ankawa

الاخبار و الاحداث => الاخبار العالمية => الموضوع حرر بواسطة: نادر البغـــدادي في 22:13 23/08/2012

العنوان: ᦄ الأيّـام الأخيرة في حياة هتلــــــر ᦄ
أرسل بواسطة: نادر البغـــدادي في 22:13 23/08/2012


   الأيّـام الأخيرة في حياة هتلــــر :

 نحن الآن في أواخر شهر أبريل و وضع ألمانيا العسكري في أسوأ حالاته، وقوات الحلفاء
 أطبقت على برلين من الشرق والغرب، والجيش الألماني يدافع عن برلين باستماتة،
 متأثراً بالخطب الحماسية للفوهرر الذي رفض الاستسلام أو التفاوض حتى النهاية،
 واعتبر أي محاولة للتفاوض مع العدو تعتبر خيانة لألمانيا، وكان ما فعله مع
 (روميل) ثعلب الصحراء خير دليل على ذلك.

 (هتلر) في مخبأة في تحت الأرض في قبو دار المستشارية، وكل المحيطين به
 يؤكدون أن حالته النفسية كانت كأسوأ ما يكون بمزيج فريد من الإحباط واليأس والقنوط،
 وأضف عليهم العصبية الشديدة والعناد والغضب، وخاصة بعد أن وردت إليه
 أنباء بأن ذراعه الأيمن، وقائد الجستابو (هملر) قد بدأ يفاوض الإنجليز على التسليم،
 فازداد غضبه، ومن شدة عصبيته وتهوره قام بإجراء غاية في الوحشية والحماقة.

 إذ كان من ضمن الموجودين في القبو أحد رجال (هملر) فأمر (هتلر) بقتله
 على الفور بتهمة الخيانة، على الرغم من أن الضابط الشاب لم يرتكب ما يشين
 في حق الفوهرر أو ألمانيا .. وبالفعل تم إعدام الضابط رمياً بالرصاص في فناء
 دار المستشارية.

 في آخر ثلاثة أيام من شهر أبريل/نيسان كانت حالة الفوهرر في غاية السوء
 بشكل لا يمكن تصوره، لقد تمكن منه الإحباط و اليأس والقنوط وأصبحت
 قراراته كلها متسمة باليأس، وخاصة بعد تلك الأنباء المخزية عما فعله ذراعه اليمنى (هملر).

 بعد زواجه بعشيقته (إيفا براون) في منتصف ليلة 28 أبريل، وفي صبيحة اليوم
 التالي مباشرة (29 أبريل)، يجتمع به (هيلموت فيدلنج) قائد عمليات الدفاع
 عن مدينة برلين ليخبره أن الأوضاع أسوأ ما يكون وأن الجيش السوفييتي
 على بُعد 500 متر فحسب من دار المستشارية، ولم يكن هتلر في الواقع في حاجة
 ليدرك هذا، حيث أن طائرات الحلفاء كانت تقصف دار المستشارية بالقنابل بالفعل.

 وأنبأه (فيدلنج) أن المدينة ستسقط لا ريب قبل حلول الظلام، وطلب منه الإذن
 بوقف القتال ومناقشة قرار التسليم. وفي المرات العادية كان (هتلر) إذا سمع
 جملة كهذه يقوم بالثورة ولا يستطيع أحد استنتاج ردة فعله، ولكنه في هذه
 المرة صمت و لم يرد. وبعد انصراف (فيدلنج) أرسل إليه (هتلر) الأوامر
 بوقف إطلاق النار، وكان قد عزم أمره على الانتحار.

 كان أقصى ما يخشاه (هتلر) أن يقوم بالتسليم ليتم محاكمته أمام الحلفاء أو أن
 يسمح حتى للحلفاء بتسلم جثته حتى لا يمثلوا بها ويفعلوا بها كما فعلوا بجثة
 (موسوليني) في إيطاليا.

 لذلك عزم أمره على الانتحار هو وعشيقته (إيفا براون) وقام بتناول غداءه
 ظهر يوم 30 أبريل/نيسان (يوم انتحاره) وقاد بتوديع كل أعوانه ومن كانوا
 معه في مخبأه ودخل هو وعشيقته إلى المكتب وأغلقا عليهما الباب ..
 وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي رآه فيها معاونوه حياً.

 وفي تمام الساعة الثالثة والنصف في يوم 30 أبريل/نيسان يسجل التاريخ أن
 هذا هو التاريخ الذي مات فيه الرجل الذي تسبب في موت أكبر عدد من
 البشر في التاريخ .. وفاة (أدولف هتلر).

 تضارب الأقوال :

 حتى اللحظة الأخيرة التي انتحر فيها (هتلر) لم يختلف اثنان على الأحداث التي
 تم توثيقها عن اللحظات الأخيرة لحياته، ولكن حينما نأتي إلى اللحظات التي
 تلي وفاته، يبدأ مسلسل تضارب الأقوال الذي أثار الكثير
 من الجدل حول انتحار (هتلر) من حياته.

 حينما أجمع الموجودين أنهم سمعوا صوت إطلاق الرصاص من مكتب
 (هتلر) يؤكد (أوتو غاينش) معاون (هتلر) الشخصي –
 والواقف عند باب مكتبه – أنه لم يسمع شيئاً!!.

 وحينما دخلوا على المكتب وجدوا جثه (هتلر) على الأريكة، وتسيل الدماء من
 رأسه في غزارة .. وكان جسده ينحني إلى الأمام. وهنا أيضاً تضاربت الأقوال،
 البعض قال إنه أطلق النار على جبهته مباشرة بطريقة اخترقت مع الرصاصة عنقه،
 بينما يقول آخرون أنه وضع فوهة المسدس في فمه لأعلى وتطاير
 على أثرها بعض من أجزاء جمجمته العلوية.

 أوصى (هتلر) بحرق جثته بعد موته حتى لا يجدها الحلفاء، وبالفعل قام
 (غاينش) بمعاونة (هاينز لينغة) و(اكسمن) بلف الجثة بسجادة وقاموا
 بوضعها في إحدى الحفر التي أحدثتها القذائف السوفيتيه، ثم جاءوا بجثة
 (إيفا براون) ووضعوها بجانب الفوهرر.

 ثم سكبوا على الجثتين قرابة مائة لتر من الجازولين ثم أشغلوا فيهما
 النيران ووقفوا احتراماً يؤدون التحية الأخيرة للفوهرر.

 ودخلوا بعدها إلى دار المستشارية حيث كان القصف شديداً لا يسمح بالبقاء،
 وانطلقوا إلى داخل الدار بينما الجثث قد تفحمت تماماً فلم يعد لها ملامح،
 ليس هذا فحسب، بل إن حارس البوابة يؤكد أن القذائف الروسية أكلمت عليها،
 فأصابتها قذيفة بعثرت البقية الباقية من الرماد، فلم يعد لها أثر.

 وانتحر (جوبلز) بعد (هتلر) هو ووزوجته وأبناءه الستة، بينما فر الباقون ..
 كل هذا قبل أن يداهم السوفييت دار المستشارية.

 ما يرويه السوفييت عن عثورهم على بقايا جثة (هتلر) هو المثير في الأمر
 حيث أنهم يقولون أن أحد الجنود وجد طرف سجادة في إحدى الحفر التي
 خلفتها القذائف، فقام بنبشها وعثر على جثتي (هتلر) و(إيفا) ..
 تبدو الرواية غير مترابطة مع الرواية التي رواها الألمان.

 هناك التباس آخر في الأمر، وهو الساعة التي قضاها (هتلر) مع (إيفا)
 في حجرة مكتبه قبل سماع صوت الرصاصة، ماذا فعلا خلال تلك الساعة؟

 وأيضاً مزاعم الروس بعد سقوط برلين والتي قدموها بأن (هتلر)
 حي وأنهم قبضوا عليه، ثم لم يلبث أن أعلنوا أنه فر،
 ثم أنه مات وأنهم عثروا على جثته، واحتفظوا بجمجمته.

 سؤال آخر .. ما يدريك أن ما رواه معاونوا (هتلر) كان هو الصواب وأنهم لم
 يموهوا على عملية تهريب هتلر، وحرق جثة أخرى لتضليل الحلفاء؟
 لاحظوا أن من روى القصة كان من أقرب المقربين وأكثرهم إخلاصاً للفوهرر،
 ويساعد هذا الزعم الأقوال المتضاربة حول التفاصيل الأخيرة لنهاية الفوهرر.

 أما عن تلك الصورة (المزعومة) لجثة (هتلر) فهي دليل آخر على كذب رواية انتحار
 (هتلر)، حيث أنه لم يذكر أحد من رواة هذه القصة أي ملحوظة عن أي
 صورة التقطوها لـ (هتلر) بعد انتحاره، هذا فضلاً عن أن الصورة – المزعومة –
 تبدو بها جثة (هتلر) على خلاف الروايات التي رويت عن شكل الجثة بعد
 أن اخترقت الرصاصة رأسه، وأيضاً عن وضعية الجثة، حيث كان من
 المفروض أن تكون الجثة جالسة على الأريكة، وأي تحريك لها سيثر
 مساحة أخرى من الدم ستبدو أشد وضوحاً .

 الجمجمة التي وجدوها والتي زعموا أنها لت (هتلر) اتضح بعد الفحص
 الحديث للحمض النووي(d n e ) أن الجثة لامرأة بين العشرين والأربعين من عمرها !! ..
 لا بأس .. ربما تكون هذه هي جثة (إيفا براون)، ولكن من دخلوا المكتب ورأوا جثة
 (إيفا) ورواة الأحداث الأخيرة في حياة الفوهرر يؤكدون أن (إيفا)
 انتحرت بسم السيانيد فقط، وليس الرصاص كما فعل (هتلر).

 نقطة أخيرة من المفروض – حسب الروايات – أن (هتلر) انتحر بشرب
 السم ثم إطلاق النار على رأسه، تقول الإحصائيات أن هذا غير ممكن عملياً،
 حيث أن سم السيانيد يسري مفعوله بسرعة عالية جداً في جسد متجرعه،
 وتشل جسده بشكل لا يساعده على التركيز أو رفع مسدس وتصويبه
 إلى الرأس وضغط الزناد، فكيف استطاع (هتلر) القيام بكل هذا؟

 كل هذه التشوهات في القصة التي رواها رجال (هتلر) للتاريخ،
 وتضارب أقوالهم تفتح الخيال لتصور آخر لحياة أخرى
 عاشها (هتلر) بعيداً عن أعين أعداءه.

    هتلر متنكراً :

 أما من ساعده خياله على تصور عدم انتحار (هتلر) فقد بدأ يدمج الكثير من
 التفاصيل الصغيرة والتصورات المنطقية ليقوم برسم قصة خيالية قام على أثرها
 (هتلر) بالتخفي والهرب وعاش بقية حياته آمناً سالماً من عيون أعداءه.
 صور من يؤيد هذا الاقتراح بعدة فرضيات كالتالي:-

 1- كان لـ (هتلر) 6 أشباه يمكن لأحدهم أن يتنكر ويقضي الأيام الأخيرة مكان
     (هتلر) في دار المستشارية ويلهي عيون أعوانه وأعداءه بينما
      يهرب (هتلر) إلى خارج ألمانيا.

 2- من السهل تغيير ملامح (هتلر) .. فقام البعض بتغيير أحد صور هتلر بأكثـر
     من طريقة وكانت النتائج مبهرة، إذ أسفرت عن شخص آخر تماماً لا يمكنك
     تصور كونه الفوهرر في أي لحظة من اللحظات، خاصة لو كان شخصاً تعرفه عن
     طريق الصور والتسجيلات المرئية ولم تعاشره عن قرب.

 وعلى بعض هذه الاحتمالا فإن (هتلر) قد فر من ألمانيا بمعاونة محبيه،
 وقضى بقية عمره في مكان ناء، ربما للتخطيط للعودة في يوم ما،
 أو للحفاظ على سلامته الشخصية بقية عمره ..

 لا أحد يدري تحديداً و لكن المؤكد فوق كل هذا أن (هتلر) قد مات و شبع موتاً،
 وإن كان حياً الآن فعمره بالتأكيد سيتجاوز المائة بأكثر من عشرين عاماً،
 وهذا صعب للغاية، إن لم يكن مستحيل، ولن نخوض في زعم من ادعوا أن
 هناك من قام بصنع إكسير الحياة لـ(هتلر) وأن (هتلر) يعيش بيننا متخفياً الآن
 منتظر اللحظة التي تقف فيها ألمانيا على أقدامها عسكرياً مرة أخرى
 لتعلن للعالم أجمع من هو الجنس الآري.

 وعلى الرغم من كل هذه التخرصات فسيظل موت (هتلر) لغزاً يثير حيرة الجميع،
 على الرغم من غياب فوهرر النازية من حياتنا.

      المصدر / مختلف دوت كــوم .