عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Jasem Haddad

صفحات: [1]
1
دعوة
تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم
تتشرف
بدعوتكم لحضور اللقاء لسماع رؤاكم وافكاركم لتفعيل
التيار الديمقراطي في ستوكهولم
يوم الجمعة الموافق 4 /9/2020
الساعة السابعة مساءا
وعبر برنامج الزووم
ملاحظة:
1 ـ يرجى تنزيل برنامج الزووم
2 ـ سيصلكم الرابط قبل يوم من الفعالية

يرجى الضغط على الرابط ادناه لتسجيل الدخول إلى الندوة:
https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09



2
نداء جمهرة المثقفين والمبدعين خارج الوطن
سلاح منفلت .. ينسف سيادة الدولة
يتجدد مسلسل الأغتيالات مع تجدد الاحتجاجات الشعبية. انها معادلة الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في ظل سيطرة منظومة الفساد بأحزابها وأجنحتها المسلحة العابثة بأمن المواطنين محاولة إجهاض أي تحرك يهدف الى نقل البلاد نحو واقع افضل.
ومن الواضح ان الحكومة الجديدة تقف عاجزة عن تطبيق ما ألزمت به نفسها من حماية لحق التظاهر السلمي. فها هي دماء الشهداء تلوّن أرض وسماء الوطن دون ان يلقى القبض على سافحيها ولا الجهات التي يرتبطون بها  .
اننا نضع حكومة السيد الكاظمي أمام هذه المسؤولية العظمى مع تقديرنا لصعوبة الوضع. وليس أمام حكومته من ورقة داعمة سوى المنتفضين الواضعين أرواحهم موضع التضحية من اجل التغيير الشامل والاجهاز على منظومة الفساد التي لن توفر جريمة دون ارتكابها من اجل استمرار سيطرتها للمزيد من التخريب وتنفيذ أجندات خارجية معادية.
لم يعد هنالك وقت يسمح بوجود سلاح منفلت بيد الميليشيات والعصابات المنظمة .
ولم يعد ممكنا التستر على القاتلين دون عقاب صارم .
اننا نتوجه الى الفعاليات الوطنية المخلصة بأن ترمي ثقلها كاملا من اجل إنقاذ شعبنا ودعم مستلزمات الخروج من هذه المرحلة الشائكة التي تغيب فيها ملامح الدولة وتتضاءل سيادة القانون .
كما نحث السلطة التنفيذية بكل عناوينها على ان تنحاز الى جانب الشعب ضد قوى الفساد باتخاذ خطوات واجراءات شجاعة تضع حدا للقتل والخطف وخنق حرية التعبير.
المجد لشهداء شعبنا الخالدين
والخزي والعار للخونة المجرمين
وها نحن - جمهرة مثقفي ومبدعي الخارج - نوقع أدناه داعمين لشعبنا من اجل الخلاص والنصر على قوى الفساد والجريمة .
الموقعون: 
1-   فلاح هاشم (شاعر وفنان)

تحية طيبة 
ضمن مبادرات التحرك التضامني العاجل في الخارج للمطالبة بوقف جرائم الاغتيالات والتصفية الجسدية للنشطاء والمحتجين السلميين، تم إعداد النداء المرفق (أعده العزيز فلاح هاشم) لجمع التواقيع عليه من اكبر عدد من المثقفين العراقيين (فنانين، ادباء، كتاب، اكاديميين ..) في الخارج. 
وننتهي من جمع التواقيع مساء غد الاربعاء (وارسال الاسماء مع التوصيف) كي يمكن اصداره بأسرع ما يمكن.

ملاحظة: من المهم اضافة توصيف المثقف الذي يضع توقيعه على النداء (فنان، كاتب ... الخ).   


3
مجموعة من منظمات المجتمع المدني في ستوكهولم
تقيم
أمسية استذكارية
 للفقيد الشاعر  إبراهيم الخياط
تحت عنوان
شاعر جمهورية البرتقال
وذلك يوم الأربعاء الموافق 16/10/2019 
الساعة السادسة مساءا
وعلى قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم
Jamtlandsgatan   151 A
162  60    Vällingby
الدعوة عامة
منظمات المجتمع المدني المنظمة للمجلس الإستذكاري
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم
الجمعية المندائية في ستوكهولم
الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
اتحاد الكتاب  العراقيين في السويد
الرابطة المندائية للثقافة والفنون
جمعية بابيلون لثقافة والفنون

4
المنبر الحر / للحقيقة والتاريخ
« في: 21:03 07/09/2019  »
للحقيقة والتاريخ
كثرت في الآونة الأخيرة ، كتابات تدعي وتنسب لنفسها ، انها كانت المؤسسة للتيار الديمقراطي في السويد/ ستوكهولم ،  ومع الأسف استنادا لهذا الادعاء ، والمخالف للحقيقة والواقع ، أيدته بالكتابة بعض الشخصيات الديمقراطية، دون التأكد والتمحيص والأستناد الى الوثائق.
وانصافا للحقيقة ونصرة للحق ، نقول ان من له المبادرة بتأسيس التيار الديمقراطي في السويد/ ستوكهولم  اشخاص ثلاثة هم :
1 ـ  الدكتور عقيل الناصري
2 ـ  الكاتب والصحفي فرات المحسن
3 ـ  الناشط السياسي جاسم هداد
  وشكلوا لجنة تحضيرية " منهم الثلاثة " ،  وذلك منتصف عام 2010 ، والتي تولت مهمة التحضير  والإعداد والدعوة الى عقد مؤتمر تأسيسي للتيار الذي انعقد في 14/1/2011 ، وفي هذا المؤتمر تم انتخاب لجنة قيادية قادت التيار الديمقراطي، وكانت برئاسة الأستاذ فرات المحسن ، وكان في عضويتها ، د. سعدي السعدي " ممثلا للجمعية المندائية " ، اما الأستاذ نبيل تومي، فلقد انضم للجنة  " كمستقل " في شهر أيلول 2011. هذه الرسالة للتوضيح ولبيان الحقيقة.
ملاحظة: جميع محاضر اجتماعات لجنة التنسيق ووثائق المؤتمر التأسيسي محفوظة لدى اللجنة التحضيرية المؤسسة.

الدكتور عقيل الناصري                   فرات المحسن                    جاسم هداد
7 /9/2019

6
المنبر الحر / فرح عراقي
« في: 14:56 03/08/2007  »
فرح عراقي

جاسم هداد

تتناقل وكالات الأنباء ووسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمواقع الألكترونية يوميا اخبار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، وما تحصده من ارواح الأبرياء ، شيوخ واطفال ونساء وتدخل في تفاصيل ضحاياها ، وتعيد بعض الفضائيات التي تنزف حقدا على العراق وشعبه هذه الأخبار متفاخرة بما تقوم به العصابات التكفيرية الصدامية المجرمة ، وتصفها زورا وبهتانا بأعمال المقاومة .
وتتناقل وكالات الأنباء ايضا مهاترات اقطاب المحاصصة الطائفية ، وتهديداتهم لبعضهم البعض ، ولعبة شد الحبل بينهم ، وصراعاتهم التي غدت مكشوفة ، على السلطة والثروة .
وتتناقل المواقع الألكترونية نداءات المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة لمساعدة العراقيين الذين توزعوا المعمورة وبشكل خاص دول الجوار ، وكذلك النداء المشترك لمنظمة اليونسيف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العراقيين لجمع التبرعات لأعادة مئات آلاف الأطفال العراقيين المشردين الى المدارس .
وسط غابة هذه الأخبار التي لا تسر ، شاهد الملايين عزف المنتخب العراقي سمفونيته الرائعة في جاكارتا ، وبكل جدارة وغيرة عراقية فاز المنتخب العراقي بكأس امم آسيا 2007 .
بعد اطلاق الحكم صفارة نهاية المباراة انطلق الآلاف من الموطنين بشكل عفوي الى الشوارع سواء في العاصمة بغداد وبقية المحافظات داخل العراق الحبيب ، او خارج العراق ، ففي السويد مثلا تجمع حوالي عشرون الف عراقي وعراقية في ساحة سيركل توري وسط العاصمة السويدية ستوكهولم ، هاتفين ( عراق .. عراق ) ، معبرين عن فرحهم بفوز فريقهم  ، رقص وغنى الجميع ، عربا وكردا وآشوريين كلدان سريان ، شيعة وسنة ومسيحيون ، صابئة ، إيزيديين ، علمانيين واسلاميين ، رقصوا وغنوا كعراقيين ، مرسلين الى الولايات المتحدة الأمريكية ، ودول الجوار ، واقطاب الطائفية ، والى السياسيين العراقيين رسالة واضحة ، مفادها ( هذا هو العراق ) .
و كما قال الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، فأن فوز المنتخب العراقي ( رسالة ملحة الى القيادات السياسية للعمل بروح وطنية مسؤولة لأخراج العراق من الأزمات السياسية والأمنية والمعيشية التي تعصف به )    
ويتطلب من القيادات السياسية ( التخلي عن التخندق المتقابل ، والعمل من اجل الوطن العراقي ومصالحه العليا )
فهل يتعظ السياسيون العراقيون بدرس توحد العراقيون بفوز منتخبهم الوطني ، وهل يتعظون بما قاله اللاعب البطل ( باسم عباس ) بعد حصولهم على كأس البطولة ، ان المنتخب توحد ولعب من اجل العراق وفازوا بالكأس ، فماذا يحصل لو توحد السياسيون العراقيون وعملوا من اجل العراق ايضا .
امنية ان يتحول ( هذا العرس الوطني الى قوة وعزيمة لرفع الهمم والمسؤولية الوطنية لتجاوز الأزمة العصيبة التي تعصف بالبلاد ).

سيبقى ( العراق مدرسة للحياة ) ، كما قال ( جوزيف بلاتر ) رئيس الأتحاد الدولي لكرة القدم  بعد فوز منتخبنا الوطني العراقي .

عشتم يا اسود الرافدين
حققتم ما عجز عنه السياسيون العراقيون

7
المؤتمر الوطني الثامن  ... نكهة خاصة

جاسم هداد

في السادس من ايلول عام 2006  بدأت التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي ، من خلال اعلان مسودات برنامجه ونظامه الداخلي للمناقشة العلنية ، والتي لم تقتصر على الأعضاء المنتمين للحزب ،  بل تم اشراك ابناء الشعب كافة من خلال النشر العلني لمسودات وثائقه ، او عقد  الأجتماعات  التخصصية او الندوات الجماهيرية العامة  ، وخصصت جريدة الحزب المركزية ـ طريق الشعب ـ الصفحات لنشر المقالات التي تردها المتضمنة للملاحظات والمقترحات ، وذلك من اجل اشراك ابناء الشعب العراقي بإختلاف مشاربهم الفكرية في دراسة وثائقه ، لكي تكون وثائق الحزب معبرة عن هموم وآمال وتطلعات عموم شعبنا العراقي .

ومنذ المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي " تموز 1993" اصبح تقليدا لدى الحزب بنشر مسودات وثائقه للمناقشة العلنية ، ولم يحصرها بأعضاء التنظيم الحزبي فقط ، ويسجل للحزب الشيوعي العراقي السبق والتفرد  في ذلك .
 
لن نأتي بجديد في القول بأن الحزب الشيوعي العراقي هو حزب الشعب العراقي ، الذي يضم في صفوفه جميع موزاييك هذا الشعب ، بكافة تلاوينه القومية والدينية والمذهبية ، وهذا الحزب الذي حاربته كافة انظمة الحكم الرجعية منها والدكتاتورية ، ولكنه ظل عصيا عليها ، ورغم بذل النظام البعثي الفاشي جهودا استثنائية من اجل القضاء على الحزب وعلى الأفكار التي يبشر بها ، لكنه ما ان تهاوي الصنم ، حتى علت الرايات الحمراء خفاقة فوق مقرات الحزب في كافة مناطق العراق .

لقد سبق وان عقد الحزب الشيوعي العراقي سبعة مؤتمرات قبل هذا المؤتمر ، وجميعها على ارض الوطن ، حيث تم عقد مؤتمره الأول في آذار 1945 ، الثاني في ايلول 1970 ، الثالث في آيار 1976 ، الرابع في 10 ـ 15 تشرين الثاني  1985 ، الخامس في 12 ـ 25 تشرين الأول  1993 ، السادس في 26 ـ 29 تموز  1997 ، السابع في 25 ـ 28 آب  2001 . وبإستثناء المؤتمرين الأول والثالث اللذين تم عقدهما في بغداد ، فالمؤتمرات الباقية تم عقدها في كردستان العراق . وبإستثناء المؤتمر الثالث الذي عقد في ظروف العمل شبه العلني للحزب ، فجميع المؤتمرات عقدت في فترة النضال السري للحزب .

تميز المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي بنكهة خاصة ، كونه تم عقده في اجواء العلنية ولكن في ظروف استثنائية " قل نظيرها وهي في غاية في التعقيد والتشابك والصعوبة " ، وكانت حقا فعالية " سياسية تنظيمية فكرية هامة واساسية في حياة حزبنا " ، كما جاء في الكلمة التي القاها سكرتير اللجنة المركزية للحزب في افتتاح المؤتمر ،  ولأول مرة يبادر الحزب بنشر صور لورش اعمال المؤتمر التي توزعت على التقرير السياسي ، النظام الداخلي والتقرير الأنجازي ، برنامج الحزب ، الوثيقة الفكرية ، وكان للمرأة والشبيبة حضورا في قيادة هذه الورش ، وكذلك تم نشر صورا لبعض جلسات المؤتمر ، والأحتفال بنجاحه .

و اختتم الرفيق حميد مجيد موسى الذي تم انتخابه سكرتيرا للجنة المركزية للحزب ،  المؤتمر بكلمة عهد واصرار على مواصلة النضال مهما تعقدت الظروف من اجل  ( وطن حر وشعب سعيد )  حيث جاء في كلمته : ( نعاهدكم بأننا سنعمل، مع بقية قوى شعبنا الخيرة، على أن ننهض ببلادنا من هذه الكبوة، وأن نواجه الارهاب، وان نعدّ مستلزمات استكمال سيادة البلد، وان نوفر لشعبنا كل مستلزمات العيش الرغيد، وهو صاحب الحق، وصاحب الثروة، وصاحب الامكانية، كي يكون في طليعة الدول التي تهيىء لشعوبها الرفاه والسعادة. فبسواعد ابنائه، بشغيلته، وبمثقفيه، ستبنى الجبهة الموحدة لقوى الشعب، من اجل الخلاص من هذه الكارثة، من اجل الوصول بالبلد الى ذرى التقدم والديمقراطية، ومن اجل بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد. )

ولا نخفي سرا من القول ان القلق والخوف كان يساورنا ، من خشية وقوع مكروه ما ، أوتعرض قاعة المؤتمر لعمل ارهابي جبان ، ولكن ثقتنا الكبيرة بقيادة الحزب التي تمرست واختبرت الظروف الصعبة امكاناتها في تنظيم مثل هكذا فعاليات ، وهي ليست بالجديدة عليها ، وليس غريبا على من يستطيع تنظيم احتفال يفوق حضوره الالاف وفي ملعب الشعب الدولي والذي وصفه الكاتب  " غالب حسن الشابندر " بأنه ( ظاهرة ملفتة للنظر ، سواء على مستوى جماهيره ، او طريقة حضوره حيث اتسم بالتحدي ، وكيفية ادائه الحي ) ، ان ينجح في تنظيم مثل كذا فعالية حزبية  ، ولا يسع المرء الا ان يشد بحرارة على ايدي رفاق اللجنة التحضيرية للمؤتمر .

ان هذا النجاح الذي حققه المؤتمر ، كان ثمرة جهود الرفيقات والرفاق في المنظمات الحزبية ، ومساهمات ابناء شعبنا الذين رفدوا الحزب بالملاحظات والمقترحات على وثائقه ، وشجاعة مندوبي المؤتمر ، والرفاق الذين وفروا الخدمات والأمكانيات ، والعاملين في السكرتارية ، والشغيلة ، وحراس المؤتمر الأبطال ، واللجنة التحضيرية التي اعدت واشرفت على عقد المؤتمر .

نجاح المؤتمر في مثل هذه الظروف المعقدة الصعبة ، حيث الأرهاب التكفيري الصدامي الظلامي الأجرامي المنفلت ، دلل على بطولة وتحدي الشيوعيين العراقيين ، وقبل ذلك ارادة شيوعية صلبة .

بوركت كل الجهود التي اعدت واشرفت وساهمت في نجاح مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي  الثامن ، ولها منا التحية والشكر والتقدير ، فلقد خابت ظنون الذين يريدون الشر بالحزب ، وعقد الحزب مؤتمره الثامن في  10  ـ 13 آيار 2007 ، وفي العاصمة بغداد  وبنجاح فقأ عيون الحاسدين والحاقدين .

واختم المقال بإهداء نجاح المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي للشهيد البطل الرفيق وضاح عبدالأمير حسن ( سعدون) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ، وللشهيد البطل الرفيق مثنى محمد لطيف القصاب " ابو ثابت" سكرتير اللجنة المحلية للحزب في الموصل ، واللذان لولا أيادي الغدر والأرهاب لكانا من الحاضرين والمشاركين في المؤتمر الثامن .

22آيار 2007

8
المنبر الحر / الثقافة الطائفية
« في: 02:06 10/05/2007  »
الثقافة الطائفية

جاسم هداد

في امسية ثقافية نوعية نظمها اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ،مساء السبت الموافق 5/5/2007 في العاصمة ستوكهولم ،تحدث الكاتب والصحفي الصديق فرات المحسن عن ( احداثيات الثقافة العراقية بالأمس واليوم ) ،وفي محاضرته القيمة فتح جرحا من جراحنا الكثيرة المتعددة ،وبالرغم من كون الموضوع واسعا ومتشعبا، اعتقد من المفيد تسليط الضوء على إحدى هذه الأحداثيات واعني بها الثقافة الطائفية ، وكما هو معروف فأن لمفهوم الثقافة مئالت التعريفات، ويعرفها المعجم الوسيط بأنها ( العلوم والمعارف والفنون التي يطلب فيها الحذق ) .

حيث يمكن ملاحظة تسيدها أي الثقافة الطائفية على المشهد الثقافي والذي هو بالتأكيد له ارتباط بالمشاهد الأخرى السياسي / الأمني / الأجتماعي ، يؤثر فيها ويتأثر بها ، وبالتأكيد فأن تأثير الثقافة الطائفية على المشهد الثقافي العراقي سلبيا ، ومع الأسف يمكن ملاحظة دور وسائل الأعلام المختلفة السلبي في ذلك ، من فضائيات / صحف / اذاعات / مواقع انترنيت / غرف بالتاك.

الثقافة الطائفية ليست نتاج اليوم او نتاج الأحتلال ، بل هي من تركة النظام البعثي الفاشي الثقيلة وليس خفي على احد ما الحقه نظام الأجرام والقتل من خراب وتشويه بالثقافة ، ولقد تجسدت اكثر خلال قمع النظام الفاشي لأنتفاضة آذار 1991 . وساهمت في تجذيرها ايضا بعض الأحزاب والقوى السياسية العراقية التي كانت معارضة لنظام البعث الفاشي وقتذاك بدءا من مؤتمر صلاح الدين الى مؤتمر لندن والذي لعب السفير زلماي خليل زادة دورا كبيرا في تجذيرها خلال مؤتمر لندن ، ولعب بريمر دورا في تكريسها في مجلس الحكم .

الثقافة الطائفية الرائجة الآن في المجتمع العراقي يساعد على شيوعها قوى واحزاب سياسية لا تستطيع تنفيذ برامجها السياسية الا بالأرتكاز على الطائفية مستخدمة الدين لتحقيق مصالحها السياسية ، وكذلك قوى الأحتلال لها مصلحة ايضا في شيوع الثقافة الطائفية ولقد جنت ثمار ذلك بأن قوى واحزاب اسلاموية ذات نفس طائفي ، متباينة الأهداف ولكنها اتفقت على بقاء قوات الأحتلال والأحتماء بها .

الثقافة الطائفية تسهم في شيوع العنف والقتل والتخريب ، فهي ثقافة التخلف والأنتقام الأعمى ، ثقافة الجهل وشريعة الغاب واللاقانون ، ثقافة التزوير والتضليل ، وهي الثقافة التي لا ترى الا وجها واحدا من العملة ، ثقافة تكره الحياة وتدعو الى الموت وتمجيده .

الثقافة الطائفية تسهم في ضعف الولاء للوطن وتضعف شعور المواطنة وتدعو الى الولاء المذهبي ، والطائفيون أبعد الناس عن القيم الأنسانية والأسلامية الحقيقية ، ولنا في قراءة التاريخ عبرة وعظة ،فكما سجل التاريخ لعنته على الشاه اسماعيل الصفوي والسلطان العثماني سليم ياوز لما ارتكباه من مجازر طائفية في بغداد عام 1508م بالنسبة للأول ، وعام 1512م بالنسبة للثاني ، فكذلك يسجل لعنته على كل من يروج للطائفية ويرتكب المجازر تحت غطائها ، وللغرابة فأن من يقوم بحرق المساجد والحسينيات يرفع الصوت عاليا بـ " الله أكبر " اثناء ارتكابه جريمته ، متناسين ان هذه المساجد والحسينيات هي بيوت الله الذي يكبرون له .

ولايمكن التغاضي عن الدور الذي تقوم به دول الجوار وللأسف في تأجيج الفتن الطائفية ، ولشيوع الجهل وهبوط مستوى الوعي الثقافي دورا كبيرا في سهولة وسرعة قبول الثقافة الطائفية ، حيث دقت الطائفية اوتادها في ارض المجتمع العراقي .

واعتقد ان الأرتقاء بالوعي الثقافي او رفع مستوى الوعي الثقافي يحتاج الى جهد كبير وفترة زمنية قد تطول ومرتبطة بتحسن الوضع الأمني وخروج قوات الأحتلال ، ورغم قتامة المشهد الثقافي في الوقت الحاضر ، ولكن دوام الحال محال كما قيل قديما ، فسوف تتخلخل اوتاد الطائفية ويتم خلعها ، ولنا في ما حدث في المانيا وايطاليا إبان الحكم النازي والفاشي لهما ، وشيوع الثقافة النازية والثقافية الفاشية خير مثال ، فلقد ولتا الى الأبد ، وحلت محلهما ثقافة العقلانية والتسامح والتنوير.

9/5/2007

9
المنبر الحر / شيوعيون
« في: 13:46 06/04/2007  »
شيوعيون

جاسم هداد

يوم 31 آذار عيد الشيوعيين العراقيين ، عيد الديمقراطيين ، عيد اليسار العراقي ، فقبل ثلاثة وسبعين عام تم الأعلان عن تأسيس حزب الكادحين ، و( انتشرت الأفكار الشيوعيه بين الأهلين في بغداد انتشارا واسعا ) [1] ، ورغم تعرضه لهجمة قوية من قبل السلطات الحكومية  ، وهو لا يزال غضا ، حيث طالت  الأعتقالات مؤسسيه وكوادره ، وظن مناهضي الشيوعيه انه تم القضاء على الشيوعيه في العراق وان الحزب لن تقوم له قائمه ، ورغم اصدار الحكومة العراقية قانونا في آيار 1938 عرف بقانون ( ماشابه ذلك ) ، قضى بعقوبه الحبس لمدة لا تزيد عن سبع سنين او بالغرامه او بهما لكل     ( من حبذ او روج بإحدى وسائل النشر المنصوص عليها في المادة 87 من هذا القانون ايا من المذاهب الأشتراكيه البلشفيه " الشيوعيه " والفوضويه والأباحيه وما يماثلها التي ترمي الى تغيير نظام الحكم والمبادئ والأوضاع السياسيه للهيئة الأجتماعيه المصونه بالقانون الأساسي )[2] .

لكن سرعان ما نهض الحزب اكثر قوة واصلب عودا ، واستطاع ان يتصدر نضالات شعبنا العراقي ويهز كراسي الطغمة الحاكمة ، وكتب بهجت العطيه مدير الأمن العام آنذاك تقريرا في نيسان 1949 اشار فيه  الى ان ( العقائد الشيوعيه انتشرت انتشارا واسعا في المدن الكبيره ، الى درجه ان الحزب اجتذب اليه في ايامه الأخيره ما يقرب 50% من شباب الطبقات كافه ، ووجدت الشيوعيه طريقها  كذلك الى السجون التي صار لها لفتره من الزمن مظهر مؤسسات تعليميه شيوعيه ) .

ورغم ان اعتقال الرفيق فهد في 18 /1/1947 ترك آثاره ليس على الحزب الشيوعي العراقي فقط بل وعلى عموم الحركة الوطنيه . و كان اعتقاله نكبه وطنيه حقيقيه ، ولكن الحزب واصل نشاطه بين الجماهير، ولقد سبق وان توهم نوري السعيد بأن بإعدامه لقادة الحزب سوف يقضي على الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيه ، حيث جعل هدف حكومته (  ان تصفي الحساب مع الشيوعيين وتكافح الشيوعية حتى نفسها الأخير في البلاد ) ، وبعده ايضا توهم الطاغيه المجرم صدام بأن عام 1980 سيشهد نهاية الحزب الشيوعي في العراق . وتوهم ايضا السفير البريطاني في بغداد عام 1949 عندما اشرف بنفسه على محاكمة الرفيق الخالد فهد وعلى تنفيذ الحكم وقال : ( سوف لا تقوم قائمة للشيوعيين في العراق لعشر سنوات قادمة ) ، ولكن بعد السنوات العشر تم كنس القواعد الأستعمارية البريطانيه من العراق وعادت راية الشيوعيين خفاقة في سماء العراق .

فالحزب بقى وسيبقى ونوري السعيد وصدام حسين معروفة للجميع نهايتهما التعيسه فالأول التجأ لعباءة النساء لعلها تنقذه والثاني التجأ لحفرة بائسه كبؤسه لينقذ نفسه ، والميل للشيوعيه ( بدا ميلا لا مرد له , فما ان يقطع في مكان ما , حتى ينبع فجأة في مكان آخر )[3] .

وصدق من قال :

بويه كَضه اللي جان يحسب كَضانه

وفي الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، وعصر يوم الحادي والثلاثين من آذار ، زحف الآلاف من ابناء شعبنا العراقي لملعب الشعب الدولي بكل جرأة شيوعيه وتحدي بطولي لقوى الأرهاب التكفيريه الصداميه والظلاميه ، وجاء الصوت هادرا :

اننا شيوعيون تحتمي الرعود بصوتنا

شيوعيون تلتمس الملاحم صبرنا

شيوعيون تفتخر الشموس بفجرنا

اننا شيوعيون تمتلئ المروج بوردنا

--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ عبدالرزاق الحسني / تاريخ الوزارات العراقيه / الجزء الرابع / ص32

[2] ـ ذيل قانون العقوبات البغدادي المرقم 51 لسنة 1938، وتم نشره في جريدة الوقائع العراقيه الرسميه بتاريخ 9 آيار 1938

[3]  ـ حنا بطاطو / العراق / الجزء الثاني



10
المنبر السياسي / جزاء الطغاة
« في: 00:51 15/11/2006  »
جزاء الطغاة
جاسم هداد

لسنوت طويلة ظل حلم يراود غالبية العراقيين  وهو رؤية صدام حسين امام محكمة عراقية قابعا في قفص الأتهام منتظرا حكم العدالة . بعد سقوط الصنم في التاسع من نيسان 2003  والقاء القبض عليه في الثالث عشر من كانون الأول 2003 مختبئا في حفرة تليق به،  اصبح الحلم واقعا، وبدأت محاكمة الطاغية، وكان رؤية الطاغية المجرم الذي لم يسلم من جرائمه لا نبات ولا جماد فكيف بالأنسان, يوما سعيدا في حياة العراقيين بإستثناء المستفيدين من نظام العفالقة المقبور, وطبعا يشاركهم الذين اعمت عيونهم وسدت آذانهم رائحة النفط, من خلال الرشاوي التي كانت تقدم لهم على حساب آهات الأرامل والثكالى من العراقيات الباسلات .

واستمرت محاكمة صدام اربعين جلسة وامتدت اكثر من عام حيث بدأت جلستها الأولى يوم 19/10/2005 وكان هذا اليوم حقا ( يوما تاريخيا انتظره الشعب العراقي طويلا) كما افاد ممثل الأدعاء العام ، وصدر قرار الحكم في يوم 5/11/2006، ورغم المحاولات البائسة لفريق الدفاع عن الطاغية لعرقلة اجراءات المحاكمة، والتي بدأت منذ جلستها الثانية حيث امتنع اربعة منهم من حضور الجلسة التي انعقدت في 28/11/2005، ورغم مشاكسات الطاغية واخيه برزان ومحاولاتهما اثارة الضجيج وعرقلة اجراءات المحاكمة ايضا والتي بدأها الطاغية منذ الجلسة الثالثة التي انعقدت في 5/12/2005 حيث قاطع فيها بغضب شهادة اول شاهد عيان علنا امام المحكمة، واستقالة القاضي رزكار محمد أمين بعد اربع جلسات،  واصلت المحكمة جلساتها برئاسة القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن الذي حظى بشرف النطق بصوت العدالة، وكم كانت لحظة انتظرها ملايين العراقيين عندما هدر صوت العدالة :  ( قررت المحكمة الحكم على المدان صدام حسين المجيد بالإعدام شنقا حتى الموت ) ، واستقبل ابناء شعبنا العراقي قرار العدالة بالترحاب والأرتياح، بإستثناء المستفيدين من نظامه السابق فلقد خرجوا يندبون حظهم الغابر بطي صفحة ولي نعمتهم في مظاهرات خجولة في العوجة والحويجة رافعين صوره، وزعم بيان للبعث الفاشي صدر في نفس يوم اصدار قرار الحكم ان المظاهرات خرجت في   ( مدن عراقية كثيرة في الجنوب والوسط والشمال ترفع صور الرئيس وتهتف بحياته )، فعن أي وسط وجنوب وشمال يتحدث بيان الفاشيين، عن وسط المقابر الجماعية، أو جنوب الأهوا، أو شمال الأنفال وحلبجة، أم وسط وجنوب وشمال اوهامهم .

والطاغية صدام أول حاكم عربي يقف في قفص الأتهام وينال جزاءه العادل جراء (  ما أقترف من مذابح وجرائم أبادة بحق مئات الاف العراقيين، وما سبب من أهوال للملايين من المواطنيين في طول البلاد وعرضها، ومن خراب ماثل في كل شبر من الوطن العزيز، وما جرعلى العراقيين فوق ذلك من غزو وأحتلال يفرضان عليهم العودة من جديد الى النضال في سبيل الاستقلال والسيادة الناجزين)،
والحكم يعني ان مصير كل طاغية لابد وان بأتي مهما طال الزمن، حيث سبقه ميلوسيفتش رئيس يوغسلافيا السابق وتشارلز تيلور رئيس ليبريا السابق . 

رغم ان ( الجرائم التي اقترفها الطاغية المنبوذ من البشاعة بحيث تبدي عقوبة الأعدام ازاءها عقوبة هينة ) كما قال صديق طفولتي وصباي الشاعر والكاتب يحيى السماوي، ومع كل الأحترام لرأي غالبية الشعب العراقي المطالبة بإعدام المجرم صدام وزمرته, الا انني اطالب بعدم إعدامه, وذلك لأن في إعدام هذا المجرم خلاص له, والمطلوب ان يعدم يوميا, أي يرى الموت كل يوم, لا بل كل ساعة , ولا علاقة لحقوق الأنسان بذلك, فصدام حسين ليس بإنسان حتى تراعى حقوقه, لأنه ليس من المعقول ان يكون انسانا ويقوم بإرتكاب كل هذا الجرائم,  بل وحش ضاري  والمطلوب معاملته معاملة الوحوش, وصدق القول السيد " دونالد كريج " وهو احد المشرفين على إصدار كتاب مصور عن احدث صور المقابر الجماعية, وكان معارضا للحرب في العراق ولم يزل, ومعارضا قويا لعقوبة الأعدام وما يزال, ولكنه رغم ذلك قال ان " اعدام صدام مرة واحدة لا يكفي "  .

 فالمجرم الوحش صدام ( اشهر جلادي التاريخ الحديث) على حد تعبير الأستاذ عبدالرحمن الراشد، عقابه ان يتمنى الموت ولا يدركه، ان من لا يعترف بحقوق الأنسان, يجب ان لا يعامل كأنسان . [/b] [/size] [/font]   

11
اتحاد الكتاب العراقيين في السويد يقيم نشاطه الثقافي الثاني بإستضافة الفنان العراقي المبدع
" ستار الساعدي "

في جو عراقي حميم، وبحضور متميز للجالية العراقية في السويد، اقام اتحاد الكتاب العراقيين في السويد مساء يوم 11/11/2006 امسية فنية رائعة للفنان الضيف ( ستار الساعدي ) عازف الآلات الإيقاعية العراقية، واستاذ الموسيقى الشرقية في كونسرفتوار أمستردام / هولندا .                     
                     
استمرت الأمسية اكثر من ثلاث ساعات متواصلة، ابتدأها الفنان ستار الساعدي بمحاضرة قيمة عن تأريخ آلات الإيقاع في بلاد الرافدين منذ فجر التاريخ وارتباطها الوشيج بطقوس العراقيين القدماء. ثم قدم  شرحا اكاديميا للآلات الإيقاعية بأنواعها واشكالها المختلفة، مثل الطبل والرق والكاسور والطار والخشبة معرجا على الناي، ( آلة النغم العراقي الأصيل)، محاولا تعريف الجمهور على الأصوات المختلفة لكل آلة.
بعد ذلك  ووسط اعجاب شديد من الحضور تطرق الفنان الى عالم المقامات العراقية الزاخر في مختلف مناطق العراق، بدءا بكوردستان والموصل ونزولا الى وسط وجنوب العراق، مقدما نماذج حية من هذه المقامات وسط تصفيق ومشاركة الجمهور.
وقد اغنى المحاضرة الفنية القيمة الفنان" عباس البصري" الذي ابدع بدوره في اداء مختلف هذه المقامات بصوته الشجي فتحولت " قاعة آلفيك " في العاصمة السويدية ستوكهولم الى بيت افتراضي للمقام العراقي وتحولت الأمسية الى ليلة من ليالي بغداد والبصرة والموصل الحالمة .
فكلما كان الفنان (ستار الساعدي ) ينهي سرده للبنيان الموسيقي لأحد انواع المقامات،  تصدح حنجرة الفنان (عباس البصري ) بموال وبستة من نفس المقام مما أثار الشجون والحنين في نفوس الحاضرين الذين اندمجوا في هذا الجو الفني البهيج واستعادوا التعرف على نغمات الحجاز، النهاوند، ايوب، جورجينا، السماعي الثقيل والخفيف، الهجع البطئ والسريع وغيرها من الأنغام العذبة التي يزخر بها فن الغناء العراقي. 
وكذلك فقد  تلى الفنان المبدع عدة مقاطع شعرية من تأليفه اثارت استحسان الحضور. وختاما اجاب الفنان الساعدي على اسئلة واستفسارات الجمهور الكريم حول جذور واسس وانواع المقامات وطرق اداءها .

 وهنا لا يسع الهيئة الأدارية لأتحاد الكتاب العراقيين في السويد الا ان تقدم جزيل شكرها للفنان العراقي المبدع( ستار الساعدي) وللفنان الرائع ( عباس البصري) .... وكذلك تتقدم بشكر خاص وتقدير للدكتور عبدالحسين الأعرجي الذي قدم دعمه المشكور لأنجاح الأمسية وايضا لجمعية المرأة العراقية لمشاركتها في توفير بعض مستلزمات الأمسية وللجمهور الكريم الذي أثبت حضوره المتميز رغم رداءة الجو ...

اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
الثاني عشر من تشرين الثاني 2006[/b][/size][/font]

12
قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي
مشروع البرنامج

جاسم هداد
 
لكل حزب  اضافة لنظامه الداخلي الذي يقنن الحياة الداخلية له ، برنامج عمل يناضل من اجل تحقيقه ، ومن حق الجماهير الأطلاع والتعرف على المحاور الأساسية في هذا البرنامج ، للتأكد من مدى مطابقة ما تم تسطيره مع ما يريدونه ويتمنونه ويصبون اليه .
 
والحزب الشيوعي العراقي الفصيل المقدام في الحركة الوطنية العراقية ، كان يستغل أي ظرف مناسب يتيح له نشر برنامجه ليطلع عليه اكبر عدد من الناس ، بالرغم من ان الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه رفع شعار " وطن حر وشعب سعيد " ، والذي لا يزال يحتفظ براهنيته .
وقدم الحزب قافلة من الشهداء  اثناء مسيرته النضالية على مدى اثنين وسبعين عاما ضد الأحتلال وانظمة الحكم الدكتاتورية والتعسف ومن اجل التقدم والعدالة الأجتماعية وحرية الشعب والأنسان ، وكان ولايزال المعبر الحقيقي عن مصالح العمال والفلاحين وعامة شغيلة اليد والفكر ، والمدافع الصادق والثابت عن هذه المصالح .
 
وهذه الفئات الأجتماعية التي يعبرالحزب الشيوعي العراقي عن مصالحها ويدافع عنها ويناضل من اجل تحقيقها تشكل غالبية الشعب العراقي ، وعليه ان يكون البرنامج مفهوما لهم مضمونا واسلوبا ولغة . وكلما كان البرنامج متضمنا لمطالب ملحة تتطلبها الجماهير وتضعها في مقدمة اولوياتها  ، برنامجا ينطلق من الواقع ليرسم آفاقا للمستقبل ، برنامجا واقعيا موضوعيا كان مقبولا لديها . 
 
ومشروع البرنامج المعروض للنقاش يكاد يكون شاملا ولم يغفل جانبا ، ورغم ذلك فعند التمعن في قراءته يمكن ملاحظة  :
 1ـ انه موضوعا لفترة زمنية قد تتجاوز العشرين عاما مثلا وليس لفترة اربع سنوات ، وهي المدة الزمنية بين مؤتمرين ، والتي تواصل  الحزب الشيوعي العراقي على عقد مؤتمراته كل اربع سنوات منذ مؤتمره الوطني الخامس ( 1993 )
2ـ البرنامج موضوعا لحزب يتملك زمام السلطة وتتوفر له امكانياتها لتحقيق برنامجه ، بينما واقع الحال يشير الى ان الدولة العراقية لا تزال في دور التكوين بعد انهيارها في التاسع من نيسان 2003 ، ولا يزال لقوات الأحتلال دورا في ادارة الدولة العراقية ، ناهيك عن تعثر العملية السياسية ، وتدهور امن الوطن والمواطن ، وغياب سلطة القانون ، وتحكم امراء الحرب وقادة الميليشيات  بالشارع العراقي وادارات الدولة وحتى برلمانها ، وما رافق ذلك من حرب اهلية مستترة وتصفيات على الهوية ونزعات لتقسيم البلاد تحقيقا لمصالح حزبية نفعية ضيقة .
ولذا يكون من المفيد ان يتم تقسيم البرنامج على قسمين :
المهام الآنية : وهي المهام التي تلبي حاجات الجماهير في الوقت الراهن مثل :
ضمان الأمن والأستقرار وعودة الحياة الطبيعية للبلاد،  حل الميليشيات وسيادة سلطة القانون، الأسراع في تهيئة مستلزمات انهاء الأحتلال ، مكافحة البطالة وتوفير شروط اعادة تدوير عجلة الأقتصاد ، المحافظة على البطاقة التموينية وتحسين مكوناتها ، تحسين الخدمات للمواطنين  وغيرها من المهام الآنية
 
 
 
المهام المستقبلية : وهي الأهداف التي يناضل الحزب من اجل تحقيقها على المدى المنظور والبعيد ، وبعد ترسيخ اسس الدولة العراقية وعودة الحياة الطبيعية للبلاد .
 
ان شمولية مشروع البرنامج واستكماله لكافة المفاصل لا يمنع من تدوين بعض الملاحظات علها تكون مفيدة وتصب في الغاية التي من اجلها تم نشر وثائق المؤتمر الوطني الثامن :
 
اولا :  مقدمة البرنامج 
1ـ موقف الحزب الشيوعي العراقي من الفيدرالية واضح ، وهو اول حزب سياسي عراقي رأى ان    " الحكم الذاتي " لكردستان العراق تجاوزه الزمن ، لذلك نادى بالفيدرالية وذلك في وثيقته البرنامجية التي طرحها عام 1990 واقرها اجتماع لجنته المركزية في ايلول 1991 ، و الحزب يرى في الفيدرالية شكلا مناسبا للحكم في العراق ، ( ويدعو الى تعزيزها في اقليم كردستان ) ، والفيدرالية مثبتة في الدستور بصيغة لا لبس فيها ولا تأويل ( العراق الفيدرالي الموحد ) ، وعليه فأنها تمثل ركنا اساسيا لا يمكن المساس به ، ولكن ما مطروح في مشروع البرنامج  بحاجة الى تفصيل اكثر ، فأي شكل من الفيدرالية يناضل الحزب الشيوعي العراقي من اجل  يتم ( اعتمادها في مناطق العراق الأخرى ) ، لا سيما وان هناك اشكال عديدة مطروحة، هل هي : اللامركزية الأدارية أي فيدرالية المحافظات ( محافظة واحدة يتم تحويلها الى اقليم ) ، ام الفيدرالية التي تضمنها قانون ادارة  الدولة العراقية ( يحق للمحافظات خارج اقليم كردستان فيما عدى بغداد وكركوك تشكيل اقاليم فيما بينها  )الفيدرالية على اساس قومي أي قيام فيدرالية في القسم العربي من العراق على غرار فيدرالية كردستان ،واعتقد ان هذا الشكل من الفيدرالية يجب التبشير به وتوعية الجماهير بخصوصه ، لأن الحزب الشيوعي العراقي  بالتأكيد لن يؤيد الفيدرالية  على اساس طائفي ( فيدرالية الوسط والجنوب ) ، وصحيح جدا ربط الفيدرالية بنضوج الشروط الضرورية لذلك . وما جاء في البلاغ الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية في 15/9/2006 ، اكثر وضوحا لموقف الحزب من الفيدرالية مما ورد في مشروع البرنامج .
2ـ في فقرة  ( شأن الحالة الأنتقالية والأستثنائية )  بعد النص: (التناقضات والصراعات الجارية حول عملية اعادة بناء الدولة واتجاهات تطورها ومضامينها ) .
نقترح اضافة : وتغليب المصالح الفئوية الحزبية الضيقة على مصالح الوطن والشعب .
 
 ثانيا :  بناء الدولة والنظام السياسي 
1ـ الفقرة رقم (1) : بعد النص :( بعيدا عن نزعة التحزب الضيق والمحاصصة الطائفية ). اضافة ( والقومية )
2ـ  الفقرة رقم (2)  : يكون نص الفقرة : المطالبة بإنهاء الأحتلال كالتالي : الأسراع في تهيئة مستلزمات انهاء الأحتلال واستعادة السيادة الوطنية . بدلا من : الوجود العسكري الأجنبي .
3ـ الفقرة رقم (5)  : يكون نص الفقرة التي تنص على محاربة التعصب القومي والديني والمذهبي كالتالي :  تصفية مظاهر التمييز والنزعات الشوفينية والتعصب القومي والديني والمذهبي التي افرزتها الدكتاتورية المقبورة وحروبها وفاقمتها سياسة الأحتلال وقوى الأرهاب  والظلامية المتطرفة والميليشيات الطائفية .
4ـ الفقرة رقم (7) : يكون نص الفقرة التي تنص عل حل الميليشيات كالتالي : (حل الميليشيات وتأهيل منتسبيها للأندماج في الحياة المدنية ودمج المؤهلين والراغبين منهم في القوات المسلحة على شكل افراد  من الميليشيات التي ناضلت ضد النظام الدكتاتوري فقط ).
 ولا يخفى على احد ما قامت به هذه الميليشيات المتفلتة من دور قذر في تأجيج الأحتقان الطائفي ونقل البلاد الى نفق الحرب الأهلية ، و الميليشيات حجرة عثرة امام استقرار البلاد ، ولقد حظرها الدستور العراقي بموجب المادة التاسعة الفقرة ب والتي نصت على ( يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة ) ، حيث انه بعد تصريحات المسؤولين في الدولة وتناقل الأنباء عن النية في حل هذه الميليشيات ودمج قسم منها بقوات الشرطة والجيش وتعيين القسم الآخر في وظائف مدنية واحالة القسم الآخر على التقاعد . أخذ الناس يدفعون مابين (ثلاثمائة دولار ـ خمسمائة دولار) الى المتنفذين في هذه الميليشيات من اجل تسجيل اسمائهم فيها والهدف واضح من اجل ضمان وظيفة او الحصول على تقاعد  ، ان معالجة اشكالية الميليشيات تتم من خلال زيادة اعداد قوات الجيش والشرطة وتأهيلها تدريبا وتسليحا ، وطرد العناصر التي تدين بالولاء لأحزابها بدلا من الولاء للوطن ، وتطهيرها من العناصر الفاسدة التي ارتكبت اعمالا اجرامية وتقديمها للقضاء العادل ، والتي تسللت لهذه القوات في ظروف غير طبيعية ، اما دمج الميليشيات في القوات المسلحة  يؤدي الى تشكيل جيش طائفي ويكون بمثابة الغام وقنابل موقوتة تنفجر في الوقت الذي يحدده قادة احزابها ، وتكون جريمة لا تغتفر ، حيث ان ولاء هذه الميليشيات لأحزابها ، بينما المطلوب ان يكون ولاء القوات المسلحة للوطن ومتساميا على الولاء للحزب او العشيرة أو  الطائفة .
5ـ اضافة فقرة جديدة  تنص على : تسهيل عودة المفصولين لأسباب سياسية واعتبارمدة الفصل  لأغراض الخدمة والتقاعد
6ـ اضافة فقرة جديدة تنص على : رعاية اسر الشهداء كافة بغض النظر عن القومية والدين والطائفة
 
ثالثا :  سياستنا الأقتصادية 
ـ الفقرة (7) ورد نص في نهايتها : ( محاربة الفساد والقضاء على جذوره ) ، تركة النظام الثقيلة وتفشي الفساد في كل مفاصل ومرافق الدولة ، خاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة يجعل القضاء على جذوره مبالغ فيها كثيرا ، وعليه اقترح رفع ( والقضاء على جذوره ) ليكون نص الفقرة اكثر واقعية .
 
رابعا:  القطاعات الأقتصادية والخدمية
قطاع الصحة :
ـ اضافة فقرة جديدة تنص على ) فتح مراكز لمعاجة مدمني المخدرات ) ، ولذلك لتفشي المخدرات بأنواعها المختلفة في المجتمع العراقي ، واصبحت تحظى بأهمية مكافحتها .
تنظيم التجارة الداخلية والخارجية :
ـ الفقرة  رقم (4) : ( تنسيق عمل مختلف ........وغيرها من المواد الغير مشروعة ) ، يضاف لها النص التالي :  واعتبار المتاجرة بالمخدرات من الجرائم التي تهدد وتسبب الضرر للمجتمع وتشريع عقوبات رادعة واعادة عقوبة الأعدام للمتاجرين بها .
 
خامسا :  حقوق الطبقة العاملة
1ـ الفقرة (3) : ( ضمان الحريات النقابية للطبقة العاملة ......بما فيها الأجهزة الحكومية ) ، يضاف لها النص التالي : ورفض تدخل الدولة في التنظيم النقابي .
 
سادسا : الجيش والقوات المسلحة
ـ اضافة فقرة جديدة : تحديد مدة للخدمة العسكرية وخدمة الأحتياط وتسريح المكلفين بعد انهائها
 
سابعا :  العلاقات الخارجية
ـ الفقرة " ب" من رقم (1) : وفي النص التالي : ( تعزيز روابط الأنتماء واللغة ووحدة الأرض والثقافة والوشائج الروحية وتهيئة المقومات الأقتصادية / الأجتماعية والسياسية التي يتطلبها قيام وحدة عربية على أسس ديمقراطية ....... ) . اقترح استبدال " وحدة عربية " بـ " اتحاد عربي " على غرار الأتحاد الأوربي  ، وذلك لأن الوحدة العربية شعار  " غير عملي لما بين الأقطار العربية من فروق في التطور وشكل الحكم والظروف الداخلية الخاصة "  وهذا ما اكده اجتماع الأحزاب الشيوعية العربية في خريف 1935 ، وتبنى شعار " الأتحاد العربي " في ذلك الأجتماع ، الأتحاد الأختياري للشعوب العربية لا اتحاد لحكامها ، والذي يجب ان يضمن الحقوق المتساوية للقوميات الأخرى في كل بلد ، ومن البلدان التي تمارس فيها الديمقراطية بشكلها الحقيقي  ، ولقد اثبتت السنون صحة هذا الشعار ودقته ، اما  الوحدة العربية فلقد " اصبحت نظرية يتنافس عليها مثقفو العرب في اوطانهم "[/b] [/size] [/font]

13
أغلق القاضي كل اللاقطات
جاسم هداد

تحقق الحلم الذي راود ضحايا الطاغية صدام ونظامه الفاشي ، رؤيته واعوانه في قفص الأتهام ينتظرون حكم العدالة لتقتص منهم جراء الجرائم التي ارتكبوها بحق ابناء الشعب العراقي بكافة مكوناته القومية والدينية ، وكان الآلاف لابل الملايين من ضحايا جرائم الطاغية واعوانه ينتظرون اللحظة التي يرون فيها طاغية العصر قابعا في قفص الأتهام ، وما ان حلت تلك اللحظة ( 19 اكتوبر 2005) ومرت لحظات وساعات وايام حتى تحولت تلك المحكمة الى منبر لخطابات الطاغية السياسية ، والتي لم تختلف ابدا عن الأسلوب الديماغوغي الذي اعتمده طيلة حياته في خطبه السياسية ، فهو لازال رئيسا لجمهورية العراق ومنتخب بنسبة 110%  وفق الطريقة البعثية لا بل قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية ، ولذلك طالب المحكمة بأن تتذكر ان ( صدام رجل عسكري وفي هذه الحالة الحكم يجب ان يكون رميا بالرصاص لا شنقا )  وهو الذي لم يخدم يوما واحدا في الجيش العراقي .

ولقد لعب القاضي رزكار محمد أمين دورا كبيرا في تحويل المحكمة من محكمة جنائية لمحاكمة متهمين بأرتكاب جرائم الأبادة الجماعية ، الى منبر للطاغية يخطب فيها ويوجه رسائله لأزلامه للقيام بمزيد من الأعمال الأرهابية ، ومتيحا له فرصة الظهور امام عدسات الفضائيات ، والتي ما ان يراها الا ونفش ريشه كالطاووس ، متطاولا على جراحات الضحايا ، غير نادم على ما اقترفه من جرائم ، محاولا حرف اتجاه المحكمة القانوني وجرها الى سجالات سياسية ، وتهاون القاضي رزكار مع المتهمين ومحامي الدفاع والسماح  لهم بتجاوز التعريفات القانونية لكل منهم عند المخاطبة  شجع محامي الدفاع بالتمادي كثيرا ، حيث اخذوا بالأشارة للطاغية بـ ( السيد الرئيس ) وحتى بدون مفردة ( السابق ) ، في الوقت نفسه استعملوا النعوت القاسية ضد المشتكين والأحزاب السياسية العراقية المناضلة .

وبعد ان ارتفعت صرخات الضحايا وتزايدت احتجاجات ابناء الشعب العراقي ، رأى القاضي رزكار انه لا يستطيع مقاومة هذا السيل من الأحتجاج الشعبي ، فقدم استقالته واعلن انسحابه من رئاسة المحكمة الجنائية الخاصة بقضية الدجيل بكل يسر وادب .

بعد استقالة القاضي رزكار  ، تسنم منصب رئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن والذي كان حازما ، واعاد المحكمة الى مهمتها الصحيحة القانونية ، ولأول مرة يسمع الطاغية صدام عراقيا يرفض ( العفية ) القادمة منه ، وقال للطاغية ( لقد كنت رئيس الدولة ولكنك الآن متهم ) وذلك ردا على ادعاءات الطاغية بأنه رئيس الدولة . وقال له كذلك ( دافع عن نفسك وتجنب الخطب السياسية ) ومن ( لديه خطب سياسية فعليه ان يلقيها خارج قاعة المحكمة ) ، ومع ذلك فقد حصلت ايضا هنات سمحت للطاغية بالحديث مطولا وخارج موضوع الدعوى التي يحاكم بموجبها ،  وقام القاضي رؤوف بأبعاد المتهم صدام من المحكمة لأخلاله بنظام المحكمة ، مطبقا المادة (153) من قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971 ، والمادة ( 63) من قانون المرافعات المدنية رقم (83) لسنة 1969 .

وفي القضية الثانية التي سميت بقضية الأنفال انيطت رئاسة المحكمة الجنائية الخاصة بها بالقاضي عبدالله علي علوش العامري ، وفي اول جلسة لها اصبح واضحا للعيان تساهل وتهاون القاضي مع الطاغية واعوانه ومع محامي الدفاع ، من خلال توزيع ابتساماته عليهم ومخاطبتهم وكأنهم في دار ضيافته ، وهذا شجع الطاغية للعودة لأسلوب خطاباته السياسية وتعقيباته وهو جالس من مكانه وبدون اذن من رئيس المحكمة ، واسهابه في تقديم المداخلات ، وبنفس الوقت غض القاضي النظر عن المفردات التي يستعملها محامو الدفاع المحابية للمتهمين والمجافية للمشتكين ، والمسيئة لدول الجوار .

وبعد ان تجاوز تهاون القاضي عبدالله العامري الخط الأحمر (14/9/2006) بتبرئة الطاغية من نعت الدكتاتور الذي استحقه بكل جدارة و " اقتدار " . اضطر الناطق الرسمي بأسم المحكمة الجنائية العليا لعقد مؤتمرا صحفيا من اجل سكب الماء على نار الأحتجاجات الشعبية وتهدئة الرأي العام العراقي على فقدان حيادية القاضي وانحيازه للمتهمين ، وحسنا فعلت المحكمة الجنائية العليا بإبعاده عن المحكمة ونقله لمجلس القضاء الأعلى ، وكان الأفضل احالته على التقاعد لعدم اهليته وفشله في اداء المهمة التي تم تكليفه بها .

وبعد تكليف القاضي محمد عريبي مجيد الخليفة برئاسة المحكمة الجنائية الخاصة بقضية الأنفال ،خلفا للقاضي العامري ،  ثارت ثائرة محامي الدفاع واعلنوا انسحابهم ، واعلن الطاغية واعوانه عن احتجاجهم لتغيير القاضي ، رغم ان هذا شأن اداري يخص المحكمة الجنائية العليا ، ولكن استفادتهم من تهاون القاضي عبدالله العامري وانحيازه لهم دفع المتهمين ومحاميهم للأحتجاج .
 
اعاد القاضي محمد عريبي مجيد الخليفة عند ترؤسه المحكمة ، التعريفات القانونية التي تم تمييعها في الجلسات السابقة عند مخاطبته الطاغية بـ ( انت المتهم وانا القاضي ) ، ( انا رئيس المحكمة الذي اقرر احضارك او ابعادك ) ، ونبه المتهمين بعدم استخدام الرتب العسكرية السابقة عند المخاطبة ( انتم الآن متهمون ولا يجوز لكم استخدام القاب فريق ، لواء وغيرها ) ، وابدى الحزم في ادارة جلسات المحكمة ، حيث نبه الطاغية بالقول ( لا تتحدث من مكانك واذا اردت الحديث يجب ان تستأذن اولا ) ، ووضح للطاغية  محاولا افهامه انه في قاعة محكمة جنائية ، الفيصل فيها هو القانون وليس في قاعة خطابات سياسية : ( سأساعدك في أي شئ قانوني وانساني اذا التزمت بالقانون ) ، ( يجب عليك عدم الخوض بأمور سياسية لأننا محكمة ليس لها دخل بالسياسة ) ، ( لك الحق ان تتكلم في أي شئ له علاقة بقضية الأنفال ) ، ( التزم بنظام الجلسات وسترى كيف سيكون صدر المحكمة رحبا حتى تظهر للعالم اذا كنت برئ ام لا )  .

وعندما سمح القاضي للطاغية بعد الحاحه المتواصل بقراءة الورقة التي بيده ، اغلق كل اللاقطات واوعز لعدسات الفضائيات بعدم توجيه العدسات على الطاغية وحصرها بالقاضي فقط ، مضيعا الفرصة على الطاغية استغلال ذلك لمآربه الخاصة . وللتذكير فقط فأن انسحاب محامي الدفاع وما قام به المتهمون من الأخلال بنظام جلسات المحاكمة وطلبهم الخروج منها  او محاولة امتناعهم من الحضور هي تكرار للمسرحية البائسة التي مثلوها في قضية الدجيل عندما تم استبدال القاضي رزكار بالقاضي رؤوف .

ان غلق اللاقطات عندما يتحدث الطاغية وحجب عدسات الفضائيات عنه وتركيزها على القاضي فقط هو  الرد المناسب على الطاغية المهووس بحب الظهور التلفزيوني حتى وان كان في قفص الأتهام ، وعندما يعلم الطاغية ان الفضائيات لا تصوره عندما يتحدث وصوته مسموع فقط داخل المحكمة ، فسيكف عن مناكداته للمحكمة ، لأن همه الوحيد هو الظهور وليس الدفاع عن نفسه وتبيان الحقيقة .
28 ايلول 2006[/b][/size][/font]

     

14
قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي
مسودة النظام الداخلي ( 2)
جاسم هداد

استكمالا لما تم نشره في القسم الأول من ( قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) .
 ادرج ادناه بعض المقترحات والتي تتضمن :
اولا :  ـ التعديلات : وهي التي تشمل اضافة او حذف او تعديل في بعض الصياغات
ثانيا : ـ الأضافات : وهي مقترحات بأضافة بعض الفقرات لمواد في وثيقة النظام الداخلي او اضافة بعض المواد .
ثالثا: ـ الحذف : وهي مقترحات بحذف فقرات لبعض المواد او مواد في الوثيقة .
 
اولا :  ـ التعديلات :
المقدمة :
1ـ تكون الصياغة : ( يسترشد الحزب الشيوعي العراقي في سياسته ةتنظيمه ونشاطه بالماركسية ) بدلا من بالفكر الماركسي .
2ـ ترفع مفردة " واقلياته " من النص ويكون : ( وهو تجسيد حي لوحدة نضال الشعب بكافة قومياته)  ، او ( بقوميتيه الرئيسيتين العربية والكردية وقومياته الأخرى ) .
مبادئ تنظيم الحزب ونشاطه :
3ـ المادة (1)  :
 يكون تعريف الحزب الشيوعي العراقي بـ :( اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين تجمعهم الماركسية ويكرسون جهودهم للدفاع عن مصالح الجماهير الكادحة .....الخ )  بدلا من النص الحالي . لأن الماركسية تجمع الشيوعيين وتميزهم عن غيرهم ، وهم المدافعون الحقيقيون عن مصالح الجماهير الكادحة .
4ــ الفقرة " ج " من رقم " 3 " لنفس المادة :
 يضاف الى نهايتها ( وبما لا يضر بسلامة الحزب ) ، وذلك اساسي ومهم 
5ــ الفقرة " د " من رقم " 3 " لنفس المادة :
يكون ( الزام الهيئة الأعلى بالنظر في الأعتراض فترة لا تزيد عن الشهرين ) بدلا من الشهر الواحد ، لأعطاء الوقت المناسب للهيئة الحزبية المعنية بدراسة الأعتراض والرد عليه .
6ـ الفقرة " أ " من رقم " 6 " لنفس المادة :
يضاف الى آخر النص : ( وحق اعضاء الحزب ومنظماته في تقديم الملاحظات والمقترحات بشأن هذه المهام المطروحة الى مختلف المراجع الحزبية ) . وذلك من اجل اشاعة اكبر للديمقراطية ، واعتبار ذلك حقا بموجب بند مثبت في النظام الداخلي ، ويقطع الطريق على أي تأويل مخالف لذلك .
العضوية في الحزب :
7ـ يضاف الى نص المادة (2) : بعد ان يمر بفترة الترشيح :
 ويكون النص كالتالي : ( كل مواطنة ومواطن بلغت/بلغ الثامنة عشر من العمر ، يمكن ان يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي ، بعد ان يمر بفترة الترشيح ) .وذلك للأسباب الواردة في الملاحظة رقم (4) من الأضافات .


8ـ  الفقرة رقم "7" من المادة رقم ( 3 ) :
تضاف " لجنة الرقابة المركزية " الى النص فيكون: (  يحضر شخصيا أية مساءلة حزبية ، الا تعذر ذلك وله ان يعترض على أي اجراء يتخذ بحقه لدى الرقابة المركزية والهيئات الحزبية الأعلى ) . وذلك للأسباب الواردة في الملاحظة رقم ( 11) من الأضافات .
9ـ الفقرة (3) من المادة (5) :
 نقترح ان تنص على ) لتم ) بدلا من ( من ينوب عنها ) ، وتكون :( للخلية الحزبية " او الهيئة الحزبية المعنية " اعادة المستقيل الى الحزب ، بعد مصادقة الهيئة الأعلى منها . ولا يجوز اعادة من استقال اكثر من مرتين الا بموافقة اللجنة المركزية او لتم ). وذلك من اجل تحديد الهيئات الحزبية ذات الصلاحية ودون السماح للتأويل والأجتهاد .
10ـ  المادة (9) : المنظمات الأساسية :
أ ـ الفقرة (2) : يكون النص : ( تتألف المنظمة الأساسية من الخلايا الحزبية في "الأقضية ، النواحي ، القرى " ، وذلك لأن التقسيمات الأدارية التابعة لأي محافظة : القضاء ، الناحية ، القرية ، والقضاء والناحية يطلق عليهما تسمية " مدينة " .
ب ـ الفقرة (3) : يكون النص : ( الهيئة العامة للمنظمة الأساسية هي المجلس الحزبي الذي يعقد كل عام ويحضره اعضاء الخلايا الحزبية او من يمثلهم ) .، وذلك لأن اختصار الحلقات الوسطية التنظيمية ، يقلل من هرمية التنظيم ويساعده على العمل بالأسلوب الأفقي ، الذي من فوائده يكون الأشراف مباشرا من قبل اللجان القيادية على هيئاتها الحزبية .
11ـ المادة ( 15) المؤتمر الوطني للحزب :
أ ـ  الفقرة (ج) من (2) من المادة اعلاه :
 اضافة ( اعضاء لجنة الرقابة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ) ، وذلك للمبررات الواردة في  الملاحظة رقم (11) من الأضافات .
ب ـ الفقرة (د ) من ( 2) لنفس المادة :
المقترح ان لا تتجاوز نسبة المختصين والشخصيات الحزبية التي تتم دعوتهم للمؤتمر الـ ( 5% ) ، وذلك تعزيزا للشرعية الحزبية وتقليل عدد الذين يحضرون المؤتمر من الطريق اللانتخابي  .
ج ـ الفقرة (3) من نفس المادة :
المقترح ان لا يقل العمر الحزبي للمندوب للمؤتمر عن اربع سنوات ، وذلك بسبب طول فترة تسلط الديكتاتورية واشاعتها التخلف والخراب ، والذي يحتاج الى اعادة البناء وخاصة في المجال الفكري والتنظيمي .
د ـ الفقرة ( ج) من ( 4) والمتعلقة بمهام المؤتمر الوطني :
المقترح : اضافة ( ولجنة الرقابة المركزية ) ، لنفس الأسباب المذكورة في الملاحظة (11 ) من   الأضافات .
هـ ـ الفقرة ( هـ ) من نفس الفقرة اعلاه :
 المقترح : اضافة( ولا يجوز الجمع بين عضوية اللجنتين ) ، والمقصود اللجنة المركزية للحزب ولجنة الرقابة المركزية . لنفس الأسباب اعلاه .
و ـ الفقرة ( ز ) من نفس الفقرة اعلاه :
  تكون النسبة المخصصة لمندوبي الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( 20%) ،  وهي تتناسب ونسبة القومية الكردية لمجموع الشعب العراقي .
12ـ المادة (16) المجلس الحزبي العام :
أ ـ الفقرة(1) : يكون النص :
( للجنة المركزية ان تدعو لعقد المجلس الحزبي العام بصورة استثنائية اذا ما دعت الظروف السياسية او اوضاع الحزب الداخلية لذلك وبطلب من ثلثي اعضاء اللجنة المركزية ) ، وذلك للتطورات السياسية المتسارعة والتي قد تتطلب دعوة استثنائية للمجلس الحزبي العام .
ب ـ الفقرة ( 2) لنفس المادة :
 يضاف ( اعضاء لجنتي الرقابة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني / العراق ). لنفس الأسباب الواردة في الملاحظة ( 11) من الأضافات .
 13ـ المادة (17) اللجنة المركزية ـ مهامها وصلاحياتها :
أ ـ الفقرة (1) من المادى اعلاه :
 يضاف الى النص : ( والمجلس الحزبي العام ) ، وذلك ارتباطا بما تم ذكره في الملاحظة رقم ( 8 ) من  الأضافات .

ثانيا :  ـ الأضافات :
نقترح الأضافات التالية :
1ـ اضافة الفقرة التالية الى المادة ( 1)  :
( الألتزام الواعي القائم على اساس الأنضمام الطوعي للحزب ، والقناعة بأهدافه وسياسته ومنطلقاته الفكرية ومبادئه التنظيمية وقيمه الأجتماعية والخلقية ومثله الأنسانية ) ، وهي اساسية ومهمة وتبين طوعية الأنتماء وتوفر القناعة بأهداف الحزب ونظامه الداخلي .
2ـ  اعادة تثبيت المادة التي تؤكد على تركيب الحزب ، وتكون بعد المادة (1)  ، والتي تنص على :
( يضم الحزب الشيوعي العراقي في صفوفه العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر " رجالا ونساءا" وكل الذين ينظرون الى قضيتنا الوطنية والديمقراطية والى قضية الطبقة العاملة ويعملون لها بإعتبارها قضيتهم بالذات ) ، وهذه المادة مهمة وضرورية لتمييز الهوية الطبقية للحزب وتمييزه عن بقية الأحزاب ، وكما هو معروف فأن كل حزب يمثل مصالح طبقات وفئات اجتماعية معينة ويدافع عنها ،
3ـ اضافة فقرة جديدة ، بعد الفقرة (4) من المادة (4) ، وبالنص التالي :
( ان يمارس النقد والنقد الذاتي بروح موضوعية بلا تردد ) ، وهي من المبادئ الهامة في أي حزب شيوعي وتميزه عن الأحزاب الرجوازية .
4ـ يعاد العمل بالمادة التي تنص على الترشيح والعضوية في الحزب وتكون بعد المادة (4) التي تحدد واجبات عضو الحزب وان  :
 ( تكون فترة الترشيح ستة أشهر ، وسنة واحدة لمن كان منتميا الى احزاب سياسية اخرى ). وهذه المادة تعطي الفرصة للحزب والمنتمي له تدقيق انتمائه الطوعي ، واداة للحفاظ على النوعية ، وهذا لا يتناقض ابدا في ان يكون الحزب حزبا انتخابيا ، فالحزب الأنتخابي يعتمد على اصدقائه وجماهيره ، وبخلافه سيتحول الحزب الى نادي او جمعية .
5ـ اضافة الفقرة التالية الى رقم (3) من المادة (7) المتعلقة بحقوق وواجبات الخلية :
 (تهتم بالتثقيف بالماركسية ودراسة تاريخ الحزب والحركة العمالية والوطنية )  وهي من المهام الأساسية للخلية الحزبية ومن خلالها يتم تثقيف الرفيق المنتمي للحزب ماركسيا وتنمية معارفه .
6ـ اضافة الفقرة التالية الى رقم ( 3) ايضا من المادة (7) :
( رفع التقارير حول المرشحين الذين ينهون فترة ترشيحهم أو ابداء الرأي بشأنهم  ) ،وهي من مهام الخلية الحزبية التي يتم ترشيح المنتمين للحزب من خلالها .
7ـ اضافة مادة جديدة تنص على :
 ( يتم انتخاب " سكرتير ومساعدا له " في جميع الهيئات الحزبية من الخلية الى اللجنة المركزية ) ، وذلك من اجل تجسيد القيادة الجماعية ، وتربية وتأهيل الكادر الحزبي للمهام القيادية ، وتحسبا لملء الشواغر القيادية لأي ظرف وسبب كان .
8ـ  المادة (12) : منظمات الحزب في الخارج  :
تضاف الفقرة التالية : (  تضع هيئة تنظيم الخارج لائحة داخلية لتنظيم العمل الحزبي لهذه المنظمات ، يجري العمل بها بعد اقرارها من قبل كونفرنس منظمات الخارج والمصادقة عليها من قبل اللجنة المركزية للحزب ) . وذلك لأهمية منظمات الخارج ، والوثيقة لم توضح الصفة الحزبية لمنظمات الخارج ، لذا يصبح اضافة الفقرة اعلاه  مهما لتوضيح الصفة الحزبية لمنظمات الخارج وآلية عملها .
9ـ  المادة (16) المجلس الحزبي العام :
 يضاف النص التالي ( يعقد المجلس الحزبي العام كل اربع سنوات بدعوة من اللجنة المركزية لمتابعة تنفيذ وتدقيق سياسة الحزب ) ، وخاصة في الظروف الصعبة والمرتبكة التي يمر بها وطننا وشعبنا ، والتطورات السياسية المتسارعة التي تستوجب وقفة تنظيمية حزبية واشراك الكادر الحزبي في التقييم ، ولأهمية ذلك الذي يستوجب تثبيته ببند في النظام الداخلي وعدم تركه لرغبة اللجنة المركزية للحزب. 
10ـ  المادة ( 17) اللجنة المركزية ـ مهامها وصلاحياتها :
أ ـ يضاف النص التالي : ( تعمل على نشر الثقافة الماركسية واغناءها تطبيقها الخلاق ، وفقا للظروف الملموسة في البلاد وتحدد على هذا الأساس سياسة الحزب في الميدان الفكري ) ، وذلك لأهمية الجانب الفكري في عمل الحزب ، وللأسباب التي تم ذكرها في الفقرة (ج) من الملاحظة رقم  (11) في التعديلات .
ب ـ يضاف النص التالي : ( ويراعى التجديد في عضوية اللجنة المركزية وخاصة لجانب النساء والشباب ، وان تكون العضوية لثلاث مؤتمرات  وطنية ) ، وذلك من اجل فسح المجال للمرأة والشبيبة بأخذ دورهم وتحمل مسؤولياتهم ، ودعم الحزب بكوادر شابة ودماء جديدة تأخذ فرصتها في تطوير الحزب .
10 ـ المادة (19) السكرتير العام للحزب :
يضاف النص التالي : ( يراعى التجديد لمنصب السكرتير العام للحزب ويحدد بثلاث مؤتمرات وطنية ) ، وذلك من أجل تطوير الحزب وفسح المجال لتفعيل العمل الحزبي وتنشيطه .
11ـ لجنة الرقابة المركزية :
تضاف مادة جديدة مخصصة بالرقابة المركزية وذلك لـ :
أ ـ متابعة وتدقيق برنامج الحزب ونظامه الداخلي وتنفيذ سياسة الحزب من قبل جميع هيئاته ومنظماته .
ب ـ مراقبة النشاط المالي والأداري
ج ـ دراسة الشكاوى والأعتراضات والخلافات الحزبية واتخاذ القرارات بشانها . 
 
ثالثا: الحذف :
المقترح حذف الفقرات التالية :
1ـ المادة (8)  :المنظمات الفرعية:
وان يكون البناء التنظيمي : ( الخلية الحزبية . المنظمات الأساسية . المنظمات المحلية . اللجنة المركزية ) .وذلك من اجل تقليل الحلقات الوسطية  في التنظيم الحزبي والتي بدأها المؤتمر الوطني الخامس والتي تسهل مهمة الأشراف من قبل اللجان القيادية على التنظيمات الحزبية ن وكما تم ذكره في الملاحظة (ب) رقم (10) في التعديلات .
2ـ الفقرة ( و) من (4) للمادة (15) :
والتي تنص على ( ينتخب في أول جلسة عمل لجنة الترشيحات لعضوية اللجنة المركزية ) ، لتعارضها ومبدا ( الترشيح الفردي ) الوارد في الفقرة ( هـ ) من ( 4) للمادة ( 15) والمتعلقة بالمؤتمر الوطني .
3ـ  الفقرة ( ح ) من (4) للمادة ( 15) :
وذلك لتمتع مندوبي الحزب الشيوعي الكردستاني بحق اضافي على بقية المندوبين وهذا يتعارض وحقوق عضو الحزب .[/b][/size][/font]


15
قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي
مسودة النظام الداخلي (1)
جاسم هداد

منذ المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي ( 12ـ25 تشرين الأول  1993) ، والذي كان بحق مؤتمرا للديمقراطية والتجديد ،اصبح تقليدا لدى الحزب بنشر مسودات وثائقه قي الصحافة ووسائل الأعلام الأخرى ، وإشراك ابناء الشعب العراقي بإختلاف مشاربهم الفكرية في دراسة وثائقه ، ولم يحصرها بأعضاء التنظيم الحزبي فقط ، ويكاد ينفرد الحزب الشيوعي العراقي بهذه المبادرة .

وكان المؤتمر الوطني الخامس محطة هامة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ، خاصة وانه جاء بعد الزلزال الذي اصاب الحركة الشيوعية العالمية بإنهيار الأتحاد السوفيتي والمنظومة الأشتراكية . وقتذاك غيرت بعض الأحزاب الشيوعية أسماءها ، وبعضها ارتدت قميص الأشتراكية الديمقراطية بعد ان خلعت قميص الشيوعية عنها ، واخرى اصابها الأنشطار ، وغيرها اغمضت عينيها وتمترست بجمودها العقائدي ولا تريد للتجديد ان يطرق ابوابها ، ولكن الحزب الشيوعي العراقي ، وقف في مؤتمره الخامس  وقفة شجاعة وجريئة واحدث نقلة نوعية في حياته الداخلية ، فألغى المراتبية الحزبية في الهيكلة التنظيمية وفكك القوالب الجامدة التي تؤطر بعض آليات عمله ، مستفيدا من اسباب الزلزال الذي عصف بالحركة الشيوعية العالمية ، وشخص بصواب ان الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية هي الوسيلة الوحيدة لنهوض الحزب بمهامه النضالية ، وهكذا كان ، ويحق للشيوعيين العراقيين الفخر بتسمية مؤتمرهم الخامس بمؤتمر " الديمقراطية والتجديد " .

ولقد سبق للحزب وان تناول موضوعة التجديد في اجتماع لجنته المركزية في آذار 1990 التي اكدت على ان ( الضرورة الموضوعية والحاجة الذاتية لتجديد الحزب على اساس اشاعة الديمقراطية فيه ) ،
وتواصل هذا المسعى في اجتماع اللجنة المركزية في ايلول 1991 الذي اقر فيه مشروعا الوثيقة البرنامجية للحزب والنظام الداخلي ، كما جرى التوقف عند موضوعة التجديد في اجتماع اللجنة المركزية في تشرين الأول 1992 .

 وفي المؤتمر السادس المنعقد في  26ـ 29 تموز 1997 اكد الحزب في تقريره السياسي على      ( مواصلة العمل بجد على ترسيخ روح الديمقراطية والتجديد ) وفي المؤتمر السابع المنعقد في      25 ـ 28 آب 2001 ، جاء في البلاغ الذي صدر عن المؤتمر ( في شأن عملية الديمقراطية والتجديد في الحزب ، التي دشنها مؤتمره الخامس ، شدد المندوبون على الحاجة الى مواصلتها وتنشيطها وتعميقها ، واكدوا ان ذلك هو ما يرسخها ويجعلها ظاهرة ثابتة في حياة الحزب ومسيرته ) ، وفي كلمته امام المؤتمر قال الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب ( ان على الشيوعيين العراقيين ان يواصلوا الجهد لأستلهام توجهات عملية الديمقراطية والتجديد حتى في ظروفهم الصعبة ، وان يكيفوا معانيها وفقا لواقعهم الملموس ، ومواقع نشاط منظماتهم ، وبما يزيد من قوتهم التنظيمية ، وعلاقاتهم الجماهيرية ، وحضورهم السياسي ـ الفكري )  ، وهناك اصرار على مواصلة نهج الديمقراطية والتجديد وان النكوص عنهما اصبح في حسابات الماضي .
 
ومن سمات الديمقراطية في الحزب الشيوعي العراقي ، ان ما يكتب الآن على صفحات وسائل الأعلام كان في السابق من المحرمات والخطوط الحمر ويكون تحت طائلة العقاب من يتجاوزها .
فالديمقراطية والتجديد في الحزب لابد وان يسايرا عمله للنهوض بمهامه كما اسلفنا ، فالتجديد في الأساليب النضالية لعمل الحزب ووفق المتغيرات المعقدة التي جرت وتجري في العراق ، من اجل كيفية جذب الجماهير وتعبئتها وتنظيمها للدفاع عن مصالحها والذي يزيد من التفافها حول الحزب امر هام وضروري ، وتبني مطاليبها الآنية ورفع الشعارات المناسبة والملائمة ، هي السبل الضامنة لتوسيع القاعدة الحزبية ، ولفظ ما شاخ وهرم من المقولات والنصوص الجامدة والتي لم تزكيها الحياة مطلوب وضروري  ، واشاعة الديمقراطية في مفاصله التنظيمية واعتماد الشفافية في التعامل مع الرفاق او مع الجماهير ، هي التي تنقل الحزب من حزب للعمل السري الى حزب انتخابي .

مع الأخذ بنظر الأعتبار ان جميع الأنحرافات في الحركة الشيوعية تلحفت بغطاء التجديد والأصلاح ، ويكون المناخ ملائما لها ، عندما تحصل خلخلة في التركيبة الطبقية لعموم التنظيم الحزبي وخصوصا في قيادته ،  ولما كان مطلوبا وضروريا اعادة قراءة النظرية والأفكار الماركسية لنطرح ما شاخ منها ولم يعد يناسب العصر  ، فليس ان يتم ذلك عبر رفع كل ما يشير الى الماركسية ، وان لا يتم ذلك وفق طريقة الصينيين في اعادتهم  لقراءة ماركس من جديد ،  حيث تم  " وضع الماركسية على الرف لصالح توجهات التكنولوجيا والعولمة " ، كما اشار الى ذلك " جوزيف كاهن " ( الشرق الأوسط في   3/9/2006 ) حيث تم تغيير كتب التاريخ في الدراسة الثانوية ، و تم حذف أي ذكر للثورات الشيوعية ، وتم تقليص الفصل الخاص بالأشتراكية من " 52 " فصل الى فصل واحد قصير ، وتم ذكر ماو مؤسس الصين الحديثة مرة واحدة عند الأشارة الى تنكيس الأعلام ، وتمت الأشارة الى تجربة الشيوعية الصينية قبل عملية الأصلاح بجملة واحدة ، اما الثورتين الفرنسية والروسية فاصبحت الأشارة لهما عابرة ، كل ذلك تم بحجة ( جعل التاريح اكثر راهنية وعملية ) كما قال " زو تشونشينغ " احد المؤلفين للكتب الدراسية الجديدة وبدأت التجربة في مدارس شنغهاي .
 
وليس جديدا القول ان النظام الداخلي لأي حزب هو الدستور الذي ينظم ويقنن الحياة الداخلية له ، ويبين حقوق وواجبات العضو الحزبي  وهيئاته التنظيمية بأختلاف تدرجها التنظيمي ووصولا الى اللجنة القيادية للحزب وسكرتيرها ، وكذلك من النظام الداخلي يمكن الأستدلال على الهوية الطبقية والفكرية  للحزب والفئات الأجتماعية التي يمثلها ويدافع عن مصالحها .

لدى قراءة مسودة النظام الداخلي ، يتولد انطباع بأن هذه الوثيقة تضع الحزب على سكة قطار الأحزاب الأشتراكية الديمقراطية ، او النية لتحويله الى حزب لليسار بشكل عام ، كما يبشر له بعض الماركسيين ، مع الأحترام لآرائهم وهم احرار في طرح هذا الرأي او غيره ، ولكن شتان مابين حزب شيوعي وحزب لليسار ، والذي يعني الغاء الصفة الطبقية للحزب ، وعندها يكون بدون لون ولا رائحة كما قال الرفيق الخالد فهد . 

ومن وجهة نظري ان التعديلات الجديدة والتغييرات المراد ادخالها على النظام الداخلي لأعرق حزب سياسي في الساحة السياسية العراقية ، تدلل على ذلك :

1ـ  تم تغيير تعريف الحزب الشيوعي من " اتحاد طوعي لمواطنين ومواطنات تجمعهم الماركسية  " الى " يجمعهم الدفاع عن مصالح الجماهير الكادحة " وكأن الماركسيين ليس هم المدافعون الأصلاء عن مصالح هذه الجماهير .
2ـ في النظام الداخلي الذي تم اقراره في المؤتمر الوطني السابع للحزب ورد : يسترشد الحزب في سياسته وتنظيمه ونشاطه بالماركسية ، وفي المسودة الحالية المطروحة للأقرار في المؤتمر الوطني الثامن " يسترشد بالفكر الماركسي " ولربما ستكون في المؤتمر الوطني التاسع " يسترشد بالفكر الأشتراكي " او يتم رفع حتى " الأشتراكي " .
3ـ تم رفع كل ما يعرف بالماركسية او يشير لها كما في :
ـ المادة رقم ( 1 )
ـ المادة رقم ( 7 ) : فيما يخص حقوق وواجبات الخلية الحزبية حيث تم حذف الفقرة التي تشير الى  " تنظيم التثقيف بالماركسية ودراسة تجربة الحزب وتاريخ الحركة العمالية والوطنية "
ـ المادة رقم ( 17) : والمتعلقة بمهام اللجنة المركزية وصلاحياتها ، تم حذف الفقرة التي تشير الى ان من مهامها نشر " الثقافة الماركسية واغناؤها وتطبيقها الخلاق .....الخ "
4ـ الغاء المادة التي تحدد فترة الترشيح للمنتمي للحزب ، وبهذا سيتم تحويل الحزب الى نادي او جمعية ، ويصبح المنتمي عضوا حزبيا بمجرد دفع بدل الأشتراك واقرار النظام الداخلي وبرنامج الحزب ، وهذا هو الحاصل في الجمعيات والنوادي .
5ـ تجميد دور المجلس الحزبي العام وحصر انعقاده برغبة اللجنة المركزية ، وليس حق تنظيمي
6ـ الغاء لجنة الرقابة المركزية من النظام الداخلي ، رغم اهميتها وضرورتها لمتابعة وتدقيق مدى التقيد والألتزام ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي وتنفيذ سياسة الحزب من قبل جميع هيئاته ومنظماته ، ومراقبة النشاط الأداري والمالي ، وتفصل في الشكاوى والأعتراضات والخلافات الحزبية .
7ـ تم غلق الباب امام توسيع اللجنة المركزية والتي يفرضها توسع التنظيم الحزبي واتساع رقعته الجغرافية ، حيث تم الأستعاضة عن ذلك بـ " المجلس الأستشاري " الذي تم حصر مهامه برفع الأستنتاجات والمقترحات الى اللجنة المركزية .
8ـ نصت الوثيقة على اهمية الأخذ " بمبدأ التجديد للهيئات في كل دورة " بينما لم يرد مثل ذلك للجنة المركزية ومكتبها السياسي وسكرتيرها .

ولابد من الأشارة الى ان الرفيق الخالد فهد قبل ثلاثة وستين عاما اشار وبصواب الى اسباب وجذور الأنحرافات في الحركة الشيوعية في كراسه الموسوم بـ " حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية " ،  ( 5 كانون الأول 1943 )  وفضح فيه غايات الساعين الى " تكييف الشيوعية الى الأشتراكية الديمقراطية "

وارى ان التجديد يكون كما جاء في كلمة الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امام المؤتمر السابع للحزب  ، من اجل ان يكون الحزب  ( حزبا واقعيا ، عصريا ، متجددا بأستمرار ورافضا للجمود الفكري والتكلس التنظيمي ، حزبا ديمقراطيا في بنائه الداخلي ، جماعيا في قيادته ، منظما في علاقة هيئاته المنتخبة بأرادة رفاقه ، حيويا في نشاطه وعلاقاته ، امينا في مبادئه ، صادقا في تعامله ) ، وان يكون التجديد ( كضرورة ترتبط بهويته الفكرية والطبقية ، وكحاجة ماسة لتواصل نشاطه الحالي والمستقبلي ) .

فتحية لحزب فهد وهو يخوض النضال في ظروف صعبة ومربكة ، فمن احتقان طائفي وتصفيات على الهوية تنذر بإندلاع حرب اهلية ، واستشراء الفساد المالي والأداري والسياسي ، الى تغليب المصالح الفئوية الحزبية الضيقة على مصالح الشعب والوطن ، وتعميق المحاصصة الطائفية القومية لكل المفاصل ألأدارية ، وفقدان الأمن وسوء الخدمات وتفشي البطالة .

ويبقى حزب العراقيين كل العراقيين رافعا الصوت عاليا  : لا للأرهاب ..لا للطائفية .. لا لأنتهاك حقوق الأنسان ... نعم للوحدة الوطنية في العراق .

ملاحظة : للموضوع بقية [/b] [/size] [/font]

16
زلة لسان أم الأناء ينضح بما فيه ؟

جاسم هداد

عوائل ضحايا مجزرة الأنفال ومعهم اصحاب الضمائر الشريفة ، كانوا يترقبون محاكمة الطاغية صدام ومعاونيه بلهفة ، وما ان حل موعد البث الحي للمحاكمة حتى تسمرت اعينهم امام شاشات التلفزيون ليروا مجرم العصر وازلامه في قفص الأتهام ، بأنتظار حكم العدالة والقانون .
وتوالت شهادات المشتكين ومنهم من فقد والده ووالدته وهو بعمر عشر سنوات ، وآخر فقد زوجته وابنه وابنته ، وآخر فقد زوجته وثمانية من اطفاله ومن بينهم طفلة ذات الأربعين يوما ، ومناضلة لا تزال تعاني صحيا من آثار جريمة الأسلحة الكيمياوية ، ومناضل يبرز شهادات طبية من احد المستشفيات الألمانية تؤكد الأعراض المصاب بها نتيجة تعرضه لغاز الخردل ، وشهادات اخرى تنهمر معها دموع العيون تعاطفا وتهتز الضمائر الشريفة ، اما اصحاب الضمائر الميتة فتكون مآل سخرية واستهزاء .

المتهمون بجريمة الأنفال والتي راح ضحيتها اكثر من ( 182 ) الف من ابناء الشعب الكردي ، سيقوا للمحاكمة بتهم الأبادة الجماعية ، جرائم ضد الأنسانية ، واقتراف جرائم حرب ، وهي جرائم ليست عادية ، والأديان السماوية تؤكد على ان من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا ، فكيف وضحايا الطاغية صدام وزمرته فاقت مئات الآلاف .

الأب والأم التي ثكلت بولدها او ابنتها ، الزوجة التي ترملت ، الأبن او البنت التي تيتمت ، الأخ او الأخت التي فجعت بأخيها او اختها ، عاشوا على امل ان يحين اليوم الذي ينال الطاغية صدام وزمرته قصاصهم العادل . 

اداء القاضي عبدالله العامري رئيس المحكمة الجنائية الخاصة بجريمة الأنفال ، اثار استغراب ودهشة اولئك جميعا ، لا بل كل من تابع  جلسات المحكمة ، فمجاملة ومحاباة المتهمين ومحامي الدفاع واضحة ، وابتسامات القاضي توزع بالمجان عليهم ، وكأنهم في حفل استقبال ، ويؤدي القاضي واجب الضيافة تجاههم ، وليس كمتهمين جالسين في قفص الأتهام .

وأول من  اشار الى ذلك الكاتب مالوم ابو رغيف في 12/9/2006 في مقال له منشور في موقع الناس بعنوان " القاضي العامري رزكار الثاني " . وفي جلسة المحكمة ليوم 13/9/2006 ، طالب المدعي العام منقذ آل فرعون القاضي بالتنحي عن النظر في القضية ، متهما إياه بالتساهل مع صدام واعوانه والسماح لهم بالتطاول واستخدام تعابير غير مقبولة وتوجيه تهديدات الى المدعي العام والشهود ، واصبح المشتكون متهمين بالخيانة والعمالة امام الطاغية واعوانه والمدافعين عنه ،  وكذلك اشار المحامون وكلاء المدعين الحق الشخصي الى ان القاضي فسح المجال الى صدام للتطرق الى مواضيع بعيدة عن سير المحاكمة ، وهو مخالف للمادة " 154" من قانون اصول المحاكمات الجزائية .

فلقد هدد الطاغية صدام المدعي العام بأنه سـ " يطارده داخل المحكمة وخارجها " ، وفي جلسة يوم 13/9/2006 هدد وكيل المدعين بالحق الشخصي  بـ " سنسحق رؤوسكم يا خونة " وهذا تم في قاعة المحكمة وتحت سمع وبصر القاضي .

 وفي موضوع بعيد كل البعد عن موضوع الدعوى وسير المحاكمة ، القى الطاغية مداخلة عن العلم العراقي وانه ورث هذا العلم واضاف عليه عبارة " الله أكبر " ، ولم يكتفي القاضي بالسماح له بالحديث خارج سير المحاكمة ، بل عقب مؤيدا الطاغية بأن " لن يستطيع احد أن يزيل هذه العبارة " . ويفترض بالقاضي العامري ان يكون مطلعا لابل دارسا للدستور العراقي الذي نص في مادته " 12 أولا" بأن    " ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي "     

ومخاطبة المتهمين والمشتكين والمحامين بالقاب غير قانونية ، فالمشتكي يناديه بـ " كاكا " والمتهم بـ " اخ " والمحامي بـ " استاذ " ، بينما لكل من هؤلاء تعريفه القانوني ، بينما هو شخصيا امتعض من محامي صدام  وكان محقا ، عندما خاطبه بـ " استاذ " ، ولقد تساهل كثيرا في السماح لمحامي الدفاع بمخاطبة الطاغية بـ " السيد الرئيس " ، واصرارهم على ذلك ، وكذلك المتهمين الآخرين بلقب " السيد " ، بينما هؤلاء بحكم القانون متهمون في قضايا جنائية كبيرة . مبررا ذلك بـ " كلنا اخوة امام القانون والله " ، او " كلنا اخوة ومسلمين " ، متناسيا ان احد المشتكين كانت من الديانة المسيحية ، وغير عارف بأن قسم من الأخوة الكورد يدينون بالديانة الأيزيدية . 

والقاضي العامري نفسه افاد في تصريح له لوكالة الصحافة الفرنسية بأن " صدام كان يغتبط عندما كان محامي الدفاع يناديه بالسيد الرئيس " ، ويبدو ان القاضي العامري يريد للطاغية ان يكون دائم الأغتباط ، من خلال السماح لمحاميه بمخاطبته بلقبه السابق .

وفي الجلسة السابعة في يوم 14/9/2006 ، زلزل القاضي العامري قاعة المحكمة بتبرئة الطاغية من نعت " الدكتاتور " الذي استحقه وبجدارة عن مدة تسلطه ونظامه على رقاب الشعب العراقي ، حيث خاطبه والأبتسامة لا تفارق محياه " انت مو دكتاتور ، بس الجماعة المحيطين بك هم اللي يصنعون الدكتاتور " ، وهذا يعني ان الطاغية برئ من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي ، والمحيطين به هم الذين قاموا بها . وردا لهذا الصنيع ، ابتسم الطاغية وقال له " شكرا " ، ولم يفت المجرم علي كيمياوي بتقديم الشكر له كذلك حيث خاطب القاضي بـ " افتخر بأنك مثلت القضاء العراقي العادل " ، والعدل بعرف علي كيمياوي الأنحياز لهم ، وكذلك شارك في كيل المديح المحامي بديع عارف عزت مقرر الشؤون القانونية في الأسطبل الوطني .

بعدما اثار ذلك الأستغراب والأستنكار والأندهاش لدى اوساط الجميع من صحافة واعلام  وابناء الشعب العراقي ، لابل حتى في اوساط ايتام الطاغية الذين لم يكن في توقعهم هم ايضا ان يصرح رئيس المحكمة الجنائية التي تحاكم الطاغية بأنه ليس دكتاتورا . بادر الناطق الرسمي بأسم المحكمة الجنائية العليا ورئيس قضاة التحقيق بعقد مؤتمر صحفي ، افاد فيه بأن ما ورد من القاضي العامري لم يكن سوى " سقطة كلام لن تؤثر على السير القضائي المرموق !! للمحاكمة " ، بينما وزير العدل اشار الى ان " هذا غير وارد في المحاكمات وعلى القاضي لا ينصب نفسه حاكما ويحدد من هو دكتاتور " .

المتابع لجلسات المحاكمة يمكنه ملاحظة سقطات كلام وليست سقطة كلام واحدة من القاضي ، اضافة الى السماح لمحامي الدفاع بتوجيه الأسئلة غير المنتجه والأستهزائية ، مثل كيف هرب المشتكي الى ايران ؟ ، ومن سهل له ذلك ؟ ، والقاضي ومحامي الدفاع يعرفون جيدا ان كل حدود لأي دولة يستطيع من يعرف مسالكها النفاذ منها ، وسكان تلك المناطق اعرف بشعابها  .

بماذا يفسر اداء القاضي عبدالله العامري المتهاون مع الطاغية المستبد صدام واعوانه ؟ هل سقطة كلام كما يبرر ذلك القاضي رائد جوحي ؟ . أم عرفانا لولي النعمة ؟ أم ولاءا لحزب البعث الفاشي وحنينا له ؟ لاسيما وان المعهد القضائي الذي تخرج منه القاضي العامري لا يقبل فيه الا من انتمى لحزب البعث . ام رسالة موجهة لأزلام الطاغية خشية الأنتقام منه او من عائلته ؟ ام تنفيذا لتوجيه من المندوب السامي الأمريكي ارتباطا بتبرئة الطاغية من علاقته بأسامة بن لادن  ؟ أم الأناء ينضح بما فيه ؟ أم ان " القاضي عبدالله العامري منتج بعثي سلوكا وتصرفا وقضاءا " كما ذكر الكاتب مالوم ابورغيف في مقالته المنشورة في موقع الناس بتاريخ 14/9/2006 والمعنونة " اخوان القاضي عبدالله العامري ". [/b][/size] [/font]       

17
نــــــداء
الى الرأي العام العراقي والعربي والعالمي

نحن الموقعين ادناه ممثلي الأحزاب والقوى السياسية العراقية المتواجدة على الساحة السويدية، وممثلي منظمات المجتمع المدني، نعبر عن قلقنا الكبير لما يجري في العراق من استقطاب طائفي واحتقان ينذر بمخاطر اندلاع حرب اهلية، سيكون ضحيتها بالأساس شعب العراق ومقدراته ومستقبله.
ونعلن عن تضامننا الكامل مع الشعب العراقي في نضاله من اجل درء اندلاع الحرب الأهلية، واستكمال السيادة الوطنية واقامة دولة القانون، وبناء مجتمع الديمقراطية والسلام في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد، مؤكدين رفضنا للأرهاب ولكل ما ينتهك حقوق الأنسان، ويهدد وحدة العراق ارضا وشعبا .

الموقعون :
1ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / محلية السويد
2ـ الأتحاد الوطني الكردستاني / محلية السويد
3ـ الحزب الشيوعي العراقي / منظمة السويد
4ـ الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق / منظمة السويد
5ـ الحركة الديمقراطية الآشورية / محلية السويد
6ـ الحزب الأشتراكي الديمقراطي الكردستاني / محلية السويد
7ـ حزب كادحي كردستان / منظمة السويد
6ـ حزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني / السويد
7ـ الحزب الوطني الآشوري / فرع اوربا
8ـ المجلس الصابئي المندائي
9ـ منتدى المهاجرين بالأتحاد الأوربي / القسم الأقليمي للشرق الأوسط / بروكسل
10ـ اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
11ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
12ـ مكتب سكرتارية نقابة معلمي كردستان في اوربا
13ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
14ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
15ـ رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم
16ـ جمعية اكاديمي الكورد الفيليين في السويد
17ـ جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد
18ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
19ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
20ـ رابطة الأنصار الشيوعيين في السويد
21ـ  جمعية كولان في ستوكهولم
22ـ منظمة شعب كردستان
23ـ  الجمعية الكوردية في سبونكه
24ـ حركة المجتمع المدني العراقية في السويد
25ـ الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الأنسان / السويد
26ـ صندوق الوفاء للتنمية
27ـ منظمة حقوق الأنسان المندائية في دول المهجر 
28ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
29ـ اذاعة صوت تموز / ستوكهولم
30ـ جمعية اصدقاء الكتاب في ستوكهولم[/b][/size][/font]


18
علم العراق والضجة المفتعلة
جاسم هداد

بعد اسقاط  النظام الملكي البائد في الرابع عشر من تموز 1958 ، تم الغاء علم الدولة الملكية ، والذي كان مشابها لعلم الثورة العربية التي قام بها الشريف حسين ضد الحكم العثماني إبان الحرب العالمية الأولى وبتشجيع من بريطانيا العظمى وقتذاك ، واصدرت الجمهورية العراقية الأولى في اواسط عام 1959 قانون علم الجمهورية العراقية المرقم " 102" لسنة 1959 ، وبعد انقلاب شباط الفاشي 1963 ، وتحت تأثير الهوس الوحدوي لعبدالسلام عارف ، تم توقيع اتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في 17 نيسان 1963 ، وتم تبديل علم جمهورية تموز بالعلم الحالي والنجمات الثلاث ترمز للدول العربية الثلاث الموقعة على اتفاق الوحدة ، والذي بقي حبرا على ورق ، حتى العلم المذكور فلقد تخلت مصر عن نجماته الثلاث واستبدلتها بالنسر العربي ، واكتفت سوريا بنجمتين بدل الثلاث ، وعندما عاد البعث الفاشي للسلطة ثانية بعد انقلاب 1968 ، تم تفسير النجمات الثلاث على انها ترمز الى شعار البعث الفاشي ( الوحدة ـ الحرية ـ الأشتراكية ) ، لذلك لم يتم تبديل العلم ، ولكن الطاغية صدام اضاف للعلم العراقي عبارة " الله أكبر " وبخط يده وذلك في 14 كانون الثاني 1991 أي بعد الأجتياح الصدامي للجارة الكويت .

بعد انتفاضة آذار 1991 وانسحاب الأدارة الحكومية  من كردستان لم يتم رفع علم الفاسشت في محافظتي اربيل ودهوك ، بينما كان يرفع في السليمانية وبدون " الله أكبر " التي اضافها الطاغية . وبعد سقوط نظام الأستبداد والقتل والأجرام اعلن مجلس الحكم واثناء رئاسة السيد مسعود البارزاني عن علم عراقي جديد والذي كان من تصميم الفنان رفعت الجادرجي وذلك في 26 نيسان 2004 ، وللخلافات بين القوى السياسية وقتذاك لم يتم الأتفاق على العلم وتم تأجيله لفترة اخرى كحال الكثير من المسائل العقدية المهمة ، ونص الدستور العراقي الدائم في المادة " 12 اولا " : ( ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي ) ، وهو دليل على النية في تغيير علم الدولة .
 
 وبعد توحيد الأدارتين ، والتئام شمل البرلمان الكردستاني وحكومة الأقليم ، صار من الطبيعي توحيد الأجراءات المتبعة في اقليم كردستان ، لذا اصدرت رئاسة الأقليم القرار المرقم "  60" برفع علم كردستان العراق بشكل رسمي على جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في الأقليم ، مع عدم رفع علم ( البعث والأنفال والقصف الكيمياوي والمقابر الجماعية وتجفيف الأهوار وتدمير البلد كله ) ، ورفع علم جمهورية تموز بدلا عنه .

لقد حصلت ردود افعال كان اغلبها متشنجا ، و تعالت بعض الأصوات مدافعة عن العلم الصدامي تحت حجج منها ان ( علم العراق شرف تتشرف به الأرض التي يرفع فوقها ) ، او ان العلم العراقي يمثل ( الحالة الرمزية لسيادة العراق ) ولا اعتقد ان احدا يختلف على ذلك ، ولكن البعض الآخر التجأ للدين زورا ليبرر دفاعه عن علم نظام أولياء نعمته السابقين فقال ان ( عبارة الله أكبر تزين العلم وتعطيه معنوية ) ثم يضيف وكأنه اكتشف اكتشافا علميا خطيرا ( وهل هناك عبارة أسمى منها ) ، اما البعض الآخر فأنه كما قيل ( يشتهي ولكنه يستحي ) فقال ان العلم العراقي ( رغم مايحمله من مساوئ تمثل النظام السابق الا انه علم العراق الشرعي ويجب رفعه في انحاء العراق حاليا ) ، وصاحب القول الأخير يبدو انه لم يفهم ما تعني مفردة " الشرعي " ، حيث يبدو انه يجهل ان العلم لم يتم تشريعه من قبل  " الأسطبل الوطني سئ الصيت " .

واكثر الأصوات زعيقا هم ايتام النظام الفاشي والمنتفعين منه ، حيث قال احدهم ان خبر انزال العلم ( نزل علينا نزول الصاعقة ) ، وآخر صرح بـ ( اننا لن تنازل عن علمنا ).

ولكن الأكثر غرابة هو انزلاق الهيئات الدينية للدفاع عن علم الفاشست ، فأصدرت تصريحات غير مسؤولة متهمة الآخرين اتهامات خطيرة .

وللتذكير فقط ، ففي نيسان 2004 عندما اصدر مجلس الحكم قرارا عن علم عراقي جديد ونشرت الصحف نموذجه ، قام ايتام نظام البعث الفاشي بأستعراض عضلاتهم علنا في كثير من المناطق والتي هي معاقل الأرهاب الآن . ففي العامرية في بغداد كانت السيارات تجول وهي رافعة علم الفاشست ، وتم إلصاقه وبشكل استعراضي على السيارات وامام المحلات ، وقام ايتام وبقايا البعث الفاشي بمظاهرات احتجاجية في الموصل .

والآن يتكرر نفس الحال ، فلقد قام ايتام فدائيي صدام بألصاق علمهم على السيارات الذاهبة الى كردستان ، وفي الحويجة تظاهر ايتام نظام المقابر الجماعية يوم 7/9/2006 دفاعا عن علمهم ، وبكل صلف ووقاحة طالبوا بإطلاق سراح الطاغية ، مسفرين هذه المرة عن وجوههم الكالحة ومعلنين عن اسمائهم الصريحة ، ومهددين بأنتفاضة شعبية !! ، في حالة عدم الأستجابة لمطاليبهم  ، ولم لا وقد أمنوا العقاب ؟ وربما يصبحون اعضاء في مجلس النواب كسابقيهم من المدافعين عن الطاغية ونظامه ...[/b][/size][/font]

19
فعالية تضامنية
 دعوة عامة


يسر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ـ ستوكهولم ، أن تدعوكم لحضور الفعالية التي أعدتها تضامنا مع شعبنا العراقي في نضاله من اجل درء اندلاع حرب أهلية في العراق واستكمال السيادة الوطنية واقامة دولة القانون . تحت شعار ( لا للأرهاب .. لا للطائفية .. لا لأنتهاك حقوق الأنسان ... نعم للوحدة الوطنية في العراق ) .

وفقا للبرنامج التالي :


الجمعة الموافق 8 سبتمبر 2006

المكان : ALVIK

الزمان : الساعة السابعة مساءا

ندوة حوارية يشارك فيها الأخوة :

1ـ سامي مقبول ـ ممثل حزب الشعب الفلسطيني في إسكندنافيا

2ـ كمال مهاجر ـ شخصية سياسية كردية

3ـ الشيخ صبيح نوري  ـ شخصية اسلامية مستقلة

4ـ  يوسف إيشو ـ شخصية سياسية كلدوآشورية

5ـ  جاسم عيسى ـ منظمة الحزب الشيوعي العراقي

مهرجان شعري ، يشارك فيه الشعراء :

وئام الملا سلمان ، ابراهيم عبدالملك ، كامل الركابي ، محمود بدر عطية ، جاسم ولائي

السبت الموافق 9 سبتمبر 2006 وقفة تضامنية في ساحة Sergels torg  من الساعة الرابعة 16.oo لغاية

الساعة السادسة 18.oo مساءا يوم الأحد الموافق 10 سبتمبر 2006

المكان : ABF sveavägen 41- Katasalen من الساعة الواحدة والنصف 13.oo ولغاية الثالثة والنصف 15.30

ندوة حوارية باللغة السويدية يشارك فيها :

1ـ ممثل حزب اليسار

2 ـ ممثل حزب البيئة

3ـ ممثل حزب تودة الأيراني

4ـ ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي[/b][/size][/font]

20
أمنية يتمناها العراقيون

جاسم هداد

ذكر السيد الناطق الرسمي لوزارة الدفاع في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم 21/8/2006 ، ان العمليات الأرهابية انخفضت بنسبة 70% عن الأسابيع الماضية . ومستشار الأمن القومي وفي مقابلة مع رويترز اكد هو الآخر على ان مستويات العنف في تراجع حيث اشار الى انخفاض عدد الهجمات بنسبة 45% منذ منتصف تموز ، وان عمليات القتل خارج اطار القانون ( إقرأ : على الهوية ) انخفضت هي الأخرى بنسبة 35% ، وابدى اعتراضه على القول بأن العنف في بغداد خارج عن السيطرة .
بينما يبدي الرئيس الأمريكي قلقه من مخاطر اندلاع حرب اهلية ، ويصف  قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الوضع في العراق بـ " السئ " ويعلن في نفس الوقت ان اعمال العنف الطائفي قد تؤدي الى حرب اهلية ، ومساعد قائد القوات الأمريكية في العراق يصف هو الآخر الوضع بأنه مازال " مضطربا " ، رغم نشر "21" الف عنصر من قوات الأمن في بغداد ، حيث انها لم تأت بنتائج واضحة كما اكد مساعد قائد القوات الأمريكية في العراق . ويقول اغلب المعلقين والمحللين العسكريين ان ما يشهد العراق هو حرب اهلية .
و مسؤول أمن بغداد صرح بأن  انخفاض الهجمات بالسيارات المفخخة لا يعني تراجع الأرهاب ، فما زالت عمليات الخطف والقتل والتصفية الجماعية تحدث كل يوم في بغداد .

ان  هذا الضجيج من التصريحات والبيانات والتعليقات المتناقضة المتضاربة رغم انها صادرة من قيادات سياسية وعسكرية عليا ولها معرفة ودراية بتطورات الوضع الأمني ، حيث تتمتع بسلطة القرار لمعالجة الملف الأمني . لا تبعث الطمأنينة في نفوس العراقيين ، بل تشيع ازمة الثقة بهذه التصريحات ، والمواطن العراقي يكفيه الذي فيه كما قيل ، وهو بحاجة الى تلمس ما يصرح به اصحاب القرار ، وبحاجة الى وجود مصداقية لهذه التصريحات على الواقع الميداني .   
 
 لقد صار الأمان بالنسبة لأبناء شعبنا العراقي حلما ، ان نوم ليلة بأمان اصبح امنية يتمناها العراقيون ، ويتطلعون بأستثناء المنتفعين والمتكرشين الجدد الى شيوع الأمن والأمان واعادة بناء الدولة وفرض سيطرتها وسلطتها وسيادة القانون .

لذا فأن أي ضربة توجه للقوى الأرهابية التكفيرية الظلامية سوف تكون ذات أستحسان وسرور ،
ولكن لا يمكن حصر العمليات الأرهابية الأجرامية  بتفجير المفخخات فقط فهناك اعمال ايضا تكون في نفس الخانة ، مثل أجبار التجار واصحاب المحلات على التبرع للميليشيات الطائفية ولما يسمى بالمقاومة ، وخطف رجال الأعمال او ذويهم ثم المطالبة بالفدية ، لدرجة ان عمليات الخطف اصبحت شائعة ومع الأسف يشارك فيها رجال شرطة يقومون ببيع الضحية الى العصابات الأجرامية ،وكذلك تهريب النفط العراقي من قبل عصابات متنفذة وهي غدت معروفة لأبناء الشعب العراقي وللحكومة نفسها ، والمتاجرة بالمشتقات النفطية في السوق السوداء ايضا من اعمال الأرهاب .والفساد الأداري المستشري في كافة دوائر الدولة ولم تستثنى حتى درجة الوزير ، هو الآخر الوجه الثاني من عملة الأرهاب .

ان سيطرة الميليشيات على احياء بغداد وفرض سلطتها على سكان هذه الأحياء ، وفرض قوانينها الخاصة بها ووفق اجندتها السياسية ، ونصبت من نفسها دولة داخل الدولة هو ارهاب ايضا ، فبدون حل هذه الميليشيات وفرض سلطة الدولة وسيادة القانون ، والتعامل مع المواطن على ضوء مواطنته العراقية بغض النظر عن انتمائه السياسي والديني والمذهبي والقومي ، يصبح الحديث على القضاء على الأرهاب كلام جرايد .كما هناك ضرورة لتفعيل قانون مكافحة الأرهاب . [/b] [/size] [/font]

21
بمناسبة ذكرى ميلاد القائد الشيوعي يوسف سلمان يوسف " فهد "

فـهـد … الأنسـان

جاسم هداد
عاصر الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه .  ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .

في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع  ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين ,  أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان  يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام  , قال ابو التمن  انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .

يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول  واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .
واهتم بكل ماهو وطني وشعبي لأدراكه ان فنون الشعب تعبر بدقة عن اعمق احاسيس الشعب الكادح , كان فهد يجيد رواية الحكاية والنكتة الشعبية ويضرب المثل الدال الموجز. واستطاع توظيف ذلك في تعامله مع الناس وفي تقريب وتوضيح افكاره التي كان يطرحها سواء في عمله التنظيمي أو التثقيفي الحزبي أو في كتاباته أو في دروسه التي كان يقدمها في السجن .

عندما ارسله الحزب الى موسكو في نهاية عام 1934 للدراسة في جامعة كادحي الشرق الشيوعية , كان خلال دراسته تلميذا يجيد فن الاصغاء , مواظبا على الدروس والاجتماعات , يستغل وقته جيدا في القراءة والكتابة بعيدا عن الثرثرة والصخب , حتى غدت الصورة الأكثر وضوحا في ذاكرة زوجته هي مشاهدتها له اما أن يدرس او يكتب , وكان يقضي الليالي ساهرا في محاولة التعلم , وبذلك استطاع ان ينهي دراسته بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنين .

خلال دراسته في موسكو تعرف على شريكة حياته , ورغم قصر حياتهما الزوجيه ولكنها كانت حياة زوجية ناجحة سعيدة , حيث تركت اثرها على زوجته والتي ظلت تعيش على احلام السعادة التي غمرها فيها اثناء حياتهما المشتركة , وظلت  تربطها بالعراق مشاعر عميقة من خلال رعايتها للشيوعيين العراقيين وكلماتها الطيبة المفعمة بالمحبة , وتلقفها لأخبار العراق .

كان رغم انشغاله بالدراسة وبهموم وطنه وحزبه , يساعد زوجته في عمل البيت ويبتكر وسائل عديدة لجعل العمل المنزلي ميكانيكيا لا يتطلب جهدا بدنيا , ويعلمها اللغة الانكليزية , غادر موسكو وزوجته حاملا بإبنته , مضحيا بالسعادة التي عاشها مع زوجته , متلهفا للعودة الى وطنه , مسرعا لمواصلة النضال بوعي اعمق وتجربة اغزر . واودع لدى عدد من رفاقه الشيوعيين الموجودين في موسكو بعض رسائل تحمل تواريخ متفاوتة ومعنونة بأسم زوجته وطلب منهم ايداع هذه الرسائل في صندوق البريد  في تاريخها المسجل عليها , ولم ينس ابدا عيد ميلاد زوجته , فيشترى لها هدية ويرسل لها رسالتين باللغة الروسية والانكليزية من باريس اثناء تواجده هناك , مهنئا اياها بعيد ميلادها , مبديا قلقه على صحتها , متمنيا ان تكون معه , معتذرا لها عن غيابه عنها . وعند عودته مرة ثانية الى موسكو عام 1942 للمشاركة في أجتماع ممثلي الأحزاب الشيوعية وكان الغزو الهتلري اجتاح أراضي الاتحاد السوفيتي مقتربا من موسكو وصوت المدافع حطم زجاج البيت , فأخذ يصلح زجاج البيت بنفسه , مبديا تفاؤله بهزيمة النازية , ورغم علاقته الحميمة مع زوجته لكنه لم يبح لها بمركزه الحزبي ولا بمهامه الحزبية .

عند عودته للوطن  عام 1938 , وجد الحزب الشيوعي العراقي الوليد مهشما , مبتليا بالفوضى التنظيمية , يسوده عدم الانضباط الحزبي , حيث افلحت السلطات الحكومية في اعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره , وترك قسم منهم الحزب والعمل السياسي . أهتم فهد ببناء الحزب مجددا , حزب من طراز جديد , وفق الأسس اللينينية التي تعلمها والخبرة التي اكتسبها , واستطاع ان يبني حزبا شيوعيا , لا يعرف المهادنة ولا الموسمية , أصبح خلال فترة زمنية قصيرة  حزبا جماهيريا  يتصدر نضالات شعبنا , رغم شيوع الأمية والجهل والتخلف وقتذاك ,  ورغم ان فترة قيادة فهد للحزب قصيرة نسبيا , لم تتجاوز عشر سنوات .
الا أنه رسخ أسسا وتقاليدا وقيما ثورية متينة  مكنت الحزب من الصمود بوجه اعتى الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق , إذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي المقبور مرورا بشباط الاسود الى دكتاتورية صدام .

يذكر الرفاق الذين عاصروا فهد تعامله معهم وجهوده  من اجل تعليمهم ما تعلمه وسلوكه القدوة حيث كان المبادر دائما لتنفيذ ما يطلب من الرفاق , ويقرن دعوته التربوية بسلوكه اليومي مع الرفاق والمواطنين , يراعي الظروف الاجتماعية , حيث كان يؤكد على ان يتولى الشيوعي تنظيم عائلته و اقاربه في العمل الحزبي , ولا يجوز ان يتولى مسؤولية التنظيم الحزبي رجل غريب , خشية القاء القبض على اجتماع نسوي فيه رجل حاضر وحتى لا تعطى فرصة للتشهير بالشيوعية والشيوعيين , شهد له كثيرون بأنه  شخصيا متمتعا بإخلاق لم تمنح أعدائه وخونة الحزب الفرصة للنيل منه .

كان يأخذ بيد الرفاق غير مبديا لهم انه اكثر منهم معرفة فتراه يحدث (عبد تمر) من انه سوف يتعلم عندما رشحه لعضوية اللجنة المركزية واعتذر الأخير كونه لا يمتلك المؤهلات التي تؤهله لهذا المركز . وكان يحث الرفاق الآخرين ويشجعهم على الكتابة لصحافة الحزب ,
مشيرا لهم انهم بالممارسة سوف تتحسن كتاباتهم وانه بدأ بدايات بسيطة , ولم تكن كتاباته في بداياتها بالمستوى الجيد . لم يغب عن بال فهد الاهتمام بظروف رفاقه العائلية , فتراه وهو داخل اسوار سجن الكوت , يوصي التنظيم الحزبي بتأمين سكن لزوجة احد الرفاق , لأن الرفيق غير مرتاح لظروف سكن زوجته .

كان قريبا من الرفاق معايشا ظروفهم , ويأبى تركهم أيام المحن وساعات الشدة , رافضا النجاة بنفسه دونهم , عند اشتداد حملة الاعتقالات عام 1946 , اقترح احد اعضاء اللجنة المركزية عليه مغادرة العراق والسفر الى ايران والبقاء في عبادان او المحمرة , خشية اعتقاله , فرفض ذلك مؤكدا انه ليس من الصحيح ترك الحزب بمثل هذه الظروف , كذلك رفض فهد ما طلبه منه رفاقه في سجن الكوت , بعدم السفر الى بغداد عندما تم استدعائه ورفيقيه صارم وحازم لأعادة محاكمتهم , طالبين منه الأعتصام في السجن مبدين استعدادهم للتضحية من اجله , فقال لهم : ( لا ,  لا افعل هذا , فأنني ارى من العيب التحصن في سجن الحكومة لئلا يقال ان فهد خاف من الموت) .

ولم يقتصر اهتمامه على رفاقه فقط بل كان مهتما بالفنانين والأدباء بشكل عام , حيث يذكر الفنان يحيى فائق الاثر الكبير الذي تركه فهد بعد لقائه معه وشرحه له بإسلوب بسيط وواضح دور المسرح في تعميق الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومساهمة المسرح في التغيير للمجتمع وإزالة الظلم الأجتماعي والفوارق الطبقية.

وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من ان جدران السجن حرمته من الرسم فقال له الرفيق فهد : ( ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة) . 

و في رسالة له من السجن يوصي بالجواهري الكبير : ( وثقوا صلتكم بالجواهري , وساعدوه بالمقالات وترجمة المواضيع المفيدة) , ويقدر جيدا إرتباط مزاج  الشعراء بالوضع الثوري فعندما علق بعض الرفاق عن الجواهري انه لم يكتب شعرا جديدا للحركة الوطنية قال  :  (الجواهري اصنع له حدثا فتراه بلبلا مغردا ) .

 في السجن  اهتم فهد بالمناضلين وكرس جهوده للعناية بمعيشتهم وتثقيفهم سياسيا ومدرسيا , وبأشرافه تحولت قاعات السجن الى صفوف مدرسة ثورية , كان حريصا على ان لا يترك فراغا في أوقات السجناء , كان بنفسه يتابع مأكل وملبس ومنام رفاقه , وشهد كثيرون بأنه يقضي الليل ساهرا بين الكتابة والقراءة وتفقد رفاقه , فيغطي من سقط عنه غطاءه , ويوقظ طباخي شوربة الصباح والخبازين ثم يخلد الى النوم لبضع ساعات مع ساعات الفجر الأولى , ويبدأ البرنامج النهاري بمحاضرة في الأقتصاد السياسي ثم بعدها الفلسفة ولم يقتصر التثقيف على السياسة فقط بل تعداه الى محو الأمية ودروس في اللغة العربية والأنكليزية والأدب العربي , إضافة الى الرياضة , كان فهد يساهم في ويتابع كل هذا , حتى مزاج السجناء لم يغب عن باله ففي كل اسبوع تقام حفلة للغناء والموسيقى والسمر, ورسخ فهد تقليد الأحتفال بالمناسبات الوطنية والأممية, وكرس جهوده على تربية الشيوعيين بالروح الجماعية , وحب التنظيم والانضباط , وحب التضحية ونكران الذات , وانتقل هذا التنظيم الى باقي السجون.

كان فهد كقائد , صارما مع من يخرق الضبط الحزبي وحادا مع الثرثارين , وإذ يسمح في الهيئات الحزبية ويتحمل النقاش مع الرأي المخالف , فهو ومتبعا المركزية الديمقراطيةعلى الطريقة الستالينية , لا يسمح بنشر الرأي المخالف في صحافة الحزب  , كان قاسيا في نعوته للذين يدعون الى حل الحزب الشيوعي , ولهذا السبب يلومه بعض المثقفين على انه فرط بهم , ويأخذون عليه مبدأيته المفرطه , وجديته حتى في حياته الشخصية وعلاقاته مع اصدقائه .

يصفه معاصروه  : مربوع القامة , متين البنية , مقرح الجفنين قليلا , بسيط المظهر , انيقا, متواضعا بغير تكلف , خفيض الصوت يتكلم بأناة , قليل الكلام , ولكن عندما يتعلق الأمر بشرح موضوعة نظرية او توضيح شأن سياسي  فأنه لا يبخل بالكلام , ويركز بدقة على الموضوع الذي يتكلم عنه , ويبلور جملته بصدق وبساطة , تلميذا ومعلما في ذات الوقت .

شخصية شعبية , وطنية , شجاعة , مقدامة , يتمتع بحس قراءة مستقبل الأحداث , وتحليل وفهم الظروف , ولديه إمكانية إقناع قوية وموهبة في تفسير الأمور بطريقة واضحة وبسيطة , صابرا طويل الأناة , هادئ الأعصاب , يمضي ساعات طويلة في لعب الشطرنج وهمه التدريب وليس الفوز.

جسد فهد في وصاياه التي تركها لرفاقه ما يؤمن به , والتي ستبقى منارا لحياة الشيوعيين العراقيين الخاصة والعامة , تلهمهم الصمود لمواصلة النضال وتكون سلاحا ماضيا في تحدي ظروف الارهاب والظلامية والأحتلال .

فوصيته القائلة: ( ايها الرفيق : صن لقب الرفيق واسم الشيوعي من كل شائبة ) لهي جرس انذار يرن لكل من يحاول الأساءة لأسم الشيوعي , ويطالب في وصاياه رفاقه  بحب الشعب والوطن , وعدم الأكتفاء بذلك بل يجب ان يكون الشيوعي في مقدمة المناضلين من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب , ويؤكد على مسألة اساسية وهامة وهي الثقة بالشعب وعدم الارتكاز على العوامل الخارجية والارتهان لها في موضوعة تحرير الشعب .

 ولكون الحزب الشيوعي هو حزب الطبقة العاملة فيصبح من الأساسي حب هذه الطبقة والنضال من اجل تحقيق اهدافها,و يدعو  الى كره الفاشية ويؤكد على ضرورة ان يكون هذا الكره فكرا وقلبا , ولأيمان الماركسية بحق الشعوب في تقرير مصيرها والمساواة بين البشر , يطلب فهد الدفاع عن مبدأ الأخوة بين الشعوب .

 ولكون الانتهازية داء يصيب الحركة النضالية بالوهن , لا بل يشل حركتها , حذر منها فهد وطالب بمحاربتها .

 ولأيمان فهد بثورية الشيوعية , اعتبر ان الشيوعيون هم الورثة الحقيقيين لتراث شعبنا الثوري , وطلب المحافظة على تقاليد شعبنا الثورية التي هي الأساس لتراكم هذه النضالات  وكون حزبنا الشيوعي لم يكن طارئا , بل املته ظروف ذاتية واستوجبت نشوئه .

وحول نظرة الشيوعيين الى  العلم والفن والادب والثقافة بصورة عامة , اكد فهد على وجوب ان تكون نظرتهم تقدمية لها , والمتابع لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي  يستطيع ملاحظة ان اغلب المثقفين خرجوا من معطفه .

 وكما سبق الأشارة له ان فهد ربى رفاقه على نكران الذات والتضحية , يؤكد  على ضرورة واهمية تحلي الشيوعيين بالصفات الحميدة التي تسهل مهمتهم في كسب وقيادة الجماهير التي هي السياج الحقيقي للحزب , وتقوية الصلات معها يجب ان يأتي من خلال مساعدتها ومن خلال الدفاع عن مصالحها , ثم يلتفت الى اهمية الضبط الحزبي , الذي بدونه يتحول الحزب الى نادي للنقاش .

لعمري ان وصايا الرفيق الخالد فهد لعبت دورا مؤثرا ومهما في مواصلة الحزب لنضاله رغم اقسى ظروف الارهاب والقمع التي تعرض لها , وما نلحظه من الخسارة لجماهيرنا ورفاقنا فمن اسبابها عدم الأخذ بهذه الوصايا وضعف الأهتمام بها , وبمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة لميلاد الرفيق الخالد فهد , فنحن بأمس الحاجة الى العودة لهذه الوصايا والعمل بها .

و صدق الرفيق الراحل زكي خيري حين قال :

 (كان فهد مربيا للرجال , انسانا وانسانيا من كل الأوجه بقدر ما كان ثوريا صارما).[/b]

22
السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق المحترم

تحية طيبة
مع امنياتنا لكم بالصحة وراحة البال ، والنجاح في مهمتكم الصعبة ، وامنياتنا بتحقيق ولو نسبة 51% من برنامج حكومتكم الموقرة ، وازالة ولو جزء من الهموم والأثقال التي تراكمت على كاهل شعبنا العراقي ، والذي لا يستاهل مثل ذلك ، املنا كبير في فتح بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المظلم الذي دخل فيه عراقنا الحبيب ، واملنا ان يتحول هذا البصيص الى وهج وشعلة من نار تنير الدرب لمخلصي هذا البلد وتحرق اعداءه .
 
السيد رئيس مجلس الوزراء
لا يخفى عليكم ما تشهده بلاد الرافدين من احتقان طائفي ، ومحاصصة طائفية ـ اثنية ممقوتة فرضتها المصالح الحزبية الأنانية الضيقة ، وغياب معايير الكفاءة والنزاهة والأخلاص والمواطنة العراقية كمواصفات في التعيينات ، وحل محلها الولاء الطائفي القومي الحزبي العشائري ، وليس خافيا على احد ، وسيادتكم قبل غيركم يدرك ذلك واشرت له في تصريحاتكم الصحفية ، ان الوزير قام بتحويل وزارته كملك صرف يتصرف به كما يشاء وحصرا على ابناء عمومته وعشيرته والمنتمين لحزبه .
 
السيد رئيس مجلس الوزراء
غالبية الشعب العراقي استمعت وقرأت بيانكم الوزاري ، واستبشرت خيرا به ، ليس بسبب انه يلبي كافة طموحاتها ، ولكن ليس في الأمكان احسن مماكان ، حيث جاء في بيانكم الوزاري في الفقرة الثانية منه ( العمل وفق الدستور والألتزام به .... الخ ) وكذلك جاء في الفقرة السادسة من برنامجكم الوزاري ( ترسيخ دولة المؤسسات وبناء دولة القانون واتباع الأصول الأدارية والمؤسساتية وفق مبدأ المواطنة ورفض التفرد والقرارات الأرتجالية واعتبار الوزارات ومؤسسات الدولة هوية وطنية وملكا للشعب وليست هوية لحزب الوزير وقراراته الشخصية ومنع أي استئثار او هيمنة او وصاية لأية فئة او جماعات بالتشكيلات الحكومية والأدارية والمؤسسات العامة ) .
 
ولقد اكدت سيادتكم على ذلك في المقابلة التلفزيونية معكم والتي بثتها الفضائية العراقية في برنامج     " انت والمسؤول " في الساعة التاسعة مساءا بتوقيت بغداد في يوم الأثنين الموافق 29/5/2006 ، وسعدنا جدا عندما كان جوابكم انه سوف تتم محاسبة من يخالف ذلك .
 
السيد رئيس مجلس الوزراء
نرفق لكم كتابا رسميا ( يمكن قراءته في الرابط  اسفل الرسالة ) من احد الأحزاب المشاركة في التشكيلة الحكومية  بخمسة مناصب وزارية ، يحث اعضاءه ومؤازريه بتقديم طلباتهم من اجل تعيينهم في هذه الوزارات ، والتي يبدو ان هذا الحزب يريد تحويل هذه الوزارات الى كانتونات خاصة به وبالقائمة التي ينتمي لها ، والكتاب لا يحتاج لتعليق او شرح فهو يشرح نفسه بنفسه .وهي مخالفة للدستور العراقي والذي اشارت له الفقرة الثانية من برنامجكم الوزاري ، ويتقاطع مع ما جاء في الفقرة السادسة من البرنامج الوزاري الذي وافقت عليه القائمة التي احد اركانها الأساسيين الحزب صاحب الرسالة   
 
http://www.kurdistan-times.com/viewarticle.php?id=index-20060529-2552
 
السيد رئيس مجلس الوزراء هل نطمع بالحصول على جواب منكم على رسالتنا ، أم .....
 
نسخة منه الى :
1ـ السادة رئيس جمهورية العراق ونائبيه المحترمون
2ـ السادة رئيس مجلس النواب العراقي ونائبيه المحترمون
3ـ اعضاء مجلس النواب المحترمون
4ـ السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم
5 ـ السيد رئيس المفوضية العليا للنزاهة المحترم
6ـ الى كل عراقي مخلص يؤمن بالمواطنة العراقية وولاؤه للعراق .
 
المرسل
جاسم هداد
مواطن عراقي ولاؤه للعراق .
30 /5/2006
jasemhaddad@hotmail.com[/b][/size][/font]
 

23
مقترح جدول اعمال المؤتمر التأسيسي لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد

السبت    27 آيار 2006

الأفتتاح                                                                                   14:00 ـ 14:30

ـ الوقوف دقيقة صمت تخليدا لشهداء شعبنا بشكل عام والأدباء والكتاب بشكل خاص
ـ افتتاح المؤتمر بكلمة ترحيبية بأسم اللجنة التحضيرية
ـ البرقيات

استراحة لمدة عشرة دقائق

الجلسة الأولى : انتخاب هيئات المؤتمر :                                           14:40 ــ 15:10
                          ـ الرئاسة
                         ـ الأعتماد
                         ـ  صياغة القرارات
                         ـ  البيان الختامي

الجلسة الثانية :  مناقشة واقرار النظام الداخلي للأتحاد                         15:10 ـ 16:10
 
استراحة لمدة عشرة دقائق

الجلسة الثالثة : مناقشة واقرار برنامج عمل الأتحاد، ونموذج طلب الأنتساب  16:20 ـ 16:50                           
استراحة لمدة  عشرة دقائق

الجلسة الثالثة :انتخاب الهيئة الأدارية للأتحاد                                     17:00 ـ 18:00   

وجبة العشاء                                                                           18:00  ـ 18:45

جلسة سمر لمندوبي المؤتمر وعوائل المقيمين منهم في ستوكهولم        18:45   ـ 22:45
( حفلة مصغرة) على شرف عقد المؤتمر التأسيسي

*******

برنامج عمل اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد
28/5/2006 ـ 28/5 / 2007

1 ـ تسجيل الأتحاد في الدوائر الرسمية السويدية
2ـ البحث عن إيجاد مقر للأتحاد
3 ـ اقامة النشاطات والندوات والأمسيات الثقافية
4ـ اقامة صلات الوصل مع الأدباء والكتاب في داخل الوطن
5ـ اقامة علاقات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات العراقية المشابهة في المهجر
6ـ اقامة علاقات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات العربية والسويدية المشابهة في السويد
7ـ اقامة علاقات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات الثقافية العراقية في السويد
8ـ اقامة الصالونات الثقافية الدورية لأعضاء الأتحاد من اجل تبادل التجارب وتقوية العلاقات الصداقية والأجتماعية والمهنية فيما بينهم .
9ـ العمل على اصدار مطبوعة دورية بأسم الأتحاد وفق الأمكانات المتاحة 
10ـ انشاء موقع الكتروني خاص بالأتحاد
11 ـ احياء المناسبات الوطنية والقومية العراقية بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات العراقية في السويد 
12ـ اقامة مهرجان سنوي بالتنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني العراقية
13ـ الأتصال بالمؤسسات التي تساعد على طباعة انتاجات الأعضاء

*******

مسودة النظام الداخلي لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد

تقديم :
تقيم جمهرة كبيرة من الأدباء والكتاب العراقيين في السويد ، وللحاجة لجمع هذا الحشد المبدع في اتحاد تكون من مهامه الدفاع عن حقوهم ورعاية ابداعاتهم خدمة لتطلعات شعبنا في مستقبل ديمقراطي آمن  زاهر  ،  والسعي لأظهار الوجه المشرق للثقافة العراقية ، وتوطيد الروابط الصداقية والتعاون مع المنظمات السويدية المشابهة .

النظام الداخلي

الباب الأول
الأسم : اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد
طبيعة الأتحاد : منظمة ثقافية اجتماعية مستقلة ، طوعية تتسع لكافة الأدباء والكتاب العراقيين في السويد والذين تنطبق عليهم شروط العضوية ، بغض النظر عن معتقداتهم السياسية وانتماءاتهم القومية والدينية
المركز : ستوكهولم

الباب الثاني
الأهداف
1ـ يعمل الأتحاد على تقديم الصورة المشرقة للحضارة العراقية وثقافات قوميات شعبنا  العراقي المتعددة المتنوعة بعيدا عن الطائفية والتعصب القومي ، والأنفتاح على تجارب الشعوب الأخرى في هذه المجالات
2ـ اقامة النشاطات والندوات والأمسيات الثقافية ، من اجل دعم جهود المبدعين وتشجيع ابداعاتهم         
3ـ الدفاع عن مصالح الأعضاء وحقوقهم الأنسانية والأدبية في جميع المحافل
4ـ السعي لأقامة صلات وصل مع الأدباء والكتاب في داخل الوطن وتقديم الدعم لهم
5ـ تنظيم علاقات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات العراقية والعربية والسويدية المشابهة ، وكذلك مع المنظمات المشابهة خارج السويد
6ـ اشاعة الروح الديمقراطية وخطابها الأيجابي ، ومكافحة رؤى المصادرة والمنع والتحريم
7ـ تعميق اواصر العلاقات بين اعضاء الأتحاد من خلال تنظيم انشطة جماعية ،مثل  اقامة الصالونات الثقافية الدورية لأعضائها من اجل تبادل التجارب وتقوية العلاقات الصداقية والأجتماعية والمهنية فيما بينهم
8ـ اصدار المطبوعات الدورية والتعاون مع الصحافة المحلية بمختلف اللغات ، والسعي لدعم الأدباء والكتاب من اجل مواصلة النشر لأعمالهم وتوزيعها في السويد وخارجه
9ـ انشاء موقع الكتروني خاص بالأتحاد
10ـ يسعى الأتحاد للحصول على الدعم المالي من الجهات السويدية والعراقية .
11ـ المساهمة في احياء المناسبات الوطنية العراقية بالتعاون مع  المنظمات والمؤسسات العراقية المتواجدة في السويد.
12ـ البحث عن مقر ثابت للأتحاد

الباب الثالث
المادة الأولى
شروط العضوية
يحق لكل اديب وكاتب عراقي مؤمن بالديمقراطية وحرية الأبداع ومعاد للديكتاتورية ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، ان يكون عضوا في الأتحاد على ان:
1ـ يلتزم بالنظام الداخلي واهداف الأتحاد ، ويعمل على تحقيقها ، والألتزام بقراراته والأنسجام معها في سلوكه .
2ـ  يكون كامل الأهلية وقد اكمل الثامنة عشرة من عمره
3ـ يقدم طلبا تحريرا للأنتساب  للأتحاد ، مرفقا بأستمارة الأنتساب المعدة من قبل الأتحاد ، ومرفقا بنماذج من نتاجه ، او مشهود له من قبل جمهرة من المثقفين
4ـ حصول طلب الأنتساب  على موافقة اغلبية الهيئة الأدارية ، مع تقديم مبررات مقنعة في حالة رفض الطلب
5ـ الأيمان بالطبيعة الأنسانية للثقافة العراقية وبتعدديتها وتنوعها بعيدا عن الطائفية والتعصب القومي 
6ـ لم يسخر قلمه لخدمة النظام الديكتاتوري السابق ولم  يكن من المشاركين في الترويج لسياسته ، ومن المطبلين له
7ـ  دفع بدل الأشتراك السنوي (150 كرون سويدي )

المادة الثانية : فقدان العضوية :
يفقد عضو الأتحاد عضويته في احدى الحالات التالية :
1ـ قبول الأستقالة التحريرية المقدمة منه الى الهيئة الأدارية
2ـ تسحب العضوية عند خرق العضو اهداف الأتحاد او نظامه الداخلي ، على ان يتم اتخاذ القرار بعد تدقيق جيد من قبل الهيئة الأدارية وبأغلبية الثلثين ،على ان يسبق قرار سحب العضوية تنبيه شفوي ثم انذار تحريري ،  ويحق للعضو حضور جلسة المناقشة ، وله حق الأعتراض خلال فترة ثلاثون يوما من تبليغه بالقرار ، وفي حال اعتراضه يتم عرض الموضوع على اول مؤتمر عام لاحق ويكون اتخاذ القرار بالأغلبية المطلقة من اعضاء المؤتمر الحاضرين
3ـ عدم دفعه بدل الأشتراك السنوي
4ـ في حالة وفاة العضو

المادة الثالثة
1ـ  يحق لغير العراقيين من الأدباء والكتاب الأنتساب  الى الأتحاد كأعضاء مؤازرين
2ـ يحق للهيئة الأدارية اعطاء عضوية شرف لكتاب وادباء غير عراقيين ، ممن لهم مواقف ومساهمات ايجابية في اغناء الثقافة العراقية
3ـ يتم استثناء الأعضاء المؤازرين واعضاء الشرف من شروط العضوية ( المادة الأولى )

الباب الرابع
هيئات الأتحاد
المادة الأولى : المؤتمر :
1ـ هو اعلى هيئة في الأتحاد ويعقد مرة واحدة كل سنتين ، مع انعقاد اجتماع موسع للهيئة العامة بين مؤتمرين ( خلال سنة ) ويقوم بـ :
أ ـ رسم واقرار برنامج الأتحاد
ب ـ مناقشة واقرار تقارير الهيئة الأدارية ( الأداري والأنجازي والمالي وأية تقارير اخرى ) 
ج ـ  تعديل النظام الداخلي ويتم ذلك بأغلبية ثلثي اعضاء المؤتمر الحاضرين
د ـ  انتخاب الهيئة الأدارية بالأقتراع السري ويحدد عدد اعضائها
2ـ  عند مرور اكثر من شهرين على الموعد المقرر للمؤتمر السنوي يحق لثلثي اعضاء الهيئة الأدارية او لثلثي اعضاء الأتحاد الدعوة لعقد المؤتمر.
3ـ  يجوز عقد مؤتمر استثنائي بدعوة من الهيئة الأدارية او بطلب من ثلثي اعضاء الأتحاد
4ـ يكون النصاب كاملا بحضور الأغلبية المطلقة وعند عدم اكتمال النصاب يعد لأجتماع عام لاحق في فترة لا تقل عن الشهر ولا تتجاوز الشهرين ، ويعتبر الحضور هو النصاب وتتخذ القرارات بالأغلبية النسبية
5ـ في حالة استقالة ثلثي اعضاء الهيئة الأدارية لأي سبب من الأسباب تتم الدعوة لمؤتمر استثنائي لأنتخاب هيئة ادارية جديدة .

المادة الثانية :
 الهيئة الأدارية :
1ـ تدير العمل بين مؤتمرين حسب برامج الأتحاد وتوصياته وتعد التقارير التي توضح ما قامت به الى المؤتمر التالي
2ـ يتحمل عضو الهيئة الأدارية مسؤولية شخصية وتضامنية عن كل القرارات والأنشطة التي تقوم بها الهيئة الأدارية
1ـ تتكون الهيئة الأدارية من سبعة اعضاء وعضوين احتياط
2ـ تنتخب الهيئة الأدارية من بين اعضائها
أ ـ رئيسا
ب ـ  نائبا للرئيس
ج ـ  سكرتيرا
د ـ مسؤولا للمالية
3ـ تقوم بتحديد المهام وفق حاجة نشاط الأتحاد ، وتوزيع المسؤوليات بين اعضاء الهيئة الأدارية 
3ـ تضع الهيئة الأدارية الخطط التنفيذية لبرنامج الأتحاد
4ـ تعقد الهيئة الأدارية اجتماعات شهرية لمتابعة تنفيذ برامج الأتحاد وتوصياته
4ـ  يحق للهيئة الأدارية دعوة عضو او اعضاء من الهيئة العامة لأجتماع الهيئة الأدارية للأستئناس بالرأي في موضوع معين
 
المادة الثالثة :
لجان الفروع
1ـ يحق لكل مجموعة من اعضاء الأتحاد تكوين فرع أي مدينة سويدية اذا تجاوز عددهم خمسة عشر عضوا 
2ـ يتم انتخاب هيئة ادارية للفرع

الباب الخامس
مالية الأتحاد
تتكون مالية الأتحاد وموارده من المصادر التالية :
1ـ بدلات اشتراك اعضائه وتبرعاتهم
2ـ المساعدات المالية المقدمة من الجهات السويدية
3ـ المساعدات المقدمة من المؤسسات العراقية الرسمية والشعبية
4ـ التبرعات غير المشروطة
5ـ لا يجوز الصرف الا بتوقيع رئيس الهيئة الأدارية ومسؤول المالية

الباب السادس
احكام تنظيمية
1ـ الأدب  : ويقصد به القصة  ، الشعر  ، الرواية ، المسرح ، السيناريو
2ـ الكتابة  : ويقصد بها الكتابة بكل اصنافها من سياسة وادب وقضايا اجتماعية ، وكذلك تشمل النقد والبحث والتأليف والترجمة
3 ـ الأديب : هو الذي له نتاجات منشورة في مجالات الأدب
4ـ الكاتب : هو الذي له على الأقل خمسة نتاجات منشورة في مجالات الكتابة
5ـ  لا يحق للأعضاء المؤزارين واعضاء الشرف الترشيح والتصويت بل يحق لهم ابداء الآراء والمشاركة في النقاش وتقديم المقترحات 

*******

الملاحظات والمقترحات التي وصلت بخصوص مسودة النظام الداخلي

اولا: ملاحظات ومقترحات الزميل محمد عنوز :
1ـ الباب الثاني
الأهداف
3ـ الدفاع عن مصالح الأعضاء وحقوقهم الأنسانية والأدبية في جميع المحافل
المقترح : العمل على حماية حقوق الأعضاء الأدبية والدفاع عنها بالتضامن المعنوي والتصدي الصحفي .
المبررات : هل هناك قدرة لذلك ، كيف وأين ؟ هل من ضمنها المحاكم العراقية والدولية ، اما الحقوق الأنسانية فالأتحاد  يجب ان يدافع عن الحقوق الأنسانية للأعضاء وغير الأعضاء .
4ـ السعي لأقامة صلات وصل مع الأدباء والكتاب في داخل الوطن وتقديم الدعم لهم
المقترح : إقامة مشاريع ثقافية مشتركة او نشاطات مشتركة .
المبررات: اقامة العلاقة او الصلة هدف والدعم لهم هدف ، ماهي الوسيلة ؟
5ـ تنظيم علاقات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات العراقية والعربية والسويدية المشابهة وكذلك مع المنظمات المشابهة خارج السويد .
المقترح : تبادل الخبرة ، تبادل النتاجات الثقافية ، تعزيز علاقات التضامن الأنسانية
المبررات: لماذا ؟ لأي غرض ؟ عراقيا لماذا ايضا ؟ وحبذا ان يتم فصل بين المنظمات العراقية والأجنبية حتى العربية .
6ـ إشاعة الروح الديمقراطية وخطابها الأيجابي ، ومكافحة رؤى المصادرة والمنع والتحريم .
المقترح: يعمل الأتحاد على إشاعة الروح الديمقراطية في عمله وعلاقاته ومكافحة رؤى المصادرة والمنع والتحريم والأكراه في الحياة الأدبية بشكل خاص والحياة العامة بشكل عام .

الباب الثالث
المادة الأولى: شروط العضوية :
يحق لكل أديب وكاتب عراقي مؤمن بالديمقراطية وحرية الأبداع ومعاد للديكتاتورية ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، أن يكون عضوا في الأتحاد على أن:
3ـ يقدم طلبا تحريريا للأنتساب للأتحاد ، مرفقا بأستمارة الأنتساب المعدة من قبل الأتحاد ، ومرفقا بنماذج من نتاجه ، او مشهود له من قبل جمهرة من المثقفين .
6ـ لم يسخر قلمه لخدمة النظام الدكتاتوري السابق ولم يكن من المشاركين في الترويج لسياسته ، ومن المطبلين له .
المقترح : يحق لكل اديب وكاتب عراقي يؤمن بالديمقراطية وحرية الأبداع ، ويحترم الرأي والرأي الآخر ، ويعادي الدكتاتورية ، أن يكون عضوا في الأتحاد على أن :
3ـ اعتماد النماذج فقط
المبررات: كيف يتم تجسيد شهادة جمهرة من المثقفين ، لا توجد ضرورة للشهادة
6ـ كيف نثبت ذلك ؟ لابد من معيار ، وانتم اعرف بما في الساحة من جدل حول هذا الشخص او ذاك ، لا تتركوا الأمر للأجتهاد والمزاج
المادة الثانية: فقدان العضوية:
2ـ تسحب العضوية عند خرق العضو اهداف الأتحاد او نظامه الداخلي ، على ان يتم اتخاذ القرار بعد تدقيق جيد من قبل الهيئة الأدارية وبأغلبية الثلثين ، على ان يسبق قرار سحب العضوية تنبيه شفوي ثم انذار تحريري ، ويحق للعضو حضور جلسة المناقشة ، وله حق الأعتراض خلال فترة ثلاثون يوما من تبليغه بالقرار ، وفي حال اعتراضه يتم عرض الموضوع على اول مؤتمر عام لاحق ويكون اتخاذ القرار بالأغلبية المطلقة من اعضاء المؤتمر الحاضرين .
المقترح : اما الأكتفاء خرق العضو للنظام الداخلي او القول اهداف الأتحاد وقواعد عمله ، وقرارات هيئاته .
المبررات: لماذا هذا التعقيد ؟ والأتحاد منظمة طوعية ، فهذه الأجراءات توحي و: ان هناك جريمة
الباب الرابع:
هيئات الأتحاد
المادة الأولى : المؤتمر:
2ـ عند مرور اكثر من شهرين على الموعد المقرر للمؤتمر السنوي يحق لثلثي اعضاء الهيئة الأدارية او لثلثي اعضاء الأتحاد الدعوة لعقد المؤتمر .
المقترح : الأغلبية ممكن ان تدعو
المبررات: لماذا خلال شهرين ؟ ولماذا الثلثين ؟ علما ان النصاب هو الأغلبية في كل المؤتمرات ، أيعقل النصاب بالأغلبية والدعوة بالثلثين
3ـ يجوز عقد مؤتمر استثنائي بدعوة من الهيئة الأدارية او بطلب من ثلثي اعضاء الأتحاد .
المقترح : الأغلبية ممكن ان تدعوا كما هي الأغلبية تشكل النصاب
4ـ يكون النصاب كاملا بحضور الأغلبية المطلقة وعند عدم اكتمال النصاب يعد لأجتماع عام لاحق في فترة لا تقل عن الشهر ولا تتجاوز الشهرين ، ويعتبر الحضور هو النصاب وتتخذ القرارات بالأغلبية النسبية .
المقترح : يعقد المؤتمر بمن حضر وفي حالة وجود اعتراض على مقرراته يحق لنصف +واحد من الأعضاء عقد مؤتمر استثنائي وإتخاذ ما يلزم لعمل الأتحاد .
المبررات : الأنتساب عملية طوعية ، والأتحاد منظمة طوعية لذلك عدم الحضور لا يعني عدم الموافقة على المقررات والنشاطات وهي على العموم ليس مقررات سلطوية إنما عملية تنظيم عمل في ضوء النظام الداخلي ، وهذه الحالة تجسد وعي الأعضاء لطبيعة عمل الأتحاد .


ثانيا : ملاحظات ومقترحات الزميل محي الأشيقر :
تقديم :
تقيم جمهرة كبيرة ......
المقترح : تقيم في السويد منذ العقد والنصف جمهرة كبيرة .......
الباب الأول :
طبيعة الأتحاد : منظمة ثقافية اجتماعية مستقلة
المقترح : منظمة ثقافية مستقلة
الباب الثاني : الأهداف:
1ـ يعمل الأتحاد على تقديم الصورة المشرقة للحضارة العراقية وثقافات قوميات شعبنا العراقي المتعددة المتنوعة ..........
المقترح : يعمل الأتحاد على تقديم الصورة المشرقة للحضارة العراقية وثقافة شعبه المتعددة والمتنوعة

ملاحظات ومقترحات الزميل ابراهيم عبدالملك :
1ـ تحديد ماهية الأتحاد المزمع تأسيسه مسبقا ، اذا كان التشكيل المزمع تأسيسه هو اتحاد لأدباء والكتاب العراقيين في السويد ، فيجب على اساس هذه التسمية تعريف ماهو الكاتب وما هو الأديب ، ولذلك أرى ان يتم الأطلاع على شروط العضوية للأتحادات الأخرى .

*******

اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد

طلب انتساب


الأسم
 
 
المواليد ومكان الولادة
 
 
الرقم الشخصي
 
 
رقم التلفون
 
 
العنوان البريدي
 
 
البريد الألكتروني
 
 
مجال الأبداع
 

النتاجات او المؤلفات المنشورة


 عنوان الكتاب              دار النشر                 تاريخ النشر
 
اهم المقالات والدراسات

 عنوان المقالة           الصحيفة او المجلة        التاريخ[/b] [/size] [/font]


 

24
لا تسل عن السياسيين العراقيين بل إقرأ وإسمع تصريحاتهم

جاسم هداد
 
الأحزاب والقوى السياسية التي اصبح بيدها زمام الأمور الآن ، والتي ملأت الدنيا زعيقا بـ " الأستحقاقات الأنتخابية " ، رغم الأفتراض بأنهم ممثلي الشعب ، وهو الذي اوصلهم لما هم فيه ، هذه القوى  هي نفسها سبق لها وملأت صحفها عندما كانت في المعارضة بالأتهامات لنظام الطاغية صدام لدكتاتوريته وحصره تولي المناصب المهمة بأفراد عائلته وعشيرته ، وبنفس الوقت كانت صحفها وقادتها تكيل الوعود لشعبنا العراقي بأنهم سوف وسوف ....الخ وجعلوا من " الهور زور " .
 
وبعد سقوط الصنم ، ومعروف للجميع كيفية سقوطه ، وبعد ثلاث سنوات ، لم يتحقق ما كان يأمل به  من  " وعود وآمال عريضة في اساسها الدعوة لحرية الأنسان وكرامته وحياة آمنة مستقرة تحترم فيها حقوق الأنسان " .
 
ويتابع ابناء شعبنا بكل حسرة وألم كما كتب الكاتب والصحفي عبدالمنعم الأعسم " هوس البعض من الساسة الجدد من اصحاب المشاريع التي نطت عن غفلة تاريخية الى واجهة المسرح ، وقتالها وشراستها من اجل استملاك مقاعد حكومية " .
 
 وتنقل وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تصريحات لهؤلاء الساسة الجدد ، حاملة في طياتها الهوس والقتال والشراسة من اجل الأستحواذ على الكراسي ، بعيدة كل البعد عن هموم الناس وكيفية خدمتهم والمساهمة في حل مشاكلهم والتي ليس لها حصر ، وتشف هذه التصريحات عن الأنانية الضيقة ، والسعي خلف المصالح الخاصة والمغانم الشخصية ، التي يسعى من اجلها السياسيون الطافون على السطح ، وتسفر كذاك عن التخبط واللامبدأية والأبتعاد عن الشفافية .
 
وانتقد احد المفاوضين في التشكيلة الوزارية (  التكالب والتنافس على الحقائب )  ، واضاف ( كل يوم يجري تغيير هذه الأسماء بعد الأتفاق عليها بسبب الضغوطات ) . وانتقد احدهم الطريقة المتبعة في تشكيل الحكومة ووصفها بأنها ( انانية ) . وكاشفا  ( ان بعض الشخصيات لا ترغب في البقاء في مجلس النواب بل تريد الحصول على مناصب وزارية على حساب غيرها ) .
فقال مفاوض لأحدى الكتل النيابية   : ( ما نتفق عليه صباحا يتغير مساءا ، وما نتوصل اليه مساءا يلغى في صباح اليوم التالي ) ، واضاف  هذا المتحدث ( لا ندري متى تنتهي هذه اللعبة التي تشبه جر الحبل ) .
 
بينما قال مسؤول العلاقات السياسية لحزب سياسي  ( لا ادري ماذا يجري ولا استطيع ان ارد عن أي سؤال يتعلق بتشكيل الحكومة فالأمور متشابكة والمشاكل كثيرة ) .
ثم يصر احد نواب جبهة التوافق  على انه ( من الضروري ان تكون وزارة الدفاع من حصة التوافق ) ، ويؤكد نائب آخر من نفس الكتلة  وهو جنرال سابق في الجيش العراقي على ( ان الجبهة ما زالت متمسكة بوزارة الدفاع ولا يمكن ان نتنازل عنها مطلقا ) ، ثم يبين هذا الجنرال ، والذي يلقب الآن بـ " الشيخ " ان وزارة الدفاع مفصلة على مقاسه وهي " لا تلوكَ الا له " حيث يربط مشاركة كتلته في الأنتخابات بحصولها على منصب وزارة الدفاع ويقول ( ان دخولنا في العملية السياسية كان بهدف الحصول على وزارة الدفاع ) و ( ان عدم اسناد وزارة الدفاع الى جبهتنا يعني انه لا داعي لمشاركتنا في الحكومة ) ، وهذا يعني انه ( لو اصير وزير دفاع ، لو اخربط الوزارة ) ، وهذا يذكرنا  بـ ( لو ملازم ، لو ما لازم ) وهي مقولة كانت ترددها  في الستينات بعض الشابات ، عندما يتقدم شاب لخطبتها .
 
ثم يصرح الشيخ الجنرال تصريحا هاتفيا هذه المرة بأن ( تخصيص اربع او خمس وزارات لنا لا يلبي طموح اهل السنة عموما ) ، أي جعل نفسه ناطقا وحيدا اوحدا بأسم اهل السنة ، سالبا ومتجاوزا على أهل السنة الذين صوتوا لغير قائمته ، والغير منتمين لتنظيمه ، او اللامنتمين اصلا لأي تنظيم او تجمع او دكان سياسي فتح ابوابه بعد الأحتلال .
 
ويكتشف الشيخ الجنرال مؤخرا بأن ( السنة يشكلون نصف المجتمع ) ، ولكنه معه العذر فهو عسكري وليست له دراية بالرياضيات والحساب ، وعليه فهو لا يدري ان تنظيمه وبالأشتراك مع تنظيمات اخرى حقق نسبة (16% ) فقط من اصوات مجلس النواب ، فباي حق يتحدث نيابة عن (50% ) من المجتمع العراقي . 
 
وصرح نائب من نفس الكتلة ( عرض علينا التعليم العالي لكننا نؤمن بضرورة تولينا وزارة التربية ) ، ومع الأسف فأنه لم يوضح لمن سمع تصريحه ، ماهي الضرورة التي تملي اهمية توليهم هذه الوزارة دون غيرها ، او دون غيرهم من القوائم .
 
ويصرح ممثل لقائمة اخرى مهددا بالأنسحاب اذا لم تعطى قائمته وزارة سيادية . نائب آخر كان صريحا فأشار الى ان ( المرشحين للوزراء يعتبرون هذه الوزارات مقاطعات خاصة بهم لا علاقة لها بالدولة ، والغريب ان الصراع يدور حول الوزارات الأقتصادية كالنفط والتجارة والمالية وكأن إيرادات هذه الوزارات سوف تخصص لهم لا للدولة او الشعب ) . 
 
وفي تلاطم امواج هذه التصريحات ، يظهر ( الجوكر ) او ( بوز الكَباحه ) امام وسائل الأعلام بكافة انواعها  والوانها  وفي كافة الأيام ، وكافة الأوقات ، وبمختلف التصريحات المناقضة لنفسها بين يوم وليلة ، وهو بالمناسبة ليس الناطق الرسمي بأسم قائمته الأنتخابية ، ولكن الرجل له حب جارف للفضائيات لا يستطيع مقاومته ، لذلك تراه مرة يضع الخطوط الحمراء امام مشاركة احدى القوائم الى اهمية وضرورة مشاركتها ، الى اتهام حزب الفضيلة بأن قراره بعدم المشاركة في الحكومة ( تعطيل للعملية السياسية ) ، ثم يصرح بأن جبهة التوافق ( تطالب بوزارات اكثر من استحقاقها الأنتخابي ونحن نطالبهم بحسم امرهم وان تكون مطالبهم بحسب الأستحقاق الأنتخابي ) ، مهددا بتشكيل الحكومة بدونهم ، ثم يصرح ان ( حقيبة النفط ستخضع لنفس المعيار الذي سبتم وفقه اختيار وزيري الدفاع والداخلية ) وردا على سؤال حول التدخل الأمريكي في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة وبخصوص وزارتي الدفاع والداخلية ، فيؤكد على ( نحن لا نقبل بالتدخلات سواء كان في الوزارات السيادية او الخدمية او أي وزارة ) ، بينما يصرح سياسي من نفس كتلته وفصيله السياسي بأن ( الولايات المتحدة فرضت سبعة شروط يوقع عليها المرشح لتولي حقيبة الدفاع او الداخلية مقابل موافقتها على اسناد المهمة اليه )     
 
ونتفق مع  الكاتب والصحفي رضا الظاهر  فيما كتبه بأنه ( برغم المآسي ينشغل السياسيون، "المقررون" بشكل خاص، بتقاسم المناصب الوزارية. وفي إطار المساعي لتشكيل حكومة "الوحدة الوطنية" يتجلى التهافت على المغانم، بينما بلاد المعذبين تبدو وقد سُلِّمت للارهابيين والمليشيات وفرق الموت والمجرمين وقطاع الطرق والنهّابين.
"السياسيون"، الذين يحتمون وراء جدران كونكريتية عالية حتى وإن بدت "خضراء"، مكبَّلون بنشوة غنائمهم، والناس، المغيَّبون، الصامتون، المغلوبون على أمرهم، مكبَّلون بمآسيهم، ولن يتغير حال، مادامت خنادق المحاصصات تفصل بين السياسيين والناس ..) [/b] [/size] [/font]
 

25
تركة النظام البعثي الفاشي (1 )
جاسم هداد

في احدى تهديداته لشعبنا العراقي افاد الطاغية صدام بأنه لن يسلم العراق لغيره الا خرابا ، وبعد خمسة وثلاثين عاما من حكم نظام القتل والأجرام ، يعيش العراق خرابا شاملا اجتماعيا اقتصاديا صحيا دينيا مذهبيا .....الخ .

ففي ظل نظام البعث الفاشي تمت عسكرة المجتمع ، وكثرت وتعددت المسميات ، فدائي صدام ، اشبال صدام ، جيش القدس ، جيش النخوة ، ولم يسلم من ذلك حتى طلبة المدارس الأبتدائية ، وبدلا من الألعاب التي تغذي مدارك الأطفال وتساعد على نموهم الذهني ، غزت الأسواق الألعاب التي تشيع العنف ، فترى الأطفال الذين بعمر الزهور يلعبون بالمسدسات والرشاشات والدبابات .

نظام القمع والتسلط زرع بذور العنف والعسكرة ، وحصد العراق ذلك الآن ، وما يلاحظ على الساحة العراقية دليل على ذلك ، فغدت لغة السلاح هي الفيصل في حل الخلافات ، او الأختلاف في وجهات النظر ، ولا مجال للحوار والتفاهم ، وغابت قيم التسامح والتعاون والتوصل الى الحلول الوسط ، وكما قال المهاتما غاندي " عدم التسامح في حد ذاته يمثل صورة من صور العنف وعقبة أمام نمو الروح الديمقراطية الحقة " .

وغاب حكم القانون ، وحلت محله سلطة الميليشيات ، وأنشأت محاكمها الخاصة بها وقامت بفرض قراراتها وقوانينها على المواطنين ، وفرض اتاواتها ، والويل كل الويل لمن يخالف تعاليمها .

غادرت الرحمة القلوب وحلت محلها السادية ، فتنقل تقارير الطب العدلي  حالات تمثيل بالجثث وتعرض الضحايا الى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم  ( بيان رئاسة الجمهورية في 10 مايس 2006 ) ،
واصبح العثور على الجثث الملقاة في الشوارع والطرقات والمزابل مسلسلا يوميا ، وابتدعت اساليب غاية في الوحشية في تصفية الضحايا كـ "  الدريل " ، ناهيكم عن الذبح والمصحوب بـ " الله أكبر "

والأنسان الذي حرم الله والشرائع السماوية والقوانين الوضعية قتله بدون ذنب ، تقوم قوى الأرهاب التكفيرية وبدعم لوجستي من ايتام البعث الفاشي بتفجيرات يستشهد  بسببها عشرات الأبرياء ، غير مفرقين بين طفل ومسن ، اوبين رجل وإمرأة .

ولم تسلم من العمليات الأرهابية حتى دور بيوت الله ، فتم هتك حرمة المساجد والحسينيات ، وسالت الدماء داخل بيوت الله ، وتم إحراق كتاب الله الشريف ، والمثير للأستغراب حقا ان الفاعلين لذلك يزعقون بعالي الصوت " الله أكبر " ، ولا ندري من هو " الله " الذين يكبرون له ، اليست هذه بيوته التي تنتهك حرمتها ؟ ، وأليس هذا كتابه الذي يتم حرقه ؟ واليس هؤلاء الذي يتم قتلهم وتسفك دماؤهم داخل بيوت الله هم من عباد الله ؟ . وبأي شرع سماوي يتم تحويل بيوت الله لأوكار للعصابات الأرهابية ، ومخابئ للأسلحة ؟  . وما حصل في المدرسة القادرية دليل على المتاجرة بالدين والرياء والكذب .

ان ما حصل من تشوه في النسيج الأجتماعي لمجتمعنا العراقي جريمة كبرى تستوجب محاكمة الطاغية صدام وازلامه والمنتفعين من نظامه والذين تصدروا قيادات العمل السياسي والأعلامي والأجتماعي والأقتصادي خلال أيام حكمه السوداء ، على ما اقترفوه بحق شعبنا العراقي ، ابو النخوة والشهامة والعزة .

فهل من المعقول ان يشارك الأبن مع احدى العصابات في خطف والده !!؟؟ ( حصل هذا في البصرة ونقلت قناة الفيحاء الفضائية اعترافات الأبن العاق ) ، وهل يمكن تصديق ان يشارك إنسان مع عصابة مجرمة  في خطف ابن وبنت عمه ، ويقوم المجرمون بالأعتداء على البنت ثم يقتلون الشاب والشابة ,والعراقي كان يقال عنه ( جارته اخته ) ,  ومع الأسف يقال ان 80% من عمليات الأختطاف تتم بالأشتراك مع الأقرباء او الأصدقاء . 

الأحزاب التي تقود العملية السياسية وبيدها السلطة التنفيذية ، تتحمل المسؤولية كاملة عن تطور المجتمع سلبا او ايجابا ، ولنا في بلدان الدول الأسكندنافية خير مثال ، وبالتأكيد ان ما حصل في مجتمعنا العراقي من ردة وتخلف هي نتيجة سياسة القمع والتنكيل التي مارسها النظام البعثي الفاشي ضد كل فكر نير تقدمي طوال فترة حكمه ، مما سهل على انتشار الظلامية والتطرف الديني المتشدد التكفيري  .

وتنفيذا لمخططاتها الأستراتيجية في المنطقة تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تدميرها وخرابها الذي بدأته عند فرضها الحصار على شعبنا ، وهي على يقين تام ان المتضرر الوحيد من الحصار هو شعبنا العراقي ، اما نظام الطاغية واعوانه فلقد كان الحصار لهم نعمة ،  وكأن العراق وشعبه لم يكفيه ما لحق به طوال حكم البعث الفاشي ، وتريد قوات الأحتلال إكمال ما بدأ به الصنم .[/b] [/size] [/font]   

26
المنبر السياسي / ( 1091 )
« في: 03:27 13/05/2006  »
( 1091 )
جاسم هداد
 
الرقم المثبت اعلاه ليس فاتورة شراء مواد غذائية او منزلية ، وليست فاتورة مطعم او ....الخ ، بل هو عدد ضحايا الحرب الأهلية المستترة الذين اغتيلوا على الهوية خلال شهر نيسان وفي بغداد فقط ، ومصدر الرقم المذكور ليس من وكالات الأنباء ، او من مصادر صحفية ، والتي عادة ما تكذبه المصادر الرسمية وتطالب من اذاع الخبر بتوخي الدقة ، الخبر هذه المرة مصدره بيان صادر من اعلى جهة رسمية في الدولة العراقية وهي " رئاسة الجمهورية " ، وتناقلته وكالات الأنباء يوم الأربعاء الموافق 10مايس 2006 ، وبيان رئاسة الجمهورية استند لمعطيات دائرة رسمية موثقة معنية بهذا الشأن ، وهي  تقارير معهد الطب العدلي .
 
والرقم اعلاه لم يتضمن " عدد الجثث التي لم يتم العثور عليها او الجرائم المماثلة المرتكبة في المحافظات " ويؤكد البيان على " خطورة الوضع " ، وان انتشار هذه الجرائم على هذا " النطاق الواسع " ، غدا " مثيرا للقلق العميق " .
 
رغم استمرار مسلسل القتل اليومي ، والذي لم يعد خافيا على احد من المواطن العادي الى رئيس الجمهورية ، والسياسيون العراقيون لا زالوا يتصارعون على الكراسي الوزارية ، اكثر من الف ضحية في شهر واحد وفي بغداد فقط ، ولازال بعض من ساهمت الظروف في طفوهم على السطح السياسي ، يعترض على ان الوزارة الفلانية لا يجوز ان يتبؤها كوردي ، معطيا تبريرا ساذجا كيف يكون رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من قومية واحدة  ؟ ، وكأن الأثنين ليسا بعراقيين .
 
وكأنهم لم يقرأو التاريخ فوزير المالية في اول وزارة عراقية عند تشكيل الدولة العراقية كان من الديانة اليهودية ، واشهر وزير داخلية في العهد الملكي كان من القومية الكردية .
 
وآخر يعترض على اسناد منصب نائب رئيس الوزراء لمواطن عراقي بحجة ان هذا المواطن علماني ووفق تفسيره الغريب فهو ليس شيعيا ولا سنيا ولا كرديا ، ويضيف لا فض فوه ،  ان هذا المنصب  مخصص للسنة العرب ، وبإعتبار قائمته هي الوحيدة التي تمثل السنة العرب ، فعليه ان هذا المنصب يجب ان يؤول اليه .
 
وآخر يصر وبعناد على ان وزارة النفط يجب ان تسند له ، وذلك لأدارته الناجحة لها خلال الفترة الماضية ، وكأنه لم بسمع او يقرأ تقرير المفتش العام في وزارة النفط والذي اشار فيه الى ان قيمة النفط الخام والمنتجات التي تهرب من موانئ جنوب العراق غير الشرعية تقدر مابين ( 400 ـ 800) مليون دولار وليس دينار سنويا ، وفضح فيه انغماس شرائح مهمة من الفئات السياسية والأجتماعية والدينية في عمليات التهريب والفساد الأداري بشكل او بأخر ، ولا تزال قريبة على الذاكرة فضيحة تهريب الف ومائتي صهريج نفط !!! " وليس 1200 غالون " مهرب بإتجاه احدى دول الجوار .
 
وسياسي يلح هو الآخر على ان وزارة الداخلية يجب ان تكون من حصة قائمته ، رغم ان الوضع الأمني شهد تدهورا حادا منذ تولي وزير الداخلية الحالي لمنصبه ، وصار الساكن لمدينة بغداد لا يأمن على نفسه حتى ولو كان في بيته ، واشاعت " فرق الموت " الرعب بين المواطنين ، ومنظر الجثث الملقاة في الشوارع والطرقات صار من المناظر اليومية التي يتصابح بها البغداديون ، في الوقت الذي تنقل لنا بيانات وزارة الداخلية اخبار القاء القبض على مساعدي وطباخي وسائقي الزرقاوي ، لابل صرح احد قادة قوات الأحتلال بأنهم اصبحوا قريبا من " زرقاويهم " ، ويبدو انهم لا يريدون القاء القبض عليه في الوقت الحاضر فثمة مخططات لم تنجز لغاية الآن .
 
ورئيس مجلس النواب يجند بلطجية في حمايته ، يعتدون على زميل لهم في حماية احدى النائبات ، لمجرد ان رنة الهاتف النقال ازعجته ، وعندما تطرح هذه السيدة الموضوع في مجلس النواب ، ينزعج  " ممثل الشعب "، ويستغل سلطته النيابية وبقرار انفعالي يرفع الجلسة ، غير عابئ ولا معط أي احترام لزملائه المائة والأربعة والسبعين الحاضرين لجلسة المجلس .
 
السيد رئيس الجمهورية مشكورا دق جرس الأنذار لممثلي مجلس النواب والأحزاب والقوى السياسية والمراجع الدينية بكافة طوائفها وابناء الشعب كافة وجميع اجهزة الدولة للتحرك والعمل من اجل وقف نزيف الدم ، وهي بحق مبادرة جيدة من رأس الدولة العراقية وغير مسبوقة من قبل رؤساء الدول ، بينما يلاحظ ان الوزراء ومستشاريهم ومساعديهم ومعاونيهم ومدراء مكاتبهم والناطقين بأسمهم يعرضون للرأي العام في مؤتمراتهم الصحفية ومقابلاتهم المسموعة والمقروءة والمرئية ان " الدنيا ربيع والجو بديع " ، ويشاركهم في ذلك ابناء عمومتهم واصدقاؤهم وحتى جيرانهم .
 
ما وصل اليه حال العراق لا يتحمل مسؤوليته عصابات الأرهاب التكفيرية الأجرامية وايتام النظام البعثي الفاشي وقوات الأحتلال فقط ، فهذا الأمر مفروغ منه ، ولكن كذلك يشاركهم بعض السياسيين العراقيين اللاهثين وراء المكاسب الحزبية الضيقة ، والمؤججين لنزعة الطائفية والتعصب القومي .
 
ونعتقد ان ما جاء في بيان رئاسة الجمهورية لا يتطلب ادانة الأحزاب السياسية لهذه الجرائم البشعة فقط  ، بل يتطلب تنوير الرأي العام العراقي  بكل من يساهم في عرقلة العملية السياسية من اجل منافعه الحزبية الضيقة ، وكشف كل من ساهم ويساهم في تغذية داء الطائفية ، وان خطورة الوضع تتطلب " تحركا سريعا وحازما من اجهزة الدولة خاصة للتصدي لهذه الجرائم وكشف الظروف التي اتاحت انتشارها على هذا النطاق الواسع والقبض على الزمر المرتكبة لها وإحالتها الى القضاء "
 
ومع الأسف تم التستر على الكثير من الجرائم ولم تعلن نتائج تحقيقاتها بالرغم من رئاسة مسؤولين كبار للجانها ، والأمثلة كثيرة واشهرها تفجير المرقد العسكري في سامراء ومعتقل الجادرية وكتيبة الموت . [/b] [/size] [/font]

27
الزميلات العزيزات
الزملاء الأعزاء
تحية طيبة
نظرا لعدم تمكننا من الحصول على  مكان " قاعة " في هذه الفترة لغرض عقد المؤتمر التأسيسي لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السويد ، الذي تم تحديده سابقا  " 13/5 " ، ولورود بعض الملاحظات الجادة من قبل بعض الزملاء حول " مسودتي النظام الداخلي وبرنامج الأتحاد " المقترحين  ، التي أخذت بها اللجنة التحضيرية شاكرة أصحابها .

وبعد ان تم أخيرا الحصول على مكان " قاعة " فقد تقرر عقد المؤتمر التأسيسي :
يوم السبت الموافق 27 مايس ‏2006‏‏
الساعة الثانية بعد الظهر
في آلفيك قاعة نوكبي
ALVIK   ـ قاعة Nockebysalen 

لذا وددنا اعلامكم راجين إبلاغنا  بإمكانية الحضور أو  الأعتذار ، وسنكون شاكرين لكم تجاوبكم معنا ووصول اجابتكم قبل يوم 21 مايس ‏2006‏‏

وللمزيد من المعلومات نرجو الأتصال بالتلفونات التالية :
1ـ عقيل الناصري : رقم التلفون : 4237047 ـ 070
2ـ دانا جلال : رقم التلفون : 6944308 ـ 073
3ـ وئام الملا سلمان : 7520366 ـ 073
4ـ   جاسم هداد : رقم التلفون : 9162388 ـ 073
5ـ  محمد المنصور : 9846051 ـ 073


اللجنة التحضيرية
لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
في السويد[/b][/size][/font]

28
أسفين لتقسيم الشعب والوطن
جاسم هداد

الولايات المتحدة الأمريكية عندما غزت العراق واسقطت نظام القتل والأجرام البعثي الفاشي ، لم يكن ذلك من اجل سواد عيون العراقيين ، ولا رغبة منها في نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الأنسان كما زعم اعلامها الكاذب ، وإنما جاءت لتحقيق مصالحها الحيوية في المنطقة ، ولا يفهم من ذلك ان الطاغية صدام ونظامه الفاشي كان حجر عثرة امام تحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة ، او انه كان بالضد منها ، بل العكس انه ونظامه قدم خدمات جليلة للأمريكان وسهل لهم تنفيذ مخططاتهم ، والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، ولعل في مقدمتها حربه المجنونة ضد الجارة إيران ، وانه كان مستعدا لتقديم كل ما تطلبه الولايات المتحدة الأمريكية ، مقابل بقائه في منصبه ، ولقد كشفت التسريبات الأعلامية ذلك قبل الغزو الأمريكي للعراق ، حتى ان الطاغية لم يكن يتوقع ان الأمريكان جادين في اسقاطه ، حيث كان يشيع بين اعوانه ان الهجمة ستكون مشابهة للتي حصلت عام 1991 ، ولم يدر في خلده ، انه اصبح ورقة محروقة ، يتطلب استبدالها بما يتماشى وثقافة القرن الواحد والعشرين من مفاهيم الديمقراطية وحقوق الأنسان .

من اجل ان تتسيد البلدان الغازية وقوات الأحتلال فانها تتبع السياسة الأستعمارية القديمة " فرق تسد " ، وكلما كان البلد المحتل ضعيفا ومقسما ، ويعاني من الضعف في الأنتماء الوطني ، ويعيش حالة التناحر ، كلما كانت السيطرة عليه يسيرة سهلة ، ولكون الشعب العراقي يتشكل من فسيفساء ملونة ، فتعيش فيه قوميات متعددة ، اديان مختلفة ، وطوائف عديدة ، لذلك عمد منظروا الليبرالية الجديدة  الى التنظير والترويج الى مفاهيم " مكونات الشعب العراقي الأساسية " و" الشيعة والسنة والكورد " وتكريس المبدأ الكريه " المحاصصة الطائفية القومية " وذلك في مؤتمر لندن ثم صلاح الدين ، ومعروف لأبناء الشعب العراقي كيفية تشكيل مجلس الحكم ثم الحكومة المؤقتة ، وتلتها الحكومة الأنتقالية .

ومن المؤلم ان سياسيي المرحلة الطائفية ولغوا في وحل الطائفية ، مفضلين مصالحهم الفئوية الضيقة على مصالح الشعب والوطن ، وكانت جلسة مجلس النواب ليوم السبت الموافق 22 نيسان 2006 تجسيدا عمليا على التأسيس لعرف يتم بناء الدولة عليه ، وهو تولي المناصب السيادية على اسس طائفية عرقية مقيتة ، بعيدة عن المواطنة العراقية وتجاوزا على الدستور العراقي والذي تشير مادته الرابعة عشرة بأن " العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الأصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع الأقتصادي او الأجتماعي " وكذلك مادته السادسة عشرة التي تؤكد عاى ان " تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين ، وتكفل الدولة اتخاذ الأجراءات اللازمة لتحقيق ذلك " ، والمادة الثالثة والخمسين التي تنص على " ينتخب مجلس النواب في أول جلسة له رئيسا ، ثم نائبا أول ونائبا ثانيا بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس بالأنتخاب السري المباشر " والملاحظ ان المادة لم تشر أن المنصب يجب ان يكون من حصة طائفة معينة ، والمادة السابعة والستين التي تحدد شروط المترشح لمنصب رئيس الجمهورية ، والتي لم يذكر في أي منها انتمائه القومي او الديني او المذهبي ، بل اكدت على ان يكون " عراقيا بالولادة ومن ابوين عراقيين " ، وكذلك المادة التاسعة والستين التي تنص على أن " ينتخب مجلس النواب من بين المرشحين رئيسا للجمهورية بأغلبية ثلثي عدد اعضائه " ، ولم ينص على قوميته او دينه او طائفته ، والمادة الخامسة والسبعين التي تنص على أن " يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية " ، والمادة الدستورية واضحة حيث تشير الى الكتلة النيابية الأكثر عددا وليس القائمة الأكثر عددا ، كما انها لم تحدد قومية ودين وطائفة المكلف بتشكيل الوزارة ، وكذلك المادة السادسة والسبعين التي تحدد الشروط الواجب توفرها في المرشح لمنصب رئيس الوزراء وهي نفسها التي تنطبق على المرشح لمنصب رئيس الجمهورية ، أي لم يتم تحديد قومية ودين وطائفة المترشح .

وماتم في جلسة مجلس النواب بعيدا كل البعد ويتناقض مع تصريحات القادة السياسيين من بناء " دولة المؤسسات وتكريس مفهوم المواطنة ونبذ الطائفية والعرقية والفئوية " وان " الحكومة ليست ملكا لطائفة او حزب ، وانما ملك الوطن " ، وبعيدا عن مبدأ " الوحدة الوطنية " التي ينادي بها جميع السياسيين العراقيين ، وكيف تستطيع حكومة تتشكل وفق المحاصصة الطائفية القيام بـ " القضاء على الطائفية والتمييز بين ابناء الشعب العراقي " ، وكشفت كذلك ان السياسيين الطائفين رغم تناقضاتهم المعلنة ، لكنهم يتفقون عندما تلتقي مصالحهم الحزبية الفئوية ، وان المتباكين على مصالح الشعب والمتاجرين بدماء الأبرياء ، والمدعين بتضررهم من الطائفية ، هم طائفيون اكثر من غيرهم ، لا بل يزعمون انهم وحدهم الممثلون لطائفتهم ، وطالبوا بحصر المناصب السيادية المخصصة لطائفتهم بهم وحدهم دون سواهم من القوائم الأنتخابية ، وتخلوا بسرعة عن حلفائهم ولم تمض اربعة اشهر على تحالفهم معهم .   

ان ما تم في جلسة مجلس النواب ليوم السبت هو تكريس خطير لنهج  يؤسس لعرف قد يصبح قانونا غير مكتوب ، وسيكون قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت يريد لها مخططوها ان تنفجر كما الحال في لبنان ، ان هذا النهج هو الطاعون الجديد ، هو الهاوية التي يأخذ سياسيو هذه المرحلة الوطن لها ، والتاريخ سوف لن يرحم من يساهم ويشارك في تأسيس هذا العرف الذي سيؤدي الى تدمير العراق . [/b][/size] [/font] 


29
الطائفية ... الطاعون الجديد
جاسم هداد

رغم مرور اكثر من اربعة اشهر ، ولا زالت الكتل السياسية تراوح في مكانها ، غير عابئة بما يعانيه الشعب العراقي ، وكأنه قدر لهذا الشعب ان يخرج من نفق ليدخل نفقا آخر لا يقل  قتامة من نفق النظام البعثي الفاشي ، زحفت الجماهير العراقية نحو صناديق الأقتراع متحدية القوى الأرهابية والتكفيرية وادلت بأصواتها ، وفاقت نسبة المشاركة الأنتخابية بلدانا مستقرة من الناحية الأمنية ، وذلك من اجل انهاء الوضع الأنتقالي الأستثنائي ، من اجل ان يروا بصيص نور وامل بعد فترة ظلام لأكثر من خمسة وثلاثين عاما ، من اجل تشكيل حكومة دائمية ، تضع في مقدمة اهدافها معالجة تردي الخدمات .

 ورغم مرور اكثر من اربعة اشهر على الأنتخابات النيابية ، والأوضاع تسير من سئ الى أسوأ ، فالخدمات تردت الى معدلات لم يسبقها مثيل ، والوضع الأمني صار يصعب الحديث عنه ، فالعاصمة بغداد تحكمها الميليشيات والتي لا احد يعرف لمن ولاؤها ، الجثث الملقاة في الشوارع والمزابل صارت مسلسلا يوميا ، الساكنون بغداد ( بإستثناء المنطقة الخضراء المحمية امريكيا ) ، يحمدون الله صباحا عندما يجدون انفسهم احياءا يرزقون ، ولسان حال الناس يصرخ عاليا لا نريد شيئا الا الأمان ، وبدلا من رسم الخطط والبرامج لعودة الملايين من العراقيين الذي تركوا البلاد بسبب ظروف القهر والقمع الصدامي ، يلاحظ خروج العراقيين بالآلاف يوميا من بلدهم الى دول الجوار .

كل هذا يحدث ولم يهز ضمائر ونخوة السياسيين الطائفيين  ، ويبدو انه لا يتوفر لهم الوقت الكافي لمعالجة الكوارث التي يمر بها شعبنا ، فهم مشغولون بكيفية زيادة ارصدتهم المالية في البنوك الخارجية ، وكيف يتم تفسير قيام الف ومائتي شاحنة بتهريب النفط الى دول الجوار ولم يتم اتخاذ اجراء بالحفاظ على ثروة البلد ومحاسبة المقصرين ، وكيف يجرؤ امرء او عصابة بتهريب هذا العدد من الشاحنات ( الله وأكبر !!! ) من دون دعم واسناد من مسؤولين كبار في الدولة ، وكيف تم تهريب مائتي شاحنة من قافلة الشاحنات رغم اكتشاف السرقة وحجز هذه الشاحنات .

كل هذا الخراب الذي يحصل في بلدنا وسياسي المرحلة الطائفية يسلكون بكل وقاحة سلوك الطاغية صدام بالتشبث بالكرسي ، غير مقدرين لهذا الشعب تضحياته ، منافقين بالأدعاء بأنهم يناضلون من اجل مصلحة الشعب العراقي ، وما يجري الآن كشف حقيقتهم وبان ادعائهم .

تنقل شاشات الفضائيات انتقادات السياسيين للطائفية ،وكل منهم يرمي الآخر بتهمة الطائفية ،  وبعض هؤلاء كثيرا ما تباكوا انهم ضحية الطائفية ، ولكنهم عندما تسنت لهم الفرصة في ان يكونوا قاب قوسين او ادنى من تسلم كرسي المسؤولية ، كشفوا عن طائفيتهم المقيتة ، واعلنوا ان هذا المنصب يجب ان يكون لهم  لكونهم ينتمون لهذه الطائفة المعينة وان هذا الكرسي هو من استحقاقها ، ضاربين بعرض الحائط ما جاء في دستور البلاد من ان  المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ، داقين اسفينا في جسم المجتمع العراقي في تعميقهم لهذا التقسيم الطائفي ، والذي لو قدر له النجاح فسيكون اشد خطورة من مرض الطاعون .

الطائفية التي فرضها الأمريكان في مؤتمر لندن ، واعادوا تثبيتها في مؤتمر صلاح الدين ، وكرسوها عند تشكيلهم لمجلس الحكم ، ثم تم التعامل معها وكأنها امر واقع مفروغ منه عند تشكيل الحكومة المؤقتة وكذلك في الحكومة الأنتقالية ، ويتقاتل الطائفيون الآن من اجل جعل المحاصصة الطائفية عرفا او قانونا في تشكيل الحكومات العراقية ، ومع الأسف انهم عارفون بأن ذلك اشد خطرا من الطاعون على مصير البلد ، ولكنهم عن ذلك زائغون ، وهو جيدا يدركون ان الظروف الحالية التي يمر بها وطننا  والأجواء الملبدة بالازمات والصعوبات والمفخخات والقتل اليومي التي يعيشها شعبنا ، تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تقام على اساس الحوار والتوافق الوطني واعلاء قيم المواطنة .

الا يستحق شعبنا  المكافأة على صبره وانتظاره ؟ ، الا يشكل كل ذلك حافزا للسياسيين العراقيين للأرتقاء   الى مستوى المسؤولية، وان يتم الاسراع في تهيئة الاجواء الايجابية لانعقاد جلسة مجلس النواب وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، بدون محاصصة طائفية مقيتة وبعيدا عن الاستئثار والهيمنة والتهميش ، حكومة تتسع للجميع ، وتوفر امكانية المساهمة الواقعية في تحمل المسؤولية . [/b][/size] [/font]

30
شكر وتقدير
السيد هوشيار زيباري وزير خارجية جمهورية العراق المحترم

تحية طيبة

في عهد البعث الفاشي المقبور ، كانت السفارات العراقية اوكارا للمخابرات للتجسس على ابناء الشعب العراقي الرافضين لنظام القتل والأجرام .
وبعد سقوط الصنم ، تحولت السفارات الى بيوت للعراقيين ، تقدم التسهيلات لأبناء الجالية العراقية
وفي عاصمة السويد ، ستوكهولم ، شعرنا نحن العراقيين عندما ندخل بناية السفارة ، وكأننا في بيوتنا ، فلقد بذل السيد السفير الدكتور احمد بامرني جهودا كبيرة من اجل جعل السفارة العراقية في ستوكهولم بيتا لكافة العراقيين

 الأحزاب والقوى السياسية العراقية في الهيئة الأستشارية تتقدم بجزيل شكرنا وتقديرها للسفارة العراقية في ستوكهولم ، لما قامت وتقوم به من خدمات لأبناء جاليتنا العراقية ، وتتقدم بالشكر الجزيل  لسعادة  السفير الدكتور احمد بامرني لرعايته الخاصة لهذا الأمر ، واحتفائه بالمناسبات الوطنية والقومية والدينية ، ورعايته شخصيا احياء ذكرى فاجعة حلبجة .

الأحزاب والقوى السياسية العراقية في الهيئة الأستشارية :

المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق  ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ الحزب الشيوعي العراقي  ـ الأتحاد الوطني الكردستاني  ـ حزب الدعوة العراقية ـ الحركة الديمقراطية الآشورية   
ـ التيار الصدري ـ الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق ـ الحزب الأشتراكي الديمقراطي الكردستاني ـ حزب الفضيلة الأسلامي ـ  الأتحاد الديمقراطي الكلداني ـ المجلس العام للكرد الفيليين ـ المجلس الصابئي المندائي ـ الأتحاد الأسلامي التركماني ـ المجمع الكردي .

نسخة منه الى:
السفارة العراقية في ستوكهولم

6 نيسان 2006[/b][/size][/font]

31
بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
محطات من حياة الرفيق فهد
   
جاسم هداد

ولد الرفيق الخالد فهد في بغداد في 8/7/1901 . من عائلة كادحة من قرية ( برطله ) التابعة لمحافظة نينوى الآن , تهتم بتربية اطفالها وتعليمهم وعند بلوغه السابعة انتقلت عائلته طلبا للعمل الى البصرة وادخل مدرسة السريان الابتدائيه وبعد تخرجه منها دخل مدرسة ( الرجاء العالي ) الامريكيه. وبعد سنتين اضطر الى ترك الدراسه بسبب الاوضاع الاقتصاديه للعائلة, وفي عام 1916 اضطر للعمل في معمل صغير للثلج يعود لأخيه في الناصريه .
وعاد ثانية الى البصرة ليعمل كاتبا في ادارة توزيع الكهرباء  في الميناء , وتعرف على احوال العمال وظروفهم في مشروع كبير, , ويروي شقيقه " داود سلمان يوسف" احد قادة الأضراب الذي اعلنه عمال المسفن " الدوكيارد"في البصرة صيف 1918 في حديث  للرفيق عزيز سباهي وكان الأثنان معتقلين في معتقل ابو غريب عام 1949 , أن الرفيق فهد وكان وقتذاك شابا يافعا قام بصياغة وكتابة العريضة التي قدمها العمال لأدارة المسفن   .
ثم انتقل للناصرية واشتغل عاملا في معمل الثلج والطحين العائد لأخيه , وفتح مكتبة في الناصرية لبيع الكتب والصحف بالأشتراك مع " مهدي وفي " .

مطلع العشرينات انتمى فهد الى اول حزب وطني شعبي تأسس في العراق ( الحزب الوطني العراقي ) واصبح مساعد رئيس فرع هذا الحزب في الناصريه . فكان وهو يمزج النضال الوطني بالنضال الطبقي يحس بعدم فاعلية اساليب النضال السائده آنذاك فأنكب على مطالعة الكتب المتوفرة مثل ( البيان الشيوعي , مالعمل , الدولة والثورة ) ومراسلة الصحف البغدادية ( الشباب 1929 وكان وكيلها في البصرة ويتولى توزيعها , البلاد 1929 , نداء العمال 1931 , الأهالي 1932 ) والعربية . حتى اهتدى الى الماركسيه, وكان يجيد اللغات العربية والكلدانية والأنكليزية والروسية , ومعرفته لهذه اللغات مكنته من تتبع الأحداث الدولية عبر الصحافة الأجنبية .

 آمن فهد بالنظرية الماركسيه فوجد فيها السلاح لمقاومة الظلم والاستغلال وتحقيق العدالة الاجتماعية . وفي غمرة كفاحه الوطني التقى بامثاله من رواد الحركة الشيوعيه في العراق وأسس اولى الخلايا الشيوعية في البصرة والناصرية عام 1929 بين صفوف العمال والفلاحين وكانت اولى الخلايا الماركسيه التي تربط النظرية بالعمل وتساند الحزب الوطني العراقي الذي كان يترأسه " محمد جعفر ابو التمن " وتجد فيه المجال العلني لنشاطها .

ومن اجل تطوير معارفه عن البلدان العربية قام بجولة في عدة اقطار عربية ( الكويت . سوريا ولبنان , فلسطين وشرق الأردن ) عام 1930 ونشر مقالاته عنها في جريدة ـ البلاد ـ وكان وقتها يرغب بالسفر الى الاتحاد السوفيتي حيث حاول الاتصال بالحزب الشيوعي الفلسطيني خلال زيارته لفلسطين لكنه لم ينجح . هذا مع العلم انه  سبق وان حاول السفر الى الاتحاد السوفيتي في عام 1929 حيث سافر الى ايران واتصل بالقنصلية السوفيتية في شيراز من اجل السماح له بالسفر لكنه لم يتمكن لعدم حصوله على تزكية .

بعد إعلان المعاهدة العراقية ـ البريطانية الرابعة والتي تم توقيعها في 30 حزيران 1930 وعرفت بمعاهدة 1930 , تزايدت النشاطات الجماهيرية المناهضة للمعاهدة , والمطالبة بالأستقلال , مما دعى فهد للعودة الى العراق ليكون في قلب الأحداث , حيث شارك في المؤتمر الوطني الذي تم عقده في 5 كانون الثاني 1931 , حسب ما ذكره شقيقه داود للرفيق عزيز سباهي , حيث سعى لعقده حزبا       " الأخاء الوطني " و " الحزب الوطني العراقي " وقد شارك في هذا المؤتمر ممثلون عن العشائر وعدد من الشخصيات البارزة , إضافة الى ممثلي الحزبين وشخصيات غير حزبية , واسفر عن توقيع مذكرة تطالب بتعديل المعاهدة واسقاط الوزارة وحل المجلس النيابي .

قاد فهد الاضراب العام في الناصرية عام 1931 والذي استشهد فيه ( حسن عياش ) صديق ورفيق فهد . في مساء 13 كانون الأول عام 1932 اصدر فهد اول بيان  يحمل شعار المطرقة والمنجل , ويا عمال العالم اتحدوا, ويعيش اتحاد جمهوريات عمال وفلاحي البلاد العربية , ووقعها بأسم  "  عامل شيوعي "  وتم تعليق البيان في 18 مكانا  في الناصرية .
عندها ضجت الدوائر الحكومية من نشاطه فأشتكوه الى زعيم الحزب الوطني "  ابو التمن " بأن مساعد رئيس فرع الحزب في الناصريه  ( هدام ) فأجابهم ابو التمن : ( بل انه بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس وانني اعضده بما املك من طاقة ) .

في 20 شباط 1933 تم اعتقال فهد في الناصرية وكان اول عراقي يدافع عن الشيوعية ويعترف بأنه شيوعي امام المحاكم حيث اعلن بكل ثبات " انا شيوعي وهذا معتقدي ومذهبي " واطلق سراحه بتدخل من ابو التمن .

كان فهد دائم الاتصال بمنظمي الحلقات الماركسية في بغداد والمدن الاخرى .ونشط كثيرا في تعريف شيوعي بغداد وتوثيق روابطهم بشيوعي الناصرية والبصرة والديوانية والعمارة والنجف ,  وتم تأسيس الحزب الشيوعي العراقي بتوحيد جميع تلك الحلقات في تنظيم مركزي , وتم انتخابه عضوا في اللجنه المركزية للحزب .

في كانون الأول 1934 ارسله الحزب الى موسكو للدراسة وهناك التقى برفيقة حياته وتزوج واثمر هذا الزواج عن بنت اسمها " سوزان " . زوجته كانت شيوعية وظلت حتى آخر حياتها تنتخب عضوة في المجلس الشعبي لمنطقتها . وابنته سوزان زارت العراق " الناصريه " مرة واحدة في السبعينات .
 
شارك فهد في المؤتمر السابع للكومنترن " الاحزاب الشيوعية " الذي انعقد بين تموز وآب 1935 بصفة مراقب , وفي مؤتمر الأتحاد العالمي للنقابات العمالية الذي انعقد في موسكو عام 1935 . وانهى دراسته في مدرسة " كادحي الشرق "  بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنوات .
سافر بعدها الى فرنسا وبلجيكا للتدريب على النضال الثوري الشيوعي بين صفوف عمال المناجم , وكان يدعى هناك بأسم " فردريك "  .وعند نشوب الحرب الأهلية الأسبانية ابدى رغبته في التطوع في الفيلق الأممي لأسناد الجمهورية الأسبانية لكن طلبه رفض للحاجة له في مهمة إعادة بناء الحزب في العراق .

في 30 كانون الثاني 1938 عاد فهد الى العراق  ,بعد غياب ثلاث سنوات بين الدراسة في موسكو  ومن جولته في بعض المدن الأوربية , فوجد  الحزب قد تعرض لضربة قوية من قبل السلطات الحكومية , حيث نجحت السلطات في إعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره , وانسحاب البعض من الحزب وظن مناهضو الشيوعية , انه تم القضاء على الشيوعية في العراق , وان الحزب لن تقوم له قائمة  , كما توهم البعث العفالقة , عندما صرح الطاغية صدام حسين بأن عام 1980 سيشهد نهاية الحزب الشيوعي في العراق , وهاهو الحزب يعود وتنتشر تنظيماته في كافة ارجاء العراق , وصدام ,إلتجأ لحفرة بائسة كبؤسه لينقذ نفسه و كما قال الباحث الكبير حنا بطاطو , ان الميل للشيوعية ( بدا ميلا لا مرد له , فما ان يقطع في مكان ما , حتى ينبع فجأة في مكان آخر ) .

 وامضى فهد الأشهر الستة من عودته متنقلا في البلاد بغية التعرف بنفسه على الأوضاع الأجتماعية والسياسية ودراستها والتعرف بنفسه على وضع الحركة الوطنية , وظل يتنقل بين البصرة والناصرية وبغداد , ويلتقي بمن سلم من الشيوعيين القدامى من اعتقال البوليس  ,واستخدم خلال هذه الفترة اسم  ( سعيد ) ,  فوجد الحزب الوليد مهشما , مبتليا بالفوضى التنظيمية , يسوده عدم الأنضباط الحزبي , فأهتم بأعادة بنائه  مجددا وفق الأسس  اللينينية التي تعلمها والخبرة التي اكتسبها , واستطاع ان يبني حزبا شيوعيا لايعرف المهادنة ولا الموسمية ,

 وفي عام 1939 خرج الحزب للجماهير ثانية كمنظمة سياسية للطبقة العاملة العراقية واصدر في تشرين الأول 1939 منشورا للشعب محددا فيه مطاليب الشعب ومن بينها حقه في تأليف النقابات العمالية والأحزاب السياسية , ثم اصدر جريدة الحزب   " الشرارة " في كانون الأول عام 1940, وتشكلت لجنة مركزية للحزب في كانون الثاني 1941 من : ( يوسف سلمان , عبدالله مسعود القريني , وديع طليا , جورج يوسف , نعيم طويق , حسين طه ) , وبعد مرور تسعة أشهر , في تشرين الثاني 1941 تشكلت لجنة مركزية جديدة ضمت :( يوسف سلمان , عبدالله مسعود القريني , صفاء الدين مصطفى , حسين محمد الشبيبي , وديع طليا , نعيم طويق , داود الصائغ , ذوالنون أيوب , امينة الرحال , زكي بسيم ) وانتخبت اللجنة المركزية الرفيق فهد سكرتيرا عاما لها .
 
 وفي مطلع عام 1942 كان الحزب بقيادة الرفيق فهد وراء تقديم عدد من الشباب الديمقراطي طلبا لتأسيس حزب ( الوحدة الوطنية الديمقراطي ) وقد نشر برنامجه في جريدة الشرارة في شباط 1942 , ولكن الحكومة لم توافق على إجازته .

وفي الأسبوع الأول من تشرين الثاني عام 1942 سافر الى موسكو للمشاركة في اجتماع ممثلي الاحزاب الشيوعية واثناء غيابه حصل انشقاق في الحزب واستولى المنشقون على مطبعة الحزب وجريدته . فأصدر الحزب في شباط 1943 جريدة ـ القاعدة ـ واسموها بالقاعدة تثمينا لدور قاعدة الحزب في انقاذ حزبها والمحافظة عليه وان القاعدة هي التي تشكل قلب الحزب وجوهره .

في منتصف نيسان 1943 عاد فهد للعراق , واتجه بقوة نحو تعزيز قاعدة الحزب العمالية والعناية بوجه خاص بالكادر العمالي الذي اثبت تمسكه بخط الحزب , وشن حملة على الأنتهازية من على صفحات جريدة القاعدة كاشفا عن جذرها الطبقي والعوامل التي تدفعها الى التحرك ضد الحزب

في آذارعام 1944 عقد الحزب كونفرنسه ( المجلس الحزبي العام ) الأول في بيت العامل النقابي علي شكر الواقع في منطقة الشيخ عمر في بغداد , والذي حضره " 18 رفيقا " ويشكلون اعضاء اللجنة المركزية ومندوبي لجان الفروع واللجان الحزبية , وقدم فهد فيه التقرير السياسي الذي حلل فيه بشكل بارع الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في العراق لتلك الفترة فضلا عن الوضع العالمي وقدم كذلك  "  الميثاق الوطني " الذي شخص فيه الاهداف الوطنية لشعبنا والتي ما زالت تحتفظ بحيويتها حتى الآن , على سبيل المثال :
1ـ نناضل من اجل سيادتنا الوطنية ( استقلال حقيقي للبلاد )
2ـ نناضل لأيجاد حكومة تعمل لمصلحة الشعب , ونظام ديمقراطي

في آذار عام 1945 عقد المؤتمر الوطني الاول في بيت يهودا صديق في منطقة الكرخ في بغداد والذي حضره " 27 رفيق " والذي تم فيه تقديم التقرير التنظيمي والنظام الداخلي للحزب وقد وضع فهد فيه كل خبرته وما درسه وتعلمه , إضافة الى ترسيخه تقاليد وقيم ثورية متينة ,  جعلت الحزب قلعة حصينة مكنته من الصمود امام اقسى ما عرفه العراق من وحشية واعمال تصفية جسدية وعمقت جذوره في ضمير الشعب العراقي , اذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي البائد , مرورا بشباط الأسود ونظام العفالقة المقبور واعمال الأرهاب الأجرامية على يد بقايا النظام المقبور والقوى الظلامية .
وانتخب المؤتمر لجنة مركزية , والتي انتخبت الرفيق فهد سكرتيرا عاما للحزب والمكتب السياسي , وتركزت اعمال المؤتمر حول التنظيم , وسمي بـ " مؤتمر التنظيم " وعقد المؤتمر تحت شعار " قووا تنظيم حزبكم , قووا تنظيم الحركة الوطنية " , وكذلك ناقش المؤتمر التقرير السياسي الذي أعده الرفيق فهد بعنوان " حول الوضع العالمي والداخلي " 

في عام 1945 وبفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الحزب بقيادة الرفيق فهد تم تأسيس ( عصبة مكافحة الصهيونية ) التي قدمت طلبها للأجازة في 12 أيلول 1945 , وتميزت بدور هام في النشاط السياسي العراقي آنذاك واصدار جريدتها  "العصبه " وكتب الرفيق فهد معظم افتتاحيات جريدة العصبه .

قاد الرفيق فهد مباشرة اول معركة لجماهير شعبنا في بغداد حيث اندلعت في 28 حزيران 1946 مظاهرة صاخبة , شارك فيها حوالي " 3000 متظاهر "  دشن من خلالها المناضلون الأوائل خوض المعارك الجسورة دفاعا عن الحريات الديمقراطية في العراق واحتجاجا على الأعمال الاجرامية في فلسطين وتأييد شعب مصر الشقيق من اجل الجلاء . وتصدت لها شرطة العهد الملكي بالهراوات والسلاح واستشهد فيها خمسة متظاهرون كان احدهم عضوا في الحزب هو الشهيد شاؤول طويق .

وتحت تأثير النهوض الثوري العالمي بالأنتصار على الفاشية عمت العراق موجة من النهوض الثوري , عمل الحزب بقيادة فهد على توجيهها نحو اهداف شعبنا في التحرر والديمقراطية وشجع الأحزاب الوطنية على النشاط الشرعي واستثمر جميع الأمكانيات السرية والعلنية لنشر الوعي والتثقيف بأهم القضايا الوطنية

حول فهد الحزب بين 1941ـ 1947 الى قوة سياسية متماسكة وفعالة وبنى له قاعدة جماهيرية ,واصبح حزبا يتصدر نضالات شعبنا , وكانت جريدة القاعدة تطبع " 3000 " نسخة , وكتب بهجت العطية مدير الأمن العام آنذاك تقريرا في نيسان 1949  اشار فيه الى ان : ( العقائد الشيوعية انتشرت انتشارا واسعا في المدن الكبيرة , الى درجة ان الحزب اجتذب اليه في أيامه الأخيرة ما يقرب من  50% من شباب الطبقات كافة.
ووجدت الشيوعية طريقها كذلك الى السجون التي صار لها لفترة من الزمن مظهر مؤسسات تعليمية شيوعية )  وفي ليلة 18/1/1947 تم اعتقاله  ورفيقه زكي بسيم ( حازم ) وعزيز عبدالهادي , في بيت ابراهيم ناجي شميل الواقع في محلة الصالحية في منطقة الكرخ في بغداد , والذي كان على بعد رمية حجر من مقر الأقامة الخاص بوزير الداخلية  , وكان على موعد للأجتماع بالشخصية الوطنية سعد صالح زعيم حزب الأحرار , وكان الرفيق فهد قد اضطر في تلك الأيام الى ان يتخلى عن تشدده المعتاد في التحرك السري والتردد على بيوت عديدة , وذلك من اجل تدارك الأوضاع التي تعرضت لها الحركة الوطنية , لأن الخلافات الحادة التي نشبت بين القوى الوطنية والحاجة الى رأب الصدع بين هذه القوى وفضح ما يبيته الحكم قد تطلبت نشاطا مكثفا من جانب الحزب الشيوعي وقائده بالذات .

اخذ فهد ورفاقه اولا الى المقر الرئيسي لمديرية الأستخبارات في مركز بغداد , وبعد فشل سلسلة من التحقيقات , اكتشفت السلطات بمرور الوقت ان المعتقلين من قماشة تزداد صلابة كلما ازداد طرقها , فعمدت الى نقلهم الى سجن أبي غريب العسكري , وكان اعتقال الرفيق فهد نكبة وطنية حقيقية تركت آثارها ليس على الحزب الشيوعي العراقي فقط بل وعلى عموم الحركة الوطنية . وتمت محاكمته في آيار 1947 مع (35) رفيق.

كانت محاكمته ملحمة رائعة  للدفاع عن الشيوعية وعن الشيوعيين العراقيين واستطاع فهد بدفاعه المتين عن الشيوعية والحزب الشيوعي العراقي ان يجعل الخصم في موقع الاتهام , ونشرت الصحف فقرات من دفاعه , وتلقفتها الجماهير , فمثلا بيعت جريدة " الرائد "التي نشرت دفاع الرفيق فهد في المحكمة بـ " 250 " فلسا في وقت كان ثمن النسخة الواحدة من الجريدة آنذاك عشرة فلوس فقط . وكان دفاع فهد ورفاقه في قاعة المحكمة دفاعا عن الحركة الوطنية وفضحا لخيانة اعداء الشعب . مما دفع الحكومة الى تحويل المحاكمة الى جلسات مغلقة .

في 24/6/1947 تم الحكم عليه بالاعدام وبسبب حملات الاحتجاج العالمية اضطرت حكومة صالح جبر  ابدال حكم الاعدام بالسجن المؤبد في 13/7/1947 ,وفي اليوم التالي تم نقله الى سجن بغداد المركزي , وفي ليلة 14/15 آب 1947 تم نقله الى سجن الكوت , وهناك حول فهد السجن الى مدرسة او معهد ثقافي ثوري وكان يقود الحزب وهو في السجن من خلال الرسائل التي كانت تكتب بماء البصل .

بعد وثبة كانون1948. وتصاعد التوتر العالمي  وفي 6/1/1949 اصبح نوري السعيد المعروف بعدائه للشيوعية رئيسا للوزراء واعلنت حالة الطوارئ والاحكام العرفية تحت ذريعة حماية مؤخرة الجيش في فلسطين واعلن نوري السعيد في البرلمان ان هدف حكومته ( ان تصفي الحساب مع الشيوعيين  وتكافح الشيوعية حتى نفسها الأخير في البلاد ). واعادت حكومة نوري السعيد محاكمة الرفيق فهد ورفاقه  , وحكمت عليه المحكمة بالأعدام وتم تنفيذ حكم الأعدام قبل اعلانه وذلك يوم 14 شباط 1949 حوالي الساعة الرابعة والنصف من فجر ذلك اليوم .

 ولقد اشرف السفير البريطاني بنفسه على المحاكمة وعلى تنفيذ الحكم وقال : ( سوف لا تقوم قائمة للشيوعيين في العراق لعشر سنوات قادمة ) ولقد ذكر كامل الجادرجي ذلك في مذكراته. ويقول الجادرجي كذلك في مذكراته : ( كان في حينه قد اخبرني صبيح ممتاز عندما كان يشغل مدير العدلية العامة بأن جمال بابان " وزير العدلية " استدعى ثلاثة حكام ممن حكموا فهد وجماعته بالأعدام ووزع عليهم مبلغ ( 800 ) دينار من المخصصات السرية كتشجيع . وقال صبيح في حينه انه نفسه الذي وزع المبلغ المذكور بحضور جمال بابان واضاف صبيح قائلا : ان جمال تدخل تدخلا فعليا في محكمة التمييز لحمل المحكمة على تصديق الحكم ) .

وقد كان إعدام الرفيق الخالد فهد ورفاقه " عملا ظالما خارجا عن القانون العراقي الذي كان ساري المفعول آنذاك جملة وتفصيلا " كما جاء في مقال للدكتور وليد عبدالخالق ابراهيم في جريدة المؤتمر ليوم 14 أيلول 2001 , مفندا التهم التي بموجبها صدر حكم الأعدام , "  فتهمة الأتصال بالأجنبي التي وجهت الى فهد ورفاقه كان يمكن ان توجه الى كافة اعضاء النظام الملكي آنذاك " وكذلك تهمة " التحريض على قلب الحكومة كان يمكن ان توجه الى كافة سياسي النظام الملكي , حيث كان يحوك كل منهم الدسائس والمؤامرات للأخر " أما تهمة التظاهر واعمال الشغب والأضطرابات والتمردات فكان يمكن ان " توجه الى اعضاء حزب الأستقلال وبقية احزاب المعارضة وكافة شيوخ العشائر " .

ولقد كانت الحكومة الملكية الرجعية واهمة بأنها عندما قامت بإعدام سكرتير الحزب وعضوي مكتبه السياسي , وإعتقال كوادره , ومصادرة اجهزته الطباعية , وانهيار من كان يتولى المسؤولية الأولى الميدانية في الحزب وتحوله الى دليل للشرطة الجنائية ,   وتوجيهها بذلك ضربة شديدة وقاسية للحزب وتنظيماته , فأن الحزب سوف لن تقوم له قائمة , وان الشيوعية قد ماتت , ولكن وهمهم هذا بددته شمس الحقيقة عندما سطعت , وعاد الحزب لنشاطه بعد اقل من سنة .
والرفيق فهد اول عراقي حكم بالأعدام لأنه شيوعي . وعند نقله من سجن الكوت الى بغداد قبل اعدامه قال لرفاقه :
( ايها الرفاق : قد لا نلتقي بعد , انتم مسؤولون عن التنظيم وصيانة جوهركم الثوري ) .
وعندما فتح باب الزنزانة واقتيد لتنفيذ الحكم قال لرفاقه :
( وداعا ايها الرفاق . صونوا حزبكم ). ( وداعا يا رفاقي وداعا ) وكررها ثلاث مرات .
وعندما سأله الجلادون من تريد رؤيته قبل الموت ؟  طلب رفيقيه زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي وأخيه المعتقل داود وإحدى قريباته , وارسل الى امه رسالة شفوية مع أخيه قائلا : (انك ستذهب اليها , فبلغها : ان يوسف قد عذبك كثيرا واتعبك , الا انه لم يكن ثمة طريق آخر سوى هذا الطريق , طريق النضال الوطني في سبيل التحرر من الأستعمار) 
وقبل اعتلائه المشنقة قال قولته الشهيرة :
( الشيوعية اقوى من الموت واعلى من المشانق )

وبعد ثورة 14 تموز المجيدة تم رد الاعتبار للشهيد الخالد فهد ورفاقه . ففي 24/2/1959 اصدرت حكومة الثورة قرارا بأعتبار الاعمال التي حكموا بسببها هي من اعمال الكفاح الوطني التي تستأهل التقدير واعتبارهم " شهداء الشعب "
واكراما واجلالا وتقديرا لرفاقنا الأماجد وكل شهداء حزبنا فلقد اتخذ حزبنا قرارا بأعتبار يوم 14 شباط من كل عام " يوم الشهيد الشيوعي " 

مضى اكثر من 57 عام على استشهاد الرفيق الخالد فهد بيد ان اسمه وشأنه يعلوان ابدا ويعجز النسيان عن ان يسدل عليه بستاره .
وهذا أمر طبيعي فإن تراث فهد الحي .. النامي ابدا في نشاط حزبه الشيوعي العراقي ونهجه الماركسي لن يموت .[/b][/size][/font]

32
ثلاث سنوات بعد سقوط الصنم
جاسم  هداد

مرت ثلاث سنوات على سقوط نظام البعث العراقي الفاشي ، وحال العراق من سئ الى أسوء ، فالتردي شامل وعام ، من الأمن الى الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن ، والأقتصاد بلغ  " الحضيض تقريبا" و" المذهبية تسود والميليشيات تسيطر على كثير من الأحياء في بغداد " ، و" فرق الموت" تصول وتجول رغم منع التجول المفروض .

وبعد ان اجترح شعبنا العراقي المآثر وتحدى قوى الأرهاب وزحف بالملايين لثلاث مرات نحو صناديق الأقتراع  ، ففي المرة الأولى انتخب ممثليه للجمعية الوطنية الذين ناقشوا واهتموا بأول " مطلب جماهيري " ، هو رواتبهم ومساكنهم وحمايتهم . وفي المرة الثانية صوت على الدستور ، القانون الأعلى للبلاد وذلك من اجل ارساء نظام دستوري برلماني وليودع بيان رقم واحد ، وفي الثالثة انتخب ممثليه لمجلس النواب ، ورغم كل ما قيل عن هذه الأنتخابات ، فأن الجميع اقتنع بنتائجها املا بالأستقرار والأنتهاء من الحال " المؤقت " .

وبعد ثلاثة اشهر من انتهاء الأنتخابات لا زال طريق تشكيل الحكومة وعرا ، مليئا بالحفر والمنزلقات ، ويترافق ذلك مع التدهور في الوضع الأمني .

فخلال شهر " 22 شباط 2006 ـ 21 آذار 2006" قتل اكثر من ثلاثة آلاف عراقي في مختلف مدن العراق ، وحصة الأسد من نصيب بغداد ، حيث صار مشهدا يوميا اكتشاف الجثث لعراقيين تعرضوا للتعذيب قبل قتلهم سواء بإطلاق النار او شنقا .

والتطهير العرقي اخذ مظهر الظاهرة ، واعترفت الحكومة رسميا بنزوح آلاف العوائل خوفا من الأنتقام بسبب الأنتماء المذهبي ، وخصصت مبلغ " 500 مليون دينار " لمساعدة هذه العواءل المهجرة ، ووزارة المهجرين اصدرت بيانا اشارت فيه انها تقدم مساعدات عينية وغذائية لـ " 3075 عائلة " ، واللهم يعلم بعدد العوائل المهجرة والتي لم تكن ضمن احصاءات وزارة المهجرين .

والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة مشروع " بناء الديمقراطية في العراق " يصرح وزير دفاعها بـ " نحن نحاول معرفة ماذا سنفعل اذا سقط العراق في دوامة حرب اهلية " ووزير دفاع بريطانيا يصرح هو الآخر بأن " الوضع الأمني في العراق خطير " ، ولم يقولا كيف يمكن ابعاد " دوامة الحرب الأهلية " او ازالة الخطر عن الوضع الأمني ، وهما اللاعبان الأساسيان في العراق ولهما التواجد العسكري الكبير ، وهما من قاما بغزو العراق وحلا جيشه وشرطته ، وهدما دولته ، ووعدا كثيرا بأن الديمقراطية ستسود العراق ، وزادا في ذلك ان اشعاعاتها سوف تنتقل لبلدان الشرق الأوسط .

اما السياسيون العراقيون فتصريحاتهم تحمل من التناقض مما يقبض القلب ويزيد الأسى ، فأحدهم يقول " اننا في حرب اهلية " ، ويرد عليه الثاني بأنه " لا يؤيد فكرة وجود حرب اهلية وشيكة " ، بينما ثالث يقول " العراق يشهد بدايات حرب اهلية " ، فيجيبه رابع بأن " الحرب الأهلية غير واردة " وذكر آخر بـ " وجود مخاوف من انتقال الأزمة من صراع سياسي الى قتال اهلي "   .

ونود تذكير هؤلاء السياسيين بأنه رغم مرور ثلاث سنوات على اسقاط نظام البعث العراقي الفاشي ، فأن الصراع على بديل الكتاتورية لا زال محتدما وضارا ويحمل مخاطر جدية على الأستقرار والأمن ، ويهدد بشكل جدي الى اخذ الصراعات الطائفية الجارية الآن تحت الطاولة مديات اوسع وشكلا علنيا ، والذي يتطلب من قادة القوى السياسية ، الجلوس معا وسوية وطرح مستقبل العراق وشعبه على جدول عملهم وتغليبها على مصالحهم الحزبية الفئوية الضيقة ، فالتاريخ لا يرحم ، والشعب العراقي سوف يلعن كل من يتسبب في تأجيج الحرب الأهلية وضياع العراق كما لعن ويلعن صدام حسين . 

  وفي الأشهر الأخيرة فأن الناس " بطلوا من العنب ويريدون سلتهم" ، فالجميع ينادون بصوت عال ويطلبون الأمان ، وصار المواطن العراقي يتمنى امنية ان ينام ليلته بدون خوف او قلق على حياته .

فهل يكون السياسيون العراقيون بمستوى هموم ومحنة الشعب العراقي ، الأيام القادمة ستكشف ذلك .[/b][/size][/font]

33
شتان بين صدام وكريم

جاسم هداد

في 7 تشرين الأول / اكتوبر عام 1959 تعرض الزعيم عبدالكريم قاسم لمحاولة اغتيال ، اعد لها ودبرها ونفذها اعضاء في حزب البعث العراقي الفاشي ، " حزب المؤامرات والأغتيالات " كما وصفه بحق الشهيد " ماجد محمد أمين " في مرافعته اثناء محاكمة المتهمين ،  وكان الطاغية صدام احد المشاركين في تلك الجريمة ، وكانت تلك مواصلته للسير في درب  القتل والأجرام بعد ان ابتدأ دربه هذا بإغتيال الشهيد الحاج سعدون التكريتي في 24 تشرين الثاني عام1958.

اثر محاولة الأغتيال استشهد العريف " كاظم عارف " سائق سيارة الزعيم واصيب الزعيم نفسه بجروح بليغة في القسم الأعلى من كتفه الأيسر ، وراحة يده اليمنى ،  ظل يعاني منها لحين استشهاده في التاسع من شباط 1963 اثر انقلاب شباط الأسود ، وكذلك اصيب مرافقه قاسم الجنابي بجروح بليغة ، وقد تعرض الزعيم لمحاولة الأغتيال اثناء مروره في شارع الرشيد " اشهر شارع في بغداد العاصمة " وفي منطقة رأس القرية بالذات ، وذلك بعد خروجه من وزارة الدفاع الواقعة وقتذاك في باب المعظم ، وفي الساعة السادسة والنصف مساء يوم الأربعاء ، ولم تصاحب الزعيم وقتذاك أية حماية او حراسة او سيارات مرافقة ، بل كان فقط برفقته مرافقه قاسم الجنابي وسائقه .

بعد فشل محاولة الأغتيال ، تم القاء القبض على المشتركين في الجريمة  ، تم احالتهم الى محكمة الشعب ، وتدفقت اعترافاتهم على بعضهم البعض امام المحكمة والتي كانت تنقل نقلا حيا من خلال  الأذاعة والتلفزيون ، واخذ بعضهم ينعت الآخر "  بالمجرم الحقير " ، " يمكن مراجعة مجلدات محكمة الشعب الأجزاء 20ـ 21 ـ 22 " ، وبوجود محامين للدفاع عنهم ، ولقد اصدرت محكمة الشعب احكامها بحق المجرمين الذين اعترفوا بجريمتهم .

ولم يتم اعتقال أي فرد من عوائلهم ، ولم تتم مصادرة املاكهم ، ولم يتم حجز بيوتهم ، ولم يتم ترحيل عوائلهم او حجزهم .

وبعد مدة من الزمن تم اطلاق سراح المجرمين الذين شاركوا في جريمة الأغتيال وقتلوا العريف كاظم عارف واصابوا الزعيم ومرافقه بجروح خطيرة ، ومعروف لجميع العراقيين مقولة الزعيم المشهورة  " عفا الله عما سلف " .

في يوم 8 تموز 1982 تعرض الطاغية صدام الى محاولة اغتيال في ناحية الدجيل ، نفذ محاولة الأغتيال ستة شباب من اهل الدجيل ، ولم يصب الطاغية او أي فرد من مرافقيه بأي جرح ، بعد فشل محاولة الأغتيال استخدم حزب " الأغتيالات والمؤامرات" الطيران وزج بقواته العسكرية ومرتزقته ، وتمت استباحة مدينة الدجيل من قبل قطعان الجيش اللاشعبي .

واوضحت محاكمة رأس النظام واعوانه في قضية الدجيل ، ان النظام قام بإعتقال عوائل بأكملها ولم يفرق بين طفل او شيخ ، وبين رجل او إمرأة ، وتم اعدام مائة وثمانية واربعين مواطنا ، استشهد ستة واربعون منهم تحت التعذيب وتم اعتقال وحجز مائتين وستة واربعين مواطنا ومواطنة في منطقة صحراوية لمدة اربع سنوات .

واصبح واضحا لكل من شاهد جلسات محاكمة الطاغية واعوانه ، ان محكمته التي اطلق عليها اسم     " الثورة " ويرأسها المتهم عواد البندر وهو خريج القانون ، قد احال المعتقلين للمحاكمة في اليوم التالي لوصول اضابيرهم وهذا مخالف لأصول المحاكمات الجزائية والذي يتطلب على الأقل مدة ثمانية ايام ،كما اوضح المدعي العام جعفر الموسوي وأيده في ذلك القاضي رئيس المحكمة .  واعترف المتهم البندر بأنه قام بمحاكمة المائة والأربعين مواطنا سوية ، مما اثار استغراب القاضي رؤوف رئيس المحكمة الجنائية واستفسر منه كيف استوعبهم قفص الأتهام جميعهم ؟ ، واصدر المجرم البندر حكم الأعدام بهم جميعا علما ان الذين اشتركوا في محاولة الأغتيال ستة اشخاص فقط ومنهم استشهد اثناء محاولة الأغتيال ، ودامت محاكمة هذا العدد الكبير اسبوعين فقط ، وذلك وفق اعتراف المجرم عواد البندر وان هذا " العبقري " استطاع دراسة ملف القضية المؤلف من " 361 " صفحة ، واستنتج انهم جميعهم " مجرمون " ويستحقون عقوبة الموت ، وتم سلبهم حق الحياة .

حق الأنسان في الحياة هو حق طبيعي نصت عليه كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ، حيث ورد في الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفي المادة الثالثة منه ان " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه " ، وكذلك اكدت المادة السادسة من الأتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 في الفقرة الأولى ان " لكل انسان الحق الطبيعي في الحياة " ، واوكلت مهمة حماية هذا الحق الى القانون والسلطات التي تقوم بتطبيقه ، ولايجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي ،  ويرتبط بهذا الحق عدم جواز تعريض الأنسان للحبس او الأعتقال او تعريضه لأرهاب شخصي او نفسي او تعذيب بدني ، حيث نص اعلان حقوق الأنسان والمواطن الفرنسي لعام 1789 على انه " لا يمكن اتهام أي انسان او توقيفه او اعتقاله الا في الحالات المحددة في القانون ووفقا للأصول المنصوص عليها " ، واكد على ذلك الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والذي نصت المادة التاسعة منه على انه " لا يجوز القبض على انسان او حجزه او نفيه تعسفا " .

بمقارنة بسيطة يمكن استنتاج الفرق الشاسع بين الحاكم الطاغية والحاكم الكريم ، بين صدام حسين وعبدالكريم قاسم ، وكل منهما ينطبق اسمه عليه ، فشتان بين صدام وكريم .  [/b][/size][/font]

34
المنبر الحر / بيان إستنكار
« في: 00:57 24/02/2006  »
بيان إستنكار
بسم الله الرحمن الرحيم

نستنكر وبشدة الأعتداء الغاشم على مرقد الأمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء صباح يوم الأربعاء الموافق 22 شباط 2006 .
ان الهدف من هذه العملية والعمليات الأرهابية السابقة ، خلق فتنة طائفية ومحاولة جر أبناء الشعب العراقي الى حرب أهلية تعرقل مجمل العملية السياسية الجارية في العراق .
ان الأعتداء الذي استهدف الروضة العسكرية انما استهدف مكونات الشعب العراقي كافة ، ولقد هز هذا الأعتداء الجبان مشاعر العراقيين احزابا وقوميات واديان وطوائف ، وان تلاحم الشعب العراقي ووقوفه صفا واحدا بوجه الأرهاب هو الرد الحاسم على اعداء شعبنا من الأرهابيين التكفيريين وأيتام النظام المقبور .
ونطالب المسؤولين في الدولة العراقية بالكشف عن اسماء المجرمين واحالتهم الى محاكم علنية لينالوا جزائهم العادل ، والكشف عن الجهات التي تقف ورائهم ، ونطالب كذلك بتفعيل قانون مكافحة الأرهاب ، والأسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
المجد والخلود لكل الشهداء ضحايا الأرهاب في بلدنا العزيز.
وسيبقى الأئمة خالدون في قلوب العراقيين .
والخزي والعار لأعداء مسيرة شعبنا .

الهيئة الاستشارية للاحزاب والقوى العراقية في السويد
23/شباط/2006 في ستوکهولم

ممثلي الاحزاب والقوى العراقية المشارکة في الهيئة الاستشارية:

المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق – الاتحاد الوطني الکوردستاني – الحزب الشيوعي العراقي- الحزب الديمقراطي الکردستاني  - حزب الدعوة الاسلامية  - الحرکة الديمقراطية الآشورية - الحزب الشيوعي الکوردستاني/ العراق  - التيار الصدري ـ حزب الاتحاد الديمقراطي الکلداني – الحزب الاشتراکي الديمقراطي الکوردستاني – حزب الفضيلة الأسلامي ـ المجلس العام للکورد الفيليين – المجمع الکوردي – المجلس الصابئي المندائي في السويد – منظمة العمل الاسلامي.[/b][/size][/font]


35
لجنة تنسيق القوى الوطنية العراقية في السويد تستنكر

منذ سقوط النظام الدكتاتوري ولحد الآن ‘ تجتاز بلادنا  موانع ومصاعب كثيرة في مسيرتها السياسية ‘وتعاني مخاضاً عسيراً لولادة نظام ديمقراطي على أشلاء النظام الأستبدادي المباد ‘ وكلما يحقق شعبنا العراقي بمختلف قومياته وأديانه وطوائفه وقواه السياسية أنجازاً وطنياً ‘ إلا  و تقابله مؤامرة لعرقلة مسيرته السياسية نحو الديمقراطية  .
وما العملية الأجرامية المتمثلة بتفجير مرقد الأمامين علي الهادي وحسن العسكري (عليهما السلام ) في مدينه سامراء الذي هو مكان مقدس لجميع المسلمين ‘ إلا حلقةٌ في سلسلة المؤامرات التي تستهدف خلق الفتنة  الطائفية في بلادنا ‘ وهي حالة غريبة على أبناء شعبنا ‘ الذي عاش على الدوام في وئام بين اديانه وطوائفه .
إننا في لجنة تنسيق القوى الوطنية العراقية في السويد  ‘ في الوقت الذي ندين ونشجب هذه العملية الأجرامية الجبانة ‘ وندين الذين يستغلون ردود الأفعال لتوجيهها للأعتداء على المساجد وقتل الأبرياء  ‘ نهيب بأبناء شعبنا العراقي بعدم الأنجرار وراء تلك المؤامرات التي تريد الحاق المزيد من الأضرار بوطننا  ‘ وكذلك نهيب بالمرجعيات الدينية والقيادات السياسية من أن تسرع في تحمل مسؤولياتها في تحويط المؤامرة وضبط ردود  الأفعال قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة وتجعل شعبنا أن يعيش في دوامة المحن ‘ وكذلك نهيب بالقيادات السياسية الأسراع بتشكيل الحكومة  بأشراك جميع القوى السياسية الفاعلة لتتحمل بشكل جماعي مسؤولية أنقاذ البلاد من محنتها .
عاش شعبنا الأبي
الخزي والعار لأعداء شعبنا


لجنة تنسيق القوى الوطنية العراقية في السويد
23/06/2006[/b][/size][/font]

36
أين الصدق يا ساسة العراق ؟
 
جاسم هداد

ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات جديدة في التداول السياسي للمفردات مثل " الخطوط الأحمر " وهي تعني الأقصاء والتهميش والأبعاد ، ولهذه المفردات فرسانها من المراهقين السياسيين الذين لا تربطهم أية رابطة والعمل السياسي ، والذي لا وجود لهكذا مفردات في قاموس العمل السياسي .

فالسياسي الحريص على مصلحة شعبه ووطنه يبحث عن كل السبل والطرق التي تحقق الخير لبلده ، ويبحث عن كل القوى الخيرة المخلصة ويتعاون معها من اجل انقاذ شعبه ووطنه ، والسياسي يعرف قبل غيره ان اليد الواحدة لا تصفق ، وهو يعرف ان السياسة هي " فن الممكن " ، وان السياسة لا تلتقي مع الغطرسة والغرور ، وان من اهم صفات السياسي نكران الذات والأستعداد للتضحية بالنفس من اجل قضية شعبه ووطنه

ويفترض بالسياسيين اخذ العبرة والأتعاظ بها ، فالدرس لازال حيا ويتطلب الأستفادة منه ، فنهاية كل من يحاول إلغاء الآخر واقصاءه ، ستكون بالتأكيد نهايته مثل نهاية الطاغية صدام ،حيث اوصلته حساباته الخاطئة الى الأختباء في جحر الفئران ثم الجلوس في قفص الأتهام وامام محكمة الشعب لينال قصاصه العادل  ، ولقد نطق بالحق والصدق السيد رئيس جمهورية العراق بقوله أن الذي " يصر على  وضع خطوط  حمراء يضع نفسه هو خارج هذه الخطوط "  .

وتناقلت وكالات الأنباء والصحف الورقية والألكترونية تصريحات متناقضة للسياسيين العراقيين المعنيين بتقرير مصير الشعب العراقي في ظل هذه الظروف الصعبة المعقدة .

فرئيس المكتب السياسي للتيار الصدري قال انه " ليس لدينا أي خطوط حمراء على أي من الشخصيات الموجودة في البرلمان لأنه تم اختيارها من الشعب العراقي ونحن نحترم اختياره " . وصرح قيادي من التيار الصدري انهم تحفظوا على " شخص رئيس القائمة العراقية الدكتور أياد علاوي ، وليس على القائمة ككل " ، وقيادي آخر من التيار الصدري صرح بأن تياره اعلن " رفضه التام والقاطع لمشاركة علاوي في الحكومة "  .

 ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الأعلى للثورة الأسلامية قال " ليس لدينا اعتراض على أي طرف سياسي من الأطراف المشاركة في العملية السياسية " . وقيادي في حزب الدعوة الأسلامية نفى " وجود خطوط حمراء تجاه أي من القوائم الفائزة في الأنتخابات " وان "  الحوار مفتوح مع الجميع " .

بينما قال قيادي في التحالف الكردستاني بعد جولة من المفاوضات مع قائمة الأئتلاف انهم " يريدون ان تجري الأمور حسب ما يريدونه " ، وانهم وضعوا " خطوط حمراء على مشاركة علاوي وقائمته في الحكومة " وهم أي الأئتلاف مصرين على ان تشترك " ثلاث قوائم فقط هي الأئتلاف والتحالف والتوافق" ، وأكد نفس القيادي انهم توجهوا بسؤال لوفد الأئتلاف المفاوض " ان كان هذا موقفهم جميعا أم موقف جهة معينة في الأئتلاف فردوا علينا ان هذا موقف الأئتلاف كله " .

وسياسي آخر من الأئتلاف صرح بأن " التحالف الكردستاني يدفع بإتجاه اشراك قائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي للأستقواء به الى جانب العرب السنة "  ، فهذا السياسي الذي قدرت له الظروف ان يكون مساهما في تقرير مصير الشعب العراقي يفسر الجهود المبذولة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تضم كل القوى السياسية المخلصة لهذا الوطن بـ " الأستقواء عليه " ، فبؤس السياسة والسياسيين الذين يفكرون هكذا.
فهذا السياسي بدلا من وضع يديه مع الأيادي التي تريد المساهمة في انقاذ الوطن ، نرى ان نظرية المؤامرة تسكنه فهو يؤكد على ان " هناك احزابا تحاول تخريب جهود تشكيل الحكومة "  وهو يعني حكومة المحاصصة الطائفية القومية ، حكومة المصالح الحزبية الضيقة وليس حكومة كل العراقيين ، ويضيف هذا السياسي مؤكدا ومحذرا انه يجب ان " لا تشارك فيها بالضرورة " ، وهو يعني اقصاء القائمة العراقية الوطنية.
ويبدو ان هذا الطارئ على السياسة لا يفهم ان الضرورة تقتضي مشاركة كل القوى السياسية التي قدمت التضحيات اثناء نضالها ضد النظام البعثي الفاشي ، وان العراق لجميع العراقيين ، ويحق لكل مخلص ووطني شريف المساهمة في بناء وطنه وانقاذ شعبه .

وعبر احد قادة التحالف الكردستاني وبكل صدق وألم ان " قادة القوائم لا يراعون معاناة المواطن الذي ذهب ثلاث مرات الى صناديق الأقتراع ".[/b][/size][/font]

37
اصوات حكيمة واصوات المراهقة السياسية
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

المتابع لما يترشح من اللقاءات الجارية الآن بين القوى السياسية العراقية ، وما تتناقله الصحف ووكالات الأنباء من اخبار مقابلاتها مع هذا السياسي أو ذاك ، يمكنه ملاحظة ان هناك اصواتا تنطق بالحكمة والتعقل ، وتضع نصب اعينها مصلحة الوطن والشعب ، مراعية للظروف التي يمر بها وطننا وهو لازال يأن من احتلال قوات اجنبية ، ولا زال لم يستطع لغاية الآن من تضميد جراحه النازفة التي خلفها نظام البعث الفاشي المقبور ، والتي تزيد من آلامها العمليات الأرهابية التي تقوم بها القوى التكفيرية وازلام النظام البائد والميلشيات الحزبية .

فيؤكد سياسي عراقي على ان ضرورة تشكيل " حكومة الوحدة الوطنية " تفرضها متطلبات الظروف الحالية التي يعيشها عراقنا الحبيب ، مؤكدا على ضرورة مشاركة القيادات السياسية في صنع وصياغة القرار السياسي الأستراتيجي ، وهذا الصوت العاقل الحكيم ينطلق من قراءة موضوعية واقعية للظروف الآنية التي يمر بها وطننا .

و صوت عقل وحكمة آخر يؤكد على ان هذه الظروف الآنية لا تسمح  " للحزب الفائز بالأنتخابات ان يحكم العراق "  على غرار الدول الديمقراطية ، والتي نتمنى ونناضل من اجل بلوغ هذه المرحلة ، ويؤكد هذا الصوت العاقل الحكيم على ان العراق في ظل هذه الظروف لا يمكن ان تحكمه " طائفة واحدة ولا جبهة واحدة ولا قائمة واحدة ويجب ان يكون هناك تحالف وطني "

ويصرح عاقل وحكيم آخر بأنه " لابد من برنامج وطني وآلية يتفق عليها الجميع " ، وهذا البرنامج الوطني اصبح مطلوبا وضروريا لأنقاذ البلاد من الفوضى التي تعيشها ، والتدهور الحاصل في كافة المجالات الأمنية والخدمية والأدارية .

وصوت حكمة وعقل يرتفع عاليا قائلا ومحذرا ان الذي " يصر على وضع خطوط حمراء يضع نفسه هو خارج هذه الخطوط " ، ومنطلقا من الحرص على مصلحة الوطن فيؤكد على ان " الأستحقاق الوطني هو السائد في رسم السياسة وتقرير المصير وادارة وقيادة البلاد " .

وتؤكد اصوات الحكمة والعقل ، والتي تضع مصلحة العراق فوق مصالحها الحزبية الضيقة والشخصيةعلى " اعتماد الوحدة الوطنية خيارا لصنع القرار السياسي " ، واعتماد مبدأ " الشراكة السياسية " ،  وبنفس الوقت فأن هذه الأصوات العاقلة الحكيمة لا تلغي نتائج الأنتخابات او ما يسمى بالأستحقاق الأنتخابي ،فتؤكد على احترامه  وتشير الى انه يمكن اعتماد ذلك في " توزيع المناصب والوزارات " ، أي اخذه بنظر الأعتبار .

بينما في الجانب الآخر نسمع اصوات من يضع المصالح الحزبية الفئوية الضيقة ومصالحه الشخصية  فوق مصلحة الوطن ، غير مقدر للظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها الوطن ، وغير آبه لمعاناة ابناء الشعب العراقي والتي اخذت بالتزايد شهرا بعد شهر ، هذه الأصوات تردد معزوفة " الأستحقاق الأنتخابي " ، وكأن العراق يعيش في ظروف طبيعية  ، وبذلك يحق للحزب الفائز بأكثرية الأصوات تشكيل الحكومة ، وكما يحصل في البلدان المستقرة ، وتتناسى هذه الأصوات انها لا تستطيع السير لعشر خطوات لوحدها وبدون حراسها في أي شارع من شوارع بغداد ، وهي تقبع في المنطقة الخضراء المحمية من قبل قوات الأحتلال ، وتطلق تصريحاتها النارية .

بعض أصوات المراهقة السياسية ، والدخيلة على السياسة ، تضع خطوطا حمراء على مشاركة قوى سياسية ، وبعض هذه الأصوات النشاز تقدم النصيحة لقوى سياسية بـ " اتخاذ جانب المعارضة لكي تستطيع الأطلاع على ما تقوم به الحكومة ومحاسبتها على الأخطاء التي تقوم بها " ، وهذه النصيحة تقطر دجلا ونفاقا ، وهي حقا " كلمة حق يراد بها باطل " .

 صوت آخر وهو عضو في مجلس النواب الجديد ، يدعي بأن " تشكيل حكومة تضم جميع القوائم الفائزة في البرلمان من شأنه اضعاف الحكومة ، اذ لن تكون هناك معارضة تراقب عمل الحكومة " ، وهذا النائب صاحب التحليل العبقري ، يستخدم مفردة البرلمان ، ويبدو انه لا يعرف ان التسمية الجديدة هي " مجلس النواب " ، ويبدو انه يجهل ايضا مهمة النائب وهي دور مراقبة السلطة التنفيذية ، أي مراقبة عمل الحكومة .

صوت من هذه الأصوات يؤكد على " تشكيل حكومة مشاركة تقوم على اساس الأنتخابات " ويشترط عدم تجاوز " الأستحقاق الأنتخابي " ، ونسأل صاحب هذا الصوت ، ان بلد يمر بظروف لا تستطيع ان تحمي فيه نفسك ، هل تكون الأسبقية لـ " الأستحقاق الوطني أم الأنتخابي "؟ .

ويصر صوت آخر على تمسك قائمته الأنتخابية بحقيبة وزارة الداخلية ، وان قائمته هيأت عشرة مرشحين لشغل هذه الوزارة ، وان قائمته لن تتنازل عنها ، وان قائمته متمسكة ايضا بوزارات النفط والمالية والتربية والنقل والسياحة والآثار والصحة ، ويضيف ان قائمته " تسعى للحصول على وزارة الخارجية بدلا من المالية " .

وصوت آخر يرى ان يكون تشكيل الحكومة من المكونات الرئيسية للشعب العراقي ، ويفهم هذه المكونات بـ " شيعة سنة كرد " ، ويرى هذا الصوت ان القائمة العراقية " لا تمثل قومية معينة او طائفة معينة " وصاحب هذا الصوت نائب في مجلس النواب الجديد ، وكما يقال " حمل جمال من هذا المال " .

وهذه الأصوات تروج لمبدأ " المشاركة السياسية " أي اتفاق ثنائي لكتلتين انتخابيتين يشكلان الأغلبية البسيطة التي يتطلبها تمرير التشكيلة الحكومية ، ودعوة من يريدون للمشاركة في الحكومة ، أي بوضوح شديد ، العودة لمبدأ " المحاصصة الطائفية " سيئة الصيت ، أي يريدونها حكومة " شيعة سنة كرد " ، ولا يريدونها حكومة لكل العراقيين .

كل مخلص لهذا الوطن وتهمه مصلحته ، وكل صاحب ضمير حي ، لم يفسده المال السياسي ، وكل صاحب عقل لم تصدأه ثقافة البعث الفاشي ، عليه التمعن مليا بين هذه الأصوات والتمييز بينها ، ولنرفع الأصوات عاليا بالتأييد لمن نراه يريد خير هذا الوطن الذي آن الأوان لجراحه ان تلتئم .[/b][/size][/font]

38
متى تكف إيران عن تدخلاتها في الشأن العراقي ؟
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

تزامنا مع سقوط النظام البعثي الفاشي ، دخل رجال واعوان المخابرات الأيرانية الى العراق افواجا وليس آحادا ، وتحت مسميات عديدة ومتعددة ، طلاب حوزة دينية ، منظمات خيرية ، أحزاب سياسية ، تجار مخدرات ، زوارا للعتبات المقدسة ، ولم تعد هذه التدخلات خافية على احد ، وأشار لها الكثير من المخلصين لهذا الوطن وشعبه ، والنافي الوحيد لهذه التدخلات السافرة هم قيادي الأحزاب الدينية ذات العلاقة الحميمة مع إيران ، وغدت هذه التدخلات ملموسة في الشارع العراقي وخاصة لمدن الفرات الأوسط والجنوب .

فبعد قيام المخابرات الأيرانية بتسهيل شراء كل المسروقات وبشتى اصنافها من نحاس الكيبلات الكهربائية الى الدبابات ومحركات الطائرات ، ثم تسهيل مهمة نقلها الى داخل اراضي الجارة المسلمة ! إيران . ثم عملت هذه المخابرات على تحويل ارض العراق الى مركز دولي لتجارة المخدرات ، فأمتلأت اسواق كربلاء والعمارة والحلة والنجف وغيرها من المدن العراقية بالترياق والحشيشة وحبوب الكبسلة وحتى الهيروين .

اما نهب النفط العراقي فهو متواصل ولم ينقطع يوما وبتسهيل وتعاون من قبل بعض ذوي النفوس الضعيفة ، وما قتل الجندي العراقي وتأسير رفاقه الا دليل سافر على قرصنة المخابرات الأيرانية واستهتارهم بالدولة العراقية ، ويشجعهم على ذلك الموقف الضعيف المتواطئ للحكومة العراقية ، ولقد صرح مسؤول حكومي لـ " الملف نت " في 18/2/2006 بأن " القوات البحرية الأيرانية تقدم بشكل مباشر وعلني الدعم للمهربين من خلال توفير الحماية لهم عند مطاردتهم من قبل القوات العراقية ، إذ فتحت هذه القوات نيران اسلحتها على قطعنا البحرية أكثر من مرة ، إضافة الى السماح للناقلات المحملة بالنفط المهرب من استخدام المياه الأقليمية الأيرانية لتكون في مأمن قانوني " .

اما الآثار العراقية فلقد نهبت إيران مافيه الكفاية ولاتزال تواصل نهبها وسرقتها لآثارنا من خلال رجال مخابراتها واعوانهم من العراقيين الذين نجحت في تجنيدهم لخدمتها منذ فترة طويلة ، ويبدو انها كانت تعدهم لمثل هذا الزمن ، وحتى انها رفضت التعاون مع وزارة الثقافة العراقية في الجهود المبذولة من اجل استرداد الاثار المسروقة .

وخيم ظلال المال السياسي المخابراتي الأيراني على اجواء الأنتخاب العراقية الأولى والثانية ، بالأضافة الى تقديم كل المساعدات في مجال التزوير من اجل رجحان كفة كتلة انتخابية تعتقد انها يمكن لها من التعامل معها بيسر ، حتى انها بلغت بها الوقاحة الى التصريح بوضعها خطا احمرا امام فوز احد السياسيين العراقيين ، ومتداول في الشارع العراقي منحها مليون دينار عراقي مكافأة منها لكل العاملين في الحملة الأنتخابية للأنتخابات الأولى للكتلة الأنتخابية التي تعتقد انها قريبة منها ، وليس معلوما لحد الآن المكافأة التي منحتها للناشطين في الأنتخابات الثانية ، ولن نأتي بجديد في القول انها لاتزال تصرف رواتب قوات بدر ، رغم انضمام الأخيرة لقوات الشرطة والمخابرات لوزارة الداخلية العراقية .
 
اما زرع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي فالمخابرات الأيرانية تتمتع بخبرة لا تحسد عليها في هذا المجال ، وهاهو زعيم احدى الجماعات الأسلامية في البصرة " إقرأ: دكان من دكاكين المخابرات الأيرانية " يعترف بأن  جماعته كانت لها مشاركة ضمن فرق الموت التي قامت بعمليات الأغتيال التي طالت سياسيين وصحفيين واساتذة وغيرهم ، وذكر ان هذه الأغتيالات تتم وفق التوجيهات الأيرانية ، حيث تعقد اجتماعات بين الحين والآخر وفي مقر احدى هذه المنظمات الأسلامية ، ويحضر هذه الأجتماعات ويقودها ضباط المخابرات الأيرانية والذين يقومون بتزويد عصابات الأغتيالات بالتعليمات والأسماء المطلوب تصفيتها .

وفي يوم الجمعة الموافق 17 شباط 2006 ، وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية اللبناني اطلق وزير الخارجية الأيراني تصريحا ينم عن استهتار بحقوق وسيادة واستقلال العراق ، ضاربا عرض الحائط بكل قيم الجيرة واللياقة والدبلوماسية ، وبكل قيم الدين الأسلامي الذي يتشدقون زورا بالدفاع عنه ، حيث صرح لا فض فوه بأن " جمهورية إيران الأسلامية تطالب بالأنسحاب الفوري للقوات البريطانية من البصرة " . ثم اضاف اكتشافا عبقريا بأن هذه القوات " تزعزع الوضع الأمني " .

اعتقد ان هذا الوزير اصيب بلوثة عقلية ، وتهيأ له ان البصرة محافظة إيرانية ، ولربما تهيأ له انه يعيش في العهد الصفوي وان العراق قابع تحت احتلال الحكام الصفويين ، والا كيف اتت له الجرأة ليكون ناطقا عن الشعب العراقي ، فهذا الشعب هو الوحيد الذي له الحق بالمطالبة بأنسحاب كل القوات الأجنبية وليس البريطانية فقط ، وهذا الوزير الذي يقود الدبلوماسية الأيرانية ألم يعرف ان هذه القوات متواجدة بطلب رسمي من الحكومة العراقية ؟ ، وبموافقة من مجلس الأمن الدولي ، أي بتفويض من الأمم المتحدة ،الا يوجد لأيران ممثل في الأمم المتحدة لكي يبلغ هذا الوزير بقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1483 الذي شرعن لقوات الأحتلال وجعل تواجدها بموافقة منه وبطلب من الحكومة العراقية ، وتتم مراجعة ذلك سنويا ، لحين استتاب الأمن ، والذي تلعب مخابرات دولة الوزير دورا قذرا في زعزعة الأمن في العراق تحقيقا لمصالحها .

مطلوب من الحكومة العراقية استنكار تصريح وزير الخارجية الأيراني ، ومطلوب من وزارة الخارجية استدعاء السفير الأيراني وتسليمه مذكرة شديدة اللهجة رافضة التدخل في الشؤون الداخلية العراقية ، مطلوب من الأحزاب الدينية التي لها علاقات مع إيران تقديم احتجاجاتها على هذا التصريح دفاعا عن العراق وسيادته ، وإثباتا ان مصلحة العراق فوق كل مصلحة .   

هل يأتي يوم نسمع فيه احتجاجا واستنكارا من قبل حكومتنا ومجلس نوابنا على انتهاكات وتدخلات الجارة المسلمة !! إيران ؟ ، هل يأتي يوم يكون فيه مصلحة العراق أغلى وأثمن من المصالح الحزبية للأحزاب السياسية العراقية التي تتميز بعلاقة خاصة جدا جدا مع إيران ؟ ، وأغلى واثمن من المصالح الشخصية لقادة الأحزاب السياسية العراقية ذات العلاقات الحميمية مع إيران .

20 شباط 2006[/b][/size][/font]

39
مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية
جاسم  هداد
jasemhaddad@hotmail.com

في الآونة الأخيرة كثر تداول مفاهيم " مكونات الشعب العراقي " و " الوحدة الوطنية " بين السياسيين العراقيين سواء كانوا نوابا أم وزراء او قياديين في احزاب سياسية ، وتناقلت وكالات الأنباء والصحف الورقية والألكترونية تصريحات لهذا الوزير او ذاك النائب ، ومع الأسف نجد تفسيرات مشوهة لمفهوم " الوحدة الوطنية " او " لمكونات الشعب العراقي " فنرى بعض هؤلاء يصرون وعن قصد مبيت على تعميق الأنقسام القومي الطائفي الذي أرساه النظام البعثي الفاشي والذي واصلت السير فيه الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمراتها التي عقدتها قبل غزو العراق .

نائب في مجلس النواب وله مكانة متميزة في كتلته الأنتخابية يختزل مكونات الشعب العراقي         بـ " الشيعة ، السنة ، الأكراد " ، مرددا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية ، ومقدما لها خدمة مجانية ، وكأنه لا يعلم ويبدو انه لا يعلم ما فعلت هذه التقسيمات في الشعب اللبناني لأكثر من خمسة عشر عاما ولا تزال نذر شؤمها تهدد الشعب اللبناني .

ووزير في الحكومة الحالية يؤكد على انها " حكومة وحدة وطنية " ، طالما تضم في تشكيلتها          " الشيعة والسنة والأكراد " ، ويطالب ان تكون الحكومة المقبلة على غرارها ، ولا ادري كيف يطلب منا هذا الوزير ان نعتبره وزيرا لكل العراقيين ، وهو يصرح علنا انه وزير في حكومة " شيعة وسنة وأكراد " أي حكومة طائفية قومية ، فأين موقع ابناء الديانات والقوميات الأخرى من الأعراب كما يقال ؟  ، ومن هو الوزير الذي يمثلهم ويرعى مصالحهم ؟ ، وأين قوى التيار الديمقراطي اليساري العلماني ؟ ، أليس هؤلاء عراقيين ولهم حق في هذا الوطن يقره الدستور العراقي الذي لم ينشف حبره بعد .

ان من يردد هكذا تشويهات يؤسس بقصد او بدون قصد لمرض  سرطاني ، ويؤسس لدق أسافين وليس أسفين واحد في المجتمع العراقي ، بل يؤسس لتثبيت معاول تهديم للمجتمع العراقي ، وبدلا من ازالة التشويهات التي الحقها نظام البعث الفاشي طيلة فترة حكمه بالمجتمع العراقي ، نرى ان هؤلاء بتفسيراتهم المشوهة لمفهوم " مكونات الشعب العراقي " و " الوحدة الوطنية  " يزيدون في تشويهات البعث الفاشي عمقا ويسيرون في دربه ، ويحققون احلام اعداء العراق وشعبه ، وعجبا انهم بتجارب الشعوب الأخرى لا يتعظون ، فهل هم لا يفهمون ؟ ام عن ذلك يتعامون .

صحيح جدا ان احدا لا يستطيع نكران قوميته او دينه او طائفته ، ولكن الخطأ يكمن عندما يجعل لها الأسبقية على عراقيته ، ويكون الولاء للطائفة او القومية بدل الولاء للعراق ، والكارثة الكبرى عندما يقول المواطن انا شيعي او سني او كردي بدلا من القول انا عراقي ، فغطاء العراق أشمل يلتحف به الجميع وغطاء الطائفة او القومية لا يكفي الا للطائفيين او القوميين .

ووزير الحكومة الحالية يعترض على مطالبة مجلس الأمن الداعية بتشكيل " حكومة وحدة وطنية " ويعتبر هذه المطالبة بـ " تدخل غير مبرر من جانب مجلس الأمن في شؤون العراق " ، والذي يثير الأستغراب ان هذا الوزير يقيم في المنطقة الخضراء المحمية بقوات الأحتلال " متعددة الجنسية " والمتواجدة بموافقة مجلس الأمن ، فكيف يكون وزيرا،  ومن استوزره وهو ليس له علم بقرار مجلس الأمن الذي شرعن قوات الأحتلال وحولها الى قوات متعددة الجنسية ، وهي محط مراجعة من قبل مجلس الأمن سنويا ويتم التمديد لها بطلب من الحكومة العراقية التي هو وزير فيها ، الا يعلم وزير الحكومة الوطنية ان حكومته قدمت طلبا رسميا لمجلس الأمن لتمديد تواجد هذه القوات  وبدون أخذ موافقة الجمعية الوطنية  ؟ ، هل يعتقد هذا الوزير ان تصريحه لا يقرأه احد ، طالما هو لا يقرأ شيئا ؟ .

ان المأساة التي يمر بها العراق وشعب العراق بحاجة الى نواب يمثلون كل الشعب العراقي ، وينطقون بأسمه ويدافعون عن مصالح كل عراقي ، وبحاجة الى وزير يكون وزيرا لكل العراقيين وليس وزيرا لقومية معينة او طائفة معينة ، ويقوم بخدمة كل عراقي مهما كانت قوميته او دينه او طائفته ، وزيرا يجعل ضميره نصب عينيه ، وليس الحزب الذي رشحه لهذا المقعد الوزاري ، فلعنة التاريخ ستلاحق كل من يكرس النعرات الطائفية والقومية في مجتمعنا العراقي ، ومن يزيده تمزيقا ويشارك في تعميق جراحه في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لتضميد هذه الجراح .

فلله درك يا عراق ويا شعب العراق ، فمثل هؤلاء الوزراء وهؤلاء النواب لا يرعون لك مصلحة ، ولا تتوفر لديهم الأهلية لتضميد جراحك النازفة .
18 شباط 2006 [/b][/size] [/font]   

40
مقابر جماعية للبشر والكتب!!!

جاسم  هداد
jasemhaddad@hotmail.com

بعد سقوط النظام الديكتاتوري الفاشي ، تكشفت الكثير من جرائمه ، وظهرت المقابر الجماعية واحدة تلو الأخرى ، حتى تجاوز عددها المائتين وخمسين مقبرة جماعية ، ويقال ان كثيرا منها لم يتم كشفه لغاية الآن ، حتى ان احد المواطنين وجه دعوة من خلال الفضائيات لرجال الأمن وازلام النظام البعثي الذين كانوا مشاركين او شهود عيان لتلك المقابر بإخبار السلطات عن أماكنها ، وعليه اصبح مفهوم " المقابر الجماعية " متداولا رسميا وشعبيا واعلاميا ، وهذه من مخلفات النظام البعثي الفاشي .

بعد سقوط نظام المقابر الجماعية ، راود العراقيين أمل بأن زمن المقابر الجماعية ولى واندثر واصبح من الماضي ، وتم طرح مفردات جديدة للتداول مثل " العراق الجديد " و" دولة القانون والمؤسسات" و" العراق الديمقراطي " و " العراق للعراقيين " وكثير من المفاهيم التي كان تحقيقها حلما للعراقيين وقدموا من اجلها التضحيات الجسام ودفعوا اثمانا غالية جدا .

ولكن مجريات الأحداث أيقظت العراقيين من حلمهم ، وقرأت لهم انهم كانوا يركضون وراء سراب ، فالطامعين في بلادنا من دول اقليمية ، والمستفيدين من نظام البعث الفاشي ، والمتاجرين بدماء ابناء شعبنا من انتهازيين وسماسرة سياسة ، ودعاة دين زورا ودجلا ارادوا تصفية حساباتهم مع امريكا على ارض العراق ، كل هؤلاء شاركوا في حرمان العراقيين حتى من الحلم ، وقاموا بتحويل افراحهم بسقوط نظام القتلة والأجرام واللصوصية الى مآتم يومية واحزان .

وفاقت جرائم الأرهابيين جرائم من سبقهم ، حيث ظهرت مقابر جماعية فوق الأرض ، فيتم اكتشاف عشرات الجثث مرة في هذه المنطقة واخرى في منطقة غيرها ، ثم ظهر مفهوم      " المقبرة الجماعية المائية " ، حيث تم اكتشاف حوالي مائتين وثمانية جثث في مشروع الصرف الصحي في الرستمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية .

مقبرة جماعية جديدة سلط الضوء عليها  الكاتب والصحفي الأستاذ الفاضل عبدالمنعم الأعسم ، وهذه المرة تكون المقبرة للكتب ، حيث قام من اصبحوا في موقع المسؤولية في محافظة جنوبية بتنظيف مكتبة المحافظة من الكتب التي لا تروق لهم ولا تتماشى مع نهجهم الظلامي المتخلف وبموجب اوامر من مجلس المحافظة تم " اعدام طائفة من الكتب الفكرية والعلمية والسياسية التي لا تتماشى مع ثقافة المرحلة ولا تنسجم مع الفكر الأسلامي" ، وتعقيبا على  نفس الموضوع اشارت الشاعرة والكاتبة الأستاذة الفاضلة وئام ملا سلمان الى قيام سلطات النظام الفاشي بتنظيف مكتبة الكوفة من الكتب التي لا تتماشي ونهجهم الفاشي وقتذاك .

 يمكن ملاحظة تشابه وتماثل الأسلوبين فهما من مدرسة واحدة ، فالفاشية والظلامية وجهان لعملة واحدة ، ومن استبدل الزيتوني بالقميص الأسود واللحية هو نفسه لم يتغير ، فهو مازال تلميذ ووريث مدرسة البعث الفاشي ، والمهم لديه هو تحقيق هدفه بإلغاء الآخر النير وإشاعة التخلف والجهل والظلامية ، ولافرق لديه ان حقق ذلك بلباس الزيتوني او ان استبدلها بما يتناسب وظروف المرحلة الحالية .

ان مجلس المحافظة الذي اصدر اوامره لأدارة المكتبة لإعداد جرد بمحتوياتها ثم اصدر امره بإتلاف الكتب التي لم يقرأ سطرا منها ولكنه فعل ذلك تنفيذا لتعليمات  آتية له من وراء الحدود ، اليس كان الأفضل له ان يكرس اجتماع من اجتماعاته لكيفية محاربة المخدرات التي تفشت في المحافظة ، ام انه غض النظر عنها لأنها قادمة من دولة يقيم فيها الولي الفقيه ؟ ، أما كان الأجدر بمجلس المحافظة اعداد جرد بالمشاكل التي يعاني منها من اوصله لكراسي المسؤولية ، وبحث سبل معالجتها ؟ .

ثم ماهو موقف  وزارة الثقافة من هذه الجريمة ؟ أم هي مشغولة بكيفية اعادة المطبلين والمزمرين لنظام البعث الفاشي الى المؤسسات الأعلامية ليمارسوا دورهم من جديد في اهانة الثقافة والمثقفين .
وأين ما يحدث من بنود الدستور العراقي الذي صوت له الملايين ، الا يشكل ذلك انتهاكا له ،ألم يكن هذا ارهابا فكريا ؟، ألم ينص الدستور العراقي في مادته السابعة بـ " تلتزم الدولة بمحاربة الأرهاب بجميع أشكاله " ؟ ،  وأين مجلس الرئاسة العراقي من هذه الجريمة ؟ ، وأين مستشار السيد رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ؟.
وأين الأتحاد العام للأدباء والكتاب ؟ ، وأين لجنة الثقافة في الجمعية الوطنية ؟ ، وأين ... ؟ وأين ... ؟ .

دعوة للمثقفين العراقيين برفع الصوت عاليا للوقوف في وجه هذه الريح الصفراء ، بالوقوف في وجه " الموت القادم من الشرق " ، للوقوف بوجه التخلف والظلامية ، للوقوف بوجه      " الزمن النذل " ، لأنقاذ تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا من التشويه ، الذي سلحق به على أيدي الجهلة . للوقوف بوجه محاكم التفتيش القادمة .

ويبدو ان هذه الجريمة سوف لا تكون " آخر المذابح بحق الفكر الأنساني "  ، حيث ستقوم بتقليدها محافظات اخرى ، وسيتم ارتكاب جرائم غيرها  ، فقد  يتم منع الأطباق الفضائية     ( الستلايت) بحجة محاربة الأباحية القادمة من دول الغرب الكافر ، متناسين انهم بدون الغرب الكافر لم يصلوا الى ما وصلوا اليه ، انه حقا " زمن نذل يستعد للأغارة علينا " .

فمن فرض الحجاب بالأكراه حتى على غير المسلمات ، الى منع الزفة في الأعراس ، الى حرق محلات بيع التسجيلات الغنائية ، ومحلات الحلاقة النسائية ، الى ......
وصدقت ايها الشاعر الشعبي الأصيل عندما قلت " طاح الصنم ... لا ما طاح الصنم "
نعم " نحن نذرنا ابدا من جائر لجائر " ، ولكن الشمس لابد وان تبدد بنورها هذا الظلام .   

4شباط2006 [/b][/size][/font]

41
خط احمر ... أم خطوط حمر ؟
جاسم هداد

تم اجراء الأنتخابات والتي كانت استحقاقا امريكيا اكثر منها استحقاقا عراقيا ، ولعب اللاعبون الرئيسيون في العملية الأنتخابية ، الاعيب شتى من اجل ضمان  " الفوز الساحق " ، وعلى طريقة معاوية بن ابي سفيان عندما اراد أخذ البيعة لأبنه يزيد  ، فاستخدم المال والسيف وعلى القولة الشهيرة (من بايع يزيد فله هذا " كيس مال " ، ومن رفض فهذا " السيف " ) ، وهذا هو ما حصل في الواقع بعد ان خطط له ونفذه القائلين بـ " الأستحقاق الأنتخابي " ، والمصيبة انهم يتباكون على الأمام الحسين ( ع) ويلعنون يزيد يوميا ، وهم التلاميذ ليزيد ومعاوية من خلال تنفيذهم سياساته وسلوكهم الاعيبه ، مثلما يذمون الطاغية صدام ويلعنونه وفي الواقع العملي لا تختلف سياساتهم عن سياساته .

 والتجاوزات والأنتهاكات والخروقات للعملية الأنتخابية سواء قبل الأنتخابات او اثناءها وبعدها        " الفرز " ، صارت كالخط الأحمر لا يمكن الا فاقد البصر ان لايراه  ، والحديث عن ذلك  طويل ويطول ، اسوق مثلا واحدا حقيقيا صادقا على التزوير ، في مركز انتخابي في احدى مدن الفرات الأوسط  ، نجح احد الأخوة " وهو صادق في قوله ، وبطل من ابطال انتفاضة آذار 1991 ، وتشهد له مدينته ، حيث قام بإقتحام مديرية الأمن فيها  " بإقناع ثلاثين فردا من عائلته واصدقائه ومعارفه وجيرانه للتصويت لأحدى القوائم .

 وعندما ظهرت نتيجة الفرز كان نصيب القائمة المعنية " ولا صوت " ، كيف حدث ذلك فهو معروف !؟ ، وجدلا حتى لو لم يعط جماعة اخينا اصواتهم لتلك القائمة ، فأين ذهب صوته هو شخصيا ؟ ، ويؤكد هذا الأخ بأن الغالبية العظمى من الموظفين العاملين في المفوضية في مدينته ، والمشرفين على المراكز الأنتخابية ، هم من البعثيين الذي استبدلوا الزيتوني بالقميص الأسود واللحية ، فلا ريب في ذلك فهم ازلام كل زمان ، وهم الذين قال عنهم معاوية بن ابي سفيان لعنه الله ، لا يفرقون مابين الجمل والناقة ، وبأمثالهم حارب معاوية امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) ، وصدقت يا ابا عادل يا مظفر النواب عندما قلت " لو خرجت لقاتلك الداعون اليك وسموك شيوعيا ".
     
 وخير دليل اعتراف المفوضية العليا المستقلة !!! " إقرأ : المستَغلة " للأنتخابات وكذلك تقرير اللجنة الدولية للتدقيق الدولي ، بأنه شاب الأنتخابات الكثير من التجاوزات ، ولذلك قامت بإلغاء " 227 " صندوقا وهذه فقط للشكاوى ذات الخط الأحمر ، اما ذات الخط الأصفر والأخضر فلم تجد المفوضية وقتا للبت فيها.
ومع الأسف تبارى عدد من العازفين على وتر الحزب الواحد واللون الواحد والمنطقة المقفلة وهي من تعليمات ودروس البعث الفاشي ، الى رفع الأصوات عاليا بأن هذه التجاوزات تحدث في جميع بلاد العالم ونسبتها لا تشكل شيئا ولا تؤثر على العملية الأنتخابية ، وبالضبط وبنفس اسلوب مدرسة البعث الفاشي ، عندما استكثر الطاغية صدام على الشعب الكويتي المطالبة بمصير اسراه وان عددهم لا يتجاوز المئات .

والآن ومن خلال اللهاث وراء المكاسب الحزبية والمناصب الوزارية تنشر وسائل الأعلام تصريحات لبعض سياسيي المرحلة الحالية ، فمراهق سياسي يضع خطا احمرا حول التعامل مع شخصية سياسية ، التي كان لها دور في السياسة في الوقت الذي كان هذا المراهق السياسي في ظهر ابيه ، وقائد احدى الميليشيات يضع خطا احمرا حول وزارة الداخلية مؤكدا انه لا يمكن التنازل عنها .

اما كان الأجدر بالذين لديهم امكانية وضع الخطوط الحمر ، وضع هذه الخطوط الحمر امام التدهور الكبير في الخدمات العامة ، وامام ارتفاع عدد القتلى وعمليات الأختطاف والهجمات الأرهابية وتزايد اعمال العنف ، وكما اكدت على ذلك تقارير دولية وعراقية والتي اشارت الى ان الأوضاع العامة في العراق تدهورت تدهورا كبيرا .

 اما كان الأجدر وضع الخطوط الحمر امام نهب خيرات العراق ومحاربة الفساد الأداري والمالي الذي استشرى في جسد الدولة العراقية كالسرطان ، ووضع الخطوط الحمر امام انتشار المخدرات ، والتي اصبح العراق مركزا لتوزيع وبيع المخدرات وذلك بفضل الجارة المسلمة ! إيران ، الا يستحق تهريب الأدوية الى ايران وجلب ادوية منتهية الصلاحية وليس ذات جدوى علاجية خطوطا حمرا .

اما حان الوقت لأعضاء هذه الأحزاب وجماهيرها بأن يرفعوا الرايات الحمر " حيث لا يكفي وضع الخطوط الحمر "  في وجه هذه القيادات والقول لها ، كفى لعبا بمقدرات الشعب العراقي . كفى استهتارا بهموم الفقراء والمستضعفين . كفى هدرا ونهبا لخيرات العراق . كفى انانية ومصالح حزبية وشخصية . فبأسم مصالح العراق والعراقيين تبؤتم مناصبكم . فكونوا اوفياء لوعودكم . وراعوا مصلحة العراق ومصالح العراقيين . وصبر العراقيين لابد وان يكون له حدود .  [/b][/size] [/font] 

42
المنبر السياسي / حكم الأغلبية
« في: 16:22 22/01/2006  »
حكم الأغلبية
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

يتعالى صراخ السياسيين العراقيين وخاصة سياسي القوائم الفائزة ، كلما اقترب موعد اعلان اللجنة الدولية للتدقيق لتقريرها ، فيصرح احدهم بأن قائمته " غير ملتزمة بنتائج تقرير الفريق الدولي " ، بينما يصرح آخر من قائمة منافسة للأول بأن قائمته " ستحترم رأي اللجنة الدولية المكلفة بالتدقيق في نتائج الأنتخابات سواء كانت ايجابية  أم سلبية " ، وشتان ما بين هذا وذاك ،  بينما يمارس سياسي آخر ديمقراطية التهديد بالقول ان  " من يرفض نتائج الأنتخابات سيصنف ضمن القتلة ، وسيكون للعراقيين ( إقرأ : ميليشيات حزبي ) موقف حاسم منه  " ، ويؤكد سياسي آخر على ضرورة " الأستحقاق الأنتخابي" و" حكم الأغلبية " .

ان حكم الأغلبية الذي يتشدق به البعض يتطلب توفر مقوماته واهمها ان يكون البلد مستقرا ، والتقاليد الديمقراطية ضاربة جذورها فيه ، والوعي الأنتخابي بلغ درجة لابأس بها ووصل الى ان الناخب يعطي صوته على اساس البرنامج السياسي للحزب المعين ، والأنتخابات تتم في اجواء اعتيادية بعيدا عن الأرهاب السياسي والفكري ، والتخويف والترهيب وتسلط الميليشيات الحزبية ، وبعيدا عن تدخلات مخابرات الدول الأقليمية ، والدور المشبوه للمال السياسي ، وبدون الأستعانة بالجنة والنار ، او استغلال للمراجع والرموز الدينية .

ويعلم هؤلاء قبل غيرهم ، لأنهم من خطط ودبر واوعز بالتنفيذ ، ان الأنتخابات الأخيرة جرت في اجواء لا تربطها والديمقراطية أية رابط ، اجواء مشحونة بالتخندق الطائفي ، والترهيب الميلشوي ، والتدخل المخابراتي الأجنبي ، وبذخ المال السياسي حيث تقدر الأموال المصروفة في الحملات الأنتخابية بمائة وخمسين مليون دولار ، أي ما يعادل مائتين وخمسة وعشرين الف مليون دينار عراقي ، ورافق ذلك تهديدات واغتيالات وحرق مقرات للأحزاب المنافسة ، ناهيك محاولات تشويه سمعة المنافسين بأساليب رخيصة . 

وهم كذلك يعلمون حق العلم بأن الظرف الذي يمر به العراق الآن وما يشهده من " مأزق واختناقات وفلتان أمني وضائقة اقتصادية وتدهور في الخدمات وفوضى سياسية " ، لا يتطلب حكومة اغلبية ، بل حكومة وحدة وطنية تضم كافة اطياف وتلاوين شعبنا السياسية والدينية والقومية ، حكومة وحدة وطنية " تشارك بها كل القوى الفاعلة الحية في المجتمع العراقي لأعادة اللحمة والأستقرار والأمن الى ربوع الوطن " ، وكما صرح بذلك الأستاذ حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي  ، مع الأخذ بنظر الأعتبار الأستحقاق الأنتخابي .

وكما يقول المثل الشائع فأن  " التجربة اكبر برهان " ، فلقد شهد العراق حكومة الأغلبية وما تحقق لشعبنا من  حكومة المحاصصة الطائفية ، فكل يوم اسوء من سابقه ، ومن ازمة لأخرى ، والفساد الأداري والمالي استشرى في كافة دوائر ومؤسسات الدولة ، وشمل كافة الوزارات سيادية منها او خدمية او ثانوية ، حتى الحج لبيت الله الحرام لم ينج من الفساد ، واصبح العراق من ضمن اشهر عشرة دول  في العالم ينخر الفساد فيها ، والكهرباء والماء والوقود فحدث ولا حرج ، اما الأمن فأحياء في بغداد لا سلطة للدولة عليها .

وقال امام المتقين علي بن ابي طالب (ع)  " غبي من عثر بحجر مرتين " ، فكيف يطالب من طالب الناس بالتصويت لقائمتهم على انها قائمة الأمام علي (ع) ، بحكم الأغلبية في مثل هذه الظروف الصعبة المعقدة المربكة المرتبكة ، كيف يطالبون بأستحقاقات المكونات أي " شيعة ، سنة ، كرد" ، ويريدون اعادة تجربة فاشلة ذاق بسبب فشلها شعبنا الويل والعذاب ، واضيفت لسنوات عذابه تحت حكم البعث الفاشي سنوات اخرى  .

ان الذي يطالب بـ " حكم الأغلبية " عليه النظر اولا لمصالح اغلبية الشعب العراقي ، والتي تطالب بالأمن والأستقرار ومكافحة الأرهاب الأجرامي التكفيري وارهاب الميليشيات الحزبية وتوفير الخدمات الأساسية ومحاربة الفساد الأداري والمالي ، واعادة العمل لعجلة الأقتصاد الوطني العراقي ، واشراك كافة ابناء هذا الوطن في عملية بنائه ، اعتمادا على المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة .

ثم العمل على تحقيق الأستقلال الوطني واستعادة السيادة العراقية والذي يتمثل بخروج كافة القوات الأجنبية من بلادنا ، وتحقيق الرفاه والأمان ، وليس آخرا الحاجة الماسة الآن لحكومة وطنية عراقية تحس بـ " اوجاع كل العراقيين " كما عبر عن ذلك الدكتور سيار الجميل .[/b] [/size][/font]

43
أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

تناقلت وكالات الأنباء خبرا مفاده قيام البحرية الأيرانية بإعتداء آثم على سيادة العراق وانتهاك لحدوده الدولية ، وخرق سافر للشرعية الدولية ولقوانينها ، وانتهاك لأخلاق الجيرة ولقيم الأسلام ، وبدون أي مبرر ، لابل كان اعتدائها هو استهتار بكل الأعراف والقيم . ففي يوم السبت 14 كانون الأول 2005 ، وخلال قيام دورية من قوة السواحل العراقية بواجبها اعترضت سفينة تقوم بتهريب النفط العراقي وكان قبطانها ايرانيا واثناء قطرها هذه السفينة الى ميناء "ابوفلوس " العراقي ، هبت البحرية الأيرانية لنجدتها وفتحت النار من زوارق سريعة فأصيب جندي بجروح خطيرة وأسرت الجنود الثمانية الباقين واقتادت الباخرة وزورقين نهريين عراقيين .

و صرح السيد  آمر خفر السواحل  مؤيدا صحة هذه الأخبار  ، وكذلك السيد محافظ البصرة الحبيبة والذي أكد على ان هذه  " ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الزوارق الأيرانية دوريات عراقية حيث كانت تلك الزوارق ترافق بين فترة واخرى بواخر تهرب النفط العراقي وتوفر لها الحماية " ، واضاف مؤكدا  ان الحكومة المركزية لاتولى أي اهتمام للأنتهاكات الأيرانية رغم ابلاغها بذلك ، وانها تتجاهل أي اتهام لأيران.

في الجانب الأيراني انكر القائم بالأعمال الأيراني هذه الأخبار ووصفها بأنها " غير صحيحة " ، وفي وقت آخر صرح بأن " حرس السواحل الأيراني اوقف سفينة عراقية وقاربين مرافقين لها "  مبررا ذلك " لدخولهما المياه الأيرانية "  ، ولكن الناطق بأسم وزارة الخارجية الأيرانية قال بأنه وقعت مواجهة بين " سفينة شحن ايرانية ودورية بحرية عراقية في المياه الأقليمية بين البلدين " وان سبب المواجهة لايزال " رهن التحقيق " .

وفي الجانب العراقي وصفت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها جريمة الأعتداء الغادر بـ         " الحادث الحدودي "   وافادت بأن  السيد الوزير طلب  من السيد القائم بالأعمال الأيراني معالجة      " كافة الحوادث الحدودية بروح الجيرة " ،ولم ينس السيد الوزير ان يؤكد على " الأخوة والعلاقات التاريخية بين البلدين "  .

و السيد رئيس الجمهورية ادلى بدلوه مبررا ما حصل انه قد وقع بطريق الخطأ ، او قد " يكون الجنود العراقيون اخترقوا الحدود " ، مقدما هدية جميلة لجيراننا الأيرانيين كي يبرروا فعلتهم ، ومستبقا نتيجة تحقيق السلطة الأيرانية .

اما الأحزاب العراقية التي تربطها صلات قوية جدا جدا  بنظام الحكم الدكتاتوري في ايران ، فأنها لم تنبس بشفة فكأن الأمر لا يعنيها وكأن الجريمة قد وقعت في بلاد الواق الواق ، ولم تحصل في مدينة البصرة وهي مدينة عراقية ، وكأن العراق والبصرة لا تعنيهم  ، وكأن الجنود الذين اسرتهم البحرية الأيرانية ليسوا عراقيين ، متناسين انهم  يقودون الحكومة التي من واجباتها الأساسية الحفاظ على سيادة البلاد وحياة العباد ، ولكن لهم العذر في ذلك ومعهم الحق في السكوت ، فكيف لأحد ان ينتقد ممول حملته الأنتخابية .

الجميع يعلم انه بدأ تهريب  النفط العراقي منذ ايام الطاغية صدام ، وتعاونت ايران معه ، وقدمت له المساعدة بالتعاون مع بعض مشايخ الخليج العربي ، وهذا لم يكن سرا على الأمم المتحدة ولا على الولايات المتحدة ، وبعد سقوط الصنم تواصلت عمليات تهريب النفط بشكل اوسع من السابق ، واصبحت ايران هي التي تقوم بهذه المهمة بعد سقوط شريكها السابق الطاغية صدام ، مستفيدة من تعاون بعض النفوس الضعيفة الخالية من الضمير والوجدان .

ولم يكشف السيد محافظ البصرة سرا بقوله ان " الزوارق الأيرانية ترافق بين فترة واخرى بواخر تهرب النفط العراقي وتوفر لها الحماية " ، فهذه الحقيقة معروفة لدى ابناء الشعب العراقي وخاصة اهالي البصرة الكرام ، وكذلك معروفة لدى الحكومة العراقية ولدى الساسة العراقيين ، ولكن لم تكن لديهم شجاعة السيد المحافظ حينما رفع الصوت عاليا مشيرا الى ما تقوم به ايران من نهب منظم للثروة العراقية ، وللعلم فقط فأن السيد المحافظ منتم لحزب الفضيلة الأسلامي .

اما من هو في موقع المسؤولية الرسمية والحزبية ، فلقد صم آذانه وكأنه لم يسمع صرخة الشعب العراقي بإيقاف نهب الجارة المسلمة !!!! ايران لثروته ، فسوف يأتي يوم يحاسبه الشعب العراقي على جريمة تواطئه على حساب مصلحة الشب العراقي  ، وطبعا سيتبع بعد ذلك حساب الله رب العالمين يوم القيامة  .

تحية عراقية للسيد محافظ البصرة لتفضيله مصلحة العراق فوق أية مصلحة ، ولشجاعته في زمن كثر فيه الأدعياء.
عتب على السيد رئيس الجمهورية لمجاملته غير المبررة
وعتب على السيد وزيرالخارجية لعدم تسليم القائم بالأعمال الأيراني مذكرة شديدة اللهجة ومطالبته علنا بالتوقف عن نهب ثروة العراق ، واطلاق سراح الجنود العراقيين فورا .     

 20 كانون الأول 2005 [/b] [/size] [/font]   

44
القانون في إجازة

جاسم  هداد
jasemhaddad@hotmail.com

طيلة فترة التسلط البعثي الفاشي ، ذاق شعبنا العراقي كأس المر من غياب القانون وسيادة شريعة الفاشية ، وبلغ استهتار رأس النظام الطاغية صدام بالقانون بوصفه إياه ورقة يوقعها الطاغية ، وابتدعت عقوبات ما أنزل بها من سلطان ، من قطع الألسن ، وصمل الآذان ، ووشم الجبهة ، وقطع الأيدي ، وتفجير البشر ، وتجفيف الأهوار ، وقطع رؤوس النخيل والأشجار ، وجرف الأراضي الزراعية ، وغيرها وغيرها .

وبحق وصفت القوى المعارضة للنظام البعثي الفاشي تلك الأحكام  بالقرقوشيه ، وتباكت على الشعب العراقي قوى المعارضة العراقية وقتذاك ، رافعة صوتها عاليا مطالبة بنصرته ، وتشكلت جمعيات للدفاع عن حقوق الأنسان العراقي في العديد من الدول الغربية والشرقية ، واصدرت العديد من النشرات والمجلات ، التي فضحت بها انتهاكات النظام البعثي الفاشي للقانون ولحقوق الأنسان العراقي ، وكان العراقيون يحلمون بزمن تسود فيه العدالة ، ويأخذ القانون مجراه ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، ويكون الناس سواسية امام القانون .

وبعد سقوط الصنم ، هلل الناس فرحين مستبشرين بأن عدالة القانون ستسود ، لأن من تربع على كراسي المسؤولية ، كان من رافعي الصوت عاليا في المطالبة بحقوق الأنسان ، وكذلك قوات الأحتلال الأمريكية تشدقت هي الأخرى برفع الظلم عن الشعب العراقي من خلال إقامة دولة القانون ، وجميع القوى الداخلة في العملية السياسية والتي خارجها تطالب بشيوع دولة القانون .
 
ولكن وبعد مرور اكثر من عامين ونصف ، تبين انهم سيظلون يحلمون بدولة القانون ، فلقد عاد ايتام النظام المقبور ، ذوي القمصان السود ، متلبسين هذه المرة لبوس الدين ، مشيعين الأرهاب والتخويف بين صفوف الشعب العراقي ، مستقوين بانضمامهم للعصابات الفاشية الحزبية .

فيقوم هؤلاء بإقتحام الحرم الجامعي لكلية الأعلام ، غير عابئين بقدسيته ، ويقتحمون قاعة الأمتحانات ويقتادون استاذا جامعيا الى مكتبه ليمارسوا عليه همجيتهم بحجة انتقاداته لزعامات دينية ، وهم مدججين بالسكاكين على طريقة فدائي صدام ، والغريب في الأمر ان الحرس الجامعي لم يحرك ساكنا ، ولعله ينتمي لنفس الميليشيا الفاشية الأرهابية ، والا بماذا يفسر تواطئهم هذا ؟ ، ألم يقبضوا رواتبهم لقاء حمايتهم الحرم الجامعي ؟ ، وكيف يسمحون بدخول عصابات همجية مسلحة بالسكاكين لداخل قاعة الأمتحان ؟ ، في الوقت الذي يمنعون فيه دخول اية فتاة ترتدي البنطلون ، فأيهما اخطر على الحرم الجامعي ؟ ، مطلوب من رئاسة جامعة بغداد إحالة الأرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وهم معروفون لها للعدالة ، لينالوا جزاءهم العادل ، وكذلك فصل الحرس الجامعي المتواطئ مع هذه العصابات وتقديمهم للعدالة بتهمة التواطئ وخيانة الواجب .

وبوقت متزامن يترجل  فصيل آخر من هذه الميليشيات الحزبية الفاشية الظلامية من سيارة " كيا " في وضح النهار وامام الملأ  ، ويقوم بحرق محلين لبيع المشروبات الكحولية ، مطلقين النار في الهواء ابتهاجا بإنتصارهم على ابناء شعبهم المسالمين العزل ،وسط حيرة وذهول الناس ،  ويقتاد آخرين لمكان مجهول ، موقعينهم على تعهد بعدم مزاولة مهنتهم مرة ثانية ، وكأنهم يريدون تذكرتنا بتوقيع التعهد السئ الصيت الذي كان مدربيهم الفاشست يجبرون معارضي البعث الفاشي بعدم مزاولة النشاط السياسي ، فوالله هذا من ذاك ولا فرق بينهما ، ويقوم فدائيو صدام ذوو القمصان السود ، بتوزيع الأنذارات والتهديدات على محلات بيع المشروبات الكحولية ، بغلق محلاتهم خلال عشرة أيام ، والذي لا ينفذ تهديداتهم مصيره القتل وحرق محله . 

والغريب في الأمر ان ضحايا الأرهاب الظلامي قدموا شكاوى الى الشرطة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، ويبدو ان هؤلاء الشرطة ايضا من نفس الميليشيات الظلامية ، والا كيف يفسر قيام هذه الميليشيات بأرتكاب جرائمها الأرهابية في وضح النهار ؟ ، وكيف تمكنت من التنقل بكل حرية رغم تواجد دوريات الشرطة والجيش ؟ ، أم ان حاميها هو حراميها ؟ وأين الخطط الأمنية التي ماانفك يتحفنا بها وزير الداخلية ؟ .

ان بائعي المشروبات الكحولية ، من الديانة المسيحية والتي يجيز دينهم لهم ذلك ، وهم يبيعون بموجب حصولهم على اجازات رسمية صادرة من الدولة العراقية ، أي بموجب القانون وبدون مخالفته ، وهذا باب رزقهم ، ومنهم من توارث المهنة أب عن جد ، فأين ذوو القمصان السود من كتاب الله الكريم الذي يقول فيه " لكم دينكم ولي ديني " .

أم هناك سبب آخر ظاهره هذا الذي يحصل وباطنه ، ان هذه العصابات الأرهابية هي اعضاء في مافيات المخدرات ، والتي راج سوقها بعد سقوط الصنم وفتح الحدود على مصراعيها مع الجارة المسلمة أيران ، حيث راج سوق المخدرات وبكل اصنافها من حبوب هلوسة الى الحشيشة والترياق ، وتجار هذه المخدرات يسوقون التبرير الغبي بأن المخدرات لم يتم منعها في القرآن الكريم ، متغابين عن الأضرار التي تسببها للأنسان وللمجتمع ، وخطرها اكثر من خطر الكحول بمرات ومرات .

أليس وزارة الداخلية معنية بشيوع سلطة القانون ؟ فلماذا ولمصلحة من السكوت عن هذا النوع من الأرهاب الظلامي ؟ فما يقوم به ذوو القمصان السود لا يختلف عن ما يقوم به الأرهابيون التكفيريون ، وكله في خانة الأرهاب ولا فرق بين هذا وذاك .[/b][/size][/font]

45
استحقاق  وطني أم انتخابي ؟
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

 " فرق تسد " سياسة استعمارية قديمة لا يجهلها رجال السياسة العراقيين الذين عرفتهم شاشات الفضائيات اكثر مما عرفهم شعبنا العراقي ، ومن خلال هذه السياسة تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ مخططاتها سواء في العراق او في منطقة الشرق الأوسط .

وبعد ان أدى الطاغية صدام حسين خدماته لأسياده وأولياء نعمته الأمريكان سواء في ضرب القوى السياسية الوطنية التقدمية العراقية وخصوصا قوى اليسار العراقي ، او بحربه المجنونة مع الجارة إيران ولثمان سنوات انهكت اكبر واغنى بلدين في المنطقة ، اصبح ورقة محروقة يجب التخلص منها ، واصبحت المرحلة الجديدة تتطلب مواصفات جديدة تنسجم وطروحات القرن الواحد والعشرين من الديمقراطية وحقوق الأنسان وغيرها .

وتنفيذا لهذه الأستراتيجية تم تشريع قانون " تحرير العراق" عام 1996 وتحت حكم الحزب الديمقراطي وتم رصد ميزانية بمبلغ " مائة مليون دولار " لتغطية ذلك ، وتسابق رجال السياسة في الحج الى واشنطن للتبرك بالجالس في البيت الأبيض الأمريكي وفي مقدمتهم الرافعين الصوت عاليا بـ         " الأستحقاق الأنتخابي " وذلك لفوزهم " الساحق " في الأنتخابات الأخيرة .

في المؤتمرات التي عقدت في لندن وصلاح الدين والتي مهدت للغزو الأمريكي لبلادنا ، كان عراب هذه المؤتمرات السفير الحالي للولايات المتحدة الأمريكية في بغداد ، واقطاب هذه المؤتمرات هم أنفسهم فريق " السبعة " . من  هذه المؤتمرات بدأ الترويج لتقسيم العراق من خلال بث سموم النعرات الطائفية والقومية  ( شيعي ، سني ، كردي ) ، والحديث عن مكونات الشعب العراقي بمفاهيم الطائفية والعرقية ، وليس عن التيارات السياسية والفكرية ( الأسلام السياسي، الليبرالية، اليسارية، الديمقراطية ......الخ ) .

ثم جاء مجلس الحكم ، فعزز ذلك ، ودق اسفينه عميقا من خلال  تشكيلة الحكومة الأنتقالية ، وفي الأنتخابات الأولى تجسد الشرخ الكبير من خلال ما قامت به الأحزاب الطائفية والقومية من دعايات وممارسات عمقت من النزعة الطائفية والقومية واضعفت بشكل كبير الشعور بالمواطنة العراقية ، وساهمت حكومة القوائم الفائزة التي تشكلت بعد انتخابات 30 كانون الثاني 2005 بشكل كبير في التخندق الطائفي وحالة الفلتان الأمني بسبب سياستها الطائفية .

وجاءت انتخابات 15 كانون الأول 2005 الأخيرة لتزيد الجرح إيلاما والطين بلة ، فسياسيو مؤتمر لندن وصلاح الدين وزوار البيت الأبيض ، عادوا ليؤكدوا على طائفيتهم من خلال طروحات ان  " هناك مكونات يتألف منها الشعب العراقي " والقصد واضح بهذه المكونات ، أي انهم يريدون تقسيم الشعب العراقي من خلال ترسيخ مفاهيمهم الطائفية " سني ، شيعي ، كردي" ، فلذلك لم ترد في تصريحاتهم مفاهيم " التيارات الفكرية والسياسية " ، والتوافق الذي تحتاجه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا في نظرهم " قراءة سورة الفاتحة على الديمقراطية " ولذلك فهم يؤكدون على "حكم الأغلبية " ، وانطلاقا من طائفيتهم المقيتة فهم ينظرون الى مفهوم " الأستحقاق الوطني " بأنه " شعارا  مزورا منافقا  كاذبا " .

ان المرحلة الصعبة المعقدة التي يمر بها وطننا ، والمآسي التي تعرض لها شعبنا طيلة حكم البعث الفاشي، ورغم مرور اكثر من عامين ونصف من سقوط الصنم ولغاية الآن ولا تزال معاناة شعبنا متواصلة ، لابل تزداد تعقيدا ، وتزداد معها نهب خيرات بلادنا وينخر الفساد كل مفاصل الدولة العراقية ، ويستهتر الأرهابيون اكثر بحياة ابناء شعبنا ، وازمات الكهرباء والماء والوقود تتفاقم ، والفلتان الأمني يتعاظم رغم زيادة اعداد الشرطة والجيش ، واعداد الخطط الأمنية التي يصعب على المتابع عدها ، حتى غدا شعور المواطن بالأمن حلما.

كل هذا يدعو القوى السياسية العراقية الفائزة والخاسرة في الأنتخابات ، ان تجعل مصلحة العراق اولا واخيرا ، وان العراق للعراقيين ، وتتخلى عن انانيتها الحزبية ، وتبادر القائمة الفائزة بالأغلبية الأنتخابية  لتشكيل حكومة وحدة وطنية فعلية حقيقية  تضم كافة التيارات الفكرية والسياسية الأساسية في المجتمع العراقي  ،أي لا حكومة طائفية اثنية " شيعية ، سنية ، كردية " ،  حكومة تتمتع  بالكفاءة والنزاهة وحب العراق ، حكومة قوية تستمدد قوتها من وقوف الشعب العراقي خلفها ، حكومة يكون هدفها الأول اشاعة الأمن والأستقرار ، واعادة هيبة الدولة ، وارساء قواعد دولة القانون ، والقضاء على الأرهاب المتأتي من المجرمين التكفيريين ومن عصابات الميليشيات الحزبية  ، وايجاد المعالجات لمشكلة البطالة المتفشية والتي هي أس المشاكل والمولدة للكثير منها ، وليس آخرا توفير الخدمات والمتطلبات الأساسية لشعبنا .

 فالتاريخ لا يرحم ، وهذا الطاغية صدام القابع في سجنه والمنتظر لحكم الشعب العادل بحقه ، خير عظة ومثال لمن لا يضع العراق وشعبه في المقام الأول ، ويغريه ما تراه عيونه ، فالزمن كفيل بفضح كل من يمارس الدجل والخداع بحق الشعب العراقي ، ومن فاز  ولم يوظف هذا الفوز لخدمة العراق وشعبه فسوف يتحول سخطا عليه ، ولعل مظاهرات الناصرية درسا يستفاد منه 

16 كانون الثاني 2006[/b][/size][/font]

46
ما هي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟

جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

النتائج الأنتخابية النهائية لأنتخابات 15 كانون الأول 2005 لم تعلن لغاية الآن ، ولكن من خلال النتائج الجزئية المعلنة يمكن الأستنتاج ان رئيس الوزراء القادم سيكون من قائمة الأئتلاف ، وتتناقل الأخبار ان هناك تنافسا بين ثلاث شخصيات رئيسية في الأئتلاف على منصب رئيس الوزراء ، بين السادة عادل عبدالمهدي ، ابراهيم الأشيقر ، نديم العامري ، وان هناك اجتماعات سواء في المجلس الأعلى أو  في قائمة الأئتلاف لمناقشة مواصفات رئيس الوزراء المقبل .

منصب رئيس الوزراء بموجب الدستور الجديد سيكون اهم منصب في الدولة العراقية ، فهو           ( المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة ، والقائد العام للقوات المسلحة ، يقوم بإدارة مجلس الوزراء ويترأس اجتماعاته ، وله الحق بإقالة الوزراء بموافقة مجلس النواب ) وذلك استنادا الى المادة (77) من الدستور ،  ومنصب رئيس الجمهورية منصب بروتوكولي تشريفي ، لذلك فإن التنافس والصراع سيكون حادا وقويا وهو مشروع ، لأن المتنافسين الثلاثة يمثلون احزابا تختلف في رؤاها وبرنامجها السياسي .

السيد ابراهيم الأشيقر تقلد هذا المنصب لتسعة اشهر وقدم برنامجا حكوميا امام الجمعية الوطنية ، ولكنه مع الأسف لم يحقق برنامجه ولم يكن وفيا لوعوده ، تحولت الوزارات الحكومية في عهده الى مؤسسات حزبية ، وحكومته سمحت للولاءات الطائفية والمذهبية الحزبية ان تطغي حتى باتت تفوق الولاء للوطن ، وفشلت حكومته في اداء دورها الأمني والأقتصادي ، وضعف الشعور بالمواطنة وحل الولاء الحزبي الطائفي محل الولاء للوطن ، وشملت المحاصصة الطائفية الحزبية حتى فريضة الحج ،
ولم تقتصر الأنتقادات الموجهة لرئيس الوزراء وحكومته على القوى الديمقراطية والوطنية ، بل تعداها الى القوى الأسلامية ، مثل الدكتور علي الدباغ الذي كان من رموز قائمة الأئتلاف في الدورة الأنتخابية السابقة ، والسيد عزة الشاهبندر ، واشار المجلس الشيعي التركماني في بيان له الى ان رئيس الوزراء الحالي ( ضعيف غير جدير بقيادة صعبة ) وانه يسير بـ ( العراق وشعبه الى مزيد من سفك الدماء ) واتهمه بـ ( الكذب ) ، والدكتور نديم الجابري الأمين العام لحزب الفضيلة واحد اطراف قائمة الأئتلاف والمرشح لمنصب رئيس الوزراء اشار الى ان ( حكومة الجعفري فشلت في اداء مهامها في كثير من المجالات لأسباب ذاتية وموضوعية ) .

ويكاد يكون هناك اجماع من قبل القوى والأحزاب السياسية العراقية على فشل الأشيقر وحكومته ، وكذلك اجماع من قبل الشارع العراقي ، كما هو ملموس من الأستفتاءات الشعبية التي قامت بها بعض مؤسسات المجتمع المدني

المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ان يكون عراقيا قلبا وقالبا ، أي يضع مصالح العراق وشعبه فوق مصالح حزبه او طائفته او أي مصالح أخرى ، وان يكون رئيس وزراء للشعب العراقي بكافة اطيافه وتلاوينه السياسية وليس رئيس وزراء لحزبه او لطائفته ، ان يكون صريحا مع شعبه ووفيا له بعيدا عن الخطابات الديماغوغية والتي لا تغني ولا تسمن ، وان يعزز الوحدة الوطنية بعيدا عن سياسة الأستقطاب الطائفي والعرقي والتي تنتهجها الحكومة الحالية .

فالمواطن العراقي ينادي بأعلى صوته ( يا قادتنا كفاكم تنظيرا ، نحن لا نريد خطبا ، بل نريد أمنا ونريد السلام والعيش سوية في عراق واحد يعطي كل ذي حق حقه ، لا تسعوا الى المناصب واعملوا من اجل أنقاذ دم الأبرياء الذي يراق بالجملة ) .


وان يكون لمجلس النواب القادم دور في اختيار رئيس الوزراء القادم ، أي يتم انتخابه من قبل مجلس النواب ، ومن حق قائمة الأئتلاف صاحبة الأغلبية النيابية تقديم اكثر من مرشح لمنصب رئيس الوزراء .

 فالسيد ابراهيم الأشيقر اخذ فرصته وفشل في مهمته  ، والجراح التي ينزف منها شعبنا ووطننا بحاجة الى علاج جدي ، وليس في محل تجارب واختبار ، بحاجة الى طبيب عراقي انساني ، وليس طبيب حزبي ، بحاجة الى انسان وفي لوعوده ولما يقوله ، وليس الى انسان غش بشكل متعمد في اداء القسم الوزاري .

وتشترط المادة (67) من الدستور العراقي على ان يكون رئيس الوزراء  ( ذا سمعة حسنة وخبرة سياسية ومشهودا له بالنزاهة والأستقامة والعدالة والأخلاص للوطن ) وهذا يعني ان عليه أي رئيس الوزراء ان لا يستغل صفته الوظيفية لأغراض حزبية ، وترجمة مفهوم الأخلاص للوطن بشكل فعلي 

13 كانون الثاني 2006     

47
لماذا حكومة وحدة وطنية ؟

جاسم  هداد

بعد انتخابات 30 كانون الثاني 2005 وفوز قائمتين انتخابيتين بحصة الأسد ، تم تشكيل الحكومة وفق المحاصصة الطائفية القومية ، وكانت حقا حكومة القوائم الفائزة ، رغم محاولة الأدعاء بأنها حكومة وحدة وطنية ، ويبدو ان مفهوم " وحدة وطنية " يفسره السياسيون كل منهم على هواه ، وكانت نتيجة ذلك ان الحكومة فشلت في تحقيق أي مطلب من مطاليب الشعب العراقي ، ولم تلب أية حاجة أساسية من حاجاته ، فالوضع الأمني في تردي ، وصارت امنية الشعب العراقي الوحيدة هو الأمن والأستقرار ، ناهيك عن الكهرباء والماء والبطاقة التموينية والبنزين والنفط و......... والكثير الكثير مما كان يتوقع الحصول عليه بعد سقوط الصنم .

رغم ان الكثير من القوى العراقية المخلصة لهذا الشعب والوطن رفعت الصوت عاليا في المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية ، ولكن هذا الصوت لم يسمعه احد وسط ضجيج اللهاث وراء الكراسي والمناصب ، والذي مع الأسف كان الهم الأول والأخير للجالسين عليها ، وكأن لسان حالهم يقول ها نحن على الكراسي جالسين وانت ايها الشعب المناضل لك رب يرعاك .

وتم تحويل المؤسسات الحكومية الى مؤسسات حزبية ،فالداخل مثلا الى احد المستشفيات يجد نفسه وكأنه داخل الى حسينية ، وتصطبغ المؤسسات الحكومية بلون من جالس على كرسيها ، وجريمة شهداء الجسر فضحت بشكل جلي هذه الوزارات الحزبية التي راح كل منها يرمي التقصير على الوزارة الثانية ، وكان واضحا ذلك من خلال ما عرضته المؤتمرات الصحفية لهذه الوزارات .

وبعد تلك التجربة المريرة للحكومة الطائفية ، وبعد الأنتخابات الأخيرة والتي افرزت عن فوز قائمة الأئتلاف ( ومعروف ظروف فوزها ، والله يطول عمر ايران لدعمها ) ، تناقضت التصريحات وكثرت المزايدات والجميع يؤكد على ضرورة واهمية حكومة " الوحدة الوطنية " ، ولكن كل يغني على ليلاه ، فهذا يريدها وفق الأستحقاق الأنتخابي متباكيا على الديمقراطية واصوات الناخبين ، وذاك يريدها وفق التركيبة  السكانية ، ويقفز بين هؤلاء مراهق سياسي فيضع خطا احمرا على اشتراك فلان الفلاني ، وهو طبعا يؤكد في تصريحه على ديمقراطيته التي هي " للكَشر " ، والجميع يتاجرون بدماء الشعب العراقي ، فيتم التعجب من تصريح لأحد السياسيين الجدد بأن من لا يقبل نتائج الأنتخابات فسوف  " يصطف مع اعداء الديمقراطية والحرية وضد الشعب العراقي " ، ومع الأسف تم التراشق بين السياسيين بإتهامات نحت منحى طائفيا ، والآخر اكد على اهمية وضع برنامج سياسي بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية ، ورأي وسط  يطالب بصيغة توافقية مع مراعاة الأستحقاقات الأنتخابية .

وبعد تردي الوضع الأمني واستهتار القوى الأرهابية المجرمة بمؤسسات الدولة العراقية الجديدة واستغلالها ضعفها وتعدد مراكز القرار فيها وضعف الشعور الوطني لديها ، يتطلب من كل القوى والأحزاب العراقية المخلصة لهذا الوطن والشعب ، التخلي عن انانيتها الحزبية ومصالحها الضيقة ، وتغليب مصلحة الوطن والشعب ، والتعاون من اجل انقاذ البلاد واعادة البسمة لوجوه الأطفال والأمهات .

ويتطلب تكثيف الحوار الوطني الشامل من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تمثل الطيف السياسي بعيدا عن المحاصصة الطائفية القومية ، وان لا يتحكم فيها الأستحقاق الأنتخابي كمعيار وحيد ، بل بالتوافق السياسي والبرنامج الوطني ، لأن المهام والأستحقاقات الكبيرة المطلوب انجازها في المرحلة الحالية والقادمة لا يمكن ان تنهض بها الا حكومة وحدة وطنية وليست حكومة قوائم فائزة .     

48
تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
جاسم هداد
jasemhaddad@hotmail.com

تستقبل شعوب العالم  ، العام الجديد بالأمنيات وتقديم الهدايا ، وشعبنا العراقي استقبل هذا العام الجديد بثمان سيارات مفخخة ، ثم اعقبتها في اليوم الخامس من الشهر الجاري مذابح دموية راح ضحيتها الأبرياء من زوار للعتبات المقدسة وباعة متجولون يكسبون رزقهم الحلال بعرق جبينهم لأعالة عوائلهم ، وجنود متطوعون لخدمة وطنهم واستعادة الأمن فيه .

ففي التفجير الأرهابي الأجرامي الذي تم على بعد امتار من ضريح سيد الشهداء الحسين ( ع) ، والحسين غني عن التعريف فهو ابن اشجع شجعان المسلمين ، والفدائي الأول في الأسلام الذي افتدى رسول هذه الأمة بنفسه ونام في فراشه ممهدا له الهجرة للمدينة المنورة ، والذي تربى في كنف النبوة ولم يسجد لصنم قط ، ولذلك كرم الله وجهه ، وامه فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول هذه الأمة ، والحسين ريحانة رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ، وهو الذي ضحى بحياته وعائلته من اجل كلمة الحق وعدم اعطاء البيعة لخليفة فاجر ظالم .

الحسين واهل البيت (ع) لا يختلف عليهم اثنان من درجة قربه لنبي المسلمين ، وتقر ذلك جميع المذاهب الأسلامية الا الجماعات الخارجة عن دين الأسلام .

استعجب جدا من مجئ هذا الأنتحاري وتفجير نفسه بالقرب من ضريح الحسين (ع) ووسط هذه الناس الأبرياء ، بماذا سيقول لرسول الأمة لو قابله كما يزعمون ، ولكن أين يقابله ومصيره في جهنم وبئس المصير .

والأنتحاري الثاني الذي فجر نفسه وسط جموع الجنود الذين قدموا للتعيين في سلك الشرطة في الرمادي والذي راح ضحيته حوالي ( 86 ) عراقيا بريئا .

الأرهابيون الأجراميون لم يفرقوا بين العراقيين سواء كانوا من ساكني مدينة كربلاء او الرمادي ، بل استهدفوا الجميع ، وعندما يتم تفجير سيارة في ساحة السنك في بغداد ، لم يميز مفجرها بين سني او شيعي ، فهو يستهدف اولا واخيرا زعزعة الأمن والأستقرار في البلد .

ولكن مع الأسف الشديد يلاحظ ان بعض السياسيين العراقيين يحاولون استغلال فجيعة والآم شعبنا العراقي لخدمة اهدافهم وطموحاتهم السياسية فيصرح احدهم مشجعا على الفتنة الطائفية بالقول ( ان تصريحات بعض القوى والأحزاب السياسية التي شككت في الأنتخابات البرلمانية ... عبر وسائل الأعلام ادت الى تشجيع العمليات المسلحة ) ثم يضيف محرضا على انه ( ليس امام الشعب في مثل هذه الحال الا الأستعداد للدفاع عن نفسه وبكل الوسائل الممكنة ) .

ان مكافحة الأرهاب لاتتم بهذه التصريحات التحريضية التي يشم منها نتانة الطائفية وعفونتها ، بل بتجفيف منابع الأرهاب ، واول ما يتطلب ذلك هو إشراك كافة القوى الوطنية والديمقراطية في مهمة مكافحة العصابات الأرهابية ، فالوطن للجميع ، وجرائم الأرهاب لا تفرق بين هذا وذاك ، والتخلي عن اسلوب المحاصصة الطائفية والقومية والأستئثار في ادارة الدولة وخاصة في التعيينات للمراكز المهمة في الجيش والشرطة والأستخبارات ، والفترة الماضية غنية بدروسها وما آل اليه وضع وطننا وشعبنا نتيجة تلك السياسات الطوباوية المغرورة التي لم يحصد منها شعبنا العراقي الا مزيدا من الدمار والقتل اليومي ، فالسياسات الطائفية لا تجلب الا تخندقا طائفيا وردود فعل طائفية .
ويتطلب كذلك تشكيل حكومة انقاذ وطني ، حكومة وحدة وطنية حقيقية ، فالمهمة ثقيلة جدا ، ولا يستطيع القيام بها من " فاز فوزا ساحقا " لوحده ، فالعراق للعراقيين ، ومن حق العراقيين الشرفاء المخلصين له والذين يضعون مصلحته فوق كل مصلحة المساهمة والمشاركة في انقاذه .

فبتعزيز المواطنة العراقية وتمتين الوحدة الوطنية ، واعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة مع كل المواطنين العراقين ، وشعور المواطن العراقي انه له حق في هذا الوطن وعليه واجب تجاهه ، وليس مضطرا لجلب ورقة تأييد من افندي او صاحب عمامة ، وان معاملة تعيينه او تمشية أية معاملة تتم بدون توريق ، والأهتمام بمشاكل الجماهير وتقديم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وخدمات صحية وتعليمية ، وسد الطريق امام ازلام النظام الفاشي بالعودة لتبؤ المناصب المهمة في الدولة العراقية ، وتطهير دوائر الدولة من ازلام البعث الفاشي والعناصر الفاسدة والمرتشية ، وعدم التستر على هذا او ذاك لأنتمائه لهذا الحزب او ذاك ، وان تقوم الأحزاب العراقية بتطهير صفوفها من ازلام البعث الفاسد الذين اندسوا بين صفوف الأحزاب من ذوي القمصان السود ، فدائي صدام وجيش النخوة والقدس والأمن والأمن  الخاص ، وركبوا موجة التغيير ظاهريا منفذين تعليمات سيدهم الطاغية بالأندساس في صفوف الأحزاب ، عند ذاك يتم قهر الأرهاب وعزله .         

قبل حوالي ثلاثة اشهر كتبنا مقالا تحت نفس العنوان تم نشره في جريدة طريق الشعب " الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي " ، وكذلك في بعض المواقع الألكترونية ، وأشرنا فيه الى ان قوى الأرهاب متعددة المشارب ، يجمعها جامع واحد ، هو تعطيل العملية السياسية وإيقاف مسيرة اعادة بناء العراق ، وعرقلة المسار الديمقراطي الفيدرالي ، ووضع العصي في عجلة إقامة دولة القانون .
وركائز قوى الأرهاب معروفة ، فالركيزة الأولى وتشكل العمود الفقري وتضم ايتام النظام الدكتاتوري المقبور والذين تضررت مصالحهم كثيرا ، ويخشون المساءلة القانونية لما اقترفوه من جرائم بحق شعبنا ، ويملكون المال والسلاح والتدريب الجيد ، والركيزة الثانية وتضم قوى الأسلام السياسي المتطرف بشقيه الخارجي والداخلي ، حيث يقوم ايتام النظام المقبور بتقديم الدعم اللوجستي لقوى الأرهاب القادمة من خارج الحدود ، ويسهلون لهؤلاء مهماتهم في تنفيذ العمليات الأنتحارية الأجرامية، وبالتنسيق مع قوى الأرهاب المتأسلمة في داخل العراق ، اما الركيزة الثالثة فتضم عصابات الجريمة المنظمة ، والتي تؤدي خدماتها لمن يدفع اكثر من خلال اعمالهم الأجرامية التي يقومون بها لصالح قوى الأرهاب ، او التي يقومون بها لمصالحهم الخاصة فهم يساهمون بشكل مباشر في اشاعة الفوضى وعدم استقرار الأمن .

ولفشل الحكومة الحالية في معالجة الوضع الأمني ، وهذا ما يتم ملاحظته من تردي الوضع الأمني وعدم وجود سيطرة للحكومة على احياء في بغداد مثل العامرية والجهاد والفرات والثورة ، واضعاف المؤسسات الحكومية والأمنية واحلال  الميليشيات الحزبية بديلا عنها احد الأسباب التي ساعدت على المزيد من تردي الأوضاع الأمنية ، واصبحت  الحاجة ماسة جدا لكي تضع الأحزاب والقوى العراقية نصب اعينها مهمة مكافحة الأرهاب وعودة الأستقرار والأمن ، وبناء جيش وطني عراقي وليس جيشا طائفيا عرقيا ،حيث ان فرقا عسكرية بكاملها شكلت على اسس مذهبية وطائفية بعضها شيعية خالصة والأخرى كردية ، وهذا ادى الى افتقار الجيش الجديد الى المقومات الوطنية والمهنية ، وبناء شرطة وطنية عراقية ولاؤها للوطن وليس شرطة تتلقى اوامرها من احزابها ، ويجب مراعاة اهلية المتطوع وخلفيته الأجتماعية والثقافية وولاءه الوطني .
11 كانون الثاني ‏2006‏‏


49
المنبر السياسي / كشف حساب ...!!
« في: 19:42 04/01/2006  »
كشف حساب ...!!

جاسم  هداد

استقبل ابناء شعبنا العراقي العام الجديد بأصوات انفجارات لثمان سيارات مفخخة ، وكأن القوى الأرهابية لاتريد الأكتفاء بواحدة او اثنتين ، وفي كل مؤتمر صحفي يخرج علينا وزير الداخلية معلنا عن خطة امنية جديدة ، وتنقل لنا وسائل الأعلام اخبار القاء القبض على عصابات وشبكات ارهابية طالت معاونين ومساعدين للزرقاوي  ، ويتدارك لسامع هذه الأخبار ان الدائرة بدأت تضيق حول الزرقاوي وماهي الا ايام وسوف يتم القاء القبض عليه ، ويشاهده العراقيون في قفص الأتهام مثلما حل بالطاغية صدام واعوانه ، وان كل من يتسبب في أذية العراق لابد وان ينال جزاءه وفق القانون .

 والمواطن العراقي يعيش وسط جحيم من الخوف وترقب ما سيحصل ، فالخارج من بيته للعمل او لقضاء مشاغله لا يتوقع العودة سالما ، والآباء والأمهات قلقون على مصير اطفالهم ، والمسافر لايأمن على نفسه فهو يتوقع خروج الملثمين ليقطعوا الطريق ويسلبوا منه حياته لا لسبب الا لكونه من المذهب الفلاني ، ورب العائلة لا يهدأ في نومه خشية مفاجأته من قبل الملثمين الذين تاه على الناس تمييزهم فجميعهم يدعون انتسابهم للشرطة او الجيش .

بعد اربعة اشهر سيتم بلوغ العام الثالث لسقوط الصنم ، ولم يتلمس شعبنا الذي عانى الكثير الكثير من عسف وظلم الدكتاتورية ، أي جديد او تحقيق للوعود التي نادت بها الأحزاب التي تربعت على كراسي السلطة ، والتي كانت تتباكى على معاناة الشعب العراقي عندما كانت في صفوف المعارضة ضد النظام البعثي الفاشي .

فالبطاقة التموينية تدنت محتوياتها وبلغت من السوء ان تمر اشهر ولم يستلم المواطنون استحقاقاتهم ، وانقطاع الكهرباء اصبح مشكلة المشاكل ، وكل عام يكون اسوأ من سابقه ، حتى الماء دخل مرحلة الأزمات والأنقطاعات ، اما النفط ومشتقاته ، فالحديث حولها يثير المرارة والألم ، فكما يتناقل العاملون في مصافي النفط انه لغاية الآن لا توجد عدادات تقوم بحساب الكميات المستخرجة ، ويتم تهريب النفط وبيعه وبشكل منظم وشبه رسمي ومن خلال تعاون ميليشيات احزاب السلطة وتسهيل وحماية من الدول الأقليمية ويكون ذلك جهارا ونهارا ، ويكون ذلك حلالا طالما كان مردوده لنصرة احزاب الأسلام السياسي .

واحزاب الأسلام السياسي ، التي استلمت مقاليد الأمور بفضل غزو قوات الشيطان الأكبر  للعراق واسقاطها الصنم ، ولولا ذلك لكانت لغاية الآن باقية تحت حماية دول الجوار ، وبجهود هذه الأحزاب تم تقسيم العراق الى كانتونات طائفية يتم حكمها من قبل الميليشيات الحزبية ، فلا وجود للدولة العراقية في مدينة الثورة في بغداد ، وفي مدن عديدة اخرى لا يختلف حالها عن حال مدينة الثورة .

والعسف والقهر وفرض الرأي الواحد والأكراه والتهديد وغيرها من اساليب البعث الممجوجة والمكروهة ، يتفنن الآن ذوو القمصان السود بتطبيقها ، وما حصل قبل الأنتخابات الأخيرة وفي اثنائها كشف عن المعدن الحقيقي لهؤلاء وما يخبئونه من مصير مظلم لوطننا وشعبنا لو استقامت لهم الأمور بشكل كلي ، وما يحصل في جامعة البصرة خير مثال حيث يقوم الظلاميون ما يفوق ماكان يقوم به ازلام صدام والبعث الفاشي .

كل هذا حصل ويحصل ، وقوى الأسلام السياسي تريد قيادة البلد لأربع سنوات قادمة ، فإلى أي هاوية ستأخذنا ، وأية كارثة ستحل ببلدنا نتيجة سلوك هذه القيادات التي لم تتورع عن كشف مخططاتها التقسيمية علنا ، وتحت شعار اقليم الوسط والجنوب ، الذي اكده احد ممثلي هذه الأحزاب بشكل علني من خلال دعوته الى انفصال الوسط والجنوب في مقال نشرته بعض المواقع الألكترونية ،  والتي فضلت مصالحها الحزبية الضيقة الأنانية على مصالح الوطن والشعب ، وعملت على فرض اجندتها  الطائفية مما دفعت الطرف الثاني الى التخندق ، واصبح خطر الحرب الأهلية يلوح في افق العراق ، وبرامجهم الظلامية والمدعية زورا بالأسلام والتي يريدون فرضها بالأكراه ولم يتعظوا بما كان يفعل الطاغية صدام وما مصيره الآن .

لقد عاش العراق في نفق مظلم لأكثر من ثلاثة عقود ، والخشية والخوف من دخوله نفق مظلم جديد سيكون اشد ظلاما من نفق البعث الفاشي ، وعليه فالمطلوب الآن انقاذ العراق من هذا المصير المظلم ، وهذا يتطلب من جميع القوى التي تناضل من اجل فصل الدين عن الدولة ، والعدالة الأجتماعية ودولة المؤسسات والقانون ، بعيدا عن حكم الميليشيات الحزبية ،  ومن اجل ان يكون العراق لجميع العراقيين ، وان يتم التعامل مع المواطن العراقي بإعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة ، بعيدا عن الحزبية الضيقة والطائفية والعرقية ، المطلوب من جميع القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية ان تلملم صفوفها وتوحد جهودها ، وتترك خلافاتها الثانوية جانبا ، وتضع نصب عيونها مصلحة العراق وشعبه ، و الوقوف صفا واحدا بوجه المشاريع التقسيمية لأن المخاطر باتت تتهدد
وحدة العراق ، مطلوب من كل قوى الخير وخاصة القوى الأسلامية المتنورة الوقوف بوجه الرياح الصفراء ، و ضد عودة البعث المتلبس لبوس الدين واساليبه الفاشية ، وضد كل من يفضل مصالح الدول الأقليمية على مصالح بلده .

50
ما هكذا تورد الأبل ...



جاسم  هداد

لم يكن بودي الرد على مقال الأخ جواد السعيد ، ولكن نشر الأخ "  سعد فيصل " ردا على المقال المذكور ، وتوضيحا للحقيقة ولدحض المغالطات التي جاءت في مقال الأخ جواد السعيد ، هما سببا  كتابة هذا الرد .
 
نشر الأخ جواد السعيد  مقالا في في عدد من المواقع الألكترونية  بعنوان " انتقادات شجاعة لمكتب مفوضية الأنتخابات في السويد "  ، وتطرق للندوة التي دعت اليها السفارة العراقية في ستوكهولم ممثلي الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية ومنظمات المجتمع المدني وبحضور  الدكتور فريد آيار للحديث عن الأنتخابات وذلك في يوم 2 كانون الأول 2005 . في هذه الندوة تم توجيه سؤال للدكتور فريد آيار ، هل يجوز ان يتم تعيين ممثل كيان سياسي موظفا اداريا في مكتب المفوضية ؟ ، وكان جوابه واضحا ، بأن ذلك لا يجوز لمخالفته تعليمات المفوضية ، وعندها تم الأحتجاج على تعيين احد ممثلي الكيانات السياسية مسؤولا عن مركزي ستوكهولم الأنتخابيين ، وهذا التمثيل مثبت بكتاب رسمي من السفارة العراقية مرسل لكافة الأحزاب والقوى السياسية ، وكان الأعتراض بشكل علني وامام جميع الحضور ، وقال في وقتها الأخ جواد السعيد بأن ما ورد في الكتاب خطأ من السفارة ، وكان جالسا على المنصة بجوار الدكتور فريد آيار كل من سعادة السفير ومدير مكتبه فلم ينفيا ذلك وهو دليل صحة ما جاء في الأعتراض .

 وحل الدكتور فريد آيار الأشكالية  في اليوم التالي بأن الشخص المعني يقسم بالقرآن الكريم كونه غير منتم لكيان سياسي ، وكان حاضرا في اللقاء الأخوة أكرم سارتانكَ ومعن الجميلي ، فبالله عليك يا جواد السعيد ألم يكن هذا عيبا ، أم يمكن تبريره بمبدأ " التقية " .

 ثم كيف يسمح الأخ جواد السعيد لنفسه ، بإتهام الشيوعيين العراقيين بأنهم يذكرون الأخوة الكورد     " بكل السيئات في جلساتهم الخاصة " ، أليس هذا ظنا سيئا ، وهل يحتاج الأخ جواد السعيد لتذكيره    " إن بعض الظن إثم "  ، وهو قبل غيره يعرف ان الشيوعيين العراقيين لا يخافون لومة لائم في قولة الحق ، وهو حاضر لأجتماعات الهيئة الأستشارية للسفارة العراقية ، واعتقد ان سمعه جيدا ويسمع كل مداخلاتهم ، فكيف يتهمهم بانهم " يتملقون اليهم خوفا من استفزاز السيد السفير " .

ثم كانت المطالبة بأن يتم تعيين الموظفين بإعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة ، وانه يحق لكافة العراقيين التقدم بطلب التعيين ، هل في هذا المطلب تحيز لكيان سياسي أم انه انصاف لكافة العراقيين ، فلماذا يكون مبدأ العدالة والأنصاف مزعجا لأخينا جواد السعيد .

علما انه تم تعيين اكثر من مائتي واربعين موظفا غالبيتهم من قوى الأسلام السياسي الشيعي ، ويشاركهم في ذلك الأخوة الكورد ، بينما المحسوبون على القوى العلمانية واليسارية لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ، وهذه الحقيقة لمسها كل من شارك في التصويت ورأى بأم عينيه حاملي باجات المفوضية والعاملين في المحطات الأنتخابية ، ولقد اعترف بذلك الأخ معن الجميلي المدير الأداري للمفوضية وأكد على ان هذا خطأ وليس صحيحا ، مبررا ذلك بعدم معرفته وان التعيينات تمت اثناء فترة غيابه .   

القراء الكرام

أيوجد فيما ذكر اعلاه سببا يغيض الأخ جواد السعيد ، والا ترون انه جانب الصواب في مقالته ، وغلبت عليه العاطفة وابتعد كثيرا عن الموضوعية ، والأخ جواد السعيد يعرف قبل غيره انه
ليس كل من ذهب الى المسجد للصلاة هو منتم لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي ، وبنفس الوقت ليس كل علماني او يساري او تقدمي هو منتم للحزب الشيوعي العراقي ، ولكنه مع الأسف يعيد اسطوانة مشروخة عفا عليها الزمن ، ويتهم منظمات المجتمع المدني بتبعيتها للحزب الشيوعي العراقي لا لسبب الا لكونها لا تسبح بحمد ما تريده قوى الأسلام السياسي الشيعي التي ينتمي لها ، ويبدو انه متأثر بنظرية البعث الفاشي وملالي إيران بوجوب ان يكون الجميع من لون واحد ، وان من يختلف معي في الرأي فهو ضدي ، وانه لم يستفد من ديمقراطية البلد الذي يعيش فيه .

ان الأخ جواد السعيد لا يستطيع ان يزايد على شجاعة الشيوعيين العراقيين فهو اعرف بهم قبل غيره ،
 والحزب الشيوعي العراقي فصيل مهم في الحركة الوطنية العراقية ، وله سجل حافل في النضال ضد كافة الأنظمة القمعية ملكية وجمهورية ، وساهم مثل غيره من القوى السياسية العراقية في النضال ضد النظام البعثي الفاشي وضد الكتاتورية ، وقدم الشهداء في سبيل قضية الحرية والديمقراطية ، ولم يرافق علاوي في سفره الى واشنطن ، ولم يقبض من الأمريكان دعما ماليا ، ولم يوافق على غزو بلده ، ولم يسهل للأمريكان هذه المهمة ، وليس اخيرا فأن الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بحجر .

ويبدو ان الأخ جواد السعيد لا يملك من الحجة لمناقشة الرأي الآخر ، ولا يحسن المجادلة ، ولا توجد في قاموسه مفردات " حرية الرأي ، الديمقراطية ، التفاهم ، احب لغيرك مثلما تحب لنفسك ، وجادلهم بالتي هي أحسن " ، لذلك لجأ الى التكفير ونعت المخالف له بالرأي بالألحاد وهي لغة العاجزين .

وسؤال اخير نتوجه به للأخ جواد السعيد ، ان الندوة تم عقدها في 2 كانون الأول 2005 ، فهل تذكرتها الآن وبعد مرو ر تسعة عشر يوما ، وهذه تحتاج تفسيرا نتركه للقارئ الحليم .       
 

51

ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية  ؟



جاسم  هداد

بعد اعلان النتائج الجزئية للأنتخابات التي تمت في اواسط كانون الأول 2005 ، طعنت بعض القوائم الأنتخابية وفي مؤتمرات صحفية بالنتائج الأنتخابية المعلنة ، قامت بتغطيتها الفضائيات العربية والأجنبية ، ، حتى القوائم التي فازت فوزا " ساحقا " ، ادعت بحصول تلاعب في نتائج الأنتخابات في المنطقة الغربية ، اما في مناطقها فكانت نزيهة جدا جدا !!، واستخدمت بعض القوائم الفائزة والمعترضة التهديدات والضغوط السياسية ، ومن خلال التصريحات الأعلامية او تسيير المظاهرات الأحتجاجية .

منظمات المجتمع المدني التي قامت بمراقبة الأنتخابات هي الأخرى ادلت بدلوها فأشارت الى تجاوزات وانتهاكات جدية واتباع اساليب غير نظيفة وحتى دنيئة ، وادعت القوائم المعترضة بأن لديها تسجيلات موثقة عن التزوير المنظم والأنتهاكات والتجاوزات .

مفوضية الأنتخابات بعد ان استعجلت وتورطت بإعلان النتائج التي سمتها جزئية ، اعترفت هي الأخرى بحدوث تجاوزات وانتهاكات في " 920 " صندوقا ثم ارتفع العدد الى " 950 " صندوقا ، وان عدد الشكاوى الحمراء لا يتجاوز " 20 " شكوى ثم ارتفع العدد الى " 35 " شكوى ، والملاحظ ان هذا الأرتفاع يتناسب طرديا كلما علا صوت احتجاج المعترضين .

 وتحت هذا الضغط وافقت المفوضية على دعوة لجنة مراقبين دوليين للتدقيق مع المفوضية في النتائج ، وتقاطعت تعليقات الأطراف المتنازعة فمنها كان مرحبا بذلك والأخرى كانت مستهترة بقدوم اللجنة ، وذلك كونها ضامنة للنتيجة ، حيث صرح احد اقطابها بأن هذه اللجنة  " لن تغير من نتائج الأنتخابات فهي محسومة لصالحنا " ، وهدد آخر من نفس القائمة بأن مسألة " اعادة الأنتخابات امر غير مسموح به نهائيا " ، لا بل رفع اخر من وتيرة التهديد فأعلن ان  " الأصوات التي تطالب بإعادة الأنتخابات لا تريد مصلحة الوطن والمواطنين " ووصف الأصوات المحتجة بـ " جعجعة فارغة " .

الدلائل الميدانية تشير بما لا يدع الشك حصول تزوير منظم ، واستخدام اساليب ترهيب وتهديد لم يكن السلاح بعيدا عنها ، وقامت الميليشيات التي تم تزويرها بشرطة الدولة  بالدور الكبير في هذا المجال وهذا كان علنا وامام الجميع واغلب مدن العراق شهدت ذلك وكان واضحا اشد الوضوح في مدينة الثورة في بغداد ، وكان  ولاء هذه الميليشيات  للحزب الذي عينها ولم يكن ولاؤها للدولة رغم انها تقبض رواتبها من الدولة ، وتلك لعمري خيانة للضمير وبؤس في الخلق والتربية . 

اضافة الى تخلي العدد الكبير من موظفي المفوضية عن امانتهم الوظيفية ، وقيامهم بالتزوير لصالح الأحزاب التي قامت بتوظيفهم ، والمفترض بأن يكون موظفو المفوضية مستقلين سياسيا ، او في الحد الأدنى التزام الحيادية في عملهم الوظيفي ، والعمل من اجل مصلحة الوطن والشعب وليس العمل من اجل مصلحة الحزب ومن يدفع اكثر .



لذا يتطلب من اللجنة الدولية القيام بـ :
1ـ اجراء تحقيق نزيه وشفاف في جميع الشكاوى والطعون المقدمة من القوائم والكيانات السياسية كبيرة كانت ام صغيرة .
2ـ الغاء الصناديق الأنتخابية المطعون فيها .
3ـ اعادة عملية فرز الأصوات وتدقيق القوائم انطلاقا من بغداد وصولا الى جميع المحافظات التي يثبت حصول تجاوزات وانتهاكات فيها
4ـ ادانة مرتكبي التجاوزات والأنتهاكات في حالة ثبوتها والجهات التي تقف ورائها
5ـ تحميلهم المسؤولية القانونية والسياسية والمعنوية على انتهاك القانون والتجاوز على حقوق المواطنين .

حيث ليس من المنطق والعقل ان يتولى المزورون التحكم في رقاب العباد والبلاد ، ويفرضون اجندتهم القرووسطية الظلامية بحجة الأستحقاقات الأنتخابية الباطلة المزورة .
واذا اكتفت اللجنة الدولية بعد الأصوات كما فعلت المفوضية فالنتيجة ستكون " محسومة " كما صرح احد قادة القوائم السياسية المتهمة بالتزوير ، فالصناديق المملوءة مسبقا بالأوراق الأنتخابية المؤشرة لصالح قائمة معينة ، لا يمكن تدقيقها من خلال عد الأصوات فقط ، وعلى اللجنة الدولية دراسة كذلك الأجواء التي سبقت التصويت وخلال يوم التصويت ، ثم اصدار حكمها على القضية بعد الألمام بكل ظروفها . 

ونرى ان من المناسب لخير العراق في ظل هذه الظروف الصعبة المعقدة ، ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشترك فيها كافة التيارات السياسية بعيدة عن الطائفية والعرقية ، وتحضر هذه الحكومة لأنتخابات نيابية بعد عام ، مع ضرورة اعادة النظر بكل ملاك مفوضية الأنتخابات الوظيفي وتنحية الغير حياديين منهم ، وبشكل خاص من كان ذا ولاء حزبي من  اعضاء المفوضية السبعة ،كما يجب تأمين ارضية لضمان انتخابات ديمقراطية ، يدلي الناخب فيها بصوته بكل حرية ، ويتطلب ان تكون اجهزة الجيش والشرطة حيادية وتطهيرها من العناصر ذات الولاء الحزبي ، وان تكون هذه الأنتحابات بأشراف الأمم المتحدة ووجود مراقبين دوليين ، وبعكس ذلك فسوف تعود حليمة لعادتها القديمة وكأنك يا ابوزيد ما غزيت .



52
كيف سيكون الحال ؟

جاسم  هداد

اثناء الحملة الأنتخابية وفي اجتماع جماهيري في احدى المحافظات ، اطلقت  احدى القوائم الأنتخابية تحذيرا لأنصارها من انه سيحصل تزوير في الأنتخابات ، وهددت وتوعدت بأنها  سوف لن تقف مكتوفة الأيدي ، وبالطبع إتكأت في تهديدها على ميليشياتها المسلحة والدعم الذي تتلقاه من دولة إقليمية ، ووجهت اتهامات للمفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ، ورافق هذه الأتهامات تهديدات بأنهم يمتلكون جداول وارقام و... من خلال مراقبيهم أو بشكل أدق " موظفيهم  في المفوضية " ، وفي حالة اعلان نتائج مخالفة لما يريدون فسوف ........ . 

بعد الأنتخابات تغيرت اللهجة ، وتم التراجع عن اتهام المفوضية ، وارتفع الصوت عاليا بالدفاع عن   " نزاهة " الأنتخابات والتأكيد على ان " الأنتخابات لا يمكن إبطالها أو إعادتها ولايمكن أن تتدخل فيها أية جهة دولية او من المنطقة " ، متناسين او متغافلين ، او مستهينين بعقول وذاكرة ابناء شعبنا العراقي ، حيث كانوا هم في مقدمة طارقي الأبواب من اجل الدعوة لغزو بلادنا ، ثم دخلوا هم وميليشياتهم بدعم دولة  " في المنطقة " ، ولا تزال عناصر ميليشياتهم تستلم رواتبها من هذه الدولة ، وحملتهم الأنتخابية تم ويتم تمويلها من هذه الدولة ايضا ، فلماذا ممارسة الكذب ، فالشعب العراقي لا تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب ، وان تم حجب ضوء الشمس بغيمة سوداء ، فلا بد ان تزول هذه الغيمة وتسطع شمس الحقيقة ، حارقة بحقيقتها كل كذب ودجل .

وصرح سياسي بأن " اعادة الأنتخابات أمر غير منطقي " ، ويصرح آخر بأنه " ينبغي على الجميع احترام العملية الديمقراطية ونتائجها الأنتخابية " ، وتردد كثيرا في تصريحات من حذروا من التزوير ، ضرورة " احترام ارداة الشعب "  غافلين عن ان احترام ارادة الشعب يتطلب ضمان حقه بالأنتخاب دون إكراه ، وفي مناخ ضامن لحريته في اعطاء صوته ، والطاغية صدام لا زال يردد لغاية الآن انه الرئيس الشرعي حيث تم انتخابه بإرادة الشعب وبنسبة " 100% " وهي ايضا نسبة ساحقة .

جميع هؤلاء ومن يسير في جوقتهم لم يفسروا لنا ، كيف يتم احترام ارادة الشعب ، هل من خلال افساد ضمائر الناس بشراء اصواتهم بمبالغ مالية ، او استغلال حاجة الناس واعطائهم " صوبة وبطانية " لقاء اصواتهم ، أم بإستخدام التهديد ، أم بإغتيال المرشحين والناشطين في الحملات الأنتخابية ، أم بخيانة الأمانة الوظيفية المفروض بالأنسان النزيه ان يكون مؤتمنا عليها ، أم بإقتحام المراكز الأنتخابية بقوة السلاح واجبار الناخبين على التصويت عكس رغبتهم ، أم بمخالفة التعليمات والضوابط الأنتخابية ، أم بإستغلال دور العبادة للدعاية السياسية الأنتخابية ، أم بممارسة الكذب العلني ومن خلال شاشة التلفزيون بأن القائمة الأنتخابية الفلانية انسحبت لصالح القائمة التلانية  .

وهل يستقيم ما تم ذكره وتلك الأفعال مع مبادئ الدين الأسلامي الحنيف ، او مبادئ الأديان السماوية ، وهل يستقيم مع الأخلاق والآداب العامة المثبتة في دستورنا العتيد ، وهل يستقيم مع قيم واعراف مجتمعنا العراقي النبيلة ، وهل يستقيم مع اخلاق وآداب الرسول الكريم " ص " ، او مع اخلاق وقيم اهل البيت " ع " الطاهر الشريف ، وهل يستقيم مع اخلاق كل شخص لديه ضمير حي نظيف ، وهل يستقيم مع كل وطني ومخلص للعراق ولشعب العراق ويريد لهما الخير.

ان هذه الأبواق التي شجعت على التزوير وتبرر له الآن وتدافع عنه ، لو انها لم تحصل على ما خططت له ، ماذا سيكون الحال ؟ ، بالتأكيد  لأقامت الدنيا ولم تقعدها ، ولطالبت بتدخل الأنس والجان ، وعفاريت جزر الواق واق ، ولقامت بتوسل الجالسين في البيت الأبيض من اجل اعادة الأنتخابات ، ولم تدع جهة لم تعتب عليها من دول المنطقة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والمؤتمر الأسلامي والأمم المتحدة ومجلس أمنها والأوبك والأوابك  ، وابناء العم الأمريكان ، وابناء الخال البريطان ، وابناء العمة الطليان  ، كل ذلك سيكون من اجل احترام " ارادة الشعب العراقي " .

واذا كانت متأكدة بأن الناخبين صوتوا لها برغبتهم وعن قناعتهم ، فلماذا هي خائفة من التدقيق الدولي ، او من اعادة الأنتخابات ، ألم تتم اعادة الأنتخابات في دول اخرى عندما ثارت شكوك حول نزاهتها ، وتجربة اوكرانيا ليست بعيدة عنا . الواثق من نفسه لا يخشى شيئا ، ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة يجب ادانته من قبل كل حر غيور وهو لا يتوافق ابدا مع النبل والأخلاق الحميدة والنية المخلصة لخدمة الوطن والشعب ، وكل زيف لا بد وان يبان وتظهر الحقيقة .

 [/b]

53
العفالقة الجدد ... ثانية !!


جاسم  هداد

من سمات انظمة الحكم الدكتاتورية الفاشية قمعها لشعوبها مستخدمة شتى الأساليب ، ترهيب وترغيب ، شراء ذمم ، اعتقال وتعذيب ، تهديد بالقتل والأغتيال السياسي ، حصر الوظائف المهمة في الدولة لمن يسبح بحمد الدكتاتور والحزب الأوحد ، واجبار الناس على الهتاف لـ " القائد " الأوحد .

والنظام البعثي الفاشي الذي حكم عراقنا الحبيب لأكثر من خمسة وثلاثين عام ، كان بإمتياز من اكثر انظمة الحكم فاشية واجراما ، حيث لم يسلم منه البشر والحجر ، الحيوان والنبات ، الماء " جريمة تجفيف الأهوار " والهواء " استخدام الأسلحة الكيمياوية " ، حتى الموتى في قبورهم حيث قام بجرف قبور مقبرة الغري في النجف الأشرف في انتفاضة عام 1991 لفتح شوارع فيها لتسهيل مهمته في قمع الأنتفاضة .

واستخدم النظام المقبور وسائل خسيسة لأسكات كل صوت يرتفع بالأنتقاد لممارساته الفاشية ، من الأغتيال السياسي بواسطة الدهس بالسيارات وسم الثاليوم . والضغط على طالبي الوظائف بعدم تعيينهم بدون الأنتماء لحزبهم الفاشي ، وجعل بعض الكليات مغلقة للمنتمين لحزب البعث الأجرامي فقط ، اضافة للجيش العقائدي وحصر وظائف الأمن والمخابرات والأستخبارات بأزلام النظام ومن ابناء العشيرة والعائلة .

وقام البعث الفاشي بتشكيل تشكيلات عسكرية سماها " فدائي صدام " وتميزوا عن غيرهم بقمصانهم السود وهي تقليد لفاشيي موسوليني ونازيي هتلر ، وقام هؤلاء الأوغاد بأرتكاب الجرائم دفاعا عن النظام البعثي الفاشي تحت غطاء الدفاع عن الأخلاق والآداب ، ومتسترين بالحملة الأيمانية التي بشر بها النظام الفاشي زورا وبهتانا . وعاث هؤلاء البرابرة فسادا في المجتمع العراقي ، فارضين قيمهم السيئة واخلاقهم الشائنة ، متبعين كل الأساليب الدنيئة المنافية لأبسط حقوق الأنسان من اجل إلغاء الرأي  الآخر وفرض رأي واحد هو الرأي المسبح بحمد القائد ، رأي البعث الفاشي .

بعد سقوط الصنم ، وتنفس ابناء شعبنا العراقي لنسيم الحرية ، ولكن مع الأسف الشديد لم يدم الحال كثيرا ، فعاد اصحاب " القمصان السود " مرة ثانية ، متلبسين هذه المرة بلبوس الدين ، فارضين اجندتهم وكذلك تحت نفس الحجة السابقة في الحفاظ على الأخلاق ، فتراهم يصولون ويجولون في مدينة الثورة الباسلة ومدن الفرات الأوسط  والجنوب ، فارضين لبس الحجاب بقوة السلاح على النساء والفتيات ، جاعلين من انفسهم حماة وقضاة في نفس الوقت منفذين قوانينهم بأيديهم ، والغريب ان كل ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع شرطة وجيش الحكومة الحالية ، متبعين نفس اساليب البعث الفاشي ، ولا ندري هل من الأخلاق الأسلامية القيام بقص شعر الفتيات علنا وامام زميلاتهن وصديقاتهن ؟ ، وهل ينسجم مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي ينشدهما كافة أبناء شعبنا العراقي ما يحدث في مدينة الثورة من اكراه وارهاب وتهديد وفرض الرأي الآخر بقوة السلاح واجبار الفتيات على ارتداء الحجاب ؟ ومنع الناس حتى سماع الموسيقى والأغاني .

قام ويقوم ذوي " القمصان السود " بإبتكار اساليب فاقت اساليب البعث فاشية وتعسفا ، فلقد اصبح قتل صاحب الرأي المخالف لهم علنا ، ويمر دون أي حساب ودون الخضوع لأي قانون ، فالشوارع اصبح من  يتحكم فيها  الميليشيات ، كما يقول المفكر الأسلامي أياد جمال الدين ، وقوله يستند على شهادة عيان وتجربة ، وهو شخصيا  تعرض الى محاولتي إغتيال لأنتقاده الممارسات البعثية الفاشية الجديدة .

يغد سقوط الصنم ، قام ازلام البعث بتشكيل عصابات ارهابية وتلبسوا رداء الدين ايضا ، فسموا تشكيلاتهم  " جيش محمد " و " الجيش الأسلامي " وغير ذلك ، ويرتدون القمصان السود ايضا ويتلثمون ، واوغاد صدام الجدد شكلوا ايضا ما يسمونه " كتائب عزرائيل " حيث انها ترتدي نفس قمصان  " فدائي صدام " وتتلثم بنفس اللثام ، وتقوم بنفس الأعمال التي تقوم بها العصابات الأرهابية ، لا بل زادتها بشاعة ودموية ، وخروقا لحقوق الأنسان ، محاولين ايضا فرض الرأي الواحد .

متناسين ان " حراس الفكر الواحد المقبور ودعاة الفكر الواحد الجدد ، فكلاهما ارهابيان وكلاهما يقتلان النفس البشرية البريئة الآمنة بدون حق وكلاهما يدخلان مزبلة التاريخ أن عاجلاُ أم آجلاُ " .         [/b]

54
مفارقات انتخابية

جاسم  هداد

وفق قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الأنتقالية ، تم تنظيم  الأنتخابات في الخامس عشر من كانون الأول 2005 لأنتخاب مجلس نواب يتولى المسؤولية لمدة اربع سنوات قادمة ، وهذا المجلس سيقوم بتشريع حوالي اربعة وخمسين قانونا مكملة للدستور العراقي ، اضافة الى اجراء مراجعة لبعض المواد الدستورية وفق اتفاق اللحظات الأخيرة الذي تم بين الأطراف الرئيسية في كتابة الدستور والحزب الأسلامي العراقي والذي وفق ذلك منح تأييده للدستور .

واثناء فترة الحملة الأنتخابية مارست بعض القوائم الأنتخابية اساليب غير نظيفة ، ولا تختلف عن الأساليب البعثية ، لا بل فاقتها وحشية ودموية ، ووصلت لحد اقتحام مقرات الأحزاب المنافسة وحرقها ، واغتيال المرشحين ، وحذر رئيس احد القوائم الكبيرة من التزوير ، وهدد انهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حالة حصوله .

اما في يوم الأنتخابات ، فلقد تعدت الأنتهاكات والتجاوزات الخطوط الأحمر ، فقامت ميليشيات القوائم الكبيرة بأستخدام سلاحها بتهديد المواطنين وخلق حالة الرعب بين صفوفهم ومنع القسم الآخر منهم ، ووصل الأمر الى دخول افراد هذه الميليشيات الى المراكز الأنتخابية وتهديد الناخبين بالتصويت لقائمة معينة ( بغداد/ مدينة الثورة / قطاع 26 ) , واجبار الموظفين على التزوير( مركز رقم 44014)  ، ومنع مراقبي منظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية من دخول المراكز الأنتخابية تحت حجج واهية ( بغداد / الدورة / ابو غريب / الزعفرانية ، النجف ، كربلاء ، السماوة ) ، وتسليم انصار قائمة معينة ورقتين انتخابيتين ( كربلاء ) ، وتأشير اكثر من دفتر لصالح قائمة معينة ( الصويرة ، المقدادية ، اربيل ، دهوك ) ، والتصويت بشكل جماعي وعلى اساس العائلة ( النجف ) .

من المفارقات الأنتخابية انه بعد اعلان النتائج الجزئية للأنتخابات عقدت القوائم الأنتخابية مؤتمرات صحفية واعلن كل منها انه لديه ادلة على تزوير الأنتخابات وموثقة بالصور ، وبعد صمت عقدت القائمة الفائزة والمتهمة من قبل القوائم الأخرى بالتزوير مؤتمرا صحفيا ، اتهمت فيه القوائم الأخرى بالتزوير وان بعض الصناديق قد تم سرقتها وبعد ملئها بالأوراق الأنتخابية لصالح قائمة معينة تم اعادتها ، ومع استعمال التهديد ومنع الناس من ممارسة حقهم الأنتخابي ،وبعد ان عدد عددا من المدن التي تم فيها التزوير ، أكد زميله وفي نفس المؤتمر الصحفي ان الأنتخابات كانت من " أنزه انتخابات في العالم الثالث " ، بينما صرح عضو مكتب سياسي لأحد احزاب نفس القائمة بأن " ما يشاع حول تزوير الأنتخابات ضجة مفتعلة " ،بينما أكد  مدير عام المفوضية العليا المستقلة ( عفوا المستَغَلّة ) للأنتخابات وفي مؤتمر صحفي يوم في 24/12 ان عدد الشكاوى الحمراء ارتفع الى ( 35) شكوى وتشمل ( 920) صندوق ، وقبل ذلك صرح عضو مجلس المفوضين بأن هناك انتهاكات وتجاوزات وضحيتها القائمة العراقية الوطنية .     

القوائم المعترضة اتهمت ايران بالتحديد في التدخل في الأنتخابات من خلال ارسال سيارات محملة بالأوراق الأنتخابية المزورة ، وكذلك بتقديم الدعم المالي ، وردت القائمة الفائزة الأتهام لنفس القوائم بـ" ادخال العامل الخارجي في الملف الداخلي " .

القوائم المعترضة اتهمت الميليشيات المسلحة بالتدخل لصالح قوائم انتخابية محددة ، والقائمة الفائزة اتهمت احدى القوائم المعترضة بالأعلان عن حماية " المقاومة " لصناديق الأقتراع وهو دليل تدخلها .

القوائم المعترضة اتهمت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات بعدم الأستقلالية ، والقائمة الفائزة تدافع عن استقلالية المفوضية ، بينما في بداية الحملة كانت تحذر من التزوير ، ولكن بعد ضمانها الفوز تغير اسلوب لهجتها تجاه المفوضية .

يبدو ان القائمة العراقية الوطنية دفعت ثمن تدخل الميليشيات المسلحة والتجاوزات والأنتهاكات والتزوير ، وكانت الضحية في الوسط والجنوب والمنطقة الغربية وحتى في بغداد . [/b] [/size][/font]


55
المنبر السياسي / رحمة بالعراق
« في: 03:35 27/12/2005  »
رحمة بالعراق

جاسم  هداد

رافق سقوط الصنم الذي تم بواسطة قوات اجنبية ، انهيار الدولة العراقية وسلب ونهب ممتلكاتها ، وعودة العراق الى ظروف أشبه بعام 1917 ، هذه الظروف التي تتطلب جهود كل شعبنا العراقي بجميع اطيافه وتلاوينه السياسية والأجتماعية ، تتطلب تعاون كافة قواه واحزابه السياسية ، من اجل اعادة بناء العراق ، والذي زاد الأحتلال خرابه خرابا ، فالنظام البعثي الفاشي شمل معوله التخريبي كل مجال طيلة حكمه ، وخلف لنا خرابا حقيقيا في كل شئ ، وحقا كانت التركة ثقيلة ، ولن يستطيع حزب بمفرده النهوض بها .

وبعد اجراءات الأنتخابات في 30 كانون الثاني 2005 ، استبشر الناس خيرا ، وتنفسوا الصعداء ، من ان حكومة عراقية وطنية سيتم تشكيلها من اول جمعية وطنية ينتخبها الشعب ، وستخلف هذه الحكومة المنتخبة ، حكومة بريمر والحكومة الأنتقالية ذات الصلاحية المحدودة .

ولكن مع الأسف فأن الأحزاب الفائزة جعلت نصب اعينها مصالحها الذاتية ، متناسية مصالح العراق ، والتي كانت ولا تزال تتشدق بها ، فقامت بتشكيل حكومة وفق الأستحقاقات الأنتخابية ، حكومة طائفية قومية ، في الوقت الذي كانت الظروف تملي وتفرض تشكيل حكومة وحدة وطنية ، ولكن الغرور السياسي ، وعقلية إلغاء الآخر ، دفعت بإتجاه تشكيل حكومة القوائم الفائزة ، بالرغم من ان الجميع يعرفون جيدا الظروف التي احاطت بالأنتخابات تلك . ونتيجة لذلك كان نصيب هذه الحكومة الفشل في تحقيق وعودها للناس ، وضعف ادائها ، ولم تستطع تحقيق أي مطلب من المطاليب الملحة لجماهير شعبنا .

وفي الأنتخابات الحالية التي تمت في 15 كانون الأول 2005 ، والتي شابها الكثير من علامات الأستفهام ، حيث كان التزوير  بـ " القلم العريض " هذه المرة ، ولم تبق وسيلة لم تتبعها القوائم الفائزة فوزا ساحقا ، فالمال السياسي القادم من دول الجوار كان له دور متميز ، الى الأستعانة بخبراء التزوير من دول اقليمية ، الى الأستعانة بخبراء " سوق مريدي والسيدة زينب " ، الى اتباع اساليب التهديد والترهيب والقتل ، وكانت النتائج الجزئية المعلنة تؤشر فوز القوائم التي لها ميليشيات مسلحة ، ولا يخفى على اللبيب فهم ذلك ، وادت هذه النتائج الى خلق ازمة سياسية .

ولمعالجة ذلك تسارع الحكماء من ابناء شعبنا والذين يهمهم مصلحة الوطن اولا واخيرا وكثفوا جهودهم ولقاءاتهم من اجل الوصول الى حل يرضي  الجميع ، وفي مقدمة هؤلاء الحكماء كان صوت العقل الراجح صوت المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي اوصى بـ " تشكيل حكومة وحدة وطنية وضرورة الحفاظ على مكونات الشعب العراقي " واوصى كذلك بـ " وحدة الشعب العراقي وان تأخذ القوائم الفائزة الأمور المختلف عليها بالحكمة وعدم اللجوء الى العنف "

وبادر السيد رئيس الجمهورية باللقاء مع القوائم الأنتخابية الرئيسية لحل الأزمة السياسية واكد على ان " العراق لجميع العراقيين " ، واصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيانا اكد فيه على العمل بجد لأيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة الأزمة وضرورة " التسامي على الحسابات والمصالح الذاتية " والأبتعاد عن محاولات التهميش  والأقصاء وإلغاء الآخر و تشكيل " حكومة وحدة وطنية بعيدا عن نهج المحاصصة الطائفية والعرقية " ، وأكد السيد مسعود البارزاني على ان " مبدأ التوافق هو انسب المبادئ في صيغة الحكم في البلاد ، لأنه بدون هذا المبدأ لن تحل المشكلات الموجودة في الساحة السياسية " .

ونرى ان الأصوات " والحمد لله انها قليلة جدا " التي تنادي بعدم قبول مبدأ التوافق وتشكيل الحكومة وفق الأستحقاق الأنتخابي وعدم اللجوء الى الحوار والتفاهم من اجل مصلحة الوطن ووحدته ، فهي بعيدة عن خدمة العراق ومصلحة شعبه ، وهي اصوات نشاز مخالفة لتوصيات المرجعية الدينية ، وللحكمة والعقل والمنطق ، وقى الله العراق وشعبه من شرورها . [/b] [/size] [/font]   

56
العفالقة الجدد ...؟!

جاسم  هداد

رافق العراقيون حلم المشاركة في انتخابات ديمقراطية حرة طيلة فترة التسلط البعثي الفاشي ، وكانت احزاب المعارضة العراقية وقتذاك بكافة تلاوينها ، العلمانية والمتأسلمة ، اليسارية واليمينية ، الماركسية والقومية ، توجه انتقاداتها الحادة والقاسية لصدام وعصابته الفاشية المتحكمة برقاب شعبنا العراقي ، وكانت تندد بجرائم النظام واساليبه القمعية الفاشية  وهي محقة في ذلك ، وكانت تعد الشعب  العراقي كادحيه ومستضعفيه ومظلوميه بأنها سوف تعيد لجميع هؤلاء حقوقهم ، وسوف تزيل عنهم وعن ارض الوطن عسف وظلم النظام البعثي الفاشي ، وان شمس الحرية ستشرق وظلام الليل الدامس سينجلي ، وصحفها التي كانت تصدر في الخارج مدبجة وزاخرة بالكثير من هذه الوعود " النضالية " ، واعتقد ان من عانى الغربة اطلع على العديد من صحافة المعارضة العراقية ، وقرأ مثل هذا الكلام .

 بعد سقوط الصنم وزوال كابوس الدكتاتورية عن عراقنا الحبيب ، عبر العراقيون عن فرحهم لشروق شمس الحرية ، وهبوب رياح الديمقراطية ، وان حلمهم بأنتخاب مجالس بلدية او نيابية لتدافع عن مصالحهم قد تحقق ، وانه منذ الآن بإمكانهم انتخاب من يحكمهم ، وان زمن " بيان رقم واحد " ولى دون رجعة ، ويستطيع المرء ان يقول رأيه بصراحة ودون خوف ، وله الحق بإنتقاد المسؤول الحكومي مهما كان منصبه الوظيفي وبدون ان توجه له تهمة " قلب نظام الحكم " او " العمالة " .

وعندما تم الأعلان عن نية الدولة تنظيم اول  انتخابات في الثلاثين من كانون الثاني 2005  لأنتخاب جمعية وطنية ، زحف العراقيون بالملايين رغم كل المخاطر وتهديدات الأرهابيين ، وقدموا الشهداء من اجل انتصار الديمقراطية ، ورغم ما رافق العملية الأنتخابية من تجاوزات وسلوكيات شائنة لا تليق بمن قام بها ، وافق الجميع على نتائجها من اجل انجاح التجربة الديمقراطية الأولى ومن اجل دفع عجلة العملية السياسية خطوة الى الأمام املا ً في تقصير عمر الأحتلال وإعادة بناء الدولة العراقية وتوفير المستلزمات الأساسية لأنسحاب القوات الأجنبية ، وعزى البعض تلك الخروقات والتجاوزات لضعف تجربة الديمقراطية وثقل تركة النظام البعثي الفاشي .

وفي الأنتخابات الأخيرة 15 كانون الأول 2005 ، بلغت التجاوزات والخروقات حدا لا يمكن السكوت عنه ، فمن شراء ذمم ضعاف النفوس ، واستغلال حاجة الناس ، واتباع اساليب التهديد والوعيد ، الى مهاجمة مقرات الأحزاب المنافسة وحرق مقراتها ، وإغتيال الناشطين السياسيين ومرشحي القوائم المنافسة ، وهذه الأساليب هي بعينها اساليب البعث الفاشي ، والغريب في الأمر ان هذه التجاوزات ليست عفوية بل هي منظمة وتنفذ وفق توجيهات من قيادات سياسية عليا ، اما المنفذون فهم نفسهم الأوغاد الذين كانوا يهتفون لصدام حسين " بالروح بالدم " ، وهم نفسهم البلطجية آكلي السحت الحرام والذين لا ذمة لهم ولا ضمير ولا دين ، ينبحون لمن يدفع لهم اكثر ، وهم نفسهم الذين نهبوا اموال وممتلكات الدولة العراقية والتي هي ملك للشعب العراقي عند سقوط النظام المقبور ، هم نفسهم كتبة التقارير والمشاركين في القاء القبض على ابناء شعبنا العراقي من اجل تجنيدهم لمحرقة البعث الفاشي وكما وضحت ذلك صور الهجوم على مقر الحزب الشيوعي في الناصرية ، ولكنهم فقط اطالوا لحاهم وتلبسوا بالدين ، وهي من لوازم العهد الجديد .

دعوة لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي ، اذا كانت حقا انها تناضل من اجل  " اجتثاث البعث " فهي مدعوة قبل غيرها الى ادانة كل الأساليب البعثية الفاشية وبشكل علني وامام الشعب العراقي وتعلن برائتها من كل ذلك ، وتقوم بتطهير صفوفها من هذه العناصر البعثية الفاشية ، ولا تسمح لها بتشويه نضالها المعبد بدم الشهداء ضد الدكتاتورية الفاشية ، وان تنأى بنفسها عن كل ما يسئ لصفحات نضالها . فهؤلاء الأوغاد هم نفسهم من كان دعامة نظام البعث الفاشي ، وهم نفسهم من سهل لنظام صدام حسين الأجرامي قمع انتفاضة شعبنا عام 1991 ، وهم نفسهم من سهل لنظام صدام وازلامه المجرمين قتل الشهيدين الصدرين ، وشهداء المقابر الجماعية .

دعوة مخلصة فهل لها سامع ومجيب . [/b] [/size] [/font]

57
هل المفوضية العليا للأنتخابات مستقلة أم مستَغَلّة ؟

جاسم  هداد

بعد سقوط الصنم ، وعندما قررت الدولة العراقية تنظيم أول انتخابات في البلاد ، تم تشكيل            " المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات " وتم تكليفها بالأشراف على تنظيم الأنتخابات ومنحت صلاحيات واسعة تنفيذية وقضائية ، وقدم اكثر من الف مواطن عراقي طلبا للتعيين في المفوضية ، وتم اختيار ثمانية اشخاص لعضوية هذه المفوضية ، والتي كان من أهم شروط عضويتها  عدم الأنتماء لأي حزب سياسي لضمان الحيادية ، والتحلي بالنزاهة والأمانة .

وفي الأنتخابات الأخيرة ، تم تكليف السيدة حمدية صالح الحسني بمسؤولية رئاسة لجنة انتخابات الخارج  في خمسة عشر بلدا ، فقامت السيدة حمدية بإصدار اوامر ادارية بتعيين شخصيات عراقية محسوبة على قوى الأسلام السياسي الشيعي حصرا كمدراء اداريين في هذه الدول ، وخولتهم صلاحيات واسعة اداريا وماليا قبل وصول مدراء مكاتب المفوضية المعينيين من قبل مجلس المفوضيين ،  وقام هؤلاء بتعيين الكادر الوظيفي للأنتخابات على اساس المحاصصة الطائفية القومية ، بالرغم من تأكيد القوى السياسية الديمقراطية على ضرورة اعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة في تعيين الموظفين .

وما حصل في لندن خير مثال ، حيث قامت قوى الأسلام السياسي الشيعي بإحتلال مكتب المفوضية وفرض تعيين الموظفين من لونهم السياسي بقوة الأمر الواقع ،وهذا ما أشار له عضو مجلس المفوضية الدكتور فريد آيار ، ولقد تم ذلك بتشجيع من السيدة حمدية واصرار منها ، وكذا الحال مع مكتب المفوضية في ابو ظبي .

وفي الأنتخابات الأخيرة حصل من التجاوزات والخروقات ما تجاوز الخطوط الحمر ، وهذا ما اشارت له هيئتا المجتمع المدني المستقلة التي قامت بمراقبة العملية الأنتخابية " شبكة عين ، منظمة تموز " ، وذكرتا هذه الخروقات والتجاوزات في تقاريرهما المنشورة بالأرقام والدلائل التي لا تقبل الشك ، ومن هذه التجاوزات ما يؤثر على نتائج الأنتخابات  .

والكيانات السياسية المشاركة في الأنتخابات قدمت هي الأخرى الكثير من الشكاوى جاوزت الألف بإعتراف المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ومنها شكاوى " معتبرة " على حد تعبير المفوضية .
ولقد اعلنت القوائم الأنتخابية في مؤتمراتها الصحفية عن بعض من هذه التجاوزات منها ما هو موثق بالصور والأدلة الدامغة التي لا تستطيع المفوضية تبريرها او التستر عليها او الدفاع عنها .

ولقد اشارت بعض هذه القوائم الى ان اغلب الملاك التنظيمي والأداري للمفوضية العليا ينتمون لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي ، وهذا لا يحتاج الى دليل ، فأي زائر للمراكز الأنتخابية في منطقة الفرات الأوسط والجنوب وبغداد ، فسوف يستدل على ذلك بدون الحاجة الى تقارير هيئات المجتمع المدني ، ولا الى المؤتمرات الصحفية للكيانات السياسية .

والمفوضية التي يتطلب منها أن تكون حيادية وان تقف على بعد واحد من كافة الكيانات السياسية ، فلقد جانبت حياديتها وفارقت نزاهتها بإنحيازها لقائمة انتخابية معروفة ، حيث لم تنظر في الشكاوى المقدمة من القوائم الأنتخابية الأخرى بخصوص الخروقات الواضحة والمخلة بالنزاهة ، بل تمادت المفوضية واسرعت بإعلان النتائج الجزئية للمحافظات العراقية خلافا لما اعلنته نفس المفوضية من أن اعلان النتائج يتطلب وقتا قد يمتد للأسبوع الأول من كانون الثاني 2006 .

 وبماذا يفسر سكوت المفوضية العليا المستقلة العليا عن هذه الخروقات الكبيرة الخطيرة ، سوى ان هذه المفوضية فقدت استقلاليتها واصبحت مستَغَلَّة بدلا من مستقلة  ، وهكذا مفوضية ليست مؤهلة للقيام بواجبها ، واصبحت مهمة اعادة النظر بتشكيلتها ضرورية جدا ولها اهمية كبيرة من اجل الحفاظ على مسيرة العملية السياسية مسيرة صحيحة سليمة ، تخدم العراق والعراقيين ، وتحقق حلم العراقيين في إقامة دولة المؤسسات والقانون والعدالة الأجتماعية .

وكذلك من الأهمية بمكان ان تقوم هيئة النزاهة بالتحقيق في حسابات لجنة الأنتخابات في الخارج التي تولت مسؤوليتها السيدة حمدية صالح ، وتدقيق الفواتير المقدمة من قبل مكاتب المفوضيات في بلدان الخارج ومقارنتها بالأسعار السائدة في تلك البلدان ، لأن هناك اتهامات اشارت لها بعض الكتابات في المواقع الألكترونية ، اشارت الى ان تنظيم الفواتير يتم بدرج اسعار خيالية ولا تمت لأسعار تلك البلدان بأية صلة .[/b][/size][/font]

58
من هي القائمة البعثية ؟


جاسم  هداد

بعد فترة طويلة قاربت الخمسة والثلاثين عاما عاشها شعبنا العراقي تحت ظل نظام دكتاتوري قمعي ، حاول فيه البعث الفاشي إلغاء الآخر ، مستخدما اساليب الترهيب والترغيب ، مدعيا ان عدد اعضاء حزبه بالملايين ، ووصل الصلف بالأدعاء انه طالما الشعب العراقي بعثي فلا يوجد مبرر للتعددية الحزبية في العراق ، وخلال فترة حكمه البغيض نظم البعث العفلقي انتخابات كانت نتائجها معروفة سلفا ، وبعد سقوطه الذليل في التاسع من نيسان 2003 ، تنفس العراقيون نسيم الحرية واصبح حلمهم في انتخابات ديمقراطية يختارون فيها من يمثلهم بدون املاءات واساليب بعثية في متناول اليد ، وخلال عام 2005 ذهب العراقيون ثلاث مرات لصناديق الأقتراع ، في الثلاثين من كانون الثاني انتخبوا فيه ممثليهم للجمعية الوطنية ، وفي الخامس عشر من تشرين الثاني صوتوا على الدستور ، وفي الخامس عشر من كانون الأول انتخبوا ممثليهم لمجلس النواب ولفترة اربع سنوات .

ترشح في هذه الأنتخابات  اكثر من ثلاثمائة كيان سياسي ، وتميز بينها اربعة قوائم رئيسية ، كان التنافس بين قائمتين منهما حادا وقويا ، للتباين الحاد بين برنامجيهما الآنتخابي من جهة ، وكونهما يتنافسان على نفس الساحة من جهة اخرى ، وبعد ان فقدت احدى القوائم مباركة المرجعية الدينية لها بشكل علني ، لجأت الى اساليب شائنة ولا يربطها أي رابط مع العملية الديمقراطية ولا مع خلق الأسلام والدين ، واخذت تنعت منافستها بـ " القائمة البعثية " .

والشعب العراقي الذي اكتوى بنار العفالقة البعثيين ، فهو بالتأكيد يعرفهم جيدا ، ويستطيع تمييزهم عن غيرهم ، من خلال اساليبهم " النضالية " ، ونعتقد ان من حق كل صاحب ضمير حر وشريف مراجعة وتدقيق الأساليب التي لجأت لها القوائم الأنتخابية في دعاياتها ومقارنتها بأساليب البعث العفلقي التي كان يتبعها النظام الفاشي ، لمعرفة من هي القائمة البعثية ؟ ومن هم العفالقة الجدد ؟ . ولنستعرض فيض من غيض قامت به احد هذه القوائم .

1ـ تجميع طلبة المدارس بحجة اجتماع وهمي واخذهم في سيارات لمقر احد الأحزاب الأسلامية      ( في الكوت )  ثم الطلب منهم الحلف بالقرآن الكريم على التصويت لقائمة محددة ، الم يكن هذا اسلوبا بعثيا ؟ .
 2ـ جمع افراد الشرطة وتهديدهم بالطرد اذا لم يصوتوا لقائمة محددة ( ديالى ) ، أليس هذا اسلوبا بعثيا ؟
3ـ اجبار الناخبين على التصويت لقائمة محددة من خلال اجبارهم على الحلف  بالقرآن الكريم الذي تم وضعه في ابواب المحطات الأنتخابية ( النجف ، كربلاء ، الديوانية )  ، أليس هذا الأسلوب فاق اساليب البعث في اجبار الناس على غير ما يريدون ؟
3ـ استخدام الوعيد وان من لا يصوت لهذه القائمة فسوف يكون مصيره جهنم ( الكوت ) ، بماذا يختلف هذا الأسلوب بما كان يفعله العفالقة بأن الذي لا يصفق للدكتاتور فهو عميل ؟ .
4ـ استخدام سيارات الشرطة الحكومية للدعاية الأنتخابية لقائمة محددة ( السماوة ) ، الا يتناقض هذا مع مبادئ الدين الحنيف في استغلال منصب الدولة لغاية حزبية ؟
5ـ دفع رشى للناخبين سواء كانت مبالغ مالية او عينية مثل البطانيات والمدافئ ، ألم يلعن  الرسول الكريم " ص " في حديث صحيح الراشي والمرتشي ؟
6ـ تهديد الناخبين بالقتل في حالة  تصويتهم للقائمة العراقية الوطنية ( الشعلة ، الشعب ، حي أور ) ، وتخويف الناس وترويعهم ومضايقتهم  من خلال تجميع حشود مؤيدة لقائمة معينة ( في جميع محافظات الفرات الأوسط والجنوب ) ، الا يتطابق هذا مع اساليب البعث العفلقي ؟
7ـ قتل المرشحين والناشطين في الحملة الأنتخابية للقائمة المنافسة ، وهذا ايضا من اساليب البعث العفلقي .
8ـ جمع رؤساء العشائر واجبارهم على الحلف بالقرآن الكريم على اجبار ابناء عشائرهم التصويت لقائمة محددة ، وهذا يذكرنا بمشهد كانت تعرضه فضائية البعث العفلقي لشيوخ العشائر وهم يحلفون بالقرآن الكريم للدفاع عن النظام .
9ـ تحذير رئيس قائمة في خطاب جماهيري من انه سيقف بقوة ضد تزوير الأنتخابات ، وهو توجيه علني منه لأتباعه بالتزوير ، وهو ما حصل فعلا ، وهذا ما كان يتبعه العفالقة في توجيهاتهم لأتباعهم .
10 ـ تجميع الغوغاء وتحريضهم على الهجوم واحراق مقرات الأحزاب المنافسة

ان من يسلك هذا السلوك الشائن البعثي العفلقي ، يستحق لقب " القائمة البعثية " ، ومن هي القائمة البعثية فعلا ؟ . ان القائمة البعثية هي التي تسعى الى تفتيت المجتمع العراقي وتكريس وتعزيز انقساماته تحت مسميات الطائفية والعشائرية . والقائمة البعثية هي التي تميز بين ابناء الشعب العراقي حسب انتماءاتهم الحزبية والمذهبية . والقائمة البعثية هي التي ضمت في صفوفها فدائي صدام بقمصانهم السود وبعد ان اطالوا لحاهم تمشيا مع شروط الأنضمام لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي .

نعتقد اصبح الآن واضحا معرفة القائمة البعثية ، ونذكر البعثيين العفالقة الجدد بقول الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي  مثله             عار عليك إذا فعلت عظيم   

   [/b]

59
كويتب أم  فتاح فال

جاسم  هداد

في مقال سابق لنا بعنوان " من كان بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بحجر " والمنشور في عدد من المواقع الألكترونيه ، تضمن الرد على افتراءات مزعومه تفند احدهما الأخرى لكويتب اراد الأدعاء باطلا وزورا على حزب تشهد له سوح النضال منذ ايام العهد الملكي والجمهورية الأولى وفترة تسلط البعث الفاشي الأولى وعهد العارفين والفترة المظلمه التي عاد بها البعث الفاشي للحكم ثانية .

والكويتب المزعوم عاد مرة ثانيه لترديد اكاذيبه ، ويبدو انه اما ان يكون الكذب مهنة له ، او هناك من دفع له بعض الدولارات الأمريكيه او الريالات السعوديه او التومانات الأيرانيه ، والأخيرة سوقها رائج هذه الأيام بمناسبة فترة الأنتخابات ،  ليمتهن مهنة الكذب والتزوير والتناطح مع حزب وصفه الكاتب العراقي غير الشيوعي حسن العلوي بأنه " مدرسة للوطنيه ".
وذكر الكاتب العلوي في مؤلفاته كيف كان يقوم البعثيين ايام الشهيد قاسم بتلفيق التهم للشيوعيين ودفع مبالغ ماليه لشهود الزور للشهاده عليهم امام المجالس العرفيه آنذاك ليتسببوا بسجنهم ، وننصح الكويتب بالعوده لكتب الأستاذ حسن العلوي عسى ولعل ان يتوب الى الله وينبذ هذه المهنه التي سلكها قبله ولم تجد نفعا ، ويخبر من كلفه بهذه المهمة ، ان نصيب مهمته كان الفشل .

الكويتب او فتاح الفال سمه ما شئت يتوقع انه سوف تحصل اربعة انشقاقات  " متناسقه " وليس انشقاق واحد ، والعبقري يحدد عناصر هذه الأنشقاقات بالأرقام ، فأنشقاق يمثل " تجمع للمرأه " واعضاؤه      (20 عضوه ) ، وانشقاق ( للشيوعيين من الأقليم الشيعي وعددهم 140 عضوا ) ، ولم يذكر أين يقع الأقليم الشيعي ؟ ، ومتى تم تشكيله واعلانه واقراره دستوريا ؟ .
و ( تجمع بعض القوميين ذوي النزعه القوميه العروبيه الحاقده وعددهم 80 ـ  100 عضوا ) ، ولم يذكر الفلته !! من الذي اتى  بـ " القوميين ذوي النزعه القوميه العروبيه " الى الحزب الشيوعي ؟ .
يبدو ان الكويتب فقد بوصلته فلم يعد يميز بين الشيوعيين والقوميين ، ولكن يظهر انه فعلا بسبب جهله لم يميز بين التيار القومي والماركسي ، ثم الأنشقاق الرابع الذي يضم ( القاده وحثالة البروليتاريا والعرضحلجيه وعددهم 200 عضوا ) ، فكيف ينشق " القاده " عن حزبهم يا مفتري ؟ ، ثم يختم افترءاته بأن عدد اعضاء الحزب الشيوعي لا يتجاوزون (500) عضو فقط .

اذا كان عدد اعضاء الحزب الشيوعي (500) عضو او 50ألف او 500 الف ، فمالذي يعنيك من ذلك؟  ، وانت شخص تنفث سما على كل ما هو تقدمي ، ألم تذكر في مقال سابق ان عددهم ثلاثة آلاف ثم ذكرت ان افواجا من البعثيين انضموا الى الحزب الشيوعي ؟ ، قيل قديما ان حبل الكذب قصير .

ان من اوعز لك ببث هذه السموم ، قد ورطك معه فهذه البضاعه اصبحت فاسده ، فقبلكم حاولت دائرة التحقيقات الجنائيه ونوري السعيد وبهجت العطيه وردت سهامهم الى نحورهم ، وبعدهم حاول البعث الفاشي في فترتيه الأولى والثانيه من النيل من الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل وحصدوا الخيبه في نهاية المطاف ، والفشل بالتأكيد والخيبه هي حصادكم ايضا .

كان تشكيل جبهة انتخابيه واسعة ضمت بين صفوفها الوطنيين والديمقراطيين والعلمانيين والليبراليين ، صفعة قويه في وجه التخندق الطائفي والذي سيفوت الفرصه على الأحزاب الطائفيه من جر البلاد الى هاوية الحرب الطائفيه ، ولذلك يمكن ملاحظة ان  القلق لم يساور من على شاكلة الكويتب لابل افزع   الأحزاب الطائفيه ، وحتى الجارة المسلمه إيران ومراجعها القياديه العليا قلقة جدا هذه الأيام من تشكيل هذه القائمة الموسعه التي تضم احزابا وشخصيات وطنيه مهمه " القائمة العراقية الوطنيه " وفق ما نقلته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 8/11/2003 نقلا عن مصدر رفيع في مكتب خامنئي  .
ولهذا السبب ولأن القائمة العراقيه الوطنيه هي قائمة أمن الوطن وأمان المواطن ، قائمة استكمال السيادة والأستقلال الوطني فأنها ستحقق الفوز من خلال برنامجها الأنتخابي .[/b][/size][/font]

60
حليمه .. لن تتخلى عن عادتها القديمه

جاسم  هداد

في الأنتخابات النيابيه التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني 2005 ، لم تبق وسيله غير شريفه يرفضها الدين الأسلامي ، الا وقامت بها احزاب الأسلام السياسي الشيعي ، فمن شراء الأصوات اما بدفع مبالغ ماليه او استغلال حاجة الناس ، ففي مدينة الرميثه في محافظة السماوه على سبيل المثال فقط قام احد هذه الأحزاب بتوزيع " صوبه ودوشك وبطانيه " لكل من يصوت لقائمته ، الى التزوير ، مثل ابطال الأصوات للقوائم المنافسه من خلال وضع  تأشيره ثانيه عليها وقام بذلك ممن ينتمون لهذه الأحزاب من العاملين في فرز الأصوات.
واول ما يجب توفره في الموظف  في مثل هذه المهمه هو الأمانه والأخلاص ، وهما من مبادئ الأسلام  ومن مبادئ الأخلاق ، الى تلف البطاقات الأنتخابيه للقوائم المنافسه كما حصل في ديالى ،  الى الوعيد بجهنم لمن لا يعطي صوته لقائمتهم ، ولم يكن خافيا استغلال " المرجعيه " مما اساء لها كثيرا ، وتمزيق شعارات وبوسترات القوائم المنافسه ، او وضع شعاراتهم فوقها ، فهذا من اسهل الأمور .

نقلت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 6/11/2005 قيام انصار احزاب الأسلام السياسي الشيعي بـ " تمزيق كل اليافطات والملصقات المعلقه على جدران مدينة النجف التي تروج الى انتخاب الكيانات والأحزاب العلمانيه " ، وهذا لا يثير الأستغراب ، فهذه الأحزاب ليس في قاموسها مفردات    " الديمقراطيه " او " الرأي والرأي الآخر " فهي لا تعرف غير العنف وسيله لحسم الخلاف.
وما حصل بين البدريين والصدريين في النجف والبصره وبغداد خير مثال ، وتراهم الآن يقومون بتمزيق الملصقات الأعلانيه وصور حليفهم بالأمس احمد الجلبي وقائمته الأنتخابيه ، ولو اشترك كل حزب منهم بمفرده في الأنتخابات ، لأصبحت مدن النجف وكربلاء وغيرها من مدن الفرات الأوسط والجنوب ساحات قتال حقيقيه فيما بينهم.
ولكن مما يجنب مدننا ذلك ان منافسيهم من القوى الديمقراطيه والعلمانيه التي تؤمن بالديمقراطيه والأقناع وحق كل حزب بالدعاية الأنتخابيه واحترام رأي المواطن العراقي وحقه في الأختيار والتصويت لمن يراه ممثلا له .

وهذه الأحزاب تدرك جيدا انها بدون هذه الأساليب لن تحصد الا الهواء ، فهاهي تعود مرة ثانيه الى استغلال الرموز الدينيه في دعايتها الأنتخابيه ، مدعية ان ذلك جزء من عقيدتها ، وتدبج اعلاناتها بمثل " تجديد بيعتك وفاء للمرجعيه " و " تجديد انتخابك لقائمة الأئتلاف ، تجديد بيعتك للأمام علي بن ابي طالب " ، وسؤال يطرح نفسه على هذه الأحزاب . هل ان الأمام علي بن ابي طالب " ع "  يقبل بأساليبكم هذه ؟ ، وما تقومون به يتوافق مع اخلاقه وفروسيته ونبله ؟.

على القوى الديمقراطيه والوطنيه والعلمانيه والليبراليه اخذ الحيطه والحذر من الأساليب التي ستلجأ لها احزاب الأسلام السياسي الشيعي ، وخاصة التزوير من خلال ابطال البطاقات الأنتخابيه المصوته للقوائم المنافسه من غير قائمتهم ، وذلك من خلال الأيعاز لمحازبيهم في استغلال مراكزهم الوظيفيه في عملية فرز الأصوات .
لذا تبرز اهمية تواجد ممثلي القوائم الأنتخابيه في كل عملية فرز ، وفي كل مركز انتخابي ، لابل في كل محطة انتخابيه ، حتى لو تم اتباع اسلوب التكليف والتعاون والتناوب في اداء المهمه بين كل من تهمه العمليه الديمقراطيه ويحرص على حق كل مواطن بالتعبير عن رأيه بكل حريه . [/b][/size] [/font]

61
من كان بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بحجر
جاسم  هداد

ضمن حملة التشويه التي يقوم بها التافهون ضد الحزب الشيوعي العراقي ، طالعنا موقع " الكاتب العراقي ، مشكورا بفضح احد المتدربين على كتابة مواضيع الأنشاء التي كنا ندرسها في المدرسة الأبتدائيه ، لكي يصبح كويتبا ، املا في حب ظهور اسمه على مواقع الصحافة الألكترونيه ، منفذا نصيحة مغفل له ، بان اذا اردت الشهره بسرعه فاكتب سطورا تشتم فيها من له تاريخ عريق في الوطنيه والنضال من اجل نصرة الحق والمظلومين ، ومن بين الذين تتوفر فيه هذه الصفات الحزب الشيوعي العراقي ، الحزب الذي يتشرف بأنه يضم بين صفوفه كافة اطياف وتلاويين الشعب العراقي ، محاربا الطائفية المقيته ، مربيا اعضائه على نكران الذات والنضال من اجل مصالح  القوميات الصغيره وحقوق معتنقي أي دين في ممارسة شعائرهم الدينيه .

في سطور هزيله ككاتبها يذكر الكويتب ان " اسم الحزب الشيوعي يثير التهكم والسخريه في العراق لأن مثل هذا الحزب لا وجود له الا في اوهام البعض" ، فإذا حقا ما تذكره صحيح ، فلماذا مشغول بالك وتتهجم على حزب " لا وجود له " ؟ ، والنواب الشيوعيون الأربعه في الجمعية الوطنيه يمثلون من ؟ وكذلك ممثلوا الحزب في العديد من محافظات العراق .  واود تصحيح معلومة ، ان  اسم الحزب الشيوعي يثير الهلع في قلوب واوصال الأحزاب التي تتبنى الطائفيه نهجا ، ولغة السلاح وسيلة لحسم اختلاف الرأي بدلا من الحوار  ، وتجهيل الجماهير طريقة .

ارقام ومعلومات متناقضة تافهه يذكر الكويتب ان " 300 عضو دخلوا بغداد بعد التحرير لا يمكن ان يعتبروا حزبا " ، ونسأل عبقري المعلومات هذا ( اعتقد انه لا يستحق اكثر من هذا الوصف  ) ، في أي موقع مخابراتي كان حتى استطاع ان يحصى عدد من دخل بغداد من الشيوعيين ؟ هل في مخابرات البعث الفاشي ام في مخابرات الدول الأقليميه  أم الأمريكيه ؟ .

 ثم يضيف الكويتب كذبة اخرى بأن " دخول افواج من البعثيين والقتله الى صفوف الحزب الشيوعي لحماية انفسهم بهويتهم العقائديه الجديده " ، فهل يتكرم علينا بذكر اسماء انفار لا افواج هؤلاء البعثيين القتله الذين قبلهم الحزب الشيوعي في صفوفه ؟.

 اذا كان بيتك من زجاج فلا ترم بيوت الناس بحجر ، فالعراقيون الشرفاء يعرفون ان كل الأحزاب الطائفيه ضمت في صفوفها البعثيين ، والذي يريد التأكد من ذلك فليقم بزيارة الى مدينة الثوره ومدن الفرات الأوسط والجنوب ، وان الكثير الكثير من ابناء الشعب العراقي تم اجبارهم على الأنتماء لحزب البعث تحت ظروف عديده ، ونطلب منه ان يسأل هيئة اجتثاث البعث لتخبره كم من المشمولين بقرارات اجتثاث البعث من ضمن قائمة الأحزاب الطائفيه .

ثم يتوجه دعي الكتابه  بسؤال هو " كيف يتسنى لتجمع لا يتجاوز عدد افراده ثلاثة آلاف عضو ان يعتبر حزبا "  ، هاهو الكويتب عرى نفسه بنفسه ، فمرة يقول " مثل هذا الحزب لا وجود له " ومرة اخرى يقول " 300 عضو " وتارة يقول " افواج " وتارة اخرى يحددهم بـ " ثلاثة آلاف " .

من خلال السطور اعلاه يتضح انه اعمى بصر وبصيره ، فهو لم يعرف ان للحزب الشيوعي العراقي  مقرات في اغلب مدن وقصبات ارض العراق الحبيب ، ولم يدرك ان الحزب الشيوعي العراقي مزروع في وجدان الناس المحبين للخير ولسعادة هذا الشعب ، ثم نود التوجه بتحية تقدير واحترام لقيادة الحزب الشيوعي العراقي والرفاق الـ " 300 " الذين دخلوا العراق بعد سقوط النظام البعثي الفاشي حسب احصاء وافتراء  هذا الدعي ، لأن لديهم قدرة فائقه فاقت التصور ، حيث أنهم استطاعوا فتح عشرات المقرات الحزبيه  في كافة انحاء العراق ، واستطاعوا كسب ( 158540 صوت ) لأنتخابات مجالس المحافظات ، و( 96920 صوت ) لأنتخابات الجمعيه الوطنيه ، تم كسب هذه الأصوات بدون دولارات امريكيه او تومانات ايرانيه او ريالات سعوديه ، وبدون دعم من مخابرات دول الجوار ، ولا استغلال لأسم المرجعيه  أو لمشاعر ابناء شعبنا الدينيه .[/b][/size][/font]

62
افتراءات مزعومه ومناقشه هادئه

جاسم هداد

بعد سنوات الدكتاتوريه الطويله من حكم النظام البعثي الفاشي ، اصبحنا نحن العراقيين ، من اكثر شعوب الأرض عشقا وتلهفا وحاجة  للرأي والرأي الآخر ، واصبح في تناولنا ماكنا نحلم به ، وهو ان تقول رأيك وتبين وجهة نظرك دون خوف من شرطة النظام السريه ، ودون ان تتلفت يمنه ويسره خشية ان يسترق السمع احد بائعي الضمير فيبيعك لأحد اجهزة النظام الأمنيه ، ودون ان تفكر بالهرب من وطنك الى بلاد الله الواسعه لرفضك الأنتماء لحزب السلطه ، وهاهو العراق اليوم ، من حزب واحد ،  و " العراقي بعثي وان لم ينتم " الى اكثر من مائتي حزب تتنافس في انتخابات ديمقراطيه للوصول الى مجلس النواب .

والرأي الآخر من اجل ان يكون محترما ومقبولا ، يجب ان ينطلق من ارضية الحرص على التطوير من اجل خدمة الشعب والوطن ، واهمية توفر المصداقيه فيما يتناوله ، لأن حرية المرء تنتهي عند حدود حرية الآخرين ، وهناك خطوط حمراء ، اخلاق المرء تمنعه من تجاوزها ، وعكس ذلك لا يكون رأيا آخر ، بل افتراء مزعوما وتجريحا واساءه ، وتسئ بشكل اساسي لكاتب الرأي قبل ان تسئ لمن تناوله الرأي .

ظهرت في الآونه الأخيره كتابات في عدد من المواقع تلوم وتهاجم الحزب الشيوعي العراقي ، نقدر  حرص بعضها على الحزب وتاريخه وسمعته ، هذا الحزب الذي عمد طريقه النضالي بآلاف الشهداء ، من الشهيد حسن عياش وليس آخرا الشهيد فاضل تقي الصراف ، ولم تتأخر حتى قيادات الحزب من السير في طريق الشهاده من اجل ان يكون الوطن حرا والشعب سعيدا ، فأعتلى المشانق مؤسس الحزب وقادته حازم وصارم عام 1949 ، وفي انقلاب شباط الفاشي عام 1963 ، استشهد باسلا  سكرتير الحزب سلام عادل وقادة الحزب الحيدري والعبلي وجورج تلو وابو العيس وحمزة سلمان وحسن عوينه وعبدالرحيم شريف ونافع يونس ، وقدم كذلك عضو مكتبه السياسي الشهيد سعدون شهيدا من اجل عراق ديمقراطي جديد عام 2004 .

وطيلة فترة تسلط الفاشست على حكم العراق ، لم تغادر قيادة الحزب ارض العراق ، وواصلت قيادتها لنضال الحزب ضد الدكتاتوريه ومن اجل زوال الظلام الذي خيم على عراقنا الحبيب ، وجميع مؤتمرات الحزب واجتماعات لجنته المركزيه منذ عام 1979 تم عقدها على ارض الوطن .
 
وقيادة الحزب كانت في مقدمة الرفاق الذين دخلوا بغداد اثناء تهاوي النظام البعثي الفاشي ، غير آبهة بالمخاطر التي تتهددها ، رغم ادراكها لها ، وكانت " طريق الشعب " اول جريدة لحزب سياسي تصدر في بغداد  في نيسان 2003 ، ونقلت ذلك اغلب وكالات الأنباء وفي مقدمتها وكالة رويتر ، ولا تزال صورة الشرطي وهو يقرأ طريق الشعب التي وزعتها وكالة رويتر آنذاك راسخة في الأذهان ، وكان رفاق من قيادة الحزب يساهمون مع رفاقهم في توزيعها على الجماهير في شوارع بغداد ، وفي ظل الظروف الأمنيه التي يعيشها الوطن ، لازمت قيادة الحزب ارض الوطن ولا تزال ، مواصلة نضالها وقيادتها لنضال الحزب اليومي .

يعرف ويعلم اعداء الحزب الشيوعي العراقي قبل اصدقائه ، ان الحزب تميز بتقييم مراحله التاريخيه ونشر ذلك علنا ، وبعد مؤتمر الديمقراطيه والتجديد عام 1993 ، نشرت صحافة الحزب اراء انتقاديه عديده لتوجهات الحزب في هذه النقطه او تلك ، ولم يدع الحزب امتلاكه للحقيقه ، ويتقبل الحزب وقيادته الملاحظات الأنتقاديه المعبره عن الحرص والرغبه في التطوير ، ويرفض بلا شك كل اساءه لتاريخ وسمعة الحزب ، ويتصدى الشيوعيون لكل من يحاول الأساءه والتجريح ، ويفتري على الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل ، وتقوم قيادة الحزب بأستشراف آراء الكادر الحزبي في كل قضية مهمه .

تم ذكر هذه التفاصيل لأنه يبدو من خلال بعض الكتابات التي هاجمت قيادة الحزب وحاولت النيل منها ، يوجد لديها تشويش وقطع في المعلومات ، وكأنها تعيش في وادي آخر ، فمثلا يذكر احدهم ان الرفيق ابو داود يقود الحزب منذ اكثر عقدين ، وهو لا يعلم ان الرفيق ابو داود تم انتخابه سكرتيرا للحزب في مؤتمره الخامس عام 1993 ، مؤتمر الديمقراطيه والتجديد ، ووثائقه منشوره علنا ، ويستطيع الأطلاع عليها من يريد ذلك ، ويسوق افتراء  آخر دون وجه حق ، فيذكر ان  " تحكم مجموعة قليله في هرم قيادته في تحديد مصيره " ، وهذه اساءه لكاتب هذه الأفتراءات قبل ان تكون اساءه للشيوعيين ، لأن من يريد ان يحترمه الآخرين عليه احترام نفسه اولا ، من خلال احترام الآخر ، فبأي حق يدعي هذا المفتري ذلك ، وهو يعلم قبل غيره ان تحديد مصير الحزب يتم من خلال مؤتمراته .

وان قيادة الحزب وكما ذكرنا تقوم بسبر آراء الكادر الحزبي والمنظمات الحزبيه في القضايا الحزبيه المهمه ، فعلى سبيل المثال عندما اراد الحزب المشاركه في مجلس الحكم ، كان الأغلبيه المطلقه من الكادر الحزبي والمنظمات الحزبيه مع المشاركه ، ولمن يريد التأكد من ذلك يمكنه سؤال أي رفيق في أي محافظة عراقيه عن ذلك .

اما حول الأفتراء بأن " نهج الحزب وسياساته غير الواضحه منذ السقوط وحتى اليوم " ، فأن الشمس لا يمكن حجبها بالغربال ، فصحيفة الحزب المركزيه " طريق الشعب " وتصريحات سكرتير الحزب ولقاءاته الصحفيه ومقابلاته الأذاعيه والتلفزيونيه ،وكذلك قيادات الحزب ،  تبين وتوضح دائما نهج الحزب وسياساته ، ويمكن لكاتب الأفتراءات ، الأطلاع على نهج الحزب وسياسته من خلال موقع الحزب الألكتروني وموقع جريدته المركزيه ، حتى لا يقع في مثل هذا الجهل الذي اوقعه في مطب الأفتراء ، وحتى يحافظ على اسمه نظيفا ، ان كان يكتب بأسمه الصريح ، من التلوث بالكذب والدجل ، وان لا يحسب على فصيل المزورين المفترين ، " ورحم الله امرء عرف قدر نفسه ".[/b][/size][/font]

63
الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات الأنتخابيه
جاسم هداد

قدم الحزب الشيوعي العراقي قافلة من الشهداء من اجل ان يكون العراق وطنا حرا وشعبه سعيدا ، واقترنت تسميته بحزب الشهداء ، ولا يزال يقدم الشهداء من اجل هذا الوطن والشعب ، وآخر شهداء الحزب الشهيد فاضل تقي الصراف الذي نالته ايدي الأرهاب في مدينة العامريه في بغداد .

وخاض الحزب نضالا شرسا ضد ابشع نظام دكتاتوري عرفه العصر الحديث ، والذي توهم بأنه سينهي الشيوعيه في ارض العراق وحدد متباهيا نهاية عام 1980 تاريخا لذلك ، وهاهو التاريخ يقول لنا ان نظامه انتهى ، وعادت راية الشيوعيه خفاقة في ارض العراق ، ونهض الحزب الشيوعي العراقي من جديد رغم الأثقال التي خلفتها فترة النظام البعثي الفاشي  .

وخاض الحزب الأنتخابات التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني عام 2005 ، وحصل الحزب على اربعة مقاعد في الجمعيه الوطنيه ، وليس مقعدين كما يتوهم بعض كتاب الصحافة الألكترونيه ، وله تمثيل في مجالس اثنتي عشرة محافظه . ومن كان متواجدا اثناء فترة الأنتخابات في العراق ، يعرف جيدا الظروف والملابسات التي احاطت بالأنتخابات ، والوسائل التي تم سلوكها من قبل بعض الأحزاب وخاصة احزاب الأسلام السياسي الشيعي والتي لا تليق ابدا بما يدعونه ويرفعونه من شعارات .

النتيجه التي حصل عليها الحزب لا تتناسب وجماهيريته ودوره في العمليه السياسيه الجاريه في العراق ، وهذا يشهد به اعداء الحزب قبل اصدقائه ، وللدلاله على الأجحاف الذي لحق بالحزب نشير الى الفارق الكبير في الأصوات التي حصل عليها الحزب للجمعية الوطنيه ( 69920) ، ولمجالس المحافظات (158540) ، والعاقل هو الذي يستنتج اسباب ذلك .

بذل الحزب جهودا من اجل لم صفوف قوى التيار الديمقراطي ، والنزول بقائمه موحده ، ولكن جهود الحزب اخفقت بسبب تغليب المصالح الحزبيه الضيقه ، وهذا مما ضيع حوالي (400 الف صوت ) ، ذهبت للأحزاب الكبيره وفق حسابات المفوضيه العليا المستقله للأنتخابات .

وبعدما اسفرت الأنتخابات عن فوز احزاب الأسلام السياسي الشيعي والأحزاب القوميه الكرديه بحصة الأسد في الجمعيه الوطنيه ، تم تشكيل الحكومه بعد مخاض عسير وفق النهج المقيت " المحاصصه الطائفيه القوميه " ،مما ادى الى عجز هذه الحكومه وفشلها في تقديم الحلول التي تساعد في التغلب على المشاكل الأقتصاديه والأجتماعيه والأمنيه   ، ولجأت مكتفية  بـ " الأيجازات الصحفيه " واللقاءات التلفزيونيه التي سئم ومل منها المواطن العراقي ، ونهجت الحكومه نهجا مذهبيا مما ساعد على تنامي الأستقطاب الطائفي واثار تهديدا جديا لبلدنا ، حيث اخذت بوادر الحرب الأهليه تؤشر معالمها .

 ان هذه التداعيات  فرضت واجبا وطنيا على القوى الديمقراطيه العلمانيه في  لم صفوفها من اجل غاية واحدة وهي " انقاذ العراق " ، وكل ادبيات الحزب الشيوعي العراقي تؤكد على ان مهمة اعادة بناء الوطن لا يستطيع أي حزب النهوض بها بمفرده . وكان الحزب الشيوعي من المبادرين حيث بدأ بحملة اتصالات مع القوى المحسوبه على التيار الديمقراطي ، واقام العلاقات ، ونظم اللقاءات لمجموعة الـ 23 ومجموعة الـ 7 والمجموعة التي هيأت لمؤتمر الوحده الوطنيه ، وانطلاقا من مصلحة الوطن والشعب ، وبعيدا عن المصالح الحزبيه الضيقه ، سعى الحزب الشيوعي العراقي من اجل تشكيل قائمة واسعه تتمثل فيها كل القوى الوطنيه والديمقراطيه والليبراليه والعلمانيه ، وذلك من اجل بديل ديمقراطي يقود الى بناء مؤسسات دولة القانون واستكمال السياده وتحقيق العداله الأجتماعيه .

وليس سرا ان الحزب بادر الى استشراف رأي الكادر الحزبي حول خيارات مشاركة  الحزب في الأنتخابات ، بالدخول بمفرده او بالتحالف مع القوى الديمقراطيه القريبه منه او بقائمه مشتركه واسعه ، وكان رأي الأغلبيه المطلقه " 92% " مع الخيار الثالث ، وهو خيار اغلبية الحزب المنطلقه من حرصها على وطنها وشعبها وليس فقط خيار قيادة الحزب .

مع الأسف الشديد اخذت في الآونه الأخيره تظهر بعض الكتابات التي تلوم الحزب على دخوله        " القائمه العراقيه الوطنيه" ، وينطلق بعضها من حرصها على تاريخ وسمعة الحزب ، وتخشى من تسلل البعثيين لبعض الأحزاب المنضويه في اطار التحالف الأنتخابي.
والبعض الآخر حملت بعض سطورها  أفتراءات كالتي تقول ان الحزب الشيوعي العراقي هو " الحزب الوحيد في العالم الذي لم يعترف بأخطائه " ، ويبدو ان من كتب ذلك لم يطلع على ادبيات  الحزب الشيوعي العراقي الذي تميز عن غيره بتقييم كل مرحله تاريخيه في حياته ، ويصدر هذا التقييم علنا ، حتى انه اتهم بـ " الجلد الذاتي " ،  وان ثلثي قيادة الحزب تم تغييرها في المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد عام 1993 ،   و في المؤتمر الوطني السابع الذي انعقد عام 2001  لم يبق من القياده السابقه للحزب الا الرفيق ابو داود.
اما الأدعاء  بـ " نهاية الحزب الشيوعي العراقي " ، فأن وقائع التاريخ تفنده لأن كل جبروت وقمع النظام البعثي الفاشي وقبلهم نوري السعيد لم يستطيعوا انهاء الحزب الشيوعي العراقي ، وسيبقى الحزب الشيوعي العراقي مدافعا امينا عن مصالح شعبنا العراقي بكافة فئاته الأجتماعيه .[/b][/size][/font]

64
المتهم صدام حضوريا
جاسم هداد

امنية كنت اتمناها ، وخشية كنت اخشاها ، الأمنية ان يطول بي العمر وارى نهاية الطاغية صدام ، والخشية ان يموت صدام ميتة طبيعية او بفعل فاعل ، وعندها يتم تشييعه رسميا بإعتباره رأس الدولة العراقية ، ويشارك في مراسيم التشييع رؤساء الدول تنفيذا لألتزاماتهم البروتوكولية ، ومثله لا يستحق او يستاهل ذلك ، وتحققت امنيتي ورأيت الطاغية مختبئا في حفرة تليق به كالجرذ ورجل المارينز يعبث بشعره المنفوش ، وفي مشهد آخر احد الجنود باطحا إياه كالنعجة ، الطاغية صدام حسين الذي ادخل الرعب والهلع في قلوب الملايين من العراقيين مقادا مكبل اليدين في احد قصوره ، كان ذلك في 13 كانون الأول 2003 ، ورأيت قاضيا عراقيا يحقق مع الطاغية ويستجوبه ، وهو الذي كان لا يسمح لأحد ان يحدق في عيونه فقط .

في 19 تشرين الأول 2005 اذاعت الفضائية العراقية محاكمة صدام حسين على الهواء ، حقا انها كانت لحظات تاريخية كان ينتظرها كل العراقيين بإستثناء ازلام النظام وبقايا البعث الفاشي ، كان بإنتظارها كل الأمهات الثكالى ، وكل اخواتنا وبناتنا الأرامل ، وكل أبناء وبنات الشهداء .

تسمرت امام شاشة التلفزيون لأرى المتهم صدام حسين ، وقبل ان تبدأ وقائع المحاكمة ناديت رفاقي واحبائي واصدقائي : علي حسين بدر ، عبدالحسين كريم كحوش ، قاسم عبدالأمير مشل ، كاظم وروار ، وصفي وروار ، زهير عمران ، بشرى عباس صالح ، محسن شنيشل ،تركي دحام  لمشاركتي فرحتي بهذا اليوم ، بعد ان صافحتهم واحدا واحدا ، هنأتهم بهذا اليوم الذي جلس فيه جلادهم في قفص الأتهام ،لمحاكمته عن جرائمه التي كثر تعدادها ، وليلقى المصير الذي يستحقه لأقترافه جرائمه تلك ، وقلت لهم ان تضحياتكم لم تذهب سدى ، وان استشهادكم مهد الطريق لهذا اليوم. 

هنيئا لكم يا شهداء وطني بأختلاف انتماءاتكم السياسية ، يا من ضحيتم بحياتكم من اجل هذا اليوم ، وقرت اعينكن ايتها الأمهات والزوجات والأخوات والبنات والأبناء لكل شهداء هذا الوطن .
هنيئا لك ايها الهور الجميل الذي حاول الطاغية تجفيفك ، هنيئا لك يا سيدة الأشجار ايتها النخلة العراقية التي حاول الطاغية قلعك من ارض الرافدين ارض النخيل ، من العراق الذي تشابكت فيه عروقك ، وسوف تكتمل الفرحة عندما يصدر القضاء العراقي حكمه العادل بالطاغية ، هذا هو مصير الطغاة فلقد سبقه هتلر وموسوليني ، والطاغية سبق له وان افلت من الجلوس في قفص الأتهام ، حيث تمت محاكمته غيابيا لأشتراكه في جريمة محاولة اغتيال الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم ، ولكن لن تسلم الجرة في كل مرة كما قيل قديما ، وهذه المرة تتم محاكمة الطاغية حضوريا .

لم يثر الأستغراب وقاحة وصلافة الطاغية وزمرته ، فهذا هو ديدنهم ، والأناء ينضح بما فيه كما يقال ، ولم يثر الأستغراب تأبط الطاغية نسخة من القرآن الكريم ، للتظاهر بأنه هو مؤمن وكتاب الله لا يفارقه ، حتى في قفص الأتهام متغافلا عن ان قفص الأتهام لا يليق بكتاب الله كمكان ، وكان على القاضي ان لا يسمح له بذلك ، فأي قرآن هذ الذي يحمله مجرم قتل الآلاف لا بل الملايين من العراقيين ، وهو لا يستطيع خداع العراقيين واصحاب الضمائر من غير العراقيين بهذا التظاهر الأستعراضي ، وانما يمكن ان يمرر ذلك على من تلوثت ضمائرهم بكوبونات النفط والسحت الحرام .   

رئيس المحكمة قرأ نصوصا تتضمن حقوق المتهمين ، وكان للطاغية وزمرته محامون يدافعون عنهم ، في الوقت الذي لم تشهد محاكم الطاغية محامين يدافعون عن ابناء شعبنا المناضلين ضد طغيانه بل كانوا يطلبون الرحمة والشفقة لهم ، ويؤكدون بذلك التهمة عليهم ، بينما لم يسمح حكام البعث الفاشي للزعيم الوطني عبدالكريم قاسم بالدفاع عن نفسه ، وتم اعدامه ورفاقه الشهداء خلال دقائق ، هل يمكن المقارنة بين اخلاق العراق الجديد واخلاق البعث ؟ بالطبع لا .

بعض الملاحظات لا تقلل ابدا من عدالة المحاكمة ، ان صدام حسين عندما دخل قاعة المحكمة ، دخلها متهما لكي تتم محاكمته ، ولذلك كان مكانه الحقيقي قفص الأتهام ، فلا ندري السبب الذي دفع القاضي رئيس المحكمة بمناداته " سيد صدام " وهو في قفص الأتهام   

قبل اشهر كتبت مقالة طالبت فيها بعدم اعدام صدام حسين لأن في إعدامه خلاصا له ، والمطلوب ان يعدم يوميا ، أي يرى الموت يوميا لابل كل ساعة ولا يناله ، ويحضرني قول لأحد الأخوة الفلسطينيين وكان مديرا للمشروع الذي عملت فيه في الكويت في اوائل الثمانينات ، حيث قال ان صدام يجب ان لا يقتل بل يتم وضعه داخل قفص زجاجي ، ووضعه في حديقة الحيوان للفرجة . [/b][/size] [/font]

65
أين ذهبت حصة كولبنكيان ؟
جاسم  هداد

طالعتنا الصحف العربية ( الحياة اللندنية ، الوطن السعودية ) ، عن حالة انسانية تتطلب تشكيل لجنة وتنظيم حملة لجمع التبرعات ، والحالة  الأنسانية ، ان الطاغية صدام  وعائلته  لايملكون  مالا حتى يستطيعوا دفع اجرة هيئة الدفاع ، لذلك فأن هيئة الدفاع وطيلة العامين المنصرمين كانوا يعملون بشكل تطوعي" في الدفاع عن طاغية لم يخلف الا الخراب والدمار . لا بارك الله بكم "   ولم يتلقوا أي اجر  " هل يمكن لعاقل تصديق هذا الهراء!!" ، وليخبرنا خليل الدليمي محامي الطاغية ، من اين جاء بمبلغ ( 40 الف دولار ) ، الذي ادعى ان قوات الأحتلال صادرته عند مداهمة بيته ؟

وعليه فأن هيئة الدفاع طالبت في بيان نشرته ، بأن تتحمل الخزينة العراقية تكاليف الدفاع وبموجب المعيار الدولي لأجور المحامين " المقصود ان يكون الدفع بالدولار" ، متناسية هذه الهيئة " والمفترض انهم دارسو قانون " ان المحكمة تعين محاميا للمتهم اذا لم يوجد محام لديه .

وجاء في بيان هيئة الباطل  ان مرضى النفوس " الأناء ينضح بما فيه " يروجون لوجود اموال لدى عائلة الطاغية ، وفي باب تفنيدها ذلك اشارت الى ان الصهيونية العالمية  " شماعة الأنظمة العربية " ، كان اول من روج لذلك في حالة وجود مثل هذه الأموال .

يقولون ان من يسلك طريق العهر ، لا يتورع عن فعل أي شئ ، فهيئة الباطل تحاول خائبة ، الأدعاء بأن عائلة الطاغية لا تملك مالا ، متعامين عن ما جاء في رسالة الأستعطاف لمحافظ البنك المركزي عصام ملا حويش   التي نشرتها وكالات الأنباء والتي يستجدي العطف من  بوش بالتدخل وإطلاق سراحه ، واشار في رسالته الى استلام قصي ابن الطاغية وبحضور وزير المالية حكمت العزاوي مبلغ ( 920 مليون دولار و 90 مليون يورو) في الساعة الثانية صباح يوم 21/3/2003 ، وقبل بدء الحرب بساعتين ،  لكي يتم توزيعه بين ازلام النظام  كـ " امانات " ، سؤال نوجهه لهيئة الباطل ، هل استطاع ابن الطاغية توزيع هذه الملايين على ازلامه فعلا  خلال هذه المدة القصيرة جدا ؟ ، ام تم توزيع المبلغ على الأزلام القريبة جدا من عائلة الطاغية ؟ ، وكم كانت المبالغ التي هربتها معها عائلة الطاغية ؟ ،بالتأكيد ستكون بمئات الملايين وليس بالعشرات ، وكم اثمان المجوهرات التي هربتها معها ؟ وهل تعلم هيئة الباطل ان ثمن خاتم واحد فقط من الألماس اهداه برزان لبنت الطاغية رغد عند زواجها من حسين كامل ، مليوني دولار ، وهل تعلم هيئة الباطل ان المقبور حسين كامل عند هروبه اخذ معه فقط لاغير اربعة عشر مليونا دولار اودعها البنوك الأردنية ، ومن أين جاءت بنت الطاغية بالمبالغ المالية التي اشترت بها الأسهم في قناة الجزيرة القطرية ؟ ،  وراديو " أرتي أل " المسجل في لوكسمبورغ ويبث بالفرنسية اذاع ان لصدام قصرين على الشاطئ اللازوردي " ليش لا ، يستاهل ابن صبحه" تزيد قيمة احدهما على عشرة ملايين يورو .           
     
وهلم تعلم هيئة الباطل ، ان النظام الفاشي الذي يدافعون الآن عن رأسه قام بتحويل حصة كولبنكيان من ايراد شركة نفط العراق والتي تعادل نسبة ( 5% ) لحساب حزب البعث الفاشي خشية سقوط سلطتهم ، فعندها يستطعيون العودة للسلطة بهذه الفلوس كما يتوهمون ، وطبعا تم تحويل هذه المبالغ لحساب حزب البعث الفاشي والذي هو حساب صدام حسين ، وكولبنكيان احد مالكي شركة نفط  العراق بنسبة 5%  وهو ارمني تركي الجنسية، وقام ببناء ملعب الشعب الدولي الحالي هدية منه للشعب العراقي عام 1965.

في مقالة سابقة منشورة وتحت عنوان ( المحاماة .. مهنة تجارية رابجة ) اشرنا الى ان خليل الدليمي محامي الطاغية حنث بقسم " شرف المهنة " وقام بتحويل هذه المهنة الشريفه " المحاماة " الى مهنة تجارية رابحة ، من خلال التصريحات الأذاعية والصحفية والمقابلات المدفوعة الثمن ، وفي بيانه الأخير اثبت صحة ما ذكرناه سابقا ، حيث طالب ان تتولى وسائل الأعلام التجارية تغطية تكاليف هيئة الدفاع عن الطاغية ، وواضح جدا ولا يحتاج الى تفسير ما جاء في طلب هيئة الباطل ، ويبدو انه يريد زيادة التسعيرة ، حيث هدد بالأمتناع عن " اعطاء أي تصريح او مقابلة او رأي " حتى تتحقق مطاليبه ، وبنفس الوقت استجدى الأموال من اثرياء العرب " المهم جمع الأموال مهما كانت الوسيلة " ، مذكرا إياهم بفضل الطاغية عليهم ، وان قسم من ثرائهم بسبب الطاغية ،وخاصة " اؤلئك الذين اثروا على حساب نفط العراق والتجارة به "  وبما انه محامي الطاغية فألأولى رد الجميل له .

وناشدنا في مقالتنا السابقة نقابة المحامين العراقيين ومجلس القضاء الأعلى ووزير العدل بألزام محامي الطاغية بأختيار احدى المهنتين ، محامي دفاع أو تاجر محاماة .[/b][/size][/font]

66
هل يلوح في الأفق طائف جديد ؟


جاسم  هداد

خلال فترة تسلط النظام البعثي الفاشي  ، ارتكب الكثير من المجازر التي يندى لها جبين كل حر وشريف  ، فمن تهجير نصف مليون عراقي ، ومجزرة الدجيل  ، وجريمة حلبجه ، الى الأنفال وتجفيف الأهوار ، والقمع الوحشي لأنتفاضة آذار ، لم نسمع  صوتا استنكر هذه الجرائم ، او صوتا طالب بحقوق الأنسان العراقي ، لا من امين عام الجامعة العربية ولا من احد مساعديه وما شاءالله ما اكثرهم  ، او أي عضو فيها من دول المغرب العربي او مشرقها او جزيرتها العربية .

بل كانوا يفعلون العكس ، يتوددون لرأس النظام وازلامه ، ويبيضون صفحاته السوداء ، مقدمين لهم التسهيلات ، مقابل صفقات وعقود تجارية ، ونهب لأموال العراق وخيراته ، واغلبهم صب الزيت على نار الحرب العراقية الأيرانية ، وكأن لسان حالهم يقول عراق ضعيف يحكمه طاغية خير من عراق قوي يحكمه شعبه ، فهذا الذي يساهم مع الطاغية في اطلاق المدفع ، والآخر يعقد له صفقات الأسلحة نيابة عنه ، وذاك يسهل له عمليات تهريب النفط ، وغيره يقدم له المنح والقروض ، فمن ذلك ما كان علنيا تنقله وسائل الأعلام ، واغلبه يتم بشكل سري ، ويقوم بتسريبه من له مصلحة في ذلك ،
ولقد اعترف مؤخرا وزير خارجية دولة عربية ، بأن دولته لعبت دورا كبيرا في إفشال انتفاضة آذار 1991 بعد ان سيطر المنتفضون على اربع عشرة محافظة من اصل ثماني عشرة محافظة ،وبقاء صدام في السلطة ، حيث استطاعت دولته  اقناع امريكا بعدم اسقاط نظام صدام وتقديم المساعدة له لأعادة سيطرته وهذا ما تم فعلا ، ولم يكن ذلك خافيا على ابناء شعبنا العراقي ، ويدركون الأسباب التي دفعت هذه الدولة لفعل ذلك ، رغم ان الطاغية كان يهددها .

  والجميع يتذكر زيارة الأمين العام للجامعة العربية للعراق في يناير 2002 ، والصور التي ظهرت بعد سقوط الصنم  والتي تعكس سعادته وسروره بلقاء سكرتير الطاغية ، فكيف الأمر مع الطاغية نفسه ، وبأدلة الصور استلم الأمين العام هديته من النظام الفاسد ، والذي لم تظهره الصور ربما كان اكثر ، والثمن ان الأمين العام رفض رفضا باتا استقبال أي طرف من اطراف المعارضة العراقية للنظام وقتذاك ، بينما نراه يفتح ابواب الجامعة العربية وحتى ابوابها الخلفية ، لكل من تضررت مصالحه من زوال النظام الفاشي وادعى انه معارضا للوضع الجديد ، ولعل الجميع يتذكر ما قام به الأمين العام في آخر مؤتمر لوزراء الخارجية العرب الذي تم عقده في شرم الشيخ قبل سقوط النظام الفاشي ، عندما كانت نذر الحرب تشعل شاراتها الحمراء ، من محاولة التفافية على مبادرة المرحوم الشيخ زايد ، ولم يقم بعرضها على المجلس الوزاري آنذاك ، والتي كانت تتضمن استقالة الطاغية من اجل نقاذ العراق من مخاطر الأحتلال مقابل تأمين مكان آمن للطاغية وعائلته .
 
طيلة عامين بعد سقوط الصنم ، لم يمر يوم لم ترتكب فيه جريمة ارهابية بحق الأبرياء المدنيين ، من اطفال منطقة العامل وبغداد الجديدة ،  وعمال مسطر الكاظمية ،  ومصلي  مسجد الحلة ، وابرياء عزل في  اسواق الحلة والمسيب ، لم نسمع من الأمين العام وجامعته العربية استنكارا وتنديدا لهذه الجرائم الأرهابية البشعة ، بينما نراه يعلو صراخه في الأستنكار ، للعمليات الأرهابية التي تحدث في السعودية مثلا .

وخوفا على مصالحها ، او بتوجيه من الأدارة الأمريكية ، قامت المملكة العربية السعودية في المدة الأخيرة بتفعيل الجامعة العربية ، حيث تشكلت لجنة وزارية من ثمان دول عربية  لدعم العراق ، وعقدت هذه اللجنة اجتماعها الأخير في جده يوم 2/10 ، وبدعوة من السعودية ،  واتفقت فيه على ارسال الأمين العام للجامعة العربية للعراق ، والملاحظ ان هذا الأجتماع جاء بعد عشرة ايام من لقاء وزيري الخارجية السعودي والأمريكي في واشنطن ، وقد سبق هذا الأجتماع ايضا لقاء بين الأمين العام للجامعة العربية والمسؤول عن ملف العراق في الأدارة الأمريكية ، وقد صرح وزير الخارجية السعودي ان " الهدف الأساسي من الزيارة هو التحضير لمؤتمر مصالحة وطنية عراقية شاملة تحت مظلة الجامعة العربية " ، واضاف ان الأجتماع " يضم جميع الفرقاء العراقيين " .

الأدارة الأمريكية وعلى لسان المتحدث بأسم وزارة الخارجية رحبت بقرار الجامعة العربية بإيفاد امينها العام للعراق  ، واعتبرته " تطور إيجابي" ـ ليش لا فأنتم طابخينها سوه ـ ، ومنظمة المؤتمر الأسلامي لم تفتها الفرصة في اعلان تأييدها للتحرك السعودي .

لم يبين وزير الخارجية السعودي مالمقصود بـ " مصالحة عراقية شاملة " ؟ و " جميع الفرقاء" ؟ ، هل يعني معاليه جلوس الضحية والجلاد تحت " مظلة الجامعة العربية " ، هل يعني معاليه جلوس قاطعي الرؤوس المجرمين مع اهالي الضحايا الذين قطعت رؤوسهم ؟ ، هل يعني معاليه جلوس مغتصبي النساء وهاتكي الأعراض مع من انتهك عرضه ؟ هل يعني معاليه ان من قتل العشرات والمئات من الأبرياء تتم مكافئته بإعطائه منصب وزاري مثلا ؟ ،لأن مساعده للشؤون السياسية الذي سيزور بغداد اواسط اكتوبر للتحضير لزيارة الأمين العام ، عند سؤاله هل الجماعات المسلحة " الآرهابية " من ضمن الفرقاء ، فلم ينف او يؤكد ؟ ،  ونسأل معاليه هل  حانت  ساعة تبويس اللحى وعفا الله عما سلف ورمضان كريم ؟ ، هل يعتقد معاليه ان الظروف اصبحت مهيئة لنصب خيمة طائف جديدة ؟ واذا كان جوابه بالأيجاب فعليه ان يصرح من هو الذي سيلعب دور المرحوم " رفيق الحريري" ؟ ، فيبدو ان مسرحية الطائف سيعاد عرضها بممثلين عراقيين هذه المرة .
 
             

67
حماة آثار أم سراق آثار !!
جاسم  هداد

سبق وان كتبت مقالة بعنوان " الحكومة العراقية وحماية الآثار " واخرى بعنوان " العراق والآثار المنهوبة " ، والمقالتان نشرتا في الجرائد الألكترونية ، ومما حفزني للعودة مرة ثالثة لتناول نفس الموضوع  رسالة  وصلتني عبر البريد الألكتروني من احد المواطنين من الناصرية مذيلة بإسمه الثلاثي " احتفظ به " ، ولأهمية ما جاء فيها ، انقلها  بالنص كما جاءت :
( الأخ جاسم هداد
السلام عليكم ورحمة الله
اولا : اود ان اشكرك على موضوعك في جريدة الصباح بعنوان " الحكومة العراقية وحماية الآثار " لمل يدل على مشاعرك الصادقة اتجاه وطننا الغالي .
ثانيا: انا اسكن محافظة ذي قار وهي المحافظة التي يوجد فيها اكثر المواقع الأثرية في العراق وايام النظام السابق ولظروفي المعيشية الصعبة عملت ببيع وشراء الآثار وبعد سقوط الصنم اقسمت قسم بأن اترك هذا العمل والحمد لله اوفيت بقسمي لأني الآن اعتبرها خيانة للوطن وأنا نادم على عملي السابق رغم اني لم استفاد بشئ من عملي السابق الا القليل جدا وارجع الى صلب الموضوع اني احب ان اضيف الى معلوماتك ان الحكومة الحالية والقادمة لا تستطيع حماية الآثار لأن جميع من كان يعمل معنا في بيع وشراء الآثار هم الآن قوة حماية الآثار في قضاء الرفاعي يعني " حاميه حراميه " ويجب ان يأتي بتزكية من المجلس الأعلى للثورة الأسلامية والله على ما اقول شهيد ) .

ما ورد في سطور الرسالة تدلل ان الدنيا لازالت بخير ، فيوجد بين العراقيين من هو حريص على  هذا الوطن وتراثه ، في وقت تقف الجهات المسؤولة موقف المتفرج تجاه النهب المنظم والمتواصل لآثار بلادنا ، لا بل تساهم الحكومة بذلك من خلال تعيين " حرامية " الآثار حراسا لكي يحموها ، والثمن هو تزكية من المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ، والذي نصب نفسه حاكما اعلى لوسط وجنوب العراق ، ويمارس هذا المجلس نفس سلوكيات النظام البعثي الفاشي ، حتى تم نعتهم " بعثية لابسين عمامه " .

 ما ذكره المواطن النبيل لا يحتاج القسم بـ " العباس ابو فاضل " ، فهو يشهد الله على ما يقول ، ويتحدث عن تجربة وخبرة  فهو " ابن كار " ولو لم يكن كذلك فأنه ليس مجبرا على  الأعتراف بأنه عمل في هذه المهنة تحت وطأة الظروف الصعبة ايام النظام السابق ، وبكل رجولة ابدى ندمه .

لكن متى تصحو ضمائر الآخرين من اجل الحرص على  مصالح هذا الوطن ، بعيدا عن المكاسب الحزبية الأنانية والطائفية ، متى يتخذوا من صدام ونظامه عظة وعبرة ويعترفون  بأن لجميع العراقيين بكل تلاوينهم الفكرية والسياسية واطيافهم القومية والدينية والمذهبية حق في هذا الوطن ، فهذا الوطن للجميع والدين لله .

وما يؤكد ما ذهبنا اليه وأكده المواطن الغيور في رسالته ، ما جاء في تحذير وزارتا الثقافة و شؤون السياحة والآثار من استباحة الاثار ، حيث طالب السيد وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار ان يتضمن الدستور الأشارة الى الاثار والمتاحف وادراجها تحت صلاحيات الحكومة المركزية بالتعاون مع الأقاليم ، ووزارة الثقافة حذرت ايضا من  " الآثار الكارثية التي ستلحق بالموروث الحضاري في حال وضعت تحت اشراف سلطات الأقاليم  "

المطلوب الآن إنقاذ الآثار من حماة الآثار ، الا يبدو ان هذا المنطق غريب في العراق الجديد ، ولكنه الواقع المرير والمؤلم . [/b] [/size] [/font] 
 

68
حقوق الأنسان ... والحجاب
جاسم  هداد

تشترك جميع الأحزاب والقوى السياسية التي كانت في المعارضة ، اسلامية وعلمانية ، بإدانتها لظلم النظام السابق ، وتكاد لا تخلو وثيقة واحدة من وثائق هذه الأحزاب الصادرة آنذاك  من المطالبة بحقوق الشعب العراقي المهدورة  وبالنضال من اجل تحقيقها ، وتدرك هذه الأحزاب دور المرأة العراقية في النضال ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة ، وبشكل خاص النظام البعثي الدكتاتوري الفاشي ، ولقد اثمرت نضالات المرأة العراقية في تشريع قانون منصف لها بعد ثورة تموز 1958 المرقم 188 ، وتحملت المرأة العراقية اما واختا وزوجة وابنة الكثير ، وبعد سقوط الصنم استبشرت المرأة خيرا بالعراق الجديد .

ولكن مع الأسف الشديد حاولت ، لا بل قاتلت احزاب الأسلام السياسي الشيعي من اجل سلب ما حققته المرأة من حقوق لها ، فبذلت جهدا في سبيل إلغاء القانون 188 ، واصدرت القانون المرقم 137 سئ الصيت ، والذي اوقف الحاكم بريمر العمل به ، وكان هذا الأيقاف  انتصارا للمرأة العراقية وتخليصا لها من ظلم واجحاف يتربص بها .

وكثيرا ما تشدق السيد رئيس مجلس الوزراء ، في مسلسله التلفزيوني اليومي ، بأن " المرأة العراقية اصبحت نموذجا رائعا تقتدي به كل نساء العالم " ، واكد سيادته ان " العراق ارتقى بمستوى المرأة العراقية ، كما لم يرتق بها في أي بلد في العالم " .

ولا ندري هل السيد رئيس مجلس الوزراء على علم بالقرار الظالم المجحف الذي اصدره الأمين العام لمجلس الوزراء ، ونشرته إيلاف يوم 19/9/2005 ، والقاضي بطرد الموظفات غير المحجبات في المجلس ونقلهن الى دوائر اخرى  ؟ ، وهل سيادته يتذكر ما قاله للجالية العراقية في مشيغان عند لقائه بها " ليس هناك قانون يلزم المواطنات بأرتداء الحجاب ، فلهن كامل الحرية في اختيار ذلك ، ونحن نحترم حقوقهن " وكان قوله جوابا لأستفسار الأخ فاروق كنا ، كما ذكر ذلك في مقاله المنشور في موقع الناس يوم 20/9/2005  ؟ .

طالما لا يوجد قانون يجبر المواطنات على ارتداء الحجاب ، فوفق أي قانون اصدر الأمين العام لمجلس الوزراء امره الأداري ؟ ، وما يجري في مدن الفرات الأوسط وجنوب العراق من اجبار النساء كل النساء مسلمات ومسيحيات وصابئيات على ارتداء الحجاب ، الم يكن ذلك مخالفا للقانون ؟

واية دولة قانون هذه التي يحصل فيها كل هذا الأكراه وعلى مسمع ومرأى من الحكومة ؟ .

ألم يوقع قادة احزاب الأسلام السياسي الشيعي ، ومن ضمنهم السيد رئيس مجلس الوزراء على قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الأنتقالية  ؟ ، والذي تمتد مدة سريانه " حتى تشكيل حكومة عراقية منتخبة بموجب دستور دائم " كما تنص  " المادة الثانية أ " منه ، أي انه ساري المفعول في الوقت الحاضر ، وهو   يعد " القانون الأعلى في البلاد ويكون ملزما في انحاء العراق كافة وبدون استثناء " كما تنص  "المادة الثالثة  "منه ، أي بمثابة دستور مؤقت للبلاد .

ان قرار الأمين العام لمجلس الوزراء باطل ، ومخالف لقانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الأنتقالية ، كما سبق ذكره اعلاه ، لذا من الواجب ومن باب الأمانة لمراعاة دستور البلاد المؤقت ، ان يبادر السيد رئيس مجلس الوزراء بألغاء هذا الأمر الأداري المخالف للدستور المؤقت ، وسيادته الشخص الأول الذي يقتضى به تطبيق الدستور والقوانين .

وكذلك فأن ما قام به الأمين العام لمجلس الوزراء مخالف لما ورد في مسودة الدستور ، في المواد " 14" ، " 15" ، " 16" ، " 17" ، المادة 35 الفقرة اولا أ والفقرة ثانيا " ، " المادة 40" ، المادة 44 "  والذي سيكون الدستور الدائم للبلاد بعد الأستفتاء عليه.[/b][/size][/font]

69
العراق الجديد ... عراق الفرهود
جاسم هداد

جميع من تم تولوا المناصب الوزارية , والمناصب المهمة الأخرى في الدولة العراقية ، سواء في حكومة بريمر او علاوي او الأشيقر , كانوا يملئون الدنيا صياحا وعويلا ، بأن صدام ونظامه اهدر ثروات العراق الحبيب !!, وان ازلام النظام واقطابه ، وخاصة ابنه عدي كانوا  يقبضون  العمولات ، و...... و.....الخ , ولكنهم عندما حانت لهم الفرصة في احتلال المناصب الوزارية والهامة , فاقوا عدي وازلامه في سبل وطرق النهب والأختلاس .

السيد رئيس المفوضية العامة للنزاهة اعلن ان هناك " 1500" قضية نهب وسرقة واختلاس ، الناهبون على مستوى عال في الدولة ،وزراء ونواب وزراء وآخرون من مختلف المراتب ، من وزارات الدفاع والداخلية والكهرباء والنقل والعمل والشؤون الأجتماعية ،  ولغاية الآن لم تعرض أي قضية على المحاكم .
وما تم نشره في الصحافة بخصوص تجاوزات وزير الكهرباء على المال العام واستغلاله لمنصبه الوزاري ، ولا يزال يمارس مهامه كاملة غير منقوصة ، وما عرضه السيد رئيس لجنة النزاهة في الجمعية الوطنية في جلستها ليوم 18/9/2005 ، من ارقام خيالية بملايين الدولارات  ، حيث ذكر ان هناك صفقة بـ  " 226 مليون و800 ألف دولار " لشراء اربعة وعشرين طائرة .
وواقع الحال لا طائرات ولا هم يحزنون ,والمبلغ سدد من قبل الوزارة بالكامل مما يخالف شروط التعاقد المتعارف عليها ، ولقد تعالى صياحه وزمجر وارعد , ونتمنى ان يوصي اتباعه بالكف عن سرقة اموال الشعب العراقي وتهريبها لأيران بأبخس الأثمان ، واخرها فضيحة محركات طائرات ميغ 29 ، فالذي يأمر الناس بالصلاة ، عليه ان يصلي هو اولا .، فالكل في الهوة سوه ، ومافيش حد احسن من حد .

ووزارات الداخلية والكهرباء والنقل  ليست احسن حالا ، فلقد اختفى ما يقارب " 500 ـ 600 مليون دولار " منها ، ووزارة البلديات تسببت في خسارة للدولة لا تقل عن " 225 مليون و500 ألف دولار " نتيجة التعاقدات الغير قانونية ، حتى وزارة العمل والشؤون الأجتماعية فلقد دلت بدلوها في بئر الفساد ، ويبدو ان ما ظهر الآن هو الجزء الظاهر من جبل الثلج العائم .

وفي جلسة الجمعية الوطنية ليوم الأثنين الموافق 19/9/2005 تحدث عدد من الأعضاء , حول الفضائح التي حصلت في وزارة التجارة , والأرقام ايضا بملايين الدولارات ، فصفقة للعدس بكلفة    " 12 مليون دولار " ، العدس المستورد غير صالح للأستعمال , وعند تشكيل لجنة تحقيقة ، تم ايقاف التحقيق بموجب اوامر عليا , ويتم تأخير شحنات المواد التموينية بشكل متعمد  , حتى يتم دفع رسوم ارضية لميناء طرطوس , وقدرت بمبلغ " 186 الف دولار " .
وتم كشف الكثير من الفضائح التي تزكم الأنوف , وتهتز لها الضمائر ، ان كان هناك ضمائر ، يتم استبدال السكر بسكر سوري فاسد , ويتم توزيع دهن غير صالح للأستعمال ، لأن الموظفين المسؤولين والذي ن بيدهم الحل والربط هم نفس الموظفين في زمن النظام المقبور ،  والشركات التي يتم التعامل معها ، هي نفسها الشركات السابقة التي كانت تتعامل مع النظام البعثي الفاسد .

فهل يعقل ان تصل تكاليف البطاقة التموينية بحدود اربعة مليارات دولار , يتم نهب مليار دور منها , والمواطن العراقي حصته من البطاقة التموينية 13ـ 15 دولار ، ولكن الذي يصل له بكلفة 6ـ7 دولار , طبعا الباقي يذهب لجيوب السماسرة وسارقي قوت واموال الشعب , ولا ندري من المسؤول عن تلف المواد التموينية في المخازن كما ذكر احد اعضاء الجمعية الوطنية ان ثلاثة آلاف طن من مساحيق الغسيل تالفة في المخازن .

اما ما نشرته صحيفة الأندبندنت البريطانية في عددها ليوم الأثنين الموافق 19/9/2005 , " ما ينلبس عليه ثوب " ، ولا يمكن لأي عراقي شريف السكوت عنه ، حيث ذكرت الصحيفة نقلا عن السيد وزير المالية ، ان هناك مبلغ يقدر بمليار دولار تم نهبه واختلاسه من وزارة الدفاع , ، وتم وصف هذه الفضيحة بـ " اكبر سرقة في التاريخ " .
وكان ذلك اثناء تولي الشعلان للوزارة ، حيث تم التعاقد مع بولندا لشراء مروحيات سوفيتية الصنع ، عمرها الأفتراضي منتهي أي " خردة " , وتم شراء بنادق امريكية سريعة الطلقات بكلف " 3500 " دولار للبندقية الواحدة ، تم استلام بنادق مصرية الصنع بدلا منها بكلفة " 200" دولار للبندقية الواحدة .

ولقد صرح السيد رئيس المفوضية العامة للنزاهة يوم الأثنين 19/9/2005 لوكالة رويترز انه سلم ملفا يتضمن ادلة ضد الشعلان الى المحكمة الجنائية المركزية العراقية قبل شهرين ، ويتوقع ! أن  تصدر المحكمة خلال اسبوع او عشرة ايام امرا بالقبض على الشعلان ومسؤولين كبار آخرين .

التساؤل هل حقا سيتم تنفيذ امر العدالة العراقية ؟ ام سيكون مع وقف التنفيذ بقدرة جهات امريكية عليا لها يد في الجريمة ؟ لننتظر ونرى ؟ ، حيث نقل عن للشعلان قوله ان كل ما فعله تم بموافقة الأمريكان .
 
سؤال مشروع نتوجه به للسيد رئيس الوزراء ، الى متى يستمر نهب المال العام تحت بصر وعلم الحكومة ؟ ، ولماذا لم تتم احالة ملفات السارقين المقدمة من قبل المفوضية العامة للنزاهة  للجهات القضائية ؟ ، ولماذا لم يتم اصدار القاء القبض بحق الوزراء المسؤولين عن النهب والأختلاس مثل وزير الدفاع والتجارة السابقين والكهرباء السابق والحالي وغيرهم ممن هم معروفين لدى المفوضية العامة للنزاهة , والى لجنة النزاهة في الجمعية الوطنية ؟ ، أليس رئيس الوزراء مسؤولا امام الله والشعب عن اموال الشعب ؟ .      [/size][/font]

70
الأرهاب ومسؤولية الحكومة

جاسم  هداد

اصبح وللأسف تقديم الضحايا من قبل شعبنا العراقي أشبه بمسلسل يومي , فلم يمر يوم الا ويتساقط فيه الأبرياء المدنيين من النساء والأطفال , وصرنا نشهد كل اربعاء يوما داميا , فبينما لا يزال الحزن يلفنا على ما فقدناه في يوم الأربعاء 31/8/2005 في فاجعة جسر الأئمة , انبئتنا اخبار يوم الأربعاء 14/9/2005  استشهاد اكثر من مائة وخمسين بريئا مدنيا , فمنهم من كان يتطلع الى فرصة عمل ولو ليوم واحد من اجل اعالة عائلته , والآخر كان في طريقه لعمله او لمراجعة معاملة تكرر ذهابه وأيابه لمراجعتها بسبب عدم تمكنه من دفع الرشوة المطلوبة , أو لكونه لم يكن منتميا لحزب من احزاب الحكومة ، حتى يحصل على تزكية لعراقيته وكفاءته ضمن مواصفات الأستحقاقات الأنتخابية .

يتابع شعبنا العراقي من خلال وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وخاصة الفضائيات وما اكثرها  , الخطط الأمنية التي تم وضعها لمكافحة الأرهاب , وتشكلت الوية الأسد والذئب والنمر والثعلب ثم العقرب والأفعى ثم المصطفىوالكرار والحسين والعباس , ونقلت الأخبار ان حملات الأعتقال اسفرت عن اعتقال المئات من الأرهابيين ومن ضمن هؤلاء العديدين من المساعدين المهمين للزرقاوي ، فمرة سائقه واخرى وكيله في الموصل وقائد كتيبة وقائد خلية وهكذا .

رغم كل ذلك فالجرائم الأرهابية مستمرة ومتواصلة , لابل تعدت  حدودها كثيرا , بالأعلان عن استخدام المواد الكيمياوية  , واعلان الحرب ضد كل الشيعة في العراق , أي اعلان الحرب ضد اكثر من ستة عشر مليونا , واصبحت مع الأسف يد الأرهاب طويلة , وفرضوا سيطرتهم على احياء كاملة " العامرية ، الدورة، التاجي مثلا" , لا بل مدن كاملة " تلعفر, القائم ، حصيبه مثلا" , ونقلت اخبار يوم الخميس 15/9/2005 احتلال الأرهابيون لمركز مدينة الرمادي وفرض سيطرتهم على احيائها , وفرار اجهزة الشرطة والحرس الوطني فيها , واجتياح الأرهابيون لمدينة الأعظمية في صباح نفس اليوم .

واصبح المواطن العراقي عندما يخرج من بيته لا يتوقع عودته سالما ، ولسان حاله يقول " اذا لم امت في هذا الأنفجار فقد اموت في الأنفجار القادم " , فلقد مل الناس التباري بين المسؤولين على الظهور امام الفضائيات , وسئم الناس سماع التصريحات والخطب ، ويريدون حلا سريعا لحالة فقدان الأمن والرعب التي يعيشونها .
 
والأخوة في احزاب الأسلام السياسي الشيعي يقدمون خدمة بشكل غير مباشر لقوى الأرهاب , من خلال اعتمادهم  اسلوب المحاصصة الطائفية سواء في ادارة الدولة او التعامل مع ابناء شعبنا , فأنشغلت منظماتهم الحزبية وميليشياتهم العسكرية بمراقبة ومتابعة ومحاسبة من يبيع الخمر او من يرتدي الجينز من الشباب وصالونات الحلاقة للنساء واجبار النساء على ارتداء الحجاب بالقوة سواء كانت المرأة تدين بالأسلام او بغيره , تاركة عناصر البعث الفاشي واجهزته الأمنية المتعددة وفدائي صدام والتكفيريين القادمين من الخارج , يسرحون ويمرحون , ويرتكبون ابشع الجرائم بحق ابناء شعبنا المسالم الذي تحمل ولا يزال يتحمل الكثير .

احزاب الأسلام السياسي الشيعي بحكم توليهم مقاليد السلطة في البلاد ,  تتحمل مسؤولية تاريخية في المحافظة على ارواح وممتلكات ابناء الشعب الذي اوصلهم لما كانوا يحلمون به , وعليهم التعاون مع كل القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية , ومع مؤسسات المجتمع المدني , للوقوف بوجه قوى الأرهاب , والتخلي عن اسلوب الأستئثار بعد الفشل الذريع الذي جنته نتيجة  اسلوبها هذا , وتكرار المصائب , التي لا تميز بين متأسلم او ديمقراطي , فالجميع في قارب واحد , والأرهاب لا يستثني احدا , وما مر من آلام خلال فترة الشهور الأربعة خير درس لمن يعتقد ان الحل يكمن في يده وحده .    [/size]

71
الحكومة العراقية وحماية الآثار
جاسم  هداد

عند تشكيل الحكومة العراقية قبل اكثر من اربعة اشهر , استبشر المخلصون لهذا الوطن  قيام الحكومة بتخصيص مقعد وزاري لشؤون السياحة والآثار , وهي بادرة جيدة تدل على اهتمام الحكومة بآثار بلد يمتد تاريخه لأكثر من سبعة آلاف سنة , وبلد تعرضت آثاره للتخريب والنهب , ولم تسلم حتى المواقع الأثرية من السرقة والنهب , حيث تعرضت لعمليات سرقة منظمة من قبل مافيات الآثار.

  تقدر الآثار المنهوبة بـ " 30 ألف " قطعة اثرية نادرة, اما قيمتها فأنها لا تقدر بثمن لقيمتها التاريخية واهميتها , واغلب هذه الآثار المنهوبة تم تهريبها خارج الحدود , ومن خلال المنافذ الحدودية , وتكاد تكون الأردن الدولة المجاورة الوحيدة  التي ساهمت في استعادت بعض الآثار المنهوبة حيث تحتفظ  بحوالي " 1615 " قطعة اثرية , سوف يتم استرجاعها وفق القنوات والطرق الدبلوماسية .

اما الجارة المسلمة ايران , فلقد مر من خلال حدودها غالبية ما تم نهبه , ولعبت مع الأسف دورا رئيسيا في تنظيم نهب وسرقة الآثار , وان العراق لم يسترجع أي قطعة اثرية مهربة الى ايران , لابل انها اعتذرت عن تقديم المساعدة للسلطات العراقية في استعادة الآثار المسروقة والتي قسم منها معروض في المتاحف الأيرانية , والقسم الآخر معروض للبيع في الأسواق الأيرانية , مبررين ذلك بتشابه حضارة غرب ايران مع الحضارة العراقية .
   
ولا زالت عمليات نهب الآثار مستمرة , لابل تم تطويرها , حيث يتم مقايضتها بالأفيون والحشيشة والترياك , وفق ما اكده مدير شرطة كربلاء لجريدة الحياة , حيث يقوم بذلك التجار الأيرانيون والباكستانيون والأفغان القادمون من ايران بتسهيل من " الجمهورية الأسلامية الأيرانية "

ونشرت جريدة الرأي العام الكويتية خبرا عن نية الحكومة العراقية , القيام بإجراءات لأستعادة الآثار المنهوبة , وانها اجرت اتصالات مع الشرطة الدولية " الأنتربول " , ونعتقد ان من واجب وزارة السياحة والأثار , مطالبة البوليس الدولي بتكثيف جهوده مع ايران لأستعادة آثارنا المسروقة , فغالبيتها كما اسلفنا موجودة هناك , وكذلك يجب ان يعي المسؤلون الحكوميون ان مصلحة العراق فوق كل مصلحة , وعلى الوزارة اقامة الدعوة على كل من يرفض اعادة ماتم سرقته من وطننا .

 ان ما  يشيع الفرح ان الحكومة اكدت قدرتها على حماية الآثار في المرحلة القادمة , متمنين من القلب ان تكون حكومتنا الحالية والقادمة قادرة على حماية المواطن ايضا , وقادرة على حماية حدود وطننا من تسلل الأرهابيين وتجار المخدرات .
[/size]

72
من يقيم أداء الحكومة ؟
جاسم  هداد

تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورا اساسيا في المجتمعات الحضارية والديمقراطية , وبعد سقوط النظام المقبور , تأسست الكثير من الجمعيات والمنظمات , ورغم التجربة القصيرة وقلة الخبرة لأغلبها , ولكنها لعبت دورا ايجابيا خلال الفترة الماضية , و(منظمة  تموزللتنمية الأجتماعية ) احد مؤسسات المجتمع المدني , والتي تأسست في عام 1997 , وبدأت نشاطاتها في كردستان , وهي بلا شك تملك التجربة والخبرة من خلال نشاطها وعملها منذ تلك الفترة ولغاية الآن .

ومن مهام مؤسسات المجتمع المدني , القيام بجس نبض الشارع العراقي , من خلال تنظيم عملية سبر لآراء عينات غير معينة من ابناء شعبنا العراقي , وهذا ما قامت به ( منظمة تموز للتنمية الأجتماعية ) , حيث نظمت استبيان حول " اداء الحكومة " , طرحت فيه ما يعاني منه ابناء هذا الشعب من الهموم اليومية في مجال " تحقيق الأمن ومكافحة الأرهاب " و" مكافحة الفساد " و " مشكلة البطالة " و " الكهرباء " واخيرا سبب وام المشاكل " الجدول الزمني لأنسحاب القوات متعددة الجنسية " , والأستبيان شمل مختلف الأعمار والمهن والمستوى الدراسي , ومختلف القوميات , ومن مناطق شعبية متعددة من بغداد , من الثورة والشعب والطالبية وزيونة .
     
اظهر هذا الأستبيان ان المشاركين فيه وهم بطبيعة الحال من ابناء شعبنا العراقي , غير راضين عن اداء حكومتهم , وقيموا هذا الأداء سلبا وغير جيد , بنسبة  (75%)  بشكل عام , وقيم ( 67% ) منهم  اداء الحكومة في مجال " تحقيق الأمن ومكافحة الأرهاب "  انه غير جيد , حيث لم يتحقق تحسن يذكر ان لم نقل ان الوضع تدهور , سواء في العاصمة او في غيرها من المدن , رغم وعود الحكومة واعلانها المتكرر عن رسم وتطبيق خطط امنية جديدة , وقوى الأرهاب تواصل تنفيذ عملياتها الأجرامية .

واشار ( 74% ) من المشاركين في الأستبيان الى ان اداء الحكومة غير جيد في مجال مكافحة الفساد , ولا يستطيع احد نكران ظاهرة استشراء الفساد الأداري والمالي , والتي تفاقمت وارتدت طابعا شاملا يلف مرافق وانشطة الدولة المختلفة . وقد وجد الفساد في المحاصصة والتعيينات على اسس حزبية ضيقة وطائفية مصدرا آخرا للنمو والتوسع .
وما ذكره السيد رئيس المفوضية العليا للنزاهة في مؤتمره الصحفي في الأول من ايلول لدليل  يؤكد صحة ما اشار له الغالبية من ابناء شعبنا , ويؤكد السيد رئيس المفوضية العاليا للنزاهة بالأرقام والوثائق , ان الفساد الأداري والمالي مستشريا بين صفوف المراكز العليا من وزراء وعلى شاكلتهم .

واتفق ( 90%) من الذين تم استيانهم ان اداء الحكومة غير جيد في مجال حل مشكلة الكهرباء , واعتقد ان هذه الموضوعة لا يمكن الدفاع عنها او تبريرها , فبدلا من الأنقطاع السابق كل اربع ساعات , امتد ليكون كل عشر ساعات مقابل ساعة واحدة فقط للكهرباء , ووزير الكهرباء ينفذ سياسة سلفه في اغتنام الفرصة وسلب ما يمكن سلبه فالفترة التي سوف يبقى فيها وزيرا بدأ العد العكسي لها فهي تعد بالأشهر .

وفي مجال حل مشكلة البطالة ذكر (77%) من المستبينين , ان اداء الحكومة غير جيد , وبالطبع سيكون اداؤها غير جيد , طالما يتم اعتماد الولاء الحزبي الطائفي المقيت في التعيينات , ومن لا يتوفر له ذلك , عليه دفع المقسوم  حسب الوظيفة المطلوبة , فلقد اصبح لكل وظيفة سعرها والدفع بالدولار . وغدا التعيين في اجهزة الشرطة والجيش المجال الوحيد لطالبي الوظيفة .

اما بخصوص داء المشاكل ونعني به , تواجد القوات الأجنبية فقد قال ( 67%) منهم ان اداء الحكومة غير جيد , فاللاعب الرئيس في العملية السياسية لا يزال هو قوات الأحتلال , حيث ما زال الملف الأمني بيد هذه القوات , وتم التمديد لتواجدها بدون عرض الموضوع على الجمعية الوطنية , ولم تضع الحكومة لحد الآن جدولا زمنيا لأنسحاب قوات الأحتلال واستعادة السيادة الوطنية .

رغم كل ما ذكر اعلاه يتلمسه المواطن العراقي , من دون حاجة الى اثبات , ولكن مع الأسف الشديد , يظهر السيد رئيس مجلس الوزراء ليطعن في مثل هكذا استبيانات , بأسلوب لوي الحقيقة , بالقول ان الشعب هو الذي يقيم اداء الحكومة , وهي كلمة حق , متناسيا سيادته ان الذين شاركوا في الأستبيان هم من ابناء هذا الشعب الأبي وليس من الصومال مثلا , وبدلا من احترام آراء الأغلبية وتفعيل وزيادة الجهود من اجل تحقيق برنامج الحكومة الذي اقرته الجمعية الوطنية .
ورغم مرور اكثر من اربعة اشهر على تشكيل الحكومة العراقية , فما من مؤشر موضوعي لتقييم ادائها وانجازها الا واظهر ضآلة ما حققت , فضلا عن التراجع في معالجة ملفات اساسية ,  نراه يكثر من المؤتمرات الصحفية التلفزيونية , ويشبع الناس حديثا منمقا , ونود ان نقول بصوت عال للسيد رئيس مجلس الوزراء ان ابناء شعبنا العراقي مل من الكلام الذي لا يغني ولا يسمن , مل من القول ويريد الفعل .[/size]

73
من هو المسبب الحقيقي لفاجعة جسر الأئمة ؟


جاسم  هداد

في الواحد والثلاثين من آب حصلت كارثة مروعة على جسر الأئمة نتيجة التدافع العشوائي والهلع الذي اصاب الناس لسماعهم اشاعة بوجود انتحاريين , اودت بحياة اكثر من الف مواطن اغلبهم من كبار السن والنساء والأطفال , اضافة الى المئات من الجرحى , وبعد حصول الفاجعة , وقامت الفضائيات بنشر خبرها , ظلت الفضائية العراقية  تنفي ذلك وتضعه في خانة المبالغات من قبل هذه الفضائيات , والذي زاد البلبلة تناقض تصريحات المسؤولين , فوزارة الداخلية تعلن عن استشهاد المئات , ووزير الصحة يعلن في مؤتمر صحفي عن اعداد الضحايا بالأرقام , يظهر على شاشة الفضائية العراقية اللواء الركن في الجيش العراقي , آمر اللواء المسؤول عن حماية الكاظمية , متبخترا وسط حمايته , والأبتسامة لا تفارق وجهه , نافيا وبشدة حدوث الفاجعة , ويظهر السيداحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء ليعلن من موقع الحادث , انه لا وجود لحادث او ضحايا , ولم تمر ساعات الا ويتبين ان الحادثة كانت كارثة وفاجعة , ثم  بدأ سباق التبادل بالأتهامات وتحميل المسؤولية ,  فالسيد رئيس الجمهورية حمل الأرهاب مسؤولية الكارثة التي وقعت على جسر الأئمة , والسيد عبدالزهرة السويعدي ممثل التيار الصدري في مدينة الثورة حمل قوات الأحتلال مسؤولية كل ما يحدث في العراق ,متهما وزير الداخلية بألأهمال في واجبه محملا اياه مسؤولية حادث جسر الأئمة,  والسيد عبدالهادي الدراجي من التيار الصدري حمل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية المسؤولية عن الحادث متهما وزارتي الدفاع والداخلية بالتقصير في واجباتهما , وتصاعدت وتيرة التراشق في رمي المسؤوليات الى مطالبة السيد وزير الصحة وهو من التيار الصدري وزيري الداخلية والدفاع بالأستقالة , ورد السيد وزير الدفاع بأن الجسر كان مغلقا , وتم فتحه بعد مطالبة واصرار العديد من الأحزاب ,بينما يلاحظ ان السيد  وزير الداخلية وهو من المجلس الأعلى لجأ الى سلاح التبرير , فأشار الى ان هناك امثلة كثيرة على مثل هذا الحادث كالتدافع في موسم الحج , واضاف بأن العدد الكبير للضحايا بسبب عدم قدرة الكاظمية على استيعاب مليون ونصف زائر , وطالب السيد جلال الصغير وهو من المجلس الأعلى بمعرفة المسؤول عن المطالبة بفتح الجسر .

وفي وسط جو الأتهامات المتبادلة ,وتحديدا بين التيار الصدري والمجلس الأعلى ,  طالبت بعض الأصوات داخل الجمعية الوطنية , بتشكيل وزارة خاصة للزيارات , وقال احدهم ان في السعودية وزارة للحج وهي مرة في العام , بينما للشيعة خمس وعشرين زيارة في العام . ثم تم الأنتقال الى المطالبة بتشكيل لجان التحقيق , فالسيد حازم الأعرجي من التيار الصدري طالب الحكومة بأجراء التحقيق ومحاسبة المقصر لأن دماء الشيعةغالية على حد تعبيره , والسيد رئيس الجمهورية طالب بإجراء تحقيق , وشاركه في ذلك اعضاء في الجمعية الوطنية من المحسوبين على التيار الصدري ومطالبين في مساءلة وزيري الداخلية والدفاع , والسيد رئيس الوزراء اصدر توجيهاته بتشكيل لجنة قضائية عليا لبحث ملابسات كارثة الجسر .

وفي خضم كل هذا الضجيج والدخان والمراد منه التعتيم على الأسباب الحقيقية لفاجعة جسر الأئمة , والجميع حكومة وبرلمانيون ورجال دين , لا يمتلكون الجرأة , ولا يستطيعون قول الحق , والأشارة الى المسبب الحقيقي لهذه الجريمة , , فالأخبار المؤكدة من مدينة الثورة تؤكد ان التيار الصدري وقبل اسبوع من الزيارة كان يبذل جهودا استثنائية في تحشيد الناس لهذه الزيارة , وذلك من اجل استعراض قوته امام المجلس الأعلى , وهو الجهة أي التيار الصدري التي مارست ضغوطا على وزارة الدفاع من اجل فتح جسر الأئمة لتسهيل مرور الحشود التي قام بتحشيدها ,  حيث يستعر العراك من اجل  السيطرة على المدن العراقية بين الطرفين بأستغلال كل الوسائل , وكما لوحظ ذلك بأستخدام العنف في النجف .
وانه من الوضوح والذي لا غبار عليه , ان من قام بتحشيد هذه المسيرات وهم قادة احزاب الأسلام السياسي الشيعي بشكل عام والتيار الصدري بشكل خاص , يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية , ويتطلب منهم تقديم الأعتذار لعوائل الضحايا وطلب الصفح منهم , بدلا من اهدائهم قطعة ارض لدفن موتاهم , او حفنة من الدنانير , وان يتعهدوا للشعب العراقي بالكف عن استغلال المناسبات الدينية لأغراضهم السياسية , والتباري في استعراض قوة النفوذ , والتنافس غير الشرعي فيما بينهم ,
 وترك الناس تمارس طقوسها بحرية وعفوية بعيدا عن ديماغوغية السياسة والاعيبها , فهل يا ترى هم فاعلون , اشك في ذلك , فبدونها هم ينتهون , ولدكاكينهم يغلقون ,

والمؤلم ان القيادات الدينية لم تتخذ الأجراءات لمنع تكرار هذه المأساة , فالسيد عبدالمهدي الكربلائي خطيب الجمعة في كربلاء , رد على مثل هذه الدعوات بأن " هذا قدرنا نحن محبي آل محمد ان ندفع الثمن باهضا " واضاف  " نرد على من قال يجب ان يفتي المراجع بتأجيل هذه الزيارات الى المراقد المقدسة , بأنها لابد ان تكون مليونية حتى لو قطعوا ايدينا وارجلنا " , ويبدو ان هذه الفئات من رجال الدين, فهي لا يمكن ان تواصل نفوذها الا وسط اشاعة الجهل والتخلف تحت غطاء ممارسة الشعائر الحسينية والتي بعيدة كل البعد عن شعائر الحسين " ع" والمبادئ التي استشهد في سبيلها .

ونتمنى ان تتحقق امنية  الدكتور عبدالخالق حسين في ان يبدي " زعماء احزاب الأسلام السياسي الشيعي شيئا من العقلانية والحرص على ارواح الناس وعدم توظيف الشعائر المذهبية لخدمة اغراضهم السياسية , خاصة وهم يعلمون ان حشد هذه الجماهير المليونية في مكان واحد محصور سيوفر فرصة ذهبية للأرهابيين للأنقضاض على ضحاياهم من الشيعة وتحقيق مآربهم الأجرامية " .

وتبقى اسئلة الكاتب رزاق عبود التي طرحها في مقالته الموسومة " قادة الشيعة يتاجرون بالفجيعة " بحاجة الى اجوبة من قبل قادة احزاب الأسلام السياسي الشيعي , وحبذا لو تفضل السيد الناطق الرسمي بأسم رئيس حكومتهم بالأجابة ولو على بعضها .      [/size]

صفحات: [1]