للعراق لتخفيف الضغط عنها في جبهات المواجهة ، والدليل على تنبئي الشخصي المتواضع هذا ، أشتباك داعش مع حرس الحدود السعودية يوم 5-1-2015 مما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين من الجانب السعودي وبتأريخ 1-2- دفعت بتحشيدات عسكرية  كبيرةعلى طول الحدود والذي يشكل أمراً خطيراً على العلاقات بين البلدين .* ثُمّ أنّ الصيد الجائر من المحرمات  التي يعاقب عليه القانون العراقي .
، *وهذا الصيد العشوائي والكيفي والغير منضبط يؤدي حتماً إلى تدمير البييئة الطبيعية أضافة إلى معاناتها السابقة من ويلات التلوّثْ نتيجة الحروب المتوالية ويسعى البعض إلى زيادة مواجعها بأستخدام المبيدات في صيد الطيور والأسماك وفي مواسم تكاثرها .
وأخيراً / إلى متى نستغيث بشماعة الدبلوماسية وكأننا نحن من يعتدي وليس من يعتدى عليه ؟ دخول دول الخليج بصقورهم ونسورهم التي لا يحلو لها إلا أفتراس وتمزيق هذا الطائر المسكين ، وتدنيس حرمات سيادتنا ، وهيبة دولتنا ، والأستخفاف بالعراق كدولة عريقة لها تأريخها وحضارتها ولها حضورها في المحافل الدولية  قبل تنصيب بيادقهم الهزيلة بأصابع العم سام وأبي ناجي .
أاوجه نداء ألم وحسرة وتمني كرسالة إلى لجنتي الأمن والدفاع وكل وزارة تعني بالأمر ومنها وزارة الداخلية و البيئة  والصحة العراقية ومنظمة حقوق الأنسان الديمقراطي ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين ، بأنّ الوطن أصبح " متنزهاً " لدول الجوار لمكونات البيئة العراقية والتي تُعدْ من المحرمات ، يجولون بكل حرية وأمان تحت مظلة قواتنا الأمنية ، وأنّ حقيقة مفهوم الحرية في دولنا النايمة عفواً النامية كمفهوم الطفل الذي يترك لهُ العنان ليلعب ما يحلو لهً ، فيفترض الأسراع بتشريع قوانين رادعة  لتقزيم هذه الهواية العدوانية والمرفوضة دولياً وأنسانياً ،  وندعوإلى ضرورة أيجاد محميات طبيعية تحافظ على الأقل على الأصناف النادرة وحمايتها من الأنقراض  ، وعلى اللجان الأمنية في وزارة الداخلية العراقية التدقيق والتحقيق في صحة صدور الموافقات الرسمية لربما تكون مزوّرة . والتركيز على الصيادين القطريين ، وزيادة المخافر الحدودية ، وأعداد شرطة الحدود بشكلٍ يلائم هذا الظرف العصيب الذي نحن فيه ، لرفع هيبة وقدسية حدودنا ---- والله من وراء القصد
السويد 5-2-2015

314
لمن تُدَقْ الأجراس؟خاطرة في مضمونها الوطني
عبد الجبار نوري
المروية الشهيرة لمن تُدْق الأجراس؟ whom the bell tolls للكاتب الأمريكي آرنست همنغوي 1899-1961 يعد من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكية ، فهوأديب وروائي قصصي أمريكي ، تميّزتْ رواياتهُ بالواقعية ، يكمن فيهِ خلود الأبداع في متن الأدب ، فهو من الأدباء المجددين حيث أخضع روياته للحداثة وضّح الصراع الطبقي وكراهية الدكتاتورية خلال معايشته الحرب الأهلية الأسبانية ، وهو شيخ  كتاب القصة المعاصرة ، وأكثرهم شهرة في ميدان الأدب ، وهمنغوي الكاتب المغامر الذي أسعد الناس وعجز عن أسعاد نفسه ، وهو أحد الكتاب العظماء في القرن العشرين والحائز على جائزة نوبل في القصّة لعام 1954 ، روعة في الأسلوب والحوار وسيطرة على الفن ، وكوّنت كتاباته مادة غنية للسينما والمسرح ، ودخلت أعمالهُ ضمن كلاسيكيات الأدب الأمريكي ، أسلوب بسيط خالي من الوصف المفصّل ، أستعمل همنغوي " الوصف البلاغي " لينقل القاريء اللحظة الآنية ويصوّرْ المشاعر بطريقة سهلة وواضحة لكي يدرك القاريء الحقيقة ، وتميّز بالقصة القصيرة جداً ،  وقد أثرتْ الحرب في رواياتهِ وشارك فعلاً في الحربين الأولى والثانية ، والحرب الأهلية الأسبانية ، وقد سمحت له هذه المهمة بالتعبير عن عدائه الشديد للفاشية والنازية الصاعدة آنذاك ، وغلبت على رواياته السوداوية والعزلة  في بواكير عمله ثُمّ شٌق شرنقة أنطوائيته إلى الحداثة مقترنة بتمجيد " القوّة " النفسية لعقل الأنسان وصراعها الدائم مع القوى الطبيعية ، يكتب كلمات قليلة ولكنها تعني الكثير ، يمزج ويوائم جغرافية الطبيعة مع أحداث الرواية كما في الشيخ والبحر.
من أهم مؤلفاته/* ثُمّ تشرق الشمس 1926 * وداعاً للسلاح1929 *الذين يملكون والذين لايملكون  1937* لمن تقرع الأجراس 1940 * الشيخ والبحر1950 * ثلوج كلمنجارو 1952 .
جوائزه / * جائزة ( بوليتزر) الأمريكية في الصحافة عام 1953 . * حائزة نوبل في الأدب 1954 عن روايته الشيخ والبحر .
من أقواله / * السعاده ؟ صحة جيدة وذاكرة ضعيفة . * يحتاج الأنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت ---!!!
وكانت العديد من كتبه حول الحرب ، وأنجح أعماله ( لمن تدق الأجراس ) التي كُتبتْ في عام 1940 حول الحرب الأهلية الأسبانية  وسوف أتحدث عنها لأنها قاعة أمتحان ، فيها ورقة الأسئلة تحتوي على سؤال واحد فقط – والأجابة أجبارية - شائك ومعقد يعايش المرء فيه خضم فلسفة الوجود من صراع رهيب وأرهاصات قاتلة في بعضها لتقاطع الواقع والخيال وأمتزاجهما لتبدو لوحة رمادية مشوشة أمام الممتحن { هل تبيع أم تشتري الوطن ؟} وقد تبدو السذاجة على السؤاال ولكنهُ من النوع السهل الممتنع والذين يخرجون منه بنتيجة أيجابية قلائل جداً ، فقط الذين في آيديولوجيتهم جينات حصانة ثقافة " المواطنة " لأنه يعايش صراع  الوجود بين المحسوس والعقل الباطني في خضم تناقضات الوجود وأرهاصاتٍهِ القاتلة في بعضها و بين لذة الحياة ومباهجها ، والموت المعنوي قبل الفناء المادي وخسارة الهوية الآدمية وما تحتوي من دالات أخلاقية في ا لمثل والقيم ، والغاية من هذه المقدمة الفلسفية هو لأخضاع الورقة الأمتحانية لروبرت جوردون " للفحص" ، وهوالشاب الأمريكي المنتمي إلى الكتائب الدولية المرافقة لأحدى عصابات الحرب الشيوعية خلال الحرب الأهلية الأسبانية ، وعُيّنَ روبرت جوردون بصفتهِ خبير في أستخدام المتفجرات ليقوم بمهة وطنية لصالح الجمهوريين لمواجهة قوات فرنسسكو فرانكو بتفجير جسر خلال هجوم على مدينة ( شقوبيه ) وهنا يرسم له القدر مطباً سونامياً بوقوعه بحبٍ عنيفٍ جارف مع " ماريا " الشابة الأسبانية الواحدة من أفراد المقاومة ، فصار روبرت بين قطبين متناقضين الأول / فوبيا الموت الذي تجاوزه بقوة مبادءه الخيرة والوطنية لأنهُ كان يدرك عندما نُسب أليه تفجير الجسر أنّهُ لن ينجو من الموت المحقق ، والشد الثاني وقوع البطل في  قصة حب جارفة مع رفيقة سلاحه وحياته  ماريا ، وركن روبرت قليلاً للتمسك بالحياة والتمتع بحبه الجديد ، حقاً أنهُ صراعُ رهيب بين الذات الزائلة والنجومية الوطنية ، فأختار طريق الخلود الأبدي وخط التأريخ أسم روبرت جوردون على صفحاته الذهبية ، وعندها أستحق أنّ يدقْ همنغواي أجراس النصروالمجد لرمز روايته الذي جسّد فيهِ معانى المواطنة الحقة وخصوصاً عندما يكون النضال والتضحية خارج وطنه الأم لفك أسر شعوبها ودحر الفاشية ، وتكررت الصوره عندما شارك جيفارا الأرجنتيني في تحرير كوبا وثُمّ أُعدم في غواتيمالا .
الأفكار الرئيسية في رواية " لمن تُدَقْ الأجراس ؟ "

1-الموت هو الشاغل الرئيسي في الرواية . 2- الأختيار الصعب في أستسلام الذات من أجل الصالح العام .3 – مليئة بالتضحيات . 4- الشعور بالرفقة الوثيقة المتكاتفة في مواجهة الموت . 5- تستكشف الرواية الأيديولوجيات السياسية وطبيعة التعصّبْ . 6- فضح الفاشيّة .
أسلوب همنغوي في كتابة هذه الرواية بالذات
1-أستخدم همنغوي الصورة البيانية لخلق أجواء العنف والموت . 2- تميّز بأسلوبه البرقي المكثف السريع الواضح . 3- متسمْ بالسهولة المتعمدة على مستوى المفردة والجملة والفقرة ، وبالحوارات الواقعية ، والتخفيف من حدة الأنفعال ،4- إنّها قصة أخاذة محكمة بأسلوب مرهف وقوي .
المصادروهوامش البحث/ * منير بعلبكي /روايات همنغوي – مترجم * موسوعة المعارف العامة – الأدب – ندى جميل أسماعيل . * ويكيبيديا الموسوعة الحرة ----
الخاتمة/ حضرتني خاطرة شخصية لها علاقة بمضمون الرواية : أتساءل لمن يستحق من جميع النخب السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن { أنْ  تُدقْ لهُ الأجراس ؟! } ، أنّي مواطن عراقي مخضرم عايشتُ جميع الحكومات التي مرتْ علينا والشاهد البياض الثلجي الملعون الذي يعلوني وهو يشير عليّ بالسبعين ونيّف ، لم أجد قائداً أو حاكماً من أصحاب القرار يستحق أن تُدق لهُ الأجراس سوى " عبد الكريم قاسم " وهوحقاً مثلي الأعلى في حب الوطن ومشروعه التحرري ، وأنتمي لمشروعه العراقي روحاً وفكراً وأخلاقاً ، فهو أبو الفقراء والطبقة المتوسطة من دون أنْ يلحق ضرراً بالأغنياء ، عاش في الخاكي ومات بالخاكي ، وفي جيبه دينار وربع فقط مطلوب منها 750 فلس دين لصاحب المطعم المقابل لوزارة الدفاع الذي لم يتنازل عن هذا الدين وطالب بهِ !!!! ومن مستلزماته ومقتنياتهِ التي تركها بطانيه فتاح باشا وسفرطاس ، وكأنه يردد قول الأمام علي (لقد أخذتُ من دنياكم طمرين ولطعامي قرصين ، أنّكم لاتقدرون عليه ، فأعينوني بالورع والأجتهاد والعفة والسداد) وللأسف لاحياة لمن تنادي ، وأعدم بيد مجرم مأبون والذي حرمهُ من شربة ماء طلبها ليفطربها وهو صائم شهر رمضان ولم يفطر ليومين متتاليين (هادي العلوي/ عبد الكريم قاسم ---- الحقيقة ) أستحلفكم بكل المقدسات التي تؤمنون بها أنْ تخبروني شخصاً واحداً اليوم يحمل واحداً بالألف من سجايا هذا الرجل العظيم ، وأنظروا إلى وطننا الممزق والمحتل منذ ثمانية أشهر وقادتنا النشامى يتصارعون على موجودات الوطن المحتضر والشعب المليوني النازح في الهياكل الكونكريتية والبقية في غياهب منافي الثلوج ، وآخر خبر لقد أقرّ قادتنا الحيتان عفواً النواب موازنة عرجاء بعجز مالي 25 مليار دولار وبفرهودٍ مشرعن "بأسلمة سياسية" متسربلة بعباءات الدين والخرافة والدجل .
السويد / في 1-2-2015

.


 

315
العملية العسكرية المرتقبة/ لتحرير الموصل
عبد الجبار نوري
فلا نامت عيون الجبناء ووطنهم مستباح وأرضهم مسلوبة ونساءهم مهانات ، وكأني أسمع صدى وحشرجات وأنين وطني الأسيروهو ينادي "هل من ناصرٍ ينصرني" لبيكِ يا هويتي ونبض وجودي وملعب صباي وصومعة طقوس صلاتي وأيقونة عشقي الصوفي يا وطني الحبيب ، وأحسن سامي البارودي حين تغنى في "حنين الوطن" {وكيف أنسى دياراً تركتُ بها // أهلاً كراماً لهم ودي وأشفاقي  فيا بريد الصبا بلغ ذوي رحمي // بأني مقيمُ على عهدي وميثاقي} ، أنها نينوى شمال عرقنا الحبيب ، ومركزها الموصل ، وهي مدينة ذات طابع تأريخي تمتدُ جذورها إلى ستة آلاف سنة أو أكثر ، وهي تاج وطننا المرصعة بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات أشور بانيبال ، إنّها أم الربيعين عندما تتجدد عنفوانها وروعتها لفصلين ، إنّها الحدباء الموغلة في أعماق الزمن ، إنّها مدينة الخير والعطاء الرافديني --- إنّها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنّها مدينة أبي تمام وأسحاق الموصلي وأبن الأثير إنّها مدينة الفريد سمعان وكامل فزانجي ومحمد حديد وجواد سليم ، إنّها مدينة الشعب الموصلي المفعم بالعراقية الأصيلة  - وبشهادة أستفتاء معاهدة سيفر 1921 – و الذي أقترن بها بعقدٍ كاثوليكي لارجعة فيهِ وأعلن أنتمائها إلى المملكة العراقية في ظروف سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي – البريطاني – العثماني .
وفي غفلة من الزمن الأغبر ، وأحفاد أبي رُغال سقطت المدينة في 9-6-2014 بأيدي مغول وتتار جدد برابرة خارج التغطية الحضارية والأنسانية ، وأستخدموا السيوف والمعاول في تدميرها حضارة ووجوداً .
عبرمن التأريخ /لقد سجل التأريخ بحروفٍ من نور للحركات التحررية في العالم مثل : * تحرير الجزائربمطاولة نضالية زمنية قدرت ب 130 سنة ، ودفع فاتورة مشروع أستشهادي مليوني . *  تحرير ستاليتغراد من الغزو الألماني ولمدة ستة أشهر وبخسائر بشرية تقدرت ب 450 ألف قتيل و650 ألف جريح . * وتحرير آمرلي وجرف الصخر والسعدية وجلولاء وبيجي وأكثر من 80 % من تكريت وسامراء والأنباروأستعادة 65 كم2  من محيط الموصل داخل المدينة مما جعل داعش محتجزاً داخل المدينة  بات التنظيم معزولاً داخل حدود الموصل بعد أنْ أستطاعتْ " القوات المشتركة " عبر سلسلة من العمليات العسكرية أعادة السيطرة على مساحة تقدر بأكثر من 60 كم حول محيط المدينة وأضحت قريبة من مركز الموصل ب 10 كيلومترات بجهود تلاحم الجيش والبيشمركه والحشد الشعبي والعشائر المنتفضة بوجه داعش الأرهابي وبصمود حديدي منذ  ثمانية أشهر ، وفي 25-1 ألتحقت الوجبة الأولى من الحشد الوطني في معسكر غرب الموصل والذي من المفترض أنْ يتمّ تدريبهم على يد ضباط عراقيين ، وبشائر سيطرة البيشمركه على ناحية (وانه ) شمال الموصل والقريبة من سد الموصل ، وأنّ القوات الكردية حررتْ جميع القرى المحيطة بالناحية والتي تعتبر من المناطق الأستراتيجية لأنّها ستؤمّنْ الطريق إلى سد الموصل ، وأنّ القوات المشتركة قطعت الطريق الواصال بين سنجار وتلعفر والموصل وصار التنظيم محتجزاً في مركز محافظة نينوى والذي تقترب منها القوات العراقية بمسافة 15-10 كم في بعض المناطق.
العملية العسكرية الكبرى المرتقبة ومستلزماتها
أنّ العملية العسكرية الكبرى المرتقبة هي عملية محورية مصيرية وهي من أولويات القوات العراقية لذا تخضع للعقيدة العسكرية  وعذراً بما أني لست عسكرياً فأستقيتُ بعض المعلومات والآراء الميدانية من بعض زملائي وأصدقائي العسكريين :
1-أستكمال تحرير المناطق المتبقية من ديالى وصلاح الدين والأنبار تماماً والأهتمام الجدي العسكري بمسألة " مسك الأرض".
 2-الأعتماد على التلاحم والتجحفل بعنوان " القوات المشتركة " والتي تضم الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي والعشائر المسلحة المنتفضة بوجه داعش . 3- أبعاد( مارتن ديمسي ) رئيس هييئة الأركان المشتركة ، والجنرال (لويد أوستن) قائد القيادة المركزية الوسطى ، لأنهما يأخذان الأوامر من ( السي- آي – أي ) السيئة الصيت. 4- تكثيف القصف الجوي لمحيط المدينة في محاولة لقطع الأمدادات .5- شراء الوقت في تدريب القوات العراقية على حرب المدن . 6- تشكيل قوة من 12 لواء مقاتل منها 9 ألوية من الجيش العراقي و 3 من قوات البيشمركة .7- توفر ثقافة الوعي والرغبة الثورية بالتغيير والتحرركما يقول ماركس  الأحتلال والأستعباد لا يكفي في تحفيز الثورة بل " الوعي والأرادة والتصميم على مبدأ التحرير ، ونستذكر التصريج الصحفي لوزير الدفاع العراقي الشهم " خالد العبيدي " وهو يخاطب جنودهُ : ( ليكن شعاركم النصر لا سواه والأمل والعمل لا غيره ) ،  وأستبدال بعض القيادات بأخرى تتسم بالمهنية والوطنية والكفاءة ، لأنّ نكسة الجيش في الموصل أدت إلى ضعف الأداء وترهل القيادات وتولي عناصر غير كفوءة سلم القيادة وقلة الأنضباط والتدريب وسوء الأداء كما كان الفساد والمفاهيم العسكرية ، وهي صدمة رجتْ أركان الوطن من أقصاه إلى أقضاه وجعلتهُ في مفترق لحظات تأريخية حاسمة ، وندعو القوات المسلحة أستحضار معاني حب الوطن والتضحية من أجله ، والأبتعاد عن الأنتماءات الفرعية بكل صورها وأشكالها إلى أنتماء واحد هو { العراق أمنه وسيادته}/ أنتهى ، 8-الحيطة والحذر والتأهب بأعلى درجات القصوى وعد م الأستهانة بالعدوحسب أدق المعلومات الأستخباراتية لدى " خلية التحرير العراقية " أنّ العدو الداعشي سوف يقوم بهجوم مباغت على الأنبار لربما تكون الرفسة الأخيرة غايتها أجهاض الهجوم  العراقي المرتقب  ، ورفع معنويات عصابته المنهارة .
الخاتمة / فليس أمام العراقيين غير التوحد ونبذ الطائفية والأعتماد على قدراتهم الذاتية ، وبشارة خبر عاجل وأنا أكتب السطور الأخيرة من المقال : اليوم الخميس 29-1-2015 أستعادت قواتنا ناحية المعتصم في سامراء بعد ساعات من سيطرة داعش عليها ، وتؤكد مصادر أمنية أنّ  القوات العراقية أستوعبت آثار نكستها في الموصل ، وأستعادت زمام المبادرة ، وأنّ الجيش العراقي  يملك كل مقومات النصر ، وتحرير الموصل بات ممكناً لأمتلاك الجيش الأسلحة الثقيلة وغطاء جوي ---- والأنتصارات المتلاحقة زادتنا نفاؤلاً وأملاً بأنّ تحرير الموصل بات قريباً ، ويحق لنا أنْ نردد { أننا قادمون }
السويد/29-1-2015



316
الدولة الريعية ----- مستقبل مظلم
عبد الجبار نوري
مفهوم الدولة الريعية :هي الدولة التي تحصل على جزء كبير من دخلها من موارد طبيعية او زراعية أو أستخراجية على شكل ريع – والريع يعني النماء والأزدهار – تتحكم الدولة في السيطرة عليه وتوزيعه ، ويقسم الريع إلى قسمين :  **الريع الطبيعي وهو الريع الناتج عن المصادر الطبيعية غير المرتبطة بصنع الأنسان كالذهب والماس والغابات والمحاصيل الأستوائية والنفط الخام والغاز الطبيعي وأستخراج اللؤلؤ،** الريع الأستراتيجي : ما تجنيه الدولة التي تتمتع بموقع أستراتيجي جيوسياسي وتجاري مثل قناة السويس  وقناة بنما ، وأول من أستعمل هذا المصطلح " آدم سميث " في كتابهِ ( ثروة الأمم ) كشكلٍ من أشكال المردود المالي ، وأول من أستعملهُ كنمط أقتصادي" كارل ماركس" في كتابهِ ( رأس المال ) ، وكذلك الأقتصادي " ديفيد ريكاردو " في كتابهِ ( الريع التفاضلي) وفلسفها : بأنّ الريع هو الفائض الذي يستولي عليه الرأسمالي حين يكون مقدار العمل أشتراهُ أكبر من مقدار العمل المتجسد بالأجور المدفوعة للعامل وسمى نظريتهُ بالريع التفاضلي ،ثُمّ ظهرت دراسة للكاتب الأيراني ( حسين مهدوي ) 1970 عرّف أيران بالدولة الريعية التي تعتمد على النفط الخام منذ قرن من الزمن .
العيوب والمخاطرالمستقبلية للدولة الريعية
1-إنّ الدولة الريعية تبقى رهينة الريع الطبيعي تغيبُ فيها الأنشطة الأقتصادية المساهمة في مداخيل الميزانية . 2- ومن أبرز صفات الدولة الريعية عدم حدوث أي توسع في القاعدة الأنتاجية للأقتصاد عن طريق التصنيع والتنويع في مصادر الدخل ، وذلك لأنّ الدولة مسؤولة عن ضخ المبالغ الكبيرة من راس المال وتدويرها في الأقتصاد الوطني وأعطى الأنطباع بالرفاه والأزدهار الأقتصادي .3- إنّ الدولة التي تملك فوائض كبيرة من رأس المال تؤدي في الأقتصادات الريعية إلى المزيد في التدخل البيروقراطي في الأقتصاد مما يجعل أساليب الأنفاق العام تحت هذهِ الظروف تؤدي عادةً إلى نتائج عكسية تعوّقْ عملية تقدم وتطوّر النظام الأقتصادي والأحتماعي 4-الرفاه والأزدهارالأقتصادي يكون كمخدر للناس بأنْ تقتنع بالأكتفاء من المنافع الآتية من الأنفاق الحكومي ، مما يؤدي إلى تشجيع الأستيراد وطرد العملة الصعبة التي حصلوا عليها من ريع النفط . 5- إنّ النفط لم يساهم في خلق بنية صناعية في العراق . 6- السيولة الضخمة أدت إلى أرتفاع الأسعار في كل المجالات: الغذائية مثلاً أذ كان سعر كيلو اللحم في الخمسينات ربع دينارثُمّ إلى دينار واليوم إلى 15 ألف دينار، وفي العقارات وصل اليوم سعر المتر الواحد من الأرض إلى خمسة ملايين دينار.6- بما أنّ أقتصاد العراق هو ريعٌ نفطيٌ ، وهذا الأرتباط يعرّض أقتصادها إلى الهزات التي تصيب الأقتصاد العالمي ، وخير مثال : هبوط سعر البرميل من النفط من 110 إلى 50 دولار أدى إلى ظهور عجز في الموازنة 25 مليار دولار . 7- التصدير العشوائي لكميات النفط بحيث وصل في شهر يناير من العام الجديد إلى أربعة آلاف برميل يومياً وهو رقمٌ غير مسبوق في الأنتاج العراقي والحكومة فرحة-بغياب أستثمار العائدات في التنمية – حيث أنّها لا تعي ظهور الفوارق الطبقية الكبيرة ، طبقة برجوازية موسرة تسكن فلل فارهة وطبقة فقراء في بيوت الصفيح . 8- الريع لا يدمر الأقتصاد الداخلي " فقط " بل يمتد إلى مجالات أجتماعية وأقتصادية  وسياسية ومجالات أخرى متعددة  تتعلق بتدهور أخلاقيات العمل وأنتشار الأتكالية ، وتضخم الجهاز الأداري البيروقراطي ، وهي على الأغلب تُنشِأ حكومات دكتاتورية وراثية كما هو في دول مجلس التعاون الخليجي للسيطرة الأسرية على هذهِ الثروة .
العراق دولة ريعية
يعتبر العراق من الدول الريعية لأعتمادهِ الكلي على النفط الخام منذُ تأسيسهِ في عشرينات القرن الماضي بنسبة 95 %  ،  وقد تبدو كلمة الريعية النماء والأزدهار ، و مسكناً مؤقتاً في تلبية الحكومة لمتطلبات الناس بسهولة ، والقيام ببعض المشاريع الأستراتيجية الضخمة في العهد الملكي كبناء السدود العملاقة ونواظم الري ، ولكن يبقى العراق في قائمة الأقتصاد الأحادي الذي يفرض على الموازنة 70 % أتجاه أنفاقي و30 % أتجاه أستثماري تشغيلي  وهو مؤشر خطير في تباطؤ النمو الأقتصادي وعجز في الموازنة ، وصل إلى 25 مليار دولار ، وعجز الدولة بالقيام بالمشاريع الأستراتيجية  ، وقد أبدو متشائماً حين أقول أفلاس مستقبلي وهي الحقتْ  بظهور أنسان عراقي غير منتج كسول يعتمد على هبات الحكومة وعطاياها  والرواتب والبطاقة التموينية ، وظهور كتل سياسيةغير منضبطة وعشوائية لا تعي حرفاً من علم الأقتصاد حين تروّج توزيع عائدات النفط على المواطنين لكسب الشارع لصالحهِ في الأنتخابات ، ويتجاهل الحقيقة الأقتصادية بأنّ " الثروة للتنمية والأزدهاروتطوير البنى التحتية " في عملية الأنتاج الوطني ، ولننظر إلى " النروج " هي كذلك دولة ريعية لكنها دولة أنتاجية ودولة الرعاية الأجتماعية الناجحة ، وما العمل عندما ينفذ المخزون النفطي بعد نصف قرن أو أكثر ؟ وخاصة نحن لم نستثمر الغاز الذي يعادل قيمة النفط ، ومياه دجلة والفرات تنذرنا بالشحة لكون مفاتيحها بيد دول تضمر للعراق العداوة دوماً .
هل يتمكن العراق الخروج من من دائرة الأقتصاد الريعي ؟ نعم ب 1- تفعيل دور القطاعات الزراعية وبث الروح في الصناعات المتوقفة وتنمية السياحة الدينية . 2- معالجة الوضع الأمني . 3- توحيد المواقف السياسية عند النخب السياسية . 4- محاربة الفساد . 5- توسيع فقرة الأستثمار، وفتح المجال واسعًاً أمام القطاع الخاص بالمشاركة الفعلية في عملية النهوض التنموي مع أزالة البيروقراطية والروتين أمامهُ . 6- دراسة الخطة التنموية السريعة في بعض الدول ذات الأقتصاد الريعي مثل النروج . 7- الأتجاه إلى تنفيذ برامج دعم واسعة للقطاعات الأنتاجية غير النفطية للخروج من أسر الأقتصاد الأحادي . 8- تنمية الصادرات الغير نفطية  وتطوير مشروعات وبرامج لأعادة هيكلة الصادرات . 9 – أصلاح القطاع الضريبي .

وأخيراً قد يتساءل البعض هل إنّ النفط في العراق نعمة أم نقمة ؟
بظهور أول علامات وجود مكامن النفط في عشرينات القرن الماضي أتجهت اليهِ أنظار الدول الأستعمارية وأحتدم الصراع بين بريطانيا وفرنسا والدولة العثمانية وأصبح العراق تحت الأنتداب البريطاني الذي يعتبر ألأول من زرع الطائفية في بلدنا المتعب أساساً من ألأستعمار العثماني الشوفيني ، ثُمّ الأحتلال الأمريكي البغيض  في 2003 الذي لم يكتفي بتمزيق النسيج الأجتماعي بل أدخل منظمة داعش الأرهابية المتخلفة ليفرض علينا التقسيم والقواعد العسكرية للسيطرة على منابع الطاقة .
وأنّ هذهِ الثروة الريعية النفعية هي التي دفعت بالعساكر المغامرين بالقيام بأنقلاباتهم الدموية الديماغوجية الشوفينية للأستيلاء على السلطة والثروة والجاه فحكموا العباد بالحديد والنار ، وبعد 2003 أستلم البلاد قادة محاصصون أعتبروا كل العراق غنائم  يجب تقاسمها فغيبوا ثقافة المواطنة وفقدنا العراق أرضاً وشعباً (أرض محتله وشعب مهجر) .

عبد الجبارنوري
25-1-2015




317
الموازنة عبر الغرف المظلمة
عبد الجبار نوري
توطئة/ الموازنة هي التخطيط للأستخدام الأمثل للطاقات المادية والبشرية ، وتنمية أكبر قدرة من المواردعن طريق العمل على تخطيطها وأستخدامها لفترة مالية مقبلة ، وتعبير أقتصادي أدق : تعبير رقمي ( كمي وقيمي ) عن الخطة المستعملة لفترة مالية مقبلة ووسيلة للرقابة الفعالة على التنفيذ ، وهي بذلك تحقق هدفين رئيسيين هما التخطيط والتنسيق – والرقابة وتقويم الأداء ، وهي تلبية ضرورية وطنية لأستحقاقات واجبة التنفيذ ومتطلبات بناء البلد ، وتعني من الناحية النظرية أنْ تتضمن كافة معاملات المالية للحكومة أجمالي الأيرادات ، والمبالغ التي يتم أنفاقها ، والديون التي يجب سدادها والألتزامات المالية الجديدة والقديمة التي يجب تحملها ، ولا يمكن الحصول على الصورة الكاملة للموقع المالي للحكومة أذا كانت بعض البرامج أو بعض الجهات أو بعض الألتزامات خارج نطاق الموازنة ، أما الميزانية تعني توضيح المركز المالي للمشروع وحساب فترة سابقة والأرقام فيها أستخدمت فعلاً .
أهمية الموازنة / تمثل برنامج خطة عمل السلطة التنفيذية خلال الفترة المالية ، تموّلْ خطة التنمية الأقتصادية الجهد الأستثماري والجهد الأنفاقي في ألتزامات الحكومة في دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين وأصحاب العقود المؤقتة والدائمة ، دعم الجهد الأستثماري في تنفيذ المشاريع الأستراتيجية للنهوض في تطوير البنى التحتية وخاصة التركيز على مشاريع الماء والكهرباء والمجاري وخدمات الصيانة التي لها علاقة مباشرة بالمواطن ، وتسديد التزامات الحكومة مع المنظمات الأقليمية والدولية ، ويتوقف عليها مصير البلد حاضراً ومستقبلاً .
الموازنة المسكينة / أنها تمرُّ بعسر ولادة ترفض حتى القيصرية ، وأختار الجنين الأنتحار في موازنة 2014 بدل أنْ يقع بأيدي لصوص ومافية تجار البشر ، واليوم ونحن في أول  2015 والموازنة بمسيرة مكوكية بين مجلس النواب ومجلس الوزراء لا تدري متى ترى النور ؟ وأين تستقر ؟ وهي تندب حظها المتعثر التي لم يساويها مع بنكلادش أو جزر القُمُرْ أو غينيا بيساو !!! عندما تتقاذفها ركلات الكتل السياسية وفي عقيدتها " أنّ الموازنة هي غنائم " فتطرح سقوف تعجيزية وعالية من متطلبات فئوية ومناطقية وطائفية والزعل يكون في كافتريا البرلمان أو في أوتيل فور سيزن في عمان ومعها لافتة كُتِبَ عليها " لو ألعب لو أخرب الملعب " ونسيان أنّ العراق محتل ، وأكثر من مليوني عراقي نازح جياع عراة بدون سقف ، وأجتماعات الكتل السياسية وحكومة المقبولية والتوافق خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة للتوافق على تقسيم موروثات العراق المحتضر بالخفاء وبشكلٍ مريب غير مسبوق في جميع برلمانات العالم ، والظاهر أنّ موازنة 2015 أنْ لم تضيع كأختها موازنة 2014 ستتأخر وسيكون دافع الفتورة هو الشعب العراقي المبتلى .
العلاج / 1-قبل كل شيء هناك حكمة أقتصادية تقول : ليس بضخامة الموارد المالية يبنى الأقتصاد المستقر بل وضع الأشخاص الكفوئين في مواقع المسؤولية . 2- لم تكن الحكومة المركزية موفقة في لجوئها إلى التقشف الظالم لأنهُ لم يشمل السراق ولصوص المال العام والرواتب الخيالية الغير مسبوقة في أغنى دول العالم ، والبذخ الترفي في ألأيفادات المصطنعة والمخصصات الخيالية والعلاج  في المانيا ، بل شمول الشعب بالرسوم وبعض الضرائب وآخر خبر تخفيض رواتب عمال العقود .3- أستنساخ التجارب الناهضة والناجحة للدول المتقدمة في هذا المجال . 4- معالجة أقتصادنا الأحادي والأستهلاكي عندما يكون الرقم الأنفاقي 70 % بينما الرقم الأستثماري 30 % وهو مؤشر خطير يستوجب أيجاد وسائل بديلة لأنعاش الأقتصاد . 5- ضرورة أيقاف مسلسل الأغراق الأستيرادي بالتحوّل الحقيقي نحو دعم الأنتاج المحلي . 6- ضرورة تقديم دوائر الدولة كافة الحسابات الختامية للعام 2014 لوضع اليد والكشف عن السرقات. 7- ونقطة نظام للسلطة التشريعية يجب أخذها بنظر الأعتبار وهي :أحتدام الجدل على النفقات التشغيلية وأهمال ونسيان النفقات الأستثمارية بحيث تأتي في آخر ستة أشهرمن السنة . 8- أجراء مناقلات في تخصيص الوزارات لتقليص الأنفاق والعجز المالي من دون أنْ تمس رواتب الموظفين والفئات الفقيرة .9-الضغط على النفقات الغير ضرورية وأستحصال الديون الحكومية وأيجارات العقارات الخاصة بها ورسوم المهنة والأعلان .10- تأجيل تسديد ألأتزامات الحكومة مع المنظمات والهيئات الأقليمية والدولية ، وحسناً فعلت الحكومة حين تقدمت بطلب تأحيل قسط تعويضات الكويت ، ولكنها لم تفعل مع ألتزاماتها مع الجامعة العربية عندما دفعت لها 28 مليون دولار، و700 ألف دولار لدولة فلسطين .11- أعادة النظر بهيكلة الموازنة وتطوير الأجهزة الرقابية لحماية المال العام ، تنويع مصادر الدخل ، وتوسيع الأستثمار وهو البديل ألأول والأمثل لجلب رؤوس الأموال وتوفير فرص العمل . 12- أصدار السندات المالية لأشراك الجمهور المسؤولية الوطنية لدعم الأقتصاد الأحادي المعتمد على النفط .13- تحقيق الأستثمار بشكلٍ واسع وتسهيل عملها وتخليصها من البيروقراطية والروتين كما خطتْ لنفسها كلٌ من الأمارات وماليزيا 14- أصدار أذونات للخزينة وسندات حكومية لسد العجز ، كما يمكن الأقتراض من البنوك المحلية ، ويمكن سحب بعض من حصصها المالية المودعة لدى " صندوق النقد الدولي " . 15- ويتحدثون عن التقشف ! ومن مصدر نيابي اليوم الأربعاء 21 -1 :أنّ نثريات نواب رئيس الوزراء 24 مليار دينار عراقي أي تبلغ نثرية النائب 8 مليار دينار ، بالوقت الذي تحمل الحكومة المواطن مسؤولية العجز المالي من خلال فرض الضرائب والأدخار الوظيفي و" الحل" تقليل نفقات الرئاسات الثلاثة ومؤسسات الدولة تفادياً للعجز الحاصل في الموازنة .
وأخيرا ليعلم قادة القرار أن التأريخ لن يرحم ، وأنّ الموازنة ليست غنائم بل هي أستحقاق الشعب العراقي الذي أختاركم ، وأسألوا أنفسكم أين الحجاج وهتلر وصدام ؟ ولماذا التأريخ يشير بفخر إلى أبي الفقراء عبد الكريم قاسم  ، ومانديلا ، وغاندي ، ولومامبا، ومن المؤسف والمعيب ونحن نترقب بشغف آملين أن يكون اليوم 21 1 2015 مشروع الموازنة على طاولة مجلس النواب يبدو أنهُ غير موجود بغيابٍ مقصود لأحتدامها بصراع المصالح والمغانم ،والظاهر أنّ سيناريو موازنة 2014 تتجدد اليوم .
عبد الجبار نوري
في 21 -1-2015
 

318
السلطة الرابعة ---- ومسارها التراجيدي بعد السقوط
عبد الجبار نوري
يطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الأعلام عموماً وعلى الصحافة بشكلٍ خاص ، ويستخدم المصطلح اليوم في وسائل أبراز الدور المؤثر ( لوسائل الأعلام ) ليس في تعميم التوعية والمعرفة فحسب ، بل في تشكيل الرأي وتوجيه الرأي العام ، والأفصاح عن المعلومات ، وخلق القضايا ، وتمثيل الحكومة لدى الشعب ، وتمثيل الشعب لدى الحكومة ، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض ، ومنذُ أول منتصف القرن التاسع عشر ، أستخدم المصطلح بكثافة أنسجاماً مع الطفرة التي رافقت الصحافة العالمية ، منذُ ذاك الحين ليستقر على معناه الذي يشير بالذات على الصحافة وبالعموم على وسائل ( الأتصال الجماهيري) كالأذاعة والتلفاز .
وتعرض المفهوم ألى خطأ لغوي أنهُ يأتي تسلسلهُ بعد السلطات الثلاثة ، ليس هذا بل أنها تعني السلطة التي تحمل قوّة تؤثر في الشعب تعادل أو تفوق قوّة الحكومة ، وأنّ وسائل الأعلام تأخذ على عاتقها مسؤولية تقويم عمل الحكومة ومؤسسات الدولة في مكافحة الفساد وخرق القانون ولأنها تخاطب عقول الجماهير وعواطفهم بشرط أنْ يكون الأعلام فيها هادفاً وملتزماً ، ذو نزعةٍ ديمقراطيةٍ ، يتوفر فيها الموضوعية والحرفية والمهنية .
المسار "التراجيدي" للكلمة الحرّة بعد 2003
كان يوم 9-4-2003 بلا شك حداً فاصلاً في وضعية حرية التعبير في العراق بالأنتقال المفاجيء من بلدٍ ليس فيهِ سوى خمس صحف مرتبطة بالدولة ، وخمس محطات راديو وتلفزيون ألى أرقامٍ غير مسبوقة في تنوع وسائل الأعلام 346 مجلة وجريدة ، و220 حزباً وأئتلافاً ، وأعتبرت ( جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق ) الثلاثاء 13-1-2015 : أنّ العام 2014 بأنهُ الأقسى على الصحفيين العراقيين مؤكدة أستشهاد وأصابة 38 صحفياً وأختطاف 8 آخرين من قبل داعش ، وفيما رأت أنّ البيئة التشريعية تبقى هي الخطر الأكبر على حرية الصحافة حيث سجلتْ أكثر من 150 حالة أنتهاك ضد الصحفيين وأكثر من 220 دعوة قضائية ضد الصحفيين في محكمة النشر والأعلام التي لاتزال تحكم بموجب قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 الصدامية والتي  شرعنها البرلمان في 2011 و تراوحت الدعاوى بين الأعتقال والأحتجاز والضرب والمنع من التغطية والتهديد بالقتل ، وأنّ الأنتهاكات تركزتْ في المحافظات الأربعة الساخنة نينوى أنبار صلاح الدين وديالى ، وحول أبرز الأنتهاكات ألتي سجلتها الجمعية في تقريرها السنوي 12 حالة أعتقال وأحتجاز و54 حالة أعتقال في أقليم كردستان و22 حالة أستهداف مؤسسات صحفية وأعلامية ، و هذا التردي يعود إلى المنظومة القانونية في العراق التي لا تضمن حرية العمل الصحفي بل تهددها ، وأنّ الذي حدث في 2014 أنّ الحكومة خيبتْ الآمال برفضها مسودة مشروع قانون حرية التعبير إلى مجلس النواب والذي يعتبر تجاوز على الدستور والنظام الديمقراطي.
صحفيون مشاريع أستشهاد
 وأختلطت الأوراق بعد السقوط بين الأحتلال الأمريكي البغيض وبين الذين سموا أنفسهم بالمعارضة حاملين معهم فايروس المحاصصة السيئة الصيت ، وعشرة سنوات والشعب ممزق والعراق معرض للبيع في مزاد العهر السياسي ، لذا يصعب عليك تشخيص القاتل و "يغلق الملف ويسجل بأسم مجهول" !!!
* أغتيال أطوار بهجت وأثنان من الأعلاميين معها عدنان خيرالله وخالد محمود على طريق سامراء . *أغتيال الصحفي الدكتور محمد بديوي في بغداد . *أغتيال الصحفي زرادشت عثمان  في كردستان. *أغتيال الناشط والأعلامي هادي المهدي في بغداد . *أغتيال الصحفي كاوه كرميان في كردستان . *أغتيال نورس النعيمي / مقدمة برامج في الموصل . *أغتيال المفكر والناقد الأعلامي كامل شياع في وزارة الثقافة قي بغداد . وهذه الكوكبة من الشهداء ليس ألا جزء يسير من قافلة أقلامٍ حرة عراقية لامعة  ، وعذراً لمن لم يحضرني ذكره.
حال السلطة الرابعة بعد السقوط
1-ظهور مواقع الكترونية غير مهنية ، دعائية ، نفعية ، محرضة ، مخترقة ، هدامة ، عميلة . 2- ظهور – على الساحة العراقية – أحزاب عدة ذات مشارب وأتجاهات مختلفة تمتهن الطائفية والأثنية . 3- الأعلام المنفلت أدخل العراق برمتهِ في حربٍ خفيةٍ ومعلنة أحياناً كان ضحيتهُ المواطن العراقي أولاً وآخراً. 4- وأصبحت الساحة الأعلامية العراقية مفتوحة لكل من يرغب مع غياب شبه تام للقوانين والأنظمة . 5- معظم وسائل الأعلام العراقية تعبر عن توجهات دينية وطائفية وأثنية لا عراقية . 6- تبعية هذهِ الوسائل إلى أحزاب سياسية أو تيارات دينية . 7- بُعدها عن الخطاب الوطني " مع أستثناءات بسيطة لبعض وسائل الأعلأم المعارضة " . 8- تميّز العمل في المؤسسات الأعلامية بالمخاطرة فقد تعرّض الأعلاميون للتصفية الجسدية . 9- غياب القوانين والأنظمة التي تنظم عمل الأعلام والعاملين فيه وأصبح يبدو أعلاماً فوضوياً نابعاً من الفوضى السياسية . 10- عدم الألتزام بالمهنية والمصداقية لآبراز الكلمة الحرة وذلك لآنها مرتبطة بأجندات خارجية وداخلية . 11- أصبحت ملكية وسائل الأعلام العراقية ملكية خاصة بعد أنْ كانت حكراً على الحكومات المتعاقبة . 12-التحوّل المفاجيء أدى إلى تغيّرْ " حرية الصحافة " من الشّدْ للحزب الواحد إلى ممارسة ثقافة الصحافة التعبوية المجتمعية للرقابة بدل الحزب الواحد وهو شيء أيجابي وجيد ولكن هذا الأعلام وللأسف يحمل في طياتهِ توجهات " المحاصصة" مع غياب الأنضباط الأخلاقي والوطني مما حولهُ إلى أعلامٍ طائفي وأثني .
وأخيراً/ في يوم 15-1-2015، أحتفل الصحفيون العراقيون بعيدهم الثالث والأربعين بعد المئة وتزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة والمباديء الأساسية للأعلام الحر وبحضور حكومي ولجنة حقوق الأنسان ، وجمعية الدفاع عن حرية الصحافة ، ونقابة الصحفيين العراقيين ، والجمهور الحاضر رحبوا وأشادوا بكلمة رئيس الوزراء وأجراءاتهِ القيمة في أنصاف الأعلام العراقي ودعم الحكومة لحرية الصحافة ، العبادي يلغي جميع الدعاوى القضائية التي طالت الصحفيين العراقيين والمؤسسات الأعلامية ، ورفع الحضر عن بعض الفضائيات بشرط الألتزام بالكلمة الحرة الموحدة للعراقيين ، وهي رسالة أطمأنان إلى جميع وسائل الأعلام في ممارسة دورها الرقابي على جميع مؤسسات الدولة ، ونقل الحقيقة من أرض الخبر وعدم الأعتماد على الأعلام المزيّف ، وبذلك يمكن تقوية جسور الثقة بين الأعلام والجمهور بأسماعهِ " الحقيقة والحقيقة " فقط -----
الهوامش/ روفائيل بطي/الصحافة في العراق ص35 ---- عبد الرزاق الحسني/ تأريخ الصحافةالعراقية ص7
عبد الجبار نوري
في 17-1-2015

319
غزوة باريس ----- وكرنفال اللومانتيه
خواطر" للمقارنة " فقط

عبد الجبار نوري
باريس تلك المدينة الحالمة على ضفاف نهر السين الرقراق الجميل الذي يحكي تأريخ هذا الشعب العريق وبصماتهِ البارزة في التراث العالمي في الأدب والفن والعلوم وشواهدها الحضارية جامعة السوربون وأيفل واللوفر ونوتردام والشانزليزيه وقوس النصرونُصُب تذكارية لقامات وطنية كديغول ونابليون وروسو وهيجو ، وأني من عُشاق هذهِ المدينة الجميلة حيث تكررت زياراتي لها ولعدة مرات وخاصة عند مهرجان اللومانتيه ، وبعد كل مرّة يزداد حبي وتعلقي بها ، وحزنتُ عند سماعي بالهجوم الوحشي البربري للأخوين" كواشي سعيد وشريف" المتخلفين والمليئين بالحقد على البشرية والكلمة الحرّة ، وأنّ صحيفة (شارلي أبيدو) الساخرة كثيراً ما تنتقد الديانات الأخرى والجماعات الأسلامية فضلاً عن السياسيين والشخصيات العامة أنتهتْ بمقتل الشخصين المهاجمين ومصرع 12 شخصاً وجرح 11 يوم الأربعاء 7-1 2015 ، ومسلح ثالث بأحتجاز رهائن في متجر يهودي والتي أنتهتْ بمقتل خمسة أشخاص بينهم منفذ العملية ، وعند تحليل شخصيتهم سايكولوجياً نجدهم قد لجؤا إلى دول الأمان هرباً من دكتاتورية بلدهم الأم فبدل أنْ يوجهوا أنتقامهُم إلى الحكام ألذين أضطهدوهم نجدهُم ينتقمون من الدول المضيفة لهمُ ألتي آوتهُم وأكرمتهمُ وهيأتْ لهم جميع المساعدات الأنسانية ، فبسعيهم لأيجاد ضحية بديلة يدلُ على جبنهم وخوفهم من عدوهم الأصلي فهم في غيبوبة مستديمة فهو يدل على الغدر ونكران الجميل .
أنّ مذبحة صحيفة ( شارلي أبيدو ) ولدت صدمة كبيرة في فرنسا الأمر الذي أدى الى حملة تضامن وتعاطف في مختلف أنحاء العالم وقد خرج يوم الأحد 11-1-2015 أكثر من مليون ونصف متظاهر بمسيرة عارمة سميت " بمسيرة الجمهورية " وبمشاركة 50 دولة وحكومة وزعماء سياسيون للأحتجاج وأستنكار تلك الجريمة البشعة  التي نالت مواطنيهم ، وسيجتمع البرلمان الأوربي ومنظمة حقوق الأنسان للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل بأستدعاء تركيا وأرسال تحذيرات للسعودية وقطر واليمن بقطع الأمدادات عن المتشددين الذين أعلنوا شعارهم {أسلمة أوربا }وتبنت القاعدة في اليمن العملية الأرهابية ، وخرجت بعنوان بارزعلى صفحات التواصل الأجتماعي الخاص بها " أفلحتْ الوجوه " للغزوة المباركة في فرنسا  .
تداعيات مذبحة صحيفة شارلي أيبدو
1-، المتشددون أساؤوا للأسلام أكثر من الرسوم الكاريكتيرية لآنّ الذين قاموا بهذه العملية الأجرامية البشعة ينسبون أنفسهم ألى الأسلام أعطت الأنطباع السيء الموجود في أذهان الأوربين عن الأسلام أكثر مما أساء أعداؤهُ بالرسوم الكاريكاتيرية.2  -الأرهاب ضد الصحافة ألتي هي السلطة الرابعة وخصوصاً في دولة الضيافة وهو أنكار لأبسط القيم الأنسانية وقيم الضيافة والأيواء بنكران جميل وزرع الخوف والرعب والتأهب والحذر في نفوس الناس  . 3- ويعتبر منتهى التحلل الخلقي والسقوط الأجتماعي . 4- أثبتوا أنّهم لا يحملون آيديولوجية بل أمراض سايكولوجية مليئة بالحقد والكراهية على جميع بني البشر . 5- أستهداف الحرية والديمقراطية عموماً وضرب حرية الصحافة بشكلٍ خاص والتي تشكل أساس الحكم الديمقراطي ، وهذه العملية الأرهابية بلورت الحقيقة بأنّ الأرهاب ليس لهُ جغرافية فهم عابرو حدود . 6-  الهجمة البربرية عززتْ الصورة القاتمة عن المسلمين وهو ما ينعكس على جميع الجاليات ألمهاجرة ألى البلدان الأوربية . 7- تعميق الأحتقان ألآيديولوجي والحضاري. 8- غزوة مذبحة  شارلي" نبهتْ " الأوربيين إلى تعديل معاهدة  (شينغين) التي تخص أمن الحدود لدول الأتحاد الأوربي ، وأنّ الأرهاب أخذ بعداً أوربياً لذا يجب الوقوف بحزمٍ ضده وتبين للغرب وأمريكا بأنهم صانعي الأرهاب : وهذا أعتراف صريح من رئيس الوزراء الفرنسي السابق ( دومنيك دوفيلبان ) عشية الهجوم على الصحيفة المنكوبة : إنّ داعش وليد غطرستنا ألتي حولّتْ بؤرة أرهابية في أفغانستان إلى 15 بؤرة في 13 عام . 9- واليوم 12-1 خبر من موقع( أنترناشونال بيزنيس ) الأمريكي: أنّ الموساد الأسرائيلي هو المسؤول عن أقتحام مجلة شارلي أبيدو أنتقاماً من فرنسا لتصويتها لصالح فلسطين ، وهذا دليل دامغ على العلاقة الوطيدة بين هذهِ المنظمات الأرهابية وأسرائيل .   
خواطر حزينة للمقارنة فقط !!!

شتان بين باريس الوديعة والآمنة عند مذبحة صحيفة " شارلي " وكرنفال صحيفة اللومانتيه ، عندما ذبح الأخوان كواشي أكثر من 25 أنسان بريء ، بينما شباب كرنفال اللومانتيه ينشرون الورود والأبتسامات وأغصان الزيتون على المحتفلين ، أنّ أرهابيي شارلي يحملون عقيدة مفخخة بالأرهاب بينما شباب اللومانتيه يحملون عقيدة حماية الجنس البشري ، عند وصف حال باريس عند الهجوم : جُمدتْ الحياة على الأراضي الفرنسية ظهر يوم المجزرة وتوقفت عربات المترو في العاصمة وقُرعتْ الأجراص ونُكستْ الأعلام وألغيت الكثير من الأحتفالات التقليدية بمناسبة العام الجديد وخرج أكثر من مليوني مواطن وكافة الأحزاب الفرنسية وبمشاركة 50 من رؤساء وحكومات دول العالم ومنظمات المجتمع المدني ، ولف المدينة غيمة حزنٍ وكآبة وحسرة والكل يردد أنها جريمة لا تغتفر.
أما مهرجان اللومانتيه السنوي الذي تحيه جريدة اللومانتيه الشيوعية حين تلبس باريس حلة عرس ملونة بأعلام الدول المشاركة  بكرنفال رائع بين عرض الشعوب لفولكلورها من الثراث الشعبي ،  وما يغمر الجمهورمن فرح وبهجة  فالمدينة حيّة لاتنام فكانت مشاركتي 2014 سجلتُ فيها ذكريات لاتنسى أذكر منها : خيمة الحزب الشيوعي العراقي وهي تعرض التراث العراقي والخيمة البرازيلية التي تصدح بالسامبا رقصاً مع الأغنية والخيمة اليونانية بعرضهم رقصة الزوربا ، وأنهمرت دموعي حين وقع نظري على لافتة كُتبَ عليها { أحذر يابني أنْ تجرح ذات يوم قلب أنسان/ زوربا اليوناني} رباه أية مفارقةٍ هذهِ ؟ والأنسان هو نفس الأنسان !!! لا لا  السر عند المدرسة التي  تعلمهُ { أنّ الأنسان أثمن رأسمال } ---- .
المجد والخلود لشهداء الصحافة  اليسارية الفرنسية ، والخزي والعار لمنفذي الجريمة النكراء

320
القصف الأمريكي لداعش/ مشروع فتنة!!!
عبد الجبار نوري
تحدثتُ في مقالات سابقة تحذيرية موسومة بعناوين مختلفة " أمريكا عدوة الشعوب " مستعملة كافة الوسائل الخبيثة بنرجسية مفرطة ومشرنقة نفسها بديماغوجية وميكافيلية متطرفة في تعاملها مع شعوب العالم الثالث ، وخصوصاً مناطق الشرق الأوسط حيث مصادر الطاقة بما فيها العراق بالذات ، وهي العدو الحقيقي ومصدر كل خراب!!! ، وأنّ ألاعيبها أصبحت لن تنطلي على شعوب المقهورة  المكتوية بالأطماع الأمبريالية الأمريكية ، وبصمات " ال سي آي أي " السيئة الصيت في الأنقلابات العسكرية  الدكتاتورية الرجعية المليئة بالشوفينية لحد النخاع ، وبما أن الأمور بالنيات – كما يقولون -  فأنها تؤول إلى ماتظمرهُ القلوب تكشفهُ تصريحات المسؤولين الأمريكان : بأن الحرب مع داعش ستستمر لعقود من الزمن ، ثُمّ خُفِص الرقم إلى ثلاث سنوات بعد أنتصارات الجيش العراقي في تحريرهِ المدن المحتلة من قبل داعش ، والأقوى من هذا التنبؤ العدواني تصريح " كلنتون "{ نحن نقاتل من صنعناهم قبل عشرين عاماً} وهنا يكاد يقول المريب خذوني عندما يكون سقطة لسان لكن أن يخطأ الطيار الأمريكي المحترف والمدرب بأعلى التقنيات والدورات التكنلوجية الحديثة في الحرب – أشبه بدورات وكالة ناسا الفضائية -  مع داعش وينزل السلاح والمؤن لهم في سوريا والعراق ولعدة مرات بأختلاف الزمن والمكان ، أليسوا هم الذين وجهوا صاروخاً من خليج " أخوة يوسف " ليبحث عن مسكن الفنانة " ليلى العطار" في العطيفية لأنّها أساءتْ للرئيس بوش ؟ ، ولماذا لم تضرب أمريكا الخليفة المزيّف البغدادي وهو يلقي خطبة الجمعة في الموصل في 22-8-2014 ؟؟ عندما حددتْ مكانهُ !!! ، ثُمّ أنهُ كان معتقلاً في السجون الأمريكية ، وقد أطلقتْ سراحهُ بشكلٍ ملفتْ للنظر !!! ثُمّ ترصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولارلمن يدلي بمعاومات تؤدي إلى القبض عليه !!! ما هذه الأعمال الصبيانية ؟ بالتلاعب بمصائر الشعوب وعواطفها .
أدلة وتصريحات أمريكية " تكشف تبني أمريكا لداعش الأرهابية 
*تصريحات الخبير الأستراتيجي الأمريكي الشهير( وليام أنجدال ) وهذهِ نصها حرفياً لمجلة ( أنفور ميش  الأمريكية) يقول : أنّ عصابات داعش الأرهابية التي يرمز أليها في الغرب بأسم " الفرقة الخاصّة " في الجيش الأمريكي ، وأستعملتهم كوسيلة لخلق فوضى تمكن من أنشاء دولة دينية مبنية على الشريعة الأسلامية على غرار دولة الخلافة الأسلامية السالفة لحساب مصلحة العسكرية الأمريكية ألتي أندمجت في هذهِ العملية لمدة حقبة كاملة ، ولقد أستمرّ العنف لأكثر من حقبة كاملة منذُ النفوذ الأمريكي للعراق ، لأنّ أمريكا كانت منغمسة عسكرياً في الشرق الأوسط ، فالأمر هكذا بمنتهى البساطة قامت بأسقاط حكم صدام حسين وبعدهُ نظام حسني مبارك في مصر وأشعال موجة ثورات الربيع العربي في طول العالم العربي وعرضهِ لأعادة تنظيم المنطقة كاملة بما يتفق مع مصالح العسكرية الأمريكية في مواحهة كلٍ من الصين وروسيا أساساً ، وأنّ أدارة " أوباما " لديها مشروع مع جماعة الأخوان في مصر لذا أمتعضتْ حكومتهُ عند سقوطهم وحينها قطع أوباما المساعدات عن مصر ، وأنّ " بتراوس " قائد قوات الأحتلال الأمريكي في العراق هو الذي خلق الشحن الطائفي بين السنة والشيعة في العراق ، فقد تمّ تدريب الأرهابيين عن طريق القوات الأمريكية الخاصّة في جورجيا ، ثُمّ تجنيد الشيشانيين وتدريبهم في قواعد سرية تابعة لحلف الناتو في تركيا والأردن } أنتهى.
*صورة تجمع بين السيناتور الأمريكي ( جون ماكين )وزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي على مواقع التواصل الأجتماعي مما يؤكد وجود أرتباط خفي بين أمريكا وهذا التنظيم الأرهابي .
*التقرير الرئيسي السنوي للبنتاكون والذي نُشرفي 15-أكتوبر 2014 يعلن دراسة وكالة الأستخبارات المركزية في تقديم المساعدات العسكري واللوجستية للمتمردين السوريين للأطاحة ببشار الأسد .
*وأنّ أعلان أمريكا أستراتيجيتها الجديدة بشأن العراق في تحشيد التحالف الدولي لضرب داعش ، هل تخشى أمريكا خطر هذهِ المنظمة الأرهابية ؟ أم هناك نوايا خاصة تتخطى حدود الأعلان المزمع وهو " مشروع فتنة " ويتكشّفْ لنا وبعد مرور سبعة أشهر على أحتلال داعش لأراضينا أنّ أمريكا والتحالف الدولي غير جادين في محاربة داعش لأنّ التقنية والتكنلوجية التي يمتلكها يستطيعان من خلال تحديد مواقع الجماعة الأرهابية وقصفها وأنهاء وجودها خلال شهر ، وأنّ ما تقوم بهِ أمريكا والتحالف الدولي من رمي بالونات وشحنات من الأسلحة والعتاد والمؤن على داعش ، وأنّ هذهِ الظاهرة الأمريكية المخادعة ظهرتْ لأول مرّة في معارك ( عين العرب ) في مدينة كوباني وفق ما عرضهُ داعش على حساب موقعهِ في التواصل الأجتماعي التويتر في أكتوبر 2014 ويظهر فلم الفديو كيف تنزل طائرة شحن أمريكية معدات ومؤن ، وأحد أمرائهم المعتوهين يكبر " أن ربكم أنزلَ لنا ألفاً من الملائكة مردفين" (ومن ها المال حمل أجمال !!!) ، *أخبار على مواقع متنوعة الأتجاهات تنشرخبرعاجل : الأحد 4-1-2015 الطيران الأمريكي يقصف مقرّاً للشرطة العراقية في بيجي ، الأمن والدفاع النيابية " لدينا وثائق مصورة تؤكد مساعدة أمريكا لداعش ، نشرت عدداً من وسائل الأعلام المحلية يوم الجمعة الماضي26 -12-2014 مقطع فديو يعرض أحدى طائرات التحالف الدولي بأسقاط بالون على منطقة ( الخضيرة الشرقية ) جنوب صلاح الدين ، أكد قاسم مصلح آمر لواء مشارك في المعارك عن هبوط منطاد من طائرة هيلكوبتر أمريكية تحمل العتاد والذخيرة للمجاميع الأرهابية في منطقتي ( يثرب وتل الذهب ) أعقبها أستهداف قضاء بلد بالهاونات ، وأنّ مجلس صلاح الدين يؤكد أنّ حادثة أسقاط أسلحة ومؤن للدواعش بالمظلات تكررت في قضاء الدور ، وبالمفهوم العسكري أنها ترقى إلى أيجاد " غطاء جوي " للعدو الداعشي ، أنّ أمريكا تحاول خلط  الأورق وتزييف الحقائق بحجة الأشتباه في عدم تمييزها في ألقاء المساعدات ، وأنّ هذا الأمر مخالف للعقل والمنطق  بأعتبار لديها أجهزة متطورة مرتبطة بالأقمار الصناعية تستطيع من خلالها التمييز لما موجود على الأرض بدقة متناهية ، والذي هزّ ثقتنا نحن الشعوب المكتوية بألاعيب المخابرات المركزية الأمريكية ، مواقفها المشينة وتحركاتها المريبة/أولاً والأدلة والشواهد والوثائق المعززة بالصور الأفلام/ ثانياً خلال الحرب الداعشية يتوجب علينا أخذ الحيطة والحذرمن هذا العدوالمتلوّنْ والذي يظهر نفسهُ صديقاً وهو يخفي الأعظم ولنا في قول الأمام علي عبرة ( اللهم أكفني شر أصدقائي وأما أعدائي فأنا كفيلٌ بهم ).
الأهداف الستراتيجية البعيدة والقريبة لأمريكا من وراء التقارب لداعش الأرهابية
1-تمزيق دولتين عربيتين موجودتين منذُ آلاف السنين هما العراق وسوريا . 2- ضمان بقائها في المنطقه لحماية مصالحها فيها. 3- تطبيق مشروع بايدن في تقسيم العراق إلى ثلاث كانتونات عرقية  متناحرة . 4- ألغاء خارطة سايكس بيكو ورسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بتقطيعها إلى دويلات مدن عرقية ومذهبية ودينية هزيلة لأرضاء حليفتها أسرائيل. 5- إنّ السياسة الأمريكية الحالية تعمل على توسيع رقعة المواجهة في المنطقة والسعي إلى أستغلال ملف مكافحة الأرهاب لتصفية حسابات في منطقة مصادر الطاقة وخاصة العراق  6- إنّ داعش دُعِمَتْ أمريكياً بأموال خليجية لم تكن سوى لُعبة تكتيكية لتبرير التدخل الأمريكي مجدداً بحجة جماية الأقليات أي منفذ للداخل بحجة ضرب داعش . 7- أنّ أمريكا تعمل على أطالة الحرب ضد داعش للحصول على ضمانات وأمتيازات من الحكومة العراقية لأقامة قواعد عسكرية دائمة في الموصل والأنبار.8- أنّ تسهيل الأجهزة المخابراتية الأوربية والأمريكية لعمل هذهِ الجماعات والقيام بتمويلها ودعمها سراً لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها مثلما شاهدنا ولمسنا في الثمانينات صناعتها من قبل أمريكا في أفغانستان لتقويض الحكم الشيوعي فيها .9- وحرب داعش أسقطتْ ورقة التوت عن هذهِ المنظمات عندما لم توجه سلاحها نحو أمريكا وأسرائيل بل إلى العرب والمسلمين لكونها مجردة من أي آيديولوجيه عقائدية بل أنها منظمات رادكالية متشددة . 10- وأنّ الحقيقة التأريخية أصبحتْ داعش الولد المدلل المحاط بالعناية الأمريكية لأنها تقاتل المسلمين العرب نيابة عن السي آي أي وذلك لأضعاف دول الطاقة المستقبلية في الشرق الأوسط .

عبد الجبار نوري
في 8-1-2015


321
النازحون - على صفيح ساخن
عبد الجبار نوري
النزوح القسري أقسى أنواع العقاب اللاأنساني ألذي يهدد كيان ذلك الأنسان المشرد معنوياً ومادياً مصيرياً  حين يضطر ألى ترك مسكنهِ وأموالهِ وذكرياتهِ وعلاقاتهِ وأرتباطاته الأجتماعية تحت سلطة شريعة الغاب الذي فيه "سيف" أعمى بيد مجنون مهوس وملوّث عقلياً باوهام هو الحاكم وليس الأسد حين يكون الحيوان أرحم ، وهي بالتأكيد جريمة حرب تحدث في ظل صمت المجتمع المحلي والأقليمي والدولي، وذكرت واشنطن بوست في 30-12 -2014 : أنّ داعش وضعتْ أختيارين لا ثالث لهما { الموت أو النزوح } فأختار الجميع الهروب إلى الشمال ونحو الوسط والجنوب ،{ لذا أصبح العراقيون النازحون غرباء تحت خيمة وطنهم }.
وقد دقّتْ منظمات أنسانية تابعة للأمم المتحدة – ولو بشكلٍ خجول – ناقوس الخطربسبب النزوح ألذي شهدهُ العراق في الفترة الأخيرة فقط حين أصطدمت بالرقم المليوني المهجّرْ في حين النزوح في العراق لهُ تأريخ طويل منذُ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بظل جمهورية الخوف 1968 --- وألى سنة  2006و 2007 سنوات العنف الطائفي العجاف ، والحقيقة أنّها بدأت مع أطلالة 2003 بسبب الأحتلال الأمريكي ، ثُمّ 2006 بعد تصاعد الموجات الطائفية ، واليوم ونحن في المربع العنفي الثالث وعندما طفحتْ معاناة النازحين ألى أرقامٍ فاقتْ حسابات " غينيتس" ودخول فصل الشتاء وتساقط الأمطار والثلوج في أقليم كردستان ، وأعترفتْ المنظمات الأنسانية بوصول عدد النازحين الى 4-2 مليون نسمة والذين نزحوا من موجات العنف المتتالية التي بدأت في مطلع سنة 2014 العام الذي كان عاماً للمحنة والألم والتهجير والقتل والسبي وسقوط الشرف الوطني !! الذي سلّمَ قادة الموصل المدينة لمنظمة داعش الأرهابية المنفلتة  في مطلع حزيران ، التي سبتْ نساءهم وعرضوهنّ للبيع في سوق الموصل على دكة النخاسة ، يا لرخص الوطن عندما يكون قادتهُ سياسيون سماسرة ولصوص وخونة وجواسيس !!! ، وغياب الحس الوطني وخصوصا  عند " بعض" الجمهورالموصلي" – وهم ينظرون إلى مأساة الأقليات والعوائل المشردة  من المسيحيين وألأيزيديين وحتى المسلمين بمذهبيه السني والشيعي والشبك والتركمان بغياب الغيرة والأحساس الوطني والديني ، ويفترض فيهم الحياد على الأقل ولكنهم أصبحوا (حواضن) لداعش المحتل الأجنبي ، وصفقوا لهُ ، وأخذوا يرمون الجيش العراقي بالقناني الفارغة ، ويطالبونهم بالرحيل .
معاناة النازحين/ 1-ضغوطات نفسية ومواقف كارثية قبل وبعد التهجيروأضطهاد وترهيب وتهميش وفقدان الخدمات الأساسية بشكلٍ قاتل .2-أنّ الصراعات والأزمات والكوارث تؤدي إلى نقصٍ حاد في الخدمات الأقتصادية والأجتماعية والصحية في السكن في أماكن لاتصلح للعيش البشري وضغوطات سياسية ونفسية كالشعور بالخوف والحزن والقلق والأحباط والفشل والأكتئاب والتوتر وفوبيا المستقبل المجهول وثُمّ إلى الأمراض الجسدية كالأمراض المزمنة المبكرة والتأثير الخلقي على الأجنة في المستقبل .3-قتل الآلاف من الأقليات من كبار السن والأطفال وأعدام ميداني لشبابهم وسبي نسائهم كغنائم وتعريضهن لجهاد المناكحة طبقاً لشعار داعش  (حسب منهجية الخلافة النبوية التي يتبنونها باطلاً ) . 4-ترك تداعيات سلبية على الأقتصاد العراقي جراء ترك المهجرين لوظائفهم وأعمالهم .5-تعرض البنية التحتية للدمار والخراب في حرب المياه  والكهرباء ونسف الجسورفي المناطق الأصلية للنازحين أنتقاماً منهم .6-النزوح سبب كارثة " ديموغرافية " بتغيير الخارطة السكانية كتهجير 400 ألف من الأيزيديين من قراهم ، وكذلك 400 ألف من الشبك من نينوى ، وحوالي 700 ألف من التركمان تركهم لموطنهم الأصلي في نينوى لكونهم من طائفة كفرها داعش وأباح دمها ، وهذا التغيير الديموغرافي سوف يؤدي إلى تغيير جغؤافية المنطقة خصوصاً التي تقع ضمن المناطق المتنازع عليها .7- وما قرية بشير وآمرلي إلا شواهد تأريخية على ما فعلهُ الزناة تلك العصابة المتوحشة الضالّة :أول ما أستباحوها قتلوا شيوخها المسنين وأطفالها وأعدموا ىشبابها ميدانياً وهم عُزّلْ من السلاح وثُمّ سبي النساء  كغنائم بموجب شعارهم { دولة أسلامية على منهاج الخلافة النبويّة }  ومحاصرة تلعفرالتي يتفاسم فيها السنة والشيعة العيش سوية ، فأستباحتها قوى الظلام بوحشية مفرطة ومدمرة لا تبقي ولا تذر لم تفعلها النازية حين أحرقوا المنازل وهدموا دور العبادة وقتلوا المئات بأستعمال السيف في رقاب العباد ونهب الممتلكات والأموال كما فعل المغول في أجتياح بغداد ، وللعلم والتذكير أنّ ما ما يقارب من ألف أسرة أكثريتهم من الأقلية الأيزيدية  محاصرة على جبل سنجار تحيط بهم زمرة داعش الضالة وهم يعانون زمهرير شتاء الجبال وقلة الغذاء وشحة  في الأدوية وحليب الأطفال ، وتلاطمت أفواج النازحين من الأنبار مع الفارين من جميع المعارك ( مجهولة الهوية) ، وكان نصيب سامراء وخانقين والسعدية وجلولاء والمقدادية وجرف الصخر الفارين من ( الهجمات الداعشية الأرهابية) التي قتلت العشرات منهم وأحرقت بيوتهم ومن ( جحيم التهجير الطائفي ) 
التوصيات/ أطلعتُ على آراء وتوصيات المنظمات العالمية الناشطة ضمن حقوق الأنسان وجدتها لاترقى إلى أكثر من أنّها توصيات ومساعدات فقيرة لا تعالج ألا جزءً يسيراً من الكارثة والمأساة الأنسانية ألتي يعانيها شعبنا النازح هي مسؤولية الحكومة صحيح ولكن يجب أنْ تتظافر الجهود الحكومية والشعبية لحلها أو التخفيف عنها بتنشيط ثقافة المواطنة لأحياء :
*" مبدأ التكافل الأجتماعي" وتقديم المساعدات العاجلة أضطراراً وعجلةً خوفاً على حياتهم للوصول أليهم ونقلهم إلى مناطق أكثر أمناً ، ونظمُ صوتنا إلى منظمات حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الديمقراطية وحثهم على توثيق حياة المهاجرين والنازحين  وجمع الأدلة على وحشية الأرهاب لترقى الصورة إلى جريمة أبادة جماعية لأدانة داعش والداعمين لهم بمجرمي حرب وفتح الممرات بجهود الفرق الهندسية لأخراجهم من الحصار. تشريع قوانين أضافية في مجال حقوق الأنسان للأقليات الدينية تضمن لهم التعبير التام في ممارسة طقوسهم الدينية . والنقطة المهمة هو مبدأ التحريرالذي هو هدف أستراتيجي لكل الشعوب التواقة للحرية بطرد المحتل وأرجاع النازحين إلى مناطقهم الأصلية .
ونتساءل بتعجب لنظرة المجتمع الدولي ذات النرجسية والأزدواجية إلى الحوادث التي مرتْ علينا في التأريخ ، عندما أشعلوا الحرب العالمية الأولى بسبب مقتل أرشيدوق النمسا في مدينة سراييفو وكان لمقتلهِ قتل وجرح الملايين وهدم نصف أوربا ، وأنّ أعدام داعش الأرهابي للمراسل الصحفي الأمريكي ( جيمس فولي ) – وهي جريمة مروعة أستنكرناها بشدة - كان سبباً لدخول السلاح الجوي الأمريكي وتشكيل التحالف الدولي في قصف مواقع داعش  في العراق وسوريا ، أما أبادة 1700 شاب عراقي في قاعدة سبايكر وموت 1500 طفل من النازحين ليست ذات أهمية ، أليست هي جريمة أبادة  للجنس البشري ؟ و لكن ينطبق عليهم المثل القائل{ قتل أمريء في غابة جريمةٌ لا تغتفر ، وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر }!!!!!!!!!

عبد الجبار نوري
5-1-2015

322
ثقافة الفرهود ---- تعودُ ثانيةً !!!
عبد الجبار نوري
في بداية حديثي في هذا الموضوع أنني أتوخى " التعميم "لأنّ المقصود بالفرهود السرقة أي أنحراف في القيم الخلقية ، وتُظهرْ أنساناً غير سوياً (شاذاً) - والشواذ لا يقاس عليها - يرفض القوانين السماوية والوضعية ، ولكنهُ عند الأندماج الأجتماعي يبدو وكأنهُ ظاهرة مرضية خطرة تحمل فايروسات العدوى ألتي سرعان ما تنتشرفي المجتمع كالنار في الهشيم ، وخصلة الشر تتمحور وتأخذ شكل ظاهرة السلب والنهب  ، وهي بالأساس نتاجات الصراع الطبقي ، والتأثيرات البيئية الصحراوية القاسية التي تشحُ فيها موارد العيش حين يكون الغزو المصدر الرئيسي لهُ ، فعندما كان البدوي يخرج من داره يقول : "اللهم أرزقني غزوة"!! .
وأنّ أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور علي الوردي ، والعلامة المؤرخ الدكتور عبد الرزاق الحسني ، ويضاف لهما تحليلات العلامه أبن خلدون من شمال أفريقيا ، في موضوع "البداوة " أكدوا على بداوة وذكورية المجتمع العراقي والشخصية العراقية بالذات والترسبات الأرثية القبلية التي يحملها ، وقساوة البيئة الصحراوية القاحلة ، أضافة لمعاناتهِ المريرة من الحروب والمجاعات والفيضانات والطاعون وحكومات دكتاتورية مستبدة ، بلورتْ في أعماق اللاوعي بعض الصفات السلبية أبرزها ((نزعات جرمية ، ولصوصية ، وتخريبية ) أضافةً الي الأنتهازية ، وأزدواجية الشخصية ، والغلو في " الولاء والطاعة " --- وبماذا نفسّرْهذهِ الظواهر السلبية التي تقبلتها شريحة منفلتة من المجتمع العراقي ؟ أمثال :
*فرهود اليهود في 1948عندما تمّ الأستيلاء على أملاكهم وأموالهم ، وأسقاط الجنسية عنهم بأسلوبٍ قسري ومفرط وكيفي ، مما شجع ضعاف النفوس والحرامية والشقاوات والبلطجية أنْ ينهبوا موجودات محلاتهم التجارية وحتى أثاث منازلهم وهم يجوبون أزقتهم ويرددون أهزوجتهم البربرية المعروفة { حلو الفرهود كون يكون يوميه } .
* الأكراد الفيليون في 1980 عندما أسقط صدام الجنسية العراقية عنهم ، وتسفيرهم خارج العراق ، ومصادرة أموالهم المنقولة وموجوداتهم النقدية في البنوك وبشكلٍ كيفي شوفيني تعسفي غير أنساني ، مما شجع أفراد الجيش الشعبي وبعض العراقيين من وعاظ السلاطين أن ( يفرهدوا محلاتهم بلصوصية علنية ) .
*فرهود وتتدميرقصور الملوك والرؤساء في 1958 ونهب محتوياتها ، بالوقت الذي حافظ المصريون على قصر عابدين ومقتنيات فاروق( حتى الشبشب والبرنص للملك ، وأنا شاهد عيان ) .
*وفرهود الحواسم 2003 – وهنا تسكب العبرات – حين تعرضتْ بغداد الحبيبة لأبشع عمليات سطوٍ ولصوصية بأشراف المحتل والجارة الخبيثة الكويت ، حيث لم تسلم دوائر الدولة والمستشفيات والمتاحف ، والبنوك ، من يد السوء واللصوصية .
**ويتجدد اليوم الفرهود  خلال 11 سنة من سقوط النظام الشمولي و بثوبٍ حداثويٍ جديد ، والأختلاس واللصوصية بلغة أرقامٍ خيالية وفلكية ومشرعنة ، حين أقرت بغداد موازنة 2015 ب103 مليارات دولار ، وعجز مالي 20 مليار دولار، وأفتراضياً نعتبرمعدّلْ الموازنة 100 مليار دولار وننصف الحكومة ونقول يكون الله في عونها لقصر مدتها ، وأنخفاض أسعار النفط العالمية ، أضطراب أمني وحرب داعشية ،ومشكلة النازحين ، ومع هذه التبريرات يتساءل العراقي : أين تبخرتْ الأرقام الترليونية ؟ ولم يحصد الشعب سوى الفقر والبطالة والمرض وبيوت الصفيح في العشوائيات وغياب البنى التحتية ، وطوفان الأحياء السكنية بساعة مطر، وشحة مياه الشرب ، ونقص حاد ومزمن في الكهرباء ، وحرب طائفية ، والأحتراب المخيف على الكراسي التي هي – في نظر أصحاب القرار – دجاجة تبيضُ ذهباً ، وخلال هذه المناصب يملآ رصيدهُ بالكومشن والنسبة والمشاريع الوهمية وقوائم الفضائيين من الأقارب والقريبين من  الحزب والطائفة والقومية والمناطقية ، فأنهُ نفس الفرهود القديم والحوسمة ، مع فارق أنهُ حداثوي الكتروني عبر غسيل الأموال .
أوجه نهب المال العام
1-الرواتب الخيالية الضخمة للقيادات الحكومية في الرئاسات الثلاثة ونوابهم ، وأعضاء مجلس النواب وحماياتهم ، حيث كشف مصدر نيابي في اللجنة المالية ، إنّ رواتب الرئاسات الثلاثة ونوابهم " 365 مليون دينار شهرياً ، بالأضافة  لمخصصات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان ، كمخصصات طعام ، وسكن ، وأيفاد ، ونفقات عناصر الحماية البالغة " 124 " ألف عنصر أمني لحماية المسؤوليين ، والشخصيات الرسمية في عموم البلاد ، وقد وصلتْ نفقاتهم إلى مليار دولار شهرياً ، وهناك مخصصات لم يلقى عليها الضوء لآصحاب المناصب العليا تتراوح بين " 350-600 دولار يومياً للوزير في حالة السفر أو الأيفاد ، أليست هذهِ سرقة من المال المخصص لقوت الشعب ،والأيتام ، والأرامل ، ومليوني ونصف مهجريعاني الأمرين{ تحت خيمة وطنهِ} ؟؟ !! ثُمّ هذا البذخ الأنفاقي يجعل من المال العام سائباً وبالتالي تتعرض للسرقة والحصيلة "عجزمالي في الميزانية "، وترهل الحكومة ، ويكون العلاج الحقيقي هو الترشيق في السلّم الوظيفي خاصةً القيادة الهرمية ،حيث أنّ الكابينة الوزارية العراقية 25 وزير نصفهم فائضون عن حاجة الدولة الحقيقية ، و716 وكيل وزير ، و4553 مدير عام علماً أنّ 80 % منهم فائضون ( زيادة على الملاك) ،  في حين الكابينة الوزارية الأمريكية 14 وزير ولهُ وكيل واحد ، ونتساءل وبألحاح أين الرقابة المالية ؟ حين أضع أمامهُ راتب النائب الأمريكي 165 ألف دولار سنوياً ، أي حوالي 190 ملين دينار ويساوي "16 مليون شهرياً " ، وراتب النائب البريطاني 170 ألف دولار سنوياً ويساوي 200 مليون دينار عراقي ، أي بالشهر 17" مليون دينار!!!! للمقارنة فقط  مع حسره !!!.
2-الفضائيون تلك الظاهرة الغريبة والغير مسبوقة بوجود رواتب وهمية لأشخاص غير موجودين ، أليستْ هي سرقة ونهب المال العام ؟ وبشكلٍ يوحي إلى موت الضمير وأندثار الوازع الأخلاقي ألتى لم يفعلها عتاة غزاة بغداد عبرالتأريخ ، عندما  أعلن مسؤول رفيع أن هناك 50 ألف فضائي في وزارة واحدة معينة والخافي أعظم عندما أكتشفوا بعد خراب البصره أنها ليست مقتصرة على أفراد بل منتشرة في جميع دوائر الدولة ومؤسسات حكومية ، وبشكلٍ هائل ومخيف ( لك الله يا شعب العراق ) ، وعلاجها يا ساده يا كرام { بأكمال البطاقة المدنية} وكشف ملفاتهم وأسمائهم ومراكزهم لتعريتهم أجتماعياً ، وتفعيل العقوبة الجادة والرادعة بتقديمهم للقضاء العادل . 
3-ظاهرة غسيل الأموال : هي عملية تحويل الأموال المتحصلة من أنشطةٍ جرمية كالرشا والتهريب ومن صفقات العقود الحكومية ما تسمى بالكومشن ، ولتجنب المسؤولية وأخفائها تُحوّلْ ألى مشاريع حتى وهمية ، أو شراء موجودات ، وتبسيطها أكثر (خلط الأموال الغير مشروعة بأمولٍ أخرى مشروعة وأستثمارها في أنشطة مباحة ) ، وتعرض العراق ألى نهبٍ ( فرهودي) بتهريب مليارات الدولارات ألى الخارج ، حين أستغلّ المجرمون التطور التقني والتكنلوجي والرقمي في تطوير أدواتهم الأجرامية ، وكان من أبشع أنعكاساتِها السلبية ظهور العجز في موازنة 2015 ب 25 مليار دولار، ولمعالجتها يجب أنْ يعطى للقانون الجديد بعداً "وقائياً " ، وأشراك العراق في الأتفاقات الدولية ألتي تعالج هذهِ الظاهرة الجرمية .
أخيراً فأبواب الفساد المالي والأداري في عراقنا كثيرة ومتعددة ترقى إلى مافيات شيطانية رهيبة وأختبوطية بأذرعٍ عديدة   لا أرغب أن أسبب لكم متاعب فكرية ولا أقصدُ مشاركة أحاسيسي المكتوية بلهيب هموم وطني المستباح والمداف في لُجّة عذابات وحشة منافي غابات الثلج ومعاناة الجلد الذاتي بما أعاني من مرارة محنة الغربة الحزينة في شكلها التراجيدي دون الأكتراث لحدائق بردايس اسكندنافيا ولا لجمال أناثها الشقر ومباهج الحياة فأستوطنني القلق (والهوم سكنيس) لذا أختزلتْ الجغرافية والتأريخ في سرد تجليات الملهاة المأساوية لشعبي الأسير، لأنّ الذي يبدو لي  أنّ شعبنا في العراق وقع في الشبكة العنكبوتية للأحتلال وعجز عن المقاومة وفضّلَ الخلود للنوم لنسيان واقعه المرير وأراهُ يشيرُ عليّ مشاركتهُ في سباتٍ عميق على ترنيمة " تنويمة الجياع " : للجواهري :
نامي جياع الشعب نامي----- حرستك آلهة الطعامِ
نامي على زُبد الوعود ----- يدافُ في عسل الكلامِ
نامي تزُركِ عرائس الأحلام ----- في جُنح الظلامِ
نامي ألى يوم النشور------ ويوم يؤذنُ بالقيامِ

عبد الجبار نوري
في/1-1- 2015


323
كوبا--- الحرب والسلام
عبد الجبار نوري
جمهورية كوبا تقع في منطقة البحر الكاريبي في مدخل خليج المكسيك ، تتكوّن من جزيرة كوبا وجزيرة لاجوفنتود ، تبلغ مساحتها 2200 كم2 ، ومن عدة أرخبيلات ، هافانا عاصمة البلاد وأكبر مدنها ، وسانتياغو ثاني اكبر المدن في البلاد ، عدد السكان يزيد على 12 مليون ، خضعت للأستعمار الأسباني (لأربعمِئة عام) ، وعلى أثر الصراع المرير بين القوى الأستعمارية الأسبانية والهولندية والبريطانية والأمريكية للسيطرة على منطقة البحر الكاريبي ومنذُ مئة عام وفي مقدمتها كوبا وخليج المكسيك ، توضّحتْ أهمية هذهِ الجزيرة من النواحي العسكرية والأستراتيجية والأقتصادية ، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية خضمْ هذا الصراع والتنافس الأستعماري ، وأبدت أهتماماً متزايداً بهذهِ الجزيرة التي تقع في مدخل خليج المكسيك ، لذا صممت وبكل الوسائل السيطرة عليها ، ولأنّ كوبا تتحدث عن الظلم والأستغلال ، وتهاجم الرأسمالية الأمبريالية ، ولأنها تعتمد الشيوعية منهجاً لها وتقف بتحدي أمام عقر دارها والتي تبعد عنها 90 ميل أي أكثر من 112 كم ، وتبعد عن فلوريدا حوالي 145 كم ، ولهذهِ الحسابات الأستعمارية مؤشر كبير وتأثير في حسابات الجيوستراتيجي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية ، أضافةً  إلى أنّ هذهِ الجزر الكاريبية تختص بزراعة التبغ وقصب السكر والموز والتي كانت تستغل وتزرع بطريقة الزراعة الكثيفة التجارية (Plantion) من قبل الشركات البريطانية والهولندية والأسبانية ، وعندها سارعت أمريكا لتحل بفراغ هزيمة الأسبان منها .
وكانت سنة 1954 لقاء الشجعان بين فيدل كاسترو وأخيه راوول وجيفارا وكوادر وشبيبة الحزب الشيوعي الكوبي للأطاحة ب (باتيستا) ، وبعد سنتين من نضالٍ شاقٍ ومريرعبر تضاريس جبال سييرا المعقدة ، وقلة العتاد ، وفلول الأقطاع ، وجواسيس الرتل الخامس وقوة أذرع ال سي آي أي الأمريكية  السيئة الصيت ، كانت سنة 1959 هزيمة باتيستا وهروبهِ ---- وألى سنة 1961 السنة الحاسمة للنصر الكوبي في حرب خليج الخنازير ضد أمريكا المتغطرسة والتي كانت بقيادة (جون كيندي)----
أمريكا وخيار الحوار
يبدو – ونحن في النصف الأول من القرن الوحد والعشرين – أنّ صقور البنتاكون بما فيهم شياطين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لأنّ كليهما وجهان لعملة واحدة ، ولا ينطلي علينا تلك الأختلافات الكوميدية المضحكة ، { لأنّ الحقيقة ألمرّة ألتي أدركتها أمريكا – ولو جاءت متأخراة - هي "فوبيا الشيوعية" تلك عقدة  الحقد المرضية  التي ورّطت نفسها وشعوبها في حروبٍ عبثيةٍ لم تحصل منها سوى الخذلان والهزيمة المنكرة ، وآلاف القتلى والجرحى والمفقودين والأسرى ، ودخول جنودها ألى مصحات الأمراض العقلية والنفسية ، وخسران ثقة شعوب العالم بها ، ومعاناة شعوبها أولاً بعقدة الهزيمة والخذلان وهي تنظر ألى جدول حروبها العدوانية في فيتنام وكوريا ويوغسلافيا وأفغانستان  والعراق ، وتدخلاتها الغير مبررة في المسألة الأوكرانية ، والتحرش بالدب الروسي لأشعال حرائق كونية جديدة في العالم ، ونستدل على مواقفها اللا أنسانية تجاه شعوب العالم من تصريجات  الكثير من قادتها منهم على سبيل المثال: ( رامزي كلارك ) وزير العدل الأسبق ما قالهُ حرفياً في لقاءٍ لهُ مع قناة الجزيرة / أيلول 2008 / في برنامج بلا حدود : أنّ أمريكا لها 75 تدخلاً عسكرياً في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية منذُ عام 1945 حتى الآن حيث قتلت أكثر من 7 ملايين من البشر منهم 5-3 في كوريا الشمالية ، ومليون في الفلبين  ومليون في فيتنام ، والبقية في العراق وأفغانستان ، وأمريكا الجنوبية ، وأصبح اليوم الآن لا يوجد في العالم من يشعر بالأمان لأنّ الأدارة الأمريكية ( لاتحترم القانون )----- وأنّها دائماً تناصر الطغاة والدكتاتوريين ، ففي عام 1953 أعادت الشاه للحكم وكانت مأساة عظيمة للشعب الأيراني ، والتخلي عنهُ سنة 1979 وكانت فرحة عظيمة للشعب الأيراني ، وفي الكونغو – جنوب وسط أفريقيا جعلت " موبوتو " في الحكم الذي حرّم الشعب من ثرواتهِ 37 عام ، وفي تشيلي أسهمنا في قتل ( سلفادور ) وأمسكنا للحنرال ( بينو شيت ) سلطة الحكم فحكم بقبضة حديدية وأسميناهُ " مُعجزه " لأنهُ كان يخدم مصالحنا ، وفي الفلبين أعدنا ماركوس للحكم } أنتهى كلام الوزير . ولهذا حصدوا كراهية الشعوب وفقدان الثقة والمصداقية بها لذا أختار صقورها مبدأ  " الحوار" وهي مضطرة لأنهم أمام أختيارين أما الحرب أو السلام ، فأختارت مع كوبا الحوار ألذي هو أحلى الطريقين مرارةً }.
بشائر التصريح التأريخي في تطبيع العلاقات بين أمريكا وكوبا ، كانت فرحةً عظيمة في أعماق الشعبين الأمريكي والكوبي حين أعلن الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون باراك أوباما يوم الأربعاء 17-12-2014  مخاطباً الكونكرس: بأنّ " حصار الجزيرة وعزلها لم يعطِ نتيجة "  فعليكم تطبيق ما تفاهمتُ عليه مع فيدل كاسترو في مطلع 2015 ، وتبين أنّ هناك أنصالات سرية على مدى سنة ونصف بطي صفحة الحرب الباردة وتذويب جليد العلاقات منذُ  " 55 سنة " وكشفت الأخبار في دور الكنيسة الكوبية في تقريب وجهات النظر بين البلدين ، وأنّ الزعيمين صافحا بعضهما في الحفل السنوي للزعيم مانديلا الذي أجري هذا العام ، وأنّ الشعب الأمريكي تواقٌ لسيكارة هافانا ( أم اللف ) وخدمات السيكار الكوبي ( الجروت ) وألى نوادي القمار المشهورة بها العاصمة هافانا ، والأستثمار في مزارع التبغ وقصب السكر والموز ، أضافة ألى أتصال 5-1 مليون كوبي مهاجر منذ السبعينات ولحد اليوم  بذويهم المنقطعين عنهم هذهِ المدة الطويلة ، وفتح أبواب السفر للكوبيين ألى أميريكا – والتي هي أمنية وردية للكوبيين - بعد غلق الفيزة قبل أكثر من خمسين سنة ، وتحسين خدمات أتصال الأنترنيت في الجزيرة ، ووصف هذا التقارب الرئيس الفنزويلي : بأنهُ " تصحيح تأريخي "
وخاطب كاسترو شعبهُ
1-أنّ الأنفتاح مؤشر سلام وأمان ودبلوماسية وحوار .
2-رفع الحصار الأقتصادي عن كوبا .
3-أمكانية سفر الكوبي الى اميريكا بالتأشيرة السهلة .
4-بالأمكان أنْ يرسل الكوبيون في الخارج النقود إلى ذويهم.
5-رفع أسم كوبا من قائمة الأرهاب الدولي إلى الأبد .
6-تبادل السجناء بين الطرفين ، وخاصةً المتهمين بالتجسس لكلا الطرفين لعقودٍ طويلةٍ .
7- التبادل الدبلوماسي وفتح السفارات لكلا البلدين ، والمغلوقة منذُ خمسين سنة.
8-الأنفتاح على العالمين الرأسمالي والأشتراكي وبنفس الوقت المحافظة على النظام الشيوعي كما هو في التطبيق الصيني الناجح .
9 –أنتعاش قيمة ( "البيزو" العملة الكوبية الرسمية ) أمام الدولار الأمريكي.
10-الأتفاق على مكافحة الأرهاب والمخدرات .
11-أنّ الولايات المتحده ستلغي تجميد حسابات في البنوك الأمريكية تخصُ كوبيين يقيمون حالياً خارج بلدهم .
12- سيحاول أوباما مخاطبة الكونكرس لرفع الحظر التجاري المفروض على كوبا منذ سمنة 1961 .
 أخيراً{ لّذ أستقبل الكوبيون الخبر بالفرح  والعناق والمصافحة ، ودقّتْ أجراس الكنائس أحتفالاً لهذهِ اللحظات التأريخية }
وهذا النصر التأريخي للشعب الكوبي الصابر مدة  أكثر من نصف قرن ولم يستسلم ولم يركع ، ولم يهنْ فهي رسالة إلى المنبطحين والمتخاذلين من حكام الغفلة والقدر الأغبر، وشيوخ آخر زمان وعّاظْ سلاطين القائد الأوحد ، وجواسيس بيع الأوطان مقابل ثمنٍ بخس للحصول على الضوء الأخضر في أبادة جغرافية وتأريخ الذين يختلفون معهم ، أنْ يعلموا أنّ الأمبريالية والأستعمار " نمرٌ من ورق" وهي نبوءة الزعيم الصيني ماو سيتونك قبل أكثر من أربعين سنة ، وسوف لايصح ألآ الصحيح " أما الزَبَدُ فيذهبُ جُفاءً ، وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض .......
فمجداً لفرسان الحركة الوطنية العراقية الواهبين حياتهم للعراق والصاعدين العلياء لنيل الجوزاء في كبد السماء ليصبحوا ألقاً سرمدياً في أضاءة طريق الحرية المقرونة بالأباء والشمم .
وأما لخونة العراق وسارقيه وممزقيه وبائعيه حاويات قمامة التأريخ  -------

عبد الجبار نوري
في / 23-12-2014


324
الأعلان العالمي لحقوق الأنسان
الذكرى      "66"
عبد الجبار نوري
تمرُ علينا ذكرى " الأعلان العالمي " لمباديء حقوق الأنسان ، وهي ( وثيقة حقوق) دولية تمثلْ الأعلان الذي تبنتهُ الأمم المتحدة في 10-12-1948 في باريس ، بعد الحرب الكونية الثانية ونتائجها الكارثية المأساوية في تدمير الحياة والبنى التحتية للدول التي شاركتْ و حتى الدول التى لم تشارك ، والفكرة جاءتْ من الجمعية العامة للأمم المتحدة 1945 ، وهي تنظر إلى جراحات ساحات الحرب من خسائر كارثية حيث كانت الحرب العالمية الثانية ( اكثر الصراعات دموية على مرْ التأريخ) عدد القتلى أكثر من 60 مليون قتيل ، أي أكثر من 5-2 % من شعوب العالم ذلك الوقت ، أضافة إلى تدمير البنى التحتية في عواصم ومدن الدول المشاركة في الحرب ، وضحايا الهولوكوست النازي ، وتهجير السكان في الأتحاد السوفياتي ، وجرائم الحرب اليابانية ، وخسائر دول الكومنوولث البريطانية ، و20 مليون لقوا حتفهم نتيجة أمراض ومجاعات ذات علاقة مباشرة بالحرب ، و 5 ملايين أسير ماتوا في أقفاص الأسر، أضافة إلى تدمير معدات حربية هائلة .
لذا وقّعتْ جميع دول الأعضاء ، ومعهم  العراق على الوثيقة الأنسانية ، ووضعوا بصمات الشرف  والتعهد بتطبيق بنودهِ والألتزام بفقراتهِ ، وأهتمت الأمم المتحدة بتعليم مباديء حقوق الأنسان وذلك بتعريف الشخص بحقوقه ، وحرياتهِ بشكلٍ تعليمي مفروض من سنة 1995 – لحد سنة 2004 ، وسمّيتْ الفترة بفترة " عقد الحقوق " للتعريف والتعلّمْ ، بموضوع أسمهُ " ثقافة الحقوق ِ ، لأنّ الذي جرى على العراق بعد 2003 نفسهُ الذي جرى على الشعوب : من الحروب حيث حصدنا الموت والدمار والخراب : مليون قتيل ، مليوني جريح ومعوّق ، 2 مليون نازح ومهجر ، وأكثر من 4 ملايين مهاجر في منافي العالم ، 20 % تحت خط الفقر 25 % بطالة حقيقية ومقنعة ، غياب الدولة المؤسساتية ، الفساد المالي بأرقام قياسية خيالية لايتوقعها غينيس لأرقامها المليونية والمليارية ، أنفلات أمني مروّع ، 300 حزب أكثرهم غير مؤدلج ولا مشرعنْ قد يكون ميليشياوي منفلت تحركهُ سيولة نقدية من دول الجوار ، ونفوذ الرشوة والمحسوبية والمنسوبية والطائفية والأثنية والمناطقية ألتي هي تداعيات المحاصصة البغيضة ، لذا تسربتْ هذهِ الفاروسات القاتلة إلى مفاصل الجيش العراقي وأصيب بالترهل والضعف بل والأنهيار ، لذا هاجمتنا عصابات عابرة للحدود بأسم داعش ، وأحتلتْ ثلث أراضينا وحينها ألغت جميع القوانين الوضعية وحتى السماوية ، مزّقتْ المجتمع ، وأرجعتْ المناطق المحتلة قروناً إلى الوراء ، محاكم غير شرعية سلاحها السيف ، وقطع الرؤوس والأطراف ، وتكفير المسلم والمسيحي والمندائي والأيزيدي ، وفرض  الدين الأسلامي ، والطائفة بحد السيف ، والتهجيرالقسري والسبي وبيع النساء كغنائم حرب ، حين يذكرنا بالطوفان المغولي والتتري ، والحديث يطول حين نجد أفضع من داعش !!! وإلا ماذا تسمي ؟ سرقة مسؤول رفيع من كلفة شراء خيّمْ للنازحين !!! الذين يلجؤون اليوم إلى الهياكل الغير جاهزة ، معرضين للموت المجاني جوعاً وبرداً ، وعلى سفوح الجبال جياع عراة حفاة ، وآلاف الوظائف الوهمية  (الفضائية) بملايين الدنانير من قوت الشعب وحقهِ في الحياة والأمان ؟؟؟ أي أكثر ملكية من الملك ، لذا أصبحنا بحاجة ماسّة لهذهِ  الوثيقة الحقوقية الأنساية الأممية والمشرعنة  من( الهيئة الدولية للأمم المتحدة ) .
موقف وزارة حقوق الأنسان العراقية
أنهُ بداية مفرحة للعمل الدؤوب للوزارة في الأعلان الموجه ونثني ونحيّي الوزير الجديد لحقوق الأنسان في العراق الأستاذ محمد البياتي- ولو لقصر عمر الحكومة -  " الذي هو خير خلف لخير سلف " للوزير السابق محمد شياع السوداني ، ودعوتها المخلصة للسلطة الرابعة لتوخي الحقيقة في مصداقية الخبر والدعوة إلى وسائل الأعلام بأتباع  المهنية وحرفية الأخبار بثقافة وطنية موجهة ، ووضع خطة طواريء على الفضائيات المغرضة لأننا نعيشُ حالة حرب ، واثني وأحيي – مرّةً ثانية - وزير حقوق الأنسان في العراق في عرضهِ الموضوعي في المحافل الدولية لأنتهاك داعش للحقوق والحريات ، مدعومة بوثائق وشواهد وأفلام فديو ، وتوزيع أقراص مدمجة على وسائل الأعلام الأجنبية عن مشاهد القتل ونسف الشواهد الحضارية . 
وتأكدتْ الوزارة بأنّ هناك كتابٌ عنوانهُ { الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، بوثيقتيه 1948 – 1966} وبدأتْ تتلمسْ بنوده الثلاثين ، ونأملْ تطبيق بنودهُ على الواقع العراقي } وهي : جميع الناس أحرار، عدم التمييز بين البشر ، لكلٍ حق الحياة ، نبذ العبودية والأسترقاق ، عدم أخضاع الفرد للتعذيب والعقوبات المفرطة ، الأعتراف بالشخصية القانونية للفرد ،الحق لكل فرد الألتجاء إلى المحاكم لأنصافهِ ، لا يجوز الأعتقال والحجز والنفي بشكلٍ تعسفي ، ألغاء الميليشيات ، حصر السلاح بيد الحكومة المركزية ، حرية التظاهر السلمي،  وفضح الأجراءات الكيفية التعسفية الداعشيّةِ ومحاكمها الغير شرعية أمام المحافل الدولية في العالم ، وخصوصاً الهيئة الدولية للأمم المتحدة.
بعض المآخذ السلبية

لا أقصد وثيقة الأعلان العالمي لمباديء حقوق الأنسان الذي يعتبر الأساس الفعلي لظهور ميثاق الأمم المتحدة والذي لهُ الفضل الكبير في تثبيت القيّمْ القانونية الألزامية لقواعد القانون الدولي ( لحقوق الأنسان ) ، بل أوضح بعض المواقف الأزدواجية  للدول الغربية ، وأمريكا ، وأسرائيل على تجاوز بنود الأعلان والقفز عليه بعنجهية وغرور وتحدي ودون الشعور بالمسؤولية  ، والذي يزيد من أحباط الشعوب المقهورة أنْ تجعل من المنظمات المعنية بحقوق الأنسان وكأنّها غير معنية وحتى الأمم المتحدة ورئيسها " بان كيمون" وأذا هزتْ نفسها يصدر منهم أحتجاج وأستنكار خجول !!! ويمنحون لضمائرهم أجازة ، مثلاً :
*أغتيال زياد أبو عين ، وزير السلطة الفلسطينية ، ورئيس هيئة مقاومة جدار الفصل العنصري الأستيطاني ، وعضو  المجلس الثورى ، كان مع فعاليّة فلسطينية لزراعة أشجار الزيتون بمناسبة { اليوم العالمي لحقوق الأنسان}، ومرّ الضمير العالمي على الخبر مرّ اللئام ، وأضيف الرقم إلى أكثر من ألفي شهيد وجريح في الهجمة البربرية لأسرائيل على "غزّه " في الشهر الماضي - وللعلم أن اسرائيل من الدول ألتي وقّعتْ على اْلأعلان - ونتساءل أين حق الأنسان في الحياة ؟
*أغتيال الطفولة البريئة في المدرسة الباكستانيّة وهم أولاد عسكريين في جبهات القتال ضد العدو الأرهابي ، وكان حصيلة القتلى 132 تلميذ ، وجرح أكثر من 112 طالب ، وهنا أيضاً نتساءل أين حق الحياة ؟؟؟.
*ضحايا قاعدة " سبايكر" الرهيبة حينما أقدمت داعش على أغتيال 1700 عسكري مجرد من السلاح وهم بالأساس طلاب تدريب ، وأخبار من جهات أمنية مركزية أن عدد المفقودين والقتلى يبلغ 4800 عسكري ، وطوي الملف الحزين الأسود بصمت المجتمع الدولي ، وبقاء عويل وأنين الأمهات الثكلى المبتلاة بالفواجع المزمنة منذ يوم تأسيس هذا العراق الحزين .
 *ومن التأريخ القريب ، 1982 عندما عزمتْ الأرجنتين على تحرير جزيرتها ( فولك لاند ) من براثن الأستعمار البريطاني ، حينها هاجمتْ بريطانيا الجزيرة براً وبحراً وجواً ، وجددت فيها وجودها الأستعماري ، وهنا أين حق الشعوب في التحرر من العبودية والأسترقاق ؟
*  وأخيراً تساءلنا كثيراً  لماذا لم يكن لهذا الأعلان المنقذ في الحقبة الصدامية من وجود ؟ ولمدة اربعين سنة ، أضافة ألى حجب الحريات وكم الأفواه ودكتاتورية الحزب الواحد ---- وتتزايد وتزدحم أسئلة أين ؟ ولماذا ؟ وسط ضجيج هلوسة شخصية خافتة ( لأنّ الحايط أله أذان !!)
عبد الجبار نوري
20-12-2014



325
الرواتب الفلكيّة وأخواتها ----  أيبولا الحسْ الوطني
عبد الجبار نوري
أنّ // تداعيات// هذا النهب (المرتبي) ، المدفوع بالطمع والجشع المفرط أدى إلى هذهِ النهاية المأساوية ألتي نعيشها في *البطالة وثالوث الكفر (المرض والفقر والجهل ) ، *وبالتأكيد ظهور التباين الطبقي  – وهذا ما أشار لهُ ماركس : إنّ تراكم الثروة في قطبٍ واحد من المجتمع هو في نفس الوقت تراكم الفقر والبؤس في القطب الآخر- *وعجز في الموازنة أكثر من 35 مليار دولار *والأستنزاف مستمر وعند العراق وميزانية سنوية أكثر من 110 مليار دولارتعادل ميزانية ثلاثة أو أربعة دول مجاورة ، وهو مؤشر خطيرقد يلجأ العراق إلى الأقتراض الداخلي والخارجي ، أو الأضطرار إلى موجودات البنك المركزي ألتي هي غطاء للسيولة والمدفوعات ، *والحصيلة أهتزاز ثقة العالم بالتعامل معنا ، ولا ننسى بأن أقتصادنا أحادي الجانب حيث يعتمد ميزانيتهُ على مبيعات النفط بنسبة 95 % ، وهو معرض للهبوط – لآنّ خيوط اللعبة النفطية بيد حيتان الكارتلات الأمريكمية والغربية – وقد وصل اليوم إلى أقل من ستين دولار للبرميل ، بالأضافة إلى أنّها تبذير وأسراف تفتقد للمقبولية والتبرير. *العجز في الميزانية وأرتفاع نسبة البطالة و تغييب الأنفاق الأستثماري. .
 وللعلم أنّ رواتب الرؤساء في الدول المتقدمة تخضع لأسس وقواعد ، وأنّها غير مزاجية وكيفية كما هو في العراق ، وكشف مصدرنيابي في اللجنة المالية أنّ رواتب الرئاسات الثلاثة ونوابهم 365 مليون دينار شهريا بالأضافة إلى المخصصات ، زائداً نفقات حمايات المسؤولين ، حيث كشفت صحيفة عراقية عن وجود (124) ألف عنصرأمني لحماية المسؤوليين ، والشخصيات الرسمية في عموم البلاد حيث وصلت نفقاتها  إلى مليار دولار شهرياً ، وأن 1200 حماية  لكلٍ من الرئاسات الثلاثة ونوابهم ، والله أنها أرقام خيالية  ومفزعة !!! ، والحل// 1- ألغاء الحمايات الخاصة بالمسؤولين ، وتوفير حمايات رسمية من أجهزة الجيش والشرطة . 2-تقليص عددهم . 3- حصر السلاح بيد الدولة ، ومنع تداولهُ خارج هذا النطاق .4- تثبيتهم على ملاك مديرية حماية الشخصيات في الداخلية .5- وأنها أصلاً غير مشرعنة ، فيجب صياغتها قانونياً وعرضها على البرلمان ، عندها يكون الشعب مسؤولاً عنها .
 والشيء بالشيء يذكر عندما نشاهد : أن راتب رئيس جمهوريتنا ورئيس وزرائنا كلٌ منهما يعادل ثلاثة أضعاف  راتب رئيس الوزراء السويدي ( فردريك راينفيلت ) ألذي هو 90 ألف كرون قبل الضريبة وبعدها يستلم 70 ألف كرون ( تقريباً 10 آلاف دولار ويساوي 13 مليون دينار ) ، وراتب النائب السويدي 7800 دولارعلما أنهُ خاضع للضريبة بنسبة ثلث الراتب  ، وهو لا يمثل سوى متوسط مرتب الموظف العادي 60 ألف كرون ، علما أن السويد من الدول الغنية في العالم ، والفرق هو أنّ السويدي مشبّع( بثقافة المواطنة ) ، أما عندنا المهم هورفع الرقم الحسابي البنكي بأصفارهُ اليمينية !!! ، لذ أصبحنا من الدول المتقدمة بالفساد واللصوصية وسرقة المال العام ، الذي هو الوجه الثاني للأرهاب بل أكثر وجعاً ، وألاّ أين اختفى 1700 ملف فساد من على رفوف هيئة النزاهة البرلمانية ؟ ومن هو الشهم الغائب ألذي يسترجع أموال العراق المسروقة ؟ وأستغرب أيضاً أين تبخر قانون رواتب ومخصصات الرؤساء لعام 2011 ؟ عندما حدد راتب رئيس الجمهورية ب 8 مليون + 4 مخصصات ، وكذلك رئيس الوزراء ، وعضو مجلس النواب 7 + 3 ، !!!! .
وهذا مقطع من "كتاب مذكرات" اللص ( بول بريمر) يقول : {عندما عقدتُ أول أجتماع مع قادة العراق كنت خائفاً وقلقاً أنْ يسألوني لمادا أوصلتَ البلد إلى هذا الحد من الدمار والخراب ، وأذا بهمْ يسألونني : أين رواتبنا ومستحقاتنا ؟ حينها أدركتُ أنّ هؤلاء لا يمثلون الشعب ولا يستحقون أن يمثلوه } --- وياللعار !!! وهكذا عندما يختلف اللصوص( أتبيّنْ البوكه ) ، وفي 7-12-2014 أستلمتْ هيئة النزاهة في البرلمان العراقي ( تقرير مفصّلْ ) من السفارة الأمريكية في بغداد { بعنوان/ إذا أردت أنْ تغتني عن طريق السياسة ما عليك إلاّ أن تكون فاسداً } هاري ترومان---- وهذا مقتضب من التقرير" نطالب بمحاكمة كل من شارك في الحكومة وتجمعّتْ لديه ثروة تفوق رواتبهُ لتلك الفترة ، ومصادرة أموالهِ وأموال أقاربهِ من الدرجة الأولى والثانية ، إذ إنّ الفساد المالي والأداري- أستشرى بشكلٍ رهيب – هو الوجه الثاني للأرهاب} أنّها كلمة حق يراد بها باطل وأمريكا تعلم علم اليقين بأنّ لصوص المال العراقي يعيشون في أمريكا نفسها .
ولينظر قادتنا إلى يهود العراق ألذين أخلصوا للعراق وهذا (حسقيل ساسون ) ألذي أستوزِرَ في حكومة عبد الرحمن النقيب ، فظلّ محتفظاً بمنصب وزارة المالية لخمسة مرات ، لأخلاصه ونزاهتهِ وحرصهِ على سمعة وطنهِ العراق ( ومن الشواهد على خلقهِ النبيل : عندما خصم 45 دينار من المبلغ المرصود 300 دينار لترميم القشلة وكان بأشراف ناجي السويدي ، وكتب بها مذكرة يرد على المشرفْ "أنّ الفساد المالي يأتي من الأهدار ألذي يجعل من المال سائباً ، والمال السائب يُعَلِمْ على السرقة " ولينظرقادتنا إلى رؤساء تمسكوا بثقافة المواطنة وأرتبطوا بشعوبهم ، ونبذوا المادة التي سرعان ما يذهبُ الزَبَدُ جفاءً ، وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض---نشرتْ اليوم السابع ، 12-12-{ تبرع السيسي بنصف راتبهِ ونصف أملاكهِ إلى صندوق ( تحيا مصر) المخصص للفقراء} . تبرع رئيس أوروغواي(خوسي موخيكا ) - وهو أفقر رئيس في العالم –ب90 % من مرتبهِ البالغ 12 ألف دولار ، بالوقت الذي يرفض الكثير من القيادات الحكومية العراقية تبيان ذمتها مما تمتلك !!! .
الخاتمة/{ عندما أردنا الصلاة أتجهنا صوب مكة ، وعندما أردنا بناء البلاد أتجهنا صوب اليابان } " مهاتير محمد " رئيس وزراء ماليزيا 1981 -2003. وأقول - بدون تعميمْ – بعميق الأسف والحزن والأحباط (لقد كثُرَ السرّاق والحرامية في وطني ، حين جعلوا قبلتهم بنوكهم ودينهم جيوبهم وكروشهم ، أما " الوطن " لقد عرضوه للبيع  في مزاد العهر السياسي ، بجنب دكاة النخاسة ----
 عبد الجبار نوري/ السويد   
في 13-12-2014


326
أنها لعبةٌ أمريكيّة ----- أليس فيكم رجلٌ رشيدْ ؟
عبد الجبار نوري
الزيارات المكوكية أو ماراثون الهرولة إلى واشنطن من قبل ما يسمون أنفسهم بقادة السُّنة ، والغريب في ديمقراطيتنا العرجاء أنّ هذهِ الوفود مزاجية وكيفية ودون علم الحكومة المركزية ، وهم السياسيون الذين ذهبوا إلى واشنطن هم ساهموا بسقوط الموصل ، وقبل شهر سافر وفد مؤلف من نائب رئيس الجمهوري أسامه النجيفي وهو من الموصل ، وصالح المطلك نزلوا على ديوان أوباما لعرض حالة السنة المزرية والمهمشة والمقصية  !!!( على أساس أوباما ولي أمرهم  !!!) ، وفي 2-12-2014 نشرت واشنطن بوست دعوة من السفير الأمريكي في بغداد " ستيوارت جونز"- وهو مدفوع من رؤسائهِ شياطين كونكرس الشر – دعوة شيوخ عشائرالغربية وقادتهم السياسيين فتكوّنَ وفد (الذلّة) من نكرات أنصاف الرجال ، متهمين بالخيانة العظمى ، وبعضهم هارب من وجه العدالة أمثال (أثيل النجيفي ، وعلي السليمان ، وطارق الهاشمي ،ومجموعة عمّان الخارجة عن القانون ، وتجار مافية ، وغيرهم من نكرات لفظهم الشعب العراقي الأبي ) ، وجلسوا على بساط الخنوع الأمريكي المتغطرس .
أنها لعبة أمريكية----- عندما تعلمون ماذا تريد منّا ىأمريكا ؟؟؟
أيخفي على أحد ؟ أنّ أمريكا عدوة الشعوب،أنها الأمبريالية ، أنها تتعامل بميكافيلية مع الشعوب ، وتفتقد المصداقية ، وغير جديرة بالثقة ، تكون الخيانة سلاحها ، ألم تعلموا أنّها تلهث وراء مصادر الطاقة ؟ ، والمياه الدافئة التي تتوفر فيها (الجيوستراتيجي) والعسكري ، لكي تتحكم في الممرات المائية ، فهي اليوم شرطي الخليج ، عندما فرضتْ قواعدها العسكرية على الخلايجة ( في السيلية / قطر ، والظهران/السعودية ، الكويت، هل نسيتمْ أنّ هذهِ القواعد الخليجية أنطلقتْ  منها صواريخ أمريكا في 1991 و2003 ولثلاثة مرات لتهديم وطننا ، ألم تحتل العراق ؟ وفككت الجيش ، ودمرتْ البنى التحتية ، ألم تسلب خور عبد الله منا ؟ وأقتطاع مبالغ ضخمة لتعويضات وهمية للأردنيين الأفاقين ، والصكوك الصفراء للمصريين الكدعان ، ومن تسريبات خبرية تنوي أمريكا تكملة حلقتها الجهنمية على بناء قاعدة  ثابتة  في السليمانية ، وقاعدة عسكرية ثابتة في غرب الأنبار( وعلى ما أعتقد أنّها هدية وفد العشائر المفاوضة ) مقابل موافقة أمريكا على أنشاء { أقليم سنّي} يا مهرولون إلى العدو الأمريكي ، أليس فيكم رجلٌ رشيدْ ؟ لتسألوا أنفسكم مرّةً واحدة : ماذا تريد منا أمريكا؟ ألمْ تُشبعْ غرورها مما عملتْ  معاولها في وطننا العراق من تمزيق وأحتلال !! ، ولكن ماذا نقول وهذا المثل يوخزُ ضميرنا{ أنّ كنت تدري فتلك مصيبةٌ ، وأنْ كنت لاتدري فالمصيبة أعظمُ }
هاكم مايقول الخبير العسكري الفريق الركن وفيق السامرائي  بخصوص الأقليم السني ألذي تطالبون بهِ:{ الأقليم السنّي حرب بسوس يؤدي إلى سفك الدماء ، لأنّهُ مشروع حرب أهلية  مدمرة ، ومؤامرة خبيثة ، وأضاف السامرائي : إذا قام الأمريكان بتسليح العشائربشكلٍ مباشر ، فهو تسليح لقوى الأرهاب الداعشي بالتأكيد ،  يكون تجاوزخطيرعلى وحدة العراق وسيادتهِ ، وأنهُ مشروعٌ عبثي ، والعراق لن يتحرر ألا بالجيش العراقي / أنتهى .
وهذا تصريح صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار في 3-12-2014 : { أمريكا تناقش مع رؤساء عشائر وزعامات محلية سنية في واشنطن تشكيل جيش سنّي قوامهُ 100 ألف جندي من بقايا المنظمات الأرهابية الصدامية البعثية ، وأضاف أن هناك رأي آخر مؤكد قبل أشهر بأنّ التحالف الدولي سيشكل قوّة قوامها 50 ألف عسكري مقاتل من الأنبار ستكون رديفة لقوات الجيش والشرطة المحلية لمواجهة الحشد الشعبي .
وأنّ  مطلب تسليح العشائر بالتأكيد يؤدي لأتمام أمرين:الأول/ تعهدوا لأمريكا محاربة ايران مقابل رجوعهم للسلطة ،والثاني / أفهام أمريكا أنّ الحشد الشعبي مافيا ولصوص ، واللعب على الوتر الطائفي والمناطقي مع تضخيم وتهويل  شعورها بالأضطهاد والتهميش ومظلوميتها من الحكومة المركزية ، ويرفعون من سقوف مطاليبهم التعجيزية في بعضها والتي أحلاها مُرْ (وهو الأنفصال) بالخط العريض وبالتالي سوف يكون تجاوز خطير على أساس وحدة العراق وسيادتهِ .
وجوهر الكلام أن زيارة الوفود العشائرية بطابع سياسي ومناطقي لا يخدم المشروع العراقي ، والظاهر أنّ مشروع تمزيق العراق أقتربت ساعتها ب{أنشاء جيش سنّي/وتشكيل حرس وطني/وأستجداء البعض السلاح من دون علم الحكومة المركزية }--
عبد الجبار نوري/ السويد
في / 8-12 -20140


327
الحشّدْ الشَعبي ------ مُنجزْ وطني كبير
عبد الجبار نوري
الدولة التي تحمل مقومات الوجود الأثنوغرفي ، والجغرافي ، والعمق الحضاري ، وأرشيف تأريخي ، فهي حيّه تحمل جينات ديمومة الخلود الأزلي ، فتتوفر فيها " الحصانة " عند تعرضها للمنعطفات والمطبات التأريخية ، صحيح أنّها تكبو ولكنها سرعان ما تقف بشموخ متحديةً عوادي الزمن ، بكيانٍ أقوى أكثرعنفواناً وألقاً ، ها هوعراقنا العظيم ذلك الجبل الأصم ، والطود الشامخ تكسّرتْ على صخرةِ صموده الأسطوري جميع الغزوات الطامعة ، والأنقلابات الشوفينية .
أنّ نكبة أو نكسة حزيران الموصلية في 10-6-2014 واحده من مدلهمات وعوادي الزمن الأغبر ، ترك شرخاً عميقاً في الذاكرة العراقية طالما هناك حياة في كوكبنا ، لأنّ الصدمة كانت عنيفة ومروّعة عندما تعرّض العراق لموجة سونامي كاسحة مدمرة من قطعان بهائم أتتْ على الحرث والنسل منذُ تأسيس الدولة العراقية الفتية ، حين أحتلتْ عصابات داعش ثلث مساحة العراق ب400 معتوه مختل عقليا شذاذ آفاق ، مقابل 700 ألف عسكري عراقي وبفترة قياسية لا تتجاوز الساعات ، لا--- لآنّ داعش ذات قوّة أسطوريه أبداً ، لأنّ مثل هذا الأنهيار النفسي والمعنوي ، شيء طبيعي وخصوصاً عندما يكون اللاعب الرئيسي في الساحة ال "سي – آي - أي " الأمريكي السيء الصيت ، والتأريخ يعيد نفسهُ في أنقلاب شباط الأسود عام 63 عندما أقتحمت أربعة دبابات فارغة من العتاد و40 من الشقاة البلطجية وزارة الدفاع + بيان رقم واحد ، وبساعات أنهار النظام وجيشهُ والجماهيرالمليونية المؤيدة والمحيطة بالنظام ، فهي بمثابتة الصدمة الكهربائية العنيفة ، فسرعان ما تستيقض منها الشعوب الحيّة .
فداعش تمكنت من التمدد والسيطرة *( أبزود القادة العسكريين الثلاثة النشامى ومعهم محافظ الموصل الصنديد ! الذين تركوا أرض الشرف أرض المعركة ولاذوا بالفرار وتركوا جنودهم ومعداتهم غنيمةً للعدو الغاشم . *منصات الأعتصام ولأكثر من سنة التي أصبحتْ ملاذاً للأرهابيين وجمع الأسلحة . *أمريكا داعمة الأرهاب ، وصانعة داعش ألتي لاتتعامل ألا مع الملثمين ، *والبعث الصدامي، والرياض ، وعمّان ، والكويت ، وأنقره ، وفنادق أربيل ومطارهُ ((للأسف الشديد) !!!  .
نهوض الفارس من كبوتهِ
والحمد لله في 11-6 تمكن جيشنا الباسل من أمتصاص "الصدمة" وأستيعابها ، والتحول إلى مرحلة الهجوم ، وأخذ المبادرة من العدو والبدأ بالتقدم والزحف المقدس وتسطير النصر ، وكان " للحشد الشعبي " دوراً محورياً في تغيير الصورة العسكرية ، وجاءت فكرة الحشد الشعبي المنقذة من دعوة المرجعية الرشيدة " للجهاد الكفائي" في 19 حزيران 2014 ، الذي حال دون سقوط بغداد  والعراق برمتهِ بين براثن داعش فعندها لبى آلآف المتطوعين نداء الحق في أنقاذ (الوطن) من المحتل الغاشم وحفظ الأعراض والحرمات والممتلكات ، التي يكون الجود بالنفس دونهُ { شهيداً } حيث يتفق حولهُ جميع الأديان السماوية ، والقوانين الوضعية ، وهو ليس ثمة حدث تكتيكي طاريء بل هو ولادة ومؤازرة ملايين العراقيين ، فالحشد الشعبي مع القوات المسلحة والعشائر المنتفضة ضد داعش في آمرلي وجرف الصخر، وقضاء  وبيجي  وحمرين وكركوك وصلاح الدين .
وكانت الهجمة الأعلامية الشرسة الظالمة جزاء " الحشد الشعبي " !!!!!!!
فالحشد الشعبي كانت أكبر تظاهرة وطنية بحشودها ألتي أزدادت نمواً وعدداً وقوةً ومعنوية لم يسبق لها مثيل في سفر التضحية والأيثار وحب الأوطان والتضحية بالغالي والنفيس لأجل الألتحاق بجبهات العز والشرف ، وهو الذي طهر حزام بغداد وقاتل في جبهات متعددة يواصل الليل بالنهار بنزرٍ يسيرٍمن المعيشة ، و سلاحهُ الكلاشنكوف فقط ، وأسند لهُ عدة مهام عسكرية وهويقوم بمهمة الجهد الهندسي بتنظيف الطرق من العبوات الناسفة الملغومة من قبل العدو تارة ، وحرب شوارع ، ومسك الأرض ، ونقل الجرحى ، والعتاد ، والتموين ، والعمل الأستخباراتي تارة أخرى ، وقدم العشرات من الشهداء يومياً في أطفاء العبوات الناسفة ، وقدم المئات عند تحرير جبال ووديان حمرين  ، وهم شيباً وشباباً بل وشيوخاً وأكثرهم فقراء ، منهم من باع موبيلهُ ليدفع أجور نقلهِ إلى جبهات القتال !!  ومنهم من باع ( تراجي ) زوجتهِ ليبقي لأسرتهِ مصروف غيابهِ ، وفي أوقات الراحة القليلة يفترش تراب وطنهُ لايبالي هوام الأرض من عقارب وأفاعي!! ، مقابل الذود عن حرائر الوطن من السبي والبيع في أسواق النخاسة ، وللعلم أنّهمْ يقاتلون بدون رواتب !! ، ---- أمنْ الأنصاف تشويه سمعة هذهِ الشريحة الوطنية وأنكار دورها الوطني ؟؟؟  ، ولا أنكر بأنها مخترقة  في بعضها من قبل العدوالبعثي - الداعشي الذي هو ديدنهُ حتى في التظاهرات لتفريغها من وطنيتها ، ولأحداث أرباك وفوضى في الشارع العراقي ، والمس بكرامة وهيبة الحكومة والدولة .

وأعتقد جازماً أنّ هذهِ الحملة الأعلامية الشرسة والظالمة بمزاعم واهية لا سند لها حين يهولها ويضخمها أشخاصٌ خونة وأعلامٌ مضاد ، ضد الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ ، غايتهم التعتيم على الأنتصارات ألتي حققها ، وتهميشها ، وتشويه سمعة الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ المقاتلة ، وخلق حاجز نفسي بين أهالي المنطقة وبين القوات المسلحة وجاءت متزامنة هذهِ الزوبعة الأعلامية السوداء ضد الحشد الشعبي مع الهجمة الأماراتية – الأمريكية – الأسرائيلية ضد المقاومة العراقية ، وهذهِ الزوبعة الأعلامية تعلو كلما أندحرت داعش وأختارت الهزيمة أمام قواتنا الباسلة. والذين يتجاوزون على الحشد الشعبي ، هم "الرتل الخامس" التي تشير بوصلتهم  المشبوهة وبأذلال بأتجاه الأجنبي ، بعضهم نواب في البرلمان ، وآخرين قابعين في عمان ، وفنادق الخمسة نجوم في أربيل ، وجنب صالات الدسكو في بيروت .
{والكثير من المنصفين وأصحاب الضمائر الحية دحضوا هذهِ الهجمات الأعلامية ،كأمثال وزير الدفاع الشهم د/ العبيدي ألذي صرّح يوم 2-12- من خلال أجتماعهِ بالقيادات الأمنية في ديالى " بأن الحشد الشعبي "منضبط "  ويعمل تحت أدارة القيادات الأمنية " }.
تحية أجلال وأكبار للحشود الشعبية وللعشائر المنتفضة بوجه داعش الأرهابي ، والمجد للواهبين أرواحهم في الذود عن حياض الوطن المقدس ، وتباً للعملاء ألذين باعوا أنفسهم والعراق للأجنبي ، وألف { لا } لفضائيات أبواق الدس والكذب والتزوير -----

عبد الجبار نوري / السويد/ في 6-12-201

328
من أرشيف البيت الهاشمي
منهجية "الأمام الحسن" السلميّة
عبد الجبار نوري
ترك البيت الهاشمي بصماتهُ في السفر العظيم لتراث الأمة ، في ثقافة الأدب والشعر والنثروفن الخطابة في السهل الممتنع  ودقة المنهجية العلمية ، والفروسية ، ومكارم الأخلاق في الوعظ والأرشاد، والكرم والجود بالنفس لتحقيق الوحدة المجتمعية .
واليوم نحن أمام أحد أعمدة البيت الهاشمي وأقماره " الحسن أبن علي" طودٌ شامخٌ ، وقورٌ صبورٌ، سيّدٌ ، كريمٌ ، ورحيمٌ ، وحليمٌ ، ومتواضعٌ ، ومن ألقابهِ المجتبى ، الزكي ، كريم أهل البيت ، ريحانة رسول الله ، كيف لا وقد نَهَلَ من المدرسة النبوية لسبع سنوات ، ومن المدرسة العلوية ثلاثين سنة لذا أصبح حضورهُ بارزاً ومميّزاً في شخصيةٍ محوريةٍ أسمهُ الأمام " الحسن أبن علي" نجددُ ذكرى أستشهادهِ الغائب الحاضرفي 7 صفر 50 للهجرة ، والذي يصادف اليوم ، وأستشهد بالسّمْ على يد زوجتهِ جعده بنت الأشعث الكندي بأمرٍ من معاوية – خصمهُ ومنافسهُ ومغتصب حقهُ افي الخلافة –  مروج الذهب /ج2 ص36 ) .
الصلح أو التنازل
الأسباب : يصحُ هنا أنْ نقول لكل حادثٍ حديث ، والحديث فيه طويل وخاضع للصح والخطأ ، الأفضل أنْ نلقي الضوء من الكاشف التأريخي حول هذهِ النقلة النوعية والمفصلية في حياة الأمة ، وثُمّ نترك للقاريء المثقف أنْ يقييّم مبادرة الأمام السلمية  ، أو الصلحية:
الأحداث تتسارع حول الأمام
1-قلة عدد أشياعه ، عدم أيمانهم بمبدأ " الأمامة " وأزدواجيتهم  في الولاء ، وميلهم لحب الدنيا ، وولائهم لسلطة الأقوى وطمعهم في أغراءات معاوية المالية وتوزيع المناصب وموائدهِ الدسمة ( كتاب الحسن أبن علي- عبد القادر أحمد اليوسف ص 60 ).
2- كان عند الحسن أهم قضية – بعد أستشهاد أبيه – هي مواصلة القتال ضد معاويه ، فأنشأ جيشاً بقيادة أبن عمهِ " عبيد الله أبن العباس " ولكن معاويه أرشاه فأنقلب على الحسن ،
3-تعرَّض إلى ثلاثة محاولات أغتيال : الأولى/ رماهُ أحدهم بسهم عندما كان يصلي وجاءت بذراعهِ ، الثانية / ضربة خنجر أثناء الصلاة ، الثالثة / وهي الأخطر طعنة رمح في فخذهِ في طريقهِ إلى المدائن . (كتاب التوحيد/ لأبن خزيمه ، الطبري – الجزء الرابع)
4- معاناة الحسن * حزنهِ على فراق جدهِ ، وأبيه ، * شهد الهجوم على دار أمهِ فاطمه ، وما حصل عليها من أعتداء ، وهتك حرمة دارها ، * وشهد ما تعرّض لهُ أبوه "علي" من الظلم والجفاء وغصب خلافتهِ ، والتعرض لشخصهِ على المنابر، وقنوت الصلاة ، *شهد طعنة أبيه بالسيف أمام عينيه في المسجد وأستشهادهِ ، * قتل معاويه أصحاب أبيه واحدا تلو الآخر.( الكامل في التأريخ- لأبن الأثير ).
5- ثُمّ أنّ معاويه أكتسب الشرعية على أدارة بلاد الشام عندما عيّنهُ الخليفة الراشدي الثالث والياً عليها ، وأستقل بها عند خلافة علي ، وهذا مما ساعده على تكوين جيش أموي شامي موالي لهُ بالأغراء والقوّة ، والمعروف عن معاويه أنهُ من دهاة العرب وأحاط نفسهُ برجالٍ مثلهِ "كعمر أبن العاص" الذي يلقب بثعلب العرب الماكر، وكما يقول المثل ( شبيه الشيء منجذبٌ أليهِ ) ، كما أنّ معاوية أستعمل سياسة الشدة حيث صفى جميع أصحاب علي وخصومهِ من مؤيدي الحسن ، بأستعمال ( السُمْ ) حين وصفهُ المؤرخون بأنّ لهُ { جيشٌ من السُمْ } .
الخلاصة// أختار الحسن الصلح بدل الحرب لتحقيق هدف الأصلاح في الأمّة ِ، وفضحَ نوايا عدوهِ الدنيوية ، وطلب الهدنة من معاويه " لحقن دماء المسلمين وقطع دابر الفتنة ، والقضاء على التفرقة " ( مروج الذهب /ج2 ص36،ومقاتل الطالبيين) ، ثُمّ أنّ قول جده الرسول فيهِ لا يفارق ذهنهُ عندما قال :  {أنّ هذا أبني سيّدْ وسيصلح الله بهِ بين فئتين عظيمتين من المسلمين} رواهُ البخاري ، وختم قراره السياسي بهذهِ العبارة المؤثرة التي تدل على حكمة وعقلانية وحنكة هذا القمر الهاشمي   {فوالله لأنْ أسالمهُ وأنا عزيز، خيرٌ منْ أنْ يقتلني وأنا أسيرهُ أو يمُنّ عليّ فتكون " سُبَةً " على بني هاشم إلى آخر الدهر}، وقد ترك الدنيا الفانية رغبة في الآخرة الباقية ، في حقن دماء الأمة ، وأجماع الكلمة على أميرٍ واحد( البخاري) – وسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم تبعثُ حيا -----

عبد الجبار نوري/ السويد

في/ 1-12-2014

329
{ لا }------- للتمييزفي البرلمان بين الشهداء
عبد الجبار نوري
نأسف لأنزلاق لجنة الشهداء والسجناء السياسيين البرلمانية في دائرة الأزدواجية ، والتمييزبين شهداء العراق عند أقامة فعاليتها في باحة البرلمان ، أستذكارية بعنوان {المعرض الوثائقي الأول لأعدام نخبة من شهداء الهدى } تحت شعار البعث والأرهاب وجهان لعملة واحدة ، بحضور أعضاء من لجنة الشهداء والسجناء السياسيين ، وأعضاء البرلمان ، هذا شيءٌ مفرح وجيد ، ونحييّ بأجلال وأكبار شهداء التيارات الدينية التي أجادتْ بدمها لأسقاط النظام ، ولكن عندما يكون على حساب تهميش وتحييد شهداء الحزب الشيوعي العراقي السخية تبرز "كنقطة نظام" لها مؤشراتها السلبية في الجوانب السياسية والمجتمعية : 1-يتبين أنّ الفعالية أساسها التعامل الحزبي الضيّقْ بسمتهِ الدينية متجاهلين دور القوى الديمقراطية واللبرالية العلمانية ، مما يؤدي إلى أثارت الحساسيات الوطنية ، ويترك أثراً سلبياً في نفوس المناضلين جميعاً من شتى ميولهم وأتجاهاتهم وخاصةً في الحضورالوطني الدائم { للحزب الشيوعي العراقي} حيث لم يكن نضالهُ تكتيكياً وقتياً في أنتهاز الفرص بل كان ولا يزال نضالاً جماهيرياً يسيرُ بثبات لتحقيق شعاره الخالد  "وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد " .
2- أنهُ كان يخلو أيضاً من أستذكار شهداء كردستان حيث أنّ هناك 182 ألف شهيد كردي من جراء حملات الأنفال الظالمة.
3- وأبدى العديد من نواب كتل مختلفة أمتعاضهم وأستغرابهم/ *علّق: النائب عادل نوري عن الأتحاد الأسلامي الكردستاني: ما يلُفتْ الأنتباه هو أنّ هناك أحزاب عريقة أعطتْ ضحايا مثل "الحزب الشيوعي العراقي" وأنّ المعرض المقام مسّخْرفقط لطائقة أو جهة واحدة ، *وقال قاسم الأعرجي نائب كتلة بدر: أنّ التمييز بين الشهداء هو خارج العدالة والأنصاف ، وأضاف وخصوصاً شهداء " الحزب الشيوعي العراقي" الذي قدم الآلالف من الضحايا لآسقاط نظام صدام ،  *النائب جوزيف صليوه عن كتلة الوركاء الديمقراطية : لقد قدم الحزب الشيوعي العراقي الآلاف من الشهداء منذُ الحقبة الملكية حتى الآن وللأسف يتم أهمال ذكرهم ، * النائب جمال المحمداوي عن كتلة الفضيله : كان المفروض باللجنة أنْ تنظر إلى العراقيين في (مواقفهم) بعيدا عن الأنتماء القومي والديني أو المذهبي لكون الجميع كان مدافعاً عن الوطن وغايتهُ أسقاط النظام الدكتاوري ، * النائب عرفات مصطفى عن التحالف الكردستاني : أعرب عن أسفهِ لكون المحاصصة السياسية دخلتْ في جميع المفاصل ، وعلى اللجنة أستذكار شهداء "الحزب الشيوعي العراقي" العريق جداً ، وشهداء الكرد في الأنفال .
من سفرك الثمانين//يا سيدي ، يا حزب الشغيلة ، يا محبوب الجماهير ، يا سيد الشارع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية ، وأنت أعرق الأحزاب وأطولها عمراً ، وأنت الحزب المخضرم الذي عايش جميع الأنظمة الحاكمة في العراق ، وقارعت تسلطها بشجاعتك النادرة المعهودة ، ولينظروا إلى أرشيفك المشرّفْ والرفيق فهد مؤسسك الخالد يقول للمحققين سنة 1933 عندما أعتقل في الناصرية " أنا شيوعي وهذا معتقدي!!! " وكذلك رفيقهُ سلام عادل وهو معتقل في قصر النهاية المشؤوم سنة 1963 يردد وهو يقُطعْ ( أنا سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، ماذا تريدون أيها الأوغاد ؟ ) ، ولم تعرف المساومة أو المهادنة على حساب الشعب ،وقدمت على مذبح الحرية قوافل من كوادر الحزب وأعضاءه ومؤيديه ، أبتداءً من قيادتك { فهد وحازم وصارم سنة 1949 ، ووسلام عادل وجمال الحيدري والعبلي ومحمد حسين أبو العيس وصبيح سباهي وآخرهم وليس أخيرهم الشهيد البرلماني وضاح حسن عبد الأمير ( سعدون )------ .
ونحن( أصدقاء الحزب) نرسلُ عتاباً رفاقياً أخوياً إلى اللجنة المشرفة على الفعالية { أهذا جزاء نضال ثمانين سنة ؟؟؟ }
{المجد والخلود للواهبين دماً من أجل الغد الأفضل شهداء الشيوعي العراقي الذين هم شموع وضاءة في الذاكرة العراقية}
عبد الجبار نوري/ السويد
في28-11-2014

330
ثقافة الفوضى ---- في حكومة المقبوليه
عبد الجبار نوري
كانت سنة 2003 نقلة نوعيّة في تأريخ الدولة العراقية منذ نشأتها من أعتى نظام دكتاتوري شمولي ولأربعين سنة معايشة مع كم الأفواه وعبادة الصنم وتأليهْ القائد الرمز والتفنن في بناء السجون والمعتقلات وتقوية حبال المشانق وأحواض التيزاب والمقابر الجماعية والحروب العبثية وحصار أقتصادي لأحد عشر عاماً ---- إلى نظام ديمقراطي تعددي وأنتخابات ودستور وللأسف الشديد أنّ العراق لم يلمس راحة البال ولا يوماً واحداً ، حكومة أزمات ، ديمقراطية عرجاء ، دستور ملغّمْ ، و القفز على الأنتخابات ، وقادة محاصصون كلٌ يلهثُ وراء ليلاه (الطائفة والمذهب والقومية والمناطقية) المشاريع الصناعية متوقفة بنسة 95 % وأرجعونا قادتنا إلى عصر الغابة في سيادة قانون القوّة بل أكثر من شريعة الغابة حين يضاف لها  المحسوبية والمنسوبية ، وهكذا نعيش هذهِ الفترة العصيبة والمملة والمظلمة بدولة تفتقد المؤسسات ، وغياب الدور الرقابي للبرلمان ، والفساد المالي والأداري ، وأسوار حدوده مهدمة ، أصبحت سهلة العبور لعصابات الأرهاب الداعشي عابري الحدود ، الذين أحتلوا  أرضنا بغفلة من قادتنا ، وبحساب الخسارة والربح لقد خسرنا كل شيء أرضنا كرامتنا وأموالنا ومستقبل أجيالنا القادمة بسبب بوصلة قادتنا ألتي جعلوا مؤشرها بأتجاه فايروس الطائفية والأثنية والمناطقية وتناسوا وطنٌ مقدسٌ يستحق التضحية والأنتماء أليه .
وموضوعنا في هذا المقال هو عهد حكومة الدكتور العبادي التي تشكلت على أساس فرية { المقبولية } ، لقد قبلنا بها وأستبشرنا ببرنامجهها الحكومي الذي من أولياتهِ " محاربة الفساد " الأداري والمالي والضرب على أيدي المفسدين بيدٍ من حديد ، وللأسف لم  نجد أسترجاع الأموال المنهوبة ، ولا ألقاء قبض على لص سياسي ، ولا حتى كشف ملفاتهم ألتي يهددون بها ، وما قيمة كشف المستور و( تخمير) الملفات بعد أنْ يقع الفأس بالرأس؟؟ ، والتبريرات هنا غير مسموحة { أنشغال الحكومة في الحرب ضد داعش ، والتركة الثقيلة من الفساد الموروثة من الحكومات السابقة } ، لأنّ هناك تجارب لأممٍ خاضت حروب لكنها خصصت قوات شغب ، أو قوات الرد السريع لمكافحة ما أسموه ( الرتل الخامس) .
**عمليات الخطف ألذي وصل في بغداد أكثر من "مئة " حالة منذ شهر أكتوبر لحد اليوم ودوافع كثيرة تقف وراء هذه الجريمة الشنيعة ( الأبتزاز المالي بطلب فدية مالية ضخمة لا قبل للناس من تحضيرها ودفعها ، العداوات ، غايات سياسية لهز المجتمع وأرعابهِ ، وصرّحَ رئيس مجلس النواب العراقي : أنّ العراق يشهد نوعاً آخر من الأرهاب لا يقل خطورة عن الأرهاب ، وراءهُ دافع أبتزاز مالي والتأجيج الطائفي ، وأضاف أنّ الخطف أرهاب الجريمة المنظمة وهو طعن العراقيين في الظهور والعمل على أضعافهِ. أنتهى/ مهزلة الرشوة//المنتشرة في أغلب دوائر الدولة وخاصة في مراكز الشرطة ، وتكون الرشوة بالتوريق أو بكارت موبايل أبو العشرة آلاف ( يا لدناءة النفوس الضعيفة الهابطة والرخيصة!!! ) ،وأطلب من وزير داخليتنا الشاب " الغبان صاحب الماضي الشريف العريق " أن يتصدى لهذه السلبيات بشجاعتهِ المعهودة ، وظاهرة المتسولين // وهم كثر وهم ينتمون إلى فئتين الأولى تخضع لسيطرة العصابات ، والثانية فئة النازحين والمهجرين من المناطق الساخنة المضطربة أمنياً .
**الجريمة المنظّمة : وهي مجموعة من الأنشطة الأجرامية بعملياتٍ واسعة النطاق والمتعلقة بجرائم الخطف والقتل الممنهج وغسيل الأموال ، وتجارة المخدرات والأتجار بالنساء والأطفال ، والأتجار بالأعضاء البشرية ، وتهريب الآثار والأتجار بها ، وظاهرة بيع الأدوية على الأرصفة ( ولعلم وزارة الصحة أنها مسروقة من مستشفياتنا) ، وميليشيات بزي عسكري وسيارات رباعية الدفع ربما تكون مسروقة من الحكومة وتقوم بمهماتها الأجرامية في السطو المسلح كما يجري على مكاتب الصيرفة ومحلات الصاغة والبيوت الآمنة  كما حدث في سرقة رواتب الموظفين في البصرة أيلول الماضي ، وأفاد مصدر في الشرطة العراقية يوم الجمعة 21-11 عن أختفاء موظفة في أحدى المصارف بعد أختلاسها 40 مليار دينارمن أصل 142 مليارحوّلتها إلى مصرفين أهليين ، وتوضح أنّ وزارة الداخلية لا زالت تعاني من عدم قدرتها الحقيقية على أختراق العصابات والقبض عليها ، وفي ظاهر الفضائيين الجديدة على مجتمعنا نقلت وكالة ( واي نيوز الأخبارية ) عن مصدررفيع في وزارة الدفاع العراقية أن الحصيلة الأولية 550 فضائي في الوزارة يكلفون الميزانية 5 مليار دينار شهرياً ( وهذا في باب هدر المال العام ) ، وأشدُ على يد وزيرالدفاع الجديد الدكتورخالد العبيدي الشجاع بتطهير وزارتهِ من هذهِ الطفيليات.
**أزمة الغاز وسعر رغيف الخبز: أرتفع سعر قنينة الغاز ثلاثة أضعاف سعرها الرسمي – ونحن في الشتاء – أحياناً مما يؤدي إلى أرتفاع سعر رغيف الخبز أو صمون الأفران ، لا ندري هل هي مفتعلة ؟ يتلاعب بها بعض التجار ضعاف النفوس ، والسوق السوداء لأرباك وضع المجتمع ، أم أنْ كان الخبر من باب الدعايات الأرهابية لزعزعة ثقة الشعب بالحكومة ، هنا يجب على الداخلية التحرك والتحقق ومعالجة الموضوع أنْ كان صحيحاً .
**التجاوزات على الأرصفة ، وعلى مغذيات الكهرباء ، وظاهرة بيع الأغنام وسط المدينة كما أطلعتنا كامرة فضائية الفيحاء منظرباعة الأغنام قرب ساحة سعد  في البصره ( والمضحك المبكي أنّ صاحبها لاينفذ أمر المحافظ بأدعائه أنها تعود للشيخ فلان رئيس عشيرة فلان ، والظاهر أنْ القوانين العشائرية هي السائدة كما في السماوة والديوانية يكون الطبيب(المسكين) مسؤول عن موت المرضى ويدفع دية قد تكون بالملايين !!!   وفي بعض المحافظات ( لوبيات ) تمنع أستبدال المدراء العامين المشمولين بقرار المجلس والقاضي أستبدال المدراء الذين أمضوا أربع سنوات متتالية في مناصبهم ، أين هيبة الحكومة ؟؟؟ من فرض شخصيتها المعنوية على الخارجين على القانون .
الخاتمة / عفواً أنّ الجروح عميقة وبمساحة العراق لا أريد أثارة المواجع، وأنّ "مشاهد" ملهاتنا المأساوية كثيرة ، ونتساءل أين الرقابة المالية ؟ التي حاسبت الباشا في العهد الملكي في زيادة 100 فلس في أحدي أيفاداته ، وأين لجنة النزاهة البرلمانية من حيتان العقود والبنوك؟؟ ، وكانت أمنيتنا حكومة مهنية متماسكة تطبق القانون على كل الهرم المجتمعي ، وأنّ طموحات الشعب العراقي متواضعة وبسيطة  حين يطلب الأمان - ورحم اللهُ الأمامَ أبا الحسن حين قال حكمتهُ المشهورة {الصحةُ والأمان نعمتان مجهولتان} - كي يعيش كما يعيش سكان جزر الواق واق ، والله من وراء القصد !!!!
عبد الجبار نوري/ السويد
26 – 11 -2014





331
أضاءات سوسيونفسيّة------- في أوهام البطولة الداعشية
عبد الجبار نوري
أنّ ألذي يعتقد بهِ الأرهاب ليست آيديولوجية ممنهجة ، لأنها تفتقد الثوابت العقليّة المنطقية ، وتفتقر إلي الشرعنة الوضعيّة والقوانين السماوية ، بل تغرد خارج الفكر الأسلاموي ، أنما هي مجرد أحلام اللاوعي من اللا شعورللوصول إلى فلسفة الوجود – دون أستعمال العقل - من خلال معطيات اللذّة الدنيوية بنرجسية مفرطة في حب الذات ، وهذهِ النزوات والتطلعات الطوباويّة الخيالية أوقعتهم شرائك ييت العنكبوت – الذى هو أوهن البيوت- وسقطوا في قعر ( الأنحراف الديني) المرتبط بالأحلام حين يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ، وتكتيكهُ السياسي تدمير كل محسوس من حرث ونسل بديماغوجيّة راديكالية متشددة للوصول للهدف الأستراتيجي (الفردوس المنشود ) - بميكافيلية متطرفة مفرطة بأرتكابهِ المجازر البشريّة وتدمير حضارتهِ – أي الجنة التي وُعِدَ بها الصالحون وتمكن القادة من غسل أدمغة وعقول المريدين وأسر أراداتهم مغناطيسياً ، وأعبترت هذهِ الآيات جوائز مغرية لنتيجة الأختبار ألذى هو "الأنتحار" بتفجير نفسهِ وسط أبرياء من البشر{ مثل الجنة التي وُعِدَ المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمهُ وأنهارٍ من خمرٍ لذّةٍ للشاربين وأنهارٌ من عسلٍ مصفى لهم فيها من كل الثمرات(محمد/15) ، وفي العقيدة الأسلامية الحور العين هنّ نساء أعددن لأصحاب الجنة من الرجال يفوق جمالهن الوصف ، وثبت في السنة النبوية الشريفة أنّ "للشهيد 72 من الحور العين" ، وذكرت جملة الحور العين في مواضع عديدة منها (وحورعين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة/ 22) ، ْوحرّمتْ الشريعة الزنى بالآية (لا تقربوا الزنى أنهُ كان فاحشة وساء سبيلا(الأسراء /32 ).
عند قراءة ال(سوسيو نفسية) أي الفسلجة النفسيّة للأنتحاريين عموماً يقول :رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى ( أتيل ديو ) لبنان الدكتور سامي ريشا أنّ مشكلة العنف السائد في مجتمعاتنا العربية في تزايد وتفاقم ، والعمليات الأنتحارية ترجمة للواقع المتأزّمْ وسط صراعات طبقية وفكرية وأرهاصات تصادم تلاقح الحضارات ، ويؤكد هذا الطبيب النفساني : أنّ أغلب الأنتحاريين لا يعاني من أمراض نفسيّة ، بعد مراجعة وفحص عوائلهم من الناحية الأجتماعية ، ودراسة شخصياتهم بعد أنتحارهم ، وتحليل كتاباتهم الأخيرة ، وجدتُ أنّ اللجنة المشرفة على أعداد الأنتحاريين يبعدون من هذه العمليات كل من يعاني مشكلات نفسيّة ، لأنّهمْ يخشون تراجعهم من تنفيذ العملية أو من خوف الأبلاغ لأي جهة عن هذه العملية .
وأنا شخصياً أخالف هذا الرأي بأنّ مثل هذا الشخص الذي يقدم على مثل هذه العملية الشنيعة ليس شخصاً سوياً أطلاقاً ، بل يعاني من أنحرافات نفسية ، وخلل في تركيبته الجينية والجسدية ، وأنّ أغلب علماء الجريمة يؤكدون : أنّ المجرم شخص غير عادي ، قد يعاني من أنفصام الشخصىة وعدوانية مفرطة ، وقد يحمل عقدة الكراهية ( وها هم يقطعون الرؤوس ، ويتلذذون بالذبح ، فتكون الغاية المنشودة بلهفة الوصول السريع بهوس جنسي فرويدي إلى الحسناوات اللواتي ينتظرن هذا الغبي الملوّثْ عقلياً، وقد تكون نهاية الملهاة التراجيدية مهزوزة في مخيلته،لأني شاهدتُ فديو لمعركة في الرقه السورية { أرهابي يناشد رفيقه المجروح وهو يحتضر أخي في الجهاد هل ترى الحوريات الآن حولك ؟؟ !!} .
دوافع الأنتماء// 1 – دافع ديني" أيماني آخروي" للخلود ضمن الهوس الجنسي الموهوم المرتبط بدوافع دنيوية كالمغامرة والأثارة والرفقة ،2- الأنحراف الديني الأسلاموي المرتط بالأسلام ، يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ولكن خلف هذا الخطاب - المصحوب بالتشدد والتزمت والكراهية بعيدا ًعن الثوابت الأسلامية بسبب فتاوى الظلالة - يؤكد علماء النفس أنّ المتجهين للقتال في سوريا والعراق يخفون في عالم اللاوعي اللاشعورالباطني دوافع أكثر دنيوية ( كقسوة العيش والمطالب السياسية والرغبة في المغامرة وعدم القدرة على الأندماج في المجتمع، والأنجذاب للحرب في السير على خطى الأصحاب والحصول على لقب بطل في نظرهم . 3- الأنترنيت والتواصل الأجتماعي ألذي يبث في مواقع مخصصة في بث سموم الخطاب الأسلاموي المتطرف ألذي يزيد من نسبة التكفيروالحقد والكراهية في أعماق الشباب المتديّنْ حينها يستخدمها في تعويض نواقصهم وضعفهم وبعدها ينقلب الشاب من {التكوين العقائدي الأفتراضي إلى التجنيد الميداني } ، فيصبحون سجناء هذا الوهم .4- المنحى الأيماني في مفهوم الجنة والخلود لديهم أنّ الحياة الدنيوية ألتي نعيشها في الأرض رتيبة ومملة لذا أعتزلوها وتقوقعوا ضمن نظام فكري ضيّق ومنغلق ومتشدد ، وهذا الأحباط وتلازم مع هذا الشعورالمكتئب والحزين دوماً ما يُمكنْ مجموعة من الأحلام ألتي لم تتحقق وبالتالي تؤدي بهم إلى الشعور بالضعف تجاه الأقوى فيقودهُ شعور اللاوعي إلى الأنتحار.5- تتجلى المهمة الرئيسية لمنهجية التحليل النفسي عند فرويد {نتاجات اللاوعي بما فيها الأحلام وأزدحام الأفكار والوسواس ألتي سماها " الكوامن النفسية" ترتبط بالعوارض البايلوجية فتخرجهُ عن المألوف ( مثلاً/ الهستيريا  بنظر فرويد :عبارة عن خلل عضوي + أرضية نفسية).
أخيراً/ أننا ندين بشدّة هذه الظاهرة  الشنيعة الغريبة والتي أدتْ ولا تزال تحصد المئات والآلاف من الأبرياء وهدم شواهد الحضارة الأنسانية على أيدي مجموعة شاذّة منحرفة نفسياً ومختلة عقلياً مجردة من الدين الأسلامي وفاقدة الوازع النفسي والأخلاقي ، فالأرهاب أصبح نمطاً من أنماط أستخدام القوّة في الصراع السياسي ، وتحولت إلى أنماط عنيفة من السلوك الأجرامي على الأرواح والحريات والممتلكات ، وحين تكون عقيدتها ( تكفير الجميع دينيا وسياسيا وأباحة الدم وهتك الأعراض بسبي النساء وأستباحة الحرمات ) وأستفحل خطرهم حين تحولوا من الأعتقاد والتصوّرْ النظري إلى طور الممارسة والتطرف السلوكي الذي تُرجمَ إلى سياسة الأرض المحروقة في النسف والأبادة ، بأعادة ( الهلكوست النازي) على جميع البشر والديانات السماوية مقابل ألأيمان القسري بعقيدتهم .
فإلى جانب أعلان الحرب الشاملة ضدهم يجب توحيد الخطاب الديني المعتدل ، وتسخير الأقلام الحرة في كشف زيف معتقداتهم الظلامية وتسفيه فتاواهم الظالّة ، وتجفيف حواضنهم .
عبد الجبار نوري/ السويد
23-11-2014





332
مصفى بيجي ----- 150 يوم صمود أسطوري !!!
عبد الجبار نوري
أنّ نشوة { النصر} في الحروب العدوانية على وطنك ، يجعلك في حيرة لمن تنزع قبعتك وتنحني أجلالاً وخاصة في تحريرقضاء بيجي ، وفك الحصار عن المصفى ، أللجيش العراقي وللحشود الشعبية ولقوات العشائر المنتفضة ضد داعش ؟ التي قلبت الموازين العسكرية {من أمتصاص الصدمة والدفاع إلى مبدأ الهجوم والتحرير ومسك الأرض } ، أم إلى طيران الجيش ؟ ألذي كان الحبل السري المغذي لأولئك الأبطال الصامدين داخل المصفى لخمسة أشهر، وحصار الدواعش من جميع جهات المصفى ب 360 درجة وحسب مصدر أعلامي من وزارة الدفاع العراقية أنّ المُحاصَرِينْ الأبطال صدوا وأمتصوا وأستوعبوا أكثر من 138 هجوم و74 أنتحاري وأكثر من 12 ألف قذيفة هاون وصاروخ وعبوات ناسفة ، أنّ العمليات العسكرية ألتي نفذتها القوات الأمنية وقوات الحشود الشعبية ضد العصابات الداعشية أثبتت للعالم بطولة فائقة للقوات الأمنية في حفظ الأمن للعراق ، ولا نحتاج للتدخل الأجنبي { بوركتم يا أبطال --- أي جبلٍ أنتمْ ؟؟ حين عزمتم على فك حصار داعش عن مصفى بيجي وكسرتم ظهر الأرهاب الداعشي ، ولأنكم أخذتم من الحسين صبرهُ وجلدهُ ورددتم شعارهُ الثوري {هيهات منّا الذلّة }، وردتم أنشودة "جيفارا" ( قدسية الأوطان) ، وصرتم رقماً صعباً قياسياً  في الصمود الأسطوري عند (غيتتس ) وها هي "ستالينغراد وغزّه " تعترفان بتضحياتكم ، لذا أرى " همنكواي" يدق لكم الأجراس .
بيجي //: قضاء عراقي يقع في محافظة صلاح الدين تبعد عن بغداد 210كم ، في وسط الطريق المؤدي إلى الموصل وبها أكبر مصفى للنفط في العراق، تضّمُ المدينة عدداً من المصانع : * مصفى بيجي *مصنع الزيوت النباتية *مصنع الأسمدة *محطات لتوليد الطاقة الكهربائية ( محطة حرارية ومحطة غازية ) ، أما أحياء بيجي فهي : الحي العصري ، حي التأميم ، تل الزعتر ، الدربات القديمة ، وأحياء بنتها الدولة لموظفيها هي : حي الكهرباء ، حي النفط ، حي الزيوت ، وحي المصافي .
أهمية مصفاة بيجي الأستراتيجية / تقع مصفاة بيجي 210 كم إلى الشمال من بغداد ، أي وسط العراق ، معدل أنتاجها 700 ألأف رميل يومياً ، فهي تزوّدْ المحافظات بمنتجاتها النفطية المكررة وبمعدل 300 ألف برميل يومياً مما أدى إلى الأستغناء عن تركيا ، ويوجد في المصفاة 15800 عامل و 100 خبيرأجني ،

دلالات النصر تكمن في : 1- قطع طرق داعش وتضييق الخناق عليه . 2-أعادة كرامة الجيش العراقي ورد الأعتبار لهُ  ( بالثأر من نكبة حزيران الموصلية ) . 3- كسر ألأعلام الداعشي أنهُ الأقوى بالساحة عندما صار الهرب الأختيار الوحيد لمقاتليه . 4- أصبحنا أمام مفهوم عسكري معطياتهُ لنا { هو التحوّل من الدفاع إلى الهجوم } ، 5- وعي عشائري بأنّ داعش عدو الكل لذا أخذوا يبيعون حاجياتهم ويشترون بهِ السلاح للدفاع عن أنفسهم . 6- حصار تكريت من حميع الجهات ( وهي بؤرة  لأعداء العراق من الصداميين والبعثيين وداعش ). 6- تجفيف أحدى منابع التمويل الداعشي .
وأخيراً المجد والسؤدد لجيشنا الباسل والحشود الشعبية أحفاد ثورة العشرين ، وثورة 14 تموز 1958، وأبناء أنتفاضة آذار 1991 ، فلكم أكاليل الغار والنصر دوماً ---- وأمنياتنا الوطنية الخالصة أن نراكم  قريباً في موصلنا الحدباء لكنس المحتل الغاشم ---- وغداً لناظرهِ قريب -----
عد الجبار نوري / السويد
في- 20-11-2014


333
السياسة الأنبطاحية الجديدة----- لحكومة المقبولية
عبد الجبار نوري
العهد الجديد بعد 2003 قد دخلنا عالماً جديداً تحت خيمة الديمقراطية ، وكتبنا دستورنا وصوّتنا عليه ، وأحتكمنا إلى صندوقهِ الذي فرز بين الصالح والطالح خلال (فلترتهِ) للمرشحين ،وتخلصنا من الفوز الساحق الذي يحمل الرقم 9 -99 % ، فالأنتخاب هو أرادة الشعب الذي ينظمهُ الدستور ، فهو سلطة قانونية مصدرها الأساس الدستوري الذي ينظم العملية بشكلٍ ديمقراطي حر لضمان أشتراك المواطنين في أختيار الحكام بكل حرية وسلاسة دون تدخل السلطة المركزية ، هذهِ هي الحياة الحرّة التي أكتسبناها بعد كسر قيود أعتى دكتاتورية عرفها التأريخ ، وللأسف الشديد أنقلب زعماء قادتنا على نعمة ( الحق الأنتخابي) وأبدلوها في أنتخابات 2014 إلى فرية رجعية جديدة تحت أسم ( المقبولية ) ، وفضلوا صاحب ألأقل أصواةً على الأكثر( وهي أرادة الناخبين ) وهي أشارة خطرة سيئة على { أنّ الأنتخابات ليست مهمة} !! ، ما هكذا تورد الأبل يا قادتنا ؟ وقبلنا بالمقسوم ولكن لا على حساب كرامتنا وماء وجوهنا وحقوق شعبنا ومكتسباتهِ  بأتخاذ سياسة الأنبطاح الداخلي والأقليمي والدولي.
الأول

 نبدأ بصفقة وزير النفط مع الأقليم: نعلم أن النفط عصب حياة الأقتصاد للعراق فهو يشكل 90 %من مواردهِ ، وتعاني المنظومة أصلاً من مشاكل تتعلق ب1- رفع الطاقة الأنتاجية لتواكب حاجات النهوض الأقتصادي للبلد ، نمتلك 57 بئر نفطي لم يستغل منهُ سوى 15 بئر فقط  . 2- النهوض بشبكة الأنابيب . 3- مشاكل أقليم كردستان  في مجال النفط ، التي باتت المشكلة المستعصية الغير قابلة للحلحلة ، لأنّ كلا الطرفين يدّعي أنهُ دستوري وغير دستوري ، والشعب العراقي ضائع بين حانه أو مانه ضيعنا ألحانا ، وفي مبادرة وزيرنفطنا – حفطهُ الله ورعاه ! – وأسمي مبادرتهُ " مباحثات الصفقة " وهنا لابحساب الخسارة والربح لأن الأقليم جزء من العراق والشعب الكردي جزء لا يتجزء من الشعب العراقي ولكن يا( سيدنا ) عندما جلست على طاولة المباحثات هل تذكرت أن البصرة وحدها أعطتك 80 % من نفط العراق وبيوت الصفيح والبطالة والعوز حصتها ، وهل علمت بأنّ  العمارة لا تزال فيها مستعمرات الجذام  !! ، والناصرية حصتها اليورانيم المنضب  !! ، فهل من المعقول نصف مليار دولار مقابل 150 ألف برميل في اليوم وإذا ضربناه بالشهر يعني( بحساب عرب) يطلع علينا البرميل 111 دولار ( بالعافية ) ، وسعر البرميل اليوم في السوق العالمية 79 دولار وهو في تناقص ، وبهذهِ الصفقة( شرْعنّتَ) التهريب ياسيادة الوزير، وأنّ حكومة الأقليم سيطرت بالكامل على كركوك يوم 11-6-2014 بدون سند دستوري لأنّ المادة 140 لم تحل بعد ! ، والتالي سيطرت على مكامن النفط في كركوك الجنوبي و( أفانا) الأوسط وخورماتو الثالث الذي هو بالأساس تحت سيطرة الأقليم من سنوات ، والمفروض أنْ يكون تحت سيطرة حكومة الأتحادية بموجب المادة 112/ أولاً من الدستور العراقي ، وهذهِ أحصائية للكميات التي ينتجها ألأقليم : 50 ألف برميل من حقل آفانا ، و 80 ألف من حقل باي حسن ، و 120 ألف من حقل خولرمال ----- فيصبح المجموع { 250 ألف برميل في اليوم }  وأذا أضفنا اليهِ حقول  الموصل والمناطق المتنازع عليها بالتأكيد يتضاعف الرقم المذكور، أهذهِ عدالة صفقة ؟؟؟؟ أم تنازل وأنبطاح لكي لا يخربون الملعب !!!
والثاني
الهرولة الماراثونية إلى السعودية : أنّ العداء السعودي الطائفي والسياسي والأقتصادي للعراق علنأً ، على لسان علماء السوء فيها وفتاواهم الصريحة بأنّ العراقيين كفار ومرتدين ، والقاصي والداني يعلم دعم السعودية لعصابات داعش مالياً – أقتصادياً ،عسكرياً – لوجستياً ، ومعلوماتياً – أستخباراتياً ، وبهذا عملت على تقويتهِ ودعمهِ وتوجيههِ ، وهذا كيسنجريقول في كتابهِ(ملاحظات – والحرب على داعش ) : لم تعد علاقة السعودية قضية سرية فقد تحولتْ من التسريبات إلى العلن . أنتهى ، بادرتْ الحكومة العراقية بسياسة الأنفتاح على السعودية بزيارة رئيس الجمهورية وقبلها زيارة وزير الخارجية واليوم 19-11 زيارة رئيس البرلمان العراقي العراقي  ، نعم نحن مع سياسة حسن الجوار والأنفتاح لكن الأعراف الدولية تقتضي تبادل الزيارات بين الدول لتعزيز الأحترام المتبادل ، وكان المفروض أن يتريّثْ رئيس البرلمان على الأقل حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود !!! ، ثُمّة مخاوف لدى الشعب العراقي أن تلعب السعودية بملف المسجونين { لتبديل سجين عراقي  - متهم بأقوى أتهام تهريب اليشاميغ والعبي ليرتزق بها وهو شيٌ عادي عند القرى الحدودية ، بينما  المجرم السعودي قتل العشرات وأستباح الحرمات في العراق ، وليس بعيداً عنا خبر أنتحاري فجر نفسهُ على جماعة من المصلين في القطيف ، تبين أنهُ من الذين شملهم عفو تنازلي ظالم من الحكومة السابقة، وأضافة  إلى أنها مضيعة للوقت وأهدار للمال العام بدل هذا التجوال الغير مجدي عالجوا مستلزمات ومتطلبات مليوني نازح الذي سيواجه زمهرير وأمطار الشتاء ، ومحاربة الفساد المالي والأداري ، ونهب المال العام ووووو!!!! .
والثالث
سياسة المصالحة ( التعبانة ) الي أتبعها رئيس الوزراء مع أعداء الشعب وعلى رأسهم محافظ نينوى المطلوب قضائياً - والذي يفترض أ نْ يحاكم هو والقادة الثلاثة بتهمة الخيانة العظمى - والذي هرب إلى أربيل عند هجوم داعش وترك شعبهُ فريسة لذئاب الأرهاب – ورافقهُ الدكتور رئيس الوزراء إلى ديوان المحافظة ، وعندها خرج وقاطع أعضاء أدارة المحافظة من العرب والتركمان ، وحتى  أعضاء من حزبهِ كتلة النهضة ، أحتجاجاً على موقفهِ المشين  -----وأخيراً وهذا فيضٌ من غيض ، وألمٌ وحسرة على وطني المحتل والمستباح !!!ولكنهُ سيبقى شامخاً دوماً وفي أعلى قمة { أفرست } وسوف لن تنكس رايتك يا عُراق - ( بضم العين كما كان يكتبهُ الباشا الراحل نوري السعيد بقولهِ ما أريد أكسر عين العراق) –
 ولأنّ عراقنا العزيز وُلِدَ ومعهُ عوامل البقاء-------- المجد والسؤدد لعراقنا  الحبيب والمجد لشهداء الحركة الوطنية 

عبد الجبار نوري/ السويد
في 20-11-2014

334
أيها العراقيون-------- أحذروا "ديمبسي" !!!
عبد الجبار نوري
أمريكا عدوة الشعوب ، أنّها الأمبريالية بأعلى مراحلها الأستعمارية ، أنّها الطفيلية التي تعتاش على دماء الشعوب حد البلازمة ، وصفة الشر هي الغالبة فيها حين تدفعها إلى أعتناق أحط وأسوأ المباديء ألّا أنسانية في الديماغوجية والميكافيلية للوصول إلى مصالحها الذاتية على حساب قهر الشعوب ، وأنها معروفة بالتلاعب بمصائر الشعوب ، وبالذات منطقة الشرق الأوسط حيث قوى الطاقة ، ففي 2009 أرسلتْ لنا شيطان وعرّاب التقسيم " بايدن" وهو يروّج لحد اليوم لتقسيم العراق إلى 3 كانتونات طائفية وأثنية متنافرة هزيلة يرتبطُ قادتها بأجنداتٍ أجنبيةٍ وبعمالة أمريكية لحد النخاع .
و اليوم سيناريو الأبتزاز الأمريكي الجديد الذى يُمهّدْ لأحتلالٍ العراق مرة ثانية وحامل الملف السيء الصيت هذهِ المرة رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال ( مارتن ديمبسي) الذي وصل بغداد يوم السبت 51-11-2014 في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً لأجراء مباحثات حول أنشاء قواعد عسكرية في شمال وغربي العراق ، وأجرى مباحثات مع أصحاب القرار السياسي والقادة العراقيين حول نية واشنطن بأنشاء قواعد في العراق بحجة قتال داعش الأرهابي ، وهو صاحب فكرة زيادة أعداد الجيش الأمريكي في العراق تحت عنوان ( مستشاريين عسكريين ) ، وأن  2011عام الأنسحاب الأمريكي من العراق يذكرنا بندم صقور الكونكرس الأمريكي الأنسحاب من العراق ، بطرحهم السؤال وبألم ، ما الذي حصلت أمريكا من العراق ؟ حين قدمت 4500 قتيل و 15 ألف جريح و30 ألف عسكري بين معوّق أو مريض نفسياً وبالأضافة إلى خسارةٍ ماديّةٍ تقدر ب 50 ترليون دولار، وهو جواب أقناع للرأي العام الأمريكي الذي أكتوى بنيران الحرب الفيتنامية ، وأن القواعد الأمريكية هي أهانة لسيادة تلك البلدان ، وتسلب منها كرامتها حيث تحصل على الحصانة لجنودها حينها يعيثون فسادا فيها ، ثُمّ أنها شرعنة للأستعمار ، والأنطلاق من تلك القواعد للأعتداء على الدول المجاورة ، والنداء لجميع القوى الخيرة والعراقيين الأصلاء أنْ يعلنوها صرخة مدوية ---- لا وألف لا لقواعدكم --- وأرحلوا من أرضنا التي رويت بداء أجدادنا العظماء ونحن أولى بها -----
ديمبسي وتبريراته
1-أنّ المدة للقضاء على داعش ستطول أكثر من 3 سنوات . 2- الطيران لايكفي ، يجب انْ يكون مصحوباً بتواجد جيش بري ، وبما أنّ الجيش العراقي غير مؤهل ومترهل ، يجب أنْ نعمل على تدريبهِ وتأهيلهِ عسكرياً ، علماً مرور أكثر من 50 يوماً في تشكيل التحالف الدولي وأمريكا وأربعين دولةً معها لم نرى تحقيق تغييراً ملموساً على الأرض لصالح العراق { بالوقت الذي تصاعدت وتيرة الأنجازات العسكرية والحشد الشعبي في أكبر ثلاثة معارك ، آمرلي ، وجرف الصخر ، ومعركة بيجي الأخيرة ولم يكن لواشنطن أي دور فيها ، وأستعادت القوات العراقية السيطرة هذا الأسبوع على سد العظيم سد ديالى وهو أحد اكبر السدود في محافظة ديالى ، ومصفاة بيجي في 15 -11 2014 ، والسيطرة على بلدة بيجي الأستراتيجية الواقعة على الطريق الواصل بين الموصل والعاصمة بغداد ، وكسر الطوق الذي فرضهُ المسلحون على مصفى بيجي منذ حزيران الماضي  في 15-11-2014  ، وأنّ مقاتلي العراق الشجعان في داخل المصفاة ضربوا أروع الأمثلة في الصمود الفولاذي في الدفاع عن المصفى وحمايتها من الدواعش الذين يحيطون بهِ من جميع الجهات ،وفي صبيحة 15 11 2014 أقتحم ودخل الجيش العراقي من البوابة الرئيسية  للمصفى والجنرال { ديمبسي} في بغداد، وصار لجيشنا البطل {{ بصمةً عراقية }} في أقدس معركة شرف لرفع راية العراق عالياً ، ودحر عصابات داعش شذاذ الآفاق وعابري الحدود .
جملة أسباب في أنتصارات جيشنا
1-الأعتماد على العامل الذاتي الداخلي لتوفّر الأرادة الحقيقية الصادقة لتحرير الأرض المغتصبة . 2- ذوبان الجليد النسبي بين الكتل السياسية لوصولها إلى الحقيقة المصيرية والمحافظة على ( تيتانيك) الشعب العراقي . 3- أهتزاز مصداقية ( الأتفاق الأستراتيجي ) بين العراق وأمريكا في 2011 . 4- ضربات التحالف الدولي وأمريكا ولّدتْ أكثر من شك وتستمر العمليات 40 يوماً ، حتى أصبح أمام العراقيين مشهداً غير فعالاً وخجولاً. 5- وحتى ضرب تجمعات العدو الداعشي لم يكن فعالاً على أسلحة لاتساوي الواحد من ألف  لقيمة الصواريخ الأمريكية التي قُدرتْ بثمانية ملايين دولار . 6- أختلاط الأوراق الخاسرة والرابحة منذ أسقاط المؤن والعتاد من الطائرات الأمريكية الموجهة بعقولٍ ألكترونية دقيقة لا تقبل الخطأ . 7- توفر الأرادة الوطنية للنصرعلى قوى داعش ، وأحتواء الجيش والقادة للصدمة التي حدثت في الموصل .8- هناك حقيقة تأريخية أتضح للجميع بأن الموصل لم تسقط بل أُعطيتْ هدية إلى العدو من قبل خونة وعملاء أسماؤهم جميعاً "أبو رغا ل" وألا كيف تسقط بجيش تعدادهُ 700 ألف عسكري ، مقابل 400 داعشي . 9- أدركنا بأنّ أمريكا وبريطانا لا تريد أضعاف داعش في سوريا لآنهُ يبقي على ( بشار الأسد) مما يغيض بريطانيا بالذات . 10- ومن خلال أحداث المشهد السياسي الواضح للقاصي والداني  وبدون ضبابية أنّ أعداءنا { واشنطن ، الرياض ، أنقره } .
المجد لجيش أمتنا الباسل ، وتحية أجلال للجهد الهندسي اولئك الأبطال الذين ضربوا أرقاماً قياسية في أخماد آلاف العبوات الناسفة وتمهيد طريق النصر لأبطالنا الأشاوس ، وألف تحية لليوث الحشد الشعب ، ومقاتلي العشائر المنتفضة ضد داعش--- 
عبد الجبار نوري/ السويد
في 17-11-2014


335
المنبر الحر / عُكاظ الموصل
« في: 22:42 17/11/2014  »
عُكاظ  الموصل
عبد الجبار نوري
قرأنا عن سوق {النخاسة }، ونحن في القرن الواحد والعشرين ، عصر الرُقي الألكتروني ، عصر أختزال الزمن والجغرافية ، حينها أتلمس نفسي هل أعيشُ كابوساً ؟ وما أكثرهُ في وطني المتعب ! ، وفي خضم هذا الهذيان، والصراع النفسي ، والأرهاصات الفكريّة ، بمحاولة يائسة مِنّي لأقناع ذاتي --- بأنّ الخبر من نوع " التسقيط السياسي" التي هي موظة سياسيونا  الجدد في وطننا البائس ، أو قفشة من القفشات الباردة للكامرة الخفية ، وتأكد خبروجود( سوق الرّقْ ) ، سوق العبيد ، سوق النخاسة  على جميع وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، وعلى شبكات الأنترنيت ( صورة وصوت ) ، وعلى شبكات التواصل الأجتماعي ، الفيسبوك والتويتر، وكشفت تلك الدولة الأسلامية البائسة نشاطاتها على الأنترنيت لتجنيد نساء الغرب والدول الأسلامية والعربية من أجل  "جهاد المناكحة " تلك الفرية الغريبة التي لم أجد لها ولو أشارة في تأريخ البشرية .
 وأكد الهلال الأحمر العراقي صحة ما نُشِرَ حول قيام تنظيم ما يسمى  ب(الدولة الأسلامية ) بأنشاء سوق للرقيق وعرض نساء للبيع بأسواق مدينة نينوى بعنوان ( سبايا ) ، وأفادتْ بالخبر وكالة ( فرانس بريس ) : أنّ عناصر داعش خطفوا النساء الأيزيديات والمسيحيات كسبايا وعرضوهن في أحدى الأسواق لبيعهن ، وذكرت مصادر أعلامية وأمنية في محافظة نينوى أنّ التنظيم أختطف أكثر من 400 أمرأة من الطائفة الأيزيدية وقاموا بتوزيعهن على معسكرين لممارسة ما يعرف ب( جهاد المناكحة)وصار الموضوع حقيقة  تدمغ أُولئك الجهلة الظلاميين المهوسين بفرويدية الجنس في حياتهم الدنيوية ، وأوهام آخروية سرابية لاوجود لها ألا في عقولهم الفارغة ،عندما أطلعنا على مقالات داعش التي ينشرها التنظيم في مجلة ألكترونية ناطقة باللغة الأنكليزية تحت رمز أعلامي ( دابق) ، تحت تأريخ 21 ذي الحجة 1435 ، على شكل مرسوم يتضمن أسعارا جديدة للأسرى الموجودين لديها  من بنات ونساء وأطفال والسعر حسب العمر، وشددتْ الرسالة على عدم السماح لأي شخص بشراء أكثر من 3 غنائم ، ويستثتى من ذلك الأجانب من الأتراك والسوريين والخلايجة ، ودافع التنظيم عن آيديولوجيتهِ مقدماً تبريرات قانونية لعمليات أستعباد غير المسلمين حتى العاجزين عن القتال عبر القول : بأنّ أستعباد عائلات الكفار وأخذ نسائهم سبايا من بين الممارسات التي لاخلاف حولها في الشريعة الأسلامية  وأنّ على عناصر داعش واجب شرعي لأستعباد وقتال الأيزيديين في سياق ( الجهاد) ضد الأعداء .
أقلام حرة/*  ثمة سؤال أعلامي إلى الناشطة النسوية والمناضلة " أم رافد " مسؤولة  منظمة { منظمة رابطة المرأة العراقية / في السويد} : ما هو رأيكم وموقفكم من هذهِ النظرة الدونية من المرأة العراقية في ظل موجة الداعشية ؟ أجابت أنّ بيع النساء كارثة أجتماعية كبرى ومهزلة تأريخية ، وأنها أعتداء صارخ ومروع عندما تلغى كوجود ، وتباع كأي سلعة !!، فهي مؤامرة ردة عالمية وأهانة ضد جميع نساء العالم المتمدن ، وأنّ ظاهرة الرّقْ وبيع النساء أحياء لعصر الجاهلية والغابة ، وأنّ ما يفعلهُ تنظيم داعش لم يفعلهُ أعداء البشرية وحتى أعداء الأسلام ، وأنّ عصر المغول و التتار يعود ثانية ، وأنهُ عارٌ على بعض الدول العربية والأسلامية أن يكون ردها خجولاً من تلك الأفعال الظلامية ضد المرأة ككيان في المجتمع الحداثوي المتحضر ، وأنّ هذهِ الثقافة المجتمعية السيئة والمتعصّبة من المتشددين الأسلامويين ضد المرأة أنها جريمة ضد الأنسانية في عصر التكنلوجية والحريا ت ، وأقولها بفخر : أنّ منظمتنا  لها أرشيفٌ نضالي ثرْ في الدفاع عن حقوق المرأة عبر تضحيات جسيمة ولأكثر من سبعين عاماً .   *الدكتورة آمنه نصير أستاذة الفلسفة بجامعة الأزهر : أنّ ما يفعلهُ تنظيم داعش ببيع النساء والأطفال في سوق النخاسة عارٌ عليهم ولا يجب ألحاق أسمهم بالدين الأسلامي فهم أوغاد الأسلام ونبيهُم بريٌ منهم . * الدكتور أبراهيم نجم مستشار الجمهورية المصرية : أنّ بيع داعش للنساء والأطفال مصيبة كبرى ومهزلة تأريخية ، وأنّ الأسلام  بريء من هذهِ العادات الدخيلة ، موضّحاً أنّ أحياء ظاهرة الرّقْ وبيع النساء أحياء لعصر الجاهلية . * مقال للبروفيسور ( بيرنارد فريمون ) أستاذ مادة العبودية الحديثة في نيوجيرسي أمريكا : عاش العالم لحظات مروعة وهو يتابع المشاهد الفضيعة لأستعباد آلاف من الأيزيديين الأبرياء ومن أبناء الأقليات الدينية الأخرى من تنظيم الدولة الأسلامية داعش في العراق وسوريا . * وناشدت  (وزارة شؤون المرأة العراقية) في بيانٍ لها : أنقاذ نساء وحرائر العراق من السبي والأسترقاق . * *تقرير أممي صادر من الأأمم المتحدة : أنّ تنظيم داعش في العراق وبلاد الشام أسس سوق جواري للأتجار بنساء المسيحيين وألأيزيديين وأطفالهم بعد خطفهم . * ونقلت مجلة ( فورين بوليسي )السبت 8-11 – 2014 عن تقرير صادر من مكتب ( حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة في العراق " أنّ داعش في تلعفر أحتجز مجموعة تتكون من 150 سيدة وفتاة أغلبهم من المسيحيين والأيزيديين وتمّ أرسالهم إلى سوريا أما لمنحهم لمقاتلي داعش أو بيعهم كجواري بهدف الجنس . * وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أنهم أستلموا نداءات عاجلة عبر هواتف نقالة من نساء سنجار وتلعفر يستنجدن بالأمم المتحدة لتخليصهن من هذا التنظيم الأرهابي حيث يتعرضن للتعذيب والعبودية والأغتصاب اليومي .
بعض شيوخ وعلماء الظلالة
** الداعية السعودي( ناصر العمر)  عضورابطة علماء المسلمين في السعودية ، هو الذي أفتى للمجاهدين في سوريا جهاد النكاح مع مجاهدات تطوعن للجهاد في صفوف المجاهدين في قتالهم المتواصل ضد سوريا الأيرانية حسب تعبيره ، وأن تعذّر تواجد المجاهدات يمكن ممارسة نكاح الجهاد مع المحارم . ** الداعية السلفي ( محمد العريفي ) نقلت القدس العربية 2013 عن وكالة الأنباء الألمانية أنّ الداعية السعودي السلفي الوهابي  قال عبر حسابه الشخصي على التويتر : على الأخوات المجاهدات في عراقنا المغتصب من قبل المجوس الصفوبيين (الشيعة ) التوجه إلى ساحات الأعتصام للجهاد ومؤازرة المجاهدين المرابطين عن طريق زواج المناكحة ، حيث هذا النوع من الجهاد جائز شرعاً ، وقبل هذه الفتوى أجاز العريفي جهاد النكاح في سوريا .**وتقف السلفية التونسية وشيوخها بشدة مؤيدة لفتاوى علماء الظلالة في الخليج .
الخاتمة/في أعقاب ما شهدتها بعض بلدان الوطن العربي من تغيرات أو ما سُميّ أصطلاحاً  بالربيع العربي الذي مهّد لصعود الأسلام السياسي الوهابي السلفي المدعوم من الأمبريالية الأمريكية والغربية في العلن ، ومن الحركة الصهيونية في السر، وفي أعقاب ذلك يمكننا أعتبار ( شيوخ الفتاوى ) الأبناء الشرعيين لهذا الصعود الأسلاموي ، فها هم أحفاد الجاهلية يبشرون بالزمن الذي أفتتحوه في أعقاب المشهد السياسي الجديد لتكون أحدى أبرز بواكيره فتاواهم ألتي روّج لها أعلام البترو – دولار وأقصد هنا ( جهاد المناكحة ) في سوريا والعراق ألتي غض النظر عنها ( القرضاوي) مفتي الناتوسيد شياطين البؤس السلفي الخليجي وذيولهُ ألذين يتاجرون بأسم الله والدين مقابل حفنة من الدولارات المغموسة بالنفاق والدجل وبدماء الأبرياء ---- وأخيراً نستأنس بهذهِ الحكمة القيّمة البالغة "لعمر أبن الخطاب" بهذا الخصوص { متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ }
عبد الجبار نوري/ السويد
في 15-11-2014


336
التقشّفْ  ----- الحذر أنّ الرغيف خط أحمر!!!
عبد الجبار نوري
التقشف : هو مصطلح يشير في علم الأقتصادإلى سياسة الحكومة الرامية ألى خفض الأنفاق ، وغالباً ما يكون ذلك من خلال تقليص الخدمات العامة ، وفي كثير من الأحيان تلجأ الحكومات ألى الأجراءات التقشفية بهدف خفض العجز في الموازنة ، وغالباً ما تترافق خطط التقشف مع زيادة الضرائب ، والتقشف بالمعنى العام يقصد بهِ : صعوبة العيش وخشونتهِ بسبب عدم كفاية حاجيات الأنسان ، وهو في الأصطلاح السياسي : برنامج حكومي ذو طابع أقتصادي يستهدف الحدْ من الأسراف وزيادة الأنفاق على السلع الأستهلاكية ، وتشجيع الأدخار ، والعمل على مضاعفة الأنتاج .
كشفتْ اللجنة الأمنية النيابية : أنّ العجز في موازنة 2014 تتجاوز 23 ترليون دينار مؤكدةً أنّ هذا العجز يعتبر الأكبر الذي تشهد موازنات الدولة العراقية  ، قال الدكتور صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي { أنّ عجز الموازنة هو عجز (أفتراضي) والعجز الأفتراضي هو كل دول العالم تضع في موازناتها نسبة عجز معينة لكي يكون هنك مجال للتصرّف بالموازنة ، ونأمل أنْ لايكون عجز حقيقي } أنتهى .
ثُمّ أنّ ظهور علامات العجز في الدول الثرية كالعراق حين تبلغ موازنتهُ 150 مليار دولا ،  وأنّ أحتاطي النفط 112 مليار برميل ، ثاني أكبر خزان نفطي بعد السعودية ، وأنّ في العراق 74 حقلاً لم يستغل إلا 15 حقلاً فقط ، ومعدّلْ الدخل الوطني 90 مليار دولار حسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2014 ، إذاً هناك حلولاً أقتصادية علمية آنية لتغطية العجز مثل : 1-هناك أتفاقية بين الحكومة والبنك الدولي حول الأقتراض بمقدار 4 مليارات دولار . 2- مبالغ الموازنات التي أرجعتها المحافظات للسنوات السابقة لعدم أنفاقها . 3- الأتفاق مع البنك المركزي لتخفيف الأحتياطي القانوني ألى 7 % بدلاً من 15%  وتقليل الأنفاق الأستهلاكي 6-ترشيق وزاري بتفعيل قانون 21 لسنة 2008 بدل أنْ يكون هناك 28 وزارة تصبح 20 وزارة ، وتقليص النفقات الغير ضرورية  للوزارات  . 7- نقل الصلاحيات إلى المحافظات الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على البيروقراطية والمركزية في الأدارة . 8- وأثني على توصيات بعض النواب في مصادرة الأموال المنقولة والغير منقولة المتعلقة بملفات الفساد للمساهمة في تقليص العجز في الميزانية . 9- تحديد وتقنين الأيفادات الـي تسيّرها المحسوبية والمنسوبية ، وأصبحت سياحية وترفية !!!. 10- أعادة النظر في أملاك وعقارات الدولة التي بيعت إلى متنفذين في السلطة وألغاء أحقية البيع ، لأنّ هناك قانون يمنع هؤلاء المتنفذين من شراء أملاك الدولة وهم في الوظيفة .11- تفعيل الضريبة ، وأعادة النظر بالبطاقة التموينية ، وفتح المجال للقطاع الخاص ----
هل يدرك رئيس الوزراء ؟ ( التقشف يدفع ثمنهُ الفقراء)
أنّ خطورة ما يشاع عن أجراءات خطيرة للتقشف ستتبعها الحكومة لخفض العجز في الموازنة العامة ، وهل يتحمل الشعب العراقي ألآن وفي ظروفهِ الحالية الصعبة ؟ تبعات ونتائج أجراءات التقشف ، وأنْ صحّ فهو أعترافٌ صريحٌ وواضح في عجز الحكومة من أنتهاج سياسات اجتماعية وأقتصادية بديلة تهدف الى حفز الأقتصاد وأيجاد فرص عمل ، وخفض العجز في الموازنة بحلول ثورية وليس بعقلية موظفين لايملكون القدرة على الأبداع والخيال ، وحذاري التقرب  من رغيف الخبز وقوت الفقراء والذين يشكلون 25 % من الشعب العراقي تحت خط الفقر ، وبطالة حقيقية ومقنّعة تزيد على 40 % ، أضافةً ألى أحتقانات أجتماعية واسعة ---- لأنّ التقشف حسب تعريف علم الأقتصاد : يهدف خفض الأنفاق من خلال تقليص الخدمات العامة ، وتترافق مع زيادة الضرائب ، بمعنى أكثر وضوحاً وتبسيطاً التقشف يعني مزيداً من صعوبة العيش بسبب عدم كفاية حاجات الأنسان الأساسية ، ومن يتحملهُ فقط هم محدودو الدخل والفقراء لأنها سياسات تؤدي إلى زيادة معدلات الفقر تنفيذاً لشروط صندوق النقد الدولي للموافقة على القرض في سد عجز الموازنة وليس دفع عجلة الأنتاج  كما ترى الأشتراكية العلمية .
لقد وقع المحذور/ عندما أتجهت حكومة العبادي بالأحتكاك بقوت وحياة الشعب من أجل التقشف وتعالج الخطا بالخطا بالوقت توفر علاجات علميه أقتصاديه تتبعها حتى الدول المتقدمة في علاج التقشف ،لآنّ  حجب أستحقاقات المحافظات مع ضعف السيولة النقدية سيشكل ضائقة كبيرة خصوصاً في الميزانية التشغيلية ، وهذهِ بعض هذه الهفوات الحكومية بحق الشعب العراقي : 1-في بداية نوفمبر 2014 قررت وزارة التعليم العالي أيقاف صرف المستحقات المالية للطلبة المجازين دراسياً خارج العراق.2-أنّ وزارة التخطيط قررتْ تخفيف ميزانية محافظة بابل بنسبة 40 % لتصبح 281 مليار دينار بدلاً من المبلغ المخصص لها لغام 2014 أكثر من 402 مليار دينار( بالرغم من أنّها غير مشمولة بالبترو- دولار، وأنّها مجاورة للمناطق الساخنة ) . 3-  أوقفت وزارة المالية حصة ذي قار من ألأموال المدورة للعام الماضي . 4- تجميد الدرجات الوظيفية لموازنة 2014 والقرار يشمل جميع أنحاء العراق ، بعد انْ كان من المقرر 37 ألف درجة بما فيها حصة كردستان  17 % ، وذلك بالضقط على النفقات . 5- توقف الكثير من الأستثمارات في القطاع النفطي الحيوي الذي يوفر 93 % من ميزانية البلد . 6- حسب تأكيدات اللجنة المالية للبرلمان العراقي ، عمد العبادي إلى تقليص نفقات الموازنة لهذا العام 137 ترليون دينار أي ما يعادل 9 -117 مليار دولارمن أصل النفقات الأساسية التى كانت 171 ترليون دينار ، وأنّ هذا التقليص حجب 37 ألف درجة وظيفية جكوميةجديدة من بينها أطباء ومدرسين . 7-ويدور الحديث في البرلمان تقليص الأنفاق على جوانب أنسانية كالأيتام ومشاريع التعليم الأولي . 8- تجميد بعض مشاريع البنى التحتية لتقليص النفقات والتخفيف عن العجز .
وأخيرا أختم هذا المقال اليتيم ألذي يحتاج إلى أثارة المواجع وزيادة الآلام على وطننا ألذي ينهب والمال العام المستباح {وهذاا تقرير أستلمتهُ هيئة النزاهة من السفارة الأمريكية يكشف ثروات بعض الأحزاب السياسية 550 مليار دولار أضافة إلى ما يمتلكهُ ساستنا ونوابنا يوازي حجم الميزانية الأمريكية ----
عبد الجبار نوري / السويد
في 14-11-2014


337
مُعلّمْ البروليتاريا----- كارل ماركس
عبد الجبار نوري
على كوكبنا الجميل قامات شامخة من قادة وعظماء تركوا بصماتهم في أسعاد البشرية ورسم مستقبلها الزاهر وتحقيق تطلعاتها المشروعة ، وتمكنوا من فرض حضورهم على قلم التاريخ وأرشيف الشعوب بكارزمية مثيرة متميّزة بنحت رقمٍ بارز متلأليء صعب الأستنساخ لمثيلها في الأجيال اللاحقة ، لذا ستذكرهم الأجيال القادمة بكل فخرٍ وأعتزاز واليوم واحداً من هؤلاء العظماء الذي جمع كل صفات القيادة والصمود والصبر والتحدي وبأصرارٍ عجيب حد تمكنهِ من تحقيق حلمهِ في ضخ دماء  شابة  حداثوية في مفاصل طبقة العمال المحرومة المستعبدة عبر أجيالٍ من التأريخ وهو { كارل ماركس } الأقتصادي السياسي ، صاحب الأشتراكية العلمية ، وعدو الرأسمالية الطفيلية وحيتان الكارتلات ، وراسم طريق الخلاص للبروليتارية بتعليمها (كود ) فك شفرة أستلام السلطة من النظام الرأسمالي الجشع الذي يعتاش على مجهود الشغيلة وطبقة العمال والفلاحين البؤساء  .
 كارل ماركس 1818 -1883 ، ولد في ترييف ( مدينة تابعة لبروسيا ) وهو فيلسوف وعالم أقتصاد سياسي ومؤرخ ومنظّر سياسي ، صاحب النظرية الماركسية ، ومؤسس الشيوعية والأشتراكية العلمية ، والفلسفة المادية التاريخية ، والأقتصاد السياسي العلمي ، وزعيم البروليتارية العالمية، ومنقذ الشغيلة والفقراء والطبقة العاملة بالذات ( البروليتاريا )
الماركسية وتحفيز البروليتاريا للثورة
**رسم لها أبواب التحرر والأنعتاق وكسر القيود المذلّة وأخذ دورها الريادي في أستلام السلطة بالثورة التي تعني بنظر ماركس : التغيير الجذري والهرمي للسلطة الرأسمالية المستغلّة بعيداً عن الحلول التوفيقية السائدة في وقتهِ المتمثلة بالهيغلية اليسارية التوفيقية ، ورد برسالة بعنوان (بؤس الفلسفة ) كرد على كتاب ( فلسفة البؤس ) للأقتصادي المثالي ( برودون ) ، وكوّن بنظرية بؤس الفلسفة مع زميلهِ أنجلز{ البيان الشيوعي } 1848، فالثورة بنظر ماركس نقلة نوعية موضوعية مؤثرة في المفاصل السياسية والأقتصادية والأجتماعية كالثورة الفرنسية المتمثلة في كومونة باريس 1789، والثورة البلشفية في أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية ، فكان البيان الشيوعي دعوةً صريجة لعمال العالم للثورة وأخذ السلطة وأنشاء الدولة الأشتراكية أو الشيوعية  .  **وصل مركس الى نتيجة ( حتمية الثورة الأجتماعية ) بتوحيد حركة الطبقة العاملة مع نظرية عامة علمية الى العالم المتمثلة  ب{ البيان الشيوعي } 1848 م مع زميلهِ " أنجلز" وهو أستكمالٌ في توضيح فعالية النظرية الماركسية في التغيير وتكمن أهمية هذا البيان العالمي في : 1- وضع الخطوط العريضة لتصوّرْ جديد للعالم . 2- وهي أكثر النظريات تطوراً وشمولاً وعمقاً . 3-  وفيما يخص الصراع الطبقي يقول البيان الشيوعي : أنّ الحياة الأجتماعية مليئة بالتناقضات والتأريخ يكشف لنا مراحل متعاقبة من الثورة والرجعية ، والسلم والحرب ، الركود والتقدم السريع أو الأنحطاط فالبيان رسم أكتشاف القوانين بدراسة مجمل المطامح لدى أعضاء مجتمع واحد أو عدد من مجتمعات للتجديد ، وخلاصة البيان أنهُ حلل المجتمع على أساس ( الصراع الطبقي ). 4- وضّحتْ الدور الثوري التأريخي العالمي للبروليتاريا ، والتي أعتبرها لينين ركيزة المجتمع الشيوعي الجديد . 5- وفي البيان الشيوعي موقف مادي هو جوهر الأختلاف مع  الفيلسوف ( هيغل ) . 6- البيان يعرض بوضوح ودقة عبقرية المفهوم الجديد في العالم بعرض المادية المتماسكة التي تشمل أيضاً ميدان الحياة الأجتماعية بالديالكتيك بوصفهِ العالم الأوسع والأعمق للتطور ، فتكون بذلك نظرية النضال الطبقي والتحرري للبروليتاريا التي تتصف وحدها بالدور الثوري وتكملة مسيرة الألف ميل الى النهاية  بأصرارلا كالطبقة الوسطى البرجوازية التى تقف عند الميل الخمسين وكفى ( لينين / كتابه ما العمل ؟ )
** والتفسير المادي للتاريخ بنظر ماركس حيث يقول : أنّ التأريخ لن يصنعهُ العقل المطلق ولا الرجال العظماء بمجهوداتهم لوحدهم ولكن تصنعهُ عملية تطوّرْ أجتماعي داخلي في كيان كل أمة وصراع طبقاتهِ ، وأنّ العامل الرئيسي الذي يقرر مصير أية أمة هو الأنتاج والثروة وأمتلاك وسائل الأنتاج ، لم يكن ماركس مجرد فيلسوف لكنهُ كان داعية لأنقلاب سياسي أجتماعي كبير ، والدليل على ذلك أنشأ سنة1868 لما كان في لندن " الجمعية الدولية للعمال ، ونادى يا عمال العالم أتحدوا .
** أكد على أهمية عنصرين بارزين في الحياة هما الأنسان والعامل الأقتصادي ، بالنسبة للأنسان قال : كل الثورات أثبتتْ شيئاً واحداً حتى الآن ألا وهو إنّ كل شيءٍ يتغير ألا " لأنسان " لأنّ { الأنسان أثمن رأسمال } في الوجود ، وأما العامل الأقتصادي /  يعتبر العامل الأساسي في تشكيل الحياة ، وسبب مباشر في الحروب ، وصراعات الأمم .
** أثبت ماركس في كتابه رأس المال في طروحات الأقتصاد السياسي أنّ المذهب الماركسي منطقي وموضوعي حيث أعترف بهِ حتى خصومه ، لأنّهُ ناقش وتابع التيارات الفكرية الثلاثة السائدة في أوربا : الفلسفة الكلاسيكية الألمانية ، الأقتصاد السياسي الكلاسيكي الأنكليزي ، والأشتراكية الفرنسية .
** حذر ونبّه الطبقة العاملة والشغيلة وعمال الأجور اليومية بما يخسرون من جهدهم ووقتهم وأبتزازهم من قبل أرباب العمل وذلك بعرض موضوع ( نظرية القيمة وفائض القيمة ) في كتابه راس المال : فهو الشكل النقدي لفائض الناتج الأجتماعي الذي يذهب الى جيوب الراسمالي ومالك العامل ووسائل الأنتاج { أي بشكل أكثر توضيحاً وتبسيطاً : عندما يعمل الأجير 8 ساعات يستوفي أجرهُ في الساعتين الأولى من اليوم والباقي ستة ساعات عمل منتج تسمى بنظر ماركس ( فائض الأنتاج الأجتماعي المجاني لرب العمل ) ، وأذا أشتغل القن أسبوعاً في مزارع الرأسمالي فأنهُ يوفّي أجرعملهِ في اليوم الأول وستة أيام أنتاجاً مجانياً للمالك الأقطاعي.
آمال ماركس وتطلعاتهِ المستقبلية
1-أنّ المجتمع الرأسمالي سيتحول حتماً ألى مجتمع اشتراكي .
2- التقدم الأنفجاري والأسطوري في  النصف الأخير من القرن التاسع عشر لنسب رأس المال بأعتقادهِ هو الأساس المادي الرئيسي لمجيء الأشتراكية الذي لا  مناص لهُ .
3- أنّ المحرك الفكري والمعنوي والمادي لهذا التحوّلْ أنما هو البروليتاريا التي تثقفها الرأسمالية نفسها .
4- يصح نضال البروليتاريا ضد البرجوازية الحاكمة  نضالاً سياسيا لأخذ الحكم السياسي منها .
5- ولابدّ من أنْ نجعل وسائل الأنتاج ملكية أجتماعية وأنْ تؤدي ألى أنتزاع الملكية من مغتصبيها .
6- أنقاص يوم العمل لتفادي تضخّمْ أنتاجية العمل .
7-العمل التعاوني المتقن محل بقايا الأنتاج الصغير المبعثر .
8- وضع حد لعزلة الريف وما يعانيه من تخلف وعزلة وتوحش .
9- أتحاد الصناعة والزراعة لأنّ كلاً منها يكمل الآخر.
أقوال ماركسية مأثورة
*العمال ليس لديهم ما يخسروه سوى أغلالهم ، لديهم كسب العالم . * الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلع ، الدين ، الفن ، الأدب وستسلبها قداستها     * الطاغية مهمتهُ أنْ يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمتهُ أنْ يجعل وعيك غائباً.      * أضطهاد المرأة لم ينبع من أفكار عقول الرجال ولكن في تطوّرْ الملكية الخاصّةِ وما يتبعها من ظهورمجتمع قائم على الطبقات والأستغلال .
مراجع/*. صراع الطبقات في فرنسا 1848- 1850 / ماركس. * مقدمة في نقد فلسفة الحق عند هيغل / مقال لماركس 1844 *مدخل الى الأشتراكية العلمية / آرنست ماندي . * كتاب رأس المال/ المجلد الأول/ ماركس------
عبد الجبار نوري/ السويد
في 7-11-2014

338
المناضل القس " لوثر " والحلم---- Ihave a dream
عبد الجبار نوري
هناك العديد من القادة والعظماء غيّروا مجرى التأريخ ، ولهم دور بارزٌ وحضورٌ موثّقْ على جعل البشرية تتطور وتزدهر ، وضحوا بأوقاتهم وحياتهم من أجل خدمة العِلمْ والبشرية ، لولاهم لما كنا نعيش هذه الحياة الحالية وستذكرهم الأجيال القادمة بكل فخرٍ وأعتزاز، وحققوا أهداف  وطموحات البشرية لكي يعيشوا حيا ةً أفضل ، وسنعرض قامة شامخة من هؤلاء العظماء الذي جمع كل صفات القيادة والصمود والصبر والتحدي هو " مارتن لوثر كنج " زعيم امريكي من أصول أفريقية ألذي أنهى التمييز العنصري ضد السود عام 1964.
ولد في 15-1-1929 ، وتمّ أغتيالهُ في 4نيسان 1968 ، وهو ناشط سياسي أنساني من المطالبين بأنهاء التمييز العنصري ضد السود سنة 1964 وفي هذهِ السنة بالذات حصل على جائزة نوبل للسلام ، وهو من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الأنسان ، رفض العنف بكل أشكالهِ لذا أصبح صمام أمان لأندفاعات الزنوج من خلال صبرهِ ولطفهِ وحكمتهِ وتحفّظهِ حتى أنهُ لم يؤيدهُ قادة السود الحربيين، واخذوا يتحدونهُ عام 1965
نضالهُ من أجل الحرية
مهد طريقهُ النضالي لتحقيق ( الحلم ) وهو رفع الحواجزالعنصرية بين السود والبيض بنشر ثقافة تقبل الآخر بغض النظر عن لونهِ أو عرقهِ ، وهي رسالة سلام ومحبة ألى الجميع ، وأنتهج في رسم خارطتهِ السياسية طريقين ، الأول / الطريق المدني : وهو  **تبديل الكراهية تجاه البيض بالشعور ب( المظلومية) ، أي ركز غضبهُ على الظلم بدل كراهية شخص بعينهِ. ** أستعمل سلاح العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير . ** تأثر بكتابات ثورو(وهو هنري ديفيد ثورو، مؤرخ وفيلسوف ومؤلف أمريكي ، وداع لأنهاء العبودية وداع للعصيان المدني ) وغاندي ( الزعيم المسالم الهندي). ** المقاومة السلمية لدى لوثر تعني المقاومة التي تعتمد على اللاعنف . ** من أقوالهِ المأثورة : أترك الذعر ولا تدع للذعر أنْ يملي عليك شيئاً. ** وفي سنة 1957 وأمام نصب لنكولن التذكارية ألقى خطبة حماسية وهاجم الحزبين الجمهوري والديمقراطي وردد صيحتهُ المشهورة{ أعطونا حق الأنتخاب} ونجحتْ مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين . ** وفي 1964 صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي العام نفسهً حصل لوثر من مجلة التايم على لقب رجل العام ، وحصل على جائزة نوبل للسلام ----
الثاني / بحكم كونهِ قس في الكنيسة المعمدانية أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية ( وهي حركة هدفتْ للحصول على الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين ) ، وهو قديس خدم الكنيسة المعمدانية وأصبح أستاذاً في كلية اللاهوت ، لذا كان يردد قول السيد المسيح {أحبْ أعداءك ، وأطلب الرحمة لمن يلعنونك ، أدعوا الله لآولئك الذين يسيئون معاملتك } وأتبع لوثر البرتستانتية التي تعني الأحتجاج فأجرى تغيرات  في الكنيسة المسيحية والتي سُجِلتْ باسمهِ في التأريخ الكنسي ب( الأصلاح الديني اللوثري ) الذي يقوم على البرتستانتية وتوجيه أنتقادات عديدة الى الكاثوليكية: 1- أنتقد الكنيسة الكاثوليكية ب95 بند منها  (صكوك الغفران ، شراكة مريم في الخلاص ، شفاعة القديسين ، سلطة البابا ). 2- الكتاب المقدس فقط وليس البابوية . 3- عدم الأعتراف بسلطة البابا وصكوك الغفران ، وطقوس الكنيسة الكاثوليكية . 4- بطلان بيع صكوك الغفران ، وشراء رجال الدين المناصب العليا كالمطران والكاردينال وصولاً ألى البابا ، وهذا التغيير أو الأصلاح الديني الذي فتح أمامهُ آفاق التحرر من القيود الكنسية والبابوية الكاثوليكية .
ونال ضريبة المصلحين ورسل البشرية بالأنتقام منهُ وأغتيالهِ 1968 من أعداء الحياة  وفي مقدمتهم اليمين برئاسة مدير مكتب التحقيقات الفدرالية ( أدكار هوز ) وأتهموه بأنهُ زير نساء وعميل للشيوعيين لأسقاطهِ بديماغوجية مقيتةٍ ، يعتبر كثيرون أنّ رسالة لوثر كنج قد تحققت ، وأنّ التفرقة العنصرية أنتهت اليوم الذي فاز فيه باراك أوباما الأنتخابات الرئاسية في 20 يناير 2009 بوجود رجل من أصول أفريقية---- المجد للوثر وتحية أكبار لدافعي ضريبة الحياة من أجل أسعاد البشرية .
عبد الجبار نوري / السويد
3-11-2014
المراجع/ *عشرون أغتيالاًغيرتْ وجه العالم- لي ديفيز . * ألف شخصية عظيمة ترجمة د/ مازن طليمات .* مشاهير العالم/ دار الرشيد

 

339
 
تجليات مسودة قانون الرأي والتعبير
بين الواقع الوطني والقلق الغير مبرر
عبد الجبار نوري
أثمّنْ وأثني على دورمنظمات المجنمع المدني ، ولجنة حقوق الأنسان ، واللجنة النيابية للدفاع عن حقوق الأنسان ، والأعلام الوطني والشباب المتحمس على حرصهم وحسّهم الوطني في حماية حقوق الفرد العراقي ضمن ما تكفلهُ لهُ الدستوروالنهج الديمقراطي الجديد ولكن الموضوع لايتحمل هذهِ الحملة الأعلامية الواسعة حيث أستغلتها الفضائيات المغرضة وأعداء المسيرة الديمقراطية في تحريك الماء العكر حين شبهتْ مسودة القانون بقانون العقوبات1969 البعثي الذي فيه كفر الجلالة أهون بكثير من المساس برموز دولة الخوف ، أوبقانون المنشورات 1968 الصدامي الذي فيه عقوبة الموت فقط أية مقارنة ضيزى ظالمة ؟؟ علماً أنّ قانون التظاهرفي المسودة العراقية أفضل وأخف وطأة من القوانين المماثلة في دول عديدة منها فرنسا وألمانيا والولايات الأمريكية من فرض شروط التظاهر( موافقة مسبقة ، عدد المتظاهرين ، مسؤول معنوي يتعهد المتظاهرين ، زمن محدد ، تواجد البوليس وأحياناً قوات التدخل السريع ) ، ثُمّ بما أنّ القانون يرتبط بالبرلمان فأنهُ يرسل تطمينات جدية ومشرعنة ألى منظمات المجتمع المدني ، لأنّ حسب النظام الداخلي للبرلمان فأنهُ يُقرأ لمرتين بعد سماع جميع المداخلات وأقرارهِ .
أما بخصوص ما قال الخبير القانوني " طارق حرب " : بعدم أحتواء القانون جنية مالية تجبر من خلالها مجلس النواب العودة للحكومة لأجراء أي تغييرات على النصوص وأضاف أنّ المسودة المطروحة تفوق قانون حرية التعبير المصري ألذي تمّ أقرارهُ قبل أشهر من حيث المطابقة لمباديء حقوق الأنسان وأنّ المسودة تحدد ضوابط حرية الرأي ، وأضاف : أنّ العقوبات الواردة في نص المسودة بسيطة جداً وأنها تتراوح بين الغرامة والحبس البسيط ، وأنّ المشروع أوجب الحصول على موافقة رسمية للخروج بتظاهرة وهو{ أمر طبيعي في أكثر دول العالم تقدماً} وأنّ مدة التظاهرة حددت ب( 7 صباحاً ألى 4 عصراً ) ، وأفاد بأنّ قانون رقم 19 لسنة 2003 ألذي رخصهُ الحاكم المدني السابق بول بريمر حصر مدة المظاهرة ب( أربعة ساعات فقط ) ، وأضاف حرب : أما بخصوص عقوبة الحبس لمدة سنة قال : أنها جاءت جراء المخالفات العديدة أهمها الدعوة للتفرقة والمساس بالشعور الديني عبر وسائل الصحافة والأعلام ، ورغم أشادتهِ بالمسودة الحالية لكن حرب دعا البرلمان الى دراستها وبصورة معمّقة تستوفي الظروف الحالية التى قد تستوجب ألغاء بعض العقوبات بعد فترة زمنية ملائمة والخروج بنصوص ترضي الجميع --- أنتهى
وتعليق القاضي " وائل عبد اللطيف" : أنّ المرحلة الحالية حرجة وأنّ كثرة الآراء قد تفضي الى نتائج سلبية تؤثر في وضع البلد وتتعارض مع الآداب العامة ، وتابع أنّ القانون يتطابق في بنودهِ مع الدستور الذي نصّ على حرية الرأي والتعبير ، وأنّ أقرارهُ لا يتعارض مع طبيعة النظام الديمقراطي ، وبسن القانون ستكون هناك معالجات للأثارة الطائفية التي تبُثْ عبر وسائل الأعلام أو في الأجتماعات ، وأكد بأنّ يوم الأثنين 27-10-ستعقد طاولة مستديرة بين المعنيين بالشأن القانوني من أجل وضع الملاحظات ورفعها ألى مجلس النواب---- انتهى
مقترحات
*تطابق المسودة مع الدستور
*أنْ تتفق مع المعايير الدولية
*ألغاء عقوبة السجن والأكتفاء بالغرامة المالية
* أنْ لا يخدم قوى الأرهاب
*اللجوء ألى المحكمة الأتحادية في حال نشوب خلافات مستعصية على بعض فقراتها
*لا داعي لأطلاق مظاهرات الشوارع التي تعطل المرور والأصطدام برجال الأمن { طالما حرية الرأي والتعبيرمكفولة للجميع فلتكن عبر وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أو من خلال الندوات والأجتماعات العامة ، كما لأنها متاحة في مواقع التواصل الأجتماعي .
*ٌ لأجل شرعنة القانون يجب أنْ ترتبط بالبرلمان ألذي لهُ الحق في التعديل والألغاء والأضافة لتصبح ملزمة للسلطة التنفيذية .
* منع التظاهرات الفئوية والطائفية والأعتصامات الفوضوية التي تمس سيادة الوطن وأقتصاده وهيبتهِ كأعتصامات الخيم والمنصات التي فقستْ افاعي داعش .
* وأعتقد التريث في انهاء القانون وهو مثير للجدل حالياً على الأقل ، وانّ خبراء أمنيون يرون أنّ الحالة الأمنية لا تسمح بتمرير القانون يجب الأنتظار لحين التحرير .
وأخيراً للعلم أنا ضد قانون  {جرائم المعلوماتية } لسنة 2011 وطالبتُ سوية مع التيار الديمقراطي ومنظمات المجتمع المدني ألغاءهُ خاصة المادة 18 السجن 3 سنوات لمن يستخدم أسماً مستعاراًعلى الأنترنيت بهدف التضليل والخداع ، وأُسقِطَ القانون في وقتهِ ، ورسالة الى منظماتنا ونقاباتنا وشبابنا الواعي { لا تدفعوا رئيس الوزراء الجديد الى سياسة الأنبطاح مع أعداء المسيرة الديمقراطية لأنه يتعرض الى ضغوطات داخلية وأقليمية ودولية ، وأستلم خزينة خاوية بعجز مالي أكثر من 35 مليار دولار ، و8-1 مليون مهجّرْ ، وداعش يتمدد ويذبج وآخر خبر عاجل يوم الخميس 30-10 قتل أكثر من 100 شاب من  أبناءعشيرة  "البو نمر" الغيورة والشجاعة في هيت--- فرحماكم بعراقنا المحتل وشعبنا الصبور .
عبد الجبار نوري/ السويد
31-10-2014

340
المنبر الحر / لعبة التسقيط !!!
« في: 21:15 01/11/2014  »
لعبة التسقيط !!!
عبد الجبار نوري
أنّ لعبة التسقيط وليدة الخصومة السياسية بين المرشحين لقيادة القرار السياسي ، وهي محاولة في تضليل الناخب بما يخدم أغراض لاعبيها في أمل الوصول ألى مآربهم الدنيئة ولأرباك الوضع السياسي ، وأستغلوا ثغرات الحكومات في الفساد الأداري والمالي ونقص الخدمات ، فللخصومة السياسية شرف وقيمة أنسانية نبيلة يكون فيهِ السياسي فارساً نبيلاً ولا ينزلق لمستوى الخصوم الرعاع وعند البحث في جذورها التأريخية نجد أنّها تخضع لثوابت أخلاقية مطعمة بتقاليد وتراث أمم عالمنا من الشرف والرجولة والفروسية والفخر عندما تكون المنازلة أوالمناظرة نظيفة  خالية من الغدر والخيانة ، ومنذ قرون قال فولتير ( أنّي مستعد أنْ أموت من أجل أنْ أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول ) وأعتقد جازما أنّ هذه المعاييرالمقدسة للخصومة الشريفة أمتدتْ جذورها من فروسية تلك الحروب التأريخية سواء كانت في العهود الرومانية والجاهلية قبل الأسلام حين يقف الفارس عن القتال عند وقوع سلاح خصمهِ والعار عند طعن المدبر ومن أدبياتها كذلك عدم التعرض للمسن والطفل والمرأة والزرع والضرع ، وبعض الأمثلة من التأريخ القريب عندما أكتشف هتلر خيانة أبرز قادتهِ  "رومل " والذي كان يلقب بثعلب الصحراء بعد تنفيذ القصاص به أجرى له تشيعاً رسمياً عسكرياً مهيباً تثميناً لمواقفه الوطنية ، ومن التأريخ العربي قال معاوية بحق "علي" -عندما وصفهُ ضرار ابن ضمرة – والله كان أبو الحسن أشجع فرسان العرب .
 وقد تلاشت تلك الموروثات النبيلة والقيم ومباديء الفروسية الحقة في عهد قائد الضرورة رئيس الغفلة صدام عندما أستعمل التسقيط السياسي لخصومه ومعارضيه وحتى لرفاق حزبه بميكافيلية وعدوانية شنيعة ، وتفنن في أستعماله بحيث جعل من سلاح التسقيط أستراتيجية أدامة تسلطه ، وجعل لمحور هذا السلاح القذر أتهامات جاهزة تتمثّلْ ب( الجنس والسرقة والتجسس والخيانة ) وجعل من عينيه أشعة أكس وبهذهِ الأشعة صفى عام 1979 قادة حزبهِ ورفاقهِ وذبح فؤاد الركابي- من مؤسسي الحزب – في معتقلهِ بتهمة أنحرافهِ الجنسي وبذلك قد قتلهُ مرتين بالسكين مرّة والمعنوي المجتمعي مرة ثانية ، وجعل من طبيبه الخاص الحكيم " عباس راجي التكريتي " طعاماً لذئابٍ مفترسة بتهمة التجسس ، فهي كذلك عقوبة مزدوجة تصفية جسدية ومعنوية وهي كثيرة لامجال لذكرها ، فصدام أذا خاصم فجرْ وتجاوزجميع المعايير الأخلاقية السماوية والوضعية مجردة من النخوة والشجاعة والمروءة .
أما بعد حقبة 2003 سقوط بغداد الجميلة بيد المحتل الأمريكي البغيض وبأدارة المحتال " بريمر" ودخول ( بعض )غربان المعارضة بفيزة أمريكية وهذه المرة لم يركبوا قطاراً أمريكياً بل على دبابات أمريكية من نوع أبراهام وهم يحملون أخطر فايروس ( أيبولا السياسي) التي هي المحاصصة البغيضة ، وقد أدوا اليمين القانوني على تقسيم وتمزيق العراق وبيع شعبه في مزاد العهر السياسي وحينها أستعملوا سلاح {التسقيط } بأبشع صورهِ أللاّ أنسانية وبشكل قنابل صوتيّة ودخانية لمحو الخصم السياسي بتصفية جسدية ومعنوية للكسب المادي والسلطة وبميكافيلية بأمتياز وبطرقٍ أكثر دقة وتطوراً في أنهاء الخصم بأتهامات متنوعة غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم وغريبة حين يكون رقم المال العام المنهوب ( ملياري) والتشكيك في العقود والصفقات لشل الأستثمار في بناء أكمال البنى التحتية والخدمية  ، وقد يكون صحيحا ولكنهُ يدخل تحت عنوان " صدق أو لا تصدق " وقد تفننوا بأستعمال التسقيط السياسي بأوجه  متنوّعة وصور مخيفة في أنهاء الخصم المرشح بطرق ديماغوجية وكسبوا قصب السبق في التفوّقْ في أستعمال أسلحة ( التسقيط) بالتصفية الجسدية ولي الأذرع والضرب تحت الحزام والأتهامات الطائفية والأثنية والمناطقية – بأتهام الآخر بالتهميش والأقصاء – وبحداثوية عندما وظفوا التطوّر التكنلوجي في التسقيط السياسي : أولاً/ أستثمروا التواصل أالأجتماعي والتقدم التكنلوجي بجيلهِ الحديث الفيسبوك والتويتر والأعلام المرئي والمسموع والمقروء – وهي الأخرى ( بعضها ) فقدت المهنية والمصداقية ووظّفتْ نفسها للذي يدفع أكثر - بأستعمال آفة الأشاعة المضللة  وفقدتْ شرف  المهنة ، وأذكّرْ بأحدث أشاعة يوم أمس 15-10-2014 حين روّجتْ تلك الوسائل المدفوعة من كتل غايتها أسقاط الحكومة والعملية الديمقراطية في العراق بأنّ { داعش على أبواب بغداد ، وأنّ المعارك في محيط مطار بغداد ، وأنّ مسؤولي المطار أغلقوا هبوط الطائرات } والحقيقة أنها دعاية رخيصة وأشاعة كاذبة وغير دقيقة وعارية من أية مصداقية ، ولكنها خلقتْ ذعراً وخوفاً وتحسباً عند الرأي العام العراقي ، وثانياً / أستعملتْ أكثر الكتل المتناحرة على السلطة والمال سلاح ( الوثائق من الأرشيف السابق ) وقد تكون صحيحة أو مزوّرة وللعجب أنّ لها سوقاً رائجاً في الداخل وفي عواصم الدول المجاورة ، وتدار مكاتب هذهِ الوثائق بواسطة مافيات للعرض قد تصل ثمن الوثيقة ملايين الدولارات لأنها كفيلة أنْ تستعمل كقنبلة حقيقية غير صوتية أو دخانية و يكون لها الأثر الفعال في نسف الخصم سواء كان في السلطة أو مرشحاً كل ذلك من أجل التسقيط وتصفية الحسابات وبشعار ( أسكت عني وأسكت عنك ) والمحصلة النهائية هو الشعب العراقي المبتلى !!! ، والثالث /أستعمال قانون أجتثاث البعث الذي تحول الى المساءلة والعدالة ، أنّ الشعب العراقي الذي أكتوى بعدالة وبالتساوي من النظام الشمولي التعسفي أيدنا القانون ولانزال معهُ جملة وتفصيلاً حين يطبق على الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب  {لا كما أستغلها البعض من الطائفين الراديكالين الظلامين وعكسوها بمنهج سلبي مليء بالحقد والكراهية والثأر وهذا ما ترفضهُ  ثقافة التمدن والنخب اللبرالية السائرة الى دولة مؤسسات مفعمة بالديمقراطية والعلمانية} ، وللأسف أستعمل( البعض) القانون في التسقيط السياسي أحياناً كثيرة بشكلٍ سلبي للصعود على أكتاف الغير للوصول للسلطة ومراكز نهب المال العام.
أما بعد سقوط الموصل بيد دولة الخرافة في 10-6-2014 وأحتلتْ ثلث العراق وهي مستمرة بالتمدد بمساعدة ومباركة حلفائها من البعثيين وحواضن العشائر، ويقابله ترهل الجيش العراقي والصراعات السياسية بين الكتل وتناحرها الطائفي والأثني والمناطقي  الذي هوهروبٌ ألى الأمام من قادة النخب وأصحاب القرار ويضاف ألى هذا المنظر المأساوي تأثير الأجندة الأقليمية والدولية في صب الزيت على الحرائق العراقية ، وتداعيات هذا الوضع المأساوي جاء لصالح المحتل الداعشي الذى حوّلَ ( التسقيط السياسي) ألى التسقيط الحياتي وتهديد الوجود ب( التصفية الجسدية ) فقط وألى دولة النحر الظلامية بشعارها { التكفير والقتل والسبي تحت ظل الأسلمة المتشددة بالأكراه} فأستعملتْ سلاح " التكفير"  بدل التسقيط و بشكلٍ دموي ضد المسلمين ، والمسيحيين  والطوائف والأقليات  الدينية تحت شعار التصفية الجسدية ودفع الديّة  والسبي وأعتبار الممتلكات غنائم بما فيها النساء – وبيعهنّ في أسواق الموصل على دكة النخاسة  ، وتغيير المعتقد الديني والمذهبي بالأكراه ، وبهذهِ الأعمال المشينة والجبانة والمليئة بالغدر والخيانة قد قلبوا طاولة الحضارة والتمدن وداسوا راية السلام ومسخوا وداسوا بعقولهم الغارقة بالأوهام والهوس الجنسي الموعود ونكروا بأنّ " الأنسان " أثمن رأسمال .
الخاتمة/ ويا ساده ويا كرام لستُ واعظاَ بل مذكراً : بأنّ من التداعيات السلبية والخطرة ل( آفة التسقيط ) فقدنا الكثير من المصداقية لدى الأتحاد الأوربي وحقوق الأنسان والأمم المتحدة وشككت بالأنتخابات العراقية ، والعراق اليوم يمرُ بأحلك أيام  الخطر ولحظات المصير - فهو في كف عفريت أبله وطائش - يبدو أفول نجمه ( التسعين ونيّف ) يلوح في الأفق القريب ، و نحن جميعاً في أمتحان ( المواطنة) في أظهار الأرادات الوطنية الحقيقية للتمسك بترابهِ والوقوف صفاً واحداً وهدم الخنادق الطائفية ، وحبذا لو يردد الجميع { كفايه} فالمعارك  في تخوم بغداد في عامرية الفلوجة والتى تبعد 25 كيلومتراً عن بغداد الحبيبة يعني ياعقلاء القوم أنّ ناقوس الخطر يدق وينتخي قادتنا السياسيين بهدنة شرف وتأجيل الخلافات الى بعد تحرير الوطن ، وهذا ما سارتْ عليه جميع الدول ألتي مرّتْ بنفس محنتنا ، وثُمّ لكل حادثٍ حديث ----
عبد الجبار نوري / السويد


صفحات: [1]