ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: اولـيفر في 18:44 29/08/2019

العنوان: بركات رفات القديسين
أرسل بواسطة: اولـيفر في 18:44 29/08/2019
بركات رفات القديسين
Oliver كتبها
ليس جديداً في كنائسنا التقليدية الشرقية و الغربية تكريم القديسين و تكريم رفاتهم أي ما تبقي من أجسادهم المباركة. تكريم الرفات متداول منذ القرن الأول الميلادي أي قبل الطوائف كلها و نجد في كثير من سير الآباء و الشهداء و الشهيدات و الأبرار عبارة تأتي في نهاية سيرته ما معناها و دفنوه بإكرام أو بنوا كنيسة بإسمه و وضعوا جسده بها  مما يدل علي حرص المؤمنين منذ القرن الأول علي تكريم القديسين و إعتبار بناء كنيسة أو كاتدرائية علي إسمه هو تكريم له و تكليف له أو لها بالشفاعة لشعب تلك الكنيسة و وضع الجسد بمقصورة خاصة هو تقدير لسيرته و إعترافاً بقداسته.هذا ما لمسناه من بركات عشرة القديسين في كل العصور.
-لا يمكن تتبع مكان وضع رفات القديسين بالكنائس من مراجع تاريخية لأن هذا الأمر لم يكن طقساً و لا وضعاً كنسياً محدداً حتي اليوم. بعض الكنائس تضعه آخر الكنيسة ليكون متاحاً لجميع فئات الشعب و البعض يضعه تحت المذبح فلا يكن متاحاً لكثير من الشعب و البعض يبني له مقصورة خارج الكنيسة ذاتها في مكان مستقل لتكون هناك فرصة للإختلاء في ذلك المكان و التأمل في نهاية القديسين للتمثل بإيمانهم.بعض الرهبان في عصور كثيرة كانوا يحتفظون برفات القديسين في قلاليهم حتي إذا تعرض الدير لهجمات يستطيعون الهروب بها و عدم السماح للمخربين بإهانة رفات القديسين.لا يمكن الخروج بتصور محدد عن مكان الرفات لأن الكنيسة مرت بعصور مختلفة كانت الرفات هدفاً للسرقة أو حرقاً لقلوب من يكرمون هؤلاء القديسين أو ظناً أنها كنوز أرضية لسبب حرص المؤمنين تجاهها و تسميتها بالذخائر المقدسة فظن البعض أنها  ذخائر (مدخرات) مالية فطمعوا في سرقتها و قد سرق اللصوص جسد مارمرقس ثم عاد إلي الكنيسة و بقي زمناً ثم سرقه تاجران من إيطاليا و باعاه هناك و بقي قرونا طويلة حتي عادت رأس القديس مارمرقس في عهد البابا كيرلس,تعرضت رفات مارمرقس لنوعين من السرقة الأولي ظناً أنها كنز أرضي و الثانية للتجارة و التربح.لم تكن السرقة حال التجار وحدهم بل تعرضت الأديرة للتخريب و تبديد الذخائر فإختفت حتي عاد بعضها بإستعلان روحي كشهداء الفيوم و القديس بشنونة و الشهيد أبانوب و حتي مارمينا البار.
- إظهار أجساد القديسين علانية بدون أنبوب الرفات هو إهانة للقديسين و ليس تكريماً.كما أنه ضد كرامة الأجساد بصفة عامة.لذلك ليس مقبولاً بروح مسيحية محبة للقديسين أن نشهر بهم هكذا.فليس من اللائق كشف وجوههم أو وضعهم في صندوق زجاجي مكشوف أو عرضهم للجميع علي هذا النحو.ليس هذا عملاً روحياً و لا لائقاً .إن الذين دفنوا القديسين بإكرام عند موتهم لو عادوا و وجدونا نعرضهم هكذا و لو بحسن نية سيكونوا مستائين مما نفعل.هذا غير ما يمكن أن يتسبب هذا المشهد في مشاكل للأطفال و أصحاب القلوب الضعيفة.فنفقد الهدف من التبرك من الرفات إلي التفرج علي الرفات.
-لا يوجد طقس لتضميخ الرفات.تضميخ أي طلاء الأنبوب بالأطياب الرائحة الزكية على الرفات لنتذكر سيرهم التي نلقبها (بالعطرة).لا توجد صلوات خاصة عند تطييب أو تضميخ الرفات لكن يجتهد الشمامسة في مدح القديس أو إذا كانت له ذكصولوجية طقسية تقال له مع زفة في نهاية التطييب.و لأنه لا طقس لها فلا شروط للمواد المعطرة المستخدمة لها .لكن الكنيسة إعتادت أن تستخدم نفس أصناف الأطياب التي تضيفها لأيقونة دفن  المسيح في ختام البصخة لتكون نفس المواد كأنما تقول أنهم مع المسيح في شركة آلامه متشبهين بموته.
- -من المحزن أن البعض يمارس إحتيالاً بإدعاء وجود رفات في كنيسته و يصنع أنبوباً فارغاً لن يفتحه أحد لير ما بداخله.من هنا فلنعد للإلتزام بعدم قبول وضع أي رفات في أي كنيسة دون أن يكون معها وثيقة موقعة من أسقفين علي الأقل  (المقدم للرفات و المتلقي لها) يشهدا قدام الله متي صارت الرفات في الكنيسة الأصلية و متي إنتقل جزء منها للكنيسة الأخري.لأننا دون فرض نظام و الإكتفاء بالضمير الشخصي الذي قد لا يكون نقياً سنعثر كثيرين.
- هنا و نعود إلي إقتراح قديم سبق الكتابة فيه و هو أن نصنع قاموس رفات القديسين ليضع تاريخ إنتقال الجسد من أول مكان صار فيه و كيف إنتشر إلي كل الأماكن الأخري.هذا التقنين يسد ثغرات كثيرة و يرسم خريطة للسياحة المقدسة أيضاً و يمنع الإحتيال و يزيل أنابيب زخائر فارغة لأن السرقة لم تعد لرفات موجودة بل صارت حتي بالرفات غير الموجودة.
- التجارة بأجساد القديسين شاعت حتي أن البعض يحاول صناعة قديسين إعلامياً و دعائياً ليدر دخلاً مالياً و نذور و تبرعات بإسم القديس .حتي صار البعض يبيع رمل الصحراء بإسم القديس . و لم يعد مستغرباً أن يقف كاهناً أو اسقفاً ليشهد بقداسة فلان أو فلانة سابقاً المجمع متجاهلاً قانونية الشهادة  للقديس و شرط مرور خمسون سنة حتي يعلن أحدهم قديساً معترفاً بقداسته.هذه التجاوزات ضارة بالكنيسة و بالإيمان القويم.القديس الحقيقي تشهد له السماء.
- الإحتفاظ بالرفات في المنازل و لو علي سبيل الإستعارة ليس مقبولاً لأن أجساد القديسين مثل أواني المذبح مكانها الكنيسة.إن خرجت لسبب قاهر فلتكن مع الكاهن و يعود بها للكنيسة فوراً.
- التبخير لرفات القديسين ليس مقنناً بعد.لكن الطقس أن تقدم البخور إلي أيقونات القديسين المعتبرين  و ليس لرفاتهم لأننا نؤمن أنهم في السماء و لو كانت بعضاً من رفاتهم باقية.كأنما نسلمهم صلواتنا ليرفعوها مع صلواتهم قدام عرش الله لكن لا يوجد طقس للتبخير لرفات القديسين فكما سبق رأينا أنه ليس للرفات موضع محدد بالكنيسة لكي يكون لهم مكان في دورة البخور.هذا أمر جدلي جداً لن يقبله البعض و أتفهم ما يراه.لكن الأمر يحتاج إلي مرجعية أو تقنين من المجمع يسود علي الجميع.
- التعامل مع رفات القديسين لا يجب أن يكون بدس الأوراق في صندوق الرفات فالرفات لا تقرأ لكن القديس يسمع و يشفع.التواصل بين أعضاء الجسد الواحد لا يحتاج إلي ورقة و قلم.الرب يباركنا بشفاعة القديسين لكي نكرمه كما فعلوا و لكي نتقدس كما قدسهم الروح القدس.