عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - خوشابا سولاقا

صفحات: [1] 2 3 4 5
1
الى الأخ الشماس : Abo Nenos نمئيل بيركو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نشكر لكم مروركم الثاني بمقالنا بهذه المداخلة التي فيها الكثير من عدم الدقة والأنصاف ، وفيها الكثير من الوخز الغير المباشر والغير المبرر المجهولة الدوافع .
كنا نحبذ أن تكون لحضرتكم الصورة الشخصية في صفحتكم لنتععرف من خلالها على شخصكم الكريم من يكون وأن لا تبقى مجهولاً لأن حديثنا هو عن أحداث مضى عليها قرابة الخمسين عاماً والذاكرة تخوننا لمعرفة الأشخاص من خلال رموزها ، لا نفهم لماذا البعض يلتجئ إلى إخفاء صورتة للآخرين ما هي الحكمة من ورائها ؟؟ .
 لا نحب الدخول في مجادلة بيزنطية مع حضرتكم ولا نسميها حوار مع شخصية مجهولة لدينا ولكن نكتفي بتوضيح أمر واحد لكم وكما يلي :-
نحن كنا من الأعضاء الأوائل في النادي الثقافي الآثوري وكان رقم هويتنا 22 وتابعنا كل ما جرى فيه من أحداث وصراعات بقدر من الدقة والأنصاف ، وكان في النادي توجهات وأحزاب سياسية مختلفة تعكس الوجود السياسي في المجتمع الوطني العراقي من بعثيين وشيوعيين وكوردستانيين ومستقلين قوميين ( إمتنايي ) بمختلف مستوى فهمهم لمضمون الفكر القومي أو بالأحرى التوجه القومي بين أقصى التطرف والشوفينية والعنصرية القومية وبين الأعتدال القومي في ضوء الواقع الموضوعي للتركيبة القومية والدينية والسياسية العراقية .... فنحن المجموعة التي نتكلم شخصيا عنها وذكرنا أسماء البعض منهم في مقالنا بأجزائه الأربعة كنا نمتلك رؤية وتوجه بضرورة عدم التعصب والتعنصر المعادي للقوميات والأديان الأخرى في العراق وإنما التعايش معها بإقرار كامل حقوقنا الوطنية والقومية وكنا ندعو بعدم رفض قبول أبناء المذاهب الأخرى من أمتنا الآشورية ممن يرغب بالأنتماء الى هذا النادي لكوننا أبناء قومية واحدة وكنا نقف بالضد ممن يدعون الى رفض قبول أتباع التقويم اليولياني ( جماعة 7 بالشهر ) في عضوية النادي ، وكنا نقف بالضد من الأحزاب السياسية التي كانت تسعى الى فرض هيمنتها السياسية على النادي وكنا نصر على المحافظة على إستقلالية النادي من الهيمنة الحزبية ، كل هذه المواقف في البدايات الأولى للنادي كانت تلاقي القبول والرضى من قبل جميع الأحزاب بإستثناء أفراد معينين من حزب السلطة ، وكنا نراعي تمثيل حزب السلطة في الهيئة الأدارية للنادي في كل الأنتخابات وبناءً على هذه المواقف الفكرية القومية المعتدلة أسمينا الفكر القومي الذي كنا نسترشد به بالفكر القومي التقدمي وليس على أساس أي إعتبار آخر كما تعتقد حضرتكم وغيركم ممن يمزجون الدين بالقومية والقومية من الدين براء ... لقد تمكنت السلطة بإستعمال عامل الدين والقومية من خلال إعادة مثلث الرحمات مار إيشاي شمعون وملك ياقو ملك إسمائيل الى العراق الى دغدغة مشاعر المتعصبين القوميين والدينيين الى أستدراجهم للأنتماء الى حزب السلطة والأنخراط بكثافة في الأجهزة الأمنية والمخابراتية وإختراقهم للجان الكنائس لينتهي الأمر بغلق النادي الثقافي الآثوري وتصفية ملك ياقو بتسميمه من قبل العناصر المتعاونة مع الأجهوة الأمنية ومن إغتيال مثلث الرحمات مار إيشاي شمعون وهروب أكثر أعضاء النادي الى المهاجر وربما حضرتكم واحداً منهم وإنتهى كل شئ وأصبح هباءً منثوراً وأثراً بعد عين ، هذا الذي كسبته أمتنا من الفكر القومي الشوفيني والتعصب الديني والمذهبي فهل هناك مكسب آخر للأمة الآشورية يا شماس نمئيل ؟؟ فهل فهمتم الآن لماذا إخترنا تلك التسمية للمقال لأننا شخصياً والقلة من مجموعتنا من بقينا في أرض الأجداد أما لجان الكنائس فنراهم يسرحون ويمرحون في المهاجر والكنائس هنا بقيت مرتعاً للقلة من النساء العجائز والرجال الشيوخ الكبار بالسن ؟ أليس هو هذا حصادكم يا شماس ؟ لتأتيني بحادثة إعدام الشهيد فريدون آثورايا ؟ لماذا لم تذكرون الشهيد مار بنيامين شمعون وشقيقة الشاب هرمز أو شهداء الغدر والخيانة يوسف ويوبرت ويوخنا بينما تمجدون الخونة ... ذكرتم فريدون آثورايا ليس حباً به بل كرهاً بفكر من أعدموه وبسبب خلفيتكم الحاملة للحقد على من تعرفوهم لا نحبذ ذكر من تقصدون ، ثم أن تسميات الفكر ليست حكراً لأي كان لتبقى رموزاً لهم وكما كان البعث يتهم كل من يتحدث عن الديمقراطية بالشيوعية !!! الأفكار القومية الشوفينية الممزوجة بالفكر الديني الشوفيني المتأصل في العقول المتحجرة كلها من طينة واحدة وتستخدم نفس الأسلحة بطعن الآخر .... فالتقدميى ليست بدعة شيوعية وإنما هي خيار إنساني للتعايش السلمي مع الآخر المختلف بسلام كما هي الديمقراطية خيار إنساني ... ثم هل تعرفون بأن المسيحية هي الأممية الأولى في التاريخ فلماذا لا ترفضوها لأن الشيوعيين تبنوا مفهوم الأممية أمركم عجيب غريب تجمعون بين المتناقضات .... ودمتم بخير وسلامة ...

                                    خوشابا سولاقا - بغداد   

2
إلى الأخ والصديق العزيز الأستاذ lucian المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
بمناسبة مروركم الثاني بمقالنا من خلال تعقيبكم المشار الى مداخلة الأخ والصديق العزيز جان يلدا خوشابا نرجو المعذرة عن تأخير ردنا عليكم ... وبقدر تعلق الأمر بنا نقدم لكم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا على إهتمامكم بمقالنا الذي يمثل السيرة الذاتية بحسب رؤيتنا ومعايشتنا الميدانية لمسيرة هذه المؤسسة الثقافية الرائدة في تاريخ أمتنا الحديث النادي الثقافي الآثوري ونأمل أن نكون قد تمكنا من نيل رضاكم ولبينا طموحكم ونبقى عند حُسنِ ظنكم دوماً ، ودمتم والعائلة الكريمة أينما كنتم تقيمون بخير وسلامة وبالصحة والعافية .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغــــــداد

3
إلى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كوركيس أوراها منصور المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة بمعلوماتها وأغنيتم بها مقالنا خير إغناء لأنكم ألقيتم من خلالها الضوء على النتاج الفكري والثقافي والأدبي لبقية مؤسسات أمتنا الثقافية والأدبية والفنية والاجتماعية والتي ساهمت في نمو الوعي القومي والثقافي لدى شباب أمتنا وحفزت كتابنا وأدبائنا وشعرائنا وفنانينا على الأنتاج والعطاء وعلية نحييكم من الأعماق على هذا الجهد الرائع ونقدم لشخصكم الصديق والكريم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا على هذا المرور الرائع بروعتكم المعهودة يا رابي كوركيس ، ودمتم والعائلة الكريمة بخيير وسلامة .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغـــــداد

4
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية العطرة
نشكر لكم مروركم بهذه المداخلة الرائعة بروعة كاتبها المبدع والتي جاءت شهادة لشاهد مخلص لآشوريته عن دور النادي الثقافي الآثوري في نشر الوعي القومي والثقافة الآشورية خلال سنوات عمر النادي القصير وكيف صار هذا النادي مفخرة كل من يشعر بالأنتماء الى التراث والتاريخ الآشوري العريق من دون مجاملة ... ليس بوسعنا غير أن نحيي قلمكم الذهبي على هذا العرض التذكيري بتراث هذا المنبر الآشوري الذي لم يسبقه إليه غيره من المؤسسات الآثورية ، وأن نقدم لشخصكم الصديق والكريم جزيل شكرنا بأسم كافة أعضاء ذلك النادي ممن هم على قيد الحياة يا رابي العزيز جان يلدا خوشابا الأعطر بعطائه من الورد .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة ...
ملاحظة شخصية : هل قرأتم ما ورد من التعقيبات لبعض ضعاف النفوس والشخصية ؟

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد     

5
الى السيد المحترم دانيال سليفو
 تقبلوا تحياتنا
لا تعليق على ردك لأنك إنحدرت فيه في القول الى لغة جماعة زوعا لغة الشتيمة والتلفيق بمفردات هابطة لا تليق إلا بقائلها كل وثائق تعاون كنا وبثيو مع مخابرات صدام موجودة لدينا ونُشرتْ في جريدتي البينة وهاوالاتي الكوردية ونشرها المرحوم جميل روفائيل في وقتها لا يمكن تكذيبها وهي صادرة من دائرة مخابرات النظام ... أما بشأن قرار حكم الأعدام غيابياً بشأن كنا وبثيو فكل الذين كانوا في السجن نفوا وجوده .... أكتفي بهذا القدر يا خريج مدرسة البعث


                                خوشابا سولاقا - بغداد

6
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر الأستاذ  بولص اﻻشوري المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
نشكر لكم مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الطويلة والثرة في بعض جوانبها ونقدها اللاذع لجوانب أخرى أخص منها السياسية التي كنتم طرفاً فعالاً في إثارتها في أحيان كثيرة ، جميع أعضاء النادي كان لهم توجهات سياسية منهم مرتبطين بأحزاب سياسية كحزبيين ومنهم مجرد توجهات فكرية قومية وبنزعات مختلفة في الولاء القومي بين مندفع وبين تقدمي وطني مستقل عن الأحزاب التقليدية الموجودة في النادي " البعث والشيوعي والكوردستاني " وكان الجميع يعمل من أجل تحقيق أهداف النادي كلٌ بطريقته ومنهجه الفكري وكان الجميع مع نشر الوعي القومي والوطني ورفع من مستوى الوعي الثقافي في مختلف المجالات الفكرية والأجتماعية والفنية القومية والوطنية ولم يكن هناك أي تنظيم سياسي آشوري في النادي ولكن من خلال النشاطات وطريقة الأنتخابات الديمقراطية كان يوحي للغريب القليل الخبرة في التقليد المتبع في النادي بأن هناك تنظيم سياسي آشوري ...
أما بشأن التسمية القطارية فليس هناك وجود له في هذه المقالات ولا حتى في كل مقالاتي وإنما أذكر التسميات الثلاثة مع " واوات " أفصل بينها وهذا واقع حال وجود كلدان وسريان وآشوريين لا أستطيع ولا تستطيع حضرتك ولا غيرنا فرض تسمية بعينها على الجميع بالقوة بغض النظر عن الحقيقة التاريخية والجغرافية ماذا تقول بشأن الموضوع ، لأننا من المفروض أن نتعامل مع واقع الحال الذي نعيشه على الأرض يا أستاذ بولص .... ثم لا تنسى بأننا لم نكن أنا وحضرتك في النادي لوحدنا لنقول ما يحلو لنا من كلام بل يشاركنا أكثر من ألف شخص يعرف سيرتنا وترويجاتنا في النادي ، أنا كتبت هذه المقالات حسب ما أعرفه ومن وجهة نظري وحاولت أن أكون دقيق وقريب من وجهات نظر الجميع ومعتدلاً في الطرح والنقل ، ولذلك لا أفرض على أحد القبول بدقة وصحة ما كتبته عن سيرة هذه المؤسسة الثقافية وإنما من حق الآخرين أن يكتبوه كما يحلو لهم ونترك أمر التقييم الأول والأخير للقراء من أعضاء ورواد النادي الأعزاء ..... النادي الثقافي الآثوري كان منتدى ثقافي وطني لكل مكونات الشعب العراقي وبمختلف توجهاتهم وإنتماءآتهم الفكرية لتقديم محاضراتهم الثقافية ولم يكُن حصراً بالآشوريين وحضرتك تعرف ذلك يا أستاذ بولص الآشوري ، ودمتم والعائلة بخير وسلامة .

                                   صديقكم : خوشـــابا ســــولاقا من بغــــداد

7
الى الأخ السيد  دانيال سليفو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نشكر مروركم بمقالنا بهذه المداخلة التي لا تحمل أي قدر من المصداقية مع الأسف وكونها مداخلة لشخص منحاز سياسياً ومنطلق من خلفية قرابة لناس معينين .
أولاً : مؤسسي النادي كانوا أغلبهم أكاديميين ولم يكن لهم أي إرتباط بالجمعيات الكنسية والأندية الرياضية كما ذكرتم مع تقديري للأثنين ، وأغلب أعضاء النادي كانوا من الطلبة والخريجين من الجامعات والدراسات الأعدادية ومن مختلف مناطق بغداد ومختلف الكنائس ولم يكن النادي محصوراً بكنيسة معينة أو تسمية معينة .
ثانياً : كانوا أعضاء النادي من توجهات سياسية وطنية مختلفة وأكثر من 90 % منهم كانوا مستقلين ذات توجهات قومية . والنادي لم يكن حزباً سياسياً لكي يناضل لتحقيق حقوقنا القومية كقضية قومية كطموح أمتنا الآشورية بل كان منتدى ثقافي راقي لم تشهد له أمتنا في تاريخها مثيلاً ، ولكنه صار مناراً ومنبراً لنشر الفكر القومي والوطني بين شبابنا وهذا يشهد علية كل من عايش النادي وتعاطى معه بإخلاص وصفاء الضمير .
ثالثاً : فإذا كان تنظيم السيد وليم شاؤول هو الممثل الأقرب المعبر عن طموحك وطموح الأمة فما المانع من الأنخراط والعمل من خلال حزب البعث يا أخي !!! .
رابعاً أما الذين ذكرتهم بأنهم صدر بحقهم حكم الأعدام غيابياً فالمحكومين بالمؤبد من رفاقهما هم من نفوا صدور هكذا حكم ولحسم هذا الجدل بإمكانكم نشر صورة من قرار الحكم الغيابي ، ولكن كل الوثائق تؤكد أنهما كانوا عملاء لجهاز المخابرات الصدامي وموجودة تلك الوثائق .
خامساً : هذا هو إسمكم الصريح ( دانيال سليفو ) ولكن كنتم خلال الفترة الماضية معروفين بأسم آخر لربما على ما أعتقد ( سركون سليفو ) وأتمنى أن أكون مخطئ والأخ كوركيس رشو ( نينوس ) قريبكم  وكلمني في حينها يونادم كنا عن دوركم في السويد عندما كنتم مسؤول عن منظمة زوعا هناك الصورة هي نفسها لا أحبذ التطرق الى ذلك وصورتك ذكرتني بمن تكون أيها الأخ الكريم .... تحياتي

                             خوشــــابا ســـولاقا - بغـــداد   

8
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  وليد حنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم بمقالنا وإهتمامكم بما نشرناه في هذا المجال وهذا كرم ولطف منكم نعتز ونفتخر به ودمتم بخير وسلامة .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد

9
إلى الأخ والصديق العزيز الأستاذ lucian المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة في مضمونها وكل مفرداتها وتوصياتكم وتقييمكم للتضحيات في العمل لتحقيق الطموح والمبادئ ، كما نشكر تقييمكم الرائع للمقال وكل ما تفضلتم به شهادة أعتز بها ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغـــــداد

10
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ صباح ميخائيل برخو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
 أسعدنا وشرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة ونشكر لكم ثنائكم على ما كتبناه وتقييمكم له ونعتز بكل ما ذكرتموه بحقنا من إطراء جميل الذي قد لا نستحقه ، حاولنا في هذا المقال توخي الدقة والموضوعية وأن نكون معتدلين وصادقين ومنصفين بقدر الأمكان بحق الجميع في نقل وقائع الأحداث السياسية والثقافية والفكرية والفنية التي حصلت في النادي الثقافي الآثوري طيلة فترة عمره القصير كمنبر ثقافي فريد من نوعيه في العراق ونتمنى أن نكون قد نلنا رضاكم بما قدمناه من خلال هذا المقال وأن نبقى عند حُسن ظنكم وكافة القراء الكرام ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــــابا ســــــولاقا - بغـــــداد

11
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الرابع والأخير )
                                                                                                     
المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام أبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الثالث .....
إستمرت الأمور في النادي الثقافي الآثوري تجرى بهذا الشكل وعلى هذا المنوال في تصاعد مستمر لصالح نمو الوعي القومي بجانب نمو الوعي الوطني والتعايش السلمي مع الآخرين من الشركاء في الوطن من مكونات الشعب العراقي بين جماهير شعبنا داخل النادي وخارجه لغاية عام 1975 .. في إنتخابات الهيئة الأدارية للنادي في ذلك العام فاز مرشحي تيار الشباب القومي التقدمي المستقل فوزاً ساحقاً على مرشحين الطرف الآخر من مؤيدي السلطة وأتباعهم ، وجاءت نتائج الأنتخابات بالسيد رابي إيشو دنخا يقيرا رئيساً والمرحوم رابي روميل كوركيس نائباً للرئيس وخوشابا سولاقا ( كاتب المقالة ) سكرتيراً والمرحوم رابي إيشايا يونان أميناً للصندوق والأغلبية من أعضاء الهيئة الأدارية من الأعضاء العاملين والأحتياط ، فعلى أثر هذا الفوز الكبير جن جنون السلطات الأمنية والبعثيين ومؤيديهم في النادي وخارجه الذي أذهلهم وأثار غضبهم وحنقهم على التيار القومي المستقل لدقة تنظيم العمل الأنتخابي والمحافظة على سرية أسماء المرشحين الى ساعة الصفر .. ومنذ تلك الساعة صّعدتْ السلطة من إجراءاتها القمعية وضغطها والتضييق على النادي بكل الوسائل التي تمتلكها ومن كافة الجوانب بغرض تحجيم وتقزيم دور تيار الشباب القومي التقدمي المستقل ، وإنتهت هذه الأجراءات بفصل رابي إيشو دنخا يقيرا من رئاسة الهيئة الأدارية وعضوية النادي وترقين قيده لآسباب سياسية كونه سجين سياسي قومي سابق من جماعة حزب ( خيث . خيث . ألب . – خوبا وخوياذا دآثور ) وبهذه الطريقة المهزلة تمكنوا من التخلص منه كعضو فعال ونشط في قيادة نشاط الشباب القومي التقدمي المستقل ، وأهم إنجاز حصل في فترة هذه الهيئة في فترة بقاء الأستاذ إيشو دنخا يقيراً رئيساً كان فتح فرع للنادي الثقافي الآثوري في السليمانية ، وحفل الأفتتاح الذي أقامته الهيئة المؤسسة للفرع في فندق السلام ( آشتي ) في السليمانية بحضور رابي إيشو دنخا يقيرا وحضورنا شخصياً بمعيتنا المغنية الآثورية المعروفة أكنس يوخنا وحضره جمهور غفير من طلبتنا في جامعة السليمانية ومن أبرز أعضاء الهيئة المؤسسة للفرع الشهيد الخالد يوسف توما زيباري والطيب الذكر رابي عوديشو آدم ميخائيل رئيس تحرير مجلة المثقف الآثوري وغيرهم لا تحضرني أسمائهم من الشباب القومي التقدمي المستقل ..
بعد فصل رئيس النادي الشرعي رابي إيشو دنخا يقيرا بهذه الطريقة الهمجية ووفقاً للنظام الداخلي تولى الرئاسة نائبه المرحوم رابي روميل كوركيس ، وخلال هذه السنة والتي تلتها حصلت تدخلات وضغوطات كثيرة وكبيرة على النادي من قبل السلطات الأمنية بمساعدة المتعاونين معها من أعضاء النادي بهدف إحتواء نشاطات تيار الشباب القومي التقدمي المستقل وفرض العناصر البعثية والموالين لهم من الأنتهازيين المستقلين ، مما دفع بالكثير من أعضاء النادي الى العزوف من الحضور والتواجد في النادي والمشاركة في فعالياته ونشاطاته كما كان الحال في السابق ومن ثم الأبتعاد عن النادي كلياً ، وقد ساهم  في تعاظم موجة الأبتعاد عن النادي تصاعد موجة الهجرة من أرض الوطن ، وتوسعت إختراقات وتأثير العناصر البعثية والأمنية في النادي أمثال السيد وليم شاؤول بنيامين المعروف بتعاونه المكشوف والعلني مع الأجهزة الأمنية للنظام ودوره في تبعيث الشباب من طلبتنا الجامعيين وكسبهم الى جانبه والأنخراط في تنظيمات قومية مزيفة ومرتبطة من خلال شخصه سراً بحزب البعث .. وقد تمكن السيد وليم شاؤول الذي تم إعتقاله من قبل السلطات الأمريكية في الولايات المتحدة الأميريكية بتهمة كونه من العناصر الأمنية والمخابراتية للنظام السابق بمكره من خداع وتضليل وتوريط بعض العناصر النشطة من خيرة الشباب القومي الناشط في الجامعات والذين كان لهم دور فعال ومشهود وكبير في تحشيد جماهير الشباب القومي التقدمي المستقل في الفوز بأنتخابات عام 1975 ، خدعهم بأستخدام شعارات قومية زائفة والدعوة الى تأسيس أحزاب قومية خاصة بأمتنا ، وإنتهت هذه المحاولات للسيد وليم شاؤول بتأسيس نادي سنحاريب العائلي برآسته ، ومن أبرز أفراد هذه المجموعة المخدوعة بألاعيب السيد وليم شاؤول مع الأسف الشديد هم الأخوة نمرود بيتو يوخنا وبنيامين أبرم الذي كان مثالاً للمثقف المفكر من وجهة نظرنا الشخصية وكوركيس ياقو مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون المسيحيين في زمن المالكي وغيرهم الكثير من نشطاء الشباب البارزين في النادي والجامعات لا تحضرني أسمائهم ، وحسب ما وردنا شخصياً عن هؤلاء الأخوة بأنهم عندما شاركوا السيد وليم شاؤول لم يكُن يعلمون بكونه عنصراً في الأجهزة الأمنية وعضواً في حزب البعث ..
وعلى خلفية الأحداث التي حدثت في النادي وبسبب الأبتعاد والتخلي والهجرة لأغلب العناصر القومية عن النادي تمكنت هذه المجموعة من السيطرة على النادي بفوزهم في إنتخابات الهيئة  الأدارية للنادي الثقافي الآثوري للسنوات ( 1977 – 1979 ) .. وخلال هذه الفترة حصل ما حصل من التراجعات والأخفاقات في نشاطات النادي في كافة المجالات وقد لا تكون أسبابها كلها كامنة في تركيبة الهيئة الأدارية الجديدة لوحدها وإنما الوضع العام بعد تعاظم دور صدام حسين في الهيمنة على السلطة وضربه للحركة الوطنية والثورة الكوردية وما إستجد من بوادر نشوب الحرب العراقية الأيرانية وتصاعد موجة الهجرة لها دور فعال ومؤثر أيضاً ، وإستمرت أوضاع النادي بالتردي الى أن إنتهى الآمر به في النهاية المؤلمة والمحزنة لهذا الصرح الثقافي العملاق بإقامة على أطلاله وأنقاضه بناء هزيل مشوه بعيد كل البعد عن الثقافة ألا وهو ما سمية بالنادي الآثوري العائلي برآسة السيد أفرام منصور ( أبو نادية ) أحد رجالات السلطات الأمنية للنظام السابق .. هكذا إنتهى ومات ودفن هذا العملاق الثقافي ومنهل الفكر القومي التقدمي الوحدوي والوطني ، النادي الثقافي الآثوري وأسدل عليه الستار وتوزعت كوادره المثقفة في المهاجر دون راعٍ يجمعهم .. ولكوننا أحد أعضاء هّذا النادي ونحمل رقم العضوية ( 22 ) وكنا من العناصر النشطة فيه في مجال الفكر القومي التقدمي سوف نحاول أن نكون بقدر المستطاع صادقين ومنصفين بحق الجميع بقدر ما تُيّسر لنا معلوماتنا وذاكرتنا وسنذكر لضرورة الأمانة التاريخية إرضاءً للتاريخ والضمير بأنه لم يكن هناك أي تنظيم سياسي حزبي أو حركة سياسية قومية على هيئة حزب منظم موجودة ومعروفة وعاملة في النادي الثقافي الآثوري ولا حتى خارجه في المجتمع على حد علمنا إلا من كان له إرتباط باجهزة النظام الفاشي لنهاية عام 1976 وهي السنة التي بنهايتها غادرنا النادي بعد أن تيقنا من عدم إمكانية إستمراره على ما كان عليه سابقاً مستقلاً بقراره الى حدٍ كبير ، ومن يدعي العكس فاليأتي ببرهانه المادي ووثائقه ويدحض ما قلناه ويؤكد على العكس من ذلك وسنكون له شاكرين ومعتذرين في نفس الوقت ..
أما ما حصل بعد ذلك وخصوصاً بالنسبة لمجموعة نادي سنحاريب العائلي وإنفصالها وإبتعادها عن السيد وليم شاؤول بنيامين عضو حزب البعث ورجل الأجهزة الأمنية وتأسيسها لما يسمى الآن ( الحزب الوطني الآشوري ) الذي سمعنا به شخصياً بشكل رسمي وعلني لأول مرة بعد سقوط النظام عام 2003 وحضرنا الى إحتفاليته الأولى في نادي الدورة الأجتماعي وقدمنا سكرتيره العام حينها الأخ الكريم والصديق العزيز نمرود بيتو يوخنا الى الحاضرين بصفة نعتز بها ونشكره إليها ولا نريد ذكرها لكي لا يكون ذلك مدحاً للذات ، بالنسبة لنا وللآخرين أيضاً على ما نعتقد تبقى العلاقة بين مجموعة نادي سنحاريب بشخوصها المذكورين والسيد وليم شاؤول بنيامين والحزب الوطني الآشوري تلك الحلقة المفقودة في هذا السفر التي نبحث عنها ولغزها الغامض وتفسيره ... نقول بصراحتنا المعهودة كما يعرفنا الجميع من المقربين ومنهم الأسماء التي ذكرناهم في هذا المقال من هذه المجموعة أن إحدى إعترافات السيد وليم شاؤول أثناء محاكمته في اميريكا كانت أنه أحد المؤسسين الرئيسيين للحزب الوطني الآشوري وأتمنى أن لا يكون السيد وليم شاؤول صادقاً بإعترافه هذا .. !! نحن نستغرب حقاً كيف كانوا كل من الأخوان نمرود بيتو وبنيامين أبرم وكوركيس ياقو وغيرهم من مجموعتهم المعروفين وهم من خيرة الناشطين القوميين التقدميين المستقلين في النادي الثقافي الآثوري والجامعة لا يعرفون حقيقة السيد وليم شاؤول وإرتباطاته بالأجهزة الأمنية والحزبية للنظام السابق والذي كان معروفاً ومكشوفاً للقاصي والداني من المهتمين بالشأن القومي وحتى لأبسط الناس في النادي الثقافي الآثوري وفي المجتمع .. إنه لأمر غريب لا نستسيغه ولا نصدقه حقاً  ... !! ، وعليه ولغرض إزالة هذا الألتباس والغموض والشكوك عن العلاقة بين الحزب الوطني الآشوري والسيد وليم شاؤول مطلوب من الأخوة في قيادة الحزب الوطني الآشوري حالياً وسابقاً توضيح هذا الأمر بجلاء ووضوح لجماهير شعبنا بدلآُ من اللجوء الى السِجالات وتبادل التهم والنعوت غير اللائقة بينهم وبين الأخ الكاتب القومي أبرم داود شبيرا الذي سمعته القومية لا تشوبها شائبة ولا غبار على أمتنايوثه لكل من يعرفه حقاً ومنهم نحن شخصياً عبر وسائل الاعلام ، ونحن شخصياُ لا نشك بأمتنيوثة الطرفين لكونهما من منبع واحد ألا وهو تيار الشباب القومي التقدمي المستقل في النادي الثقافي الآثوري ..
لاحقاً ونتيجة لكل هذا المخاض العسير تكللت جهود البعض من أبناء شعبنا النجباء من الشباب القومي التقدمي المستقل ممن حملوأ مشاعل الحرية بأيديهم وصعدوا على أعواد المشانق بالنجاح في تشكيل مجاميع منظمة سياسية مختلفة في رؤآها وتوجهاتها الفكرية في كل من بغداد ونينوى وكركوك ودخلوا مع بعضهم البعض في حوارات ونقاشات مضنية وطويلة لتوحيد الجهود المبعثرة في تشكيل تنظيم سياسي موحد ، أثمرت هذه الجهود في نهاية المطاف بولادة ما يسمى اليوم ( بالحركة الديمقراطية الآشورية ) ودخلوا معترك الحياة السياسية من هذا الباب بهمة عالية وإيمان راسخ وعزم لا يلين ونكران الذات وواصلوا الطريق الصعب بخطوات ثابتة وبعزم وصبر الرجال المؤمنين بقضية المصير دون أن يردعهم رادع الخوف والتخاذل وحب الحياة وملذاتها من أمثال الشهداء الخالدين يوسف توما زيباري ويوبرت بنيامين ويوخنا إيشو ومنهم من عذبوا عذاباً مريراً في سجون البعث الفاشي وحُكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة أمثال رعد إيشعيا البازي المكنى ( إسحق إسحق ) وأمير أوراها وسركيس شائيل البازي ورامسن أبرم وريمون إثنيال البازي وفالنتين بنيامين وروميل بنيامين والمرحوم المهندس عمانوئيل بادل ، وللتاريخ أذكر هنا عدم وجود أية وثائق رسمية تدل بصدور أي حكم بالأعدام غيابياً بحق أحداً من أفراد هذا التنظيم من المحكمة المختصة التي حكمت بالأعدام على الشهداء الأبرار الثلاثة المذكرين في أعلاه وبإعتراف جميع السجناء المذكورين كما أشيع كذباً من قبل البعض للمزايدة بالشعارات القومية وتضليل البسطاء من أبناء شعبنا المؤمنين بقضيتنا القومية لتحقيق مكاسب وشهرة شخصية زائفة .. ولكن مع الأسف الشديد تمكنت أجهزة الأمن والمخابرات للنظام السابق من خلال بعض ضعاف النفوس وعديمي الضمير في قيادات هذه الحركة وغيرها من التنظيمات الحزبية التي تشكلت بعد إقامة المنطقة الآمنة من قبل القوات الأمريكية في شمال العراق عام 1991 من إختراقها وتجنيدها لخدمة الأجهزة المخابراتية والأمنية للنظام السابق وهناك وثائق رسمية صادرة من الأجهزة المخابراتية للنظام السابق تدين هولاء المتعاونين بالأسماء الصريحة ، وبذلك أفرغت هذه التنظيمات من محتواها ومضمونها النضالي القومي وتحولت الى وسائل للأثراء الشخصي وكسب السحت الحرام وتحقيق الأمجاد الشخصية الزائفة متخذين من المتاجرة بالشعارات القومية ستاراً لتغطية زيفهم وتعاونهم مع الأجهزة المخابراتية للنظام السابق وسُلماً للصعود إلى قِمم المجد الزائف والشهرة التي لا تشرف حامليها متناسين أن لكل صعود زائف نزول مخزي الى حضيض مزبلة التاريخ .. ولكن بالمقابل هناك الكثير من العناصر القومية الشريفة الصابرة والشباب الناهض الذين لا تخلو منهم سوح النضال القومي أبداً تعي وتعرف هذه الحقيقة بكل تفاصيلها وتمتلك من الوثائق ما يثبت ذلك والتي رفضت أن تكون في يوم ما من قرود السيرك تتحرك وفق مشيئة ورغبات وأهواء الآخرين سوف تقتص من هؤلاء وتقول كلمتها بحق من خان الأمة وأهدافها القومية ودماء الشهداء الأبرار التي سالت على درب النضال والذين قدموا أرواحهم ودمائهم رخيصة على مذبح الحرية ، سوف ترميهم في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم كما تدل على ذلك جميع تجارب الشعوب المتطلعة الى الحرية والأنعتاق ، وللتذكير وأخذ العبر من تجارب الآخرين أقول ليس الربيع العربي ببعيدٍ عن ربيعنا الزاهر القادم ، وإن غدٍ لناظره قريب ...
ملاحظة : إن ما كتبناه يبقى مجرد محاولة شخصية وليس إلا لكتابة تاريخ النادي الثقافي الآثوري وما حصل فيه من أحداث وحراك ثقافي وسياسي مترابط مع محيطه وحسب قرأتنا ورؤيتنا وتحليلاتنا للأحداث من منظار ووجهة نظر شخصية ليس إلا ، وبالتأكيد سيكون فيه نوع من التقصير بحق البعض من رواد النادي ممن لم تحضرني أسمائهم وهم كثر ونعتذر لهم من جهة وبحق التاريخ من جهة أخرى ، ولكن لم يكن ذلك قد حصل عن قصد بغرض الأساءة وتقليل من شأن الآخرين بل يكون قد حصل من باب محدودية المعلومات المتيسرة لدينا وإظهار الحقيقة كما هي بجلاء لأبناء شعبنا وكما تتطلب المرحلة الحالية من نضال شعبنا بهدف تمكينه من التمييز بين الحق والباطل ووضع الفواصل بينهما لوقف التداعيات والتحديات ووضع حد لمن يعبث بمصيره ، ومن حق الآخرين أن تكتب ما تراه صائباً وأن تؤرخ للنادي وللحركة السياسية المعاصرة لشعبنا كما تشاء وبما لديها من معلومات موثقة فاتنا ذكرها وأن تنظر الى الأحداث من الزاوية التي تعطيهم الوضوح الأكبر والشمولية الأوسع لرؤية حقائق الأحداث حسب وجهة نظرهم ومن منظارهم الخاص وذلك حق مشروع لهم ، وهذه سمة من سمات الديمقراطية لتعايش الرأي والراي الآخر على ساحة واحده لترسيخ وتثبيت الأصح على صفحات التاريخ للمستقبل ، وهنا من الضروري أن نقول لتذكير من تتسول له نفسه المريضة من العابثين بمصير ومستقبل أمتنا أن يسعى لأن يصادر هذا الحق بشكل مشوه فهو ليس إلا مجرد أحمق قد فهم فلسفة الحياة ومنطقها وقوانينها وسننها على نحوٍ خاطئ ومعكوس ... تحياتنا وشكرنا وتقديرنا وإعتذارنا للقراء الكرام إن تجاوزنا أو قصرنا في كتابتنا لهذا السِفر الخالد من تاريخنا السياسي القومي المعاصر في النادي الثقافي الآثوري ... نقول بفخر وإعتزاز أن جميع التنظيمات الحزبية القومية التي ظهرت للوجود لاحقاً كان منبعها النادي الثقافي الآثوري الذي على أرضه بُذرت البذور الأولى للأفكار القومية الحديثة وأينعت براعمها وأعطت ثمارها لاحقاً ...

خوشــــابا ســـــولاقا
بغداد في 24 / تموز / 2020 م
 
[/size]

12
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي أسو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
أبهرنا مقالكم التاريخي الرائع بجودة وثراء معلوماته التاريخية الموثقة من الناحية التاريخية من الغزو والأحتلال والنهب والأغتصاب تحت راية دين الرحمة والغفران !!!.... حقيقة أنه مقال ينطوي على معلومات ووقائع تاريخية لا يعرفها الكثير من الناس من المسلمين ومن غير المسلمين والتي هي معلومات تاريخية مذهلة ونحن اليوم بأمس الحاجة الى معرفتها للوقوف على الجانب المخفي الأسود من التاريخ ليس لأي غرض من باب الثأر والأنتقام والتحريض على العنف والكراهية وإنما بغرض البحث من خلالها الى العثور لمقومات بناء التعايش السلمي المشترك بين البشر وفق مبادئ الأخلاق الانسانية والأحترام المتبادل للمعتقدات والخصوصيات لأبناء الوطن الواحد .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـولاقا

13
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الياس متي منصور المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة بعطر الوطن الحبيب
أسعدنا مروركم بمقالنا بهذه المداخلة التي تحمل بين سطورها وكلماتها الكثير من الألم والشجون والشوق والحنين الى أرض الوطن وما لكم فيها من ذكريات الشباب المفعمة بالحيوية والرغبة القوية بالأنتماء الى ترابه الذي يحتضن رفات الأباء والأجداد وآثارهم وتراثهم الثقافي الثر بالعطاء الحضاري المشرق بين أطلال نينوى ونمرود وآشور وبابل وأور وأوروك وتاريخهم المجيد بشواخصه الشامخة في كل شبر من أرض بيث نهرين وتملأ كل متاحف العالم ونحن مع الأسف تركناها خلفنا وتشتتنا في المهاجر الغريبة لنعيش آلام الغربة ومعاناتها ومرض حنين الوطن ... حقيقة أنه أمر مؤلم للغاية أن نترك وطنٌ يحمل كل هذا المجد والتراث المتراكم من عشرة ألاف سنة ونرحل لنختار المهاجر الغريبة ونعيش غرباء في أوطان ليست أوطاننا .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغـــــداد

14
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
 تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
أسعدنا مروركم بهذه المداخلة الكريمة ونشكر لكم تقييمكم وإهتمامكم بمقالنا وسوف ننشر خلال الأيام القادمة الجزء الرابع والآخير منه وأتمنى أن يكون المقال قد عجبكم ونال رضاكم وهذا ما يسعدنا ويشرفنا .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــلاقا - بغـــــداد

15
النادي الثقافي الآثوري وانتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الثالث )
                                                                                                               
المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام أبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الثاني مباشرة ....                                 
كل هذه العوامل مجتمعة كانت تشجع وتدعم توجهات التيار القومي التقدمي للمستقلين في النادي الثقافي الآثوري وخارجه الى الدعوة في تجمعات أنصاره في كل المناسبات الى تأسيس حزب سياسي قومي تقدمي ديمقراطي وطني ، أتذكر كيف كنا نتجمع على شكل حلقات كبيرة في حديقة النادي ونتحدث بحرية بشكل علني عن الضرورة الموضوعية لتأسيس حزب سياسي خاص بنا ليتولى المطالبة بالحقوق القومية والوطنية المشروعة لأمتنا الآشورية من الكلدان والسريان والآشوريين ، وكيف كان المرحوم رابي ولسن ملهم نرسا كونه رئيساً للنادي آنذاك يطلب من الجالسين بعدم النقاش والحديث في مثل هذه المواضيع الحساسة والخطيرة وذلك لما تنطويه من خطر على مصير النادي والمتحدثين بهذا الشأن معاً ، وكنا نمتعض من نصيحته والتي كانت بالتأكيد في محلها وهي عين الصواب ، ولكن ما العمل من طيش وإندفاع روح الشباب المتقد والمتحمس لقضية أمته المهضومة الحقوق في حق الوجود ، كنتُ أنا كاتب هذه المقالة من المتحمسين لهذا الآمر وكان تحمسنا وطيشنا الشبابي لا حدود له وكان المرحوم رابي ولسن ملهم على حق بطلبه .. وكذلك كيف كنا أنا وأصدقائي أبرم داود شبيرا وآدم بثيو ججو ونوئيل داود وشليمون بيت شموئيل والمرحومين روميل كوركيس وإيشايا يونان ودنخا إيشا ويوخنا إسحاق زيا وغيرنا من الشباب نجتمع في داري ودار المغني القومي المبدع شليمون بيت شموئيل ودار المرحوم روميل كوركيس الذي تولى رئاسة النادي لدورتين تقريباً ولساعات طويلة ولمرات عديدة نتناقش بإسهاب وجدية بالغة ونتبادل الأراء والرؤى بشأن كيفية تأسيس حزب سياسي ، وكذلك إجتماعاتنا العديدة في مكتب المرحوم المهندس المعماري المبدع سِهام توما القس من قرية كوماني في الكرادة داخل وبمشاركة الطيب الذكر الدكتور شليمون عبدو دأشيثا ونتباحث لساعة متأخرة من الليل في أمر تأسيس حزب سياسي ليتولى قيادة نضال أمتنا من أجل حقوقه القومية والوطنية المشروعة وكانت الجدية والعزيمة والأيمان تتحكم بمحاولاتنا هذه ، وجرت الكثير من مثل هذه المحاولات والأجتماعات مع شخصيات وأطراف كثيرة منهم المرحوم توما زيباري والد الشهيد يوسف توما والمغني المبدع البيرت أوسكار وبطرس بولص البازي الذين كان لهما تنظيم سياسي متواضع خاص بهما لتحقيق هذا الهدف السامي ، كما أحب التذكير بمحاولة مجموعة أخرى من أصدقائنا بقيادة كل من الخوري حالياً شليمون إيشو دآشيثا وإسحاق أنويا الزاويتي لتأسيس حزب سياسي وتعرضهم الى الأعتقال من قبل الأجهزة الأمنية للنظام وتعرضهم للتعذيب الجسدي وغيرها الكثير من هذه المحاولات ، إلا أننا لم نتمكن من تحقيق حلمنا وطموحنا في بناء تنظيم سياسي لأسباب كثيرة منها ذاتية تتعلق بقلة الخبرة والتجربة والتردد عند البعض من عناصرنا بسبب الخوف من قسوة النظام الفاشي ومخاطر العمل السياسي المنظم ، ومنها موضوعية تتعلق بالوضع العام في البلد وبطش النظام الدموي الذي لا يرحم وتوسع تعاون وإنخراط أبناء أمتنا ولأسباب كثيرة مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية والحزبية للنظام ، وبالأخص تمكّنت الأجهزة الأمنية والحزبية للنظام من إختراق صفوف الشباب القومي التقدمي المستقل في النادي والجامعات ( زيادة عدد الجواسيس المتعاونين من أبناء شعبنا مع أجهزة النظام ) ، مما أضطرّنا ذلك مرغمين على التخلي عن هذا التوجه بعد سنين من الجهد الجهيد والمثابرة الصابرة والصادقة والحثيثة .. وأذكّر القارئ الكريم هنا بأن صديق العمر والكاتب القومي المعروف وأخي أبرم داود شبيرا قد أسهب في شرح وتوضيح دور هؤلاء المتعاونين مع أجهزة النظام في مقالاته العديدة عن تاريخ النادي الثقافي الآثوري والتي نشرت على هذا الموقع الحر ، لذلك لا أجد ضرورة لأعادة تكرارها هنا مرة أخرى لعدم أهميتها الآن وكونها قد أصبحت شئ من الماضي ونال القسم من هؤلاء المتعاونين مع أجهزة النظام السابق جزائهم والبقية ينتظرهم الدور ..
وبغرض دعم وتعزيز عملنا القومي في نشر أفكارنا بين جماهير شعبنا تعاونَ نحن النخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل مع بعض العناصر القومية الطيبة المرتبطة بالأحزاب السياسية الأخرى العاملة في النادي للأستفادة من إمكانياتها في نشر أفكارنا من خلال ما متيسر لديها من الأمكانيات والوسائل والتي كنا نفتقر إليها بعد أن أمنا منهم الولاء للأمة ، وكان لنا الشئ الكثير من هذا القبيل ، وأذكر من هذه المحاولات على سبيل المثال لا الحصر تعاوننا مع المرحوم المناضل بولص دنخا البازي أحد الكوادر المتقدمة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد أن تحول فكرياً وعن قناعة راسخة الى ما كنا ندعو إليها من الأفكار والمبادئ القومية ، وقام وبناءاً على طلبنا منه بتقديم طلب الى إدارة جريدة التآخي الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني لتخصيص صفحة خاصة منها وأسبوعية تهتم وتختص بشأن قضايا شعبنا فكان له ذلك فخصصت صفحة ثقافية بإسم ( الثقافة الآشورية ) لكل يوم ثلاثاء من كل أسبوع ، فنشرتُ فيها ( أنا كاتب المقالة ) في حينها مقالة بثلاثة اجزاء تخص الوحدة القومية لمكونات أمتنا بكل طوائفه المذهبية تحت عنوان ( آثوري + كلداني + سُرياني = ... ؟ ) ، من خلال هذه المقالة أثبتُ تاريخياً وواقعياً أن هذه التسميات الثلاث هي تسميات لمسمى قومي واحد أي هي تسمية لقومية واحدة وتربط مكونات أمتنا الثلاث الكلدان والسريان والآشوريين ببعضها البعض الكثير من المشتركات القومية في مقدمتها أهم خصائص ومقومات القومية وهي اللغة المشتركة الواحدة ووحدة التاريخ والجغرافية والتراث الثقافي والعادات والتقاليد والتسميات ..
وعلى خلفية الخلافات التي حصلت بين المجتهدين من فقهاء لغتنا من المتطرفين والمتعصبين للمذهبية الكنسية من مكونات أمتنا حول تسمية اللغة التي تقدم بها برامج إذاعة بغداد لقسم الناطقين بالسريانية حسب قرار السلطة لمنح الحقوق الثقافية والأدارية لأمتنا ، كتبتُ ( أنا كاتب المقالة ) مقالة تم نشرها في هذه الصفحة بجزئين بعنوان ( ماذا تنتظر اللغة الآرامية ... ؟ ) حيث وضحتُ فيها بأن الأسماء العديدة التي تسمى بها هذه اللغة العريقة لغة مار أفرام ومار نرساي ومارعوديشو الصوباوي وبرديصان وخامس الحداد والعشرات غيرهم ممن كتبوا مجلدات كبيرة وكثيرة في مختلف الأختصاصات العلمية والأدبية واللاهوتية بهذه اللغة وتزخر بها مكتبات ومتاحف العالم اليوم هي الآخرى تسميات متعددة للغة واحدة تتكلم بها أمة واحدة وهي بالتالي لغة واحدة لقومية واحدة وستبقى كذلك شاؤوا أم أبوا أعداء الوحدة القومية لأمتنا والتي سوف تتحقق عاجلاً أم آجلاً لا محال لأن ذلك سنة الحياة والتاريخ ومنطقهما الطبيعي ..
وخلال العقد السابع من القرن الماضي توسعت موجة الهجرة لأبناء شعبنا وعن طريق منظمات الهجرة في لبنان الى بلدان المهجر وغدت ظاهرة خطيرة تهدد وجودنا القومي في العراق ، وتصدياً منا لهذا الخطر الداهم كتبتُ ( أنا كاتب المقالة ) مقالة بشأن مخاطر الهجرة من أرض الأباء والأجداد والضياع في المهاجر وتداعياتها المستقبلية وكيف تهدد مصير وجودنا القومي بالإنصهار في المجتمعات الجديدة في بلدان المهجر وبالتالي الأنقراض ، نُشرت هذه المقالة في صفحة " الثقافة الآشورية " أيضاً وكانت هذه الصفحة تنتظرها جماهير شعبنا بفارغ الصبر وبشغف ولهفة كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع .. وكتب الكثير من مثقفي شعبنا في هذه الصفحة وشقيقتيها  مجلتي ( المثقف الآثوري ) و ( قالا سوريايا ) الفصليتين واللتين تصدرهما النادي الثقافي الآثوري والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية على التوالي مقالات وأشعار وقصص قصيرة وغيرها من فنون الأدب التي تخدم ثقافتنا وأدبنا وكان لهذه الصحف دور كبير وفعل مؤثر ومشهود في نشر الثقافة القومية التقدمية والوطنية ورفع مستوى الوعي القومي وحب أرض الوطن والتمسك بها ..
وكان لشباب التيار القومي التقدمي المستقل في النادي الثقافي الآثوري دور كبير ومتميز نوعياً في تنظيم نشاطات ثقافية كالمحاضرات والندوات والمناظرات والمهرجانات الشعرية والفنية وتجهيز المكتبة بالكتب المتنوعة الرصينة لأعارتها للقراء من أعضاء النادي وتنظيم الحفلات والسفرات الترفيهية لأعضاء النادي وعوائلهم وأصدقائهم وتقديم من خلالها نشاطات وفعاليات تخدم الأهداف المركزية للنادي الثقافي الآثوري ، وإقامة المحاضرات الثقافية المتنوعة وتنظيم مهرجانات للأغنية الآشورية السنوية والتي كان لها الأثر الأكبر في إلهاب الشعور القومي والوطني بين جماهير أبناء أمتنا ، وأن صدى اغنيتي (سُميلي وأكاره ) من أشعار الشاعرين المبدعين المرحوم دنخا إيشا منشايا والطيب الذكرالدكتور عوديشو ملكو دآشيثا على التوالي وغناء المبدع شليمون بيت شموئيل لا يزال يرن في آذان وضمائر ووجدان أبناء أمتنا الى اليوم كما هو عليه الحال مع نغمات النشيد القومي ( روش جونقه ) بالصوت الراقي الشجي للمبدع بنيامين عوديشو البيلاتي والذي كنا ننشده بمشاركة جماعية معه في إفتتاحيات كل حفلاتنا وسفراتنا الأجتماعية والطلابية التي تخلدت ذكرياتها في عقولنا ونفوسنا الى اليوم ، وغيرها العشرات من الأناشيد والأغاني القومية مثل أغنية ( برين آثورايا وميثن آثورايا كو دا أثرا دكاني لا بأثرا نُخرايا ) من تاليف – كاتب المقالة - ، وكذلك الحال مع أغاني المغني الرائع الذي لا تخلو حفلاتنا وسفراتنا من أغانيه الجميلة داود إيشا ، كما شارك في مهرجانات الأغنية الأثورية المطرب الآثوري الأول رائد الأغنية الآثورية الحديثة المرحوم ( بيبا – أدور ) ، في الحقيقة كان للأغنية الدور الفاعل والأكبر في خلق الوعي القومي والتقارب بين مكونات شعبنا وما زال الى اليوم ، وكذلك نشط الشباب القومي التقدمي المستقل في إقامة معارض الفنون التشكيلية لشبابنا القومي المستقل أذكر منهم الأخوين المبدعين التشكيليين آرم وأمير أوراها ، وتنظيم دورات تعليم لغة الأم للأساتذه الكرام كل من أوراهم يلدا وعوديشو آدم وشليمون إيشو وزيا نمرود كانون والمرحوم الشماس منصور روئيل في فصل الصيف ، وكذلك إصدار مجلة المثقف الآثوري الفصلية التي كتب فيها خيرة كُتابنا ومثقفينا أمثال رابي يوآرش هيدو والمرحوم رابي زيا نمرود كانون والشعراء ميخائيل مروكي وبولص شليطا وكوريال شمعون وكتب لها رابي يوسف نمرود كانون وعوديشو آدم وعوديشو ملكو والأديب الكبير المرحوم الشماس منصور روئيل الذي اتحف النادي بالكثير من المحاضرات في اللغة والتاريخ والأدب وكان مثالاً للأمتنايا الحقيقي المخلص باعماله وليس بأقواله فقط حيث قدم الكثير للنادي والأمة من دون أن يأخذ شئ عدا الذكرى الطيبة والأثر الخالد ، والكاتب الصحفي المرحوم جميل روفائيل وكاتب المقالة خوشابا سولاقا وغيرهم من المبدعين في مجال الكتابة والشعر والفن من أبناء أمتنا ، وكذلك تم تقديم مسرحيات هادفة في غاية الروعة للفنانين المبدِعين الرائعين سامي ياقو وأندريه والمبدعة ماريا يوسف وشقيقة الفنان الآثوري المسرحي العراقي الكبير روميو يوسف لا يحضرني إسمها والدكتورة شارليت ريحانه وتيدي نيقاديموس والطيب الذكر يوسيبوس عمانوئيل والمتعاونين معهما من أمثال الناشطة الدكتورة جوآن ريحانة وغيرهم من الفنانين الذين لا تحضرني أسمائهم الآن وأعتذر لهم لهذا التقصير ...   وكانت الأمور تجري في حصر كل هذه النشاطات والفعاليات في الأتجاه الذي يجسد الوحدة القومية للأمة بكل مكوناتها المذهبية ويُبرّز هويتها القومية والوطنية وترسيخ الوعي القومي لدى أبناء شعبنا لتحصينهم من الأنخراط في الأحزاب القومية الأخرى فيما يتم تقديمه في حقل التراث الثقافي والقومي والوطني .. وعمل الجميع دون إستثناء من دون كلل أو ملل وكل في مجاله وإختصاصه وموقعه وقدم ما هو خير لصالح أمتنا ووطننا ، ونتيجة لكل هذه الجهود الخيرة المبذولة نمت في النادي الثقافي الآثوري حركة ثقافية فكرية قومية تقدمية ووطنية هائلة بفعلها ، وحراك سياسي كبير غير منظم حزبياً ليس في النادي فحسب بل وبين صفوف أبناء أمتنا قاطبةً ، وأصبح النادي الثقافي الآثوري بحكم هذا الواقع مناراً للثقافة القومية والوطنية التقدمية وينبوع للفكر القومي التقدمي والوطني شُرب منه كل من أدلى بدلوه في مجرى هذا الينبوع الزَلال الهادر ... ولا يفوتني هنا أن أذكر أول نشاط ثقافي قدمه النادي الثقافي الآثوري بعد تأسيسه ، كانت محاضرة في غاية الروعة في اللغة والشعر والتاريخ للأديب والشاعر ذي الفضل على لغتنا الحديثة ( لشانه خاثه ) المرحوم الشماس كوركيس بنيامين صومو دآشيثا من أصحاب مطبعة كركوك وبحضور متحمس وكبير من محبي النادي ، وللطرفة أذكر هنا ما حصل خلال المحاضرة ، بينما كان المرحوم يلقي بحماس كبير وبإنسيابية إنفعالية صاخبة قصيدة شعرية له حول أهمية اللغة في حياة الأمم وصل الى حيث يقول البعض أن تَعلم اللغة الآثورية - لا توَكل خُبز – فرد عليهم بشكل لا إرادي غاضباً وثائراً ومنزعجاً وباللهجة التيارية الدارجة بعبارة  - خيله جيبي دبستي - والتي تعني ( يا آكل حصى الشواطئ ) كان المشهد في غاية الروعة فضحك البعض بصوت عالٍ وصمت البعض الآخر صمت القبور لا لسبب بل لأنهم لم يفهموا معناها وتصوروا أنها من ضمن القصيدة نفسها ولم تكُن إضافة طارئة ، ولكن صفق الجميع له بقوة ولمدة طويلة .. وكانت هذه المحاضرة  خير إفتتاح وتدشين لنشاط النادي الثقافي الآثوري ..  وكذلك كان الحال مع محاضرة الأستاذ المرحوم لوقا زودو حين ألقى محاضرة عن علاقة الآشورين بالمسيحية والمسيح ، حيث قال في سياق محاضرته بأن أبائنا وأجدادنا تمسكوا بتطرف بالديانة المسيحية بنفس القدر من التطرف في تخليهم عن تراثهم وثقافتهم الآشورية بإعتبارها ثقافة وثنية كما روج لها مسيحانياً ودمروا كل ما ورثوه الأباء والأجداد بإعتباره كفر من رجس الشيطان ، وعندما صعد السيد المسيح الى السماء تمسكوا بعباءته ولكنهم أفلتوها بعد الأقلاع وبقوا هم معلقين بين الأرض والسماء ولم يبق لهم مكان على الأرض لينزلوا عليه لأن الآخرين قد سبقوهم إليها وكذلك لم يتمكنوا من الصعود الى السماء لأن السيد المسيح قد سبقهم إليها أيضاً ..وكانت ايضا من المحاضرات الجيدة التي الهبت المشاعر القومية للحضور الغفير من أبناء أمتنا في ذلك الوقت ...


ملاحظة : تابعونا في الجزء الرابع وشكرا

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 20 / تموز / 2020 م
[/size]

16
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي أسو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الثاني بهذه المداخلة التي أتفق معكم في بعض الأمور وأختلف بأمور أخرى ... الأقليات تكون دينية وقومية وتعيش تحت حكم أكثرية قومية ودينية في آن واحد معاً . .....فالقومية الكبرى في العراق هي العربية التي تشكل أكثر من 80 % وهم أكثر من 95 % منهم مسلمين ثم تأتي الأقلية القومية الكورد وهم مسلمين وكانوا مظلومين قومياً وكذلك التركمان كانوا مظلومين قومياً أما نحن " الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن وجزء من التركمان " كنا أقلية قومية وأقلية دينية فكنا مظلومين قومياً ودينياً في كثير من ممارسات السلطة ، وهناك أقلية قومية ودينية مثل الأخوة الأيزيدية والصابئة المندائية كانو أيضاً يختلفون عن الأكثرية الحاكمة قومياً ودينياً وكانوا أيضاً مظلومين قومياً ودينياً .
فالظلم القومي والديني كان موجود يمارس من قبل الأكثرية التي تجمع الدين والقومية ضد الأقليات الدينية والقومية أو الأثنين معاً ، هذا أمر لا غبار عليه من وجهة نظرنا ولو تفاوت نسبته بين نظام حاكم وآخر منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 م ، وممارسة هذا الظلم هذا الظلم كان موجوداً قبل ظهور أي أحزاب قومية أو دينية للأقليات .
منذ ظهور الأسلام والى اليوم نحن نتفق معكم أن كل المذابح والجرائم والمجازر التي إرتكبت بحقنا نحن المسيحيين في الشرق الأسلامي من مختلف القوميات عبر 1450 سنة تقريباً كانت بدوافع دينية بحتة وليس بدوافع قومية كما يروج لها بعض الأحزاب القومية الحديثة النشأة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين ولا زالت لحد الآن تمارس الكراهية بحقنا ووجودنا بدوافع دينية ... ولكن هذا الواقع لا يلغي وجود التمييز الأقصاء والتهميش والظلم في الحقوق بحق الأقليات القومية بدوافع العنصرية القومية الشوفينية حتى وإن كانوا الطرفين من دين واحد مثل الكورد والتركمان في العراق وسوريا وتركيا وإيران هم مسلمون ولكنهم مظلومون قومياً .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــــابا ســـــولاقا - بغـــــداد

17
إلى الأخ والصديق العزيز والقارئ اللبيب الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا القلبية
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة القصيرة التي تعني لنا الشئ الكثير من المشاعر الطيبة والأطراء الجميل الذي عهدناه بشخصكم الكريم وسوف أنشر الجزئين الثالث والرابع خلال الأيام القليلة القادمة .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة

                                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد

18
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي أسو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا
نشكر لكم مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة التي تساهم في إثراء الفكر والمقال في آنٍ معاً نحن نرحب بكل ما يُطرح من ملاحظات نقدية وبالتالي إن كل ما يطرح يبقى وجهات نظر شخصية قابلة للنقاش والأخذ والرد وليس في الفكر مسميات ثابتة غير قابلة للتغير بحسب متطلبات الظروف الزمانية والمكانية للمرحلة الأجتماعية .
ما مقصود في المقال " بالفكر القومي التقدمي " هو ذلك الفكر الذي يؤمن بالتعايش السلمي على أساس الأنتماء الوطني والهوية الوطنية مع الشركاء في الوطن من الأنتماءآت القومية الآخرى متساوين في الحقوق كما في الواجبات وليس فقط في الواجبات كما كان وما زال الوضع في العراق وكل البلدان العربية والأسلامية ويؤمن بمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان ومساواة المرأة بالرجل في صنع القرار ويفصل بين الدين والمذهب وبين القومية ، وهذا كان نهج تيار القوميين التقدميين المستقلين في مجمل نشاطات النادي الثقافي الآثوري بدءً بشروط قبول العضوية وإنتهاءً بإنتخابات الهيئة الأدارية للنادي وبشكل ترشيح فردي وديمقراطي لمنصب الرئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق والأعضاء العاملين في الهيئة الأدارية والأحتياط حيث يفوز صاحب أكثرية الأصوات بالتسلسل . هذا التيار كان تيار ثقافي جماهيري بحت وليس تنظيم سياسي أو حزب كما قد تتصور هذا من جهة ومن جهة أخرى دعك من تصنيفات ومسميات الفكر القومي بموجب المسميات الكلاسيكية للأفكار التي كانت في ظاهرها غير ما هي في سلوكها ، ليس كل فكر قومي هو فكر شوفيني عنصري وخاصة بالنسبة للأقليات القومية المضطهدة لأنها لا يمكن لها أن تكون شوفينية وهي ضحية شوفينية الآخرين " الأكثرية القومية " كما هو حالنا فالفكر القومي الذي يقود نضال أقلية قومية من أجل نيل حقوقها القومية والوطنية لا يمكن تصنيفه أو وصفه بالفكر القومي الشوفيني أو العنصري بل ما يناسب وصفه هو الفكر القومي التقدمي ، أما الفكر القومي للأكثرية الحاكمة ( أقصد القومية الحاكمة ) الذي يقصي القوميات الأخرى بشكل ممنهج ومنظم وفق  قوانين عنصرية وتعليمات ظالمة فهذا الفكر هو الفكر القومي الرجعي والعنصري والشوفيني ، وهنا إسمح لنا أن نقول بأسف شديد أن بعض المحسوبين على اليسار الماركسي وقعوا في خطأ التمييز بين الفكر القومي للأقليات المضطهدة المظلومة والمقصية وبين الفكر القومي الأقصائي للقومية الحاكمة والظالمة ، فهنا كانت الأشكالية الفكرية للبعض فتيار الفكر القومي التقدمي في النادي الثقافي الآثوري كان فكراً لأقلية قومية مظلومة وليس لقومية حاكمة وظالمة ، وهنا بحسب المقولة الماركسية اللينينية " الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تكون ظالمة " أي الضحية لا يمكن لها أن تكون الجلاد .... هذا هو توضيحنا للفكر القومي التقدمي وهو فهمي الشخصي للفكر الماركسي لكوني ماركسياً المنهج والتفكير ، لأن الأنتماء القومي هو إنتماء وجداني وشعوري بالأنتماء الى مجموعة بشرية تشترك بمقومات ليس من الممكن إلغائها أو تبديلها بأخرى بل يمكن التعايش السلمي من خلالها مع الآخرين إن وافق الآخرين على منهج التعايش السلمي وليس على منهج الأقصاء والتهميش وإلغاء الهوية وهو حق إنساني مشروع .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغـــــداد 

19
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  lucian المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا
نشكر مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة المقتضبة لقد أسعدنا تقييمكم لأسلوب السرد والمعلعومات التي ذكرناها عن مسيرة النادي الثقافي الاثوري الذي كان إنموذجاً حياً لأستقطاب أعضاء من كل مذاهب أمتنا وكان فعلاً مدرسة لبناء الانسان الآشوري الجديد الواعي والعابر فعلاً للمذهبية الكنسية ولذلك بات هدفاً مستهدفاً من قبل السلطة وتم غلقه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي ... وسننشر الجزء الثالث والرابع لاحقاً نتمنى أن يعجبكم وينال رضاكم والقراء الأحبة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد 

20
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  Odisho Youkhanna المحترم
تقبلوا وافر محبتنا الأخوية وخالص تحياتنا الصادقة
 أسعدنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الفوق الرائعة بمقالنا ونشكر لشخصكم الكريم هذا الأطراء الأروع وتفاعلكم مع المقال لكونه يروي تاريخ أروع مؤسسة ثقافية آشورية في العصر الحديث التي إستقطبت أكثر من ألف عضو ومثقف من كل مكونات أمتنا الآشورية الذين جمعهم الشعور القومي بالأنتماء للأمة الآشورية والشعور الوطني بالأنتماء للعراق وريث أرض بيث نهرين التاريخية ، ما موجود من تيار قومي تقدمي مستقل آشوري لم يكن تنظيم سياسي على غرار حزب أو حركة سياسية بل كان تجمع فكري كما وضحنا ذلك في الجزء الأول من المقال عمل بجد وإخلاص ونكران الذات للمحافظة على كيان النادي ككيان آشوري معنوي مستقل بإعتباره مكسب قومي ثقافي وكان دائماً كخط صد لمنع الأحزاب السياسية الأخرى من الهيمنة والسيطرة على النادي وفرض أجنداتهم الحزبية وبالأخص حزب السلطة .... هذا فقط للتوضيح لحضرتك إذا كان القصد من ما ذكرتموه في مداخلتكم أقتبس الجملة ( ماذا عملت تلك ألتنظيمات لأبناء شعبنا وما زألت  تعمله فتحية محبة وأحترام ألى تيار القوميين التقدميين المستقلين ) إذا كان المعني أحزابنا القومية التي لم تكن قد تأسست في ذلك الوقت ، أما إذا كان المقصود غيرهم فواقع الحال هو الجواب ... ودمتم والئلة الكريمة بخير وسلامة

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغـــــداد   

21
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الثاني )
المهندس : خوشابا سولاقا
القراء الكرام سأبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الأول ....
التوجهات السياسية في النادي الثقافي الآثوري
في ظل إنتشار وتوسع صراع الأتجاهات السياسية على السلطة في العراق بسبب المستجدات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية العراقية مثل إتفاقية 11 آذار 1970 وإقرار الحكم الذاتي لكوردستان العراق ، وتأميم النفط ، وإعلان السلطة لبيان العمل الوطني المشترك لمشاركة القوى السياسية الوطنية في إدارة الدولة والذي في حقيقة الأمر لم يكن إيماناً من سلطة البعث بالعمل الوطني المشترك بل كان شعورا منها بالضعف في مواجهة التحديات القائمة آنذاك ، وإنخراط الكثير من أبناء شعبنا في الأحزاب السياسية التي تقود هذا الصراع من جهة ، والصراعات التي كانت تشهدها الساحة القومية لشعبنا بسبب الخلافات المذهبية الكنسية وما حصل في الكنيسة الشرقية القديمة عام 1964 من إنشقاق بسبب التحول الى إعتماد التقويم الغريغوري بدلاً من التقويم اليولياني في تقويم السنة لممارسة طقوس الكنيسة من جهة ثانية ، إنعكست وسادت هذه التوجهات والصراعات في مجتمع النادي الثقافي الآثوري بشكل مباشر وتجلي ذلك من خلال ما موجود من توجهات مماثلة لتلك الموجودة في المحيط الخارجي للنادي داخل النادي ولكن بنمط آخر في الممارسة العملية يتسم بالهدوء واللاعنف والعقلانية ، وكان كل شئ يجري في تلك الفترة التي عاشها النادي الثقافي الآثوري في ظل أنضج تجربة لممارسة الديمقراطية في العراق وبشهادة الجميع ممن كانوا على إطلاع ومعرفة وافية بتجربة النادي الثقافي الآثوري الفريدة من نوعها في بلد يقدس فيه العنف ويجد فيه الحل الساحر والوسيلة المثلى لحل كل مشاكله .. كان في النادي الثقافي الآثوري تيارات سياسية متعددة ومختلفة في فكرها ورؤآها وتوجهاتها ونهجها في التعامل مع خصوصية واقع النادي ، منها تيار القوميين التقدميين المستقلين الذين لا يؤمنون بالتعصب القومي والعنصرية الشوفينية وإنما يؤمنون بالتعايش السلمي الوطني مع الآخرين في ظل التمتع الكامل بالحقوق القومية والوطنية لأبناء شعبنا على المستوى الوطني ، ويؤمنون بالوحدة القومية لأبناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، ويرفضون التطرف والتعصب المذهبي والعشائري في الكنيسة والمجتمع على المستوى القومي ، وكان هذا التيار القوي والواسع يكنى بـ ( أُمتنايي ) ، وتيار حزب البعث وتيار الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتيار الحزب الشيوعي العراقي والماركسيين المستقلين .. وكان لتيارالقوميين التقدميين المستقلين الدور الحاسم والغالب في تقرير كل ما يجب أن يكون عليه واقع النادي الثقافي الآثوري في طبيعته ونوعية نشاطاته المختلفة ، وكان هذا التيار يعمل في النادي من خلال لجانه المتخصصة الأربعة وهي اللجنة الثقافية ولجنة التحرير والنشر واللجنة الفنية ولجنة النشاط الأجتماعي كتنظيم سياسي محترف غير معلن رسمياً ، أو هكذا كان يبدو المظهر للأخرين من نتائج عمله وحراكه الدؤوب المستمر ومن دون أن تكون له قيادة مشخصنة بأشخاص معينين أي بمعنى كان الكل قائد والكل قاعدة من موقعة ، بل  كانت القيادة بيد من كان يعمل أكثر من غيره ويواجه الأحزاب السياسية التابعة للسلطة وغيرها والتي كانت تسعى الى فرض إرادتها وأجنداتها وهيمنتها على النادي وسلب إستقلاليته وتشويه هويته القومية وبالأخص حزب البعث والحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال مؤيديهم من المنخرطين في صفوفهما من أبناء شعبنا في النادي بعد إتفاقية 11 آذار 1970 بشكل خاص ، وكان الشيوعيون والماركسيين المستقلين هم الاقرب الى توجهات وتطلعات تيار القوميون التقدميون المستقلين والداعمين له وبهذا الأسلوب تمكن هذا التيار من إستقطاب الغالبية حوله من أعضاء النادي وبالأخص الطلبة الجامعيين والذين يشكلون العمق الأستراتيجي لنشاطه .. وكان هذا الدور القومي البارز لتيار المستقلين " الأمتنايي " يقوى ويتصاعد ويتعاظم ويطغي الى حد كبير على النادي في فترة الأنتخابات لأختيار أعضاء الهيئة الأدارية الجديدة سنوياً والتي كانت عادة تنتهي بفوز من يقرر إنتخابه من قبل هذا التيار ، وكان عادة يَتم الترتيب أيضاً من قبل هذا تيار لأنتخاب عناصر بعينها المعروفة برزانتها وإعتدالها من الأحزاب السياسية وبالأخص من السلطة حزب البعث والبارتي لأحداث نوعاً من التنوع والتوازن في تركيبة الهيئة الأدارية منعاً لتدخل السلطة وفرض إرادتها بالقوة على إدارة النادي وكان ذلك تكتيكاً ناجحاً وبارعاً من قبل تيار القوميين التقدميين المستقلين لسحب البساط من تحت أقدام السلطات الأمنية ، وكان كل ذلك يتم مع ضمان الأحتفاظ بالأكثرية في الهيئة الأدارية وبالمناصب القيادية الرئيسية للنادي حصراً بعناصر تيار المستقلين كمنصب رئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق للنادي والأغلبية من الأعضاء العاملين للهيئة الأدارية خمسة أصليين وإثنان إحتياط لأن القرارات في إجتمعات الهيئة الأدارية كانت تتخذ بالأكثرية ، وكان منصب نائب الرئيس يتم التضحية به عادةً لصالح الأحزاب .. وكانت الأنتخابات تجري بطريقة الترشيح الفردي للمناصب الأربعة رئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق وبطريقة الترشيح الجماعي للأعضاء الأصليين والأحتياط ويتم إختيارهم وفق ترتيب أعلى الأصوات الفائزة في الأنتخابات وبشكل ديمقراطي وبالتصويت السري المباشر ..
ماذا كانت أهم إنجازات تيار القوميين التقدميين المستقلين في النادي الثقافي الآثوري وخارجه .. ؟
لم ينحصر نشاط تيار القوميين التقدميين المستقلين داخل إطار النادي الثقافي الآثوري وحده بل تعداه وامتد عمله خارج إطار النادي ليخدم أهداف النادي الأساسية ومن ثم بالنتيجة أهداف الأمة في نيل حقوقها القومية والوطنية المشروعة أسوة ببقية مكونات الشعب العراقي .. ومن أهم ما سعى إليه تيار القوميين التقدميين المستقلين هو إيجاد إطار للعمل السياسي المنظم ، وعليه سعت نخبة من الأسماء المذكورة في الجزء الأول من هذه المقالة الى تأسيس وبناء تنظيم سياسي ليلبي هذا الطموح بالرغم من صعوبة العمل السياسي المنظم وعدم نضوج الظروف الذاتية والموضوعية وشحة الأمكانيات وقساوة النظام الحاكم للبعث الفاشي في التعامل مع هكذا نشاطات ، إلا أنه وبعد إتفاقية 11 آذار عام 1970 كان هناك شئ من المرونة إن جاز التعبير للعمل السياسي ، وقد أراد النظام ذلك وخصوصاً لأبناء المكونات القومية الصغيرة لغرض سحب البساط من تحت أقدام الآخرين من شركائه في السلطة آنذاك بعد ما قدمه في ساعة ضعفه للحركة الكوردية وأحزاب الجبهة الوطنية والقومية التقدمية من تنازلات تكتيكية مُهينه ، وإقراره للحقوق الثقافية والأدارية للتركمان والناطقين بالسريانية من الآثوريين والكلدان والسريان لمنعهم من مد نفوذهم السياسي بين هذه المكونات وإبقائها حصراً ضمن دائرة نشاطاته ومخططاته لوضع خارطة ديموغرافية جديدة للعراق أي بمعنى تعريب المناطق المختلطة الانتماءات القومية التي لا يشكل فيها العرب الأكثرية .. في هذا السياق جاءت  دعوة النظام لرئيس الكنيسة الشرقية القديمة قداسة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون الحادي والعشرين المقيم في الولايات المتحدة الأميريكية منذ سبعة وثلاثون عاماً بناءاً على طلب من بعض عناصر النظام من أبناء شعبنا لتصب في هذا الأتجاه ، وتولى إدارة عملية تنفيذ الدعوة شخصية مغمورة غير معروفة لجماهير شعبنا من قبل ألا وهو السيد عمانوئيل سكوبيلا وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية للنظام ، وصل قداسة البطريرك بغداد في 24/ 4 / 1970 وتم رد إعتباره وأعيدت إليه شهادة الجنسية العراقية التي كانت قد سحبت منه عام 1933  على أثر مذبحة سُميل وما قبلها وأستقبل إستقبال الأبطال من قبل أبناء شعبنا في مسيرة جماهيرية كبيرة شارك فيها قرابة المائة وخمسين ألف شخص أمتدت من مطار بغداد الدولي والى أروقة القصر الجمهوري العراقي وإستمرت مسيرة الأستقبال من ساعات الصباح الأولى وحتى المساء وإنتهت بإطلالة من قداسته وبجانبه الرئيس العراقي الأسبق المرحوم أحمد حسن البكر من على شرفة القصر الجمهوري في كرادة مريم وحي الجماهير الغفيرة من أبناء شعبنا ملوحاً بيده وكان هذا الحدث العظيم نادراً في تاريخ العراق أذهل النظام ووسائل إعلامه المختلفه .. والمهم في الأمر هنا هو كان لنخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل من طلبة الجامعات من المذكورين في الجزء الأول من هذه المقالة بشكل خاص قبل تأسيس النادي وإجازته رسمياً بأشهر قليلة والذي أصبح بعد تأسيسه لاحقاً بمثابة مركز تجمع وقيادة وتوجيه بديلاً للجامعة لنشاطه القومي الدور الرئيسي والأكبر في تحشيد الجماهير الغفيرة لهذه المسيرة وتنظيمها وما أطلق فيها من الهتافات والشعارات والأناشيد والأغاني القومية والتي كانت تعبر في مضمونها عن صلب القضية القومية حسب رؤية القوميين التقدميين المستقلين وكل شئ كان يجري في حينه بدقة منظمة كعمل طوعي وفردي منسق من وراء الكواليس ، وكانت هذه المسيرة إختباراً لقدرات وإيمان الشباب القومي المستقل وكان على رأس الجميع ومحرك المسيرة الناشط القومي المخضرم رابي يوسف نمرود كانون سجين سياسي قومي سابق من جماعة ( خيث . خيث . ألب ) .. وتكررت هذه التجربة الرائدة مرة أخرى في مسيرة التأييد بمناسبة الذكرى الأولى لمنح الحقوق الثقافية والأدارية للناطقين بالسريانية والتي تم تنظيمها بعد تأسيس النادي الثقافي الآثوري .. وبعد أن فشل النظام في مسعاه في الحصول على مبتغاه من قداسة البطريرك الذي تم إغتياله وإستشهاده لاحقاً نتيجة لمؤامرة دنيئة دبرت له كما قيل من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السابق لعدم تعاونه مع النظام وتم ذلك بالتعاون مع أطراف آشورية نافذة في الخارج في 6 / 11 / 1975 على يد المدعوا داود ملك ياقو والذي أعلن بدوره بعد إطلاق سراحه من السجن بأنة سوف يكشف عن الحقيقة عندما يحين الوقت لذلك ولكنه قد توفي من دون أن يذكر أو يُنشر له شئ عن عملية إستشهاد البطريرك مار إيشاي شمعون . قام النظام بتوجيه دعوة رسمية الى الشخصية القومية والوطنية الآثورية والتي تعتبر الشخصية المحورية في أحداث سُميل وما قبلها المرحوم ملّك ياقو ملّك إسماعيل من قبيلة تياري العليا الآشورية لزيارة العراق وأستقبل هو الآخر من قبل النظام بحفاوة رسمية كما كان الحال مع الشهيد البطريرك مار إيشاي شمعون ، وأقيمت له حفلة كبيرة في حدائق صدر القناة حضرها مدير الأمن العام في حينها ناظم كزار وعدد كبير من وجهاء شعبنا وكنت والصديق بنيامين عوديشو سخريا من المدعوين الحاضرين وكانت قاعة الجلوس ملغومة بضباط الأمن وعيونهم تتجول في أركان القاعة بين الجالسين يراقبون كل شاردة وواردة من حركات الحاضرين بدقة متناهية ، ولكن بالرغم من كل ذلك ذهبنا وسَلمنا وصافحنا أنا وصديقي على المرحوم ملّك ياقو وعرفناه بشخوصنا وعائلاتنا وعشيرتنا فرحب بنا أشد الترحيب ، وهو الآخر قد قيل في حينها بأنه قد تم تسميمه وبعض من كانوا معه مثل المرحوم أوشانا ميخائيل رشو من قبل أجهزة النظام الأمنية وربما بالتعاون مع  العناصر المتعاونة معها من أبناء شعبنا بمواد كيمياوية بطيئة التأثير في فعلها .. فعل النظام كل ذلك بغرض كسب ود أبناء شعبنا من الأثورين بشكل خاص لتمسكهم بشكل واعي وقوي بوجودهم القومي وهويتهم القومية تجاه النظام ومنعهم من الأنخراط والتمحور حول الحركة الكوردية والحزب الشيوعي العراقي عدو النظام اللدود حسب معاييره القومية الشوفينية ، وكانت النخبة من التيار القومي التقدمي المستقل قد رتبت لها لقاءات خاصة مع كل من قداسة البطريرك الشهيد والمناضل المرحوم ملك ياقو وقت زيارتهما للعراق بشكل منفرد وتم شرح وتوضيح لهما أوضاع الأمة في ظل سلطة البعث وتحذيرهما من نوايا النظام الخبيثة للتعاون معه لتجنيد أبناء شعبنا في محاربة الكورد ، وتم ذلك في ظل مراقبة ومتابعة عملاء النظام ورجال الأمن لمكان إقامتهما خلال زيارتيهما المنفصلتين بمدة للعراق ...

ملاحظة : تابعونا في الجزء الثالث وشكراً

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 16 / تموز / 2020 م



 

22
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ samy المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الطيبة
أسعدنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة وسوف نتطرق الى ما تفضلتم به حول دور الأحزاب في النادي لفرض أجنداتهم وهيمنتهم ولكن ليس كلهم بنفس المستوى ، حيث كان الشيوعيون ميالين وداعمين لتوجهاتنا كأمتنايي من أجل المحافظة على إستقلالية النادي من هيمنة الأحزاب وكان أيضاً هناك عناصر كأفراد من الأحزاب الأخرى تدعم مساعينا في المحافظة على إستقلالية النادي وحماية هويته بإستثناء بعض القلة من البعثيين كانوا ذيول للنظام والأجهزة الأمنية كانوا يسعون الى فرض هيمنتهم وخاصة في اللسنوات الأخيرة من عمر النادي وإنتهت تلك المساعي الخبيثة الى غلق النادي .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد

23
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Odisho Youkhanna المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الطيبة
 شكراً لكم على هذا المرور العطر وهذا الأطراء الرائع من لدن حضرتكم ، وبالتأكيد سيكون لنا تكملة للمقال بأجزاء أخرى ونعيد بكم الى تلك الأيام الجميلة التي كنا نتقد فيها حماساً وروحاً آشورية صادقة بعيدة عن كل الغايات والنزوات الأنانية .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغـــــداد

24
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل فاروق كيوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
اسعدنا مروركم الكريم بمقالنا هذا بهذه المداخلة ، بالنظر لكون المقال لا علاقة له بالتسميات المتداولة وكونه يخص النادي الثقافي الآثوري لا أرى من الضروري أن نخوض في تكرار مناقشة هذا الأمر وكما تفضلتم في مداخلتكم ، وحضرتكم تعرفون رأيينا الشخصي بالموضوع من خلال الكثير من كتاباتنا المنشورة سابقاً من الناحية التاريخية والجغرافية ، أما من الناحية السياسية فنحن دائماً دعونا وندعو الى ترك الحوار والمناقشة حول موضوع التسميات أو تأجيله في الوقت الحاضر لما له من حساسية عند البعض من طوائف أمتنا ونترك للزمن فرصة لأن يفعل فعله مع الأجيال القادمة ليكشف لهم الحقيقة التاريخية والجغرافية التي تجمعنا بكل تسمياتنا الحالية في تسمية موحدة تليق بنا حضارياً وإنسانياً ، لأن الأستمرار في الجدال والسجال والمناكفة ستقودنا الى الأبتعاد عن بعضنا البعض أكثر فأكثر وهذا ما لا يخدمنا جميعاً وإنما تضرنا جميعاً.
اما من ناحية التقويم فالموضوع فعلاً هو علمي وفلكي لا علاقة له بالدين ولا علاقة له بتراثنا وثقافتنا الآشورية لكون التقويمين رومانيين ونحن إستعملناه كوسيلة لتقويم السنة في أداء طقوسنا الكنسية ، ولكن العشائرية وأحقادها المتراكمة تاريخياً بسبب الزعامة والوجاهة من قبل بعض الباحثين عن المجد الشخصي وعلى خلفية مجزرة سميل تم تسييس التقويم لصالح العشائرية المتخلفة وحصل ما حصل من الأنشقاق .
ودمتم والعائلة الكريمة بخير وبصحة وعافية وسلامة ...

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــابا ســــولاقا - بغــــداد   
 

25
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ نمئيل بيركو  Abo Nenos المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة ونشكر لكم تقييمكم الأخوي متمنين أن نبقى عند حسن ظنكم دوماً بعد نشرنا للأجزاء اللاحقة لهذا المقال الذي نسلط فيه الضوء على أهم مركز ومؤسسة ثقافية نوعية آشورية ورائدة في تاريخنا الحديث ، والتي كانت فعلاً منبعاً ثراً ومشعاً لنشر الفكر والوعي القومي الآشوري التقدمي والوطني ، ولذلك تم إستهدافها من قبل السلطة الشوفينية .......... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة وبصحة وعافية .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــابا ســـولاقا - بغــــداد     

26
النادي الثقافي الآثوري وإنتشار الفكر القومي التقدمي
( الجزء الأول )
المهندس : خوشابا سولاقا
تأسس النادي الثقافي الآثوري عام 1970 وكان تاسيسه بداية لمرحلة نوعية جديدة من تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مسيرة نضاله القومي ، وكان هذا النادي اللبنة الأولى لنهضته القومية التقدمية في سبيل العيش المشترك في إطارالوحدة الوطنية للوطن الواحد مع كافة أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية ، وكان بحق نادي ثقافي وإجتماعي من طراز جديد بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، بأهدافه وطبيعة نشاطاته المختلفة ، وكان ظهوره على الساحة القومية نتيجة طبيعية لما كان يجري على هذه الساحة من أحداث وصراعات عشائرية ومذهبية على خلفية الأنشقاق الذي حصل في الكنيسة الشرقية القديمة بسبب قرار القائمين عليها في حينه بالتحول الى إعتماد التقويم الغريغوري ( أو ما يسمى بالتقويم الغربي خطأً ) في تقويم السنة لممارسة طقوسها الكنسية بدلاً من التقويم اليولياني ( أو  ما يسمى بالتقويم الشرقي خطأً ) دون أي تغيير في طقوس الكنيسة .. في خضم هذه الخلافات والصراعات والتناقضات الكنسية والتقويمية والتي بالنتيجة إنسحبت من الكنيسة الى المجتمع متخذةً طابعاً قبلياً وعشائرياً في الصراع الدائر بين القائمين على الكنيسة ورؤساء العشائر على تولي قيادة وزعامة الأمة والكنيسة معاً والتي غدت خطرا داهماً يهدد مصير ومستقبل ووجود الأمة بعواقب وخيمة ، وظهور توجهات وطروحات لبعض أطراف الصراع على الخلفية التاريخية لأحداث سُميل وما قبلها والتي لها مساس مباشر بتشويه نضال الأمة لنيل حقوقها القومية بعد أن ناصرت وقاتلت الى جانب الحلفاء في الحرب الكونية الأولى ضد دول المحور والدولة العثمانية التي عانت أمتنا من ظلمها وإضطهادها وشوفينيتها القومية والدينية الشئ الكثير ،  وما جرى من أحداث مؤلمة في التاريخ الحديث لشعبنا منذ مغادرة أبنائه لمواطن سكناه في أقليم هيكاري من تركيا الحديثة وهجرته الطويلة والمريرة المملؤة بالمعاناة والكوارث والمآسي والتضحيات الجسيمة بالغالي والنفيس التي قدمها شعبنا خلال هجرة الآلام من هيكاري مروراً بأورميا الأيرانية الى الوطن التاريخي أرض الأباء والأجداد في بيث نهرين أرض بابل وآشور والتي إنتهت بمذبحة سميل الرهيبة سنة 1933م التي راح بسببها قرابة الخمسة آلاف ضحية بريئة من الأطفال والنساء والشيوخ لا لذنب إرتكبوه وإنما لمجرد كونهم آشوريين مسيحيين والتي سجلت خزيا وعاراً في تاريخ وجبين بريطانيا وحلفائها من حكام العراق الشوفينيين والمتعاونين معهما ، هذه التوجهات والطروحات التي كانت تطرح على الساحة في أحاديث المتحدثين من هذا الجانب أو ذاك من أطراف النزاع عن هذا الصراع وما كان ينشر بشكل مشوه في بعض الصحف العراقية المحلية وبتشجيع من الحكومة العراقية بغرض الأساءة على تضحيات شعبنا من خلال الأساءة على رموزها التاريخيين على حساب التقرب من السلطة الحاكمة وكسب ودها ودعمها وإظهار أن ما جرى في الماضي من أبناء شعبنا هو خيانة وطنية وعمالة للأجنبي المستعمِر وليس نضالاً قومياً لأمة من أجل حقوقها الطبيعية المشروعة ،  أي إظهار الوقائع التاريخية التي حصلت على عكس ما كانت عليه في حقيقتها على أرض الواقع ، وكانت السذاجة وتدني مستوى الوعي السياسي وهيمنة الروحية والعقلية العشائرية والأحقاد الشخصية بين القيادات الكنسية والعشائرية لأبناء شعبنا تتحكم بهذه التوجهات والطروحات التي كانت بمجملها بالضد من المصلحة القومية لأمتنا ، وقد إستثمرت الحكومات العراقية الشوفينية هذه الخلافات والصراعات في تفكيك وتمزيق آواصر الألفة والمحبة والوحدة القومية لشعبنا بإمتياز ، إن مثل هذه الممارسات والظواهر المقززة والخطيرة التي طافت على سطح الأحداث حفزت الشعور القومي ( أمتنيوثة ) لدى الكثير من شباب الأمة المثقفين والذين أدركوا بسرعة فائقة خطورة هذا الأنشقاق وتداعياته المستقبلية على كيان الأمة ووجودها القومي في أرض الوطن ، وكان هذا الصراع إن جاز التعبير أشبه ما يكون عليه بالحرب الأهلية في نتائجه بالنسبة لشعبنا ، لهذه الأسباب وغيرها باشر الشباب القومي التقدمي المستقل  بالعمل من أجل نشر الوعي القومي والسياسي بالأنتماء للأمة ونبذ المذهبية والعشائرية المقيتة بين أبناء شعبنا الواحد الموحد بجميع مذاهبه وكنائسه وعشائره وتخفيف من حدة التطرف والتعصب المذهبي والكنسي والتمحور حول الشعور القومي التقدمي ليس بين المجموعتين المتناحرتين من أتباع الكنيسة الشرقية القديمة ( سفن آب ولحم بعجين ) كما كانتا تكنيان تندراً وإستخفافاً بهما آنذاك في شارع شعبنا فحسب بل وبين طوائف الأمة كلها من الكلدان والسريان والآشوريين ، وقد إنتشر ونمى هذا الشعور بسرعة بين شباب الأمة كالنار في الهشيم وغدت صدور الشباب عامرة بالشعور القومي والروح القومية بدلاً من الشعور المذهبي والعشائري .. وهنا ظهرت الحاجة وبإلحاح شديد الى ضرورة وجود مؤسسة ثقافية تجمع هؤلاء الشباب للعمل المنظم والمبرمج في إطار محدد من أجل خدمة الأمة وقضاياها في هذا الظرف العصيب وتحقيق ما يمكن تحقيقه من أجل نيل حقوقها المشروعة في أرض الوطن ، وطبعاً بُذلت جهوداً كبيرة في هذا المجال وبالأخص في إطار الجامعات من قبل الطلاب والأساتذة الخيرين وبالفعل تكللت هذه الجهود بالنجاح على يد مجموعة خيرة من أبناء شعبنا نقف إجلالاً لهم لعظمة عملهم وتمكنوا من تشكيل هيئة تأسيسية وقدمت طلبا الى وزارة الداخلية العراقية للموافقة على منحهم إجازة رسمية لتأسيس نادي ثقافي بأسم ( النادي الثقافي الآثوري ) وفعلاً حصلت الموافقة على التاسيس بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم م . ج / 1817 والمؤرخ في 29 / 7 /1970 وكانت أسماء الهيئة المؤسسة كالآتي ( السيد سرجون إيشو سابر ، الدكتور بولص يوخنا نادر ، الدكتور جورج يوناثان سركيس ، السيد وليم كوركيس يوخنا ، السيد ولسن ملهم نرسا ، المهندس إسماعيل بطرس جبرائيل ، السيد عوديشو شموئيل يوخنا ، المحامي يوشيا تمرز لولو ، السيد يوسف يونان خمو ، الدكتور يوناثان يوسف يوآش ) وهؤلاء جميعاً من حاملي الشهادات الجامعية .. وكان أهم مادة من مواد النظام الداخلي للنادي هو حصر العضوية بمن يحمل شهادة الأعدادية ( الباكلوريا ) على أقل تقدير او ما يعادلها رسميا وكان النظام الداخلي للنادي يسمح بالأنتماء إليه من جميع الطوائف والمذاهب من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدون إستثناء ، ومنع تقديم المشروبات الكحولية في النادي والتركيز في نشاطاته على الجوانب الثقافية والأجتماعية والعلمية والرياضية والفنية والتي لها علاقة بتراث الأمة الثقافي والقومي التقدمي والتراث الوطني ونبذ العنصرية والتعصب بكل أشكاله وإشاعة حب الوطن والوحدة الوطنية والتعايش والتآخي القومي والديني والمذهبي مع كافة مكونات الشعب العراقي . وعمل النادي طيلة سنوات عمره القصير وفق هذه الرؤية الستراتيجية ، وضمن هذا الأطار حقق إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والأجتماعية وتعليم لغة الأم من خلال إقامة دورات مكثفة صيفية ، وإصدار مجلة ثقافية فصلية بإسم ( المثقف الآثوري ) وباللغتين الآثورية والعربية بالرغم من كل العراقيل والمصاعب التي كانت تخلقها وتضعها السلطة الحاكمة أمام النادي لمنع صدور المجلة بالمستوى المخطط لها ، وكان الجميع وكل من موقعه في الهيئة الأدارية واللجان العاملة في النادي يعملون بهمة ونشاط ونكران الذات من أجل تقديم أفضل ما يمكن تقديمه لخدمة أهداف النادي وبذلك حقق النادي إنتشاراً واسعاً على المستوى القومي والوطني معاً ، وكان النادي محط أنظار وإعجاب المثقفين العراقيين من كل المكونات ممن شاركوا في تقديم المحاضرات الثقافية التي كان النادي يقيمها أسبوعيا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم الدكتور علي الوردي حيث إندهش وإنبهر بمنظر الحضور المكثف والمهتم بالثقافة عندما ألقى محاضرة عن " دور المرأة في المجتمع العراقي " والذي على أثره تعهد بأنه سيكون جاهزاً لألقاء محاضرات أخرى متى ما طلب منه ذلك إكراماً وإحتراماً ودعماً للنادي ،  وغيره الكثير من مثقفي العراق من الأكادميين الذين شاركوا في النشاطات الثقافية للنادي كان لهم الأنطباع ذاته ، لذلك ظل النادي هدفاً دائماً يستهدفه النظام الفاشي في ملاحقة وتحجيم كل نشاطاته .. وفي ظل الواقع الأجتماعي المتصارع مذهبيا وعشائريا لشعبنا ، وفي خضم هذه الحركة الثقافية والفكرية الناهضة والنشطة في النادي الثقافي الآثوري الحديث المولد والقليل الخبرة والتجربة وشحة الأمكانيات المالية والتي كان يغذيها ويديمها ويقودها مجموعة من الشباب القومي التقدمي المستقل المثقف ( يقصد هنا بالمستقل غير المرتبط بلأحزاب السياسية العاملة في المجتمع العراقي والمتواجدة في النادي آنذاك ) من وراء الكواليس بهمة ونشاط عاليين وكأي تنظيم سياسي محترف غير معلن رسمياً ، وللأمانة التاريخية وإكراماً لهذه النخبة من الشباب القومي التقدمي المستقل وليس لأي غرضٍ آخر كما قد يتصور البعض ولكن لأظهار الحقيقة كما كانت ، ومن عاش وعاصر الأحداث في تلك الفترة من عمر النادي سوف يتذكر دور وفعل هؤلاء الشباب المتفانين ويؤيدنا فيما ذهبنا إليه في مقالتنا هذه ..  أذكر من هؤلاء أسماء من كانوا يشكلون الخط الأول في المواجهة والتصدي  للأحزاب التي كانت تسعى بشتى الوسائل فرض أجنداتها السياسية وإرادتها وهيمنتها على النادي وهم كل من ( أبرم داود شبيرا ، آدم بثيو ججو ، روميل كوركيس ، إيشايا يونان ، شليمون بيت شموئيل ، نوئيل داوود ، دنخا إيشا ، إيشو دنخا يقيرا ، يوخنا إسحاق زيا ، خوشابا توما كانون ، زيا بطرس ، بنيامين عوديشو سخريا ، جورج متي سوكول ، عوديشو آدم ، بطرس بولص البازي ، كوركيس حنا البازي ، ريمون بنيامين ، سركون ميخائيل رشو ، داود إيشا ، شاول شائيل البازي رعد إيشعيا البازي ، سركيس شائيل البازي ونمرود بيتو يوخنا والمرحوم بنيامين أبرم وأخيراً كاتب المقالة خوشابا سولاقا ) وغيرهم من المتعاونين الذين لا تحضرني أسمائهم  ممن كانوا يشكلون الخط الخلفي من حيث الدور وكل واحد من هؤلاء كان مرتبط بمجموعة من الشباب المستقل من أعضاء النادي ويعمل معهم كتنظيم دون أن يكون هناك تنظيم فعلي ورسمي ولكن حب هؤلاء للأمة وإيمانهم بأهداف النادي كان كافياً لأن يجعلهم يعملون كخلية نحل في النادي ، وكان هناك من يساند توجهات وتطلعات ونشاطات هؤلاء الشباب من عناصر التوجهات السياسية والمثقفين في النادي وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيوعيين كافة ورابي يوسف نمرود كانون وشقيقه رابي زيا نمرود ورابي ولسن ملهم ورابي يوسف يونان والسيد إيشا ميشائيل والأستاذ أدورعزيز والدكتور إيشو سنحاريب مرقس والسيد إنطوان سفر والسيد توما مشائيل والمهندس توما روئيل والسيد لنسن إيليا والدكتورة جوأن ريحانه والسيد آشور زكريا وغيرهم الكثير من الشباب المتقد بالروح القومية وإعتذاري الشديد لمن لم نذكر إسمه هنا لأن العمر والأحداث قد نالا من ذاكرتنا الشئ الكثير ، عملوا كل هؤلاء جميعاً في الأتجاهات التالية :
    1 ) بأسلوب مثقف وديمقراطي ووفق للنظام الداخلي للنادي ولكون النادي مؤسسة غير سياسية وفقاً لذلك تم التصدي للأحزاب السياسية التي كانت تسعى الى فرض أجنداتها السياسية وإرادتها وهيمنتها على النادي .
    2 ) العمل من أجل المحافظة على إستقلالية النادي من تدخلات وهيمنة الأحزاب السياسية على قراره والمحافظة على هويته القومية التقدمية الوطنية .
   3 ) العمل على إحياء لغة الأم والثقافة القومية التقدمية والوطنية من خلال نشاطاته وتكريس الوحدة القومية من خلال تصديه للمذهبية الكنسية والتعصب القبلي والعشائري وقد حقق النادي نجاحاً باهراً في هذا المجال حيث ضم في عضويته الكثير من الكلدان والسريان والروم الأرثوذكس ومن كل الطوائف الناطقة بالسريانية وكان النادي الثقافي الآثوري طيلة سنوات عمره القصير ملتقى للجميع دون تمييز وكان هذا أكبر إنجازاً له يفتخر به على مسار تحقيق الوحدة القومية لشعبنا في تلك الفترة العصيبة والتي كانت الصراعات المذهبية والعشائرية في مجتمعنا على أشدها ، وبذلك كانت سنوات عمر النادي الثقافي الآثوري الحافلة بالأنجازات النوعية قد شكلت منعطفاً تاريخياً في مسيرة الحركة السياسية القومية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري المعاصرة .. 

تابعونا في الجزء الثاني وشكراً

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 12 / تموز / 2020 م


27
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الكريمة ونتفق معكم في التقييم وهذا ما استنتجناه في نهاية المقال وأنه لأمر مؤلم ومؤسف حقاً أن يكون بلدنا صاحب أقدم وأعرق حضارة بهذا المستوى من الرذيلة في خيانة أمانة الوظيفة .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغـــــداد

28
السياسة بين مفهوم الفضيلة والرذيلة ... العراق انموذجاً
خوشابا سولاقا
كما هو معروف أن السياسة كمهنة ووسيلة وفكر قد رافقت حياة الانسان منذ الأزل ، وكانت دائماً وسيلة للبحث عن المصالح المختلفة التي تخص متطلبات حياته وكيفية حمايتها والدفاع عنها بشتى الوسائل المتيسرة في نضاله مع الآخرين أو مع عوامل الطبيعة من أجل تسخيرها لصالحه لتطوير حياته ، لذلك تنوعت طبيعة السياسة ووسائل تحقيقها بتنوع طبيعة المصالح بين أن تكون السياسة بنتائجها فضيلة وبين أن تكون رذيلة ، علية ظهرت أجتهادات وتفسيرات كثيرة لتبرير نتائجها وانعكاساتها على الحياة ، فهناك من برر طبيعة الوسيلة المعتمدة مهما تكون طبيعة تلك الوسيلة قذرة وغير نبيلة وأخلاقية لتحقيق غاية نبيلة بأنها وسيلة شريفة وأخلاقية مثل مبدأ الميكيافيللي " الغاية تبرر الوسيلة " ، وهناك من وقف بالضد من هذا المبدأ ، حيث أعتبروا أن الغاية النبيلة بالضرورة يجب أن يتم تحقيقها بأعتماد وسيلة شريفة نبيلة وأخلاقية كما تدعي تيارات ذات الأفكار اليسارية الديمقراطية واللبيرالية الحديثة  . نحن شخصياً نتفق مع الأفكار التي تدعي بأن الغاية النبيلة يجب أن تتحقق بأستعمال وسيلة نبيلة وأخلاقية في ممارسة السياسة لكي تكون معطياتها وانعكاساتها بنتائجها النهائية على المجتمع تحمل له الخير والأمن والأمان والأطمئنان والتعايش السلمي وترسخ تربية وثقافة الفضيلة بين أجياله الناشئة ، وإلا ستفقد الانسانية مضمونها ومعناها ، وبالتالي تكون خير وسيلة للقضاء على كل أشكال الجريمة والفساد والتجاوز على المال العام والممتلكات العامة للمجتمع ووضع حد لاستغلال الموقع الوظيفي للانتفاع الشخصي للمسؤول السياسي في مؤسسات الدولة وخيانته للأمانة الوظيفية وحرمة وقدسية المسؤولية . أما باستعمال كل الوسائل الممكنة لتحقيق الغاية المرجوة حتى وإن كانت تلك الغاية نبيلة فإن ذلك يؤدي حتماً الى تكريس تربية وثقافة الرذيلة بكل أشكالها ومن ثم تصبح سياقاً لتبرير الجريمة بكل أنماطها وشيوع الفساد المالي والأداري والاجتماعي في مؤسسات الدولة والمجتمع ، وهذا يؤدي بالنتيجة الى انهيار القيّم والمبادئ السامية والنبيلة والمنظومة الأخلاقية للمجتمع ... إن مهنة السياسة بحد ذاتها كمفهوم وآلية هي مهنة سامية ونبيلة وأخلاقية ولكن ما يجعلها غير ذلك هم السياسيون عندما يجردونها من المبادئ السامية والأخلاق ، فعندها تكون السياسة وسيلة قذرة لا اخلاقية لتحقيق مصالح ومنافع شخصية ، أي بمعنى أن مَن يصنع السياسة القذرة كوسيلة هم السياسيون الأنتهازيون المارقون من الذين يخونوا الأمانة المبدئية في العمل السياسي من اجل المصالح والمنافع الشخصية الأنانية على حساب المصالح الوطنية والقومية .
السياسيون المارقون هم من يضفون على مهنة السياسة  صبغة معينة بين أن تكون فضيلة وبين أن تكون رذيلة بكل أبعادها الفكرية والعملية ، حتى الحروب كوسيلة سياسية تكون أحياناً ذات بعداً أخلاقياً سامياً يحمل طابع الفضيلة عندما تكون حروباً لصد العدوان والدفاع عن النفس والوطن وقد أجمع تاريخياً على تسميتها  بالحروب الوطنية المقدسة وأحياناً أخرى تكون ذات بعداً عدوانياً  يحمل طابع الرذيلة عندما تكون حروب الأعتداء على الآخرين ومصادرة إرادتهم لأغراض التوسع والهيمنة ونهب الثروات وغيرها من الأسباب ، فمثل هذه الحروب أجمع تاريخياً على تسميتها بالحروب العدوانية القذرة .
وعلى  ضوء ما تقدم من شرح وتوضيح لعلاقة السياسة بمفهوم الفضيلة والرذيلة في متن مقالنا هذا نقول ... إن السياسي سوف يسقط في براثن الرذيلة عندما يمارس " سياسة بلا مبادئ أخلاقية " ، وعندما يسعى من وراء ممارسة السياسة الى جني " الثروة بلا عمل شريف وأخلاقي " ، وعندما يبتغي من ممارسة السياسة الى " المتعة بلا ضمير " ، وعندما يمارس السياسة " باستعمال المعرفة بلا قِيّم " ، وعندما يستغل السياسة في ممارسة " مهنة التجارة بلا أخلاق " ، وعندما يستغل في ممارسة السياسة " استعمال العلم بلا إنسانية " ، وعندما يمارس السياسة من أجل البحث عن " المجد بلا تضحيات " ..... ما أكثرهم هؤلاء من أشباه القِردة في هذه الأيام من هذا الزمن الأغبر !!! .
من هنا نشخص بأن للسياسة بنتائجها النهائية المتحققة على أرض الواقع كوسيلة للتغيير الاجتماعي وجهان بإفرازاتها ، وجه يفرز الفضائل وآخر يفرز الرذائل ، وهنا على السياسي أن يختار الأفضل وأن يرتب أولويات سياساته ومناهجه وبرامجه في العمل السياسي على ضوء ذلك بين أن تكون سياساته نبيلة وشريفة وأخلاقية وبين أن تكون على العكس من ذلك ، وتبقى  الانجازات المتحققة على أرض الواقع هي المعيار للتقييم وتحديد طبيعة السياسة بين أن تكون فضيلة وبين أن تكون رذيلة ، وهنا تشكل الخيانة بكل أشكالها وأنماطها في العمل السياسي أشد أنواع الرذيلة قذارة ، ويأتي من بعدها في مستوى القذارة اعتماد أسلوب النفاق والرياء والتملق والمداهنة والتضليل وعدم الشفافية والمصارحة مع الآخرين . وفقاً لذلك نقيم الحالة العراقية بوضع العراق بعد عام 2003 م كانموذج للدراسة .
عندما نتمعن وبتجرد من كل الأعتبارات الأثنية والدينية والمذهبية والسياسية في الوضع العراقي منذ عام 2003 م مستندين على معطيات واقع الحال سوف تذهلنا النتائج وتقودنا كل مؤشرات التقييم الموضوعي بأن السياسات التي أعتمدت واتبعت ومورست من قبل النخب السياسية الحاكمة المتنفذة والمتعاونين معها لأسباب منفعية في العراق خلال فترة ما بعد السقوط كانت سياسات خرقاء وحمقاء وغير أخلاقية بتاتاً لأنها اعتمدت وسائل غير أخلاقية وغير وطنية بامتياز أدت الى اشاعة الفساد بكل أشكاله في أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والعسكرى وبأقصى درجاته وأشاعة المحسوبية والمنسوبية على حساب الكفاءة المهنية والخبرة والنزاهة والتخصص المهني والمعرفة العلمية والولاء للوطن والأخلاص ، وانتشرت الجريمة بكل أنواعها في الدولة والمجتمع على حدٍ سواء فكانت أسوأ نتائج السياسات اللاوطنية المعتمدة هي ضياع الهوية الوطنية للعراق وشيوع الهويات الخصوصية ، وغياب سلطة القانون وانهيار وسقوط هيبة الدولة وغياب التخطيط المركزي الممنهج لأستثمار واردات الدولة بإقتصادها الريعي المعتد على النفط وحده وتغييب المصادر الأخرى للثروة لصالح الفاسدين وهيمنة سلطة وقانون دويلات الميليشيات المنفلتة وشيوع الرذيلة بكل أشكالها بين نخب أفراد الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة بشكل مقرف ومخجل ومخزي وبشكل علني مما قادت العراق الى الأنهيار الأمني والأقتصادي والمالي والعسكري ووصوله الى حافة الهاوية السحيقة .
لا نجد إطلاقاً بين نخب الطبقة السياسية المتنفذة والمتعاونين معها من الذين تولوا حكم العراق بعد عام 2003 م من كان له سياسة تقديم وتفضيل المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية والفئوية والفرعية والحزبية بل كانوا على العكس من ذلك حيث إستثمروا الدين والمذهب وجرائم النظام السابق بحق الأقارب وأتباع المذهب والقومية لتحقيق الأنتفاع والأثراء الشخصي والعائلي من خلال تشريع قوانين خاصة بهذا الأستثمار على حساب مصلحة الشعب والوطن وإفقارهما وخير دليل على ذلك قانون الرفحاء والسجناء السياسيين وإزدواج الرواتب وتزوير أعداد المشمولين بهذه القوانين الى أرقام فلكية لصالح الأقرباء والأتباع كما تشير الى ذلك ما ينشر من أرقام خلال هذه الأيام ، وتشريع قوانين خاصة تخصيص الرواتب الفلكية الأزلية والأمتيازات الخيالية للقيادات ممن هم خارج مؤسسات الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة للطبقة الحاكمة في السلطات الثلاثة وحماياتها ، لذا سارت الأمور في العراق من سيء الى أسوأ يوماً بعد آخر الى أن وصلت الدولة الى مرحلة الأفلاس والعجز عن تسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين ، وعليه ووفق معيار الوطنية الحقة فإن تصنيف هذه السياسات التي أوصلت العراق الى هذا الدرك من الأنحطاط والتخلف والتراجع مهدد بالأنهيار المالي والأفلاس تدخل ضمن تصنيف سياسات الرذيلة والخيانة الوطنية التي مارستها النخب السياسية الحاكمة منذ سنة 2003 م وليس لها تصنيف آخر يليق بها ويعبر عنها أكثر من هذا الوصف .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 5 / تموز / 2020 م

 


29
الى الأخ والصديق العزيز رابي يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم الرائع لمضمونه ، ونحييكم على مقالكم الأكثر روعة
ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ....  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــابا ســـولاقا - بغــــداد 

30
الى الأخ والصديق العزيز رابي samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييكم الرائع له وتبقى دائماً صديقاً عزيزاً أعتز بصداقته .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــابا ســـولاقا - بغـــداد

31
قالها فريدريك هيجل ... " القُوة هي القانون "
خوشابا سولاقا
في ظل الواقع الذي يعيشه بلدنا العراق من شيوع وإنتشار الفساد في كل مؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية وعدم إحترام سلطة القانون وغياب هيبة الدولة وتجاوز المواطن على حقوق الدولة والممتلكات العامة أجد ضرورة قرأة هذا المقال بتمعن .
جورج فريدريك هيجل ( 1770 م – 1831 م ) هو فيلسوف ومفكر ألماني كبير ، ويعتبر من أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر . يعني عند هيجل مصطلح الفلسفة قبل كل شيء منهجاً لدراسة وفهم التاريخ ، ولذلك يبدو من شبه المستحيل التحدث عن هيجل بمعزل عن التحدث عن تاريخ البشر . انطلق هيجل في دراسته للتاريخ ومن ثم لفهمه له كما ينبغي من منهجه الديالكتيكي ( الجدل ) الذي بني عليه فكره وفلسفته كفيلسوف كبير له مكانته المرموقة بين أقرانه منطلقاً من أن الشيء ذاته ينبثق من التناقضات التي تحدث فيه ، أي بمعنى أن كل شيء يولد ، يولد معه نقيضه ، وأن تطور الحياة الطبيعية والاجتماعية ياتي من خلال صراع الأضداد داخل الأشياء ذاتها ، أي بمعنى صراع المتناقضات داخل الأشياء . كان لهذا الفيلسوف والمفكر الكبير واللامع دوراً تاريخياً كبيراً في تطور حركة الفكر والفلسة في العصر الحديث ، حيث اعتمد كارل ماركس ( 1818 – 1883 ) م كأعظم مفكر واقتصادي وفيلسوف وعالم اجتماع ألماني في القرن العشرين على منهج دايالكتيك هيجل ومادية الفيلسوف الألماني اللاديني لودفينك فيورباخ ( 1804 – 1872 ) م الذي عاصر هيجل في استكماله لأركان النظرية الماركسية الثلاثة في دراسة تطور التاريخ الاجتماعي ودراسة تطور الطبيعة بصياغته لثنائيته الرائعة ألا وهما " المادية التاريخية والمادية الديالكتيكية " الى جانب الركن الثالث ألا وهو الأقتصاد السياسي . ولغرض التدرج في الوصول الى لب الموضوع المطروح الذي نحن بصدده بعنوان مقالنا هذا ، لا بد لنا من التعرف على فكر هيجل في القانون وعلاقته الجدلية بمؤسسة الدولة كمؤسسة خدمية لكي نتمكن من معرفة العلاقة الجدلية بين القوة والقانون في إدارة الدولة في الحياة الاجتماعية الانسانية حصراً ، وبعكسه سوف يبقى الأمر مجرد الدوران في حلقة مفرغة .
عند هيجل ومنهجه الديالكتيكي يعتبر أن القانون هو أساس الدولة وعقلها الموجه ، وعليه كُثرت الأتهامات الموجه له من خصومه من المفكرين والفلاسفة في عصره وحتى من بعده من الديمقراطيين والليبراليين بأنه فيلسوف مروج للفلسفة التوتاليتارية أو الشمولية على حساب الديمقراطية والليبرالية ، الى درجة جَرتْ محاولات للربط بين فلسفة هيجل وصعود النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا في النصف الأول من القرن العشرين . ولكن في الحقيقة والواقع وكما أثبتتْ وتثبتْ الأحداث والوقائع التاريخية لحياة المجتمعات الانسانية عبر مختلف الحقبات التاريخية وفي كافة بقاع العالم أن القانون هو التعبير الحقيقي عن إرادة الفرد وحريته وضميره لتحقيق إنسانية الانسان لمنعها من التلوث ، ومن دون القانون لا يمكن للحياة الانسانية أن تستقر وتستمر كما ينبغي أن تكون ، وأنه الحامي الأمين الأول والآخير لتلك الارادة والحرية من عبث العابثين ، ومنعهم من انتهاكها والتجاوز عليها وبالتالي التجاوز على الحقوق الانسانية للمجتمعات ، وذلك بوصف القانون أساساً مادياً وركناً حيوياً محورياً للدولة وسلطتها وسيادتها وهيبتها ، فالقانون ليس آلية خارجاً عن كيان الدولة ذاتها ، بل إن القانون هو الأرادة الحرة الحقيقية للفرد أختارها بكامل إرادته لكي تعبر عنه وتحقق له أكبر قدر من الأستقلالية والحرية الفردية المنضبطة الغير منفلتة .
لقد استخدمت بالفعل فلسفة هيجل ومنهجه الديالكتيكي ( الجدل ) بشكل مشوه ومحرف في تدعيم ومساندة وترسيخ بعض المفاهيم والأفكار الشمولية عن الدولة على يد بعض المفكرين والمنظرين في شؤون صياغة فلسفة الدولة الديكتاتورية الشمولية . حيث ذهب هيجل في وصفه للدولة الى حد إعتبارها أنها إكتمال لمسيرة الأله على الأرض ، أي كما تم تفسير هذا البعد في وصف هيجل وروج له بأن سلطة الحاكم في الأرض مستمدة من سلطة الله في السماء ، والى أن الدولة هي قوة العقل المحقق لذاته ، وأن واجب الفرد الأسمى هنا هو أن يكون عضًواً في الدولة تترتب عليه واجبات تجاهها وله حقوق مستحقة عليها .
بعد هذه المقدمة التاريخية المتواضعة عن فلسفة هيجل ومنهجه الديالكتيكي في نشوء وتطور وتفسير الأحداث التاريخية الاجتماعية نتمكن من الدخول في توضيح العلاقة الجدلية بين " القوة والقانون " في اطار مفهوم فلسفة الدولة في الحكم لحماية أمن المواطن الفرد والمجتمع والممتلكات العامة للدولة من عبث العابثين والمجرمين والمتجاوزين من عصابات الجريمة المنظمة وسُراق المال العام من الذين عاثوا في الأرض فساداً .
القانون هو بمثابة المعيار المحدد اجتماعياً وأخلاقياً مقراً من الجميع تعود إليه الدولة لتقييم أفعال الأفراد في المجتمع الوطني وفق مبدأ " الثواب والعقاب " بين أن تكون أفعال خيّرة تعود بالفائدة للمجتمع يستوجب تكريم فاعليها ، وبين أن تكون أفعال شريرة تعود بالضرر البَيّن للمجتمع يستوجب محاسبة ومعاقبة فاعليها . هذا هو مدلول ومعنى القانون كمعيار للتقييم وللتمييز بين الخير والشر في أفعال أفراد المجتمع لحماية الفرد والمجتمع ومصالحهما للوصول في نهاية المطاف الى حالة شعور الأفراد بالأمن والأمان والأستقرار والهدوء النفسي وأن القانون هو حاميهم وحارسهم الأمين من أي مكروه يصيبهم في حياتهم .
على خلفية هذه الحالة المفترضة والمطلوبة لأن تكون عليها حياة المجتمعات الانسانية المستقرة أمنياً ومعاشياً وثقافياً ، يستوجب حضور القانون في الساحة بقوة لفرض إرادته وسلطته وسطوته واحترامه وهيبته على أفراد المجتمع بكل طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية . من هنا تبرز أهمية وجود القوة الى جانب القانون لفرض سلطته وإرادته وهيبته لكي يتمكن من تحقيق أهدافه الانسانية المرجوة منه ، وعليه ولكل هذه المسوغات يكون وجود وحضور عنصر القوة هنا عنصر خير وأداة نبيلة تسعى الى تحقيق الخير والأمن والأمان للمجتمع كله كغاية نبيلة ، وليس عنصر شر يستهدف منه الى قمع وكبح ومصادرة الأرادات والحريات كما قد يتصور البعض من المبالغين بالحريات الفردية المبتذلة والمنفلتة التي تضر بمصالح وحريات الآخرين من أفراد المجتمع . إنه من غير المحبذ بل من غير المقبول عقلياً بل وليس حتى أخلاقياً أن يأتي توسيع إطلاق الحريات المبتذلة للفرد على حساب تقويض وتقليص والأضرا بالحريات العامة للمجتمع . لذلك يستوجب على الدولة ومؤسساتها القانونية والتربوية أن تعمل على إحداث حالة من التوازن  بين هذا وذاك في المجتمع وفق مبدء " الكل أحرار أمام القانون لنيل وممارسة حقوقهم وحرياتهم الطبيعية ، والكل في ذات الوقت ملزم باحترامه لحماية حقوق وحريات الآخرين " . في حالة سيادة هذه الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع وبين القائمين على تطبيق القانون أي الدولة معاً ، المتآتية من نمو وتطور مستوى الوعي الثقافي بكل أشكاله لدى الفرد ، وشعوره بالمسؤولية تجاه الآخرين وتجاه كيفية التعامل مع القانون بشكل مسؤول ، يكون القانون في هذه الحالة قد تحول الى قوة مجتمعية كبيرة إن صح التعبير ، وعندها تنتفي الحاجة الى وجود سلطة البوليس أو أي شكل آخر لها من أشكال أدوات الدولة .
 القانون لا يمكن أن يصبح واقعاً معاشاً على الأرض وموضع احترام أفراد المجتمع بكل طبقاته من دون وجود قوة تسنده وتدعمه وتفرض سيطرته وسطوته وسلطته واحترامه وهيبته على المجتمع وتتحكم بسلوكيات الأفراد لكي يكون مفيداً ، أي بمعنى أن القانون لا يمكن له أن يعيش إلا بمعية القوة ، وهو والقوة توأمان يرتبطان بعلاقة عضوية جدلية تكاملية لا ينفصمان ولا يمكن لأحدهما أن يعيش وينتج خيراً للمجتمع أو يقلع منه جذور الشر من دون وجود الآخر بمعيته ، لأن القوة بكل أشكالها هي جوهر القانون وأداته لتحقيق العدالة والمساواة والأمن والأمان والأستقرار في المجتمع ومن دونها يولد القانون ميتاً . ومفهوم القوة وطبيعتها على أشكال تختلف من مجتمع الى آخر ومن مكان الى آخر .
فهناك قوة إيجابية بيضاء مسالمة نابعة من نمو وتطور مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي بكل أشكاله لدى الفرد والمجتمع ، ونمو وتطور الشعور بالمسؤولية لدى الفرد تجاه الآخرين وتجاه الممتلكات العامة للدولة باعتبارها ملك عام للمجتمع عليه يكون حمايتها وصيانتها من العبث والجريمة من مسؤولية الجميع ، في ظل هذه الحالة يتحول القانون الى سلطة الفرد بذاته يمارسها على ذاته أولاً قبل غيره بحرص شديد ، وهنا وفي ظل هذا النمط من القوة تنتفي الحاجة الى اللجوء الى استعمال القوة القاهرة بكل أشكالها لتطبيق القانون . هذه الحالة الراقية لتطبيق القانون تمثل نموذجاً للقوة الايجابية البيضاء أي قوة القانون في المجتمعات المتقدمة والمتطورة الراقية في عالم اليوم . أما في حالة غياب هذه القوة الأيجابية البيضاء فليس أمام الدولة وسلطاتها المختصة من خيار آخر لتطبيق القانون وفرض سيادته وسلطته وهيبته كما ينبغي لحماية المواطن الفرد والمجتمع والممتلكات العامة للدولة والتصدي للجريمة بكل أشكالها إلا باللجوء الى إعتماد القوة القاهرة " قانون القوة " بحسب مستويات الأفعال المرتكبة من قبل العابثين والمتجاوزين على القانون بحق المجتمع والممتلكات العامة للدولة لوضع الأمور في نصابها الصحيح ، وهذه الحالة من استعمال للقوة القاهرة في تطبيق القانون تمثل تعامل القانون مع المجتمع في المجتمعات المتخلفة للغاية حتى بطبيعة تجاوزاتها القبيحة والهمجية والمبتذلة مع الممتلكات العامة للدولة حيث لا يعير الفرد فيها أية أهمية للقانون وحقوق الآخرين وحقوق الدولة ، ولا يقيم لها أي وزن واعتبار ولا يوليها أي احترام يذكر كأننا نعيش قي ظل شريعة الغابة على قول المثل " حارة كلمن إيدو ألو " ، والعراق نموذجاً للحالة المزرية هذه حيث المواطن يعبث بكل حق من حقوق الآخرين ، ويسيء على ممتلكات الدولة بوقاحة متناهية لا مثيل لها في أي بلد من بلدان العالم حتى المتخلفة منها التي كنا نتقدم عليها بعقود من الزمن قبل سقوط النظام السابق . بحكم هذه الممارسات الشاذة والمنكرة من التجاوزات على حُرمة القانون العام وهيبته تحولت ارصفة الشوارع ونصف الشوارع نفسها الى بسطات ومطاعم ومحلات لعرض ما لدى الباعة المتجولين واصحاب المحلات التجارية والمطاعم وباعة الخضراوات والفواكه والملابس ومشاوي السمك المسكوف وغيرها من االنشاطات المنافية للذوق العام ، إنها في الحقيقة حالة يرثي لها وتثير الأستغراب والأشمئزاز في النفس تُبكي الأعمى والأطرش وتُضحك الأعداء على ذقون المسؤولين العاجزين عن التصدي لهذه التجاوزات بقوة القانون  . بغداد الجميلة وشوارعها وأزقتها تحولت الى مكبات ومزابل للنفايات ، تصول وتجول فيها الحيونات السائبة مشاركة مع فقراء وبؤساء الشعب بحثاً عن فتات الطعام لتسُد بها رمقها وربما لا يجدوه فيها ، هذه الحالة المزرية والمعيبة يتحمل مسؤوليتها بالكامل المواطن قبل الدولة لأنها من صنعه ونتيجة سلوكه غير المسؤول تجاه نفسه أولاً وتجاه الدولة والوطن ثانياً ، إنه سلوك منحرف للمواظن لا يشعر بالمسؤولية تجاه الاخرين ، وهو سلوك مواطن أناني عبثي ثرثار وناقم من دون أن يعي نتائج أفعاله المشينة التي تخلق هذا الواقع القبيح لمدنه وشوارعها في ظل شبه الغياب التام لمؤسسات الدولة الخدمية وأدواتها ودورها الرقابي للتصدي لهكذا تجاوزات  ومحاسبة القائمين بها . ربما قائل يقول بأن هذا السلوك هو وليد الحاجة والعوز بسبب الظروف التي يمر بها العراق ، ونحن نقول كلا إنه ليس كذلك في أغلبه ، بل هي طبيعة تَطبع بها المواطن العراقي يلتجأ إليها عندما تضعف الدولة وتغيب قوة القانون وسطوته في العقاب الصارم ،  لأن صاحب المطعم والمحلات التجارية الكبيرة المملوءة بالبضائع المنزلية المستوردة المختلفة المناشئ والماركات التجارية ، وتجار المواد الأحتياطية للسيارات والمكائن والمعدات الثقيلة وغيرهم الكثيرين ليسوا تحت تأثير الحاجة والعوز والفقر وفقدان لقمة العيش  ليقوموا بالأستلاء على أرصفة الشوارع ونصف الشوارع أمام محلاتهم لعرض بضائعهم ، بل هي طبيعتهم العبثية وميلهم الفطري الموروث للنزوع الى التجاوز على ما لا يمتلكونه وليس من حقهم إستغلال ذلك في ظل غياب القوة التي تكبح عبثيتهم وهمجيتهم اللامحدودة . لماذا لم يتصرفوا كذلك في زمن النظام السابق ؟؟ نقول إنهم لم يفعلوا ذلك لأن العقاب المقابل من الدولة كان حاضراً وقاسياً وصارماً لذلك تجنبوا هذا السلوك المشين غير المسؤول خوفاً من قوة القانون ، لذلك كانت الأرصفة والشوارع بعيدة عن متناول التجاوزات الشاذة والأستغلال القبيح وكانت دائماً نظيفة من بقايا مخلفات بضائعهم . أما من جانب الدولة فإن الموازنات العامة للعراق ذات الأرقام الفلكية التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات الخضراء تجاوز مجموعها خلال السنوات الماضية من التريليون دولار ( ألف مليار دولار ) كما صرح به نائب رئيس مجلس الوزراء السابق الأستاذ بهاء الأعرجي للفضائية البغدادية في حينها في برنامج ستوديو - 9 الذي كان يقدمه الأعلامي المعروف أنور الحمداني ، ولكن بالمقابل لا نجد أن أمانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات قد قامت بتبليط حتى شارع واحد أو إنجاز أي مشروع حيوي خدمي ، وحالة الكهرباء والتربية والتعليم والصحة والمجاري والأتصالات والنقل وغيرها تسير من السيء الى الأسوء يوم بعد آخر ، والمليارات من الدولارات تذهب أدراج الرياح وتختفي في أرصدة الفاسدين في بنوك العالم !!! والحرب دائرة على مدار الساعة والشهداء من ولد الخايبة بالعشرات يومياً والخطف والقتل على الهوية فحدث ولا حرج ، إنها حالة تعايش وتصارع المتناقضات في بلد العجائب والغرائب ، بلد قصة ألف ليلة وليلة العراق المغتصب !! الذي بات لا نعرف من أين نبدأ وأين ننتهي بذكر مصائبه ومعاناته وأزماته ومشاكله لينام شعبه قرير العينين وليقولوا لحكامه " لقد أدرك شهرزاد الصباح فسكتتْ عن الكلام المباح " . بعد هذا العرض لتصحيح مسارات الحياة الأجتماعية في مختلف المجتمعات نستنتج أن القوة والقانون هما في علاقة عضوية جدلية تكاملية دائمة ، لا يمكن لأحدهُما أن يتواجد ويكون مؤثراً لوضع الأمور في نصابها الصحيح إلا بوجود الآخر معه وتوأماً له ... القانون من دون وجود قوة داعمة له لا جدوى من وجوده ، وعليه نحن نقول للحكومة الحالية التي يقودها الأستاذ مصطفى الكاظمي كان الفيلسوف والمفكر الألماني فريدريك هيجل مصيباً في قوله حين قال أن " القوة هي القانون " .

 خوشــابا ســـولاقا   
بغداد في  28 / حزيران /  2020 م

32
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم بمداخلتكم الرائعة بمقالنا وعلى كل ملاحظاتكم القيمة والتي بدورنا نعتبرها إثراءً للمقال ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة

                          محبكم أخوكم وزميلكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد

33
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي أسو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا هذا وتقييكم الرائع له ... أما بشأن سؤآلك عن السجناء طبعاً أقصد السجناء المتهمين بتهم كيدية سياسية على خلفيات مختلفة ولا أقصد المجرمين من الأرهابيين والمتعاونين مع داعش ممن ثبُت تعاونهم مع داعش قانوناً وكذلك أقصد المغيبين والمخطوفين من قبل الميليشيات أثناء حرب التحرير من داعش وهؤلاء ما أكثرهم ، لأن مثل هكذا إجراء سيقوي الجبهة الداخلية المؤيدة للأصلاح السياسي الشامل حسب مطالب الثورة الشبابية والمصالحة الوطنية الشاملة لأستعادة الوطن ويقوض في ذات الوقت جبهة الموالين لغير العراق جبهة الذيول والفاسدين والحرامية المعادين للأصلاح ... لذلك من الضروري جداً تمرير قانون العفو العام وتطبيقه وفقاً للقانون والدستور لينال كل مجرم جزائه وكل برئ يرجع الى حضن عائلته بسلامة وهذا ما يصب في النهاية في مجرى إستتباب الأمن وخلق بيئة للأستقرار السياسي في العراق نرجو أن يكون جوابنا هذا موضع رضاكم........ ودمتم والعائلة بخير وسلامة .

                          محبكم أخوكم : خوشــــابا ســــولاقا - بغــــداد   

34
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا القلبية
شكراً على ترحيبكم بعودتنا من جديد وهذا شعور طيب من حضرتكم ، كما ونشكر مروركم الكريم بمقالنا وعلى تقييمكم الأروع له ، هذا المقال يتناول ما يجب أن تتخذه الحكومة العراقية من الأجراءآت والمواقف للخروج بالعراق من مأزقه ولكن الطريق الى ذلك الهدف شائك وصعب للغاية بسبب تشدد الفصائل الموالية لحكومة طهران وكأنه لا تعنيهم مصلحة العراق بشئ وهمهم الأهم هو إرضاء إيران وتنفيذ أجنداتها ، ونأمل منهم أن يكون إنحيازهم وولائهم للعراق قبل غيره . .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة ....... تحياتي

                             أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

35
الحوار الأستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية
في ضوء إتفاقية الأطار الأستراتيجي التي تم التوقيع عليها بين البلدين في سنة 2008 م تم الأعلان منذ مدة بأنه سيتم عقد إجتماعات بين البلدين لأجراء حوارات إستراتيجية شاملة في كل مجالات التعاون الوارد ذكرها في هذه الأتفاقية في ضوء ما حصل من مستجدات وتغيرات سياسية وأمنية وعسكرية وإقتصادية وعلمية وغيرها من المجالات الأخرى خلال الفترة المنصرمة وتقييم المخرجات لأعادة وضع خارطة الطريق للعمل في أستكمال ما تم الأتفاق عليه في الأتفاقية المشار إليها أعلاه .
وفي 11 / حزيران / 2020 بدأت الأجتماعات تحت عنوان " الحوار الأستراتيجي " عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بين وفدي البلدين حيث كان الوفد الأمريكي برآسة نائب وزير الخارجية الأمريكية ومجموعة من المساعدين الأختصاصيين في محاور جدول الأجتماع ورأس الوفد العراقي وكيل وزارة الخارجية هشام عبدالكريم وضم بالتناظر مع الوفد الأمريكي مجموعة من الخبراء المختصين بشؤون محاور جدول الأجتماع المتفق عليه قبل بدأ الحوار ، وكانت هيكلية الوفدين تتضمن لجان تخصصية من الخبراء لكل محور من محاور جدول الاجتماع .
وقد إنتهت الجلسة الأولى من الحوار بإصدار بيان مشترك وكانت نتائج هذه الجلسة المعلنة بموجب البيان المشترك للجانبين إيجابية بحسب تقييم المراقبين والمحللين السياسيين وتقرر إستئناف الجلسة الثانية في شهر تموز يوليو المقبل . ومن خلال إستقرائنا ومتابعاتنا لمجريات هذا الحوار في ضوء الصراع المستفحل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران  وإشكالياته المنعكسة على الواقع العراقي وأثارها السلبية على وحدة الموقف والقرار السياسي العراقي بحكم الولاءآت المتناقضة بين الكتل والقوى السياسية العراقية مما تزيد في موقف الحكومة والوفد العراقي في الحوار ضعفاً وتردداً وتشتتاً بشأن محاور هذا الحوار .
مما ورد ذكره أعلاه يستوجب أن نضع بعض النقاط على الحروف ونسلط بعض الضوء على ما يتطلب توضيحه للشعب العراقي بحسب رؤيتنا المتواضعة بخصوص الظروف الموضوعية والذاتية للعراق وتأثير مخرجات هذا الحوار لتحسين الوضع العراقي المتأزم من جميع النواحي ونوجزها بما يلي : - 
أولاً : ما كان معروفاً للطرفين العراقي والأمريكي منذ البداية هو أن الأجتماعات لهذا الحوار الأستراتيجي المهم سوف لا تنتهي في جلسة واحدة أو جلستين أو في أيامٍ معدودات كما كان يتصور البعض وإنما ستستمر الجلسات الحوارية لأمد أطول لربما تأخذ أشهر من الوقت لأنضاج الرؤية المشتركة بين الطرفين بما يخدم مصلحة البلدين وذلك حتماً يعتمد على مدى شفافية الطرفين وتجاوبهما الأيجابي لأنجاز محاور الحوار ، وأن هذه الحوارات ستكون صعبة وحساسة للغاية للوفدين بسبب ظروف العراق المعقدة لإعادة صياغة علاقة صداقة إستراتيجية منتجة بين البلدين في كل المجالات الواردة أصلاً في إتفاقية الأطار الأستراتيجي .
ثانياً : العراق سيكون حتماً وبحكم واقعه الحالي المتردي حيث يواجه تحديات كبيرة وعديدة وعلى أكثر من صعيد سيكون بلا شك هو الطرف الأضعف في هذا الحوار الأستراتيجي لأنه لا يمتلك أية ورقة ضغط لتقوية موقفه في الحوار بينما والولايات المتحدة الأمريكية ستكون هي الطرف الأقوى والأقدر في الحوار لأنها تمتلك كل أوراق الضغظ والتأثير ، مما يجعل موقف العراق حرج وصعب للغاية لا يُحسد عليه .
ثالثاً : العراق بوضعه الحالي هذا هو بأمس الحاجة إلى كل أشكال المساعدات والدعم الدولي ليتمكن من الخروج من تحت ضغط التحديات التي يواجهها الآن ، وإلا سيكون مصيره الأنهيار التام وما لا يحمد عقباه من تداعيات ، وهذا وضع لا يستطيع أن يتحمل مسؤوليته الوفد العراقي المتحاور ولا حتى الحكومة العراقية الحالية لوحدهما ، وهنا يتطلب الموقف من الجميع ، الحكومة وكل القوى السياسية العراقية الحريصة على مصلحة العراق وشعبه بمختلف إنتماءآتها وولاءآتها إنتهاج نهج العقلانية والواقعية البرغماتية للتوافق على صياغة القرار السياسي العراقي الوطني الموحد أزاء هذا الحوار الأستراتيجي المهم للخروج بموقف منتج لينقذ العراق من محنته العصيبة ، وأن تضع مصلحة العراق فوق كل شئ من الأعتبارات الأخرى ، وأن تتخلى كل القوي السياسية عن سياساتها الندية ومؤآمراتها الكيدية تجاه بعضها البعض على خلفية طائفية وعِرقية وحزبية في مثل هذا الظرف العصيب وأن تعيد النظر بكل القرارات والأحكام الصادرة على أساس ذلك وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين مكونات الشعب وإنجاز قانون العفو العام للسجناء وحل كافة الأشكالات المعلقة بين بغداد وأربيل لغرض توحيد ورص وتقوية الصف الوطني ، هذا هو ما يتطلبه الواقع الموضوعي للعراق اليوم من كل القوى الوطنية التي تحسب نفسها على العراق أن تعمل من أجله بإخلاص وإيمان وتفاني لكي يكون العراق قوياً ومقتدراً لخوض هذا الحوار المهم ليخرج منه منتصراً وإلا سيغرق مركب العراق وسيغرق معه الجميع .
رابعاً : ليعلم الجميع ممن يعتبرون أنفسهم سياسيين بأن الجهة الوحيدة في العالم التي بإستطاعتها وبإمكانها من خلال ما تمتلكه من الأمكانيات والقدرات والتأثيرات الدولية لحشد الدعم الدولي لمساعدة العراق لإنتشاله من براثن هذا الواقع المزري أمنياً وإقتصادياً ومالياً وعسكرياً وعلمياً وتكنولوجياً وغيرها من مستلزمات النهوض هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأصدقائها في العالم والمنطقة وتحديداً دول الخليج العربي .
عليه ومن باب ضمان وحماية مصالح العراق الوطنية ليس أمامه خياراً أفضل ولا بديلاً آخر أقدر وأقل مرارة غير التعاون الايجابي مع الولايات المتحدة الأمريكية بقدر المستطاع عبر هذا الحوار الأستراتيجي على أساس تبادل المصالح المشتركة وإحترام السيادة الوطنية للعثور على مخرج من هذا النفق المظلم .
وهنا يستوجب على كافة القوى السياسية الوطنية العراقية والكتل البرلمانية لكل المكونات من دون إستثناء أي طرف منها أن يُغلبوا مصلحة العراق الوطنية على مقتضيات مصالح الرؤى السياسية المؤدلجة بمفاهيم ضيقة كالطائفية والعِرقية لأنقاذ العراق من الأنهيار ومن المستقبل المجهول التعاون المثمر مع الحكومة ودعمها بأقصى ما يمكن من الجهد لأنقاذ سفينة العراق من الغرق وإيصالها الى بر الأمان في هذا البحر المتلاطم الأمواج ... وإعلموا إن غَرِق العراق ستغرقون جميعاً .

خوشـــــابا ســــولاقا
بغداد في 24 / حزيران/ 2020   

     
                                                                                                                                                                     

36
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سامي خوشابا المحترم
تقبلو محبتنا مع خالص تحياتنا
مبادرتك أو من الأفضل رسالتك هي موضع تقدير وإحترام كل إنسان آشوري مخلص لآشوريته ولوطنه ، ولكن بحكم التجربة والعمل في هذه الحركة من سنة 2003 لغاية 2010 وإطلاعي الواسع على الأسلوب التنظيمي والأداري وإستبدادية القيادة المتمثلة في سكرتيرها العام وتمسكه المستميت بالبقاء على رأس الهرم طمعاً بالمناصب الرسمية وإمتيازاتها في مؤسسات الدولة سبب في عزوف الكوادر المخلصة عن الأستمرار في صفوف الحركة . وجرت محاولات عديدة لأعادة  ترميم الشروخ التي أصابت بها الحركة إلا أنها دائماً إصطدمت بتعنت سكرتيرها العام بالتمسك بالقيادة والبقاء في صدارة المشهد السياسي للحركة والأمة الآشورية ... وهنا أتفق مع ما قاله الأخ فاروق كوركيس " لا يصلح العطار ما خربه الدهر " أي أن هذه الرسالة هي ليست أكثر من كونها بمثابة النفخ في قِربة مثقوبة . الحركة كتنظيم سياسي قد ماتت وما موجود اليوم هي ليست أكثر من مكتب تجاري لقيادتها للأنتفاع من إمتيازات مناصب الدرجات الخاصة الرسمية في الدولة وما جرى مؤخراً من إقصاء للسيد عمانوئيل خوشابا الحليف من " الحزب الوطني الآشوري " في إئتلاف الرافدين الأنتخابي من عضوية البرلمان ليحل مكانه قائد الضرورة لهو خير دليل على مدى إدمان قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية لتولي المناصب للبقاء في صدارة المشهد السياسي الآشوري بأي ثمن وهذا السلوك بات معروفاً للقاصي والداني من أبناء أمتنا ... على أية حال جهودك مشكورة يا أستاذ سامي خوشابا وهو موقف مسؤول نابع من الحرص القومي والوطني ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة .

                                 محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد       

37
تحقيق أطماع الجيران أم كسب صداقة الشيطان ؟
خوشـــابا ســـولاقا
من خلال تنشيط ذاكرة المتناسين للعودة الى قرأة التاريخ القديم من جديد بمنظار العقل والمنطق المتجرد عن روابط الدين والمذهب سنراه على صورة أخرى غير التي طبعناها في أذهاننا المريضة وذاكرتنا المذهبية حيث سنرى الجانب الأسود والأبيض فيها وسنرى الجزء الظاهر من جبل جليد الطائفية فوق سطح الماء ونخمن الجزء المغمور منه وسنضع إصبعنا على الجرح وسنضع النقاط على الحروف ، وعندها ستتكون لنا صورة جديدة مختلفة واضحة المعالم والأبعاد عن تلك التي طبعت في أذهاننا منذ قرون طويلة على خلفية مذهبية طائفية ، وتتوضح لنا معالم الحدود الوطنية على أرض الواقع وسندرك حينها بماذا يفكر الآخرين من جيران الشر والعدوان وماذا نريد ونبتغي من صداقة الشيطان في الكفة الثانية من الميزان لنخرج برأي واعي وناضج ومسؤول تجاه ما يهدد سيادة أوطاننا لنتمكن من حماية مستقبل أجيالنا ... لنعود الى التاريخ بإختصار
أولاً : إحتلوا الفرس الأخمينيين العراق لأول مرة بإسقاط عاصمته بابل سنة 539 ق م على يد كورش الأخميني ثم تلته في حكم العراق سلالات فارسية من ساسانية وفرثية وآخرها صفوية وغيرها الى أن تم إسقاط آخر سلالة لهم على يد العرب في زمن الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع للميلاد وتم قتل قائدهم المشهور رستم على يد القائد العربي المسلم القعقاع وتم أخذ بنات كسرى سبايا الى الحجاز وتم تزويجهن الكبرى لسالم إبن أبو بكر الصديق والوسطى لعبدالله إبن عمر إبن الخطاب والصغرى للحسين بن علي إبن أبي طالب ، وهكذا على أرض الواقع إنتهت سلطة الفرس على أرض العراق إلا أنها بقيت في الأذهان والنفوس تتقد كالجمر تحت الرماد وتتحين الفرص لأستعادة الفرع الى الأصل ، وهذا ما صرحوا به علناً عبر وسائل الأعلام الكثير من قادتهم قبل فترة قصيرة وقالوا أن العراق هي أرض أجدادنا ومن دون تحفظ .
ثانيا : الترك من آل عثمان إحتلوا بغداد في سنة 1534م بقيادة السلطان سليمان القانوني بعد أن طردوا الفرص الصفويين بقيادة الشاه طهماسب ، وفعلوا العثمانيين ما فعلوا بأسم دولة الخلافة الأسلامية بأهل العراق من محاولات تتريك الأرض والسكان لمسح هويته الأصلية الى حين سقوط إمبراطوريتهم المجرمة على يد الحلفاء سنة 1918 م بنهاية الحرب العالمية الأولى وتم تقسيم هذا الجزء ( ما تسمى اليوم بالدول العربية ) بموجب إتفاقيات سايكس بيكو ولوزان الى دول وضعت تحت الأنتداب البريطاني والفرنسي وصار خط الحدود الفاصل بين تركيا الحالية والعراق وسوريا ما سمية بخط بروكسل ، وعندما تم وقف إطلاق النار بين الحلفاء والدولة العثمانية سنة 1918 م كانت ولاية الموصل العثمانية بيد الدولة العثمانية أي أنها من المفروض أن تبقى جزء من تركيا الحالية ، إلا أن الأصدقاء الشياطين ضموها الى العراق سنة 1924 م لغرض في نفس أبو ناجي إلا أن ذلك كان من صالح العراق بالنتيجة وصارت الحدود الدولية بيننا وتركيا بموجب خط بركسل حسب إتفاقية لوزان التي هي بموجبها تم التقسيم وليست إتفاقية سايكس بيكو كما يتوهم البعض ، وإتفاقية لوزان التي كان أمدها 99 سنة قد إنتهت وكان فيها بند ينص على أن هذه المنطقة الحدودية إذا لم تستقر ويستتب فيها الأمن وتشكل خطر أمني على تركيا يكون من حق تركيا التدخل وإستعادتها وهذا ما تقوم به تركيا اليوم بقيادة السلطان أردوغان .
ثالثاً : تناسوا الفرس وآل عثمان أن العراق لم يَكُن في يوم ما أرضهم وأرض أبائهم وأجدادهم كما يدعون ويتخيلون واهمين ، وإنما هي أرض السومريون والأكديون والبابليون والآشوريون والعرب أولاد النعمان إبن المنذر والمثنى بن حارثة الشيباني قبل أن تكون أرضاً لأية أمم أخرى قبلهم ولن سيكون لغيرهم اليوم ولا في المستقبل وأن أثار وشواخص أصحابها الحضارية تملأ أرض بيث نهرين - ميسوبوتيميا وكل متاحف العالم ... حلمكم لن يتحقق لأن العراقيين الشرفاء بكل مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية عليكم بالمرصاد ، فعودوا الى أرضكم وكونوا لنا أصدقاء الخير وليس جيران الشر والسوء كما أنتم الآن .

[رابعاً : موقف العرب العراقيين والسوريين حصراً وصمت الآخرين من العرب عامةً المنقسم مذهبياً والموزع ولائياً للفرس والأتراك على أساس مذهبي شيعي وسني وعلى حساب التفريط بالحقوق الوطنية هذا ما يساعد الجيران أهل الأطماع التاريخية في أرض العراق وسوريا على إستغلال ولائكم المذهبي كعنصر فاعل لدعم تنفيذ مخططاتهم العدوانية الشريرة هو الكارثة التي يستوجب التوقف عنده والتفكير به ملياً بتجرد وتقديم المصالح الوطنية لبلدانكم على ولائكم المذهبي الطائفي ، وما التدخل التركي وعدوانه العسكري على الحدود العراقية والسورية والقصف الأيراني المدفعي المكثف بذريعة ملاحقة الكورد المعارضين لهما إلا دليل واضح وساطع على مدى أطماع كلٍ من تركيا وإيران في أرض العراق وسوريا العاجزين عن صد عدوانهما إلا من خلال كسب صداقة الشيطان الأقوى منهما وفق تبادل المصالح وبأقل الخسائر ... فماذا هو الخيار الأفضل والأحسن يا دعاة السيادة الوطنية من المذهبين وهل لديكم خيار آخر ؟ وأين صارت السيادة خط أحمر يا منافقون راوونا عرض أكتافكم لنصدق نفاقكم السياسي ؟ ..... تحياتي
[/b][/color][/size]

38
العلاقة العضوية بين القومية والأرض التاريخية ... كيف يجب أن تُفهم ؟؟
خوشابا سولاقا
عندما نطلع على تاريخ كل أمم العالم منذ فجر الحضارات الانسانية الأولى في التاريخ والى يومنا هذا من زاوية العلاقة بين الانسان والأرض سوف نجد أنه هناك علاقة عضوية جدلية تكاملية قوية وراسخة لا انفصام فيها بين الأرض والقومية التي تعيش عليها بالشكل الذي أما أن تأخذ الأرض كوطن الأسم القومي للأمة أو على العكس من ذلك أن تأخذ الأمة الأسم القومي لها من اسم الأرض ، وبما أن أرض الوطن ثابتة ومستقرة في مكانها جغرافياً لا يمكن ترحيلها من مكان الى آخر فتبقى بذلك حاملةً للأسم التاريخي معها مدى الدهر ، بينما من يرحل من ساكنيها الى أرض أخرى مسماة جغرافياً واجتماعياً ويتخذ منها وطناً بديلاً له كما هو اليوم حال بلدان المهجر سوف يتبنى المُهاجر شاء أم أبى الأسم الجديد للآرض التي اختارها وطناً له عليه واجبات مستحقة نحوها يستوجب أدائها كما هو حال السكان الأصليين ليحق له التمتع بما يتمتع به السكان الأصليين من حقوق وطنية وانسانية ، صحيح أن القادم الجديد يحمل الثقافة واللغة والتقاليد والعادات والطقوس العِرقية التي كان يعتز بها في وطنه الأم ويحاول المحافظة عليها وحمايتها من الأنصهار في بوتقة ثقافة وعادات وتقاليد وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد في بداية الأمر إلا أن تقاليد الحياة الجديدة ومستلزماتها في الوطن الجديد تفرض علية التنازل والتراجع بشكل تدريجي ثم التخلي عنها شيءً فشيءً مع مرور الزمن ، وهكذا وبمرور وتعاقب الأجيال تبقى طبائع وثقافة وتقاليد وعادات وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد هي السائدة وسيدة القرار في مجتمع الأمة المُهاجرة الى أن تنصهر بالكامل بعد جيلين أو ثلاثة على أبعد تقدير وهذا ما بدأت بوادره بالظهور جلياً في الأجيال الشابة من أبناء وبنات أمتنا الآشورية ممن هاجروأ أبائهم وأجدادهم أرضهم التاريخية قبل أربعين أو خمسين سنة وأكثر . 
 أيها القارئ الكريم إن عملية الأنصهار القومي والثقافي والأجتماعي للمُهاجرين من أرضهم التاريخية التي تحمل بصماتهم الحضارية في بوتقة الأمة ذات الأغلبية القومية المعينة في بلدان المهجر تأتي عبر عملية تراكمية تاريخية تأخذ وقتاً من الزمن وخير مثال على ذلك هو هِجرة الأوروبيين من بلدانهم الى العالم الجديد في القارتين الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلاندا ، حيث نجد أن القومية الغالبة ثقافياً وحضارياً كانت القومية الأنكليزية لذلك انصهروا كل الأوروبيين  المهاجرين الى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا الحالية في بوتقة الأمة الأنلكليزية الغالبة والمهيمنةً ثقافةًً ولغةًً وتقاليداً وعاداتاً وطقوساً وتشكلت على أثرها أمم جديدة بمقومات وخصائص اجتماعية وسمات ثقافية جديدة الى حدٍ ما تجمع عرقيات واثنيات وأديان مختلفة على شكل الأمة الأمريكية والأمة الكندية والأمة الأسترالية بجوهر انكليزي ، الجميع يتكلمون اللغة الأنكلزية لكونها اللغة الرسمية ولكن يرفضون أن يكونوا انكليزاً  قومياً ، وهكذا الحال في قارة أميريكا اللاتينية تشكلت أمم عديدة بأسماء سكان البلاد الأصليين وبجوهر اسباني وبرتغالي والجميع يتكلمون الأسبانية أو البرتغالية ولكنهم يرفضون كونهم اسبان أو برتغاليين  قومياً، هكذا وبمرور الزمن وتعاقب الأجيال وتطور الحياة الاجتماعية في تلك الأمم قد يتحول أسم الأمة في تلك البلدان الى أسم قومي وهوية قومية لسكانها المنحدرين من أعراق وأثنيات مختلفة . 
الهجرة حتماً في نهاية المطاف تنتهي بالمُهاجر شاءَ أم أبى وبناءً على متطلبات الحياة ومواكبة التفاعل والانسجام مع المجتمع الجديد الى التخلي عن لغته وعاداته وتقاليده وطقوسة ومقوماته القومية الآصيلة التي حملها معه من وطن الأم ويتبنى بدلاً منها ما هو سائد في الوطن الجديد للقومية الغالبة فيها ليتمكن من الأستمرار في العيش والأندماج في المجتمع الجديد ، وبعد جيل وجيلين أو ثلاثة أجيال في أحسن الأحوال وبسبب التفاعل والأختلاط الاجتماعي والتزاوج المتبادل سوف يكون المُهاجر المنحدر من أصول عرقية معينة منسلخاً بالتمام والكمال في سلوكه الاجتماعي وثقافته وحتى طبائعه عن تلك الأصول ، وربما سوف لا يتذكرون الأجيال اللاحقة والتي ولدت وتربت في المجتمع الجديد شيئاً عن أصولها العِرقية القديمة المنحدرين منها وبذلك تدخل الأمة قومياً في بلدان المهجر في مرحلة الغيبوبة والأحتضار والاستسلام للأمر الواقع وهذا قدرهم المحتوم لا مفر منه .
ولتوضيح هذه العلاقة العضوية أي علاقة القومية بالأرض التاريخية وكونها علاقة لا انفصام فيها نأخذ أمثلة من واقع الحال ومن مختلف قارات الأرض سوف نجد من خلالها حقيقة وواقع وماهية هذه العلاقة وكما يلي :-
•   أرض الأمة والقومية اليابانية الغالبة .... هي اليابان
•   أرض الأمة والقومية الهندية الغالبة ..... هي هندستان
•   أرض الأمة والقومية الباكستانية الغالبة .... هي باكستان
•   أرض الأمة القومية الأفغانية الغالبة ... هي أفغانستان
•   أرض الأمة والقومية الكازاخية الغالبة ... هي كازاخستان
•   أرض الأمة والقومية الطاجيكية الغالبة ... هي طاجيكستان
•   أرض الأمة والقومية الكوردية الغالبة ... هي كوردستان
•   أرض الأمة والقومية التركمانية والتورك الغالبة .... هي تركمانستان وتركيا الحالية .
•   أرض الأمة والقومية الروسية الغالبة .... هي روسيا
•   أرض الأمة والقومية الفرنسية الغالبة .... هي فرنسا
•   أرض الأمة والقومية الآيرلندية ( الآيرش ) الغالبة ,,, هي ايرلانده 
•   أرض الأمة والقومية الاسكوتلندية ( السكوتش ) الغالبة ... هي اسكوتلانده
•   أرض الأمة والقومية الأنكليزية ... هي اينكلاند England   
•   أرض الأمة والقومية الألمانية الغالبة .... باللغة الألمانية ( دوتش ) ... هي ألمانيا أي دوتشلاند .
•   أرض الأمة والقومية الأسبانية الغالبة .... هي اسبانيا
•   أرض الأمة والقومية الأيطالية الغالبة ..... هي إيطاليا
•   أرض الأمة والقومية البرتغالية الغالبة ..... هي برتغال
•   أرض الأمة والقومية الآشورية الغالبة في وقتها ..... هي آشــــور التاريخية .
•   أرض الأمة والقومية العربية الغالبة .... هي عربستان أي أرض الجزيرة العربية الحالية قبل الأحتلال العربي الأسلامي للبلدان المجاورة . 
هذه النماذج هي مجرد أمثلة بسيطة لأستعراض وتوضيح طبيعة الأرتباطات والأشتقاقات التسموية اللغوية إن جاز التعبير للعلاقة العضوية بين " القومية " الغالبة وأرض الوطن الأم ، حيث لا يمكن أن تكون هناك " قومية " ذات غالبية على غيرها من الأثنيات العِرقية تعيش في أرض ما من دون أن تأخذ هويتها القومية من هوية أرض الوطن .
في الأمم التي تشكلت حديثاً ومصدر سكانها هو الهجرة من البلدان الأخرى كما هو في حالة أميريكا وكندا واستراليا ونيوزيلاد وأمم أميريكا  اللاتينية وغيرها فإنها ما زالت في طور التكوين والتشكيل وتعيش مخاض اجتماعي ثقافي وحضاري في عملية انصهار الأثنيات العِرقية المُهاجرة في بوتقة القومية الغالبة المهيمنة اجتماعياً وثقافياً لولادة أمة جديدة بمقومات خاصة تختلف عن مقومات الأعراق الأصيلة لها .
بناءً على هذه المعطيات لا يمكن للفرد أن يحافظ على هويته القومية التي استمدها من هوية أرضه التاريخية إلا من خلال البقاء في أرض الوطن الأم وبعكس ذلك فإن متطلبات ومقومات الحياة في أوطان المهجر تفرض علية بل تجبره في نهاية المطاف بعد أجيال على تخلى أحفاده عنها واكتسابهم للهويه القومية من هوية الوطن الجديد في المهجر .
إن علاقة الأرض بالقومية كعلاقة الانسان المسيحي بالعماذ في الطقوس المسيحية ، ان كل قومية تُعمذ بعماذ الأرض التي نشأت عليها تاريخياً ، وبذلك لا يمكن لأي إنسان من أية قومية  كان أن يحافظ على هويته القومية التي عُمذ بها إلا في أرض عماذه التاريخية .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 20 / حزيران / 2020



39
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
مقالكم النقدي الساخر المعنون " لعنة الله على الأكراد " كان رائعاً في سرد وتحليل الواقع السياسي للحركة الكوردية في سعييها لأنشاء دولتهم الموعودة " كوردستان الكبررى " إلا أن أحلامهم ذهبت في كل مرة وكرة أدراج الرياح وأنتهت الى حيث بدأت وهكذا كان حال كل الأقليات القومية والدينية في مناطق صراع النفوذ للدول الكبرى على المصالح الحيوية منذ الحرب العالمية الأولى ومن سوء حظنا نحن الآشوريين والكورد كنا في هذه المنطقة المسماة بالشرق الأوسط التي تضم في ترابها 65 % من مكنونات النفط والغاز كمصادر رئيسية للطاقة في العالم ولذلك تم استغلالنا من قبل الكبار المتصارعين على تلك المصادر لأستعمالنا كأوراق الضغط لأبتزاز الأكثريات الحاكمة في دويلات هذه المنطقة من التورك والعرب والفرس وكنا ترمى كنفايات في سلة المهملات بعد انتهاء وقت القتال وبدأ وقت تقسيم الغنائم من دون أن يصيبنا شيء من تلك الغنائم ، هكذا كانت قواعد لعبة السياسة الدولية ، وهكذا هي الآن ، وهكذا ستبقى في المستقبل ، وهكذا ستبقى الأقليات مجرد ورقة لعب أحتياطية تستعمل عند الحاجة لأبتزاز الأكثريات الحاكمة يا رابي نيسان سمو .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد

40
الى الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
 عتبنا عليكم يا صديقنا العزيز هو نسألكم لماذا تنشرون منشورات أو مقالات تتناقض في مضمونها مع بعضها البعض ؟ ما الغاية من الكتابة إذا لم تتوافق الكتابات على مضمون وهدف واحد لكاتب واحد معروف التوجه الفكري والقومي مثل حضرتكم ؟ .
نحن شخصياً لا نرى أية ضرورة تاريخية أو علمية لنشر مثل هكذا رسالة دينية بحتة التي تنسف التاريخ القومي الحقيقي للآشوريين بمجمله لصالح إيمان ديني طوباوي الذي كان السبب في دمار أمتنا الآشورية بمسخ وعيها القومي وتهويده بحسب ثقافة التوراة اليهودي والتي تتناقض مع مقالكم الذي نشرتموه قبل يومين بعنوان " أومتا وأومتانايوثا بين الوطن والمهجر .... إلخ " والذي عقب عليه أحد الأخوة من دعاة " الآرامية " بأسم أبو أفرام حيث أكدتم له من خلال نشركم لهذه الرسالة في سطرها الثاني الذي ينص ( تحية آرامية بالمسيح وبعد.) صحة ما يدعي به وغيره من دعاة الآرامية وينفي كل ما ذكرتموه في مقالكم المنوه عنه في أعلاه .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصدقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

41
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ زيد غازي ميشو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
نحييكم على هذا المقال النقدي اللاذع الفوق الرائع الموجه الى المجتمع الكنسي المسيحي وعلى علاقة الكاهن بمختلف رتبهم الكهنوتية بالأتباع والتي هي علاقة التابع بالمتبوع الشبيه بعلاقة " الراعي بالقطيع " حيث السلطة المطلقة للراعي والصمت المطبق للقطيع !!! ، وهذه العلاقة شاملة بكل تفاصيلها وجزئياتها لكل الأديان والعبادات لأن طبيعة النظام الديني الحاكم في كل الأديان هو نظام " ثيوقراطي - أبوي " يخضع فيه الأدنى بالدرجة الدينية خضوعاً مطلقاً للأعلى منه في الدرجة الدينية ، وهو بالتالي نظام يلغي إنسانية الانسان وينتزع منه الأرادة وحرية القرار وينفذ من دون مناقشة ما يقرره له الأعلى منه في الدرجة الدينية وهو من أبشع الأنظمة الديكتاتورية الأستبدادية ، وما نراه اليوم سائداً في المجتمعات المتدينة من سلوكيات متخلفة ومتجاوزة لحقوق الانسان وحتى على إنسانيته هي من إفرازات هذا النظام الأستبدادي البشع ، ولغرض معالجة ما تم تأشيره في مقالكم من ملاحظات بشأن العلاقة بين الكاهن بمختلف درجاته والأتباع ( القطيع ) يتطلب الأمر من الكتاب والمفكرين والمثقفين العمل على توعية الأتباع بطبيعة هذا النظام ودعوتهم الى التحرر والأنعتاق من سطوة وهيمنة ودجل هذا النظام ورموزه المنافقون ومقالكم هذا يصب في هذا المجرى يا أستاذ زيد ميشو ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

42
الى الصديق العزيز رابي ظافر شنو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على إجابتكم الكريمة على مداخلتنا وكانت إجابة دقيقة ورائعة باستثناء دعوتكم لأبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين الى الهجرة والرحيل عن أرض الوطن التاريخي أرض الأباء والأجداد لنعيش غرباء في كنف الغرباء !!! ، أتفق معكم بكوننا الحلقة الأضعف في مكونات الشعب العراقي وقد أصابتنا فعلاً الكثير من المصائب خلال تاريخُنا المعاصر إلا أننا تمكنا من البقاء والمحافظة على وجودنا القومي وهويتنا وخصوصيتنا القومية كمكون متميز نوعياً على غيرنا ، مكون له ميزاته وخصوصياته وابداعاته إضافة الى ما لديه من تراثه التاريخي وحضارتة العظيمة التي بها عُرف العراق عالمياً ولكننا بالرغم من كل ذلك لم ننقرض ، أما بالهجرة الى بلدان المهجر المتعددة فمستقبلنا كأمة لها كيانها ستنصهر وتنقرض من دون رجعة على مدى زمني لا يتجاوز جيلين أو ثلاثة ورأتُ ملامح ومؤشرات ذلك الأنقراض من خلال زياراتي الستة للولايات المتحدة الأمريكية حيث الشباب لا يتكلمون مع بعضهم البعض بلغتنا القومية وإنما يتكلمون بالأنكليزية ، وكذلك تغيرت عندهم الكثير من الطبائع والسلوكيات التي نتطبع بها كهوية قومية لأمة منها الأسماء والفلكلور الشعبي  ... فكيف يا رابي ظافر شنو الوردة تدعو وتشجع على الرحيل من أرض الوطن لنتجنب ما قد يصيبنا من بعض المصائب والمعاناة التي تصيب غيرنا من الشركاء ونقبل بأن ننقرض كأمة بعد أجيال بسبب الأنصهار والأندماج والأختلاط مع مجتمعات المهاجر ؟؟؟ .... انه أمر غريب لا استسيغه ولا أستوعبه ..... ثم هل أن تلك البلدان ( أقصد بلدان المهجر ) خالية من المصائب والمعاناة والمصاعب والتمييز أم أن مصائبها ومعاناتها تختلف باللون عن ما موجود منها في وطننا ؟؟ ....  دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
 

43
الى الأخ والصديق العزيز شاعرنا المبدع رابي إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
ما أروعها قصيدتكم بمفرداتها الآنيقة والجميلة والبليغة وبمضمونها العميق المؤثر في نفوس ووجدان من يستذوق قرأة الشعر العمودي الأصيل أنكم حقاً كما عهدنا بكم وكما عودتمونا دائماً في كل ما قرأناه لكم من أشعار شاعراً مبدعاً ومتمكناً ومتصاعداً نحو أعالي المجد الشعري وليس بوسعنا إلا أن نقول لكم يسلم قلمكم والى المزيد من الأرتقاء في سلم المجد والشهرة نحو الأسمى والأنبل والأرقى يا شاعرنا المبدع والرائع رابي إيشو شليمون ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام . وهل يحق ويصح لنا نحن الآشوريون المشتتون في بقاع الأرض أن نقول

                          فاتَكَ  الميعـادُ  يا  أصْلَ  الأصول   إنَّ (  ليلى ) رُحِّلَتْ يــومَ الخمـول         

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد بيث نهرين 

44
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ يوسف أبو يوسف - ظافر شانو المحترم
 تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
قرأنا مقالكم الرائع بإمعان وكان حقاً تحليلاً سياسياً دقيقاً على ضوء المعطيات الموجودة على أرض الواقع العراقي ومدى تأثر حراك هذا الواقع الأجتماعي والسياسي وحتى الوطني الى حدٍ ما بالولاء للأنتماءآت الخصوصية الفرعية المذهبية والدينية والقومية والقبلية والعشائرية والمناطقية على حساب الأنتماء للوطن والهوية الوطنية وكانت تجليات هذه الظاهرة حاضرة في بعض شعارات ويافطات التظاهرات مما أعطت انطباعاً خاطئاً عن الهدف المركزي للتظاهرة " نازل أأخذ حقي وأريد وطن " والذي يدعو بوضوح الى اسقاط العملية السياسية الفاسدة ومحاسبة الفاسدين والخلاص من نظام المحاصة الطائفية والأثنية لذلك كانت ردة فعل النظام السياسي بكل مؤسساته الرسمية عنيفة وقاسية بهذه الدرجة التي كانت نتيجتها استشهاد المئآت وجرح الآلاف من الشباب العراقي وبالمقابل كان هناك الدعم الهائل سياسياً واعلامياً من مختلف المؤسسات السياسية والمرجعيات الدينية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان المحلية والأممية للمتظاهرين السلميين في الشارع والمجتمع العراقي وهذا الموقف قد أعطى زخماً هائلاً لديمومة واستمرار الحراك الشعبي إذا نكثت الدولة لوعودها في تنفيذ ما طالبت به الجماهير المتظاهرة .
إلا أن إنطلاق مثل هكذا تظاهرات شعبية التي ارتقت الى مستوى الأنتفاضة الشعبية الشاملة كان أمراً طبيعياً ومتوقعاً كردة فعل شعبي على واقع الحال الذي يعيشه الشعب العراق من انتشار الفساد والجريمة بكل أشكالها وغياب سلطة القانون والأمن والأمان في الشارع وانتشار البطالة والمحسوبية والمنسوبية وانتشار الفقر وغياب الخدمات يا رابي ظافر شانو .
أنا لا أتفق معكم بأن هذه التظاهرات كانت عشوائية بل أنها كانت على العكس من ذلك لأن أسبابها كانت واقعية وموضوعية وملموسة وحتماً لها قيادات حركتها بذكاء ودقة من وراء الستار مستغلة الظروف الموضوعية والذاتية للشعب العراقي لتثوير الشارع بهذه الهبة الثورية السلمية وأن قادم الأيام ستثيت ذلك ويمكن قرأة هذه الأمور من خلال ردة فعل النظام في إجراآتها المختلفة منها حجب مواقع التواصل الاجتماعي الى اليوم .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

45
العلاقة العضوية بين القومية والأرض التاريخية ... كيف يجب أن تُفهم ؟؟
خوشابا سولاقا
عندما نطلع على تاريخ كل أمم العالم منذ فجر الحضارات الانسانية الأولى في التاريخ والى يومنا هذا من زاوية العلاقة بين الانسان والأرض سوف نجد أنه هناك علاقة عضوية جدلية تكاملية قوية وراسخة لا انفصام فيها بين الأرض والقومية التي تعيش عليها بالشكل الذي أما أن تأخذ الأرض كوطن الأسم القومي للأمة أو على العكس من ذلك أن تأخذ الأمة الأسم القومي لها من اسم الأرض ، وبما أن أرض الوطن ثابتة ومستقرة في مكانها جغرافياً لا يمكن ترحيلها من مكان الى آخر فتبقى بذلك حاملةً للأسم التاريخي معها مدى الدهر ، بينما من يرحل من ساكنيها الى أرض أخرى مسماة جغرافياً واجتماعياً ويتخذ منها وطناً بديلاً له كما هو اليوم حال بلدان المهجر سوف يتبنى المُهاجر شاء أم أبى الأسم الجديد للآرض التي اختارها وطناً له عليه واجبات مستحقة نحوها يستوجب أدائها كما هو حال السكان الأصليين ليحق له التمتع بما يتمتع به السكان الأصليين من حقوق وطنية وانسانية ، صحيح أن القادم الجديد يحمل الثقافة واللغة والتقاليد والعادات والطقوس العِرقية التي كان يعتز بها في وطنه الأم ويحاول المحافظة عليها وحمايتها من الأنصهار في بوتقة ثقافة وعادات وتقاليد وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد في بداية الأمر إلا أن تقاليد الحياة الجديدة ومستلزماتها في الوطن الجديد تفرض علية التنازل والتراجع بشكل تدريجي ثم التخلي عنها شيءً فشيءً مع مرور الزمن ، وهكذا وبمرور وتعاقب الأجيال تبقى طبائع وثقافة وتقاليد وعادات وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد هي السائدة وسيدة القرار في مجتمع الأمة المُهاجرة الى أن تنصهر بالكامل بعد جيلين أو ثلاثة على أبعد تقدير وهذا ما بدأت بوادره بالظهور جلياً في الأجيال الشابة من أبناء وبنات أمتنا الآشورية ممن هاجروأ أبائهم وأجدادهم أرضهم التاريخية قبل أربعين أو خمسين سنة وأكثر . 
 أيها القارئ الكريم إن عملية الأنصهار القومي والثقافي والأجتماعي للمُهاجرين من أرضهم التاريخية التي تحمل بصماتهم الحضارية في بوتقة الأمة ذات الأغلبية القومية المعينة في بلدان المهجر تأتي عبر عملية تراكمية تاريخية تأخذ وقتاً من الزمن وخير مثال على ذلك هو هِجرة الأوروبيين من بلدانهم الى العالم الجديد في القارتين الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلاندا ، حيث نجد أن القومية الغالبة ثقافياً وحضارياً كانت القومية الأنكليزية لذلك انصهروا كل الأوروبيين  المهاجرين الى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا الحالية في بوتقة الأمة الأنلكليزية الغالبة والمهيمنةً ثقافةًً ولغةًً وتقاليداً وعاداتاً وطقوساً وتشكلت على أثرها أمم جديدة بمقومات وخصائص اجتماعية وسمات ثقافية جديدة الى حدٍ ما تجمع عرقيات واثنيات وأديان مختلفة على شكل الأمة الأمريكية والأمة الكندية والأمة الأسترالية بجوهر انكليزي ، الجميع يتكلمون اللغة الأنكلزية لكونها اللغة الرسمية ولكن يرفضون أن يكونوا انكليزاً  قومياً ، وهكذا الحال في قارة أميريكا اللاتينية تشكلت أمم عديدة بأسماء سكان البلاد الأصليين وبجوهر اسباني وبرتغالي والجميع يتكلمون الأسبانية أو البرتغالية ولكنهم يرفضون كونهم اسبان أو برتغاليين  قومياً، هكذا وبمرور الزمن وتعاقب الأجيال وتطور الحياة الاجتماعية في تلك الأمم قد يتحول أسم الأمة في تلك البلدان الى أسم قومي وهوية قومية لسكانها المنحدرين من أعراق وأثنيات مختلفة . 
الهجرة حتماً في نهاية المطاف تنتهي بالمُهاجر شاءَ أم أبى وبناءً على متطلبات الحياة ومواكبة التفاعل والانسجام مع المجتمع الجديد الى التخلي عن لغته وعاداته وتقاليده وطقوسة ومقوماته القومية الآصيلة التي حملها معه من وطن الأم ويتبنى بدلاً منها ما هو سائد في الوطن الجديد للقومية الغالبة فيها ليتمكن من الأستمرار في العيش والأندماج في المجتمع الجديد ، وبعد جيل وجيلين أو ثلاثة أجيال في أحسن الأحوال وبسبب التفاعل والأختلاط الاجتماعي والتزاوج المتبادل سوف يكون المُهاجر المنحدر من أصول عرقية معينة منسلخاً بالتمام والكمال في سلوكه الاجتماعي وثقافته وحتى طبائعه عن تلك الأصول ، وربما سوف لا يتذكرون الأجيال اللاحقة والتي ولدت وتربت في المجتمع الجديد شيئاً عن أصولها العِرقية القديمة المنحدرين منها وبذلك تدخل الأمة قومياً في بلدان المهجر في مرحلة الغيبوبة والأحتضار والاستسلام للأمر الواقع وهذا قدرهم المحتوم لا مفر منه .
ولتوضيح هذه العلاقة العضوية أي علاقة القومية بالأرض التاريخية وكونها علاقة لا انفصام فيها نأخذ أمثلة من واقع الحال ومن مختلف قارات الأرض سوف نجد من خلالها حقيقة وواقع وماهية هذه العلاقة وكما يلي :-
•   أرض الأمة والقومية اليابانية الغالبة .... هي اليابان
•   أرض الأمة والقومية الهندية الغالبة ..... هي هندستان
•   أرض الأمة والقومية الباكستانية الغالبة .... هي باكستان
•   أرض الأمة القومية الأفغانية الغالبة ... هي أفغانستان
•   أرض الأمة والقومية الكازاخية الغالبة ... هي كازاخستان
•   أرض الأمة والقومية الطاجيكية الغالبة ... هي طاجيكستان
•   أرض الأمة والقومية الكوردية الغالبة ... هي كوردستان
•   أرض الأمة والقومية التركمانية والتورك الغالبة .... هي تركمانستان وتركيا الحالية .
•   أرض الأمة والقومية الروسية الغالبة .... هي روسيا
•   أرض الأمة والقومية الفرنسية الغالبة .... هي فرنسا
•   أرض الأمة والقومية الآيرلندية ( الآيرش ) الغالبة ,,, هي ايرلانده 
•   أرض الأمة والقومية الاسكوتلندية ( السكوتش ) الغالبة ... هي اسكوتلانده
•   أرض الأمة والقومية الأنكليزية ... هي اينكلاند England   
•   أرض الأمة والقومية الألمانية الغالبة .... باللغة الألمانية ( دوتش ) ... هي ألمانيا أي دوتشلاند .
•   أرض الأمة والقومية الأسبانية الغالبة .... هي اسبانيا
•   أرض الأمة والقومية الأيطالية الغالبة ..... هي إيطاليا
•   أرض الأمة والقومية البرتغالية الغالبة ..... هي برتغال
•   أرض الأمة والقومية الآشورية الغالبة في وقتها ..... هي آشــــور التاريخية .
•   أرض الأمة والقومية العربية الغالبة .... هي عربستان أي أرض الجزيرة العربية الحالية قبل الأحتلال العربي الأسلامي للبلدان المجاورة . 
هذه النماذج هي مجرد أمثلة بسيطة لأستعراض وتوضيح طبيعة الأرتباطات والأشتقاقات التسموية اللغوية إن جاز التعبير للعلاقة العضوية بين " القومية " الغالبة وأرض الوطن الأم ، حيث لا يمكن أن تكون هناك " قومية " ذات غالبية على غيرها من الأثنيات العِرقية تعيش في أرض ما من دون أن تأخذ هويتها القومية من هوية أرض الوطن .
في الأمم التي تشكلت حديثاً ومصدر سكانها هو الهجرة من البلدان الأخرى كما هو في حالة أميريكا وكندا واستراليا ونيوزيلاد وأمم أميريكا  اللاتينية وغيرها فإنها ما زالت في طور التكوين والتشكيل وتعيش مخاض اجتماعي ثقافي وحضاري في عملية انصهار الأثنيات العِرقية المُهاجرة في بوتقة القومية الغالبة المهيمنة اجتماعياً وثقافياً لولادة أمة جديدة بمقومات خاصة تختلف عن مقومات الأعراق الأصيلة لها .
بناءً على هذه المعطيات لا يمكن للفرد أن يحافظ على هويته القومية التي استمدها من هوية أرضه التاريخية إلا من خلال البقاء في أرض الوطن الأم وبعكس ذلك فإن متطلبات ومقومات الحياة في أوطان المهجر تفرض علية بل تجبره في نهاية المطاف بعد أجيال على تخلى أحفاده عنها واكتسابهم للهويه القومية من هوية الوطن الجديد في المهجر .
إن علاقة الأرض بالقومية كعلاقة الانسان المسيحي بالعماذ في الطقوس المسيحية ، ان كل قومية تُعمذ بعماذ الأرض التي نشأت عليها تاريخياً ، وبذلك لا يمكن لأي إنسان من أية قومية  كان أن يحافظ على هويته القومية التي عُمذ بها إلا في أرض عماذه التاريخية .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 11 / ت1 / 2019 م



46
الى الأخ وصديق العمر العزيز الأستاذ ابرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا العطرة
مقالكم رائع وهو مقال فكري فلسفي حول جدلية العلاقة بين أرض الأم كبنية تحتية لأي عمل فكري سياسي قومي وبين الواقع الفكري كبنية فوقية ، لقد أحسنتم التحليل والوصف والربط بين الأثنين بطريقة فكرية - سياسية لأنسان مفكر وسياسي يدرك جيداً مضمون ما يقوله ولكن ما قيمة التنظير والتفلسف بين أبناء أمة آيلة الى الزوال والأنقراض بسبب الهجرة من وطنها الذي يعيش فيه الكبار في السن من أبنائها ويموت بشكل تدريجي شبابها المهوس ببريق الهجرة ، وفي المهجر بسب رحيل كبار السن الذين يعيش فيهم الوطن وموت الشباب بسبب الأنصهار والأندماج الوجداني في مجتمعات المهجر ، وعلية لا يسعنا إلا أن نقول لقد وقع الفأس في الرأس يا صديق العمر والمستفيد الأكبر من هذه العملية هم قادة مؤسساتنا السياسية ( الأحزاب ) وقادة مؤسساتنا الكنسية ( الأكليروس ) لأن هذا التعدد المكاني لتواجدنا يزيد من مصادر تعبئة جيوبهم بالأوراق الخضراء !!! ولذلك نراهم بعيدين كل البعد في مجمل نشاطاتهم السياسية والكنسية في داخل الوطن وأثناء زياراتهم المكوكية المتعددة لبلدان المهجر عن تناول تداعيات
"  الهجرة وأثارها السلبية على مستقبل بقاء وجودنا القومي كأمة لها هذا التاريخ المجيد في أرضنا التاريخية " آشــــور " ...دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

47
في التربية والثقافة السياسية
حول ... ما هي الفلسفة ؟
خوشــابا ســولاقا
في ظل الأوضاع التي تشهدها الساحة السياسية القومية لأمتنا بشكل خاص والساحة الوطنية العراقية بشكل عام من صراعات وحوارات ونقاشات ومناكفات فكرية وثقافية حول مختلف شؤون الحياة ، وبغرض تعريف وتقريب القراء الكرام من مضمون وادوات تلك الصراعات والحوارات والنقاشات وحتى المناكفات ، أصبح من الضروري جداً ويتطلب الأمر منا أن نسلط الضوء على تلك المفاهيم والمصطلحات الفكرية والفلسفية التي يتناولها القارئ والمثقف في حياته اليومية في مختلف مناحي الحياة الإنسانية ليكون لهذه المفاهيم جدواها وفعلها المؤثر على مسيرة الحياة الإنسانية ، وانطلاقاً من هذه الرؤية ولغرض تمكين القارئ بقدر الأمكان من الخوض في هذه التجربة نحاول تسليط الضوء بقدر المستطاع وحسب إمكانياتنا المتواضعة على مفهوم الفلسفة وتطوره عبر مختلف مراحل  التاريخ الانساني في هذا المقال المختصر .
يعني ما يعنيه مفهوم الفلسفة من الناحية الأشتقاقية هو محبة الحكمة ، ويعني بالمعنى العام له النظرة الشاملة التفصيلية الى المجتمع والحياة والوجود ، وبهذا المعنى العام يمكن القول بأن لكل إنسان فلسفته الخاصة به وبالتالي لكل مجتمع فلسفته الخاصة ولكل مرحلة تاريخية من حياة المجتمع الإنساني فلسفتها الخاصة بها . فالفلسفة ليست مجرد نظرة فردية خالصة بل هي خلاصة الخبرة والتجربة الإنسانية في كل مرحلة من مراحل التاريخ الإنساني ، ولهذا نجد أن لكل مرحلة من مراحل التاريخ ولكل مجتمع من المجتمعات البشرية فلسفاتها الخاصة بها ، والتي تلخص معارفها العلمية وتُبلور قيّمها الاجتماعية العامة .
إن الفلسفة لا تتنوع بتنوع مراحل التاريخ الإنساني وتنوع المجتمعات الإنسانية فحسب بل إنها تختلف باختلاف الأوضاع والخصائص الاجتماعية في كل مرحلة تاريخية وفي كل مجتمع من المجتمعات .
إن الفلسفة في الحقيقة تعبر في جوهرها عن الصراع الفكري والأجتماعي الدائر في مختلف المجتمعات وفي مختلف مراحل التاريخ ، ولهذا فإن تاريخ الفلسفة هو التعبير الفكري عن التاريخ الإنساني نفسه بكل ما يمتلئ به هذا التاريخ من تناقضات وإرهاصات وصراعات ، ويكاد ينقسم تاريخ الفلسفة تماماً كانقسام التاريخ الإنساني نفسه بين إتجاهين أساسيين ، إتجاه يعبر عن الأوضاع المتخلفة في المجتمع حيث يلخص خبراتها وتجاربها ومصالحها ويسعى لتثبيتها واستمرارها وإعطائها صفة الشرعية والأستقرار والخلود الأبدي ، وإتجاه آخر يعبر عن الأوضاع النامية والواعدة في المجتمع ويسعى الى التغيير والتقدم والتجديد المتواصل متجاوزاً القديم البالي المتخلف والآيل الى الزوال والأنقراض بحكم التطور التاريخي .
الأتجاه الأول هو ما يسمى وبات يُعرف بالأتجاه " المثالي " في الفلسفة ، والأتجاه الثاني هو ما يسمى وبات يُعرف بالأتجاه " العلمي المادي " في الفلسفة ، حيث يغلب على الأتجاه الأول المثالي المنهج الحَدسي المعادل للعقل ، أما الأتجاه الثاني العلمي فيغلب عليه المنهج العقلي العلمي .
وكما قلنا أن تاريخ الفلسفة في جوهره في الحقيقة هو تاريخ الصراع الفكري عبر التاريخ بين قوى التقدم من جهة وبين قوى التخلف من جهة ثانية في المجتمعات الإنسانية . في البداية كانت الفلسفة تُقدم رؤيتها عن المجتمع والطبيعة لا في صورة معارف متناثرة وإنما في صورة تنظيم نظري لهذه المعارف يجمعها نسق منطقي موحد وكانت الفلسفة بهذا النسق تتضمن مختلف العلوم ، ثم أخذت العلوم لاحقاً تستقل شيئاً فشيئاً عن هذا النسق النظري الفلسفي الموحد ، وتَكّون لها فروع متميزة من حيث المنهج والموضوع وبذلك خرجت العلوم من منهج التأمل الفلسفي النظري الى المنهج التجريبي العلمي وراحت تحدد لها قوانينها الخاصة بها المستخلصة إستخلاصاً علمياً تجريبياً . في القرن التاسع عشر استقلت العلوم جميعها عن الفلسفة ، وكانت فلسفة " فريدريك هيجل " في هذا القرن هي نهاية تلك الأنظمة الفلسفية الشامخة أي نهاية الفلسفة الكلاسيكية ، ولكن ماذا بقية للفلسفة بعد استقلال العلوم عنها .. ؟ لقد بقيت للفلسفة النظرة العامة بغير تخصص محدد ، ولهذا راحت تبحث في القسمات الشاملة والقوانين الأساسية للحركة العامة للوجود الإنساني والطبيعي على السواء .
ولكن هذا لا يعني أن الفلسفة قد إنعزلت عن العلم كلياً وأن العلم قد إنعزل عن الفلسفة بشكل مطلق بل بقيا معاً في حالة من العلاقة الجدلية التكاملية . إن الفلسفة في عصرنا الراهن تتخذ من نتائج النتائج العامة ومن القوانين الأساسية للعلوم كافة مادة أساسية لبلورة رؤيتها الشاملة للمجتمع والحياة والوجود وبهذا أصبحت الفلسفة فلسفة علمية من دون أن تتدخل في تفاصيل المعارف والتجارب العلمية ، ولكنها في الوقت ذاته لا تنعزل عنها ولا تتناقض معها ولا تفرض نفسها عليها ، وهذه الفلسفة العلمية هي التي تعبر في عصرنا الراهن عن حركة التقدم الاجتماعي ، بل تكون هي الأداة الفعالة الدافعة في دفع هذا التقدم نفسه نحو أهدافه المرجوة .
وفي مواجهة هذه الفلسفة العلمية تقوم فلسفة أخرى مناهضة للعلم ، فلسفة مناهضة للتقدم الاجتماعي تتذرع بها القوى الاجتماعية الرجعية المتخلفة لأشاعة روح القنوط والتشاؤم والتخاذل واليأس وبث النظريات الجزئية الجانبية التي تُحرم الإنسان المعاصر من الرؤية العلمية الشاملة للطبيعة وقوانين تطورها ومن التجربة الإنسانية بكل أبعادها التقدمية لأعادة بناء مجتمعات جديدة أكثر تقدماً وتطوراً .. ومن هنا نستطيع القول بأنه ليس هناك نظرية فكرية ثابتة أو نظرية فلسفية ثابتة تصلحان وتلائمان لكل زمان ومكان ولكل المجتمعات البشرية طالما أن الفكر والفلسفة هما جزء من البنية الفوقية المتمثلة بالثقافة لتركيبة النظام الاجتماعي المعين ولمرحلة تاريخية بعينها والتي هي بطبيعة الحال متغيرة بشكل مستمر ودائم ، عليه تكون الفلسفة والفكر متغيران تبعا للتغيرات التي تحصل في بنية المجتمعات السُفلية المتمثلة في شكل النظام الأقتصادي السائد ، وبذلك تسقط نظرية ثبوت وأزلية الفكر والفلسفة مهما كانت طبيعة ذلك الفكر وتلك الفلسفة .
شاهدت وتشاهد التجربة العراقية قبل وبعد سقوط النظام البعثي فشل كل المحاولات الداعية لثبوت نظرية الفكر القومي العروبوي الشوفيني أمام الأفكار الداعية الى التعايش السلمي بين مكونات الوطن الواحد ذات التعدديات القومية المختلفة وبذلك تم إسدال الستار على الفكر القومي العنصري الشوفيني ، وتشاهد التجربة العراقية اليوم نتائج فشل ثبوت وأزلية الفكر الديني السياسي الطائفي في العراق المتعدد الأديان والمذاهب والطوائف بجلاء وقد إنعكس ذلك في الفشل الذريع الذي منيت به أحزاب الأسلام السياسي الطائفي بشقيه الشيعي والسُني إن صح التعبير في بناء دولة المواطنة القوية والهوية الوطنية على حساب دولة المكونات الدينية والعِرقية والطائفية والهويات الفرعية المشوهة والمتهرئة والعاجزة عن تقديم أبسط أشكال الخدمات الاجتماعية وتوفير الأمن والأمان للمجتمع العراقي بسبب الخلافات والتناقضات والصراعات على المصالح والمناصب التي تمثل تلك المكونات المتعددة ، وهكذا تعيش بقية شعوب الشرق الأوسط العربية والأسلامية وبالأخص بعد ثورات ما سميت بثورات الربيع العربي حيث تشاهد صراعات عنيفة بين مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية من خلال أدواتها المتمثلة بأحزاب الأسلام السياسي الطائفي وأحزاب القومية الشوفينية ، حيث أن الضحية الأولى لهذه الصراعات كانت الأقليات العددية القومية والدينية والمذهبية والشرائح المثقفة والعقول العلمية والفكرية المتنورة والكفاءات ، مما أسفر ذلك الى هجرة وتهجير تلك الأقليات والشرائح من الكفاءات لبلدانها التاريخية الأصلية والتشتت في المهاجر والعيش هناك على فتات الغرباء بمذلة بمعاناتهم القاسية من مرض الغربة والأغتراب والحنين الى الوطن الأم ، والمسيحيون بكل تسمياتهم خير مثال حي على ذلك حيث تناقص وجودهم الديموغرافي في بلدانهم الأصلية الى أكثر من 75% من عدد نفوسهم قبل عشرة سنوات خلت في بعض تلك البلدان كالعراق وسوريا . هذه هي النتائج الكارثية للدعوات الداعية الى ثبوت وأزلية الفكر والفلسفة وفرضها قسراً بالقوة على الآخر والتي تحصد نتائجها شعوب هذه البلدان اليوم .
إن التنوع والتعدد في مكونات الأمم ووجود الكفاءات والعقول الخلاقة والمبدعة هو مصدر قوتها وحيويتها وجمالها ودافعها وحافزها الفعال للتطور والتجدد ، وعليه فإن هجرتها وتهجيرها يكون بمثابة قطف الزهور اليانعة والجميلة من بستان البيت وترك الأشواك اليابسة تملئه وتسود أرضه ، هكذا هي الصورة النهائية لمن يعرف قراءة لغة الرموز .   

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 5 / آب / 2019 م   



48
الى الأخ العزيز وصديق العمر الرائع الأستاذ الكاتب المبدع أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
 كان مقالكم رائعاً وقد أحسنتم اختيار العنوان المعبر عن حقيقة وضعنا المزري ولا يسعنا إلا أن نقول صح لسانكم ويسلم قلمكم على تشخيصكم لنقطة ضعفنا وسبب انتكاساتنا التي مكنت أعدائنا وخصومنا النيل منا في كل المعارك السياسية وحصدنا الحنضل المُرّ في النهاية عبر تاريخنا الحديث وحتى بدءأً بسقوط نينوى سنة 612 ق م... نعم عدم توحيد كلمتنا وخطابنا السياسي كان سبباً من أسباب فشلنا وإخفاقنا ولكن كان السبب الأهم هو خيانة البعض منا وتعاونه مع الأعداء وعليه نستطيع القول كل خيانة داخلية كان ورائها مجزرة وانكاسة قومية وكما رويتم يا صديقنا الكريم " روحوا وحدوا كلمتكم ومطاليبكم ... ثم تعالوا " كان اختياراً موفقاً ، ثم نزيدكم بيتاً من الشعر حيث قيل لهم عند كتابة الدستور العراقي عندما أختلفوا ممثلي أمتنا حول التسمية " أذهبوا ووحدوا كلمتكم حول التسمية ثم تعالوا لنا لنثبت ما تتفقون عليه كتسميتكم " إلا أنهم عملوا كجيرانهم وأشقائهم العرب " أتفقوا على أن لا يتفقوا " وكان المولود البشع " المكون المسيحي " .

      دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ..........  محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد 

49
الى الأخ والصديق العزيز الأساذ يوسف ابو يوسف المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
 نشكر لكم مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا والتي تشاركنا فيها الحرص الشديد على مصلحة أمتنا القومية وهذا ما يسعدنا كثيراً ،
نحن لم نطالب بالتخلي عن تسمياتنا الجميلة " الكلدان والسريان والآشوريين " بل أن نترك النقاشات حولها الآن طالما النقاش يؤدي الى تضخيم المشكلة ويزيد الخلاف بيننا سعيرا بل وقلت أن نترك أمر الأتفاق على تسمية قومية بعينها من تسمياتنا للزمن وأقتبس هنا من المقال ( ونترك للزمن فرصة مناسبة لأن يفعل فعله ويأتي بأفله في إذابة جبال جليد الخلافات والأختلافات والتناقضات المذهبية اللاهوتية الكنسية التي انعكست سلباً على التسمية القومية لأرتباط تلك التسميات القومية بالتسميات المذهبية وأصبحت رديفاً لها مما جعل المشهد القومي أكثر تعقيداً وأشد اضطراباً وأكثر هشاشةً وضعفاً . ) .
وكما كررنا القول ذاته في تعقيبنا على مجموعة من الأخوة ممن كانوا في مداخلاتهم بعيدين عن جوهر ومضمون المقال وأقتبس هنا (  وأن نترك ما في الأمنيات والأحلام حالياً الى الزمن القادم ليفعل فعله في تغيير العقول من خلال الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا ليحققوا ما عجزنا عن تحقيقة اليوم ) ....ونكرر لكم شكرنا الجزيل مع فائق تقديرنا ومتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                              مجبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

50
الى الأخ العزيز الأستاذ كوركيس مامه المحترم ....صديق في الفيسبوك يمكنكم العودة الى تعقيبه المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
لأهمية هذا التعقيب وعلاقته بذات الموضوع أنشره هنا لمزيد من التوضيح 
الموضوع أفهمه جيداً لا أحتاج الى شرح مضامينه الفكرية ثم نحن الكلدان والسريان والآشوريين المتكلمين بالسورث أو السريانية بالعربي لسنا شعب بل نحن أمة واحدة تجمعنا لغة قومية واحدة بينما الشعب هو مجموعة بشرية من أعراق أي قوميات مختلفة ومتعددة اللغات يجمعها وطن واحد هذا من جهة ومن جهة ثانية الموضوع اليوم هو نحن ( الكلدان والسريان والآشوريين وكل العراقيين المسيحيين ) تم وصمنا بالمكون المسيحي كيان ديني بحت وهذا باعتقادي هو أسوأ تسمية لنا من أية تسمية أخرى يعني أسوأ من تسميتنا بالناطقين باللغة السريانية - السورث لأننا عجزنا من التوافق على تسمية نفسنا بمسمى قومي واحد " آشوري أو كلداني أو سرياني " لتثبيت هويتنا القومية في سجلات الدولة العراقية ومسؤولية عجزنا هذا نتحملها نحن وليس غيرنا وفي ظل هذا الواقع المزري والمبكي من وجهة نظري الشخصي القبول بالقاسم المشترك الأصغر الذي هو " الناطقين بالسريانية - السورث " هو الحل الأفضل لأنه يحمل في طياته جزء مهم من الهوية القومية بدلاً من أن نتسمى بالمكون المسيحي الذي يجردنا من هويتنا القومية كلياً ، أما عند توافقنا وموافقتنا جميعاً على وحدة من تسمياتنا التاريخية الثلاثة عبر استفتاء قومي عام بين أبناء أمتنا وفق معطيات التاريخ والجغرافية فتكون الآشورية هي خياري الأوحد والوحيد ....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

51
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سمير عبدالأحد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
 أن استعمالنا لمفردتي ( السيء والأسوأ ) ليس من باب المسبة ولا من باب الأنتقاص لا من اللغة ولا من الدين وإنما تمشياً مع المثل القائل الأختيار بين السيء والأسوأ عندما لا يكون هناك خيار آخر .... فنحن طالما لم نتفق على تسمية بعينها من بين تسمياتنا القومية المتداولة لم يبقى أمامنا خيار آخر غير أن نختار على كوننا ( مكون مسيحي ) الذي لا يستدل منه على أية هوية قومية أو اختيار تسمية ( الناطقين بالسريانية - السورث ) التي لها دلالة قومية وهوية قومية لكون اللغة هي من المقوملت الأساسية لتشكيل الكيان القومي لأية مجموعة بشرية ... ونحن قد وضحنا ذلك باسهاب في المقال .
أما بقية تساؤلاتك عن التعداد العام للسكان وكل ما يتعلق به فلا معلومات لدينا بهذا الشأن ، أما ما متعلق منها بالقومجية فدعهم وشأنهم مع الكيبورد ليقولون ما يشاؤون من الكلام بحسب متطلبات السوق فلا شأن لنا بهم .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ............ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

52
الى ألأخوة الأساتذة المعقبين المدرجة اسمائهم أدناه المحترمبن
وليد حنا بيداويد .... التعقيبين  الأول والثاني
متي آسو
جلال برنو
كوريه حنا
نزار حنا الديراني
آشور كوركيس .... في الفيسبوك
فاروق كوكيس .... في الفيسبوك
بهنام زيا البازي .... في الفيسبوك

الشكر الجزيل للأخ الأستاذ  Masehi Iraqi ( سمير عبدالأحد ) المحترم على تفهمه لمضمون المقال بعمق ومسؤولية وحرص الأبن لمصير ومستقبل أمته 
 تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
 بأسف شديد وبعد أن قرأنا مداخلاتكم بدقة وتأني أقول كأنكم لم تقرأوا المقال بإمعان أو اكتفيتم بقرأة العنوان فقط من دون أن تركزون على أسباب ودوافع هذا المقترح كما وضحناها للقراء باسهاب في فقرات المقال في هذه المرحلة الصعبة .... ركزوا معنا جيداً أيها الأخوة قبل أن تكتبون ما تؤمنون به .... المقترح يعني القبول بالسيء وهو ( الناطقين بالسريانية - بالسورث ) والمقصودين هنا هم فقط " الكلدان والسريان والآشوريين " من المسيحيين من دون سواهم من المسيحيين العراقيين بدلاً من القبول بالأسوأ الحالي المعتمد في وثائق الدولة الرسمية ( المكون المسيحي ) الذي ليس له أية هوية قومية .... لنترك أمنياتنا وقناعاتنا الشخصية والخاصة ونتكلم بمسؤولية كأبناء هذا الواقع المفكك والممزق وغير المتصالح للتاريخ ونفكر بعقلانية وموضوعية بما يمكن أن يجمعنا ويوحدنا ولو على الحد الأدنى من التوافق لننقذ ما يمكن أنقاذه من هويتنا القومية في بلدنا التاريخي ونحن مقبلين الى إجراء التعداد السكاني العام سنة 2020 م ونكف عن المزايدات القومجية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع مزمن وأن نميز بين الدين والقومية بشكل واضح وأن نعطي لله ما لله وما لقيصر لقيصر وأن نترك ما في الأمنيات والأحلام حالياً الى الزمن القادم ليفعل فعله في تغيير العقول من خلال الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا ليحققوا ما عجزنا عن تحقيقة اليوم .... عندما قرر نظام البعث منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والآشوريين يجب أن نقرأه بعين الحاضر والواقع وبعقل متفتح وبرؤية مسؤولة وليس من منطلقات الموقف الأيديولوجي لنا من البعث الصدامي ، كما وليس من المنطق ولا من الأنصاف أن نضع كل ما قام به النظام البعثي الفاشي الديكتاتوري من إيجابيات وسلبيات في سلة واحدة ، ثم أتسائل هنا من البعض منكم وليس الجميع لماذا تنظرون الى البعث السوري نظرة الوداعة الى الحمل الوديع بينما الى البعث العراقي نظرة المرعوب من الذئب الجائع ؟ هذا ليس إنصاف منا البعث هو البعث سوري كان أم عراقي لا يختلفان قيد أنملة بما ارتكباه من جرائم بحق شعبيهما ، هذا القرار كان يتضمن بشكل صريح شئنا أم أبينا الأعتراف بالحقوق القومية للمعنيين به ولو بشكل جزئي وهو أفضل مما تتضمنه تسمية " المكون المسيحي " الحالي الأسوأ من السيء للمعنيين من أبناء أمتنا .... أقرأوا المقال كما كتبته وليس كما تريدون أن تقرأوه منطلقين من خلفيات شخصية وأيديولوجية ولا تسهبوا في الأجتهادات والتأويلات والتفسيرات الكزاجية لأننا نعيش اليوم أزمة التسمية لتثبيت هويتنا القومية كمكون أصيل في وطننا التاريخي " بيث نهرين - العراق وسوريا " في مرحلة تاريخية محددة ... أمتنا اليوم في مأزق خطير وعلى مفترق الطرق بين الضياع والأنصهار في المهاجر وبين الأستنزاف لوجودنا القومي بسبب الهجرة اللعينة في الوطن الأم ، أيها الأخوة ... لا وقت لنا لنضيعه سداً بما لا يجدي نفعاً ولا دفعاً من استراض العضلات والمزايدات والمهاترات لنجزء المجزأ ونقسم المقسم كفانا ما نحن فيه من تمزق وتشظي غرباء في المهجر وغرباء في الوطن !!!! ...... دمتم وعوائلكم بخير وسلام .

                                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

53
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
صدرنا واسع بسعة البحر ولا يهمك يا صديقي
شكراً لكم على مروركم الكريم بهذه المداخلة التي بالتأكيد لا تخلو من صواب في بعض جوانبها بالقدر التي تفتقر الى فهم موضوع مقالنا بعمق حبذا لو تعيدوا قرأته بموضوعية وواقعية وبدون تحيز للقناعات الشخصية حول التسمية الأفضل لنا لأن لكل حادثٍ حديث ، وأن تستوعبوا الأسباب والدوافع التي دفعتنا شخصياً وكما وضحتها في المقال الى توجيه مثل هذه الدعوة لتبني هكذا تسمية وبشكل مؤقت بديلة لتسمية المكون المسيحي التي لا تنطوي لا من قريب ولا من بعيد على أية دلالات قومية .... خيارنا هنا هو ألأختيار بين السئ والأسوأ ولا خيار آخر لنا لأن كل مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين مصريين ومتمسكين بما هم عليه من تسمية ... أما موضوع اقتراحك الناطقين بالأرامية فأنه مقترح سيضيف الى ما مختلفين عليه اليوم سبب آخر للأختلاف هذا من جهة ومن جهة ثانية أن اللغة المتداولة بين مكونات أمتنا المذكورين هي ليست لغة آرامية بل هي " السورث - السريانية " وهي تختلف عن الآرامية كثيراً لذا أدعوك الى غض النظر عن هذا المقترح .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

54
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  Masehi Iraqi المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتاييدكم المطلق له وهذا إن دل على شئ وإنما يدل على مدى حبكم وحرصكم الكبيرين على مصلحة أمتنا ....  دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

55
دعوة الى تبني تسمية " الناطقين بالسُريانية " بدلاً من تسمية " المكون المسيحي "
خوشابا سولاقا
منذ سقوط النظام السابق في 2003 م ، وفي خضم الصراعات التسمياتية القومية والمذهبية الكنسية بين مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين على الساحة السياسية في العراق والتي لم ولن ترسينا على بر الأمان ولو بالحد الأدنى من المقبول والمفروض في ظل الظروف المرحلية الراهنة من أجل تثبيت هوية الوجود القومي كموكون له دلالاته القومية على الأرض طالما ليس هناك إجماع وقبول بتسمية من التسميات المتداولة حالياً بعينها ، فأن أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين يعيشون حالة من الفرقة والتشظي والتمزق بسبب هذه الصراعات والسجالات والمهاترات التي لا يحكمها منطق العقل والمصلحة القومية العامة وأحياناً تكون هذه السجالات والمهاترات مصحوبة بموجات من الأحقاد والكراهية المذهبية السقيمة والعقيمة حول التسميات القومية بين أن نتسمى بالتسمية الكلدانية أو بالتسمية السريانية أو بالتسمية الآشورية والكل لديه من الأسباب الراسخة في الذهن والثقافة والتربية لأن يَصرّ على كون تسميته هي التسمية القومية الموحدة المناسبة لمجموع مكونات أمتنا .
لكن واقعياً وعملياً هناك ما يجمع هذه المكونات الثلاثة لأمتنا وحتى كنسياً من الناحية المنطقية والتاريخية والطوبوغرافية والسايكولوجية ألا وهو وحدة " لغة الأم – السورث " التي لا اختلاف ولا خلاف عليها بين مكونات أمتنا ، وكل تلك السجالات والصراعات والحوارات الحارة المتطرفة منها والمعتدلة منها لن تُفضي  الى التوصل على نتيجة إيجابية لصالح تحقيق الوحدة القومية لأمتنا والأتفاق على تسمية قومية موحدة تُبنى عليها أمال الأمة في الحياة ككيان قومي أصيل في هذا البلد ، بل أن تلك الصراعات والسجالات والمهاترات قد جرتنا الى المزيد من الفرقة والتمزق وتعميق الخلافات والأحقاد والضغينة والأبتعاد عن الهدف المنشود أكثر فأكثر يوماً بعد آخر ، وانتهى الأمر بنا أخيراً الى القبول صاغرين  بالتسمية الدينية ألا وهي تسمية " المكون المسيحي " والتي تعني بمفهومها الشامل كل المسيحيين العراقيين من الكلدان والسريان والآشوريين والعرب والكورد والتركمان والأرمن وحتى الأجانب المسيحيين من قوميات متعددة ممن يحملون شهادة الجنسية العراقية من كل قارات العالم ، وهي تسمية ذي هوية دينية خالصة فضفاضة لا تشير بأي شكل من الأشكال لا من قريب ولا من بعيد الى خصوصية أية هوية قومية أو أية سِمة ذات مدلول قومي معين من الناحية القانونية والواقعية ، وبأعتماد هذه التسمية في الوثائق الرسمية للدولة العراقية فقدنا تسميتنا  القومية وبالتالي نفقد وجودنا القومي في العراق ، وقد تكلل وتجسد ذلك بوضوح في قانون الأنتخابات الأخير الذي بموجبه منحنا كوتا برلمانية باسم " الكوتا المسيحية " ، هذا القانون أعطى الحق لكل عراقي مسيحي أن يرشح نفسه لعضوية البرلمان العراقي من خلال هذه الكوتا ذي الخمسة مقاعد وذي الهوية الدينية المسيحية الخالصة مهما كان انتمائه القومي .
إن ما رافق ذلك أيضاً من خلافات وسجالات متناقضة عبر وسائل الأعلام المختلفة بخصوص تولي المنصب الوزاري في الحكومات المتوالية والمخصص للمسيحيين بموجب نظام المحاصصة السيئ الصيت المعتمد منذ سنة 2003 م قد زاد في الطين بله من طروحات عجيبة غربية لا يقبلها العقل السليم ولا المنطق القويم وصلت هذه المهاترات في بعض جوانبها أحياناً الى درجة تكفير الوزير المعين بسبب أفكاره السياسية وتجريده من مسيحيته التي ورثها عن أبائه وأجداده وأكتسبها عبر شهادة العماذ المسيحي الصادرة من كنيسته كما يكتسب كل مسيحي مسيحيته الرسمية بالهوية .
في ظل هذا الواقع المزري المضحك والمبكي لأمتنا وعَجزنا الواضح وفشلنا الذريع بامتياز في التوافق والأتفاق على التسمي بتسمية قومية موحدة كأن نتسمى كلداناً أو سُرياناً أو آشوريين بسبب عُقدنا النفسية المزمنة والتي ولَّدتها الظروف التاريخية لكنيسة المشرق بعد وصول البعثات التبشيرية الغربية الى مناطق تواجدنا التي عاشها أبناء امتنا في الشرق واقتران ذلك بمذاهبنا الكنسية اللاهوتية التي نختلف حولها بشدة وتطرف وعدم قدرتنا على تجاوزها في ظل الظروف الراهنة نقترح القبول بتبني  التسمية التي تجمعنا ولا نختلف عليها ولو بشكل مؤقت الى أن نهتدي الى طريق الصواب في إختيار التسمية القومية المناسبة لنا من تسمياتنا الثلاث ألا وهي تسمية " الناطقين بالسريانية " والتي لها مدلولات قومية واضحة والتي تشمل حصراً " الكلدان والسريان والآشوريين " بغض النظر عن مذاهبهم الكنسية اللاهوتية ولكون اللغة بحد ذاتها هي من أهم خصائص ومقومات القومية ، وبذلك نتخلص من كل اشكاليات وتداعيات التسمية بالمكون المسيحي . ندعو هنا ممثلينا في البرلمان العراقي الى تبني المقترح بعد التشاور مع كافة مرجعياتنا الكنسية لكل كنائس أمتنا ومرجعياتنا السياسية بكل أحزابها وكافة مؤسساتنا الثقافية والمجتمع المدني ومن ثم عقد مؤتمر عام لكل هذه المرجعيات والمؤسسات لأقرار التسمية ومن ثم رفع توصية الى رئاسة البرلمان لتبني هذه التسمية في كل الوثائق الرسمية للدولة العراقية بدلا من تسمية " المكون المسيحي " لحين توصُلنا الى فهم مشترك والتوافق على تسمية قومية موحدة من تسمياتنا الثلاتة في المستقبل .
خير لنا أن نتجمع ونتمحور حول القبول بتسمية لها مدلول قومي وتاريخي وديموغرافي ولو بأبسط صوره بدلاً من أن نتخالف ونتخاصم  حول ما يزيد من فرقتنا وتمزقنا قومياً كما هو حالنا اليوم ، ونترك للزمن فرصة مناسبة لأن يفعل فعله ويأتي بأفله في إذابة جبال جليد الخلافات والأختلافات والتناقضات المذهبية اللاهوتية الكنسية التي انعكست سلباً على التسمية القومية لأرتباط تلك التسميات القومية بالتسميات المذهبية وأصبحت رديفاً لها مما جعل المشهد القومي أكثر تعقيداً وأشد اضطراباً وأكثر هشاشةً وضعفاً .
نرى في تبني تسمية " الناطقين بالسريانية " رسمياً من قبل مؤسساتنا السياسية والكنسية والسعي الى اعتمادها في مؤسسات ووثائق الدولة رسمياً سوف تشكل خطوة البداية الصحيحة الأولى على طريق تحقيق الوحدة القومية بتسمية موحدة في المستقبل على شرط أن تصفى نوايا الساعين إليها وتوحيد خطاب ممثلينا في البرلمان .

     خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 31 / تموز / 2019 م   


56
في التربية والثقافة السياسية
حول مفهوم الثقافة والمثقف

خوشابا سولاقا

إن المفهوم الفلسفي والفكري والأجتماعي للثقافة هي كونها نظرة عامة وشاملة الى الوجود والحياة والأنسان في إطار علاقة جدلية تكاملية ، وقد يتجسد ذلك المفهوم للثقافة في عقيدة فكرية معينة أو في تعبير فني بشكل من الأشكال أو في مذهب اجتماعي أو في مبادئ تشريعية أو في مسلك أخلاقي عملي ، وبالتالي فالثقافة بشكل عام تعني كونها البناء العلوي أو الفوقي لبنية المجتمع الإنساني ويتألف هذا البناء أي الثقافة من الدين بكل أشكال العبادة التي يمارسها الإنسان والفلسفة والفكر والفن والأدب والتشريع والقيم الأخلاقية والعادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية العامة السائدة في أي مجتمع إنساني كان ، والثقافة بالتالي هي نتاج لعملية تطورية تراكمية تاريخية لمختلف نشاطات المجتمع بكل شرائحه  .
يشير المعنى الأشتقاقي لكلمة " الثقافة " الى الأمتحان والتجربة والخبرة والعمل بكل أشكاله في الحياة الاجتماعية للإنسان ، أي أن المعنى الأشتقاقي هذا يربط الثقافة الانسانية بالعمل الانساني والخبرة الحية والتجربة والمعايشة الفعلية لمستجدات الحياة الاجتماعية ، وهذا هو ما يميز الثقافة عن التعليم ويميز المثقف عن المتعلم . فالتعليم هو تلقي معلومات بشكل منهجي ومنظم بطريقة مخططة لصياغة الفكر وتوجيه الوجدان الانساني وتحديد المسلك الأخلاقي على نحو معين ، وبالتالي إعادة تكرار صناعة صياغة سياقات الحياة الاجتماعية السائدة بشكل جديد ولكن بنفس المضمون القديم ، عليه فإن الثقافة هي ثمرة المعايشة الحية المباشرة مع مستجدات الحياة الانسانية والأستجابة التلقائية لمتطلباتها المتجددة في أغلب الأحيان ، وهي أيضاً ثمرة التمرس بالحياة والتفاعل الخلاق مع تجاربها وخبراتها المختلفة ، ويكون التعليم بحد ذاته أحد مصادر الثقافة الأساسية ووسيلة من وسائل بنائها ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل متعلم مثقفاً ، ولكن كل مثقف بالضرورة يجب أن يكون متعلماً ، لأن التعليم هو أداة فعالة لبناء الثقافة . فالثقافة بهذا المعنى العام والشامل هي البناء الفوقي للمجتمع كما أسلفنا وهي بالتالي انعكاساً للبناء التحتي للمجتمع المتمثل في شكل النظام الأقتصادي وعلاقات الأنتاج السائدة في المجتمع ، أي ما بات يعرف اليوم بلغة السياسة والأقتصاد أن شكل النظام الأقتصادي وعلاقات الأنتاج تشكل البناء التحتي في بنية المجتمع والثقافة تشكل البناء الفوقي لبنية المجتمع الإنساني ، ولهذا تختلف الثقافة بطبيعتها باختلاف التجارب والخبرات والمواقف والطبقات الاجتماعية والمصالح الاجتماعية من مجتمع الى آخر ومن أمة الى أخرى ومن مرحلة تاريخية الى أخرى . لهذا فإن للثقافة بالضرورة طابعاً اجتماعياً طبقياً ، حيث أن الثقافة الرسمية السائدة تكون إنعكاساً لثقافة الطبقات الحاكمة المهيمنة والمسيطرة والمتحكمة والمحركة والموجهة للنظام الأقتصادي السائد ..
وعليه فإذا كنا نجد في فلسفة أرسطو إحتقاراً للعمل اليدوي فإن ذلك كان تعبيراً عن واقع حال إنقسام المجتمع الأغريقي القديم الى طبقتين ، طبقة الأحرار يتأملون وطبقة العبيد يعملون ويكدحون في مزارع وحقول النبلاء الأحرار مقابل لقمة العيش بحدها الأدنى ، وكان العبيد في ظل ذلك النظام نظام المجتمع العبودي جزءً من ممتلكات النبلاء الأحرار يتم بيعهم وشرائهم في سوق العبيد كأي حاجة من حاجات المجتمع الأخرى ، وإذا كنا نجد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دعوات فردية في الأدب والفنون ودعوات نفعية في الأخلاق ودعوات تنافسية في الأقتصاد فإن هذه الدعوات هي إنعكاساً للأوضاع الراسمالية الجديدة الواعدة ، وإذا كنا نجد في المجتمعات الأشتراكية بعد قيام النظام الأشتراكي في بعض بلدان أوروبا الشرقية وآسيا وكوبا سيادة لروح الألتزام الجماعي في الأدب والفن والأخلاق والسياسة جميعاً ، فإن ذلك من دون شك يكون إنعكاساً لعلاقات الأنتاج الجديدة في المجتمع الأشتراكي التي تقوم على أساس الملكية العامة المشتركة لكافة وسائل الأنتاج .
من كل ما تقدم نلاحظ أن الثقافة هي تعبيراً عن الأوضاع الاجتماعية والأقتصادية السائدة في المجتمع ، ولكنها ليست تعبيراً أو إنعكاساً آلياً مباشراً كانعكاس صورة الشيء في المرآة ، إذ يدخل في تشكيل الثقافة عامل الإرادة الإنسانية والخلق والأبداع للإنسان ، إلا أن ذلك لا يتناقض مع كونها تعبيراً عن الواقع الموضوعي السائد وعليه فإن الثقافة ليست بحد ذاتها كما قد يتصور البعض مجرد وسيلة للتعبير عن الواقع بل هي كذلك وسيلة فعالة لتغييره .
الصراع الثقافي في المجتمع هو دائماً صراعاً إجتماعياً فكرياً يعكس التركيب الطبقي للمجتمع ، صراعاً بين أوضاع اجتماعية متناقضة ، صراع الأضداد صراع بين القديم البالي والجديد الواعد يتخذ مظهراً فكرياً أو أدبياً أو فنياً ، والصراع الثقافي هذا هو التمهيد لثورة اجتماعية قادمة تهدف الى تغيير الواقع القائم ، وهو وسيلة لتجديد الحياة الاجتماعية وتطويرها تصاعدياً نحو بناء مجتمع جديد أفضل وأكثر تقدماً وعدلاً ورفاهيةً لحياة الانسان ، وبذلك تكون الثقافة وسيلة للتعبير عن الواقع الاجتماعي القائم ، وفي ذات الوقت تكون اداة لتغييره ، ولهذا فالثقافة هي إلتزام وموقف فالثقافة إذن تشترك في الثورة الاجتماعية عندما يشتد الصراع بين المتناقضات في المجتمع من أجل تحرير الانسان وانعتاقه من قيود المجتمع القديم فإنها في ذات الوقت تشترك في تحرير نفسها فإن الثقافة بتحريرها للمجتمعات البشرية من عوامل التخلف والأستغلال والأستعباد والقهر الطبقي الاجتماعي لا تصبح مجرد متعة لفئات اجتماعية محدودة ومحظوظة من البشر وإنما تصبح غذاء الروح للملايين من الناس بل وتصبح غاية ووسيلة من غايات ووسائل التقدم البشري وهدفاً من أهدافه النبيلة الآصيلة للسمو .
لهذا نجد أن نهضة الأمم نحو التقدم الى الأمام في كافة مجالات الحياة لا يمكن لها أن تحصل إلا إذا سبقتها أولاً نهضة فكرية ثقافية شاملة ، أي بمعنى آخر إن العنصر الفاعل والحاسم في تقدم الأمم يبدأ بثورة فكرية ثقافية تقضي على أسباب التخلف الاجتماعي السائد في المجتمع ، تلك الأسباب التي هي من مخلفات الثقافة القديمة .
عليه نجد أن الأمم الأوروبية قد نهضت من سباتها الذي دام قرون طويلة تحت حكم الكنيسة الرجعي الأستبدادي الثيوقراطي وتقدمت بعد قيام ثورة الأصلاح الديني والتي هي بحد ذاتها شكلت إنطلاقة الثورة الثقافية لتحرير الانسان من قيود ذلك النظام الأبوي المقيت والسيء الصيت الذي كان مسيطراً على كل مقدرات الحياة في بلدان أوربا ونشر فيها التخلف والتأخر بكل أشكاله ، حيث تأخرت وتخلفت العلوم والأداب والفنون والأفكار الحرة والفلسفة وتم إضطهاد وحرق العلماء والمفكرين والفلاسفة والأدباء والفنانين بسبب تعارض أفكارهم وتوجهاتهم مع أفكار وتوجهات الكنيسة ، وعليه أطلق على قرون سيطرة الكنيسة على القرار السياسي في أوروبا بالقرون المظلمة لأنها سببت في تأخر وتخلف الحياة ، وأدخلت أوروبا في ظلام دامس من التخلف والتأخر ، ولولا تلك القرون لكان إنسان اليوم يعيش في الوضع الذي سوف يعيشه بعد إثنا عشر قرناً من تاريخ اليوم . لقد مهدت ثورة الأصلاح الديني في أوربا الى بزوغ فجر عصر جديد هو ما أطلق عليه بعصر النهضة الأوروبية الحديثة حيث فيه اطلق العنان للعلماء والمفكرين والفلاسفة والأدباء والشعراء والفنانين للعمل المبدع والخلاق فحصلت ثورة ثقافية هائلة وشاملة في كل مناحي الحياة أدت الى إنحسار مد نفوذ الثقافة القديمة ثقافة القرون المظلمة المغلفة بالرداء الديني من خلال هيمنة سيطرة الكنيسة على قرار الحكم في بلدان أوروبا . وقد مهدت هذه الثورة الثقافية الى إنطلاق الثورة الصناعية والتكنولوجية التي غيرت مسار التاريخ الإنساني ، وتغيرت بذلك ثقافة وحضارة تلك الأمم كماً ونوعاً وقضت على كل مرتكزات وأنماط الحياة الاجتماعية القديمة البالية التي كانت أصلاً تشكل عائقاً أمام نهضتها وتقدمها وتطورها . وهنا لم يبقى لنا إلا أن نقول متى تنهض أمم الشرق من سباتها وتقف على قدميها وتنظر بنظرة ناقدة الى الأمام لترى ألاخرين أين وصلوا وأن تفعل كما فعلوا الأوروبيين قبل خمسائة سنة ؟؟ ، وأن تكف عن السير الى الأمام والنظر الى الوراء بنظرة الحسرة الى ماضيها البالي المتخلف والبكاء على أطلاله المنهارة ليبدأ فيها عصر النهضة الثقافية ؟؟ ، وأن تعيد النظر بما مستحوذ على أفكارها وتطلعاتها ومعتقاداتها الساذجة والمتخلفة لتكتشف بأن سبب تأخرها وتخلفها عن الركب المتقدم للآخرين هو عودتها الى ثقافة الماضي للأجداد والأسلاف وتطبيق شرائعه وقوانينه متناسية أن ألحياة دائماً تسير الى الأمام ولا تتراجع القهقري الى الوراء ؟؟ . يا لمهزلة القدر يا لها من رؤية مشوهة وبائسة ، إنها تعاكس الحقيقة والواقع وتناقض منطق العقل والعلم وقوانين تطور الحياة ، وهنا من حقنا أن نتساءل لماذا لا نستفيد نحن أبناء الشرق من تجارب الآخرين من الأمم التي سبقتنا ؟ ونبدأ من حيث وصلوا وليس من الصفر كما نحاول أن نفعل ؟ لماذا كل هذا الأصرار الأخرق البليد للعودة الى الماضي بكل إيجابياته وسلبياته والأعتقاد بأن أجدادنا وأسلافنا هم أفهم وأدرى منا بمتطلبات حياتنا المعاصرة ؟ لماذا نخالف منطق وسنة قوانين تطور الحياة الإنسانية ونسبح عكس التيار ؟ أليس هذا هو الغباء بعينه ؟ الى متى نبقى أسرى لماضينا ووقوداً لنيران عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا المتخلفة في جوانب كثيرة التي ورثناها من الأجداد التي أكل عليها الدهر وشرب بذريعة إحترام وحماية تلك الموروثات من إرث الأجداد ؟ لماذا لا نركب كغيرنا في مركب الحياة المتجددة الذي سوف يقودنا الى بر الأمان بسلام ؟ . إن العيش بأفكارنا وعقولنا في ماضي أجدادنا العتيد وأجسادنا في أرض الحاضر المتجدد لهو إنتحار والجنون بعينه ، وإن تحررنا من عبودية الماضي ليس رفضاً لكل ما فيه بالكامل بل علينا أن نأخذ من ماضينا كل ما هو إيجابي ويلائم حاضرنا ونطوره وما لا يلائم منه لحياتنا الحاضرة نضعه باحترام في متحف التاريخ في الحفظ والصون ونحترمه ونعتز به كتراث الأجداد ليس إلا .
هكذا يقول منطق العقل والحياة وسنة التاريخ إذا أردنا الحياة الحرة الكريمة اللائقة بنا كمخلوقات بشرية عاقلة واعية لوجودها الإنساني وواعية ومدركة لمسار تطور التاريخ الإنساني من الأدنى الى الأعلى ، وأن نصبح مجرد مخلوقات حية لا نختلف عن غيرنا من المخلوقات تتحكم بنا وبسلوكنا نواميس الطبيعة وتسيّرُنا دوافع الغريزة والعادة الموروثة ، وغياب الوعي الأنساني الذي يتميز وينفرد به الإنسان لوحده دون غيره من الكائنات هو الذي يجعل الإنسان مخيراً وليس مسيراً كما هو حال بقية الكائنات التي تسيرها غرائزها . الإنسان بامتلاكه للوعي يستطيع أن يميز بين ما هو صالح وما هو طالح لحياته ، ويختار ما يراه مفيداً له ، ويرفض كل ما هو ضار له . إن فهم حركة الحياة وقوانين تطورها والتعامل والتفاعل معها وفق منطق العقل والحكمة في علاقة جدلية تكاملية هي الثقافة بعينها التي تنتج في النهاية الحياة الجديدة التي تساير العصر وتليق بالأنسان المعاصر . فكلما كان الوعي الإنساني عالياً كلما كانت مخرجات العملية الثقافية أكثر نضجاً وأوسع شمولاً وأكثر فائدة للإنسان ، وكلما كانت العملية الثقافية أكثر نضجاً وشمولاً كلما كان الوعي الإنساني اكثر كمالاً وإدراكاً ، هكذا هي العلاقة بين الثقافة والوعي الإنساني علاقة جدلية تكاملية . عليه فإن الثقافة تنمي الوعي الإنساني وترصنه وتجعله قادراً على مواكبة تطور الحياة وإستيعاب كل متغيراتها ومستجداتها وعلاقاتها ببعضها بعقلانية ووعي وحكمة وليس بدافع الغريزة كما هو الحال لدى بقية الكائنات الأخرى في الطبيعة . وعلى ضوء ما تقدم فالمثقف هو من يصنع الثقافة ومن يستوعبها في مجمل تفاصيلها وظروفها المتغيرة الزمانية والمكانية في حركتها الدائبة ، ومن يتعامل مع مستجدات الحياة بموجب قوانينها ويواكب حركتها التطورية بكل تفاصيلها وجزئياتها ، ومن ليس كذلك لا يمكن تصنيفه بأي حال من الأحوال مثقفاً . 

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد -23  / تموز / 2019

57
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ الرصين الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
 نشكر من أعماق قلبنا المفعم بمحبتكم ومحبة كل من يبحث عن الثقافة من الكتاب والقراء بعقله وليس بعواطفه لمروركم الكريم بمقالنا المتواضع بمعلوماته الفكرية والثقافية ونشكر لكم تقييمكم الرائع له وإطرائكم الأروع لشخصنا الذي ربما لا نستحقه فعلاً ، ولكن هنا ما نحب توجيه انتباهكم إليه بشأن هكذا مواضيع فكرية - ثقافية - سياسية نراها ليست موضع اهتمام قراء هذا الموقع الكريم كما هو حال المقالات التي تتخذ من طابع الشخصنة لها منهجاً وسياقاً مدحاً او ذماً أو أو نقداً نابياً أو تسقيطاً سياسياً رخيصاً للآخر بأي شكل من الأشكال أو المقالات ذات التوجه المذهبي أو التسمياتي القومي لبعث الخلافات المذهبية الكنسية التي تعمق الأحقاد والكراهية للآخر المختلف وهذا مؤشر خطير على مدى ضحالة الوعي الفكري والثقافي والسياسي لقرائنا الكرام مع شديد الأحترام لهم ولقناعاتهم ، يمكن أن تجدون ذلك واضحاً من خلال عدد المشاهدين أو المعقبين على مثل هذه المقالات مقارنة بالمواضيع التي أشرنا إليها في هذا التعقيب المتواضع ... ونكرر لكم شكرنا الجزيل مع فائق تقديرنا 

دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام دوماً .......... محبكم صديقكم وأخوكم : خوشـــابا ســــولاقا - بـغــداد 

58
في التربية والثقافة السياسية
حول مفهوم اليمين واليسار في العمل السياسي
خوشابا سولاقا
إن مفهوم اليمين واليسار يستعمل كثيراً في الحياة السياسية والفكرية والثقافية من قبل العاملين في هذه الحقول ، وكذلك يستعمل ويتم تداوله من قبل السياسيين وأشباههم وأنصاف المثقفين لمدح من يتفق معهم في الرأي والموقف والتوجه السياسي ولذم وتسقيط من يختلف معهم ، وكثيراً ما يأتي إستعمال هذا المفهوم من قبل البعض استعمال عشوائي وغير مسؤول وفي غير موقعه الصحيح ، أي بمعنى بغير ما من المفروض أن يعنيه في أغلب الأحيان ، لذلك وجدنا من الضروري بل من الواجب وحسب معرفتنا المتواضعة لهذا الموضوع ضرورة تسليط الضوء على تاريخ ومضمون ونشأة وتطور هذا المفهوم تاريخياً وسياسياً لتنوير قرائنا الأعزاء بما يعنيه مفهوم اليمين واليسار في العمل السياسي .
اليمين واليسار تعبيران يرجع نشأتيهما بالأصل تاريخياً الى وضع أو موقع نواب البرلمانات بالنسبة الى موقع رئيس البرلمان ، فالأعضاء الذين كانوا يجلسون الى اليمين من رئيس مجلس النواب تم تسميتهم أو وصفهم " باليمينيين " والأعضاء الذين يجلسون على يساره تم تسميتهم أو وصفهم " باليساريين " ، وعلى هذا الأساس يعتبر تعبير مفهوم اليمين واليسار بالنسبة للنواب تعبيراً موقعياً مؤقتاً وليس له مدلولاً سياسياً أيديولوجياً كما هو عليه الحال اليوم ، ويتعرض للتغيير بتغيير موقع جلوس النواب من رئيس المجلس ، حيث أن من كان في موقع اليسار من النواب بالأمس قد يصبح في موقع اليمين اليوم وبالعكس . هذه كانت البدايات الأولى لنشأة مفهوم اليمين واليسار تاريخياً في برلمان إنكلترا . أما بعد حدوث الثورة الفرنسية تغير مفهوم اليمين واليسار وإتخذا شكلاً وطابعاً ومضموناً سياسياً أكثر عمقاً وشمولاً مما كان عليه مع برلمان إنكلترا . وبسبب مخاضات وتناقضات وتداعيات الثورة الفرنسية والنتائج التي أفرزتها ولّدت الأسباب الموضوعية والذاتية على حد سواء للصراع على السلطة السياسية وتوجهات الدولة الجديدة المستقبلية ، فظهرت على أثر ذلك تيارات فكرية متصارعة داخل رحم الثورة نفسها ، حيث ظهر وتكون أيديولوجياً تيار يساري ليبرالي يؤمن بمبادئ الثورة الآصيلة ويدعو الى المحافظة عليها بعد أن ظهر تيار آخر يريد الأرتداد بالثورة عن هذه المبادئ . ولكن هذا اليسار الليبرالي نفسه بدأ يتجه الى اليمين حيث ظهرت حركة راديكالية ديمقراطية علمانية وقفت على يسار الحركة الليبرالية الداعية للعودة الى مبادئ الثورة الفرنسية الأولى والمساواة بين المواطنين في حق الأنتخاب ، ونجحت هذه الحركة واستمر نفوذها السياسي بالنمو والصعود واستقطابها للجماهير حتى بدأ نجمها بالأفول بعد سقوط باريس بأيدي القوات الألمانية النازية في عام 1940 ، حيث دبت الأنقسامات والانشقاقات في صفوف الراديكاليين الفرنسيين بسبب موقف حكومة الجنرال فيشي من الأحتلال النازي لفرنسا ، وإنهزموا في النهاية هزيمة منكرة في الأنتخابات الوطنية بعد تحرير فرنسا من قبل جيوش الحلفاء سنة 1945 ووصول أنصار المقاومة الوطنية الفرنسية بقيادة الجنرال شارل ديغول الى الحكم في فرنسا عبر الأنتخابات الديمقراطية .
بعد قيام ثورة أكتوبر الأشتراكية في روسيا سنة 1917 م ، ومن ثم ظهور وقيام المعسكر الأشتراكي من الأتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت الأتجاهات الأشتراكية المختلفة تُكّون يساراً جديداً ثالثاً بمضمون سياسي أيديولوجي جديد مختلف عن المضامين المعروفة في السابق ، ويدخل بين هذه الأتجاهات الشيوعيين الذين يؤمنون بمبادئ الماركسية اللينينية كعقيدة سياسية لهم ، حيث يعتبر هذا اليسار الجديد المرحلة الثالثة لتطور مفهوم اليمين واليسار كمفهوم سياسي أيديولوجي طالما يعتبر مفهوم اليمين واليسار في العمل السياسي تعبيراً مطاطاً لأنه يتغير بتغير المرحلة التاريخية فإن أهداف اليمين واليسار تتغير تبعاً لذلك حتماً ، أي بمعنى آخر يتغير مفهوم اليمين واليسار تبعاً لكل مرحلة تاريخية ، ولذلك فمن الممكن القول بأن اليسار يشكل تيار المعارضة يدعو لتغيير الوضع القائم ثورياً ، بينما يدعو تيار اليمين الى المحافظة على هذا الوضع ، أو يريد الأرتداد بالوضع الى الوراء أي بمعنى أن تيار اليسار يريد التقدم بالوضع من خلال تغييره جذرياً نحو الأمام ويعتبر بذلك تياراً تقدمياً ، بينما تيار اليمين يريد الأرتداد بالوضع والعودة به الى الخلف ويعتبر بذلك تياراً رجعياً ، فهكذا إتخذ تطور مفهوم اليمين واليسار تاريخياً طابعاً أيديولوجياً واصبح مفهوماً مرادفاً لمفهومي التقدم والتخلف أو لمفهومي التقدمي والرجعي .
ويطلق الشيوعيون في الأحزاب الشيوعية والثورية مفهوم اليساري واليميني على الأجنحة المتصارعة في داخل الحركة الشيوعية والحركات الثورية الأخرى أو داخل الأحزاب ذاتها كما كان الحال في الحزب الشيوعي الروسي حيث كان الصراع محتدماً بين جناح ستالين من جهة وبين جناح تروتسكي من جهة ثانية يدور حول مفهوم الثورة الواحدة والثورة العالمية ، فكان ستالين يتهم تروتسكي باليسارية كما كان لينين يتهم كيرنسكي باليمينية ، وكذلك الأتهامات المتبادلة بين الصين ويوغسلافيا تدور حول هذا المعنى أيضاً فكلاهما يَتهم أحدهما الآخر باليمينية أو باليسارية . ويمكن تطبيق هذا المعيار نفسه على الأحزاب الوطنية والقومية في حركات التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث ، كما هو الحال في حزب المؤتمر الهندي حيث ظهر فيه جناح يساري يطالب بالتوجه الى تبني الأشتراكية الماركسية وجناح آخر يميني يعارض التوجه نحو الأشتراكية . كذلك الحال في حزب البعث العربي الأشتراكي حيث تعرض الى الأنشقاق في صفوفه عام 1963 بعد إنهيار إنقلاب 8 شباط الفاشي في عام 1963 في العراق بسبب مطالبة البعض من قياداته بتبني الأشتراكية العلمية ورفض البعض الآخر للفكرة ، هذا الصراع الأيديولوجي في حزب البعث تمخض عن ظهور جناح يميني كحزب البعث العربي العراقي بقيادة البكر وصدام والموالين لهما من الكوادر القيادية في العراق الذين يؤيدون الزعامة التاريخية للحزب المتمثلة بميشيل عفلق ورفاقه السوريين ، وجناح يساري كحزب البعث العربي السوري بقيادة حافظ الأسد قائد الحركة التصحيحية في سورية ويؤيده الجناح اليساري في حزب البعث العراقي ، وكلا الجناحين من وجهة نظرنا المتواضعة من حيث الممارسات العملية على الأرض هما جناحين يمينيين بامتياز قولاً وفعلاً وتجاربهما العملية في الحكم تؤكد ذلك .
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك في بلدان العالم الثالث المتحررة حديثاً من الأستعمار في آسيا وأفريقيا وأميريكا اللاتينية ، حيث ظهر في حركاتها وأحزابها التحررية أجنحة مختلفة وصفت بعضها باليمينية واخرى وصفت باليسارية تتصارع فيما بينها حول توجهاتها الفكرية ومنطلقاتها النظرية حول أسس بناء الدولة الحديثة المطلوب إنشائها في بلدانها بعد تحررها من الأستعمار الأجنبي ، وحول شكل إقتصادها الوطني المستقبلي بين أن يكون اقتصاد اشتراكي مركزي موجه ومخطط وبين أن يكون اقتصاد رأسمالي مبني على اقتصاد السوق الحر المفتوح وبين أن يكون أقتصاد مختلط .
هكذا أصبح العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مقسوم بين اليمين واليسار ، عالم ذو قطبين رئيسيين القطب اليساري يمثله الأتحاد السوفييتي وحلفائه في حلف وارسو والقطب اليميني تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حلف النيتو ، فأصبح يُعرف العالم الأشتراكي الذي تُحكم بلدانه من قبل الأحزاب الشيوعية والعمالية والأشتراكية الثورية بالمعسكر اليساري التقدمي ، والعالم الرأسمالي بكل بلدانه بالمعسكر الرأسمالي اليميني الرجعي بلغة السياسيين والمفكرين الأشتراكيين والشيوعيين والثوريين والوطنيين وغيرهم من الأتباع والأنصار في مختلف بلدان العالم طبعاً ، وعلى اساس هذا التقسيم العالمي لمناطق النفوذ بين القطبين نشبت الحرب الباردة بينهما وأتخذت أشكالاً وأنماطاً مختلفة والتي دامت سنوات طويلة الى أن انتهت بانهيار النظام الشيوعي في المعسكر الأشتراكي ، وكان استمرار هذا الواقع قد جعل العالم يعيش في حالة من الخوف والقلق والرعب من نشوب حرب عالمية ساخنة في أية لحظة بين القطبين بسبب التوترات الكثيرة والمثيرة حول مناطق النفوذ والمصالح الأستراتيجية مثل أزمة خليج الخنازير في كوبا وتستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها والتي تؤدي الى فناء الجنس البشري من على وجه الأرض ، وإن نجا منها القلة القليلة بالصدفة سوف يكون سلاحها في الحرب العالمية الرابعة العصي والحجارة كما تنبأ العالم الفيزيائي العبقري ألبرت اينشتاين تهكما بذلك حينما سؤل عن نوع الأسلحة التي سوف تستخدم في الحرب العالمية الثالثة فكان جوابه لا اعلم ولكن سيكون في الحرب العالمية الرابعة الحجارة والعصي .
بعد إنهيار النظام الشيوعي والأشتراكي في نهاية القرن الماضي في الأتحاد السوفييتي وأوربا الشرقية وتفكك إتحاداتها وبلدانها واستقلالها من التبعية وضعت الحرب الباردة اوزارها وبذلك إنهار القطب اليساري من التقسيم العالمي ، فشهدت ساحة الصراع الفكري حول مفهوم اليمين واليسار هدوءً كبيراً ، ولكن حل محله الصراع الفكري بين تيار التشدد والتطرف الديني التكفيري ( الأسلام السياسي ) الذي يسعى الى فرض معتقداته وايديولوجته بالقوى والقسر على الاخرين ممن يخالفونه الرؤى والنظرة الى الحياة من جهة وبين تيار قيم الحرية والديمقراطية المحبة للسلام والتعايش السلمي بين البشر من كل المكونات الإنسانية القومية والدينية والأثنية من جهة أخرى على الساحة العالمية . هذا الصراع الدموي الذي أصبح عراقنا ضحية له وساحة نموذجية للقتل والذبح العشوائي على الهوية ، والذي أخذت دائرته تتوسع يوم بعد آخر لتشمل الكثير من دول الجوار وبلدان العالم من دون إستثناء ، وأخذت مخاطره تهدد التحضر والتمدن وقيم الحياة الانسانية ، وتهدد بتقويض أسس الحضارة الإنسانية بالدمار الشامل والعودة الى العصور الحجرية المظلمة ، وعودة الانسان الى عصر شريعة الغابة والقمع والطغيان والبربرية والهمجية التي لا تُقيم للإنسانية أية إعتبار .
كان التناقض الرئيسي في الصراع العالمي ذي القطبين في القرن الماضي بين اليمين واليسار بما يمثل ذلك من مفاهيم وأفكار في الفكر السياسي والفلسفة والأقتصاد . بينما أصبح الآن التناقض الرئيسي في الصراع العالمي ذي القطب الواحد بين الفكر الديني التكفيري المتشدد والمتطرف والذي يقود عمليات الأرهاب ويتخذ منه وسيلة لتحقيق أهدافه في السيطرة على العالم وتهديم حضارة الانسان وبين فكر قيم الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي بين البشر دون التمييز القومي والديني والمذهبي والأثني والتساوي في الحقوق والواجبات أمام القانون ، وعلى ما يبدو سوف يسود هذا الصراع هذا القرن .
اليمين واليسار في أحزابنا القومية
بالنسبة الى أحزابنا القومية الكلدانية والسريانية والآشورية الحالية والتي جميعها وحسب رؤيتنا لها لا تمتلك فكر سياسي واضح ونظرية أيديولوجية معينة تعتمد عليها في صياغة منطلقاتها النظرية وأفكارها السياسية ولو بأبسط صور الفكر السياسي الحديث ، وإنما تعتمد على أفكار ورؤى ومزاجات أفراد معينين وعلى العواطف القومية والتعصب القومي العنصري التي تستغل كمادة تحريضية لدفع الشباب المتحمس غير الواعي لأفعاله للأنخراط في صفوفها ومن دون دراسة واقع الحال لأمتنا ، فهي بالتالي عبارة عن أحزاب ذات توجه قومي عنصري كما هو وكان حال الأحزاب القومية العربية والكوردية ، وعليه فهي وفق المعايير العصرية لمفهوم اليمين واليسار في العمل السياسي فهي بالتالي احزاب يمينية بأمتياز لا وجود لشذرات الفكر اليساري في توجهاتها ومنطلقاتها الفكرية لحد الآن . 
ومن باب التذكير بما قاله السيد نينوس بثيو ( كوركيس بثيو )  السكرتير العام السابق للحركة الديمقراطية الآشورية في آخر مقال له في رده على كيان " أبناء النهرين " الحديث التكوين في الدفاع عن نفسه حول أسباب جوهر خلافه التاريخي مع السيد يونادم كنا السكرتير العام الحالي للحركة الديمقراطية الآشورية ناخذ الوضع في الحركة الديمقراطية الآشورية على سبيل المثال وليس الحصر كأكبر احزابنا القومية حالياً ، حيث وصف السيد نينوس بثيو ذلك الخلاف بكونه خلاف فكري بينه كيساري في توجهاته وبين السيد يونادم كنا كيميني برجوازي في توجهاته ، هذا ما فهمته أنا مما ورد بهذا الشأن على لسان السيد نينوس بثيو فإن صدق هذا الأدعاء فإن ما حصل ويحصل في الحركة الديمقراطية الآشورية هو أيضاً من نتاج الصراع الفكري بين اليمين واليسار وليس لأسباب أخرى لربما قد تجنب السيد نينوس بثيو عن ذكرها لأسباب خاصة به شخصياً . لقد أسهبتُ كثيراً في عرض مثل تلك الأسباب التي تؤدي الى الصراعات الفكرية داخل الأحزاب والحركات السياسية في مقالي السابق الموسوم ( في التربية والثقافة السياسية ... حول الطبيعة التكوينية للأحزاب والحركات السياسية ) ، متمنياً من كل قلبي أن يصدق السيد نينوس بثيو في قوله وأن يكون الخلاف بينهما فكريا وليس خلاف مناصب ومصالح وغيرها كما هو معروف لدى كوادر الحركة . أنا شخصياً أستبعد أن يكون الخلاف بينهما إن وجد أصلاً خلافاً فكرياً حسب وصف السيد نينوس بثيو ، بل أميل الى القبول بان يكون الخلاف بينهما خلاف المصالح ، وإلا كيف استمر التوافق بينهما على قدم وساق كل هذه السنين لإقصاء الآخرين الكوادر القيادية المعارضة لتوجهات وسلوكيات ونهج السيد يونادم كنا !!! ؟ ، وأقتبس هنا من مقال السيد نينوس بثيو المعنون ( رد على إيضاح كيان أبناء النهرين لا أعطي الفتاوى بل أقدم المقترحات ) ما يلي :- "  أن حقيقة الموضوع هو أختلاف بيني (نينوس بثيو) وبين الرفيق (يونادم كنا) منذ بدايات زوعا يتأسس على خلفية فكرية وهي أنني أحمل أفكار يسارية وهو ذو توجه يميني بورجوازي , وأنعكاس هذا الاختلاف كان قائما بيننا في عموم مسيرة زوعا وقراراتها وكان يحصل بيننا نقاش حاد ثنائي وفي أجتماعات القيادة واللجنة المركزية والمكتب السياسي ولسنوات طويلة " . بينما في الحقيقة ومن وجهة نظرنا فإن الخلاف الداخلي في زوعا ليس خلافاً فكرياً بين اليمين واليسار ، وإنما هو خلاف حول أليات العمل وعلى السلوك المنحرف والانفراد بالقرار الذي تسلكه وتمارسه وتنهجه القيادة الحالية لزوعا بقيادة السيد يونادم كنا  ، ولا وجود لتوجهات يسارية في القيادتين الحاليتين لزوعا ، قيادة زوعة يونادم كنا أو قيادة زوعة أبناء النهرين .     
ومن خلال ما استعرضناه نستطيع أن نستنتج أن الحركة الشيوعية العالمية بأحزابها المتنوعة هي التي أعطت لمفهوم اليمين واليسار في الفكر السياسي العالمي الحديث طابعاً سياسياً وأيديولوجياً شاملاً في العمل السياسي وجعلت منه معياراً لتقسيم العالم فكرياً بين اليمين الرجعي واليسار التقدمي والذي سار ويسير الآخرين على هداه الى يومنا هذا

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 17 / تموز / 2019 م

59
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة
قرأنا مقالكم الرائع الذي استعرضتم فيه الأسباب والدوافع التي أدت وتؤدي بأبناء أمتنا الى هجر أرض الوطن أرض الأباء والأجداد وكيف تنتهي بالتالي الى التغيير الديموغرافي لمناطق تواجدنا لصالح تثبيت وجود الآخرين فيها وتغيير هويتها القومية والتي شخصتموها بدقة وعن دراية وهي الهجرة " الهجرة الداخلية والهجرة الخارجية " وتكون مثل هذه الأسباب مقنعة الى حدٍ ما بسبب ضعف الشعور لأبناء أمتنا بالأنتماء الى الأرض التاريخية والتشبث بها في تحدٍ وجودي مع المصاعب والظروف الموضوعية على أرض الواقع ، وكون الأمر في نهاية المطاف أمرٌ يتعلق بالهوية القومية للأمة والأرض معاً ، وهذا بإعتقادي ما تفتقر إليه شديد الأفتقار أبناء أمتنا الحاليين بكل تلاوينهم وتسمياتهم   من جهة وغياب دور المؤسسات السياسية ( الأحزاب ) والكنسية ومنظمات المجتمع المدني في تنمية هذا الوعي لدى أبناء الأمة من جهة أخرى كل هذه الأمور مع الأسف الشديد ساهمت بشكل مباشر ومؤثر في تعميق مشكلة التغيير الديمغرافي في مناطق تواجدنا في سهل نينوى ونهلة وغيرهما لصالح الآخرين من الشركاء .
في الحقيقة أن سبب المشكلة الرئيسي هو داخلي فينا نحن الكلدان والسريان والآشوريين وليس في الآخرين من الشركاء في الوطن الذين لهم أطماع في أرضنا لأننا نميل الى الهجرة التي صارت هوس تدغدغ مشاعر كل شبابنا في نمط الحياة الغربية تحت تأثير الثقافية الدينية في تربيتنا من دون أن يدركوا تداعياتها المستقبلية السلبية على بقاء وجودنا القومي في أرض وطن الأجداد وعلى انصهار أجيالنا القادمة في مجتمعات المهجر وبذلك نكون قد كتبنا بأيدينا من دون أن ندرك مسك الختام لأمتنا بالأنقراض بنهاية هذا القرن على أبعد تقدير في ظل ظروف استمرار الهجرة العشوائية اللعينة .
لقد عجبنا هذا المقطع من مقالكم لأنه يعبر عن الحقيقة الغائبة عن بال وذهن الكثيرين من أبناء أمتنا الذي يختزل مضمون مقالك الرائع ... أقتبس ( لننظر كيف يحدث هذا الفراغ؟ انه الهجرة سواء الداخليه (اي داخل الوطن) او الخارجيه (اي خارج الوطن) هي التي تحدث هذا الفراغ والمناخ المناسب لقيام الاخرين للاستحواذ على مواطيء القدم واحتلال بلداتنا – صحيح هنالك عوامل خارج ارادة شعبنا ولكن العامل الداخلي والرئيسي هو الهجره ) ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ز

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

60
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ كمال لازار بطرس المحترم
 تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
لقد قرأنا مقالكم الأكثر من رائع بإمعان وانسجام وبلهفة فكان حقاً رائعاً ومتكاملاً ، وكم أتمنى أن يقرأه كل المهاجرين من الوطن وخاصة الناقمين عليه والمادحين للأوطان الجديدة لقاء ما منحته لهم من مستلزمات الحياة المتواضعة المذلة أحياناً ( الولفر ) ، وأن يتوقفوا قليلاً وبعقل منفتح عند ذلك المقطع  الأخير من مقالكم الذي يروي الحوار الذي دار بين ذلك الشخص الذي قدم معلومات مهمة عن وطنه للجيش الفرنسي ونابليون بونابورت ليأخذون منه العبر والدروس في الوطن والوطنية ...... كم عجبنا مقالكم ولكن كان لهذا المقطع وقعٌ خاص علينا يا رابي كمال ( ونحن، وإنْ كنا لم نُنصِفْ وطنَنا، علينا ألاّ نطعنَ أو نلعنَ أو نخونَ ) ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
ملاحظة : أنا أتفق مع الأخ العزيز رابي lucian في تعقيبه عن مضمون الوطن ... اي الوطن هي تلك البقعة من الأرض التي تحمل بصمات حضارية وشواخص آثارية لحضارة أبائنا وأجدادنا وطبعوا عليها هويتنا القومية تلك الهوية الحضارية هي التي تربطنا وجدانياً وثقافياً وحضارياً بتلك الأرض وهي من تستحق أن تنال اسم الوطن الأم عن جدارة وما سواها إلا هراء . 

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

61
الى الأخ الكريم الأستاذ متي آسو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
يؤسفنا أن نقول لكم بأنكم فهمتم المقصود خطأً والأقتباس واضح لا يحتاج الى أي اجتهاد أو تفسير .
كل الأديان في خطاباتها عبر التاريخ خلقت ثقافة الكراهية للآخر المختلف ، وانطلاقاً من هذه الحقيقة فكاتبي مسودة قانون موضوع البحث كتبوه تحت تأثير هذه الثقافة ( ثقافة الكراهية المزمنة ) وأوقعوا ظلماً على أبناء الأقليات الدينية الغير مسلمة وبذلك من الطبيعي أن يكون رد فعل كتاب ومفكري تلك الأقليات الدينية متسم بالرفض والشجب على خلفية نفس الثقافة . أما حسكم بوجود في مداخلتنا نوع من المزايدة الوطنية فهو قول فيه الكثير من التجني على الحقيقة ... ومقترحنا بموجب الفقرتين ( أولاً ) و( ثانياً ) فهو خير جواب الكافي والشافي لكل تساؤلاتكم في تعقيبكم .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                               
اخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   
 

62
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي المتألق  كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
لقد كفيتم ووفيتم بما ضمنه مقالكم الرائع بشأن قانون المحكمة الأتحادية ولكن كل ما ذكرتموه من الفعل كما وُرد في مسودة القانون ورد الفعل كما ورد في كل المقالات النقدية التي كتبوها أبناء الأقليات الدينية هي نتائج للمكنون الثقافي الذي أورثوه العراقيين أب عن جد من عقدة الكراهية الدينية المتبادلة للآخر المختلف فالذين كتبوا القانون هم من نتاج ثقافة الكراهية للآخر المختلف دينياً وليسوا نتاج للثقافة الوطنية والأنسانية ومن يكتبون النقد لهذا القانون العنصري الأقصائي هم أيضاً من نتاج تلك الثقافة حيث يعملون وفق قانون الفعل ورد الفعل ....
الحل الصائب لكل مشاكل العراق القومية والدينية والمذهبية الطائفية وحتى الأقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي خلفها فشل أنظمة حكم الأسلام السياسي والفكر القومي الشوفيني منذُ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 م لا يأتي إلا بالأعتماد على بناء ثقافة التآخي الوطني من خلال الآتي : -
أولاً : فصل الدين عن الدولة كلياً وفق مبدأ " الدين لله والوطن للجميع " وحصر نشاط المؤسسات الدينية اجتماعياً من خلال دور العبادة لنشر الوعي الثقافي والوطني وحب السلام والوطن والتعايش السلمي المشترك بين كافة مكونات الشعب .
ثانياً : تعديل الدستور وجعله دستوراً وطنيا علمانياً مبني على نهج فصل الدين عن الدولة كمؤسسة وطنية خدمية والتعامل مع المواطن  على أساس الولاء الوطني والهوية الوطنية باحترام الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية لجميع مكونات العراق .
فقط بهذه الطريقة يمكن إخراج الوطن من مآزقة ومعاناته والوصول بسفينته  الى بر الأمان والسلام .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ....... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

63
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ والمقتدر الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة
في البدء لكم جزيل الشكر على مروركم الكريم بمقالنا المتواضع بهذه المداخلة الثرة بمضامينها الفكرية والنقدية التي أثارت فينا مشاعر الفخر والأعتزاز والحماس بهذا القلم الصادق الهادئ حيث وضعتم النقاط على الكثير من الحروف مما يعاني منه مجتمعاتنا الشرقية والمجتمع العراقي بصورة عامة ومجتمعنا الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص . لقد اختصرتم الموضوع بقولكم هذا أقتبس ( لقد تعلمنا النظر في المرأة لنرى اخطائنا قبل ان ننظر من النافذه لنرى اخطاء الاخرين وهذا هو اساس مبدأ النقد الذاتي ) .
ليس لدينا ما نضيفه على ما ذكرناه في المقال وما أضفتموه من نكهة حسن وجمال القول في مداخلتكم الفوق الرائعة غير أن اكرر لكم شكرنا وفائق تقديرنا على هذا المرور الأخوي ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

64
في التربية والثقافة السياسية
حول مفهوم النقد والنقد الذاتي في العمل السياسي

خوشابا سولاقا
إن أي عمل أو نشاط سياسي لأي كيان منظم مهما كانت طبيعته لا بد أن يخضع في النهاية الى عملية التقييم إيجابا أو سلباً ومن ثم تقويمه ، إن عملية التقييم والتقويم بحد ذاتها تخضع الى أسلوب البحث العلمي الرصين والدقيق بموجب معايير علمية مجربة لتحديد مواضع القوة والضعف والخلل ، وبالتالي يتم اختيار آليات التقييم والتقويم معاً بما يُمكّننا من وضع كل شيء في نصابه وموضَعِه الذي من المفروض أن يكون فيه ضمن العمل السياسي برمته دون أن يتقاطع أو يتعارض مع ما مخطط له في المنهاج السياسي لذلك الكيان . هذه العملية يطلق عليها في العمل السياسي المنظم والمنضبط بالنقد والنقد الذاتي ، وهي بالتالي تشكل عملية إعادة تنشيط حيوية وشباب العمل في الكيان السياسي إن صح التعبير ، وهي في ذات الوقت تعني عملية تطهير الذات من الأخطاء والانحرافات والخروقات وكل أشكال الفساد السياسي وإعادة بناء الذات الجديدة بالشكل الذي ينسجم مع واقع الحياة ومستجداتها في خضم العمل السياسي ، ومن دون عملية ممارسة النقد والنقد الذاتي ومراجعة الذات يتحول العمل السياسي داخل الكيانات السياسية الى عمل رتيب وممل يصيبه الجمود والتحجر ثم الأنهيار ، ويوجد الكثير من الأمثلة في تجارب الكيانات السياسية في مختلف بلدان العالم على ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي في عملها السياسي . إن عملية ممارسة النقد والنقد الذاتي الحر هو شرط أساسي وضروري من شروط وأسس الديمقراطية السياسية التي من المفروض أن تلازم حياة وتجارب الأحزاب السياسية الرصينة والتي تريد الأستمرار وأن تقوي وتعزز وحدتها الفكرية والتنظيمية  ولأن تجدد بناء ذاتها مع تجدد متطلبات الحياة ، وعليه فإن الكيانات السياسية التي تؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي وقبول الرأي الآخر وأن تتخذ منها منهجاً في حياتها السياسية عليها أن تضع مبدأ ممارسة النقد والنقد الذاتي في مقدمة أولوياتها في حياتها السياسية ، وبعكسه سوف يكون مصيرها الخيبة والفشل المحتم في تحقيق ما تصبو إليه من الأهداف على كافة الأصعدة  القومية والوطنية وحتى الفئوية منها . ونظراً لأهمية هذا الموضوع في العمل السياسي من وجهة نظرنا المتواضعة وددتُ أن أقدم شيء من التفصيل في تعريف مفهومي " النقد " و " النقد الذاتي " الى القارئ الكريم .
مفهوم " النقد " كما قلنا يعني تقييم الأيجابيات والسلبيات في العمل السياسي ومن ثم معالجة السلبيات معالجات جذرية بالقضاء على أسبابها وهذا السلوك يشكل الشرط الأساسي في أسس الديمقراطية السياسية ، كما يعتبر النقد أهم الضمانات لأشاعة ممارسة الحرية بكل أشكالها الايجابية ، والنقد الايجابي معناه أن نُقّوم العمل التطبيقي والأفكار العامة لنتبين شكل حركتها ولكي نكشف ونشخص بالتالي التناقُضات التي تشوبها أو التي نشأت فيها في خضم التطبيقات العملية في الحياة السياسية . النقد كضمان حقيقي لأشاعة حرية الرأي في العمل السياسي يستلزم تقييم وتقويم كل ماهو إيجابي وكل ما هو سلبي في التجربة السياسية القومية والوطنية معاً وعلى جميع مستوياتها لكونهما تجربتان متداخلتان ومرتبطتان إرتباطاً عضوياً تتأثران وتؤثران في بعضهما البعض بشكل متبادل لا إنفصام بينهما ، وكذلك يستلزم في عملية ممارسة النقد لكي يكون نقداً علمياً وبناءً وفعالاً تقديم مقترحات وحلول بديلة لكل ما يتم نقده لتأكيد وتعزيز ودعم الجوانب الايجابية ولتصفية وتطهير الجوانب السلبية في العمل السياسي على حد سواء من دون مجاملات أو رياء أو نفاق سياسي مراعة لمواقع المسؤولين القياديين في الكيانات السياسية على حساب إخفاء الحقيقة وطمسها عن الجماهير الشعبية ، لأن في مثل هذه الممارسات المنحرفة عن السياقات والأخلاق السياسية أضرار بالمصالح الحيوية القومية والوطنية وخيانة للمبادئ والقيم التي يؤمن بها الكيان السياسي . إن ممارسة النقد الحر كما أسلفنا هو أساس ضروري من أسس الديمقراطية السياسية في العمل السياسي ، عليه لا بد من أن تتوفر لهذه الممارسة ضمانات بمعرفة ما يجري بالتفصيل في التجربة السياسية التي يقودها الكيان السياسي المعين في الحقل القومي والوطني وبحسب طبيعة العمل السياسي من أعمال وأفكار ومن معلومات وأراء أخرى ، وهذا يستلزم توفر مستوى معين من التعليم في الكوادر العاملة والذي هو في حده الأدنى معرفة القراءة والكتابة، وتوفر القدرة المالية التي تمكن الكيان السياسي من الأستفادة من وسائل الأعلام لنشر الأخبار والأفكار والأراء للكيان السياسي وإيصالها الى الجماهير الشعبية بغرض إستقطابها للانخراط في العمل  . كما تحتاج عملية ممارسة النقد الايجابي الفعال الى توفر وعي سياسي جماعي يتبلور في وحدات جماهيرية قادرة على إحداث التغيير المطلوب بقدر ما هي قادرة على المطالبة بالتغيير .
هذا كان كل ما يتعلق بجانب ممارسة النقد من موضوعنا ، أما ما يتعلق منه بجانب ممارسة " النقد الذاتي " فهو أن النقد الذاتي يعني تقييم وتقويم للذات سواءً كانت تلك الذات تمثل فرداً بعينه أو تمثل جماعة أو كياناً سياسياً أم مؤسسة مجتمع مدني أم نظاماً سياسياً للدولة أو أي شكل من أشكال التكتلات الجماعية . في الوقت الذي يعتبر النقد تقييماً وتقويماً لأعمال وأفكار وأراء الغير ، فإن النقد الذاتي هو تقييم وتقويم لأعمال وأفكار وأراء وسلوك الذات أو الناقد نفسه مهما كانت طبيعة الناقد ، والنقد الذاتي مع النقد يعتبران أهم الضمانات لتأمين ممارسة الحرية والديمقراطية بشكل إيجابي في العمل السياسي ذات المنهج الديمقراطي ، فإذا كان النقد واجباً على كل مواطن منخرط في العمل السياسي وحقاً من حقوقه الطبيعية لحماية المصلحة القومية والوطنية فإن النقد الذاتي أوجب وأفرض وأحق عليه من ممارسة النقد بحق الآخرين . لكي يَعرف الفرد بنفسه أو لكي تَعرف الجماعة أو الكيان السياسي أو النظام السياسي بأنفسهم قيمة ما تعمله وما تفكر فيه وتعترف بما في عملها هذا وأفكارها تلك من أخطاء وانحرافات ونواقص ، فإن ذلك الأعتراف يشكل قِمة العمل الثوري النضالي ، وذلك هو أرقى أشكال محاسبة الذات على أخطائها وتقصيرها قبل محاسبة الآخرين على أخطائهم ونواقصهم وإنحرافاتهم ، فالتقييم والتقويم والمحاسبة لكي يكون لها مصداقية لدى الآخرين يجب أن تبدأ أولاً من الذات نفسها قبل غيرها .
كما أسلفنا أن النقد يستلزم ويلزم صاحبه بتقديم المقترحات والمعالجات والحلول البديلة لتصليح الأخطاء وتجاوزها وإبقاء المسيرة النضالية في مسارها الصحيح والتغلب على السلبيات ، كذلك يستلزم النقد الذاتي وبنفس القدر من الشفافية والصراحة والصرامة والجدية إن لم يستلزم أكثر من ذلك ، لأن في عملية ممارسة النقد والنقد الذاتي لتقييم وتقويم المسيرة النضالية لتجاوز كل المعوقات تتقدم أهمية وأولوية النقد الذاتي على أهمية وأولوية النقد ، حيث لا يمكن لمن لم يُقّيم ويُقّوم ويُصلّح ذاته أن يُقيّم ويُقُّوم ويُصلّح الآخرين . كما نود هنا أن نوضح بأن فكرة النقد الذاتي قد نشأت في التنظيمات والأحزاب السياسية القائمة على المبادئ والقيم الثورية كما هو الحال في الأحزاب الثورية اليسارية وأحزاب حركات التحرر الوطني التي تقتضي مهامها ذلك ، وأيا كانت تلك المبادئ فالنقد الذاتي هو بمثابة الأعتراف بالخطايا كما هو الحال في ممارسات بعض الكنائس بحسب العقيدة المسيحية ، حيث يعترف المؤمن المسيحي بما أقترفه من خطايا مهما كانت طبيعتها لكاهن الكنيسة وبشكل سري في مكان خاص مخصص لذلك طلباً للمغفرة من رب العالمين وتبرئة ذمته منها ، وإن كانت طبيعة النقد الذاتي الذي يمارس داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية العقائدية ذات المبادئ الرصينة يشكل تعبيراً أرقى وأحدث في محاسبة الذات وجلدها مما عليه في الكنائس بكثير لأنه يأخذ طابعاً عملياً في محاسبة المخطئ والمقصر فوراً دون ترك الأمر لله إن صح التعبير !! ، وفي بعض الأحيان يكون النقد الذاتي كافياً لأعفاء الناقد المخلص الايجابي لنفسه من كل مهامه في تولي المناصب المسؤولة داخل الكيان السياسي بسبب ما اقترفه من الأخطاء وهذا المبدأ يسمى " محاسبة الذات " وهو ارقى شكل لممارسة النقد الذاتي .
وينبغي أن يكون النقد الذاتي نقداً متكاملاً يحدد ما حدث من جانب الناقد من أخطاء عملية أو فكرية ، ويحدد بدقة الأسباب والدوافع التي دفعت بالناقد الى الوقوع في تلك الأخطاء ، وأن يعطي تعهداً صادقاً بعدم الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى .
هكذا ومن خلال ما استعرضناه من تعريف وشرح لمفهومي " النقد " و " النقد الذاتي " وعلاقتهما ببعضهما البعض في العمل السياسي فإن ممارسة النقد والنقد الذاتي هي عملية تقويمية وأخلاقية بمثابة تطهير الذات للكيان السياسي من الأخطاء وكل الممارسات والانحرافات التي تضر بمصلحته وتسيء الى سمعته ، وهي أيضاً ممكن أن تكون بمثابة العملية الجراحية في الطب لأستيصال كل المظاهر الشاذة لغرض المحافظة على سلامة الكيان السياسي قوياً موحداً معافاً ، وهي بالتالي تجديد لشباب وحيوية الكيان السياسي وإبقائه على خط السير المرسوم له في استراتيجيته العامة لتحقيق الأهداف التي يناضل من أجلها وبأقل تضحيات ممكنة ، حيث أن تقليل التضحيات البشرية والمالية وإختزال الوقت لصالح إنجاز الأهداف الأستراتيجية ياتيان من خلال تقليل واختزال الأخطاء والسلبيات في العمل السياسي اليومي . فكل من لا يمارس ولا يقبل بالنقد والنقد الذاتي بروح نضالية ثورية وبوعي من مبادئ الكيان السياسي الذي ينتمي إليه ليس من اللائق به الاستمرار في العمل السياسي . لأنه كما قالوا فقهاء السياسة من قبل أن السياسة هي فن الممكن ، فإن النقد والنقد الذاتي يشكلان روح ممارسة ذلك الفن النبيل ، وهما السمة التي يجب أن تلازم كل كيان سياسي ناجح ورصين .


خوشــابا ســولاقا
10 / تموز / 2019 
بغداد – العراق     

[/b][/size]

65
الأصلاحات والتغييرات ودور طابور الفاسدين المتباكين على الدستورغير المستور  !!!
خوشابا سولاقا
كما هو معروف لكل المهتمين بالشأن السياسي العراقي من العراقيين الوطنيين المخلصين الشرفاء منذ فجر العهد الجديد الذي دشنه السيد بريمر السيء الصيت بمجلس الحكم الأكثر سوءً . عندما تم تشكيل مجلس الحكم بحسب الرؤية الديمقراطية الأمريكية للواقع الديموغرافي للعراق المبني على أساس نسبة سكان مكونات الشعب العراقي والأتجاهات السياسية فيه حيث بموجب هذا المعيار تم اختيار أعضاء هذا المجلس الموقر جداً !!! والمكون من ( 25 ) عضواً وكان للست " وداد فرنسيس " التي كانت تعمل في مكتب السيد بريمر والتي تلقت الكثير من الهدايا الثمينة من أغلب أعضاء المجلس الموقر للتوسط لصالحهم لدى محبوبها السيد بريمر .
كانت المفاجأة الأولى والغريبة جداً للسيد بريمر الحاكم الأميريكي العام المطلق الصلاحيات في العراق بشكل خاص وللعراقيين بشكل عام ، هي عندما طلب السيد بريمر في أول جلسة من هذا المجلس الكوكتيلي الهزيل اختيار رئيساً له للفترة الأنتقالية من حكمه العتيد ، أختلف أقزام السياسة العراقيين فيما بينهم لأختيار رئيساً لمجلسهم الموقر من شدة إفراطهم في الوطنية والأخلاص لوحد العراق وشعبه ، لقد أخفقوا في ذلك وفق القواعد السياسية والأخلاقية والقانونية المعتادة ، لأن كل واحد منهم كان يطمح  لأن يكون هو الرئيس الأوحد للمجلس والعراق الجديد ، وعندما عجزوا عن اختيار الرئيس وفق القواعد المعتادة كان هناك منهم من طلب اعتماد اسلوب إجراء القرعة لاختيار فارس المجلس أي الرئيس الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الوسائل الوقحة والمبتذلة ، مما أثارت استغراب ودهشة السيد بريمر على هذه الشهوة الجامحة الجنونية للسلطة لهؤلاء الأقزام !!! ، وأخيراً تم الأتفاق بينهم والسيد بريمر على أن تكون رئاسة المجلس تناوبية دورية شهرية يتم التناوب عليها بحسب الحروف الأبجدية لأسمائهم الذليلة !!! . خسئتم والله يا أقزام السياسة على هذا التواضع السلطوي ، خزيتمونا ونكستم عقال العراق إن صح التعبير ودنستم شموخه وكبريائه الوطني أمام محبوب الست " وداد فرنسيس " ، وكانت المفاجأة الثانية والأكثر خزياً ومذلةً هي عندما اجتمع بهم السيد بريمر في أول اجتماع له بهم بعد اختيارهم لعضوية المجلس لغرض التعرف والوقوف على مقترحاتهم وأفكارهم وأرائهم الوطنية النيرة لوضع برنامج شامل لأعادة بناء العراق الجديد بعد عهد الديكتاتورية الفردية للطاغية صدام حسين ، حيث كان بريمر مرتبكاً وخائفاً للغاية كيف تكون له المقدرة للأجابة على أراء واستفسارات هؤلاء السياسيين العراقيين الوطنيين الأفذاذ بشأن إعادة بناء وإعمار بلدهم المدمر من قبل جحافل بريمر وسيده بوش الأرعن !!! . سألهم بارتباك وخوف والقلق بادي على محياه وفي نظرات عينيه وهو جالسٌ على حافة مقدمة مقعده مرتبكاً يضرب الأخماس بالأسداس ليجد لنفسه طريقاً للخروج من مأزقه بإيجاد الأجوبة المقنعة لأرضاء خواطر هؤلاء الكبار من فطاحل السياسة  !!! ، فوجه لهم سؤآله بارتباك ، ما هو ما يدور في مخيلتكم من تساؤلات واستفسارات تريدون معرفة اجابتنا عليها بشأن اعادة بناء وإعمار بلدكم العراق الجديد ؟؟ ، فاستجمعت واختزلت كل تساؤلاتهم فيما قل ودل وسألوه عن مقدار الرواتب التي سيتقاضونها وهم في موقعهم الجديد هذا ( أعضاء في مجلس الحكم ) ، عندها تنفس السيد بريمر الصعداء وابتسم ابتسامته الصفراء الساخرة المعهودة بانشراح وجلس في مقعده متكئاً ظهره على مسند المقعد ( الكرسي ) مطمئناً مرتاح البال بانفراج أزمة ارتباكه وقال في نفسه أهؤلاء هم من سيحكمون العراق ويعيدون إعماره وبنائه ؟؟ أكيد قال في نفسه " حصلنا منكم يا أقزام ليس لكم ما تقولونه بشأن اعادة إعمار وبناء بلدكم غير مقدار رواتبكم " ، خسئتم يا نفايات التاريخ .
هذه الحماقات والسخافات المخجلة كان يجب أن تكون للعراقيين المؤشرات الأولى على أن هؤلاء لم يأتوا من الخارج خلف الدبابة الأمريكية وهم يلهثون ومُتَربين بغاية خدمة العراق والعراقيين وتعويضهم عما فقدوه وخسروه في زمن النظام الديكتاتوري السابق ، بل جاءوا كسراق ( حرامية ) متدربين مؤهلين ومحترفين في السرقة ليسرقون ماله وممتلكاته وآثاره في وضح النهار دون خجل ووجل هذه كانت بداية عهد الشؤم للعراقيين من وراء عودة الأبناء الضالين عودة الذئاب الجائعة لينهشوا البلاد والعباد بشراحة ووقاحة .
هنا نقول في ضوء ما تقدم لأبناء شعبنا العراقي المساكين والمغلوب على أمرهم ، أن كل من اشتركوا في مؤسسات شبه الدولة في العراق من المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية ودوائر وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية في بغداد وأربيل والسليمانية منذ عهد مجلس الحكم وما تلاه من عهود مروراً بعهد أياد علاوي والجعفري والمالكي والدكتور حيدر العبادي الى عهد الدكتور عادل عبد المهدي مارسوا الفساد لحد النخاع كلٍ بطرقته الخاصة وفق قاعدة " احميني واسترني أحميك وأسترك والله غفورٌ رحيم وشديد العقاب " باستثناء عدد محدود من الشخصيات الوطنية الشريفة الذين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين من الذين وصلوا عن طريق الخطأ الى بعض مقاعد الحكم لتجميل وتلميع الصورة الكالحة للنظام ولم تُلطخ أيديهم بالدماء العراقية ولم تلوث جيوبهم بالسحت الحرام من الدولارات الأمريكية الخضراء ، ولكن حتى هؤلاء يعتبرون من المستفادين من الرواتب وامتيازات مواقعهم من مخصصات وسيارات وسكن مجاني في قصور النظام السابق في المنطقة الخضراء والعيشة المترفة التي منحتها لهم القوانين الجائرة التي شرعها البرلمان لصالح مافيات الفساد من مسؤولي مؤسسات الدولة ، ثم أخيراً الرواتب التقاعدية الفلكية التي تفوق رواتب موظفي الدرجة الأولى من أقرانهم في التحصيل العلمي في الدولة بأكثر من خمسة أضعاف على أقل تقدير .
أيها القارئ الكريم كل هؤلاء مستفادين من نظام المحاصصة الطائفية والأثنية المقيت وافرازاته بالحرام أو بالحلال وفق قوانين تُحلل الحرام وتحرم الحلال شرعوها لهذا الغرض.
عليه فإن أي إجراء اصلاحي سياسي يمس هيكلية هذا النظام وقواعده سيمس بالنتيجة الحالة المعيشية المترفة لكل هؤلاء المستفادين من القطط السِمان ويسحب منهم تلك الأمتيازات التي لا يستحقونها شرعاً وقانوناً ، لذلك يكون من الطبيعي جداً رد فعلهم على إجراءات الأصلاح السياسي والتغيير في بُنية النظام القائم معادياً لمصالح الفاسدين ويكون مرفوضاً بهذا الشكل أو ذاك من قبلهم ، وأن يشكلون طابوراً ولوبي نشط في مؤسسات الدولة للدفاع عن مصالحهم من خلال احتواء وعرقلة تنفيذ كل الأصلاحات والتغييرات المقترحة في بنية النظام القائم ما لم يتم مواجهتهم بحزم وصرامة بقوة وبسرعة قبل فوات الأوان ومنذ البداية وهم في جحورهم المظلمة من دون ترك لهم فرصة لأستعادة تجميع قواهم والتقاط أنفاسهم من جديد .
لذلك ندعو هنا السيد رئيس مجلس الوزراء الحالي الدكتور عادل عبد المهدي أو أي يكون مستقبلاً مخلصين وداعمين وساندين له كشعب عراقي إذا كان فعلاً عازماً وجاداً في السير الى الأمام الى نهاية المطاف في تنفيذ حزمة الأصلاحات التي يقتضيها الوضع المزري للبلاد في كل المجالات لوضع العراق على خط السير الصحيح ، أن يرفق هذه الحزمة بحزمة من الضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين الكبار المتجذرين والمتعشعشين في دهاليز مؤسسات الدولة منذ عهد مجلس حكم السيد بريمر الى عهده اليوم وقطع أياديهم من خلال الآتي :
أولاً : قطع رأس الأفعى السامة التي بثت سموم الفساد المالي والاداري في جسد العراق بترسيخ نظام سرقة المال العام والعبث بمقدرات البلاد ألا وهو نظام " المحاصصة الطائفية والأثنية " المقيت ، نظام محاصصة الحرامية ، وذلك من خلال تعديل الدستور من خلال تشكيل لجنة من المختصين من القانونيين المستقلين لهذا الغرض لجعل الدستور دستوراً وطنياً عراقياً خالصاً بتنظيفه من كل أدران الطائفية السياسية والتوجهات القومية والدينية الشوفينية وتكريس الهوية الوطنية للعراقيين ومساواة العراقيين بكل تلاوينهم القومية والدينية والمذهبية وغيرها من الخصوصيات الفرعية أمام القانون .
ثانياً : إصلاح النظام السياسي للبلاد والقضاء على الفساد الذي يتطلب تنفيذه من خلال وجود قضاء مستقل عادل ونزيه غير مسيس ، وعليه تستوجب مرحلة تنفيذ الأصلاحات السياسية المطلوبة في هيكلية النظام السياسي الفاسد القائم على المحاصصة الى وجود هكذا قضاء ، لذلك ولغرض تطبيق الأصلاحات يتطلب الأمر الى اصلاح القضاء بتطهيره من الفساد والفاسدين أولاً وأخيراً ومن دون ذلك سوف لا تجد الأصلاحات السياسية طريقها الى النور .
ثالثاً : تشكيل محكمة الشعب الجنائية من قضاة مختصين ومخلصين ونزيهين مستقلين غير متحزبين ، وتشكيل مكتب المدعي العام بنفس المواصفات لأحالة الفاسدين من سراق المال العام وبأثر رجعي الى هذه المحكمة لمحاسبتهم بحسب استحقاقهم وفقاً لقانون الجنايات العراقي ، والعمل وفق القوانين الدولية لمتابعة وملاحقة الهاربين من الفاسدين والسُراق من خلال الأنتربول بغرض اعادتهم للأمتثال أمام القضاء لمحاكمتهم واستعادة ما سرقوه من أموال العراق المهربة الى خزينة الدولة العراقية .
رابعاً : تنص المادة رقم ( 5 ) من الدستور العراقي على " السيادة للقانون ، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها ، يمارسها بالأقتراع السري العام المباشر وعبر مؤسساته الدستورية . " . وبما أن الشعب هو الذي أعطي الشرعية القانونية للدستور من خلال الأستفتاء العام علية في اقتراع سري بمشاركة أقل من عشرة ملايين عراقي في حينه ، وبما أن عدد المنتفضين في عموم العراق منذ يوم الجمعة 14 من آب / 2015 كان أكثر من هذا العدد وطالبوا جميعاً بهتافاتهم بتعديل الدستور وفوضوا في حينه السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بإجراء الأصلاحات ، فإن هذا التفويض بحكم القانون يمنح للسيد رئيس مجلس الوزراء الحالي الدكتور عادل عبد المهدي يعني أن سلطة الشعب أعلى وأسمى من سلطة الدستور الذي اتخذ منه ستاراً لتغطية سرقات الفاسدين من المسؤولين وما يؤيد تفسيرنا هذا أن كل القرارات الرسمية تتخذ باسم الشعب واستناداً الى الدستور وليس العكس ، أي بمعني ارادة الشعب أولاً ولها الحاكمية دستورياً وقانونياً والدستور ثانياً وليس العكس .
خامساً : حل هيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين التابعين لها في الوزارات ودوائر الدولة بأعتبارها كانت تشكل غطاءً لنشاط مافيات الفساد وسراق المال العام مقابل مشاركتهم في الغنيمة ، وتفعيل دور الرقابة المالية الداخلية والخارجية الذي كان سائداً منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في النظام الرقابي لمتابعة الصرف المالي في وزارات ومؤسسات الدولة . وإلغاء مجالس المحافظات ومجالس البلديات في المحافظات لكونها مصدر من مصادر الفساد وقنوات للسرقات والتجاوزات على أموال وممتلكات الدولة . 
إن تفويض الشعب من خلال التظاهرات المليونية في عموم العراق للحكومة من خلال شخص السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم ودعوة المرجعيات الدينية الشيعية والسنية والمسيحية وغيرها من خلال خطب الصلواة أيام الجمعة والأحد في المساجد والجوامع والحسينيات والكنائس والمعابد ومطالبتهم له بالضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين وسراق المال العام تجعله يمتلك صلاحيات مشروعة ومطلقة لتنفيذ الأصلاحات والتغييرات المطلوبة بالكامل من دون تأخير ، وإن تفويض الشعب له بهذا الأجماع هو فوق الدستور في ظل هذه الظروف المأساوية الصعبة ، وبعكس ذلك فإن الطرفين ، الشعب والمرجعيات الدينية كلها ستضطر الى تحميله مسؤولية التقصير والتردي في الوضع العام ومحاسبته على كل التداعيات .
كل العراق معكم يا سيادة رئيس مجلس الوزراء في تنفيذ الأصلاحات الشاملة في كل مفاصل النظام السياسي واجراء التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة للقضاء على الفساد والفاسدين وحماية أموال الشعب التي هي أمانة تاريخية في أعناقكم ودمتم للخير والصلاح لما فيه خدمة البلاد والعباد .
 إن من يتباكون على الألتزام بالدستور ويذرفون عليه دموع التماسيح في هذه الأيام من البرلمانيين وأعضاء الحكومات وسلطات القضاء من المتضررين من الأصلاحات ، هم في الحقيقة طابور الباطل وشركاء الفساد وشهود الزور لنصرة الفاسدين وسُراق المال العام وقوت الشعب ، وهم بالتالي يقومون بدور محامي الدفاع عن الشيطان ، نقول لهؤلاء المتباكين أين كنتم ودستوركم وقضائكم عندما أوصلتم العراق الى ما هو عليه اليوم من فساد وتراجع في نهضته وتخلفه وتأخره في كل المجالات  وتردي الخدمات في ظل صرف أكثر من ( 1300 ) مليار دولار خلال فترة حكمكم  الفاسد البغيض للعراق ؟؟ لماذا لم تنزل دموعكم الكاذبة عليه أيها المنافقون عندما سرقتموه وجعلتم خزينته شبه خاوية من آخر دولار عندما استلم الدكتور حيدر العبادي الحكم ؟؟ ... إن كلامكم هذا وبكائكم على الدستور غير المستور هو " كلام حق تريدون به باطل " . يا سيادة رئيس مجلس الوزراء لا تنصتوا إلى أصوات هؤلاء المنافقين ولا تتعاطفوا مع بُكائهم الكاذب إنهم منافقون ومراؤون ، ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة وعاملهم بالمثل كما فعلوا مع الشعب العراقي المسكين وسرقوه أمواله وقوت عيشه وتركوه فريسة سهلة للفقر والعوز والفاقة والمرض والنزوح في العراء بلا مأوى يَتقيهم قيض الصيف وبرد الشتاء ، ولا فراش لهم يفترشوه غير الأرض والسماء ، ولا غذاءً ليأكلوه ولا دواءً ليعالجون به أمراضهم وهم مواطنين لأغنى بلد في العالم بثرواته النفطية الهائلة . لا تترددون في قراراتكم الحازمة والصارمة لصالح الوطن والشعب في تنفيذ الأصلاحات واجراء التغيير الجذري ، وأن لا تأخذكم في الحق لومة لائم في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين ، إنه هو طريق الحق بعينه الذي يجب أن تسلكوه مرفوعي الرأس شامخين وأن لا يستوحشكم سلوكه أبداً . سيروا الى الأمام والشعب معكم للنهاية في كل خطوة تخطونها نحو الأصلاح الشامل والتغيير الجذري في بناء العراق المدني الديمقراطي الجديد .

خوشـــابا ســـولاقا  ............. بغداد – 1 / نيسان / 2019 م


66
أدب / رد: في بلآدي
« في: 10:55 14/03/2019  »
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر الآشـــوري اللامع والمبدع رابي إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأعطر تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء أتمنى أن تكونوا والعائلة الكريمة بخير وسلام وبصحة جيدة
أحييكم على هذه القصيدة الرأئعة في محتواها وتنظيمها الشعري يا شاعرنا المبدع ، إنها بحق أروع من الرائعة قرأتها بشغف وشوق لأنك عودتنا أن تكتب دائماً كل قصيدة أروع من سابقتها وهذا هو عندنا الأبداع الفني والأدبي يا رابي إيشو شليمون المتألق دوماً والى المزيد من هذا العطاء الرائع ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغـــــداد 

67
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ  يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة والرائعة التي أغنت مقالنا خير إغناء ونشكر لكم تقييمكم الرائع وإطرائكم الأروع ... إن هذا التفاعل وهذا الشعور الجميل يدل على مدى رُقي مستوى ثقافتكم ونبل أخلاقكم وتربيتكم الأدبية ومدى سُمو شعوركم وإحساسكم بالمسؤولية القومية والوطنية كمثقف وكاتب له وزنه تجاه أمتنا ووطنا ، إن اهتمامكم بما نكتبه في هذا الموقع الكريم   من مقالات فكرية ذات المساس المباشر بمعاناة أمتنا ووطننا ثقافياً وفكرياً وسياسياً نعتبره حافزاً قوياً وتشجيعاً كبيراً لنا لتقديم المزيد من العطاء الفكري والثقافي في هذا المجال .... كل ملاحظاتكم القيمة موضع اهتمامنا وتقديرنا العاليين يا أستاذنا الكريم  يوحنا بيداويد .
 
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ................... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

68
الى الأخ والصديق العزيز صاحب القلم المهذب الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الفكرية الرائعة التي بها عطرتم مقالنا بما ينقصه من أبعاد فكرية ونحن ممتنين لكم بكل ما عرضتموه من ملاحظات وإضافات أغنيتم بها المقال خير إغناء .
نتفق معكم في ضرورة تعميق الوعي الفكري لجماهير أمتنا من كل مكوناتها وذلك بغرض تعميق الفهم للتمييز بين المفاهيم بدقة لإصال الفكرة الى المتلقي بصورة أوضح في أي مجال من حياتنا الفكرية وذلك بغرض تضييق هوة الأختلافات وتوسيع مساحة المشتركات للتقرب من الحقيقة الموضوعية التي لربما قد أختلفنا عليها في وقت ما ، لأن ملابسات الأمور تختلف وتتغير بحسب الظروف الزماكانية لها وهذا فعلاً ما سعينا الى طرحه وتوضيحه في هذا المقال عن جدلية العلاقة العضوية بين الدين كفكر وبين السياسة كوسيلة لترجمة الفكر عملياً ... شكراً لكم على تقييمكم الرائع لما ذهبنا إليه في هذا المقال .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة وتقدم ورفاهية يا أعز الأصدقاء .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغــــداد 

69
جدلية العلاقة بين الدين كفكر وبين السياسة كوسيلة
خوشابا سولاقا
بالنظر لكثرة الكتابات والحوارات والسجالات من قبل كتابنا ومثقفينا الأجلاء في هذا الموقع وغيره من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي والدعوة فيها الى فصل الدين عن السياسة كردود أفعال لسلوك بعض السياسيين أو رجال الدين بتدخل من طرف في شؤون الطرف الآخر بحسب الأجتهادات الشخصية لمفهوم التدخل واعتبار ذلك التدخل خرقاً للخصويات الأختصاصية والتجاوز عليها من طرف للطرف الآخر ، حيث وجدنا أن بعض تلك الكتابات والحوارات قد تجاوزت في سياقها العام قواعد النقد السياسي والأدبي البناء المقبول وأخلاقيات الكتابة الرصينة المهذبة في احترام الخصوصية المهنية والرأي والرأي الآخر وقواعد الحوار الديمقراطي الشفاف باستعمال في أحيانٍ كثيرة مفردات ومصطلحات غير لائقة وليست في محلها المفترض ، مما اقتضى الأمر بنا ككاتب متواضع لأن نكتب هذا المقال لندلو بدلونا محاولين إلقاء الضوء بحسب وجهة نظرنا المتواضعة لتوضيح جدلية العلاقة بين الدين كفكر روحاني له أتباعه الكُثر وبين السياسة كوسيلة لترجمة أي فكر مهما تكون طبيعته الى تطبيق على أرض الواقع وبالتالي لبيان أن الفكر أي فكر كان والسياسة توأمان يتواجدان ويتفاعلان في علاقة جدلية في بيئة اجتماعية واحدة لا يمكنهما الأنفصال ولا يمكن لأحدهما أن أن يلغي الآخر وكذلك لا يمكن لأحدهما أن يتواجد من دون وجود الآخر ، وأن الدعوات التى يطلقها البعض من الكتاب والمفكرين للفصل بينهما بالشكل الذي يريدونه ويطالبون به ليست دعوات دقيقة بمعناها الفكري والفلسفي والاجتماعي وحتى ليس ذلك الطرح عملياً ، بل على من يدعي ذلك أن يعدل طلبه بمطالبة الفصل بين الواجبات الأختصاصية لرجل الدين وبين الواجبات الأختصاصية لرجل السياسة في المؤسسات الأختصاصية لكل طرف مع ضمان حماية حق كل طرف واحترام حرية الرأي لأفراده  كأعضاء في المجتمع يعنيهم أمر كل ما يعني المجتمع من الأمور والتدخل بالقول والفعل في شأنه دون أن تمنعه الصفة المهنية الأختصاصية التي يحملها كسياسي أو كرجل دين من ممارسة ذلك الحق الطبيعي والمشروع اجتماعياً وإنسانياً .
كانت الحياة منذ أن خُلق الانسان على وجهة الخليقة وما زالت عبارة عن صراع على المصالح المادية والمعنوية وبكل الوسائل المتاحة بما فيها الحروب الدموية التي خاضها الانسان سواءً بسبب مقتضيات السياسة أو بسبب مقتضيات نشر وحماية الدين والتي راح ضحيتها الملايين من أبناء جنسه على امتداد فصول التاريخ وما زال الحبل على الجرار ، وكان من يخلق أسباب ووسيلة هذا الصراع  غير المقدس وغير المشرف بكل المعايير والمقاييس الانسانية باعتبار أن الانسان هو أغلى وأعلى قيمة في الوجود هو الفكر بكل مدارسه كملهم ومحفز لدوافع وغرائز الانسان العدوانية واعتماد فن السياسة كوسيلة لتحريكه لخوض غمار هذا الصراع الأزلي الذي لا تنطفئ شعلته ، ولتوضيح ذلك لا بد من هذه التعاريف المتواضعة لجعل الصورة أكثرُ جلاءً شكلاً ومضموناً .
الفكر ... تختلف الأفكار من حيث طبيعتها في كل المجتمعات البشرية بين أن تكون أفكار مادية علمية منعكسة من أرض الواقع الطبيعي والاجتماعي وقابلة للتطبيق عملياً بغرض تغييره وتطويره من حالة الى حالة أفضل أي بمعنى الأفكار المستندة على العلم الحديث وتطبيقاته العملية ، وبين أن تكون أفكار مثالية طوباوية خيالية لا تمت بصلة بأية علاقة مباشرة بالواقع المادي والاجتماعي ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، وأفكار روحانية تتعامل وتتعاطى مع النفس البشرية لتغيير قناعات الناس النفسية والروحية التي يؤمنون بها في إطار التأمل الروحاني الخيالي الماوراء الطبيعة أي الأفكار الميتافيزيقية التي لا تربطها صلة بالواقع المادي والاجتماعي ، وتصنف الأفكار الدينية حصراً ضمن هذا الصنف من الأفكار . 
السياسة ... السياسة كما اتفق وأجمع على تعريفها كل فقهاء ومفكري العلوم السياسية الحديثة هي الوسيلة التي من خلالها يتم ترجمة وتطبيق الأفكار أية أفكار كانت على أرض الواقع الاجتماعي بغرض تغييره وتطويره من حالة الى حالة أفضل أو لربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السَفنُ كما يقال في بعض الأحيان بسبب خلل أو انحراف ما في طبيعة الوسيلة ( السياسة ) المعتمدة أثناء التطبيق العملي وهي بالتالي وسيلة للدفاع عن المصالح والمنافع المادية والمعنوية في الصراع الأزلي بين الناس في الحياة ، وهذا ما تؤكده التجارب التاريخية للأمم في كل زمان ومكان .
في ضوء ما تم ذكره عن الفكر والسياسة ليس هناك فكر يكون هدفه وغاية وجوده لأن يعمل في الفضاء أي في الفراغ خارج حدود المجتمع الانساني ،  وعليه يتطلب الأمر ممن يسعون الى ترجمة الفكر لتطبيقه على أرض الواقع أن تكون لهم وسيلة لتحقيق ذلك ، وتلك الوسيلة بلغة التعامل مع الواقع الاجتماعي في أي زمان ومكان تُسمى " السياسة " ، وعليه فان للدين أي دينٍ كان " كفكر " له علاقة جدلية مباشرة تربطه بالسياسة  " كوسيلة " وعند دراستنا لتاريخ سيرة كافة الأديان المصنفة بالسماوية أو بالأبراهيمية وتلك المصنفة بالوضعية وكافة المعتقدات الفكرية والفلسفية التي تم تبنيها قديماً وحديثاً سوف يتأكد لنا وجود تلك العلاقة الجدلية العضوية بين الدين كفكر والسياسة كوسيلة ، وكما هو الحال مع الفكر الديمقراطي فكراً ومنهجاً كوسيلة سياسية لبناء دول ومجتمعات ديمقراطية مبنية على مبدأ تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص لمواطنيها ، وعليه نستطيع القول أن الفكر والسياسة توأمان لا يمكن فصلهما ولا يمكن لأحدهما أن يغير المجتمع من دون أن يتواجد التوأم الآخر الآخر بجانبه .
في أي مجتمع من المجتمعات البشرية يوجد مؤسسات متنوعة كل منها مختصة بشأن من الشؤون الخدمية تسعى من خلال العاملين فيها الى تنفيذ واجباتها التخصصية للمجتمع بأكمل وجه ممكن ، وهنا تشكل المؤسسات الدينية جزءاً من مؤسسات المجتمع الخدمية تقوم من خلال بُناها التحتية والقائمين على إدارتها من رجال الدين بكل درجاتهم الدينية بتقديم الخدمات الروحية التي يفرضها الدين المعني لمن يتردد إليها من المؤمنين من الأتباع ، فهنا لا تختلف واجبات رجل الدين عن واجبات الطبيب والمهندس والمدرس والأستاذ الجامعي والعسكري ورجل الأمن وأي موظف آخر في مؤسسات الدولة المدنية في أداء واجباته الأختصاصية بما تمليه علية مؤسسته المختصة للمجتمع .
هنا يكون من غير الجائز ومن غير المقبول منطقياً وقانونياً أن يقوم المهندس بالتدخل في شؤون اختصاص الطبيب وبالعكس وكذلك الحال مع كافة الموظفين الآخرين ، وكذلك لا يجوز لرجل الدين التدخل في شؤون العمل السياسي المختص في المؤسسات السياسية المدنية ( التنظيمات والأحزاب ) وبالعكس أيضاً ، ولكن جميع هؤلاء القائمين على إدارة شؤون هذه المؤسسات الأختصاصية بدون تمييز أفراد متساوون  في الحقوق في المجتمع وليس من حق أي كان أن يحرم ويصادر حق أي فرد من أفراد المجتمع من ممارسة حقه الطبيعي المشروع قانوناً في إبداء رأيه في كل ما يخص ويعني مجتمعه ونقده بكل الوسائل المتاحة قانونياً من دون الأساءة على الآخرين والتجاوز على حقوقهم بإعتباره عضواً فيه .... رجل الدين فرد في المجتمع كالمهندس والطبيب والمدرس والأستاذ الجامعي والعسكري ورجل الشرطة والأمن وكأي موظف في الدولة له اختصاصه الروحاني ليس من حق الآخرين التدخل في شؤونه الروحانية ، وكذلك ليس من حق رجل الدين التدخل في الشؤون الأختصاصية للآخرين ، وعليه نقول أن من يدعو الى فصل الدين عن السياسة فهو مخطئ في فهمه ووصفه لهذه العلاقة وواهم في دعوته ، بل عليه أن يدعو الى الفصل بين الأختصاصات المؤسساتية في المؤسسات الاجتماعية ومساواة الجميع في الحقوق المجتمعية وعدم الربط بين الحق العام للفرد باختصاصة الاجتماعي الروحاني والمهني تجنباً للتجني على حقوق البعض على حساب حقوق البعض الآخرعملاً بالقول الشائع " كلمة حق يراد بها باطل " .
نعم للفصل بين الأختصاصات الروحية لرجل الدين وبين الأختصاصات السياسية لرجل السياسة تجنباً للأشكالات والتقاطعات في التنفييذ ... كلا لدعوات الفصل بين الدين والسياسة  لعدم موضوعيتها ، ولكن ولكون لكل  من الفكر الديني الروحاني  والفكر السياسي الوضعي بكل مدارسه أنصار وأتباع ومؤيدين في المجتمع لذا يتطلب الأمر من الجميع احترام قناعات ومعتقدات الجميع والتجنب عن فرض القناعات على الآخر بالطرق القسرية والعنفية تحت أية يافطة كانت وذلك للحفاظ على وحدة نسيج المجتمع ومنعه من التفكك والتمزق .


خوشــابا ســولاقا
بغداد 9 / آذار  / 2019


70
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر والراوي للسير المحبوب والمتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا المعسلة
شكراً على تشريفنا بمروركم الكريم بهذه المداخلة التي هي أكثر  من رائعة بمقالنا حيث تطرقتم فيها الى نقطة في غاية الأهمية تثير في أعماقنا الألم والأسى والحزن والشجون عندما لا نجد اهتمام قرائنا الكرام من رواد هذا الموقع الكريم بالمواضيع الفكرية والثقافية والسياسية المتعلقة بوضعنا القومي والوطني بشكل عام وليس فقط مقالاتنا الشخصية والتي نحن بأمس الحاجة إليها لبناء كوادرنا فكرياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً بينما نجدهم على العكس من ذلك بالنسبة لأهتمامهم الملفت للنظر بمواضيع تتعلق بالكنيسة وغيرها من هذه المواضيع المتعلقة بالتسمية والخلافات المذهبية الكنسية ومقالات الذم والأساءة على الآخر كما أشرتم إليها في مداخلتكم .... حقيقة يا أخينا العزيز جان هذا الجانب أثار انتباهنا منذ مدة وأصابنا بالأهباط المعنوي مما دفعنا الى التقليل من الكتابة والنشر في موقع عينكاوه كوم وركزنا على نشر بوسترات فكرية وسياسية ونقدية قصيرة داخل مربعات ملونة في الفيبسبوك على صفحتنا الخاصة وربما تابعتموها ولو لم نقرأ لكم تعقيبات إلا القليل منها .... يبدو لنا أن قرائنا الكرام مكتفين بما لديهم من ثقافة ومعرفة وليسوا بحاجة الى المزيد لأثراء ثقافتهم أو ربما ليس لهم الوقت الكافي لأنشغالهم بخصوصياتهم لكي يقرأوان المقالات الفكرية والسياسية الطويلة مثل مقالاتنا .... مرة أخرى أكرر لكم شكرنا الجزيل لشخصكم الكريم على تطرقكم على هذه النقطة المهمة في مداخلتكم الرائعة ... وتقبلوا أعتذارنا على تأخير ردنا على مداخلتكم .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ..........................محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

71
الى الأخ والصديق العزيز Ninos Al-Khattatt المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أشرتم فيها الى المصدر الباعث والخالق لسلوك الأرهاب ونحن في مقالينا وضحنا ذلك بشكل مباشر وتلميحاً ولذلك قلنا أن الآرهاب هو فكر وثقافة وليس سلوكاً غريزياً ، بالتأكيد الفكر العنصري الشوفيني المتطرف مهما تكون طبيعته يكون مبعثاً ومصدراً لنمو وخلق الرغبة والنزعة في النفس البشرية الى نزوع الانسان الى سلوك أسلوب الأرهاب بكل أشكاله لتحقيق ما يوحي به له إيمانه المعتقدي .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .....
                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

72
الارهاب هل هو فكر وثقافة أم هو سلوك يتسم  بالعنف الغريزي .. ؟؟
خوشايا سولاقا
" كل فكر يدعو الى التعصب والتطرف ويبشر بهما يفضي حتماً في النهاية الى ظهور فكر الارهاب الممنهج "
قبل الخوض في موضوع الأرهاب وتعريفه لمعرفة إن كان فكراً وثقافةً أم إن كان سلوكاً عنيفاً غريزياً ، لا بد من ضرورة تعريف مفهوم الأرهاب ، أي بمعنى أخر نقول بصغة سؤال ما هو الأرهاب .. ؟؟
بحسب وجهة نظرنا المتواضعة المستنبطة والمستمدة من نتائج العمل الذي يستوجب وصفه وتعريفه بالأرهاب نقول . أن أي عمل أو فعل او ممارسة  يؤدي بحياة الناس  والإضرار بحقوقهم ومصالحهم وممتلكاتهم ومصادرة إرادتهم وكبت حرياتهم وقمعهم باستعمال القوة القسرية المسلحة بكل أشكالها أو باستعمال القوة الفكرية واجبارهم على التخلي عن معتقداتهم الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية ومنعهم من ممارسة طقوسهم وتقاليدهم التي تجسد خصوصياتهم وانتماءاتهم على كافة المستويات الوطنية والقومية والدينية وحتى الحزبية السياسية والقبلية والعشائرية ، وكذلك أي فعل من شأنه أن يلحق الضرر بالأرث الحضاري التاريخي والثقافي الانساني يعتبر إرهاباً ممنهجاً ،
والديكتاتورية واستبدادية الدولة من خلال سلطة الأحزب الحاكمة والتجاوز على ممتلكات الدولة واستغلالها خلافاً للقانون وسرقة المال العام تدخل بهذا الشكل أو ذاك ضمن الأطار العام لمفهوم الأرهاب لأنها بالتالي تشكل الإضرار بحقوق ومصالح وممتلكات الآخرين وبحياتهم ، وكذلك فإن ممارسات قمع الأراء وكَبتْ الحريات وكم الأفواه ومصادرة الارادات والانفراد بالقرارات والأستبداد بالرأي والتصفيات بكل أشكالها داخل التنظيمات السياسية الحزبية  الشمولية تشكل نمطاً متقدماً من الأرهاب الفكري والجسدي
.
كل هذه الممارسات تشكل نمطاً إرهابياً معيناً تختلف مع بعضها البعض بهذا القدر أو ذاك فقط في وسائل التنفيذ ، ولكنها تلتقي بالنتائج المتحققة بموجب معايير تعريف مفهوم الأرهاب .
إن المختلف في الأمر في تصنيف مفهوم الأرهاب ومعاييره وتحديد المشمول به وتمييزه عن المستثني منه هي تلك القوى الدولية المتحكمة والمسيطرة على تحديد مفهوم الأرهاب وهويته بحسب ما تقتضيه مصالحها الحيوية التي تختلف من مكان الى آخر ، ولذلك نجد إن ما يصنف هنا عملاً إرهابياً بامتياز نجده هو ليس كذلك في مكانٍ آخر ، وإن تعريفنا هذا لا يعني إطلاقاً أن نشاطات التنظيمات المتطرفة والمتشددة للآسلام السياسي بكل مذاهبه ومدارسه من قبيل امثال القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها الكثير ليست تنظيمات إرهابية بل هي كذلك بامتياز من دون أدنى شك ، ولكنها ليست الوحيدة بل هناك الكثير من أنماط وأشكال النشاطات الأرهابية الغير المصنفة وفق المعايير السائدة والمعتمدة حالياً للأسباب التي ذكرناها ... إن إرهاب القاعدة وداعش وأخواتُهّن في الحقيقة هو نتاج للأرهاب السياسي الذي مارسته الدول الديكتاتورية الأستبدادية من خلال سلطات أحزابها القومية الفاشية التي بسياساتها القمعية المناوئة للديمقراطية منعت ولادة أنظمة ديمقراطية حقيقية من جهة ، وتركت الساحة خالية ومهيئة لولادة القاعدة وداعش الارهابيتين واخواتهن من جهة ثانية ، ونحن اليوم مع الأسف الشديد نحصد ما زرعوه هؤلاء الحكام الديكتاتوريين القوميين الفاشيين ، إن " القاعدة + داعش واخواتهن = نتيجة ديكتاتورية سلطة الأحزاب القومية الفاشية " ............
أيها القارئ الكريم هذا هو الأرهاب المتكامل بكل حلقاته وجوانبه المتداخلة الذي يتحتم علينا معرفته وليس فقط حصره في جانب واحد كما يريدونه المستفادين منه أن يكون من دون تسليطنا للضوء على الجوانب الأخرى الباعثة له .   
بعد هذه المقدمة التوضيحية لمفهوم الأرهاب وأشكاله وتنوعه نقول لقد  أثبتت البحوث والدراسات العلمية التي أجريت على سلوك جميع الكائنات الحية في الطبيعة بضمنها الانسان بأن سلوك العنف الغريزي يلتجأ إليه الكائن مضطراً في حالات ثلاثة ، وهي أولاً في حالة غريزة الدفاع عن النفس عندما يشعر الكائن الحي بوجود خطر ما يهدد حياته في محيطه الطبيعي ، وثانياً في حالة تلبية إشباع غريزة الجوع ، وثالثاً في حالة الدفاع عن المصالح ومنطقة النفوذ ، وهذه الحالة تعددت أشكالها وتنوعت أنماطها بتعدد وتنوع المصالح وبتعدد وتنوع الكائنات في البيئة الطبيعية المحيطة ، وبذلك تطورت أشكال وأنماط سلوكيات العنف المستعمل ، وكان الكائن البشري في مقدمة المبدعين والمتفننين في إختراع وصناعة أشكال وسائل العنف التي استعملها في الدفاع عن النفس وفي تلبية غريزة الجوع وفي الدفاع عن المصالح ومناطق النفوذ .
إن الوسائل التي ابتكرها واخترعها وصنعها واستعملها الانسان كانت في حالة تغير وتطور باستمرار باستثناء غيره من الكائنات الأخرى التي احتفظت بوسائلها كما كانت ، لتلبية حاجات صراعه المستمر مع الذات أي مع بني نوعه ومع الكائنات الأخرى ومع الطبيعة لتسخيرها لصالحه  لأشباع حاجاته الغريزية وغيرها من أجل البقاء والتفوق وفرض إرادة الأقوى طيلة تاريخه ، هكذا تشكلت أو تضمنت تلك الوسائل في مجموعتين أساسيتين ألا وهي : -
أولاً : مجموعة الوسائل الفكرية والعقائدية التي شكلت العصب الحيوي والعمود الفقري في بناء البنية الاجتماعية للمجتمع في تحديد شكل النظام الأقتصادي وأنماطه الانتاجية المختلفة لانتاج الخيرات المادية للمجتمع كبنية تحتية من حيث من يمتلك تلك الوسائل ومن يُشغلها ، وهنا انقسم المجتمع الى طبقات ونشأ الصراع الطبقي بينها من اجل التوصل الى نظام أكثر عدلاً وانصافاً في توزيع الخيرات المادية بين أبناء طبقات المجتمع بحسب الجهد المبذول ، ومن ثم إنتاج الحاجات المعنوية المتمثلة بالثقافة بكل أشكالها وتنوعاتها كبنية فوقية للمجتمع ، وإن الحاجة الى انتاج وصناعة الثقافة أدت الى نشوء الشرائح الاجتماعية المثقفة والتي أرتبطت مصالحها الأقتصادية بأحدى طبقات المجتمع المشاركة في عملية انتاج الخيرات المادية ، فبذلك انقسمت الثقافة بكل تنوعاتها  والتيارات الفكرية والتنظيمات السياسية في المجتمع بين مؤيد ومعارض لهذه الطبقة وتلك ، وبحكم هذا الواقع تكونت ثقافات وأفكار وأحزاب طبقية كل منها سعى لتبرير سلوك الطبقة التي يمثلها في الصراع الدائر في المجتمع بين طبقاته .
ثانياً : مجموعة الوسائل العسكرية الحربية ، هذه الوسائل التي تطورت أشكالها وأنماطها بشكل نمطي وبسرعة هائلة جداً مع بداية عصر النهضة والثورة الصناعية في العالم ، في هذا العصر تطورت حاجة استمرار وديمومة حركة الصناعة الوليدة والمتصاعدة الى المزيد من مصادر المواد الخامة ومصادر الطاقة المحركة لماكنة الصناعة في البلدان الصناعية من جهة ، والى إيجاد أسواق جديدة لتصريف منتوجاتها الصنناعية من جهة ثانية ، لذلك بدأ عصر جديد بالظهور ، ألا وهو عصر الأحتلال والسيطرة على البلدان الأجنبية الأخرى ، أي عصر الأستعمار الكولونيالي  ، وهنا اشتد الصراع بين أقطاب البلدان الرأسمالية الصناعية تمخض الى نشوب حروب كثيرة دولية وأقليمية وعالمية مدمرة ومستهلكة للبشر وفي مقدمتها الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها منها السلاح النووي . صحيح إن اكتشاف وصناعة واستعمال سلاح الدمار الشامل والوقوف على نتائجه المدمرة لمستقبل البشرية وتعرضها للفناء الشامل قد وضع حداً للحروب العالمية الشاملة ، إلا أنه تم التعويض عنها بانتشار وتوسع الحروب المحلية  والأقليمية بالأسلحة التقليدية بشكل ملفت للنظر خلال الربع الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي حيث الغاية منها استمرار وديمومة صناعة الأسلحة في الدول المصنعة لها من جهة واستنزاف الموارد المالية للدول المنتجة للنفط  من جهة أخرى ، وذلك للمحافظة على التوازن الطبيعي بين دول الشمال الصناعية ودول الجنوب المستهلكة ، ومن جملة تلك الحروب الحرب على الأرهاب الذي صنعته الدول الرأسمالية الصناعية وتمارسة الدول المتخلفة المخدرة بثقافة التخلف النابعة من الموروث الثقافي التاريخي بكل تشكيلاته الاجتماعية والأقتصادية والفكرية والدينية لهذه المجتمعات .
إنطلاقاً من هذه المقدمة الفكرية التاريخية نستنتج أن الأرهاب كسلوك وممارسة ليس سلوك عنيف غريزي في كيان وطبيعة الانسان كما قد يتصور البعض بل هو نتاج فكر وثقافة موروث ينطلق الى ساحة العمل عندما يطلق له العنان ليأخذ دوره بشكله الذي نراه اليوم في ممارسات من باتوا يُعرفون بالتنظيمات الأرهابية المتطرفة اليوم عندما تتهيء وتنضج الظروف الموضوعية  وتتوفر الوسائل وتقتضي مصالح البعض من مصنعي الأرهاب لتسويق العنف الأرهابي البغيض ، وإن الأرهاب كسلوك عنيف غير موجود ولن يتواجد من دون وجود خلفية فكرية عقائدية تغذيه بكل مستلزماته تلك ، وعليه فإن السياسي الذكي والحاذق والمحنك المحصن بالقيم الوطنية والأخلاقية والانسانية يستطيع من خلال قراءته لواقع الحال على الأرض في منطقة الشرق الأوسط اليوم أن يرى بوضوح وجلاء ما هو الأرهاب وما هي خلفياته الفكرية والثقافية التاريخية ، ومن هو صانع الأرهاب الحقيقي ، ومن ينفذه ومن هم ضحاياه وما هو هدفه ومن هو المستفيد النهائي منه ؟؟ ، وعندها سوف يتوصل ببساطة ويُسر دون عناء الى الحلول الناجعة لاستئصال ظاهرة الأرهاب والعنف المجتمعي معاً . إن تشخيص المرض ومعرفة أسبابه يعني أكثر من نصف العلاج المطلوب هكذا يقول العقل السليم والمنطق القويم والنَصح الحكيم  .
إن محاربة ومكافحة الأرهاب سوف لا يأتي إطلاقاً من خلال الأكتفاء باستخدام القوة المسلحة والوسائل العنفية  لوحدهما أي مقابلة الشيء بالشيء ذاته وفق المنطق الأهوج للعسكر ولغتهم الوحيدة ، بل يأتي من خلال مقابلة الأفكار والثقافات المتخلفة بكل تنوعاتها بالأفكار والثقافات البديلة التي تؤمن بقبول الآخر المختلف والتعايش السلمي معه والأنفتاح على التنوعات الفكرية والثقافية في المجتمع الوطني والانساني على أساس الأنتماء للوطن والانسانية دون سواهما  .
  بحسب وجهة نظرنا المتواضعة هذه فإن الأرهاب هو ظاهرة فكرية وثقافية ذات جذور تاريخية اجتماعية ودينية وقومية ممتدة في أعماق المجتمع والتاريخ ، مما يتطلب الأمر من المرجعيات الدينية لكل الأديان والفقهاء وعلماء الدين بكل مذاهبهم ومدارسهم ، ومن النخب الثقافية والفكرية في المجتمع ، والمراكز التعليمية والتربوية والتثقيفية الرسمية وشبه الرسمية التابعة للدولة ، ومؤسسات المجتمع المدني ، والمراكز البحثية دراسة ظاهرة الأرهاب كظاهرة عصرية وليس كسلوك فردي أو جماعي فقط وأسبابها ومنطلقاتها الفكرية وخلفياتها الثقافية والعقائدية ودوافعها لأعادة النظر بثقافة وتربية الأجيال لبناء ثقافة جديدة قائمة على أسس فكرية تدعو الى المحبة والتآخي الوطني والإنساني بما لا يتفق مع ظاهرة الأرهاب كفكر وثقافة وسلوك ، وإلا فان ظاهرة الأرهاب سوف تستفحل وتقوى يوم بعد آخر وفي النهاية سوف يعجز المجتمع من التصدي لها وإيقافها عند حدها .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 18 / شباط / 2019



73
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم كالعادة بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة التي تشاركنا فيها الرأي حول أهمية بناء صلة قوية بين أي حزب سياسي جماهيري والجماهير وتمتين استمرارها ليكون ذلك هو مبدأ ترسيخ وجود الحزب كوسيلة للتغير لتحقيق الأهداف التي أسس من أجلها .... وليس لدينا ما نضيفه على مداخلتكم المكملة لموضوع مقالنا ، مرة أخرى نكرر لكم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا على متابعتكم الدائمة لكل ما نكتبه وننشره في هذا الموقع الكريم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

74
في التربية والثقافة السياسية
حول صلة الحزب بالجماهير
خوشــابا ســولاقا
إن أي حزب سياسي ذي طابع جماهيري بوصفة القوة الطليعية المنظمة الذي يسعى الى قيادة وتوجيه نضال الجماهير الشعبية في المجتمع أنه بحكم هذا الواقع باتَ يضطلع بمسؤولية كبيرة وعالية المستوى أمام جماهير الشعب التي اتخذ منها الساحة الفعلية لعمله النضالي الطبيعي في تحقيق تطلعاتها وطموحاتها التي أقرها في منهاجه السياسي وألزم نفسه بتحقيقها ، لذا يكون من واجب هذا الحزب ومن المفروض عليه أن يُأمن لنفسه قيادة من العناصر الكفوءة والمخلصة والنزيهة والمثقفة من ذوي الخبرة والحنكة السياسية وبمختلف المستويات التنظيمية والتثقيفية لقيادة العمل لكي يَتمكن من تحقيق أهدافه الأستراتيجية بصورة دقيقة وصحيحة بالأستناد على قاعدة موضوعية راسخة لا تتناقض مع مبادئه وتصوراته الفكرية ومنطلقاته النظرية .
من هنا فإن الواجب الملقي على عاتق الحزب بكل منظماته وعلى عاتق كل الكوادر الحزبية بدون إستثناء من القِمة الى أصغر عضو عامل في القاعدة تفرض عليهم جميعاً أن تتقن فن كل أشكال النضال وطرق العمل التنظيمي باستمرار لغرض توسيع وتعزيز وتوثيق الصلات والعلاقات مع الجماهير الشعبية في المجتمع بتواصل ومن دون إنقطاع لأدامة زخم الدعم الجماهير للحزب والتفافها حوله في نضاله ، وهنا تعتبر الصلة الدائمة والمستمرة بالجماهير مصدر أساسي مهم لديمومة قوة الحزب وعنفوانه وتجدده ومناعته في المواجهة والتصدي للتحديات المختلفة التي تواجهه  في مسيرته النضالية ، لذلك تعتبر حجم قوة دعم الجماهير الشعبية له معياراً لفعاليتة وقوته وقدرته على العطاء ، وهي في ذات الوقت أكبر قوة في المجتمع ، فالذي يكسبها الى جانبه يكسب النجاح والاستمرار في تحقيق أهدافه ، والذي يخسرها سيخسر كل أدوات القوة في الصراع والتحدي وبالتالي يخسر كل شيء .
من المبادئ الأساسية في التربية والثقافة الحزبية أن تكون ثقة الحزب ومناضليه بكل مستوياتهم قوية وعميقة وراسخة بقوى جماهير الشعب الخلاقة والمبدعة بكل شرائحه وفئآته وطبقاته الاجتماعية ، أي بمعنى آخر أن تكون للحزب من خلال تنظيماته السياسية والمهنية امتدادات عميقة الجذور وواسعة الشمول والانتشار في المجتمع وذلك من خلال إقامة الصلات والعلاقات القوية والراسخة مع مكونات المجتمع ، ومن خلال هذه الصلات والعلاقات يكون الحزب وثيق الصلة بالجماهير الشعبية وبوجودها يتحول الى قوة نضالية وكفاحية جبارة وفعالة في المجتمع لايمكن زعزعته وقهره أو حتى عرقلة مسيرته النضالية ، وخصوصاً إذا كانت أهداف وتطلعات الحزب متناغمة ومتناسقة مع نفس أهداف وتطلعات الجماهير الشعبية ، وهنا تكمن قوة الحزب في الأستمرار والديمومة والسير بثبات راسخ نحو أهدافه عندما يتمكن من إقناع الجماهير الشعبية بأنه على تواصل معها وقريبٌ منها من خلال إنجازاته العملية على أرض الواقع وأن أهدافه وتطلعاته هي ذاتها أهدافهم وتطلعاتهم من دون خداعهم وتضليلهم إعلامياً ، وعليه يتطلب يتطلب الأمر من الحزب الغوص عميقاً في منابع الأبداع الشعبي المتدفق لجعل من تلك المنابع مصدراً ملهماً له ومدافعاً عنيداً عن أهدافه ومبادئه وحارساً أميناً له في ذات الوقت .
من هنا تأتي أهمية بناء وتوطيد وتوثيق وتعزيز الصلات والعلاقات بين الحزب والجماهير ، ومن هنا تأتي أيضاً أهمية المبدأ الثابت الذي يجب ان يكون دائم الحضور في حياة الحزب السياسي ومناراً يسترشد به قيادييه وكوادره ، ألا وهو الحضور والوجود الدائمين مع الجماهير لتعزيز الروابط والدوافع التي تجذبها وتشدها بقوة إليه والأنخراط للعمل في صفوف منظماته . لذلك على الحزب أن يدعو كوادره القيادية وأعضائه وأنصاره وحتى أصدقائه وأن يطلب منهم بضرورة وحتمية التمسك بحزم وقوة بهذا المبدأ ، لأن القانون الأساس في أي حزب يقتضي بخدمة الجماهير الشعبية والسهر على تحقيق وتأمين الحاجات المادية والمعنوية لها ورفع من مستوى الوعي الحزبي لديهم وتطوير مستوى نشاطهم السياسي ، وكما ينبغي على الحزب أن يوجه كوادره العاملة من خلال سلوكهم وتصرفاتهم التقليدية في تعاطيهم مع الجماهير أن يَكّنوا إحتراماً عميقاً لأفكارهم وأرائهم ورغباتهم المطلبية المتجددة وأن يتمتعوا بسعة الصدر وبطول الصبر والأناة ، وعلى الحزب أن يعرف كيفية الأستفادة من التجربة النضالية التاريخية المتراكمة للجماهير الشعبية ، لأن الحزبي الذي لا يعرف كيف يستفيد من التجربة التاريخية للجماهير لا يساوي شيئاً في العمل الحزبي الجماهيري وفق معايير العمل السياسي المنضبط والرصين ، كما ينبغي ان لا يغيب عن ذاكرة المناضلين الحزبيين الحقيقيين أبداً أن العلاقات الوطيدة والراسخة التي تربط الحزب بالجماهير الشعبية تساعده لأن يُقَيّم بصورة موضوعية أفضل حاجاتها  ومصالحها وتطلعاتها ، وكما نؤكد على أن مناعة الحزب وقوته تكمن في صلاته وعلاقاته  المتينة مع الجماهير الشعبية والقائمة على أساس توفرالثقة المتبادلة بينهما ، وهنا يمكن أن نعطي تحديداً دقيقا وتعريفاً شاملاً لشكل العلاقة العضوية التي ينبغي أن تكون أو أن تؤسس وتنشأ بين الحزب والجماهير وكما يلي :-
" العيش في أعماق الجماهير بصورة دائمة ، محاولة معرفة عقليتهم ، محاولة معرفة كل شيء فيهم يخص حياتهم وطريقة تفكيرهم ، محاولة فهم مزاجهم وتطلعاتهم المستقبلية واهتماماتهم الآنية ، محاولة معرفة أساليب التعاطي والتعامل معهم واحترام خصوصياتهم ومعتقداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية والاجتماعية ، السعي الجاد لكسب ثقتهم المطلقة بأفكار ومبادئ وأهداف الحزب وولائهم له لكون الحزب منهم وإليهم " ، ولغرض وضع هذا المبدأ السامي في العمل الحزبي والحياة الحزبية موضع التطبيق العملي اليومي والتعايش معه ميدانياً ، على القادة الحزبيين بمختلف مستوياتهم في الهيكل التنظيمي أن يكونوا هم القدوة التي يقتدى بها ، وأن لا ينفصلوا عن الجماهير التي يقودونها ، وكما ينبغي على الطليعة الحزبية المناضلة ونخبها المتميزة في ضبطها وتضحياتها ونكران الذات أن لا تنفصل عن مجمل جيش العمل في الحياة الحزبية ، فالمطلوب إذن هو العيش في وسط وأعماق الجماهير ومعرفة عقليتها وفهمها ، وبالتالي معرفة كيفية العمل مع الناس والتعاطي معهم لكسب ثقتهم بمبادئ وأفكار وأهداف الحزب ، كما وينبغي أيضاً التعلم من الجماهير الشيء الكثير .. إن هذا النهج في العمل الحزبي المنضبط يجب أن يكون أحد أهم المبادئ الأساسية في سياسة الحزب الجماهيري ، وليس بامكان أحد كائن من يكون ومهما كانت قدراته الذاتية ومكانته القيادية في الحزب أن يقود الجماهير من الخارج ، أي من خارج وسطهم عن طريق إصدار الأوامر الفوقية إليها ، بل يمكنه ذلك عن طريق تقديم المثال النموذجي العملي لهم في الميدان بنشاطه الشخصي وتأثيره المعنوي وبقدرته على الأقناع وبقوة تنظيمه وحسه برصد توجه مزاج الجماهير ، حيث يجب على الحزبي المحترف أن يعطي من شخصه مثالاً حياً وانموذجاً عن القائد الملهم الحقيقي للجماهير من خلال تواجده الدائم في وسطهم ومشاركتهم همومهم وأحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية وإرتباطه العضوي بهم .
هنا نؤكد أن المرتكزات الأساسية التي يجب أن يرتكز عليها الحزب لتحقيق وتعزيز وتقوية صلاته وعلاقاته بالجماهير الشعبية هي المنظمات الجماهيرية والتربوية مثل النقابات المهنية ، إتحادات الشباب والطلبة والنساء ، الجمعيات الفلاحية والخيرية الأنسانية ، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني ، والمؤسسات الثقافية والأعلامية مثل الصحافة والأذاعة والتلفزيون والفضائيات والمواقع الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال شبكات الأنترنيت وغيرها من وسائل التواصل الحديثة التي وفرتها تكنولوجية المعلوماتية ، حيث تعتبر هذه الوسائل مجتمعة أحزمة النقل والتبادل والتواصل بين الحزب والجماهير في كل ما يتعلق بشؤون الحياة ، وعليه يعتبر العمل داخل هذه المنظمات والمؤسسات لأكتسابها الى جانب الحزب هو من أولى أولويات المناضلين الحزبيين ومن اهم واجباتهم ومهامهم النضالية ، وفي هدى هذه الرؤى النضالية في صفوف الجماهير تكتسب قضية أساليب ومبادئ قيادة الحزب للمنظمات المهنية والاجتماعية والثقافية والتربوية والأعلامية أهمية خاصة ذي بعد ثوري نابض بالحياة والحيوية ، لأنها تشكل الطريقة المثلى للتقرب من الجماهير الشعبية والعيش في وسطها عن قرب ومن ثم اكتسابها للانخراط في صفوف الحزب والارتباط المصيري به ، لأن الحزب من المفروض أن يكون قد تولى قيادة هذه المنظمات الجماهيرية وأصبح معلمها وموجهها في نضالها ، فهو الذي يرسم لها الخط السياسي الصحيح ويحدد المهام واتجاه النشاط العملي لها وينسق عملها ويمدها بالقوة عن طريق تزويدها بالملاكات الحزبية المقتدرة والواعية والمستوعبة لمبادئ ومهام وأهداف الحزب وللنظرية الفكرية التي يسترشد بها في عمله الفكري وكونه هو المعبر الحقيقي عن مصالح وطموحات وتطلعات الجماهير الشعبية بأسرها ، ومن حيث كون الحزب يمثل العقل المفكر الجمعي لها فهو بالتالي مؤهل وجدير بأن يوجه عمل كل هذه المنظمات وأن يسخرها ويضعها في خدمة تحقيق أهدافه الأستراتيجية التي يناضل من أجلها ، وأن لا يَدعها أن تتحول الى ما هو أشبه بأن تكون مؤسسات ومكاتب تجارية ذات ملكية خاصة تُسخر من قبل البعض من القياديين المتنفذين في قيادة الحزب لأجل تحقيق مصالح ومنافع شخصية أنانية على حساب مصلحة الحزب والقضية الأساسية التي يناضل من اجلها كما هو الحال مع الأسف الشديد وكما بات معروفاً للقاصي والداني في الأحزاب التي تدعي تمثيل أمتنا وقضيتها القومية اليوم ، بل على الحزب وقيادته ان تضع هذه المؤسسات في خدمة جماهيرها وقضيتها المركزية التي تدعى النضال من اجلها ، ومن المفروض بالقائمين على قيادة تنظيمات الحزب بكل مستوياتهم أن لا يكونوا إلا مجرد موظفين لدى الحزب يؤدون ما عليهم من الواجبات الحزبية وليس إلا .

   خوشــابا ســولاقا
بغداد –  31 / ك2 / 2019       
 

75
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية المعطرة بعِطر الوطن
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة التي من خلالها أضفتم أبعاداً أخرى لهذا الصراع وأنتم مشكورين
أما بشأن الحرب بمفهومها الكلاسيكي المتعارف عليه نقول أنها قد وضعت أوزارها منذ سنوات لأنه ليس هناك طرفان متكافئآن يسعيان للحرب من أجل مصالح محدده فالعراق قد سَلَّمَ أموره بيد الآخرين ليقرروا نيابةً عنه ، وعليه فإن العراق غير معني بالحرب المفترضة بين الأطراف المتصارعة على الساحة العراقية والشرق أوسطية ، وهذا يعني أن العراق خارج القسمة ولكنه سيتضرر كثيراً بالنتائج إن وقعت تلك الحرب بين من يصعد من وتيرتها عبر وسائل الأعلام .
أما إتجاه الدبلوماسية السياسية والعسكرية بتوقع نشوب حرب شاملة في المنطقة بين أمريكا وحليفاتها من جهة بطلب من اسرائيل والعرب ضد إيران من جهة ثانية وذلك لتقويض النفوذ الأيراني - الشيعي في المنطقة ووقف تمددها واجهاض مساعيها لإنتاج السلاح النووي بغرض لجم حجم خطرها الأبتزازي على دول المنطقة هو مطلب مشترك لكل من اسرائيل والعرب معاً ، ولكن هذا كله إعلامياً لأن إيران تعرف جيداً حجمها العسكري وقوتها وقدراتها أمام حجم وقُدرات خصمها بأنها لا تستطيع مجاراته إطلاقاً ، وعليه ستضطر صاغرةً في النهاية تحت ضغط العقوبات المفروضة عليها من دول العالم من جهة وعدم ثقتها بحليفاتها روسيا والصين التي مصالحها مع أمريكا وحليفاتها أكبر بكثير من مصالحها مع إيران من جهة ثانية ، وعليه تكون النتيجة ولو بعد حين انسحاب النفوذ الأيراني من المنطقة وانحساره في حدودها الجغرافية وعندها قد تكون الظروف الموضوعية والذاتية للشعب الأيراني بدعم وإسناد دول المنطقة تحت التوجيه الأمريكي قد نضجت وباتت مهيئة للتخصلص من النظام الأسلامي الراديكالي والأنقضاض عليه في إيران من خلال ثورة شعبية بقيادة المعارضة الوطنية الأيرانية وعندها ينتهي الخطر المفترض وتستقر الأوضاع في دول المنطقة وبذلك تنتهي الحرب العالمية ضد الأرهاب الأسلاموي الذي تدعمه وتقوده إيران بحسب الرؤية الأمريكية .... وأكيد سيكون الخاسر الأكبر في هذه الحرب شعوب الدول العربية وفي المقدمة منها الأقليات القومية والدينية بما فيهم الكورد والتركمان .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

76
صراع الأستراتيجيات في الشرق الأوسط
لمن سوف تقرع الأجراس في النهاية.... ؟؟
خوشابا سولاقا
تشاهد الساحة السياسية لبلدان الشرق الأوسط اليوم صراعات سياسية في شكلها الظاهر واقتصادية وعِرقية - دينية مصيرية في جوهرها المخفي ، تشترك فيها قوى دولية كبرى متحكمة بالقرار الدولي ، ومنظمات ذات ايديولوجيات عنصرية دينية توجه تلك الصراعات وفق خطة مدروسة ومحكمة تهدف من وراء الستار الى تحقيق أهداف بعيدة ذات مضامين روحية تفضي بنتائجها النهائية الى تفكيك الخارطة الجيوسياسية الحالية لهذه المنطقة ، ومن ثم إعادة تركيبها وترتيبها بهكلية جديدة وفق ما ينسجم ويُلائم متطلبات المصلحة الأستراتيجية للقوى المتحكمة بالقرار الدولي بهيئة دويلات متناقضة في أهدافها ورؤآها ومتصارعة مع بعضها البعض للأسباب التي تنطلق من الخلفيات  العِرقية والدينية والمذهبية وغيرها من الخصوصيات الفرعية لهذه الدويلات على المصالح المتناقضة بحسب ما تقتضي تحقيق الأهداف الأستراتيجية البعيدة للقوى والأطراف المخططة لهذه الصراعات .
إن الأستراتيجيات الدولية والأقليمية المتصارعة على ساحة الشرق الأوسط اليوم هي :-
أولاً : إستراتيجية الدول الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية
ثانياً: الإستراتيجية الأسرائلية بقيادة الحركة الصهيونية العالمية والمنظمات اليهودية
ثالثاً : الأستراتيجية الأيرانية الفارسية بقيادة النظام الأيراني الحالي ذات الطابع الديني المذهبي الراديكالي وذات الجوهر المخفي القومي الفارسي المدعومة من روسيا الأتحادية والصين بحكم تلاقي المصالح والمنافع في المنطقة
رابعاً : الأستراتيجية الغائبة عن الحضور في هذا الصراع المرير والمصيري هي إسترتيجية العرب .
                                      الطرف الأول من معادلة صراع الأستراتيجيات
إستراتيجية الدول الرأسمالية العالمية ، هي استراتيجية مصممة ومبنية على أساس ضمان السيطرة على مصادر الطاقة العالمية من النفط والغاز بأرخص الأسعار ولأطول فترة ممكنة ولحين ظهور المصدر البديل للطاقة التي تتحكم بمصير الصناعة والتكنولوجية ومصير الأقتصاد العالمي والموجودة بنسبة أكثر من 65 % منها في هذه المنطقة كأحد عناصر هذه الأستراتيجية وضمان الأمن القومي لدولة اسرائيل كعنصر آخر لها .
وانطلاقاً من هذه الرؤية لهذه الأستراتيجية لتحقيق أهدافها البعيدة والقريبة يتطلب الأمر استمرار بلدان هذه المنطقة في حالة من الفوضى وعدم الأستقرار باختلاق الصراعات والأقتتال العرقي والديني والمذهبي لأبعد مدى ممكن ، لأن في عدم حصول الأستقرار السياسي  واستتباب الأمن فيها يجعلها سهلة الأستغلال والأنقياد وصرف كل ما يأتيها من موارد مالية من بيع النفط والغاز لشراء الأسلحة لديمومة حروبها الداخلية على مستوى الدولة الواحدة أو حروبها الأقليمية فيما بينها على مستوى دول المنطقة لهذا السبب أو ذاك ، وبالتالي تخرج هذه الدول من هذا الصراع صفر اليدين وخزائنها خاوية كمن يخرج من المولد بلا حمص كما يقول المثل الشائع ، وبالتأكيد ولغرض ديمومة هذه الحالة من الفوضى واستمرارها في هذه البلدان لصالح إستراتيجية الدول الرأسمالية العالمية تكون تلك الأستراتيجية بحاجة ماسة الى توفر عنصرين أساسيين وهما الحلفاء والعملاء .
 تكون الحاجة للحلفاء وفق تشابه وتشارك وتلاقي المصالح الحيوية الأستراتيجية ، وهنا بحكم سيطرة الرأسمال اليهودي العالمي على المؤسسات المالية العالمية العملاقة والمؤسسات الأعلامية في العالم بشكل ملفت للنظر يكون الرأسمال اليهودي قد سيطر وفرض هيمنته على مراكز صنع القرار السياسي العالمي ، وبذلك تكون الأستراتيجية الأسرائيلية بقيادة الحركة الصهيونية العالمية ومنظماتها في موقع الحليف الطبيعي المؤهل والأجدر الذي تبحث عنه الأستراتيجية الرأسمالية العالمية للتحالف الأستراتيجي معه بحكم تلاقي المصالح المشتركة القريبة والبعيدة .
أما فيما يخص الحاجة الى تأمين عملاء للاستراتيجية الرأسمالية العالمية لخلق الأرضية المناسبة للأنطلاق منها في صراعها مع الخصم العنيد والمنافس الضعيف لأن تجعل منهم وقوداً لتلك الصراعات ليدفعوا الثمن بالنيابة عنها لأختزال خسائرها وتقليلها الى الحد الأدنى الممكن ، فإنها وجدت ذلك العنصر في تلك البلدان التي لا تمتلك استراتيجية معينة خاصة بها لخوض هذه الصراعات المفروضة عليها من قبل المتصارعين الكبار ، فكانت البلدان العربية المنتجة للنفط والغاز " مصدر الطاقة العالمي " هي من يناسبها هذا الدور باستحقاق وجدارة ، هكذا تَشكل الطرف الأول من معادلة صراع الأستراتيجيات في الشرق الأوسط المتمثل بأستراتيجية الدول الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الأستراتيجية الأسرائلية بقيادة الحركة الصهيونية والمنظمات المنبثقة منها بكل تسمياتها المختلفة عبر العالم .
                             الطرف الثاني من معادلة صراع الأستراتيجيات
أما الطرف الثاني من المعادلة يتمثل في الأستراتيجية الأيرانية ذات الشكل الديني الأسلامي الشيعي الراديكالي ، وذات الجوهر القومي الفارسي التي تبتغي في النهاية الى بعث المشروع القومي الفارسي وإعادة أمجاد الأمبراطورية الفارسية التي بدأت بعهد كورش الكبير الذي أسقط بابل سنة 539 ق م وأمتدت لأكثر من ألفي وخمسمائة عاماً على كامل خارطة ما تعتبره أرضها التاريخية المدعومة من روسيا الأتحادية  والصين ، وهذا ما حدى ببعض كبار المسؤولين في النظام الأيراني قبل مدة من الزمن الى التصريح بأن المجال الحيوي لأمن إيران لا يتوقف عند حدودها الجغرافية القائمة حالياً بل يتعداها الى ما هو أبعد بكثير ، ومن ثم التصريح علانيةً بأن بغداد هي عاصمة الأمبراطورية الفارسية ، هذه التصريحات لم تكُن اعتباطية ولا عفوية ولا هي زلة لسان لأصحابها ، بل هي إشارات وتصريحات منطلقة من الرؤية الأستراتيجية لقراءة إيران لمستقبل المنطقة من جهة ، ولجص نبض ردود أفعال جيرانها العرب من جهة ثانية . الطرفان في معادلة صراع الاستراتيجيات في هذه المنطقة لرسم خارطة سياسية جديدة لمستقبله يلتقيان في قاسم مشترك واحد ألا وهو أدوات تحقيق وانجاز أهداف استراتيجياتهما والذي هو الأعتماد على ذلك الطرف الثالث المغلوب على أمره والذي لا يمتلك استراتيجية معينة خاصة به لأن يتعامل من خلالها مع هذا الصراع المصيري الذي يجري رحاه على أراضي بلدانه بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والديموغرافية بهدف اضعافه واستنزافه واستسلامه في النهاية لقدره بخضوعه في قراره السياسي لإرادة الآخرين من المتصارعين من طرفي معادلة صراع الأستراتيجيات في الشرق الأوسط ، وهذا الطرف هو العرب والأقليات القومية والدينية في المنطق  ، وتكون الضحية الكبرى وكبش الفداء للمنظمات المتطرفة للأكثرية العربية هي الأقليات القومية والدينية في المنطقة لكونها تختلف دينياً وقومياً مع الأكثرية القومية والدينية العربية من من جهة وكونها دينياً قريبة التماثل مع دين المتصارعين
لقد عمل التحالف الأستراتيجي الرأسمالي العالمي والأسرائيلي الصهيوني بكل جد وبكل ما أوتي من القوة بكل أشكالها السياسية والاقتصادية والعسكرية على تفكيك وتمزيق أواصر الوحدة والقوة بين شعوب البلدان العربية المنتجة للنفط والغاز وتمزيق نسيجها الاجتماعي ، واشاعة الفرقة والكراهية بين أبناء شعوبها بأوسع حدودها على خلفية الأختلافات المذهبية والقبلية والعشائرية والعِرقية معتمداً في ذلك على البنية الاجتماعية المتخلفة لشعوب البلدان العربية القائمة على هذا الأساس ، سائراً في ذلك وفق المبدأ الأستعماري السيء الصيت " فرق تسد " فحقق هذا التحالف نجاحاً كبيراً منقطع النظير في إعادة زرع الأحقاد والكراهية والضغينة بين شعوب البلدان العربية المنتجة للطاقة ، سواءً كان ذلك على مستوى بين المكونات المتعددة للبلد الواحد منها أو على مستوى بين شعوب البلدان المختلفة ، فخلق وصنع بذلك أدوات محترفة هدامة ومدمرة للحضارة والثقافة والقيم الانسانية المتمثلة في التنظيمات الدينية المذهبية المتطرفة والمتشددة والتي اتخذت من القتل والذبح وسيلة ولغة وحيدة لها للتعامل والتفاهم مع الآخرين من الذين يخالفونهم في الرأي ووجهة النظر من أمثال منظمات القاعدة وداعش والنصرة وأخواتهنَّ بالعشرات المنتشرة من المغرب العربي غرباً الى العراق شرقاً فعاثت في الأرض قتلاً وذبحاً ودماراً وخراباً وفساداً بكل أشكاله لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لا في الماضي القريب ولا في الحاضر ، وأوصلت شعوب البلدان العربية المنتجة للطاقة الى أدنى مستوى من القوة الذاتية في مواجهة تحديات تنظيمات الأسلام السياسي الأرهابية التي فرضت سطوتها بقوة السلاح على الواقع بعد ظاهرة ما باتت تعرف بثورات الربيع العربي التي تحولت بالتالي بقدرة التطرف الأرهابي الى صيف شديد الحرارة وغزير الدماء .
هذا الواقع جعل القوى السياسية الوطنية المدنية في طبيعتها الفكرية والثقافية في هذه البلدان لأن تبحث عن من يستطيع مد يد العون لها لأنتشالها من هذا الواقع المزري والمرير لانقاذ ما يمكن إنقاذه ، فاختارت الأرتماء في أحضان الحلف العالمي القوي المدني الذي يدعي الأيمان بقيم الحرية والديمقراطية مقابل الخلاص من طغيان وظلم سرطان القوى الأرهابية المتطرفة ، وما يحصل في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن اليوم خيرَ نموذج ودليل ومثال على ما نقوله .
                                  دور الأستراتيجية الأيرانية في الصراع
 أما على الطرف الآخر من معادلة صراع الأستراتيجيات في دول الشرق الأوسط ، أي الطرف الأيراني ، عملت إيران وسعت في بناء استراتيجيتها القومية الفارسية البعيدة المدى على عنصر استثمار المذهب الشيعي مستغلة في ذلك شوفينية الأنظمة القومية العربية - الطائفية السنية وظلمها للطائفة الشيعية في جوانب كثيرة في البلدان العربية التي تتواجد فيها الطائفة الشعية مثل السعودية والبحرين وقطر والكويت واليمن والعراق وسوريا ولبنان ، عملت على طول الخط على كسب موالاة وتأييد هذه الطائفة لدعم استراتيجيتها بغطائها المذهبي على حساب اخفائها للجوهر القومي الفارسي لها ، تحت ستار هذه الأستراتيجية ، بدأت ايران تتمدد بنفوذها السياسي في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ودخلت في صراع غير متكافيء على المدى البعيد مع الأستراتيجية الرأسمالية العالمية الأسرائيلية بقيادة أمريكا ، وبدأت تساومهما على ملف آخر أكثر أهمية لأمريكا واسرائيل مقابل غض النظر من قبل أمريكا عن هذا التمدد الأيراني في البلدان المذكورة على الأقل على المدى القريب وعندها سيكون لكل حادث حديث ولكل لعبة قواعدها تطرحها الظروف الموضوعية العالمية والظروف الذاتية لللاعبين الأساسيين الكبار ، وهذا الملف الحساس والمهم هو الملف النووي الذي يشكل تهديداًخطيراً على الأمن الأسرائيلي .
             الملف النووي الأيراني والولايات المتحدة واسرائيل والعرب
لقد سبق وإن قلنا بأن الأستراتيجية الراسمالية الأمريكية تهدف من هذا الصراع تحقيق هدفين أساسيين وهما ضمان السيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة وضمان الأمن القومي الأسرائيلي من مخاطر امتلاك النظام الأسلامي الراديكالي في إيران للتكنولوجية النووية تمكنه بالتالي من امتلاك السلاح النووي الذي يشكل خطراً كبيراً على هذين الهدفين .
لقد بات هذا الملف الذي تهول له كل من أمريكا واسرائيل يشكل محوراً للمساومة عليه بين إيران وحلفائها من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفائها بالتنسيق مع اسرائيل في مفاوضاتها الماروثونية التي طال أمدها من جهة ثانية ، وباعتقادنا الشخصي قد لعبت ايران دورها بذكاء ودهاء على عامل الزمن والنفس الطويل لكسب الوقت لصالحها ومراوغة الدول الغربية الأوروبية المفاوضة لها لأجبارها على تقديم أكبر قدر من التنازلات المتقابلة ، وحققت في ذلك نجاحاً كبيراً في هذا المجال .
إن تخوف أمريكا من هواجس قيام اسرائيل باقحامها في حرب شاملة مع إيران التي تهدد بها من خلال قيامها بتوجيه ضربة عسكرية وقائية صاعقة على المنشآت النووية الأيرانية إذا لم يتم وضع حد للنشاطات الأيرانية النووية بالطرق السلمية ، وإذا فعلت اسرائيل ذلك عندها حتماً سترد ايران بما تمتلكه من قدرات عسكرية بالستية تقليدية بضرب مصادر الطاقة في الخليج العربي واشعال النار في المنطقة بكاملها من جهة وتقوم بضرب عمق اسرائيل من جهة ثانية ، وهذا الواقع سيضع أمريكا وحلفائها الغربيين مرغمين أمام خيار صعب ووحيد لا بديل له ألا وهو شن الحرب الشاملة ضد ايران وعندها سوف تضع العالم على شفير اندلاع حرب عالمية ثالثة لا تُحمد عقباها .
كل هذه الهواجس ولأحتمالات  دفعت  بأمريكا وحلفائها على قبول التفاوض المباشر ولو على مضض كأفضل خيار مع النظام الأيراني الأسلامي الراديكالي ، وهذا الخيار كان الحل الوسطي الأمثل والممكن الذي من خلاله سعت أمريكا وحلفائها على تأجيل محاولات ومساعي النظام الأيراني لأمتلاك القنبلة الذرية على الأقل الى حين ، ومنع اسرائيل من ارتكاب أية حماقة تضع العالم على شفير الحرب الكونية الثالثة وتهدد مصير البشرية بالفناء الشامل .
بناءً على هذه المعطيات على أرض الواقع خُلقت قناعة مشتركة لدى طرفي معادلة صراع الأستراتيجيات في المنطقة على قبول المساومات وتبادل التنازلات المتقابلة من أجل حسم الحوار بالتوصل الى حل وسطي سلمي يرضي الطرفين على حساب مصالح طرف ثالث والذي هو العرب والأقليات القومية والدينية في المنطقة ، فقبلت أمريكا بالتخلي عن دورها ونفوذها في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن لأيران مقابل قبول إيران بضمان أمريكا وحلفائها لأمن مصادر الطاقة في الخليج وضمان الأمن القومي لدولة اسرائيل من خلال  تحجيم نشاطات إيران النووية وإخضاع كافة منشآتها النووية للمراقبة والتفتيش الدوليين وفق برامج متطورة تمنع ايران من التحايل عليها والخروج من سيطرتها .
كان الخاسر الأكبر في هذا الصراع هم العرب بسنتهم وشيعتهم والأقليات القومية والدينية الأخرى التي تعرضت أبنائها الى أبشع أشكال الجرائم من القتل والذبح والتهجير القسري من مناطق سكناهم وتعرضهم الى عمليات التطهير الديني والعرقي وفقدوا كل ممتلكاتهم كما حصل للمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين والتركمان والكورد والأيزيديين والصابئة المندائيين والشبك والأرمن في كل من العراق وسوريا على يد داعش الأرهابية وشريكاتها التي هي من صنع وانتاج أمريكا واسرائيل من دون أن يرف للدول الرأسمالية والصهيونية العالمية واسرائيل جفنٌ ومن دون أن تذرف عيونهم دمعة .
إن البلدان العربية في الحقيقة والواقع هي من تمتلك أكبر قوة في العالم لو أحسنت استغلالها ألا وهي القوة الأقتصادية المعتمدة على ثروة النفط والغاز الطبيعي ، إلا أن سياسييها الجهلة لا يجيدون اللعبة السياسية في عملية حسابات الربح والخسارة ، وإنهم لا يجيدون كذلك اللعب في المنطقة الرمادية بين الأبيض والأسود من ساحة اللعب ، وليس لهم خيار وسطي بين اللونين ، ولا يجيدون قواعد السياسة البراغماتية للتراجعات والتنازلات عن المواقف عندما تقتضي الضرورة ذلك ، وعليه نستطيع القول جازمين على ضوء المعطيات المادية الموجودة على أرض الواقع في الشرق الأوسط أن اجراس الفوز قَرعتْ في نهاية المطاف لصالح كل من إيران واسرائيل وأمريكا وأوروبا على حساب العرب والأقليات القومية والدينية في صراع الأستراتيجيات هذا !!!! . هنا من حقنا أن نتساءل هل سيكون رد التحالف العربي الحديث الولادة بعد مخاض طويل وعسير دام عقود من الزمن المتمثل في عمليات " عاصفة الحزم " ضد التدخل الأيراني في شؤون العرب درساً مهذبا لأيران ويكون ذلك بمثابة جرَّة أذن لها لتعرف حدودها أين يجب أن تنتهي ؟؟ ، وهل سيكون قرار العرب في مؤتمر القِمة العربية الآخير في شرم الشيخ المصرية بخصوص  تشكيل " القوة العربية المشتركة " تلك القشة التي سوف تقصم ظهر البعير العربي ؟ وأن ينقض قرار العرب التاريخي في أن العرب قد اتفقوا دائماً على أن لا يتفقوا ؟؟ ويدخلون الى عصر جديد ليعمل العالم لهم ألف حساب باعتبارهم أصحاب القوة الأقتصادية الأعظم في العالم اليوم ؟؟ . . هل سيشكل ذلك بداية لعصر عربي جديد مختلف ؟؟ .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 11 / ك2 / 2019 م



77
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الآشوري المتألق الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى كافة الأخوة المعقبين والمتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
المعروف للجميع من عراقيين وغيرهم أن العراق معروف بالآشوريين القدامى وآثارهم التي تملأ الأرض العراقية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب لجميع أمم العالم بما تشهد به المتاحف الوطنية الشهيرة في بلدانها وليس بأثار غيرهم من الأمم ومن لا يُصدق فليزور تلك المتاحف ليرى بعُم عينيه ما تشهد له ويبدأ رحلته من المتحف الوطني العراقي ... ولكن الخلاف ليس على هذا الجانب من التاريخ حول آشورية العراق من عدمه بل الخلاف هو بين مدعي الآشورية المعاصرين اليوم كونهم امتداداً لآشوريين الأمس وبين من ينفون ذلك الأدعاء جملة وتفصيلاً بلا أسانيد يُعتد بها وينسبون صنعه الى الأنكليز وغيرهم . ولغرض حسم هذا الخلاف والجدل ما على المدعين بالآشورية اليوم إلا إثبات ذلك وفق معطيات التاريخ على كون آشوريين اليوم هم أمتداد لآشوريي الأمس هذا هو المهم في الأمر ، وبإعتقادي لأثبات هذا الأمر هناك معطيات تاريخية وموروثات اجتماعية وثقافية كثيرة تدعم هذا الأدعاء بقوة ، مما يتطلب من الباحثين والمؤرخين وعلماء التاريخ التركيز على هذا الجانب من الموضوع وترك السيد المندلاوي ومن على شاكلته وشأنهم ليقولوا ما يشاؤون وما يروي رغباتهم وما تشتهي نفوسهم قوله من أقاويل حول التاريخ القديم والحديث .
 أيها الأحبة التاريخ ثابت وراسخ الجذور لا يمكن تغييره لا بالتزييف ولا بالتحريف ولا بإبتداع البدائل لأعادة كتابته وفق مشتهيات الأيديولوجيات السياسية لصنع تاريخ جديد لمن يبحث عن ما يصنع له تاريخ على حساب تاريخ غيره .
هنا أيها الأحبة نقول وقلناها وسنقولها دائماً ليس المهم أن نقرأ التاريخ بل الأهم من ذلك هو كيف نقرأه وكيف نفهمه وكيف نستوعبه وكيف نتعامل ونتعاطى معه لنصنع للموجودين فعلاً حالياً على أرض ذلك الموروث التاريخي تاريخ جديد يتماشى مع متطلبات حياتنا الحاضرة ويستوعبها بكل مكوناتها الديموغرافيا لنعيش بسلام وأمان وقبول بعضنا للبعض الآخر بعيدين عن كل أسباب الفرقة والتمييز واللامساواة في الحقوق والواجبات في بيت واحد هو الوطن المشترك هذا هو ما تقتضيه وتطلبه منا جميعاً حياتنا المعاصرة وليس غيره أو العكس منه ....
هكذا يجب أن نفهم مسيرة التاريخ وصيرورته وليس كما وردت في كتاب السيد المندلاوي والمحاورات التي جرت بينكم على خلفية مقال الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا الذي بدوره ساهم في صب الزيت على النار الملتهبة التي أشعلها السيد المندلاوي ليزيدها لهيباً وسعيراً .... ونحن هنا لا ندافع عن طرف على حساب طرف آخر بل ندافع عن المفروض الذي يجب أن يكون واقعاً وأن نغادر مثالب مستنقع التاريخ الآسن التي تلهب عداواتنا وندخل الى الجانب المشرق منه لنستلهم من كنوزه الغنية ما يساعدنا في بناء حياتنا الجديدة . وهنا أقول للذين تتسم خطاباتهم بنوع من التشنج والتطرف القومي والدين أي كانوا الآتي :-
 
  ( ردود الأفعال أحياناً تكون تأثيراتها السلبية أكثر ضرراً وإساءةً من الأفعال السلبية ذاتها على
                           الوضع العام بمعايير المنطق العقلاني
)
   
    دمتم جميعاً وعوائلكم بخير وسلام ............ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغداد 

78
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
  تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
 شكراً على مروركم الكريم بمقالنا هذا ، كما ونشكر لكم مروركم الدائم بكل ما نكتبه وننشره من مقالات ومروركم نعتبره نعتبره فخراً وشرفاً لنا وفضلاً منكم علينا ، وكل ملاحظاتكم القيمة كانت موضع تقديرنا واحترامنا وإعتزازنا ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

79
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أعطر وأطيب تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء ... كل عام وأنتم والعراق والبشرية بخير وسلام
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة والرائعة ، كما ونشكر لكم تقييمكم لما نكتبه ،
صديقنا العزيز ... الحياة كانت منذ الأزل منذ أن أبصرت البشرية النور وما زالت الى اليوم وستبقى كذلك في المستقبل المنظور عبارة عن صراع دائم مستمر بكل الوسائل المتاحة من أجل المصالح الأقتصادية ولن تكون غير ذلك أبداً بحسب وجهة نظرنا المتواضعة ، أي بمعنى أن الأقتصاد هو المحرك والقلب النابض للحياة وما السياسة بكل ألاعيبها فكراً ومنهجاً وسلوكاً المتجسدة بشكل أحزاب وتنظيمات مختلفة وإدارات متخصصة بأدائها إلا وسائل لتحقيق وحماية تلك المصالح الأقتصادية للمجتمعات البشرية المتجسدة في كيانات أسمها الدول ، وكانت دائماً الحروب أقذر وأبشع أشكال تلك الوسائل  التي ابتدعها الانسان في تاريخه .... وهذه الدورة الحياتية أختلفت وتختلف من مكان الى آخر ومن زمان الى آخر وكان المشترك فيها دائماً هو الرغبة في استمرارها على ذات المنوال لتحقيق ذات الأهداف الأقتصادية ، وهذا أمر لا يختلف عليه إثنان من العاقلين ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

80
مأزق العراق وكيف الخروج منه ... ؟؟
خوشابا سولاقا
ما هي أسباب المأزق ... ؟؟
إن الأحداث الدراماتيكية التي حصلت في العراق في العاشر من حزيران من عام 2014 م وما تلاها من أحداث تكاد لا تصدق من عاقل ومدرك وكانت أحداث بمثابة زلزال هز أركان الدولة العراقية الهشة أصلاً وهدد وجودها في الصميم بعواقب وخيمة أقلها التهديد بالتقسيم الى أقاليم وربما الى دويلات طائفية وأثنية كل بحسب مقاسه وخصوصياته متناسين إنتمائهم الوطني العراقي ، وكانت كالبركان الثائر فجر قلب العراق النابض بالحياة والذي أدماه أقزام السياسة الذين لا يجيدون من فن السياسية غير المشاكسة البليدة الغير المنتجة للخير وتقسيم الغنائم والمناصب بين من لا يستحقوها ، وصار حال العراق كحال ذلك الشهيد اليتيم المجهول الذي لا يوجد من يرثيه ويبكيه ويواري جثمانه الثرى ، كل ذلك حصل في ظل عجز المتمسكين بسلطة الدولة لردع العابثين بأمنها وبأمن المواطن لأن ذلك ليس ضمن برامجهم التي يستقتلون من أجلها ليلاً ونهاراً ، بالتأكيد إن هذا الوضع المستجد في العراق الذي غابت فيه ملامح الهوية الوطنية سوف يلقي بظلاله القاتمة والمحزنة والمؤلمة على حالة الوضع العراقي وتركيبته الأجتماعية بجبال من الأحقاد والكراهية ورفض قبول الآخر بين مكوناته المذهبية والقومية والدينية للتعايش السلمي المشترك معاً بأمان وسلام على أساس الأنتماء الوطني ، ويعمق من حدة النزعات التناحرية وتعلوا الأصوات النشاز المنادية بالدعوة الى الأنفصال وتشكيل كيانات قومية وطائفية مذهبية  والتي لاحت بوادرها في الأفق بدعوة الأخوة الكورد الى إجراء الأستفتاء في 25 أيلول سنة 2017 م لإعلان إنفصال الأقليم وإعلان إستقلال كوردستان عن جسم العراق وقيام الدولة الكوردية المستقلة ، وربما سيلحق ذلك مستقبلاً إذا تطورت الأحداث على وتيرة ما هي عليه الآن الى قيام دولة سنية لعرب السنة ، وأخرى شيعية لعرب الشيعة ، ورابعة قومية للأخوة التركمان ، وربما دولة خامسة لما تبقى في العراق من المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين وهم أحق من غيرهم بأن تكون لهم دولة على أرضهم باعتبارهم سكان العراق الأصليين تاريخياً ، ويكون ذلك حقاً مشروعاً في ظل هذا الواقع ، وربما يطالب الأخوة الأيزديين أيضاً بحق تقرير المصير بشكل ما ويكون ذلك من حقهم الطبيعي في ظل غياب حكومة قادرة على حمايتهم كما هو حال غيرهم من مكونات الشعب العراقي الأصلاء . وبعد هذه الأوضاع الغريبة والعجيبة سوف تعم العراق الفوضى وغياب الأمن والآمان ، وتسود ثقافة القتل على الهوية والثأر والأنتقام المتبادل التي زرعت بذورها سياسات الحكومات القومية الشوفينية في السابق وعمقتها بشكل واسع ومقرف سياسات الحكومات القائمة على المحاصصة الطائفية والأثنية المقيتة التي توالت على حكم العراق بعد سقوط  نظام صدام حسين في عام  2003 م ، وتركت هذه السياسات الحمقاء على أرض الواقع العراقي أثاراً سلبية لا يمكن محوها لعشرات السنين من الزمان .
كل هذا هو ما حصل في العراق فترة خمسة عشر عاماً الأخيرة واصبح واقعاً معاشاً ويعاني منه ومن تداعياته الكارثية المواطن العراقي في كل لحظة من حياته اليومية أشد المعاناة ، ولكن في الحقيقة ليس هذا هو المهم في الأمر ، بل إن ألأهم منه هو هل أن ما حصل كان بفعل عوامل داخلية وطنية بحتة ؟ ، أم كان بفعل عوامل أجندات خارجية لدول الأقليم والدول الكبرى المهيمنة على صنع القرار السياسي الكوني ؟؟ ، أم بفعل العوامل الخارجية ودعم العوامل الداخلية الوطنية ؟ لأن يكون العراق وغيره من البلدان التي لا تمتلك قرارها الوطني المستقل مثل سوريا ولبنان وليبيا واليمن وغيرها من بلدان الربيع العربي الضحية وكبش الفداء لمخططات تلك الأجندات الدخيلة والمشبوهة لأعادة رسم الخارطة السياسية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط الجديد ليؤدي بالنتيجة الى تقسيم المُقسم وتجزئة المُجزء الى دويلات أثنية وطائفية تسودها سياسة الثأر والأنتقام والقتل على الهوية القومية والدينية والطائفية يكون فيها  الخاسر الأكبر أبناء الأقليات القومية والدينية بالدرجة الأساس وشعوب المنطقة ، والرابح الأكبر فيها سيكون الأجنبي القوي القابع وراء حدود الأقليم وشركائه الأقليميين والعملاء في حكومات تلك الدول ؟.
بالتأكيد هناك عوامل خارجية والمتمثلة بأجندات سياسية لدول الجوار العراقي والقوى الدولية المهيمنة على القرار الكوني التي تقتضي مصالحها الأستراتيجية الحيوية لأن يحصل ما حصل في العراق وأن يستمر على هذا المنوال الى أبعد مدى ممكن ، إضافة الى وجود عوامل داخلية المتمثلة بتلك الأجندات السياسية الفئوية والشخصية التي إرتبطت مصالحها بمصالح القوي الأجنبية والأقليمية الطامعة بخيرات العراق الوفيرة وإرتضت لنفسها أن تكون أداة طيعة بيد الأجنبي والغرباء الطامعين وأن تكون خادمة لأجنداتها السياسية والأقتصادية وتشاركها في سرقة ونهب أموال العراق على حساب الأمعان في إفقار الشعب العراقي وإذلاله في لقمة عيشه وأن تزيد من بؤسه وشقائه ومعاناته يوم بعد آخر حيث تعددت وتوسعت وشملت كل مناحي الحياة العراقية ، وقد تجلى ذلك بأوضح الصور في حجم الفساد المالي والأداري المستشري في مفاصل كل مؤسسات الدولة والتطاول الفض من قبل كبار مسؤولي الدولة وزبانيتهم من القطط السمان على المال العام وتحويلة الى خارج الوطن بدلاً من أن يستثمر في الداخل في إعادة بناء البنى التحتية للأقتصاد الوطني كما هو حال سراق المال العام في أقليم كوردستان والتي هي نقطة إيجابية تسجل لصالح سراق المال العام في حكومة أقليم كوردستان ، لو كان الأمر كذلك لأصبحت حالة بغداد مثل حالة أربيل وليس لأن تكون مماثلة لحالة أية قرية عراقية في زمن مدحت باشا رحمه الله الوالي العثماني في بغداد . !!!!
كيف الخروخ من المأزق  ... ؟؟
لقد تراكمت سلبيات الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في العراق بعد عام 2003 م بفعل سياسات الأقصاء والتهميش والتمييز القومي والديني والطائفي بشكل خاص والتطبيق الأنتقائي لقانون المساءلة والعدالة بحق البعض دون البعض الآخر ، وسعي الحكومات المتوالية الى تحميل البعض مسؤولية ما قامت بة الحكومة الديكتاتورية السابقة من ممارسات مقيتة بحق الشعب العراقي ، مما عمقت من ثقافة الثأر والأنتقام بين مكونات الشعب العراقي .
هذه السياسات العقيمة والسقيمة الحمقاء هيئة الأرضية المناسبة والظروف الموضوعية الملائمة والأرض الخصبة وانضجت الظروف الذاتية والموضوعية لمن شملتهم هذه السياسات لأن تُعلن تمردها  على هذا الواقع أالمزري ودفعتها بحكم تلاقي الأهداف بمعاداة النظام القائم لأن تتحالف مع قوى الشر والأرهاب المتمثلة بالقاعدة وداعش وغيرها لأن تعلن ثورتها على النظام باعتماد كل السبل المتاحة .
إن ممارسات الحكومات التي توالت على العراق الغير متزنة وغير الحكيمة وغير الرصينة والمبنية على ردود أفعال غير محسوبة النتائج والتي لا تتسم بروح المشاركة الوطنية الحقيقية في صنع القرار الوطني ، واعتماد نهج سياسة الثأر والأنتقام وفقدان الثقة الراسخة بالشركاء في الوطن ، وعدم استجابتها للمطالب المشروعة لسكان المناطق التي لم تكُن تسيطر عليها الحكومة الأتحادية في أقليم كوردستان والمحافظات السنية وحتى بعض المحافظات الشيعية في الفرات الأوسط والجنوب هي التي كانت السبب التي أوصلت الأمور الى ما وصلت إليه اليوم الى هذه الدرجة من السوء والتي غدت تهدد مصير وحدة البلاد الجغرافية ، وهي التي جعلت الحكومات المتعاقبة في وادٍ والآخرين في وادٍ ِ آخر والجميع في حالة من الهيجان من المناكفات والمشاكسات وتبادل التهم في الفراغ تاركة العصابات الأرهابية المسلحة لتلعب لوحدها في الساحة كما تشاء وكما يحلو لها وتَمسُك بزمام المبادرة كما تنقله لنا الأحداث على الأرض وليس كما تنقله وسائل إعلام الطرفين بحيث أصبح عبور الخالص وسامراء وغرب بغداد لا يمكن للمواطن العراقي العادي عبورها نحو الشمال والغرب ، أين أصبحت السيادة الوطنية التي تقنع المواطن بوحدة العراق أرضاً وشعباً ؟؟ .
ليس بمقدور القاعدة وداعش وغيرهما من المنظمات الأرهابية ان تجد لنفسها موطئ قدم وتؤسس لحضور مؤثر وفعال بأبسط أشكاله ، وليس بمقدور الكورد وغيرهم من المكونات ان تجد من الأسباب والمبررات لنفسها لأن تطالب بالأستقلال والأنفصال عن جسم العراق إذا كان هناك في بغداد العاصمة حكومة وطنية تؤمن بالشراكة الوطنية الحقيقية وعادلة مؤمنة بالوطن لا تميز بين مواطنيها على أساس العِرق والدين والمذهب ، وتستند على الدستور والقانون في منح الحقوق وتوزيع الواجبات بين أبناء الوطن الواحد ، وبناء توازن وطني في توزيع المهام بين مكوناته ورفض المحاصصة بكل أشكالها وإعتماد مبدأ الولاء الوطني والهوية الوطنية . عندها سوف تنتهي داعش وتتبخر من أرض العراق في لمحة بصر دون الحاجة الى إراقة دماء الأبرياء (( ولد الخايبة )) وحرق المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة وذمم ضعاف النفوس ، داعش وبكل التداعيات التي لحقت بالعراق بعد العاشر من حزيران هي النتيجة الحتمية للسياسات غير المتزنة وغير المدروسة نتائجها وعواقبها الوخيمة التي أدخلت البلاد الى نفق الحرب الأهلية الطائفية التي لم تنتهي لحد الآن ولا نعرف مداها ، وعليه نرى أن معالجة هذه النتيجة وإستئصالها من أرض العراق يأتي حتماً من خلال معالجة واستئصال الأسباب المنتجة لها . يا أيها السادة السياسيين الذين يستقتلون على الكراسي والمناصب الخائبة والخالية ممن يستحقونها من أشخاص يجيدون فن إدارة الدولة وحقن دماء أبناء الوطن وحماية أموال الشعب من النهب والسرقة والبذخ غير المجدي وغير المبرر كما هو عليه الحال اليوم . نقول للجميع محبة بالعراق وبعوائلكم التي من نتائج أفعالكم براء عودوا الى رشدكم وسلموا السفينة الى من تجدونه من بينكم كفوء ومخلص ونزيه يجيد قياتها ويتمكن من إيصالها الى بر الأمان بسلام ، فذلك يكون خير لكم وللعراق وللعراقيين الذين عانوا الكثير من المصائب والمهانة والتشرد في بلدان الغربة ومذلتها تاركين لكم نافذة ولو صغيرة تطل على مسرح التاريخ المُشرف لتذكرون بها بخير من الأجيال التي يورثون أرض العراق من بعدكم ، اتركوا لكم أثر وذكر طيب بعد رحيلكم .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 5 / ك2 / 2019 م

81
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جلال برنو المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم وصدرنا رحب لقبول الرأي الآخر وأي نقد موضوعي بناء باستثناء ما يتسم منه بالأساءة الشخصية والتجريح ، ولكن الموضوع لا يخص ما ذهبتم إليه حضرتكم والأستاذ أخيقر يوخنا بل أنه يخص أسلوب ومنهج الكتابة الرصينة في الحوار مع الآخر المختلف والتخلي عن ثقافة الشتيمة بكل أنواعها وكما تفضلتم القول في مداخلتكم أقتبس " لأنه من البديهي والمفترض أن يتمسك الكاتب المحترم بأصول الكتابة الرصينة بعيداً عن الشخصنة أو التجريح ".... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 


82
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ أخيقر يوخنا - أبو سنحاريب المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
شكراً على مروركم بهذه المداخلة التي أثارت حقاً شديد استغرابي عن ما وصفتنا فيها بنعوت وأوصاف لا تنسجم مع أفكارنا وكل أطروحاتنا الفكرية والقومية والوطنية التي أبرزنا في كل كتاباتنا ومداخلاتنا التي اتسمت بالواقعية والموضوعية والأعتدال والقرب مع الواقع بحدود المنطقي والمعقول والمقبول والأبتعاد عن أي شكل أو نمط من توجيه الأساءة بمفردات نابية لأي كان من الكتاب والمتداخلين من أجل إبقاء حوارُنا مع الآخر المتفق معنا أو المختلف معنا بالراي ديمقراطي ومفتوح الى أعلى المستويات من أجل توسيع مساحة المشتركات واختزال مساحة الخلافات بقدر الأمكان بينننا كأفراد أو بين مكونات أمتنا على المستوى القومي أو بيننا وبين الآخرين من الشركاء في الوطن على المستوى الوطني وأترك تقييم هذا الجانب للقراء الأعزاء .
 حقيقة كانت مداخلتكم هذه عجيبة غريبة اتهمتمونا بالمثالية والطوباوية وتقريباً بعدم الأنتماء للآشورية ، لا نفهم كيف استنتجتم كل هذه المخرجات من مقالنا هذا الذي أصلاً لا علاقة له بما نعتمونا به من نعوت غريبة ، موضوع المقال يخص أسلوب ومنهج الكتابة الرصينة وثقافة الشتيمة ولا يخص شيء آخر غيرها يا أخي أبو سنحاريب !!! وكل ما سردناه بخصوص الخلافات والأختلافات بين مكونات أمتنا بشأن التسميات القومية والمذهبية الكنسية كان بغرض توضيح طبيعة الكتابات التي تدور بين كتابنا ومثقفينا بهذه الشؤون في وسائل الأعلام والمواقع الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وكيف أن الكثير من تلك الكتابات تتسم بعناصر ثقافة الشيمة بمختلف مستوياتها وتبتعد عن أسلوب الكتابة الرصينة والكياسة الأدبية حيت دعونا في مجمل مقالنا الى " التخلي عن لغة ومنهج التهجم والتجريح والتسقيط واعتماد لغة ومنهج الكتابة الرصينة والكياسة الأدبية وليس أكثر من ذلك " ... وهنا بأسف شديد مع إعتذارنا لشخصكم الكريم أنكم بمداخلتكم هذه قد أسأتم علينا في الكثير مما ورد في مجمل فقراتها وبذلك شملتم بشكل ما بمضمون مقالنا .
يبدو لنا يا صديقنا العزيز أبو سنحاريب أنكم لم تقرأوا المقال بشكل جيد ودقيق كما ينبغي أو أنكم لم تستوعبوا ما قصدناه تحديداً وجرتكم الحمّيَة القومية الآشورية المتطرفة الى كيل التهم لنا كيفما يحلوا للبعض من قرائكم !!! .... على أية حال نحن نشكركم على كل شيء كتبتموه بحقنا لنستفاد من المفيد فيه .... وأخيراً نقول كما قيل ... ليس هكذا تورد الأبلُ يا صديقنا العزيز أبو سنحاريب ، ونترك أمر التقييم للقراء الكرام .
وأدنا نقتبس المقطع الآخير من مداخلتكم الذي يتضمن الكثير من المفردات الغير لائقة بالآخرين وكم فيها أساءة عليهم ليطلع القراء ...
( الأقتباس .....  سيدي الكريم
انظر الى معظم الردود فانها كلها تدور في نطاق المجاملات
والقضية الاشورية المقدسة لا تستوجب المجاملات ابدا
والحل هو واحد فقط  وهو ان تكن اشوريا فابتعد عن الاشورية وجد ما يليق بك
لاننا على ثقة تامة بل نهاية  طريق كل التسميات هو الاشورية
فالارض اشورية واللغة اشورية والحضارة  اشورية والانسان الذي يتكلم الاشورية هو اشوري وعداه لا علاقه لنا بما يراه لنفسه
ولذلك سيدي الكريم الرجاء وخاصة منك ان تتخلى عن المثاليات  والطوبايات وتتمسك فقط بفضاءل الاشورية
كيف بحق الله  يمكن ان نلتقى مع ذوي عقول ممتلءة. احقادا  ضد الاشوريين
وكيف نتساوى  مع ذوي البداوة والثقافة الصحراوية
اقرا ردودوهم كلها  شتاءم وكلمات بذيءة صحراوية حاقدة
فهل يفيد مع العقارب الكلام  المعسل يا سيدي
تقبل تحياتي
راجيا تقبل كلامي الصريح العبارة ) 

 

             دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

83
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة التي لا نختلف معكم بما ورد فيها من ملاحظات وما عرضته فيها من أسباب موضوعية وذاتية التي من خلالها آلت أوضاع أمتنا الى ما هي عليه من سوء .
إلا أن موضوع مقالنا تحديداً هو التصدي لثقافة الشتيمة التي باتت لغة ومنهج بعض الكتاب في هذا الموقع وغيره ، وفي وسائل التواصل الأجتماعي المختلفة حيث يستعملون مفردات نابية غير لائقة بقدسية القلم المثقف وروح العصر والحداثة وما عرضته من سرد تاريخي بما يخص أمتنا بكل مكوناتها كان مجرد للتوضيح وليس بغرض تحديد الطرف المسؤول وتحميله المسؤولية ، وكان طلبنا الآخير من المقال هو التخلي عن لغة ومنهج التهجم والتجريح والتسقيط واعتماد لغة ومنهج الكتابة الرصينة والكياسة الأدبية وليس أكثر من ذلك ، أتفق معكم كلياً بشأن ما الذي يجب أن نعمل ونقوم به في المرحلة الراهنة التي تمر بها أمتنا من تحديات تقرير المصير من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من إرثنا الثقافي والحضاري التاريخي القومي والكنسي في أرضنا التاريخية بغرض المحافظة عليه من الأنقراض الذي يهدد وجودنا ككيان له ماضٍ مجيد يتباهى به الغريب قبل القريب كما قلتم .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

84
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
يسعدني كثيراً مروركم الدائم بكل ما نكتبه في هذا الموقع الكريم ونشكر لكم كل ملاحظاتكم وإضافاتكم القيّمة لأنها تغطي جوانب من ذات الموضوع ، القذف والتجريح والتسقيط السياسي والأساءة على السمعة باستعمال مفردات نابية بات أسلوب وثقافة الحوار للبعض من وعاظ السلاطين الذين جعلوا من أنفسهم أبواقاً نشاز للأحزاب ممن يعتبرون أنفسهم كتاب وبذلك باتت لغة الشتيمة هي لغتهم وثقافة الشتيمة هي خلفيتهم الفكرية ووسيلتهم للحوار مع الآخر المختلف معهم بالفكر وحتى في الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية والسياسية .... لذلك وجدنا من الضروري كتابة هذا المقال لنقول لهؤلاء الأخوة " أن الأبداع في الكتابة في ظل غياب الرصانة والكياسة الأدبية والأحترام للذات وللغير وللكتابة ذاتها لا يساوي شيئاً بمعايير الأخلاق والثقافة " ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

85
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة ونشكر كل ملاحظاتكم وإطرائكم وتقييمكم لما نكتبه في هذا الموقع وتحديداً الذي يخص منه وحدتنا القومية وكما تفضلتم ( الكلدان والآشوريون والسريان، أمة واحدة وشعب واحد، ويجب العمل على هذا الاساس وفي هذا الاتجاه) . هذا أمر بديهي لا خلاف تاريخي ولا جغرافي ولا اجتماعي عليه وكل خلافاتنا هي مذهبية لاهوتية انعكست سلباً بسبب تدني المستوى الثقافي والوعي السياسي لمكونات أمتنا في مرحلة نشوء المذاهب اللاهوتية على وعينا القومي بين أن نكون كذا أو كذا من التسميات واليوم باتت هذه التسميات أمراً واقعاً سببت لنا الكثير من الخلافات ، ولغرض تجاوزها يتطلب الأمر حوار ديمقراطي رصين وبعيد عن ثقافة الشتيمة والكراهية لصياغة خطاب جديد مقبول من قبل النخب المثقفة على الأقل في هذه المرحلة من مسيرتنا ، وهذا ما دعوتُ إليه في هذا المقال خلاصة القول .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

86
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الكريم يوسف أبو يوسف - ظافر شانو المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الطيبة
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بمداخلتكم الرائعة والتي أشرتم فيها على واقعنا المريض في التعامل مع بعضنا البعض بطريقة التي لا تليق حتى بالتعامل مع الخصوم والأعداء ونحن نتفق معكم في القول " أشِدَّاء عَلَى بعضهم البعض رُحَمَاء مع الاخرين " وهذ أمرٌ مؤسف للغاية . ونشكر لكم كل ملاحظاتكم بشأن الموضوع .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

87
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة
قبل كل شيء نبارك لكم والعائلة الكريمة عيد الميلاد المجيد ورأسة السنة الميلادية الجديدة متمنين لكم موفور الصحة والسعادة
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة اللطيفة والرائعة ، الكتابة أصلاً هي خطاب موجة للآخر ولكي تكون مقبوله لديه يجب أن تتسم بكل قواعد الأخلاق والرصانة والكياسة الأدبية والأحترام للآخر بكل خصوصياته لكي تؤدي فعلها وإلا فلا ضرورة لها .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وزميلكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

88
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
بدءاً ذي بدأ أقدم لكم أجمل التهاني بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة وكل عام وأنتم بخير وسلام
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة وبهذه القصيدة الأكثر روعةً حيث وضعتكم النقاط فيها على الحروف كما ابتغيتها في هذا المقال ، نشكركم جزيل الشكر على هذا المرور يا صديقي وأخي العزيز .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

89
الكتابة الرصينة وثقافة الشَتيمة
خوشابا سولاقا
إن القارئ اللبيب والمتتبع الدقيق لما يكتب وينشر في هذا الموقع الكريم عينكاوه كوم وفي غيره من ألمواقع الألكترونية الخاصة بأبناء امتنا من كل مكوناتها بكل تسمياتها الجميلة من كلدان وسُريان وآشوريين من مقالات ومداخلات وتعقيبات وردود وما يدور من خلالها من حوارات وسِجالات إيجابية منها وسلبية ، وبالأخص ما يتعلق منها بتاريخنا وتراثنا وتسمياتنا القومية المتداولة حالياً ومذاهبنا اللاهوتية الكنسية المعتمدة سوف يجد الكثير من ملامح " ثقافة الشتيمة " المهذبة منها وغير المهذبة ، وقد تصل في بعض الأحيان عند البعض من الأخوة الكتاب مع شديد الأسف وبالأخص من يكتبون بأسماء مستعارة الى مستوى الشتيمة البينة والواضحة باستعمال مفردات نابية لا تليق بالكتابة المهذبة والرصينة ، وحتى لا تليق بقدسية القلم وبالكاتب الذي يحترم قلمه وفكره  والذي من المفروض به أن يكون مثقفاً ومهذباً قبل أن يكون كاتباً مرموقاً ومبدعاً ، لأن الأبداع في ظل غياب الرصانة والكياسة الأدبية والأحترام للذات وللغير وللكتابة ذاتها لا يساوي شيئاً بمعايير الأخلاق والثقافة .
هذا الواقع تلمسناهُ ونتلمسهُ شخصياً لمس اليد وعانينا منه في الكثير من الكتابات التي تم نشرها على صفحات هذا الموقع الكريم .
هذا الموقع بحسب وجهة نظرنا الشخصية يُمثل بحق منبراً حراً للحوار الديمقراطي لمثقفينا ومفكرينا وكتابنا لتناول كل قضايانا الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية ، وهو يمثل أيضاً خير تمثيل الحركة الثقافية لأمتنا ووطنا بجدارة من خلال مشاركة الكثيرين من الكُتاب والمثقفين والمفكرين المعروفين والمرموقين واللامعين من كل أبناء مكونات شعبنا العراقي في الداخل الخارج ، هذا التنوع الرائع الذي لا نجد له مثيلاً في غيره من المواقع الألكترونية لهو فخر لنا جميعاً لذلك نقول ومن دون تحفظ يتوجب علينا نحن الكتاب جميعاً أن نلتزم بقواعد وأخلاقيات وأصول الكتابة الرصينة وننبذ نهج وأسلوب " ثقافة الشتيمة " للتعبير عن أفكارنا وأرائنا ورؤآنا ، وبالأخص أصحاب تلك الكتابات المسيئة التي تتسرب في ظلام الليل من هذا الجحر أوذاك من بعض المنقبين والملثمين ومن وعاظ السلاطين من أبواق هذا التنظيم السياسي أو ذاك هنا وهناك بين حين وآخر .
لذلك يتوجب علينا ككتاب ورواد وإدارة الموقع ان نجد طريقة لحجب مثل تلك الكتابات التي تسيء الى ثقافتنا القومية والوطنية والانسانية وخلق ثقافة قبول الآخر والتعايش السلمي معه وإحترام الرأي والرأي الآخر وصيانة نُبل وتسامى الكتابة التي تخدم الثقافة القومية الوطنية للجميع .
هذا هو كل ما دفعنا الى كتابة هذا المقال وتحت هذا العنوان الذي يبدو غريباً نوعاً ما للبعض ، ولكنه من وجهة نظرنا المتواضعة يُعبر عن حقيقة ما يجري فعلاً وبشكل ملفت للنظر في ممارسة مهنة ثقافة الشتيمة والاساءة المبتذلة المباشرة أحياناً وغير المباشرة في أحياناً أخرى .
إن مانتفق عليه جميعاً نحن " الكلدان والسُريان والآشوريين " على الأقل مبدئياً أو شكلياً اليوم هو كوننا جميعاً أبناء أمة واحدة وشعب واحد له من الخصوصية القومية ما لغيره من الشركاء في الوطن ، ودليلنا على ذلك تجمعنا الكثير من المشتركات كما هو حال غيرنا من الشركاء ، بما في ذلك رابطة اللغة الواحدة بأبجدية واحدة ، ورابطة الثقافة القومية المشتركة والتراث التاريخي الموحد امتداداً من تاريخ حضارة سومر وأكد ، أكد سرجون الأكدي مروراً بحضارة بابل العظيمة بابل حمورابي ونبوخذنصر وإنتهاءً بحضارة آشور ونينوى التي أذهلت العالم في العصر الحديث بتراثها الفني والمعماري والحضاري وختاماً بحضارة كنيسة المشرق المسيحية قبل تفكيكها من قبل الغرباء القادمين من وراء البحار والمحيطات من العالم الآخر مبتغين شراً بها وبتراثها العظيم ، ورابطة الجغرافية الواحدة والمصير المشترك وأخيراً رابطة الدين الواحد ، وحتى الى عهد قريب جداً رابطة الكنيسة الواحدة بمذهب واحد ، كنيسة المشرق الجاثاليقية الرسولية الموحدة ، حيث كنا نتزاوج ونتصاهر مع بعضنا البعض من دون أية مشاكل وفوارق تعيق ذلك التمازج والتكامل الثقافي والاجتماعي بين أبناء الأمة الواحدة ، وكذلك هناك في ذات الوقت ما نختلف به عن بعضنا البعض والذي هو من صنع الغرباء مثل المذهب الكنسي اللاهوتي ، وما ظهر بيننا أخيراً من اختلافات حول التسمية القومية الموحدة لكل مكوناتنا بالرغم من ان تلك التسميات التي نتسمى بها اليوم والمطروحة في ساحتنا السياسية حالياً هي تسميات تاريخية عريقة وجميلة منبثقة من صميم تراثنا التاريخي نَعتز ونفتخر بها ، وورد ذكرها منذ آلاف السنين على أرض بيث نهرين المقدسة ، وجميعها تركت بصمات كبيرة على تراثنا التاريخي القديم والحديث والمعاصر .
عليه فإن ما موجود بيننا حالياً من اختلافات في الرؤى والأفكار والقناعات والأراء حول جزئيات تفصيلية معينة من تراثنا وتاريخنا وثقافتنا النهرينية ومسيحيتنا المشرقية فرضتها الظروف القاهرة علينا بعد أن تَدخل الغرباء في شؤوننا الكنسية لغرض تفرقتنا وتشرذمتنا وتمزيقنا بغرض القضاء على إيماننا المسيحي المشرقي هو مجرد إختلاف وليس عداء وتناحر مستديم ، أي بمعنى إن ما موجود بيننا اليوم من أسباب الخصام والتنافر هو إختلافات في الرؤى والفكر والرأي والقناعات وليس عداءً تاريخياً سرمدياً كما قد يتصور البعض من المتعصبين والمتطرفين للمذهب اللاهوتي وللتسمية القومية بعينها من كل مكوناتنا لا حل لها ولا خيار أمامنا للخروج منها بسلام ، لأنه في الحقيقة إن ما نختلف عليه اليوم يجوز أن نتفق عليه غداً إذا صدقت وصفت النوايا ، وإذا قرأنا التاريخ بوعي وعقل مفتوح ومتسامح بعيداً عن التعصب والتطرف طالما لدينا الوعي والشعور بالأنتماء الى أمة واحدة ، وإن ما يجمعنا من المشتركات بلغة العصر هي أكثر مما يجعلنا على اختلاف وخلاف دائم ، ولكن في كل الأحوال يجب أن لا نترك الأمور لأن تسير بنا من سيء الى الأسوأ الى أن تصل الأختلافات بيننا في الرؤى والأفكار والقناعات الى مستوى العداء والتناحر ، حتى بين أكثر العناصر تعصباً وتطرفاً لخصوصياتهم المذهبية اللاهوتية وتسمياتهم القومية ، وهذا ما نرجوه من كل كتابنا ومثقفينا النجباء لكي ننجو من الأنقراض في متاهات المهاجر ونصل الى شواطئ بر الأمان في أرض الأباء والأجداد " بيث نهرين – ميسوبوتيميا " .
 ليس من المهم اليوم ونحن على هذا الحال من التشرذم  والتمزق والخلاف ماذا نسمي أنفسنا قومياً " كلدان ، سُريان ، آشوريين " ، بل الأهم من ذلك كله هو نحن جميعاً نشعر كوننا أبناء أمة واحدة اي كانت تسميتها من تلك التسميات التاريخية الجميلة
، ونتكلم بلغة واحدة ونستعمل نفس الأبجدية في الكتابة بها ، ولنا نفس التراث والثقافة والعادات والتقاليد النهرينية الموروثة لنا من عهود امبراطورياتنا القديمة التي أسست أولى الحضارات الأنسانية في التاريخ ، وتركت بصماتها الكبيرة على التراث الإنساني العالمي تحت أي مُسمٍىً كان " كلداني ، سرياني ، آشوري " هذا قبل المسيحية ، أما بعد المسيحية فتراثنا المشرقي لكنيستنا المشرقية الذي انتشر بلغتنا السورث " الكلدانية ، السريانية ، الآشورية " من بحر الصين شرقاً والى شواطئ البحر الأبيض المتوسط غرباً فهو الآخر كان أعظمُ شأناً وتأثيراً في حياة البشرية جمعاء من تراثنا ما قبل المسيحية .
يكفينا اليوم أيها الأخوة المختلفين في رؤآنا وقناعاتنا وأفكارنا وأرائنا كوننا الورثة الشرعيين لذلك التراث العظيم ولذلك التاريخ المجيد مهما اختلفت مذاهبنا اللاهوتية وتسمياتنا القومية الحاضرة إلا أننا جميعاً في النهاية نبقى أبناء وورثة ذلك التراث الحضاري المجيد ، لأن تلك المذاهب والتسميات كلها مهما اختلفت تسمياتها ولدت من رحم ذلك التراث العظيم والتاريخ المجيد لأمتنا .
أما ما يكتب من قبل هذا وذاك من الكتاب عن وعي أو من دون وعي لعمق التاريخ هنا وهناك من أبناء مكونات أمتنا أو من قبل الغرباء بدوافع الحقد والكراهية والتعصب المذهبي والقومي وغيرهما من الخصوصيات مثل الولاءات السياسية للأحزاب التي يتكاثر عددها يوم بعد آخر فإنه في الحقيقة لا يعدو أكثر عن كونه مجرد عملية صب الزيت على النار لتزيده لهيباً وسعيراً ليحرق الجميع من دون إستثناء ، والتي هي في النهاية عملية لا نحصد من ورائها غير المزيد من الفرقة والتمزق والتشرذم وتوسيع هوة الأختلافات في الرؤى والأفكار والقناعات حول الجزئيات الثانوية وبالتالي تحويلها الى خلافات وعداء تاريخي يؤدي الى ضياع هويتنا القومية الآصيلة وفقداننا وخسارتنا لحقوقنا القومية المشروعة والقضاء على الوجود القومي لأمتنا في أرض وطن الأباء والأجداد أرض " بيث نهرين – ميسوبوتيميا  " أرض الحضارات العريقة .
لذلك وبمحبة خالصة ندعو الأخوة الكتاب الأعزاء من كل مكونات أمتنا في الداخل والشتات الذين يكتبون لهذا الموقع الكريم ولغيره من مواقع أمتنا الترفع عن إعتماد ما يصب من أساليب الكتابة في مجرى " ثقافة الشتيمة المهذبة وغير المهذبة " كأسلوب الطعن والتهجم الجارح باستعمال مفردات نابية لا تليق بمهنة الكتابة الرصينة والمهذبة ولا تليق بقدسية رسالة القلم مهما أختلفت وتعددت رؤآكم وأفكاركم وقناعاتكم حول أي موضوع كان ، واللجوء الى إعتماد أسلوب النقد البناء والحوار الأخوي الايجابي الديمقراطي ومقارعة الحجة بالحجة وبالمعلومة الموثقة للوصول الى الحالة المثلى من التقارب والتفاهم المشترك ، وتطابق الرؤى والقناعات حول ما نختلف عليه من المواضيع المتعلقة بتراثنا وتاريخنا ومذاهبنا اللاهوتية الكنسية المحترمة لغرض تقليص مساحة الأختلافات وتوسيع مساحة المشتركات بيننا ، وأن نعمل من أجل تأسيس لثقافة قبول واحترام الآخر بكامل قناعاته وخصوصياته من دون المساس بها بأي سوء ، وأن نتذكر دائماً قبل أن نتكلم وننبس بكلمة واحدة بحق بعضنا البعض أو أن نسطر جملة واحدة عندما نكتب عن تراثنا وثقافتنا وتاريخنا بأننا جميعاً بكل مكوناتنا وبمختلف مذاهبنا الكنسية وبكل تسمياتنا القومية بأننا أبناء أمة واحدة تاريخياً وجغرافياً سابقاً وحاضراً ، وكُنا ولا زلنا أبناء كنيسة واحدة وورثة كنيسة المشرق العظيمة ونتكلم لغة واحدة ونقيم كل طقوسنا الكنسية بها منذ القدم والى اليوم مهما أختلفت تسمياتها المتداولة ، وأن نتذكر دائماً بأن ما يجمعنا من المشتركات القومية والمذهبية هي أكثر وأقوى مما يفرقنا ، وأن نقف دائماً بعيداً جداً بل أن نبتعد أكثر ما يمكن عن خط الشروع لتحويل إختلافاتنا في الرؤى والأفكار والقناعات الى خلافات وعداء قومي ومذهبي مستديم بسبب إعتمادنا لثقافة الشتيمة والإساءة في كتاباتنا وحواراتنا وسجالاتنا وتعقيباتنا ومداخلاتنا وردودنا المقابلة الغير موزونة والتي تفتقر الى الكياسة وأبسط قواعد اللباقة والأحترام للكتابة الرصينة ، لأن ذلك لا يفيد أحداً منا بل يضر الجميع ضرراً بالغاً .

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 26 / ك 1 / 2018 م

                                                 
 

90
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر والراوي المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم القيّمة التي أغنت المقال بالشيء الكثير ، كما نشكر لكم تقييمكم الأروع لموضوع المقال وتوافقكم معنا في كل ما أوردناه عن مراحل أنظمة الحكم التي توالت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 م وانعكاساتها على الوضع العام لمستقبل العراق .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
[/size [/b]

91
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة والقيمة بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع للمقال وعلى ملاحظاتكم الأروع ، ونعتبر مداخلتكم إضافة ثرة لمقالنا ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                      محبكم اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

92
الأفعال الثورية تقاس بنتائجها النهائية وليس بحسب الأهواء السياسية
خوشابا سولاقا
بدءً ذي بدء نقول لأصحاب الأهواء السياسية الحالمة ما قاله المثل الشعبي الدارج  .
أحياناً " تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السَفَنُ " *
كثيراً ما يحصل في حياتنا اليومية حوارات ونقاشات تخص الأحداث الجارية في حياتنا الحاضرة وعن الأسباب المؤدية إليها والممتدة من ماضينا القريب وربما حتى البعيد ، وقد تنتهي هذه الحوارات والنقاشات والسجالات الى خلافات وملاسنات بكلمات لا تليق بمنطق الحوار والنقاش الديمقراطي المثقف ، لأن المواقف السياسية المؤدلجة للمتحاورين تحول الى احتدام الحدّية والعدائية بينهم وبالتالي الى إفساد هذه الحوارات والنقاشات وإخراجها من مسارها التي من المفروض أن تستمر عليه للوصول الى الهدف المخطط له ، ولهذه الأسباب في أغلب الأحيان تنتهي هذه الحوارات والنقاشات من دون نتائج تخدم الموضوع ذاته ، وتعود لتبدأ من جديد في يوم آخر وفي مكان آخر وبنفس الوتيرة وربما بوتيرة أشد عنفاً وتصلباً وتعنتاً في الرأي ، ولكن مهما تكون فهي تبقى أمور طبيعية تحصل في الحياة ، إلا أن ما يؤسف له فيها شديد الأسف هو أنها تكون جهود ضائعة لا تفضي الى نتائج إيجابية تخدم المجتمع وتميز بين الخطأ والصواب في عملية مراجعة وتقييم أحداث التاريخ على طول مساره كما ينبغي تقييمها لكي يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح وتأشير الأخطاء لكي يتم تجنب تكرارها في الحاضر والمستقبل ، ولكي تؤشر في ذات الوقت الايجابيات ليتم تعزيزها وتطويرها بما هو أفضل في الحياة الحاضرة والأنطلاق منها الى المستقبل الأكثر زهواً واشراقا .
عندما نستعرض التاريخ العالمي الانساني بشكل عام والتاريخ العراقي بشكل خاص والذي هو صُلب موضوع مقالنا هذا ، سوف نرى أن الكثير من الأحداث التي كانت تبدو في شكلها العام أنها تنطوي على بعض الأيجابيات المؤقتة فهذا أمر طبيعي ولكنها على المدى الأبعد أفضت في النهاية الى نتائج سلبية للغاية أدت الى جلب الكوارث المتسلسلة للأمم والشعوب ، ولكن تم تقييمها من قبل القائمين بها والمستفيدين منها من المقربين والأنصار والمتضررين من الوضع السابق بأنها كانت تغييرات وتحولات ثورية عظيمة تستحق الثناء عليها بإجلال وتعظيم ، ولكنها في حقيقتها وبنتائجها النهائية لم تكُن كذلك لأنها لم تفضي الى تغيير النظام الاجتماعي جذرياً الى ما هو افضل وأكثر عطاءً لصالح  الأغلبية من أفراد المجتمع مما كان عليه في السابق ، فمثل هكذه أفعال لا يجوز وصفها بأفعال ثورية ونعطيها صفة الثورة الاجتماعية .
انطلاقاً من قانون السبب والنتيجة في عملية التطور الطبيعي والاجتماعي في الحياة ، فإن كل فعل هو نتيجة لسبب وكل نتيجة تتحول الى سبب لنتيجة جديدة قادمة وهكذا تستمر سلسلة التطورات على مسار  ذي شكل هلزوني صعوداً ونزولاً من مرحلة الى أخرى ، وعلية فإذا كانت النتائج النهائية للأفعال التي جرت في الماضي القريب إيجابية على الحاضر وتبشر بمستقبل أفضل يكون التقييم لأسبابها إيجابياً واعتبارها أفعال ثورية ، وعندما تكون النتائج النهائية سلبية بدرجة كبيرة وأحياناً كارثية على شعوبها كما حصل ويحصل للعراق اليوم وغيره من دول الربيع العربي يكون التقييم للأسباب التي كانت أفعال تغييرية بالأمس تقييماً سلبياً بأمتياز واعتبارها أفعال ثورية مقلوبة في الأتجاه .
عندما يتم تقييم هكذا أفعال وفق المنطق العقلاني الواقعي والنهج البرغماتي الذي يتيح للقادة الوطنيين الحقيقيين الأعتراف باخطائهم واخفاقاتهم سوف تعثر الشعوب وقادتها معاً على أسباب انتكاساتهم وفشلهم واخفاقاتهم في إنجاز ما هو مطلوب لتَقدُمه وتطورهم ، ولكن عندما يتم تقييم الأفعال وفق المنطق والنهج السياسي الدوغماتي – بمعنى الأصرار على صواب الخطأ مهما كان بائناً للعيان لمقتضيات سياسية أيديولوجية بحتة -  فعندها تستمر الأخطاء بشكل تراكم كمي تؤدي في النهاية الى إنهيارات نوعية كارثية في بنى المجتمع كافة ، وعندها يلتجؤون القادة المسؤولين عن ما آلت إليه الأوضاع الى تحميل الآخرين أسباب فشلهم وإخفاقاتهم وبذلك يخرجون من ازمة ليدخلون الى ازمة جديدة أعمق وأشدُ تأثيراً على تأخر البلاد في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والأقتصادية ، ويصفون أنفسهم وأنظمتهم الفاشلة بكونها ضحية للمؤآمرات الدولية وتدخل الآخرين في شؤون البلاد ، وتجدون مثل هكذا افتراءات جاهزة لديهم يتم ترويجها عبر وسائل اعلامهم المتنوعة المتعفنة عند كل فشل واخفاق لتضليل وخداع الشعوب بحقيقة الأمور . 
هذا المنطق الأهوج والسقيم هو السبب في كل ما حصل ويحصل لنا اليوم في العراق ، وهنا من حقنا أن نتساءل متى يستفيق المسؤولين والشعوب من سُباتهم الأزلي هذا ؟؟  ، ومتى تخرج من شرنقة جهلها السياسي والاجتماعي المزمن وتُفعّل وعيها الفكري والثقافي لأن تعيد تقييم حوادث تاريخها القديم والحديث بشكل علمي وسليم من دون نفاق ورياء سياسي ؟؟ ، ولأن تكتشف الأسباب الحقيقية وراء تراجعاتها في كل ميادين التقدم والتطور ، وتعترف بأخطائها  الكارثية القاتلة ، وأن تُسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة التي تستحقها ؟؟ ، عندها فقط تستقيم حياتها وتستقر على مسارها الطبيعي .
عندما نستعرض تغييرات الوضع العراقي كمثل للقياس عليه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 م سوف نجد بوضوح وجلاء كيف أن ما حصل في العراق من تغييرات وتبدلات في طبيعة السلطة الحاكمة من خلال الانقلابات العسكرية الدموية التي أُريقت فيها الدماء العراقية الزكية بغزارة ومن دون توقف ، وتحول الوضع المعاشي في العراق في النهاية الى موضع التندر للآخرين بوصفه أغنى بلد بثرواته وأفقر شعب ، حيث يعيش اليوم بحدود 20 % وأكثر من أبنائه تحت خط الفقر وتخلف كل منظومات تقديم الخدمات الاجتماعية للشعب في كل المجالات .
على ضوء هذا الواقع نستطيع ان نوصف ما حصل في العراق من تغييرات في شكل النظام السياسي عن طريق الأنقلابات العسكرية منذ تغيير النظام الملكي الى النظام الجمهوري في 14 / تموز / 1958 ، وما ترتب على ذلك  من عدم الأستقرار السياسي بسبب الخلافات الحزبية المراهقة بين الأحزاب السياسية والتدخلات الأجنبية والأقليمية وكيف تم استثمار ذلك من قبل الأستعمار والقوى الدولية لخدمة اجنداتها الخاصة على حساب المصالح الوطنية العراقية ، والتي اوصلت العراق وشعبه الى ما هو عليه اليوم من جميع النواحي ، فيما إذا كانت تلك التغييرات ذات طابع ثوري أم أنها كانت مجرد نزوات البحث عن السلطلة وامتيازاتها المغرية باية وسيلة كانت ؟؟ . كل الدلائل على ارض الواقع تشير وتؤكد وفق كل النظريات الثورية في التاريخ التي تُجمع على تعريف أن الفعل الذي يؤدي الى إحداث تغييرات جذرية في طبيعة وشكل النظام السياسي الأقتصادي الاجتماعي الى ما هو أفضل وأرقى بكل المعايير يعتبر فعلاً ثورياً ، وتعتبر عملية التغيير بهذه المواصفات بأنها ثورة اجتماعية – سياسية ، وهذا ما لم يحصل في العراق إطلاقاً إلا في عقول بعض السياسيين الكلاسيكيين ممن فشلوا  في تحقيق أهدافهم النظرية والذين ليس لهم الأستعداد والشجاعة السياسية المبدئية الكافية للأعتراف بالأخطاء التاريخية التي ارتكبت بحق العراق وأوصلته الى ما هو عليه الحال من دمار وخراب وتخلف وشيوع الفساد في أجهزة الدولة وشيوع الجريمة بكل أشكالها  .
                       منجزات فترة عهد النظام الملكي
كانت حالة العراق في فترة عهد النظام الملكي الدستوري البرلماني بالرغم من شحة موارده المالية وأنتشار الأمية بين أبنائه وشبه الأنعدام التام للبنى التحتية والمرتكزات  الأقتصادية لموارده المالية ، كان عهداً يخلو من الفساد المالي بين طبقات رجال الحكم من المسؤولين وهذا أهم شيء في نظام حكم وطني وصالح ، وكان القضاء قوياً وحازماً وصادقاً وعادلاً ومنصفاً مع الجميع بدءً بالملك وانتهاءً بأبسط مواطن ، وكان هناك احتراماً كبيراً للقانون من قبل رجالات الدولة قبل المواطن ، وكانت صيانة الأمانة الوظيفية وعدم خيانتها في دوائر وأجهزة الدولة مقدسة لدى الجميع لدى الرئيس الأعلى قبل المرؤوس البسيط ، وكان عدم التجاوز على المال العام والأنتفاع من السحت الحرام شبه معدوم لدى رجالات الدولة بكل مستوياتهم ، والذي كان يتجاوز على المال العام وعلى ممتلكات الدولة كان القانون له بالمرصاد ، ولم يكُن المال العام مالاً سائباً لمن هب ودب بل كان محروساً بقوة القضاء والقانون ، ولذلك من النادر أن نعثر في أرشيف الدولة العراقية في تلك الفترة حالة مسجلة ضد مسؤول كبير بمستوى الوزير .
لقد شهد العراق خلال فترة النظام الملكي بالرغم من قصرها إنجاز الكثير من المشاريع الأقتصادية في مجال إنتاج وتصدير وتصنيع النفط وسعت الحكومة مع شركات النفط الأجنبية العاملة في العراق الى أمتلاك أكبر نسبة من واردات النفط حيث كانت حصة العراق أكثر من 50 % سنة 1958 م ، كما انجز الكثير من شبكات الطرق المبلطة وخطوط السكك الحديدية التي تربط المدن الكبرى ببعضها البعض وربط الأقضية والنواحي بمراكز المحافظات من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن شرقه الى غربه ، كما شيدت الكثير من المدارس بكل مراحلها حتى في القرى والأرياف النائية ، وكان الطلاب فيها يستلمون الكسوة الشتوية سنوياً وتوزع لهم التغذية المدرسية يومياً وكنا نحن كاتب هذه السطور أحد التلاميذ في المرحلة الأبتدائية ممن عاصروا هذه الخدمة النبيلة ونحن في قرية نائية في أقصى شمال العراق وتوقفت هذه الخدمة مباشرة بعد 14 / تموز / 1958 م ، وكذلك قامت الدولة بتأسيس جامعة بغداد لتخريج الكوادر العلمية التي كانت الدولة بأمس الحاجة الى خدماتهم لتطوير أدائها في تقديم الخدمات للمواطنين ، وكانت البعثات على نفقة الدولة للطلبة المتفوقين في المرحلة الأعدادية من كل المكونات من دون تمييز للدراسة في أرقى جامعات العالم ، وكذلك قامت الدولة بإنشاء الكثير من المستشفيات العامة والمستوصفات والمراكز الصحية في مراكز المدن والأقضية والنواحي لتقديم الخدمات الصحية المجانية للمواطنين كافة ، وكان التعداد العام للسكان يجري كل عشرة سنوات لغرض الأستفادة منه في تخطيط موارد ومشاريع الدولة ولا زال تعداد عام 1957 م هو المعتمد رسمياً الى اليوم في العراق .
وقامت الدولة بإنجاز الكثير من المشاريع الأقتصادية العملاقة مثل إنشاء مشاريع الري والسدود والبزل ومحطات إنتاج الطاقة الكهربائية وتصفية المياه والصناعات النفطية مثل المصافي وغيره من المشاريع الصناعية والزراعية من خلال خطط مجلس الأعمار الذي كان يرأسه المرحوم نوري باشا السعيد شخصياً ، لقد تم تنفيذ قسم كبير من مشاريع هذا المجلس في العهد الملكي والقسم الآخر في بعض فترات العهد الجمهوري وقسم أخر منها ما زال قيد الأنتظار لتجد طريقها الى النور ، كان للنظام الملكي - مجلس الأعمار مشروع عملاق للأسكان رصد له مبلغ كبير قدره أربعمائة مليون دينار عراقي وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت لبناء سكن مناسب ينفذ من خلال شركات عالمية متخصصة توزع للمواطنين بأسعار مناسبة وبأقساط مريحة على شكل مراحل نفذت المرحلة الأولى منه بأسم اسكان غربي بغداد ، ومن ثم توقف المشروع بسبب اسقاط النظام الملكي قبل المباشرة بالمرحلة الثانية والتي ما زالت قيد الأنتظار الى يومنا هذا !!! . وكل ما ذكرناه كما يقال هو " غيض من فيض " من الأنجازات .
ندرج أدناه معلومات مهمة عن حقوق نواب البرلمان في العهد الملكي عام 1945 م لغرض الأطلاع والمقارنة مع نوابنا اليوم :-
1 - يستلم النائب راتب يعادل ما يستلمه مدير المدرسة الأبتدائية في ذلك الوقت .
2 - يتم قطع الراتب بعد انتهاء الدورة البرلمانية وهو غير مشمول بالتقاعد ويعود لمزاولةعمله السابق بعد انتهاء الدورة البرلمانية .
3 - لا يتمتع النائب بأي حماية وله الحق بحمل السلاح دون أن يمتلكه .
4 - يتم رفع الحصانة عن النائب ومحاكمته خلال أسبوع في حالة ثبوت ولائه لدولة أخرى .
5 - ليس من حق النائب شراء أي عقار أو العمل بالأستثمار طوال فترة عمله بالبرلمان .
6 - يمنع النائب من السفر دون عمل رسمي خلال فترة وجوده في البرلمان .
7 - في حالة غياب النائب بما مجموعه خمس جلسات بدون عذر رسمي يتم فصله من البرلمان

عزيزي القارئ الكريم أين نواب اليوم في هذا الزمن الأغبر من أولائك النواب في ذلك الزمان الذي لم تبقى لنا منه سوى الذكرى والحسرة والغصة في القلب !!! .
                              منجزات فترة عهد النظام الجمهوري
كانت من نتائج إنقلاب 14 / تموز / 1958 م بعد ايام من سقوط النظام الملكي نشوب خلافات تناحرية بين القيادات التي قادت التغيير ، الجناح القومي الموالي لقيادة جمال عبدالناصر مما يسمون بالضباط الأحرار والمدعوم من التيار القومي الناصري وحزب البعث من جهة وبين الزعيم عبدالكريم قاسم والموالين له من الضباط الأحرار في الجيش وبدعم من الحزب الشيوعي العراقي بالرغم من عدم مشاركة الشيوعيين في حكومة عبدالكريم قاسم وبعض الشخصيات الوطنية الديمقراطية المستقلة من جهة ثانية ، وتطورت هذه التناحرات والصراعات السياسية الى أحداث دموية في الموصل في 8 / آذار من عام 1959 م على أثر مؤآمرة العقيد عبدالوهاب الشواف على الحكومة ، وتكررت الأحداث الدموية في كركوك بمناسبة احتفالات الذكرى الأولى لـ 14 / تموز وتوالت من بعدها الأغتيالات السياسية  في الموصل ، وانتهت هذه الأحداث بالمجازر الدموية الأنتقامية في انقلاب  8 / شباط / 1963 م الفاشي الذي خطط له وقاده ونفذه بالتعاون مع المخابرات الأجنبية القوميين الناصريين والبعثيين التي أدت الى تصفية عبدالكريم قاسم ومؤيدية في المقدمة منهم الشيوعيين بطرق وحشية دموية بشعة على يد عصابات الحرس القومي الفاشي .
هذا الأنقلاب الدموي أدخل العراق في نفق مظلم لا بصيص للنور في نهايته ، وكان قد سبق انقلاب 8 / شباط / 1963 م نشوب خلاف سياسي كبير بين قادة الحركة الكوردية بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني وبين حكومة المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم حول مطالبة الكورد بالحقوق القومية المتمثلة في الحكم الذاتي ، إلا أن ضيق الأفق السياسي لعبدالكريم قاسم وقلة خبرته وضعف حنكته السياسية في فهم واستيعاب شرعية حقوق الكورد تغلبَ سلوكه وتربيته العسكرية على سلوكه كرجل دولة في قِمة هرم السلطة مما انتهى هذا الخلاف الى نشوب الحركة الكوردية المسلحة في شمال العراق في أيلول من عام 1961 م ، تلك الحركة التي استنزفت امكانيات الدولة الأقتصادية والمالية والعسكرية وادخلت البلاد في حالة من الركود الأقتصادي وتوقفت مشاريع التنمية وبذلك مهدت الأرضية لأنقلاب الثامن من شباط الدموية ، ثم توالى على حكم العراق نظام الأخوين عارف الهزيل والمتهرئ والذي اصبح جسراً لعبور البعثيين مرة ثانية الى السلطة في انقلاب 17 – 30 / تموز / 1968 م ، هذا النظام البعثي الجديد بدأ عهده بتصفية خصومه السياسيين من القوميين الناصريين حلفاء الأمس ، والشيوعيين حلفاء اليوم ، وأحزاب الحركة الكوردية أعداء الأمس واليوم ، وأحزاب الأسلام السياسي لاحقاً الأعداء الجدد بعد الثورة الأسلامية في إيران ، ومن ثم بعض قادة الحركة الديمقراطية الآشورية الوليدة ، بهذه السياسة الشوفينية الرعناء لنظام حزب البعث ادخل العراق في حروب عبثية مع إيران ثم مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على خلفية إحتلاله لدولة الكويت في 2 / آب / 1990 م وما ترتب على ذلك من فرض حصار اقتصادي دولي مدمر على البلاد ، وثم إحتلال العراق في عام 2003 م من قبل أمريكا وحلفائها وإقامة نظام المحاصصة الأثنية والطائفية السياسية الذي نشهد اليوم عروضه المبتذلة على أرض الواقع ، هذا النظام بسبب سياساته الطائفية الأقصائية سهل الأمر لعصابات داعش لأن تحتل أكثر من ثلث مساحة العراق وجعل العراقيين يعيشون في حالة من البؤس والفقر والمرض والقتل على الهوية وفقدان الأمن والأمان واستشراء الفساد المالي في مؤسسات الدولة وشحة الخدمات الاجتماعية في مجال توفير الماء الصالح  للشرب والكهرباء والتربية والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات ، واخيراً معاناة أكثر من ثلاثة ملايين نازح من العراقيين يعيشون في ظروف قاسية للغاية لا تليق بحياة البشر في هذا العصر .
بالتأكيد هذا لا ينفي عدم حصول أو وجود أية انجازات ذات تأثير ايجابي كبير على وضع البلاد في مختلف الميادين في العهد الجمهوري وكان ذلك تحصيل حاصل لا بد أن يحصل بحكم الحاجة الاجتماعية والتطور التلقائي ، ولكن السلبيات كانت أكثر وأكبر وحرقت كل الأيجابيات وذهبت أدراج الرياح ، والحالة شبيهة بحالة ذلك الفلاح الذي يزرع الحقل بالحنطة يحرث الأرض ويبذر البذور ويسقيها ويرعاها وعندما يحل موسم الحصاد يشعل النار فيها ويحرق المحصول ويخرج من الحقل خالي اليدين ويشحذ لقمة عيشه من الآخرين !!! ، هكذا فعلت حكومات العهد الجمهوري من حكومة قاسم الى حكومة حيدر العبادي وربما حكومة الدكتور عادل عبدالمهدي اليوم ، وواقعنا الحالي يشهد على ذلك في كل مجالات حياتنا بالتفصيل الممل 
هكذا تعاقبت وتوالت الأحداث الأليمة والمحزنة على العراق وفق قانون السبب والنتيجة ، بحيث أن كل مرحلة ولّدت المرحلة التي تلتها . عليه فإن تقييمنا لفعل التغييرات التي حصلت في العراق ضمن هذا المسلسل الدرامي والدامي يفرض علينا ولكي نكون منصفين مع الجميع أن نقيّمه من نتائجه النهائية التي حصدها الشعب العراقي وليس بحسب أهواء ورؤى السياسيين من أنصار هذا الطرف أو ذاك وفق معطيات مرحلة بعينها كما تقرأها عقول السياسيين المؤدلجين ، وليس وفق معطيات جميع المراحل وهي في علاقة جدلية تكاملية كما ينبغي أن تقرأ لأستخلاص النتائج التي على ضوئها تقيم الأفعال بين أن تكون أفعال ثورية أو غير ذلك من المسميات . 
*السَفَنُ : تعني ربان السفينة أو قائدها أو القبطان

خوشــابا ســولاقا
بغداد في 17 / ك1 / 2018 م

93
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم الذي عرضتموه على شكل تساؤلات ذكية لمن تغابوا عن قصد لغاية في نفوس بوش وأوباما وترامب بكامل مفاصل الأدارات الرئاسية في عهدهم عن معرفتهم وعلمهم بما كان يجري بحق الأقليات القومية والدينية والمذهبية من مظالم وتهميش وإقصاء وإبادة جماعية في العراق وسوريا في عهد نظام المحاصصة الطائفية السياسية والأثنية ولاحقاً في عهد داعش الأرهابي إنها مهزلة ما بعدها مهزلة فمن يصدق ذلك فهو منافق ومرائي لا عقل ولا ضمير له ... انا أقول لهؤلاء الدافنين رؤوس في الرمال لكي لا يرون الحقيقة من أبناء الأقليات أنتم واهمون أن كل ما جرى ويجري كان بتخطيط ومعرفة ومراقبة أمريكا وداعش كانت الأداة والغاية خدمة مصالح اسرائيل ، وأما هذا القانون HR390 كان لذر الرمال في العيون ولتلميع وجه أمريكا والتستر على ما ارتكب من جرائم بحق الأقليات وعليه كتبتً هذا المنشور الذي نشرته على صفحتي الخاصة في الفيسبوك وأدناه المنشور .

دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ............. محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

 على هامش توقيع الرئيس الأميركي ترامب على ما يسمى " قانون الأغاثة والمساءلة عن الأبادة الجماعية في العراق وسوريا " لأنصاف المسيحيين والأيزيديين وكل من طاله إرهاب داعش أكتب هذا التعقيب كرأي وتحليل شخصي لمن يحب الأطلاع عليه ...... تحياتي
بالرغم من إيجابيات هذا القانون في جوانب إنسانية لأغاثة ومساعدة الضحية من جانب وملاحقة الجلاد ( داعش ) من جانب آخر ، إلا أن ما هو بأمس الحاجة إليه الأقليات القومية والدينية في كل من سوريا والعراق على وجه التحديد هو اتخاذ قرارات سياسية لحماية وجودها واستمرارها في أرض الوطن وحماية حقوقها القومية والدينية والسياسية ليكونوا بذلك في الوطن شركاء حقيقيين في الحقوق والواجبات حالهم حال الأكثريات وفق مبدأ المواطنة ، وهم ليسوا بحاجة الى صدقات ومساعدات خيرية إنسانية كما ورد في هذا القانون الذي الذي وقعه الرئيس ترامب مشكوراً . ثم أن هذا القانون لم يوضح الآلية التي من خلالها يتم تقديم تلك المساعدات الأغاثية وعمليات المساءلة ، هل ستكون من خلال جهات حكومية رسمية للبلدين ( الحكومة ) أم من خلال الكنائس والأحزاب كما حصل في الماضي ؟؟ ، ثم هل هناك ما يضمن أن تلك المساعدات سوف لا تذهب في النهاية بهذه الطريقة أو بأخرى الى جيوب الفاسدين ؟؟ كلها أسئلة تحتاج الى إجابات صريحة وواضحة ..
إن مثل هذا القانون قد سيؤلب التنظيمات الدينية والقومية المتشددة والمتطرفة الى القيام بمزيد من الأعتداءآت على أبناء الأقليات المذكورة لأسباب دينية وقومية وبالتالي تساهم في هروبهم من أرضهم والتشتت في المهاجر الغريبة .....
هذا القانون برأي الشخصي هو كلمة حق يراد بها باطل ليس إلا !!! ولكن مع كل ذلك ....ننتظر لنرى ماذا سيكون الحصاد النهائي في قادم الأيام قبل إطلاق العنان لأقلامنا بكيل المديح لترامب وأمريكا وحلفائهم عملاً بالقول المجرب لا يجرب وأن العاقل لا يلدغُ من جحرٍ مرتين ، وعندها سيكون لنا لكل حادث حديث ....
لا ثقة بما تقوله وتوعد به أمريكا وحلفائها الغربيين لكون سياساتها قائمة على مبدأ البرغماتية ، حيث تتغير مواقفها وسياساتها بحسب تَغيُر متطلبات مصالحها الحيوية في هذه البلدان ونكون بالنتيجة نحن كبش الفداء ... أيها الأخوة الأعزاء تمهلوا قليلاً في إطلاق العنان لأقلامكم وكونوا حذرين ، وأن حل كل مشاكلنا ومعاناتنا لا يأتي إلا من خلال الأعتماد على أنفسنا وبالتعاون العقلاني مع شركائنا في الوطن دون سواهم مهما كانت خلافاتنا معهم ..... تحياتي

94
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل خالد توما المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة وبتلك الأبيات الأروع من الشعر بمقالنا كما ونشكر لشخصكم الكريم هذا التقييم وهذا الأطراء ، ونحن بكتاباتنا لا نقدم غير أقل خدمة لشعبنا ووطننا العراق بشكل عام وأبناء أمتنا بشكل خاص وهذا واجب في أعناقنا لتوعية وتثقيف القراء الأعزاء بالمفاهيم الوطنية والأخلاقية والانسانية تعزيزاً للروح الوطنية وصيانة المواطن من التعرض الى الضعف والأستسلام للرذيلة ليعيش حياة بكرامة وأن يرفض الحياة بمذلة ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

95
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أثرت المقال كما نشكر لكم متابعاتكم الدائمة بكل ما نكتبه وننشره من مقالات في هذا الموقع الكريم وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على مدى محبتكم لشخصنا من جهة ولقناعاتكم الفكرية بما نكتبه ونحن بدورنا نكنُ لكم كل الأحترام والتقدير ونعتز بما تكتبه بحقنا من ملاحظات فكرية ونعتز بصداقتكم ونبادلكم المحبة ودمتم لنا صديقاً وفياً ومحترماً له مكانة كبيرة في قلبنا ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .                       
                                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
                                                         

                 

96
الموت بكرامة حياة والحياة بمذلة موت
خوشــابا ســولاقا
كثيراً ما حصل من خيانات للمبادئ والأهداف المتفق عليها في العمل السياسي في تاريخ التنظيمات السياسية في الماضي في العراق وفي غيره من البلدان ، ويحصل اليوم أيضاً في الكثير منها ، وسوف يحصل في المستقبل حتماً ، ويحصل حتى في أي عمل ذات طابع جماعي كمنظمات المجتمع المدني والأتحادات العمالية والطلبة والشباب والنساء من قبل البعض من كوادرها ، ويحصل أيضاً الحنث باليمين الذي أقسموا به الشركاء الآخرين لأسباب كثيرة تؤدي بالبعض منهم الى التعاون مع الأعداء ، أحياناً تحت تأثير ما يتعرضون له من ضغوط كالتعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بالتصفية الجسدية أو الحرمان من مصدر لقمة العيش من خلال الطرد والفصل من الوظيفة وغيرها من الأساليب اللاأخلاقية ، والذي هو أمر سائد في ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والقمعية ، مما يَضطرهم على الأعتراف بما يمليه عليهم الأعداء كذباً أو صدقاً والوشاية ببعض رفاقهم في العمل من أجل إنقاذ أرواحهم من الموت ، وأحياناً أخرى هناك من يتعاون مع الأعداء طواعية من دون التعرض الى التعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بالتصفية الجسدية تحت تأثير المغريات المختلة التي تتفنن في استعمالها الأجهزة الأمنية والمخابراتية مع ضُعاف النفوس لأختراق التنظيمات السياسية من أجل إيجاد موطئ قدم لهم وخلق مصادر نوعية للمعلومات داخل تلك التنظيمات التي تُصنفها ضمن قائمة الأعداء الذين يشكلون خطراً على أنظمتها لتزويدهم بكل ما يُطلب من معلومات نوعية عن كل ما يجري داخلها لمراقبة تحركاتها خطوة خطوة ، وكذلك تقوم حتى بالوشاية بالعناصر البارزة والفعالة والنشطة في تلك التنظيمات لغرض إعتقالهم وتصفيتهم أو اغتيالهم ، وبالمقابل تقوم الأجهزة الأمنية والمخابراتية من خلال تلك المصادر العميلة ذاتها بحقن وتسريب معلومات كاذبة ومضللة الى داخل التنظيمات السياسية المستهدفة لتضليلها والتمويه عليها من معرفة حقيقة ردود أفعال السلطات الأمنية عليها .
من خلال دراسة تاريخ تجربة الأحزاب والتنظيمات لحركات التحرر القومي والوطني في العمل السياسي يتم فرز فئات مختلفة من العناصر وفق خصال ومواصفات تربوية وأخلاقية يتمتعون بها فطرياً والتي اكتسبوها من تربيتهم العائلية والبيئة الاجتماعية التي نشأوا وترعرعوا فيها وترسخت وتجذرت في شخصياتهم وتتحكم في سلوكهم بشكل كبير حيث تتغلب في أغلب الأحيان على ما أكتسبوه من تقاليد وطقوس نضالية في حياتهم السياسية عندما تحل عليهم ظروف قاهرة وهي كما يلي :-
أولاً : هناك عناصر تتحمل كل أشكال القهر والتعذيب الجسدي والنفسي وكل المغريات الحياتية ، وقد يصل الأمر بها الى قبول الموت والأستشهاد من دون أن تقبل المذلة والأهانة وأن تستسلم لأرادة الأعداء بقبول التعاون معهم وتزويدهم بما يطلب منهم من المعلومات وأسماء عناصر التنظيم ، وتتقبل الموت بشجاعة وبطولة نادرة وتفضله على الحياة بمذلة ، هؤلاء هم عناصر تقبل الموت بكرامة وعزة نفس لتخلد في حياة الباقين والأجيال القادمة كنجوم لامعة وساطعة في سماء الشهادة والتضحية بالنفس من اجل صيانة وحماية المبادئ التي أقسموا اليمين عليها من أي تشويه وتكون بذلك قدوة للآخرين ليقتدوا بهم ، ومن أجل أن يعيش الآخرين بكرامة وحرية ، أي بمعنى آخر يموتون بكرامة ليحيوا خالدين الى أبد الدهر في قلوب أبناء أمتهم محققين بذلك " الموت بكرامة حياة " .
ثانياً : هناك عناصر تضعف تحت تأثير أساليب القهر والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له عند وقوعهم لأي سبب من الأسباب بيد الأجهزة الأمنية والمخابراتية للأعداء وحبهم للحياة تستسلم لإرادة الأعداء لانقاذ حياتهم من الموت وتقبل بالتعاون مع الأعداء وتزودهم بأقل ما يمكن من المعلومات غير المهمة وغير الحساسة والتي لا تؤثر على استمرار بقاء التنظيم قوياً ومتماسكاً ، والوشاية بالبعض من رفاق الدرب ممن هم خارج إمكانية أن تنال منهم الأجهزة الأمنية مقابل تحملهم لقدر من التعذيب الجسدي ، ومثل هذه العناصر يعرفون حدود تعاونهم مع الأجهزة الأمنية للأعداء ، ومثل هكذا سلوك يجب أن يتم تثقيف الكوادر السياسية به " ثقافة تزويد العدو باقل ما يمكن من المعلومات النوعية في الظروف القاهرة " .
مثل هذه العناصر تعيش تحت تأثير تأنيب الضمير ومحاسبة الذات والشعور بالذنب على محدودية قدرتهم على تحمل التعذيب وإخفاء المعلومات وعدم الأفراط بالهذيان بها للأعداء أثناء التحقيق معهم ، وعن عدم استعدادهم للتضحية بالنفس من أجل إنقاذ أو حماية الآخرين من رفاق الدرب .
إن مثل هذه العناصر تقبل الحياة بمذلة على مضض مقابل البقاء على قيد الحياة وترفض الموت بكرامة ، وأمثال هؤلاء  سيترددون في مواجهة رفاقهم الذين وشوا بهم ويتجنبون مواجهتم وقد يضطرون الى هجر المكان والأبتعاد الى مكان بعيد يخلو مِن تواجد مَن يتجنبون  مواجهتهم .
ثالثاً : هناك عناصر تقبل التعاون بإرادتهم مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية للأعداء وتزودهم بكل ما يُطلبُ منهم وحتى بما لا يُطلبُ منهم من معلومات تحت تأثير المغريات المالية والمناصب وامتيازات السلطة والكراسي وغيرها التي تجود بها عادة أيادي أجهزة الأمن والمخابرات للعملاء الذين بالمقابل يجودون بعطائهم من دون استعمال وسائل العنف والتعذيب الجسدي معهم من قبل الأعداء .
هذه العناصر تعتبر بموجب منطق السياسة عملاء مأجورين للأعداء مع سبق الأصرار والترصد مقابل ثمن مدفوع من المال الحرام ، هؤلاء لا يتورعون في تزويد الأعداء بأية معلومات نوعية وحساسة مهما كان تأثيرها كبيراً ومدمراً على التنظيم وعلى حياة الآخرين من رفاقهم ، لأن ثمن هكذا معلومات يكون أغلى بالنسبة لهؤلاء المأجورين .
هؤلاء يقبلون وبإرادتهم الكاملة الحياة بمذلة ولا يعرفون للكرامة وعِزة نفس معناً أخلاقياً ليردعهم عن ممارسة الرذيلة المشينة مع سبق الأصرار والترصد ، وخير من قال قولاً مأثوراً بحق أمثال هؤلاء أولاد الرذيلة الزعيم النازي أودولف هيتلر حين قال " أحتقر مَنْ تعاونوا معي وساعدوني في احتلال بلدانهم " .   إن عمل هؤلاء العملاء يمكن إعتباره خيانة عظمي بحق المبادئ والقيم الأخلاقية يستحقون عليه الموت بمذلة .
وهنا من حقنا أن نتساءل ونوجه بسؤالنا للقارئ الكريم من هم الذين يقبلون بالموت وهم يعرفون أن " الموت بكرامة حياة " ؟؟ ، ومن هم الذين يقبلون بالحياة وهم يعرفون أن " الحياة بمذلة موت " ؟؟ ، ولغرض تسهيل الاجابة على هذه التساؤلات نعود معاً الى قول الأمام علي إبن أبي طالب الذي يقول فيه :-
" اطلب الخير من بطونٍ شَبعت ثم جاعَت لأن الخير فيها باقٍ ، ولا تطلبهُ من بطونٍ جاعَت ثم شَبعت لأن الخير فيها شحيح " .
الفئة الأولى : إن الذين يعرفون أن " الموت بكرامة حياة " هم أصحاب تلك البطون التي شَبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقٍ لكونها قد إنحدرت في أصولها من بطونٍ مماثلة . 
الفئة الثانية : إن الذين يعرفون أن " الحياة بمذلة موت " هم أصحاب تلك البطون التي جاعَت ثم شَبعَت لأن الخير فيها شحيح لكونها قد إنحدرت في أصولها من بطون مماثلة .
وهكذا فإن الفئة الأولى تكون معطاء ومستعدة للموت والتضحية بنفسها من اجل الحياة الكريمة ، والفئة الثانية تكون أنانية ونرجسية وخسيسة وغدارة تبيع الفئة الأولى بأبخس ثمن وتقبل الحياة الرخيصة بمذلة .
أمنياتنا أن يكون أغلب أبناء أمتنا وأبناء شعبنا العراقي من الفئة الأولى وأن يتكاثر عددهم يوم بعد آخر ، وأن يتقلص عدد من هم من الفئة الثانية يوم بعد آخر الى أن يصبح صفراً مطلقاً ، وينعدم وجودهم والى الأبد ومن غير رجعة .

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 3 / ك1 / 2018  م

                                                     


97
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي الكبير الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
مقالكم رائع في عرضه وسرده لواقع الحال بما تعانيه من تناقضات وتقاطعات الأحزاب والحركات السياسية التي تدعي تمثيل مصالح أمتنا وقضاياها القومية في العراق والأقليم زوراً وبهتاناً من دون أن تُقيم الأمور على حقيقتها على الأرض فكل قيادي يصرح أما بما يراه حقيقة على الأرض مثل تصريح الأخ الدكتور دريد زوما أو كما تقتضي المصالح والمنافع الشخصية والفوز بالمناصب لبعض القيادات المتنفذة كما تفعل قيادة زوعة يونادم كنا من أمثال النائب السابق عماد يوخنا .
إن حكومة الأقليم مقصرة الى حدٍ كبير بخصوص تنفيذ مطالب المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين فيما يخص الأعتراف بحقوقهم القومية كما ينبغي أن يكون الأعتراف كمكون قومي أصيل في أرضه التاريخية وقد يكون ذلك عملاً متعمداً بدفع من القوى القومية والدينية المتطرفة والشوفينية الكوردية في الأقليم ، ولكن ذلك لا ينفي أن هناك إيجابيات حصلت لصالح أمتنا والتي ساهمت في تثبيت وبقاء وجودنا القومي في أرضنا مثل مشروع إعادة إعمار العشرات من القرى المدمرة وعودة أهاليها إليها بدعم وإشراف الأستاذ سركيس آغاجان والمتعاونين معه في حكومة الأقليم ، والتي لولاها لكان هؤلاء الناس من أبناء أمتنا اليوم في المهاجر أو في محطات الهجرة في تركيا والأردن ولبنان وسوريا وغيرها .
اليوم بحسب تقديري يعيش أكثر من 75 % من أبناء أمتنا في العراق في الأقليم وهذا بات أمراً واقعاً يتطلب من الجميع ممن صَدّعوا رؤوسنا بخطاباتهم اللاقومية التعاطي والتعامل معه بعقلانية ومنطق الأمر الواقع وليس بمنطق العواطف والأحلام الفارغة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ... اما التناقض والتقاطع في الخطابات السياسية للأحزاب والحركات السياسية التي ذكرتموها في مقالكم لوسائل الأعلام المختلفة فإنه إن دل على شيء فإنما يدل أما على عدم نضوج وعيهم السياسي ليمكنهم من تحديد ما يريدونه من حقوق قومية تجسد هويتهم القومية في كل من العراق والأقليم أو أنهم يقدمون مصالحهم ومنافعهم الشخصية على مصلحة الأمة وفي الحالتين تكون النتيجة ذاتها كما هي اليوم يا أستاذنا العزيز انطوان الصنا ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد       

98
في التربية والثقافة السياسية
حول الطبيعة التكوينية للأحزاب والحركات السياسية
( الجزءالثاني )
خوشابا سولاقا
قُرائنا الأعزاء نبدأ معكم من حيث إنتهى الجزء الأول من مقالنا هذا
ثالثا : أحزاب وحركات سياسية نشأت وتكونت وتعمذت إن جاز التعبير على أساس معتقدات دينية مذهبية وخلفيات سياسية طائفية تاريخية تعمل من أجل تحقيق أجندات سياسية دينية مذهبية طائفية محددة وتحاول فرضها بالقوة على الاخرين بطرق شتى أو على الأقل إجبار الآخرين على الألتزام بطقوسها وتقاليدها وممارساتها في حياتها الاجتماعية ، عادة مثل هكذا أحزاب وحركات تكون متشددة ومتعصبة الى حد التطرف في أفكارها وطروحاتها ورؤآها الفكرية باعتبارها أفكار مستمدة ومنبثقة من روح العقيدة الدينبة ، ولا تقبل التأويل والأجتهاد ، وإن مثل هذه الأحزاب والحركات لا تؤمن مبدئياً بقبول الآخر والتعايش السلمي معه إلا قولاً من باب النفاق والرياء السياسي ، وهي تعمل في الحقيقة والواقع على تسييس الدين وتطييفه إن جاز التعبير بامتياز وفق العقيدة المذهبية التي يسترشدون بها وتجييره لصالحها .
هذه الأحزاب والحركات السياسية تجمع في تكوينها وتركيبتها نفس الشرائح الاجتماعية والمكونات القبلية والعشائرية الموصوفة في الصنف أولاً وثانياً فيما تقدم في الجزء الأول من هذا المقال ولكن وفق منظور مذهبي طائفي سياسي وهي بالتالي تكون أيضاً أحزاب وحركات سياسية ضعيفة في آواصر وحدتها وعناصر القوة فيها وتكون بالتالي تنظيمات هشة البنية معرضة للتمزق والتشرذم والتفكك والانشقاق على المدى المنظور ، وخاصة عندما تحين الفرصة للمنافع والأمتيازات جراء ممارسة السلطة في إدارة شؤون الدولة لأن تفعل فعلها في احتدام الصراع بين القيادات التاريخية لها على الساحة العملية من أجل المصالح والمنافع ، وخير مثال على هذا الصنف من الأحزاب والحركات السياسية هي الأحزاب ذات المعتقدات والتوجهات الدينية المذهبية الشمولية في إطار الطائفية السياسية المؤدلجة كحزب الدعوة الأسلامية والتيار الصدري والمجلس الأعلى الأسلامي العراقي كاحزاب شيعية ، وما حصل ويحصل فيها باستمرار وخصوصاً بعد ممارستها للحكم من تشرذم وتمزق وانشقاق وما إنبثق منها من أحزاب وتنظيمات جديدة تحت تسميات ويافطات مختلفة ذات توجهات وطنية إصلاحية خلال السنوات الخمسة عشر المنصرمة من حكم العراق بعد سقوط نظام حكم صدام حسين هذا في الجانب الشيعي ، وما حصل في الجانب السني في الحزب الأسلامي العراقي حصراً وغيره من التنظيمات المذهبية هو الآخر خير دليل على صحة هذه الرؤية التحليلية لواقع بنية هذا الصنف من الأحزاب الآيلة الى التشرذم والتمزق والتفكك بسبب عجزها عن قرأة الواقع الموضوعي السياسي والاجتماعي للمجتمع العراقي بشكل علمي وموضوعي ، وبالتالي عجزها عن تحقيق طموحات الجماهير المسحوقة من أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية المتعددة لأن هذه الأحزاب في حقيقتها الفكرية تكون مؤدلجة على أحادية الرؤية في تعاملها مع مكونات المجتمع .
إن ما نراه ونتلمسه ونعيش معاناته من شيوع الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة التي تقودها هذه الأحزاب وفق نظام المحاصصة المقيت من جهة ، وغياب الخدمات الاجتماعية المختلفة وانتشار البطالة والجريمة بكل أشكالها والفقر والعوز بين صفوف الجماهير الشعبية من جهة أخرى جعلت هذه الأحزاب ( الأحزاب الطائفية للاسلام السياسي ) في وادٍ والجماهير الشعبية في وادٍ آخر ، من المؤكد وفي ظل هذا التناقض الصارخ أن الشعب سوف يقول كلمته الفصل في نهاية المطاف بحق هذه الأحزاب والحركات السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن قال نصفها في الانتخابات البرلمانية الماضية قبل أشهر قليلة من هذا العام .
وهنا نقول لهذه الأحزاب تذكروا أن الشعوب هي التي تصنع التاريخ والقادة التاريخيين لها وليس الخطباء من على منابر الخطابة في ساحات المزايدات والمهاترات السياسية بكلامهم المعسول ووعودهم الكاذبة وكتابة الشعارات البراقة والخادعة التي تتبخر وتصبح في خبر كان بعد الأنتخابات ، كل ذلك من اجل الكراسي وما تدره لهم من المنافع الشخصية والأمتيازات المادية والمعنوية .
هذا النموذج من الأحزاب والحركات السياسية جسدت بوضوح تام كيفية استغلال المصلحة الوطنية العامة واستثمار الدين والمذهب والطائفة كوسيلة فعالة لتحقيق مصالح ومنافع خاصة حزبية وشخصية ، ولذلك نرى الحكومة تغض النظر عن ملاحقة ومحاربة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين من كبار المسؤولين بكل المستويات من سراق المال العام في أجهزة الدولة ومؤسساتها لكون هؤلاء من نتاج هذه الأحزاب وأدواتها للأستمرار والبقاء في الحكم ، وكأن بقائها واستمرارها في الحكم مرهون ببقاء واستمرار الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة . 
رابعاً
: أحزاب وحركات سياسية عقائدية مؤدلجة فكرياً نشأت وتكونت في ظل ظروف موضوعية تاريخية دولية وظروف ذاتية محلية استجدت بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وفتحت بذلك الأفاق واسعة أمام الشعوب المقهورة للتطلع الى الحرية والأنعتاق من النير الأستعماري العثماني الشوفيني البغيض بفعل إيمان راسخ لمجموعة من المتنورين من أفراد المجتمع بعقيدة أيديولوجية سياسية وفكر سياسي معين وفلسفة سياسية منهجية معينة وكان للعوامل الخارجية الدور الحاسم في نشوء ونمو وتطور وانتشار هذه الأحزاب والحركات كالنار في الهشيم فتشكلت على خلفيتها حركة التحرر الوطني تحت قيادتها .
مثل هذه الأحزاب والحركات عملت على استقطاب وكسب أوسع الجماهير الشعبية المتضررة في المجتمع من الشرائح والطبقات الاجتماعية المتماثلة في مصالحها بدوافع طبقية وقومية ووطنية وتوعيتها بدورها الثوري التاريخي في إنجاز الثورة الأجتماعية لتغيير النظام الاجتماعي والسياسي القائم بآخر أكثر عدالةً لصالحها وبناء مجتمع جديد تسود فيه العدالة والمساواة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وفق معايير المواطنة دون سواها .
وكذلك عملت وناضلت هذه الأحزاب والحركات السياسية على توجيه الجماهير التي لها مصلحة في التغيير الاجتماعي للعمل من خلال مؤسساتها وتنظيماتها المهنية من أجل تغيير شروط معيشتها ودورها في قيادة المجتمع ضمن إطار العمل من أجل المصلحة الوطنية ، ولكن وفق منظور طبقي من خلال إقامة نظام سياسي ديمقراطي جديد يكون فيه للأغلبية الساحقة من محرومي الشعب المتعدد القوميات والأديان والمذاهب الدور الريادي والقيادي في إحداث التغيير الاجتماعي المنشود .
إن أواصر الوحدة العضوية وعناصر القوة في مثل هذه الأحزاب والحركات السياسية تكون أقوى كمياً وليس نوعياً مما هي في غيرها من أصناف الأحزاب والحركات التي تم ذكرها فيما تقدم من هذا المقال ، ولكن وجود الطموح الشخصي والنزعة الفردية الأنانية وحب الذات عند الانسان للارتقاء والتفوق والغيرة من الآخر بدافع السيطرة والتسلط وشهوة السلطة والحكم وتحقيق منافع وامتيازات شخصية معنوية كانت أم مادية ، معنوية مثل الشهرة والموقع الاجتماعي والوجاهة وغيرها من النوازع الانسانية التي تسيطر على تفكير وخلجان النفس عند البعض من الكوادر القيادية التاريخية لمثل هذه الأحزاب والحركات تؤدي الى ظهور أفكار متعددة ومتضاربة ومتناقضة لبعضها البعض أحياناً عندما تنضج الظروف الذاتية والموضوعية لذلك ، وبالتالي تتفاقم وتحتقن وتتوسع هذه التناقضات والخلافات الفكرية وتأخذ طابعاً تناحرياً عنيفاً يؤدي بالنتيجة الى حصول إنشقاقات في صفوفها ، وقد تتخذ هذه التناحرات والصراعات الانشقاقية من إعتماد أسلوب التصفيات الجسدية السرية بين الكوادر القيادية التاريخية لهذه الأحزاب والحركات وسيلة لتصفية الحسابات السياسية فيما بينها وتتحول رفاق الدرب بالأمس الى أعداء الداء اليوم عندما تلتقي المصالح المعنوية مع المصالح المادية ، وخير مثال على هذا الصنف من الأحزاب والحركات السياسية نراه في الأحزاب الشيوعية والأشتراكية والعمالية والحركات الثورية في حركة التحرر الوطني في مختلف بلدان العالم الثالث ، وتجربة الحزب الشيوعي السوفييتي والحزب الشيوعي الصيني وجميع الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوربا الشرقية وغيرها من البلدان مثل اليمن الجنوبي في المنطقة العربية غنية للغاية بمثل هذه الصراعات والتصفيات الدموية المؤلمة وكانت الأسباب الباعثة لذلك في جميعها متماثلة ومتشابهة لحد التطابق الكامل وكأنها تجارب تعيد إنتاج نفسها وتتكرر على نفس المنوال هنا وهناك ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ولكي يكون المثال من الواقع العراقي القريب منا نأخذ ما حصل في الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه في 31 / آذار / 1934 والى اليوم وما حصل في صفوفه من تشرذم وتمزق والانشقاقات العديدة ولكن من دون يحصل أية تصفيات جسدية بين قياداته وكوادره لأن الحزب لم يستلم السلطة لتكون هناك تقاطع وصراع مصالح مادية تقود الصراعات والخلافات الفكرية بين القيادات الى التصفيات الجسدية وبذلك انحصرت الصراعات حول المصالح المعنوية التي تكللت بالأنشقاقات العديدة فقط ، لذا نرى كأن تجربة هذا الحزب كانت تكراراً وإنعكاساً لما حصل ويحصل في الحركة الشيوعية العالمية إضافة الى ما أضافته الخصوصية الوطنية من الأسباب الذاتية لحصول مثل تلك الانشقاقات الكارثية التي أخرت وعرقلة مسيرة الحزب السياسية التي منعته من الوصول الى السلطة في العراق بالرغم من نضوج الظروف الذاتية للحزب من جهة ونضوج الظروف الموضوعية له في العراق لأستلام السلطة من جهة ثانية .
وخلاصة ما نريد قوله من خلال ما تم عرضه في هذه المقدمة المتواضعة لرؤيتنا حول الطبيعة التكوينية للأحزاب والحركات السياسية في العراق بشكل عام وامتنا من الكلدان والسريان والآشوريين بشكل خاص هو أن ما تشهده الساحة السياسية والأقتصادية والاجتماعية من تناقضات وتناحرات وصراعات ومناكفات ومشاكسات مختلفة في المواقف السياسية ليست من أجل المصلحة العامة كما يفهمها عامة الناس مهما تكون طبيعة وتسمية تلك المصلحة العامة ، وطنية كانت أم قومية أم طبقية أو غيرها كما تدعي ممثلي القوى السياسية المتصارعة علناً في خطاباتهم السياسية في وسائل الأعلام المختلفة ، وإنما في حقيقة الأمر هي من أجل المصالح والمنافع الخاصة والشخصية للقيادات الحزبية المتنفذة متخذة من المصلحة العامة مجرد واجهة إعلامية ووسيلة رخيصة للتغطية على حقيقة الأمر وورقة التوت لستر عوراتهم ، كما يقول المثل البكاء ليس على الحسين وإنما على الهريسة  وهنا الأمثال تضرب ولا يقاس بها .
إن المصلحة العامة في هذا الزمان زمان الفساد والفاسدين باتت تردد للترويج الأعلامي كشعار وكلمة حق يراد بها باطل ، الباطل الذي هو المصلحة الخاصة والشخصية للكوادر القيادية المتنفذة للأحزاب والحركات السياسية العاملة في الساحة السياسية لإدارة شؤون الدولة ، هكذا سوف نرى حقيقة الأمر عندما نحلل الأمور تحليلاً موضوعياً علمياً ومنطقياً في ضوء معطيات الواقع القائم ، وما يجري الآن على الساحة العراقية من خروقات وتجاوزات على المصلحة الوطنية العامة ونهب المال العام وإستشراء الفساد المالي والاداري في أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية بشكل مريب وانتشار الجريمة بكل أشكالها وشيوعها في كل مفاصل الدولة والمجتمع وشبه الغياب التام للخدمات العامة وإنتشار الأرهاب وغياب الأمن والآمان وسلطة القانون كلها ظواهر تجسد خير تجسيد لهذه الرؤية ، رؤية صراع المصالح الخاصة والشخصية للقيادات السياسية الحزبية تحت غطاء المصلحة الوطنية العامة .
هذا الصراع الذي تقوده الأحزاب السياسية المتنفذة والمشاركة في الحكم يقود البلاد يوم بعد آخر الى الهاوية السحيقة والى الخراب في كل مجالات الحياة ، واخيراً نقول لكل هؤلاء وبصوت عالٍ ومسموع كفاكم رياءً ونفاقاً وتشدقاً بالمصلحة الوطنية العامة وبكاءً على الهريسة وذرف دموع التماسيح على الوطن كذباً ونفاقاً ، نقول عودوا الى رشدكم وأعلموا بأن العراق هو وطن الجميع وهو بحاجة الى جهود الجميع بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وهو ليس الحديقة الخلفية لدور أبهاتكم لتلعبون بمقدراته وثرواته كما تشاؤون وكما يحلو لكم ، وأعلموا وكونوا على يقين بأنه هناك من العراقيين الوطنيين الأشراف والأحرار بأن صبرهم محدود وأنهم يراقبون الوضع عن كثب ممن سيقولون لكم حينما تحين الساعة توقفوا عند حدكم وكفاكم عبثاً يا من عثتم في أرض العراق فساداً وخراباً ودماراً لقد دنت ساعتكم واقترب يوم الحساب وأعلموا أنه عندما يُجرح الوطن يكون انتقامه قاسياً ومؤلماً لمن لا يُعتبر وعندها لا يفيدكم الندم .
   

خوشــابا ســولاقا
بغداد في 24 / ت 2 /2018 م         

99
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بملاحظاتها الفكرية القيمة التي أغنت مقالنا بما لم يسعفنا الحظ بالتطرق إليه وربما ستجدون في الجزء الثاني من المقال الشيء الكثير مما تفضلتم بالأشارة إليه ، ونحن مقتنعون بأن الحوار الفكري بتكراره هو من يغني جوهر الموضوع ومن ثم الخروج في النهاية بما هو أكمل وأفضل ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

100
في التربية والثقافة السياسية
حول الطبيعة التكوينية للأحزاب والحركات السياسية
( الجزء الأول )

خوشابا سولاقا
إن طبيعة الحياة الانسانية في صراع الانسان الأزلي من أجل البقاء تفرض عليه أن لا يعمل إن لم يكن له من وراء هذا العمل هدف معين ومن وراء الهدف غاية ومصلحة معينة ، وهذه الغايات والمصالح بطبيعتها تكون متنوعة في شكلها ومضمونها ، حيث قد يكون شكل المصلحة في العمل مصلحة عامة كأن تكون مصلحة وطنية أو قومية أو إنسانية أو مصلحة شعب معين أو مجتمع بعينه ، هذا قد يكون هو الظاهر للعيان من الوهلة الأولى ، ولكن يبقى الهدف الحقيقي غير ذلك بصورة غير ظاهرة والذي هو تحقيق مصلحة شخصية ، وقد تكون تلك المصلحة مادية أو قد تكون مصلحة معنوية مثل البحث عن الشهرة والسمعة والصيت والموقع الاجتماعي والمجد الشخصي وغيرها ، وفي أغلب الأحيان تكون الأثنين معاً ، ولكن ما لا يمكن أن يكون له وجود على أرض الواقع هو العمل من أجل مصلحة المجموع أو المصلحة العامة المجردة دون أن يكون هناك مصلحة خاصة ، وكذلك الحال لا يمكن أن يكون هناك وجود لعمل من أجل المصلحة الشخصية من دون أن يكون له علاقة معينة وإرتباط وثيق بالمصلحة العامة . وهكذا تبقى العلاقة بين العمل من أجل المصلحة العامة والعمل من أجل المصلحة الشخصية علاقة جدلية علاقة الغاية بالوسيلة ، ولكن عادة يكون الطرف الغالب في هذه العلاقة هو العمل من أجل المصلحة العامة وهنا تكون المصلحة العامة هي الوسيلة وتكون المصلحة الشخصية هي الغاية .
إن الآليات التي عادة تعتمد في تحقيق فعل هذه المعادلة في الحياة العملية في حقل السياسة وإدارة أنظمة الدولة المختلفة هي التنظيمات السياسية والجمعيات الاجتماعية المختلفة الأختصاصات من مؤسسات المجتمع المدني والأتحادات والنقابات العمالية والمنظمات الشبابية والطلابية والنسائية وأي أشكال أخرى من التجمعات المهنية .
حيث نرى عندما نستطلع مشاهد التاريخ الانساني السياسي إن الكوادر القيادية في مثل جميع هذه المؤسسات تعمل وتتصارع فيما بينها وتستقتل وتستميت في سبيل البقاء والاستمرار في مواقعها القيادية ، والكل يعمل وبشتى الوسائل المتيسرة والممكنة الشريفة منها وغير الشريفة وبما فيها التصفيات الجسدية لأقرب المقربين وإعتماد أساليب التشهير والإساءة على السُمعة بكل أنواعها وأشكالها لأزاحة بعضها البعض من هذه المواقع من أجل الأنفراد والاستئثار الكامل بسلطة القرار في تلك المؤسسات ، وهنا يفرض السؤال التالي نفسه ... هل من المعقول والمنطق أن تكون حماية ما يسمى بالمصلحة العامة في كل هذه الصراعات هي السبب في كل ذلك ؟؟  أم أن هناك شيء آخر أهم من المصلحة العامة غير ظاهر للعيان وغير معلن عنه ؟؟ ، والجواب المنطقي هو نعم يوجد هناك ما هو أهم بكثير من المصلحة العامة بالنسبة الى أمثال هؤلاء القادة ألا وهو المصالح والمنافع والأمتيازات الخاصة التي يحصلون عليها من خلال بقائهم في المواقع القيادية التي يقبعون فيها تقودهم الى خوض كل هذه الصراعات المريرة من أجلها . لو كانت المصلحة العامة وحمايتها هي السبب في هذه الصراعات لكان الانسحاب من هذه المواقع من قبل البعض لصالح البعض الآخر ممن هم أكفأ وأجدر بها هو الخيار المرجح وهو الخيار الأسهل والأنسب والأفضل من كل الخيارات الأخرى لحسم الأمور الخلافية بهدوء وسلام من دون شوشرة وسفك الدماء الغزيرة للمقربين على خشبة مسرح السياسة ، ومن دون اللجوء الى أساليب المكر والخديعة والعنف والتصفيات الجسدية وتدبير المكائد والمؤامرات والدسائس ضد بعضها البعض كما يحصل بين القيادات التاريخية التي تقود هذه المؤسسات السياسية المختلفة وغيرها ، والتاريخ مليء بمثل هذه الشواهد المرعبة التي تقشعر لها الأبدان .
إن الشيء الذي يهمنا التطرق إليه هنا على خلفية مقدمة هذا الموضوع الذي تم التعرض له بشيء من الأختصار ، هو إستعراض الطبيعة التكوينية للتنظيمات الحزبية والحركات السياسية التي تزرع العراق عرضاً وطولاً لغرض تسليط الضوء على الخارطة السياسية لواقع العراق الحالي وأفاق تطوره على المدى المنظور . وعليه وبناءً على هذه المنطلقات الفكرية تكون الطبيعة التكوينية لتركيبة هذه الأحزاب والحركات السياسية على النحو التالي :-
أولاً : أحزاب وحركات سياسية تكونت وتشكلت في بداياتها على أساس إلتقاء مجموعة كتل وفصائل سياسية متفقة في توجهاتها  الفكرية ورؤآها  وبالحد الأدنى من المشتركات سواءً كانت هذه المشتركات قومية أو وطنية أو غيرها من الخصوصيات وضمن إطار ما يسمى بالمصلحة الوطنية العامة أو المصلحة القومية العامة في مرحلة النضال التحرري القومي والوطني . لذلك فإن مثل هذه الأحزاب والحركات السياسية تكون أواصر الوحدة وعناصر القوة فيها ضعيفة وغير مستقرة وغير منسجمة بالمستوى المطلوب وتكون بنيتها هشة ومعرضة الى هزات سياسية في مسيرتها على المدى المنظور ، وتكون ظروفها الذاتية والموضوعية الداخلية مليئة وحُبلى بالأنفجارات الخلافية العميقة تؤدي بالنتيجة الى حصول إنشقاقات في صفوفها وعودة كل فصيل وتكتل فيها الى وضعه المنفرد . طبعاً يكون مصدر تلك الأسباب التي تبعث الى الانفصال والتفكك والانشقاق هي تعارض وتقاطع وتصادم المصالح الأنانية الشخصية أو الخاصة في تقسيم المنافع والأمتيازات المادية والمعنوية بين قيادات تلك الفصائل المكونة لمثل هذه الأحزاب والحركات السياسية ، وتزداد هذه الأسباب وتحتقن وتتوسع قاعدة إنتشارها في حالة مشاركة هذه الأحزاب والحركات السياسية في السلطة وإدارة الدولة بسبب زيادة وتوسع حجم المنافع والأمتيازات التي توفرها وتمنحها لهم إدارة الدولة وممارسة السلطة .
وعندها لا يكون بوسع ما يسمى بالمصلحة العامة مهما كانت طبيعتها من المحافظة على الوحدة الحزبية الفكرية والتنظيمية على حساب ردم هوة الخلافات والأختلافات بين القيادات التاريخية للفصائل المكونة لمثل هذه الأحزاب والحركات السياسية على المصالح والمنافع والأمتيازات الفردية . وخير مثال حي على مثل هذه النماذج من الأحزاب والحركات السياسية في العراق على سبيل المثال وليس الحصر حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني الذي كان يقوده المرحوم مام جلال الطالباني والآن تقوده عائلته زوجته وأولاده ، وعادةً تصنف هذه الأحزاب ضمن نموذج الأحزاب الوطنية الديمقراطية واللبرالية العلمانية التوجه .
ثانياً : أحزاب وحركات سياسية تكونت وتشكلت بُنيتها الفكرية والتنظيمية على أساس الولاءات القبلية والعشائرية لقياداتها من إجل  تحقيق منافع إقتصادية ضمن إطار الأدعاء بالعمل من أجل المصلحة القومية العليا نظرياً ، ولكن عملياً وواقعياً تبقى مصلحة العشيرة والقبيلة والعائلة القائدة لها فوق كل المصالح والأعتبارات الأخرى ، أي تكون مصلحة العائلة القائدة في شخص زعيم القبيلة أوالعشيرة قرينة أو رديفة المصلحة القومية العليا ، أي بمعنى أن المصلحة القومية والوطنية والجماعة هي من مصلحة القبيلة وزعيمها . لذلك فان مثل هذه الأحزاب والحركات السياسية التي تقودها قادة وزعماء القبائل والعشائر تكون فيها هي الأخرى أواصر الوحدة وعناصر القوة ضعيفة وهزيلة وتكون بنيتها التنظيمية والفكرية هشة معرضة لهزات الخلافات والانشقاقات والتفكك ، وتتغير طبيعة هذه البنية بتغير حجم وطبيعة المصالح المتحققة لصالح القيادات القبلية والعشائرية المتنفذة والمهيمنة بل المسيطرة على القرار السياسي للحزب في قيادات مثل هذه الأحزاب والحركات السياسية إضافة الى مساعي الزعماء الأقوياء لإعتماد نظام التوريث لتولي قيادة الحزب ، وعليه عند حصول أي خلاف على المصالح والمنافع والأمتيازات بين القيادات القبلية والعشائرية المكونة لمثل هذه الأحزب والحركات السياسية يؤدي الى إعلان الأطراف التي تضررت مصالحها أو عند شعورها بذلك إنسلاخها وخروجها من الحزب وتشكيل حزب جديد خاص بها أو الأنضمام الى حزب مماثل يضمن لها مصالحها الخاصة .
وخير مثال حي وواضح على مثل هذا النموذج من الأحزاب هي الأحزاب ذات التوجه القومي والتي عادة وخصوصاً في بداية تكوينها وتشكيلها تدق على وتر تحفيز عناصر القبيلة والعشيرة والطائفة لغرض استقطاب وجذب وشد الجماهير البسيطة والساذجة حول محور التعصب القومي واستغلالها في صراعها مع الفصائل السياسية الأخرى المختلفة عنها في التوجه الفكري وخير مثال نموذجي على هذا الصنف من الأحزاب والحركات السياسية على الساحة السياسية العراقية الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب البعث العربي الأشتراكي والأحزاب القومية العربية التي تبنت توجهات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ، وغيرها من الحركات السياسية التي لم تكتمل بعد تشكيل بُنيتها الفكرية والسياسية والتنظيمية لتتحول الى أحزاب سياسية رصينة للمكونات القومية الصغيرة الأخرى لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد وجودها القومي الطبيعي في أرض الوطن .
إن الصراعات والتصفيات الدموية والأنسلاخات التي رافقت التجارب التاريخية لهذه الأحزاب والحركات السياسية تقدم دليلاً ساطعاً وبرهاناً دامغاً على طبيعتها الفكرية والبنيوية غير المستقرة بسبب تذبذب المصالح الشخصية لقياداتها .

خوشابا سولاقا
بغداد في 22 / ت2 / 2018 م

نلتقيكم في الجزء الثاني وشكراً

101
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة ، كما ونشكر لكم مروركم الدائم بكل ما نكتبه وننشره في هذا الموقع وهذا الموقف أعتبره تكريماً ومحبة منكت لشخصنا ونحن بالمقابل نبادلكم مشاعر المحبة والأحترام والتقدير ، بالتأكيد كل ملاحظاتكم تبقى موضع احترامنا وتقديرنا ونعتبرها إثراءً لما نكتبه .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ................ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

102
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
 شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة والتي وضعتم من خلالها الأصبع على الجرح بما قلناه واستهدفناه في المقال فيما يخص علاقة ثقافة الثورة بثقافة الدولة حيث ثقافة الثوررة كل ثورة تنتهي بولادة دولة ديكتاتورية استبدادية وقد تصل الى دولة فرد بينما من المفروض أن تنتهي بثقافة دولة التي تؤدي في النهاية الى تأسيس لدولة المؤسسات الدستورية والقانونية المدنية تنتهي بدولة ديمقراطية تسود غيها المساواة والعدالة الاجتماعية وليس العكس كما وضحنا ذلك في مقالنا وأن لا تكون ملك أو وسيلة بيد السياسيين لقمع الشعب ومصادرة حرياتهم وارادتهم ...
شكراً لكم لمتابعاتكم الدائمة لما نكتبه وننشره في هذا الموقع الكريم وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على مدى سمو ثقافتكم الفكرية ونضج وعيكم السياسي وحرصكم الكبير على مصلحة الشعب والوطن ونحن ممتنين لتقييمكم الرائع للمقال ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

103
الى الأخ والصديق أن العم العزيز الأستاذ Khoshaba Kalo Jaba المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة أفضتم بإطرائكم علينا ونشكر تقييمكم ومقترحكم بعرض مقالنا من قبل أحد النواب الى البرلمان لغرض تبنيه كمشروع قانون لمكافحة الفساد ونظام المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية في مؤسسات الدولة العراقية .... ولكن في زمن العهر السياسي  قبول وتمرير مثل هكذا مشروع لا يروق ولا يفيد الفاسدين والعابثين بمقدرات الشعب والوطن ، نحن نكتب بغرض توعية وتثقيف الناس بما يجري من تجاوزات على القانون والعبث ببمتلكات الدولة للأنتفاع الشخصي وسرقة المال العام وتهيئتم للثورة على الفساد لأن في الحقيقة المشكلة ليست في فساد أغلب المسؤولين بل هي في ضعف الوعي السياسي والثقافي والأرادة لدى الجماهير الشعبية وعلية تكون عملية التوعية والتثقيف هي نقطة البداية للحراك الشعب والأنتفاضة على الواقع ثم الثورة على النظام لأنجاز أي تغيير أو إصلاح في طبيعة النظام السياسي ومن دون ذلك سيبقى كل شيء على حاله يسير من سيء الى الأسوأ بمرور الوقت ....دمتم يا ابن العم الكريم بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم أبن عمكم : خوشابا سولاقا - بغداد

104
في الدول المتخلفة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً متى تَحِل ثقافة دولة محل ثقافة ثورة في الحُكم ؟
خوشابا سولاقا
الثورة بمفهومها الفلسفي ومنطقها الفكري ووفق كل الأعراف الفكرية والسياسية هي عملية تغيير جذري للواقع القائم الذي تتحكم فية مصالح أقلية مهيمنة ومتسلطة ليزيدها ثراءاً وتسلطاً على حساب بؤس الأكثرية المظلومة والمغلوبة على أمرها الذي يزيدها فقراً وبؤساً وشقاءاً وخضوعاً بغرض تحويله من حالة تنعدم فيها المساواة والعدالة الاجتماعية بين طبقات وشرائح المجتمع الى حالة مغايرة كلياً في معاييرها الانسانية والاجتماعية ، حالة أفضل من الحالة السائدة في تلبية حاجات وتحقيق طموحات وتطلعات الغالبية العظمى من الجماهير الشعبية المتضررة من الواقع القائم في الحياة الحرة الكريمة التي تليق بإنسانية الانسان ، وإذا حصل خلاف ذلك تكون الثورة قد فقدت مضمونها الاجتماعي ومعناها الثوري بالمعنى الصحيح ، أي بالأمكان تسميتها في هذه الحالة " باللاثورة " إن صح التعبير من النواحي الفلسفية والفكرية والسياسية والاجتماعية وحتى اللغوية ، وهذا الذي حصل في أغلب بلدان العالم المعروف بالعالم الثالث التي حكمتها أنظمة عسكرية سلطوية اغتصبت الحكم فيها عن طريق الانقلابات العسكرية الدموية في غفلة من الزمن تحت واجهات ويافطات وشعارات شوفينية قومية أو دينية أو الأثنين معاً أو بدعوات تحررية وطنية زائفة ومنافقة وأقامت من خلال ذلك  لنفسها أنظمة بثقافة دولة استبدادية فردية وديكتاتورية قمعية ظالمة استَعبدتْ عن طريقها شعوبها خير استعباد حيث كان هدفها الأول والآخير هو البقاء والأستمرار لأطول فترة ممكنة على كرسي السلطة للأنتفاع من أمتيازات السلطة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح الشخصية والعائلية ، وسعت مثل هكذا دولة لتوريث السلطة بعد رحيل الجيل الأول من الأباء الى الجيل الثاني من الأبناء والأحفاد ، كما حدث في الكثير من الدول العربية والشرق أوسطية والأسلامية لتتحول بذلك من نظام الفرد الأستبدادي الحاكم الى النظام الثيوقراطي - الأبوي القريب جداً مما كان سائداً في النظام الأقطاعي الملكي
 ، وهذا الشيء ذاته أو ما هو قريب منه حدث في بلدان العالم الثاني أو ما كان يُعرف بالعالم الأشتراكي في أوروبا الشرقية والأتحاد السوفييتي وخارجها عندما تحولت قيادات أحزابها الثورية بعد وصولها الى السلطة بعد الثورة البلشفية في روسيا ودول المعسكر الأشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية من قادة ثوريين الى ملوك وقياصرة من غير تتويج رسمي وأسست لنفسها امبراطوريات بأنظمة ثقافة دولة استبدادية وديكتاتورية قمعية مقيتة ساد فيها الفساد المالي والأداري وسرقة المال العام والأثراء الفاحش للنخب السياسية الحزبية الحاكمة على حساب إفقار وبؤس وشقاء واستعباد الطبقات الفقيرة من الشعب مقابل تأمين لها الحياة البسيطة بأبسط شروطها الانسانية ، حيث ظهرت حقيقة هذا الواقع واضحة للعيان بعد الانهيار الدراماتيكي لهذه الأنظمة الفاشلة في وقت قصير في نهايات القرن الماضي ببروز طبقة ثرية رأسمالية ضخمة ولدت من رحم الطبقة الحاكمة في السابق التي تعاطت الفساد ، طبقة فاحشة الثراء تنافس في حجم رأسمالها وتأثيرها أثرى أثرياء العالم وقد وضح حجم وتأثير الفساد الذي كان مستشرياً في النظام السوفييتي السابق ميخائيل غورباشوف آخر رئيس للأتحاد السوفييتي في كتابه الموسوم " البيروسترويكا " كنموذج  صارخ .
هذه الأنظمة  التي أنتجتها القيادات العسكرية الأنقلابية في معظم دول العالم الثالث والقيادات الحزبية الثورية في جميع الدول الأشتراكية في العالم الثاني أنتجت سلطة دولة استبدادية ديكتاتورية قمعية ظالمة وليس دولة المؤسسات الدستورية يحكمها القانون المدني ذي النهج الديمقراطي ، أي أنها أنتجت دولة سلطوية أي بمعني أنتجت دويلات داخل الدولة السلطوية كما باتت تسمى اليوم " بالدولة العميقة " ، المولود الشرعي لظاهرة الفساد لفرض واستمرار سطوة واستبداد وهيمنة الحاكم بأمره باستعمال كل وسائل القوة القسرية المتاحة من خلال الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية لمصادرة إرادة الشعب واخضاعه لأرادته ولحماية واستمرار حكمه السلطوي وبالتالي حماية مصالحه الحزبية والشخصية وليس بناء دولة مؤسسات دستورية يحكمها القانون حيث يكون لكل مؤسسة من مؤسساتها ولكل سلطة من سلطاتها قانونها الخاص بها يحدد مهامها وواجباتها وصلاحياتها وحقوقها تحت سقف الدستور الذي يشكل المرجعية القانونية الوحيدة للفصل بين السلطات كما هو الحال في الدول الديمقراطية الحديثة التي أمّنَتْ وتُؤمن الحياة الحرة الكريمة لشعوبها بأقصى ما يمكن في كل مناحي الحياة بحسب مواردها المالية المتاحة .
هذا يعني أن الثورة أي ثورة حقيقية بعد أن تنجز التغيير المطلوب في طبيعة النظام القائم بالأساليب الثورية ووضع أسس النظام الجديد سياقات عمله ، على قادتها أن تبدأ بالأنسحاب التدريجي من ساحة السلطة بوضع الأسس الكفيلة لبناء دولة المؤسسات الدستورية المدنية الديمقراطية وترسيخها تدريجياً للعبور من مرحلة ثقافة الثورة الى مرحلة ثقافة الدولة وليس العكس أي تحويل ثقافة الثورة الى ثقافة ديكتاتورية الدولة السلطوية من خلال الأجهزة الأمنية والمخابراتية لأستعباد الشعب ومصادرة إرادته وكبح صوته وخنق حرياته .
الدولــــة
بمفهومها الشامل والمتعارف عليه بل والمجمع عليه من قبل فقهاء الفكر والقانون والسياسة وعلم الاجتماع في أرقى أنظمة الحكم في أكثر دول العالم المتحضر تقدماً وديمقراطيةً هي مؤسسة خدمية تسعى الى تقديم أفضل الخدمات المختلفة للشعب وبأقصى قدر ممكن من المساواة لتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع على أساس الهوية الوطنية من دون التمييز بين مواطني الشعب على أساس الأنتماءآت والخصوصيات الفرعية بكل تنوعاتها ، وعلى أن يتم ذلك في الأطار العام للدستور الوطني للبلاد وفق قوانين تُشرع لتصميم الهيكل التنظيمي لها من حيث توزيع السلطات الرئيسية ، ومن ثم سن أو تشريع قوانين خاصة لتفصيل هيكلية كل سلطة من السلطات الرئيسية التشريعية والتنفيذية والقضائية والهيئات المستقلة وتحديد مهامها وواجباتها وصلاحياتها التنفيذية والقانونية وحقوق منتسبيها لضمان التوازن بين مكونات الشعب بمختلف انتماءآتهم وفق معايير الكفاءة والنزاهة والأخلاص والأمانة الوظيفية والولاء الوطني في مختلف مناحي الحياة بدأً بالتربية والتعليم والضمان الأجتماعي والصحة والخدمات البلدية كافة كالماء الصالح لاستعمالات الانسان والكهرباء ونظام الصرف الصحي وحماية البيئة الوطنية من التلوث ومكافحة الفساد في مؤسساتها بكل أشكاله وملاحقة الجريمة بلا هوادة وتأمين الأمن والأمان للمجتمع وصيانة وحماية سيادة استقلال البلاد من خلال تأسيس أجهزة أمنية وعسكرية مخلصة وحرفية وفائها للوطن فقط وضمان حرية الرأي والنشر والصحافة ووسائل الأعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة وضمان مع تقنين حرية نشاطات مؤسسات المجتمع المدني وفق القانون الذي يحدد مصادر وطبيعة تمويل نشاطاتها وذلك لحماية أمن البلاد من الأختراق من قبل جهات مخابراتية أجنبية تعمل تحت واجهات منظمات خيرية وإنسانية التي تسعى على استغلال تلك المؤسسات في الحصول على ما تبتغيه من معلومات لها مساس بالأمن الوطني .
أي أن الدولة في نهاية المطاف لتكون دولة بكل معنى الكلمة يجب أن تكون قاضي العدل الذي يحكم بالعدل وفق مبدأ الثواب والعِقاب وهذا ما يجعل الدولة مؤسسة ذي كيان وشخصية معنوية راسخة قائمة بذاتها لا تتغير بتغيير الأشخاص القائمين على  إدارتها .
في ضوء ما تم عرضه حول المفهوم الفلسفي والفكري والقانوني لكلٍ من الثورة والدولة ومقاربتهما مع وضع العراق الحالي سوف نجد أن الدولة بمعناها المذكور غائبة عن الوجود بسبب تسييس كل شيء في الحياة السياسية العراقية وفي المقدمة منها تسييس القضاء عملياً بامتياز ، وهذه الظاهرة الخطيرة أفضت بالضرورة الى غياب سلطة القانون وبالتالي غياب الدولة الراشدة صاحبة الصوت الأعلى في العراق وسيادة ثقافة الثورة الذي يعتمد أصلاً على القوة المسلحة التي تمتلكها الأحزاب السياسية المتنفذة والمهيمنة على القرار العراقي المتمثلة في الفصائل المسلحة بعناوينها المختلفة نيابة عن سيادة ثقافة الدولة ، وأن العراق في ظل هذا الواقع بات أسيراً لقواعد وضوابط منطق وثقافة الثورة يتم إدارته وفق هذا المنطق وليس وفق منطق وثقافة الدولة .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 7 / ث2 / 2018 م


105
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الأروع وإطرائكم اللطيف ،
مشكلة العصر التي تعاني منها البشرية في كل بقاع الأرض هي أستغلال واستثمار الأفكار المغطاة بغطاء التقديس والتبجيل كالغطاء الديني أو المذهبي أو القومي أو غيرها من الأغطية الاجتماعية التي باتت تمارس كأنها من المحرمات التي لا يجوز المساس بقدسيتها لأستغلال الآخرين وسرقتهم وظلمهم واستعبادهم وإقصائهم وحتى إلغائهم من أي وجود مؤثر في المجتمع ، وأصبح هذا النهج تقليداً وأسلوباً لممارسة  الفساد بكل أشكاله وسرقة المال العام في أجهزة الدولة وفي المجتمع ووسيلة فعالة لكبح الأفكار الحرة وكتم وخنق أصوات الأحرار المنادين بالأصلاح والتغيير السياسي والأجتماعي لتحقيق المساواة والعدالة الأجتماعية في للمجتمع الوطني ، وعليه يتطلب الأمر الى توعية المجتمع وتنويره بضرورة إنجاز الأصلاح السياسي بغرض القضاء على كل أسباب سقوط هيبة وسلطة الدولة والقانون لحماية ممتلكاتها من عبث العابثين الفاسدين وبغير ذلك سوف تسير الأمور من سيء الى الأسوأ ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

106
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  MUNIR BIRO المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نشكر لكم مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أضافت الى مقالنا الشيء الكثير ، وهنا نود أن نوضح لحضرتكم والقراء الكرام أن الأسباب الموضوعية والذاتية التي لو توفرت في أية أمة ستؤدي الى سقوطها وانهيارها كثيرة وعديدة لا تحصى ولا تُعد ولكن بمجملها ترتكز فيما تطرقنا إليه من شيوع الفساد في القضاء والتربية والتعليم وشيوع خيانة الأمانة الوظيفية المسؤولة وشيوع تعاطي النفاق والتملق والرياء السياسي بين طبقة المثقفين المرائين من وعاظ السلاطين ومحامي الشيطان كما يقال وكل ما عداها هو نتيجة حتمية لشيوع هذه الظواهر التي نحن شخصياً نعتبرها أساسية ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

107
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نشكر لكم مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أضافت الى مقالنا الشيء الكثير ، وهنا أود نوضح لحضرتكم والقراء الكرام أن الأسباب الموضوعية التي لو توفرت في أية أمة ستؤدي الى سقوطها وانهيارها كثيرة وعديدة ولكن بمجملها ترتكز فيما تطرقنا إليه من شيوع الفساد في القضاء والتربية والتعليم وشيوع خيانة الأمانة الوظيفية المسؤولة وشيوع تعاطي النفاق والتملق والرياء السياسي بين المثقفين وكل ما عداها هو نتيجة حتمية لشيوع هذه الظواهر ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

108
أسباب سقوط وانهيار الأمم
خوشــابا ســولاقا
أثبتت الدراسات التاريخية التي أجرتها مراكز البحوث والدراسات العالمية المختصة في العالم أن التاريخ الإنساني شاهد ظهور أمم وتصاعدها وبلوغها قِمم المجد والعظمة في كل المجالات الحضارية والعلمية والعسكرية وغيرها ، ومن ثم بدأ نجمها بالأفول ومسيرتها بدأت تتراجع وتتداعى شيئاً فشياً الى أن وصل بها الأمر الى حالة الأنهيار الحضاري والأخلاقي والسياسي ثم السقوط في الهاوية في نهاية الأمر على يد أضعف أعدائها وخصومها من الأمم الأخرى .
هنا لا نريد أن نأتي بأمثلة عينية محددة ، ولكن بامكان القارئ الكريم أن يستعرض تاريخ الحضارات القديمة في العراق منذ عهد سومر والى اليوم ومصر واليونان والهند والصين وحضارات شعب المايا في أميريكا وحضارات أمم في أوروبا وغيرها من الأمم العريقة بتاريخها القديم ومن ثم يتأمل من خلال ذلك ما هي أسباب سقوط تلك الأمم وانهيارها ثم اندثار قسم منها ؟؟ ، وعندها سوف يكتشف وبقناعاته التحليلية أن هناك مشتركات أساسية ذاتها بين الأسباب التي أدت الى سقوط وانهيار واندثار تلك الأمم التي كانت حضاراتها قد وصلت الى قِمة المجد والتطور والرقي في زمانها ، ثم نرى أن بفعل تلك الأسباب المشتركة التي ساهمت في سقوط الأمم وانهيارها واندثارها ووصولها الى الحضيض بالرغم من اختلاف الثقافات والتقاليد القومية والبعد الجغرافي فيما بينها أن هناك علاقة جدلية تؤدي الى ذات النتائج .
وبالمقابل ظهرت وتصاعدت أمم أخرى لم يكن لها شأناً في السابق ، وما زالت سُنة هذه العملية التاريخية التراكمية سائرة في مسارها الطبيعي في صعود أمم الى قِمم المجد والعظمة وسقوط وانهيار واندثار أمم أخرى الى مزبلة التاريخ بالتوالي . 
لقد حصل اجماع الأراء والرؤى أو شبه إجماع على الأقل بين الباحثين والدارسين على أن الأسباب الرئيسية لسقوط وانهيار واندثار الأمم ، والتي هي في حقيقتها وجذورها التاريخية أسباب ذاتية داخلية توارثت من جيل الى جيل وتراكمت وتضخمت الى أن باتت أسباب مدمرة وقاتلة ، وأن مؤشرات وملامح سقوط وانهيار واندثار الأمم يبدأ من خلال بروز الظواهر التالية :-   
أولاً : شيوع فساد القضاء والتربية والتعليم .
ثانياً : شيوع خيانة الأمانة الوظيفية الوطنية المسؤولة
ثالثاً : شيوع تعاطي النفاق والتملق والرياء السياسي بين مثقفي الأمم
.
أولاً : بالنسبة الى شيوع فساد القضاء يعني غياب القانون وضعف السلطته الرادعة للجريمة والتجاوزات بكل أشكالها ، وغياب القانون يعني غياب الدولة وموتها ونهايتها كما قال إبن خلدون " فساد القضاء يفضي الى نهاية الدولة " ... إذن في ظل شيوع فساد القضاء يعني انتشار الجريمة بكل أشكالها ، وغياب الأمن والآمان والسلم الاجتماعي ، وسيادة قانون شريعة الغاب الذي في ظله القوي يأكل الضعيف والثري يشتري ذمم الفقراء ويسخرهم لخدمة مصالحه الشخصية ، ويتحول المجتمع الى ساحة لصراع الأرادات الخبيثة والبقاء حتماً سيكون للأقوى والأخبث والأكثر شراً ونفاقاً ورياءً ، هكذا تكون الصورة النهائية المأساوية للمجتمع في ظل شيوع فساد القضاء حيث يسود مبدأ الميكيافيللي الشرير " الغاية تُبرر الوسيلة " .
أما الكارثة الكبرى ستحل بالأمم والشعوب عندما يفسد نظام التربية والتعليم باعتماد معايير متخلفة مبنية على أسس المحسوبية والمنسوبية والخصوصيات الفرعية في القبول في الجامعات والتعيين في الوظائف ومنح الفرص ، هذا الأسلوب ينتج أجيال فاسدة وفاشلة تكون سبباً لشيوع كل أشكال الجريمة الأجتماعية وبالتالي فإن شيوع هذه الظاهرة تؤدي الى انهيار النظام الأخلاقي ونظام القيم الوطنية والأخلاص في العمل وتدني مستوى التعليم والكفاءة في الأداء وهذا ما نشهده اليوم بموجب نظام المحاصصة السيء الصيت في عراقنا .
ثانياً : أما بالنسبة الى شيوع خيانة الأمانة الوظيفية الوطنية المسؤولة بكل أشكالها في ظل غياب دولة قوية لها سطوتها التي تستمدها من قوة القانون وتفرض احترامها وهيبتها على الجميع بغض النظر عن الموقع الأجتماعي للفرد ومستوى مسؤوليته في مؤسسات الدولة يعني تفكك آواصر قوة الدولة والقانون وتماسكها مؤسساتياً ومهنياً ، وتعتبر خيانة الأمانة الوظيفية للمسؤول شرخاً كبيراً يؤدي الى خراب وانهيار بُنية الدولة ومن هنا تبدأ بداية النهاية للدولة المؤسساتية التي يستوجب أن يحكمها القانون . 
في تقديري أن أسوء أشكال الفساد هو خيانة الأمانة الوظيفية للموقع المسؤول واستغلاله للمصلحة الشخصية للمسؤول ، وهذا يعني فتح الباب أمام شيوع الفساد وانتشاره في الحلقات الأدنى منه باعتبار أن فساد المسؤول الأعلى يشجع الأدنى لممارسة وتعاطي الفساد وكما يقول المثل العسكرى " الوحدة العسكرية بقائدها " ، إن خيانة الأمانة الوظيفية الوطنية المسؤولة يجب أن تردع بأقصى وأقسى المحاسبات القانونية لتصبح درساً بليغاً لمن يُعتبر ويرعوي .
ثالثاً : أما بالنسبة الى شيوع تعاطي النفاق والتملق والرياء السياسي بين مثقفي الأمم من خلال وسائل الأعلام فإن هذا العامل يُعتبر من أكثر العوامل خطراً يؤدي الى سقوط واندثار الأمم في مرحلة ما عندما يستفحل هذا الفعل ويتحول الى مهنة تحترف تحت واجهات مختلفة الألوان ، لأن هؤلاء في الحقيقة هم من يصنعون خائني الأمانة والفاسدين وسراق المال العام من خير وجه حق ، وهم من يفسدون القضاء بأقلامهم وكلامهم ونفاقهم وريائهم النزق غير المسؤول المنطلق من خلفيات المصلحة الشخصية أو من خلفيات عنصرية قومية أو دينية أو مذهبية أو حزبية أو أية خصوصيات اخرى يشترك بها مع المسؤول الفاسد من دون مراعاة للأعتبارات الوطنية والأخلاقية ، لأن الفساد هو فساد لا ترجمة أخرى له ولا دين ولا قومية ولا مذهب له مهما كانت طبيعته وحجمه وشكله وآليات ممارسته في أجهزة الدولة والمؤسسات السياسية والأجتماعية والدينية وفي مقدمتها منظمات المجتمع المدني الممولة مالياً من قبل جهات مجهولة الهوية لربما مخابراتية بواجهات خيرية إنسانية  ... وهنا نستطيع القول أن " ثالثاً " هو من ينتج " ثانياً + أولاً " ، وعليه ولغرض القضاء على أسباب سقوط وانهيار واندثار الأمم علينا بالقضاء على النفاق والتملق والرياء السياسي والمتعاطين معها وذلك بالتصدي لها بنشر الثقافة المناقضة لثقافة النفاق والتملق والرياء السياسي التي تبرر وتبرئ الفاسد والفساد والخائن وخيانة الأمانة الوظيفية الوطنية المسؤولة لكي يتم من خلال ذلك حماية وصيانة الأمانة الوظيفية الوطنية المسؤولة في مؤسسات الدولة من استغلالها لصالح المسؤول ، وبالتالي حماية وصيانة القضاء من الفساد لأعادة قوة سلطة القانون الى مؤسسات الدولة وفرض هيمنتها واحترامها على أفراد المجتمع من دون النظر الى الموقع والمكانة الاجتماعية والموقع المسؤول للفرد وفقاً لمبدأ ليس هناك من هو فوق القانون وانما الجميع متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات مهما أختلفت مواقهم المسؤولة وموقهم الاجتماعي .
هذه الشريحة الاجتماعية الرثة ، شريحة المنافقين والمتملقين والمرائين والأنتهازيين من وعاظ السلاطين ومحامي الشيطان من المثقفين تحديداً هي من أكثر الشرائح الاجتماعية خطراً على إفساد السلطة وتنشأة الديكتاتوريات السياسية ، حيث تحول الجاهل الساذج بالتطبيل والتزمير لأخطائه الى سلطان جائر متغطرس لا يفلت وطني شريفٍ من جوره وظلمه وشره ... المثقفون المنافقون المتملقون والمراؤون هم صناع الطغاة الديكتاتوريون المجرمون لأنهم هم من يؤسسون لثقافة تمجيد وعبادة الفرد المسؤول وتأليهه ويحولون الأحمق الى جبار متغطرس لا يرى الآخرين أكثر من مجرد حشرات وضيعة وحقيرة تحت أقدامه ليدوس عليها من دون رحمة ورأفة .
مع الأسف الشديد هذا هو ما يجري الآن بحذافيره في العراق ، يجري بخطى حثيثة من قبل الكتاب المثقفين المنافقين والمتملقين والمرائين من وعاظ السلاطين ومحامي الشيطان في عملية اعلامية جبارة لصنع الفاسدين وسراق المال العام ومرتكبي الجريمة المنظمة وغسيل الأموال وتهريبها الى خارج الوطن .
صحيح قد أصبح الفساد هو السِمة الغالبة في مؤسسات شبه الدولة العراقية الحالية ، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال خلو تلك المؤسسات من الشرفاء الوطنيين المخلصين الأحرار من الذين يعملون ويواصلون الليل بالنهار من دون كلل وملل في مواقهم بجد واخلاص لملاحقة وكشف الفاسدين وأساليبهم الشيطانية الذين يحاولون سَتر عورتهم التي باتت مكشوفة بورقة التوت المتهرئة .
الفاسد يكون سارقاً حتماً بالنتيجة ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل سارق فاسداً في نظر القانون ، إن أشنع أنواع الفساد الذي يشكل جريمة جنائية ترتقي الى مستوى جريمة الخيانة العظمى هو خيانة الأمانة الوظيفية المسؤولة واستغلالها لأغراض منفعية شخصية ( استغلال الموقع المسؤول للأنتفاع الشخصي ) لأنه ليس مضطراً عليها ، وهذه هي عِلة المسؤول الكبير في العراق ، بينما السارق الذي يسرق بدافع العوز والجوع والحاجة الملحة من أموال الدولة أو من ممتلكات الآخرين لا تشكل سرقته هذه جريمة جنائية يحاسب عليها القانون بحسب وجهة نظرنا الشخصية لأنه مضطراً عليها على العكس من المسؤول الكبير ... ليعرف الجميع أن الدولة تُمهل ولا تُهمل مهما طال الزمن ، وإن الجرائم الجنائية لا تسقط لا بالتقادم ولا حتى بالوفاة ... إن يوم الحساب لقريبٌ وقادمٌ سوف ياتي لا محال عاجلاً أم آجلاً .
خوشابا  سولاقا
بغداد في 1 / ت2 / 2018
 

109
الى الأخ وصديق العمر الكاتب المقتدر الستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
بأسف شديد ومحبة بشخصكم الكريم كصديق العمر والفكر والعمل القومي منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي نقول وبصريح العبارة أنكم أخفقتم بإعطاء الموضوع حقه بسبب انحيازكم لصالح البعض على حساب طمس الحقيقة الموضوعية واعتمادكم سياسة مسك العصا من المنتصف متشبثون بتحويل أخفاقات البعض الى إنجازات بالقفز من فوق الحقائق وهذا ما لا نجده لائقاً بشخصكم الكريم ككاتب له وزنه ومكانته بين قرائنا .... حيث تعولون أسباب الأخفاقات التي حصلت لبعض القوام في انتخابات الأقليم والعراق والنجاحات التي حصلت للبعض الآخر الى أسباب غير موضوعية وبعيدة كل البعد عن الواقع التي صنعت تلك الأخفاقات والنجاحات وتناسيتم أو تغافلتم عن الأسباب الحقيقية تحت ذرائع مبالغ بها وغير موضوعية ولغرض تذكيركم بها نأخذ مثالاً محدداً ونقيم النتائج على ضوء ذلك .
كان مجموع الأصوات في انتخابات الأقليم لكل القوائم الفائزة 7249 صوت فقط بينما عدد من يحق لهم التصويت في الأقليم لمكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين لا يقل باعتقادي عن 50000 صوت على اقل تقدير أين 42751 صوت لماذا لم يشتركوا في الأنتخابات لو كانت الأحزاب المشاركة في الأنتخابات فعلاً موضع ثقة أبناء أمتنا ؟؟ .
المشكلة يا صديق العمر ليست في استغلال الأحزاب الكوردية المتنفذة البارتي واليكتي كما يدعي الفاشلين في الفوز لبعض أحزابنا المتهمة بالتعاون ولربما بالعمالة من قبل منافسيهم من الأحزاب التي تتشدق بالقومية واستقلالية القرار وغيرها من الشعارات الفارغة بل أن تلك الأحزاب القومية شعاراتياً والمزيفة قد انكشفت أوراقها وتبين زيفها للقاصي والداني من أبناء أمتنا بعد أن فشلت في تحقيق أي مكسب قومي لصالح أمتنا لا على مستوى الدولة الأتحادية ولا على مستوى الأقليم خلال خمسة عشر عاماً وانشغلت بالأنتفاع الشخصي لقادتها وأقاربهم ووعاظهم من البطانة المقربة من المناصب الرسمية وامتيازاتها في بغداد وأربيل وكيل التهم والشنائع والتخوين المتبادلة لبعضها البعض في وسائل الأعلام وعدم تعاونها وفق مقتضيات المصلحة القومية العليا وتوحيد خطابها السياسي والدخول في الأنتخابات بقائمة موحدة وليس بقوائم لا تحصى ولا تُعد عددها أكثر من عدد قوائم الكورد في الأقليم ، كل هذا التشتت حدث بسبب أنانية البعض وتمسكهم بكرسي المنصب لتحقيق منافع شخصية وليس لأي سبب آخر ..... هنا هي العلة يا صديق العمر العزيزأبرم مع الأعتذار  .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام 
                                     محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد   


110
الى الأخ والصديق العزيز المتابع الرائع الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم له وشكراً على متابعتكم لما ننشره من مقالات وهذا شرف لي وأعتز بكل مداخلاتكم وأعتبرها إضافات مكملة لما أكتبه وتبقى صديقاً محترماً نعتز بصداقته .... نحن لم ندعوا الى وحدة كنائسنا المشرقية بمعنى الأندماج في كنيسة واحد لأن ذلك غير ممكن عملياً ومؤسساتياً وإدارياً بعد كل هذه التراكمات من الخلافات والأختلافات ، وإنما ندعو الى التفاهم والتقارب بحكم المشتركات الأساسية التي تجمعنا لتضييق هوة الخلافات المذهبية التي تضرنا قومياً وكنسياً ومسيحياً .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

111
      الشراكة الإيمانية مع روما وضرورة وحدة كنيسة المشرق
خوشابا سولاقا
في ظل الظروف الصعبة والمأساوية المعقدة والمزدوجة في طبيعتها التي تمر بها أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين من جهة ، وكنيستنا كنيسة المشرق بكل فروعها ومسمياتها الحالية  في كل من العراق وبلاد الشام وفي العالم ، وفي ظل تصريحات قداسة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الأول في 23 / حزيران / 2015 م من جهة أخرى ، بات موضوع تحقيق الوحدة الكنسية بين كنائسنا ذات الجذور المشرقية ضرورة موضوعية عقائدية مسيحانية وقومية ووطنية وانسانية ملحة للغاية بغرض تحقيق وتثبيت خصوصية هويتنا ووجودنا القومي والكنسي  العقائدي المسيحاني في أرض أبائنا وأجدادنا التاريخية لا تحتمل التأجيل لأي سبب من الأسباب  لأن تأجيلها تكون نتائجه في أحسن الأحوال هي المساهمة في تسريع وتهيئة الظروف والأسباب لزوال وانقراض وجودنا القومي التاريخي من جهة ، وضياع واختفاء الأرث الحضاري والتراث الروحاني لكنيسة المشرق العظيمة  مهد المسيحية في الشرق وانقراضه في موطن الأباء والأجداد منذ عام 48 م من جهة ثانية ،  وحتى  تشتته على أقل تقدير في المهاجر مع تشتت أبنائها بعد حين ، ثم ينتهي  ويزول من الوجود الى غير رجعة بنهاية الأجيال المهاجرة من أرض الوطن ، لأن مصير الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد في تلك المهاجر يكون الأندماج والأنصهار الكامل في بوتقة مجتمعات المهاجر الغريبة ، وإن بوادر وملامح وأفاق هذه الظاهرة المؤلمة والمحزنة والخطيرة باتت ظاهرة للعيان وجلية على أرض الواقع ، وكل أب وأم يعيشون في المهاجر صاروا يعايشون هذه الظاهرة بألم مع أبنائهم وأحفادهم اليوم ، عليه فإن إنجاز مشروع الوحدة بين كنائسنا المشرقية الجذور ولو بأبسط صيغها صارت ينظر إليها بمثابة قارب النجاة لأنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا هذه الأمة المحطمة والمشردة قومياً وهذه الكنيسة الممزقة مذهبياً من الزوال والأنقراض والسقوط في هاوية النهاية من خلال التشبث بكل الوسائل الممكنة للبقاء في أرضنا التاريخية ، وربما ستشكل الوحدة الكنسية حافزاً قوياً لأستمرار هذا البقاء الذي قد يمد جذوره عميقاً في الأرض لينبت وينبعث ليثمر خيراً وبهاءً لهذه الأمة ولهذه الكنيسة من جديد ، وليدوم ظل هذه الشجرة الفردوسية الوارفة في أرض " بيث نهرين " الطاهرة خالداً خلود بابل وآشور ونينوى وأور وكل صروحنا التي تحدت عوارض الزمن لألاف السنين .   
وقبل الخوض في تفاصيل العلاقة بين " الشراكة الإيمانية المسيحانية " ووحدة كنيسة المشرق لا بد من المرور على شريط الذاكرة التاريخية للتذكير ببعض الثوابت العقائدية المسيحانية البديهية لكي لا يتيه القارئ الكريم بين تلافيف البدع التضليلية للأجتهادات اللاهوتية المفتعلة التي لا تمت بصلة الى جوهر العقيدة المسيحية الروحانية من قبل بعض القائمين على إدارة الكنيسة لغرض في نفوسهم المريضة لتحقيق مأربهم الشخصية الأنانية على خلفيات سياسية تاريخية ، كالأجتهادات اللاهوتية حول الأقانيم الثلاثة وعلاقاتها ببعضها البعض ، والأجتهادات حول طبيعة السيد المسيح بين أن يكون له طبيعة واحدة وهي طبيعة إلاهية أي أنه إله كامل وهو الله الأب ، وهنا نتسآءل هل يجوز للمخلوق مريم أن تولد الخالق الله الأب ؟؟ وبين أن يكون له طبيعتان طبيعة إلاهية وطبيعة إنسانية وبالتالي انعكست هذه الخلافات حول طبيعة السيد المسيح الى خلافات حول تسمية أمه العذراء مريم المقدسة بين أن تسمى " مريم أم الله " كما عند الكاثوليك عموماً وبين أن تسمى " مريم أم المسيح " كما عند كنيسة المشرق بشطريها وربما آخرين ، هذه الأجتهادات السقيمة والعقيمة المبتذلة الى حدِ ما وغيرها هي التي أدت الى تمزق وانشقاق كنيسة السيد المسيح له المجد كلها وليس في كنيسة المشرق لوحدها ، والمسيحيون جميعاً وفي جميع أرجاء العالم المعمورة حيثما وجدوا من الصين شرقاً الى سواحل قارتي الأميريكيتين على محيط الباسيفيك ( المحيط الهادئ ) غرباً ، ومن شواطئ السويد والنرويج وفنلنده وروسيا عند القطب الشمالي شمالاً الى رأس الرجاء الصالح في قارة أفريقيا وشيلى في أقصى جنوب أميريكا اللاتينية جنوباً ، كلهم يؤمنون  بالثالوث المقدس " الأب والأبن والروح القدس " وتبدء صلواتهم ودعواتهم بترديده ورسم علامة الصليب على صدورهم ، ويقرأون نفس الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا ويؤمنون بما فيها من كلام الرب يسوع المسيح ويعترفون بنفس التلاميذ الحوارين الأثني عشرة والتلاميذ الأثنين والسبعين الحاملين لروح القدس للتبشير بكلام الرب في كل جهات الأرض ، وقِبلة المصلين من جميع الكنائس تتوجه نحو الشرق والجميع لها نفس الصيغة الأيمانية بوحدانية الله ، وكلهم يؤمنون بوحدانية الأقانيم الثلاثة في وحدة الأب ، ولهم نفس الايمان بحياة الآخرة والجنة والنار ، والجميع يؤمنون ويقرون  بأن الحواري مار بطرس الرسول هو من قال له السيد المسيح " أنت الصخرة التي عليها أبني كنيستي وكل ما تعقده في الأرض معقوداً في السماء ، وكل ما تَحِلهُ في الأرض محلولاً في السماء " وهذا لا يعني اطلاقاً أن الجالس على الكرسي الرسولي لبطرس في روما أن يحكم كما كان يحكم يوليوس قيصر في زمانه !!! بل عليه أن يكون كما كان الرسول مار بطرس نفسه وليس سواه ، وهذا ما لم تفعله الباباوات خلفاء بطرس الرسول الذين توالوا الجلوس على كرسي روما من بعده مع الأسف الشديد لذلك لم يتمكنوا من المحافظة على أمانة الرب يسوع المسيح في المحافظة على وحدة كنيسته التي أسسها مار بطرس الرسول صخرة السيد المسيح له المجد ، كما والجميع يؤمنون بموت المسيح على الصليب وقيامه من بين الأموات في اليوم الثالث ومن ثم صعوده الى السماء في يوم الصعود بعد أربعين يوماً من القيامة ، وهنا أيضاً السؤآل يفرض نفسه فإن كان السيد المسيح هو الله وهو مات على الصليب .... هل يجوز أن يموت الله ؟؟؟ ، اي بمعنى أن جميع الكنائس في العالم تؤمن بالثوابت العقائدية المسيحية مئة في المئة ، فأين هو إذن الأختلاف في الجانب الروحاني الأيماني المسيحاني لكي نضعه شرطاً للشراكة الايمانية مع كنيسة روما لتحقيق الوحدة مع كنيسة المشرق ؟؟ ، إن الشراكة الايمانية متحققة أصلاً بين المؤمنين بالمسيح كافة من لحظة نطقهم بأسم الأب والأبن والروح القدس ورسم علامة الصليب على صدورهم لتلاوة الصلوات وتناول القربان المقدس ، ومنذ قبولهم للعماذ المسيحي . ما المطلوب أكثر من ذلك فعله من قبل أي مؤمن مسيحي لتكتمل شراكته الأيمانية مع أخيه المسيحي في كنيسة روما ؟؟ .
كل الكنائس الرسولية هي كنائس جامعة أي بمعنى كاثوليكية ، هل من الضروري أن يكون المسيحي في المشرق أو غيرها تابعاً ومطيعاً لإرادة وسيطرة وسطوة أسقف كنيسة الفاتيكان في روما مؤسساتياً وادارياً لكي تكتمل شراكته الأيمانية مع اخيه المسيحي الآخر ؟؟ ، إن هذا الفرض والذي هو من وضع وصنع البشر هو شكل من أشكال العبودية والأستعمار والنظام العبودي المناقض لجوهر العقيدة المسيحية السمحاء ، وإن هذا النهج لا يختلف قطعاً عن ما كان معتمداً وسائداً في نظام روما الوثني القديم قبل تحولها الى المسيحية على يد قسطنطين الأكبر سنة 324 م ، المسيحية بكل مضامينها ومفاهيمها تعني تحرير ذات الانسان من كل أشكال الظلم والعبودية والقهر الطبقي والعرقي والجنسي وأي شكل من أشكال التمييز التي تسلب حريته وإرادته وتجرده من انسانيته .
لذلك نجد أن الشراكة الايمانية بين المسيحيين المعمذين باسم الأب والأبن والروح القدس كاملة غير منقوصة لا تحتاج الى أية إضافات بشرية جديدة تكرس مضامين ومفاهيم العبودية الوثنية لروما القديمة بالخضوع لارادة أي طرف كان مهما تكون تسميته ، وإن المسحيين بعد نيل العماذ المسيحي يصبحون أخوان متساوون في الحقوق والواجبات على الأرض ، وفي يوم الدينونة عندما تحين ساعة الحساب عندها يقف المسيحي كائن من يكون بين يدي الرب الديان ، وسوف لا يشفع له ولا يفيده شيئاً غير أعماله بحسناتها وسيئآتها على الأرض في هذه الحياة .
إن تمزق وانشقاق كنيسة السيد المسيح له المجد لم يأتي بسبب اختلاف المسيحيين في عقائدهم الدينية ليختلفون في شراكتهم الايمانية كما يروج لها من قبل من يريدون  الاستمرار في فرض سيطرتهم الدنيوية المطلقة على غيرهم لسلب حريتهم وقمع ارادتهم ومصادرة حقوقهم واستقلالهم الاداري والمؤسساتي لأدارة شؤونهم الكنسية في أوطانهم بشكل مستقل ، بل أن التمزق والأنشقاق كان نتيجة لاختلافاتهم في الشراكة المؤسساتية لأدارة شؤونهم الكنسية بسبب مساعي الكنيسة الرومانية المستميتة لفرض سطوتها وسيطرتها الأستبدادية على الكنائس الوطنية الأخرى في باقي البلدان وإخضاعها المطلق لأرادة الكرسي الرسولي الروماني ، حيث بسبب هذه السياسة التسلطية الهوجاء المعتمدة من قبل روما والتي هي نتاج تفكير واجتهاد البشر من القائمين على هذه الكنيسة لأخضاع الآخرين لأرادة الجنس اللاتيني الروماني منذ القرون الأولى للمسيحية أدت الى تمزق وتشظي كنيسة السيد المسيح  له المجد بدءً بالكنيسة الأورثوذكسية والبروتستانتية وكنيسة المشرق والأنكليكانية الأنكليزية والمورمونية وغيرها من الكنائس وآخرها الكنيسة الأنجيلية  والحبل على الجرار ، وروما ما زالت تستميت في احتكار السلطة المؤسساتية الأدارية في الكنيسة الكاثوليكية وتجريد شركائها في الأيمان منها .
عليه نقول إن العائق الوحيد الذي الذي سوف يقف حائلاً أمام تحقيق الوحدة بين كنائسنا المشرقية بمختلف تسمياتها سوف يكون " الشراكة المؤسساتية الأدارية " التي تسعى كنيسة روما انتزاعها من الكنائس الأخرى تحت ستار " الشراكة الأيمانية " كما فعلت مع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الحالية التي في الحقيقة لا تمت بصلة الى الشراكة الأيمانية ، لأن الشراكة الأيمانية شيء والشراكة المؤسساتية شيء آخر مختلف تماماً .
ولغرض أن تتطور الكنائس كل الكنائس ذات الهوية القومية الوطنية المشتركة والتي لها شراكة إيمانية مع روما ، يجب أن يكون لها استقلالية مؤسساتية ادارية قائمة بذاتها لأدارة شؤون كنائسها بشكل مستقل بما يلائم واقعها الاجتماعي الوطني أو القومي ، وهذا لا يتعارض ولا يتقاطع مع وجود شراكة ايمانية مسيحانية أممية تتجاوز حدود الأنتماءات القومية للأمم والحدود الجغرافية للأوطان والبلدان مع روما كمركز لكرسي بطرس الرسول .
نتمنى أن تكون رؤية وتفسير أبينا قداسة البطريرك مار لويس ساكو الأول في مبادرته المؤرخة في 23 / حزيران / 2015 م للفقرة الخاصة " بالشراكة الأيمانية مع روما " على هذا النحو الذي وضحناه في هذا المقال وليس سواهُ لتبقى كل الأبواب مُشَرّعة أمام انجاز مشروع الوحدة بين كنائس المشرق بكل تسمياتها الحالية ، وأن يكون قداسته قد استلم الضوء الأخضر بالموافقة على هذه المبادرة الكريمة من روما لأن من دون ذلك سوف لا تعدو العملية برمتها أكثر من مجرد زوبعة في فنجان وجعجعة بلا طحين والدوران في حلقة مفرغة مثل سابقاتها ويخرج الجميع من المولد بلا حمص .
كما ونتمنى أن تكون كنيسة روما في عهد قداسة البابا فرنسيس الحالي  قد تخلت عن نهجها في  فرض سلطتها المطلقة على من يشاركها في الشراكة الأيمانية من الكنائس الأخرى ، وأن تعتق شركائها في الأيمان من قيود التبعية والخضوع المطلق لسلطتها ، وأن تعيد النظر جملة وتفصيلاً بكل سياساتها الحالية تجاه الآخرين من الكنائس المختلفة معها في الماضي ، وصياغة سياسة جديدة أكثر عقلانية وموضوعية وواقعية تراعي فيها مصلحة واستقلالية الشركاء في الايمان وأن تتماشى مع طبيعة الحياة العصرية القائمة على مبدأ التحرر والأستقلال في تقرير المصير ، وأن تستوعب بروح مسيحية خالصة كل مستجدات ومتغيرات ومستوجبات العصر والتحديات الكبيرة التي تواجة المسيحية والكنيسة في العالم بشكل عام ومستقبلهما في الشرق الأوسط بشكل خاص  .
لأن الأستمرار في هذه السياسة القديمة – الجديدة ذات النهج التسلطي والأحتكاري للسلطة المؤسساتية الأدارية سوف تقود المسيحية والكنيسة الى مصير مجهول لا تُحمد عقباه على مدى الخمسين سنة القادمة .
ولكي تتجسد وحدة الكل في وحدة المسيح كما أرادها الرب ، على كنيسة روما كأكبر الكنائس المسيحية بعدد أتباعها في العالم أن تفعل ذلك لأنها الأقدر من غيرها على فعله ، ومن يسعى هذا المسعى هو من يكون كبير الكل وخادم الكل كما فعل السيد المسيح في حضرة العشاء الرباني لتلاميذه عندما أقدم على غسل أرجلهم وضرب بذلك مثلاً رائعاً في التواضع بين البشر ليكون كبيرهم خادمهم .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد – 24 / ت1 / 2018

 

112
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
مقالكم الطويل والتوضيحي لهوية الكوتا للذين فازوا بعضوية البرلمان العراقي كان وافياً وكافياً لمن يجب أن يعرف ويدرك من يمثل بعضويته في البرلمال ؟ وما هي هويته القانونية والدستورية التي يجب أن يتحدث باسمها في التصريحات والأحاديث الرسمية هنا وهناك بهذه المناسبة أو تلك بغض النظر عن قناعته الشخصية والحزبية بها من عدمه وليس بأسم أية هوية أثنية أو مذهبية أخرى بحسب قناعته الحزبية وتلك هي أولى واجبات عضو البرلمان كائن من يكون .
الكوتا قانونياً ودستورياً ورسمياً هي " كوتا مسيحية " لكل المسيحيين العراقيين من عرب وكورد وتُركمان وكلدان وسريان وآشوريين وأرمن وأقباط وكل مسيحي مواطن عراقي مهما تكون قوميته ، وهي بالتالي كوتا ذات هوية دينية خالصة وليست كوتا بهوية قومية معينة وهي أعطت حق الترشيح حصراً للمسيحيين فقط دون سواهم وحق التصويت لكل العراقيين كأستحقاق وطني بأعتبار أن المرشح المسيحي هو في ذات الوقت مرشح وطني عراقي حاله حال الآخرين ومن لا يؤمن بذلك عليه أن لا يرشح لعضوية البرلمان من البداية ومن يقبل الترشيح على هذا الأساس يجب عليه أن يفهم بأنه ممثل للمسيحيين بهوية مسيحية وأن يتعامل في كل تصريحاته وخطبه البرلمانية في أداء مهامه بهذه الهوية وأن يحترم الخصوصيات الأثنية والدينية والمذهبية للآخرين من زملائه في البرلمان العراقي كله ... أما ما يخص حضور الأخ عمانوئيل خوشابا لتلبية دعوة قداسة البطريرك الكاردينال مار روفائيل ساكو فإن حضوره من عدمه لا يعنيني شخصياً وإنما يعني الأخ عمانوئيل خوشابا لوحده وذلك شأنه وشأن شركائه كعضو برلمان وكشخص يقود حزب سياسي باسم الحزب الوطني الآشوري وكحليف في قائمة انتخابية باسم إئتلاف الرافدين .
 
        دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

113
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أعطر وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا وكانت حقاً إغناءاً للمقال من جوانب كثيرة لم يسعفني الحظ لتناولها ، ولكن هكذا حوارات هي ما تكمل بعضها البعض لتقديم الأفضل للقراء الكرام ، وبالأخص في مثل هذا الموضوع " ظاهرة عبادة الفرد وتأليهه في العمل السياسي " وكما هو الحال في النظام الثيوقراطي الأبوي الديني ( في كل الأديان ) حيث الأتباع يقدسون صاحب المرتبة الكهنوتية العليا ( رأس الهرم في النظام )ويقبلون يديه ويتبركون به وهذا التقليد الذي يكرس الطاعة العمياء والتخلي عن الأرادة الشخصية الحرة لهو من وجهة نظري الشخصية أبشع أنواع العبودية الذي يفضي في النهاية الى ديكتاتورية الفرد الواحد وهي أسوأ أنواع الديكتاتوريات في العمل السياسي وإدارة مؤسسة الدولة .... من المخجل والمخزي أن نرى مثل هكذا ممارسات باتت تقليد يمارس في العمل السياسي بين القيادات والقواعد في تنظيم العلاقات بينهما ( علاقة التابع بالمتبوع ) في الوقت الذي أن كل هذه الأحزاب تدعي الأيمان بالفكر الحر بكل مدارسه والمنهج  الديمقراطي وقبولها بالرأي والرأي الآخر والحوار الحر المفتوح بين القيادة والقاعدة ولكنها عملياً لا تختلف عن ما متبع في النظام الديني الثيوقراطي ( علاقة الراعي بالقطيع ) ، نكرر لكم شكرنا الجزيل على مروركم الدائم بما نكتبه ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

114
الديمقراطية وظاهرة عبادة الفرد في العمل
السياسي وأين أحزاب أمتنا منها ... ؟؟
خوشابا سولاقا
إن عملية كيل وإغداق المديح والتبجيل من باب النفاق والرياء لفرد ما على نحو مبالغ فيه ووصفه بصفات تعلو فوق قدرة الأنسان الفرد والاقتراب به من مرتبة التقديس والتأليه المزيف ووصفه بمميزات خارقة ونعته بصفات لا تليق بقدراته وإمكانياته الفعلية ولا تنسجم مع سلوكه الحقيقي في تعاطيه مع الحياة ، إن هذا السلوك المنحرف والمنافق من قبل المحيطين والمقربين من رأس الهرم في العمل السياسي يؤدي بالنتيجة الى نشوء ظاهرة تقديس وعبادة الفرد في العمل السياسي وتشكل نقطة البداية لظهور وسيادة ديكتاتورية الفرد القائد .
هذه الظاهرة تتعارض مع الايديولوجية الديمقراطية كفكر وكمنهج وكممارسة عملية في العمل السياسي ، الديمقراطية التي تنادي بسيادة سلطة المجموع وليس سلطة الفرد وتؤمن بأنه يستحيل على الفرد مهما بلغ من القدرة والفطنة والذكاء الخارق وبعد النظر لن يكون الفرد مهما بلغ من شأن هو لوحده القوة المحركة للتقدم والتطور الأجتماعي ، فتطور التاريخ يكشف بوضوح وجلاء أن الفرد مهما يكون عظيماً وخارق الذكاء والقدرة يعجز عن تحديد مجرى تطور التاريخ والمجتمع ، وإن الشعب وحده بكامل شرائحه وطبقاته هو الذي يحرك ويصنع التاريخ وهذه هي سنة الحياة الطبيعية للتطور والتحول المتسلسل للحياة من الأدنى الى الأعلى في مسار هلزوني ، وهو الذي يرسم أفاق المستقبل ويحدد مسار تطور التاريخ البشري . إن الديمقراطية بطبيعتها تتعارض وتتقاطع فكراً ومنهجاً وسلوكاً وبشكل صارخ مع ظاهرة عبادة الفرد وتأليهه في العمل السياسي ، إلا أن التجارب البشرية عرفت هذه الظاهرة خلال سنوات طويلة من حكم الشعوب قديماً وحديثاً ، وخير مثال عليها في التاريخ الحديث فترة الحكم النازي الهيتلري في ألمانيا وحكم موسوليني الفاشي في إيطاليا والحكم الفاشي الديكتاتوري لفرانكو وسلزار في كل من اسبانيا والبرتغال وحكم ستالين ومن تلوه في الأتحاد السوفييتي السابق وبقية البلدان الشيوعية في أوربا الشرقية وكوبا والصين كانت خير دليل على إنتشار وسيادة ظاهرة عبادة الفرد في العمل السياسي .
هناك نماذج مماثلة في الشرق العربي الإسلامي والعالم الثالث أمثال جمال عبدالناصر في مصر وحافظ الأسد في سوريا والقذافي في ليبيا وصدام حسين في العراق الذي جسد مثالاً بارزاً لظاهرة عبادة الفرد وتأليهه وتقديسه والأمثلة كثيرة ومتنوعة .
أوجه التشابه بين ستالين وصدام حسين
نتوسع قليلاً في مقارنة أوجه التشابه في تجربة حكم صدام حسين في العراق وتجربة حكم ستالين في الأتحاد السوفييتي السابق لا لسبب معين بل لكونهما قريبة جداً من بعضهما الى حد التطابق وتأثير وجود ظاهرة عبادة الفرد على طبيعة نظام الحكم والكوارث التي توالت على شعوب البلدين جراء استفحال هذه الظاهرة المقيتة وإنسحاب آثارها على من خلفها في إدارة البلاد
.
من خلال المقارنة الموضوعية بين التجربتين سنكتشف أن تجربة صدام حسين في الحكم كأنها كانت امتداد طبيعي لتجربة جوزيف ستالين وتكراراً لها في الحكم في الممارسات الديكتاتورية وتجسيد ظاهرة عبادة الفرد .
في الاتحاد السوفييتي انتشرت هذه الظاهرة إنتشاراً واسعاً بين أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم أنفسهم بما فيهم القيادات العليا ومنظماته المهنية وأجهزته العسكرية والأمنية ، وعلى أرضية هذه الظاهرة أنشأ ستالين نظام ديكتاتوري ذات الضبط الحديدي الصارم وانتقلت الظاهرة نوعاً ما بالإيحاء والتأثر والممارسة الى بعض أفراد وشرائح المجتمع . ويقول الزعماء السوفييت بهذا الشأن أن عبادة الفرد وتقديس شخص ستالين أديا الى التقليل من دور الشعب في قيادة وتوجيه الدولة والمجتمع ، وأديا أيضاً الى انتهاك خطير للقوانين الاشتراكية وقواعد الممارسة الديمقراطية وبالتالي شكلت إنتهاكاً خطيراً لطبيعة النظام الديمقراطي وجرّت تلك الانتهاكات الى عيوب كبيرة في التطبيق في ممارسة الحكم ، وعند المقارنة مع حكم صدام ، نجد أن هذا ما كان يحصل بالضبط  في العراق في المرحلة الصدامية وكأن الأحداث كانت تتكرر على نفس النسق وبنفس المنوال في العراق بالرغم من الفارق الزماني والمكاني بين المرحلة الستالينية والمرحلة الصدامية ، وبالرغم من الأختلاف الكبير بين طبيعة المجتمعين في كافة المجالات الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها .
حيث أن في المرحلة الستالينية في الأتحاد السوفييتي كان يعزى كل نجاح وكل إنجاز يحرزه الشعب السوفييتي في بناء النظام الاشتراكي وترسيخ الأشتراكية من أكبرها الى أصغرها والذود في الدفاع عن البلاد ضد الأعداء الى شخص ستالين لوحده حتى أصبح ستالين في نظر أنصاره ومؤيديه ومحبيه أنه شخص معصوم من الخطأ ، وإنه فوق مستوى البشر ، وأن في استطاعته أن يقود البلاد بمفرده دون العودة والاستشارة بقيادة الحزب الشيوعي الحاكم آنذاك في الأتحاد السوفييتي ، ومن دون العودة الى الشعب من خلال مؤسساته الرسمية كمجلس السوفييت الأعلى والمؤسسات النقابية والمهنية ، وخلق بذلك أساليب بيروقراطية في القيادة حالت دون ممارسة النقد والنقد الذاتي والأبتعاد إن لم نقل التخلي الكامل عن نهج وآليات ممارسة الديمقراطية داخل تنظمات الحزب وأجهزة الدولة والتي أدت بالتالي الى سيطرة وهيمنة السلطة الديكتاتورية في الحزب والدولة من خلال إطلاق يد عصابة وزير داخلية ستالين " بيريا " وأجهزة امن الدولة ليفتك بكل صوت وطني حر ممن يعارض بالنقد سياسات ستالين الفردية ، وهذا ما كان يحصل بالضبط في العراق على يد صدام وجلاوزته من أجهزة الأمن والمخابرات بكل أشكالها . لقد ارتكبت عصابات ستالين القمعية مخالفات وجرائم فاضحة ضد القانون وحقوق الانسان وفتكت بعدد كبير من أبناء الشعب السوفييتي وخيرة قادة وأعضاء الحزب من الوطنيين المخلصين والمفكرين والكتاب والمثقفين وقادة الجيش لا لسبب ولا لجرم أرتكبوه بحق الوطن والشعب بل لأنهم قالوا لا لديكتاتورية ستالين وأبوا عن عبادة وتقديس شخصه المجنون المصاب بداء جنون العظمة حيث كان بحق هيتلر الأتحاد السوفييتي بامتياز ، وكما ارتكبت عصابات " بيريا " جرائم بشعة يندى لها الجبين وادت أساليب وممارسات ستالين الأنفرادية الأستبدادية الى الوقوع في أخطاء كبيرة وفادحة بالنسبة لبعض نشاطات قطاع الدولة التي لها مساس مباشر وفعال في مسيرة الأقتصاد الوطني كما حصل مع النشاط الزراعي على وجه الخصوص مما عاق الى حد ما نمو الأقتصاد والمجتمع السوفييتي إبان سنوات حكمه الديكتاتوري الذي دام زهاء الثلاثين عاماً ، ونلاحظ عند مقارنة ما حصل في زمن حكم ستالين نجده يتكرر في زمن صدام حسين في العراق بحذافيره ، وإنه حقاً شيء ملفت للنظر من تقارب تطابق الممارست بالنتائج والوسائل المتبعة من قبل الأثنين وحتى مواقع الأشخاص المنفذة لأرادة الدكتاتور الفرد المعبود ، كما أنه هناك تشابه مطلق بين موقع ودور " بيريا " وموقع ودور " علي حسن المجيد " الملقب علي كيمياوي ، إنه أمر غريب حقاً ما هذا التشابه ؟ هذا يدل على أن كل الديكتاتوريين أينما وجدوا وفي أي زمان ومكان هم متشابهين ومتماثلين في كل شيء فكراً ومنهجاً وسلوكاً وممارسةً .
ويرجح الساسة والمفكرين وعلماء الأجتماع وعلم النفس السوفييت هذه الظاهرة " ظاهرة عبادة الفرد " في بلادهم الى ظروف تاريخية موضوعية وشخصية معاً ، والظروف الموضوعية بعضها دولية مردها أن الأتحاد السوفييتي بصفته أول دولة عرفت النظام الأشتراكي ظل طوال سنوات عديدة موضع حصار البلدان الرأسمالية وهدفاً لتهديداتها المستمرة ، والبعض الآخر مردها داخلي يرجع الى أن الصراع الطبقي الذي استمر مدة طويلة بعد قيام الثورة البلشفية في روسيا 1917 دون أن تَخفت حِدّتُهُ ، والى ما كان يوجد داخل الحزب الشيوعي نفسه إتجاهات سياسية متضاربة حول مختلف القضايا الملحة لبناء النظام الأشتراكي القائم على مبدأ " من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله " ومن ثم الأنتقال الى بناء النظام الشيوعي القائم على مبدأ " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " ، كل هذه الظروف والخلافات غير المحسومة قد دفعت الى وجوب قيام تنظيم قوي ذي ضبط حديدي وقيادة مركزية قوية واعية ومتمكنة ليتمكن من مواجهة التحديات الداخلية من جهة ومواجهة تحديات العدوان الخارجي من البلدان الرأسمالية من جهة أخرى لتثبيت أسس النظام الاشتراكي الجديد .
إن أغلب أصحاب هذا الرأي كانوا من الموالين لنهج ستالين ومن المؤيدين له ، وبُناءً على ذلك ولتأمين المتطلبات الضرورية لأنجاز هذه المهمة وتجاوز هذه المرحلة العضيبة والعبور بسفينة بناء النظام الأشتراكي الى شاطئ الأمان تولى ستالين تصفية العناصر المعارضة لسياساته الفردية الأستبدادبة ورؤآه الشخصية في الداخل جسدياً داخل أجهزة الحزب والدولة والمجتمع من دون رحمة كما حصل ذلك لأغلب قادة الحزب الشيوعي ومن ضمنهم رفيقه تروتسكي ووزيره الداخلية " بيريا " وغيرهم بالمئات ، وهذا ما قام به صدام حسين أيضاً في انقلابه على رفاقه في حزب البعث سنة 1979 عندما أزاح البكر من الرئاسة وقام بتصفية أكثر من خمسين من قيادة حزب البعث دفعة واحدة وبطريقة بشعة من المعارضين لنهجه الديكتاتوري الأستبدادي ، وكذلك تصدى ستالين بحزم وصرامة وصلابة لمجابهة المؤامرات للبلدان الرأسمالية في الخارج ، فاكتسب بذلك إحترام وثقة وتقدير البسطاء من المواطنين السوفييت الذين يجهلون ما يدور في خلجان نفس ستالين وأقبيته ودهاليز أجهزته القمعية ، وبذلك حصل على نفوذ واسع وشهرة كبيرة أهلته الى تنفيذ مشروعه الشخصي في الحكم على إقامة أكبر ديكتاتورية على وجه الأرض وقتل خلالها أكثر من إثنا عشر مليون إنسان سوفييتي ، كل ذلك فعله ستالين من أجل مجده الشخصي والذي على أثره دخل الى متحف التاريخ من أوسع أبوابها ولكن أية متحف للتاريخ إنه بالتأكيد متحف التاريخ الأسود ، هكذا يجب أن يكرم هؤلاء القتلة المجرمين السفاحين ليكونوا عبرة ودرس لمن يُعتبر ولكل من يسلك طريق الديكتاتورية وعبادة الفرد طريقاً للمجد وللمرور عبر مسالك الحياة السياسية ، والحكيم هنا بالاشارة يَفهمُ .
أما الظروف الشخصية فترجع الى شخص ستالين ذاته وطبيعة شخصيته المعقدة ، ويرى هؤلاء الساسة أنه كان إنساناً يتصف بالصلف والكبرياء والغرور والتعالي وحب الهيمنة والسيطرة وفرض الأرادة الذاتية على محاوريه  وعدم إحتمال النقد ، وهذه هي سِمات مشتركة تلازم كل الديكتاتوريين قديماً وحديثاً في كل بقاع الأرض .
هذه العوامل مجتمعة أدت الى ظهور ونمو ظاهرة العبادة الشخصية لستالين ، وهنا  مرة أخرى نرجع لأجراء مقارنة ومقاربة بين ستالين من حيث الظروف الموضوعية والظروف الشخصية مع صدام حسين لنجد أن هناك تطابقاً كاملاً في كل التفاصيل لنصل من خلالها الى استنتاج أن كل من صدام وستالين كانا شخصان في شخص واحد في كل صفاتهما وخصالهما وعاشا في بيئتين مختلفتين وزمنين مختلفين وكأن التاريخ يعيد نفسه ويعيد إنتاج شخصياته الشريرة على نفس النسق ولو بعد حين .
غير أنه إحقاقاً للحق وإنصافاً للتاريخ ينبغي أن لا يغيب عن البال أن ظاهرة عبادة الفرد وإن كانت في جوهرها تنافي القيَّم والمفاهيم الاشتراكية والديمقراطية والإنسانية والاخلاقية معاً فإنه من الخطأ الجسيم والضرر البالغ الخلط بينها كظاهرة كريهة وبين ظاهرة إحترام وتقدير الزعماء والثقة بهم ممن خدموا شعوبهم والبشرية بافكارهم وعطائهم وتضحياتهم وإنجازاتهم الفريدة وإبداعاتهم العلمية الفذة التي قادة البشرية الى ما هي عليه اليوم من رقي وتقدم ، هؤلاء غير أولائك الأشرار .
فالديمقراطية لا تهدد ولا تحجم الدور الذي يمكن أن يلعبوه ولعبوه هؤلاء القادة والمفكرين والعلماء والمثقفين الأفراد الأفذاذ في بناء المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ ولا تنكر لهم إسهاماتهم الفعالة في التطور والتقدم الأجتماعي في بلدانهم ، ومن واجب الشعوب والأمم تكريم زعمائه وقادتها وشخصياتها ممن كرسوا جهودهم لخدمتها ، وممن يكرسون أنفسهم لخدمة البشرية ولا يدخرون جهداً ولا وقتاً في بذل كل ما باستطاعتهم فعله من أجل قضية الحرية والديمقراطية في العالم ، ويزخر تاريخ البشرية بأمثال هؤلاء الزعماء الأفذاذ العظام الذين فرضوا إحترامهم بأفضالهم وأفعالهم على البشرية جمعاء ، وهنا لا أريد ذكر أسماء البعض دون الآخرين لكي لا يشكل ذلك تنقيصاً بحق من لم نأتي على ذكر أسمائهم . ولكن الخطر من الديمقراطية يأتي عندما تُستغل من قبل ذوي النزعات الفردية من بعض القيادات للتسلق عبر آلية الانتخابات الى قِمة الهرم حيث منها تسعى وتنطلق لتكريس ظاهرة عبادة الفرد وإقامة ديكتاتوريتة الفردية .

ظاهرة عبادة الفرد والواقع العراقي اليوم وأحزاب شعبنا 
إن ما تم ذكره بخصوص نشوء ظاهرة عبادة الفرد والمقارنة بين تجربة نظام ستالين في الأتحاد السوفييتي وتجربة صدام حسين في العراق في تجسيد هذه الظاهرة الكريهة يمكن لنا مقارنتها بما يجري الآن في واقع العراق على مستوى الأحزاب والتنظيمات السياسية من جهة وعلى مستوى الدولة من جهة أخرى ، حيث سنلاحظ بوضوح وجلاء أن ظاهرة عبادة الفرد وتقديسه موجودة على مستوى الأحزاب السياسية ولو بنسب متفاوتة من حزب لأخر ولكنها لا تنعدم في أي حزب من الأحزاب من أقصى اليسار الى أقصى اليمين من أحزاب اليسار وأحزاب اليمين القومي الى أحزاب الأسلام السياسي من كل الطوائف المذهبية من دون إستثناء . حيث نرى في هذه الأحزاب أفراداً في قِمة القيادة لهم سطوتهم وسلطتهم المستبدة على الآخرين من القادة وإنفرادهم في القرار في فرض ما يريدونه ورفض ما لا ينسجم مع تطلعاتهم وقناعاتهم الشخصية ، وكل ما ينقص هؤلاء القادة لتجسيد ديكتاتوريتهم الفردية والتي من خلالها تتجلى وتنجلي ظاهرة عبادة الفرد هو فقط وصولهم بأية طريقة كانت على سدة الحكم وجلوسهم على كرسي السلطة ، كما هي الآن ظاهرة على من يحكم العراق حيث يجري تجميع السلطات الأمنية والعسكرية في يد شخص رئيس مجلس الوزراء وخضوع السلطة القضائية لأرادته لدعمه في شرعنة كل ما يريد فرضه على الآخرين من الخصوم السياسيين والمعارضين .
إن الخارطة السياسية الحالية للعراق توحي وتؤشر بالسير نحو قيام ديكتاتورية من نوع جديد حيث يتجسد فيها يوم بعد آخر ظاهرة عبادة الفرد .
أما فيما يخص واقع أحزابنا الكلدانية السريانية الآشورية بمختلف تسمياتها فالأمر لا يختلف كثيراً عن واقع الأحزاب العراقية من حيث إنفراد بعض قياداتها بسلطة القرار في العقد والحل والتسلط على مراكز القيادة فيها وفق الطرق الديمقراطية التي يفصلونها حسب مقاساتهم والتي تبقيهم في مواقعهم الى أن يأخذ الله أمانته !!! ، فإن ذلك لا يحتاج الى مناقشة وجدال فتلك المواقع كأنها مسجلة بأسمائهم ولهم بها سند طابو إن صح التعبير !!! ، وليس من حق الآخرين أن ينافسوهم عليها ، وحتى أن ينتقدوهم أو يعارضوهم في الراي وإن فعلوا فإن الفصل والطرد والأقصاء وتشويه السمعة سيكون من نصيبهم ومن حظهم العاثر ، ونستطيع القول أن هؤلاء المطرودين من جنة المستبدين في أحزاب شعبنا محظوظين جداً ويحبهم خالقهم لكون الأنفراديين والديكتاتورين المستبدين في أحزابهم لا يمتلكون صلاحيات الحاكم الديكتاتور المستبد كما كانت لستالين وصدام للأعتقال وتوجيه تهمة الخيانة العظمى بحقهم بسبب تجاوزاتهم وأنتقاداتهم لحضرات قادة الضرورة لهذه الأحزاب المقدسة !!! ، ومن ثم تنفيذ حكم الأعدام بهم ، ولو كان لهؤلاء الديكتاتورين مثل هذه الصلاحيات لكان الكثير منا اليوم ينتظر يوم القيامة !!! . تصوروا إن القائد الحزبي لأحد هذه الأحزاب قد أقام دعوى قضائية في المحاكم الرسمية وهو ممثل شعبنا في البرلمان أستمد سلطتة من أصواتنا التي أوصلته الى موقعه هذا الذي يستقوى به على عضو لجنة مركزية ورفيق سابق مقرب منه ويطالبه بتعويض مالي قدره مئة مليون دينار لمجرد أنه إنتقده نقداً لاذعاً في وسائل الأعلام لتجاوزاته وخروقاته لسياقات التنظيم وسلوكه الانفرادي وتحكمه بمقدرات الحزب واستغلالها لمصالحه الشخصية ، أسألوا هذا القائد الفذ أين هو وحزبه من قواعد وأخلاق الديمقراطية التي يوسم بها تنظيمه ؟؟ ، تصوروا فرضاً لو كان لهذا القائد الحزبي سلطة الحاكم الأول في الدولة الديكتاتورية مثل دولة صدام حسين ودولة جوزيف ستالين ودولة الأسد والقذافي . هل كان يتورع ويتأخر لحظة واحدة عن تنفيذ حكم الأعدام برفيقه عضو اللجنة المركزية كما فعل كل من صدام وستالين من قبله بحق الكثيرين  من رفاقهم ؟؟ ، نحن لا نعتقد ذلك ، لأن هؤلاء جميعهم من طينة واحدة لا يطيقون النقد ولا يقبلون بالرأي الآخر ، بل يستميتون ويتشبثون بكل الوسائل للأستمرار في مواقعهم وفي الدفاع عن مصالحهم الشخصية وأمتيازات مناصبهم الرمزية التي يصدّقون بها عليهم الآخرين في السلطة . وخلاصة القول أن ظاهرة عبادة الفرد مهما كان دور وموقع الفرد المعبود في العمل السياسي سواءً كان ذلك داخل حزب سياسي أو في مؤسسة الدولة هي ظاهرة كريهة وسلبية لا بد من أن تتظافر كل الجهود الخيرة لمكافحتها وإستئصال جذورها منذ اللحظة الأولى لظهورها في العمل السياسي للحزب أو للدولة قبل استفحالها وتحولها الى سرطان قاتل يقضي على الحزب السياسي أو على الدولة في حالة ممارسة الحكم . الديكتاتوريون كلهم من ملة واحدة لا يختلفون عن بعضهم البعض باختلاف الزمان والمكان إلا بالصلاحيات  التي تخولهم بها مواقع السلطة التي يتبؤونها كما فصلنا ذلك فيما ذكرناه في هذا المقال . 

خوشــابا ســولاقا
25 / أيلول / 2018 م


115
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ ألياس متي منصور المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً لكم على مروركم الكريم بهذه المداخلة الواقعية .... لقد صدقتم القول إن وضعنا القومي كوجود بات قاب قوسين أو أدنى وهذا ما يثير فينا شجون الألم والحزن خوفاً على الأنقراض والأنصهار في مجتمعات المهاجر الغريبة وبسبب الهجرة العشوائية اللعينة أستنزف وجودنا القومي في أرضنا التاريخية التي لو فقدناها لفقدنا ذاتنا ... إلا أن المشكلة تكمن أن أغلب الذين يبتغون الهجرة لا يدركون بوعي قومي هذه الحقيقة وأن كل ما يعنيهم من الهجرة هو تحقيق رغبات ذاتية وشخصية ... نحن فعلاً الآن منشغلين بالصراعات التسمياتية والمذهبية والمناصب وصرنا فعلاً نرقص كالديك المذبوح !!! كما قلتم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
 
                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

116
التناقض الآشــوري بين الفكــر والواقــع
خوشــابا ســولاقا
كما هو معروف أن شكل وطبيعة النظام الأقتصادي والأجتماعي لأي مجتمع بشري يشكل البنى التحتية لواقع ذلك المجتمع ويشكل الفكر والثقافة بكل مكوناتها من آداب وفنون وطقوس وتقاليد وعادات وخصوصيات قومية وعقائدية البنى الفوقية له والتي هي انعكاساً للبنى التحتية  وليس نقيضاً لها كما هو حالنا نحن الآشوريين اليوم ، وبالرغم من حساسية طرح ومناقشة وتحليل هذا الموضوع عند البعض من أبناء أمتنا عند التطرق إليه بالشكل المباشر وكما هو واقع الحال لكونه مؤسف ومؤلم من جهة ولكون ما نتطرق إليه لا ينسجم ولا يتماشى مع رؤية البعض من مثقفينا الآشوريين للموضوع من جهة ثانية ، إلا أنه بالقدر نفسه لهو من الأهمية بمكان لأن نتناوله بالمباشر بموضوعية وواقعية من دون مراعاة لأية اعتبارات أخرى ومزاجات شخصية مهما كان وزنها وموقعها في المجتمع الآشوري لغرض وضع النقاط على الحروف ووضع الأصبع على الجُرح النازف الذي تعاني منه أمتنا الآشورية ، وكما ينبغي تعرية حالة هذا التناقض والأزدواجية التي يعيشونها أبنائُنا الآشوريين لمعرفة الذات كما هي من دون رتوش تجميلية أو بالعكس منها وذلك لفضح ريائنا ونفاقنا وكذبنا ودجلنا القومي كمرجعيات سياسية وكنسية واجتماعية بشكل خاص وكمجتمع بشكل عام بين ما يفكرون به ويتحدثون عنه ليلاً ونهاراً في كل المناسبات صادعين رؤوس سامعيهم بصراخهم وعويلهم وبكائهم على أطلال آثار أبائهم وأجدادهم في آشور ونينوى وبابل ونمرود وبين ما يفعلونه في واقعهم تجاه بعضهم البعض تحت واجهات التسمية القومية والمذهبية اللاهوتية الكنسية لتدمير وهدم ذلك الصرح التاريخي لتراث حضارة أبائهم وأجدادهم القدامى .
 إنه حقاً ووفق كل المعايير والمقاييس الاجتماعية والفكرية والقانونية وحتى الأخلاقية تناقض صارخ ومخجل وإزدواجية مقرفة تُدمي منها القلوب وتُدمع لها العيون فأين دور وفعل الضمير القومي لنا الذي نتشدق به جهاراً ونهاراً بين هذا وذاك يا أبناء أمة آشـــور الآيلة الى الزوال والأنقراض في متاهات المهاجر الغريبة وأنتم نياماً نوم أهل الكهف !!؟؟ ماذا سيكون جوابكم مستقبلاً لأبنائكم وأحفادكم والتاريخ إذا سألوكم عن ما آلت إليه أمتهم ؟؟ ، هذا إن بقى في ذاكرتهم ووعيهم شيءً أسمه الأمة الآشــورية التي صدعتم بها رؤوسهم عندما كانوا أطفالاً صغار ؟؟ .
الجميع رجالاً ونساءً شباباً وشيباً فتياناً واطفالاً في كل أماكن تواجدهم وفي لقاءاتهم في المناسبات العامة والخاصة وكل جلساتهم في المقاهي وحانات الشرب واللهو وحتى وهم على موائد الأفطار والغداء والعشاء وفي كنائسهم وهم يؤدون الصلاة لربهم وربما حتى في أحلامهم وهم نياماً في فراشهم يتحدثون بأعلى صوتهم بحرقة ومرارة مع ترقرق الدموع في حدقات عيونهم عن مجد وعظمة حضارة أبائهم وأجدادهم الآشوريين القدامي وفضل تلك الحضارة العريقة على البشرية جمعاء ، وهذا شيء لا ينكر بأنه شعور جميل وطيب وهو ما يجعل الانسان يلتصق أكثر وبقوة واصرار بجذوره وتاريخه ووطنه وينمي في كيانه استعداده للتضحية من أجل استمرار آصالة الأنتماء الى تلك الأمة وحضارتها في أرضها التاريخية ، أي بمعنى الوطن التاريخي ، هذه الخصال هي ما جعلت أبناء أمتنا الآشورية عندما كانوا مقيمين في أرضهم في قصباتهم وبلداتهم وقراهم الصغيرة والمعزولة في وديان الجبال الشاهقة يتميزون به عن المجتمعات الأخرى التي تشاركهم العيش لأن يحافظوا على وجودهم القومي وتراثهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وكل خصوصياتهم القومية قبل أن ينتقلوا للعيش في حضائر وحضائن المدن الكبرى التي جعلهم العيش فيها يشعرون بنوع من الغربة وعدم الانسجام مع شركائهم المختلفين عنهم في أمور ومعتقدات كثيرة ، إضافة الى دور الغرباء من المستعمرين الغربيين الذين غذوا ونموا وعززوا فيهم شعور عدم الرضى واستحالة التعايش مع شركائهم المختلفين عنهم قومياً ودينياً لغرض في أنفسهم ، لذلك بدأوا بالبحث عن بديل آخر أكثر قرباً منهم وأكثر انسجاماً  مع معتقداتهم الدينية وبعض خصوصياتهم الانسانية والاجتماعية من دون أن يدركوا بأنهم وضعوا أنفسهم بواقعهم الجديد هذا في تناقض مع ما كانوا وما زالوا يفكرون به من انتمائهم القومي والحضاري والتاريخي ، وبالنتيجة أصبحوا غرباء عن الوطن الأم وحتى عن الأوطان البديلة وحتى غرباء عن حقيقة مشاعرهم الداخلية ويعيشون حالة من الصراع النفسي بين الهروب من ماضيهم العتيد الذي يلاحقهم في كل خطواتهم وبين أرضاء متطلبات واقعهم الجديد في المهجر ، إنها في الحقيقة ازدواجية الحياة الصعبة للموائمة والملائمة بين ما هو راسخ ومتجذر في الذهن والمشاعر والأحاسيس الانسانية في الكيان الانساني للفرد الآشوري وبين ما يُمني نفسه به بكل تناقضاته المفروضة على الحياة على أساس القبول بالأمر الواقع  كما هو كتحصيل حاصل .
عندما نأتي ونطبق ما ورد في أعلاه على واقع حياة الآشوريين في مواطنهم الأصلية نجدهم كما ذكرنا يتكلمون كثيراً عن الوطن التاريخي وعن حضارتهم العريقة وتراثهم الفكري وأثره الكبير في الحضارات الانسانية إلا أنه نجدهم في المقابل قليلي وشحيحي في عملهم من أجل تحقيق وترسيخ ما يتكلمون عنه كثيراً وبلا حدود وفي ذات الوقت نجدهم شديدي الرغبة والأندفاع نحو الهجرة في ظل وجود أسباب وعدمها وترك الوطن لأتفه الأسباب والمبالغة في أكثرها وتهويلها أو اختلاقها في أحيان كثيرة لا نعرف دوافع أغلب الناس من وراء هذا السلوك الذي يفضي في النهاية المحتملة الى إنقراضهم كأمة من الوجود ، ونرى أبنائها اليوم يتوسلون على أبواب السفارات والقنصليات الأجنبة طلباً للهجرة واستعطاف مشاعر الآخرين لقبولهم وإيوائهم في بلدانهم كلاجئين لا مأوى لهم يقيهم برد الشتاء وحر الصيف ، إنه حقاً الخيار الصعب المجهول لمستقبل أمة تدعي بأنها تريد الأنبعاث واستعادة مجدها التاريخي في كيان خاص بها قائم بذاته ، وهي لا تدرك مخاطر وتداعيات خيار الهجرة على مصير الوجود القومي لها في الوطن والمهجر معاً .... هذا هو التناقض بعينه وتلك هي الأزدواجية في السلوك الغير متحضر بين ما تفكر به أبناء أمتنا الآشورية عند الكلام عن التاريخ والآصالة والحضارة والحقوق القومية وغيرها من الأحلام الوردية وبين لهاثهم وتوسلاتهم على أبواب القنصليات والسفارات الأجنبية طلباً للهجرة أينما يكون المكان !!! .
هذه هي ازدواجية وتناقض الموقف في رؤية الفرد الآشوري مع ما يريده ويتمناه  ويحلم به وبين ما يفعله ويقوم به في واقعه على الأرض . هذا التناقض وهذه الأزدواجية بين الفكر وبين السلوك تؤشر على عبثية وعشوائية الانسان الآشوري المعاصر وفقدانه لبوصلة التوجه وغياب الوعي والنضوج الفكري القومي الحقيقي لديه لمعرفة ما يريده وما يناسبه من أهداف على المدى الأستراتيجي للنضال القومي والعمل السياسي والاجتماعي الآشوري .
عندما نُقّيَم الهجرة لا بد لنا أن نُقييمها من خلال النظر إليها من منظارين مختلفين ، فعند النظر اليها بمنظار الفرد أي هجرة الفرد وعائلته لأي سببٍ كان وكل ما يهمه من أمور من دون ربط ذاته بأمة فعندها تكون كل الأسباب والأعذار والمبررات التي تدفع الانسان الفرد لأن يهاجر وطنه التاريخي مقبولة ومبررة ولا عتب عليه ، أما عند النظر الى الهجرة بمنظار الأمة على ضوء بقائها أو انقراضها من الوجود كما هو حال هجرتنا لأرض الوطن فعندها يختلف الأمر كلياً وجذرياً وسوف تكون كل الأعذار والأسباب والمبررات موضع عدم الرضا والقبول من وجهة النظر القومية والقانونية والاخلاقية والانسانية ، لأن في مثل هذا الوضع سوف نكون أمام خيارين لا ثالث لهما وهما رفض الهجرة على حساب بقاء الوجود القومي لأمتنا في أرض الأباء والأجداد التاريخية ، أو قبول الهجرة على حساب انقراض الوجود القومي للأمة في ارضنا التاريخية وانصهار المهاجرين منا قومياً واجتماعياً وسلوكياً في بودقة مجتمعات المهاجر 
إن أغلب الأباء والأمهات المولودين في الوطن والمقيمين حالياً في المهاجر يعانون ويقاسون كثيراً من سلوكيات أبنائهم وأحفادهم المولودين أو المتربين في المهاجر حيث هناك بون GAP  شاسع بينهما في كل شيء ، من هنا تبدأ الخطوة الأولى الى جانب عدم التحدث بلغة الأم نحو الأنصهار القومي والضياع الاجتماعي لكل خصوصياتنا القومية ، لقد صدمتنا صورة مسجلة فيديووياً للدبكة الفلوكلورية الآشورية من الكونفينشن الآشوري ما قبل الآخير المُقام في ولاية أريزونا الأمريكية والمرسلة إلينا من قبل أحد الأصدقاء الطيبين مشكوراً ، بأي زيٍ كانت !!! أكيد لم يكن الزي الآشوري الفلكلوري المعتاد كما قد يتوقع البعض ، هذه المظاهر وغيرها من السلوكيات الغريبة هي مؤشرات واضحة لمستقبل أبناء أمتنا في المهاجر وأين سوف ينتهي بهم الدهر !!! ، كانت الصورة تعبيراً وتجسيداً حقيقياً لنموذج الأنصهار المتوقع في مجتمعات المهجر فكراً ونهجاً وعملاً .
هكذا هو التناقض الذي يعيشه الانسان الآشوري وازدواجيته بين القول والفعل وهو ما يقودنا الى الزوال والأنقراض والأنصهار مستقبلاً ، متى نستفيق من هذه الغفوة ونعود الى رشدنا لنرى طريقنا في الحياة لننقذ ما يمكن إنقاذه من مجد أجدادنا العِظام في أحضان الوطن التاريخي ؟؟؟ .   

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 14 أيلول / 2018 م 

117
في الثقافة ... ماذا يعني الوعي ؟؟
خوشابا سولاقا
إن ما يميز الكائن البشري " الإنسان " عن بقية الكائنات الحية الأخرى في الطبيعة هو امتلاكه لما نسميه " الوعي " والذي هو النتاج الطبيعي لنشاط الدماغ البشري الذي يستلم الأشارات الصادرة من الأفعال وردودها من محيطه الخارجي عن طريق الحواس الخمسة ليحللها ومن ثم بصوغها وفق نسقٍ محدد ليعكسها كسلوك إنساني بوعي عقلي متحكم به ومسيطر عليه وغير خاضع لإرادة فعل الغريزة كما هو عليه الحال لدى غيره من الكائنات الحية الأخرى في الطبيعة .
هذا الوعي الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يفهم ماهية الأشياء ودوافع الأفعال التي تحصل من حوله ، وسلوك من تعيش معه من الكائنات التي تشاركه الحياة في الطبيعة ، ويفهم ما يدور حوله من النشاطات والافعال في الحياة الاجتماعية ويميز فيما بينها دون سواه من الكائنات الأخرى التي تُسيّرها وتُوجهها وتتحكم بأفعالها وردود أفعالها الغرائز المختلفة مثل غريزة إشباع الجوع والعطش والدفاع عن النفس وغيرها ، ومن خلال الوعي يحدد الانسان لنفسه رأياً بكل فعل من الأفعال التي تصدر من حوله مهما كانت مصادرها وطبيعتها ، ويكَّون له موقف تجاهها وتجاه ما يحصل من الظواهر الاجتماعية والطبيعية ، والوعي بالتالي لدى الانسان هو عبارة عن رد فعله كإنسان تجاه كل الأفعال والظواهر في الطبيعة والمجتمع ، وكذلك هو رد فعله تجاه بني جنسه كفرد في الحياة الاجتماعية وكيفية التعامل والتعايش والتآلف مع تلك الأفعال جميعها وتطويعها وتوجيهها والسيطرة عليها وتسخيرها ووضعها في خدمته كإنسان أو كفرد ، وبالنظر للتميز الفريد الذي ينفرد به الانسان ألا وهو إمتلاكه للوعي العقلي دون غيره من الكائنات الحية هو الذي يعطيه السيادة المطلقة والتحكم  بحركة تطور الحياة الاجتماعية ، وهنا نحاول أن نقدم ولو بشكل مبسط ومقتضب تعريف وشرح عن مفهوم الوعي وأشكاله المختلفة .
الوعي الحقيقي : هو ما يتكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم وانطباعات عن الحياة الاجتماعية وعن الطبيعة وظواهرها من حوله في مختلف نواحيها وجوانبها المتنوعة المتآلفة والمتوافقة منها أحياناً والمتصارعة والمتناقضة منها أحياناً أخرى في عملية التطور التاريخي للحياة الاجتماعية والطبيعية على حدٍ سواء تجعله قادراً على فهم كل الأفعال وردود الأفعال الصادرة من محيطه الطبيعي والاجتماعي ، والتمييز فيما بينها وأستيعابها ومن ثم التعامل معها بالشكل الذي تخدم أغراضه وتطلعاته المستقبلية .
الوعي الزائف : يتكون الوعي الزائف عندما تكون أفكار الأنسان ووجهات نظره وانطباعاته ومفاهيمه التي تكونت لديه غير متطابقة وغير مستوفية  لفهم ما يحصل في محيط الواقع المادي الحي للحياة من حوله ، أي عندما تكون الأفكار ووجهات النظر والمفاهيم التي تكونت لديه جامدة وقاصرة وغير واقعية وموضوعية وفعالة في متابعة حركة تطور هذا الواقع تاريخياً على امتداد مراحل الزمن .
الوعي الجزئي : يتكون الوعي الجزئي عندما تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره وانطباعاته ومفاهيمه مقتصرة على جوانب أو نواحي معينة ومحددة من الحياة دون غيرها من الجوانب الأخرى ، أوغير شاملة لكل الجوانب والنواحي المترابطة بشكل جدلي والتي تؤثر وتتأثر ببعضها البعض في عملية التطور التاريخي للحياة .
الوعي الطبقي : يكون هذا الوعي وعياً طبقياً محدداً عندما يرتبط بمصالح ومنافع طبقية معينة وقتية ، كأن تعي طبقة الأقطاعيين ضرورة استمرار سيطرتها واستغلالها لطبقة فقراء الفلاحين المعدومين في استثمار الأرض وخيراتها من دون أن تأخذ بنظر الإعتبار مصلحة طبقة الفلاحين العاملين في الأرض والمنتجين لخيراتها المادية بأن تكون شريكة لها ( طبقة الأقطاعيين ) بشكل ما وأن تكون لها  حصة فيما تنتجه جهودها من تلك الخيرات ، أي بمعنى أن طبقة الأقطاعيين تؤمن بأن كل ما تنتجه الأرض من خيرات مادية تعود بالتالي الى من يمتلكها وليس الى من يفلحها ويزرعها ويسقيها ويجمعها .
كذلك تعي الطبقة البرجوازية الرأسمالية الصناعية ضرورة استمرار استغلالها واستثمارها لجهود الطبقة العاملة في مصانعها ومعاملها وورشها الصناعية ومشاريعها الانتاجية لتعظيم فائض القيمة لصالحها من دون مراعاتها للحقوق الطبيعية والقانونية وضمان مستقبل تلك الطبقة التي تُشغل تلك المصانع والمعامل والورش والمشاريع وتنتج ما تنتجه من خيرات مادية بأن تكون شريكة لها فيما تنتجه وأن يكون لها حصة منصفة فيها ، بل تسعى من خلال استغلالها الظالم للطبقة العاملة على مضاعفة فائض القيمة لقوة عمل الطبقة العاملة لزيادة أرباحها على حساب إفقار وبؤس هذه الطبقة التي لا تمتلك غير قوة عملها في عملية الأنتاج الرأسمالي الصناعي ، حيث يؤدي ذلك الى زيادة الطبقة البرجوازية الرأسمالية ثراءً وظلماً وزيادة الطبقة العاملة فقراً وبؤساً وشقاءً ، وهذا هو العامل الثوري الفعال الذي يُنَضج الظروف الموضوعية والذاتية للطبقة المستَغَلة لتفجير ثورة إجتماعية شاملة ضد ظالميها لتغيير النظام الأجتماعي القائم وإقامة نظام أجتماعي جديد أكثر عدلاً وإنصافاً ويقلص من هوة الفوارق الاجتماعية بين الطبقتين الاجتماعيتين مالكي وسائل الأنتاج والعاملين على تشغيل تلك الوسائل .
وعي التحرر من الظلم : كذلك هناك وعي تفرضه الضرورة الإنسانية لخلق القدر الأكبر من العدالة الاجتماعية والانصاف والمساواة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في المجتمع الإنساني التي تشترك في عملية الأنتاج للخيرات المادية له ، مثلاً كأن تعي طبقتي الفلاحين والعمال المنتجتين للخيرات المادية للمجتمع ضرورة تحررها من الأستغلال الظالم لطبقتي الأقطاعيين والبرجوازيين الرأسماليين الصناعيين ونيل كامل حقوقهما التي تجعلهما تعيشان بكرامة من دون مذلة وبؤس وشضف العيش مع ضمانهما لحقوق طبقتي الأقطاعيين والبرجوازيين الرأسمالين الصناعيين لتضييق هوة تفاوت مستوى المعيشة وشروط الحياة الحرة الكريمة بينهما وليس المساواة الكاملة في كل شيء كما قد يعتقد البعض ، بل ضمان العيش بكرامة للجميع من دون مصادرة وهدر لإنسانية الإنسان لأي طرف من أطراف عملية الانتاج للخيرات المادية للمجتمع وفق مضمون نظرية العقد الأجتماعي بين الطبقات الاجتماعية المتناقضة مصالحها لخلق نمط من التوازن الاجتماعي المقبول في المجتمع .
الوعي الإنساني الشامل المتقدم : فهو يتضمن تلك الأفكار ووجهات النظر والمفاهيم والثقافات التي تضع مصلحة الإنسان كإنسان فوق كل الأعتبارات الأخرى ، والتي تتطابق وتتوافق مع شروط الواقع المادي الموضوعي في حركته والتي تتطور باستمرار مع تطوره ، لا يحدها في ذلك أية نوازع من قبيل تعصب منهجي جامد ، ولا أي تعصب أثني قومي عنصري شوفيني ، ولا أي تعصب ديني متشدد ومتطرف ، ولا أي تعصب مذهبي طائفي مغالي في أحقاده وكراهيته للآخر المختلف ، ولا أي تعصب طبقي قصير النظر وضيق الأفق ، ولا أي مصلحة مادية عابرة ، وإنما يجب أن يبقى الشعور الإنساني هو المهيمن والمسيطر على كل أفعال وردود أفعال الإنسان والمتحكم بها من أجل بناء الحياة الحرة الكريمة التي تليق بهذا الكائن العظيم الشأن " الانسان " .
بالرغم من أن الوعي الإنساني ينشأ في النهاية كنتيجة حتمية لتأثير العوامل المادية في الحياة على الإنسان ، إلا أنه من الممكن أيضاً أن ينشأ في أحيان أخرى وبالأخص خلال فترات الانتقالات التاريخية من تاريخ تطور المجتمع البشري نتيجة لأنعكاس أفكار ووجهات النظر ومفاهيم تاريخية على الإنسان ذاته .
كل إنسان عاقل هو على درجة معينة من الوعي ، الحقيقي الكامل أو الزائف أو الجزئي  أو الطبقي أو التحررمن الظلم أو الانساني الشامل  ، إلا أن التعليم يبقى يساهم بنصيب ملموس مؤثر في خلق هذا الوعي بالأضافة الى دور تأثيرات العوامل المادية والتاريخية في تكوين الوعي الإنساني وتطويره وتغييره كماً ونوعاً من مستوى أدنى الى مستوى اعلى .
هكذا نرى في النهاية أن الوعي هو حالة إنسانية فكرية متغيرة تتغير بتغيير الحياة وتتوسع حدودها بتوسع مستجدات ومتغيرات وتطورات الحياة الإنسانية نفسها وتتوسع أيضاً بتوسع ونمو رغبة الإنسان الجامحة وطموحاته اللامحدودة الآفاق للمعرفة والعلم لأكتشاف المزيد من أسرار الحياة والطبيعة والكون ، وإن قوة إرادة الإنسان على التفوق والتطلع الى أبعد آفاق المعرفة هي المصدر الملهم لوعيه الخلاق اللامتناهي ..
 بالتالي في الوعي الإنساني تتجسد قوة إرادة الحياة الإنسانية في مواجهة التحديات الكونية بمختلف أشكالها وأنماطها ، وإن اختراعات واكتشافات الإنسان العلمية في العصر الحديث لهي خير دليل على قوة وفعالية وعظمة وعيه على تحقيق التفوق على ما دونه من الكائنات الأخرى ، وقهره لتحديات الطبيعة في صراعه الأزلي معها على امتداد تاريخه الطويل الى أن وصل الى ما وصل إليه اليوم من تطور علمي إعجازي في كل المجالات والحقول العلمية من دون استثناء ومنها عملية غزو الفضاء الكوني اللامتناهي والتي نحن اليوم نتمتع بفوائد تلك الانجازات الرائعة والتي جعلت من كوكبنا قرية صغيرة نصول ونجول فيها بيُسر من خلال كل وسائط النقل والأتصال والمشاهدات المرئية عبر شبكات التلفزة الفضائية الهائلة وشبكات الأنترنيت الغير محدودة القدرة للتواصل الاجتماعي ، حقيقة نحن نعيش اليوم في عصر المعجزات العلمية الحقيقية التي حققها الإنسان العظيم الغير محدود القدرات والذي اعتبره أرقى كائن في الوجود الكوني ، وخالق كل ما يحتاجه في هذه الحياة من وسائل الراحة والتواصل وللعلماء بمختلف إختصاصاتهم مكانة لا يرتقي إليها غيرهم من جلالة العظمة لمن يدرك بوعي ماذا أنتجت عقولهم وماذا قدمت للإنسانية من منجزات جليلة .
وفي الختام نحب أن نقول للقارئ الكريم ، إن الإنسان موجود بوجود وعيه العقلي ومن دون وعيه العقلي فهو غير موجود والوعي هو نتاج الفكر العقلي ، كما لخص ذلك  الفيلسوف الفرنسي العظيم  رينيه ديكارت في قوله المشهور " أنا أفكر إذن أنا موجود " . حيث أن الفكر كما قلنا يشكل العنصر الأهم في عملية تشكيل وخلق الوعي الإنساني . 


       خوشــابا ســولاقا
 بغداد في  8 / أيلول / 2018             
 


118
الى الأخ والصديق العزيز الدكتور  ala ablahhad المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم بهذه المداخلة الرائعة والناصحة بمقالنا لمن له آذان فليسمع ، وشكراً على اهتمامكم ومتابعاتكم لما نكتبه وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدُل على مدى حرصكم واهتمامكم بقضايا أمتنا وسمو تربيتكم ورقي مستوى ثقافتكم النابعة من وعيكم وشعوركم بالمسؤولية تجاه أبناء أمتكم وهذا من كرمِ أخلاقكم .
صديقنا العزيز .... مشكلتنا نحن أمة تتكلم كثيراً ولا تعمل حتي القليل ، وتتعامل مع متطلبات ومستجدات الحياة بالعواطف وردود الأفعال الأنفعالية كما يثبت تاريخنا المعاصر وليس بعقلانية وموضوعية كما فعلو اليهود .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

119
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الجميلة واللطيفة والموضوعية بمقالنا كما نشكر لكم هذه القصيدة أو الخاطرة الأروع وعليه ليس بوسنا أن نضيف شيئاً على كل ما ذكر إلا التالي :-
الأعتدال في العمل أي عمل كان ، سياسي ، اجتماعي ، فكري ، تجاري ، ثقافي ، خيري ... هو منهج العقلاء ومنهح أهل المبادئ ومنهج من لهم أهداف سامية يسعون الى تحقيقها لتقديم خدمة للآخرين والعكس هو منهج الأغبياء والأنتهازيين والسياسيين الفاشلين والمتطرفين المتعصبين ومنهج من لا مبادئ أخلاقية لهم ممن يسعون الى الأنتفاع الشخصي على حساب المجموع ....
صديقنا العزيز الغالي جان الوردة .... طالما الناس مختلفين في انتماءآتهم ومعتقداتهم وتطلعاتهم وقناعاتهم وآرائهم حول ذات الموضوع يبقى منهج الأعتدال منهج الأخد والعطاء في الحوار وتبادل الأراء هو المنهج القويم للحوار والنقاش من أجل الوصول الى قناعات مشتركة لتحقيق غاية أسمى من الغايات الشخصية .
 شكراً لك على هذه القصيدة بكل كلماتها الجميلة .... فعلاً ... لقد سرقو ثيابنا وتركونا عراة وقالوا عنا أننا خطاة وفعلاً نحن لم ننتبه للزمن  وهو يجري حتي غلبتنا السُلحفاة .... وأسوأ ما في الأمر تعلمنا عبادة الموالاة والبحث عن النزواة .
            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

120
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا ، وفعلاً أن كل ما ذكرتموه فيها هو المطلوب من أجل أن نتمكن من تجاوز وضعنا الحالي المزري الذي يسودة الأنغلاق والتطرف والتعصب على الخصوصيات المذهبية ، كما ويتطلب الأمر لأنتهاج منهج الأعتدال لتضييق الهوة بين مكونات أمتنا بكل تسمياتها المتداولة فعلاً الى الأنفتاح بعقلانية وفق آليات منهجية  معينة لتأسيس لثقافة جديدة قائمة على التسامح وقبول الآخر بكل ما هو علية اليوم واحترام خصوصياته لنتمكن من بناء أرضية صُلبة للشروع بالأنطلاق نحو تحقيق الوحدة القومية والكنسية المشرقية وبعكس ذلك تكون كل الطرق الى الوحدة مسدودة ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

121
الأعتدال هو المنهج القويم لتحقيق التقارب الفكري بين مثقفي مكونات أمتنا لتمهيد الطريق لتحقيق وحدتنا القومية والكنسية المشرقية
خوشابا سولاقا
لقد تعلمنا من التاريخ وتجاربه المُرّة والحلوة الكثير من الدروس والعبر والحكمة ، وعَلّمنا الشيء الكثير من المفيد من تلك التجارب ، علمنا بأن كل الحوارات والنقاشات والمحاولات التي حصلت في الماضي البعيد والقريب بين مكونات أمتنا من الكلدان والسُريان والآشوريين كانت حوارات ونقاشات قائمة ومبنية على القناعات والأنطباعات والتصورات الشخصية الموروثة أب عن جد ، أو المستقاة بانتقائية مبتذلة ومشوهة من معطيات التاريخ والواقع المُعاش بما ينسجم مع ما مترسخ في أعماق النفس والتربية الشخصية  من قناعات موروثة التي تؤيد وتنسجم وتتفق مع قناعات ورؤى كل مكون من المكونات دون الآخر .
كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل الذريع من دون تحقيق أي تقارب يذكر بين مكوناتنا لردم هوة الخلافات المتراكمة تاريخياً فيما بينها على الخلفية المذهبية الكنسية ، لأنه كانت كل تلك القناعات والأنطباعات والتصورات بالنتيجة تزيدهم تطرفاً وتشدداً وتعصباً للخصوصيات الفرعية التسمياتية والمذهبية على حساب اختزال مساحة المشركات التي يبنى عليها آمال وركائز الوحدة القومية والكنسية الفكرية الشاملة لمكونات الأمة .
 كان دور الأحزاب والحركات السياسية التي تأسست قبل وبعد 2003 م دوراً سلبياً فاعلاً في هذا المجال لتكريس الفرقة وثقافة الكراهية للآخر بين مكوناتنا كما لاحظناه في السابق ونلاحظه اليوم من خلال ما دار ويدور من السجالات السياسية السقيمة وتبادل التهم من على صفحات مواقعنا الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل المصالح والمكاسب الشخصية لقياداتها الأنتهازية الذين لا تعنيهم القضية القومية للأمة بشيء كما هو ظاهر بجلاء في سلوكياتهم البرلماني وعملهم الميداني في المجتمع ، لذلك فإنها ( الأحزاب ) مع الأسف الشديد ساهمت بشكل فعال وكبير في بعث خلافاتنا التاريخية المدفونة وتعميق أسباب اختلافاتنا القومية والمذهبية الكنسية ووسعت من هوة الفرقة والتمزق والتشضي بين مكونات أمتنا من الكلدان والسُريان والآشوريين وتشتيتهم وجعلتهم أعداء ألداء بدلاً من تقربهم من بعضهم البعض وأن توحد كلمتهم وخطابهم السياسي ، وبالأخص في الفترة بعد سقوط النظام السابق عام 2003م بسبب توسع مساحة المصالح والمنافع الشخصية والحزبية  لقيادات تلك الأحزاب والتنظيمات .
انطلاقاً من هذه الأرضية التي باتت معروفة وجلية للقاصي والداني من مثقفينا من الكتاب والمفكرين والأدباء والفنانين وكل المهتمين بالشأن السياسي والقومي والكنسي يتطلب الأمر من الجميع من كافة مكونات أمتنا من دون تمييز ضرورة انتهاج منهج جديد وقويم في التعامل والتعاطي مع بعضنا البعض بما يقودنا الى بر الأمان ، ألا وهو منهج الأعتدال والعقلانية المؤسسة على فهم واستيعاب الواقع الديموغرافي لأمتنا في الحوارات والنقاشات والخطابات السياسية من خلال ما يكتب وينشر في وسائل الأعلام وفي خطابنا السياسي والكنسي في التعاطي مع الآخرين سواءً كانوا الآخرين من مكوناتنا القومية " الكلدان والسُريان والآشوريين " أو من الشركاء في الوطن من المكونات القومية والدينية والمذهبية الأخرى في العراق ، لأن مصيرنا مرتبط إرتباطاً عضوياً معهم يجمعنا الوطن الواحد ونح سكانه الأصليين .
لذلك فإن اعتماد منهج الأعتدال وثقافة الأعتدال في طرح الأراء وعرض وجهات النظر في الحوارات والنقاشات فيما بيننا يتطلب منا جميعاً في التعاطي مع كل ما يحقق التقارب والانسجام الفكري بين مثقفي وكتاب ومفكري أمتنا هو التخلي عن مبدأ التعاطي مع ما تقدمه المعطيات التاريخية ووثائقها المكتوبة لا لكونها جميعا خاطئة بل لكونها غير مقبولة ولا تلاقي الترحيب بها من قبل جميع أبناء مكوناتنا لكونها غير منصفة الى حدٍ كبير ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لربما كتاب تلك الوثائق كانوا في الغالب منحازين لقناعاتهم الشخصية بحكم الأنتماء التسمياتي والمذهبي الكنسي والقبلي والعشائري والمناطقي التي تتلاقى مع قناعات طرف بعينه وتتقاطع مع قناعات الطرف الآخر اليوم ، مما يجعل هذه الوثائق موضع شك وعدم اليقين المطلق لا يُعتدّ بها لأنتاج حوار مثمر يخدم قضيتنا المشتركة .
ولغرض اعتماد منهج الأعتدال في حواراتنا ونقاشاتنا علينا التعاطي مع واقع القناعات والانطباعات الراسخة في وعي وتفكير وثقافة وتقاليد أبناء مكوناتنا القومية والمذهبية اليوم واخضاعها للدراسة وفق منهج التحليل العلمي والعقلاني الرصين لنجعل منها مدخلاً لمناقشة وتحليل الأمور والمواضيع الأكثر تعقيداً ، لأن الأعتدال  هو الطريق الأقصر لخلق انطباعات ورؤى مشتركة لتحصيل مخرجات أكثر دقة وواقعية ومقبولية للوصول الى مبتغانا لبناء قناعات جديدة مؤسسة على وحدة تجاذب المشتركات وليس على أساس تعدد وتنافر الأختلافات والخلافات الموروثة من التراث التاريخي البعيد والقريب كما هو الحال في واقع الحياة ، هذا المنهج يفرض على جميع كتابنا ومفكرينا ومثقفينا من كافة مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشورين إعادة النظر بخلفيتهم الثقافية الموروثة وتبني ثقافة قبول الآخر والأعتراف به كما هو بتسميته القومية ومذهبه اللاهوتي الكنسي وبكل خصوصياته التي يُؤمن ويُعتقد بها ، والتخلي عن مبدأ الألغاء والأقصاء والتهميش والأبعاد القسري في كل خطاباتنا السياسية والاجتماعية والكنسية ونشاطاتنا الثقافية ، ومحاربة كل ما من شأنه يحرض على التطرف والتشدد والتعصب والأساءة على خصوصيات الآخر وعدم احترامها في أي مجال كان .
بالتأكيد أن إعتماد وتبني كتابنا ومفكرينا ومثقفينا لهذا المنهج ، منهج الأعتدال ، في تعاطيهم مع واقع حياتنا السياسية والفكرية والثقافية سوف يفتح الباب واسعاً أمام الجميع من مثقفين ومن عامة الناس لتجاوز الكثير من الخلافات والأختلافات المصطنعة ويهيئ أرضيةً خصبة لزرع ثقافة جديدة بكل مضامينها القومية والمذهبية والانسانية بين بسطاء الناس ، وهذه الحالة تشكل نقطة البداية لأنطلاق نهضتنا الفكرية والثقافية نحو الوحدة الشاملة بين مكونات أمتنا .
إن اعتماد هذا المنهج سوف يحافظ بموجبه كل مكون بخصوصياته غير منقوصة ولا يشعر بالتهميش والأقصاء من قبل أي كان من المكونات الشقيقة الأخرى لأمتنا ، ولكن في نفس الوقت سوف يشعر كل فرد في أي مكون وكل مكون من مكوناتنا بأنه جزء صغير في " كلٍ واحد موحد " أكبر منه ومن مكونه يجسد شخصيته الثقافية وهويته المستقلة بدليل وحدة اللغة والجغرافية والتاريخ ووحدة المصالح المشتركة والمصير المشترك ووحدة التراث والثقافة والأرث التاريخي المجيد والآصالة الوطنية في امتلاك الأرض كحق تاريخي شرعي وقانوني وأن وجوده كمكون مرتبط ترابطاً عضوياً تكاملياً مع المكونات الشقيقه التي تشاركه المصير والمستقبل وذلك هو الأهم في الموضوع كله  .
الحياة علمتنا وما زالت تُعلمنا بأن سُنتها مبنية على قاعدة الأخذ والعطاء ، وأن كل شيء فيها يكون خاضعاً للقبول أو للرفض وفق مبدأ الحوار والنقاش للخروج بما هو أفضل ومشترك للجميع ، وهذا يتطلب من الجميع تقديم بعض التنازل عن بعض القناعات والتصورات مما باتت تسمى بالثوابت القومية والمذهبية الكنسية ، والتخلي عن بعض الأطروحات الفكرية الغير المستوعبة لواقع حياتنا القائم والتحرر من قوقعة الماضي من اجل الوصول الى القاسم المشترك الأكبر لبناء أسس مستقبل مشرق الذي يحقق للمتحاورين جميعاً ما يمكن أن يقبله الجميع ويخدم مصلحة الجميع ، وهذا هو ما يطلق عليه في السياسة والحياة منهج الأعتدال في الحوارات والنقاشات المنتجة للخير العام للأمة .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 1 / أيلول / 2018 م

122
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  Hope Smith المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة - الرسالة الرائعة النابعة من وعي كبير والشعور بالمسؤولية والموجه الى حضرة أسد قريش ومحرر قرقوش ( بغديدي ) من الأستعمار العثماني والأحتلال الداعشي .
 أرفعُ لك قبعتي إكراماً وإجلالاً واحتراماً لهذ الوعي وهذا الفهم المسؤول التي جاءت به رسالتكم السامية الى أسد قرقوش عسى أن يفهم المغزى بعمق كما أردتم توصيله له ولمن يؤيد أفكاره ..... دمتم والعائلة وأهلنا في سوريا بشكل عام وفي القامشلي والحسكة والخابور بشكل خاص بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

123
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى جهودكم بتزويدنا بهذه المعلومات التي تخص جوهر مقالنا .
في الحقيقة ليس هناك بين المتداخلين على المقال الذين يزيد عددهم عن عشرة وبين القراء الذين بلغ عددهم أكثر من 1540 قارئ لحد الآن ممن خالفنا الرأي غير متداخل واحد وهذا يشكل نسبة لا قيمة لها مع احترامنا لرأي ذلك المعقب الذي يبدو لنا بأنه لم يقرأ المقال بكامله وإن قرأه فأنه لم يفهم جوهره وكأن غايته كانت صب جام غضبه وكراهيته على مكون معين من مكونات أمتنا لسبب خاص في نفسه .
صديقنا العزيز أبو سنحاريب ... الموضوع واضح تاريخياً وحاضراً بأننا قومية واحدة وأن إشكاليات تعدد التسميات بسبب المذهبية الكنسية التي تم طلائها بسِمات قومية كان لغرض في نفس مطلقي تلك التسميات في حينه فالأمر لا يحتاج الى دلائل وبالأستناد الى القيل والقال من قبل هذا وذاك من المؤرخين والكتاب لأن ذلك لا يُذيب جليد ثقافة الحقد الكراهية المذهبية تجاه بعضنا البعض عبر استعراض هكذا معطيات ، بل الأمر يحتاج الى حوار حضاري واعي ومسؤول ومستوعب لجوهر الموضوع بين مثقفي هذه المكونات لبناء ثقافة قومية جديدة مؤسسة على المحبة والتفاهم على أساس المشتركات القومية ، وهذا كان غرضنا من كتابة هكذا مقالات بعد أن فشلت كل الحلول القائمة على الألغاء والأقصاء وفرض الأرادة لتجاوز اشكالية تعدد التسميات المتداولة ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   
 

124
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Wisammomika المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الأخير بذلك التعقيب المثير للأستغراب ( تكسر وتجبر ) والذي اتسم بالكثير من الحقد والكراهية والأساءة للآشورية والآشوريين بمفردات جارحة وقاسية وبنعوت وأوصاف نابية ... وبالنظر لكوننا آشوري ونعتز بآشوريتنا كما نعتز بالكلدانية والسورايوثا ( السريانية بالعربية ) ... نعتبر كل تلك الأساءآت تمسنا شخصياً بشكل مباشر ونعتبرها مرفوضة لكونها منافية لقيم الأخلاق ولكل قيم وقواعد الكتابة المهذبة والرصينة في وسائل الأعلام والمواقع الألكترونية مثل هذا الموقع الكريم ومواقع التواصل الأجتماعي .
أما كونكم ترفضون قبول الآشورية فهذا شأنكم ومن حقكم أن ترفضون ولا أحد من حقه أن يجبركم ويفرض عليكم قبول ما ترفضونه كتسمية قومية لكم ، ولكن ما ليس من حقكم هو أن تسيؤون على من لم يسيء عليكم كحالتنا هذه ، ولكن مع كل ذلك نشكركم على كل الأساءآت عملاً بقول الشاعر المتنبي العظيم ( إذا أتتني مذمة من ..... فإنها الشهادة لي بأنني كاملٌ ) ..... أنتم بسلوكم من تجبرون حتى الحجر على النطق بما لا يقبل النظق به ...... تحياتي 

125
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والناقد السياسي الرائع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا العطرة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الناقدة الرائعة حين قلتم " الأهم هو كيف نقنع المتعصبين العميان العائشين بجسد القرن الواحد والعشرين وعقل وفكر ما قبل الميلاد اننا شعب واحد ؟؟ " ... نعم هو الواقع وهي الحقيقة ولكن كما هم موجودين فأمثالنا نحن موجودين بكثرة في صفوف مثقفينا بالمقابل ممن يفكرون بعقلية العصر ويعيشون بجسد القرن الواحد والعشرين ، إنه صراع بين التخلف والتحجر والتعصب الأعمى من جهة وبين العلم والثقافة والوعي المسؤول والتجدد من جهة ثانية وحتماً ودائماً النصر حليف الجديد والتجدد ولو بعد حين يا رابي العزيز كوهر يوحنان الورة العطرة ، لأن هؤلاء مصيرهم نفايات التاريخ .... نحن واجبنا هو أن نكتب وننشر كتابات تثقيفية لتوعية أتباع التخلف من أبناء أمتنا ممن لا يؤمنون بوحدة الأمة التاريخية بكل معطياتها ونثقفهم بأن تلك الوحدة حتمية بحكم التاريخ ومتطلبات الحياة العصرية لأنها قائمة على ترابط عضوي بين مكوناتها بمختلف تسمياتها بكل مقومات القومية الواحدة لأخراجهم من ظلمات التخلف والضلالة المذهبية وانتقالهم الى نور الوحدة القومية المصيرية بغض النظر عن التسمية ماذا ستكون لنترك ذلك للمستقبل ليقرره ، وعندما يتفتح العقل على قرأة التاريخ وفهمه بوعي جمعي مسؤول من دون تطرف وتعصب مذهبي كنسي فان ذلك سيهديه الى الحقيقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

126
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الرائع بلغة الأم الأستاذ قشو ابراهيم نيروا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة التي سطرتها أناملكم بالحروف الذهبية بلغتنا لغة الأم الآشورية نشكر لكم هذا الأصرار للكتابة بهذه اللغة ، لغة التاريخ والحضارة الانسانية الأولى ... كما نشكركم على كل تلك العبارات وجمل الأطراء التي سطرها قلمكم بحقنا والتي لا نستحقها لأن كل ما نقوم به من نشر مقالات هو جزء من واجبنا القومي تجاه أمتنا وواجبنا الوطني تجاه ووطنا بيث نهرين - العراق ليس إلا ... نحن نكتب ما نراه صائباً وواجباً علينا لخدمة أمتنا ووطنا والآخرين من القراء من حقهم أن يقولون ويكتبون ما يشاؤون نقداً وذماً وشتماً لأنهم في ذلك لا يمجدون ولا يسيؤون إلا على أنفسهم وهم أحرار . 
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

127
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر والراوي المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أعطر وأطيب تحياتنا الصادقة 
أسعدنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الأكثر من رائعة يا حبيبي يا جان والنابعة من عقل إنسان مثقف وواعي يشعر بالمسؤولية الكاملة تجاه أمته ووطنه ومستوعباً لواقع الحال الذي تعيشه أمتنا ويحيط بها وهي في أضعف مراحلها في صراعها الأزلي من أجل البقاء أمام التحديات الكبيرة التي تتمثل في مساعي البعض من خصوم وطامعين وأعداء وشركاء في الوطن بأرثها التاريخي لأغتصاب وسلب آخر ما تبقى لها من حقوق ووجود في أرضها التاريخية من جهة ، وما تفرضه الهجرة العشوائية اللعينة المستمرة من تشتت وضياع وانصهار واستنزاف لوجودها في أرض الأجداد من جهة ثانية ، مثقف مسؤول لا ينطق إلا ما يفهمه بعقلة فهماً واعياً بعيداً عن العواطف قبل أن يطلق العنان للسانه وقلمه تحت تأثير عوامل العاطفة الجياشة الفارغة من أي مضمون منتج كما يفعل البعض في
 مزايداتهم بحب الأمة والقومية.... شكراً على كل تلك الكلمات الرائعة التي سطرها قلمكم في هذه المداخلة في وصف الحالة كأنكم كنتم في قلبنا وعقلنا بهذا الوصف يا أعز أخ وصديق عسى أن يسمعكم الآخرين ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

128
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ فاروق كوركيس المحترم
عندما نتكلم بلغة العواطف من دون أن نأخذ بنظر الأعتبار المعطيات الموجودة على أرض الواقع القائم حالياً وبعيدين عن فن لغة السياسة والحكمة والعقلانية التي تنتج ما نطمح إليه يكون الجواب كما تعرفه وتريده أنتَ ... اما عندما نتكلم بلغة السياسة والحكمة والعقلانية على ضوء الواقع القائم الحالي يكون الجواب مؤجل الى إشعارٍ آخر .
        يجب أن تعرف وأنت سيد العارفين لكل كلام زمانه ومكانه لينتج خيراً وليس شراً لمستقبل أمتنا
 
                      تقبل أعطر تحياتي ومحبتي واحترامي لشخصك الكريم 

129
الى الأخ والصديق العزيز المتابع الراقي الأستاذ samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة والنابعة من قلب إنسان محب لأمته بكل صدق وايمان راسخ وقناعة إنسان مدرك لحقيقة الواقع الذي تعيشه أمتنا بكل تسمياتها التاريخية ويعي ما يقول لمن يشاركه الرؤية لمستقبل أمتنا ، كما نشكر تقييمكم الأروع ودعوتكم للآخرين من مثقفي وكتاب أمتنا بالأقتداء بالنهج الذي مشينا عليه ( النهج المعتدل للتعامل مع التسميات المتداولة حالياً ) في كل كتاباتنا في التعامل مع قضية وحدة أمتنا القومية ... نحن لسنا إلا خدماً لهذه الأمة المسكينة التي دمرتها معاول المذهبية ومزقتها الى أشلاءً متناقضة لا يقبل أحدها التعايش مع الآخر ، واليوم شتتنا الهجرة العشوائية اللعينة في أصقاع الأرض كاليتامى ونحن أصحاب أولى وأعظم الحضارات في التاريخ .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

130
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع والمتابع المثابر رابي أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الطيبة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي لا تخلو من ملاحظات قيمة ومفيدة وجهودكم مشكورة ، نود إعلامكم بأن الرابط المرفق طي مداخلتكم لا ينفتح .
أما بشأن الأمنيات والتمنيات ومدى إمكانية تحقيقها من عدمه فإن مقالنا غير معني بهذا الجانب وإنما يدعوا الى إعادة النظر بثقافتنا الحالية القائمة والمؤسسة على الكراهية ورفض الآخر وتحريمة على خلفية مذهبية لاهوتية كنسية في التعاطي فيما بين مكونات أمتنا لكونها باتت مقرفة ومقززة ومخجلة لا تليق بنا للغاية ، مما يستوجب تغييرها والعمل لتأسيس لثقافة قومية عصرية قائمة على التفهم المشرك للمقومات القومية الحديثة البعيدة كل البعد عن الدين والمذهب لأعادة ترتيب أمورنا وأولوياتنا وفق متطلبات حياتنا اليوم في التعامل والتعاطي مع الآخرين من الشركاء في الوطن .... هذا هو الهدف من نشر مقالنا هذا لأن المرحلة التاريخية التي تمر بها أمتنا وكل الظروف المحيطة والمستجدة باستمرار تتطلب منا ذلك ... ودعك من القيل والقال وحكايات جدتي وجدتكَ كما يفعل البعض من المغردين خارج السرب لغايات في نفوسهم ... 

              دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

131
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ binjamin toma المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
 شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلات التي تتسم بالرؤية الموضوعية والفهم العقلاني المسؤول في التعامل مع الحقائق التاريخية من خلال تساؤلاتكم حول مداخلات وتعقيبات الأخ وسام موميكا المدعومة بوثائق وأسانيد منحازة على خلفية مذهبية لاهوتية كنسية التي لا يُعْتَد بها كمصادر ووثائق رصينة في البحث عن الحقيقة التاريخية بورك قلمكم وعاشت أناملكم على مداخلاتكم التي اتسمت بطابع الهدوء والأحترام للآخر بعيد كل البعد عن طابع التعصب والتشنج والأنفعال .... على أية حال الأخ وسام هو أخٌ لنا في القومية نتحمل منه كل شيء ولا نقابله بالمثل لكي لا نماثله في نظر الآخرين من القراء الكرام وتلك هي الرصانة والكياسة الأدبية في الكتابة والحوار الموضوعي ....نتمنى منكم قرأة تعقيبنا على مداخلات الأخ موميكا .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

132
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وسام موميكا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم بهذه الكثافة من المداخلات التي عودتنا على تكراها في كل تعقيباتكم التي تتسم بطابع التعصب والكراهية والتشنج والأنفعال الذي لا نجد له ما يبرره لكل ما يتعلق بالآشوريين والآشورية على كل من يَكتُب بهذا الشأن وضرورة وحدتنا القومية إنه لأمر غريب منكم ومثير للشفقة وما يثير استغرابنا هو كيف أنتم بعد سقوط نظام صدام 2003 قبلتم بالأنتماء الى صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية والعمل في صفوفها لسنوات وأنتم تحملون كل هذه الأفكار والتصورات المعادية للآشورية إنه تناقض وازدواجية .
في الحقيقة ما كنا نود بالرد على مداخلاتكم الكثيرة على مقالنا هذا لولا أحترامنا وتقديرنا لشخصكم الكريم لكونكم واحداً من أبناء أمتنا يحمل وجهات نظر مختلفة يتطلب مناقشتها بموضوعية وعقلانية .
أولاً : لقد تعودنا بأنكم تعيدون وتكررون دائماً إعادة نشر نفس هذه الوثائق التي مصدرها كتب مؤلفيها رجال دين تابعين لكنيستكم السريانية المنحازين تحت تأثير المذهبية الى مذهبكم الكنسي بالضد من مذاهب الكنائس الآخرى لمكونات أمتنا ومثل هذه المصادر المنحازة بإفراط أصلاً " لا يُعْتَدّ بها في البحث " ولا يعتمد عليها من قبل الباحثين عن الحقيقة التاريخية كمصادر رصينة .
ثانيا : إن مقالنا ليس مقالاً تاريخياً لنكون بحاجة الى المصادر والوثائق لأثبات ما نقول بل هو مقال فكري تنظيري بشأن المقومات القومية وتماثل تلك المقومات بين مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين مما يل كونهم أبناء قومية واحدة وأمة واحدة بدليل وحدة اللغة والتاريخ والجغرافية من دون تحيز الى التسمي بتسمية بعينها ، فما الذي أغاضكم واثار حنقكم وغضبكم في المقال لتأتينا بكل هذه المداخلات التي لا تُسمن ولا تغني من جوع والتي لا علاقة لها بجوهر المقال ؟
ثالثاً : كل المعطيات التاريخية والجغرافية والحضارية والثقافية والاجتماعية على أرض الواقع تثبُت وتؤكد بأننا نحن الكلدان والسريان والآشوريين أبناء قومية واحدة شئنا ام أبينا مهما أختلفنا اليوم على التسمية القومية الموحدة بسبب المذهبية اللاهوتية الكنسية بغض النظر ما تكون تلك التسمية يا رابي وسام موميكا .... لذلك ندعوكم الى التخلي عن هذا الموقف المتسم بالكراهية ل{شوريين والآشورية المؤسس على خلفية الموقف مع شخص ما لأنه لا يمثل كل الآشوريين وإنما يمثل شخصه فقط . 
رابعاً : نرفق لكم رابط مقالنا الموسوم " الآراميون واللغة الأرامية القديمة وعلاقتها باللغة الحديثة المحكية بين الكلدان والسريان والآشوريين " لتطلعون على واقعية الكتابة الرصينة والموضوعية في قول الحقيقة التاريخية بما لكم وعليكم .
  http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=866246.0

 دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
[/color][/size]

133
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الدكتور ala ablahhad المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الجميلة بكلماتها ونشكر لكم تقييمكم وإطرائكم الرائعين للمقال ونعتبر ذلك وسام الشرف لنا  ..
               
                   دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

 
               

134
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة وعلى تقييمكم الأروع للمقال ... كل ما ورد في مداخلتكم موضع احترامنا وتقديرنا وإعتزازنا لأنه نابع من قلب إنسان مثقف يعي ما يقول ومؤمن بضرورة وحدتنا القومية كأمة عظيمة بأرثها وحضارتها الثاريخيين المؤثر في الحياة الانسانية ومؤمن بوحدة مصيرها المشترك ومؤمن بالعمل الجاد لأنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية ذلك الأرث الحضاري العريق من الأنقراض والتشويه الذي يمارسه البعض من أبناء أمتنا من دون وعي وإدراك لغايات شخصية نفعية ومن يتربص بنا شراً وعدواناً من الأعداء الخارجيين لغرض في نفوسهم المريضة انتقاماً من سبي سنحاريب ونبوخذنصر لطمس معالم وشواخص هذه الأمة من الوجود .
أتمني أن تكونوا قد قرأتم تعقيبنا على مداخلة الأخ الكريم الأستاذ جاك يوسف الهوزي حيث تطرقت فيها الى أمر أشرتم إليها في مداخلتكم . وليس لنا ما نضيفة الى ما ذكر في المقال وتعقيباتنا على مداخلات الأخوة المعقبين .

           دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
]

135
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الذي نعتز بقلمه الأستاذ فاروق كوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكلراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي لا تخلو من فائدة تاريخية معروفة تصبُ في نفس مجرى مقالنا الذي قلنا في آخر سطرٍ منه ما يجب أن يقال أقتبس ما قلناه ( وهذا يؤكد أنهم أبناء قومية واحدة لهم لغة واحدة وتاريخ واحد وجغرافية واحدة وتراث وثقافة وتقاليد ومصالح وعادات موحدة لحدٍ كبير ومصير واحد مشترك وهو الأهم لأنه على امتداد التاريخ أعداء أمتنا لم يميزوا بيننا على أساس المذهب بل سيوفهم كانت مسلطة على رقاب الجميع دون تمييز وجرائم داعش غير دليل على صحة ما نقول . ) .
بعد المعذرة نعتقد أنكم أسأتم فهم جوهر مقالنا يا أستاذنا العزيز .... نحن كما تفضلتم اطلعنا على التاريخ القومي والكنسي الآشوري ونعرف الحقيقة كاملة ولكن ليس المهم في الظرف والواقع المتناقض والمتشتت الذي تعيشه أمتنا حالياً ما نعرفه ونقتنع به نحن كأفراد من هنا وهناك بل المهم أن نعرف ماذا يقول الآخرين المعنيين بالقضية وكيف نحاورهم ونقنعهم لكي نتمكن أن نجمعهم على قبول المشتركات القومية تمهيداً لقبول التسمية القومية الحقيقية من أن نذكر ما يستفزهم ويبعدهم أكثر عن قبل الحقيقة ، وهذا ما حاولنا فعله من خلال مقالنا هذا يا أستاذ فاروق كوركيس الورد ، وبغير ذلك سنضيف الى أسباب الفرقة والتمزق والتشتت الشيء الكثير ونصب بذلك المزيد من الزيت على النار المشعلة ...لماذا تُقوَلنا يا أستاذ فاروق ما لم نقوله في مقالنا ؟؟ اليس عنوان المقال في غاية الوضوح باحتوائه على مفردة " مكونات أمتنا " ؟؟؟ .
 نحن لم نحول في مقالنا كنيسة ما الى أمة وقومية إطلاقاً بل سعينا الى التمييز بين الأثنين ووضع حدود بينهما ، وأن الدين والمذهب معتقد فكري لا علاقة لهما بمقومات القومية كانتماء وجداني . وهذا ما قلناه في خاتمة مقالنا ويمكن لشخصكم والقارئ الكريم العودة إليه ( وهنا نقول أن الدين والمذهب اللاهوتي الكنسي هو معتقد فكري يعتنقه عن قناعة في ظروف تاريخية معينة أي فردٍ كان مهما تكون قوميته ويمكن له أن يغير ذلك المعتقد الفكري الديني والمذهبي متى ما تغيرت قناعاته الشخصية بضرورة تغيرهما ، بينما القومية هو شعور وجداني للفرد بالأنتماء الى مجموعة بشرية تماثله في مقومات محددة تحدد هويته القومية لا يمكن له أن يغيرها أو يستبدلها بأخرى كما هو الحال مع المعتقد الفكري الديني والمذهب )  ..

دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد         
[/b]

136
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الأنيق المتألق الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمضمونها ونوايا كاتبها الذي ينشد دائماً في كل كتاباته الخير والصالح لأمتنا ، كل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا وأعتزازنا ولا نخلتف معكم قيد أنملة بشأن كل ما ورد في النقطتين من مداخلتكم الرائعة ، ولكن يبقى واجب الطبيب الأستمرار في معالجة المريض مهما شحت الأدوية بين يديه لحين شفائه من مرضه القاتل ، فأمتنا مريضة بأمراض المذهبية اللاهوتية المزمنة وتفتقر الى الوعي السياسي الناضج والثقافة القومية الواعية المسؤولة ، لذلك يبقى من واجبنا نحن الكتاب والمثقفين التركيز على هذا الجانب من حياتنا لبناء ثقافة قومية وطنية تقدمية واعية لمضمون الوحدة التي ننشدها لأمتنا ولا بد أن نصل الى مبتغانا في يومٍ ما ولا نستسلم لما تحاول فرضه علينا بعض العقول المريضة والمتحجرة تحت غطاء المذهبية والعشائرية والقومية الأقصائية والألغائية الشوفينية التي ألمحتم إليها في مداخلتكم الكريمة ..

                دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

137
طبيعة العلاقة العضوية بين مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين
خوشابا سولاقا
إن الكلدان والسريان والآشوريين هي ثلاثة مكونات في كيانٍ واحد ترتبط ببعضها البعض بعلاقة عضوية جدلية تكاملية شاءت أم أبتْ قائمة على أساس وحدة المقومات القومية المتمثلة في وحدة اللغة والثقافة والتراث والأرث الحضاري والعادات والتقاليد الاجتماعية والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشترك لا يمكن الفصل بين بعضها البعض ، لأن الكل متجسدة في كيان قومي واحد لا يمكن للغريب ان يفصل فيما بينها ، أو أن يُميّزها  عن بعضها من أي جانب من الجوانب الاجتماعية وغيرها من الأمور الحياتية ، لأن جميعها تشترك الى حد التطابق في المقومات القومية الواحدة بالرغم من تعدد تسمياتها التي كانت وليدة الأختلافات المذهبية اللاهوتية الكنسيية السقيمة والعقيمة .
إن الخصائص القومية التي يتصف بها الكلداني حالياً في أية بقعة من العالم هي ذاتها نفس الخصائص القومية التي يتصف بها السرياني والآشوري بغض النظر عن الأختلافات الجزئية الطفيفة في اللهجات المحكية محلياً ، وفي أمور جانبية أخرى دخيلة ، وهذا أمر طبيعي جداً وموجود ويحصل عند كافة القوميات المجاورة والمتعايشة معنا .
لا يمكن للكلداني أن يكون موجوداً ككيان قومي قائم بذاته خارج الأطار القومي العام الذي يتضمن ويحتوي الوجود القومي السرياني والآشوري ، وكذلك الحال مع الوجود القومي للسرياني وللآشوري ، لأن الثلاثة تشترك في طبيعة واحدة كاملة تعيش في جسد واحد لا انفصام بين الثلاثة إطلاقاً ، وإن انفصام أي مكون منها عن الجسد الواحد يفضي الى موت الجسد كله .
إن أمتنا بحسب رؤيتنا الفكرية هي كلاً واحداً موحداً بثلاثة كينونات تسموية تاريخية منبثقة من تراثنا الحضاري التاريخي الموحد في أرض بيث نهرين ، وبثلاثة مذاهب كنسية ولكنها تشترك بطبيعة عضوية قومية واحدة ، وأن هذه العلاقة قريبة الشبه جداً بعلاقة " الأقانيم الثلاثة " ببعضها البعض في العقيدة المسيحية ، ثلاثة كينونات متساوية بطبيعة واحدة في حالة من الوحدة الكلية لا انفصام بين بعضها البعض .
إن كل المؤشرات والمعطيات التاريخية والديموغرافية والثقافية والتراثية والعادات والتقاليد الاجتماعية تشير وتدل بشكل قاطع لا يقبل الشك والجدل ووفق كل المعايير والمواصفات المعتمدة في جميع أنحاء العالم لتحديد الهوية القومية للمجموعات البشرية نجزم أن مكوناتنا الثلاثة هي من عِرق وجذر قومي واحد ومن أصول قومية واحدة ، وليست ثلاثة قوميات كل منها قومية قائمة بذاتها كما يدعي ويريد البعض من المتعصبين والمتطرفين على خلفية أنتماءآتهم المذهبية الكنسية مع شديد الأحترام لرؤآهم وقناعاتهم الروحية . 
إن المقومات القومية التي يشترك بها الكلدان والسريان والآشوريين عضوياً ووجدانياً وثقافياً واجتماعياً في بلورة وبناء كيانهم القومي الموحد تاريخياً وحضارياً وواقعياً اليوم هي أكثر وأقوى وأمتن من تلك المقومات القومية التي يشترك بها وتجمع وتوحد المكونات العربية والتركية والفارسية والكوردية والأسرائيلية التي تشاركنا العيش في هذه المنطقة الجغرافية لبناء كياناتها القومية الموحدة ، ونتساوى معها إن لم نكُن أقل منها في خلافاتنا المذهبية ، ولكن كل هؤلاء نجدهم اليوم أشد تماسكاً وولاءً لأنتمائهم القومي ، وأكثر تمسكاً وتشبثاً بالأرض والبقاء فيها منا بكثير ...
ما هو السر في تخلفنا عنهم في هذا الجانب ، في الوقت الذي نحن بُناة أرقى وأعظم وأقدم الحضارات في التاريخ في هذه المنطقة ، وفي ذات الوقت نحن في أمس الحاجة أكثر منهم إلى مثل هذا التماسك والولاء للأنتماء القومي  والتمسك بأرضنا كأصحابها الأصلاء والشرعيين  في ظل واقعنا الحالي وظروفنا القاسية التي نمر بها في هذه المرحلة التاريخية من حياة أمتنا ؟؟ ، إن في ذلك الشيء الكثير من المفارقات الغريبة والعجيبة المضحكة والمبكية .
جميع القوميات تبحث عن الوحدة وتتحدث عنها باسهاب وبإيمان راسخ  ويصنع لها من الأسباب ما تزيدها قوةً وتماسكاً وتمتيناً ، بينما نحن نسعى الى العكس من ذلك ، حيث نسعى الى صنع من الأسباب ما تزيدنا ضعفاً وتمزقاً وتشرذما وتفككاً ، أي نحن نبحث عن كل ما يقودنا الى السقوط في هاوية الأنقراض والفناء !!...  هل هذا هو قدرنا المحتوم أم ماذا ؟؟ . 
لكن ما هو مؤسف جداً ونحن نعيش هذه الأوضاع المزرية اليوم ، أن مؤسساتنا السياسية والكنسية والثقافية والاجتماعية سعت منذ سقوط النظام البعثي الشوفيني ، وتسعي بهذا الشكل أو ذاك من حيث تدري أم لا تدري الى زيادة أسباب الفرقة والتمزق وتعميقها في نشر الأحقاد والكراهية بين مكونات أمتنا على خلفيات قومية ومذهبية ، حيث كان مع الأسف الشديد للتنظيمات السياسية دوراً كبيراً وبارزاً بسبب سياساتها الفجة الغير الناضجة فكرياً وغير الموزونة في رؤيتها  القومية للتعامل مع تركيبة واقعنا القومي ، وعدم استيعابها  لدور التركة الثقيلة المتخلفة التي ورثناها من الخلافات المذهبية الكنسية وثقافة الهرطقة عبر التاريخ ، هي من جَرّت مكوناتنا الى ما نحن عليه اليوم من تناقضات وتناحرات وتعقيدات وخلافات ، وبعثت فينا سموم تلك الأحقاد والكراهيات المذهبية من جديد ، بحيث باتت الوحدة القومية والحديث عنها حلماً نرجسياً بعيد المنال حتى على المدى البعيد .
وهنا نقول أن الدين والمذهب اللاهوتي الكنسي هو معتقد فكري يعتنقه عن قناعة في ظروف تاريخية معينة أي فردٍ كان مهما تكون قوميته ويمكن له أن يغير ذلك المعتقد الفكري الديني والمذهبي متى ما تغيرت قناعاته الشخصية بضرورة تغيرهما ، بينما القومية هو شعور وجداني للفرد بالأنتماء الى مجموعة بشرية تماثله في مقومات محددة تحدد هويته القومية لا يمكن له أن يغيرها أو يستبدلها بأخرى كما هو الحال مع المعتقد الفكري الديني والمذهبي . مثلاً يمكن للفرد الكاثوليكي أن يتحول الى المذهب الأرثوذوكسي وبالعكس ويمكن للسُني أن يتحول الى المذهب الشيعي وبالعكس ويمكن للمسيحي أن يتحول الى الأسلام وبالعكس بحسب تغيير قناعات الفرد المتحول ، كما هو الحال في التحول من حزب سياسي ذات أيديولوجية معينة الى حزب آخر ذات أيديولوجية مخنلفة عندما تتغير القناعات الفكرية لدى الفرد المتحول ، بينما لا يمكن للفرد العربي أن يتحول من القومية العربية الى الفارسية أو التركية أو الكوردية أو غيرها لأنه ليس هناك عناصر التماثل بين المقومات القومية التي يتميز بها كل فردٍ منهم بينما التماثل في المقومات القومية بالكامل موجود بين الفرد الكلداني والسرياني والآشوري وهذا يؤكد أنهم أبناء قومية واحدة لهم لغة واحدة وتاريخ واحد وجغرافية واحدة وتراث وثقافة وتقاليد ومصالح وعادات موحدة لحدٍ كبير ومصير واحد مشترك وهو الأهم لأنه على امتداد التاريخ أعداء أمتنا لم يميزوا بيننا على أساس المذهب بل سيوفهم كانت مسلطة على رقاب الجميع دون تمييز وجرائم داعش غير دليل على صحة ما نقول .     

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد 26 / آب / 2018 م

138
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سركيس كانون المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا وإعتزازنا ، وشكراً على المعلومات التي ذكرتموها في مداخلتكم عن وجود وثائق في ملف القضية الآشورية لدى منظمة الأمم المتحدة تدين خيانة بريطانيا لأمتنا وتؤكد وجود وعودها لضمان حقوقنا القومية التي تنكرت لها لاحقاً بعد انتصارها في الحرب .... أكيد هناك الكثير يؤكد على خيانة بريطانيا لنا ، إلا أن المتشككين والخونة ينكرون ذلك ويستمرون في خبثهم وغييهم لغاية في نفوسهم المريضة .
عزيزنا رابي سركيس كانون هل أنت شقيق رابي يوسف كانون والمرحوم زيا كانون أم نحن متوهمين وهو مجرد تشابه أسماء بالصدفة ؟
             دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

139
خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم
( الجزء الثاني والأخير )
خوشابا سولاقا
نبدأ معكم في هذا الجزء من حيث إنتهينا في الجزء الأول . عند التمَعُن بروية وببُعد النظر في الواقع الفعلي المستجد للآشوريين بعد الثورة البلشفية الروسية وانسحاب الجيش الروسي المفاجئ من الحرب رسمياً وبالأخص من جبهة بلاد فارس من جهة وتنامي العداء العثماني الفارسي الكوردي تجاه الآشوريين من جهة أخرى ، وما ورد في إعلان العقيد المخابراتي البريطاني ف . د .غريسي في اجتماع اورميا في أوائل كانون الثاني من عام 1918 باسم حكومة بريطانيا من جهة ثالثة سنستنتج أنه لم يكن هناك أمام الآشوريين من خيار آخر أفضل من القبول بما ورد في إعلان غريسي ووضع كل ثقتهم بأقواله التي سمعوها منه في الاجتماع المذكور وأن يصدقوا كلُ ما قاله وسمعوه منه على رؤوس الأشهاد بشأن مستقبل الشعب الآشوري .
بهذا القبول الآشوري بما ورد في إعلان غريسي يكون غريسي قد حقق هدفه الأول الذي جاء من أجله ، ألا وهو إقناع الآشوريين بالاستمرار في الحرب الى جانب الحلفاء حيث قطع الوعود المعسولة الكاذبة والمخادعة لهم التي تعزز ذلك الاستمرار بعد أن غاب عن باله الأهمية البالغة لما قاله وما وعد به وأقره باسم حكومة بريطانيا بخصوص مستقبل الشعب الآشوري بالعودة الى موطنه الأصلي في حيكاري وإقامة كيانه المستقل في مناطق سكناه ، ولكن يبدو أنه صاغ وعوده بخبث وذكاء ودبلوماسية انكليزية مخادعة منسجماً مع قول المثل " كلام الليل يمحيحه النهار " .
وبناءً على موافقة الآشوريين على الأعلان البريطاني هذا تم تجنيد من الشباب الآشوري ما يقارب الـ ( 5000 ) متطوع ، وبعد تهيئة كل هذا العدد من المتطوعين بدأت تظهر في الأفق بعض المعوقات الفنية بشأن صنف الضباط وحجم ونوعية العُدد والمعدات الحربية التي من المفروض أن توفرها بريطانيا للتشكيلات الآشورية الجديدة والتي كانت قليلة جداً لا تفي بالغرض المطلوب ولا تتناسب مع عدد الجنود ومتطلبات العمليات الحربية وحجم الأخطار المتوقعة والمحدقة بالآشوريين من الأعداء في قادم الأيام .
الفرس من جانبهم نظروا الى هذه التشكيلات الآشورية بعين الشك والريبة والحذر فعَدتها تهديداً للمسلمين ، ودول الحلفاء لم تَقُم بما يجب القيام به من العمل الدبلوماسي اللازم لتهدئة خواطر الفرس وطمأنتهم لتبديد مخاوفهم بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها بشأن وجود هذه التشكيلات الآشورية على أراضيها والتي لا تشكل في النهاية أي خطراً عليهم أي على الفرس .
وقد كان هذا التقصير من قبل دول التحالف ربما مقصوداً ومخططاً له وذلك لوضع الآشوريين في موقف محرج وصعب لدفعهم أكثر الى اللجوء الى الحلفاء طلباً للحماية ومن ثم القبول بما تمليه عليهم بريطانيا وحلفائها من شروط وتقديم المزيد من التنازلات عن ما وعدوهم به في إعلان غريسي .
بعد كل هذه الظروف الصعبة التي خلقها الأنسحاب الروسي من جبهات القتال في بلاد فارس ضربت العزلة أطنابها على أورميا وحواليها ، وتنامت الدعاية المضادة والمغرضة من دول المحور بين أوساط الجماهير الفارسية بشكل مفزع ومضخم ومبالغ به لتصعيد العداء والكره للآشوريين ، فتوالت المشاهد المأساوية ونزلت المصائب على رؤوس السكان المحليين من الآشوريين ، كما انتشرت الأمراض والأوبئة والمجاعة وأنزلت مراسيها في طول البلاد وعرضها ، فاستفحلت أعمال النهب والسلب والقتل والجريمة بكل أشكالها في أورميا وحولها وحصلت الكثير من المجازر الدموية وأعمال القتل والأنتقام والأغتصاب بحق الآشوريين بشكل خاص وبحق المسيحيين بشكل عام أينما وجدوا في بلاد فارس وأصبح قتل المسيحيين مباحاً بسبب غياب السلطة وقدرتها على فرض القانون وهيبتها .
على ضوء هذا الواقع المزري والمفزع للآشوريين والمسيحيين ، تحالفوا الأكراد مع بعضهم البعض من جهة ومع الأتراك والفرس من جهة ثانية للأنتقام من الآشوريين والتنكيل بهم وإبادتهم وإستئصالهم أينما وجدوهم .
هذا الواقع المرير المؤلم فرض على البطريرك الآشوري مار بنيامين شمعون خيارات صعبة للغاية أحلاها مُرّ لغرض إنقاذ شعبه من الأخطار المحدقة به من كل صوب وحدب ، وبغرض تحييد الجيران من الأكراد الشيكاكيين وتأمين جانبهم من خلال عقد اتفاق معهم تقرر السفر لعند المجرم الغدار الكوردي سمكو آغا الشيكاكي لمفاوضته حول عقد الصلح والسلام بين الطرفين . وكان العقيد غريسي قد مَهَدَ ورتب لمثل هذا اللقاء بين الرجلين  بذريعة إنهاء حالة العداء واحلال السلام والوئام بين الجانبين عند قدومه من مدينة وان الى أورميا .
وبناءً على ذلك اقترح غريسي على الآشوريين عقد تحالف مع آغا قبائل الشيكاك الكوردية اسماعيل آغا سمكو وقد أبلغهم بانه عند عودته من وان الى أورميا زار سمكو في مقره وناقش معه الموضوع وأبدى الأخير استعداده ورغبته في عقد مثل هكذا اتفاق .
عليه وبتاريخ 16 / آذار / 1918 ذهب البطريرك مار بنيامين شمعون وبصحبته بعض الضباط الروس وسرية من الحرس الآشوري الشجعان قوامها أربعون مقاتلاً شجاعاً ومعهم أخوه داوود لمقابلة المجرم الغدار سمكو آغا في مقره في مدينة " كوني شهر " القريبة من مدينة " ديلمان " وقد استقبل البطريرك والوفد المرافق له عند وصولهم الى مقر سمكو أغا بحفاوة بالغة واحترام من قبل المجرم سمكوأغا ، وبعد إنتها ء المقابلة رافق سمكو البطريرك حتى الباب الخارجي لمقره فودعه بقبلة على يديه والتي كانت كقبلة يهوذا الأسخريوطي للسيد المسيح له المجد ، وعندما هَمَّ البطريرك بالركوب في عربته رجع المجرم سمكو وتناول بندقيته وأطلق النار على البطريرك من الخلف وأصابه في ظهره وأرداه شهيداً ومن ثم أطلق شقيقه رصاصة أخرى من مسدسه عليه لضمان مصرعه ، وانهمر على الوفد المرافق لقداسته وابل من الرصاص من على أسطح البنايات المحيطة وكان المارشمعون قد سقط قتيلاً على الأرض مضرجاً بدمائه الزكية الطاهرة و، ومن ثم تم قطع أصبعه بغرض نزع وسرقة خاتمه البطريركي المقدس يا لدناءة نفس القتلة الأوغاد وغدرهم .
هكذا وبهذه الخيانة الدنيئة إنتهت حياة حبر جليل عظيم وإبناً باراً لكنيسة المشرق حيث ضحى بحياته في سبيل أمته الآشورية ، وبذلك بات هذا البطريرك رمزاً خالداً في ذاكرة الأمة الآشورية وأحد الرموز الكبيرة في التضحية والذي باستشهاده وإنطفأ ضياء نور عينيه خسر الآشوريين بطلهم القومي المقدام وقائدهم الأمين ، وباستشهاده مَثَلَ وجَسَدَ رمزياً شخصية السيد المسيح له المجد في التضحية بنفسه من أجل خلاص شعبه ، كنت المسيح بذاته يا شهيد الأمة الآشورية الخالد بتضحيتك هذه ، لن ينطفئ نورك الى مدى الدهر وتبقى شعلة أبدية وهاجة ومنيرة في طريق أجيالنا يا مار بنيامين العظيم يا أمير الشهداء الذي قتل بوحشية لا مثيل لها في التاريخ لقد أعطيت باستشهادك مثلاً رائعاً للتضحية من أجل المبادئ والقيم السامية النبيلة ليقتدي بها من يريد أن يخدم أمته .
وبعد هذا الأغتيال الجبان الغادر حصل هرج ومرج في صفوف سرية الحماية فقتل العديد من الجانبين وتمكنوا الفرسان الأبطال الشجعان من قبيلتي تياري وتخوما وعلى رأسهم دانيال إبن ملك اسماعيل من حمل الجثمان الطاهر لمار بنيامين على الأكتاف ونقلوه الى أحدى كنائس الأرمن القريبة الواقعة في المنطقة ، حيث تم دفنه هناك لاحقاً وفق الطقوس والتقاليد المرعية في كنيسة المشرق وحسب استحقاقات درجته الدينية في الأيام التالية لأستشهاده ، طيب الله ثراك يا مار بنيامين يا شهيد الأمة الآشورية المجيدة وكنيسة المشرق العظيمة .
كان استشهاده صدمة عظيمة لشعبه الآشوري وكان ذلك صدمة أكبر لأخته سورما خانم فسببت لها حزناً عميقاً وجرحاً مؤلماً رافقاها كل ايام حياتها الى يوم مماتها .
لقد القت سورما خانم بمسؤولية الأغتيال على عاتق السلطات الفارسية التي خططت لهذه الجريمة البشعة ونفذتها بوحشية وجبن خسيس ، لأن السلطات الفارسية كانت تحاول دوماً وتسعى للتخلص من شخصية البطريرك مار بنيامين شمعون لما كان له من دور رائد وفعال في التصدي لمؤامرات ودسائس الحلفاء الفرس والعثمانيين والكورد ضد الآشوريين ، لقد صرح المجرم سمكو فيما بعد أن دوره في عملية الأغتيال كان فقط التنفيذ أي أنه كان مجرد آلة التنفيذ وليس إلا .
لقد أخطأت السلطات الفارسية في تبنيها لراي التخلص من مار شمعون بنيامين ، لأن البطريرك الشهيد كان دوماً يعمل ليدفع بعيداً كل ما من شأنه أن يُدخل الآشوريين في أزمات مع الفرس أو في مواجهات مباشرة معهم .
ولكن وكما قلنا سابقاً هناك معلومات مؤكدة تؤكد بأن العقيد الملعون غريسي عند لقاءه مع المجرم سمكو أغا في طريقه من وان الى أورميا قد نسق عملية اغتيال مار شمعون بنيامين معه ومع الحكومة الفارسية لغرض إضعاف القيادة الآشورية وتسهيل عملية استغلال الآشوريين لخدمة مخططات بريطانيا لما كان لمار بنيامين من دور فعال ومحوري ومؤثر في المحافظة على وحدة الصف والقرار الآشوري وإن تصفيته  سيجعل الآشوريين في موقف اضعف يدفعهم ذلك للخضوع للأمر الواقع الذي تفرضة عليهم إرادة المصالح الحيوية البريطانية في الحرب ولأستغلالهم بأقصى درجة ممكنة مقابل أقل الحقوق وهذا ما حصل فعلاً فيما بعد .
وبعد استشهاد مار بنيامين شمعون تم في 24 / نيسان / 1918 في مدينة سلامس إنتخاب أخيه مار بولس شمعون بطريركاً للآشوريين وجرت مراسيم التنصيب والجلوس على الكرسي البطريركي في كاتيدرائية مارت مريم في أورميا في 29 / نيسان / 1918 . 
بعد أن انتهت الحرب ووضعت أوزارها وجدوا الآشورين أنفسهم وبأقل من نصف عدد نفوسهم ساعة مغادرتهم لموطنهم في حيكاري في مخيمات بعقوبة في العراق محطمين القدرات وخائبين الآمال تنهش بهم الأمراض والأوبئة وتفتك بهم الحاجة والفاقة والعوز بعد رحلتهم الطويلة رحلة الآلام والأحزان والمآسي الدامية واستقروا في مخيمات بعقوبة التي أعدتها لهم القوات البريطانية من دون قيادة مقتدرة توحدهم ، وتدب في صفوفهم الخلافات العشائرية والقبلية في صراعات من اجل السلطة كما خططت له بريطانيا وشجعته وفق مبدأها السيء الصيت " فرق تسُدْ " من خلال وعودها لزعماء هذه الأطراف لتولي القيادة العسكرية للبعض والزعامة الدنيوية للبعض الاخر في حالة وقوفهم الى جانب فصل السلطة الزمنية عن السلطة الدينية التي يتولاهما البطريرك ، وهذا ما حصل بعد وفاة البطريرك مار بولس شمعون في 27 / نيسان / 1920 ، اشتدت الخلافات حول رسامة البطريرك القادم فاراد المعارضون للبيت البطريركي بزعامة آغا بطرس وملك خوشابا رسامة مار طيماثيوس مطران مليبار – الهند بطريركاً لكنيسة المشرق خلفاً للمرحوم مار بولس شمعون ، وأصرت الجبهة المؤيدة للبيت البطريركي على بقاء الكرسي البطريركي في عائلة مار شمعون ، وآخيراً حسم الموقف لصالح البيت البطريركي وتم رسم الطفل مار إيشاي شمعون ذي الأثني عشر ربيعاً من العمر بطريركاً على كنيسة المشرق وتعيين مار طيماثيوس قييّما ووصياً عليه لحين بلوغه سن الرشد وأصبح البطريرك رقم ( 21 ) في العائلة المارشمعونية الكريمة ، وبذلك أصبح البيت البطريركي خاوياً من السلطة الزمنية القوية الحازمة والحكمة الرشيدة التي كان قد صنعها وأسس لها وامتلكها الشهيد الخالد مار بنيامين شمعون ، وهنا وكتحصيل حاصل لهذا الفراغ في ممارسة السلطات الزمنة للبطريرك وللمؤهلات التي كانت تمتلكها وتتمتع بها سورما خانم وثأثيرها ومكانتها المرموقة لدى العائلة وشعبها والثقة الكبيرة بقدراتها وذكائها الخارق وايجادتها اللغة الانكليزية بطلاقة توسع دورها في ممارسة السلطات الزمنية بالنيابة عن البطريرك الطفل الغائب عن الساحة السياسية الآشورية ، وهذا ما أثار غيظ  وغضب وحنق الجبهة المعارضة أكثر وعمق من خلافاتهم مع البيت البطريركي ، والذي كان في نفس الوقت فرصة ذهبية للانكليز لأستثمار هذا الخلاف لصالح تحقيق مآربهم وغاياتهم الدنيئة لأستغلال الآشوريين بأقصى ما يمكن .
وبأغتيال مار بنيامين وتفكك القيادة الآشورية وتشرذمها الى أشلاء متناحرة تحقق الهدف الثاني للعقيد " غريسي " وهو الوصول بالآشوريين الى بلاد ما بين النهرين كما خطط  له الانكليز للدفاع عن مصالح بريطانيا النفطية في هذه البلاد .
ولأهمية إدانة بريطانيا على خيانتها القذرة اللاأخلاقية للآشوريين ونكثها لوعودها الكاذبة التي قطعتها لهم في إعلان العقيد " ف . د .غريسي " المنوه عنه سابقاً والذي فيما بعد دحض ونفى واقعة انه باسم بريطانيا العظمى وعد الآشوريين بتأسيس الدولة الآشورية المستقلة .
ولغرض دحض اكاذيب غريسي انقل لكم شهادات بعض الحاضرين في اجتماع أورميا الذي انعقد في أوائل كانون الثاني من عام 1918 وهم كل من الدكتور بول كوجول رئيس البعثة الطبية الفرنسية ونائب القنصل الروسي باسيل نيكيتين كما أوردتها الكاتبة الفرنسية كلير ويبل يعقوب في كتابها الموسوم ( سورما خانم ) وهي كما يلي :- 
أولاً : شهادة الدكتور بول كوجول رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية في أورميا .
إستناداً الى رسالة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون الموجه الى الدكتور بول كوجول المؤرخة في 18 / كانون الثاني / 1934 يقول الدكتور كوجول في رسالته الجوابية المؤرخة في 19 / كانون الثاني / 1934 ما يلي :
(( جواباً على رسالتك المؤرخة في 18 / ك 2 / 1934 أخبرك بأنني لا زلت أحتفظ في ذاكرتي باحداث الاجتماع الذي أشرت إليه . كما أني أرى نفسي قادراً على أن أثبت دقائق الأحداث بدقة تامة وموثقة بتواريخها .
انعقد الاجتماع في أورميا في شهر كانون الأول عام 1917 أو في اوائل كانون الثاني عام 1918 . دُعيت الى الاجتماع واشتركتُ فيه مع كل من السيد نيكيتين نائب القنصل الروسي في أورميا والعقيد " ف . د . غريسي " الذي كان يعمل باسم الأستخبارات البريطانية وكان قد قَدم الى أورميا من " وان " حيث توجد دائرته الرئيسية ليحث الآشوريين على الموافقة على تنظيم مقاومتهم للقوات التركية والأستمرار في الحرب . إنه قد تَحَمّلَ باسم بريطانيا العظمى مسؤولية التوفير الفوري لكل المبالغ الضرورية لتغطية مرتبات الجنود وضباط الصف ، كما وعد الآشوريين في هذا الاجتماع ايضا باعلان الاستقلال الناجز للشعب الآشوري وتأسيس دولتهم المستقلة ))
.
التوقيع
بول كوجول
الرئيس السابق للبعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية


ثانياً
: شهادة نائب القنصل الروسي باسيل نيكيتين في أورميا فقد كانت إجابته لقداسة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون في 31 / ك 2 / 1934 كما يلي :
(( إني أشهد أن العقيد " ف . د . غريسي " رئيس البعثة العسكرية البريطانية لأرمينيا وكوردستان والمرتبطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة الروسية في القوقاز ، قد قَدم من مدينة " وان " في أواخر عام 1917 الى أورميا ودعى لعقد اجتماع عام حول القضية الآشورية ، حضره ممثلون لجهات أجنبية . خلال الاجتماع دعى العقيد " ف . د . غريسي " الآشوريين لحمل السلاح واعداً إياهم بكل صراحة بالمساعدة المالية والسياسية تقدمها لهم حكومته أثناء الحرب ، بعد ذلك تنظم الأمور بعد إستتباب الأمن والسلام بصورة نهائية .
بناءً على دعوة وجهها لي العقيد " غريسي " حضرتُ الاجتماع بصفتي قنصل روسيا ، وحضر الاجتماع أيضاً ممثلون أجانب. خلال الاجتماع صرحتُ أن في حالة حمل الآشوريين للسلاح ضد العدو فيجب عندئذ الأخذ في الحساب قضيتهم من ضمن نتائج ما بعد الحرب أي منحهم الأستقلال التام الذي استحقوه بجدارة ، وقد تحدث العقيد غريسي في هذا الاجتماع وقال أن الآشوريين باستمرارهم في الحرب الى جانب بريطانيا يمكنهم الأطمئنان بالحصول بعد انتهاء الحرب على الدولة المستقلة التي يستحقونها بكل جدارة ))
التوقيع
باسيل نيكيتين

هذه الرسائل كان قد طلبها قداسة المار إيشاي شمعون عام 1934 من هؤلاء بعد أن تم نفيه الى خارج العراق  لغرض متابعة القضية الآشورية لدى عصبة الأمم بعد مذبحة سُميل الرهيبة لغرض تقديمها كوثائق تؤكد على وجود وعود بريطانية للآشوريين بمنحهم الأستقلال الكامل في مناطق سكناهم في حيكاري وأورميا والعراق ، ولكن مع الأسف الشديد وكما ذكرنا في مقالات سابقة كانت الرسائل المزورة للآشوريين الخونة  المتعاونين مع الحكومة العراقية الكيلانية آنذاك قد سبقتها الى عصبة الأمم والتي يرفض فيها مرسليها تمثيل المار شمعون لهم وإتهامه بتزوير تواقيع من يدعي تمثيلهم من رؤساء العشائر الآشورية ، وإنهم يعيشون بأمن وسلام ورفاه في ظل رعاية حكومة دولة العراق ، وكان كل ذلك قد جرى بتدبير من الحكومة العراقية الكيلانية وبدعم وتخطيط الانكليز لأنقاذ بريطانيا نفسها من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية التي ترتبت عليها جراء مذبحة سميل الرهيبة بحق الآشوريين .
هكذا أيها القارئ الكريم وضعت القضية الآشورية وإنشاء دولتهم المستقلة فوق الرفوف العليا والمنسية من أرشيف عصبة الأمم يعلوها الغبار بمسعى بريطانيا وتعاون حكومة رشيد عالي الكيلاني وبعض الخونة المتعاونين من أبناء شعبنا الآشوري وأصبحت جزء مهمل من الماضي .
وما يؤسف له أكثر إن نفس السيناريو يتكرر اليوم بين مكونات أمتنا بسبب الخلافات المذهبية بين كنائسنا من جهة وبين قادة تنظيماتنا السياسية من أجل المصالح ومنافع السلطة التي وصلت بهم الى درجة التفريط بالمصلحة القومية من جهة ثانية ، ومن مفارقات الزمن نقول ما أشبه اليوم بالبارحة ، إنه لمن مهازل القدر ان تتكرر الأمور وتتناغم على نفس المنوال ولكن بوجوه جديدة مختلفة !!! .

(( المجد والخلود لشهداء الأمة الآشورية ))

خوشابا سولاقا
15 / آب / 2018 م           


140
الى السيدة العزيزة soraita المحترمة
تقبلي محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركِ الكريم بمقالنا ونشكر ملاحظاتك
نحن لم نذكر في مقالنا هذا وجود وثائق مكتوبة تؤيد تقديم بريطانيا تعهد أو وعد للآشوريين لأنشاء لهم دولة أو كيان خاص بهم وهذا ما أكدناه في آخر فقرة من مقالنا قيد الحوار وأعتبرناه خطأً قاتلاً ارتكبته القيادة الآشورية عندما وافقت على دخول الحرب كحليف الى جانب الحلفاء بالضد من دول المحور وفق إعلان العقيد المخابراتي البريطاني غريسي في اجتماع أورميا في أوائل كانون الثاني سنة 1918 م .. وسأوضح ذلك أكثر في الجزء الثاني ... ولكن هناك وثائق وشهادات شهود من الحاضرين في هذا الأجتماع .... أما إذا كانت خيانة بريطانيا لنا ليست خيانة بالمفهوم القانوني بعد كل ما جرى لنا من قتل ومجازر منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى والى مجزرة سميل لا نستطيع أن نسميها خيانة فذلك تفسيرك الشخصي شأنك أنتِ شخصياً وليس شأن الآشوريين ، كما لا نعتقد أن الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا سيؤيدكِ بهذا الأستنتاج الذي يفتقر الى المنطق العقلاني إطلاقاً ..... دمتي والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكِ وصديقكِ : خوشابا سولاقا - بغداد   

141
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ ألياس متي منصور المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الغنية بملاحظاتها عن المطلوب أن يكون وعن واقع حال أمتنا ، ونحن متفقون معكم في كل كلمة قلتموها حرفياً لأنها حقيقة شبه مطلقة لا يختلف عليها إثنان يمتلكون ذرة من الوعي السياسي والقانوني .
إلا أن شعبُنا في وقت اندلاع الحرب العالمية الأولى في حيكاري لم يكُن يتواجد في صفوفة خريجي الجامعات كما هو الحال اليوم ولم يكُن في صفوفه حتى المتعلمين باستثناء القلة القليلة من المنخرطين في السلك الكهنوتي حيث كانوا يجيدون القرأة باللغة السورث ولكن أغلبهم لا يعرفون الكتابة باستثناء حالات شاذة ، وكانت تركيبة أبناء أمتنا هناك تركيبة عشائرية متعصبة ولائها المطلق للعشيرة بعد المذهب الكنسي ولكن رجالها كانوا بارعين وأشداء وشجعان في القتال واستعمال السلاح المتيسر بين أياديهم هكذا كان الوضع العام ، ولهذا السبب وقعوا فريسة سهلة بيد الأبالسة الغربيين وما زاد في الطين بلة كون الأبالسة أشقاء في الدين وكون البيئة المحيطة من الجيران مختلفين معهم في الدين وكونهم أعداء تاريخيين ، وكان يحكم بينهم منطق السلاح وقوة البندقية والخنجر كل هذه الأمور مجتمعة إضافةً الى وضع الحرب المزري في مناطق سكناهم دفعتهم الى الأرتماء في أحضان دول التحالف ضد دول المحور بشكل تلقائي .
أما نحن مثقفي اليوم فمن واجبنا أن نقرأ التاريخ ونحلله بعلمية وبدقة ونضع النقاط على الحروف بمنطق علمي وحيادي ونعترف بما هو علينا وما هو لنا ومن ثم نستنتج ما هو أقرب للحقيقة التاريخية ونعرضه لأجيالنا لكي لا يقعون في نفس الأخطاء التي وقعوا فيها من سبقوهم في التعامل والتعاطي مع الآخرين والجيران والشركاء في العيش وليتعلموا ما هو حقهم الطبيعي وما الذي يريدون وكيف يطالبون به وفقاً للقوانين والأعراف الدولية متناغماً ذلك مع إمكانياتهم الذاتية ...
أما أبناء أمتنا الساكنين في سهول شمال العراق ووسطه كانت نسبة المتعلمين فيهم أكثر من سكان حيكاري بنسبة كبيرة إلا أن اختلاف الأنتماء المذهبي جعل من التقارب بينهم وتوحيد كلمتهم وخطابهم السياسي أمراً بعيد المنال إلا في حالات نادرة وبدافع ديني وليس قومي كما حصل أثناء مذبحة سُميل .
هذا بالأضافة الى دور الخيانات التي حصلت في صفوف القيادة الآشورية وتعاون هؤلاء مع الحكومة الكيلانية المجرمة والمدعومة من الأنكليز بشكل مباشر عملت على إجهاض آخر فرصة ذهبية لنا لعرض قضيتنا القومية كحلفاء منتصرين أمام عصبة الأمم في مؤتمر الصلح في باريس سنة 1932 م من قبل المارشمعون وأتباعه .... وهكذا أسدل الستار على قضيتنا ووضعت على الرف يعلوها الغبار .
اما اليوم فلدينا الآلاف من خريجي الجامعات وحاملي الشهدات الأكاديمية العالية في مختلف الأختصاصات إلا أن المصالح والمنافع الشخصية وامتيازات الكرسي لمن يتصدرون المشهد السياسي والكنسي يقدمون تلك المصالح والمنافع على المصلحة القومية المشتركة مما جعلهم أعداء ألداء بدلاً من أن يكونون أشقاء أحباء يعملون من أجل المصلحة القومية المشتركة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

142
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الرائع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا الطويل بهذه المداخلة المقتضبة ، وإنها خير الكلام كمل قيل ... إن خير الكلام هو ما قل ودل ....
صديقي العزيز ....  نحن أمة لا تتعلم من أخطائها أبداً ولا تستفاد من تجارب الآخرين ولا من خيباتها وفشلها ، وتسعى دوماً الى تبرير أخطائها وتحميل الآخرين وزرِها ونتائجها ..... ولكن يبقى واجبنا القومي والوطني والانساني نحن الكتاب والمثقفين أن نكتب ونُذكر أجيالنا بما حدث في تاريخنا من أيجابيات وسلبيات الى أن نستفيق لنميز بين الخطأ والصواب وبين الصديق والعدو وأن نعرف ماذا نريد وما هو لنا وما هو علينا هذا هو الطريق الصحيح لنهوض أمتنا .... .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخمكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   
[/b]

143
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع له ونضم صوتنا الى صوتكم ونقول معكم عسى أن يتعض منه قادتنا السياسيين والدينيين وأن يتعلموا من هكذا تجارب لكي لا تتكرر الأخطاء من سيء الى الأسوأ ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

144
الى الأخ والصديق العزيز والباحث المبدع الأستاذ Eddie Beth Benyamin المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا مهما اختلفنا في نقاط أو التقينا في أخرى تلك هي مقتضيات ومبادئ الحوار الديمقراطي المفيد ولكن مهما يكون الأختلاف بيننا فإنه لا يفقد للود قضية .
أما بشأن الأسكان فأنتم تعلمون بأن المشكلة بين الحكومة العراقية برآسة النازي المجرم رشيد عالي الكيلاني وشركائه وبريطانيا والمتعاونين من الآشوريين لأسباب معروفة للقاصي والداني من الآشوريين من جهة وبين الآشوريين بقيادة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون والموالين له كانت حول مشروع اسكان الآشوريين قبل قبول العراق عضواً في عصبة الأمم .
أولاً : كان طلب الآشوريين بقيادة المارشمعون من بريطانيا والحكومة العراقية هو اسكان الآشوريين في منطقة واحدة ليتمكنون من حماية أنفسم من الأعتداءآت العشائرية الكوردية والعربية على صورة حكم ذاتي برآسة شخص عربي ووكيل بريطاني ومركزه مدينة دهوك .
ثانياً : كان المشروع الحكومي والمدعوم والمؤيد من قبل بريطانيا والآشوريين المتعاونين معهما هو اسكان الآشوريين في مناطق متفرقة بذريعة لكي لا يشكلون خطراً على وحدة العراق .
ومن ثم جرى ما جرى بحق الآشورين في فيشخابور وسميل و63 قرية آشورية من ذبح وقتل ونفي للمارشمعون وأسرته الى قبرص بموافقة الأنكليز وبقر بطون الحوامل واغتصاب بعد الاجتماع الذي انعقد في متصرفية الموصل برآسة وكيل المتصرف خليل عزمي وبحضور ممثل بريطانيا عضو لجنة الأسكان المشتركة الميجر طمسون وبحضور الموالين لمارشمعون والمعارضين له المتعاونين مع الحكومة العراقية وبريطانيا ، حيث تم حصر الموالين بين خيارين أحلاهما مر بين تسليم السلاح وقبول المشروع الحكومي للأسكان وبين مغادرة العراق ... وكان الخيار المغادرة
على ضوء هذا العرض البسيط كيف تُقيم موقف كل من الأنكليز والكيلانيين المجرمين والمتعاونين الآشورين ... هل هو خيانة أم هو موقف يستحق الثناء عليه وتمجيده يا رابي إيدي بيث بنيامين ؟ ونترك الحكم للقراء .
في الجزء الثاني من المقال سنتحدث باسهاب أكثر عن التفاصيل ... اما من تم اسكانهم بعد المجزرة فهم من المتعاونين وتم اسكانهم في قرى متفرقة في كل من صبنة ونهلة وبرور .....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

145
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ يوسف شيخالي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي لا تخلو من تقييم وملاحظات مفيدة وكل ما ورد فيها سيبقى موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا لأن متطلبات الحوار الديمقراطي المفيد يقتضي وجود إختلاف في الرأي في نقاط معينة وتطابق في نقاط أخرى ولكن الأختلاف في الرأي لا يفقد للود قضية من وجهة نظرنا الشخصية المتواضعة .
أستاذنا العزيز وصفنا تعامل وتعاطي القيادة الآشورية مع الملعون العقيد المخابراتي البريطاني " غريسي " كان وفق " منطق وفلسفة العشيرة " ، إن هذا الوصف ليس سُبةً ولا طعناً ولا تجريحاً بها أو انتقاص من تلك القيادات بل كان وصفاً لحقيقة تلك القيادة مع جلى احتراماتي لتاريخهم وتضحياتهم ودورهم في تلك الأحداث ... كما تعلمون أن مجتمعنا الآشوري في حيكاري كان مجتمعاً عشائرياً صرفاً ولكل عشيرة منطقة نفوذ وقائد عشائري يقودها يسمى " ملَّك " وكانت فلسفتهم في الحياة والتعامل مع الآخرين من الجيران مبنية على منطق قوة العشيرة التي كانت متمثلة في البندقية والخنجر والسيف وكانت هذه الفلسفة حجر الزاوية في ثقافتهم للتعاطي مع الآخر إضافة الى طغيان العامل الديني والمذهب الكنسي على جوهر هذه الثقافة ومستوى الثقة بالآخر . تعاملوا فعلاً مع غريسي المسيحي بحسب قناعاتهم وصدقوا وعوده باسم دولة بريطانيا وقبلوا دخول الحرب مضطرين كحلفاء الى جانب بريطانيا وفرنسا من دون أن يوثقوا كل ما جرى بمحضر رسمي موقع من قبل المشاركين في هذا الأجتماع ليكون ذلك المحضر وسيلة ضغط مستقبلاً لتنفيذ ما وعد به غريسي لهم باسم بريطانيا ... من ناحية المضمون لا فرق بين وعد غريسي للآشوريين باسم بريطانيا وبين وعد السير بلفور لليهود باسم بريطانيا لأن في الحالتين هو وعد من دولة لحليف أما الشكليات البروتوكولية فلا قيمة لها في منهج دولة تلتزم بما توعد به الحلفاء مهما يكون شكل وطبيعة الوعد دولة أو وطن أو منطقة حكم ذاتي و..... الخ .... وفي الجزء الثاني من مقالنا سيتم توضيح ذلك باسهاب اكبر .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

146
خيانة بريطانيا للآشوريين ونكثها لوعودها لهم
( الجزء الأول )
خوشابا سولاقا
ملاحظة : بمناسبة الذكرى 85 لمجزرة سُميل سنة 1933 م ننشر هذا المقال لأهميته التوثيقية  ولكونه يشكل الخلفية التاريخية لهذه المجزرة وكل ما جرى قبلها وبعدها من اجتماعات وحوادث ودوافع الأنكليز الحقيقية عن خيانتهم للآشوريين ونكث وعودهم لهم .
 
قلنا في مقالٍ سابق كان قرار روسيا بعد الثورة البلشفية سنة 1917 م بالانسحاب من الحرب كارثة كبرى حَلتْ بالحلفاء على الجبهة الفارسية بشكل عام ، كانت أيضاً في ذات الوقت كارثة حَلتْ بالشعب الآشوري المغلوب على أمره بشكل خاص على وجه  التحديد ، أدت بالنتائج وباللغة العسكرية والحرب بالنسبة للحلفاء الى فراغ هذه الجبهة الستراتيجية المهمة من أي وجود عسكري معتبر لقوات الحلفاء ، أما بالنسبة للآشوريين فإنقلبت الأمور على عقب أي بمعنى على عكس ما كانت تسير إليه قبل الأنسحاب . لذلك حُضيت التطورات السياسية المستجدة في روسيا باهتمام الانكليز والفرنسيين على حدِ سواء .
لذا ولغرض توكيد اهتمامهما الكبير بالوضع العام والتغيير الطارئ على الوضع الستراتيجي العسكري في جبهة بلاد فارس ، قامتا الدولتان بريطانيا وفرنسا بجهد مشترك لدعم هذه الجبهة التي اصبحت كالخنجر في خاصرتيهما ونقطة ضعفهما بتكليف مندوبيهما الموجودين في تلك الجبهة القيام بمهمة خاصة للتعويض عن النقص الذي خلفته إنسحاب القوات الروسية من هذه الجبهة تتركز في الأساس على تشجيع الآشوريين الحلفاء السابقين للروس ودفعهم لأعادة الحياة والفاعلية لفصائل القوات الآشورية ، أي الأفواج التي شكلت بدعم الروس والتي قاتلت مع قواتهم قبل انسحاب روسيا من الحرب ببسالة وشجاعة نادرة وحققت لها  انتصارات كبيرة على هذه الجبهة ضد القوات العثمانية للاستمرار في مقاتلة ومنازلة عدوهم اللدود الذي يتربص بهم شراً وانتقاماً ألا وهو القوات العثمانية وخوض المعارك ضدها دفاعاً عن النفس ولتحرير موطنهم والعودة إليه .
ولتحقيق هذا الهدف المهم في استراتيجية الحلفاء في كسب الحرب على هذه الجبهة المهمة وصل بلاد فارس في 25 / كانون الأول / 1917 العقيد الفرنسي " كاز فيلد " حاملاً أوامر صريحة من حكومته لتشكيل أفواج آشورية جديدة وكان كله أمل بالظفر بمساعدة الدكتور " بول كوجول " رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية التي كانت سابقاً مرتبطة بالقوات الروسية العاملة في مدينة اورميا ، وبالنظر لثقة الحكومة الفرنسية بالدكتور بول كوجول أنيطت به مهمة تشكيل الأفواج الآشورية الجديدة ، وعليه قام الدكتور " كوجول " بنشاط كبير ومنظم ، فنظم حملات عديدة لجذب الآشوريين وترغيبهم للتطوع والانخراط في تلك الأفواج العسكرية الجديدة المزمع تشكيلها والتي ستعمل تحت أعلام الحلفاء وقواتهم العاملة في بلاد فارس . وكما قلنا في مقالنا في مقالٍ سابق الموسوم ( روسيا القيصرية والثورة البلشفية وانعكاساتها السلبية على الوضع الآشوري ) الذي نشرناه في هذا الموقع الكريم ، كان للانكليز المتمركزين في بلاد ما بين النهرين وجنوب بلاد فارس اهتمام خاص بأهمية احياء هذه الجبهة وجعلها نشطة لأنها كانت تهدف الى المحافظة على طريق سالكة وأمينة الى القارة الهندية حيث لها مصالح استراتيجية حيوية هناك لا تريدها أن تتعرض الى اية مخاطر محتملة من تقدم قوات دول المحور نحوها عبر هذه الجبهة التي أصبحت مفتوحة أمامها بعد الأنسحاب الروسي من الحرب . لذا قام الانكليز أيضاً بدورهم بارسال مبعوثهم الخاص في كانون الأول من عام 1917 الى أورميا . كان هذا المبعوث كما ذكرنا في مقالنا المنوه عنه أعلاه ضابط في المخابرات البريطانية ألا وهو العقيد الشهير " ف . د . غريسي " ( gracey  ) .
وصل الملعون غريسي ومعه كما قلنا سابقاً أوامر صريحة تقضي بتشكيل فرق عسكرية آشورية مسلحة وباسرع ما يمكن من الوقت للتعويض عن القوات الروسية المنسحبة . لذلك قام غريسي بتنظيم لقاء مع الآشوريين لأقناعهم على ضرورة الأستمرار في الحرب كحليف الى جانب الحلفاء ضد العثمانيين وتولي مسؤولية الحفاظ على جبهة قتال نشطة وفعالة متحالفة مع الأرمن وبعض الأكراد – هنا إشارة الى التعاون مع عشائر سمكو الشيكاكيين - . من اجل تحقيق هذا الهدف . وقبل وصول العقيد غريسي الى أورميا كان قد قام بلقاء مع سمكو آغا واستشارته بشأن خطته لتفعيل هذه الجبهة المهمة .
وبسبب الظروف المناخية القاسية التي اجتاحت منطقة أورميا والتي أثرت بشكل كبير على أوضاع الآشوريين الصعبة وزادتها صعوبة العيش انتشار الأوبئة والأمراض فانجبرت سورما خانم بسبب ذلك على التقرب من البعثة الأمريكية ، في الوقت الذي كانت الأجراءات تتخذ على قدم وساق من قبل مندوبي بريطانيا وفرنسا لعقد اجتماع مهم جداً مع الآشوريين لمناقشة أمورهم الآنية ومستقبلهم الغامض والمجهول !! .
إن مجمل الأوضاع المستجدة على خلفية انسحاب الروس من الحرب لم تكن إيجابية أي أنها كانت في غير صالح الآشوريين ، وتسارعت التطورات نحو الأسوأ من يوم لآخر بسبب مغادرة القوات الروسية لجبهات القتال في بلاد فارس وشرق الأناضول ، وأصبح وضع الآشوريين في الحضيض وعل أسوأ ما يكون من جميع الجوانب ، وأصبحوأ وحيدين في ميدان القتال في مواجهة أسوأ الأعداء ألا وهم القوات العثمانية الشرسة التي بدأت تهاجم مناطق تواجد الآشوريين إضافة على ذلك عداوة الفرس للآشوريين أخذت تتنامى مع الأيام واصبحت الحياة الآمنة ليوم الغد لهم لم تعد مضمونة .
كانت أمام سورما خانم وشقيقها البطريرك مار بنيامين شمعون أمال كبيرة بنتائج الأجتماع المقبل إنعقاده مع ممثلي الحلفاء بريطانيا وفرنسا لأيجاد مخرج للآشوريين للخروج من هذا المأزق والمحافظة على سلامتهم من إعتداءآت الأعداء التقليديين الكورد والعثمانيين والفرس .
وعلى أثر وصول العقيد غريسي الى أورميا عقد اجتماع موسع في بناية البعثة الأمريكية في أورميا في بداية كانون الثاني من عام 1918 وحضره كل من :-
1 ) ممثل أمريكا الملازم مكدافيل والدكتور شيد وزوجته – رئيس البعثة الطبية الأمريكية كرئيس لجلسة الاجتماع .
2 ) سيادة المطران سونتاك رئيس البعثة اللعازارية .
3 ) السيد باسيل نيكيتين – نائب القنصل الروسي ممثل روسيا .
4 ) الملازم الفرنسي كاز فيلد ممثل فرنسا .
5 ) الدكتور بول كوجول – رئيس البعثة الطبية والأسعاف الفوري الفرنسية في أورميا .
6 ) البطريرك الآشوري مار بنيامين شمعون ممثل الآشوريين رئيس الوفد الآشوري في الأجتماع .
7 ) سورما خانم شقيقة البطريرك الآشوري عن الجانب الآشوري .
8 ) مبعوث حكومة بريطانياالعقيد ف . د . غريسي ممثل بريطانيا العظمى .
كانت الأجواء المخيمة على المجتمعين أجواء كئيبة للغاية بسبب القلق الذي ينتاب النفوس وبسبب خطورة الموقف على جبهة الحرب مع القوات العثمانية وكان موقف بريطانيا حرج وصعب للغاية وكان على غريسي إنقاذه باختلاق وإيجاد حل للخروج من عنق الزجاجة التي اخذت تضيَّق الخناق على عنق بريطانيا وفرنسا ، المناقشات التي دارت في الاجتماع أشرت بوضوح على الصعوبات والتحديات الكبيرة التي كانت تواجه الحلفاء من قدوم القوات العثمانية نحو أورميا التي تهدد مصير الحرب على هذه الجبهة ، كل هذه الصعوبات والتحديات وضعت المجتمعين أمام خيارات صعبة لتقديم تنازلات متبادلة من أجل إتخاذ القرار الصائب والمناسب والمطلوب لأنقاذ الموقف على جبهة الحرب بالنسبة للجميع بما فيهم الآشوريين .
بقى المطران سونتاك معانداً على الرأي الذي يفترض " حيادية الفرس " بينما كل الوقائع على أرض الواقع أثبتت وتثبت بشكل قطعي ومنذ زمن بعيد أن هذه الفرضية غير واقعية وهي مستندة على ادعاءات شفهية فقط . حيث أن بعضاً من الفرس كانوا يتآمرون ويتعاونون من وراء الستار مع العثمانيين من أجل انتزاع السلطة في المنطقة .
العقيد " غريسي " علق على الموضوع في اجابته للجميع بالقول " إن وزراء الحلفاء أمسكوا بزمام حكومة بلاد فارس في طهران ، وأكد أن لا إعتراض لتلك الحكومة على تدخل الحلفاء في بلاد فارس .
الآخرون ومنهم سورما خانم أخت البطريرك بقوا يؤكدون على النقص الكبير في المال والذخائر والمؤن والسلاح ، وكذلك في أعداد المقاتلين . وعندما تم التطرق الى موضوع الأكراد ودورهم في العملية ، علق البطريرك مار بنيامين شمعون ، أن لا أهمية لوجودهم – يقصد الأكراد – كقوة مقاتلة منضبطة تقبل العمل النظامي المنضبط وإطاعة الأوامر والتعليمات العسكرية بدقة لأنها في الحقيقة على العكس من ذلك  ، وكان في الحقيقة تشخيصاً ذكياً ودقيقاً من قداسته ، وهنا اكد البطريرك وبكل وضوح أنه هناك حاجة ملحة لتدخل قوات الحلفاء بشكل مباشر وبثقل مؤثر وحاسم تعويضاً للنقص الذي خلفته انسحاب القوات الروسية من جبهات القتال في بلاد فارس وعدم الأعتماد فقط على افواج المتطوعين الآشوريين ، وهنا كانت غاية قداسته ضمان استمرار دعم الحلفاء للجبهة بالمستوى المطلوب وعدم التضحية بالأفواج الآشورية عند حالات الضيق .
العقيد غريسي المبعوث البريطاني أكد ذلك ووافق على كل النقاط المطروحة في هذا الاجتماع بما فيها ملاحظات بل مقترحات قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون ، حيث صرح غريسي في بداية حديثه بأنه يتكلم باسم البعثة العسكرية البريطانية لدى الجيش الروسي في القوقاز ، ثم تابع حديثه باسم حكومة بريطانيا حيث قال أن بريطانيا تعتبر الآشوريين حلفاء متساوون لها في الصراع ضد المانيا وتركيا وطلب طرد كافة الضباط الروس من الجيش الآشوري وإن بريطانيا سوف تعوض عنهم بضباط انكليز ، وإن بريطانيا سوف تساعد الآشوريين في تأسيس الدولة الآشورية المستقلة بعد إنتهاء الحرب إذا تابعوا الآشوريين الحرب الى جانب الحلفاء .
هكذا قطع العقيد غريسي الوعود باسم الحكومة البريطانية ، وإن الألتزام الأهم الذي قدمه وبصوت متحمس كان " الأهتمام بمستقبل الآشوريين " هنا صرخ قائلاً موجهاً الكلام بصورة مباشرة لممثلي الآشوريين المشاركين في الاجتماع عن قصد قائلاً " ارجو أن لا ينسى الآشوريين أن كفاحهم هو من أجل تحقيق حريتهم ، لذا فمن واجبهم الألتفاف حول زعيمهم الأعظم البطريرك ، طالما ليس هناك آشوري فارسي ولا آشوري جبلي فالجميع آشوريين يكونون شعباً واحداً ، هذا ما أوفدتني حكومتي لأبلغكم به وهذا يعني أيضاً كافة الشعوب الصغيرة الأخرى ، الجميع هنا يحارب من اجل حريتهم ، وهذا ما أبلغته للأرمن من قبلكم أيضاً ، جميع المصاريف سيتحملها ويغطيها الحلفاء . هذا ما تم الأتفاق عليه مع حكومة القوقاز الجديدة ، إنكم ستحصلون على كل السلاح الضروري والذخيرة اللازمة وكذلك المعونة العسكرية عند طلبها . الحرية هدف ثمين لذا فإن الحصول عليها يحتاج الى التضحية ، إنكم سوف لن تحصلوا عليها إلا بقوة إرادتكم وبطولاتكم هذا إن كنتم حقاً تهدفون السيادة على موطنكم الغني بثرواته وخيراته ، إنه موطن العسل واللبن .
إن إعلان غريسي لم يعط الصورة الواضحة للأستقلال المستهدف لموطن الآشوريين فقط بل وعدهم أيضاً بالمال والسلاح والذخيرة والدعم العسكري الفعلي .
لقد كان لهذا الأعلان الوقع الكبير والتأثير القوي على السامعين الجالسين في الاجتماع ، وعليه فور سماع النص كاملاً سرت همهمات الموافقة في أرجاء القاعة رغم أصوات المعارضة التي أبداها بعض القلة . ولكن مع ذلك كان هناك خوف وهلع من هجوم تركي كاسح متوقع الوقوع بين ساعة وأخرى لأعادة احتلالها لمقاطعة أورميا .
البطريرك مار بنيامين شمعون وأخته سورما خانم إشترطا على غريسي مقابل موافقة الآشوريين على الأعلان الذي تلاه أمام الحاضرين وصول المساعدات المالية والدعم العسكري قبل تنفيذ التعاون الذي تطلبه بريطانيا والحلفاء من الآشوريين ، وأخيراً تمت الموافقة على الألتزام بالتعهد المشار إليه في إعلان غريسي نظراً لما احتواه من إمكانيات تسهل العودة الى الديار أرض الأباء والأجداد جبال هيكاري الحبيبة .. وهنا كان الخطأ القاتل الذي إرتكبته القيادة الآشورية المتفاوضة مع الحلفاء وغريسي بالذات في الأجتماع ، كان من المفروض أن يطلب من غريسي والحاضرين تثبيت إعلان غريسي الذي تلاه باسم الحكومة البريطانية في محضر رسمي  مكتوب موقع من الحاضرين كوثيقة ملزمة التنفيذ ، لو كان ذلك قد تم لكان فعله للآشوريين كفعل " وعد بلفور " لليهود ، إلا أنهم مع الأسف الشديد لم يفعلوا ذلك لأنهم تعاملوا مع غريسي الملعون وفق منطق وفلسفة العشيرة وليس وفق منطق السياسة التي كان الانكليز فقهائها وسادتها في حينها .
لذلك كان موقف الآشوريين لاحقاً في مؤتمر الصلح في باريس للسلام ضعيفاً يفتقر الى وجود أية وثيقة رسمية مكتوبة تلزم بريطانيا والحلفاء بتنفيذ ما تعهدت به في إعلان العقيد غريسي في اجتماع أورميا في أوائل كانون الثاني من عام 1918 ..

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 11 آب / 2018 م

نلتقيكم في الجزء الثاني


147
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة المقتضبة والغنية جداً بمضمونها  ... نعم لم ولن يبقى لنا شيء لا التاريخ ولا من وجود قومي طالما نحن مستمرون ومصرون على الرحيل عن جغرافية أرضنا التاريخية بهذا الهوس الجنوني ... إنه رحيل انتحار أمة قومياً ، ليقبل من يقبل وليزعل من يزعل ولكن هي الحقيقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

148
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ عبدالأحد قلو ( برشي ) المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً لكم على مروركم بمقالنا بهذه المداخلة الكريمة ونحن لا نختلف معكم إطلاقاً بكل ما أوردتموه فيها من ملاحظات وأراء بشأن المقومات القومية المعروفة للقاصي والداني والتي لا يختلف عليها إثنان . أما بشأن طبيعة التضحيات فإنها لا تعني التضحية بالنفس بل إن للتضحيات أشكال كثيرة ومنها تحمل المصائب والمصاعب والمشاكل بالقدر الممكن من أجل هدف أسمى متعلق بمصير الوجود والبقاء والأستمرار في أرضه لأن ذلك واجب أخلاقي قبل أن يكون أي شيء آخر كما هو الحال في دوافع الهجرة العشوائية التي أفقدتنا أرضنا التاريخية وستفقدنا وجودنا القومي مستقبلاً لأننا لم نضحي بشيء من الصبر والتحمل من أجل أن نبقى ونستمر .
وهنا أود أن نوضح لشخصكم الكريم بأن مقالنا لا يبحث في شأن المقومات القومية الكلاسيكية بل أنه يبحث في تلك العلاقة الجدلية التي تربط بين الأرض ( الجغرافية ) والتاريخ والمفهوم المعنوي والقانوني للقومية ككيان ، أي بمعنى أن من يسكن أرضاً غريبة ليس له عليها بصمات حضارية وله فيها شواخص آثارية تاريخية ليس له حق قومي فيها وبالتالي يفقد خصائصه القومية ويندمج وينصهر في بوتقة القومية الغالبة بتعاقب الأجيال في تلك البلاد وهذا ما أتوقعه أن يحصل مع أبناء أمتنا في المهجر على مدى الأجيال القادمة ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
                       محبكم اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

149
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع الأستاذ فاروق كوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى ملاحظتكم حول تسمية " بيث نهرين " بحسب معلوماتي فإن العراق بالكامل من جبال قلقيلية وطوروس في هضبة الأناضول شمالاً الى الخليج العربي حالياً جنوباً ومن جبال زاكاروس ( ميديا) شرقاً الى شواطئ البحر المتوسط غرباً كانت الحدود الجغرافية للأمبراطورية الآشورية الى سنة 612 ق م وهذا الأمر معروف تاريخياً للقاصي والداني من المؤرخين والباحثين الشرقيين والغربيين ، والأغريق لاحقاً أطلقوا على هذه الأرض اسم " ميسوبوتيميا " بمعنى أرض بيث النهرين وهذا لا يعني الأرض المحصورة بين نهري دجلة والفرات وروافدهما فقط بل كل الأراضي المحصورة بينهما وما من حولهما من أرض التي كانت تحت حكم الأمبراطورية الآشورية لحين سقوط سلطتها السياسية في نينوى سنة 612 ق م ... أما تلك البقعة المؤشرة في الخارطة التي أرفقتموها بتعقيبكم فهي خارطة لمقاطعة آشور التي أنطلقت منها الأمبراطورية الآشورية وهي جزء من بلاد بيث نهرين العظيمة ..... ونكرر لكم شكرنا الجزيل وتقديرنا على مروركم وملاحظتكم القيّمة بالرغم من أن موضوعنا ليس حدود الأرض الآشورية تاريخياً بل هو علاقة القومية أية قومية كانت بالأرض جغرافياً وتاريخياً وأين الآشوريين الحاليين من ذلك ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

150
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق تحياتنا المعطرة بحب أرض الوطن
عزيزي الأستاذ نيسان الوردة ... تعقيبي هذا ليس تعقيباً على مداخلتكم على مقالنا بحد ذاته بقدر ما هو إضافة للمقال ذاته 
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة التي ترمز لجوانب وعلل كثيرة من حياة أمتنا التي تعاني من الكثير منها لقد أبدعتم في طرحها أو بالأشارة إليها تلميحاً .... دائماً الانسان هو من يصنع الثورات وكل المفيدات لحياته ليعيش بأمان وسلام وكرامة ، ومن يختار التراب هو من يضمن وجود الانسان كقيمة مادية ومعنوية حضارية لأن الانسان من دون أرض لا يستطيع أن يصنع أي شيء ، اما عن التضحيات فهي ملح الحياة الكريمة وطاقة الحياة الحرة لأية أمة تبحث عن البقاء ومن دونها مهما كانت الظروف لا يمكن لأية أمة أن تنهض لتبقى وتستمر وكما قال المهاتما غاندي " البذرة التي لم يسحق بذارها لا تنبت " كذلك الحال فإن الأمة التي لا تضحي لا يمكن لها ان تبقى وتستمر في الوجود .... الهروب من المشاكل والمعاناة بذرائع شتى ومفتعلة من أرض وطن الأباء والأجداد الى المهاجر الغريبة بحثاً عن كما قلتم في مداخلتكم الكريمة  (  لقمة خبز ونوم هانىء وعيش بسلام بدلا من الصراع المرير دون اي ضوء في نهاية النفق ) ليس هو الحل بل أن الحل هو الصمود والتصدي حتى وإن كان ذلك بالأصرار على البقاء ، كما يفعلون من صمدوا وبقوا الى اليوم في أرض الوطن يا صديقي العزيز . بسبب الهجرة العشوائية اللعينة بتنا أمة تحتضر وتنتظر الموت البطيء لننصهر في مجتمعات المهاجر الغريبة وننقرض من الوجود .   
نحن نتفق معكم قلباً وقالباً يا أستاذ نيسان أن من يكون مستعداً للتضحيات من أجل غاية قومية أو وطنية أو إنسانية نبيلة وعظيمة يحتاج الى وجود قيادة رشيدة ومخلصة كما قلتم ( ان يقوده ويرشده قائد صادق يعي كيف يقود شعبه للوصول الى نتائج تستحق تلك التضحيات ) ، ولكن القائد هو شخص واحد أو مجموعة أشخاص ولكن هؤلاء يصنعهم الشعب وليس العكس .... كل فردٍ منا في هذه الأمة هو قائد من موقعه بحسب وجهة نظري الشخصية ، نحن هنا في هذا المقال وفي هذا التعقيب لا ننتقد سلوك ومواقف ورؤى شخص بعينه أو أشخاص بعينهم بل نطرح قضية باتت خنجراً مسموماً في قلوبنا وننتقد ظاهرة قومية اجتماعية شاملة تهدد مصيرنا ووجودنا القومي وبقائنا ، ولذلك لا نقتنع بما يعرض من أسباب ومبررات التي جعلت الهجرة لأن تكون سيف مسلط على رقبتنا كأمة كاملة ....ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

151
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور عبدالله مرقس رابي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأعطر تحياتنا الصادقة
أتمنى أن تكون والعائلة الكريمة بخير وسلام وبصحة جيدة وسعادة وافرة يا أخي وصديقي العزيز أبو ساندرا الوردة
حقيقة أبهرني مقالكم الرائع في عرض وتقييم الكتاب القيم للكاتب المبدع الأستاذ يوحنا بيداويد ، لقد أبدعتم في تحليل فصول الكتاب من كل الجوانب ذات العلاقة بعنوانه ، كما أبدعتم في تشخيص بعض الأشكاليات التي وقع فيها الأخ الكاتب الأستاذ بيداويد بحسب تشخيصكم وعرضكم لها ، إلا أنكم أعطتم للكتاب وكاتبه حقهما بدقة وأنصاف وهذا هو المطلوب بكل باحث وناقد أكاديمي يبتغي التقرب من الحقيقة الموضوعية في مثل هكذا مجال .
نقولها بصدق ومحبة لكم وللأخ الكاتب لا يمكن أن يكون هناك أي عمل من هذا القبيل كاملاً مكملاً خالياً من النواقص والزلات ولأسباب كثيرة في مقدمتها شحة المصادر الغير منحازة وغير المبالغ بواقع ما حصل من أحداث تاريخية فكل كاتب يكتبها متأثراً بانتماءآته الدينية والأثنية والعشائرية أو يكتبها بحسب ما تم روايتها له من قبل أشخاص أخرين عايشوا وعاصروا الأحداث كل هذه الأمور وغيرها من التأثيرات الاجتماعية تجعل مصادر البحث والكتابه في مثل هذه المواضيع موضع شك وعدم اليقين لدى الباحثين لاحقاً . ولكن بالرغم من كل ذلك أحيي بأجلال وتعظيم جهود الأخ الكاتب الأستاذ يوحنا بيداويد على هذا الكتاب الذي أهداه الى مكتبة أمتنا مشكوراً ومتفضلاً ، وكما أحيي جهوكم يا أساذ رابي على هذا التحليل والتقييم الموضوعي للكتاب الذي ابتغيتم من خلاله إغناء الكتاب والقارئ بما يتطلبه هدف الوصول الى الحقيقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

152
علاقة الجغرافية والتاريخ بمفهوم القومية
خوشابا سولاقا
ان مفهوم القومية مفهوم هُلامي يفقد خاصيته عندما لا يكون مرتبطاً بعلاقة جدلية تكاملية بالجغرافية والتاريخ ، أي بمعنى آخر ارتباطه بالأرض التاريخية ، أي أن القومية تكون موجودة فعلاً ككيان معنوي وهوية عندما تكون مرتبطة بالأرض تاريخياً ولها بصمات حضارية عليها ولها شواخص ومعالم أثارية تؤكد ذلك الوجود المعنوي ، وعندما لا تكون كذلك لا تكون هناك قومية كواقع تاريخي واجتماعي وانساني وحتى قانوني .
القومية من حيث المفهوم الإيديولوجي هي انتماء مجموعة بشرية ذات خصائص ومقومات مشتركة كاللغة الواحدة يتكلمون بها ويرتبطون ببعضهم البعض بمصالح مصيرية مشتركة وينشاؤون فيما بينهم تقاليد وعادات وطقوس اجتماعية مشتركة وتجمعهم رابطة الأرض ، وبالتالي يؤسسون على تلك الأرض تاريخ مشترك يشكل تراثهم القومي وثقافتهم القومية التي تميزهم عن غيرهم من المجموعات البشرية ، فرابطة التاريخ بالأرض هو العنصر الحيوي الأهم في بنية كينونة القومية .
أن التاريخ والتراث الثقافي المرتبطان عضوياً بارض محددة جغرافياً سوف يشكلان الشرعية القانونية التاريخية للوجود القومي لأية مجموعة بشرية وتعطي للهوية القومية لتلك المجموعة البشرية طابعاً ومضموناً قومياً متكاملاً ، أما في حالة فقدان ارتباط التاريخ والتراث بالأرض فإن القومية سوف تفقد مضمونها القومي الحيوي وتصبح عارية من أي غطاء قانوني تاريخي لوجودها ، وبذلك سوف لا تمتلك مبررات وجودها ككيان قومي متكامل المقومات كما هو حال كل الأمم القومية التي تمتلك وطناً ولها بصمات حضارية على أرضه .
في مثل هذا الوضع ، وضع فقدان الأرض سوف لا يكون للمجموعة البشرية حق المطالبة بأية حقوق قومية في أية ارض أخرى من بلدان المهجر لأنهم يعيشون كرعايا في أرض غريبة ليست أرضهم التاريخية ، وعندها في مثل هذه الحالة سوف تنحصر حقوقهم في حقوق الرعايا الاجتماعية والحقوق الإنسانية وبحسب قوانين تلك البلدان والقوانين الدولية ليس أكثر من ذلك .
انطلاقاً من خلفية هذه الرؤية فإن الأرض التي أنشاؤوا عليها أبائنا وأجدادنا من الكلدان والسريان والآشوريين القدامى تراثهم وثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم العريقة وتركوا عليها بصماتهم الحضارية وتركوا عليها شواخصهم ومعالمهم الأثارية منذ أكثر من سبعة آلاف سنة هي أرض " بيث نهرين " وليست أية أرض أخرى على هذا الكوكب ، وبذلك من المفروض والمنطق أن تبقى أرض " بيث نهرين " هي مهدنا كما كانت دائماً ، وأن تبقى هي لحدنا ومثوانا الأخير كما ينبغي أن تكون ، ليكون لنا حقاً الهوية القومية ، ويصبح ارتباطنا بها ارتباطاً مصيرياً لكي نجسد بذلك للأصدقاء من الشركاء في الوطن حقيقتنا القومية المتكاملة المقومات ، وكوننا نحن هم السكان الأصليين لهذه الأرض ، ونثبت  في ذات الوقت للأعداء الغرباء الذين يتربصون بنا شراً منطلقين من خلفياتهم الثأرية والأنتقامية التاريخية بأننا باقون خالدون فيها لا نتخلى عنها الى آخر يوم من حياتنا مهما كلفنا الأمر من تضحيات ، ونكون بذلك نخوض صراعاً وجودياً من أجل البقاء والثبات في الوطن لنخيب آمالهم وأحلامهم المريضة .
هنا نستطيع القول أنه إذا أردنا لأمتنا البقاء والأستمرار علينا قبول التضحيات والتشبث بالبقاء في أرض الوطن وأن نتحمل المعاناة والمصاعب والمصائب التي تواجهنا كما تواجه الآخرين من الشركاء في بقليل من الصبر والأناة وأن لا نستسلم في لحظة اليأس والضعف للقدر العبثي الذي يقودنا الى الأنتحار القومي الجماعي والهلاك في دهاليز المهاجر الغريبة كأمة لها مجدها واعتبارها التريخيين وأن لا نترك مدننا وقصباتنا وقرانا التي تحمل كل ذكرياتنا الجميلة للغرباء ونتوجهه الى المجهول الذي يُفقدنا وجودنا القومي على المدى البعيد ونعيش غرباء ونخسر كل غالٍ ونفيس في حياتنا .
عندما ندرس تاريخنا القريب وليس البعيد ، تاريخنا في القرنين الأخيرين القرن التاسع عشر والعشرين بإمعان سوف تذهلنا تضحيات أبائنا وأجدادنا في مقاومة الأعداء ومواجهة الصعاب في سبيل المحافظة على الأرض التي كانوا مرتبطين بها ارتباطاً مصيرياً ، وكانت هجرتهم المأساوية لمواطن سكناهم في حيكاري بعد اندلاع  الحرب الكونية الأولى صوب أرض بابل ونينوى وآشور وفقدوا على أثرها أكثر من نصف تعدادهم في معركتهم من أجل البقاء والعودة الى أرض الأباء والأجداد سنجدها أنها كانت خير مثال للتضحية من أجل الأرض ، وبذلك تمكنوا أن يؤسسوا لنا موطئ قدم لنستقر ونتطور ، ولكن مع الأسف الشديد كنا غير جديرين بتلك الثقة وتلك التضحيات ونحن اليوم لم نستطع من المحافظة على تلك الأمانة التي وضعوها بين أيدينا وتَرِكنا أرضنا التي سقوها بدمائهم الزكية في سبيل الحياة السهلة والمبتذلة نعيشها في بلدان الغربة معرضين وجودنا القومي الى عملية الأنصهار والأنقراض والزوال متذرعين بأسباب مفتعلة ومبالغ بها وكاذبة في أغلبها لا تشكل في خطرها على حياتنا شيئاً مقارنة بتلك المخاطر التي واجهوها أبائنا وأجدادنا في مسيرة الآلام من حيكاري الى بابل ونينوى وآشور قبل قرن من الزمان ، متناسين أن الحياة الخالية من التضحيات تكون كالطعام من دون ملح ، وهنا يحضرني قول الزعيم الهندي الكبير الخالد الذكر المهاتما غاندي حين قال " إن البذرة التي لا يسحق بذارها لا تنبت " كم هو قول عظيم لمن يحب ويقدس الحياة بكرامة .
نحن الكلدان والسريان والآشوريين والعرب من أكثر شعوب الأرض يتكلمون عن القومية ويبالغون بتعصبهم القومي واعتزازهم بقوميتهم ، ولكننا أقلهم فهماً لمضمونها وجوهرها وأهميتها في حياتنا وأقل من يضحي في سبيلها ، ونحن أكثر من يتهرب من المسؤولية القومية ويخونها من أجل أتفه مغريات الحياة وهنا نريد أن نقول ونحن نشعر بألم شديد يعصر قلبنا وهو راينا الشخصي طبعاً بصدد هذا الموضوع ، أن الهجرة بحد ذاتها من أرض الوطن مهما كانت أسبابها ودوافعها تعتبر خيانة عظمى للأمة بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والانسانية ، وأنها تشكل خنجراً مسموماً في قلب الوجود القومي لأمتنا ، والبقاء في أرض الوطن هي أعظم وأقدس تضحية للمحافظة على استمرار هذا الوجود للأمة ، فأين نحن من كل هذا أيها الأخوة الأحبة ؟؟.

                                                خوشابا سولاقا
بغداد في 2 / آب / 2018 م

153
بعد الأستئذان من الأخ والصديق العزيز نذار عناي المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتمرس الأستاذ كوركيس أوراها منصور المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
أولاً شكراً على مروركم بمداخلتنا على مقال الأستاذ القدير نذار عناي
سوف لا أرد على ما أوردتموه في تعقيبكم بالتفصيل لأن كل ذلك عبارة عن رد فعل انفعالي دفاعاً عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأمم الأخرى متناسياً عن قصد أو من دون قصد لنتائج السياسة الأجرامية التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأمم والشعوب الأخري وأن كل ما يجري في العالم اليوم من حروب ومشاكل للولايات المتحدة اليد الطولى فيه أو من صنع مخابراتها بغرض استضعاف الأمم الأخرى ونهب ثرواتها واستنزاف عقولها المبدعة وأنتم تعرفون ذلك جيداً وذكرتموه في تعقيبكم علينا .
أود أن أوضح لجنابكم الكريم وللقارئ اللبيب أنه عندما نتحدث عن أمريكا لا نقصد به الشعب الأمريكي الذي هو لملوم من الأمم الأخرى بل نحن نجل الشعب الأميريكي ونحترمه ونقدر جهوده في التقدم العلمي الذي حصل في العالم والذي هو ليس نتاج الجهد الأمريكي لوحده بل هو نتاج جهود الأمم كلها ودولة أمريكا ترتكب أكبر جريمة بحق الشعوب عندما تسرق عقول علمائها بطرق تضليلية شتى ، ونحن نقصد بكلامنا النقدي في كل كتاباتنا سياسات الحكومة الأمريكية حصراً تجاه الأمم الأخرى ونهجها التدميري كما فعلت في العراق وسلمته في النهاية على طبق من ذهب الى إيران وسلمت السلطة فيه الى مجموعة من اللصوص المحترفين من عملائها الذين تم تدريبهم على يد مخابراتها السرية ومنظماتها الخيرية شكلاً مثل USAID وغيرها  .....
عزيزي رابي كوركيس لا تقرأ الواقع من خلال دور عملاء أمريكا في تدمير بلدانهم بل إقرأه من خلال من صنع هؤلاء العملاء ومن أتى بهم الى سُدة الحكم في بلدانهم ؟؟ أليست هي الحكومة الأمريكية ؟؟ ....تكلمتم باسهاب وانفعال وتحيز مبالغ به عن أمور كثيرة متعلقة بحياة الأمريكين بحيث يترأى للقارئ الذي ليس له إطلاع على حقائق الأمور الحياتية في أميريكا أن الحكومة الأمريكية تقدم كل شيء مجاناً لمواطنيها بينما ليس هناك شيء من هذا القبيل في أي مجال وكل شيء مقابل ثمن والضربة على كل شيء بنسبة ترهق كاهل المواطن الأمريكي المرهق ، وشركات التأمين والبنوك تنهب المواطن وتستنزف مدخولاته الشهرية التي لا تغطي في الغالب قيمة الفواتير الشهرية والمواطن لا يمتلك داره أرضاً وما فوقها لأنه يدفع ضربة الأرض السنوية المتصاعدة .....
أخي العزيز رابي كوركيس أوراها ... مَنْ هو وراء كل ما يجري الآن في بلدان الشرق الأوسط أليست هي الحكومة الأمريكية ؟؟ ألا تتابع تدخلاتها الفضة في شؤون البلدان الأخرى لتفرض عليها أجندتها السياسية ؟؟ أليس هذا تدخل يفضي الى الأرهاب الدولي ؟.....السياسة لا تُقيّم من خلال ما تدعي به الحكومة الأمريكية في وسائل إعلامها ومن خلال أبواقها وعملائها ومرتزقتها بل من خلال النتائج المتحققة على الأرض جراء سياساتها الممنهجة ، ولعلم جنابكم الكريم نحن لسنا ممن يلقنوننا الآخرين بمعادة الولايات المتحدة الأمريكية كما ذكرتم في تعقيبكم المسهب بل نحن نقرأ ونشاهد الواقع ونحلل ونستنتج ربما نصيب أحيانا وربما نخطأ أحياناً أخرى في استنتاجنا ، ولكننا لسنا حاقدين على أمريكا وشعبها ولا معادين لهم إطلاقا كما قد تتصور بل نمقت سياسة حكوماتها تجاه الأمم الأخرى لأنها تعتمد مبدأ الميكيافللي السيئ الضيت " الغاية تبر الوسيلة " ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

154
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا العطرة
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا ، ونشكر لكم هذا التقييم الأروع وإطرائكم الأجمل متمنين أن نبقى دائماً في كل كتاباتنا موضع ثقتكم الكريمة وعند حُسنِ ظنكم بنا ، وتقييمكم هذا هو وسام الشرف لنا بوركتم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلامة دوماً .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

155
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
نحييكم على هذا المقال الرائع حيث وضعتم فيه النقاط على الحروف من خلال النموذج الذي أوردتموه كمثال عن الفساد المالي الذي تمارسة المؤسسات المالية الأمريكية وعملائها من اللصوص من المقاولين الأمريكيين والمحليين بأسم المساعدات للمحتاجين والمظلومين الذين هم في الأصل النتاج الطبيعي لسياسات الأدارة الأمريكية .....
الولايات المتحدة هي أكبر دولة فيها فساد مالي وإداري تحت ستار القانون وهي أكبر دولة تنتشر فيها كل أشكال الجريمة وعليه بالتالي هي راعية الفساد والأرهاب في العالم حيث ( تقتل القتيل وتمشي في جنازته ) كما يقول المثل العراقي .
 إن ما يجري اليوم في الدول العربية في الشرق الأوسط من قتل ودمار وفساد خير مثال على فساد وإرهاب أمريكا ، أمريكا هي من صنعت القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وأخواتهن وهي التي جاءت بالفاسدين والحرامية ليحكموا العراق لينهبوا أمواله ليودعونها في بنوكها ، واليوم هناك تسريبات أعلنتها الخزانة المالية الأمريكية بحجم الأموال المسروفة من قبل من جاءت بهم لحكم العراق قدرها 451 مليار دولار ... أمريكا لا تحرر الشعوب المظلومة من قبل حكامها الفاشيين من جهة ومن لعنة نفوطها وثرواتها من جهة ثانية بل تسعى الى استعبادها  وهي لا تُصدر لها الديمقراطية كما تدعي بل تُصدر لها العبودية والأذلال ، هذه هي حقيقة أمريكا كنظام ليعرف الجميع وخاصة المضللين منهم بالدعايات عن الحياة في أميريكا . 
            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

156
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا وتبقى مصدر إلهامنا وإغنائنا بالمفيد دائماً  دام عطائكم لخدمة أمتنا يا صديقي العزيز هنري الوردة العطرة .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......... محبكم أخوكم وصديقكم / خوشابا سولاقا - بغداد

157
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة في مضمونها ونحن متفقون معكم في كل ما ذكرتموه ، وأن السبب في كل ما آلت إليه أمتنا من تمزق وتشتت وتناحر يكمن في الفكر الديني ولاهوته الكنسي الذي جعلنا أعداء ألداء لقرون طويلة وتكون المشكلة أعمق وأكبر أثراً على مستقبل أمتنا عندما تكون الأغلبية الساحقة من أبنائنا بعيدين عن فهم جوهر الخلاف والأختلاف بين مكونات أمتنا بكل تسمياتها ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

158
الى الأخ والصديق العزيز النقد السياسي الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
الأحزاب ذات التوجهات الشمولية القومية والدينية والأيديولوجية وفي مقدمتها قادتها المؤلهين والمعبودين لا تقبل بشرعية النقد لأخطائهم القاتلة التي توجه لهم من قبل الآخر بل تعتبره شتماً وتجريحاً وطعناً وانتقاصاً من بطولاتهم الخرافية لأنهم أدلوجوا طبيعتهم على التمتع بالمديح لهم بالحق والباطل هكذا هي فلسفتهم السياسية ومنهجهم الأهوج في التعاطي والتعامل مع نقد الآخر المختلف معهم .
مقالكم كان وصفاً دقيقاً لحقيقة هذا الشخص لأنه دائماً جعل في كل خطاباته من خلال وسائل الأعلام من فضائيات وتلفزة والأذاعات والصحف ومن خلال كل ندواته المكوكية مع الجماهير في الداخل والمهجر للترويج عن إنجازات وهمية لحزبه وشخصه لا وجود لها على أرض الواقع وجاعلاً من قضيتنا القومية والوطنية وسيلة لتحقيق مصالح ومنافع شخصية ومجد شخصي زائف وهذا التاريخ معروف للقاصي والداني ، كما أتبع بانتهازية مفرطة أسلوب تخوين الخصوم من قيادة وأعضاء حزبه لمجرد اختلافهم معه في الرأي والرؤية وعَمِلَ من أجل إقصائهم من الواجهة السياسية لحزبه وبالتالي التخلص منهم بهذه الطريقة أو بأخرى وهكذا كان سلوكه مع الأحزاب الأخرى لمكونات أمتنا ، وأنه خير شبيه بصدام حسين في سلوكه ولكن هل سيكون شبيهاً له في نهايته ؟ كما أحسنتم في طرح تساؤلات تستحق الأجابة عليها إن كان له إجابات صادقة ومقنعة لجماهير شعبنا ليبرئ ذمته من المسؤولية التاريخية إن كان يجد في شخصه قائد لأمة !!! .
إنه بعد أن تأكد من إزاحته في الأنتخابات البرلمانية الأتحادية الأخيرة من الواجهة السياسية لتمثيل أبناء أمتنا نراهُ يتشبث بكل السبل وكل الوسائل وبعلاقاته الأنتهازية مع الكبار من أصحاب القرار في كل من بغداد وأربيل أن يجد لنفسه موطئ قدم في الحكومة المقبلة بأسم أمتنا ( أي تمثيل المسيحيين ) وبهذا الصد إنه يطالب باستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية للمكون المسيحي ، وإنه حتماً يرى في شخصه هو الشخص المناسب للمكان المناسب مكافأةً لنضالاته القومية ليكمل إنجازاته الوهمية التي لم يتمكن من إنجازها منذ 1991 الى تاريخ هذا اليوم 30 تموز 2018 م ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

159
مفهوم الأمة ونشوئها وتطورها وإرتقائها
خوشابا سولاقا
لكي نفهم بصورة صحيحة وعلمية ودقيقة طبيعة القضية القومية وتطورها التاريخي وعلاقتها بنشوء الأمة ، ولكي نفهم ونستوعب وسائل وآليات حلها لصالح مجتمع معين ، يجب علينا أولاً معرفة النظرية العلمية لنشوء وتَكَون وإرتقاء الأمم الحديثة بدقة ، تلك النظرية التي تربط عضوياً أصل الأمة بأسباب وطابع الحركات القومية وتطور علاقاتها الثقافية والاجتماعية التي تؤسس لنشوء وتشكيل الأمة ككيان إجتماعي متكامل ذات سِمات متميزة .
لقد سبق نشوء الأمم ظهور الجماعات البشرية الأخرى التي تربط أفرادها ببعضها البعض علاقات إجتماعية وإقتصادية محددة وقوية بدافع المصالح المشتركة والمصير المشترك في عملية الصراع مع غيرها من التجمعات البشرية الأخرى التي تجاورها في مكان السكن والعيش ، وهذه التجمعات تشمل القبيلة والعشيرة وغيرها من المسميات والخصوصيات ، وبالتالي معرفة العلاقة الجدلية التكاملية بين مفهوم القومية كعِرق وبين مفوم الأمة ككيان اجتماعي في إطار وحدة الوطن .
وبما أن الأمة شكل جديد ومتطور لتجمع الجماعات البشرية المختلفة على أساس وحدة المصالح المشتركة والتي ظهرت بمفهومها الحديث مع عصر ظهور الدولة البرجوازية الوطنية التي ولدت من رحم إنهيار النظام الأقطاعي الأبوي الثيوقراطي القائم أصلاً على التشكيلات الاجتماعية القبلية والعشائرية السائدة ما قبل ظهور الأمم وبداية عصر البرجوازية الرأسمالية القائم على أساس تشكيلة الأمة الواحدة في البلدان المتطورة اقتصادياً .
هذا التطور أدى الى ظهور العصر الاستعماري الكولونيالي أي عصر سياسة الأضطهاد والقهر القومي للأمم الضعيفة والمتخلفة التي تمارسها برجوازية الدول الرأسمالية بحق الأمم المستعمِرة من أجل إستغلال ثروات بلدانها وجعلها دول تابعة وسوق مستهلكة لتسويق منتوجاتها .  هذه السياسة الرعناء الظالمة للدول الرأسمالية هي التي كبحت نهضة الأمم المقهورة الأقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية فتأخر بذلك تطورها وإنصهار تشكيلات القبيلة والعشيرة في تشكيلة الأمة في كل البلدان التابعة والمستَعمرة .
تنشأ الأمم وتتطور مع زوال وإنهيار النظام الأقطاعي القائم على أساس الأقطاعيات والأمارات المستقلة أي عندما يبدأ ظهور النظام البرجوازي الرأسمالي على قاعدة التطور الأقتصادي الرأسمالي فتخلق بذلك حياة اقتصادية مشتركة تجمع تشكيلات الأمة المتمثلة في الاقطاعيات والأمارات ككيانات مستقلة لتنصهر وتندمج في كل متجانس فتؤلف بذلك القبائل والعشائر والأقوام المختلفة كيان جديد وهو " الأمة " .
يمكن أن تتكون الأمة من وحدة قبائل وعشائر " لقومية واحدة " أو " لعدة قوميات " وتنصهر في بعضها البعض مشكلة أمة واحدة كبيرة تربطها وتجمعها ببعضها البعض وحدة المصالح الاقتصادية المشتركة والمصير المشترك في تحديها وتنافسها مع الأمم الأخرى التي تنافسها وتنازعها على المصالح كما كان الحال بعد عصر النهضة الأوربية وقيام الثورة الصناعية وكما هو الحال اليوم في عصر الأمبريالية الليبرالية والعولمة .
إن اهم ميزات الأمة الواحدة هي وحدة المصالح الاقتصادية المشتركة لأن ذلك هو ما يجعلها موضع التحدي مع الأخر من أجل الوجود ككيان قوي قادر على البقاء والأستمرار ، وهكذا تكونت الأمم وتبلورت ونمت   وتتطورت مع تطور الرأسمالية وظهور الأسواق والمراكز والتكتلات الاقتصادية القومية والوطنية الضخمة هذه هي الميزة والسمة الغالبة للأمة ، أما الخصائص الأخرى التي تتميز بها الأمة كاللغة المشتركة والأرض المشتركة والسمات القومية الواحدة التي تعبر عنها خصوصيات الحياة الاجتماعية والثقافية بما فيها من عادات وتقاليد وطقوس قومية ودينية التي تنفرد بها كل أمة من الأمم فأنها لا تشكل مصادر للصراعات التاريخية بين الأمم كما هي المصالح الأقتصادية وهذ ما يؤكده التاريخ .
يجب علينا ان لا نخلط  بين مفهوم الأمة وبين مفهوم العِرق ، الأمة قد تتكون من عرق قومي واحد أو من مجموعة اعراق قومية بينما العِرق هو علم أصل الأنواع البشرية ويعود ظهوره الى المراحل البدائية الأولى لظهور وتطور الإنسان والمجتمع البشري ، ويرتبط نشوء وتكون الأعراق البشرية بما تتميز به وتتنوع عن بعضها البعض من فروقات في بنية الجسم من خواص الأنسان الجسدية بالشروط البيئية الجغرافية والمناخية التي عاشها الأنسان ، وقد إنقسم الناس خلال مراحل تطورها عبر آلاف السنين الى جماعات متنوعة معزولة عن بعضها البعض ، وبذلك تكونت السمات الظاهرة الخاصة بكل عرق من الأعراق البشرية التي تميزها ومن ضمن هذه السمات مثل لون الجلد والبشرة وشكل شعر الرأس وشكل الرأس وحجمه ونسبة طوله على عرضه وشكل ولون العينين وشكل الأنف وطول القامة وغيرها من الصفات الأنثروبولوجية وكل هذه الصفات تتأثر بالمحيط الجغرافي والبيئة المناخية وتغيراته النوعية والكمية .
لقد قاد نزوح المجتمعات البشرية بسبب الظروف المعاشية والتقلبات الثورية المناخية في الطبيعة والحروب والغزواة الى تمازج وتداخل وتعايش السلالات البشرية ببعضها البعض وظهور تنوعات من السلالات البشرية الجديدة هجينية بخصائص وصفات مختلفة ، وأستمرت العملية التطورية للجنس البشري بين الضمور والأختفاء لسلالات معينة والصعود والأرتقاء لسلالات أخرى الى أن وصلت الى ما وصلت إليه اليوم ، وبشكل عام يقسم الجنس البشري اليوم من حيث لون البشرة ومعظم الصفات الانثروبولوجية الى ثلاثة أجناس رئيسية وهي :-
1 -  الجنس الزنجي ذات البشرة السوداء .
2 - الجنس الأبيض ذات البشرة البيضاء .
3 - الجنس الأصفر ذات البشرة الصفراء .
لقد أظهرت جميع البحوث والدراسات العلمية التي اجروها العلماء ان التفوق في الذكاء لا يتعلق ولا علاقة له إطلاقاً بأي شكل من الأشكال بنوع الجنس البشري من حيث لون بشرته وجنسه من حيث كون الأنسان ذكراً ام انثى ، ومع ذلك يبشر الكثيرين من الأيديولوجيين الرجعيين بمفاهيم عنصرية تتناقض مع منطق العلم حول وجود سلالات بشرية " متفوقة " وسلالات بشرية " منحطة " ، وبزعمهم هذا أن بعض السلالات المتفوقة قد تتميز بطبيعة السيطرة والذكاء بينما الأخرى المنحطة يتوجب عليها الخضوع والأستسلام والخنوع لإرادة السلالةالمتفوقة وهذا الفهم ينطلق أصلاً من قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة " ، ومثال على ذلك دعوة الدول الأستعمارية في العصر الكولونيالي الى التبشير برسالة الجنس الأبيض ( أي رسالة الرجل الأبيض كما تسميه بعض المصادر )  لتبرير إحتلالها واستعمارها لبلدان الأمم الأخرى ، بينما في الحقيقة تعود أسباب حالة التخلف لبعض الأمم المستعمرة الى أسباب اقتصادية وإجتماعية ترتبط قبل كل شيء بالنير والقهر القومي الذي قاسته تلك الأمم طيلة قرون طويلة حيث أعاق تطورها الأقتصادي والاجتماعي والثقافي مما سبب في تخلفها وتأخرها ، ولا يعود سبب التخلف إطلاقاً الى موروث الخصوصيات العرقية القومية والجنسية والدينية كما يدعي المفكرين والمنظرين البرجوازيين عند تبشيرهم برسالة الجنس الأبيض إلا بقدر ضئيل جداً .
لقد عمل الأيديولوجيون الرجعيون العنصريون القوميون والمتدينون ولا زال يعملون كل ما في وسعهم من شأنه أن يكرس أفكارهم واطروحاتهم ليقدموا قاعدة شرعية قانونية وأخلاقية للنير والقهر القومي الذي تمارسه أحزابهم السياسية ومؤسساتهم الاجتماعية والتربوية والخيرية في التمييز العنصري وإقامة أنظمة الفصل العنصري على أساس التفوق العِرقي لغرض تبرير سياساتهم اللاإنسانية واللاأخلاقية والقائمة على أساس إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان بكل بشاعة خلافاً لكل القوانين والأعراف الانسانية كما حصل في جمهورية جنوب أفريقيا وزيمبابوي ( روديسيا سابقا ً ) ، وذلك من خلال خلط بين ماهية الأمة وماهية الجنس وبين ماهية الأمة وماهية القومية لكي يطابقوا ماهية الجنس مع ماهية الأمة ويستبدلون المحتوى الاجتماعي للأمة بمحتوى بايولوجي لتكريس مبدأ تفوق عِرقِ معين على عِرقٍ آخر ، وبعض هؤلاء العلماء الاجتماعيون والسياسيون الرجعيون العنصريون يحددون مفهوم الأمة " بالوعي والإرادة القومية " بطريقة مبتذلة ومشوهة ومناقضة لمنطق العلم والعقل وبالمعنى المجرد للمصير وليس بموجب مجمل الشروط الموضوعية التاريخية والمادية التي فيها تتكون وتنشأ الأمم .
هؤلاء يُعَرفون الأمة بأنها مجموعة أفراد تجمعهم وحدة الطابع المرتكزة على وحدة المصير المشترك ، وبالتالي اعتبروا الأمة بأنها الوحدة الثقافية لمجموعة أفراد معاصرين دون أية علاقة بالأرض حيث ليس للجنسية من حيث جوهرها أي شيء مشترك مع بقعة الأرض المحددة جغرافياً ، وبالتالي فإن الأمة كما يراها هؤلاء هي " ظاهرة روحية بحتة " ولم يعط علم الاجتماع البرجوازي بسبب إتجاهه الطبقي حتى أيامنا هذه تحديداً صحيحاً واضحاً لمفهوم الأمة .
يجيب البعض من المفكرين البرجوازيين على السؤال " ما هي الأمة ؟ " فيقولون " إنها محددة بالأراء الذاتية للأشخاص المعنيين بها " ومثل هؤلاء يقولون " إن قرار تكوين الأمة يسبق نشوءها "  ويردون بذلك ماهية الأمة الى مفهوم الوعي القومي والإرادة الذاتية في الاتحاد ، ويعتبرون الوعي القومي مجرداً عن أي شيء ، ولا علاقة له بشروط حياة المجتمع التاريخية والمادية .
هذه هي الشروط المادية والظروف الموضوعية التاريخية لنشوء الأمم وتطورها وارتقائها في عملية تراكمية تاريخية نوعية وكمية ، ونجد في النهاية أن الأمة والقومية مفهومان مرتبطان ببعضهما بعلاقة جدلية تكاملية لا يمكن لأي منهما أن يكون موجوداً من دون وجود الآخر لأن أحداهما يكمل شروط تكوين الآخر .
على ضوء هذه الرؤية فإن الكتلة البشرية المتكونة من الكلدان والسريان والآشوريين التي تتماثل مكوناتها في الشروط الموضوعية للأمة تشكل أمة واحدة شئنا أم أبينا مهما اختلفنا على التسمية الموحدة ، وهي في ذات الوقت تشكل قومية واحدة لأن شروط القومية الموحدة الأساسية تتماثل وتتكامل وتتشارك في جميع هذه المكونات ، وما تختلف به هذه المكونات عن بعضها البعض هو اللاهوت الديني المذهبي الكنسي الذي أصبح بؤرة الخلاف والأختلاف بين مكونات أمتنا وقوميتنا منذ قرون قليلة وليس منذ نشوئها التاريخي حيث فرقنا عن بعضنا وجعلنا أعداء ألداء من حيث لا ندري وتلك هي المصيبة في أمة يسودها غياب الوعي القومي وسيادة ثقافة الكراهية المذهبية الكنسية ، ولكن ليس هناك أمام العقل الإنساني وحكمته في صياغة حياته الجديدة ما يعيق أبناء أمتنا الغيارى من إنجاز المستحيل إن توفرت لديهم الإرادة السياسية الحرة والمؤمنة بالتطور وحسن النوايا في فهم الحقيقة التاريخية ومتطلبات الحياة الحاضرة في تقرير المصير والمحافظة على الوجود القومي لأمتنا العظيمة ذات التاريخ المجيد والحضارة التي أخرجت البشرية من الظلمات الى النور وهذا ما تقره متاحف أمم العالم الزاخرة والعامرة بأثارنا الجليلة .

خوشــابا ســولاقا
28 / تموز /2018 م 

160
الى الكاتبة العزيزة الأستاذة نوميديا جرّوفي المحترمة
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا العراقية
أحييكم على هذا المقال الرائع الذي أليقتم فيه الضوء على مجريات أحداث الأنتفاضة التي يسطرها العراقيين الأبطال وليس الجياع لقد أحسنتم القول حين قلتم بأن المنتفضين ليسوا جياع الشعب بل أن الذين سرقوا أموال الشعب ولم يشبعوا هم الجياع .
كان وصفكم وسردكم وتساؤلاتكم لما جرى ويجري في العراق خلال الخمسة عشر عاماً من عمره الضائع هو خير وصف وخير سردٍ وخير تساؤلٍ تعجز الحرامية والفاسدين من الأجابة علية ... كما نود إعلامكم بأننا كتبنا ونشرنا مقالاً بخصوص التظاهرات الجارية في هذا الموقع وما زال منشور على الصفحة الرئيسية بعنوان ( تظاهرات الشعب العراقي تمهيداً لتطبيق الشرعية الثورية لأجراء التغيير المنتظر ) وأدناه رابط المقال .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,894852.0.html

                     محبكم المهندس : خوشابا سولاقا - بغداد

161
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا ألأخوية
نشكر مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الرائعة والموضوعية ، ونحن نتفق معكم أن التظاهرات والأضرابات وحتى الأنتفاضات التي تنطلق بصورة عفوية كنتيجة طبيعية للأزمات التي تنتجها الأنظمة السياسية الفاسدة والفاشلة والتي لها مساس مباشر بحياة الغالبية من شرائح المجتمع سيكون مصيرها الفشل والخمود والعودة الى المربع الأول ( العودة الى البيت إيد كدام وإيد وراْ ) ما لم تُقاد فعلاً من قبل تنظيم سياسي محنك له ثقله وتأثيره الفعال في الشارع لتوجيه الجماهير المنتفضة وقيادتها كما تتطلب الحالة المستجدة ساعة بساعة .
فيما يخص الوضع العراقي فإن تظاهراته ليست عفوية مئة في المئة وليست في ذات الوقت بقيادة تنظيم سياسي محنك ، وإنما هي حالة مزدوجة من الأثنين فهناك تنظيمات سياسية على تماس مباشر مع الجماهير وتقودها بشكل مباشر ولكن الظاهر هو أن التظاهرات هي تظاهرات مستقلة وسلمية وشعاراتها تتغير بشكل مستمر وحسب ردود الأفعال للنظام وتتراوح شعاراتها بين تلبية المطالب الملحة للجماهير الشعبية من توفير الخدمات بكل أشكالها وبين محاربة الفساد والفاسدين ومحاسبتهم وإعادة ما سرقوه من المال العام وبين المطالبة بإصلاحات جذرية في بنية النظام السياسي القائم على المحاصصة المقيتة صعوداً الى المطالبة بتغيير النظام بالكامل والمطالبة بالخروج من سيطرة وهيمنة إيران وهذا الأمر بات مطلب جماهيري للشيعة وغيرهم .... هناك تنظيمات سياسية بين ليبرالية ويسارية ووطنية وديمقراطية وقومية ودينية وطنية معتدلة تحاول أن تقود هذه التظاهرات وتجيّرُها لصالح الوطن والشعب وهذا التيار في حالة تصاعد بزخمه وتأثيرة والغالبية الشعبية تؤيده وتؤيد التظاهرات وتتأمل خيراً وليس هناك في ظل الظروف الحالية للعراق بديل أفضل لأجراء التغيير المطلوب ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

162
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى كل ما أبديتموه من ملاحظات قيمة ، أكيد أن الوضع في الوطن وصل الى مرحلة في غاية التعقيد من التردي لا تنفع لتعديله ولتغييره الوسائل التقليدية وإنما الأمر يتطلب الى وسائل ثورية لوقف التداعيات وانقاذ الوطن من الأنهيار والسقوط في الهاوية السحيقة ، ولذلك جاء عنوان مقالنا على هذا النحو أي أن التظاهرات الشعبية ستكون تمهيداً لتطبيق الشرعية الثورية لأجراء التغيير المنتظر وإعادة وضع البلاد على مساره الصحيح ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

163
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أحلى وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي نتفق معكم بخصوص كل ما ورد فيها من ملاحظات فإن هؤلاء لم يعملوا يوماً لصالح الشعب العراقي بالرغم من المدخولات المالية الهائلة التي دخلت الى خزينة العراق ودمروا كل ما كان قائماً ولم يضيفوا شيئاً جديداً .... لقد وضحنا الأمر في مقالنا بجلاء تام وإن الحراك الشعبي الجاري الآن في مدن العراق سوف يفضي حتماً الى ثورة شعبية إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

164
تظاهرات الشعب العراقي تمهيداً لتطبيق الشرعية الثورية لأجراء التغيير المنتظر
خوشابا سولاقا
الوضع العام في العراق
كان الوضع العام في العراق قبل 2003 م وضعاً بائساً مأساوياً حيث يخرج العراق من حرباً ليدخل حرباً جديدة أكثر دماراً ومأساتاً على شعبه المغلوب على أمره بسبب السياسات الحمقاء والطائشة والعبثية التي كان يعتمدها نظام الحكم الصدامي الديكتاتوري الأستبدادي ، وكانت قوافل الشهداء تتوالى من جبهات القتال باللآف من شبابه ، وبات الموت يدق أبواب العوائل العراقية لحظة بعد لحظة ليأخذ منهم عزيزاً ويترك ورائه الثكالى واليتامي بمئات الالآف واستمرت الحالة هذه لسنوات طويلة منذ تولى صدام حسين وانفراده بالحكم في العراق عام 1979 بعد الأنقلاب على حكومة المرحوم أحمد حسن البكر الذي شاهد العراق في عهده نهضة كبيرة من البناء والعمران والتقدم وانجاز الكثير من المشاريع التنموية والأصلاحات الادارية في بنية الدولة العراقية ، حيث تحول العراق الى ورشة عمل كبيرة من أقصاه الى أقصاه . لكن بعد انقلاب صدام حسين على البكر عام 1979م وانفراده بالحكم بدأ العراق بالتراجع بشكل قفزات والتوجه باتجاه تبني سياسات الحروب العبثية المدمرة مع دول الجوار بالرغم من عدم التيقن من أسباب تلك الحروب وجدواها ومسببيها بدلاً من التوجه الى سياسات التفاوض والحوار الدبلوماسي السلمي لحل كل ما كان موجوداً من الأسباب والمشاكل العالقة بين العراق وتلك البلدان بدلاً من اللجوء الى قوة السلاح وشن حروب عسكرية شاملة تطول لسنوات ، وتستنزف كل طاقات البلاد البشرية والأقتصادية والمالية ، وبالتالي إغرق البلاد في جملة من المشاكل الأجتماعية والأقتصادية والمالية الخانقة ليخرج منها منهكاً وهزيلاً منهار القوام ومديوناً بأكثر من 125 مليار من الدولارات للدول الأجنبية لديمومة واستمرار تلك الحروب العبثية الحمقاء ، والتي التهمت أكثر من نصف مليون من الشهداء من شباب الوطن من خريجي الجامعات بأغلبهم ، وأضعافهم من المعوقين والأرامل والعوانس واليتامي والثكالى .
كل هذه الكوارث وآثارها المدمرة على مستقبل البلد توقفت وانتهت باسقاط النظام الصدامي على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع مجموعة من العملاء وخونة الوطن ليس حباً بالعراق بل بمصالحها في التاسع من نيسان 2003 م واحتلال بغداد وفرض نظام الأحتلال على العراق ، وبالتالي تسليم العراق على طبق من ذهب لدول الجوار وتدخلاتها وفرض إراداتها على قراره .
بانتهاء هذه المرحلة الصدامية تنفس غالبية الشعب العراقي من البؤساء المتضررين من الحروب العبثية للنظام الصدامي الصُعداء ، وتوقعوا أن يحصل انفراج في الوضع العام للبلاد لينتقل العراق الى مرحلة نوعية جديدة تبشر العراقيين بالخير والسلام والأمان ليبدأوا حياة جديدة بعيدة عن الحروب والموت الدائم الذي كان يُداهم بيوتهم ليأخذ منهم عزيزاً غالياً عنوةً  ، وأن تصبح موارد البلاد في خدمتهم لزيادة رفاهيتهم الاجتماعية لتعوضهم عن ما عانوه في الأيام العجاف ، وأن يتولى حكم البلاد من قبل أبنائه الغيارى من الوطنيين الشرفاء من الذين ذاقوا الأمرين في ظل النظام السابق ليبنوا عراقاً جديداً مزدهراً متطوراً ومتقدماً لا مكان فيه للفقر والعوز والمرض والحرمان والبطالة والجريمة والأمية والشحذ في الشوارع .
هكذا كان الحلم الذي يراود العراقيين بكل مكوناته بعد السقوط ، إلا أنه مع الأسف الشديد هذا الحلم لم يطول كثيراً وسرعان ما تلاشى وتبخرت أمالهم وذهبت أدراج الرياح في موجة من الفوضى والعبث بالمقدرات والجريمة بكل أشكالها ، وسرقة المال العام للبلاد من قبل أغلب كبار المسؤولين في الدولة الذين قفزوا الى سُدة الحكم بمساعدة المحتل في ظلام الليل غفوةً ليقيموا نظامهم الجديد نظام المحاصصة الطائفية والأثنية المقيت الذي جلب للعراق وشعبه الدمار والخراب والموت ، ودب في ظله الفساد بكل أشكاله في كل مفاصل أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية العسكرية والأمنية والمدنية ، وانتشرت الجريمة بكل أشكالها وشاع القتل على الهوية وباتت شوارع المدن العراقية مكبات للنفايات ومقابر لجثث المغدور بهم من أبناء العراق الأبرياء ، وبات توفير الخدمات الاجتماعية مثل الكهرباء والماء الصافي الصالح للشرب والمجاري الصحية لصرف المياه الثقيلة ، والخدمات الصحية والبلدية والخدمات التربوية وبُناها التحتية من المدارس الملائمة شبه معدومة في عموم العراق ، وأخيراً وليس آخراً تكللت سياسة الحكومات الطائفية الأنتقامية المقيتة المتوالية وبالأخص بعد عام 2005 م ، وردود الأفعال عليها من الطرف الآخر الى تسليم أكثر من ( 40 % ) من مساحة البلاد الى العصابات الأرهابية المجرمة – داعش ، ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين من العراقيين لمناطق سكناهم في تلك المحافظات المحتلة من قبل الشراذم الأرهابية الداعشية ، وباتوا مشردين تحت رحمة العوز والمرض والفقر والحرمان من دون معيل ومستجيب لمتطلباتهم الحياتية الآنية بأبسط أشكالها ، وختمت نتائج حكم هذه الحكومات المحاصصية الهزيلة بأقحام البلاد من جديد في حرب شاملة مدمرة لتحرير البلاد والعباد من براثن العصابات الأرهابية والتي تكلف العراق يومياً الملايين من الدولارات والمئات من الشباب على حساب إفقار البلاد وزيادة معاناة ومأساة شعبه بسبب غياب الروح الوطنية المؤمنة والصادقة للحاكمين الجدد !!! .
وباختصار شديد هكذا  بات الوضع العام في العراق والمشاكل والمعاناة والمأسي تطحن بأبنائه المغلوب على امرهم ، والحرب دائرة في كل بقعة من أرجائه من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه من دون توقف ، ومن دون وجود بصيص من الأمل للخروج قريباً من هذا النفق المظلم الذي أدخله فيه الحكام والسياسيين الطائفيين من جميع الأطراف ، وبات كل شيء في العراق له مساس بحياة مواطنية بخصوص توفير الخدمات المختلفة ومستلزمات الحياة بأبسط أشكالها في حالة من التراجع والتداعي المستمرين  من سيء الى أسوء يوم بعد آخر ، وبذلك باتت الظروف الذاتية والموضوعية في العراق مهيئةً وناضجةً للحراك الجماهيري الوطني للخروج الى الشوارع ومطالبة السلطات  بتوفير الخدمات بأبسط مستوياتها طالما كانت الدولة ومؤسساتها المختصة عاجزة عن القيام بما هو مطلوبٌ منها تجاه الشعب ، ثم الأرتقاء بها تدريجياً وصولاً بها الى مستوى الطموح الذي يليق بشعبِ بلداً يمتلك ثروات نفطية هائلة تقدر بمئآت المليارات من الدولارات سنوياً ، تلك الثروات التي باتت تعبث بها سُراق المال العام  من المسؤولين الكبار في إدارة الدولة والأحزاب المتنفذة في تلك الادارة ، لذلك كان المطلب الآخر لجماهير الشعب في تظاهراته العارمة هو محاربة الفساد المستشري الذي ينخر في جسد الدولة والقضاء علية وإحالة الفاسدين الى القضاء لينالوا جزائهم الذي يستحقونه لقاء ما أقترفوه من جرائم سرقة المال العام ، وتطبيق بحقهم قانون " من أين لك هذا ؟؟ " ، لأن تردي الأوضاع في العراق في كل ما تم استعراضه في هذه المقدمة وبات البلد على وشك الأنهيار في كل المجالات هي نتيجة طبيعية لانتشار الفساد بكل أشكاله في كل مفاصل الدولة ، وعليه فإن نقطة البداية على خط الشروع بعملية الأصلاح الشامل لأوضاع البلاد يجب أن تبدأ بمكافحة الفساد والفاسدين والقضاء عليهما قضاءاً مبرماً ونهائياً ، ومن دون ذلك لا يمكن للعراق أن ينهض من كبوته وأن يقف على قدميه من جديد ليخطو الى الأمام لبناء مستقبلاً زاهراً يليق بشعبه  .
الحراك الشعبي والتظاهرات الجماهيرية
تعتبر التظاهرات الشعبية السلمية العفوية التي يشهدها البلاد في هذه الأيام ، والتي تنظمها الجماهير الشعبية الساخطة من مختلف شرائح وطبقات المجتمع العراقي على الأوضاع المزرية الحالية السائدة والتي تعم البلاد ، في بغداد العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب لمطالبة السلطات  بتوفير الخدمات الاجتماعية ومكافحة الفساد المستشري في مفاصل الدولة هي حق دستوري مكفول للجماهير الشعبية ، وبذلك تمتلك الشرعية الدستورية ،  وبالتالي تعتبر هذه التظاهرات الشعبية المرحلة الأولى من استعمال الشرعية الثورية للجماهير الشعبية للتفاوض مع سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والضغط عليها لتلبية حقوقها المشروعة دستورياً وإنسانياً .
عليه فإذا كانت سلطات الدولة العراقية مؤمنة وملتزمة حقاً بمواد الدستور الذي أقره الشعب في استفتاء عام وهي منحازة لمصلحة الشعب الذي أوصلها الى مواقعها في سُدة الحكم ، وهي حريصة على مصلحة الوطن ، عليها أن تعتبر هذه التظاهرات الشعبية العارمة بمثابة تنبيه وجرس انذار مبكر لما يعانيه البلاد من ويلات وما مقبل إليه من أحداث جسام لا يُحمد عقباه كما وصفها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم في إحدى خطاباته ، ولأن تتعامل معها بجدية وايجابية وعقل متفتح وصدر رحب وحكمة سياسية لرجال دولة لأيجاد الحل المناسب لتجاوز ما يعاني منه البلاد والشعب في هذه المرحلة العصيبة للرسو بسفينة البلاد الى بر الأمان ، وأن تبتعد السلطات عن أسلوب المراوغة والمماطلة والتسويف والوعود الكاذبة المخدرة للمشاعر الناقمة للجماهير واللجوء الى مواجهة المتظاهرين باستعمال القوة والوسائل العنفية والتي حتما ستزيد الطين بله ، لأن اعتماد مثل هذه الأساليب سوف تكون حلول مؤقة وذات عواقب وخيمة ونتائج معكوسة تقود في النهاية الى أنفجار جماهيري شعبي ثوري أقوى وأعنف من التظاهرات السلمية الحالية ، بل سوف تتحول التظاهرات السلمية الى انتفاضات ثورية شعبية التي قد تتسم بشكل أو بآخر بطابع من العنف الثوري تقود الجماهير المنتفضة الى المطالبة بتغيير النظام السياسي القائم على الفساد جذرياً باعتماد وسائل قسرية وفق الشرعية الثورية للشعب التي يمنحها له حق الحياة الحرة الكريمة التي اغتصبها منه حكامه الطغاة الفاسدين والفاشلين الذين يمعنون في إفقاره وحرمانه من حق الحياة الكريمة وقتل أبنائه وإذلاله وظلمه واستغلال ثرواته الهائلة لصالحهم الشخصي من غير وجه حق عندها سوف لا يفيدهم الندم .
لذلك نرى أن من واجب السلطات الرسمية بكافة اختصاصاتها أن تأخذ الأمور بجدية بالغة ، وتتعاطى معها بروية وحكمة وحِنكة سياسية عالية لأنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الأمور الى نصابها الطبيعي ووضع البلاد على مساره الصحيح بدلاً من الأستمرار في غييّها والسير الى سياسة حافة الهاوية ، وعلى السلطات أن تدرك بأن السَيّلُ قد وصل الزُبى وأن الكيلَ قد طفحَ ، وأن غضب ونقمة الجماهير البائسة والغاضبة قد وصل الى حده الأقصى من التحمل ، وإن موجة الغليان الثوري في الأعماق في حالة تصاعد يوم بعد آخر وربما ينفجر البركان الشعبي الهائج في أية لحظة ليحرق الأخضر باليابس في العراق إذا لم يتم تنفيسه بحِكمة وتعقُل وروية من قبل السلطات في الوقت المناسب قبل فوات الآوان ، وأن ذلك الوقت لربما يكون في البداية هو الوقت الأنسب قبل أن تستفحل الأوضاع وتصل الأمور الى حالة الأنفجار الثوري ويحرق كل شيء عن بكرة أبيه .
وأخيراً ندعوا منظمي هذه التظاهرات الى عدم شخصنتها وحصرها في شخص مسؤول بعينه كما هو الحال مع شخص وزير الكهرباء السيد قاسم الفهداوي أو غيره من المسؤولين وأنما تعميمها شمول النظام برمته بكل مؤسساته ، لأن شخصنة التظاهرات ليس من صالحها لأن ذلك يعني أن هذا الوزير هو لوحده فقط المقصر وهذا غير صحيح ، بينما النظام بكل مؤسساته وسلطاته مقصر في أداء مهامه حتى بأدنى المستويات ، نأمل أن تؤخذ ملاحظتنا هذه بنظر الأعتبار من قبل منظمي التظاهرات وسحب كل شعارات الشخصنة من التظاهرات ، كما ندعو الجماهير المنتفضة الى عدم اللجوء الى المساس بممتلكات الدولة بشكل عام لأنها ملكهم والى عدم المساس بالممتكات الخاصة للأفراد لأنها هي ملك الوطن باستثناء منها ما لها رمزية خاصة بتلك الأحزاب التي قادت عمليات الفساد وسرقة المال العام والتي أوصلت البلاد الى ما هو عليه اليوم لتعطي بذلك رسالة مباشرة لهم ولمن يساندهم للكف عن الأمعان في أفقار وإذلال الشعب العراقي ليرعووا ولأن يعيدون النظر بقواعد وسلوك حكمهم الذي بات مرفوضاً من غالبية الشعب العراقي ، كما ندعو المنتفضين الى المطالبة بإلغاء كل القوانين والتشريعات التي تم تشريعها لشرعنة منح الأمتيازات لأعضاء البرلمان والوزراء وكان آخرها القانون الذي تمت المصادقة عليه يوم أمس لمنح النواب أمتيازات تقاعدية خلافاً للدستور والأعراف الدولية .
تذكروا أيها المتظاهرون المنتفضون من أبناء الشعب العراقي الكريم أن مبلغ ألف ومئتي وخمسين مليار دولار التي دخلت خزينة الدولة خلال السنوات الأربعة عشر الماضية يكفي لبناء دولة متقدمة صناعياً وزراعياً وحضرياً وعمرانياً بمستوى أية دولة أوروبية مثل هولانده أو السويد أو فنلنده أو النمسا وحتى إيطاليا وكوريا الجنوبية وتركيا ، لأن كثير من تلك البلدان بُنيت بمبلغ أقل من هذا المبلغ ، أسألوا حكامكم بعد عام 2003م أين ذهببت كل تلك المليارات من الدولارات والعراق يعاني من كل هذه المشاكل في بناه التحتية ويواجه الأنهيار المالي والأقتصادي ؟؟ ، أين صرفت كل هذه المليارات وفي أية حسابات مصرفية تم توديعها ؟؟ وعندها قرروا ما المطلوب القيام به ، لأسترداد كل هذه المبالغ لأعادة بناء عراق جديد مزدهر ومتطور ليتمكن من اللحاق بركب أقرانه من الدول النفطية في المنطقة الأقل مواردها النفطية منه مثل دول الخليج العربي !!! .
نصيحة مخلصة للسلطات الحاكمة في العراق ... أجراس التنبيه والتحذير تقرع بقوة في كل مدن وقصبات العراق وبات صوتها يصل بقوة الى كل دار عراقية لتقول لهم أنهضوا من سباتكم واستفيقوا من نومكم أيها البؤساء لقد حانت الساعة ، ساعة الحسم والخلاص مما أنتم فيه من معاناة التي طالت وأثقلت عليكم بحملها الثقيل .... ماذا تنتظرون يا جياع الشعب ؟؟ ألم يُذكركم انقطاع الكهرباء والماء بما أنتم فيه ؟؟ 
خوشـــابا ســـولاقا
22 / تموز / 2018 م

165
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
قرأنا مقالكم بإمعان والمنشور رابطه ضمن مداخلتكم أي ( الينبوع يجب أن يتغير ) .... نتفق معكم بالمضمون العام حول التسمية ولكن ربما نختلف عن الينبوع المقصود .... لذلك نقول وبثقة عالية أن الينبوع منبعه التوراة اليهودي والمتحكم بتدفق مياهه الآسنه لتلويث الحياة بقاذورات الأرهاب والعنف والحروب هم اليهود ، وهذا الينبوع الآسن سوف لا ولن يتوقف ما لم يتحقق حلم اليهود التوراتي ويعترف بذلك الآخرين كحق إلاهي لهم ، وأن يقف المجتمع البشري برمته ذليلاً وصاغراً لأرادتهم .... الينبوع الذي تقصده في مقالك الآنف الذكر بحسب فهمي لقصدك هو من صنع اليهود ومستوحي من روح التوراة وليس من مصدر آخر ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

166
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية الصادقة
مقالكم رائع من حيث وصفكم للأحداث بسخرية ناقدة إلا أنكم بالرغم من كل الوضوح في الطرح لا نفهم لماذا لم تضع اصبعكم على الجُرح من حيث منبع الأرهاب الذي لم ولن يمسه الأرهاب خلال السنوات الماضية ( أي كل من اسرائيل وإيران ) هل هي صدفة أم أنه هناك تعمد في الموضوع ؟ أم أنه هناك تحالف تاريخي إلاهي بين الأثنين ؟ .
اليهودية التوراتية بعثت أديان بأسم الأديان السماوية وجعلت من خلالها الأمم التي اعتنقتها وسيلة لأستعباد وإخضاع تلك الأمم وجعلها العصى الغليضة بيد بني اسرائيل لفرض هيمنتها وإرادتها على شعوب الأرض كافة لتحقيق حلمها التاريخي كون اليهود هم " شعب الله المختار " لأنه لهم " يهوه " في السماء يحميهم ويهوه آخر في الأرض وهو المال يفرض إرادتهم على الآخرين ... يا رابي نيسان الهوزي الوردة . 
القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وأخواتهم كلها من صنع اليهود ، طينها أمم الأرض وروحها الصهيونية بسلطة بمالها تتقاتل الأمم فيما بينها بوسائل مختلفة على سطح الأرض تقتل وتذبح وتغتصب وتنهب وتدمر من أجل هدف واحد ألا وهو خدمة بني اسرائيل .
أوروبا العجوزة التي عَقمتْ رجالها وباتت شقراواتها أرض خصبة للأنجاب أمام النازحين واللاجئين الغرباء القادمين إليها من كل صوب وحدب بسبب شهوة ونهم الرأسماليين فيها الى تضخيم الفوائد المالية على حساب عُقم رجالها بسبب صعوبة المعيشة لبناء العائلة وتجديدها ، وهكذا باتت أوروبا شبه خالية من التزاوج ومن ثم الأنجاب وباتت لقمة سائخة وسهلة لمتعة الأرهاب المستورد ....
كما كانت الحروب العالمية نتائج لظروف موضوعية تتعلق بالصراعات على المصالح الأقتصادية لقد بقيت المصالح هي هي ولكن وسائل الدفاع عنها تغيرت أشكالها وكان الأرهاب العالمي أحد أشكالها بعد الحروب الأقليمية .... والشيء الثابت والفاعل في كل الصراعات هو دور اليهود بمالهم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

167
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع خالص تحياتنا المعطرة
مقالكم رائع في أبعاده الوطنية الثورية لأنكم دعوتم فية الى شحذ الهمم وشحن المشاعر الوطنية للفقراء المظلومين للثورة ضد سراقهم ومستغلي ثروات الوطن بغير وجه حق وجعلوا من العراق الذي هو أغنى بلد في العالم بثرواته لأن يكون شعبه أفقر شعبٍ في العالم ... يا للمفارقة العجيبة الغريبة يا رابي هنري !!!!....إن هذه التظاهرات كانت نتيجة منطقية وطبيعية ومتوقعة وأن تنطلق في أية لحظة لما آلت إلية الظروف السياسية والمعاشية وانتشار الفساد والبطالة والجريمة التي عم البلاد في ظل غياب سلطة القانون وسيادة سلطة السلاح المنفلت من سيطرة الدولة ، وأملنا أن تتطور وتتحول هذه التظاهرات الى ثورة شعبية عارمة لقلع جذور الفساد والفاسدين من سراق المال العام ، هؤلاء الذين أفقروا البلاد وخانوا الأمانة واستعبدوا العباد وجعلوا الشعب يشحذ لقمة عيشه بمذلة وفقدان الكرامة في أوطان النزوح والمهاجر الغريبة .
لقد آن الأوان لهؤلاء الذين عبثوا بمقدرات الوطن وأفقروه أن يعيدوا النظر بسلوكهم وأن يدركوا بأنه ليس أمامهم فرصة للأستمرار في نهب البلاد وأفقار العِباد بل عليهم إن هم حريصين على حياتهم وحياة عوائلهم ومستقبلهم أن يرحلوا وأن يسلموا إدارة البلاد الى أصحابه الشرعيين     أن يتركوهم لأن يقرروا مصيرهم .... هذه التظاهرات أعطت مؤشرين مهمين لمن يعرف قرأة خارطة الأحداث السياسية للعراق ولمن لا يعرف فن السياسة ، وهذين المؤشرين اللذين انعكست في شعارات وهتافات الجماهير العراقية المنتفضة في وسط وجنوب العراق ذي الغالبية الشيعية هي :
أولاًً : حرق المقرات الحزبية للأحزاب الأسلامية الشيعية كان معناه أن وجود هذه الأحزاب بات مرفوضاً وغير مقبولاً بعد الفشل الذي تجاوز الخمسة عشر عاماً من الفساد الذي مارسوه بحق الشعب والوطن .
ثانياً : حرق صور الأمام الخميني وإطلاق الشعار " إيران بره بره البصرة تبقى حرة " ودعوات المواطنين الى وقف الأسترادات من إيران بعد قطع التيار الكهربائي عن العراق كل هذا يعني أن العراقيين يرفضون الوجود والتدخل الأيراني في شؤونهم .
هذين المؤشرين واضحين يتطلب من الأحزاب المتنفذة في الحكم التوقف عندها ملياً وإعادة النظر بحساباتهم السياسية الحاضرة والمستقبلية .... يجب أن يبقى العراق أولاً فوق كل الأعتبارات والأولويات في كل الحسابات وإلا لا مكان لمن يغض النظر عن هذا المبدأ في حكم العراق ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
[/color]

168
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ آشـــــور قرياقوس ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شكراً لكم على سؤآلكم عن صحتنا وعن زيارتنا الى الولايات المتحدة التي كانت زيارة للأهل والأقارب والأصدقاء القدامى من أعضاء النادي الثقافي الآثوري ، وكانت زيارة خالية من أي نشاط سياسي ، وكانت زيارة الراحة والأستجمام بعيدة عن مشاكسات السياسة ... نحن بخير ونتمنى لكم والعائلة الكريمة دوام الصحة والعافية والتوفيق في عملكم .
نشكر إجابتكم على مداخلتنا على مقالكم الرائع ..... أستاذنا العزيز آشـــــور ... من طبيعة كل الأحزاب ذات التوجهات الشمولية أنها تعتبر كل نقد لأخطائها تهجماً عليها وعلى رموزها وإساءة عليها وانتقاصاً منها ، إنها تنظيمات لا تقبل النقد ولا تتعاطى معه بالرغم من كون النقد في العمل السياسي بمثابة فلتر لتنقية سلوكها من الأخطاء إلا أنها تعتبره تجريحاً لا يغتفر له ... وهنا وبحكم هذه الطبيعة الغبية تنبري مجموعة الأبواق المأجورة الأرتزاقية والطبول الفارغة المطبلة لباطل قادتها ووعاظ السلاطين ومحامي الشيطان تزعق وتنعق في كل زاوية مُعتمة منقبين الوجوه الكالحة يكيلون التهجم والأساءة بكل ما أنزل من سلطان بحق الناقدين لأنحرافات وأخطاء وحتى خيانات هذه التنظيمات وقادتها وتعاونهم مع الأعداء وكيل المديح لهم وتبرئة خياناتهم وتبرير أخطائهم ، هؤلاء يشكلون جزءاً من عوامل التي تهيئ أجواء الأنهيارات لهذه التنظيمات عاجلاً أم آجلاً ... النقد عند هذه التنظيمات هو جريمة بحقها لأنها ترى في نفسها هي لوحدها من تمتلك الحقيقة المطلقة وغيرها على باطل هكذا هي فلسفتها السياسة في العمل وهذا هو نهجها في التعاطي والتعامل مع الآخر المختلف معها أو الناقد لها .
أستاذنا العزيز آشور .... لنا مقالين حالياً منشورين في هذا الموقع يخصان الموضوع ذاته أي ما يسبب في انهيار التنظيمات ذات النهج الشمولي ، حبذا لو تطلعون عليها إن سمح لكم وقتكم الثمين وهما كما يلي :
* العلاقة بين الديمقراطية والمركزية في العمل السياسي
* المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي ، أين تنظيماتنا القومية والوطنية منه .. ؟؟

              دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

169
المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي
أين تنظيماتنا القومية والوطنية منه ... ؟؟
خوشابا سولاقا
هناك مبادئ أساسية معروفة لكل العاملين في مجال عمل التنظيمات السياسية بكل تنوعاتها الأيديولوجية يجب أن تعتمد في قيادة هذه التنظيمات الحزبية السياسية ألا وهي ، الديمقراطية والمركزية ، النقد والنقد الذاتي ، خضوع الأقلية للأكثرية ، الألتزام الصارم في تنفيذ القرارات الحزبية الصادرة من هيئات التنظيم القيادية تدرجاً من الأعلى الى الأدنى بدقة ، وغيرها من المبادئ والتقاليد والسياقات التنظيمية التي تُقوي من وحدة التنظيم الداخلية الفكرية والتنظيمية وتزيد من تماسكه وتعزيز دوره وفعاليته في المواجهة والتصدي للتحديات التي تواجهه في ساحة عمله النضالي من أجل إنجاز مهماته الأستراتيجية المحددة وتحقيق أهدافه ، وياتي في مقدمة هذه المبادئ الألتزام الصارم بالقواعد التنظيمية الداخلية المعتمدة في حياة التنظيم السياسي ، ولكن بالرغم من أهمية كل ما تم ذكره من المبادئ والقواعد والسياقات التنظيمية يبقى مبدأ " القيادة الجماعية الديمقراطية " هو المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي ( أي تنظيم كان ) وحيوته وتجدده لتجاوز كل عوامل الضعف والتفكك التي تحصل أثناء العمل في هذا المفصل أو ذاك ، وعليه سنتناول هنا بشيء من التفصيل هذا الموضوع لأهميته الحيوية في بنيان وديمومة الوحدة الفكرية والتنظيمية واستمرار تنامي وتجدد القدرات للتنظيمات السياسية مع تنامي وتجدد متطلبات الحياة الاجتماعية  للمجتمع ومدى التزام تنظيماتنا السياسية القومية ( تنظيمات أمتنا ) بشكل خاص وتنظيماتنا الوطنية العراقية بشكل عام بهذا المبدأ عملياً في حياتها وأين موقعها منه على وجه التحديد .
إن القيادة الجماعية المتجانسة فكرياً في فهمها ورؤيتها وتحليلاتها لمستجدات وتطورات الحياة الاجتماعية ومقتضيات العمل السياسي التنظيمي لمواجهة ما يحصل من المتغيرات هي احدى أهم مبادئ القيادة الحزبية الناجحة ، ولقد بينتْ وأثبتتْ التجارب الطويلة للتنظيمات السياسية في مختلف البلدان وعبر مختلف الظروف التاريخية لحياة الشعوب أنه فقط بالمحافظة على هذا المبدأ المهم وبالارتكاز عليه والتمسك النزيه والحازم والصارم بقيَمِهِ ومنهجه فقط يمكن إطلاق وتوجيه المبادرات الخلاقة لكوادر التنظيم ومنظماته السياسية والمهنية بمرونة وإبداع خلاق وتحليل الوضع القائم بشكل علمي صحيح وتقييم نتائج العمل المنفذ بشكل موضوعي لأستنتاج المطلوب لأستمرار المواجهة مع تحديات الواقع ، وبغير ذلك سيكون الفشل هو المصير المحتم لعمل التنظيم .
إن القرارات المتخذة جماعياً تعطي قوة كبيرة وزخم هائل لقيادة التنظيم وتسمح في ذات الوقت بتوحيد وجمع مواهب وخبرات المنخرطين في تنظيماته السياسية والمهنية بكل مستوياتهم ، وتحمي أيضاً هيآته وقادتها من عوامل الضعف والوهن والخلل والزلل والعمل بعشوائية وانتقائية ومن اللجوء الى أنصاف الحلول التوفيقية والأحادية الجانب عند إتخاذها للقرارات الأستراتيجية الحاسمة .
إن توافق الأراء بحرية وبأسلوب ديمقراطي خيراً من قرارات فردية تتخذ من قبل هذا المستبد الديكتاتوري أو ذاك مهما يكون مستوى ذكائه وفطنته في تحليل الأوضاع وتقييمها وتقديم المعالجات الصائبة السليمة .
إن مبدأ القيادة الجماعية هو شرط أساسي لا غنى عنه للنشاط الطبيعي لأي تنظيم سياسي ينشد الديمومة والاستمرار قوياً بكل منظماته السياسية والمهنية ويسعى الى تربية الملاكات الحزبية المقتدرة المستقبلية بصورة صحيحة وممنهجة للعمل بين صفوف الجماهير بصورة فعالة ومؤثرة لتأطير نشاط أعضاء التنظيم وفعاليتهم الذاتية بصورة دائمة ومستمرة .
إن الأساس الذي يجب أن يستند إليه مبدأ القيادة الجماعية في التنظيم السياسي هو تبني النظرية الفكرية العقائدية التي يسترشد بها وبفكرها ويعتمدها والتي بغيابها  يبقى التنظيم مجرد جسد من دون طاقة محركة التي عليها يرتكز أصلاً الدور الحاسم الذي تلعبه الجماهير الشعبية في العملية التاريخية لأعادة صياغة قواعد ومبادئ الحياة الاجتماعية التي يناضل التنظيم من أجل تجديدها وتغييرها نحو الأفضل .
على الجماهير هنا كصانعة للتاريخ أن تَدرُك دورها التاريخي كشرط حاسم في بناء المجتمع الجديد بقيادة تنظيم سياسي يتمتع بقيادة جماعية ونظرية فكرية عقائدية يسترشد بمنطلقاتها ، وإن كل ذلك لا يتحقق إلا من خلال الأبداع الجماعي الخلاق لها وفي تدفق طاقتها التي لا تَنفذْ وفي تجربتها المليئة بالحكمة والخبرة المستنبطة من معاناة ومخاض الحياة اليومية لها في ظل وجود هكذا تنظيم .
عليه فإن القيادة الجماعية بطبيعة الحال تنبثق من صميم طبيعة التنظيم الجماهيري الذي رشحتهُ الجماهير لأن يكون القائد السياسي لها لينظمها ويربيها على أسس العمل الجماعي المنظم لكي يقودها بنجاح ، ولكي يلعبُ التنظيم دوره القيادي السياسي التاريخي في عملية التغيير ينبغي عليه أن يستند في عمله بكامله على مرتكزات ديمقراطية حقيقية ليتواصل إرتباطه الجدلي مع الجماهير ، أي بمعنى هناك علاقة جدلية تكاملية بين القيادة الجماعية والنظرية الفكرية العقائدية للتنظيم وبين الجماهير ، ومن دون هذه العلاقة يتحول التنظيم الى مجرد جمعية أو نادي إجتماعي ليس إلا  .
القيادة الجماعية الحقيقية هي تلك القيادة التي تؤمن بصورة مطلقة بضرورة وجود الرصانة والشفافية والأمانة في وضع القرارات المتخذة من قبل التنظيم موضع التنفيذ الكامل دون تأخير أو تلكؤ أو تأجيل ، أي بمعني أن كل قرار يجب أن ينفذ في زمانه ومكانه المحدد وفق الآليات المقررة سلفاً ، وأن تؤمن القيادة بمبدأ تطوير التنظيم كأرقى  شكل من أشكال التحول الاجتماعي وكقوة قائدة لأنجاز الثورة الاجتماعية في المجتمع .
من خلال مبادئ العمل الجماعي وسياقاته داخل التنظيم وفي مجرى المعالجات للأحداث المستجدة في مسيرته النضالية  وفي ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي بحرية وأمانة وشفافية بين أعضاء القيادة من جهة وبين القيادة واجماهير من جهة ثانية تتكون وتتبلور السِمات النضالية الحقيقية للمناضلين السياسيين من الطراز المبدع والخلاق التي يحتاجها التنظيم الثوري الحقيقي لأنجاز الثورة الأجتماعية المنتظرة في المجتمع .
إن مبدأ القيادة الجماعية المتجانسة فكرياً هو لوحده فقط يتجاوب مع متطلبات استمرار وديمومة التنظيم قوياً وديناميكياً موحداً ويصونه ويحافظ على وحدته الفكرية والتنظيمية وبالتالي إبعاده عن الأخطاء والمنزلقات الخطيرة التي تحصل أحياناً في حياة التنظيمات السياسية عند هذا المنعطف أو ذاك خلال المسيرة  النضالية لها .
ومن شروط ومستلزمات تحقيق القيادة الجماعية للتنظيم السياسي ينبغي أن يتوفر في صفوف أعضائه مناخاً مناسباً من الحرية وجواً من الديمقراطية الحقيقية للتبادل الحر في الأفكار والأراء والمناقشات المفتوحة والحوارات الصريحة في كل شأن من الشؤون وبقدر عال من الشفافية والمصارحة والمكاشفة ، وأن لا يحق لأي عضو في القيادة أن يحاول فرض رأيه أو وجهة نظره بالقوة وأساليب المراوغة والخديعة والمكر على الآخرين مهما كان موقعه في القيادة أو أن يضع نفسه فوق الجماعة ، لأن ظهور أو وجود مثل هذه النزعة تقود الى ظهور نزعة قيادة فردية استبدادية ، وبالتالي تظهر ظاهرة تأليه وعبادة الفرد ومن ثم قيام ديكتاتورية فردية مقيتة بدلاً من ترسيخ مبدأ القيادة الجماعية الديمقراطية ، وسيادة الديكتاتورية  ستلغي مبدأ الديمقراطية لحساب ترسيخ المركزية الصارمة في إتخاذ القرارات داخل التنظيم ، وستلغي مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية في حياة التنظيم الحزبي وهذا يعتبر أخطر ظاهرة تهدد كيان التنظيم السياسي الحزبي في المحافظة على وحدته الفكرية والتنظيمية وتقوده بالتالي الى التفكك والأنحلال ثم الأنهيار ، وعليه إذا رأت الهيئة القيادية للتنظيم أن وجهة نظر أحد أعضائها القياديين مهما كان موقعه بينهم بما فيهم رأس الهرم التنظيمي غير صائبة وذات توجهات انفرادية عندها يكون من واجب هذه الهيئة معالجة وكبح هذه النزعة بإلزام هذا العضو بالخضوع لإرادة الأكثرية ومنعه بكل الوسائل من القيام بالتبشير بوجهة نظره الشخصية على حساب رأي الأكثرية في القيادة ..
بتأمين هذا الشرط تعكس القرارات المتخذة فعلاً التجربة والخبرة والمعرفة الجماعية المتوفرة لدى الهيئة القيادية للتنظيم الحزبي المستوحات من من إرادة الجماهير الشعبية .
هكذا تعتبر القيادة الجماعية للتنظيم الحزبي والمرتكزة على النظرية العقائدية التي يتبناها هي المبدأ الأساسي في القيادة السياسية التي تتيح الفرصة المؤاتية لتحقيق كافة الأهداف التي حددها التنظيم الحزبي في برنامجه السياسي ، وعليه يكون فرضاً على الجميع في التنظيم الحزبي أن تحرص أشد الحرص على أن تنفذ قرارات التنظيم الحزبي الصادرة من المؤتمرات العامة والأجتماعات الموسعة والكونفرنسات الحزبية بدقة من قبل الجميع كل حسب موقعه وبقدر ما يمليه عليه ذلك الموقع من الواجبات والألتزامات التنظيمية الحزبية ، وعلى أن تعمل كل الهيئات الحزبية وفق مبدأ القيادة الجماعية بصورة طبيعية وعلى أن لا تَحِل الأعتبارات الشخصية وعلاقات المحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة والولاءآت للخصوصيات الاجتماعية وتأثير المصالح والمنافع الشخصية مَحَلْ قراراتها الحزبية المتخذة جماعياً لصالح قضية عليا مشتركة قومية كانت أم وطنية في عملها التنظيمي .
أما في مجال بناء كوادر حزبية مقتدرة لتولي مهام القيادة الجماعية لهيئات التنظيم الحزبي من أعلى مستوى الى أدناها مستقبلاً ينبغي على التنظيم الحزبي بأسره وقياداته العليا بشكل خاص أن تهيئ بصورة دائبة ومنتظمة ومستمرة أشخاص أكفاء لتولي قيادة هذه الهيئات ، وأن ينظر بإمعان الى نشاطات كل مرشح الى هذا المنصب القيادي العالي ، وأن يُعرف أيضاً سماتهم الشخصية وميزاتهم وأخطائهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم خلال مسيرتهم النضالية في التنظيم الحزبي والمجتمع قبل توليهم لمهام ذلك المنصب .
بهذه الصورة وبها فقط تعطى لجماهير المناضلين من أعضاء التنظيم السياسي وموآزريه وأصدقائه قوة التأثير في التنظيم الحزبي وليس عن طريق الأختيار الكيفي من قبل حلقة ضيقة وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية وعلاقات القرابة وغيرها من الخصوصيات ، وإنما بتأمين الأمكانية الكافية لمعرفة المؤهلين والأكفاء لتولي تلك المواقع القيادية ووضع كل شخص منهم في المكان المناسب له وفق معايير االكفاءة والمقدرة والنزاهة وحسن السلوك ونكران الذات والأستعداد للتضحية وسمو الأخلاق وقوة الشخصية ( الكاريزمة ) .
إن العمل الجاد لجذب واستقطاب أوسع قاعدة من جماهير التنظيم الحزبي للمشاركة في صياغة وصناعة القرارات المهمة واستخلاص رأي الأكثرية منها والأستناد عليها والتعبير عن إرادتها ورأيها هو مبدأ تنظيمي وأساسي لحياة التنظيم الحزبي ، لأن ذلك يضمن الوصول الى قرارات ناضجة وصائبة تعبر عن إرادة الأكثرية ، وأن تهميش وإقصاء وخرق هذا المبدأ في الحياة الحزبية يؤدي لا محال الى إنفصال قيادات التنظيم الحزبي على كافة المستويات في الهيكل التنظيمي  للتنظيم وقادة هيئآته المختلفة عن الجماهير الحزبية وبالتالي يؤدي الى تبني قرارات غير مدروسة وخاطئة تؤدي الى إخفاق التنظيم الحزبي في تحقيق أهدافه المرسومة في منهاجه السياسي .
إن الطريقة العلمية التي يجب إتباعها لمعالجة قضايا القيادة الجماعية في التنظيم السياسي تفترض أيضاً الحل الصائب لمعالجة القضايا المتعلقة بهيبة وشخصية قادة وزعماء التنظيمات المهنية التي تمثل في نشاطها المهني التنظيم السياسي الذي انبثقت منه ، وإن تلك المعالجات سوف لا تهمش الدور الهام الذي تلعبه قيادات هذه التنظيمات في إعادة بناء مجتمع جديد على أسس جديدة وفق رؤية التنظيم السياسي ، بل ستعزز هذا الدور وتدعمه .
إن تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في عمل كل الهيئات الحزبية المنتخبة ديمقراطياً وفق الأصول والسياقات التنظيمية وتأمين عملها المنتظم والمنسجم مع النظرية العقائدية للتنظيم يجب أن يبقى دائماً موضع إهتمام الحزب وأن يعتمد مبدأ القيادة الجماعية كقانون أساسي في حياة الحزب الداخلية وكشرط ضروري لنشاط منظمات التنظيم الطبيعي .
إن فلسفة عبادة الفرد وخرق قواعد الديمقراطية داخل التنظيم الحزبي ينتج عنها ما لا يمكن أن يسمح به في حياة التنظيم الداخلية لأنها تتناقض مع المبادئ والقواعد التنظيمية الداخلية لحياة التنظيم . حيث على التنظيم أن يتمسك بهذه المبادئ بحزم لضمان ديمومة القيادة الجماعية في العمل التنظيمي وأن يتم تثبيت ذلك في النظام الداخلي ويطبق بحذافيره بدءاً بأصغر وحدة تنظيمية في القاعدة وإنتهاءاً بأعلى هيئة قيادية في قِمة الهرم للهيكل التنظيمي للتنظيم بحزم وصرامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع .
ويقتضي من تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في العمل السياسي المنظم بأن يبادر أعضاء التنظيم على كل المستويات التنظيمية الى توجيه النقد بغرض تقويم وإصلاح هذا القائد أو ذاك في الوقت المناسب عندما تقتضي الضرورة ذلك وفق القواعد والسياقات التنظيمية وأن لا يفسحوا المجال لأن تتحول السلوكيات الشخصية الخاطئة الى أخطاء قاتلة للتنظيم من دون أن يكون هناك أية روادع وإجراءات تعيق هكذا ممارسة في توجيه النقد بغرض تقويم القائد الذي ينحرف عن مبادئ التنظيم .
كما ينبغي على القادة الإصغاء بروح نضالية حزبية الى الملاحظات الأنتقادية التي توجه إليهم وأن يتقبلوا تلك الأنتقادات بصدر رحب وبروح رياضية وأن يتخذوا الأجراءات والتدابير الضرورية لتقويم عيوبهم وسلوكهم ذاتياً وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي ، وأن تتخذ المعالجات الصائبة والسريعة لوضع حد للأخطاء التي يرتكبها هذا القائد أو ذاك في الهيئات القيادية وعلى مختلف مستويات المسؤولية في التنظيم الحزبي طابعاً تثقيفياً شاملاً ، وعليه تبقى الثقافة الذاتية التنظيمية  والسياسية والاجتماعية للفرد في التنظيم الحزبي هي المصدر والمنبع لبناء كوادر مقتدرة قادرة على تقبل مبادئ وقواعد وشروط القيادة الجماعية بمفهومها السياسي الواسع من دون مضاعفات سلبية .
وكل ما ذكرناه بشأن القيادة الجماعية وأهميتها الأستراتيجية في العمل التنظيمي السياسي وتَصدر أولويتها على غيرها من الأولويات المبدئية في عمل التنظيم السياسي نراه بجلاء غائباً بشكل مطلق في حياة كل تنظيماتنا السياسية التي تدعي القومية العاملة في ساحة أمتنا بكل مكوناتها ومختلف تسمياتها وتصنيفاتها مع الأسف الشديد ، حيث نرى بالمقابل القيادات لهذه الأحزاب في حالة من التشرذم والتفكك والصراعات والمناكفات وتبادل التهم غير المبررة ونزوعهم الى التفرد بالرأي والقرار في كل شأن من شؤون أمتنا ، كل ذلك من أجل المصالح والمكاسب والمنافع الشخصية الأنانية التي  تُؤمِنُها وتَمنحُها لهم هذه التنظيمات من خلال المشاركة الرمزية المذلة في مؤسسات السلطات الرسمية على حساب المصلحة القومية العليا لأمتنا ، إضافة الى غياب الثقافة السياسية لدى أغلب الكوادر الرئيسية من الخط الأول والثاني في الهيكل التنظيمي لهذه التنظيمات بسبب عدم إهتمام ورغبة تلك القيادات لخلق وبناء كوادر مثقفة ومؤهلة ومقتدرة للمستقبل لكي تَضمُنْ لنفسها استمرارهم وبقائهم الى أطول فترة ممكنة في تصدر قيادات المشهد السياسي لأمتنا والأستفادة القصوى من الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً . وكذلك هو الحال في معظم التنظيمات الوطنية العراقية المتنفذة لكل المكونات الأخرى للشعب العراقي .

خوشــــابا ســـــولاقا
17 / تموز / 2-18 م

170
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ آشور قرياقوس ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
قرأنا مقالكم الذي جذبنا عنوانه على قرأته إلا أننا لم نجد فيه ما يناسب ويجاري هذا العنوان الذي أحسنتم اختياره ، وما تلمسناه فيه هو أنكم تجنبتم عن قصد الدخول في جوهر الأسباب التي أدت الى وصول هذا التنظيم الى حالة شبه الأنهيار كتنظيم سياسي قومي جماهيري آشوري وأشرتم الى ذلك بأنه تنبيه او تنويه الى ما لا تتمنونه أن يحصل لهذا التنظيم الذي عقدت عليه آمال الكثيرين من أبناء أمتنا الآشورية .
تطرقتم الى سببين مهمين وطلبتم إعادة النظر في النظام الداخلي والمنهاج السياسي لهذا التنظيم وهنا خيراً فعلتم ولكن المشكلة ليست فقط في هاتين النقطتين وكونهما ظواهر طارئة طرأت على حياة هذا التنظيم بل هي ظواهر متأصلة في عقلية معظم مؤسسي وقادة هذا التنظيم منذ تأسيسه في السبعينيات من القرن الماضي ولكنها كانت كالنار تحت الرماد إلا أنها بعد تشكيل أول حكومة للأقليم في المنطقة الآمنة في سنة 1991 م وسقوط النظام البعثي سنة 2003 م استفحلت وتصاعدت الخلافات والصراعات على المنافع الشخصية من خلال الترشح للمناصب في الحكومة الأتحادية والأقليم ومحاولات الأستحواذ من قبل البعض عليها والأستمرار في المواقع كأنها توريث ملكي من قبل قيادة هذا التنظيم وحصرها في المقربين من القيادة عشائريا ومن الأنتهازيين المداهنين للقيادة أو وفق اعتبارات وحسابات خاصة تخص قياة التنظيم ، وعلى ضوء هذا النهج جرت إقصاءآت وابعاد الكثيرين من العناصر الكفوءة والمخلصة وبذلك تم إقصاء كل القيادات التاريخية المعروفة بالكامل لهذا التنظيم بعد سنة 2010 وانتهى الأمر بالأنشقاق وتأسيس حزب أبناء النهرين . 
أقولها بكل صدق وصراحة أن السبب الرئيسي لكل تداعيات واخفاقات هذا التنظيم والسير نحو الأنهيار هو غياب القيادة الجماعية الحقيقية المؤمنة بالعمل القومي الجماهيري التي تجعل من التنظيم كيان حي وديناميكي منسجماً وموحداً وقوياً تنظيمياً وفكرياً ، وليست تلك القيادة التي تسعى الى جعل التنظيم وسيلة لتحقيق مصالح ومآرب وغايات شخصية وتحقيق مجد شخصي لصنع قائد الضرورة واالزعيم الأوحد والوحيد على طريقة صدام حسين ، وقادة حزب أبناء النهرين لم يكُن أمامهم من خيار أفضل لوضع حد لهذه النزعة الأنفرادية الأنانية التي هيمنت على عقل وتفكير قيادة ما يسمى اليوم بزوعا الذي لم يبقى منه إلا الأسم ، وما حصل لحد الآن وما قد يحصل في المستقبل لهذا التنظيم هو النتيجة الطبيعية لهذ النهج والسلوك المتخلف ، لماذا نلقي باللوم على من كانوا ضحية هذا النهج كنتيجة ونبرئ من كان السبب ؟؟ .
أستاذنا العزيز آشــــور .... أية مشكلة لا يمكن حلها وتخطيها من خلال الترقيع المؤقت وتقديم الحلول الوسطية التوفيقية على طريقة مسك العصا من المنتصف والسعي الى المساواة بين الضحية والجلاد بل يتم من خلال استئصال أسبابها وجذورها ومحاسبة مسببيها ... هذا التنظيم منهار عملياً بحكم هذا الواقع وكانت نتائج الأنتخابات الأخيرة خير دليل على ذلك وسنشهد تكرار ذلك في انتخابات الأقليم القادمة في شهر أيلول المقبل .... فهل سيرعوي المسببين ؟؟ .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......
                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

171
العلاقة بين الديمقراطية والمركزية في العمل السياسي

خوشــا با ســولاقا

إن مفهومي الديمقراطية والمركزية مفهومين سياسيين وفلسفيين مترابطين بعلاقة جدلية وهما في حالة من المد والجزر وفق الظروف الموضوعية والذاتية لساحة العمل ... إنهما مفوهمان يُعتمدان في أي عمل سياسي منظم سواءً كان ذلك العمل على مستوى التنظيمات والأحزاب السياسية أو على مستوى الإدارة السياسية لشؤون الدولة ، وذلك من خلال إعتماد آليات تجعل فعلهما مترابط ومتكامل لبعضهما البعض ويكونا متداخلين أحياناً ومتعارضين بنسب متفاوتة أحياناً أخرى حسب متطلبات تكتيك تحقيق الأهداف المرحلية والإستراتيجية للعمل السياسي ، ولكن في كل الأحوال وفي كل الظروف أن فعل أحداهما يكون إمتداداً وتكاملاً لفعل الآخر ولا يلغيان بعضهما البعض في أي حال من الأحوال بشكل مطلق ، ولكن يتعايشان في حالة من المد والجزر كما ذكرنا وفقاً للظروف الذاتية والموضوعية المحيطة . 

الديمقراطية : في حالة إعتماد الممارسة الديمقراطية كنهج في العمل السياسي يعني بالضرورة الأنفتاح على أوسع قاعدة ممكنة من الأفراد من ذوي العلاقة من المنخرطين في العمل سواءً كان ذلك في التنظيم السياسي أو في ادارة شؤون الدولة لغرض مشاركة رأي الأكثرية في بلورة وصنع القرار الأستراتيجي الذي يحدد الإطار العام وأهداف وآليات العمل عبر حوار ومناقشات للأراء المتعددة والمختلفة في مضامينها ومن دون تهميش وإقصاء وإلغاء أي رأي من الأراء  من أجل الوصول في النهاية الى الرأي المشترك الجامع والسديد .

في ظل هذه الممارسة ، أي الديمقراطية التي يكاد أن يكون فيها مساحة ممارسة المركزية في صنع القرار قد وصل الى مستواه الأدنى ، ويكاد أن يكون فعلها المؤثر في صنع القرار الأستراتيجي قد تلاشى وإنصهر في بوتقة وحدة الرأي الجامع للأكثرية .   
المركزية : بشكل عام في حالة إعتماد نهج الممارسة المركزية في العمل السياسي يعني تركيز أو حصر الصلاحيات والسلطة أي سلطة القرار بحلقة ضيقة من القيادات العليا من المقربين لرأس الهرم في التنظيم السياسي أو بالرأس الأعلى في إدارة شؤون الدولة ، وقد تحصر الصلاحيات والسلطة والقرار أحياناً بشخص واحد ، وهذا يكون أسوء ما في السلطة والأدارة المركزية لأن هذه الظاهرة المقيتة تنتهي طبيعياً بظهور الديكتاتورية الاستبدادية الفردية التي تلغي كل مظاهر الديمقراطية عملياً ولا يبقى لها أي مظهر من المظاهر في الحياة الحزبية أو في الأدارة السياسية للدولة من حيث الممارسة العملية في سياقات العمل المعتمدة . 
تتعايش ممارسة الديمقراطية والمركزية معاً في الحياة العملية السياسية الحزبية والادارية لشؤون الدولة في حالة من المد والجزر وفقاً لمستوى نضج الوعي الثقافي والقانوني والسياسي للأفراد المنخرطين في العمل والمتواجدين في الساحة المعنية . فعندما يكون مستوى نضج الوعي الثقافي للأفراد عالياً تكون هناك استجابة لمتطلبات تطبيق القانون في الحياة عالية المستوى أيضاً كماً ونوعاً ، وعندها سوف يكون هناك مداً كبيراً لصالح الممارسة الديمقراطية ، بالمقابل يكون هناك جزراً كبيراً يقوض من فعل ممارسة المركزية الصارمة ، وعندما يكون مستوى نضج الوعي الثقافي للأفراد متدنياً يكون مستوى الأستجابة لروح تطبيق القانون في الحياة السياسية متدنياً أيضاً كماً ونوعاً ، وعندها يحصل جزرا كبيراً في فعل الممارسة الديمقراطية على حساب مداً كبيراً في فعل الممارسة المركزية الصارمة في الساحة السياسية من أجل ضبط الأوضاع المنفلتة على أرض الواقع ومحاولة إبقائها في إطارها المحدد والمقبول على الأقل بحدوده الدنيا في حدود القانون .

هكذا يبقى قانون فعل هذان المفهومان في الحياة السياسية الحزبية أو في إدارة شؤون الدولة مرتبط إرتباطاً عضوياً وثيقاً في علاقة جدلية تكاملية بمستوى نضج الوعي الثقافي الجمعي للأفراد المنخرطين في العمل في الساحة المعنية أيضاً في حالة المد والجزر .
هنالك حالات وسطية بين المد الكامل والجزر الكامل لهذان المفهومان ، حيث يكون هناك مَداً مُحدداً في مجالات معينة لتطبيق الممارسة الديمقراطية ويقابله جزراً محدداً في ذات الوقت لتطبيق الممارسة المركزية ، وحالات أخرى على العكس من ذلك تماماً ، وهناك حالات يحصل فيها توازي أو توازن بين الحالتين .

السياسي الناجح والبارع ورجل الدولة الناجح والبارع هو الذي يتمكن من تشخيص دور وقوة الظروف الذاتية والموضوعية وحجم الأمكانيات المتاحة وتحديد الزمان والمكان المناسبان وتحديد إتجاه القوى الفاعلة في الأحداث على أرض الواقع وبالتالي يتمكن من تحديد ورسم الحدود الفاصلة بين ممارسة الديمقراطية والمركزية على خارطة ساحة العمل السياسي لغرض التمكن من التحكم العقلاني الممنهج بتوجيه دفة تسيير العملية السياسية في التنظيم السياسي أو في الأدارة السياسية للدولة بشكل سليم وفق متطلبات تنفيذ القرار الأستراتيجي وتحقيق الأهداف المرسومة ، حيث يتمكن من خلال هذه الرؤية أن يجعل من الديمقراطية كابحاً قوياً للمركزية الصارمة لمنع ظهور الديكتاتورية الأستبدادية للفرد القائد للحزب أو للدولة ، وأن يجعل من المركزية الايجابية كابحاً للديمقراطية العبثية المنفلته لمنع ظهور نظام الفوضى والجريمة للغوغاء . هكذا نرى أن متطلبات تطبيق الديمقراطية الايجابية أو تطبيق المركزية الايجابية كنهج في ساحة العمل السياسي تتغير وفقاً لتغير متطلبات الحياة في الساحة ، ويتبعها أيضاً تَغَير في آليات العمل وسياقاته المعتمدة لأجل إبقاء عملية الأصلاح والتطوير في البنى الاجتماعية والأقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها في المجتمع في مسارها الصحيح والمحدد سلفاً في القرار الأستراتيجي للتنظيم السياسي أو للأدارة العليا للدولة ، وبعكسه سوف يصيب العمل برمته بالفشل المحتم .

عليه فإن تغليب الممارسة الديمقراطية على الممارسة المركزية بشكل مطلق في العمل السياسي أي كان العمل يؤدي الى إشاعة الحرية الفردية المفرطة والمنفلتة وبالتالي غياب سلطة القانون وسيادة نظام الفوضى والتي في ظلها يكون المناخ مهيئاً وخصباً لظهور الجريمة الأجتماعية بكل أشكالها بما فيها الجريمة المنظمة من خلال عصابات المافية والفساد المالي والأداري في أجهزة التنظيم السياسي أو في أجهزة الدولة على حدٍ سواء ، وهذا بحد ذاته يشكل خطراً يهدد أمن المجتمع واستقراره وخصوصاً في المجتمعات ذات المستوى الثقافي والوعي الأجتماعي الجمعي المتدني أو المتوسط .

وعليه في هذه الحالة يكون لوجود مركزية بمستوى معين ومسيطر عليها ضمن أطر قانونية ضرورة اجتماعية حتمية للمحافظة على التوازن الأمني والسلم الأهلي الاجتماعي في المجتمع ، ففي مثل هذه الحالة وفي ظل هكذا ظروف يكون تعايش الديمقراطية والمركزية على ساحة واحدة أمراً محتماً وضرورياً يفرضه واقع الحال للحياة ..
أما في حالة تغليب الممارسة المركزية الصارمة تحت طائلة أي ظرف من الظروف السياسية والاجتماعية فإن ذلك يؤدي الى تركيز وتمركز السلطة في يد فئة قليلة في قيادة التنظيم السياسي المعين على مستوى الحزب أو في قيادة الدولة إن كان ذلك على مستوى الإدارة السياسية للدولة فإن ذلك يشكل بالتالي تمهيداً لتشكيل سلطة وإدارة ديكتاتورية الفرد الواحد سواءً كان ذلك على مستوى رئيس أو الأمين العام للتنظيم السياسي أو على مستوى رئيس الدولة ، وظهور الديكتاتورية يعني إطلاق رصاصة الرحمة على جسد الديمقراطية وبالتالي القضاء على حرية الفرد وكبت الرأي الحر وكم الأفواه ومصادرة الأرادة الحرة لأفراد المجتمع وإقامة مجتمع الرعب والخوف والأرهاب والملاحقات السياسية والتصفيات الجسدية للخصوم والفقر والعوز والجريمة وإثراء الأقلية القليلة المسلطة من القيادة على حساب إفقار الأغلبية الساحقة من الشعب وزيادة بؤسها وشقائها والأمعان في إذلالها بلقمة عيشها مستغلة لسلطتها في إدارة الدولة لنهب وسرقة المال العام في ظل غياب المؤسسات الدستورية الممثلة لسلطة الشعب في الرقابة والمحاسبة والتي من المفروض أن تلاحق وتحاسب الحكومة في إدارة الدولة على كل خروقاتها وتجاوزاتها للقانون وحقوق الشعب ، ونفس الأمور تحصل داخل التنظيمات والأحزاب السياسية ذات الفكر والتوجهات الشمولية التي تُغلب مبدأ ممارسة المركزية الصارمة على مبدأ ممارسة الديمقراطية في عملها التنظيمي كما كان الحال في حزب البعث العربي الأشتراكي في العراق سابقاً وغيره من الأحزاب في بقية الدول العربية وكما كان عليه الحال أيضاً في الأحزاب الشيوعية والأشتراكية في المعسكر الأشتراكي حيث كانت ظاهرة تأليه وعبادة الفرد سائدة بقوة في قياداتها ، وبالمقابل كانت الممارسة الديمقراطية مغيبة كلياً عن حياة تلك الأحزاب وأنظمتها السياسية في إدارة بلدانها .
 
وخلاصة القول أن ممارسة الديمقراطية المطلقة والمركزية الصارمة مرفوضتان كنظام لتسيير التنظيم السياسي وإدارة شؤون الدولة لأنهما تخلقان مجتمعات لا يتوفر فيها الأمن والآمان والسلم الأهلي والحرية الفردية الايجابية وبالتالي الرخاء الأقتصادي والرفاه الاجتماعي والعيش الرغيد والكريم للمجتمع .

إن المطلوب والمقبول إجتماعياً وأخلاقياً وقانونياً وإنسانياً هو أن تتعايش الديمقراطية والمركزية معاً بشكل متوازن بينهما مد وجزر حسب متطلبات تأمين الحرية الفردية الايجابية للإنسان وغياب الجريمة بكل أشكالها وحماية حقوق الإنسان وحريته في الرأي وتأمين الرخاء الأقتصادي والرفاه الاجتماعي للمجتمع بكل مكوناته وطبقاته وشرائحه المختلفة ، وأن تكون السلطة كل السلطة والسيادة للقانون بمؤسساته الدستورية وحده دون سواه .

إن الأفراط في توسيع مساحة الممارسة الديمقراطية في ظل ضعف نضوج الوعي السياسي المجتمعي للمسؤولية تجاه الآخر وضعف الثقافة الديمقراطية على حساب التضييق على ممارسة المركزية يعتبر تطرف وإنه بالتالي امراً لا يخدم المجتمع والإنسان ، حيث يصبح الإنسان في ظل هذه الحالة كائن عبثي لا يعي نتائج سلوكه وعمله ولا يُقيم للأخلاق والسلوكيات الإنسانية أية إعتبار ولا يعطيها أية قيمة حضارية تمدنية ، حيث يصبح القتل والجريمة أعمال وسلوكيات مشاعة ومباحة وتصبح سمات للمجتمع الذي تسود فيه هكذا شكل من الممارسة الديمقراطية العبثية والسلبية في نتائجها النهائية ، حيث يكون المجتمع مجتمع تحكمه شريعة الغابة ، أي مجتمع كما يقول المثل المتداول " حارة كلمن إيدو الو " .

أما الافراط في ممارسة مركزية السلطة والقرار على حساب ترشيد الألتزام بقواعد ومبادئ الديمقراطية في العمل يعتبر أيضاً تطرف في منح الثقة والسلطة والصلاحيات لمن يسيء إستخدامها بتعسف ، وعندها تكون هذه الممارسة التعسفية للمركزية أمراً مرفوضاً لا يخدم هو الآخر المجتمع والإنسان لأن ذلك يؤدي حتماً الى ظهور الديكتاتورية الأستبدادية التي يتحول في ظلها الإنسان الحر الى عبد مطيع مسلوب الإرادة وفاقداً لإنسانيته ... حيث تتحول الحياة الحرة الكريمة للانسان الى حياة القهر والعبودية والؤس والشقاء يضطر فيها تحت طائلة الحاجة لأن يُتاجر بإنسانيته التي تعتبر أغلى قيمة في الوجود وأثمن رأسمال على الاطلاق .

في ضوء ما تم عرضه من شرح فإن المطلوب المقبول كما قلنا هو المجتمع المتوازن الذي فيه تتعايش الديمقراطية الايجابية المعتدلة والمركزية المعتدلة وفق الآلية التي تخلق التوازن الاجتماعي وتمنع ظهور سلطة الفوضى والغوغاء وسلطة الديكتاتورية الاستبدادية للفرد وتعطي ما هو ايجابي ومفيد لتقدم وتطور المجتمع والإنسان معاً .

خوشــابا ســولاقا
13 / تموز / 2018 م


172
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ ألياس متي منصور المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا مع فائق تقديرنا وإعتزازنا ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

173
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أثنت على ما عرضناه وأغنته خير إغناء بالملاحظات القيمة وخاصة ما أشرتم إليه بانخراط العناصر الشبابية في عملية التغيير والتحول وفق روح العصر النابذ للشوفينية بكل ألوانها القومية والدينية وذلك هو المؤشر على سير تطور البشرية نحو الأفضل لبناء مجتمعات خالية من ظلم الأكثريات للأقليات وهو ما قصدناه في هذا المقال ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام وعراقنا بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وزميلكم : خوشابا سولاقا - بغداد

174
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كمال لازار المحترم
قبل كل شيء تقبلوا مني أحر التعازي القلبية بمناسة رحيل المرحوم والدكم عن هذه الدنيا الى الأخدار السماوية ليستقر في جنات الخلد والنعيم مع القديسين والشهداء الأبرار قرير العين ... وليس بوسعنا غير أن نقول بهذه المناسبة الأليمة على قلوبكم وقلوب من يعزونكم من الأقارب والأصدقاء ... له الرحمة والراحة الأبدية والذكر الطيب ولكم ولكل أفراد العائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان وطول العمر وخاتمة الأحزان .... الموت هو حقيقة وهو خاتمة الحياة لكل كائن حي وهو سنة الطبيعة ليس أمامنا من خيار آخر غير قبوله عندما تحين الساعة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .......... محبكم صديقكم خوشابا سولاقا - بغداد

175
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا العطرة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة في كل أبعاد مضامينها الفكرية ونحن متفقون معكم كلياً بأن الشوفينينة القومية والشوفينية الدينية والمذهبية هي ظواهرة  اجتماعية في هذا العصر بل هي كانت وما زالت أمراض العصر التي أنتجت وتنتج الحروب المدمرة للحضارات الأنسانية وباتت هي المرض المزمن الذي طبعت به أفكار أبناء الأقليات القومية في هذه البلدان ذات الأنظمة الشمولية المؤسسة على العنصرية القومية والدينية وهذا التفكير هو الذي دفع بهم الى هجرة الأوطان الأصيلة من دون وعي وهذا ما يقودها في نهاية المطاف الى الأنصهار والأندماج في مجتمعات المهاجر وبالتالي الأنقراض الحتمي إنه حقاً أمرٌ مؤسف .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

176
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أعطر تحياتنا
شرفتمونا بمروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم التي تبقى موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بها وفي كل الأحوال هي إغناء لمضمون الفكرة من مقالنا الذي يجد في النظام الليبرالي الديمقراطي الحر في إطار الدولة المدنية هو الحل الأفضل والأمثل لحل مشكلة حقوق الأقليات المختلفة في طبيعتها ( أقصد الأقليات العددية ) في ظل سلطة الأكثريات العددية ... ما تفضلتم بذكره في وصف الحالة العراقية لسنا مختلفين معكم بشأنه ولكن ما تطرقنا إليه هو الحالة المثلى المفروضة لدولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب للعيش معاً بسلام وأمان وهو ما نتمناه لمستقبل العراق ليعيش الجميع الأكثريات والأقليات بمفهومها العددي والقانوني بموجب المواثيق والقوانين الدولية في سلام وأمنٍ وأمان .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

177
الحقوق القومية والثقافية والسياسية والدينية للأقليات
في ظل سـلطة الأكثريات
خوشــابا ســولاقا
إن أكثر المشاكل تعقيداً التي عادةً تعاني منها البلدان المتعدد ة المكونات القومية والعرقية والدينية ، وتكون تلك المشاكل مصدراً للصراعات بين هذه المكونات وتتسم في غالب الأحيان بطابع العنف المسلح الذي يؤدي الى عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي والأقتصادي فيها ، وبالتالي تؤدي الى تأخر وتخلف تلك البلدان اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً . عليه يبقى حل كل هذه المشاكل مرهون بحل مشكلة الحقوق القومية والثقافية والسياسية والدينية للأقليات ومن دون ذلك لا تستطيع ان تتمتع حتى الأكثريات بحقوقها الطبيعية عند النظر الى تلك المشكلة ( مشكلة الأقليات ) التي تكون عادة مشكلة مزمنة ومعقدة وحساسة في طبيعتها بنظرة وطنية تحليلية شاملة في اطار الرؤية الوطنية المتكاملة .
لغرض ايجاد الحلول الناجعة لحل مشكلة الحقوق القومية والدينية للأقليات لا بد من دراسة الوضع الديموغرافي للبلاد بشكل متكامل ، ودراسة طبيعة الثقافات القومية والدينية للمكونات كافة في المجتمع الوطني من حيث التفاعل الأيجابي وقبول الآخر والتعايش السلمي معه  في اطار الرؤية الوطنية المتكاملة لبناء مجتمع وطني متجانس ومتآخي . بعد إجراء هذه الدراسة يمكن أن يتم فرز تلك الثقافات ومعرفة طبيعتها ، والوقوف على أسباب تناقضاتها وتفاعلاتها ومن ثم تصنيفها على أساس ما هو منها يقبل بالتعايش القومي والديني والمذهبي مع الآخر المختلف في ظل الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية ذات المؤسسات الدستورية يحكمها القانون المدني الذي يتعامل مع المواطن على أساس الهوية الوطنية دون سواها ، وما هو منها رافضاً لذلك التعايش الوطني في أطار الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية الموصوفة .
في مجتمعات البلدان المتعددة المكونات القومية والدينية كانت المهيمنة والمسيطرة والحاكمة هي الثقافات القومية والدينية للأكثريات ، وكانت تلك الثقافات دائماً ثقافات عنصرية وإقصائية وتهميشية واستعبادية وإلغائية لثقافات الأقليات القومية والدينية بأقصى الحدود ، وبالتالي حرمان تلك الأقليات من أبسط حقوقها القومية والدينية والثقافية والسياسية والأقتصادية وحتى الانسانية أحياناً الى درجة الغاء دورها بشكل كامل في المشاركة في ادارة الدولة وصنع قرارها السياسي . وأحياناً كانت اجراءات الأقصاء والألغاء للأقليات أجراءات مزدوجة قومية ودينية معاً وبذلك كانت تلك الأقليات تعاني الأمرين مثل أبناء أمتنا والأيزيديين والصابئة المندائيين ، وكان هذا الوضع يمثل قِمة الظلم والتعسف والاجحاف بحق أبناء الأقليات القومية والدينية ، وبالتالي حرمانها من أبسط الحقوق بما فيها الحقوق الانسانية ، هذا الواقع المذل والمهين للخضوضية القومية والدينية دفع بأبناء الأقليات الى هَجر بلدانهم الى المهاجر الغريبة مرغمين .
إن التجارب الكثيرة  والمتنوعة من حيث طبيعتها في مختلف بلدان العالم بشكل عام والبلدان العربية والاسلامية بشكل خاص تعطي للباحث مؤشراً قوياً حول استحالة امكانية حل المشاكل القومية والثقافية والسياسية والدينية للأقليات في ظل هيمنة وسيطرة سلطة الثقافة القومية الشوفينية التي تقودها التيارات القومية المتطرفة التي تؤمن بإقصاء وإلغاء الآخر على أساس قومي وعِرقي ، وهي في ذات الوقت لا تؤمن بأبسط المفاهيم الديمقراطية وحرية الانسان وحقوقه ، ويكون الحال كذلك تماماً بل أسوء منه في ظل هيمنة وسيطرة سلطة الثقافة الدينية الطائفية الشوفينية التي تقودها التيارات الدينية المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش السلمي مع من يخالفها المعتقد الديني بل تعتبره كافراً ، وتعتبر الديمقراطية كفراً وإلحاداً وهي من نتاج الفكر الغربي الكافر . إن ما يجري اليوم من أحداث دامية ومرعبة بهذا الخصوص على أرض الكثير من البلدان العربية والأسلامية لهو خير مثال حي على ما نقول .
إذن لا الفكر القومي العنصري الشوفيني المتطرف ، ولا الفكر الديني الشوفيني والتكفيري - لأي دينٍ كان – صالح ومؤهل لحل مشكلة الحقوق القومية والسياسية والثقافية والدينية للأقليات ، لأن العنصرية الشوفينية مهما كانت طبيعتها سوف تَعمي البصر والبصيرة لكل من يحملها في فكره ويؤمن بها ويتخذ منها وسيلة ومعيار للتعامل والتعاطي مع الآخر المختلف عنه وتُحوله بالنتيجة الى أداة للجريمة البشعة .
في ضوء ما تم ذكره تبقى الديمقراطية الليبرالية الحرة ، والفكر الديمقراطي الليبرالي الحر الذي لا يصنف البشر على أساس الأنتماء القومي والديني والمذهبي والجنس واللون والمستوى الطبقي الاجتماعي ، هو الفكر الوحيد لحد الآن القادر الى تقديم أفضل وأنجع الحلول الانسانية لحل مشكلة الحقوق القومية والثقافية والسياسية والدينية للأقليات والأكثريات القومية والدينية في البلدان والمجتمعات المتعددة المكونات بشكل أكثر إنصافاً وعدلاً . وعليه فإن تركيز النضال الوطني والقومي لأبناء البلدان المتعددة المكونات من أجل إقامة النظام السياسي الديمقراطي الليبرالي الحر في إطار الدولة الديمقراطية المدنية ذات المؤسسات الدستورية الرصينة يحكمها القانون يجب أن يكون في مقدمة الأولويات لنضالات أبناء الأقليات قبل الأكثريات لكونها المستفيد الأكبر من هكذا نظام الذي سوف يعطيها ما فقدته من الحقوق هذا من جهة ، ومن جهة ثانية لكون النظام الديمقراطي هو الطريق الأقصر للوصول الى ما تصبو إليه الأقليات من الحقوق القومية والثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية والانسانية  .
أما الحلول الأخرى التي نسمع عنها من هنا وهناك ، وتطرح من قبل هذا المناضل المجاهد أو ذاك !!! المتاجر بالدعوات القومية الطوباوية عبر وسائل الأعلام والمواقع الالكترونية في داخل الوطن وخارجه في المهجر وهو قابع في غرفة مغلقة وراء الحاسوب وهو يطالب بإقامة منطقة الحكم الذاتي أو فيدرالية لأبناء أمتنا في المثلث الآشوري دون معرفته للحقيقة الواقعة على أرض الواقع الموضوعي كما يفعل البعض من الغارقين في أوهام الخيال أو المطالبة باستحداث محافظة خاصة بنا في سهل نينوى كما يريد البعض الآخر في لحظات الضعف واليأس كلما تنزل كارثة ما بأمتنا  المنكوبة ، فإن تلك المطالبات مهما بلغت من التأثير في تهييج مشاعر الجماهير لا تعدو كونها أكثر من مجرد مزايدات وتهريجات اعلامية فارغة وزوبعة في فنجان ، ويروج لها هواة السياسة ليسوقوها في سوق المزايدات الأعلامية من الذين لا يحملون أي مشروع سياسي قومي ووطني عملي متكامل قابل للتحقيق على أرض الواقع ، وبالتالي فان هكذا تهريجات وتخريفات ومزايدات فارغة مع احترامي الشديد لمطلقيها ومروجيها لا تفضي الى حلول منطقية وعقلانية مقبولة قابلة للتحقيق ، بل تشكل نوعاً من الخداع والتضليل لأبناء الأمة وتجعلهم يعيشون حلماً وردياً على أمل تحقيقه مستقبلاً لكي لا تتهمهم بالفشل وتسخير قضية الأمة وجعلها وسيلة رخيصة لتحقيق منافع ومصالح شخصية أنانية .
نحن هنا للمعلومات لسنا من الرافضين لهذه المطالبات لكون أمتنا لا تستحقها ، بل لكونها مطالبات غير واقعية وغير قابلة للتحقيق ولكونها مطالبات في غير زمانها ومكانها ، حيث من المفروض بمن يتعاطى مع السياسة أن يعيش في الحاضر وعلى أرض واقعه الديموغرافي في أرض الوطن وأن لا يعيش في الأحلام الوردية بحسب الطموح وينسج لنفسه في الخيال أوطاناً وهمية كما يحلو له من دون أن يشاهد أمواج المياه الآسنة للهجرة اللعينة وهي تجري من تحت أقدامه ، وسفنه تمخر عُباب البحار والمحيطات شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً لتحط مراسيها على شواطئ برّ الأمان بحثاً عن أوطاناً جديدة بديلة عن أرض الأباء والأجداد لتأوي يتامى أمتنا الضائعة في متاهات المهاجر .
الأرض التي لم ترتوي بدمائنا وليس لنا تراث وتاريخ فيها ولم نترك بصماتٍ على أحجارها لا يمكن أن تصبح وطناً صالحاً لنا ليأوينا وبيتاً أمناً يحمي هويتنا القومية وتراثنا القومي بكل مقوماته القومية وسنبقى فيها غرباء أبد الدهر وسوف ترفض حتى أن تكون قبراً مريحاً لرفاتنا .... ومتى ما أدركنا هذه الحقيقة نبقى مؤهلين لأن يكون لنا وطن وأن نبحث عنه لنعود إليه ليحتضننا ويأوينا آمنين مطمئنين على هويتنا القومية ووجودنا القومي وبغير ذلك يكون مصيرنا الأنصار والزوال والأنقراض . 


خوشـــابا ســــولاقا
6 / تموز / 2018   

178
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ صباح ميخائيل برخو المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أعطر وأطيب تحياتنا
مقالكم هذا رائع بل هو فوق الرائع تكلمتم فية عن الحقيقة الكريهة التي يعرفها الكثير ممن عاشروا وعملوا وانخدعوا بهذا البهلوان المزيف الذي اتخذ من الكذب والضحك على الذقون والغدر والخديعة بأقرب المقربين منه منهجاً وأسلوباً في التعامل معهم مستغلاً للعواطف القومية والمذهبية الكنسية للأيقاع فيما بينهم وبين الآخرين ، وأنه لا يمتلك من صدق القول وأمانة العهد ووفاء الوعد بقدر ذرة في فلسفته السياسية وهو ميكافيللي النهج الغاية عنده تبرر الوسيلة مهما تكون الوسيلة قذرة ، وبإعتماده لهذا النهج غدر بكل الذين عملوا معه في زوعا واليوم لا يوجد شخص واحد في قيادة حركته أو بالأحرى دكانه من القيادات التاريخية لزوعا قبل 2003 م إلا ونكل وغدر به بطريقة من طرقه الخبيثة ، وكذلك أعتمد على إحاطة نفسه بثلة من الأنتهازيين والمنافقين من وعاظ السلاطين ومداحي الباطل ومحاميي الشيطان ليطبلون له كما تشتهي أهوائه ليلاً ونهاراً لتلميع وجهه الكالح .
لقد وفيتم وأكتفيتم وأبدعتم خير إبداع كاتب محنك بوصف شخصية هذا البهلوان المخضرم ولا يسعنا أن نضيف أو نقول بحقه أكثر مما قلتم ..... مرة أخرى أحييكم على هذه المقالات ولو أنها جاءت متأخرة نوعاً ما .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

179
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أعطر وأطيب تحياتنا
أحييكم على هذا المقال الشعري بهذا الأسلوب الجميل الذي وصفتم فيه حالة ثعالبنا المفترية خير وصف بما يستحقون القول بحقهم لقد أبدعتم في ذلك بدءأً بالمقدمة وانتهاءً ببيت قصيدتكم الذي تقولون فيه لهؤلاء الأقزام أشباه السياسيين اللاهثين وراء الكرسي الذي لم يقدموا من الجلوس عليه لسنوات طويلة أي مكسب لقضية أمتنا " إم نحمل  الحقيبة وكما تعودنا مسروقين  المشاعر ..  ونغادر ؟ " فعلاً باتت الهجرة والمغادرة من أرض الوطن الى المهاجر الغريبة التي لا تربطنا بها أية صلة أو آصرة هي البديل لأبناء أمتنا في هذا العصر عصر العهر السياسي .... هؤلاء المدمنين على الجلوس على كرسي الذل والهوان لا يردعهم رادع ولا يمنعهم وازع أخلاقي لأن يراجعوا ماضيهم ويكفون عن المهاترات وتسويق الأكاذيب ورمي قاذورات فشلهم وإخفاقاتهم على الآخرين ليتنحوا جانباً ويحافظوا على ما تبقى من ماء وجوههم الكالحة التي ملت الناس رؤيتها وهي تضحك على ذقونها بأكاذيبهم عبر وسائل الأعلام ليبرروا تشبثهم للبقاء والأستمرار بالجلوس على كرسي الذل والهوان يا للمهزلة وسخرية القدر من هؤلاء الثعالب المخادعة !!! .... من أية طينة جبلوا هؤلاء الأقزام يا أخي وصديقي جان يلدا الوردة ؟؟؟
أدعوكم أن تكثبوا الأبيات التالية من قصيدتكم كما يلي :-
" لقد جعلتم  منا ومن  أسماءنا أضحوكة بل ....  ومهزلة " أكتبوه كما يلي لينسجم بالوزن مع بقية الأبيات " لقد جعلتم منا ومن أسماءنا أضحوكة و مهزلة  .... للآخر " .
" قادتنا  منهكين متخاصمين  !!!  فرساننا  متعبين   حائرين " وأكتبوه كما يلي 
 " قادتنا  منهكين متخاصمين فرساننا متعبين حائرين عاجزين عن إتخاذ " .....القرار
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

180
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة القيمة والثرة بملاحظاتها الفكرية ونشكر لكم تقييمكم الرائع .
 هذا المقال تم توقيت نشره ونحن على عتبة الدخول الى مرحلة جديدة من حياة العراق الغالي لأعادة بناء الوطن ، وطن جميع العراقيين ، بناء دولة المواطنة العابرة للخصوصيات الفرعية القومية والدينية والطائفية وغيرها ، ولبناء هكذا وطن نعتبر أن السعي الى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب في كل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والأمنية والتربوية والثقافية  هو الحجر الأساسي في هذا البناء الشامخ ، كما يتطلب الأمر لتحقيق ذلك الى تعميق وترسيخ الروح والثقافة الوطنية في نفوس وروح الشباب وحمايتهم من شرور التعصب والتطرف للخصوصيات على حساب الولاء للوطن والهوية الوطنية ، وفي مقالنا هذا حاولنا قدر الأمكان توضيح وابراز أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب والتخلي بالمقابل عن المحسوبية والمنسوبية ومبدأ الأقربون أولى بالمعروف لكي نتمكن من إعادة بناء العراق الجديد على أسس وطنية سليمة ليكون خيمة لكل العراقيين بدون تمييز وتفرقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

181
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا ، ونشكر لكم تقييمكم الرائع للمقال ومتابعتكم الدائمة لما نكتبه وننشره في هذا الموقع الكريم ، حقيقة يا أستاذ سامي أن الحوار الثقافي المعمق بين الأراء والأفكار والرؤى لمثقفينا ضروري جداً ومطلوب لتطوير الحركة الفكرية والثقافية بين مثقفي مكونات أمتنا بغرض تهيئة الأرضية الخصبة المناسبة لزرع بذرة تحقيق الوحدة القومية والكنسية بين مكوناتنا بمختلف تسمياتها على أن لا يتسم ذلك الحوار بطابع التجريح والطعن والتهجم والشتيمة كما هو الحال لدى بعض أشباه المثقفين المؤدلجين المأجورين لبعض قيادات الأحزاب السياسية الذين يتخذون من ثقافة الشتيمة وسيلة للدفاع عن معتقداتهم وأفكارهم وقادة أحزابهم أو كنائسهم كالذي لاحظناه مؤخراً بجلاء في الحملة الأعلامية للأنتخابات ..... نكرر لكم شكرنا الجزيل على متابعتكم يا أستاذ samdesho ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

182
دولة العراق الجديد وثقافة " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب "
خوشابا سولاقا
مقدمة تعريفية
إن معيار مدى نجاح الدولة المؤسساتية الحديثة وسيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة فيها يَكمنْ في ضَمان " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " .
في جميع العصور عبر التاريخ الانساني سعَ علماء وفقهاء الفكر السياسي والاداري والأقتصادي الى بناء هياكل مؤسسة الدولة بالشكل الذي تكون ذات فعالية ديناميكية كفوءة لأنتاج مؤسسة دولة الخدمات الناجحة في تقديم الأفضل للمواطنين من جهة ، ولترسيخ في ذات الوقت اركان النظام السياسي للسلطة التي تديرها مهما كانت طبيعة ذلك النظام السياسي أيديولوجياً وبأية نظرية فكرية يسترشد في توجُهاته ومنطلقاته في إدارة شؤون الدولة والسلطة ، بين أن يكون ذلك النظام ، نظاماً ديمقراطياً ليبرالياً أو أن يكون نظاماً ديكتاتورياً فردياً واستبدادياً ، وبين أن يكون نظاماً برجوازياً رأسمالياً ، أو نظاماً اشتراكياً ديمقراطياً ، او نظاماً اشتراكياً شيوعياً شمولياً ، أو أن يكون نظاماً عنصرياً شوفينياً وشمولياً قومياً أو دينياً او طائفياً من جهة أخرى  .
 لقد استند هؤلاء الفقهاء والمفكرين في سعيهم الحثيث لتحقيق الهدف النبيل " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " لبناء دولة المواطنة والخدمات الكفوءة في ادائها والنزيهة بعناصرها التي من خلالها تُدير شؤونها وتؤسس لدولة المؤسسات الدستورية وسيادة القانون والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب المختلفة وحصر السلاح فيها بيدها دون سواها ، وليس التأسيس لدولة المكونات القومية والطائفية والميليشيات الحزبية المسلحة التي تنشر الفوضى والعبث في طول البلاد وعرضه .
إن تطبيق هذا المبدأ يتطلب توفر في الشخص المسؤول المناسب ، عنصر الولاء الحقيقي للوطن ، عنصر الأخلاص في العمل ، عنصر النزاهة في الأداء ، وعنصر الحرص والأمانة على المال العام ، وعنصر الكفاءة والخبرة ، وعنصر التحصيل العلمي الأختصاصي  في المهام التي يتطلبها  الموقع المسؤول ، وعنصر حسن التعامل والأخذ والعطاء مع الرؤساء والمرؤوسين في العمل أي بمعنى حُسن العلاقات العامة مع العاملين والعملاء ، ومن الضروري جداً أخذ بنظر الأعتبار عنصر العمر في هذا الجانب ، لأن العمر له دور في النضوج الفكري وتكامل البناء النفسي لكارزما الشخص المسؤول وتراكم الخبرة المهنية . نعتقد أن توفر هذه المواصفات تشكل الأرضية الصلبة المناسبة لأختيار الشخص المناسب للمكان المناسب في بناء الهياكل الكفوءة والفعالة في أدائها لبناء مؤسسات دولة المواطنة والخدمات الكفوءة في ادائها ، ومن غير ذلك لا يمكن أن تكون هناك ما تسمى بدولة الخدمات بكل أشكالها وأنواعها .
بحسب ما قرأنا عن الحرب الباردة بين القطبين العالميين ، القطب الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها والقطب الأشتراكي الشيوعي الشرقي بقيادة الأتحاد السوفييتي السابق وحليفاته الذي ظهر للوجود بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها. قيل أن أحد المبادئ الأساسية الذي اعتمدوه المخططين الأستراتيجيين في صياغة استراتيجية المعسكر الرأسمالي الغربي لتدمير وتفكيك البنى التحتية للمعسكر الأشتراكي الشيوعي ، كان السعي الى نشر الفساد المالي والاداري في المؤسسات الرسمية لدول هذا المعسكر من خلال العمل على وضع مبدأ " وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب " موضع التطبيق ، مستغلين في ذلك هشاشة البنى التحتية لهذا المعسكر ( المعسكر الأشتراكي ) من خلال استثمارهم لتدني مستوى المعيشة لشعوب بلدانه بسبب تدني مستوى رواتب العاملين فيه ، وعجز مؤسسات دوله في توفير الحاجات المادية والمعنوية والخدمية الأساسية ولو بمستوى الحد الأدنى لشعوبها . وعند الأطلاع على ما ورد في كتاب الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشيف " البيريسترويكا " سوف نلاحظ هذا الأمر بوضوح وجلاء وكيف كان الفساد بكل أشكاله ينخر في جسد دول المعسكر الأشتراكي بسرعة مطردة من سنة لأخرى من جهة ، وتضخم ديون الدول الرأسمالية بذمة دوله وانهيار قيمة العُملات المحلية أمام العُملات الغربية فيها  بسبب غياب " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " من جهة أخرى ، ستلاحظون كيف أسهم ذلك بشكل كبير وفعال في النهاية في انهيار المعسكر الأشتراكي  وبالتالي في إنهيار النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية بسرعة هائلة ، وأحسن ما في هذا الأنهيار أنه حصل من دون إراقة للدماء ، وذلك بسبب قناعة قادة الأنظمة الشمولية الحاكمة والشعوب في تلك البلدان بعدم جدوى من استمرار هذا النظام المتفسخ والمتهرئ لأنه عجز عن تقديم ما وعد به الشعوب .
هكذا قدمت البشرية من خلال أسباب سقوط وانهيار النظام الأشتراكي في الأتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا بعد تجربة دامت أكثر من سبعين عاماً من العمل الدؤوب خير نموذج لسوء عدم العمل بضرورة تطبيق مبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " ، وكيف أن عدم تطبيق هذا المبدأ يجعل المجال مفتوحاً أمام الفاشلين والفاسدين من المتنفذين في أحزاب السلطة للقفز على مواقع المسؤولية في مؤسسات الدولة الرسمية وينشرون فيها الفساد المالي مستغلين مناصبهم الرسمية في سرقة المال العام والعبث بممتلكات الدولة واستثمارها في خدمة مصالحهم الشخصية ومصالح اقربائهم والمقربين منهم من الأنتهازيين ومن ضعاف النفوس من الشرائح الاجتماعية الرثة في المجتمع التي لا تمتلك الوعي الوطني الناضج .

                                            قراءةً في واقع العراق تاريخياً

في ضوء ما تقدم بخصوص ثقافة تطبيق مبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " في التجربة العراقية ، لو درسنا واقع العراق من حيث مدى تطبيق هذا المبدأ لوجدناه بشكل عام ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 م ولحد هذا اليوم واقع بعيد كل البعد عن ما يقتضيه تطبيق هذا المبدأ في توزيع المهام والمسؤوليات الوظيفية في مؤسسات الدولة العراقية الفتية ، ولذلك لم نلاحظ صورة للدولة المؤسساتية المدنية الديمقراطية القوية التي يسود فيها القانون إلا بشكل نسبي يختلف مستواه من مرحلة الى اخرى وكما يلي .
أولاً :- في ظل مرحلة التكوين مرحلة النظام الملكي الدستوري من عام 1921 م الى عام 1958 م كان السعي لتطبيق هذا المبدأ أفضل بكثير مما صار عليه في المراحل اللاحقة ، حيث كان يتم اختيار الكوادر القيادية العليا في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية وفق معايير ومواصفات الشخص المناسب للمكان المناسب التي ذكرناه في متن المقدمة التعريفية أعلاه ، أو بالأحرى فإن الأجراءات بهذا الشأن كانت تجري على وفق ما معتمد في انكلترا من المعايير والمواصفات بهذا الخصوص ، لذلك كانت استجابة مؤسسات الدولة في أدائها لمتطلبات مهامها في تقديم خدماتها للمواطن في كافة المجالات كانت أقرب الى المطلوب وشبه مقبولة من لدن المواطن العراقي ، وكان الفساد المالي وسرقة المال العام الذي نادراً ما سمعنا أو قرأنا عن حصوله في تلك المرحلة ، وكان شبه معدوم بالرغم من ضئآلة امكانيات الدولة المالية مقارنة بالمراحل التي تلتها ، وكانت ثقافة التطبيق لهذا المبدأ هي السائدة على غيرها من الثقافات في هذه المرحلة من حياة الدولة العراقية الحديثة بحسب وجهة نظرنا الشخصية بالرغم من كونها دون مستوى الطموح  .
ثانياً :- ثقافة التطبيق في ظل مرحلة النظام الجمهوري منذ 14 / تموز / 1958 م ولغاية 9 / نيسان / 2003 م ، حيث بدأ العد العكسي لتداعي وتراجع ثقافة تطبيق هذا المبدأ في عهد النظام الجمهوري عما كان عليه في عهد النظام الملكي الدستوري في كافة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ، حيث بدأت مرحلة عمليات حشر المقربين الحزبيين من أحزاب ورجالات السلطة الحاكمة وبحسب مبدأ المحسوبية والمنسوبية والأنتماء القبلي والعشائري أي بحسب مبدأ " الأقربون منهم أولى بالمعروف " في أجهزة الدولة ، ولكن بالرغم من سيادة وشيوع هذه الظاهرة في معظم أجهزة مؤسسات الدولة بشكل ملفت للنظر وبالأخص في المؤسسات العسكرية والأمنية ، إلا أن التعيين في كثير من المواقع المهمة والحساسة التي يتطلب توليها كفاءات اختصاصية مقتدرة لضمان نجاحها واستمرارها بقيت مثل هكذا تعيينات خاضعة الى معايير الكفاءة والأختصاص العلمي والخبرة والأقتدار والنزاهة والأخلاص ، وكان ذلك جلياً وواضحاً للعيان في عهد عبدالكريم قاسم وعهد الأخوين عبدالسلام وعبدالرحمن عارف وحتى في عهد حكومة البعث بالرغم من أن النظام البعثي كان يعطي الأولوية في التعيين للعناصر البعثية في الحالات التنافسية عند تكافوء المواصفات المعيارية الأخرى ، إلا أنه بقيت الكفاءة والخبرة والأختصاص والنزاهة هي ما يعول عليها الى حدٍ كبير في توزيع المهام والمسؤوليات وتولي المناصب الأدارية المهمة في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية أي بمعنى كان تطبيق هذا المبدأ محدوداً نسبياً محصوراً في مجالات معينة دون أخرى وكان بمستوى أدني مما كان عليه في العهد الملكي الدستوري .
ثالثاً :- ثقافة التطبيق في ظل المرحلة الحالية ، أي منذ سقوط النظام السابق في التاسع من نيسان من عام 2003 م ولغاية اليوم ، أي مرحلة نظام المحاصصة الطائفية والأثنية السياسية التي بات الكذب والرياء السياسي فيها سِمةٌ تلازم سيرة وسلوك أغلب السياسيين والمسؤولين في مؤسسات الدولة المختلفة منهجاً وسياق عمل لهم . حيث تميزت هذه المرحلة من تاريخ العراق الحديث في شؤون إدارة الدولة بسقوط الدولة ذاتها بمفهومها القانوني والاجتماعي والعِرفي المتعارف عليه ، وغياب القانون والضوابط والتعليمات الادارية التي تتحكم بسلوك المسؤولين والمواطنين معاً للسيطرة عليهم والحد من انحرافاتهم عن الصيغ القانونية التقليدية المعتمدة وتجاوزهم عليها بشكل سافر ، وحلت محل دولة المواطنة والقانون دويلات المكونات الطائفية والأثنية والقبائل والعشائر ، وحل محل القانون الفوضى وسيادة قانون صاحب السلاح الأقوى في الشارع ، وتحولت وزارات الدولة ومؤسساتها الرسمية ودوائرها الى أشبه ما تكون بالأمارات والأقطاعيات في زمن نظام المجتمع الأقطاعي ، إمارات لأشخاص بعينهم أو لأحزاب سياسية بعينها يتم التصرف بمقدراتها بحسب ما تقتضيه المصالح الشخصية أو الحزبية للشخص المسؤول ، حيث يتم التعيين في مختلف مواقع المسؤولية في تلك الوزارات – الأمارات الأقطاعيات - بحسب مزاجات وقناعات القائمين عليها في رأس الهرم خلافاً للضوابط والتعليمات والسياقات والمعايير الوظيفية المهنية التي كانت معتمدة ولو بأدنى مستوياتها في المراحل السابقة من تاريخ الدولة العراقية . هكذا أصبح كل سياق عمل معتمد اليوم يشكل سياقاً خارج إطار القانون والضوابط الأدارية والمالية والقانونية الصحيحة للدولة المدنية الديمقراطية العصرية الحديثة ، وبمعنى أكثر شمولاً أصبح حتى السلوك الأجتماعي للمواطن سلوكاً منفلتاً أنانياً غير مسؤولاً وغير متحضراً اتجاه الممتلكات العامة للدولة بشكل خاص واتجاه قيم وتقاليد وطقوس المجتمع بشكل عام بسبب غياب قوة الدولة وهيبتها من خلال تطبيق القانون بعدالة . كذلك غابت المواصفات الفنية الرصينة في تعاملات مؤسسات الدولة في استيراد المعدات والأجهزة والمواد الغذائية والدوائية وغيرها من الأحتياجات الأخرى التي يتم استيرادها من خارخ العراق وفي تنفيذ أعمال المشاريع العامة في خضم سيادة الفساد المالي والرشاوي التي يتقاضاها المسؤولين من الشركات المجهزة للمواد والمنفذة للأعمال مقابل قبولهم للبضائع الفاسدة المجهزة لمؤسسات الدولة واستلامهم للأعمال المنفذة المخالفة للمواصفات الفنية المطلوبة في ظل الغياب التام للرقابة النوعية الوطنية على المستوردات والأعمال المنفذة ، وهنا لهيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين في وزارات ومؤسسات الدولة دوراً كبيراً في التستر على حيتان الفساد المالي المستشري في أجهزة الدولة ، هذه الأجهزة الرقابية باتت بدلاً من ان تكون أجهزة رقابية تتابع وتلاحق الفاسدين والمفسدين من منتسبي الدولة بكافة درجاتهم الوظيفية في مؤسسات الدولة وتحيلهم إلى القضاء لينالوا جزائهم تقوم بغالبية كوادرها بدور الحماة للفاسدين والمفسدين والتستر عليهم ويساومونهم مقابل ما تجود به أياديهم القذرة من السحت الحرام المقسوم .
 هكذا أصبحت في ظل غياب تطبيق مبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " الأجهزة الرقابية شريكاً وحامياً للفاسدين وسُراق المال العام . 
في ظل هذا الواقع المزري الذي فيه الفساد المالي والأداري سيده المطلق وبات سرقة المال العام سمته وهدف المسؤولين ، فَقدَ الأختصاص والشهادة والخبرة والأخلاص والنزاهة والكفاءة والأقتدار والأستقامة والأمانة الوظيفية والولاء الوطني قيمتها ومكانتها ودورها في اختيار الأفضل والأحسن والأنسب لوضعه في المكان المناسب . لذلك نلاحظ أن اغلب المسؤولين القياديين والكوادر القيادية في مؤسسات دولة العراق الجديد أن اختصاصاتهم بموجب شهاداتهم لا علاقة لها بمهام وطبيعة عمل واختصاص مناصبهم ، وأن خبرتهم العملية لا تؤهلهم لتولي تلك المناصب الكبيرة بالمسؤولية بموجب مبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " ، ولكن عبثية وهمجية وتخلف فلسفة نظام المحاصصة أو فلسفة الديمقراطية التوافقية العرجاء التي أنتجت غياب المعارضة الوطنية الأيجابية في النظام البرلماني العراقي كما يحلو لهم تسميتها لغرض تلميع وتجميل وجه نظام المحاصصة الطائفية والأثنية القبيح الذي يبيح ويبرر لهم كل شيء ، كأن يتم تعيين على سبيل المثال وليس الحصر مهندس في منصب وزيرالداخلية ، وأن يتم تعيين طبيب في منصب وزير الخارجية ، وأن يتم تعيين طبيب في منصب وزير المالية وهكذا دواليك مع بقية الوزارات من دون مراعاة لتوافق الأختصاص الأكاديمي للمسؤول مع طبيعة ومهام واختصاص المنصب ، لأن فلسفة ومنطق نظام المحاصصة المتخلف يقتضي اعتماد هذا السياق الأهوج لخلق ما يسمى بالتوازن بين المكونات العراقية حتى وإن كان ذلك يتعارض مع منطق العلم والعقل للادارة الرشيدة لدولة الخدمات ، بينما الضرورة من أجل ضمان الأداء الأفضل للموقع تقتضي تحقيق توافق مهني بين اختصاص المسؤول وطبيعة مهام المنصب ، إضافة على ذلك أن وجود هذا التوافق يساعد المسؤول على اكتشاف بؤر الفساد المالي والفاسدين ويحجم من دورهم . وليكُنْ الله في عون الشعب العراقي للخروج من هذه المحنة .

    خوشـــابا ســــولاقا
 16  / أيار / 2018 م

183
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً جزيلاً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة القيمة بما أشرتم إلية من ملاحظات حول السياسة والأخلاق وعلاقتهما ببعضهما في الحياة بشكل عام وفي الحياة السياسية بشكل خاص ، حقيقة لا نريد أن نطيل في التعليق إلا باختصار شديد وكما يلي .... لقد قالوا في السياسة إنها فن الممكن ولكن أنا أقول إنها " فن الممكن بوسائل أخلاقية لتحقيق غايات نبيلة وشريفة " لأن تلك الغايات لا يمكن لها أن تعطي ثماراً طيبة للمجتمع عندما تتحقق بوسائل قذرة وغير نبيلة ، لأنه عندها تتحول السياسة الى أداة للجريمة الاجتماعية بكل أشكالها ويكون من يعتمدها مجرم يستحق الأعدام ....
 
               ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

184
ضرورة الأصلاح والتغيير في فكر ونهج الأحزاب السياسية في العراق
خوشابا سولاقا
بعد السنوات الطويلة التي عاشها شعبنا العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية وهو سجين القمع والظلم والقهر والديكتاتورية المقيتة وعانى ما عاناه من مظالم واضطهاد قومي وديني ومذهبي وكم الأفواه وكبت الحريات وإسكات الأصوات الحرة ومنع الناس من الكلام عن ما كان يجري لهم في بلدهم إلا ما كان منه يمجد ويمتدح شخص الديكتاتور المتغطرس والحزب القائد والتفاخر بهزائم الحروب العبثية القذرة التي إفتعلها وشنها الديكتاتور ونظامه خلال فترة حكمه الأسود على إنها انتصارات باهرة وناجزة على القوى الظلامية التي تهدد وجود العراق من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، ومن كل صوب وحدب وكذلك من أجل إرجاع الأجزاء السليبة من الأرض العراقية التاريخية ،  ومن أجل محاربة القوى الأمبريالية العالمية الشريرة الطامعة بخيرات وثروات العراق ، ومحاربة الأعداء التارخيين للعرب والعروبة من الصهاينة والفرس المجوس كما كان يدعي النظام ، وكذلك أراد النظام أن يصور تلك الحروب التي شنها ظلماً وعدواناً على الآخرين والتي لا يمتلك فيها الشعب العراقي لا ناقة ولا جمل على إنها حروب وطنية مقدسة وحروب بين الخير المتمثل بالنظام والشر المتمثل بالأعداء المفترضين من غير القوى الموالية للنظام والقوى المتحالفة معه والساندة والداعمة له ، وعلى أنها حروب بين القوى المؤيدة للحق العربي المغتصب في فلسطين وبين الصهيونية العالمية والقوى الأمبريالية العالمية الداعمة لها ولمشاريعها التوسعية على حساب العرب والأمة العربية لأقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد حدودها من نهر النيل الى نهر الفرات تحقيقاً للحلم التوراتي لقادة الصهيونية العالمية ، وكذلك على إنها حروب بين جبهة الحق وجبهة الباطل ، جبهة الأيمان كله ضد جبهة الكفر كله ، مما يقتضي من الشعب العراقي والعرب الحقيقيين والشرفاء في العالم المشاركة والمساهمة بما يمليه عليهم ضميرهم وبقيادة النظام الصدامي قائد جيش السبعة ملايين باسم " جيش القدس " لتحرير بيت المقدس من براثن إسرائيل والصهيونية ليدخل صلاح الدين العصر على صهوة جواده الأبيض على رأس جيش المنتصرين حاملاً راية العروبة والأسلام الى القدس من جديد ، ولقد دفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً من دماء أبنائه جراء هذا الحلم القيصري الأخرق . كل هذه الأحلام الفارغة والخاوية قادت النظام وأزلامه الى إرتكاب حماقات وجرائم بحق العراق والعراقيين يندى لها الجبين وجلبت لهما الويلات والكوارث والنكسات والمأسي المريرة ، حيث لا تخلو عائلة عراقية من ضحية وفقدت عزيز لها من أب أو إبن او زوج أو اخ أو غير هؤلاء من الأعزاء المقربين والأصدقاء ، وتركت الملايين من الثكالى والأرامل واليتامى تجوب الشوارع والأزقة بحثاً وراء لقمة العيش ، إضافة الى ما عانته كل عائلة عراقية من شضف العيش والحرمان والبؤس والشقاء في كل قطاعات الحياة وعانت الأمرين من سياسات النظام الحمقاء والغبية والعقيمة ، سياسات الويلات والنكسات والكوارث والمأسي ، وخرجت البلاد من تلك الحروب العبثية عشية القرن الواحد والعشرين مدمرة الأقتصاد والبنى التحتية والخدماتية وهي غارقة بالديون الثقيلة والتي تزيد عن مائة وخمسون مليار من الدولارات ترهق كاحلها ، ومرهونة الثروات وفاقدة للسيادة الوطنية ، والشعب المثخن بالجراح يلعق جراحه ويئن تحت وطأة الحصار الأقتصادي الجائر المفروض على العراق بموجب القرارات الدولية على أثر إحتلال جيش النظام لدولة الكويت في الثاني من آب 1990 .
أما قطاع الخدمات الاجتماعية المختلفة فتلك قصة أخرى لا تحكى لما فيها من الغرائب والعجائب حيث لا يرى من خلالها المُشاهد الغريب العراق إلا ذلك البلد المدمر المحطم الخرب كأنه بلد في بداية عهد الأحتلال العثماني ، إنها حقيقة مهزلة تدمع لها العيون وتُدمى لها القلوب المجروحة . أما في مجال الفساد المالي والإداري الذي كانت تمارسه أجهزة وشخصيات النظام السابق كانت تضرب أطنابه كل أجهزة ومرافق الدولة ومؤسساتها الرسمية المختلفة ، وسرقة المال العام كان مباحاً لرجالات النظام دون أن يكون شاملاً لكل موظفي الدولة ، والرشوة كانت فريضة يدفعها المواطن لقاء إنجاز أية معاملة رسمية له لدى دوائر الدولة الصدامية التي وفرت الحماية لسراق المال العام ووفرت الأمن للمواطن دون أن تعطيه الأمان في العيش الرغيد والمريح .
كل هذا حصل للعراق والعراقيين عشية دخول القوات الأمريكية المحتلة الى عاصمة الرشيد بغداد وهي تجوب شوارعها بآلياتها العسكرية الثقيلة وطائراتها تملأ الأجواء بأزيزها المرعب بحرية وأمان دون أن يعترضها أحداً من أزلام النظام الذين كانوا أقوياء قساة على أبناء شعبهم الذين أذلوهم وأهانوهم ، ولكن من دون أن يقولوا لجيش الأحتلال وهو يجوب شوارع عاصمتهم على عينك حاجب يا المحتل الغاصب الغريب ، وبعد أن أحتلت هذه القوات مطار بغداد الدولي وتقدمت صوب مركز بغداد والقصر الجمهوري لأسقاط الصنم في ساحة الفردوس كانت أبواق النظام من خلال وزير إعلامها المدعو محمد سعيد الصحاف يتحدث بلغة سمجة وهابطة عن الانتصارات الصدامية على قوات الأحتلال من العلوج على طريق المطار وفي ساحة جامع ام الطبول ويوعد الشعب المغلوب على أمره بالنصر المؤزر على يد قائد الضرورة عبدالله المؤمن قريباً ، يا للهول ويا للمهزلة الأعلامية السخيفة والرعناء التي كان الصحاف يحاول من خلالها تحقيق ما قاله وزير الأعلام الهتلري غوبلز  " اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرين " إلا أنه ولسوء حظه التعيس والعاثر لم يصدقه أحداً من العراقيين . خرج العراق والعراقيين من خضم هذا الصراع المرير مع النظام بعد سقوطه على يد القوات الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003 فرحين متأملين بزوغ فجر عصر جديد خالِ من الديكتاتورية والقمع والاضطهاد والمعتقلات والملاحقات الأمنية والكوارث والفقر والمرض والعوز وخالِ من كل مظاهر القهر والتخلف التي تركتها السنين العجاف على الواقع العراقي ، وكَبُر حلمهم مع الأيام بتأسيس دولة القانون والمؤسسات الدستورية وتناوب السلطة سلمياً من خلال الأنتخابات الديمقراطية الحرة النزيهة على أنقاض الدولة الصدامية الأستبدادية المنهارة ، إلا أن ذلك الحلم الجميل سرعان ما تلاشى وتبخر وغاب وراء الأفق البعيد واصبح مجرد حلم ينتظر التحقيق وتحويله الى واقع معاش . توالت الأيام وتوالت الحكومات في العصر الجديد بدءً بحكومة مجلس الحكم والسيد بريمر الى حكومة علاوي مروراً بحكومة الجعفري وانتهاءً بحكومة المالكي الأولى والثانية الى الحكومة الحالية برآسة الدكتور حيد العبادي أي عصر ما بعد الصدامية التي أذاقت العراقيين المُرّ الزعاف ، ويلاحظ المواطن العراقي المثقف والسياسي والبسيط أن كل شيء باقِ على حاله دون أن تَطالهُ يد التغيير والأصلاح بل اصبح أسوء مما كان عليه في زمن النظام السابق في الكثير من المجالات التي لها المساس المباشر بحياة المواطن وعم الفساد المالي والأداري كافة أجهزة الدولة العراقية  وصار سلوك وثقافة المسؤولين الكبار ، حيث إنتهى عهد أسود وظالم وأعدم صدام وسقط نظام حكمه الأستبدادي البغيض ، ولكن لم تنتهِ ولم تسقط ولم تعدم الصدامية في الحياة العراقية كنظام سياسي في إدارة شؤون الدولة العراقية لغاية اليوم ، بل هي باقية وتعمل بقوة بكل سماتها المعروفة للقاصي والداني كالفساد المالي والاداري والرشوة في أجهزة الدولة والصراع على السلطة وتصفية الخصوم السياسيين بالوسائل العنيفة والتصفية الجسدية من خلال الميليشيات المسلحة غير الشرعية التي تمتلكها أغلب الأحزاب السياسية الحاكمة تحت مسمياة مختلفة ، وشيوع المحسوبية والمنسوبية وغيرها من الخصوصيات في منح الأمتيازات والمناصب والوظائف بأقصى مستوياتها وبصورة مبتذلة ، وسيادة سياسات الأقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والتمييز بين المواطنين على أساس نظام المحاصصة الطائفية والأثنية والهويات الخصوصية الفرعية وغياب مفهوم دولة المواطنة والهوية الوطنية ، وغيرها الكثير من هذه المظاهر المتخلفة والمرفوضة أخلاقياً ووطنياً وإنسانياً ، فكل الأحزاب والقوى السياسية التي قفزت على كراسي الحكم بعد سقوط النظام الصدامي باسناد ودعم المحتل لا تختلف عن بعضها البعض في شمولية أفكارها وأسلوب حكمها عن شمولية وأسلوب حزب النظام السابق ، حيث لم تتمكن هذه الأحزاب من خلال حكوماتها المتعاقبة أن تقدم شيئاً جديداً ومتميزاً للشعب والوطن أفضل مما قدمه النظام السابق ، بل إن كل ماحصل هو تكرار لصورة الماضي البشعة بألوان جديدة من القهر والبؤس والشقاء والحرمان . حيث فقد الشعب الأمن والأمان وشاع القتل على الهوية وضرب الأرهاب بكل أشكاله ومسمياته بأطنابه كل مناحي الحياة العراقية ، وتوسع الفساد المالي والاداري بشكل أوسع وأشمل مما كان عليه في زمن النظام السابق ، وشاعت الرشوة وارتفع مستواها وأساليبها لتشمل كل مستويات الدرجات الوظيفية بشكل غريب ومريب من دون أن يردعها رادع قانوني ولا وازع أخلاقي ، وتوسع الصراع على السلطة والكراسي وامتيازاتها بين القوى السياسية الحاكمة وإتخذ أوسع مدياته ، وأعتمد مختلف الأساليب بما فيها فبركة التهم بكل أنواعها ضد بعضها البعض والأغتيالات السياسية ، وبالمقابل زاد الشعب فقراً ومرضاً وعوزاً وبؤساً وشقاءً وقهراً وحرماناً ، وتفشت البطالة بين شرائح المجتمع المختلفة وبالأخص شبابه المتعلم وغير المتعلم وأصبح الكل يبحث عن لقمة العيش بكل السبل المتاحة ، مما جعله صيداً سهلاً لقوى الأرهاب والجريمة المنظمة ليقتنصه ويستخدمه في تنفيذ جرائمه وعملياته الأرهابية التي عمت في طول البلاد وعرضها ، بحيث أصبحت قطاعات واسعة من شرائح المجتمع العراقي مع الأسف الشديد تترحم علناً على النظام المقبور الذي أذاقهم السُم الزعاف ، يا للمفارقة الغريبة والعجيبة !!! إنه حقاً لأمر مضحك ومبكي في ذات الوقت !! . على خلفية هذا الواقع المأساوي الذي كان يعاني منه العراقيين نلاحظ نمو ظاهرة إشتداد التنافر والرفض بين الجماهير الشعبية من مختلف الشرائح الاجتماعية المتضررة وبين الأحزاب السياسية المستحوذة على السلطة والمتعاونين معهم ، حيث وصل رد الفعل الرافض للجماهير الشعبية لهذه الأحزاب الى حد المطالبة بابعادها وإقصائها عن إدارة الدولة وحكم البلاد لكونها أحزاب شمولية لا تختلف عن سابقاتها بنهجها وبأساليب عملها المخالفة للقانون والدستور وإستغلالها لثروات البلاد لصالحها وإثرائها على حساب سرقة المال العام في الوقت الذي عجزت من أن تقدم شيئاً ملموساً لجماهير الشعب المتضررة من سياسات النظام المقبور وأن تعطي لهم صورة مغايرة لتلك الصورة التي كان قد طبعها النظام السابق في مخيلتهم وأذهانهم والتي تعيش ظروف معاشية وخدمية مزرية ، أي بعبارة أخرى نستطيع القول أن هناك تناقض بين تطلعات وهموم وأحلام الجماهير العراقية التي تعيش حوالي 20 % منها حسب الأحصائيات الدولية تحت خط الفقر وبين ممارسات الأحزاب السياسية القابضة على دفة السلطة والموارد المالية للبلد والتي هي عاجزة من أن تقدم ما يلبي تلك التطلعات المستقبلية الشرعية للطبقات الفقيرة والكادحة من المجتمع العراقي حتى بأدنى مستوياتها والتي ولدتها الحروب العبثية للمرحلة الصدامية . هكذا تتوسع هوة التناقض والخلاف بين الطرفين يوماً بعد آخر مع مرور الزمن وإستمرار الوضع المزري من سيء الى أسوء ، بحيث بدأت بوادر الدعوات والمطالبات القوية والعلنية الملحة من داخل صفوف هذه الأحزاب لأجراء الأصلاح والتغيير في هيكلية وفكر ونهج وأسلوب وآليات عملها ، وأخذت هذه الدعوات والمطالبات تتوسع وتشتد وأصبحت تهدد بقاءها على ما هي عليه الآن إن لم تطالها يد التغيير والأصلاح الجذري لتصبح أحزاب قادرة ومؤهلة للعمل بين الجماهير وتستجيب لمطالبها المشروعة .
لذلك شاهدت الساحة العراقية ومنذ سقوط النظام السابق الكثير من حركات الانشقاق والتمزق والتفكك طالت معظم الأحزاب السياسية وظهرت على أثرها أحزاب وتيارات سياسية إصلاحية جديدة لها خطاب سياسي مستقل ومختلف عن ذلك الخطاب التقليدي الذي نشأت وتربت عليه ، واتخذ خطاب هذه الأحزاب والتيارات الجديدة طابعاً إصلاحياً وطنياً ديمقراطياً ومدنياً وحتى علمانياً الى حد ما بعد أن كان في السابق طابع الخطاب السياسي لها طابعاً قومياً عنصرياً أو دينياً مذهبياً طائفياً متعصباً راديكالياً
. وإرتفعت الدعوات والأصوات في الشارع العراقي الى المطالبة بفصل الدين عن السياسة حماية لمقدسات ونقاء وسمعة الدين من أي تلوث وتشويه وإساءة من أفعال السياسة الشنيعة من جهة ، وأن تكون الدولة مجرد مؤسسة خدمات توفر الحماية للوطن والشعب من أي عدوان خارجي على حدوده وسيادته وتقدم الخدمات المختلفة للمجتمع وتوفر فرص العمل والعيش الكريم لأبنائه لكي يعيشوا بعز وكرامة من جهة أخرى . وكذلك إرتفعت الأصوات المنادية بضرورة إعادة تشكيل الهوية الوطنية العراقية وترسيخها والتعامل مع المواطن في منح الحقوق وتوزيع الواجبات لأقامة العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد على أساسها بدلاً من تمجيد وتكريس الهويات الخصوصية الفرعية الأخرى ، وكذلك دعت هذه الأصوات الوطنية الشريفة إلى أن تكون الدولة العراقية الجديدة دولة المواطنة ودولة القانون والمؤسسات الدستورية بدلاً من أن تكون دولة المكونات والجماعات والأحزاب والأشخاص أي دولة الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية الطائفية ، وكذلك إرتفعت الأصوات وأطلقت الدعوات الى تأسيس حياة وثقافة الشراكة الوطنية الحقيقية في الوطن الواحد تتساوى فيه جميع أبناء مكونات الشعب العراقي في الحقوق والواجبات ويكون الحاكم الفيصل بينهم القانون والدستور على أساس المواطنة وليس على أي أساس آخر كالمحاصصة الطائفية السياسية والأثنية الشوفينية .
وظهرت هناك الشيء الكثير من مثل هذه المؤشرات في الحياة السياسية العراقية التي تدل على ضرورة وحتمية إجراء الأصلاح الجذري والتغيير الشامل في برامج وأفكار وأيديولوجيات ونهج وأهداف واساليب وآليات العمل والبنى التركيبية لهيكلية أحزاب المؤسسة السياسية العراقية وتحررها من قيود الجمود العقائدي وظاهرة تأليه وعبادة الفرد وتراكمات الماضي الذي تغير اليوم وتحول الى حاضر . لذا فإن هذه الأحزاب كل الأحزاب الكلاسيكية المشبعة بالفكر الشمولي الأقصائي الأستئثاري عليها أن تتغير لتتمكن أن تعيش في هذا الحاضر الجديد وتتحرر من قمقم الماضي المتخلف ، وإلا فإن مصيرها بشكلها وتكوينها الحالي سيكون التفكك والضمور والزوال ودخول متحف التاريخ ، أو أن تتحول الى دكاكين تجارية للقيادات المتنفذة وحاشيتهم من الأقارب والمقربين المنتفعين من المصفقين والمداهنين لهم ، أو أن تتحول إلى مجرد مقاهي اللهو يتجمع فيها المسنين من كوادرها ليستذكرون في جلساتهم ذكريات الماضي التي ذهبت أدراج الرياح ولن تعود لهم حتى في أحلام اليقضة
إن المثقفين من الكوادر الحزبية لهذه الأحزاب الكلاسيكية من ذوي النزعات الحرة ومن المتطلعين الى المستقبل المشرق والحريصين على مصالح الشعب والوطن بإمكانهم إذا نظروا بنظرة حيادية فاحصة لمجريات الأمور في العراق بشكل عام ، والى ما يجري داخل أحزابهم من تفكك وتشرذم وتمزق وتناقض بين القول والفعل وصراع الأفكار والرؤى بسبب تقاطع المصالح والصراع على المناصب وكراسي الحكم بين القيادات سوف يجدون أن المستقبل الذي سيؤول إليه مصير أحزابهم المتهاوية والآيلة الى الأنهيار والسقوط لا يبشر بالخير وإنما ينذر بالشؤم وبما لا يحمد عقباه من تداعيات وإنهيارات غير متوقعة وتجربة الأحزاب الأشتراكية والشيوعية في أوروبا الشرقية خير مثال حي على ذلك الأنهيار ، ومن هنا سيجدون أنفسهم أمام مسؤولية تاريخية تجاه شعبهم ووطنهم ، وإن الواجب تجاه جماهيرهم يلزمهم للقيام بعمل ما لأنقاذ ما يمكن إنقاذه حفظاً لماء وجوههم أمام مواجهة الجماهير وحكم التاريخ الذي لا يرحم المقصرين والمتخاذلين والمغفلين وخونة الأمة والوطن والشعب . وعليه فإن الأصلاح والتغيير الجذري سيكون خيارهم الوحيد والأوحد لأنهما قادمان لا محال شاءوا ذلك أم أبوا وليس أمامهم من خيار أو بديل أفضل ..
إن نظرة فاحصة الى واقع الشعارات والعناوين المطروحة والمرفوعة على الساحة السياسية العراقية عشية الأنتخابات البرلمانية القادمة بعد أيام  والتحضيرات التي تمهد لها القوى السياسية العراقية تجري المساعي لها من قبل القوى المنتفعة من الحكم اليوم بذرائع شتى ، ومقارنتها بما كانت عليه في الأنتخابات البرلمانية السابقة سوف نجد بوضوح وجلاء أن هناك في المركز وفي الأقليم أن هناك فروقات كمية ونوعية في طبيعة البرامج والأفكار والشعارات والأطروحات السياسية والخطاب السياسي للقوى والكتل السياسية المتنافسة وحتى في رمزية تسميات الكتل والقوائم الأنتخابية قد حصلت بشكل ملحوظ المعالم  وأن الفرز في الاتجاهات العامة لسياسات هذه القوى هو الآخر قد تجلت معالمه للعيان  ، ومؤشرات أفاق التطورات في المستقبل نحو الأصلاح والتغيير الجذري للنظام السياسي في العراق تكون هي السمة الغالبة لها وهي الأخرى واضحة وجلية . كل ذلك حصل بفعل استيعاب المثقفين الواعين من قيادات والكوادر المتقدمة للكتل والأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة للعناصر الفاعلة والمؤثرة والحاكمة في معادلة التناقض بين تطلعات الجماهير الشعبية وطموحاتها في مستقبل أفضل والعيش الكريم من جهة وبين أفكار ونهج وأساليب عمل أحزابها التي أصبحت بالية ومتخلفة وعاجزة عن مواكبة مستجدات ومتطلبات الحياة الجديدة وضرورة التفاعل معها بشكل إيجابي وعقلاني من أجل تلبية متطلبات الحياة الجديدة التي زادت سوءً بعد سقوط النظام الديكتاتوري من جهة ثانية .
كل هذه المؤشرات والأسباب والتطورات التاريخية الدراماتيكية التي حصلت في حياة العراق السياسية بعد سقوط النظام الصدامي وتحرير العراق من طغيان وهمجية داعش تضع الأحزاب السياسية أمام واقعها المزري بعد أن أثبتت التجربة العملية في إدارة الدولة أنها قد فقدت صلاحيتها للبقاء والأستمرار . عليه إذا أرادت فعلاً لنفسها البقاء والأستمرار في العمل في الساحة السياسية أن تجري إصلاحات وتغييرات جذرية في أفكارها ومنطلقاتها الفكرية والنظرية وأيديولوجياتها ونهجها السياسي وأساليب وآليات عملها وهياكلها التنظيمية بالشكل الذي يقربها أكثر من عمق الجماهير الشعبية وتطلعاتها وطموحاتها المستقبلية في الحياة الحرة الكريمة الخالية من الفقر والعوز والبطالة والقهر ، وأن تجعل من قياداتها أن تكون فعلاً قيادات جماعية وجماهيرية أكثر من أن تكون قيادات فردية إستبدادية ديكتاتورية تؤمن بنظرية تأليه وتقديس الفرد وتكريس نهج إختزال كيان الحزب السياسي في شخص الفرد القيادي الذي يقبع على رأس الهرم التنظيمي كما هو عليه الحال في الأحزاب الشمولية الحالية . 
جدلاً إن أنتجت الأصلاحات والتغييرات السياسية الشاملة في الأحزاب قيادات جماعية وجماهيرية تكون تلك القيادات وبالتالي أحزابها موضع ثقة واحترام وترحيب الجماهير الشعبية تثق بها وتعيد إختيارها عن قناعة وإيمان راسخين قادة ورواد لقيادة نضالهم السياسي من أجل إنجاز وبناء مجتمع العدل والمساواة وتكافوء الفرص والرخاء الاجتماعي والرفاه الأقتصادي ، عندها فقط تتحول الأحزاب الى أدوات ثورية فعالة للأصلاح والتغيير الاجتماعي لبناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية ، دولة القانون والمؤسسات الدستورية المدنية ، وبالتالي كل ذلك يفضي الى بناء المجتمع الديمقراطي المدني المنشود في العراق عراق كل العراقيين من دون تمييز
.


خوشـــابا ســـولاقا
8 / آيار / 2018 م           

185
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المحبوب الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى تقييمكم الرائع له بتلك الكلمات والعبارات الرائعة التي قد لا نستحقها إلا أنها تبقى وسام الشرف نعتز ونفتخر بها يا صديقي الحبيب جان .
تطور الفكر هو مصدر تطور كل مكونات الحياة الأخرى ومن دون تطور الفكر سوف تتوقف حركة الحياة الانسانية وعليه يستوجب الأهتمام بهذا الجانب الذي تفتقر إلية مجتمعنا .... وأمتنا بحسب تقديرنا بحاجة ماسة للغاية وهي تمر بمرحلة المخاض الذي تقرر مصيرها بين البقاء والثبات في أرض وطن الأجداد وبين الأنصهار والأنقراض في مجتمعات المهاجر الغريبة الى مواكبة هذا التطور لكي تتمكن من اكتشاف ذاتها القومية والوطنية الحقيقية كما هي عليه وليس كما يراها البعض في عقولهم المريضة وينظرون إليها بعواطفهم القومية الفوارة وليس بعقولهم لكي يعرفوا ويختاروا طريقهم السليم الى حياة مستقبل أفضل من واقعهم المزري ، ولو نظروا هؤلاء الى واقع أمتنا بمنظار الفكر والعقل لأنقلبت عندهم الصورة رأساً على عقب ولأنجلت لهم مكامن الضعب والفقر الفكري ... لكن مع الأسف هؤلاء يعيشون في جحور التاريخ المعتمة ولا يقبلون بالخروج منها الى النور ليروا واقع امتهم كما هو وليس العكس .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

186
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
تشرفوننا دائماً بمروركم بمداخلات ثرة بمقالاتنا وتزيدونها ثراءً ونحن نشكركم جزيل الشكر على هذا المرور الكريم وإنها إن تدل على شيء وإنما تدل على كرم أخلاقكم وسمو ثقافتكم ورفعتها وحبكم للمتابعة لأغناء ما ينشر من الأفكار في هذا الموقع الكريم .
موضوعة الفكر وتطوره وعلاقة ذلك بدورة الحياة الانسانية كانت عبر التاريخ وما زالت وستبقى كذلك هي الهدف الأسمى لبحث الانسان للتقرب من فهم قوانين تطور الطبيعة والمجتمع وتفاعلاتها وانعكاساتها الأيجابية والسلبية على عملية تطور الحياة بمجملها وما نكتبه بهذا الشأن لا يشكل إلا قطرة في بحر إلا أنه يشكل إضافة في العملية التراكمية لتطور الحياة الفكرية ولذلك علينا أن نستمر في عطائنا المتواضع مهما يكون الحصاد النهائي  ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

187
الفكر وحركة تطور الحياة الإنسانية
خوشابا سولاقا
لغرض مناقشة هذا الموضوع الذي يعتبر في غاية الأهمية بالقدر الذي هو في غاية التعقيد والصعوبة بكل جوانبه المتعلقة بالحياة الإنسانية ، من اجل الوصول الى معرفة العلاقة الجدلية بين الفكر كنتيجة إنعكاسية لحركة تطور واقع الحياة الإنسانية وبين تطور الحياة الطبيعية ذاتها، لابد لنا من الوقوف عند ما قالوه بعض المفكرين والفلاسفة وعلماء الأجتماع المرموقين الكبار ممن لهم مساحة معتبرة على جغرافية الفكر الإنساني إن جاز التعبير ولهم دور كبير ومشهود له في مسيرة الحركة الفكرية الإنسانية العالمية ، ونحن هنا نتجنب ذكر الأسماء لهؤلاء العظماء الخالدون لإعتبارات خاصة تخدم موضوع المقال من جهة ولكي نستطيع من خلال ذلك أيضاً المحافظة على حياديتنا في الطرح دون أن نتهم بالانحياز الى مدرسة فكرية بعينها دون سواها من جهة ثانية ، وعليه نكتفي بذكر المقولات لهؤلاء دون ذكر أسماء قائليها ، لأن هذه المقولات ليست هي المادة الأساسية والجوهرية في موضوعنا المطروح للنقاش ، ولكنها تشكل مؤشراً قوياً للآستدلال من خلالها الى بيت القصيد من موضوعنا .
قال أحد المفكرين والفلاسفة الكبار الأنكليزي الجنسية الذي له سمعة وصيت عالميتين يعرفه كل مثقف ومهتم بشؤون الفكر والفلسفة والسياسة ما يلي :-
" في كل الأحوال من المفيد بين الحين والآخر أن نضع علامات إستفهام على الأشياء التي كانت ثوابت على المدى الطويل " .
وقال مفكر وفيلسوف واقتصادي الماني كبير دوخت أفكاره ونظرياته الفكرية والأقتصادية العالم الى يومنا هذا ويحتل مساحة كبيرة جداً على ساحة الفكر وعمت شهرته كل بقاع المعمورة منذ أكثر من قرنين من الزمان حيث قال وفي نفس السياق ما يلي : " ليس كل ما هو صحيح يكون واقعاً ، وليس كل ما هو واقع يكون صحيحاً دائماً " عند قراءتنا لهاتين المقولتين بدقة وعمق وبعد نظر وبحيادية فكرية نجدهما أنهما مقولة واحدة تعبران عن ذات المضمون ، أي بمعنى آخر مقولتين بمضمون واحد وبمفردات مختلفة بالرغم من كون القائلين لهما ينتميان الى مدرستين فكريتين مختلفتين وبينهما فارق زمني كبير ، لأن المقولتين تقصدان الموضوع ذاته من حيث المضمون الفكري ، وهذا يعني أنه ليس هناك شيء في الحياة سواءً كان ذلك في الحياة الأجتماعية او في الحياة الطبيعية ثابت لا يتغير ، وليس هناك ما هو صحيحاً أو واقعاً على طول الخط بالمطلق ، وإنما مفهومي الصحيح والواقع هما نسبيان وذلك مرتبط إرتباطاً عضةياً بحركة تطور الحياة نفسها ، لذلك تؤشر المقولة الأولى على ضرورة وضع علامات إستفهام على الأشياء التي كانت ثوابت لمدى طويل من الزمن بحسب معايير ذلك الزمن والمكان ، لأنها ستتغير حتماً في المستقبل وتصبح على غير ما هي عليه الآن . وتؤشر المقولة الثانية على كون ما هو صحيح اليوم ليس بالضرورة أن يكون واقعاً على الأرض في نفس الوقت ، وما هو واقع على الأرض ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً وفق المعايير السائدة في واقع اليوم ، كل شيء معرض للتغيير والتبدل الدائم .
بالتالي يعني الأمر أن الأشياء في حالة تغير مستمر لا ثبات لها وهي في حالة حركة دائبة ودائمة لا تتوقف ، وذلك التغير مرتبط بحركة تطور الحياة الإنسانية بكل مكوناتها ..
في كل النظم الاجتماعية التي سادت المجتمعات البشرية عبر التاريخ تشكل الثقافة والفكر والأدب والفن والفلسفة والقيم والتقاليد والأخلاق الاجتماعية البنية الفوقية للنظام الاجتماعي الأقتصادي السياسي السائد ، وبطبيعة الحال تكون هذه البنية أي البنية الفوقية عبارة عن إنعكاساً لواقع التفاعلات والتجاذبات والصراعات والتناقضات للبنية التحتية لذلك النظام والمتمثلة في شكل وطبيعة النظام الأقتصادي السائد ، والذي بالتالي يحدد علاقة وسائل الانتاج للخيرات المادية والمعنوية للممجتمع بالقوى العاملة المفعلة لوسائل الانتاج ، وإن  شكل وطبيعة النظام الأقتصادي يعتبر الأساس المادي لحركة تطور المجتمع وبالتالي هو الأساس لحركة تطور الحياة الإنسانية بكل مكنوناتها ، وعليه فإن البنية الفوقية تشكل تلك الوسائل التي تستعمل لتبرير شرعية نظام الأنتاج السائد واستمراره وحمايته والدفاع عنه . هكذا تتشكل العلاقة الجدلية التكاملية بين البنية الفوقية والبنية التحتية للنظام الاجتماعي ، وعند العودة الى دراسة تاريخ تطور وتحول النظم الاجتماعية التي مرَّ بها تاريخ المجتمع البشري سوف نجد أن هذه العلاقة تعبر عن نفسها بوضوح وجلاء في البنية الفوقية للنظام الاجتماعي لكل مرحلة من مراحل تطور التاريخ ، لذلك يكون أي تغير تطوري يحصل في أي مفصل من مفاصل البنية التحتية للنظام الأجتماعي ينعكس بالضرورة حتماً على شكل وطبيعة البنية الفوقية له ، وبذلك لا يمكن أن يكون هناك من ثابت مطلق في أي مفصل من مفاصل البنية الفوقية للنظام الاجتماعي ، فكل شيء في حالة تغير مستمر دائم بما في ذلك حركة الفكر كون الفكر جزء من مكونات البنية الفوقية للنظام الاجتماعي . إن الأحداث التي تحصل في الطبيعة وفي الحياة الاجتماعية بحكم صراع الأضداد والمتناقضات بسبب تصارع وتناقض المصالح تفضي بالضرورة الى تغير وتبدل وإختفاء أشياء وظهور أشياء أخرى جديدة بشكلها وطبيعتها التي تقتضيها متطلبات الحياة الجديدة . هذه الحركة تجعل الإنسان الذي من المفروض به أن يتصدى لها ويستوعبها ومن ثم يتوائم معها ويطاوعها لمتطلبات حاجاته الحياتية الجديدة ، عليه أن يفكر وأن يعيد صياغة أفكاره بأنماط ونسق جديدة تلائم الوضع المستجد ، وهذا المنطق في البحث وراء حقيقة تبدل وتغير الأشياء هو الذي مكن الإنسان من إنجاز أعظم الأختراعات العلمية في كل مجالات العلم في الطبيعة والمجتمع ومكنته من إكتشاف الكثير الكثير من أسرار الكون وقوانين الطبيعة وأفعالها ، ومكنته من صياغة نظريات فكرية وفلسفية عديدة ومختلفة وكل نظرية تعبر عن ما تضمنته النظرية التي سبقتها وأضافت إليها ما أستجد في الحياة ، أي بمعنى إن التطور يسير على شكل متسلسل بحلقات متوالية إحداها تكمل التي سبقتها وتصبح أمتداداً للتي تليها ، هكذا يستمر تطور الحياة الطبيعية والاجتماعية على هذا النسق ، نسق التبدل والتغير الدائم والتحول الكمي والنوعي في حركة تصاعدية على مسار هلزوني من الأدنى الى الأعلى نحو الأمام ، وتجعل الأشياء في حالة من الصراع والتناقض فيها كل قديم يولد نقيضه الجديد الأفضل وبالتالي فإن هذا الصراع التطوري والحراك الاجتماعي يفضي بالضرورة الى بقاء الأقوى والأصلح ويزول الضعيف القديم البالي ويتراجع وينزوي الى متحف التاريخ . هذه هي سنة الحياة ومنطقها العلمي في التطور التصاعدي ، كل قديم الى الزوال سائراً والجديد لا بد أن يولد من رحمه .
بإلقاء نظرة عامة على مسيرة التاريخ سوف نلاحظ بوضوح وجلاء تام صحة هذه النظرية ، ولكن قرأة  هذه المسيرة تختلف من شخص لآخر حسب مستوى تطور وعيه الأنساني للوجود بحد ذاته وقناعاته وإيمانه بما هو سائد من الأفكار والطقوس والتقاليد والأعراف في المجتمع الذي يعيش فيه ومتطبع بطبائعه وقيمه وأخلاقه .
خلاصة القول إن ما نريد قوله هنا هو أنه ليس هناك من فكر أو فلسفة تمتلك وتجسد الحقيقة المطلقة بكاملها كما يفكر بعض السذج من الناس والمخدرين بافيون الفكر المثالي الذي يقدس ثبات الأشياء ، وإنما مهما بلغت درجة الرقي والكمال والمعرفة فهي بالتالي لا تعبر إلا عن جزء من الحقيقة ، أي بمعنى آخر ليس هناك فكر متكامل يصلح لحل مشاكل الإنسان في كل مكان وزمان مهما كانت كينونة وطبيعة ذلك الفكر ، ولا يستطيع فكر يدعي الثبات والكمال أن يعيش ويتعامل ويستمر بالبقاء مع واقع متغير لأن ذلك مخالف لمنطق العقل والتاريخ وسنن الحياة ، ولكن بإمكان القائمين على هكذا أفكار والدعاة لها والمبشرين بها أن يطاوعوا تلك الأفكار مع واقع الحياة المتجددة وليس العكس ، أي مطاوعة الحياة لمتطلبات ثبات تلك الأفكار ، لأن ذلك لا يعني بلغة العلم والمنطق إلا شكل من أشكال العبث الأحمق غير الواعي بقيم الحياة ومنطق العلم والعقل وحرية الإنسان كما يفعل البعض ممن يقرأون التاريخ بصورة معكوسة ومشوهة .
إن الحياة هي الرحم الحاضن لمصدر الأفكار وتفاعلاتها وهي المنبع التي منها تولد الأفكار ولتأكيد هذه الحقيقة سوف نجد عند قراءتنا للتاريخ الإنساني أن جميع النظريات الفكرية والفلسفية والأقتصادية والاجتماعية وحتى المعتقدات الدينية ولدت في خضم الصراعات والتناقضات التي حدثت في المجتمع الإنساني بسبب تعارض وتصارع وتقاطع المصالح الأقتصادية للطبقات والشرائح الاجتماعية في كل زمان ومكان ، وبالتالي سوف نجد أن الأفكار كانت دائماً على امتداد التاريخ عبارة عن أدوات ووسائل للأستحواذ على أكبر قدر ممكن من المنافع الأقتصادية والمصالح الحيوية والسيطرة على مصادر الثروة والهيمنة على العالم تحت واجهات براقة مختلفة والدفاع عن تلك المصالح والمنافع وحمايتها من سطوة الآخرين ، بمعنى آخر أستعملت الأفكار والمعتقدات كأدوات نبيلة في الصراع لتحقيق غايات غير نبيلة من أمثال المنافع والمصالح والسيطرة على العالم تحت واجهات ذات شكل خيري وإنساني وذات مضمون نفعي إستغلالي غير أخلاقي يتنافى مع قيم الحضارة والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الأنسان والديمقراطية . هكذا كان الحال مع الأفكار التي سادت التاريخ الإنساني وأصبحت أيديولوجيات ظالمة لحكام طغاة عبر مختلف فصول التاريخ في جميع بقاع الأرض دون إستثناء ، والذين لا يقنعهم هذا الطرح عليهم العودة الى قرأة التاريخ من جديد ليجدوا أن ما تم ذكره لا يشكل إلا القليل من الحقيقة الكاملة التي من المفروض أن تقال هنا .

ملاحظة : هذا المقال هو تمهيد لمقالنا القادم المعنون " ضرورة الأصلاح والتغيير في فكر ونهج الأحزاب السياسية في العراق " ..

خوشـــابا ســـولاقا
7 / آيار / 2018 م
 


188
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أعطر وأطيب تحياتنا الصادقة
مقالكم الأروع من الرائع والساخر من الأقزام الذين يعيشون على هامش الحياة كالقطط التي تعتاش على فتات الموائد بذل وهوان ولكنهم يتقنون فن الكذب والغدر والمراوغة والخيانة والوشاية إلا أنهم لا يدركون حجمهم في النهاية ويبقون يلهثون وراء أحلام وأمجاد لا وجود لها إلا في عقولهم المريضة مثل هكذا مدير فاشل .
لقد أبدعتم في الأختيار والعرض لحالة مرضية سياسية مزمنة في شخص هذا المدير الفاشل الذي مزق محبة وألفة هيئة التدريس وقتل فيكم روح الأقدام والعمل من أجل إرضاء غروره الأخرق والأحمق ..... أكيد هذا المدير هو شخصية رمزية اتخذتم منها رمزاً لوصف حالة سياسية يعاني منها الوطن وتعاني منها أمتنا المغلوبة على أمرها .... وينطبق على هذا المقال القول " أحاجيج يا بنتي وأسَمعج يا جنتي " .... عسى ولعلا أن تسمع الجنة وتسمع النصيحة .
            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

189
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر والكاتب الراقي الأستاذ إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بالمعلومة وأسلوب الطرح الجميل بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع ، وأتفق معكم بأن اثبات ارتباطنا بجذور تاريخ أمتنا لا يحتاج الى الى إثبات ولكن طالما يوجد هناك من متشكك لا بد لنا أن نقول لهؤلاء الضالين هذا هو دليلنا في بقاء واستمرار نفس تقاليدنا وعاداتنا وأدلة راسخة في ممارساتنا اليومية تقول لنا من نحن ومن هم أجدادنا ، وفي هذا المجال وجدنا أن عرض مثل هكذا نماذج من العادات والتقاليد والمارسات والطقوس خير برهان على من نكون ومن نحن ومن هم أجدادنا وأين تمتد جذورنا في عمق التاريخ لنلقم هؤلاء الضالين حجراً في أفواههم التي تنفث السُم الزعاف كالثعابين ..... دائما في التراث والفلكلور الشعبي بكل أشكاله إبتداءً باللغة ومفرداتها سنعثر على الدليل والبرهان القاطع الذي يُفّحَمْ المتشككين بالأصول العِرقية لأية مجموعة بشرية لأن التراث هو الينبوع الذي لا ينضب من الجينات الاجتماعية المتوارثة إن جاز التعبير ... نعتبر مداخلتكم الثرة إضافة أغنت مقالنا بهذا الصدد يا رابي إيشو شليمون يا شاعرنا المبدع ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

190
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
بكل تجرد وبكل إنصاف أحييكم على هذا المقال الرائع لقد تمكنتم فعلاً ان تختاروا المرشحين السبعة الأنسب من بين المرشحين من جميع القوائم وكنتم منصفين في غاية الأنصاف وغير منحازين وألقيتم بالمسؤولية على انتخاب الخمسة الأكفأ والأفضل والأنسب من بين السبعة على عاتق الناخب من أبناء أمتنا أتمنى للمقترعين أن يوفقوا ويُحسنوا في أنتخابهم الأنسب للمكان المناسب ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد


                 

191
size=18pt]الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ bet nahrenaya المحترم [/size]
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم بهذه المداخلة الرائعة والثرة بمفرداتها وعباراتها وملاحظاتها وإضافاتها التي أعتبرها إضافات مكملة لما أوردناه في مقالنا ، كما ونشكر لكم تقييمكم الرائع لمضمون المقال ووصفكم له وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على مدى سمو ثقافتكم وتربيتكم الآشورية .
أما بخصوص طقوس " نوسردئيل " نحن شخصياً على يقين بالرغم من شُحة معلوماتنا الشخصية عنها وعن جذورها التاريخية فهي طقس لا علاقة لها بالمسيحية وإنما تم تلبيسها لباس ديني مسيحي كما حول حال مع " باعوثة دنينوى " طالما لا يمارس هذا الطقس من قبل الكنائس المسيحية الأخرى من غير كنائس أبناء بيث نهرين .
أما مقترحكم بخصوص الأحتفالات في يومي الحادي عشر والثاني عشر من نيسان أينما تواجدنا فإنه مقترح ممتاز ونؤيدكم به .
هذا المقال بكل ما ورد فيه كان رسالة الى المتشككين بانتماء الآشوريين الحاليين الى الأصول الآشوريين القدامى قبل سقوط نينوى سنة 612 ق م بأن ثوارث واستمرار هذه العادات والطقوس لدى آشوريين اليوم خير دليل على أنهم أحفاد آشوريين الأمس لأن المنطق والعقل يقول كذلك .
           دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقك : خوشابا سولاقا - بغداد

192
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أضفتم من خلالها معلومة جديدة في ذات الأتجاه ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

193
أثر المدلولات التاريخية في إثبات الانتماء القومي للمجموعات البشرية ... الآشوريون نموذجاً

خوشابا سولاقا

في جميع المجتمعات البشرية ونحن الآشوريون منهم ، هناك في حياتهم الاجتماعية تقاليد وطقوس فلكلورية كثيرة عميقة في تأثيرها في تكوين وبناء شخصيتهم القومية تمارس بشكل فطري موروث لهم أب عن جد كتقاليد شعبية لا يدركون مضامينها ومدلولاتها وامتداداتها التاريخية والسوسيولوجية ، ولكن ترى البعض في أحيان كثيرة تتمسك بقوة وبتقديس وبمبالغة شديدة بتلك الممارسات والطقوس الفلكلورية بأعتبارها موروث وإرث الأباء والأجداد القدامى ، مما يتطلب من الأجيال التمسك بها وحمايتها للمحافظة على هويتهم وثقافتهم القومية وإرثهم التاريخي وفي ذات الوقت  يوصمون بالعار من لا يتمسك بها ويتجاوزها بأعتبارها باتت تقاليد قديمة بالية لا تتماشى مع تقاليد وطقوس الحياة العصرية وتغيراتها المستمرة التي يتطلب مواكبتها . ونرى كثيراً أن طبيعة المفهوم المعتقدي يتغير بتغير معتقدات العبادة كما حصل معنا نحن الآشوريين عندما تحولنا  من العبادات الآشورية الأصيلة القديمة الى اعتناقنا للديانة المسيحية ، فباتت الكثير من تلك التقاليد الفلكورية الموروثة التي كانوا الناس يعتزون بها لرمزيتها القومية التاريخية التي كانت تمارس وفق مفهوم معتقدي معين في السابق استمرت تمارس لاحقاً وفق مفهوم ومضمون الديانة المسيحية الجديدة ، أي باتت تمارس كتقاليد وطقوس مسيحية لتكون مقبولة في المجتمع الآشوري المسيحي الجديد . هذا الشيء حصل أيضاً مع الآخرين من الأمم والشعوب ومن الديانات والعبادات الأخرى التي شاركتنا العيش في هذه المنطقة الجغرافية عبر آلاف السنين عندما غيرت معتقداتها العبادية ، لأنها وبحسب وجهة نظرنا المتواضعة وقناعتنا الشخصية ظاهرة سوسيولوجية طبيعية ترافق حياة البشر في بناء حياتهم ومجتمعاتهم في رفض ولفظ كل شيء يعتقدونه بالياً ومتخلفاً وقبول كل ما هو ضروري ومفيد وله مدلولاته التاريخية والسايكولوجية القيمة التي تربط حاضرهم بماضيهم ويمُد جسوره للعبور الى المستقبل لتستمر وتتواصل السلسلة العرقية من دون أن تنقطع . هذا هو المفروض على كل الأعراق والأثنيات الأصيلة ليستمر وجودهم من جيل الى جيل . هذا ما حصل بالكمال والتمام معنا نحن الآشوريون عبر التاريخ ، ولكي نثبت ذلك نعود الى عمق مجتمعنا ونتابع نماذج معينة من تلك التقاليد والعادات والطقوس الفلكلورية لنأخذ منها نماذج على سبيل المثال لا الحصر لأثبات ترابطنا التاريخي غير المنقطع مع أجدادنا الآشوريون القدامى بالرغم مما مورس علينا من قبل الأعداء من المحاولات والضغوطات والظلم بعد دخولنا في المسيحية لمحو وإزالة أثار كل ما كان يربطنا بماضينا الآشوري ما قبل المسيحية بإعتباره وثني الطابع يتنافى مع المضمون المسيحي ، إلا أنه بَقتْ لنا شذرات طيبة من ذلك الأرث والتراث الحضاري العملاق لأجدادنا العظام لتذكرنا دائماً من نحن ومن نكون ومن كنا والى أين نحن سائرون اليوم ؟؟ . لغرض الخوض في هذا الحوار الذي هو حوار المنطق والعقل ، حوار المقارنة بين الذي كان في الماضي وبين ما هو موجود ومعاش في الحاضر للأستدلال من خلال نتائجه الى أقرب ما يكون للحقيقة الموضوعية بكل أبعادها بخصوص انتمائنا القومي ، قبل أن يكون حوارنا هذا سجالاً وحواراً تاريخياً عقيماً غير مبني على منطق العقل والمنطق والتحليل العلمي التاريخي حول أحداث ووقائع التاريخ المدونة من قبل المؤرخين بشكل مزاجي أحياناً ومتأثرين بهذا العامل الاجتماعي أو ذاك أو بانحياز الى هذا الجانب أو ذاك لأسباب كثيرة لغرض في نفس الكاتب أحياناً أخرى .
نبدأ بعرض وتحليل هذه المدلولات التاريخية لوضع التسميات على مسمياتها القريبة  من الحقيقة . متمنين أن نتوفق في هذه المهمة وأن تنال محاولتنا هذه قبول ورضا المثقفين من أبناء أمتنا الأعزاء من كل مكوناتها ، وإن كل ما نقدمه بهذا الخصوص يمثل وجهة نظرنا ورؤيتنا الشخصية للأمور ليس إلا .
              أولاً : " باعوثه دنينواي " - مطلب أهل نينوى من الأله
لقد أثبتت البحوث والدراسات الأركولوجية التاريخية الحديثة التي أجريت على بلاد النهرين أن فيضاناً كبيراً غمر بلاد النهرين القديمة ، مما يؤكد أن ما ورد في الكتب الدينية عن ما يسمى بقصة الطوفان كغضب الاهي على البشر كان فيضاناً طبيعياً للأنهار الهائجة والجامحة بسبب غزارة الأمطار المنهمرة والثلوج المتساقطة والرياح العاتية كأحدى ظواهر الطبيعة التي تحصل مثلها اليوم بالعشرات في جميع بقاع الأرض ، وإن قصة الطوافان بحسب سفر التكوين من التوراة مأخوذة بحذافيرها من أدب الأساطير السومرية والبابلية والآشورية القديمة التي كانت تمتاز بوصفها للظواهر الطبيعية عن وصف قصة سفر التكوين التي أمتازت في تصويرها لقصة " الطوفان – الفيضان " في إطار الفكرة الألهية ، وإن ما لا يمكن نكرانه أن الكتابات القديمة لا يمكن أن تكون مستمدة من التوراة لأنها أقدم منها بأثني عشر قرناً . كما أثبتت هذه الدراسات أن ما تسمى اليوم بشبه الجزيرة العربية مرت بعصور مطيرة تسببت في فيضانات غامرة إجتاحت بقوة بلاد النهرين وهددت مدنها العامرة منها مدينة نينوى العظيمة عاصمة الآشوريين بالغرق والزوال من على وجهة الأرض بسبب ارتفاع مناسيب نهر دجلة ، مما دفع الخوف من الغرق بأهلها شيباً وشباباً رجالاً ونساءً الى الصوم من الأكل والشرب والصلاة في معابدهم ( ليست كنائسهم أو مساجدهم ) راكعين على ركبهم على مدار الأيام يتضرعون الى إلاههم آشور لمساعدتهم في إنقاذ مدينتهم العزيزة على قلوبهم من الغرق والدمار ، وبعد ثلاثة أيام من الصوم المستمر والصلاة توقفت الأمطار وانخفض منسوب مياه نهر دجلة وهدأت الحالة المناخية وتجاوز الخطر الذي كان يهدد العاصمة نينوى بالغرق ومرت الأمور بسلام وآمان ليس استجابة لصومهم وصلواتهم بل إنها دورة الطبيعة . وعلى خلفية هذه الحادثة ترسخ في عقل الشعب الآشوري في كل أنحاء الأمبراطورية أن الأله استجاب لمطلبهم ، مما يتطلب منهم تكريم هذه الذكرى على مر الأجيال ، فبات بذلك تقليد صوم " باعوثة نينوى " تقليداً وطقساً قومياً يمارسه الآشوريون على مدار السنين الى يومنا هذا .
بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية وعاصمتها نينوى سياسياً عام 612 ق . م ومن ثم اعتناق الآشوريين لاحقاً للمسيحية ظَلَ هذا التقليد يمارس من قبل الآشوريين أينما حلوا ولكن بطابع ديني مسيحي . من كل هذا التقليد نستدل أن طقس باعوثة نينوى هو طقس آشوري أصلاً وليس طقس مسيحي كما قد يعتقد البعض اليوم ، ولكنه طبع بالطابع المسيحي للمحافظة على بقائه واستمراره ، وخير مثالاً على صحة ذلك إن طقوس باعوثة نينوى لا يمارس من قبل المسيحيين من غير الآشوريين بكل مذاهبهم في العالم والمنطقة .
في النهاية ماذا نستدل من ممارسة هذا الطقس على مر التاريخ بدءً من الآشورية ما قبل المسيحية الى الآشورية المسيحية المشرقية اليوم ؟ نستدل منه أن كل من يصوم اليوم كمسيحي هذا الصوم مهما كان مذهبه الكنسي فهو من عِرق قومي آشوري مهما تكون تسميته الحالية .
               ثانياً : تقليد تكريم الطبيب الآشوري "ّ برّصرفيون "
كان الطبيب " برصرفيون " طبيب آشوري قديم يمارس الطب الشعبي لمعالجة المرضى وجرحى الحروب باستعمال الأعشاب الطبيعية الطبية التي كان يجمعها من الطبيعة ، وكانت شهرته وصيته قد ذاعتا بين الآشوريين تسبقه أينما يذهب ويحل ، رحيلهُ ، وتأتيه المرضى والجرحى من شتى أنحاء الأمبراطورية طالبين  مساعدته لمعالجة مرضاهم ، وبذلك بات برصرفيون شخصاً مشهوراً ومرموقاً ومعروفاً ومحترماً ومحباً من قبل الناس وباتت شهرته أشهر من نار على علم ، ولذلك عندما وَفتّهُ المنية حزن الجميع عليه كثيراً وقرروا تخليد ذكراه تكريما لأفضاله عليهم ، وتولى أقاربه المقربين رعاية إحياء تخليد هذه الذكرى العزيزة على نفوس وقلوب الآشوريين الذين عاصروا الطبيب الكبير " برصرفيون " وسمعوا عنه كطبيب ناجح أعطى لشعبه أكثر مما أخذ منه . المهم في هذا التقليد أن إحياء هذه الذكرى استمر مع الأيام قبل وبعد المسيحية الى يومنا هذا . حيث كان هناك عائلة آشورية من قبيلة " تياري السفلى – عشيرة بني كبه " كان جدها الأكبر الذي يحمل بيده صليب " برصرفيون " بعد أن صُبغ التقليد بطابع ديني مسيحي والذي أتذكره وأنا طفل صغير في القرية يتجول في قرانا ويجمع ما يتبرع به الناس لتخليد ذكرى " برصرفيون " اسمه  " بثيــو دبرصرفيون " له الرحمة والراحة الأبدية والذكر الطيب ومن بعده تولى أداء المهمه أبنه " هرمز بثيو دبرصرفيون " وكان يسكن منطقة كراج الأمانة في بغداد وحالياً سافر الى خارج العراق لا أعرف أين يَقيم اليوم .
ماذا نستدل من استمرار ممارسة هذا التقليد بين عشائر قبيلة تياري السفلى التي هي من أكبر وأقوى القبائل الآشورية ؟؟ أليس أن أقل ما يستدل عليه ممارسة هذا التقليد هو أن هؤلاء البقايا اليوم هم استمرار لنسل أولائك الأجداد بالأمس ؟؟ . بالطبع إن الجواب هو نعم هم كذلك . 
                    ثالثاً : استمرار الزي الشعبي التقليدي
عندما نمعن النظر بدقة في التماثيل والمنحوتات المكتشفة في العواصم الآشورية سوف نلاحظ التشابه والتماثل الكبيرين  في زي النساء والرجال الظاهرة في تلك التماثيل مع الزي الذي كان وما يزال يرتديه المسنين رجالاً ونساءً من سكان قصبات وقرى سهل نينوى وشمال العراق حيثما يتواجد أبناء أمتنا . حيث نرى أن قبعات الرأس ( كوسيثه ) الظاهرة في التماثيل الآشورية للملوك والرجال تحديداً تشبه الى حد كبير والى درجة التطابق التام مع تلك القبعات التي كانوا أجدادنا نحن أبناء عشائر التيارية بشكل خاص يضعونها على رؤوسهم وذات الشكل المخروطي مقطوع الرأس قليلاً والبيضاء اللون المصنوعة من صوف الغنم الناعم الملمس ( بالذات من صوف الطلي الصغير الذي لا يتجاوز عمره السنة أي القصة الأولى لصوفه الناعم ) وإن النموذج الحالي ذات اللون الأسود الذي يستعملونه التياريين وغيرهم من القبائل الآشورية في المناسبات فهو نموذج مطور لما كان يستعملونه بشكل دائم في تياري خاصةً وهيكاري عامةً . وعند المقارنة في زي النساء سوف نجد التشابه والتماثل ذاته كما عند الرجال حيث تظهر بجلاء في تماثيل النساء الآشوريات قديماً " الميزاره " الذي يعلق على صدور النساء ويمتد الى ما فوق الركبتين على أقل تقدير هو " الميزاره " ذاته الذي كانت ترتديه نساء قرى وقصبات سهل نينوى وقرانا في الشمال ومازلنْ المسنات مِنهُنَّ يرتدينهُ مع بوشي الرأس الشبيه بالعمامة ( كونكْثه ) بشكله الحالي الجميل .
على ماذا نستدل من هذا التشابه والتماثل الكبير في الزي الشعبي التقليدي بين الماضي العريق البعيد والقريب والحاضر ؟؟ أليس ذلك رمزاً لأثبات النسل والعِرق بين ذاك وهذا ؟؟ لماذا لم يظهر هذا التشابه والتماثل في الزي الشعبي التقليدي في الزي الشعبي للآخرين من الشركاء  في السكن على هذه الأرض الطيبة ؟؟ ، أليس إنفراد أبناء أمتنا وتشبثهم بالتمسك بهذا الرمز شكل من أشكال الصراع من أجل البقاء والأستمرار ؟؟ .
                       رابعاً : كتاب حِكمْ أخيقار الحكيم
اخيقار الحكيم هو فيلسوف صاحب حِكم ومنطق أخذ من حِكمه وأفكاره الكثيرين من المشهورين بضمنهم الأمام علي بن أبي طالب ( ر ) ، وكان أخيقار حكيم الملك الآشوري سنحاريب الذي كانت فترة حكمه ( 704 – 682 ) ق . م ، هذا الكتاب بحكَمِه ظل مصدراً للحكمة والأمثال عند أبناء أمتنا بكل مكوناتهم وتسمياتهم تتناوله الأجيال من جيلٍ الى آخر منذ ذلك الوقت والى اليوم ، ويتذكرونه بفخر واعتزاز كإرث ثقافي وحضاري من صميم تاريخ أبائهم وأجدادهم العتيد والمجيد . لماذا ظلْ هذا الكتاب وبهذا المستوى من التقدير والأحترام متداولاً بين أبناء أمتنا كل هذه السنين إن لم يَكُنْ رمزاً قيّماً ومهماً من رموزنا التاريخية ويجسد إرثنا الثقافي وهويتنا القومية الآشورية ؟؟ .
الى ماذا يستدل بقاء واستمرار هذا الكتاب متداولاً ومتنقلاً بهذه القوة بين الأجيال منذ ما يقارب الثلاثة آلاف سنة كما قلنا ؟؟ أليس لكونه وثيقة تاريخية تثبت هويتنا القومية وانتماءُنا القومي ، والى أي عِرق تاريخي أصيل نعود نحن الذين أحتفظنا به في مكاتبنا البيتية كل هذه المدة ؟؟ . 
                       خامساً رأس السنة الآشورية البابلية 6768
المعروف تاريخياً إن أجدانا الآشوريين والبابليين كانوا يحتفلون ولمدة أسبوعين متتاليين من بداية الربيع في الأول من نيسان بحسب تقويمهم إحتفاءً بحلول الربيع متأملين أن يأتيهم من خيرات الأرض الشيء الوفير من الحبوب والأثمار والماشية ومنتوجاتها ، لذلك كانوا يقيمون مهرجانات واحتفالات للفرح ويذبحون الذبائح ويقدمونها نذوراً لأرضاء الأله لأن يجعل الأرض معطاءة في عطائها من الخيرات . كانت احتفالات أجدادنا بعيد الربيع " اكيتو" تجري على هذا النمط عندما كانت السلطة بأيديهم ، ولكن عندما فقدوها أنحسرت هذه الأحتفالات بشكل تدريجي لأن المحتلين الأجانب كانوا يمنعونهم من القيام بأي نشاط أو احتفال يرمز الى إعتزازهم بمجد أبائهم وأجدادهم وتاريخهم الآشوري ، وعليه باتت الناس تحتفل بهذه المناسبة كل بطريقته الخاصة ، وآخر ما وصلنا شخصياً من هذا التقليد من أجدادنا عندما كنا أطفالاً صغاراً في القرية ، كان جدنا له الرحمة والراحة الأبدية والذكر الطيب يخرج منذُ الصباح الباكر الى أقرب حقل للقمح او للشعير ويقلع رزمةً أو قبضة من الحنطة أو من الشعير من جذورها وياتي بها ليعلقها فوق عتبة الباب الخارجي لمدخل البيت ، وكان يقول لنا إن هذه الرزمة ثمثل ذقن ( لحية ) نيسان نعلقها فوق الباب ليأتينا هذا الربيع بالخير الوفير من الحقول الخضراء ، وهذا اليوم هو يوم رأس السنة القديمة لأجدادنا ما قبل المسيح ولم يكُن يعرف بأنها رأس السنة القومية الآشورية ، لأن الثقافة المسيحانية التي لقنوها لهم بموجب تعاليم وتخريفات العهد القديم ( التوراة اليهودي ) مسحوا من ذاكرتهم التاريخية القومية الآشورية كل ما يرمز ويوحي لهم بارتباطهم بأجداهم الآشوريين القدامى بإعتباره ذلك ارثاً وثنياً  " عبدة الأصنام – سَخذاني دصنمي " كما كنا نسمع منهم وعندما كنا نستفسر منهم ماذا تعني " صنمي " كانوا يردون علينا بمعنى أنها تماثيل لكائنات خرافية منحوتة من الحجر كانوا يعبدونها أجدادنا بدلاً من عبادة الله الذي نعبده نحن اليوم . وبعد مجيء البعثيين عام 1968 م الى الحكم في العراق ، قاموا باحياء هذه الأحتفالات بأسم أعياد الربيع في مدينة الموصل تحديداً لغرض العودة بحاضرهم وربطه بتاريخ الماضي العريق في محاولة منهم لأعادة كتابة تاريخ العراق من جديد وتعريبه من أوله الى آخره ، وبذلوا جهوداً وأموالاً كبيرة في هذا السبيل ، وسخروا خيرة العلماء الآثاريين والمؤرخين العراقيين لتنفيذ هذا المشروع التعريبي لتاريخ العراق الآشوري ، ولكن هيهات لهم هؤلاء العابثين وأحفادهم من الدواعش الأرهابين من الحمقى والمشعوذين المجانين من طلاب الشهرة والمجد والسلطة . من أن ينالوا من هذا التاريخ العظيم للآشوريين .
الى ماذا تستدل رمزية بقاء الشذرات البسيطة لهذا التقليد القومي الأصيل ، من مهرجانات كبيرة تدوم لأسبوعين متتاليين الى الأكتفاء برزمة من القمح أو من الشعير تُعلق فوق عتبة الباب الخارجي للبيوت في قرانا النائية كما كان يفعل جدنا رحمه الله تأملاً منهم أن ترزقهم الأرض بالخيرات الوفيرة من عطاء الحقول الخضراء ؟؟ إنها من المؤكد تَدلنا الى معرفة حقيقة من نحن ومن هم أجدادنا وأسلافنا القدامى ؟؟ ومن نكون ؟؟ ومن كنا في الماضي ؟؟ والى أي عِرق قومي ننتمي ؟؟ . 

سادساً : تقليد إحاطة فِراش المرأة بعد الولادة بالحبل الأسود ووضع الخنجر تحت رأس مولودها
كان لأجدادنا الآشوريين القدماء تقليداً بحسب المصادر التاريخية من حوليات ملوك الأشوريين ، يقومون  بأحاطة فراش المرأة الحديثة الولادة بحبل أسود مصنوع من شعر المعز ومتيناً نوعاً ما قريب الشبه بالتنين في الظلمة لمدة أربعين يوماً من وضعها للمولود لحمايتها من الأرواح الشريرة ، حيث كانوا يعتقدون ويروجون بوجود كائن بشري أنثوي خرافي مشعر وذي أنياب وأظفار طويلة سوف يأتي ويؤذي الأم ويسرق منها مولودها  الصغير ، كان في زمانناً ونحن أطفال يسمى ذلك الكائن الخرافي الأنثوي " ليليثا" . كان بإعتقادهم أن الحبل المحيط بالأم الحديثة الولادة يمثل تنين يحرس الأم ومولودها من شر ليليثا لأنها تخاف من التنين ويرعبها مظهره ، وبذلك تتجنب التقرب من مكان الأم والمولود الصغير  . أما بالنسبة الى رمزية وضع الخنجر أو السكين تحت رأس المولود الصغير تعني لكي يكون عند بلوغه شخصاً مقاتلاً شجاعاً . هذا التقليد كان يمارس من قبل عشائر قبيلة التياري السفلى الى يوم مغادرتنا لقرانا عام 1961 م بعد اندلاع الحركة الكوردية والأستقرار في المدن الكبرى .
الى ماذا يَستدل بقاء واستمرار هذا الثقليد لدينا ربما لا تنحصر ممارسته بالتياريين فقط ، وقد تمارسه قبائل آشورية أخرى لم نعايشها شخصياً ، وربما يمارس هذا التقليد ذاته في قرى وقصبات سهل نينوى بشكل آخر وله نفس الجوهر . إنه رمز يستدل منه بحكم ممارسته عبر الأجيال الى شيء واحد ألا وهو الأنتماء الى نفس العرق القومي .
           سابعاً : تردد وتوارد الأسماء والمفرات اللغوية
كما هو معروف لدينا أن أبناء أمتنا عندما أعتنقوا الديانة المسيحية في النصف الأول من القرن الأول الميلادي وهم كشعب يعيش تحت وطأة ظلم سلطة الأجنبي الوثني الغريب المحتل ، والذي يحمل في أعماقه حقداً تاريخياً عليهم ويبتغي الأنتقام والثأر منهم ، وجدوا في المسيحية فكراً ونهجاً طريق الخلاص من هذا الواقع الظالم والأليم الذي بات يهدد وجودهم بالأنقراض ، ولذلك حاولوا في حياتهم المسيحية الجديدة قطع كل صلة لهم تربطهم بماضيهم الآشوري الوثني كما بات يُعرف ظلماً بعد المسيحية ، فتخلوا عن الكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تعتبر وثنية بطبيعتها ، والتجأوا الى التعويض عنها بالبدائل الجديدة من أرث وثقافة الديانة المسيحية والتوراتية فكانت في مقدمة تلك التوجهات هو التخلص من الأسماء الآشورية القديمة باعتبارها أسماء وثنية والتسمي بالأسماء المسيحية الوارد ذكرها في العهد القديم ( التوراة اليهودي ) مما يسمى  بالكتاب المقدس اي التسميات اليهودية كما هو واضح وظاهر في تسميات أبناء أمتنا في القرون ما قبل طغيان الثقافة العربية الأسلامية على المنطقة  وبلاد ما بين النهرين  ، حيث أجبروا الناس على الخيار ما بين اعتناق الأسلام وبين دفع الجزية وبين حد السيف ، لذلك فإن غالبية الفقراء منهم كان خيارهم الوحيد هو اعتناق الأسلام ، أما الآخرين من المتمكنين مالياً فقبلوا بدفع الجزية مقابل الحفاظ على دينهم الأصلي وحياتهم . إلا أن هذه الحالة والخوف والتوجس مما هو أسوء من الجزية بدأت عملية التحول نحو التعريب من خلال التحول الى إعتماد اللغة العربية في حياتهم وطقوسهم الدينية ، وتغيير أسمائهم القومية والمسحية الى اسماء عربية لأزالة الشبهة المسيحية عنهم في أماكن عملهم ومسكنهم وهذا الشيء ليس بخافياً على الجميع من المطلعين على التاريخ وخفاياه الأليمة .
إلا أنه بالرغم من كل هذه المصاعب والمعاناة والأضطهادات والمظالم ظلت بعض العوائل الآشورية المسيحية تتداول الأسماء القومية وتسمي أبنائها بها في الفترات ما قبل اكتشاف الآثار الآشورية في نينوى ونمرود وآشور وغيرها من المدن الآشورية القديمة من قبل المكتشفين الأوروبيين وفي مقدمتهم السير هنري لايارد الأنكليزي الجنسية ، ونورد نماذج من هذه التسميات على سبيل المثال لا الحصر ، مثلاً المرحوم " نمرود دبيث مارشمعون " عم البطريرك الشهيد مار بنيامين وعمته سورما خانم رحمهما الله وهو من مواليد النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وهناك الكثير من الأسماء الآشورية تداولت قبل عصر اكتشافات السير هنري لايارد . أما من حيث المفردات اللغوية سوف يجد الباحث الكثير من مفردات اللغة الآشورية - الأكادية  التي كانت تكتب بالخط المسماري موجودة في اللهجات الآشورية المحكية اليوم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نورد بعض تسميات أعضاء جسم الانسان ، مثلاً ( نخيرا – الأنف - بوقا بالسرياني ) و ( ناثا – الأذن - اذنه بالسرياني ) و ( أقلا – الرجل - رغلا بالسرياني ) و غيرها بالمئات من المفردات والمختصين باللغات أدرى منا بذلك  .
استمرار التسمي بأسماء الآشوريين القدامى وتداول مفردات كثيرة من لغتهم ماذا يعني الآن ؟؟ أليس مؤشراً يستدل منه أن هؤلاء هم أحفاد وسليلي أولئك الأجداد القدامى وورثتهم الشرعيين في هذا العصر ؟؟ ، إنهم كذلك بلا شك  .
إن هذه المدلولات التاريخية الراسخة في أعماق ثقافة وتقاليد وممارسات وطقوس مجتمعنا الآشوري اليوم يستدل منها وجود ذلك الترابط العضوي بين الماضي الآشوري وحاضره ، وهذا الترابط يكفي لنا نحن من ندعي الآشورية اليوم لتبرير شعورنا بانتمائنا القومي الآشوري ، ولكل من يشعر كذلك من أخوتنا ممن ينتمون الى مذاهب كنسية غير مذهبنا ، ومن لا يشعر من أخوتنا بما نشعر به نحن شخصياً في كل الأحوال سوف نحترم شديد الأحترام شعورهم بأي انتماء قومي يختارونه لأنفسهم من غير الأنتماء القومي الآشوري لأنهم أحرار في تقرير اختيار ما يرونه مناسباً وملائماً لهم من تسمية قومية ، لأننا جميعاً بحسب وجهة نظرنا الشخصية مهما اختلفت تسمياتنا الحالية نشترك بالشعور بالأنتماء الى وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشترك ، والأهم من كل ذلك أن سكاكين ذباحي البشر بأسم الله من الداعشيين الأرهابيين لا تفرق بين رقابنا بحسب تسمياتنا القومية والمذهبية الكنسية فهي تقطع الرقاب من الوريد للوريد بلا رحمة ولا شفقة ودون خوفاً من خالقهم . ليعلموا المتطرفين من كل مكونات أمتنا هذه الحقيقة . إن توافقنا على مقومات أختيارنا للتسمية القومية الموحدة التي تناسبنا وتضعنا في قلب التاريخ الحقيقي الغير مزيف مذهبياً وقومياً سوف يوحد ويقوي خطابنا السياسي في تعاملنا مع الشركاء في الوطن لبناء مستقبلاً زاهراً لأجيالنا القادمة جميعاً .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد – 26 / نيسان / 2018 م


194
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ سليمان يوحنا المحترم
تقبلو محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع نؤيدكم بأن الوطن على عتبة مفترق الطرق وأن الوعي والأرتقاء بتحمل المسؤولية بات واجباً قومياً ووطنياً لأن يضع كل مواطن عراقي مهما كان عِرقه ودينه ومذهبه لمساته على عملية التغيير لتصحيح مسار العملية السياسية الجارية لنجنب الوطن من الولوج في نفق أكثر عتمةً وظلاماً مما هو فيه اليوم وسلوك طريق الشر الذي يقود الجميع الى الحاوية السحيقة ... إنه شعور سامي منكم بالمسؤولية القومية والوطنية يستحق أن نثني عليه يا صديقنا العزيز رابي سليمان يوحنا ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

195
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا والتي تطرقتم فيها الى أمور كثيرة وطرحتم من خلالها افكار موضوعية رائعة أسهمت في أغناء مقالنا بما لم نتطرق إليه ، ولكن ذلك ليس غريب من إنسان صديق ومخلص لمفهوم الصداقة يتابع كل ما نكتبه بدقة واهتمام ويطرينا بملاحظاته واضافاته القيمة تخص صميم الموضوع ، هكذا يجب أن نتفاعل يا صديقنا العزيز لنثري كتابات بعضنا البعض ونقدمها بأكمل وجه لقرائنا الكرام .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

196
الخارطة الانتخابية في العراق وفرصة التغيير المنتظر الى أين ... ؟
خوشابا سولاقا
بعد مرور خمسة عشر عاماً على تغيير النظام الديكتاتوري في العراق على يد القوات الأجنبية ، ودخول أكثر من تريليون وربع من الدولارات الأمريكية الى الخزينة المركزية العراقية خلال هذه الفترة الزمنية ذاتها ، إلا ان ما حصل بالمقابل من تغيير على أرض الواقع العراقي عن ما كان عليه قبل التغيير في كافة المجالات كان تغييراً نحو الأسوء بكل المقاييس والمعايير المعتمدة في التقييم وذلك بشهادة الجميع من أهل الأختصاص وغيرهم . حيث زاد الفقر والعوز والبطالة بمستويات قياسية بحسب احصاءات مراكز عالمية فوصلت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في العراق اليوم الى أكثر من ( 25 % ) ، وعدد العاطلين عن العمل بالملايين من خريجي الجامعات وغيرهم ، وعدد الذين هاجروا البلاد لأسباب أمنية ومعيشية وغيرها أيضاً بالملايين ، وأما بخصوص تفشي الفساد المالي والأداري وسرقة المال العام في أجهزة الدولة فحدث ولا حرج ، وانتشار الجريمة بكل أشكالها والتي تقودها في معظمها مع الأسف الشديد النخب السياسية المتنفذة في عملية صراعها المستميت على كراسي السلطة وسيل دولارات النفط التي تدخل جيوب قادتها التي لا قعر لها أصبحت معروفة ومكشوفة للقاصي والداني لا تحتاج الى برهان ولا دليل . كل هذا الكم من المساوئ والفشل والتراجعات والتداعيات في كل مجالات التنمية الوطنية المستدامة ، وتردي مستوى الخدمات الاجتماعية المختلفة المعروفة للجميع ، وتصاعد وتائر الأرهاب بكل أشكاله ةتنوع أنماطه والذي أصبح يضرب بأطنابه كل أنهاء البلاد في أي مكان وزمان بضربات نوعية تدل على مدى ضعف وهشاشة سلطة الدولة وشبه غياب لدور القوى الأمنية وانتقال المبادرة بيد قوى الأرهاب للعصابات المسلحة المنفلتة من محاسبة القانون . كل هذه المؤشرات السلبية جعلت الشعب العراقي يعيش في حالة من التذمر والضجر والرفض لكل أنظمة الحكم التي توالت على حكم العراق خلال الخمسة عشرة من السنوات الماضية  ، لأن جميعها عجزت من أن تقدم ما هو أكثر وافضل مما قدمته الأنظمة السابقة ، لذلك تغيرت إنطباعات الناس التي تكونت لديهم في بداية تغيير النظام الديكتاتوري وخابت أمالهم وتبددت أحلامهم الوردية بنهاية عصر الديكتاتورية والمظالم والتمييز الطائفي والقومي ، عصر الفقر والمجاعة والطحين الممزوج بالتراب وأعلاف الحيوانات والحروب العبثية مع الجيران ، والتحول والأنتقال الى عصر جديد من الرخاء والرفاهية والتقدم الأقتصادي والخدمات الاجتماعية المتطورة والأستقرار بعد أن عانت ما عانته الكثير في ظل النظام السابق . ولكن مع الأسف الشديد بعد خمسة عشرة سنة كل هذه الآمال والأحلام ذهبت أدراج الرياح وطواها النسيان بين أكوام الهموم والمآسي والمعاناة وأصبحت الناس تترحم على النظام السابق وتتذكره بخير ما قدمه لهم بالرغم من كل ما قام به من مظالم وجرائم بحقهم بعد ان شاهدت ما شاهدته من إنهيار البنى التحتية للبلاد في كافة المجالات الأقتصادية والصناعية والزراعية والتربية والتعليم والصحة بالرغم من الأرقام الفلكية للموازنات السنوية العامة والتي تجاوزت بمجموعها الترليون وربع الترليون دولار كما ذكرنا ، والأعتماد الكلي على الأستيراد لكل ما يحتاجه البلاد من الخارج من مأكل وملبس ومشرب حتى في أبسط المنتجات الزراعية التي كان العراق في السابق مُصدراً لها للدول التي نستوردها منها اليوم ، وأصبح اقتصادها إقتصاد مشوه ريعي أحادي الجانب يعتمد على صادرات النفط الخام بحيث صارت واردات النفط خلال هذه الفترة تشكل أكثر من ( 96 %  ) من مصادر تمويل الموازنة العامة السنوية للدولة العراقية . وبسبب السياسات الفاشلة والحمقاء التي اعتمدتها الحكومات المتتالية بعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق القائمة على مبدأ الثأر والانتقام والأقصاء والتهميش للآخر والتي فرضها على الحياة السياسية العراقية نظام المحاصصة الطائفية والأثنية والحزبية والقبلية والعشائرية المقيتة ، هذا النظام الذي أدخل البلاد في نفق الأزمات المتتالية الذي فيه كل أزمة تولد أزمة أكبر منها والذي بالنتيجة خلق المقدمات وهيئت الممهدات لدخول البلاد في أزمة وطنية لا تحمد عقباه ، ونقل البلاد الى موقع الخيارات الصعبة لتقرير مستقبله بين الدخول في حرب أهلية طائفية وبين تقسيم البلاد الى دويلات المكونات الطائفية والأثنية على حساب دولة المواطنة الموحدة أرضاً وشعباً وماءً وثروةً ومصيراً . حيث وصلت الأمور اليوم في العراق الى حد من السوء والخلاف لا يمكن فيه الأتفاق والتوافق على أبسط الأمور المتعلقة بحياة الشعب ومصير التنمية الوطنية الأقتصادية في البلاد مثل المصادقة على قانون الموازنة العامة التي يتوقف عليها مشاريع خطة التنمية القومية ومعيشة المواطنين . الى أية درجة من الأستهتار والعبث بحياة الناس وصلت مهاترات ومناكفات النخب السياسية الرثة المتحكمة بقرار البلاد ؟ ، والتي يمكن تصنيفها وفق كل المعايير الأخلاقية من حيث الأثار السلبية بأنها لا تقل عن كونها مؤآمرة وعملية مبرمجة مقصودة لتدمير البلاد من خلال مؤسسات الدولة الرسمية التي يتولون إدارتها وقيادتها .
في الحقيقة إن الانتخابات الديمقراطية والنزيهة هي ظاهرة حضارية وأخلاقية يتم من خلالها وبشكل حر اختيار ممثلي الشعب في أعلى سلطة في البلاد ألا وهي مجلس النواب ( نواب الشعب ) لتمثيله في الدفاع عن مصالحه وسيادته واستقلاله وحقوقه الوطنية المشروعة .
سوف تكون الانتخابات كذلك وسيلة للتغيير والأصلاح السياسي الجذري عندما يكون اختيار الناخب لممثليه في مجلس النواب قائم على أساس الكفاءة والمهنية والنزاهة والأخلاص والوفاء للوطن والشعب من دون تفضيل إنتماءاته الخصوصية الفرعية على إنتمائه الوطني والهوية الوطنية ، لأن العودة في الانتخابات في اختيار ممثلي الشعب الى معايير الخصوصيات الفرعية تجعل الانتخابات بلا معنى ولا جدوى تفقد غرضها الوطني والانساني وحتى الأخلاقي بكل المعايير والمقاييس ، وتجعل من الديمقراطية وسيلة لعبور الفاشلين والفاسدين والمنافقين المرائين الى سُدة الحكم ، وعندها تؤدي الانتخابات في الحقيقة الى تكريس الفساد وتبرير الفشل واستمراره وتكراره دورة بعد أخرى ، وتؤدي كذلك الى تكريس الواقع المتجزء على أساس الخصوصيات الفرعية وتعززه وتجعله أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه بالرغم من أضراره البليغة بالمصلحة الوطنية وليس الى توحيده على أساس الأنتماء والولاء الوطني كما ينبغي ويفترض أن يكون ، ومحاسبة الفاشلين والعابثين بالمال العام لنهبه واستغلاله لتحقيق مصالح شخصية أنانية كما هو عليه الحال اليوم في عراقنا الجريح حيث تنهش به ضباع العابثين من كل صوب وحدب دون خجل أو وجل وخوف من ردع القانون لهم ، وسوقهم الى حيث يجب سوقهم لينالوا جزائهم العادل

على ضوء المعطيات التي تم ذكرها عن واقع الحال السياسي في العراق نستطيع رسم الملامح الأساسية للخارطة الانتخابية للعراق في الانتخابات التي جرت خلال السنوات الخمسة عشرة المنصرمة سواءً كان ذلك على مستوى مجلس النواب العراقي عموماً أو على مستوى مجالس المحافظات ، حيث كانت الخارطة الانتخابية بامتياز ومن دون تحفظ خارطة طائفية وأثنية مولودة من رحم نظام المحاصصة المقيت ، ولم تكُن خارطة وطنية لمكونات الشعب العراقي مولودة من رحم الهوية الوطنية والولاء للوطن ، كانت انتخابات الولاءات للخصوصيات الفرعية كالقومية والدين والطائفة والقبيلة والعشيرة ، ولم تكن انتخابات للبرامج السياسية الوطنية والهوية الوطنية للكتل المتنافسة على مقاعد البرلمان . وعليه أقل ما يمكن أن توصف به نتائج تلك الانتخابات على ضوء واقع الحال القائم اليوم في العراق هي ولادة مجلس نواب هش وضعيف منقسم على ذاته غير قادر على النهوض والقيام بمهامه الأساسية كمؤسسة تشريعية لتشريع القوانين التي يتطلبها إعادة بناء دولة عصرية حديثة على أسس المؤسسات القانونية والدستورية كما ينبغي وعاجزٌ عن مراقبة ومتابعة نشاط الفساد والفاسدين والعابثين بمقدرات العراق حيث تحول البرلمان كوسيلة لحماية الفاسدين بدلاً عن محاسبتهم ، وبذلك فشل في متابعة ومراقبة أداء الحكومة لمعالجة كل الأنحرافات وكل التجاوزات والخروقات على الدستور التي تحصل هنا وهناك من هذا الطرف أو ذاك في أجهزة الدولة ومحاسبة المقصرين منهم وفقاً للقانون دون محاباة ، لأن ذلك دائماً وكما لاحظنا في جلسات مجلس النواب يصطدم ويتناقض مع متطلبات نظام المحاصصة الطائفية والأثنية لخلق التوازن المحاصصي ، وبالنتيجة كان مجلساً مشلولاً وعاجزاً وفاشلاً لا يمتلك إرادة سياسية وطنية في إتخاذ القرار المفيد ، ومثل هكذا برلمان أدى الى ولادة حكومة توافقية ضعيفة هزيلة غير متكاملة القوام ، وغير منسجمة ومنتجة للأزمات وعاجزة عن إتخاذ قرارات تخدم المصلحة الوطنية كمحاربة ومكافحة الفساد والفاسدين في سبيل المثل وليس الحصر .
لذلك لم  يتمكن أيٌ من مجلس النواب والحكومة من أن يحصد أية نتائج إيجابية لصالح الوطن والشعب تستحق الذكر غير خلق الأزمات المتوالية وخلق المناخات الملائمة لاستشراء الفساد المالي والاداري في أجهزة ومؤسسات الدولة ، والتجاوز على المال العام  وأنتشار الجريمة بكل أشكالها ، وتواصل الأرهاب وتصاعد وتائره كماً ونوعاً بصيغ جديدة بالرغم من الأنتصار العسكري عليه الذي أدى الى تحرير المحافظات المحتلة من داعش الأرهابي ، كل هذه الأحداث أدت الى دخول البلاد في نفق مظلم لا أمل للخروج منه على المدى المنظور إلا بتظافر جهود الجميع وتحقيق المصالة الوطنية الحقيقية على أرض الواقع نأمل أن تكون انتخابات 2018 هي نقطة البداية لتدشين هذه المسيرة الطويلة وأن لا تكون عكس ذلك أي تكرار لما مضى .
هذه الصورة القاتمة لواقع البلاد بعد خمسة عشر سنة من العبث والتلاعب العشوائي ربما المقصود بمقدرات البلاد جعلت الشعب العراقي بكل مكوناته وطبقاته الاجتماعية لأن يعيش حالة من الغليان والغضب والتمرد والرفض والدعوة الى ضرورة إجراء تغيير شامل في بنية نظام الحكم القائم على المحاصصة ، وإقامة نظام وطني مدني ديمقراطي يرعى شؤون ومصالح أبناء مكونات الشعب العراقي جميعها من دون تمييز ، ويقوم بوضع نظام عادل ومنصف لتوزيع واستثمار الموارد المالية للبلاد في كافة مناطقه ومحافظاته تحكمه ضوابط التنمية الاقتصادية والأجتماعية والثقافية للنهوض بالبلاد لأنتشاله من الواقع المرير والبائس والتعيس الذي خلقه نظام المحاصصة والذي يعيشه أبنائه منذ خمسة عشر سنة .
إن التغيير لا يمكن له أن يحصل من خلال ما يرفع من الشعارات الرنانة والطنانة المنادية بحب الوطن والشعب وإدانة القائمين على إدارة البلاد والتباكي على أطلال الماضي ومن خلال تغيير تسميات الأحزاب والكتل والأئتلافات من التسميات الأسلاموية والطائفية الى تسميات مدنية واصلاحية ووطنية كما تؤشره خارطة الانتخابات الحالية ، بل على أبناء شعبنا العراقي بكل مكوناته أن يعرف حق المعرفة ما هو الدافع والغاية من كل هذه التغييرات في طبيعة التسميات وأن يدركوا بوعي وعمق إن الذين أوصلوا البلاد الى ما هو عليه اليوم تم إيصالهم الى سدة الحكم بأصواتهم عندما قاموا بانتخابهم على أساس الولاء للخصوصيات الفرعية كالقومية والدين والطائفة والقبيلة والعشيرة وليس على أساس البرامج الأنتخابية والولاء للوطن والهوية الوطنية في انتخاب الكفوء والنزيه والمخلص والشريف كما تفرضه الارادة الوطنية الحرة ومحبة الشعب والوطن من كل مواطن شريف يتحلى بالأخلاق الوطنية السامية .
عليه فان التغيير لا يأتي من خلال تغير التسميات بل يأتي من خلال تغيير العقول والأفكار وذلك يأتي من خلال تغيير الوجوه الفاشلة العفنة من سراق المال العام والعابثين بمقدرات وأموال البلاد في البرلمان والحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم والحكومات المحلية المتمثلة بمجالس المحافظات وكل المؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية والأمنية ، وتطهير أجهزة الدولة بكل مستوياتها من الفاسدين والمفسدين ، ومن ثم تطبيق المبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " وهذا يشمل كل مكونات الشعب العراقي بأكثرياته وأقلياته من دون استثناء . كل هذا سوف لا يحصل تلقائياً بل إنه سيحصل من خلال صوت الناخب المواطن الشريف حيث ندعوه الى ما يلي في الأنتخابات المقبلة والتي نحن على أعتابها في الثاني عشر من شهر آيار القادم ، والى ذلك اليوم الموعود يا أيها العراقيُ الشهم الغيور لكي نطهر البلاد من الفاشلين والفاسدين وسراق المال العام والمجيء بمن تثق بهم وهم مخلصين وكفوئين ونزيهين لتولي مقاليد حكم البلاد بالشكل الذي يخدم الوطن والشعب ، وليس مصالحهم الشخصية كما فعل الحكام الحاليين والسابقين في ظل ديمقراطية القطط السمان :-
أولاً : ندعوكم الى المشاركة بكثافة في الانتخابات والتصويت لمرشحي البرامج الوطنية ، وللكفوء والنزيه والوطني المخلص الشريف ، ولمن يحمل الهوية الوطنية ممن تعرفونه عن تجربة وعن قرب وليس للفاشلين المخضرمين السابقين أي المجرب لا يجرب .
ثانياً : تغيير معاييركم لاختيار المرشحين من معايير الولاء للخصوصيات الفرعية التي هي سبب البلاء لكل ما نحن فيه اليوم بمعايير الولاء للوطن والهوية الوطنية  لاختيار المرشح المناسب الذي لا يميز بين العراقيين على أساس الهويات الخصوصية الفرعية .
فاليعلم الجميع من أبناء شعبنا العراقي الكريم أن التغيير آتٍ لا محال ، وإن الليل الطويل لا بد أن ينجلي وإن القيد الثقيل لا بد ان ينكسر إذا أردتم الحياة الحرة الكريمة ، كل ذلك سيأتي بيسرٍ من دون عناء بأصواتكم الذهبية إذا أحسنتم الأختيار في يوم الأنتخابات في الثاني عشر من آيار القادم ودمتم بخير ليوم الحسم العراقي .

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد – 13 / نيسان  / 2018 م 


       


197
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المقتدر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة وع خالص تحياتنا الأخوية
يسعدنا أن نقدم لكم أجمل التهاني مع أطيب الأمنيات بحلول رأس السنة الآشــــــورية الجديدة 6768 وحلول عيد القيامة المجيد متمنياً لكم دوام الصحة والعافية وطول العمر ومزيداً من العطاء الفكري في خدمة قضايانا القومية والوطنية .
أسعدنا وشرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الفكرية - السياسية الثرة بملاحظاتها حول موضوع مقالنا هذا لقد أغنيتموه خير إغناء  ... فعلاً كانت الغاية من كتابة ونشر هذا المقال هو تنبيه القادرين اليوم على ظلم الآخرين سيأتيهم اليوم الذي يكونون فيه هم المظلومين لأن تلك هي دورة التاريخ الطبيعية وسُنة الحياة ، وعليه أن يتذكرون الظالمين المتجبرين والمتغطرسين كائن من يكونون عندما يكونون هو قادرين على ظلم الآخرين سيصل لهم الدور غداً لكي يرعوون بأن الظلمين لن يدوم لهم بل سينتقل إليهم أي أن سيكونون يوماً هم الجلادين لمن يستضعفونهم ويوماً آخر سينقلب الأمر وسيكونون هم الضحية لمن هم أقوى منهم ......ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

198
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ يوخنا البرواري المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بتحليلاتها الفكرية والسياسية بمقالنا الذي أضفتم إليه رؤى إضافية التي نتفق بها معكم كلياً ... ما الذي جنيناه من الكورد وثورتهم بعد انتصارهم ؟؟ ...بالتأكيد خرجنا صفر اليدين وخالي الوفاض وخائبي الأمال !!! ، والسبب كما ذكرتم كان قلة الوعي السياسي لدى أبناء أمتنا ممن قرروا الأنخراط في صفوف الحركة القومية الكوردية بغض النظر عن نواياهم من وراء هذا الأنخراط ، وهذا ما ركزنا عليه في مقالنا بعتابنا على من نكثوا الوعود ونقضوا العهود وخانوا الشعارات التي رفعوها في بداية حركتهم وفي أوقات الضيق لكسب ود أبناء الأقليات بمن فيهم أبناء أمتنا بكل تسمياتهم وتناسوا التضحيات الجسام بالأرواح والممتلكات .... كانت الغاية من كتابة هذا المقال هو تذكير من وضعوا أمالهم اليوم في الوعود الكاذبة والمنافقة للآخرين لكي يعملون كعملاء مأجورين لهم مقابل ثمن بخس في تولي مناصب الذل والهوان هنا وهناك لعلهم يرعوون ... دمتم  والعائلة الكريمة بخير وسلام ........
                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

199
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والناقد السياسي المبدع الأستاذ أبو نيسان المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
أحييكم على جهدكم الدؤوب في مواجة وعاظ السلاطين وأبواق الضلالة الذين يبيعون الولاء للصنم الناطق من دون أن يدركون نتائج فعلهم وانعكاساته على مستقبل صيرورة الحركة القومية الآشورية ... الحركة القومية والوطنية الآشورية بكل فصائلها المختلفة في العراق وسورية والعالم لم تكُن ولن تكون في يومٍ ما مرتبطة بشخص بعينه حتى وإن كانت تضحياته لا تقدر بثمن لأنه زائل مهما طال به العمر فكيف الحال بشخص يخون الأمة ويحاول اختزالها في شخصه وأن يحول نضالها ونضال وتضحيات أبنائها الى وسيلة للأنتفاع الشخصي ؟ . الولاء للأمة شيء والولاء لشخص ما من قادة فصائلها السياسية شيء آخر فعلى هؤلاء وعاظ السلاطين وأبواق الضلالة أن يدركوا ويستوعبوا هذه الحقيقة الكونية وأن مصير أمثالهم في تاريخ الأمم هو في مزبلة التاريخ فليتعضوا من تجارب الآخرين ليهتدوا الى الحقيقة .
                    دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم خوشابا سولاقا - بغداد

200
الى الأخ وصديق العمر الكاتب المقتدر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم طويل فيه الكثير من الحشو غير المفهوم حيث أسهبتم في شرح مفهوم الفايروس لتنتجون نوع جديد من الفايروس سميتموه بـفايروس الكرسي ، بينما كان بإمكانكم اختصار كل هذا الأسهاب بسطر واحد كان سيكون مفهوم أكثر للقارئ ... ما أستطعنا فهمه وتشخيصه في مقالكم هو أنكم اعتمدتم فلسفة " أكسر وأجبر " ولم تحددون رأيكم بمن فشلوا في أداء مهامهم القومية والوطنية كبرلمانيين أو كمسؤولين سابقين في مؤسسات الدولة من أبناء أمتنا ، حيث تشيرون الى الفشل دون تحديد المعنيين والأسباب ثم ترجعون وتجبرون الكسر وتبقى النهايات مفتوحة للأجتهاد والتأويل من دون جواب منكم ككاتب له شأنه لدى أبناء أمتنا ، وأحياناً تلمحون بإشارة من بعيد لأبناء أمتنا باختيار الأحزاب المعروفة من دون أن تذكرون تلك الأحزاب ، وهكذا نرى شخصياً في مقالكم غموضاً كبيراً وطرحاً ضبابياً غير واضح المعالم وما هو المقصود من مجمل محتواه !! ، أنكم في مقالكم هذا تنتقدون فشل السابقين منذ 2003 في مكانٍ ما تلميحاً ثم ترجعون وتزكونهم أيضاً تلميحاً وهذا بحسب وجهة نظرنا تناقضاً وازدواجية ضبابية في الطرح مع الأسف ..... وعليه نتفق مع الأخ المعقب عليكم الأستاذ يوسف شيخالي الى حدٍ كبير في تقييمه لمقالكم ... كم تمنينا أن تكونون واضحين وغير مجاملين في وصف الحالة كما هي بوضعكم النقاط الكبيرة على الحروف ليعرف القارئ الكريم ما تقصدونه من دون غموض وملابسات ... يؤسفنا يا صديق العمر على هذا النقد لمقالكم وذلك يؤلمنا كثيراً وأنتم تعرفون معزتكم عندنا .
ملاحظة أخوية : نرجو أن تردون على تعقيبات ومداخلات المعقبين لأن عدم الرد وتوضيح رأيكم بشأن ما كتبوه من نقد ليس في صالحكم ككاتب لأنكم تكتبون للقراء وليس لنفسكم عليه يتطلب الأمر أن تتفاعل مع القراء
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                              محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد   

201
الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة
خوشابا سولاقا
إنها مقولة رائعة جداً ومؤثرة للغاية في نفس وتفكير كل انسان ثوري حقيقي  يرفض الظلم ويبحث عن الحرية والتحرر والأنعتاق لأمته وللانسانية جمعاء ، مقولة أطلقها انسان ثوري عظيم كان له دور كبير في تثوير الفكر الانساني لرفض الظلم والطغيان وتغيير مسار التاريخ في العصر الحديث . نتعمد هنا عدم ذكر اسمُهُ لكي لا تقرأ هذه المقولة انطلاقاً من خلفية أيديولوجية سياسية ضيقة ، بل لكي تقرأ بشكل مجرد من أية خلفيات فكرية وسياسية للمحافظة على مضمونها الذي قيلت من أجله . بالتأكيد إن المقصود بهذه المقولة هنا هم الأخوة الكورد في أقليم كوردستان العراق كأمة بشكل عام وقادة الأحزاب الكوردية كنخب سياسية تقود حكومة الأقليم منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً وهم أصحاب القرار السياسي فيه بشكل خاص .
يتكون شعب أقليم كوردستان حالياً من مكونات قومية ودينية ومذهبية عديدة مثل الكورد والتركمان والعرب والآشورين والكلدان والسريان والأيزيديين والأرمن والصابئة المندائيين والشبك والكاكائيين ، هذه هي التركيبة الديموغرافية الاجتماعية لما يسمى بأقليم كوردستان العراق وعاشوا متجاورين ومتشاركين في السراء والضراء منذ سنوات طويلة ، ومنذ أن انطلقت الثورة الكوردستانية في أيلول عام 1961 شارك أبناء جميع هذه المكونات القومية والدينية الى جانب الأخوة الكورد في الكفاح المسلح الذي قاده الخالد الذكر مصطفى البرزاني وتحملوا مع الكورد كل ما أصابهم من مأسي ومعاناة وتهجير قسري جراء الحرب الدائرة لسنوات طويلة مع السلطة المركزية ، وكان للآشوريين والكلدان بشكل خاص مشاركة فعالة في هذه الثورة منذ البداية من خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية ضد قوات الأنظمة القومية الفاشية في بغداد لغاية سقوط النظام البعثي الصدامي في التاسع من نيسان من عام 2003م  على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، وقدموا خلال مسيرة الثورة الكوردستانية النضالية المئات من الشهداء الى جانب شهداء قوات البيشمركة الكوردية على مذبح الحرية .
إن القيادات الحزبية الكوردية الحالية التي تدير الحكومة في الأقليم تعرف ذلك جيداً وتعرف كذلك كم هو عدد شهداء أمتنا الذين انخرطوا في صفوف الحركة الكوردستانية أو المنخرطين منهم في صفوف أحزاب وتنظيمات الحركة الوطنية العراقية التي قاتلت الحكومات الفاشية في العراق الى جانب قوات البيشمركة الكوردستانية في جبال كوردستان دفاعاً عن حقوق شعب كوردستان بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام ، إضافة الى من شارك منهم في الثورة الكوردية من خلال تنظيماتنا القومية في السنوات الأخيرة من الثورة والمنضوية في " جوقد " .
هذا الأستعراض المختصر أردنا منه توضيح دور المكونات القومية والدينية القاطنة فيما يسمى حالياً بأقليم كوردستان العراق في الثورة الكوردستانية لنيل حقوق شعب كوردستان العراق بكل مكوناته القومية والدينية ، وقد أدى الجميع ما كان مطلوباً منهم على أكمل وجه ودفعت الثمن غالياً وسالت دمائهم الزكية على أرض كوردستان ، وقدموا التضحيات الكبيرة في خسارتهم وفقدانهم لأموالهم وحلالهم وأرضهم وأولادهم وهاجروا قراهم وقصباتهم حالهم حال أخوانهم الكورد وعلي سبيل المثال وليس الحصر أن قرى عشيرة كاتب هذه الأسطر شردشت وهلوه نصارى في ناحية برواري بالا قضاء العمادية محافظة دهوك قدمت ستة وعشرون شهيداً بسبب الثورة الكوردستانية عام 1961 ، وليس حال القرى الأخرى لأبناء أمتنا في عموم الأقليم بأفضل من حال قرانا المنكوب . بعد سقوط نظام البعث الصدامي حصدت الثورة الكوردستانية حصادها الوفير ونال الأخوة الكورد استحقاقهم في كل شيء وصار لهم حكومة فيدرالية في أقليم كوردستان العراق بالكمال والتمام من دون نقيصة .
ألم يكُن من الأنصاف أن ينال الآخرين الذين شاركوا الكورد في الحصاد أن يشاركوهم أيضاً في نيل ما يستحقون من الحقوق في المشاركة الحقيقية في مؤسسات حكومة الأقليم كما هو حال مشاركة الكورد في حكومة العراق الأتحادية اليوم ؟؟ وليس الأكتفاء فقط بمشاركة التمثيل الرمزي الأنتقائي من خلال تعيين بعض التوابع من أبناء أمتنا في مؤسسات حكومة الأقليم كما كان يفعل نظام البعث الصدامي مع الكورد أيام زمان . أيها السادة الأحبة حكام أقليم كوردستان الحاليين لماذا تريدون لغيركم من الشركاء من أبناء القوميات الأخرى والآصيلة من أصحاب الأرض الحقيقيين تاريخياً في الأقليم ما رفضتموه من غيركم في الحكومة الأتحادية حالياً أو من الحكومات العراقية السابقة ؟؟ ، ما هذه الأزدواجية في سياستكم في حكم الأقليم والكيل بمكيالين ؟؟ وهنا أليس من حقنا أن نتساءل ما هو الفرق بينكم وبين من كان يفعل الشيء ذاته معكم كنظام حزب البعث الصدامي ومن سبقوه ؟؟ عندما كانوا يُنصبون توابعهم من عملائهم منكم ممثلين لكم في حكوماتهم رغماً عنكم  لتأتون اليوم بمن هو تابع وعميل لأحزابكم السلطوية من أبناء أمتنا وتنصبونهم ممثلين لنا في مؤسساتكم الحكومية في أقليم كوردستان في ظل وجود ممثلين شرعيين منتخبين ديمقراطياً من قبل أبناء أمتنا في برلمان الأقليم دون أن يؤخذ رأيهم في ترشيح من يمثل أمتنا في أية مؤسسة لحكومة الأقليم وكما حصل في تمثيلنا في المفوضية العليا للأنتخابات كمثال لذلك ليس إلا . أليست هذه المقولة الحكيمة والعظيمة " الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة " صائبة وفق النهج والفكر الديمقراطي الذي تنادي به أحزابكم الحاكمة لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان ؟؟ أم أنها مقولة تغضون النظر عنها لأنها اليوم لا تتماشى مع أجنداتكم السياسية الشوفينية الأقصائية ؟؟ ، حيث أنكم تشاركون الآخرين فقط في صيد الفريسة وتقصونهم من المشاركة في الوليمة !!!  . حقيقة أن التجارب الكثيرة تاريخياً في مختلف البلدان أثبتت بشكل قاطع أن الأحزاب القومية والدينية ذات الطبيعة الشمولية الشوفينية لا يمكن لها أن تتحول وتصبح أحزاب ديمقراطية حقيقية عندما تصل الى سُدة الحكم في بلدانها وهذا ما تؤكده تجربتكم في حكم الأقليم باقصائكم لشركاء العيش اليوم وشركائكم في الثورة والنضال بالأمس القريب .
بهذه المناسبة نوجه نداءُنا الى فخامة السيد رئيس حكومة الأقليم الأستاذ نيجيرفان البرزاني المحترم وكافة قيادات الأحزاب الكوردية المشاركة في برلمان وحكومة الأقليم المحترمين وندعوهم بمحبة الآن ومستقبلاً الى إعادة النظر في سياستهم في حكم الأقليم في تسمية ممثلينا في مؤسسات حكومة الأقليم على أن تتم تسميتهم من قبل ممثلينا في برلمان الأقليم ودمتم سالمين للنضال من أجل خدمة شعب أقليم كوردستان بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية دون تمييز ، أملنا كبير بقادة ألأمة الكوردية التي عاشت مظلومة طيلة تاريخها لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة لغيرها ممن شاركوها مظالمها ومآسيها طيلة تاريخها المعاصر لتعيشون بسلام وأمان حبوا لغيركم ما تحبونه لنفسكم .

                                                 خوشـــابا ســـولاقا
29 / آذار / 2018 م – بغداد

202
أدب / رد: الجنـــة الســـوداء
« في: 10:49 28/03/2018  »
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر الآشوري المتألق رابي إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
لقد طال غيابك علينا يا أيها الشاعر الثر بشعره وشعوره القومي والوطني والانساني .... اشتقنا الى قرأة أشعارك أيها المتواضع الكبير بنبل أشعاره وكلماته .
قرأنا قصيدتك الرائعة وليس لنا ما نقوله بشأنها لأنكم كفيتم ووفيتم بها وصفاً ونقداً ووضع النقاط على كل الحروف الصامته وجعلتموها تنطق بالحق والحقيقة وليس بوسعنا أن نضيف عليها شيئاً غير أن نحييكم ونجلكم ونرفع لكم قبعاتنا إكراماً وإجلالاً لرمزاً آشورياً بليغاً بلغة العرب الشركاء لنا في الوطن والمصير .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

203
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر الطيب الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الخالصة مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا وكما أشكر لكم متابعاتكم الدائمة لكل ما أكتبه وأنشره في هذا الموقع وهذه المتابعة تدل على مدى قربنا الفكري من بعضنا البعض ووحدة أهدافنا التي نسعى الى تحقيقها من وراء هذه الكتابات .
صديقنا العزيز جان .... إن ما قصدناه من مفهوم التطرف والتعصب ليس محصوراً فقط بالتطرف والتعصب القومي أو الديني والمذهبي بل أنه يشمل كل أشكال التطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية كالتي ذكرتموها في مداخلتكم ومنها التطرف والتعصب للقدرات الشخصية الفردية النابعة من الأنانية وحب الذات والأستعلاء لأنها جميعاً تساعد على تفرقة الصفوف وتصعيد طبيعة الخلافات وبالتالي تنعكس سلباً على الموقف العام للفرد من القضايا الكبيرة كالقومية منها والوطنية والدينية وهذا الشكل من التطرف والتعصب في تقديرنا الشخصي هو الأكثر الذي عانت منه أمتنا في تاريخها الحديث قومياً وكنسياً وهو ما أوصلنا الى ما نحن فيه من وضع مزري مقرف منقسم على ذاته وبتنا مشتتين كالخراف الضالة مشتتين في كافة أرجاء العالم فاقدين بوصلتنا في التوجه الى هدف ما وكل فرد منا بات لا يهتم إلا بما يخصة والحديث بكلام في المناسبات بما لا يُقدم ولا يؤخر والتغني بالماضي العتيد لأجدادنا والتباكي على أطلال حضارة الأجداد والنزيف مستمر لأستنزاف وجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد التاريخية .... إنها لمعادلة صعبة ومعقدة للغاية يا أعز الأصدقاء !!! ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

204
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
نشكر لكم مروركم الكريم بهذه المداخلة الفكرية الثرة والرائعة بمقالنا والتي أعتبرها إغناءاً وإضافة له بكل ما أوردتموه فيها من أفكار ورؤى ... حقيقة إن المتضرر الأكبر من فكر التطرف والتعصب هم عادة أبناء الأقليات القومية والدينية  ، وعليه يكون المستفيد الأكبر من الحد من انتشار أفكار التطرف والتعصب على الخصوصيات ونشر ثقافة التعايش السلمي في المجتمعات المتعددة التنوع القومي والديني والمذهبي هم بالمقابل أيضاً أبناء الأقليات ، ولذلك نجد أن الرواد الأوائل لنشر الأفكار الوطنية التقدمية التي تؤسس لثقافة التعايش السلمي كانوا في أغلبهم من أبناء الأقليات ليس في العراق فحسب بل في كل بلدان العالم لأنهم كانوا الضحية والضحية هي أول من تشعر وأكثر من تعاني من ظلم واضطهاد الفكر المتطرف الشوفيني بكل ألوانه وعليه وجدت أبناء الأقليات خلاصها في الأفكار المناصرة للتعايش السلمي بين مكونات الوطن الواحد .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

205
التطرف والتعصب ظاهرة تدمير الأمم وحضاراتها
خوشابا سولاقا
إن التطرف والتعصب ظاهرة اجتماعية وهي نتيجة طبيعية لأمور أخرى  وتكون في الغالب ردَ فعلٍ لأسباب عِرقية ودينية ومذهبية وجنسية ولون البشرة واقتصادية وثقافية تدعو لها وتبشر بها فلسفات ونظريات فكرية وايديولوجيات شوفينية متطرفة ، وتأتي أحياناً هذه الظاهرة نتيجة لقصر النظر والفهم الساذج والسطحي للمعتقدات التي يدعو إليها من يمارسون التطرف والتعصب بكل أشكاله وألوانه .
ظاهرة التطرف والتعصب تُولدها الظروف الموضوعية المحيطة وتُنضِجُها الظروف الذاتية والسايكولوجية  للشرائح الاجتماعية والأفراد الذين يروجون لظاهرة التطرف والتعصب ويمارسونها على أرض الواقع باعتبار ذلك معياراً للأعتزاز بالأنتماء للخصوصية المعنية قومية كانت أو دينية أو مذهبية ، والذين هم أيضاً نتاج التحولات والتغيرات التي تحصل في المجتمع التي تؤدي الى رفض وعدم قبول الآخر والتعايش معه بسلام متساوين في الحقوق والواجبات على أساس الأنتماء الإنساني والتماثل في الخلق .
          أين يظهر التطرف والتعصب ؟
يظهر التطرف والتعصب بكل أشكاله ويكون على أشده في المجتمعات المتخلفة التي تعيش في مرحلة مخاضات التحولات والتغيرات الكمية والنوعية في شكل وطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية للأنتقال من نظام سياسي معين الى نظام سياسي جديد بسمات جديدة ، أي في مرحلة ما باتت تُعرف بالمرحلة الأنتقالية ، لأن في تلك المرحلة المفصلية المهمة والحساسة والحاسمة من حياة الأمم والمجتمعات تضعف قوة سلطة الدولة الرادعة للظواهر السلبية بكل أشكالها التي تخالف القانون العام للحياة المنظمة والمنضبطة ويضعف مستوى الولاء للهوية الوطنية  وتُنَضجْ في ذات الوقت الظروف الموضوعية والذاتية لأن ينطلق مارد التطرف والتعصب المصحوب بالعنف من عقاله بقوة وشدة ويسود في المجتمع ويتحكم به كبديلاً لسلطة القانون والدولة ، وأن دور الدولة في مثل هذه المرحلة يصبح دوراً مهمشاً ومقصياً ويكون الصوت الأعلى فيها للتطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية في المجتمع الوطني ، وعلى خلفية هذه السيادة شبه المطلقة للتطرف والتعصب ينتشر الخوف والرعب وتنطلق الجريمة بكل أشكالها ، ويَشيع القتل الكيفي على الهوية بدوافع التعصب العِرقي والديني والمذهبي والثأر والانتقام وغيرها من الأسباب ، وتنشط الجريمة المنظمة لحماية وتعزيز المصالح الشخصية تحت ستار تلك الدوافع في المجتمع ، لأن الدولة الرادعة للعنف والتطرف والتعصب تكون في ظل هذه الظروف ضعيفة للغاية إن لم تكون مهمشة ومقصية وغائبة كلياً عن الساحة في المجتمع ، وبذلك تتصاعد وتتنوع وتائر التطرف والتعصب وممارسة العنف المنظم وتسود لغة السلاح وثقافة القتل العشوائي على الهويات الخصوصية الفرعية التي تبرر للتطرف والتعصب والعنف والجريمة بكل أشكالها في المجتمع ، وتختفي لغة الحوار والتسامح والأعتدال على أساس الهوية الوطنية والولاء للوطن وحده ، وعلى أثر هذا الوضع الجديد يسود نظام الفوضى وينتشر الفساد بكل أشكاله في مؤسسات واجهزة الدولة الرسمية بسبب غياب العنف القانوني لسلطة الدولة إن صح التعبير من خلال تطبيق القانون بحزم وصرامة لردع المسيئين الفاسدين المروجين والممارسين للتطرف والتعصب والعنف بكل أشكالها التي تسعى الى إلغاء مؤسسة الدولة كمرجعية أعلى لتطبيق القانون وسيادته .
      من تكون ضحية التطرف والتعصب ؟
تكون الأمم والمجتمعات ذات التعدديات القومية والعرقية والدينية والمذهبية والمتخلفة ثقافياً واجتماعياً والتي ينتشر بين أبنائها السلاح غير المرخص كتقليد قبلي وعشائري وكرمز للرجولة والشجاعة بالدرجة الأساس هي ضحايا التطرف والتعصب المصحوب بالعنف الجسدي .
كذلك ينتشر العنف والتصفيات الجسدية في الأمم والمجتمعات المتخلفة التي يوجد فيها تعدديات عرقية ودينية ومذهبية بين التنظيمات السياسية ذات الأيديولوجيات والتوجهات الشمولية العنصرية التي تتخذ من العنف والتصفيات الجسدية وسيلة واللغة الوحيدة للحوار للتخلص من خصومها السياسيين بسبب تطرفها وتعصبها الأيديولوجي ، وهذا النمط من التطرف والتعصب يعتبر بحسب وجهة نظرنا المتواضعة من أخطر أشكال وأنماط التطرف والتعصب ، لأنه يكون موجه ومغطى بغطاء فكري وفلسفي أو ديني ومذهبي يبرر له بشعارات قومية أو وطنية أو دينية مذهبية أو بجميعها معاً في أغلب الأحيان بالرغم من زيفها وبطلانها الواضح في الممارسة العملية على أرض الواقع ، وتجربة العراق التاريخية منذ تأسيسه والى اليوم خير مثال حي على ذلك .
    ظاهرة التطرف والتعصب ظاهرة مقيتة ومرفوضة
في كل الأحوال أن ظاهرة التطرف والتعصب بكل أشكالها وألوانها ، ومهما كانت الأسباب والمبررات التي يسوقها المروجين لها هي ظاهرة مقيتة ومرفوضة وغير مبررة وفق كل المقاييس والمعايير الدولية الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ، لأنها لا تجلب للأمم وللمروجين لها وللآخرين غير الخراب والدمار والكوارث والمآسي .
إن ما هو مؤكد وما هو معروف والذي لا يحتاج الى برهان ودليل تكون أولى ضحايا هذه الظاهرة شعوب ومكونات الأمم التي ينتشر فيها وباء التطرف والتعصب بشكل عام ، وتنال بالدرجة الأساس المكونات القومية والدينية والمذهبية الصغيرة حصة الأسد من الظلم والأضطهاد والتضحيات بشكل خاص ، والتجارب القريبة والبعيدة في التاريخ عبر القرون كثيرة  وهي خير شاهد على ما نقول . كانت أمتنا من الآشوريين والكلدان والسريان عبر تاريخها القديم والحديث من أكبر ضحايا ظاهرة التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي منذ سقوط نينوى عام 612 ق . م وسقوط بابل عام 539 ق . م والى يومنا هذا .
هنا نستطيع القول بما أن المبادر بممارسة التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي بغرض تهميش وإقصاء الآخر من المكونات في الأمة الواحدة عادة يكون الأكثريات الحاكمة ضد الأقليات المستضعفة في ظل الأنظمة السياسية الشمولية القومية والدينية والمذهبية الطائفية ، عليه تنقسم المجتمعات على نفسها الى ظالمين ومظلومين ، أي هناك من يمارس الظلم تحت ستار الأعتزاز بالقومية والدين والمذهب ، ومن يتلقى الظلم ويعاني منه بسبب اختلافه عن من يمارس االظلم بالأنتماء القومي والديني والمذهبي ، وهنا من المفروض والمنطق العقلاني نقول إذا سنحت الفرصة للأقليات المظلومة ووصلت الى موقع ممارسة الحكم والسلطة أن لا تكون ظالمة وتمارس بحق ظالميها والآخرين ما كانت تمارسه الأكثريات بحقها من مظالم ، وأن لا تقابل كل شيء بالمثل ، وإلا بماذا تختلف عن ظالميها ؟؟ لأنها إن فعلت ذلك تكون قد بررت وشرعنة أفعال ظالميها بحقها ، بل عليها أن تكون على العكس منهم ، أي أن تقابل الظلم بالأحسان والتطرف والتعصب بالتسامح والمحبة ، كما قال أحدهم من رواد الفكر الحديث لا أحبذ ذكر اسمه لأسباب تتعلق بمضمون المقال " لا يمكن لأمة مظلومة أن تكون ظالمة " . أي كما قال السيد المسيح له المجد " أفعل في الناس ما تريده أن يفعلوه فيك " ، حيث أن هذين القولين أحدهما يعبر عن الآخر ويجسده بالتمام والكمال . إنهما أقوال عظيمة وحكيمة بعظمة وحكمة قائليها .
          الملاحظات والأستنتاجات
عندما نقرأ واقعنا على المستوى الوطني العراقي نجد بوضوح أن هناك الكثير من مظاهر التطرف والتعصب القومي والعِرقي والديني والمذهبي الطائفي تمارس هنا وهناك من قبل الكثير من الأحزاب ذات الفكر الشمولي من الأحزاب القومية من كافة مكونات الشعب العراقي من دون أستثناء عملياً او تبشيرياً فكرياً بحسب حجمها ودورها وتأثيرها في الساحة السياسية في صياغة وصنع القرار السياسي ، وكذلك من قبل الأحزاب الأسلاموية الطائفية ( الأسلام السياسي ) من كل الطوائف في العراق الأتحادي وأقليم كوردستان ، وكان مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري خير مثال يجسد الفكر المتطرف والمتعصب والأقصائي الذي يجتاح عقول ونفوس من يعيش في دهاليز الماضي المظلم ممن هم يمسكون بقرار العراق التعددي في مكوناته القومية والدينية والمذهبية اليوم .
أما على المستوى القومي لأمتنا فإن ملامح ووتائر التطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية القومية المزاجية والمذهبية اللاهوتية الكنسية ووالقبلية والعشائرية منذ سقوط النظام في عام 2003 فهي في حالة تصاعد مستمر وتكاد أن تصل الى مستوى التناحر ، وذلك ظاهر للعيان بجلاء في الحوارات والكتابات التي تكتب وتنشر في المواقع الألكترونية التي تخص أمتنا من قبل كتابنا ومثقفينا الأجلاء ، وكان للصراعات السياسية من أجل المصالح الشخصية الآنية بين القيادات المتنفذة للتنظيمات السياسية لأمتنا دوراً أساسياً في تعميق أسباب التطرف والتعصب بكل أشكاله وإذكاء نار الحقد والكراهية والفرقة بين مكونات أمتنا من جهة ، واستضعافنا أكثر من قبل الأحزاب الشمولية للشركاء في الوطن بعد إكتشافهم لظاهرة استعداد قادة أحزابنا السياسية للمساومة والمتاجرة بحقوقنا القومية مقابل ضمان مصالحهم الشخصية والبقاء في كراسيهم الوثيرة من جهة ثانية . هذا ما دفع بأصحاب القرار السياسي العراقي من ذوات الفكر الشمولي المتطرف والمتعصب الى الأمعان في إقصائنا وتهميشنا أكثر فاكثر الى حد الأذلال .
التطرف والتعصب والمغالاة بهما ، والغرق في أحلام اليقضة والتأمل المثالي لا يجديان لأمتنا نفعاً في ظل ظروفها الحالية ، بل إن ما يجدي نفعاً هو نبذ ورفض ومحاربة كل أشكال التطرف والتعصب على المستوى القومي والوطني ، والدعوة الى إشاعة ثقافة التسامح القومي والديني والمذهبي بين مكونات امتنا بشكل خاص ومكونات الشعب العراقي بشكل عام ، والعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطي مدني حقيقي يعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين مكونات الأمة العراقية من خلال بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس المؤسسات الدستورية والقانونية يكون فيها المعيار الوحيد للتعامل مع المواطن في منح الحقوق وتوزيع الواجبات الولاء الوطني والهوية الوطنية وليس غيرهما ، ويتم فيها تناوب السلطة بالطرق السلمية عبر صناديق الأنتخابات الديمقراطية النزيهة التي تسد كل الطرق والأحتمالات الممكنة أمام عودة الديكتاتورية الأستبدادية مرة اخرى ، دولة يشعر في ظلها الجميع بأمن وأمان ويعمل الجميع من أجل إعادة البناء والأعمار لما هدمه الأشرار وسراق المال العام . ندعو جميع أبناء العراق من جميع مكوناته القومية والدينية والمذهبية أن يفهموا ويدركوا جيداً ، إن ما يضر ويفيد العراق يضر ويفيد الجميع ، وإن ما يضعف ويقوي العراق يضعف ويقوي الجميع ، وعليه على الجميع أن يعمل من اجل الجميع ، وإن التطرف والتعصب نار يحرق الجميع لا ينجو من لهيبة وسعيره أحداً وبذلك فهو لا يفيد احداً بل هو يضر الجميع فاقلعوا عنه وقدرنا نحن العراقيين بكل خصوصياتنا أن نعيش سوية في عراق واحد موحد عراق الجميع للجميع .

خوشــابا ســولاقا
بغداد – 22 / آذار /  2018 م 


206
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سيزار هوزايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً لكم على إجابتكم الكريمة والوافية على مداخلتنا السابقة .
في الحقيقة أنا متفق معكم في كل ما طرحتموه في مقالكم الرائع ونحن شخصياً دائماً كتبنا وما زلنا نكتب بذات الأتجاه ونحن بعيدين جداً عن المذهبية الكنسية ولكن نحن على قناعة بأن الثقافة المذهبية بقيادة رجالات الكنيسة هي المتحكمة بتوجهات وعقول نسبة كبيرة من أبناء أمتنا مع الأسف ولذلك رأينا أن تحقيق ما ورد في مقالكم هو حلم نرجسي طوباوي وهذا لا يعني بأننا لسنا متفقين معكم فيما ذهبتم إليه . نحن آخر من نعتمد على رجال الكنيسة لحل معضلة وحدتنا القومية أو حتى وحدة خطابنا السياسي في هذه المرحلة وما قلناه بهذا الشأن في مداخلتنا السابقة كان مجرد لغرض توضيح ووصف حالة أمتنا على أرض الواقع ليس إلا.... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

207
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سيزار هوزايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مقالكم رائع من حيث الجوهر والنوايا ولكنه حلم وردي طوباوي مع الأسف من حيث التطبيق على أرض الواقع لأمتنا ، بالتأكيد صديقنا العزيز نحن لسنا متشائمين بقدر ما نحن واقعيين وعلى دراية بواقع أمتنا المتناقض والكاتم لبركان من الأحقاد والكراهية المذهبية اللاهوتية الكنسية التي هي علة تمزقنا وتشضينا بهذا الشكل المؤلم والذي كلما سعينا الى طرح أفكار ومشاريع لتحقيق أبسط أشكال الوحدة بين مكونات أمتنا أو على الأقل توحيد خطابنا السياسي لمحاورة الآخرين من الشركاء في الوطن تتحول تلك الطروحات الى أسباب لفتح الجراحات المندملة من جديد وإلهابها لتنتهي الى المزيد من تعميق أسباب التمزق والتشضي والخلافات والمناكفات ، وخير مثال على ذلك ما حصل خلال هذه الفترة بعد سقوط النظام أي بعد مؤتمر فندق بابل في بغداد سنة 2003 م حيث داس المشاركون في الأجتماع بعد تخطي أقدامهم لعتبة باب الفندق وعادت حليمة الى عادتها القديمة وذهبت كل الجهود المخلصة التي بذلت أدراج الرياح وعاد كل شيء الى ما كان قبل الاجتماع يا عزيزي الأستاذ سيزار هوزايا .
كما هو معروف للقاصي والداني والمهتمين بأي شأنٍ من الشؤون السياسية والاجتماعية والدولية يتم حل أية مشكلة من المشاكل مهما تكون طبيعتها من خلال معرفة الأسباب التي أنتجتها أولاً ومن ثم استئصال تلك الأسباب من جذورها ثانياً وعندها تكون المخرجات حل المشكلة بشكل جذري وكما ينبغي أن يكون الحل .
صديقنا العزيز سيزار .... مشكلتنا نحن ليست مشكلة قومية ولا مشكلة تسمياتية كما نتصور أو كما يتصور البعض من المتطرفين والمتعصبين لتسميتهم الحالية لأن لو كانت المشكلة كذلك فإن معطيات التاريخ والجغرافية كفيلة بحلها في دقائق وليس بساعات ولكن مشكلتنا هي مذهبية في طينها وروحها ولكن لبسناها لباس قومي تسمياتي هروباً منا في مواجهة الحقيقة التاريخية لأسباب عقائدية لاهوتية ونشرنا لثقافة الحقد الكراهية بين أبناء أمتنا وانتهينا الى ما نحن فيه اليوم :-
1 - " كلدان كاثوليك " متعصبين للكثلكة .
2 - وسريان أورثوذوكس متعصبين لأورثوذوكسيتم .
3 - وآشوريين مشرقيين متهمين بالنسطورية الملفقة متعصبين لجذورهم المشرقية

هذه هي الصورة على حقيقتها على أرض واقعنا القومي ، الكل متعصب على ما هو عليه وغير مستعد للتنازل عن خصوصيته المذهبية اللاهوتية - القومية الحالية والكل يصر بأنه هو على حق مبين والآخرين على باطل مبين ومثل هذه المعادلة المعقدة لا يمكن جمع أطرافها المتناقضة في أي شكل من أشكال الوحدة القومية أو الكنسية .
الحل يأتي من خلال استئصال أسباب التمزق أي استئصال المذهبية اللاهوتية الكنسية المتعصبة والعودة الى الأصالة المشرقية لتحرير الكنيسة من أسباب  التمزق والتشضي فعندها يتحقق ما نطمح إليه أي الوحدة القومية وفق منطق التاريخ والجغرافية لنختار ما هو مناسب ولائق بنا حضارياً وتاريخياً وعالمياً معترفاً به أسم لنا وينتهي كل شيء كما ينبغي أن يكون ، وإلا فكل المحاولات الأخرى تبقى مجرد تكرار واجترار لذات الكلام بلا جدوى ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
                                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

208
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المقتدر الأستاذ يوخنا البرواري المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بكل ما ورد فيها بمقالنا ونشكر لكم إطرائكم وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا .
نحن متفقون معكم في كل شيء أوردتموه في مداخلتكم بخصوص دور الأحزاب السياسية بكل انتماءآتها الفكرية وطبيعتها الاجتماعية والطبقية من أقصى اليسار الى أقصى اليمين بما فيها أحزاب أمتنا في تدمير وهدم العراق وتاريخه منذ تأسيسه في سنة 1921 م والى اليوم ، تلك المرحلة مرحلة الهدم والتدمير التي دشنت بانقلاب 14 تموز 1958 وما تلاها من انقلابات عسكرية عبثية ، كانت هذه المرحلة مرحلة المراهقة السياسية التي كانت السبب في زهق الكثير من الأرواح العراقية وسفك دماء عشرات الآلاف من خيرة رجاله ونسائه وشبابة وشاباته في عمليات تصفيات الخصوم السياسيين جسدياً ثم ما حصل للعراق جراء الحروب العبثية الداخلية والخارجية .
صديقنا العزيز .... ربما عنوان المقال أحدث لديكم شيء من سوء فهم المضمون ... " العراق .... يحتاج أحزاب دولة لا دولة أحزاب " أي بمعني العراق يحتاج الى أحزاب وطنية حقيقية ومخلصة ونزيه لتبني دولة المؤسسات دولة قوية قادرة على حماية الشعب والوطن ، دولة المواطنة وليس دولة مكونات أو دولة أحزاب ، ولا يحتاج العراق الى أحزاب لصوصية عميلة تعمل على نهب وسرقة أموال  الدولة والعبث بمقدراته واستغلالها لصالحها وصالح قياداتها الأنتهازية كما هو الحال اليوم .... هذا هو المقصود من المقال كله وليس غير ذلك .
نحن بتقديرنا لقد انقضى وقت وزمن الأحزاب ذات التوجهات الشمولية وآن الآوان لأن تعيد النظر في تركيبتها الأيديولوجية والتنظيمية وأن تتخلص من فكرة تأليه الفرد وعبادته كقائد الضرورة والتوجه الى قيادة جماعية ديمقراطية تنتخب ديمقراطياً .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد      [
/b]

209
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم والمفيد بمقالنا بهذه المداخلة الفكرية الرائعة والتي أعتبرها حقاً إضافة فكرية مكملة لما عرضناه بغض النظر عن الأتجاه ، كانت مداخلتكم تحليلاً رائعاً لطبيعة الأحزاب السياسية الأنتهازية والمنفعية المهيمنة حالياً على مقاليد السلطة في العراق وكيف أن الأحزاب الوطنية الشريفة مهمشة ومقصية عن مركز القرار لقد أجدتم مشكوراً الوصف والتحليل خير إجادة وأصبتم كبد الحقيقة في صميمها ، بينما اتجاه مقالنا كان أن العراق في هذه المرحلة بحاجة الى أحزاب تعرف كيف تبني دولة المواطنة أي بمعنى دولة المؤسسات الدستورية والقانونية وفرض هيبة وسلطة القانون على الجميع من دون استثناء ، وليس العراق بحاجة الى أحزاب لصوصية تسرق وتنهب وتعبث بأموال وممتلكات ومقدرات الدولة لصالح أحزابها بشكل عام وقياداتها بشكل خاص وهذا ما قصدناه في عنوان المقال تحديداً " العراق ... يحتاج أحزاب دولة لا دولة أحزاب " ، وأنتم أشرتم في مداخلتكم على هذا الجانب .... مرة أخرى نكرر لكم شكرنا مع فائق تقديرنا ووافر أمتناننا على متابعتكم ومروركم الدائم بما نكتبه .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

210
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع من حيث تشخيص التناقضات في طرح المواضيع المتناقضة تدحض بعضها البعض في ذات المقال كما كان الحال في مقال السيد يعقوب كوركيس المشار إليه في متن مقالكم هذا والرد عليها بحذق وموضوعية ، وكأن الكاتب كان في طرح أفكاره قد ضيع بوصلته في تحديد اتجاهات ما يطرحه من المواضيع فكرياً وسياسياً أي كأنه كان مرتبكاً وغير مستقراً واثقاً مما يقوله وكأنه يجهل أو بالأحرى يتجاهل ما يعرفه من حقائق الأمور على أرض الواقع السياسي لأمتنا وهذا ما أجمع عليه كل من عقب بمقال على مقال السيد يعقوب وحضرتكم واحداً منهم وكذلك الأخ الدكتور سرود مقدسي والأخ انطوان الصنا وربما غيركم .
أما توزيع التهم وتخوين الآخر بالعمالة للغير وعدم استقلالية القرار فهذا الأمر يرجع الى خلفية التربية السياسية والثقافية للكاتب حيث ينطبق عليه المثل المتداول " الأناءُ بما فيه ينضحُ " .
ذكَّرنا السيد يعقوب في مقاله وتوزيع مفردات بطاقته التخوينية بأسلوب البعثيين الذي كان دائماً يتسم بلصق التهم والخيانات التي هم عليها بخصومهم عملاً بقاعدة " ضربني وبكى وسبقني وأشتكى " .
 هكذا هي فلسفة السياسة الميكيافيللية في التعاطي والتعامل مع الخصوم وفق مبدأها " الغاية تبرر الوسيلة " . وخير دليل على عدم ثقة الكاتب السيد يعقوب كوركيس بعدم مصداقية ما أورده في مقاله هو لجوئه الى حجب المداخلات والتعقيبات على مقاله هرباً من مواجهة الأطراف الأخرى أي خصومه من رد اتهاماته وتخويناته لهم الى نحورها ، وإلا لماذا الحجب ؟؟ .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

211
العراق ... يحتاج أحزاب دولة لا دولة أحزاب
خوشابا سولاقا
الدولة ، أية دولة حديثة تدعي الديمقراطية من المفروض بها أن تكون مؤسسة خدمية رصينة تقدم خدمات لمواطنيها على أساس المواطنة فقط بأفضل صورة وتعمل على حمايتهم من أي عدوان خارجي أو تآمر داخلي يستهدف أمنهم وزحزحة استقرارهم وسيادتهم الوطنية ووحدة أراضيهم ، وحماية ممتلكاتهم وأموالهم وأرضهم وعِرضهم من عبث العابثين وسراق المال العام والفاسدين والمتجاوزين بقوة القانون وأحكام الدستور .
فالدولة هنا كمؤسسة هي خادمة الوطن والمواطن وحاميتهما ، لذلك فأن بناء دولة فاعلة بكل مؤسساتها بهذه المواصفات تصبح هي الغاية بحد ذاتها ، ولبناء هكذا دولة لا بد من وجود آليات تفضي الى هذا البناء الرصين القوي المقتدر للدولة التي تفرض احترامها على المجتمع بقوة القانون ويهابها الجميع كحكام وكشعب في آنٍ واحد من دون استثناء لكي يرى فيها الجميع بأنها الحامي والحارس الأمين على ممتلكاتهم ومصالحهم ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ، ومن تلك الآليات التي تساهم في بناء هكذا دولة هي ضرورة تأسيس لثقافة سياسية وطنية وخلق وعي الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر والحرص على أموال وممتلكات الدولة وتقديم المصلحة الوطنية العامة على المصالح الفرعية والخاصة لدى الحاكم والمواطن لأن وجود هكذا ثقافة مجتمعية وهكذا وعي وهكذا شعور بالمسؤولية لدى المواطن والمسؤول يضمن بناء دولة الخدمات بأرقى مستوياتها .

من الذي يؤسس وينشر هكذا ثقافة سياسية وطنية ؟؟
إن الذين من المفروض بهم أن يؤسسون وينشأون وينشرون هكذا ثقافة هي المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية والمهنية الرسمية وغير الرسمية مثل الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بكل تنوعاتها والنقابات والأتحادات والجمعيات .
من هنا وانطلاقاً من هذا الفهم الشامل لمفهوم الوطنية الحقة يكون من واجب الجميع أن تسعى الى وضع الأسس الرصينة وتهيئة الأرض الخصبة لنمو وانتشار هكذا ثقافة سياسية وطنية وشعور وطني بالمسؤولية في المجتمع الوطني لضمان حقوق الوطن والمواطن من المصادرة والتطاول عليها .
في جميع بلدان العالم ذات الأنظمة الديمقراطية الرصينة تأتي عناصر مؤسسات الدولة التشريعية المتمثلة بالبرلمانات والتي منها تنبثق السلطتان التنفيذية المتمثلة بالحكومة بكل مؤسساتها والقضائية بكل تفرعاتها وتخصصاتها من خلال انتخابات شعبية حرة نزيهة لتمثل الشعب كمصدر للسلطات .
هكذا يصبح الشعب مصدر وصاحب السلطة الحقيقي وما البرلمان والحكومة والقضاء إلا موظفين لديه يعملون بموجب الدستور ويطبقون القانون بحرفية ومهنية عالية بالتساوي على الجميع بحسب مبدأ الثواب والعقاب . هذه هي التراتُبية التي يجب أن يسير عليها بناء دولة الخدمات وفق النهج الديمقراطي والفلسفة الديمقراطية في الحكم . اما الأنتخابات فهي مجرد آلية أو وسيلة لاختيار ممثلي الشعب في المؤسسة التشريعية باختيار الشخص المناسب للمكان المناسب في السلطات الثلاثة بحسب معايير الكفاءة والنزاهة والأخلاص في العمل والتحصيل الدراسي والولاء الوطني .
لكن من يقرر نتائج هذه الآلية ؟؟ ، إنهم بالتأكيد الفائزون من المتنافسون في الانتخابات الوطنية العامة من أحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التي يتوزع دعمها وتأييدها لهذه الأحزاب ذات الأيديولوجيات المختلفة التي تختلف حتماً حول صياغة آليات بناء دولة الخدمات ولكنها من المفروض بها أن تكون متفقة على وحدة الهدف الوطني ألا وهو خدمة الوطن والشعب ، وأن لا يكون الهدف لأي حزب أو تنظيم سياسي من الفوز في الانتخابات والوصول الى السلطة هو استغلال وتسخير مؤسسات الدولة ومواقع المسؤولية لصالحها كأحزاب ولصالح قياداتها تحديداً .
إن أحزاب الصنف الأول هي من نسميها " أحزاب دولة " لأنها تهدف من خلال وصولها عن طريق الانتخابات الديمقراطية الحرة الى السلطة الى بناء دولة الخدمات المبنية على المؤسسات الدستورية والقانونية لخدمة الوطن والشعب ، وأما أحزاب الصنف الثاني التي تصل الى السلطة عن طريق الانتخابات بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التي تهدف الى استغلال الدولة بكل مؤسساتها ونهب أموالها والعبث بمقدراتها خلافاً للقانون وتحويلها من دولة الخدمات الى " دولة أحزاب " ، يحكمون ويتصرفون بشؤون الدولة كأن الدولة ملكاً صرفاً لهم وكأنها كعكة يتقاسمونها فيما بينهم ولا يعنيهم أمر الشعب لا من قريب ولا من بعيد بشيء .
هكذا هي طبيعة العلاقة الجدلية التكاملية بين " أحزاب دولة " و " دولة أحزاب " في هذه المعادلة المعقدة . لقد سبق وإن بينا أن بناء دولة فاعلة بكل مؤسساتها لخدمة الوطن والمواطن وحمايتهما هي " الغاية بحد ذاتها " ، فإن وجود الأحزاب السياسية المتنافسة في الأنتخابات والمدعومة من مؤسسات المجتمع المدني للفوز بالسلطة هي " الوسيلة " التي تبني تلك الدولة ، فالأهم هنا في هذه العملية هو الباني أي " الوسيلة " وليس البِناء أي " الغاية " ، فإذا كانت الوسيلة الخالقة نبيلة وشريفة وصالحة تكون الغاية الوليدة نبيلة وشريفة وصالحة والعكس صحيح أيضاً .

ما الذي ينطبق على وضع العراق الحالي ؟؟
عندما نفرش وضع العراق القائم بعد 2003 م على هذه الخارطة بحسب الوصف الذي ذكرناه ونقارن خطوط التشابه والتلاقي والتقاطع بين الحالتين سوف نجد تطابقاً كاملاً  مع حالة " دولة أحزاب " وليس مع حالة " أحزاب دولة " ، حيث نجد أن في العراق اليوم أحزاب تتصرف بمزاجية وعبثية المراهقين السياسيين بعيدين كل البعد عن المنهج السياسي الوطني الناضج والقويم في إدارة شؤون الحكم والدولة ونراها هي في وادٍ والشعب في وادٍ آخر ، كان وضعاً في مختلف حلقاته وضع لا يتسم باحترام المسؤولية الوطنية  والألتزام بقواعدها حيث لا فيه احتراماً للقانون ولا لحقوق الشعب ولا للسيادة الوطنية ولا لأستقلالية القرار الوطني وضع هيمن عليه قانون القوي على الضعيف الذي أفضى بنتائجة النهائية الى انتشار واستشراء الفساد المالي والأداري في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة وانتشرت الجريمة في المجتمع بكل أشكالها الجنائية والأخلاقية والمالية وغياب سلطة الدولة وموت القانون .
حكمت هذه الأحزاب وتحكم بسياسة عشوائية وبمنهج الثأر والأنتقام وقادت البلاد من ورائها الى الخراب والدمار والهلاك ، وبات مصير ومستقبل العراق مجهولاً كالريشة في مهب الرياح العاتية ، وهي لا تبالي بما يحصل من حولها من كوارث وحروب وقتل وسفك للدماء البريئة لشبابه ، بل أن  كل همها مُنصب  للأستحواذ على أكبر قدر ممكن من السحت الحرام على حساب تعاسة وبؤس الشعب العراقي  المبتلي بشرهم اللعين .
إن الأحزاب المتنفذة للأسلام السياسي الشيعية والسنية والأحزاب القومية الشوفينية لكافة القوميات الكبيرة والصغيرة المشاركة في العملية السياسية العرجاء التي تحكم العراق اليوم ، وتتحكم بقراره السياسي ومقدراته وأمواله هي جميعها من دون استثناء ليست " أحزاب دولة " ، أي أنها ليست أحزاب مؤهلة فكرياً وقادرة على بناء دولة خدمات ديمقراطية متطورة حديثة تخدم الوطن والمواطن على أساس الولاء الوطني وحده ، وتحميهما وتصون كرامتهما وسيادتهما الحرة المستقلة ، بل هي أحزاب حولت العراق الى ملك خاص بهم تتصرف به كما تشاء وحسب ما تقتضي مصالحها الحزبية ومصالح قياداتها الشخصية ، أي باتت دولة العراق " دولة أحزاب " كسوق تجاري يخضع لقانون العرض والطلب والربح والخسارة ، وعليه نعتبر الأحزاب المتنفذة الحاكمة في الدولة الأتحادية وفي الأقليم بأنها كانت نقمة على العراق وليست نعمة كما ينبغي أن تكون ، ولذلك تداعت أوضاع العراق الأمنية والسياسية والأقتصادية بشكل مريع وتراجع نحو الخلف سنوات طويلة بالرغم من تعاظم موارده المالية من مبيعات النفط للسنوات الماضية ، وبات شعبه يعيش في فقر مدقع كأفقر شعب في أغنى بلد في العالم ، وبات العراق وشعبه موضع تندر الآخرين في هذا المجال !!! ، وهو اليوم مهدد بالأنهيار والأفلاس المالي كما تنبأت بذلك بعض التقارير المالية الدولية والأممية وكما تشير كل المؤشرات على أرض الواقع ، إنها حقاً الكارثة بعينها التي ستحل بالعراق جراء هذه السياسات الحمقاء والقصيرة النظر .
في ظل هذا الواقع المزري والخطر المحدق بالعراق من حقنا أن نتساءل كما يتساءل كل مواطن عراقي حريص على وطنه ... ما هو الحل الأمثل ومن هو المنقذ والمُخلّص ؟؟ ، نحن نرى ونقول إن الحل الأمثل والأفضل والذي لا بديل له هو :-
أولاً : اصلاح وتغيير النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والأثنية إصلاحاً جذرياً الى نظام الدولة المدنية الديمقراطية الوطنية  الحرة والمستقلة في قرارها الوطني . واصلاح وتطهير القضاء والمحافظة على استقلاليته ، واجتثاث الفساد والفاسدين في مؤسسات الدولة ، وحصر السلاح بيد القوات المسلحة الرسمية التابعة لأجهزة الدولة دون سواها لكي لا تكون هناك دويلات عصابات الجريمة المنظمة داخل الدولة .
ثانياً : فصل السياسة عن الدين كلياً وعدم تسييس الدين واستغلال رموزه لأغراض سياسية وذلك للمحافظة على نقاء الدين  ولكي لا يلوثه ويَسيء إليه السياسيين بحسب أهوائهم الدنيوية ، وذلك بغرض  تغيير النظام نفسه الى النظام الذي يخدم العراق وشعبه ويحمي الدين في نفس الوقت بشكل حضاري متمدن .
ثالثاً : تعديل الدستور الحالي من خلال تشكيل لجنة مختصة من القانونيين المستقلين عن الأحزاب السياسية الحاكمة لهذا الغرض وكتابة دستور وطني جديد مبني على مبدأ ورؤية تحقيق العدالة والمساواة والانصاف بين مكونات العراق القومية والدينية والمذهبية من دون تمييز وفق الخصوصيات الفرعية مهما تكون طبيعتها وكينونتها .
رابعاً : حل كل المشاكل والخلافات السياسية والأقتصادية والأدارية العالقة من خلال الحوار الوطني الصادق بين سلطات الأقليم والدولة الأتحادية تحت سقف الدستور وحصر كل الصلاحيات السيادية بيد الحكومة الأتحادية لترسيخ سيادة الدولة على كل ما له علاقة بالهوية الوطنية العراقية مع ضمان الحقوق القومية والدينية والثقافية للأقليات القومية والدينية والمذهبية الأصيلة في الدولة الأتحادية والأقليم وفق مبدأ تحقيق العداله والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين كافة على أساس الهوية الوطنية العراقية وحدها وليس على أساس أية هوية فرعية أخرى .   
في ظل هذا الواقع في العراق يكون المنقذ المُخلّص الوحيد هو الشعب نفسه وذلك من خلال استمراره في تظاهراته الثورية المليونية بقوة وبعنفوان للضغط على قيادات النظام القائم باتجاه تعميق وتعزيز وترسيخ الأصلاحات الجذرية الحقيقية بأفعال وأعمال على الأرض وليس فقط بأقوال ووعود حتى وإن جاء ذلك على مراحل متوالية بحسب متطلبات الظروف الذاتية والموضوعية للعراق وما يعانيه من التحديات الكبيرة ، وليبدأ ذلك بالأنتخابات القادمة بانتخاب أهل الكفاءآت والمشهود لهم بالنزاهة والأخلاص في العمل والمعروفين بولائهم الوطني ومن غير الملوثين بالفساد وسرقات المال العام ومن غير الملطخة أياديهم بدماء العراقيين .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد – 14 / آذار  / 2018

 

212
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ   Gabriel Gabriel المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أسعدنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الواقعية بمقالنا وكانت تعزيزاً ودعماً لما عرضناه في المقال نشكر لكم جهودكم ومشاركتكم ، هكذا كُتبَ التاريخ عبر كل العصور في أي زمان ومكان بانحيازية مفرطة ومبالغ بها تجاه الأنتماءآت الخصوصية للمؤرخ وولائه للسلطان في أغلبه وهذا ما لا نستطيع تغييره والعودة الى الوراء ، بل علينا أن نعرف كيف يجب أن نقرأه وهذا هو المهم والأهم لكي نعرف كيف نبني حاضرنا من دون ملابسات وتشويهات للأنتقال السليم والسلس الى المستقبل .... نحن مثلكم ثقتنا بُكتاب أجانب أكثر من ثقتنا بكتابنا الذين يحملون ثقافة الخصوصيات المتجذرة في عقليتهم وطريقة تفكيرهم والمتحكمة بسلوكهم وقراءآتهم للتاريخ ... نكرر لكم شكرنا الجزيل وفائق تقديرنا علىهذا المرور الرائع .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

213
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
أسعدنا وشرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا والتي جاءت مكملة له .... وليس بوسعنا إلا أن نقدم لشخصكم الكريم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا ووافر أمتناننا .
أستاذنا العزيز .... كما هو معلوم للجميع أن التاريخ الذي نقرأه والذي ورثه لنا الماضي بكل مراحله قد كتبه الأقوياء من أصحاب السلطة المنتصرين من خلال وعاظهم بحسب ما يشتهون حيث حولوا أباطيلهم وجرائمهم الى بطولات وإنجازات تاريخية وما أنجزوه خصومهم هو باطل وعليه كما نرى شخصياً لا يمكن الوثوق بمصداقية المصادر التاريخية بأي حال من الأحوال ، أي أن الحقيقة التي يجب أن تُقال تبقى مجهولة ومفقودة الى حدٍ ما في أي مصدر تاريخي ، لأن كل كتاب التاريخ ( وعاظ السلاطين ) كتبوه بحسب ما ملتْ عليهم مصالحهم الوطنية ومقتضيات حكامهم على حساب الأمانة التاريخية ..... عليه وجدنا أنه من الضروري جداً أن يكون لنا منهج علمي لقرأة التاريخ ليس كما كُتب بل كما يجب أن يقرأ لمقاربة ما كتب من قبل كل الأطراف المعنية لتنباط واستنتاج ما هو أقرب للحقيقة .... مثالاً ليس للحصر .... اين هي الحقيقة التاريخية في الصراع العربي الأسرائيلي ؟ من هو صاحب الأرض الحقيقي بحسب المدلولات التاريخية ؟ لماذ احتلال العرب المسلمين للبلدان الأخرى هو فتح للبلدان وليس احتلالاً لها ؟ واحتلال الآخرين لبلدانهم الحالية التي أغتصبوها بقوة السيف من سكانها الأصليين هو استعمار واغتصاب ؟؟ لماذا كل هذه الأزدواجية في تحليل التاريخ ؟؟ لماذا لا تسمى كل الأشياء بمسمياتها الحقيقية ؟؟ .... والأمثلة كثيرة في التاريخ من قبيل هذا النموذج الذي يفتقر الى العدالة والموضوعية ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

214
الى الأخ والصديق العزيز الطيب الكاتب والشاعر الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
قصيدتكم أو خاطرتكم جعلتنا في حيرة من أمرنا لتقييمها من حيث مقارنتها ومقاربتها للوضع في العراق .... فإن كان المقصود هو الوضع الحالي بعد ثورة أمريكا الديمقراطية في 2003 م !!! التي أطاحت بالنظام الصدامي واستبدلت الذئب الجامح بالضباع الجائعة فنحن لا نختلف معكم قيد أنملة بل متفقون معكم معكم لحد النخاع ... أما إذا كان المقصود به وضع العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة منذ سنة 1921 م فالأمر مختلف . كانت الفترة من سنة 1921م الى 14 تموز سنة 1958 كانت فترة العصر الذهبي لبناء دولة حديثة دولة مؤسسات ودولة الدستور والقانون اقتداءاً بما كان متبع في بريطانياً في كل شيء بالرغم من كل ما رافقت عملية بناء الدولة من نواقص وسلبيات وما جرى من تجاوزات سياسية بسب سلوك مراهقي السياسة بعد الحرب العالمية الثانية والحكيم هنا تكفيه الأشارة .
أما الفترة المحصورة بين 14 تموز ولغاية 9 نيسان 2003 م نتفق مع الأستاذ المحترم Gabriel Gabriel حيث كانت فترة عصر سيادة المراهقة السياسية والأنقلابات والتصفيات الدموية بين الأحزاب والحروب العبثية التي أوصلت العراق الى ما هو علية اليوم من تخلف وتراجع من مرحلة الدولة الحديثة الى اللادولة أي دولة المافيات المسلحة دولة غياب الروح الوطنية والهوية العراقية حيث كانت النتيجة ولادة أسوأ مرحلة في تاريخ العراق وهي فترة ما بعد 2003م وهو بحق عصر الفساد والسرقات والجريمة بكل أشكالها عصر غياب الدولة والقانون وسيدة سلطة المافيات المسلحة عصر الأنحدار السياسي الى الحضيض ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

215
التاريخ كيف كُتب وكيف يجب أن يُقرأ ... ؟؟
خوشـــابا ســـولاقا
توطئة : في كتابة مقالاتي التاريخية السابقة والتي نشرتها خلال السنوات القليلة الماضية ، عانيت الكثير في كتابتها ، من جملة تلك المعاناة إنتقاء الكلمات والمفردات والعبارات والجمل الرصينة التي تعبر بأكبر قدر ممكن من المصداقية والواقعية والموضوعية التي تجعل مهمة القارئ سهلة وسلسة في فهم ومتابعة الأحداث التاريخية واستيعابها وفق تسلسُلها الزماني والمكاني هذا من جهة ، ومن جهة ثانية كنت حريصاً جداً أن لا يمس ما أكتبه بأي شكل من الأشكال وبأي قدر كان مشاعر القراء الكرام ممن قد لا يتفق  ما أكتبه مع قناعاتهم حول الأحداث التاريخية المعنية لكونها تخص بشكل أو بآخر بصورة مباشرة أو بشكل مبطن بالتلميح والإيحاء أو بالاشارة كيفما يقتضيه سرد الأحداث أناس في إنتماءاتهم الفرعية الذين كان لهم دور في صناعة تلك الأحداث وما آلت إليه أوضاع الأمة من تداعيات وإنتكاسات خطيرة لاحقاً .
في ذات الوقت كنتُ حريصاً كل الحرص على نقل مضمون ما حصل في تلك المراحل من تاريخ أمتنا بأمانة من دون إنحياز لباطل طرف على حساب حق الطرف الآخر . كل تلك المعاناة عانيتها وأردتُ أن أكون حيادياً وناقلاً لأقرب ما هو للحقيقة التاريخية للحدث التاريخي المعني . إلا أنه مع ذلك نلتُ إنتقادات لاذعة ولاسعة أحياناً وبكلمات نابية وجارحة في بعض الأحيان بالرغم من قلتها والتي لا تليق أولاً بقائليها وبأدب وأخلاقيات الكتابة الرصينة وحرية الرأي وإحترام الرأي الآخر مهما كان الأمر حتى في حالة عدم توافق رأي الكاتب مع رأي هذا البعض ثانياً ، ومع ذلك أعتبر كل هؤلاء أخوة لي وأحبائي وإن اختلفنا في الرأي مهما كانت وسائل ولغة التعبير بيننا قاسية فإنها في النهاية سوف لا تفقد بيننا في الود قضية . وبناءً على ذلك قررت كتابة هذا المقال وتحت هذا العنوان الذي يعني الكثير لمن يتعصب في رأيه إن أحسنَ قراءته ، متمنياً أن أوفق في إيصال المطلوب فيه الى أذهان المعنيين به وأن ينال رضا وقبول القراء والكتاب من الباحثين عن الحقيقة التاريخية . وهنا لا أريد أن تفوتني الفرصة لكي أقدم الشكر والتقدير والعرفان بالجميل الى كل من ساهموا في إغناء ما كتبته من المقالات التاريخية من خلال مداخلاتهم وتعقيباتهم الثرة بما لديهم من مزيد المعلومات التاريخية القيّمة التي كنت اجهلها ، والى كل من كتبوا لي كتابات مشجعة ومحفزة لتقديم المزيد من العطاء . وإن دلَ ذلك التشجيع وتلك المشاركات الايجابية على شيء إنما يدل على نبل أخلاقهم وسمو مشاعرهم ومحبتهم لأمتهم ولمن يضحي ويبذل الجهود مهما كانت متواضعة لخدمة قضية الأمة ، وكما أقدم الشكر الجزيل للقراء الكرام الذين شاركونا في قرأتهم لما كتبته ، لمن يوافقنا الرأي أو لمن يخالفنا الرأي على حدٍ سواء . 
إن التاريخ دائماً ومنذ اقدم العصور قد كُتب من قبل ثلاثة شرائح من الكتاب والمؤرخين من الناس في المجتمع في أغلب الأحيان ، إلا ما ندر في حالات إستثنائية قليلة دخلت شريحة رابعة على خط تدوين وكتابة التاريخ ولكن هؤلاء قليلون جداً ولم يأخذوا قسطهم من الشهرة والأنتشار لكونهم يتقاطعون ويتعارضون بمنهجهم في تدوينهم للتاريخ مع االشرائح الثلاثة الأخرى لأنهم يضرون بمصالحهم المادية والمعنوية ، ولذلك عملتْ تلك الشرائح الثلاثة على عزلهم ومنعهم من الأنتشار والشهرة وتهميشهم بل وحتى إقصائهم من المجتمع ولذلك كان دورهم في إبراز الحقيقة التاريخية وترسيخها في أذهان المجتمع محدوداً ومحصوراً وغير مؤثراً أو يكاد يكون منسياً لا يذكر وبالتالي بقيت كتاباتهم حبيسة حدود العائلة كمذكرات شخصية من دون ان تنشر .
فالشريحة الأولى
من الكتاب والمؤرخين ممن كتبوا ودونوا التاريخ هم أولائك المؤرخين الذين إنطلقوا في كتاباتهم من ولاءاتهم وانتماءاتهم للخصوصيات الفرعية إبتداءً بالوطن والقومية والدين والمذهب والقبيلة والعشيرة وغيرها من الخصوصيات في البناء الهيكلي للمجتمعات الأنسانية ، والتي تظهر للقارئ أن للتاريخ تأثيراته الواضحة والكبيرة على نهج وأسلوب ورؤية الكاتب والمؤرخ في كتابة وتدوين التاريخ وذلك من خلال انحيازه الواضح للخصوصيات الفرعية على حساب الأمانة التاريخية والحيادية ، وتلك هي أولى الأمراض في كتابة التاريخ الحقيقي للأحداث التاريخية وتشويه وتزييف حقيقتها . وسيلاحظ قارئ التاريخ هذا الأنحياز للخصوصيات الفرعية للكُتاب والمؤرخين واضحاً وجلياً في كل كتاباتهم ، وهذا الأنحياز ليس فقط لدى كتابنا ومؤرخينا فقط بل وهو لدى كتاب ومؤرخين كل الشعوب والأمم وليس حصراً بالبعض منهم دون الأخرين وفي كل العصور والأزمنة ، حيث أن هذه الشريحة من الكتاب والمؤرخين يبالغون بإفراط في إبراز الأيجابيات للطرف الذي هم جزء منه بالأنتماء  الفرعي وينحازون إليه دون أن يذكرون شيئاً عن سلبياته بل بالعكس يسعون الى تحويل السلبيات إلى إنجازات تاريخية عظيمة تستحق الثناء عليها حتى وإن كانت تضر بالمصلحة القومية لأمتهم، ويبالغون في ذات الوقت في إبراز السلبيات للطرف الآخر بمبالغة وبإفراط أيضاً دون أن يذكرون شيئاً عن إيجابياته حتى وإن كانت إنجازات حقيقية وعظيمة لصالح الأمة عندما يكتبون أو يؤرخون لنفس الحدث التاريخي ، لذلك يكون القارئ لتاريخ ذلك الحدث مشوشاً وحائراً في أمره كباحث في التاريخ للوصول الى الحقيقة التاريخية لذات الحدث والوقوف عليها كما يقتضي البحث.
هكذا فتلك النوازع والنواميس الأنسانية الراسخة في كينونة وطبيعة الأنسان وثقافته المجتمعية تجعل الأنحيازات للفرعيات عند هؤلاء تتناقل من جيل الى آخر ، وهذا الشيء أعتبره غريزي عند الانسان ، وطبيعي ان يتطبع به سلوكه في الحياة ويكون ذلك مقبولاً الى حد ما عندما يكون في حدود معينة وفي قضايا محدودة وعندما لا يتجاوز حدود الأضرار بالمصلحة العامة للحلقات الأوسع والأعلى في أولويات بنية هيكل المجتمع ، وكذلك عندما لا يتجاوز حدود الأمانة التاريخية في كتابة التاريخ ، لأنه عندها يتحول الأنحياز من حق ومماسة إنسانية للفرد الى جريمة شنيعة وخيانة عظمى بحق المجتمع والأمانة التاريخية في كتابة وتدوين التاريخ للحدث التاريخي المعني .
والشريحة الثانية من كتاب التاريخ والمؤرخين هم شريحة  وعاظ السلاطين ومحاميي الشيطان ، هؤلاء كتبوا أحداث التاريخ بحسب وجهة نظر السلطان ورؤيته لأحداث التاريخ مقابل ثمن مدفوع ، أي أنهم كتبوا التاريخ كما أراده الحاكم أن يُكتب وليس كما هو في الحقيقة ، وهؤلاء هم الغالبون وأخذت كتاباتهم القسط الأوفر حظاً من الدعم والشهرة والأنتشار في تدوين أحداث التاريخ مثل أصحاب الموسوعات التاريخية ، ولكون هذه الموسوعات ذات طابع رسمي أو شبه رسمي نالت دعماً مالياً ومعنوياً كبيرأ من لدن الدولة ، لذلك دونت أحداث التاريخ كما يخدم ذلك سمعة ومصالح السلطان الحاكم أي النظام السياسي الحاكم ، وإلقاء المزيد من الظلال المعتمة على الجوانب السلبية والمُخزية من تاريخ السلطان لتضليل الآخرين ومنعهم من الأطلاع على الحقيقة التاريخية وهذا النمط من المؤرخين كانوا هم أهل المصادر التاريخية السائدة والمرجحة لقراء التاريخ .
أما الشريحة  الثالثة من الكُتاب والمؤرخين والتي عدد أعضائها يكون عادة قليل جداً في المجتمع فهم يمثلون أصحاب العقائد والمبادئ الفكرية المستقلة عن تأثيرات السلطان ومن المنسلخين من تأثير الولاءات الفرعية ، فهؤلاء يكتبون عن الحدث التاريخي بحسب مبادئهم ومعتقداتهم الأيديولوجية ورؤآهم الفكرية المستقلة ، وهؤلاء أيضاً لهم إنحيازهم الخاص تحت تأثير تلك المعتقدات والأيديولوجيات التي يحملونها  ويؤمنون بها بمبالغة وديماغوجية مفرطة ، ولكنهم يكونون في كتابتهم وتدوينهم للحدث التاريخي أقرب الى مكمن الحقيقة من الشريحتين الآخرتين . وعليه فإن التاريخ الذي نقرأه يحمل أوجه عديدة متعارضة ومتقاطعة وأحياناً متناقضة وإجتهادات عديدة وتفسيرات كثيرة لا يمكننا من قرأته من خلال الأعتماد على أي كتاب تاريخي معين كمصدر للرسو الى الحقيقة التاريخية للحدث التاريخي المعني والتي يمكن لنا أن نستند عليه ونعتبره نقطة البداية للمسيرة البحثية الحيادية التي نسير بها الى الهدف المنشود من قرأة التاريخ لبناء حاضر مزدهر وبناء جسور متينة الأسس وقوية البنية للعبور من خلالها الى المستقبل بأكبر النتائج الإيجابية وبأقل الخسائر من دون إعادة وتكرار أخطاء الماضي في حاضرنا ومن ثم ترحيلها الى مستقبلنا في عملية إعادة إنتاج التاريخ وتكرار حوادثه المأساوية والأليمة .
لذلك أقول لكتابنا ومؤرخينا والقراء الكرام عندما يقرأؤون التاريخ من مصادر متعددة عليهم الأنتباه الى هذه المؤثرات التي كتبوا السابقين التاريخ تحت تأثيرها وإنعكاساتها السلبية على مدى مصداقية المصادر التاريخية لكي لا يقعون في ذات الأخطاء ويعيدون نفس الكوارث والمأسي في حاضرهم ومستقبلهم ، بل عليهم أن يقرأوا التاريخ بمنهجية الجمع بين المشتركات من مختلف المصادر التاريخية التي تتعارض وتتقاطع مع بعضها البعض في جوانب كثيرة وتلتقي وتتفق في جوانب أخرى عندما كتبوا وأرخوا لنفس الحدث التاريخي للخروج بنتيجة أقرب الى الحقيقة التاريخية . على القارئ والباحث والمحلل للتاريخ أن لا يهمل أي مصدر تاريخي بل علية دراسته ، ومن ثم القيام بالأعتماد على مبدأ المقارنة والأستنباط والأستنتاج الموضوعي والعقلاني والتحرر الكامل من قوقع الخصوصية الفرعية لأعادة صياغة ما كتب من أجل التقرب من قلب الحقيقة التاريخية للحدث التاريخي . هذا هو المنطق العلمي السليم في قرأة التاريخ بحسب رأي المتواضع . وبغير هذا المنطق تكون عملية المحاولة للوصول الى الهدف مجرد عملية عبثية وتضليل للذات وإغراقها في متاهات الأوهام يصنعها الكُتاب لأنفسهم لكي يرون التاريخ بمنظارهم الشخصي وكما يعجبهم وكما يحلمون  به أن يكون وليس كما ينبغي أن يكون أو بالأحرى كما هو عليه واقع الحال للحدث التاريخي .
ولغرض تبسيط ما أردتُ قوله تحت هذا العنوان (( التاريخ كيف كُتب وكيف يجب أن يُقرأ ... ؟؟ )) نحاول قراءة تاريخنا المعاصر وما حصلت فيه من أحداث دراماتيكية مأساوية وكارثية أليمة أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من واقع مزري ومهبط للآمال بأي مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة يجسد وجودنا القومي المستهدف من قبل الآخرين في أرض الأباء والأجداد بيث نهرين في كيان سياسي معين يجسد هويتنا القومية والوطنية . المحاولات التي تجري على الساحة العراقية في ظل الهجرة اللعينة لتهميشنا وإقصائنا وخلع جذورنا من أرضنا التاريخية وحصرنا في كيان ديني تابع لهذا الطرف أو ذاك في عملية الصراع الجارية بين تلك الأطراف من أجل الأرض ، كل ذلك يجري بسبب إصرارنا على قراءة التاريخ وإعادة إنتاجه وصناعة أحداثة بإعتمادنا لنفس المنهج الذي اعتمدوه أبائنا وأجدادنا المؤسس والمستنبط من الولاء للخصوصيات الفرعية على حساب الولاء للخصوصية القومية العامة في سلوكنا غير المتحضر ، ومازال الفعل الحاسم الذي يحركنا للعمل هو فعل وعقل القبيلة والعشيرة والمذهب الكنسي وليس الفعل والعقل القومي المتزن والرصين . وهنا أحاول أن أدرج بأكبر قدر ممكن من البساطة بعض الأمثلة القريبة من تاريخنا المعاصر عن التاثير السلبي على المصلحة القومية من وراء الولاءات للآنتماءات الخصوصية الفرعية .
إن مشاكلنا ومصائبنا كانت ولا تزال كامنة في سلوك من يُتاجرون بأسم الأمة والشعارات القومية الرنانة وهذا السلوك المنحرف ضيع علينا كما يقال شعبياً " رأس الشليلة " إن صح التعبير ، يظهرون بمظهر الخراف الوديعة ولكنهم في حقيقتهم من الداخل تراهم ذئاب مفترسة وجائعة لا يشبعون ، وينهشون من دون رحمة بجسد الأمة وتكون الضحية الناس الأبرياء من ذوي النوايا الطيبة والصافية النقية الذين ينخدعون بشعاراتهم القومية البراقة ووعودهم الكاذبة تحت تاثير عواطف الولاء للخصوصيات الفرعية ، وهذا ما حصل في الماضي ويحصل اليوم وكل الذي تغير في الأمر بالرغم من الفارق الزمني الكبير بين الماضي والحاضر وربما المستقبل هو تغير الواجهات الأمامية لشخوص الصورة وآليات عملها وتبقى الضحية ثابتة وهي الشعب المؤمن بقضيته القومية ، والذي من شدة حبه لقوميته وتمسكه بها ينخدع ويخضع بسهولة إنقيادية لأبتزاز واستغلال هؤلاء المرابين المنافقين المتاجرين بالقضية القومية في سوق المزاد العلني لبيع الوعود الكاذبة ، وهكذا تتكرر الأحداث على نفس النسق وبنفس الوتيرة والآليات مع الأسف الشديد .
منذ أن بدأنا في بداية سبعينيات القرن الماضي نحن مجموعة من الشباب المتحمسين لقوميتنا في بغداد على خلفية الأنشقاق الذي حصل في كنيستنا الشرقية  وما كان ينشر في الصحف العراقية آنذاك من كتابات مسيئة لقادة الأنتفاضة الآشورية في سُميل سنة 1933 من بعض بقايا أنصار الكيلاني وما كانوا يوصمون بها قادة الأنتفاضة من نعوت الخيانة للوطن العراقي والعمالة للانكليز كُنا نحترق غيضاً وغضبا على هذا السلوك المارق المشين ونتناقش ونتحاور بعمق وإيمان راسخ هذا الأمر مع بعضنا ونتوصل بعد حين من النقاش الحامي والمكثف الى نفس النتيجة والتي هي من يكون صادق ومخلص ومؤمن بقضيته القومية يكون الضحية وهذا أمر طبيعي في التقاليد النضالية من أجل حرية الأمة وانعتاقها ، ويكون المتاجرين بالشعارات القومية بواجهات قبلية وعشائرية ومذهبية هم الفائزون بثقة العموم من الناس ، وهم الحائزون على حصة الأسد من ولاء الناس لهم تحت تأثير العواطف للانتماءات القبلية والعشائرية والمناطقية والمذهبية الكنسية على حساب الولاء للأنتماء القومي الهش . وما حصل في سُميل عام 1933 وما قبلها وضيَّعنا بسببه فرصتنا الذهبية الآخيرة التي كانت في متناول أيدينا في تأسيس كيان قومي لأمتنا في إقامة منطقة حكم ذاتي ضمن وحدة العراق الجغرافية كان بسبب أن إرادة الولاء للأنتماء إلى القبيلة والعشيرة والمذهب من أجل مجدٍ شخصي لقادة العشائر قد حالت دون تحقيق ذلك لأنها تغلبت على إرادة الولاء للأنتماء القومي . وتكرر الحدث مرة أخرى في عام 1964 مع كنيستنا الشرقية  حيث تشظت وانقسمت الى كنيستين المشرق الآشورية والشرقية القديمة على خلفية ٌقرار أكليروس الكنيسة بالأغلبية الساحقة بإعتماد التقويم الغريغوري في طقوس الكنيسة  بدلا من التقويم اليولياني القديم الذي كان معتمداً في طقوسها  ، إلا أن في الحقيقة كانت أسبابها إمتداداً لأسباب مذبحة سُميل عام 1933 حيث على أثرها إنقسم المقسوم وتجزأ المجزء فانقسمت القبيلة والعشيرة والعائلة بين موالي ومعارض لهذه الكنيسة وتلك وإنتشرت على أثر الأنقسام الكراهية والأحقاد بين أبناء القبيلة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة . كان التغيير الوحيد على الصورة العامة للحدث بين 1933 وعام 1964 فقط في شخوص الواجهة الأمامية للصورة ، وكانت الضحية مرة أخرى هي هي أي كان الشعب .
وإن ما يجري اليوم على الساحة القومية ومنذ سقوط النظام البعثي في عام 2003 هو أيضاً تكرار آلي للماضي بنفس الواجهات السابقة ( القبيلة ، العشيرة ، المذهب الكنسي ) وبإضافة واجهات جديدة ألا وهي ( الأحزاب والحركات السياسية الشمولية الأقصائية ذات القيادات الفردية الأستبدادية وذات التوجهات للولاءات الخصوصية الفرعية ضمناً وممارسةً وللقومية شكلاً ) والنية في السلوك الحقيقي والمتجسد على الأرض اليوم متجهة نحو إعادة إنتاج الماضي بكل تناقضاته وسيئاته وترحيله للمستقبل وكأن الأمر أصبح سُنة حياتية يجب أن تتكرر وفق قانون طبيعي وما علينا إلا قبوله كأمر واقع وحتمي وليس أمامنا من خيار بديل آخر .
هذه هي مصيبتنا يا أعزائي القراء الكرام . لكي نتقدم ونتطور ونحقق أهدافنا القومية علينا أن نكون أقوياء وأن نتحرر من أسر تأثيرات التاريخ وأن نعيش في الحاضر وأن نتفاعل بما نحن عليه ، ولكي نكون أقوياء علينا أن نتغير بتغيير ثقافتنا ونظرتنا للحياة وعلاقاتنا ببعضنا البعض ، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك كله علينا أن نغير ولاءاتنا للأنتماء للخصوصيات الفرعية الى ولاءات للأنتماء القومي الموحد ، عندها يتغير كل شيء من حولنا ونجد أن وحدتنا القومية قد تحققت بيُسر دون معوقات التي تطحن إرادتنا القومية وتجعلنا نتقوقع في قوقع خصوصياتنا الفرعية . وأن نتصدى للهجرة العبثية اللعينة التي تزتنزف وجودنا القومي في أرضنا التاريخية أرض الأباء والأجداد " بيث نهرين " أم الحضارة والأمجاد .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 5 / آذار / 2018 م



216
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Dr Rammo المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً جدزيلا ‘لى مروركم الكريم للمرة الثالثة بمقالنا لا يا دكتور لن يكون مروركم ولو للمرة الألف ثقيل الظل علينا بل سيكون على الرحب والسعة وموضع تقديرنا واحترامنا واعتزازنا بحق . نحن شخصياً ليس لدينا أي مانع من القبول باية تسمية من تسمياتنا المتداولة حالياً ليكون لنا الأسم القومي الموحد لأن جميعها تعني نفس المضمون إرثاً وثقافةً وعرقاً وكذلك نقبل بمقترحكم " نهرينيين " بالرغم من كونه الأقل تفضيلاً عندنا مع شديد الأحترام لرأيكم ، ولكن المسألة ليست متوقفة علينا أنتم ونحن بل متوقفة على حصول الأجماع بين مكوناتنا بقبولها ، ونحن على يقين بأنه لم يحصل الأجماع على قبولها وبالتالي ستضاف تسمية خامسة على تسمياتنا الأربعة الحالية ....
صديقنا العزيز .... نحن شخصياً لسنا من المتعصبين القوميين ولا من المتعصبين المذهبيين كنسياً بل نحن شخصياً بعيدين كل البعد عن كل أشكال التعصب وأنما نحن متعصبين بقوة على ضرورة وحدتنا قومياً وكنسيا بأية تسمية قومية تاريخية وبأي مذهب كنسي ، تلك التسميات التي تربطنا بجذورنا التاريخية بأرض بيث نهرين وتعكسنا للآخرين بهوية السكان الأصليين ، هذا هو المهم من وجهة نظرنا الشخصية ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

217
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ rammo المحترم
[b]تقبلوا محبتنا الصادقة مع أعطر وأطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الثاني بهذه المداخلة التي قربتنا كثيراً من بعضنا نحو الهدف المشترك .
1 - موضوع الـ dna كان الغرض منه الأجابة على طروحات القوميين العنصريين من دعاة الدم النقي بأن هذا المفهوم هو هراء في هراء ليس هناك دم نقي وجينات نقية تختص بها قومية بعينا وإنما حصل تمازج بين الأعراق في بلاد النهرين مما يتطلب الأمر إعادة النظر بمثل هذ الطروحات السقيمة  .
2 - القومية بمفهومها الحديث تعرف كما يلي ونحن مقتنعين بهذا التعريف " شعور الفرد بالأنتماء الى مجموعة بشرية تماثلة في المقومات مثل اللغة والعادات والتقاليد والأرث الحضاري والثقافي والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة والمصير المشترك والى حدٍ ما عامل الجغرافية المشترك " ...نحن الكلدان والسريان والآشوريين ينطبق علينا هذا التعريف ويجمعنا في مقومات قومية مشتركة ونحن مختلفين على التسمية التاريخية الموحدة بين أن نتسمى ( كلدان ) أو ( سريان ) أو ( آشوريين ) ولكل من هذه التسميات التاريخية لها إرث حضاري وتراث ثقافي في هذا البلد وعلية لا يجوز أن نتسمي بأسم آخر لا يربطنا بالتاريخ والأرض معاً لتثبيت هويتنا القومية .
3 - مشكلتنا ليست قومية أو تسمياتية بل هي مشكلة مذهبية لاهوتية كنسية وسبب عدم اتفاقنا وقبولنا بتسمية بعينها هو لأن كل من هذه التسميات أرتبطت بالمضمون الروحي لمذهب بعينه وهنا يعني أن أي تخلي عن أية تسمية والقبول بالتسمية الأخرى هو التخلي عن الأيمان الروحي للمذهب وقبول إيمان روحي لمذهبي آخر ، وهذا ما لا يمكن حصوله في ظل سيادة الثقافة المسيحية المؤسسة على المذهبية ، وعليه فإن البديل هو أن نبقى كما نحن اليوم ونسعي الى تضييق الهوة المذهبية بيننا ونؤسس لثقافة جديد مؤسسة على ضرورة تحقيق الوحدة القومية والكنسية المشرقية بعيدين عن التعصب المذهبي كما كانت قبل 1551 م وتوسيع مساحة المشتركات القومية الثقافية والتاريخية والحضارية . 
               دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   [/b
[/color][/size]]

218
الى الأخ والصديق العزيز المتابع المبدع الأستاذ samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
أسعدنا وشرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة والمشجعة التي تنبض بصدق القول والمشاعر والمفعمة بالمحبة الخالصة تجاه شخصنا ونحن بدورنا نرد لكم بالشكر الجزيل وفائق التقدير ووافر الأمتنان على نبلكم وسمو أخلاقكم وتربيتكم وحرصكم الدائم على ما يفيد مصلحتنا القومية بعيداً عن الخصوصيات التسمياتية نكرر لكم شكرنا وأمتناننا وأن نبقى بكل ما نكتبه موضع رضاكم وحسنِ ظنكم .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

219
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أسعدنا كثيراً مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم للمقال ، لقد قرأنا مقالتيكما وكانتا متفقتين مع ما طرحناه أي بمعنى كان مقالنا تجسيداً لرأيكم بهذا الشأن .... نحن فعلاً متفقين في الرأي .... نحن لا نخفي إعجابنا بأسلوبكم في الكتابة المطعمة بالسخرية اللاذعة لكل ما يستحق السخرية من أحداث في ساحتنا القومية والوطنية نحييكم على هذا الأسلوب الجاذب للقراء .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

220
الى الأخ والصديق العزيز والكاتب السياسي المتألق الأستاذ وردة البيلاتي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا المعسلة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الكريمة والرائعه وشكراً جزيلاً على إرسالكم لشهادة فحص الحمض النووي dna لأبنتكم الغالية ميسون العراقية الآشورية والبيلاتية الذي من خلاله قدمتم الأثبات لما قلناه في هذا المقال حول بطلان إدعاءآت دعاة القومية العنصرية الشوفينية المبنية على نقاء الدم والجينات الوراثية لكي نقول لهم عودوا الى رشدكم وأطيعوا العلم وأبحثوا عن أصل عِرقكم القومي بالدليل والبرهان العلمي دون سواه وتعاملوا مع الآخرين على هذا الأساس إذا أردتم أن تعرفون حقيقة الأعراق أما القومية كانتماء إنساني فهي " شعور الفرد بالأنتماء الى مجموعة بشرية تماثلة في المقومات مثل اللغة والعادات والتقاليد والأرث الحضاري والثقافي والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة والمصير المشترك والى حدٍ ما عامل الجغرافية المشترك " كما هو حالنا نحن الكلدان والسريان والآشوريين حيث تجمعنا  كل هذه المقومات وتفرقنا التسميات بسبب تأثير المذهبية الكنسية اللاهوتية ......ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خالو خوشابا سولاقا - بغداد   

221
الى الأخ واصديق العزيز الكاتب والشاعر اللامع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا المعسلة يا عسل
شرفتمونا بهذه المداخلة الرائعة التي تفيض بالمحبة والمودة الصادقتان لقد أغمرتمونا بالسعادة عندما قرأناها .... لا تساعدني الجمل والكلمات بما هو أجمل لأرد عليكم بجميل أكبر يا أعز الأصدقاء ... إن ما يجمعنا هو المحبة المشتركة لنفس الهدف ألا وهو خدمة أمتنا ، وهنا لا يسعني إلا أن أقدم لك جزيل شكرنا وفائق تقديرنا ووافر أمتناننا لشخصكم الكريم .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

222
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ rammo المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة بمضمونها وملاحظاتها ونشكر لكم تقييمكم للمقال .
لو تفضلتم بالعودة الى قرأة مداخلتنا أعلاه تعقيباً على مداخلة الأخ يوسف شيخالي لتجدون فيها الكثير من الأجابات الواضحة على تساؤلاتكم .
صديقنا العزيز rammo.... نحن أولاد اليوم أولاد الحاضر بالرغم من كل علاقاتنا بالماضي التاريخي ، نحن اليوم بحكم الواقع القائم عراقيين ننتمي للعراق ( أوروك ) أرضاً ووطناً وشعباً من واجبنا القومي والوطني والانساني أن نعرف كيف نتعايش مع شركائنا الآخرين وأن نحافظ على هويتنا وخصوصياتنا القومية التاريخية كما هي واعتزازنا بالوطن سوف يقوي ويعزز مضمون تلك الهوية والخصوصيات أكثر وأقوى ، ولكن ما يهدد تلك الهوية والخصوصيات والوجود القومي لنا ليس بقائنا في أرضنا التاريخية والتعايش السلمي مع الشركاء في الوطن والتاريخ بل هو الهجرة الى بلدن الغربة .... أما ذكرنا لفحوصات الحمض النووي DNA كان لغرض تذكير المتعصبين القوميين بأن إدعائهم باطل وعليهم إعادة النظر بأفكارهم المريضة وفهم الواقع والتعامل بعقلانية مع الواقع بحسب إرشادات العلم الحديث ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

223
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ يوسف شيخالي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة ونشكركم على ما أبديتموه من ملاحظات تاريخية واجتماعية بشأن مفهوم القومية والتي في النهاية لا تختلف عن ما ذهبنا إليه من مفاهيم حول عدم وجود اليوم قومية نقية الدم والجينات الوراثية بحسب المفهوم القومي العنصري الشوفيني للقومية وأنه فعلاً لو رجعنا الى المختبرات العلمية لأثبات ذلك من خلال فحص الحمض النووي dna لربما سوف لا نجد أية علاقة عضوية بين القوميات الحالية من آشوريين وكلدان والسريان المدعين بالآرامية والعرب والكورد والتركمان في العراق مع الأعراق القديمة ممن يدعون بأنهم منحدرين منها . وما نعاني منه نحن الآشوريين والكلدان والسريان من تناقضات وصراعات يعاني منه بدرجة معينة الأخوة الكورد والعرب والتورك وغيرنا من الأمم ، حيث بالنسبة للكورد هناك اختلاف وصراع فيما بينهم بخصوص تحديد حدود التسمية بين البهدينان والسوران والكرمنج والفيلية ونفس الحال مع العرب بين بلدٍ وآخر ولكنها ليست بالمستوى الموجودة بيننا .
أما الأنتماء القومي بمفهومه الحديث بحسب وجهة نظرنا المتواضعة فهو " شعور الفرد بالأنتماء الوجداني لمجموعة بشرية تماثله في مقومات الأنتماء منها اللغة المشتركة والعادات والتقاليد والأرث الثقافي التاريخي والمصالح المشتركة والمصير المشترك والى حدٍ ما العامل الجغرافي " وهذا التعريف ينطبق علينا   نحن الآشوريين والكلدان والسريان الآراميين ، ولكن هيمنة ثقافة المذهبية اللاهوتية المؤسسة على الكراهية والحقد المذهبي جعلتنا نرفض قبولنا لبعضنا البعض كقومية واحدة بالرغم من توفر المقومات المشتركة التي ذكرتها .
صديقنا العزيز ... غاية مقالنا هذا هو دعوة لقبول بعضنا البعض بأية تسمية من تسمياتنا المتداولة لكوننا جميعاً نشعر بالأنماء الى مجموعة بشرية واحدة تجمعنا مقومات مشتركة وما يفرقنا اليوم هو الأنتماء المذهبي اللاهوتي الكنسي وليس الأنتماء القومي ،
كما نود التوضيح بأن الدين ومذاهبه الفكرية اللاهوتية في المسيحية والفقهية في الأسلام لا علاقة لها إطلاقاً بالأنتماء القومي لأن الدين هو انتماء فكري يمكن تغييره بينما القومية هي انتماء عرقي وجداني للفرد لا يمكن تغيرها .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

224
بعد الأعتذار من الأخوة الأعزاء الذين لم نرد لحد الآن على مداخلاتهم الكريمة
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوي
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم له ولكن أين هو الرابط الخاص بمقالكم يا صديقنا العزيز ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ............ محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سورقا - بغداد 


 

225
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي المتألق الدكتور عبدالله رابي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة بمضمونها ، ونشكر لكم تقييمكم الرائع له وكل ملاحظاتكم تبقى موضع تقديرنا وأعتزازنا واحترامنا .
 أستاذنا العزيز ... هذا المقال كنا قد كتبناه ونشرناه في هذا الموقع يتاريخ 9 / 10 / 2014 م ، وبالنظر لضرورة الأطلاع عليه بعد أن وجدنا أن هناك أراء متشابه حول إلتباسات الوقائع التاريخية وعلاقاتها باشكاليات الأنتماءآت العرقية لمكونات أمتنا وموضوع التسمية الموحدة تنشر في هذه الأيام وأخص منها بالذكر مقال الأخ الأستاذ تيري بطرس الذي أشرتم إليه في مداخلتكم الكريمة إرتأينا إعادة نشره من جديد بغرض افادة القراء الأعزاء من أبناء أمتنا . أما بشأن ما يخص وجود أقوام أو مجموعات بشرية سكنت بلاد النهرين قبل السومريين فهذا أمر غير مستبعد ونشكركم على هذه المعلومة ، ولكن غرضنا من ذكر الموجات البشرية التي مرت على بلاد النهرين لم يكن غرض تأريخي لتحديد أسبقية تلك الأقوام في التواجد على أرض بيث نهرين بقدر ما كان الغرض بيان حجم التداخل والتمازج الحضاري والعرقي والثقافي والاجتماعي بين تلك الموجات لأننا على قناعة مطلقة بأنه ليس هناك قوم من تلك الأقوام قد اندثر نهائياً بل حصل انصهار وتمازج فيما بينها وتشكلت على أثر ذلك إنتاج مجتمع مزيج جديد يحمل جينات متداخلة ، وهذا ما يثبته اليوم العلم الحديث من خلال فحوصات الحمض النووي dna ، وقد تفضل مشكوراً الأخ الأستاذ وردة البيلاتي نشر نتيجة فحص الحمض النووي لأبنته ميسون وهو قريبي ومن نفس العشيرة المداخلة رقم 9 ... يرجى الأطلاع .... نكرر لكم شكرنا الجزيل .
دمتكم والعائلة الكريمة بخير وسلام ....... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

226
الى الأخ والصديق العزيز برشي الأستاذ عبدالأحد سليمان بولص المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمفالنا بهذه المداخلة ونشكر لكم تقييمكم له كما نثني على مقالكم في الرابط المرفق ... حقيقة إن طروحات كتابنا الموقرين من الذين يحملون رؤية قومية شاملة وصادقة وموضوعية مستندة الى المنطق العلمي والتاريخي والعقلاني حتماً سيلتقون في كل الأساسيات الجامعة وحتماً سيختلفون في بعض الجزئيات وهذ أمر طبيعي ، بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا المقال .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ..... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

227
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا ألأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة العطرة ونشكر لكم إطرائكم الجميل .... ما نريد أن نقوله هو أننا أولاد اليوم علينا أن نتعامل مع واقعنا الحال على أن لا ننسى ماضينا بكل ما فيه ونتخذ منه نبراساً لنقتدي بما فيه من إيجابيات تستجيب لمتطلبات حاضرنا ونضع وراء ظهرنا السلبيات لكي لا نعيد تكرارها ... منطق العلم والحياة يقول أن " الحاضر هو استمرار للماضي بإيجابياته ولفض سلبياته ويشكل جسوراً للأمتداد نحو المستقبل " ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ....

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

228
التمازج والتداخل الثقافي والعِرقي والاجتماعي بين الموجات البشرية في بلاد " بيث نهرين "
خوشـــابا ســـولاقا
إن هذا المقال ليس مقالاً تاريخياً كما قد يتصور البعض بل هو مقالاً فكرياً وتحليلياً واستنتاجياً وفق المنطق العلمي التاريخي لأحداث التاريخ في بلاد "  بيث نهرين " قديماً قبل المسيحية وبعد المسيحية بحسب معطيات التاريخ ذاته ، وهو يعبر عن وجهة نظرنا الشخصية ليس إلا ، وذلك لغرض الأسترشاد والأهتداء الى الحقيقة الأقرب الى المعقول والقبول فيما يخص الأصول العِرقية لسكان ما يسمى العراق حالياً . ووجهة نظرنا هذه لا نسعى الى فرضها على الآخرين بأي شكل من الأشكال ، بل قد تكون نوع من السعي للانفتاح على الآخر بروح ديمقراطية وباسلوب يتسم بالهدوء والواقعية ومواجهة الحقائق التاريخية كما هي من دون تعصب واستعلاء ، ومن دون تهميش أو اقصاء لأحد في التعامل مع أحداث التاريخ بهدف الوصول الى هدف نبيل بوسائل نبيلة وليس العكس . وقد تشكل هذه المحاولة وسيلة ناجعة تساعدنا على تجاوز عُقدنا النفسية في تعاملنا مع التسميات التي بسببها بتنا أسرى لأوهام وافتراضات الماضي المصطنع الذي نقرأه من خلال نَظّارات سوداء والذي لا نرى فيه إلا السيء منه ونهمل الايجابي فيه من دون قصد ، ونأمل أن تكون محاولتنا هذه موضع اهتمام مثقفينا الأجلاء .
كما هو معروف لدى جميع المطلعين على التاريخ بشكل عام وتاريخ بلاد بيث نهرين بشكل خاص ، أن هذه البقعة من الكرة الأرضية التي تعرف اليوم بالعراق لربما تكون الموطن الأول لنشوء البشرية في التاريخ قبل غيرها من بقاع الأرض ، وهذا الموضوع بحد ذاته موضعْ البحث والنقاش والجدل من قبل الباحثين وعلماء التاريخ والأنثروبولوجيا ، ولكن مهما كان الأمر فان حضارة بيث نهرين تعتبر من أقدم وأعرق الحضارات الانسانية في التاريخ بإجماع جميع المؤرخين ، وهذا إن دل على شيء وانما يدل على مدى أصالة وعراقة وعظمة هذه الحضارة ، وكذلك يدل على تعدد الموجات البشرية من مختلف الأعراق والأجناس التي اجتاحت هذه البقعة من الأرض وعاشت فيها وشاركت الحياة مع مَن كانوا قبلها فيها على مر التاريخ ، وبذلك نستطيع القول بأن مجتمعات هذه البلاد قد عانت من مخاض التمازج والتداخل والأندماج الثقافي والعرقي والاجتماعي بين ما كان سائداً وبين الدخيل الذي قَدِمَ إليها لأنتاج مجتمع جديد بسمات مركبة جديدة ليس فيها سمات عِرقية معينة غالبة على سمات بقية الأعراق .
أولى التجمعات البشرية التي أنشأت حضارة عريقة موغلة في القدم في بلاد  بيث نهرين في جنوب العراق الحالي كانوا السومريون وأقاموا في أور أشهر وأقدم مدن العراق الصروح الحضارية مثل " الزقورة " وغيرها والتي ما تزال قائمة ، ومن ثم الأكديون الذين أقاموا أول امبراطورية كبيرة في زمن ملكها العظيم" سرجون الأكدي " ، ومن ثم تلتهما امبراطورية سُلالة بابل الأولى من الآموريون وكان من أشهر ملوكهم العظماء " حمورابي الآموري " الذي سن أول قانون في التاريخ الذي عرف " بمسلة حمورابي " . ثم تلتها الأمبراطورية الآشورية في المنطقة الشمالية من بلاد بيث نهرين وأقاموا هناك امبراطوريتهم القوية عسكرياً وبنوا مدنهم الكبيرة مثل آشور ونمرود وخورسباد ونينوى العظيمة وتركوا للبشرية الرموز والشواخص التاريخية العملاقة التي ترمز للقوة والذكاء والسرعة كالثيران المجنحة ( لاماسو ) وغيرها من الصروح ، وسقطت السلطة السياسية للأمبراطورية الآشورية سنة 612 ق. م . ثم تلتها امبراطورية سُلالة بابل الثانية والتي كان من أشهر ملوكها " نبوخذنصر " والتي سقطت سلطتها السياسية على يد ملك الفرس قورش سنة 539 ق . م . خلال هذه الفترة من التاريخ ، أي منذ العهد السومري والى سقوط بابل. مَرّتْ هذه المجتمعات ، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية بصراعات مريرة دموية فيما بينها على السلطة السياسية والمصالح الأقتصادية ، وكانت نتيجة تلك الصراعات سقوط امبراطورية وظهور أخرى جديدة على أطلالها ، واختفاء بعض  القيم الحضارية وسيادة أخرى جديدة محلها . خلال هذه الفترة التاريخية أيضاً اجتاحت بلاد بيث نهرين موجات وغزوات بشرية كثيرة من أعراق وأجناس متنوعة ومختلفة في ثقافاتها وتقاليدها وعباداتها وطقوسها ، مثل الكيشيين والآموريين والحثيين والفرس الساسانيين والميديين وغيرهم اضافة الى ما جيء بهم من أسرى وسبايا بعشرات الآلاف من اليهود والآراميون ، وعاشوا بين ظهران السكان القدماء الأصليين تأثروا وأثروا بهذا القدر أو ذاك ببعضهم البعض ثقافياً ولغويا وعِرقياً واجتماعياً وتزاوجوا فيما بينهم مما نتج جراء ذلك مجتمعات مزيجة ثقافياً واجتماعياً وعرقياً ، وما ساعد كثيراً على حصول مثل هذا التمازج والتداخل لحد الأندماج هو غياب الوعي والأحساس القومي بالشكل الذي نشعر ونحس به ونفهمه نحن اليوم ، أي غياب المفهوم القومي المعاصر بمضامينه الفكرية وأطره الحديثة ، حيث كان الجانب المعنوي الذي يتحكم بمشاعر وأحاسيس الناس في ذلك الزمان هو الولاء للآله الذي يعبدونه وليس الأنتماء العِرقي، وكان المنتصر في الحرب يحاول أن يفرض عبادة الهته على الخاسر . لذلك وبحسب استنتاجنا من معطيات التاريخ أن التسمية التي كانت تطلق على أرض الوطن أي الأرض التي كانوا يعيشون عليها وعلى الأمبراطورية التي تمثل كيانهم السياسي كانت تسمية تمت الى الآله في الغالب ولم تكن تمت الى العرق القومي للسكان بصلة بأي شكل من الأشكال لكون المفهوم القومي الحديث غير معروف وغير متداول بينهم آنذاك كما أسلفنا .
هذا كان واقع الحال قبل المسيحية ، وبعد ظهور المسيحية وانتشارها في الشرق في بلاد بيث نهرين تحديداً ، وفرضها من قبل الأمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر على رعايا الأمبراطورية الرومانية بالقوة والقضاء على المعتقدات القديمة تعمقت ولاءات الناس للدين الجديد وبتطرف ومبالغة مغالِ بها اكثر من أي ولاءات أخرى الى درجة قاموا أتباع الدين الجديد في بلاد بيث نهرين بتدمير وحرق كل ما يمت بصلة الى معتقدات أبائهم واجدادهم القدامى وحتى تنكروا لتسمياتهم الأصيلة باعتبارها تسميات وثنية لا تليق بمسيحيتهم كما تروي لنا أحداث التاريخ ، هذا ما حدث فعلاً في الشرق حيث عملوا على تطويع تاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم وأسمائهم التاريخية باعتبارها وثنية لمتطلبات مفاهيم وقيم الدين الجديد ،  وبذلك تم طمس معالم حضارتنا وثقافتنا ما قبل المسيحية واعتمدوا في معرفة تاريخ أجدادهم القدامى حصراً على تشويهات التوراة اليهودي لذلك التاريخ الحضاري العظيم الذي أفاق الغرب والشرق من نومهما السرمدي على أصداء تلك الحضارة العظيمة وبقاياها بعد تنقيبات الأثاري البريطاني السير هنري لايارد في مدن الآشوريين نينوى ونمرود وآشور واكتشافاته المذهلة لأقدم وأعرق حضارة في العالم . اما ما حصل في الغرب بخصوص التعاطي مع المسيحية فكان على العكس مما حصل في الشرق ، حيث قام الغربيون بعد اعتناق المسيحية بتطويع مفاهيم الدين الجديد لمتطلبات حماية التراث الوثني لأبائهم واجدادهم والمحافظة عليه من التدمير والحرق .
بعد انتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين واعتناق الغالبية من سكانه للدين الجديد تبنوا ثقافة التسامح والتعايش السلمي الأخوي مع الاخرين من الأخوة في الدين مهما كان عِرقهم وجنسهم ولون بشرتهم ، وبذلك أصبحت الديانة المسيحية ماء الحياة الجديدة التي غسلتْ وطَهرتْ مشاعرهم وأحاسيسهم وقناعاتهم من كل دنس وأدران الماضي الوثني بالتخلص من أي شكل من أشكال الأنتماء الى أي شيء آخر غير المسيحية التي بحسب قناعاتهم الجديدة هي طريق الخلاص من براثن خطايا الوثنية ، وطريقهم الوحيد الى ملكوت الرب . بهذا الفهم الساذج للمسيحية تعاطوا أجدادنا مع تاريخ أبائهم واجدادهم الوثني . في هذه الفترة من التاريخ التي دامت زهاء الخمسمائة سنة كانت الثقافة الوحيدة السائدة التي يقبلها المجتمع البيث نهريني بتطرف مبالغ به وعن قناعة وايمان خالص ، هي الثقافة المسيحية ويرفض بقوة كل ما عداها وخاصة ما يربطه بتاريخ وتراث أبائه وأجداده الوثنيين . استمرتْ الحالة هكذا الى تاريخ انعقاد مجمع أفسس المسكوني سنة 431 م حيث دبت الخلافات اللاهوتية في مجلس الكرادلة لكنيسة روما وتحديداً حول طبيعة السيد المسيح له المجد وتسمية السيدة العذراء بين أن تسمى ام الله أم تسمى أم المسيح ، ثم انتقل هذا المرض الى كنيسة بيث نهرين ، كنيسة المشرق ، ودبت الخلافات فيها هي الأخرى أيضاً ، وعلى أثر ذلك انشطرت كنيسة المشرق سنة 1552م بشكل رسمي ونشأت المذاهب بتسميات مختلفة ومتنوعة تم ربطها من قبل الغرباء بالأسماء التاريخية في بلاد بيث نهرين بشكل عشوائي للتمييز بينها شكلاً  ولغاية في نفس يعقوب ضمناً ، ونشبت على أثرها صراعات تناحرية بين فروع كنيسة المشرق استعملت فيها كل الوسائل بغرض الأساءة المتبادلة على الآخر وتشويه سمعته وتاريخه ، وبسبب هذه الأختلافات والولاءات المذهبية تمزقت القبائل والعشائر والعوائل وحتى الأسرة الواحدة في انتماءات أبنائها المذهبية بين هذا المذهب وذاك وانتهت الى ما نحن عليه اليوم .
بعد ظهور الدعوة المحمدية الى الدين الاسلامي في نهاية القرن السادس الميلادي وبدء ما سُميت بالفتوحات الأسلامية لبلاد الشام وبلاد بيث نهرين وفرض الأسلام على سكان هذه البلدان بقوة السيف اضطر الكثيرين ممن لم يتمكنوا من دفع الجزية الى اعتناق الأسلام مرغمين ، ومن ثم تلى الغزو العربي الأسلامي الغزو المغولي الهمجي الذي سعى الى إبادة المسيحيين ، ومن ثم تلاه الغزو العثماني المعروف بقساوته وعنصريته الدينية والقومية . أي بمعنى أنه توالت الموجات البشرية على أرض بيث نهرين من كل حدب وصوب بلا توقف ، وحصل جراء ذلك تمازج وتداخل واندماج ثقافي ولغوي وعِرقي واجتماعي بين تلك المجموعات البشرية عبر هذه الحقب التاريخية الطويلة التي تزيد عن ستة آلاف سنة بالشكل الذي لم يَكُنْ في استطاعة أي عرق قومي من المحافظة على نقائه واصالته كما قد يتصور البعض من المتطرفين القوميين المغالين بتطرفهم القومي حالياً . حيث من الممكن أن يكون العِرق القومي لهؤلاء المتطرفين المغالين بقوميتهم حالياً من اصل قومي آخر ، وربما قد يكون عِرقهم الحقيقي من تلك الأعراق التي يحتقرونها ويذمونها اليوم !!! ، والعكس صحيح أيضاً . في هذه المعمعة التاريخية التي يتجاوز عمرها أكثر من ستة آلاف سنة لا نمتلك أي دليل علمي يثبت تطابق أعراقنا القومية التي ندعي الأنتساب إليها اليوم مع تلك الأعراق القومية القديمة مثلاً  كتطابق الحمض النووي dna ، وإذا أجرينا مثل هكذا فحوصات قد تُصدمنا النتائج وتقلب الأمور على عقب وتجعل كل حساباتنا معكوسة لا تُطابق حسابات البيدر كما يقول المثل . أما ما ورد في كتب ومصادرالتاريخ التي تُصفحها أناملنا فهي استنتاجات المؤرخين الشخصية الى حد كبير ، وليس بالضرورة أن تكون تحمل في طياتها الحقيقة التاريخية التي يحلم بها كل واحد منا اليوم ، والا لماذا تختلف وصف ذات الأحداث التاريخية من مصدر الى آخر ؟؟ . أكيد لأن كتاب التاريخ بحسب وجهة نظرنا يصفون التاريخ ويكتبونه بحسب قناعاتهم التي تتطابق وتتماشى مع مصالح أممهم ، وبذلك يتم تسييس التاريخ بحسب مقتضيات تلك المصالح كما فعلوا اليهود في توراتهم وسيّرْ أنبيائهم ، ولذلك نحن أيضاً عندما نكتب عن أحداث التاريخ نتعمد أن ننتقي من المصادر التاريخية تلك المصادر التي تدعم وتسند قناعاتنا الفكرية ووجهات نظرنا الشخصية التي تخدم وتتماشي مع مصالحنا وأهدافنا ونغض النظر عن تلك المصادر التي لا توافقنا الرأي ، وهذه طبيعة البشر
بهذ الشكل المتسلسل توالت احداث التاريخ على أرض بلاد بيث نهرين منذ عهد سومر وأور وأكد وبابل وآشور والفرس والمغول والعرب المسلمين والمغول والعثمانيين الى ان حلت الكارثة بتقسيم أبناء أمتنا وكنيستنا المشرقية الى مذاهب لاهوتية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي وتركت لنا أكوام من المعطيات والمعلومات التاريخية التي يتطلب منا أن نحللها ونعيد ترتيبها بأسلوب علمي رصين لنهتدي من خلالها الى اكتشاف ما يفيدنا منها في حياتنا الحاضرة وليس العكس  .
في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى . كانوا أبناء امتنا من سهل نينوى جنوباً والى جبال هيكاري شمالاً ومن اورميا وسهولها شرقاً والى شواطئ البحر المتوسط غرباً لا يعرفون شيئاً عن المفهوم القومي بمضمونه الحالي ، ولم يكُن له حضوراً في حياتهم اليومية وتربيتهم وثقافتهم الاجتماعية ، بل كان ولائهم بالمطلق للدين والمذهب وكل تسمية متداولة بينهم كانت حصراً ذي منظور ومفهوم ديني ومذهبي وليس سواهما ، وعندما كان يُسأل اي واحداً منهم ابتداءً من فلاح بسيط الى أكبر رجل دين من اي مذهب كان ، من أنت ؟؟ ومن تكون ؟؟ يجيب بسرعة البرق ووبساطة متناهية من دون تفكير ، أنا ( سورايا ) بمعناها الديني الروحي ( أنا مسيحي) ليس إلا ، ولا تعني سورايا عنده شيئاً قومياً غير المسيحي ، وكانت عندهم ( سورايا = مسيحي ) . وبعد وصول مفهوم القومية والدولة الوطنية الى سكان الأمبراطورية العثمانية من غير الترك عن طريق البعثات الغربية بغرض تهيئة الأرضية المناسبة لتفكيك الأمبراطورية العثمانية من خلال تحريض الأقليات القومية والدينية فيها  الى الثورة ضد السلطة العثمانية المقيتة . بدأ مضمون المفهوم القومي ينتشر كالنار في الهشيم بين أبناء أمتنا ، وانطلقت الدعوات من القيادات الدينية والعشائرية للعودة الى أرض الأجداد وجمع الشتات المجزأة مذهبياً واقامة كيان قومي لهم في أرضهم التاريخية إلا ان تلك الدعوات اصطدمت من جديد بالصخرة المذهبية الصماء من جهة وبجدار الغدر والخيانة البريطانية لهم من جهة ثانية . وهكذا انتهى الحلم الوردي لأبناء أمتنا بسبب دسائس ومؤآمرات الانكليز وتعاون بعض قياداتهم الميدانية مع الحكومة الكيلانية الفاشية المستعربة بمأسات كارثة مذبحة سميل سنة 1933 م ، وأسدل الستار بعد ذلك التاريخ المشؤوم على قضيتنا القومية وكياننا القومي المستقل وذهبت تضحياتنا الجسام أدراج الرياح .
في ضوء هذه المقدمة التاريخية نستنتج الآتي :-
أولاً : لا يمكن لأي قوم من الأقوام التي اجتاحت بلاد بيث نهرين ( العراق ) واستقرت فيه ولو لفترة منذ فجر التاريخ ودخلت في هذه المعمعة التاريخية الهائلة من التمازج والتداخل والأندماج الثقافي والعِرقي واللغوي والاجتماعي من أن يحافظ على نقاء عِرقه القومي وتراثه الثقافي والاجتماعي كما يتمنى البعض من السكان الحاليين للعراق ، وكل ما عداه هو هراء الحمقى .
ثانياً : لا نمتلك أي دليل أو اثبات علمي بتطابق انتماءاتنا القومية التي ندعي الأنتماء إليها حالياً مع تلك الأعراق القومية التاريخية القديمة مثل تطابق الحمض النووي dna  لكي يبرر لنا تعصبنا وتطرفنا للانتماء القومي المعين من دون غيره ، وغياب هذا الدليل يجعلنا عاجزين أمام التاريخ لأثبات ذاتنا وهويتنا القومية ، ولكن نمتلك كل الأدلة لأثبات وجودنا الوطني العراقي وهويتنا الوطنية وعلينا العمل ضمن هذا  الاطار بما نحن عليه الآن خير من الدوران في حلقة مفرغة التي لا تختلف بشيء عن فلسفة " البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة " لنقل أيها الأخوة أن البيضة من الدجاجة ونسى الدجاجة من أين !!! فذلك أفضل لنا وأفيد .
ثالثاً : في ضوء هذا الواقع لا نجد ضيراً في القبول بأية تسمية قومية من تسمياتنا الجميلة الحالية لأن في ذلك لا يوجد خاسر بيننا بل الجميع رابح والخاسر الوحيد سوف يكون من لا يريد مصلحتنا القومية في البقاء في أرضنا ارض وطن الأباء والأجداد أرض بيث نهرين الطيبة ، أرض العراق مهد  البشرية.

خوشـــابا ســـولاقا
25 / شباط /  2018 م   
       

229
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب صاحب القلم الهادئ الأستاذ تذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الضادقة
من دون مجاملة مقالكم رائع للغاية ليس بكلماته وعباراته وجمله فحسب بل بما لمسناه وعرفناه عن شخصكم الكريم من خلال كل كتاباتكم الجميلة من صفاء النية ومحبتكم  لأمتكم بغض النظر عن تسميتها ولذلك نأيتم عن النفس عن ذكر الأسم المفضل لديكم من التسميات التاريخية المتداولة بين مكونات أمتنا وتركتم الباب مفتوحاً لذوي الشأن والأختصاص من السياسيين ورجال الدين والكتاب والمفكرين والمثقفين لدراسة المشروع للتوصل الى التسمية الموحدة للخلاص من هذه المهزلة الساخرة التي جعلتنا أضحوكة أمام الآخرين من الشركاء في الوطن بتبنينا التسمية القطارية التوافقية وتقديم نفسنا للشركاء كأمة أصيلة صاحبة الأرض والحضارة في هذا البلد بتسمية قومية تاريخية موحدة تليق بذلك التاريخ المجيد وتلك الحضارة النهرينية العريقة وتليق بنا كأدعياء ورثة ذلك التاريخ والحضارة وهذا هو عين الصواب لو فعلناه .
السياسيين اليوم وخاصة بعد سنة 2003 ومن قبلهم رجال الدين من كل كنائس أمتنا بمختلف تسمياتها اللاهوتية لم يكن في يوم من الأيام يهمهم أو يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد موضوع الوحدة القومية ولا الوحدة الكنسية بل سعوا الى تكريس الفرقة والتمزق والتشضي وتعميق ثقافة الكراهية بين أتباع كنائسنا على خلفية مذهبية لاهوتية وعليه بقينا أعداء ألداء بدلاً من أن نكون أخوة أحباء تجمعنا وحدة الدم واللغة والثقافة والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشرك في مواجة المتحدي المشترك الذي سعى ويسعى الى اليوم الى إبادتنا وقلع جذورنا من أرضنا التاريخية " بيث نهرين " .
لقد أبدعتم في وصف السياسيين بكل انتماءآتهم وصفاً دقيقاً ... إنهم لاهثون وراء تحقيق مكاسب ومنافع شخصية التي تمنحها لهم المواقع في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ، وعليه فإن تحقيق تلك المصالح يقتضي أن يكون وضعنا القومي والكنسي على ما هو عليه ممزقاً متشضياً تحكمه تناقضات متخلفة كالمذهبية والقبلية والعشائرية والمناطقية وغيرها من الخصوصيات المفرقة لوحدة الأمة لأن تعدد اسباب الفرقة يضمن استمرار استغلال الأمة كورقة للمتاجرة بيد قلة من الأنتهازيين من رجال السياسة ورجال الكنيسة كما هو الحال اليوم .
إن مشكلتنا في الحقيقة لا تكمن في التسمية القومية الموحدة بل تكمن في الأسباب التي أدت الى حصول تعدد التسميات بواجهات قومية ولكن بمضمون مذهبي لاهوتي ... مشكلتنا تكمن في المذهبية اللاهوتية ... وعليه لحل مشكلة تعدد التسميات علينا أن نتخلص من أسبابها والقضاء عليها واستئصالها من جذورها على مستوى الكنيسة والمجتمع وعندها كل شيء يرجع الى وضعه الطبيعي ، وبغير ذلك يكون بذل كل الجهود مجرد عمل ضائع في غير محله ونكون كمن يزرع ولا يحصد .
لقد قلنا دائماً في كل كتاباتنا أن ( الكلداني = السرياني = الآشوري ) لغوياً وتاريخياً وجغرافياً ومصيرياً وكل ما تفرقنا هي المذهبية اللاهوتية المؤدلجة والمسيسة التي صنعوها لنا الغرباء ، وهذه التسميات هي تسميات لمسمى واحد .
  ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ....... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

230
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
قرأنا مقالكم الأكثر من رائع بإمعان وهو فعلاً رؤية نقدية لتحليل التاريخ للفرز بين الغث والسمين في صفحاته المشرقة منها والمظلمة وأبدعتم في الفرز بين الأثنين بدقة وصدق وشجاعة ، لقد قلنا شخصياً دائماً في الكثير من المقالات التي نشرناه في هذا الموقع الكريم علينا أن نتحرر من تأثير الماضي على طريقة تفكيرنا وتعاطينا مع الحياة وأن نتعامل مع واقع الحال لأمتنا بمعطياته كما هو لنجد لنا صيغة جديدة للتعايش السلمي مع من يشاركنا العيش في الوطن ...
يا صديقنا العزيز إن قول الحقيقة مر ولكن فعلاً نحن أمة تعيش في قوقع ماضيها التاريخي متناسية لحاضرها التعيس الذي تعيشه في كنف الغرباء ومنيتهم في المهاجر وإنها الأمة التي لا تفكر بمستقبلها القومي السائر الى الأنقراض  ، أمة تعيش مخاض تناقضاتها مع ذاتها .... وليس لدينا ما نضيفه غير أن نقول لكم عاش قلمكم وتسلم أناملكم على هذا المقال التحليلي للتاريخ عسى أن يستفاد منه من هم أسرى التاريخ والماضي ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

231
قا خونن وخورن شريرا وآزيزا ميوقرا رابي قشو ابراهيم نيروا 
شلامن وخوبن وإيقارن مقبلون
 شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة والمكتوبة بلغة الأم لغتنا الآشورية ، حقيقة أنتم بالكتابة بلغة الأم تُشعرنا بضُعفنا والنقص الذي نعاني منه في هذا الجانب ، ولكن هذا لا يعني إننا لا نجيد القرأة والكتابه بها ، ولكن للضرورة أحكام لأننا نكتب ليس فقط لمن يجيد هذه اللغة من أبناء أمتنا بل لمن لا يجيدها وللآخرين من الشركاء في الوطن ، لذا نكتب باللغة العربية ليكون مضمون ما نكتبه واضح ومفهوم لكل من له شأن به من قريب أو من بعيد ..... أحييك يا رابي قشو على إصرارك للكتابة بلغة الأم ونحن نرفع لك قبعاتنا إكراماً وإجلالاً لهذا الموقف النبيل منك ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                     مخبانوخ أخونوخ وخوروخ : خةشابا سولاقا - بغداد   

232
الى الأخوة الأصدقاء الأعزاء
الأستاذ وليد حنا بيداويدالمحترم
الأستاذ دانيال سليفو المحترم

تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الآخوية
شرفنا مروركم الكريم بمداخلاتكم الثرة بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا وأعتزازنا لا خلاف لنا معها ... وكانت حقاً إغناءاً وإثراءاً لما عرضناه بغض النظر إن أختلفنا معكم في بعض الجزئيات الصغيرة أو إتفقنا ، لأن في الأختلاف والأتفاق تتطور الأفكار من الحسن الى الأحسن ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

233
الى الأخ العزيز الأستاذ بزنايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ولكن ألمتنا ردودكم على الأخ حدبشاب العربي ... لأنه تمكن من أن يجركم مع الأسف الشديد الى الرد الذي يسيء الى شخصكم وقلمكم بنظر القراء .... أتركوه لأن يسيء على نفسه وأن حضارة الآشوريين أعظم وأكبر وأقوى من أن تنال منها الكتابات الصفراء المريضة متاحف العالم وكل الأكتشافات الأثارية تبرهن يوم بعد آخر على عظمة الآشوريين .

            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

234
الى الأخ الأستاذ حدبشاب العربي المحترم
تقبلوا تحياتنا الأخوية
 شكراً على مروركم بمقالنا ، ولكن لكُونكم مجهول الهوية لدينا بالرغم من أن أسمكم هو نفس أسمنا ، وكون كل مداخلاتكم تتسم بالحقد والكراهية تجاه الآشوريين والآشورية نقول لكم بأسف شديد لا نحبذ الرد بالمثل عليها ، ولكن أحتراماً للمعقبين الكرام والقراء ولمنطق الكتابة الرصينة التي يحترم بها الكاتب قلمه وقلم أقرانه الآخرين كما تقتضي اللياقة الادبية نقول الآتي للأمانة التاريخية

الحضارة الآشورية هي هوية العراق الذي يُعرف بها في العالم وهي سفيرته التي لها أكبر حضور دائم في كل وأشهر متاحف العالم المتحضر ... وهذا شرفٌ للآشوريين والعراقيين كافة ....

            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........ محبكم أخوكم خوشابا سولاقا - بغداد

235
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Gabriel Gabriel المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا والتي لا نختلف معها قيد شعرة ، والذي أعتبرناه مشروع للمناقشة والحوار ليس إلا ولدينا قناعات كاملة بكل ما ذكرتموه بأنه هو الصواب ، ولكن هذا ما لم يتفق عليه جميع مكونات أمتنا لحد الآن وهو موضوع خلافاتنا .... وجوابنا بهذا الصدد واضح فيما أشرنا إليه في الأسطر الأخيرة من مقالنا ... نفتبس الآتي " عِرق قومي آخر نتفق عليه أو سنكتشفه لاحقاً في المستقبل اذا سعينا إليه بروية وتعقل من دون تطرف وتعصب على خلفية المذهب اللاهوتي " ... من أجل الهدف الأسمى نكتم ذكر جزء من الحقيقة ونمسك بالعصا من المنتصف لكي لا نخسر كل شيء ، السياسة كفن الممكن مطلوبه في التعامل مع المختلفين معكم .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

236
الآراميون واللغة الآرامية القديمة وعلاقتها باللغة الحديثة المحكية بين الكلدان والسريان والآشوريين
خوشــابا  ســـولاقا 
بدءً ذي بدء نود أن نُذكّرْ القُراء الكرام والمختصين الأجلاء باللغة الآرامية القديمة واللغة الحديثة المحكية المتداولة بين أبناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين حالياً ، والمختصين بالتاريخ القديم والحديث لسكان بلاد ما بين النهرين وسوريا والشام بأننا شخصياً لسنا مختصين وضليعين باللغة الأرامية القديمة واللغة الحديثة المحكية ، وكذلك لسنا من المختصين بالتاريخ إلا بالقدر الذي يهمنا الأطلاع عليه كمثقفين وسياسيين مستقلين لأغناء معلوماتنا بالمستوى الذي نستطيع من خلالها خدمة وحدة قضيتنا القومية في ضوء الأشكالات القائمة حولها اليوم لكي نجعل من أنفسنا القاضي المنصف والعادل للحكم بين ما هو الأصل وما هو الفرع قومياً ولغوياً من التسميات المطروحة في الساحة القومية والتي يدور حولها الجدل البيزنطي اليوم بين مثقفينا عبر وسائل الأعلام المتنوعة .
في حقيقة الأمر نحن شخصياً انسان عادي وسياسي مستقل ولنا وجهة نظر فيما يدور من حولنا ومولعين بقراءة تاريخ هذه المنطقة وعلى وجه التحديد تاريخنا القومي وعلاقته بالآخرين من المحيطين بنا والمرافقين لمسيرتنا تاريخياً وتحليل أحداثه من جميع الجوانب لغرض اكتشاف المشتركات في تلك الأحداث بين الأقوام التي صنعوه بما هو عليه بين أيادينا اليوم لكي نتمكن أن نطرح ما يتبلور لدينا من تساؤلات الى المختصين من أبناء أمتنا المهتمين بالتاريخ واللغة لوضع حداً لما يجري بيننا من خلافات وسجالات سقيمة وعقيمة التي تزيدنا تشرذماً وتمزقاً يوم بعد آخر ولكي نتمكن بالتالي من إعادة ترتيب وتركيب أحداثه بالشكل الذي تعطينا صورة أوضح لما وصَلَنا منها بهدف الوصول الى الحقيقة الأكثر واقعية ومقبولية بشأن الجذور الأصلية لهذه الأقوام وعلاقتها ببعضعا البعض قومياً ولغوياً وحضارياً وأين موقعنا منهم وهذا أعتبره من حقنا الطبيعي وكما هو لغيرنا .
على ضوء ما تم ذكره أطرح هذا الموضوع مشروعاً للبحث والدراسة والحوار والمناقشة أمام المختصين والمثقفين من أبناء أمتنا ، ونشترط  على من يرغب أن يشترك في المساهمة اعتماد الأسلوب الرصين والحيادي واعتماد نهج الأعتدال وعدم الأنحياز المسيس في طرح الأراء ووجهات النظر في تسويق الأدلة والقناعات التاريخية بشأن الموضوع ، لكي تكون الحوارات والمناقشات هادئة ومنتجة تقودنا الى بناء فهم مشترك لأعتماده في الخروج بالتالي من مأزق التسمية الذي نحن بصدد تجاوزها والرسو الى بر الأمان .
نبدأ موضوعنا هذا باقتباس مضمون الكلام وليس الكلام بكل تفاصيله كما أورده الكاتب والمؤرخ السوري الأستاذ محمود حمود أستاذ الدراسات الفلسفية والأجتماعية وتاريخ الشرق القديم في جامعة دمشق والعامل في مجال التنقيب عن الأثار فقط لغرض إثبات الوجود الآرامي في سوريا القديمة وذلك تجنباً لحشك كلام لا علاقة له بما يتطلبه موضوعنا في رسالته لنيل درجة الماجستير الموسومة (( الحياة الأقتصادية والأجتماعية في الممالك الآرامية السورية من القرن التاسع وحتى القرن السابع قبل الميلاد )) عن الآراميين ودورهم في التاريخ . حيث يقول المؤلف في مضمون كتابه أعلاه يرجع الآراميون في أصولهم الى قبائل بدوية عاشت وتنقلت في البادية السورية قبل أن تستقر على أرض الرافدين وبلاد الشام ، وظهروا على مسرح التاريخ في الشرق القديم منذ الألف الثاني وربما منذ أواخر الألف الثالث ق . م ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يؤسسوا لهم دوراً سياسياً ودولياً في المنطقة إلا في الألف الأول ق . م ، إذ كانت لهم دويلات وامارات في سورية ولكن دورهم السياسي لم يطل أمده أكثر من أربعة أو خمسة قرون على أبعد حدْ ، ولم يتمكنوا خلال هذا الأمدْ القصير نسبياً من إنشاء لهم امبراطورية ذات ركائز قوية رغم محاولاتهم الحثيثة والمتكررة بسبب ضعف وتخلف وهشاشة الأسلوب المعتمد في تنظيم السلطة ومنهجيتها ، وقد زال نفوذهم وانهار سلطانهم منذ ظهور الأمبراطورية الآشورية القوية عسكرياً والتي شكلت بظهورها خطراً داهما وكبيراً عليهم ولوجود ممالكهم وعلى جيرانهم من القبائل الأخرى من غير الآراميين .
لقد أدى الآراميون دوراً مهماً في تاريخ سوريا القديم خلال الألف الأول ق . م إذ قاموا بعد استقرارهم في المناطق السورية المختلفة بتأسيس لهم إمارات وممالك حاكمة مثل مملكة بيث بخياني  ومملكة بيث عديني  ومملكة بيث زماني ومملكة أغوشي وآرام حماة وآرام دمشق وغيرها من الممالك والأمارات القبلية . وشكلوا هذه الممالك والأمارات الصغيرة في منتصف القرن التاسع ق . م تحالفاً عسكرياً للوقوف في وجه الآشوريين الذين عقدوا العزم على بسط سيطرتهم على سوريا وقد تمكن التحالف الآرامي من اعاقة الآشورين من بسط  سيطرتهم لفترة من الزمن ، ولكن فيما بعد تمكنوا الآشوريين من القضاء على مقاومة بقايا تحالف الممالك الآرامية . إلا أن بقايا تلك الممالك تابعت تطورها كممالك خاضعة للآشوريين وحققت إنجازات على الصعيدين الأقتصادي والأجتماعي مستفيدة من الأرث الحضاري للسكان المستقرين الذين قابلوهم في نفس الأماكن . غير أنهم احتفظوا بمظهر من حضارتهم وهو " اللغة " التي قدر لها أن تأخذ دوراً بالغ الأهمية في حياة غرب آسيا فيما بعد وهذا هو الجانب المهم في موضوع مقالنا هذا . 
ويمضي المؤلف بقوله في مضمون سياق كتابه ، واصل الآراميون بالتدريج بالسيطرة وبسط نفوذهم على المناطق الواقعة غربي الفرات ومناطق الجزيرة الواقعة بين الخابور والفرات المسماة " آرام نهرين " ونجحوا في شق طريقهم في اتجاهات متعددة نحو أرض بابل ونحو شمال سورية وجنوبها ، وباتت هذه المحاولات الآرامية تقض مضاجع الأمبراطورية الآشورية القوية عسكرياً يوم بعد آخر مما حدا بها الى تنظيم حملات عسكرية كبيرة وبشكل متواصل للقضاء على كل محاولات الآراميين لتوسيع نفوذهم شرقاً . وكانت تلك الحملات الآشورية قد توالت في زمن كل من الملوك اريك دين إيلو ( 1325 – 1311 ) ق . م ، والملك الآشوري تيغلات بلاصر ( 1112 – 1074 ) ق . م وفي زمن الملك أدد نيراري ( 1074 – 1035 ) ق . م ، وهكذ استمرت الحملات العسكرية الآشورية على الممالك والأمارات الآرامية بدون انقطاع الى أن تمكنوا من القضاء على سلطة ونفوذ الممالك الآرامية قضاءً مبرماً ، وعلى أثر هذه الحملات الآشورية أتوا بعشرات الألاف من الآراميين أسرى وسبايا الى نينوى وغيرها من المدن الآشورية ، وتم استغلالهم واستخدامهم بكثافة في أعمال الزراعة والحرف الفنية المختلفة لما يتمتعون به الآراميون من المهارات المختلفة . وعلى خلفية هذا الواقع الأجتماعي المستجد حصل هناك تمازج وتزاوج وتداخل بل واندماج ثقافي واجتماعي بين المجتمع الآشوري والآراميون الذين أتوا بهم الى بلاد آشور ونتج جراء هذا التمازج والأندماج والتداخل الثقافي والاجتماعي مجتمع جديد إن صح التعبير ( آشوري – آرامي ) يحمل الكثير من سمات المجتمعين وبالأخص اللغة فدخلت الكثير من مفردات اللغة الآشورية التي كانت تكتب بالخط المسماري الى اللغة الآرامية وحصل العكس أيضاً . ومن جملة التطورات النوعية التي حصلت جراء هذا التمازج والتداخل الثقافي والاجتماعي هو قيام الآشوريون في زمن الملك الآشوري سنحاريب منتصف القرن الثامن ق . م بتبني أبجدية اللغة الآرامية وليس اللغة الآرامية كما قد يتصور البعض بدلاً من الخط المسماري في الكتابة لبساطة هذه الأبجدية وأفضليتها على الكتابة المسمارية التي كانت معتمدة لديهم . وبحكم هذا الواقع الثقافي والاجتماعي الجديد دخلت الكثير من المفردات الآشورية الى اللغة الآرامية وبالعكس كما أسلفنا وهذا أمر طبيعي حصل في الماضي ويحصل اليوم في المجتمعات المختلطة كما حصل مع اللغة العربية ولغات الأمم الآخري التي اعتنقت الدين الاسلامي ، وكما حصل مع اللغة التركية في زمن سيطرة الدولة العثمانية على الأمم الأخرى ، وكما حصل مع لغات الدول الأستعمارية بعد عصر النهضة الأوربية في عصرالغزو الأستعماري للبلدن الأجنبية في مختلف قارات العالم وكما حصل مع اللغات الفرنسية والانكليزية والأسبانية والبرتغالية وغيرها . إن تبني الآشوريين للأبجدية الآرامية لا يعني أبداً في أي حال من الأحوال تبني اللغة الآرامية بالكامل والتخلي عن لغتهم القومية الآشورية ، بل إن الكتابة في الدواوين الرسمية أصبحت تكتب بالمفردات الآشورية وبأبجدية الخط الآرامي .
من خلال هذه المقدمة المبسطة نستنتج التالي :-
أولاً : أن الأراميين الذين ظهروا كممالك وامارات صغيرة في سوريا والشام وبلاد ما بين النهرين منذ أواخر الألف الثالث ق . م كما أسلفنا لم ينقرضوا كما يدعي البعض من ذوات الدوافع الأقصائية الخاصة من دون دراية ودراسة لأحداث التاريخ بشكل ممنهج ، بل لا زال هناك بقايا للعِرق القومي الآرامي في كل من سوريا والعراق وفلسطين ولبنان بالرغم من كل ماحصل من المحاولات للقضاء عليهم ، لأن مبدأ الأنقراض الشامل للأعراق والأمم كما يدعي البعض من المغالين في شوفينيتهم القومية والمذهبية كما نلاحظها في بعض الكتابات المتطرفة في طرحها يخالف منطق التاريخ والحياة .
لا يحق لأحد كائن من يكون أن ينفي أو يلغي هذا الوجود ، ومِن حق مَن يشعر بالأنتماء الى ذلك العِرق أن يعتز ويفتخر به ويدافع عنه ، وعلى الآخرين أن يحترموا ذلك الانتماء . كما وليس من حق كائن من يكون من المكونات التي تشارك الآراميين بأبجدية اللغة أن يلغي أو يقصي الآراميين ، وعلى الآراميين بالمقابل أن يحترموا خيارات وانتماءات الآخرين القومية واللغوية . وخير دليل على وجود وبقاء العرق الآرامي القومي هو قيام دولة اسرائيل مؤخراً بالأعتراف بالقومية الآرامية مهما كانت نوايا ودوافع اسرائيل السياسية والتاريخية في محاولاتها لالغاء ومحو تاريخ من لا يروقها بقائهم من الأقوام في هذه المنطقة بدوافع انتقامية تاريخية على خلفية السبي الآشوري والبابلي لليهود كالآشوريين والبابليين .
ثانياً : إن اللغة الآرامية القديمة ( لشانه عتيقة ) التي تكلموا بها الآراميين القدماء في ممالكهم واللغة الحديثة ( لشانه سوادايا ) بكل لهجاتها الكلدانية والآشورية في جميع أنحاء العالم والسريانية المحكية في مدن وقصبات سهل نينوى وبعض مناطق سوريا ولبنان تشترك مع اللغة الآرامية القديمة بنفس الأبجدية من حيث التسمية وتختلف في رسم بعض الحروف بحكم التطور الزمني في رسم الحرف لأسباب موضوعية وتقنية كثيرة ، ولكن هناك اختلافاً كبيراً جداً بين المفردات المتداولة في اللغة الآرامية القديمة ( لشانا عتيقا ) اللغة التي كتبت بها بعض الكتب الدينية المسيحية وبين اللغة الحديثة ( لشانا سوادايا – بمعنى اللغة العامية ) التي يتكلم بها الكلدان والآشوريين وبعض السريان كما أسلفنا يصل الى نسبة ( 50 % ) تجعلهما في نظر المتلقي لهما كأنهما لغتان مختلفتان جملةً وتفصيلاً . وقد يكون الأختلاف الوحيد بين هذه اللغات المحكية هو في لفظ بعض الحروف مثل حرف ( الحاء ) يلفظ ( خاء ) عند البعض وحرف ( الألب ) يلفظ ( واو ) عند البعض الآخر ..  من هنا نستطيع أن نستنج أن الذين يتكلمون اللغة الآرامية القديمة ( لشانا عتيقا ) أينما وجدوا اليوم هم عرقياً آراميون ومن أصول الاراميين القدامى ونقول لهم مبروك لهم اكتشافهم لذاتهم القومية بعد قرون طويلة . ومن لا يتكلم باللغة الآرامية القديمة ويتكلم بأحدى لهجات اللغة الحديثة ( لشانا سوادايا ) هم من عِرق قومي غير أرامي أي بمعنى لهم عِرق قومي آخر نتفق عليه أو سنكتشفه لاحقاً في المستقبل اذا سعينا إليه بروية وتعقل من دون تطرف وتعصب على خلفية المذهب اللاهوتي . فهؤلاء لا صلة لهم بالعرق القومي الآرامي لا من قريب ولا من بعيد . ولغرض تعزيز هذه الفكرة نورد بعض المفردات لبيان الأختلافات الجوهرية بينها بحسب اللغة الآرامية القديمة واللغة الحديثة كأمثلة بسيطة وليس الحصر وهي تسميات لأعضاء الجسم لتكون قريبة من الذهن . 
1 ) الأذنْ ... بالأرامية القديمة – أذنه ... بالحديثة – ناثه
2 ) الأنفْ ... بالآرامية القديمة – أنفه ... بالحديثة – نخيرا ... أو بوقا
3 ) الرجلْ ... بالآرامية القديمة – رَغله ... بالحديثة – آقله

وهناك الآلاف من المفردات من اصول اللغات الأكادية والبابلية والآشورية الموجودة في اللغة الحديثة ( لشانا خاثا - سوادايا ) وليس لها وجود في اللغة الآرامية القديمة ( لشانا عتيقا ) التي يطلق عليها لغة السيد المسيح له المجد . وعليه فإن الآراميين قوم ٌقائم بذاته والكلدان والآشوريين وبعض السريان ممن لا يتكلمون الآرامية القديمة قومٌ آخر لا يربطهم بالآراميين رابط عِرقي قومي غير رابط أبجدية اللغة . اي بلغة المعادلات الرياضية :
{ الكلدان = السريان = الآشوريين } قومياً ... وهذا لا يساوي الآراميين
ايها الأخوة الأعزاء القراء الكرام إن ما كتبناه هنا هو وجهة نظرنا الشخصية على ضوء تحليلنا لأحداث تاريخنا ليس إلا ، والموضوع مطروح للمناقشة والحوار وبيان الرأي بحرية وبروح ديمقراطية رياضية وكل شيء فيه قابل للحوار والنقض وطرح البديل والبقاء للأصلح والأصح هكذا يقول المنطق العقلاني .

خوشـــابا ســـولاقا
20 / شباط / 2018 م


237
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ وردة البيلاتي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
مقالكم أو بالأحرى روايتكم رائعة جداً حيث وصفتم ورويتم أحداث ما جرى في كركوك بعد الأنقلاب البعثي الدموي الفاشي الذي أودى بحياة الآلاف من العراقيين الوطنيين الشرفاء وتحديداً قيادات وكوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي وأتباع الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم ، فعلاً كان الثامن من شباط 1963 م يوماً دموياً مشؤوماً عمت غيومه السوداء كل أجواء العراق وليس أجواء مدينة كركوك لوحدها ، وسيظل هذا اليوم وصمة عار في تاريخ هذا الحزب وسيبقى رمزاً للهمجية في ذاكرة التاريخ العراقي ، وقد عايشنا أحداث مماثلة لما جرى في كركوك في مدينة الموصل ونحن طلاب في الصف الأول متوسطة وكنا نستمع الى محاكمات التي كانت تنقل عبر مكبرات الصوت في حديقة الشهداء في الموصل ومنها محاكمة الشهيد عدنان جلميران والشهيد بنيامين يوسف وغيرهما.... حقيقة ما شهدناه في الموصل ولد في داخلنا مشاعر الحقد والكراهية على هذا الحزب الفاشي والتعاطف مع ضحاياه بالرغم من أننا لا تربطنا أية صلة بالضحايا ولكن الطبيعة الانسانية تدفع بالانسان الى التعاطف مع المظلوم والحقد على الظالم ، وأخيراً أحييك على هذا المقال يا خورزة وردة العزيز ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                            محبكم أخوكم وصديقكم خالو : خوشابا سولاقا - بغداد

238
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عويش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة التي أضافت الى مقالنا ما فاتنا ذكره والتطرق إليه هكذا هي الكتابة الرصية عندما أحدنا يكتب الآخر يستكمل له ويغني ما كتبه بأفكار إضافية .... نحن لا نختلف لا في المضمون ولا بأسلوب الكتابة وطبيعة المفردات التي ننتقيها يا صديقنا العزيز ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                                  محبكم أخوكم وصديكم : خوشابا سولاقا - بغداد

239
عزيزنا الغالي Zaye Evelyn المحترم
الحرية بلا قيود وحدود وضوابط قانونية " تفضي الى نظام الفوضى في المجتمع وتتحول الى أداة للجريمة بكل أشكالها بيد عتاة المجرمين والشواذ والأفاقين  " ..... دمتم بخير وسلام
                      أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد

240
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Zaye Evelyn المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نحن متفقون معكم جملة وتفصيلاً في كل ما ذكرتموه ولكن السياسة ليست هكذا وليس التعامل معها وفق قواعد منطق الفعل ورد الفعل بل لكل زمان ومكان للسياسة قواعد تتغير بتغير المصالح القومية والوطنية لحماية الوجود قبل الحقوق .... يبدو أن الحوار بيننا لا يصل الى نتيجة مرضية للطرفين لأننا لا نستطيع إزاحة وطرد الكورد والعرب والآخرين ممن أحتلوا وأغتصبوا أرض آشور التاريخية التي تركناها ورحلنا عنها اليوم بكامل إرادتنا لربما آسف أنتم واحداً من أولائك الراحلين عنها لا بالقوة لأننا لا نمتلكها إطلاقاً ولا بالمروة لأن الآخر ليس مضطراً الى إعادتها لنا ، وهنا ليس أمامنا من خيار غير أن نبحث عن وسيلة للتعايش السلمي مع من تصفونهم بالمحتلين والغاصبين لأرضنا التاريخية في مداخلاتكم الثلاثة أو الرحيل عن أرضنا والرحيل يعني الأنتحار لأمتنا والأنقراض لوجودنا القومي وفقداننا للهوية القومية والوطنية في مهاجر الغربة .... بأسف شديد نقول بأن مداخلاتكم لا علاقة لها بجوهر وصلب موضوع مقالنا لأننا أكدنا على كل ما تطرقتم إليه بطريقة أخرى لتثبيت حقوقنا وهويتنا القومية والأعتراف بوجودنا القومي ، أعدوا قرأة المقال ومن دون انفعال واندفاع عاطفي .... دمتم بخير وسلام

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     


241
الى الأخ والصديق الأستاذ Zaye Evelyn المحترم
وتقبلوا تحياتي
ما ذكرتموه في مداخلاتكم الأولى والثانية معروف واقعنا الذي كان في يوم ما قد تغير وبات كما تراه اليوم أرض مغتصبة ومحتلة من قبل من صفتموهم وشعب مشتت وموزع في أكثر من 40 بلد لا يمتلك من وسائل القوة المالية والعسكرية ليتمكن من طرد الغاصب المحتل من أرضه التاريخية وأن يلملم شتات شعبه المشرد كما تريد ... ما البديل للقبول والأقرار بواقع الحال والتعايش السلمي مع من فرض نفسه شريكا لنا في أرضنا التاريخية ؟؟ ... هل لديك بديل آخر وكيف ؟ ما العمل ؟؟ الكلام ولعن المغتصب وشتمه ونعته بأشنع النعوت لا تكفي لتحرير الأرض واسترداد الحقوق التاريخية يا عزيزي !!! .... المغالاة بالتعصب والتطرف القومي والديني لا تجدي نفعاً ولا تحرر أرضاً .... لكل زمان ومكان له مقوماته ووسائله وأدواته للعمل نحن اليوم أمة لا تعرف ماذا تريد ولا تعرف ما هي إمكانياتها الفعلية للحصول على ما تريد ... نحن أمة تتكلم كثيراً وتعيش في ماضيها لا تنظر الى حاضر واقعها ولا تعمل شيء .... هكذا هي الصورة .... فإن كان لديكم حل ومشروع آخر لتحقيق ما تصبون إلية فتقدموا على الرحبة والسعة .... دمتم بخير وسلام .

                          محبكم صديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

242
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الساخرة ولكنها في هذه المرة تبعث الى اليأس والأستسلام وانتظار يوم القيادة كما يدعي المتدينين ... من واجب الكُتاب المؤمنين بالحياة والتطور أن لا يستسلمون لليأس والقنوط وأن لا يدعون الآخرين الى اليأس والأستسلام للقدر بل أن يدعونهم الى الأمل وأن هناك دائماً بصيص من الضوء في نهاية النفق مهما يكون مظلماً ... وعند قرأة التاريخ سوف نجد أن هناك تجارب كبيرة وكثيرة للكثير من الأمم حققوا ما كان شبه المستحيل تحقيقة لأنهم كانوا مصرين بعملهم على تحقيق ما يصبون إليه ، العمل بإيمان يقود الانسان الى الهدف حتماً .
عزيزي الأستاذ نيسان الوردة سوف لا نضيف الى هذا التعقيب رداً على مداخلتكم الكريمة غير أن دعوكم الى قرأة تعقيبنا على مداخلة الأخ Zaye Evelyn أعلاه إن تكرمتم بقرأتها .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
[/b]

243
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Zaye Evelyn المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التاريخية التي استعرضتم فيها طبيعة العلاقات التي سادت بين أجدادنا نحن الآشوريين وأجداد الشركاء في الوطن في الماضي البعيد والقريب كانت علاقات مبنية على منطق القوة ولكن كل ذلك أصبح جزء من الماضي ليس من صالح الجميع إعادة استذكاره لأعادة انتاج أسلوب مماثل للتعايش السلمي بيننا وأولادنا من جهة وبينهم وأولادهم من جهة ثانية في هذا العصر بل على الجميع أن تسعى الى إيجاد نمط جديد للتعايش السلمي معاً يليق بحياة هذا العصر عصر تكنولوجية المعلومات وغزو الفضاء .... هذا لا يعني تبرئة من كان المسؤول عن ما جرى من مجازر ومذابح في الماضي بل يعني رمي هذا الماضي خلفنا والنظر الى الأمام لأننا أولاد اليوم لمنع تكرار الماضي بصورة أكثر بشاعة وأكبر دماراً .... لقد آن الأوان وبموجب ما تقتضي متطلبات الحياة العصرية والواقع الموضوعي أن نعيد النظر بأسلوب حياتنا وأن لا نبقى أسرى للماضي وأن نتخلى عن ثقافة وفلسفة الثأر والأنتقام مع الآخر لنتمكن من مواكبة الحاضر والمتمدن  ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

244
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الذكي الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا الصادقة
مقالكم بمضمونه وأسلوب طرحه أكثر من رائع حيث تناولتم فيه بذكاء ودقة كل الأبعاد الفكرية والسياسية المعنية برمزية مفهوم " الكوتا " والغاية منها ، والأهم من كل ما تم ذكره لقد أبدعتم في وضع النقاط على الحروف حول كيفية استغلال واستثمار الكوتا بخبث وانتهازية مقيتة من قبل البعض من أشباه السياسيين لصالحهم الشخصي حيث يشبه دور هؤلاء السياسيين الأقزام بدور وكلاء البطاقة التموينية كوكلاء دائميين لولي نعمتهم لحين مماتهم ومن ثم تنتقل وكالتهم لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم ، حيث يتصرفون بمفردات البطاقة التموينية في السوق السوداء من دون أن يصل من تلك المفردات الى أصحابها الشرعيين إلا النزر اليسير منها ....أما المزمرين والمطبلين للوكلاء فإنهم متطوعين كوعاظ لخدمة أسيادهم لربما سيحصلون على جزء مما يرمى لهم من فتات موائد اسيادهم أحياناً ، ودور هؤلاء الوعاظين هو بالنتيجة أقذر وأكثر ضرراً من دور الأسياد العائشين على السحت الحرام مما ينساب الى جيوبهم من رواتب وامتيازات الموقع الذي هو بالنسبة إليهم بمثابة تلك الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً فكيف يذبحون تلك الدجاجة التي تدُر لهم ذهباً ويتخلون عن مواقعهم لغيرهم ؟؟ ... يا رابي كوهر العزيز .... ودمتم بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

245
الأقليات والحقوق القومية والدينية والوطنية في العراق

خوشـابا سـولاقا

بدءً ذي بدء نادراً ما موجود على وجه الأرض في أي بلد من البلدان امة من الأمم تعيش على أرض محددة مكونة من قومية واحدة خالصة نقية الدم كما يدعي القوميين المتعصبين المغالين في عنصريتهم القومية وتعصبهم وتطرفهم القومي الأهوج وتعتنق عقيدة دينية واحدة ومنتمية لطائفة مذهبية واحدة كما يريدها المتشددين المتطرفين من المتدينين الغارقين في الجهل والتخلف والحقد والكراهية المتأصلة في كيانهم على غيرهم ممن لا يوافقونهم في رؤآهم ومعتقداتهم الدينية والمذهبية ، لأن مثل هذا الوضع النموذجي الاستثنائي كما يريده البعض يعتبر وضعاً مثالياً فريداً شاذاً لواقع الحياة الإنسانية الطبيعية ، ولا أعتقد له وجود على أرض الواقع ، بينما على العكس من ذلك هو الوضع الطبيعي في كل البلدان . وعليه فإن جميع أمم الأرض فيها تعدد وتنوع قومي وديني وعِرقي ومذهبي وقبلي وغيرها من الخصوصيات تجعل مصالحها ومعتقداتها المختلفة تتقاطع وتتعارض لهذا السبب أو ذاك مع بعضها البعض أحياناً وتلتقي وتتشارك وتتحد أحياناً أخرى ، وهكذا يحصل توازن طبيعي ويتعايش هذا الخليط الإنساني المتنوع المتعدد المكونات بانسجام وتفاهم ويشترك الجميع في المصير الواحد أمام تحديات العدو المشترك متناسين خلافاتهم بحكم الخصوصيات جانباً . هذا هو واقع الحال لجميع أمم الأرض حالياً في مختلف البلدان التي تؤمن شعوبها بمبادئ التعايش السلمي المشترك على أرض الوطن الواحد . لقد مرَّ التاريخ البشري بعصور من الاضطهاد والقهر القومي والديني والمذهبي ومات الملايين من البشر وسالت دماء غزيرة في حروب عبثية لأسباب ودوافع قومية ودينية ومذهبية بحكم استئثار إحدى القوميات أو أحدى المكونات  الدينية  أو المذهبية  بالسلطة السياسية في هذا البلد أو ذاك ، وبحكم هذا الواقع عاشت الأقليات القومية والدينية والمذهبية في ظل سلطة المكون القابض على الحكم حياة القهر والاضطهاد والعبودية محرومة من كل الحقوق القومية والدينية والمذهبية وحتى من الحقوق الإنسانية الى حدٍ بعيد ، واُرتكبت بحقها المذابح والمجازر الجماعية وحصل لها الكثير من الأنتهاكات المريعة لا لسبب مبرر ولا لذنب أو لجرم إرتكبته بحق غيرها وإنما لمجرد كونها أقلية مغلوبة على أمرها ، والتاريخ مليء بمثل هذه الشواهد الصارخة والمؤلمة والكوارث الإنسانية المرعبة والبشعة ، ولا يخلو تاريخ أي أمة من أمم الأرض من مثل هذه المظالم التي يندى لها الجبين ويخجل منها التاريخ الإنساني ، وما ما ارتكب منها بحق أمتنا والأرمن في عهد الدولة العثمانية على يد المجرمين بدر خان ونورالله وسمكو وغيرهم من عتاة القتلة المجرمين من الترك والفرس والكورد بتحريض ودعم الحكومات العثمانية والفارسية المغالية في حقدها وعنصريتها القومية والدينية تجاه الآخرين من مواطنيها وسكوت حكومات الدول الأوربية المسيحية بحكم ترابط المصالح خير مثال صارخ على إضطهاد وقهر الأقليات القومية والدينية ، وكانت حصة أمتنا والأخوة الأرمن حصة الأسد من رصيد مذابح ومجازر الأبادة الجماعية بدوافع دينية ممنهجة ( الجينوسايد ) والمنظمة برعاية الدولتان العثمانية والفارسية المجرمتان عبر قرون طويلة ، ولذلك يتطلب الأمر من الذين يدعون تمثيلنا من الأحزاب والمؤسسات الحقوقية في الداخل والمهجر التحرك لدى المؤسسات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة لتثبيت ذلك في سجلات الجرائم الجنائية في محكمة لاهاي المعنية بجرائم الحروب والأبادة الجماعية طالما لدينا الكثير من الوثائق التي تثبت هذه الجرائم ومطالبة الدول المعنية بها اليوم ( الدول الوريثة ) بتعويض المتضررين من أبناء أمتنا كما يفعل أخوتنا الأرمن .
كانت تلك المرحلة مرحلة نظام الأمبراطوريات والدول القومية والوطنية التي كانت ثقافة التعصب القومي والديني هي الثقافة السائدة فيها والتي كانت سمة تلك المرحلة وفلسفة الحكم حينذاك ، ولذلك كانت الضحية الأولى لسيادة هذا النمط من أنظمة الحكم هي أبناء الأقليلت القومية والدينية والمذهبية ، وكان الشرق مثالاً حياً لمثل هذه الممارسات العنصرية الفاشية الشاذة والبغيضة لأضطهاد الأقليات القومية والدينية في كنف الأمبراطوريتين الفاشيتين الفارسية والعثمانية وما زالت لغاية اليوم . بالتأكيد أن كُثرة الأضطهادات القومية والدينية والمذهبية قادت المفكرين والعلماء والفلاسفة والسياسيين الى البحث عن إيجاد أنظمة حكم أكثر عقلانية وأخلاقية وإنسانية لتخليص البشرية من واقع القهر والأضطهاد القومي والديني والمذهبي وبالتالي تحرير الإنسان من ظلم وقهر واستغلال أخيه الإنسان وإنعتاقه من العبودية ونشر أفكار الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وإقامة السلم الأهلي والتعايش السلمي بين الأمم ومنح الأقليات حقوقها القومية والدينية والوطنية والإنسانية المشروعة .
فكانت النتيجة ظهور ملامح النظام الديمقراطي العالمي وإنبثاق عصبة الأمم ومن ثم صدور مثاق الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المنبثقة منها ، وظهرت مؤسسات حقوق الإنسان وصدور الأعلان العالمي لحقوق الإنسان وبدأ العالم الجديد بالتَشكُل وفق أسس ومعايير جديدة أكثر عدالة وإنسانيةً والذي فيه تعتبر إنسانية الإنسان هي أعلى قيمة كمعيار لتقييم الحياة الإنسانية ، واخيراً صدور إعلان حماية حقوق القوميات الأصيلة عام 2007 من الأمم المتحدة والذي من المؤكد سيكون لتطبيقة أثراً كبيراً لأمتنا لكوننا قومية أصيلة في بلاد النهرين لو تحركت مؤسساتنا السياسية والكنسية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني لأمتنا التحرك الجاد والفاعل لتشكيل لوبي للتأثير على مؤسسات صنع القرار في الدول الكبرى والأمم المتحدة لوضع هذا الأعلان موضع التنفيذ الفعلي بدلاً من المناكفات والمشاجرات على التسميات ومقاعد " الكوتة " المهينة التي صَدَّقوا بها الأقوياء للضعفاء اليتامى من أبناء أمتنا الأًصيلة لتلهيتهم في صراعاتهم الجانبية والأبتعاد عن حقوقهم الجوهرية . ولذلك ندعو هنا من يدعي تمثيلنا في مجلس النواب الى المطالبة بتعديل الدستور الحالي وتضمينه بمواد إضافية تقر وتعترف بشكل صريح بوجودنا القومي كقومية أصيلة حسب إعلان الأمم المتحدة المشار إليه أعلاه وضمان كامل حقوقنا القومية والدينية والسياسية والثقافية وتشريع ذلك بقانون كما فعل المجلس مع الأخوة التوركمان .. إلا أن الشرق بالرغم من كل هذا التغيير النوعي في النظام الحقوقي الدولي مصر أن يبقي شرقاً متخلفاً لا يقبل أن تهب عليه رياح التغيير الإنساني والاجتماعي ، بل إنه يريد أن يبقى على ما هو عليه متقوقعاً ومتشرنقاً داخل صومعة التخلف ويقاوم رياح التغيير للنظام الدولي الجديد بإصرار وعناد لكون النظام الجديد حسب رؤية ومنهج فقهاء الرجعية والتخلف والعنصرية نظام قائم على رؤى وفكر وثقافة غربية غريبة ودخيلة على ثقافتنا وتقاليدنا القومية والدينية الشرقية وبالتالي أن ذلك سيؤدي حتماً الى تدمير منظومتنا الأخلاقية والقيمية الأصيلة ومحو ثقافتنا واستبدالها بالمستورد الغربي منها . هكذا وتحت هذه الشعارات الرجعية المتخلفة تصدرت المؤسسات القومية والدينية للتصدي للنظام الديمقراطي العالمي الجديد التَشَكُل وثقافتِهِ التقدمية وسَعت بالمقابل الى إعادة إنتاج وترسيخ مفاهيم وأفكار أسس وثقافة النظام الرجعي القديم القائم على أساس القهر والأضطهاد والقمع القومي والديني والمذهبي والتمييز الطبقي وإشاعة العنصرية بكل تلاوينها وأنماطها في مجتمعاتنا الشرقية وتكريس التمييز الجنسي بين الرجل والمرأة وإبقاء المرأة حبيسة البيت حالها حال أية حاجة من حاجات الرجل المنزلية . وبذلك أصبحت الأقليات القومية والدينية والمذهبية مرة أخرى مسلوبة ومهضومة الحقوق بكل أشكالها ومضطهدة ومقموعة ومصادرة الارادة  ومحرومة حتى من الكثير من حقوقها الإنسانية . كان العراق خير مثالاً ساطعاً لأمة لها تعددية قومية ودينية ومذهبية نموذوجية وكيف عاشت هذه المكونات المتنوعة دون مستوى المكون القابض على السلطة من حيث الحقوق في البلد عبر عقود من الزمن تحت الأضطهاد والقهر القومي والديني والمذهبي الطائفي . وبالتأكيد كيف أن المؤسسات السياسية والتربوية من أحزاب وجمعيات التي نشأت في ظل سيادة وهيمنة ثقافة القهر والصهر القومي تأثرت أكثرها في صياغة أفكارها وخطابها وبرامجها السياسية ومناهجها التربوية في المدارس والجامعات الى هذا الحد أو ذاك بتأثيرات تلك الثقافة التي كانت سائدة في المجتمع والتي لم تتحرر من تبعات وتقاليد ثقافة القهر والصهر والأضطهاد القومي والديني والطائفي . فولدت من رحم هذه الثقافة أحزاب ذات أيديولوجيات عنصرية قومية متعصبة وشوفينية وأخرى ذات أيديولوجيات دينية ذات توجهات مذهبية طائفية حاقدة تعادي الأديان والطوائف المذهبية الأخرى . وقد سادت بل طغت ثقافة تلك الأحزاب بعد قيام الدولة العراقية الحديثة منذ بداية القرن الماضي في عام 1921 على مؤسسات الدولة الرسمية ، وكانت الحكومات التي أستلمت السلطة بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 هي الأخرى مشبعة لحد النخاع بالفكر القومي الشوفيني القائم على قاعدة إلغاء وإقصاء الآخر وهضم كل حقوقه القومية وحتى نكران لوجوده القومي في العراق كمكون أصيل منذ آلاف السنين ، وكانت أنظمة حكم أحزاب القوميين العرب وحزب البعث العربي الأشتراكي خير تجسيد حي ومثالي لهذا النموذج القهري من الفكر الأقصائي بحق الأقليات القومية الاصيلة في العراق . وبعد سقوط نظام البعث الصدامي كنظام سياسي عروبي فاشي على يد القوات الدولية عام 2003 لم تسقط معه الثقافة الصدامية الشوفينية الشمولية الأقصائية المعادية للأقليات القومية والدينية والمذهبية الطائفية كفلسفة ومنهج للحكم بل بقيت تمارس  بنفس الآليات من قبل من استلم السلطة بعد صدام ولكن بواجهات أخرى سواءً على مستوى الحكومة المركزية في بغداد أو على مستوى حكومة أقليم كوردستان في أربيل . حيث الأقصاء والتهميش وصناعة البدائل الهيكلية المزيفة والمشوهة لتمثيل أبناء الأقليات القومية والدينية والطائفية في مؤسسات الدولة والأقليم الدستورية من مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني لأقليم كوردستان وفي السلطة القضائية  والسلطة التنفيذية ( الوزارة )  مستمرة على قدم وساق ، وحيث الغياب التام للمشاركة الفعلية الحقيقية لأبناء تلك الأقليات بالشكل الذي يمثل مشاركتهم الفعلية كما ينبغي أن تكون والتي تعكس وتجسد وجودهم القومي التاريخي والديني ، وحيث نرى أن من يمثلهم اليوم في مؤسسات الدولة المركزية والأقليم لا يَهمهُم من تلك المشاركة الرمزية غير مصالحهم الشخصية والانتفاع من امتيازات ذلك التمثيل المشوه الهزيل والمهين على حساب إهمالهم للمصالح القومية الحقيقية لمن يدعون تمثيلهم ، وبالنسبة لممثلي أمتنا أصبحوا رسمياً ممثلي المكون المسيحي ولا يمثلون مكون قومي له هويته القومية المتميزة وهذا يعني عملياً إلغاء أي إعتراف بوجدنا القومي كقومية أصيلة !!! .
 كما لا نجد للديمقراطية على مستوى التطبيق الفعلي والمارسة العملية على أرض الواقع أي أثر يذكر غير كونها مجرد شعارات سياسية إعلامية تضليلية مرحلية لخداع النفس لرافعيها أولاً ولخداع الآخرين من أبناء الأقليات والرأي العام العراقي  والعالمي بديمقراطية النظام القائم ثانياً . لذا نرى في حقيقة الأمر أن العراق وشعبه يتخبطان في حالة من نظام الفوضى العارمة في ظل تفشي الجريمة بكل أشكالها  والفساد المالي وسرقة المال العام في وضح النهار لا أول لها ولا آخر . ولأجل حل مشاكل عراقنا العزيز وتخليص شعبنا مما يعانيه من المعاناة الرهيبة والمشاكل الجمة المستعصية التي تضرب بأطنابها كل مفاصل الحياة العراقية اليومية لا بد لنا من أن نتعلم ونستفاد من تجارب الآخرين ممن سبقونا في هذا المضمار ، وان نختار ما يلائمنا ويناسبنا منها من نظام سياسي لأدارة الدولة ويحل مشاكلنا ويستجيب لمتطلبات حياتنا ، وإن ذلك إن فعلناه ليس عيباً نعاب عليه ولا يقلل من عظمة حضارتنا وتراثنا التاريخي ولا يحط من قدرنا وشأننا عند الآخرين بل على العكس من ذلك طالما فية مصلحتنا الوطنية ، ولكن ما هو معيب لنا هو بقائنا على ما نحن عليه نتخبط في مشاكلنا ومعاناتنا وندور في حلقة مفرغة الى ما لا نهاية واستمرار هذا الواقع المأساوي ، هذا هو ما يجب أن نخجل منه وأن لا نقبل به على أنفسنا وعراقنا منبع أول حضارة إنسانية أنجبت العجلة الآشورية وأنجبت أول مسلة قانون على الأرض وهي مسلة حمورابي في بابل وأنجبت أول ألة موسيقى على الأرض وهي القيثارة السومرية عند مواجهتنا للآخرين من الشعوب ، لأن الأخذ والعطاء هو سنة الحياة وهو القانون الأساسي لصيرورتها وتطورها والسير الى الأمام بخطوات ثابتة . إن العمل على تأسيس وبناء النظام الديمقراطي التعددي العِلماني الحقيقي  (( نظام لا قومي ولا ديني مسيس  ولا مذهبي طائفي )) القائم على أساس المساواة والعدالة بكل أشكالها وإلغاء نهج الأقصاء والتهميش للآخر وبناء دولة المؤسسات الدستورية ، دولة تكون فيها السيادة لسلطة القانون وحده ، دولة المواطنة وليس دولة المكونات والميليشيات المسلحة ، دولة يكون فيها السلاح بيد سلطة القانون فقط ، دولة تضمن وتحمي حرية المواطن في التعبير عن رايه عبر الوسائل السلمية بالكلام والكتابة والتظاهر ، دولة تتساوى بين مواطنيها في الحقوق والواجبات وفق القانون والدستور والهوية الوطنية ، ووفق المعيار الوطني بالانتماء الى العراق قبل أي إنتماء فرعي آخر ، هذا النظام لوحده هو الذي يجعل من العراق وطن الجميع وللجميع من شماله الى جنوبه من شرقه الى غربه بعربه وكورده وتركمانه وآشورييه وكلدانه وسريانه وإيزيدييه وصابئته وشبكه وطن زاهر خالي من الظلم والقهر والتمييز القومي والديني والطائفي والطبقي والجنسي وخالي من الأرهاب والأرهابيين والقتل على الهوية وخالي من الفقر والجهل والأمية والمرض والعوز والبؤس .
في ظل هكذا نظام والثروات الطبيعية والبشرية الهائلة التي يمتلكها وينعم بها وطننا العراق " بيث نهرين – بلاد النهرين  " عندها فقط نستطيع إسقاط الشعار الذي قيل بحقنا من قبل الآخرين  من الأصدقاء والأعداء (( العراق أغنى بلد وأفقر شعب )) وعندها فقط نغسل العار من على جبين العراق وشعبه بكل مكوناته يا أيها الأعزاء المغالين والمتطرفين في تعصبهم القومي والديني والمذهبي الطائفي .. النظام الديمقراطي والثقافة الديمقراطية هما الضامنان للتآخي القومي والديني والمذهبي وإحترام حرية الرأي وقبول الآخر والتعايش السلمي معه في الوطن الواحد ، وهو الذي يحمي الخصوصيات مهما كانت تلك الخصوصيات وتزدهر في ظله ، وفي ظله وحده فقط يصبح العراق وطن حر وشعبه ينعم بالحرية والسعادة والعيش الرغيد ... النظام الديمقراطي هو النظام الوحيد الذي يقر ويحقق الحقوق القومية للأقليات وللأكثريات القومية على حد سواء وهو طريق الأمم المتعددة المكونات القومية والدينية والمذهبية للخلاص من القهر القومي والعبودية والظلم والتمييز العنصري والحروب ، فليكن هذا الخيار هو خيارنا نحن العراقيين الوطنيين الشرفاء من كل المكونات لننعم بالحياة الحرة الكريمة الخالية من إراقة الدماء البريئة والموت المجاني اليومي بعد معاناة دامة قرابة المئة عام من الحروب والأقتتال والقتل على الهوية الفرعية ، لنحمل فقط الهوية الوطنية العراقية في جيوبنا وقلوبنا ونفوسنا وثقافتنا عندما نتجول في ربوع وطننا العراق ، عندها فقط سوف نحل ونتخلص من كل مشاكلنا القومية والدينية والمذهبية الطائفية وتصبح جزء من الماضي في خبر كانَ . 

خوشـابا سـولاقا
14 / شباط / 2018 م

246
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم بهذه المداخلة الثرة والرائعة بمقالنا ونتفق كلياً مع ما ذكرتموه من ملاحظات وتوجهات لأعادة بناء المنظومة السياسية لأمتنا لقيادة العمل القومي والوطني بالشكل وبالمستوى المطلوب لأيقاف التداعيات والأخفاقات بسبب سلوك من أسميتموهم بالأقزام أو بالأحرى المتطفلون على السياسة من الذين أخضعوا العمل السياسي لمتطلبات تحقيق مصالحهم الشخصية وحولوا الأحزاب الى دكاكين تجارية وساحة للمناكفات والتخوين المتبادل فيما بينها لتحقيق ذات الهدف وهذا واقع حال ، ونحن قد بينا بوضوح وجلاء تداعيات ونتائج هذا المنهج السياسي الأنتهازي المتبع من قبل بعض قادة الأحزاب العاملة باسم أمتنا وانعكاساته ونتائجه على واقعنا القومي والوطني بحيث أصبحنا من دون أي إعتبار بنظر القوى السياسية الأخرى للشركاء في الوطن وبات هذا الشيء معروف لكل المثقفين من أبناء أمتنا خلال السنوات المنصرمة .
ونحن المثقفين والكتاب والمراقبين والمتابعين للوضع بكل تداعياته وإخفاقاته على المستويين القومي والوطني من واجبنا أن نحلل ونشخص الخلل ونقدم النصح والأرشادات والتوصيات وكيفية تجاوز ذلك بغرض تغييره وهذا ما نفعله ، إلا أن الفساد السياسي وانهيار النظام الأخلاقي في الممارسات السياسية وحتى الاجتماعية وتوافق القوى السياسية التي تحرك وتقود هذا الفساد من كل المكونات على شكل حلف غير مقدس تحارب وتعرقل بل تجهض كل المساعي الخيّرة  تحت غطاء القانون والدستور .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

247
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أعطر تحياتنا الأخوية
نشكر مروركم الكريم بهذه المداخلة التي تعني ما تعنيه من ألم وشجون عن كل ما جرى بحق البعض من الكوادر القيادية المناضلة في صفوف بعض أحزابنا وكيف تم إقصائهم وإبعادهم إرضاءاً لأنانية البعض للأنفراد بالقرار من أجل مجدٍ شخصي بالأعتماد على قيم الخصوصيات والخداع والتضليل والكذب وتقريب الأقارب وها هو اليوم قد تكرر الشيء ذاته مع من قبلوا بالأمس بإقصاء رفاقهم وسوف يتكرر مع الباقين ... السبب هو أن هذه الأحزاب أصلاً مؤدلجة بثقافة الخصوصيات الفرعية مثل المذهبية والقبلية والعشائرية والقرابة وليست بثقافة قومية معتدلة وكان هدف المهيمنين على قياداتها تحقيق مصالح ومكاسب شخصية وليس المصالح القومية ولا حتى المصالح الوطنية وكانت النتيجة تحول تلك الأحزاب الى دكاكين للخوردة ومكاتب تجارية بيافطات قومية ... إن الذي يزرع الزوان لا يحصد قمحاً .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

248
الى الأخ والصديق العزيز صاحب القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بمقالنا وكل ما ذكرتموه فيها من ملاحظات فكرية أعتبرها إضافة مكملة لما كتبناه لقد أغنيتم بها مقالنا خير إغناء ، وليس بوسعنا أن نضيف أكثر من الذي قلناه غير أن نقدم لشخصكم الكريم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا مع وافر أمتنانا .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .......... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشـــابا ســـولاقا - بغداد   

249
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة وكل ما ورد فيها من ملاحظاتكم كانت موضع احترامنا وتقديرنا ، لقد قرأنا مقالكم المعنون " أيهما الأقدم الكلدان أم الآشوريين ظ " والمنشور في هذا الموقع باهتمام وتمتعنا بقرأته وبأسلوبكم الأنيق وسخرياتكم اللاذعة وعلقنا عليه بمداخلة نتمنى أن تنال رضاكم .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

250
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر المبدع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
مقالكم أو بالأحرى قصتكم رائع في طرح مضمون عميق بوسيلة أكثر تأثيراً وفعالية في القراء ، حيث استعملتم السرد الروائي في نقل مفهوم سياسي لقضية معقدة ومزمنة في تفاعلاتها على آرض واقعنا القومي ... نحن نتفق مع الأخوة الدكتور صباح قيا والكاتب الكبير الأستاذ انطوان الصنا الى حدٍ ما بأن العنوان شكلاً غير منسجم مع المضمون فيما عرضتموه وأتفق أيضاً مع صديقي العزيز الدكتور عبدالله رابي بأنه هناك تلميحات مباشرة في الجزء الآخير من مقالكم تربط مضمون العنوان بمخزى القصة الأم وبناتها الثلاثة اليتيمات الأب والرجل الأنيق ذي السترة السوداء ... الأم ترمز حسب تفسيري الشخصي الى أمتنا قبل 612 ق م والبنات الثلاثة الجميلات ترمز الى تسمياتنا الحالية بعد المسيحية ( الكلدان والسريان والآشوريين ) والمراكب وركابها الأنيقين والأثرياء بمن فيهم صاحب السترة السوداء الأنيقة ترمز الى القادمين من وراء البحار والمحيطات من الذين قادتهم أطماعهم وأغراضهم الى حيث الفتيات الجميلات لأشباع غرائزهم ، المهم في الموضوع هو أن البنات الثلاثة لهم نفس الأم يتيمات من نفس الأب ... أما فيما يخص هذا المقطع المقتبس من مقالكم " لا تنسوا ساعة الصفر فهي على ابواب الجميع ! . بعيد عنكم الكفن " ... فنقول كما قيل يا صاحبي العزيز " أعمل ليومك كأنك تموت غداً وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً " .ونترك التقييم النهائي للقراء الكرام .... يسلم قلمكم على هذا المقال الجديد في أسلوب طرحه متمنين لك التوفيق ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

251
أحزابنا السياسية هل هي النموذج المطلوب أم هي إنعكاساً لصورة الواقع الاجتماعي المرفوض .. ؟؟
خوشـــابا ســـولاقا
إن واقع الحياة الاجتماعية للأمم وما يحتويه من صراعات وتناقضات قومية ودينية ومذهبية وقبلية وعشائرية واجتماعية وسياسية واقتصادية هي في الحقيقة صراعات من اجل المصالح بين المكونات المختلفة للمجتمع . هذا الوضع الاجتماعي الغير المستقر وغير المتوازن والهش يخلق ظروفاً ذاتية وموضوعية ملائمة لظهور الحاجة الملحة الى ضرورة البحث عن وسائل مناسبة وفعالة لتغيير الواقع الاجتماعي القائم والمتخلف باتجاه تجاوز تلك الصراعات والتناقضات للعبور الى واقع جديد له سمات يستجيب لمتطلبات الحياة الجديدة بشكل أفضل وأكثر إنصافاً وتوازناً لتحقيق العدالة بين مكوناته ، سواءً كان واقع المجتمع مكون من قومية واحدة  ومن دين ومذهب واحد أو مكون من قوميات واثنيات متعددة وأديان ومذاهب عديدة . إن المجتمعات المتعددة المكونات تعيش حالة التصارع والتناقض والتفكك والتشرذم اكثر بكثير من المجتمعات الأحادية المكون ولذلك تكون المجتمعات المتعددة المكونات أكثر خصوبة لنمو وإنتشار الصراعات المصلحية المتعددة الجوانب منها الصراعات القومية والدينية والأجتماعية والثقافية إضافة الى المصالح الاقتصادية  فيما بينها وقد تصل هذه الصراعات الى حد التناحر والحروب الأهلية مما هو عليه الحال في المجتمعات الأحادية المكون حيث تنحصر صراعاتها في الجوانب المذهبية والاقتصادي الطبقية وبعض الجوانب الثقافية والاجتماعية ولكنها قد لا تصل الى مستوى التناحر إلا ما ندر وذلك يكون مرتبطاً بمستوى الوعي الثقافي والسياسي في المجتمع . هذه الصراعات والتناقضات تحصل في المجتمعات في الحالتين بسبب تصادم المصالح بين المكونات الاجتماعية للمجتمع ، حيث تشكل وسائل إنتاج الخيرات المادية لأفراد المجتمع أي شكل وطبيعة النظام الأقتصادي السائد الذي يحدد طبيعة العلاقة بين مالكي وسائل الأنتاج وبين مشغلي ومحركي تلك الوسائل البنية التحتية للمجتمع ، بينما تشكل الثقافة والفكر والفنون والسلوكيات السائدة والقوانين المختلفة التي تنظم العلاقات بين افراد المجتمع كافة البنية الفوقية للمجتمع والتي تكون بالضرورة إنعكاساً للبنية التحتية له ، وهذه العلاقة بطبيعة الحال  هي علاقة جدلية بين البنيتين ، أي بمعنى عندما تتغير البنية التحتية للمجتمع يتغير شكل النظام الاقتصادي من خلال عمليات ثورية إجتماعية بسبب صراع المصالح كما قلنا تتغير بالضرورة البنية الفوقية للمجتمع تبعاً لذلك لتستجيب الى متطلبات تنظيم العلاقات الجديدة التي تنشأ بعد ثورة التغيير الاجتماعي . في ضوء هذه الوقائع كانت الإستجابة الطبيعية لأكتشاف مثل تلك الوسائل الفعالة لأجراء التغيير الثوري المطلوب في البنية التحتية للمجتمع ، هي ظهور التنظيمات والحركات السياسية العقائدية التي بدورها تعكس فكر وتطلعات ومصالح الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية التي لها المصلحة الكبرى في تغيير شكل العلاقة الاجتماعية القائمة بين الطبقات المالكة لوسائل الأنتاج والمتحكمة بمقدراته وبين الطبقات المحركة لأدوات إنتاج الخيرات المادية للمجتمع ، أي بمعنى آخر تغيير شكل البنية التحتية للنظام الأقتصادي وهذا التغيير بدوره يؤدي الى تغيير شكل البنية الفوقية للنظام الأجتماعي القديم وولادة نظام إجتماعي جديد ببنى تحتية وفوقية جديدة تختلف عن ما كانت عليه في النظام الأقتصادي السابق . وهكذا تغيرت أشكال النظام الاقتصادي لأنتاج الخيرات المادية للمجتع عبر التاريخ من نظام المشاعية البدائية الى نظام العبودية والأقنان الى النظام الاقطاعي الأبوي الى النظام الراسمالي البرجوازي الى النظام الأشتراكي الشيوعي الى النظام الراسمالي الأمبريالي الليبرالي الحر نحو نظام العولمة نظام نهاية التاريخ كما يدعي فوكوياما الياباني الأصل والأميريكي الجنسية .
بعد هذه المقدمة التاريخية لتطور الأنظمة الأقتصادية والاجتماعية عبر التاريخ والتي كانت تناقضاتها وصراعاتها تشكل الأسباب الموضوعية لولادة وظهور التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية التي قادت التغيرات الثورية والاجتماعية الكبرى في التاريخ ، نستطيع على ضوئها تقييم طبيعة وبنية التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية لأمتنا هل هي ( الأحزاب والحركات السياسية ) مجتمعات مصغرة تمثل النموذج المطلوب الذي نطمح إليه والتي من المفروض بها أن تعكس علاقات وقيم وسلوكيات من طراز جديد مغايرة لما كانت سائدة وقائمة على أساس متطلبات الولاء للخصوصيات الفرعية أم على العكس من ذلك  ؟؟ . أن تلك المجتمعات المصغرة النموذوجية المتمثلة بالتنظيمات والأحزاب والحركات السياسية قد طُليت بطلاء التقاليد والعادات والثقافات السائدة في مجتمعنا المتخلف قومياً والمتعصب دينياً ومذهبياً وقبلياً وعشائرياً . بما أن مجتمعنا في أغلبيته الى نهاية السبعينيات من القرن الماضي كان مجتمعاً فلاحياً قروياً يعيش في القرى والأرياف ويعتمد إقتصاده المتخلف الى الزراعة وتربية المواشي بالأعتماد على الوسائل البدائية في زراعة الأرض واستثمارها ، وبحكم هذا الواقع كان مجتمعاً تسود فيه وتتحكم بسلوك افراده العلاقات القبلية والعشائرية والمذهبية المتسمة بطابع التعصب والتشدد للخصوصيات الفرعية  وبطابع الحقد والكراهية وعدم قبول الاخر مهما كانت قومية ودين هذا الآخر ويكاد يكون الولاء للقومية فيه شبه معدوم في الممارسات اليومية وفي الثقافة المجتمعية . كانت ولاءآت أفراد مجتمعنا القروي للخصوصيات الفرعية هي المعيار لتقييم الشهامة والشجاعة والرجولة والأعتزاز بالنفس وغيرها من هذه القيم البالية ، وكانت الكراهية المذهبية والتمييز القبلي والعشائري سمات شبه مقدسة لدى أفراد المجتمع وكان تجاوز تلك الولاءآت خطوط حمراء لا يمكن لأي كان المساس بها وإلا يتم وصم المتجاوز بالعار ويعتبر منبوذاً في مجتمعه الفرعي ، مثل التجاوز في حالات الزواج المتبادل بين المكونات من اصغرها الى أكبرها في بنية هيكل المجتمع القومي الكبير . وكان الولاء للخصوصيات المختلفة قد جعل من تشضي وتشرذم وتفكك المجتمع القومي لأمتنا وفقاً لذلك امراً واقعاً ومعاشاً ومحاطاً بهالة من القدسية الكريهة بالرغم من حصول حالات شاذة استثنائية هنا وهناك لدى بعض العوائل المثقفة نسبياً والأسر السياسية التي لا تعير قدراً كبيراً من الأهمية للتزمت والتمسك بتقاليد الخصوصيات الفرعية حيث أنها قد تجاوزت هذه البنية الاجتماعية التحتية المؤسسة على الولاء للخصوصيات الفرعية . ولكن كانت القاعدة في مجتمعنا الفلاحي القروي هي التشرذم على أساس الولاء للخصوصيات الفرعية والتوجه نحو الوحدة القومية والوحدة الدينية هي السمة الشاذة والأستثنائية . هكذا كانت البنية الفوقية ( الثقافة والتربية ) لأمتنا تعكس ثقافة وتربية وقيم التشرذم والتفكك والتمزق القومي لحساب تثبيت وترسيخ ثقافة وتربية وقيم وأخلاق الخصوصيات الفرعية في عقول ونفوس الأجيال الناشئة من أبنائنا على حساب ثقافة وقيم الوحدة القومية .       
على خلفية إندلاع الحركة الكوردية في عام 1961 ونزوح أغلب ابناء أمتنا من قراهم الى المدن الكبرى والأختلاط  بمجتمعات المدن وتأثرها بها وتوسع إنتشار التعليم بكل مستوياته بين الشباب من أبناء أمتنا ، وعلى أثر الانشقاق الذي حصل في كنيسة المشرق الآشورية في عام 1964 م على خلفية التحول على اعتماد التقويم الغرغوري الحديث في ممارسة طقوس الكنيسة بدلاً من الأستمرار على اعتماد التقويم اليولياني القديم وما كان ينشر في الصحف المحلية العراقية من مقالات مسيئة الى إنتفاضة الآشوريين عام 1933 وقادتها وما حصل من شحن المشاعر والعواطف والتعصب القبلي والعشائري ومعاداة بعضها للبعض الآخر حتى بين أعضاء الآسرة الواحدة خلق وضعا إجتماعياً متفجراً ومحتقنا بالأحقاد والضغائن والكراهية المتبادلة بين أنصار الطرفين ، ومن ثم جاء تاسيس النادي الثقافي الاثوري الذي كانت لنشاطاته الثقافية والأجتماعية والفنية المختلفة  دوراً رائداً وبارزاً في تأسيس ونشر الثقافة القومية والوعي القومي بين الشباب الجامعي بشكل خاص وشبابنا الآشوري والمجتمع بشكل عام ، وما تركته عودة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون من منفاه لزيارة العراق ومن بعده عودة المرحوم ملك ياقو ملك اسماعيل بناءً على دعوة من قبل الحكومة العراقية آنذاك من أثر بالغ لنمو وانضاج الوعي القومي بين شبابنا المثقف ، ثم جاء قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية من الكلدان والسريان والآشوريين كنوع من التعزيز المباشر لما كانت جذوره قد امتدت في أعماق مشاعر شبابنا  وتجذرت في كيانهم ، كل هذه الأحداث المتوالية والمتزامنة مع النهضة القومية المعاصرة لأمتنا أثرت بشكل مطرد في نمو الوعي القومي وتبلوره بين أبناء أمتنا ، عندها بدأت الحاجة بحكم الضرورة التي فرضها هذا الواقع المتشرذم مذهبياً وقبلياً وعشائرياً الى ظهور المبادرات الأولى بالدعوة إلى تأسيس التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية لتقود نضال الأمة لنيل حقوقها القومية والتي دعت أبناء الأمة الى الأنخراط في صفوفها للنضال من إجل نيل تلك الحقوق والأعتراف بوجودنا القومي في العراق ، وكانت كل تلك الدعوات مبنية على أساس الولاء المطلق للثقافة والوحدة القومية بهدف العبور من فوق ثقافة الولاء للخصوصيات الفرعية بكل أشكالها الى خصوصية الولاء القومي للأمة . لهذا السبب كانت استجابة الجماهير الشبابية المثقفة منها عن وعي وإرادة قومية لهذه الدعوات كبيرة وقوية ، وكانت استجابة الجماهير البسيطة منها عن الشعور بالتعاطف القومي الغريزي لدعوات هذه الأحزاب والحركات السياسية بحماس وإيمان من دون خوف بالرغم من قساوة النظام في العراق . وبعد إنشاء المنطقة الآمنة شمال خط العرض 35 وتشكيل حكومة كوردستانية مستقلة في هذه المنطقة تحت حماية التحالف الدولي ومشاركة أحزابنا السياسية التي كانت موجودة آنذاك بشكل رمزي في تلك الحكومة وظهور المنافع من وراء المناصب جراء هذه المشاركة الهزيلة في ظل غياب الوعي القومي الحقيقي والفكر والنهج السياسي السليم للعمل المنظم والممنهج لدى هذه الأحزاب والحركات سارت الأمور على غير مسارها الطبيعي أي سارت بالأتجاه المعاكس للمطلوب ، فتشكلت أحزاب كثيرة ذات تسميات رنانة ودخلت قياداتها في صراعات ومناكفات ومنافسات من أجل المناصب والمنافع ، وتوسعت وانتشرت هذه الظاهرة ظاهرة توالد وتعدد الأحزاب والحركات السياسية ذات الهويات المذهبية بشكل سافر بين مكونات أمتنا ، واتخذت الخلافات والصراعات فيما بينها طابعاً تناحرياً حاداً وطافت على السطح مشكلة التسمية القومية والتي وصل فيها الخلاف الى نقطة اللاعودة الى الوحدة القومية بتسمية قومية موحدة وانتهى الأمر بالتوافق على القبول بالتسمية القطارية " الكلداني السرياني الآشوري " التي لا تحمل سمة وهوية قومية تاريخية محددة لا شكلاً ولا مضموناً . كل ذلك في الحقيقة جرى ويجري بين المتنفذين من قيادات هذه الأحزاب والحركات  تحت يافطات وشعارات قومية براقة من أجل المناصب والمنافع الشخصية . هكذا فبدلاً من تنتقل الثقافة القومية والسلوك القومي المتجرد من الولاء للمذهبية والقبلية والعشائرية وغيرها من الممارسات المرفوضة من تلك المجتمعات النموذوجية المتمثلة بالتنظيمات والأحزاب والحركات السياسية الى المجتمع العام لتطبعه بثقافتها وتقاليدها القومية كما ينبغي أصبحت تلك الأحزاب والحركات السياسية حاضنات حامية للثقافات والسلوكيات الخصوصية الفرعية السائدة في المجتمع وتطبعت هي بها لحد النخاع ، وتحولت بذلك تلك الأحزاب والحركات الى أدوات ووسائل للفرقة والتشرذم في المجتمع وأصبحت فريسة لثقافة المجتمع بدلاً من أن تكون أدوات وأسباب لبناء الثقافة والوحدة القومية في المجتمع بسبب طموح وتطلع وسعي بعض القيادات الأنتهازية فيها الى التفرد بالقرار لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية على حساب المصالح القومية للأمة ، فاتخذت التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية بتسمياتها المختلفة شكلاً معبراً للخصوصيات الفرعية بدلاً من أن تكون نموذجاً معبراً للوحدة القومية الشاملة  فأصبح كل حزب يمثل بالاسم وبالعمل والسلوك خصوصية مذهبية معينة ويتخندق مع هذه الطائفة المذهبية ويتحلى بعاداتها وتقاليدها وأخلاقها بالضد من الطائفة المذهبية الأخرى ، وهذه الصورة للأحزاب ترسخت في عقول ونفوس وتفكير وشخصية أبناء أمتنا ، وبالنتيجة أصبحت القومية والثقافة القومية الحقيقية مجرد شعارات  تذكر وترفع في المناسبات وفي الصراعات والمناكفات والمهاترات للمتاجرة بها بين بعض القيادات على المناصب والمصالح والمنافع ، واصبحت بذلك القومية خارج إطار النهج والفكر والسلوك القومي السياسي لتلك الأحزاب والحركات إلا بالقدر الذي يخدم أجنداتها المصلحية الشخصية ، وبالتالي أصبحت هذه الأحزاب والحركات السياسية تحمل هوية الخصوصية الفرعية هوية المذهب بعينه سياسياً وعملياً وبحسب ما تقتضي المصالح الشخصية للمتنفذين من القائمين على قياداتها بدلاً من أن تحمل الهوية القومية للمجتمع القومي المنشود ، كما هو حالها اليوم التي أصبحت تجسد الولاء للخصوصيات الفرعية على حساب الولاء القومي ، وكرست حالة التمزق والتشرذم والتفكك وأعادت إنتاج الكراهيات والأحقاد القديمة التي كانت سائرة الى الأنقراض والزوال بحكم تطور ضرورات الحياة العصرية ونمو الوعي القومي قبل دخول الأمة الى عصر الأحزاب والحركات السياسية التجارية التي تتاجر بعض قياداتها بالمصالح القومية من دون أن تحقق شيئاً ملموساً على أرض الواقع لصالح الأمة وانتهى الأمر بهذه الأحزاب والحركات الى الركون والقبول بتسميتنا بالمكون المسيحي في مؤسسات الدولة الرسمية والحبل على الجرار كما يقال .

خوشــابا ســولاقا
بغداد في 7 / شباط / 2018 م
     

252
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
قصيدتكم أو خاطرتكم رائعة ترمز الى أمور كثيرة في مجتمعنا فلنسميه الكلداني السرياني الآشوري كما يحلو لمن لا تعنيهم قضيتنا القومية تسميته ..... صدقنا في أجندات أغلب القيادات السياسية والكنسية أن المفردات كلداني ، سرياني ، آشوري لا تعني شيء بعد الأنتخابات وإن ما يعنيهم هو ما ينزل في أرصدتهم الشخصية بعد الأنتخابات من الأوراق الخضراء وغيرها من المنافع .... فلا الشاي العراقي المهيل ولا المدرسن ( من داراسين ) ولا المعسل يجدي نفعاً مع اللاهثين الى قبة البرلمان لأنهم لا تهمهم ماذا تكون تسميتنا كلداني أو سرياني أو آشوري أو مجرد مسيحي فهم يقبلون بأن نكون ما يشاء أصحاب نعمتهم تسميتنا في بغداد والأقليم وحتى في الجحيم ...... فكروا بانتخاب العراقي الوطني أفضل من أن تنتخبون الفاشل والأنتهازي من أبناء جلدتنا بغض النظر عن تسميته ....
               دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .......... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

253
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا الصادقة
خاطرتكم رائعة وهي تعبر بدقة عن ما قيل في الأمثال " أن خير الكلام ما قل ودل " ولقد قلتم كذلك أن الدستور العراقي الحالي هو "  كالعاهرة يغتصبها الجميع متى شاؤوا، فاين الشرف؟، واين الكرامة؟، واين الوطنية؟." وأول من أغتصبوه هم من كتبوه وفصلوه على مقاسهم ، هذا الدستور يمكن وصفه بأنه " حمال أوجه " يحمل في مواده الشيء ونقيضه في آنٍ واحد كما وصف الأمام علي القرآن الكريم ...... عليه لا بد من تعديلة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

254
الى الأخ العزيز الأستاذ الفاضل هنري سركيس المحترم
الى كافة الأخوة الأفاضل المعزين المحترمين
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية 
باحترام واجلال وتقدير نقدم لكم جزيل شكرنا وبالغ تقديرنا ووافر أمتناننا لمواساتنا بتقديمكم لنا هذه التعازي الرقلبية الرقيقة التي تعني لنا الشيء الكثير بمناسبة رحيل المرحومة والدتنا الى الأخدار السماوية متمنين للجميع دوام الصحة والعافية وطول العمر ودمتم بخير وسلام .
ملاحظة : شكرنا الخاص للصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس على هذه المبادرة الكريمة التي تنم عن مدى محبته وتقديره  لشحصنا


                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

255
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي اليساري المبدع الأستاذ زكي رضا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مقالكم رائع في طرحه وتحليله وتشخيصة للعلل ووصفه لمزاج العراقيين بكل انتماءآتهم الفكرية والشيوعيين منهم على وجه الخصوص لقد أبدعتم في العرض والتشخيص والمعالجات في ظل الظروف الموضوعية للعراق والذاتية للقوى السياسية المدنية بكل تشكيلاتها ومسمياتها لقد كفيتم ووفيتم بحسب وجهة نظرنا الشخصية المتواضعة ..... إن تصعيد حملة الأنتقادات الموجهة لقيادة الحزب الشيوعي العراقي بسبب تحالفه مع التيار الصدري الديني بسبب عدم التوافق الأيديولوجي بين طرفي التحالف من جهة وبسبب تذبذب التيار الصدري في مواقفة استناداً على تجاربه السابقة من جهة أخرى لا يبرر هذه الأنتقادات بسبب غياب البديل الأفضل أمام الحزب للقيام بما يساعد على انقاذ ما يمكن إنقاذه لوضع العراق على مساره الصحيح .... نقول لهؤلاء المنتقدون ما هو بديلكم في ظل هشاشة وتشرذم وتفكك ما تسمى بقوى التيار المدني الديمقراطي والليبرالي ؟؟ .... لقد احسنتم التشخيص حين قلتم أن مقاطعة الأنتخابات وتصعيد الأنتقادات داخل صفوف الحزب هي خدمة مجانية ودعاية انتخابية للقوى الدينية الطائفية يا أستاذ زكي رضا ...... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

      ملاحظة : لنا مقال منشور حالياً في الصفحة الرئيسية بهذا الخصوص بعنوان " الأنتخابات والتحالفات بين الأحزاب العراقية ... هل هي تحالفات وطنية أم هي تحالفات مصلحية ؟ " حذا لو تطلعون عليه وشكراً

                       أخوكم وصديقكم بالفكر : خوشابا سولاقا - بغداد

256
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
نشكر لكم مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي من خلالها أكملتم ما فاتنا ذكره والتطرق إليه بشأن الأنتخابات والتحالفات الجارية حالياً بين الأحزاب السياسية وليس لدينا ما نُضيفه بشأنها على ما تم ذكره غير أن نقول لقد أحسنتم الوصف لحالة الأحزاب السياسية حين قلتم " أصبحت احزاب انتخابية مقاولاتية سياسية التي تبحث عن الريع السياسي وما يضمنه من سلطة ونفوذ تخولها لاقحام عالم المناصب والثروة " يسلم لسانك على هذا الوصف المعبر عن حقيقتها الفعلية .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

257
الأنتخابات والتحالفات بين الأحزاب العراقية ... هل هي تحالفات وطنية أم أنها تحالفات مصلحية ؟
خوشابا سولاقا
لغرض الخوض في تحليل ومناقشة هذا الموضوع كظاهرة سياسية مستهجنة بموضوعية وحيادية وبلغة بسيطة قريبة من ذهن من يعنيهم الأمر من الناس بشكل خاص ومباشر أي بمعنى فقراء جماهير الشعب ننطلق من هذا المثل العراقي الشعبي الذي يقول " السفينة التي تكثُر ملاحيها تغرق " ولكي لا نتجني على البعض ونظلم أحداً بجريرة غيره ، ولكي نفرز بين الغث والسمين وبين الرث والجيد الأصيل وبين السيء والأسوء وبين المرفوض والمقبول لا بد أن نكون منصفين وفي غاية الموضوعية في الطرح والتحليل والأستنتاج واستخلاص النتائج التي تلتقي مع الهدف العام ألا هو إنتاج برلمان وطني عراقي منتج لصالح الشعب والوطن وليس لصالح الشخص المنتخب لعضوية البرلمان .
بعد صدور قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية من مجلس النواب العراقي تم تسجيل أكثر من 205 حزب سياسي وتم إجازتها من قبل وزارة العدل العراقية للعمل بشكل علني ، ومن ثم تم تسجيلها لدى المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات لتصرح لها بالمشاركة في عملية الأنتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات والأقليم .
هذا التوسع الأفقي في عدد الأحزاب عندما ننظر إليه من الزاوية الديمقراطية وحرية الرأي وحقها في تمثيل الشعب نجده مبرراً ومقبولاً ويعكس قِمة الديمقراطية في التعبير عن الرأي وممارسة الحريات الشخصية ، ولكن عندما ننظر إليه من زاوية المصلحة الوطنية والمنطق العقلاني نجده على صورة أخرى مختلفة في الشكل والمضمون عن ما قلناه ولا يمكن تفسيره بغير أن يكون هذا التوسع في النهاية لا يعني غير كونه شكل من أشكال الفوضى السياسية العشوائية التي لا تمت بصلة الى الديمقراطية ولا الى المصالح الوطنية ، وبالتالي فإن كل ما نتمكن استنتاجه من هذا التوسع الأفقي هو أن قادة أغلب هذه الأحزاب مع احتراماتي للجميع يجدون في تنظيماتهم هذه وسيلة شرعية وقانونية لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية ضيقة حتى وإن تحققت على حساب المصالح الوطنية العليا ، وبالتالي تَجُر هذه الأحزاب العملية الأنتخابية الى لعبة سياسية قذرة للمتاجرة بالمصلحة الوطنية من أجل مكاسب شخصية لقادة تلك الحزيبات المغمورة التي ظهرت فجأة بين ليلة وضحاها وملئت الدنيا بصخبها وهرجها وضجيجها وثرثرتها الفارغة . على أية حال فإن ظاهرة التوسع والتضخم في تعدد وكترة الأحزاب السياسية باسمائها الوطنية الرنانة كان الأمر غريباً وعجيباً ومضحكاً  وملفتاً للنظر حتى لعابر السبيل من بسطاء الناس الذي لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد الى لعبة السياسة والأنتخابات ، وبذلك بقي هذا التوسع موضَعْ استهجان واستخفاف وازدراء وتندر المواطنين من جهة ورفض وشجب القوى السياسية الرصينة والمعتبرة ذات التاريخ النضالي الوطني الطويل من جهة ثانية ، وتحديداً بسبب كون هذا التوسع العشوائي من صنع الأحزاب الدينية التي فشلت في إدارة الدولة فشلاً ذريعاً وأساءت التصرف بأموال الشعب بشكل فساد منظم ولذلك وبغرض الهروب من تحملها للمسؤولية لما حصل للعراق سعت الى تدوير نفاياتها لأعادة إنتاج حزيبات بعباءة جديدة تحمل نفس المضمون ولكنها بتسميات أخرى وطنية ومدنية وإصلاحية وليبرالية وديمقراطية !!! ... هذه هي اللعبة من وراء كل هذا التوسع الأفقي العشوائي والتضخم في عدد الحزيبات ، أي إعادة إنتاج القديم الرث والفاسد والفاشل بنفس المضمون ولكن بتسميات نمطية جديدة تتماشى مع ما يطرحه الشارع من شعارات في تطلعاته الوطنية المستقبلية حول الأصلاح السياسي الذي بات مطلباً وطنياً ضاغطاً وملحاً .     
منذ سقوط النظام البعثي الصدامي على يد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سنة 2003 م وسقوط العراق في براثن الأحتلال الأجنبي كانت الأحزاب المهيمنة على السلطة لإدارة الدولة والبلد هي أحزاب الأسلام السياسي بمذهبيه وهي أحزاب ذات طبيعة وتوجهات طائفية مؤسسة على اعتماد سياسة الثأر والأنتقام كمنهجاً لها في الحكم بالنسبة للأحزاب العربية الشيعية والسنية ، وذات طبيعة وتوجهات قومية ودينية بالنسبة لأحزاب بقية المكونات العراقية من الكورد والتركمان والآشوريين وغيرهم ، وهذه الحالة المزرية التي قادت البلد الى ما هو عليه اليوم هو ما عكسه واقعها السياسي في الممارسة خلال السنوات المنصرمة ما بعد سقوط النظام السابق ، ومن أسوأ نتائج هذه السنوات العجاف التي فيها ذاق العراقيين الأمرين هي ولادة وليد العار " داعش " الأرهابي الذي سيطر على أكثر من 40 % من أرض العراق وشرد أكثر من خمسة ملايين إنسان من مناطق سكناهم وجعلهم يشحذون أبسط حاجاتهم الحياتية اليومية من دول الجوار ودول العالم الأخرى أي جعل شعب العراق لهذه المناطق يعيش المعاناة والمأساة الرهيبة .
بعد تحرير الأرض والانسان عسكرياً من طغيان داعش الأرهابي وقرب حلول موعد الأنتخابات البرلمانية والمحلية في بداية شهر أيار المقبل من هذا العام 2018 م وشعور أحزاب الأسلام السياسي في بغداد بفشلها وكونها تتحمل مسؤولية ما جرى للعراق بسبب سياستها الطائفية وأحساس الأحزاب القومية والأسلامية للأقليم بالفشل في السير بسفينة الأقليم الى بر الأمان وعلى خلفية الضغط الشعبي في الشارع ونمو وتوسع المطالبات بمكافحة الفساد وإجراء الأصلاح السياسي في بنية النظام السياسي القائم انفجرت الرغبة بالتغيير في بنية النظام السياسي القائم من جهة ، وفرضت الحاجة لغرض حماية مصالح ومكاسب تلك الأحزاب الفاشلة وقياداتها في بغداد وأربيل الى إعادة إنتاج ذاتها بواجهات جديدة مقبولة لدى جماهير الشعب المطالبة بالأصلاح الشامل ومكافحة الفساد والفاسدين من جهة أخرى ، فكانت النتيجة ولادة 80 % من هذه الأحزاب " القديمة – الجديدة " وتشكلت في تكتلات وتحالفات انتخابية عجيبة غريبة وبتسميات براقة في الديمقراطية والوطنية بعيدة بشعاراتها عن الطائفية السياسية والشوفينية القومية والدينية ، وهنا بدأت لعبة التحالفات لهذه الأحزاب كلٍ بحسب قواعد وقوانين لعبته على أساس ما تقتضيه المصالح الشخصية لقيادات تلك الأحزاب مع من تلتقي ومع من تتقاطع وليس على أساس مشتركات المصلحة الوطنية كما ينبغي أن تكون وكما هو الحال في كل بلدان العالم المتحضر التي تتخذ من النهج الديمقراطي سبيلاً لها للعمل الوطني المشترك .
                                            لماذا التحالفات ؟
كما هو معروف على مستوى القوى السياسية من أحزاب وحركات وتنظيمات سياسية بكل أشكالها وتسمياتها وعلى مستوى الشارع جماهيرياً أنه ليس هناك تنظيم أو حزب سياسي قادر لوحده من الفوز بالأغلبية من مقاعد البرلمان لكي يتمكن من تشكيل الحكومة لوحده دون تحالفه ومشاركته مع الآخرين لضمان الأغلبية العددية المطلوبة لتمرير مشاريع القوانين التي يقوم بطرحها لتنفيذ برنامجه الأنتخابي للتصويت عليها في جلسات البرلمان أو اسقاط أي مشروع قانون يطرح من قبل الآخرين لا يريده أن يمر لذلك باتت الحاجة الى التحالفات ملحة ومفروضة لا بد منها ، وهذا أمر مشروع تقتضية المصلحة الوطنية والواجب الوطني لا غبار عليه على الأطلاق ، ولكن التحالف مع من يكون ؟ بين من ومن ؟ وعلى أي أساس يتم ؟ ، هنا هو الهدف والمأزق في آنٍ واحد .
من المفروض أن يكون لجميع الأحزاب ثوابت مبدئية وطنية وقومية وطبقية ولها نظرية فكرية تهتدي وتسترشد بها لتصوغ برنامجها وخطابها السياسي واستراتيجيتها وتكتيكها على هدى ذلك لتحقيق ما تصبو إليه من أهداف على مختلف الأصعدة .
على ضوء هذا الطرح يجب أن تكون التحالفات لكي تكون مثمرة ومنتجة لصالح البرنامج الوطني المشترك والمجمع عليه ضمناً بين الأحزاب التي تتماثل وتتشابه في البرامج السياسية المطروحة وتتقارب في استراتيجياتها وفي رؤآها الفكرية لكي تختزل احتمالات التقاطع في تكتيكات وأساليب وادوات العمل الوطني المشترك مستقبلاً ، وليس أن تكون بين أحزاب متخالفة ومتعارضة في برامجها السياسية وطروحاتها الفكرية الى حد التعارض والتقاطع .
أما ما جرى من تحالفات بين القوى والأحزاب السياسية في العراق فهي في أغلبها ليست من ذلك القبيل من التحالفات التي تؤمن التماثل الفكري والتوافق في المشتركات الوطنية وفق الأسس المذكورة بل جرت وفق أنتماءآت مذهبية ومناطقية ومصالح شخصية لقياداتها الأنتهازية التي تحلم بعضوية البرلمان لجني مكاسب وامتيازات شخصية حتى وإن كانت على حساب المصلحة الوطنية .
هذا النمط من التحالفات الأنتهازية الذي اعتمدته أغلب الأحزاب السياسية لكل مكونات الشعب بغض النظر عن حجمها السكاني هو الذي قاد العراق بذريعة بناء الديمقراطية التوافقية المقيتة في إطار نظام المحاصصة الطائفية السياسية والأثنية الشوفينة المفرق والمفكك لتماسك الوحدة الوطنية الى ما هو عليه من خراب ودمار وتفكك نسيجه الاجتماعي ومصادرة استقلالية قراره السياسي وتبعيته بشكل أو بآخر الى الإرادات الأقليمية والدولية وزرع في جسده سرطان الفساد لينخر به نخراً ... وعليه ولغرض تجاوز هذا الواقع اللاوطني المزري بكل مساوئه وأمراضه يتطلب الأمر الى إعادة النظر بأسس التحالفات الأنتخابية بين الكيانات السياسية لأن تكون وفق البرامج السياسية لأطرافها وليس وفق مقتضيات مصالح قادتها بغرض انتاج برلمان صحي قادر لتقييم وتقويم وتصحيح مسارات العملية السياسية الجارية برمتها من ألفها الى يائها لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية والخروج في النهاية من هذا المأزق ، وإلا فإن مسيرة العراق ستجري باتجاه من السيء الى الأسوأ في كل مفاصلها .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 26 / ك2 / 2018 م   
         



258
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة بأفكارها ونشكر لكم كل ملاحظاتكم بشأن الموضوع الذي طرحناه ....
صديقنا العزيز .... لا يمكن لأمة ما أن تنهض في ظل غياب الوعي التاريخي لوجودها القومي وارتباطه الجدلي بالوجود الوطني في الواقع التاريخي القائم ، الفكر هو من يشحذ ويهذب ويحفز الفهم الناضج للوعي القومي لأية امة تسعى الى النهوض من كبوتها ومن دون الفكر لا يمكن أن تكون هناك نهضة قومية حقيقية منتجة ، ولذلك نجد أن من الضروري جداً التركيز على  هذا الجانب من فهمنا للوعي القومي في نهضتنا القومية الآشورية في إطار علاقته الجدلية بالوعي الوطني القومية لا توجد ولا تتجسد إلا في وطن تاريخي ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

259
لكي لا ننسى...
المسألة القومية وحركات التحرر القومي
خوشابا سولاقا
لكي نعرف ما هي المسالة القومية ، نشأتها وإتجاهاتها العامة وطابعها التحرري وما هي السبل الناجعة للتصدي لها وحلها بالتالي حلاً جذرياً دائمياً شاملاً ، لا بد لنا أن نعرف وبوضوح تام ما قد سبق ظهور الحركات التحررية القومية ، وما هي ميزاتها السياسية واتجاهاتها الرئيسية وطابعها ، وقد انطلق الفكر الثوري التقدمي في تحليل جوهر وطابع وميزات واتجاهات الحركات القومية التحررية من واقع الظروف الذاتية والموضوعية التاريخية الملموسة لها ، والتي تكونت ونشأت فيها هذه الحركات بطابعها ومحتواها الطبقي . يتجلى طابع هذه الحركات بطرق متنوعة في مراحل شتى من تطور المجتمع التاريخي ، وبذلك نشأت الحركات القومية التحررية في العصر الذي بدأت فيه المرحلة الأقطاعية بالضمور والزوال ، وبزوغ عصر الرأسمالية البرجوازية بالنشوء أي مرحلة تكوين الأمم الموحدة في دولة واحدة ، وتدفع عملية تصفية إرث التجزأة الاقطائية للنظام الاجتماعي الاقطاعي المبني على مجموعة إقطاعيات الشبه مستقلة الى تطور الانتاج الرأسمالي البرجوازي ثم الى نشوء الدول القومية الوطنية الموحدة المستقلة على أنقاض وحطام الدويلات أو الأمارات الاقطاعية المنهارة . في هذه المرحلة من تطور التاريخ البشري بالذات وتحت وطأة هذه الظروف الذاتية والموضوعية الناضجة تلعب الحركات القومية للشعوب المتطلعة الى الحرية والتحرر والانعتاق القومي دوراً تقدمياً رائداً في تطور المجتمع وتوحيد أفراده في أمة واحدة ، سواءً كانت هذه الأمة احادية القومية أو متعددة القوميات والاثنيات .. في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمم تدعو العوامل الأقتصادية الأساسية بالحاح الى مثل هذا النشوء للدول القومية الوطنية المستقلة . لهذا السبب وغيره من الأسباب فإن نشوء الدولة القومية الوطنية هي ظاهرة عادية وطبيعية أقتضتها ضرورة مرحلة نشوء وتصاعد البرجوازية الوطنية الرأسمالية ، أي بمعنى أن ظهور الدولة القومية الوطنية رافق ظهور وسيادة النظام الرأسمالي البرجوازي وإنهيار النظام الاقطاعي ، أي أن الدولة القومية الوطنية ولدت من رحم النظام الرأسمالي البرجوازي . في أوربا ظهرت الدول القومية الوطنية البرجوازية المستقلة مثل إنكلترة وفرنسا والمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول . وقد شهد التاريخ أيضاً نشوء وولادة أمم في إطار الدول المتعددة القوميات والأثنيات في الجانب الشرقي من أوربا مثل روسيا القيصرية والدولة العثمانية . وباشرت فيما بعد مجموعة من الشعوب المحكومة بتأسيس أمم خاصة بها في قلب الدولة المتعددة القوميات ، وتوجهت الأمم التي هي في طور التكوين الى السعي لأنشاء دول قومية مستقلة خاصة بها ، ولكنها إصطدمت في محاولاتها وتطلعاتها المشروعة هذه بمقاومة الطبقات الحاكمة في الأمة " السيدة " التي تسيطر على أرض البلاد بمجملها . وتشكل المسألة القومية في الأمم المتعددة القوميات والاثنيات في مرحلة الرأسمالية البرجوازية " مسألة داخلية " ، ولكن بعد تطور الرأسمالية البرجوازية وإنتقالها الى مرحلة الأمبريالية تحولت الدول القومية البرجوازية الى أمم متعددة القوميات بعد أن سيطرت على أراضي أجنبية لأمم أخرى وجعلتها جزء من دولها ، وبذلك تحولت الرأسمالية من محررة للأمم المظلومة في نضالها ضد النظام الأقطاعي الى أشرس مضطهَد للأمم المستضعفة في مرحلة الأمبريالية . بسبب هذا التطور النوعي والكمي في شكل وطبيعة النظام الرأسمالي الأمبريالي وقعت بلدان عديدة ضحية للاستعمار ، وحتى قارات بكاملها وقعت تحت نير الاستعمار الأجنبي ومثالاً على ذلك كما قيل عن بريطانيا بأنها الأمبراطورية التي لا يغيب عنها الشمس بسبب توسع رقعتها الجغرافية عبر القارات وما وراء البحار ، وعندئذ أصبحت المسألة القومية " مسألة حقوق ومصير " ليس فقط للأقليات القومية فحسب بل لأكثرية البشرية التي إستعبدتها الأمبراطوريات الاستعمارية الكبرى بالقوة الغاشمة بكل أشكالها العسكرية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية والحيلة والهيمنة الكاملة على كل مقدراتها ومصادرة إرادتها وحريتها وقرارها المستقل . في هذه المرحلة من تطور الرأسمالية تعني " الأمبريالية " التي هي أعلى مراحل الرأسمالية أن الرأسمال قد تخطى حدود الدولة القومية الوطنية وأصبح الأضطهاد والقهر القومي يتفاقم ويتعاظم وفق قاعدة تاريخية جديدة ألا وهي " الرأسمال المالي " وأصبح ذلك السمة المميزة والمرافقة لهذه المرحلة التاريخية ، مرحلة الأمبريالية من تطور النظام البرجوازي الرأسمالي ، وقد اصبح نظام تقسيم الأمم بين أمم " مضطهِدة " وأخرى " مضطهَدة " هو جوهر الأمبريالية بحد ذاتها ، وقد تميز العصر الأمبريالي باستعباد استعماري مالي مارسته أقلية ضئيلة من الدول الأمبريالية المتطورة بحق الأكثرية الساحقة من شعوب الأرض مخالفة في ذلك كل معايير حقوق الإنسان .
بسبب الأضطهاد والقهر القومي أتخذ النضال القومي لحركات التحرر القومية للشعوب المضطهدة والمقهورة في البلدان المستعمَرة والتابعة طابعاً ثورياً وأهمية عالمية في عصر الأمبريالية ولم تعد " المسألة القومية " بعد " مشكلة داخلية " بحتة كما كانت توصف في مرحلة  الرأسمالية البرجوازية بالنسبة للدول المتعددة القوميات . هكذا يتحول نضال حركات التحرر القومي والوطني الى نضال ضد الأمبريالية يخوضه الشعب بكامله بكل قومياته وتنوعاته الاثنية والدينية والمذهبية .
إن الأضطهاد والقهر القومي المزمن الذي تمارسه القوى الأمبريالية العالمية بحق القوميات المستضعفة والمتخلفة لا يثير في قلب جماهيرها الشعبية الكادحة إلا المزيد من الحقد الثوري ضدها وعدم الثقة بالأمم المضطهِدة ويشتد الحقد الثوري وعدم الثقة والريبة بين الجماهير المقهورة ضد مضطهديها الأمبرياليين عندما تخون شرائح الأشتراكية الديمقراطية الوطنية مصالح الطبقات الكادحة من شعوبها وتظهر نفسها بمظهر الخادم الأمين لبرجوازيتها الأمبريالية الوطنية بتأييدها حق هذه الدول – الدول الأمبريالية الأجنبية – في اضطهاد شعوب المستعمَرات والبلدان التابعة .
من خلال دراسة المسألة القومية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية وتحليل طابع الحركات القومية الوطنية نجد أن لطابع هذه الحركات قانون الاتجاهين المتضادين ، في مرحلة الراسمالية يبيح معرفة هذا القانون الموضوعي معرفة المسألة القومية في مختلف مراحل تطورها ، حيث يعبر عن الأتجاه الأول في هذا القانون من خلال وعي الحركات القومية وإندفاعها ومن ثم النضال ضد الأضطهاد والقهر القومي في سبيل خلق الدولة القومية المستقلة ، ويتميز الاتجاه الثاني من القانون بتطور العلاقات الاقتصادية وغيرها بين الأمم وبرفع الحواجز فيما بينها . ويشكل هذان الاتجاهان قانون الراسمالية العالمي فيسود الأول في بداية تطور الرأسمالية والثاني في مرحلة الأمبريالية ، والأثنان تقدميان بمعناهما التاريخي في العصر الذي تتكون فيه وسائل الأنتاج الرأسمالية حيث يبدأ النضال ضد الأقطاعية ، فتكوين الأمم والدول القومية ووعي حركات التحرر القومي والوطني تعبر كلها موضوعياً عن حاجة عملية للتطور الاجتماعي ، ولا يزول الاتجاه الأول في ظروف الرأسمالية الاحتكارية بل يظهر بقوة جديدة في توق شعوب البلدان المسعمَرة والتابعة الى التخلص من نير الأمبريالية لكي تكوَّن دولها القومية المستقلة الخاصة بها ، ويتركز الاتجاه الثاني بتوحيد مختلف الأمم والشعوب ضمن علاقات التقسيم العالمي للعمل وبعلاقات التبادل المتكافئ في كل الميادين .
الطابع العلمي للمسألة القومية   
نعني ما نعنيه بموضوع المسألة القومية بمفهومها العلمي تصفية الاضطهاد والقهر القومي ، أي مسالة تحرر الشعوب من النير والظلم الأمبريالي أو اي شكل من اشكال إستغلال الأنسان لأخيه الأنسان وإقامة مجتمع الكفاية والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات دون ربط ذلك بالجنس والعرق واللون وأن يسود المجتمع التعاون الأخوي والانساني بين القوميات والشعوب ، وقد عالجوا مفكري الماركسية نظرياً (( لا أقول عملياً كما كان الحال في دول حلف وارشو )) هذا الموضوع أي المسألة القومية بدقة علمية ووضعوا فيها النقاط على الحروف أكثر من غيرهم من المفكرين من الأتجاهات والمدارس الفكرية الأخرى في عصر ظهور الدول القومية الوطنية وعصر إنبعاث القوميات وإنعتاقها من تحت أنقاض وركام المظالم في عصرالاقطاعية  ، وقد عالجوا مفكري الماركسية مسألة النضال القومي للشعوب من وجهة نظر تاريخية ، فأبرزوا العلاقة التي لا تنفصم ما بين المسائل القومية والاجتماعية وبرهنوا على أن الأضطهاد والقمع والأعتداءات القومية أنتجتها التناقضات الاجتماعية الموجودة في صلب النظام الراسمالي وسيادة الطبقة البرجوازية ، أو أي شكل آخر لنظام سياسي قائم ويؤمن بنظرية التفوق العِرقي والاستعلاء القومي ذات التوجه العنصري الشوفيني كما هو الحال في بلدان الشرق العربي  والأسلامي ، حيث عانت الأقليات القومية والدينية فيها أشد أنواع الأضطهاد والقهر والتمييز القومي والديني وما زالت تعاني الى يومنا هذا والعراق اليوم خير مثال على ما نقول .
وقد أشاروا مؤسسوا الماركسية الى حقيقة ألا وهي ان المسألة الرئيسية في حل المسألة القومية للقوميات ليست تلك التي تتعلق بالأمة التي يشكلون جزء منها بل هي تلك التي تتعلق بمجتمعهم القومي ، أي بمسألة التحول الاجتماعي الثوري للمجتمع وتأسيس نظام سياسي لا يظلم فيه إنسان إنسان آخر بسبب العِرق واللون والجنس ، ويخلو بالتالي من كل أشكال الأضطهاد والقهر والأجحاف والتمييز القومي كما ورد ذلك في البيان الشيوعي وغيره من وثائق الماركسية التي تقول " اقضوا على إستثمار الإنسان للإنسان تقضون على إستثمار أمة لأمة أخرى "  " ويوم يزول تناحر الطبقات الاجتماعية داخل الأمة تزول معه العداواة بين الأمم " وقد عبروا مفكري الماركسية أيضاً عن العلاقة الجدلية بين ما هو قومي وما هو وطني وبين ما هو أممي من خلال هذه المقولة التاريخية الرصينة والتي لا غبار عليها وتدل على مدى عمق الفهم الإنساني لجوهر المسألة القومية متى ما  وأينما وكيفما كانت " إن شعباً يضطهَد شعوباً أخرى لا يمكن له أن يكون شعباً حراً ، وإن الأمة المظلومة لا يمكن لها ان تكون أمة ظالمة " . ولتحقيق كل هذا ووضعه موضع التطبيق العملي على ارض الواقع يتطلب من الشعوب التي تنشد الحرية نضالاً دؤوباً مستمراً وبشتى الوسائل المتاحة واستثمار كل الطاقات وعلى كافة المستويات ضد كل أشكال استثمار واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وشعب لشعب وضد كل أشكال الانكماش والانزواء التقوقع  القومي ، وكذلك ضد امتيازات أمة على حساب أمة أخرى لكي يحصل التحرر القومي الناجز ويتساوى أبناء البشرية في هذا الكوكب وبعكسه تكون الحروب بكل أطرها الوطنية والأقليمية والقارية والعالمية بسبب تصارع المصالح الاقتصادية هي المصير المحتم للأمم وشعوب الأرض وقد تكون نتائجها وخيمة تقود البشرية الى الفناء إذا ما استخدمت أسلحة الدمار الشامل وعندها سوف تتحقق مقولة العالم الفيزيائي العبقري الكبير ألبرت أينشتاين حينما سؤل ماذا ستكون بتقديركم الأسلحة التي سوف تستخدم خلال الحرب العالمية الثالثة فأجاب لا اعرف ماذا ستكون تلك الأسلحة بل سأجيبكم عن الأسلحة التي سوف تستعمل في الحرب العالمية الرابعة ستكون " العصي والحجارة " . فالحالة التي تشمل بلدنا العراق المتعدد القوميات والأديان والمذاهب لحل المسألة القومية فيه ضمن إطار الدولة الوطنية الموحدة هي توجيه النضال القومي والوطني وتكثيف الجهود لكل المكونات من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية دولة القانون والمؤسسات الدستورية تكون فيها السيادة للقانون وحده ويتم تناوب السلطة سلمياً من خلال صناديق الأقتراع ويتساوى فيها الجميع أمام القانون في الحقوق والواجبات وأن يكون فيها ولاء المواطن للهوية الوطنية وليس للهوية الخصوصية الفرعية


خوشــابا سـتولاقا
15 / ت 1 / 2013


260
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بأفكارها بمقالنا ، وليس لدينا ما نضيقه على ما ذكرناه في مقالنا بخصوص العلاقة بين الديمقراطية والمركزية في العمل السياسي سواءً كان فيعلى مستوى إدارة التنظيمات الحزبية أو على مستوى إدارة الدولة وأنظمة الحكم فيها غير أن نقول أن الأفراط في ممارسة النهج الديمقراطي سوف ينتهي بالفوضى العارمة من قبل العناصر الأنتهازية في الحلقات الأدنى من النظام أو الحزب والأفراط في ممارسة المركزية الصارمة ينتهي الى الديكتاتورية الأستبدادية في رأس الهرم الحزبي أو نظام الحكم لأنه كما يقول المثل الشعبي " كل ما يتجاوز حده يقلب ضده " .... ودمت والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
[/size]

261
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة وعلى تقييمكم الرائع له وإنه إن دل على شيء فإنما يدل على مدى سمو مستواكم الثقافي وسعة إطلاعكم ، ونتمنى أن نبقى عند حُسن ظنكم وموضع رضاكم بما نكتبه دائماً .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم صديقكم وأخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد

262
          لكي لا ننسى .... 
العلاقة بين الديمقراطية والمركزية في العمل السياسي

خوشــا با ســولاقا

إن مفهومي الديمقراطية والمركزية مفهومين سياسيين وفلسفيين يُعتمدان في أي عمل سياسي منظم سواءً كان ذلك العمل على مستوى التنظيمات والأحزاب السياسية أو على مستوى الإدارة السياسية لشؤون الدولة ، وذلك من خلال إعتماد آليات تجعل فعلهما مترابط ومتكامل لبعضهما البعض ويكونا متداخلين أحياناً ومتعارضين بنسب متفاوتة أحياناً أخرى حسب متطلبات تكتيك تحقيق الأهداف المرحلية الإستراتيجية للعمل السياسي ، ولكن في كل الأحوال وفي كل الظروف أن فعل أحداهما يكون إمتداداً وتكاملاً لفعل الآخر ولا يلغيان بعضهما البعض في أي حال من الأحوال بشكل مطلق ، ولكن يتعايشان في حالة من المد والجزر وفقاً للظروف الذاتية والموضوعية المحيطة . 
الديمقراطية : في حالة إعتماد الممارسة الديمقراطية كنهج في العمل السياسي يعني بالضرورة الأنفتاح على أوسع قاعدة ممكنة من الأفراد من ذوي العلاقة من المنخرطين في العمل سواءً كان ذلك في التنظيم السياسي أو في ادارة شؤون الدولة لغرض مشاركة رأي الأكثرية في بلورة وصنع القرار الأستراتيجي الذي يحدد الإطار العام وأهداف وآليات العمل عبر حوار ومناقشات للأراء المتعددة والمختلفة في مضامينها ومن دون تهميش وإقصاء وإلغاء أي رأي من الأراء  من أجل الوصول في النهاية الى الرأي المشترك الجامع والسديد . في ظل هذه الممارسة التي يكاد أن تكون فيها ممارسة المركزية في صنع القرار قد وصلت الى مستواها الأدنى ، ويكاد أن يكون فعلها المؤثر في صنع القرار الأستراتيجي قد تلاشى وإنصهر في بوتقة وحدة الرأي الجامع للأكثرية .   

المركزية : بشكل عام في حالة إعتماد الممارسة المركزية كنهج في العمل السياسي يعني تركيز أو حصر الصلاحيات والسلطة أي سلطة القرار بحلقة ضيقة من القيادات من المقربين لقِمة الهرم في التنظيم السياسي أو بالرأس الأعلى في إدارة شؤون الدولة ، وقد تحصر الصلاحيات والسلطة والقرار أحياناً بشخص واحد ، وهذا يكون أسوء ما في السلطة والأدارة المركزية لأن هذه الظاهرة المقيتة تنتهي طبيعياً بظهور الديكتاتورية الاستبدادية التي تلغي الديمقراطية عملياً ولا يبقى لها أي مظهر من المظاهر في الحياة الحزبية أو في الأدارة السياسية للدولة من حيث الممارسة العملية في سياقات العمل المعتمدة . 
تتعايش ممارسة الديمقراطية والمركزية معاً في الحياة السياسية العملية الحزبية والادارية في حالة من المد والجزر وفقاً لمستوى نضج الوعي الثقافي والقانوني والسياسي للأفراد المنخرطين في العمل والمتواجدين في الساحة المعنية . فعندما يكون مستوى نضج الوعي الثقافي للأفراد عالياً تكون هناك استجابة لروح متطلبات تطبيق القانون في الحياة عالية المستوى أيضاً كماً ونوعاً ، وعندها سوف يكون هناك مداً كبيراً لصالح الممارسة الديمقراطية ، ويكون هناك بالمقابل جزراً كبيراً يقوض من فعل ممارسة المركزية الصارمة ، وعندما يكون مستوى نضج الوعي الثقافي للأفراد متدنياً يكون مستوى الأستجابة لروح تطبيق القانون في الحياة السياسية متدنياً أيضاً كماً ونوعاً ، وعندها يحصل جزرا كبيراً في فعل الممارسة الديمقراطية على حساب مداً كبيراً في فعل الممارسة المركزية الصارمة في الساحة السياسية من أجل ضبط الأوضاع المنفلتة على أرض الواقع ومحاولة إبقائها في إطارها المحدد والمقبول على الأقل بحدوده الدنيا في حدود القانون . وهكذا يبقى قانون فعل هذان المفهومان في الحياة السياسية الحزبية أو في إدارة شؤون الدولة مرتبط إرتباطاً عضوياً وثيقاً في علاقة جدلية تكاملية بمستوى نضج الوعي الثقافي الجمعي للأفراد المنخرطين في العمل في الساحة المعنية أيضاً في حالة المد والجزر . هنالك حالات وسطية بين المد الكامل والجزر الكامل لهذان المفهومان ، حيث يكون هناك مَداً مُحدداً في مجالات معينة لتطبيق الممارسة الديمقراطية ويقابله جزراً محدداً في ذات الوقت لتطبيق الممارسة المركزية ، وحالات أخرى على العكس من ذلك تماماً ، وهناك حالات يحصل فيها توازي أو توازن بين الحالتين . السياسي الناجح والبارع ورجل الدولة الناجح والبارع هو الذي يتمكن من تشخيص دور وقوة الظروف الذاتية والموضوعية وحجم الأمكانيات المتاحة وتحديد الزمان والمكان المناسبان وتحديد إتجاه القوى الفاعلة في الأحداث على أرض الواقع ، وبالتالي يتمكن من تحديد ورسم الحدود الفاصلة بين ممارسة الديمقراطية والمركزية على خارطة ساحة العمل السياسي لغرض التمكن من التحكم العقلاني بتوجيه دفة تسيير العملية السياسية في التنظيم السياسي أو في الأدارة السياسية للدولة بشكل سليم وفق متطلبات تنفيذ القرار الأستراتيجي وتحقيق الأهداف المرسومة ، حيث يتمكن من خلال هذه الرؤية أن يجعل من الديمقراطية كابحاً قوياً للمركزية الصارمة لمنع ظهور الديكتاتورية الأستبدادية للفرد القائد للحزب أو للدولة ، وأن يجعل من المركزية الايجابية كابحاً للديمقراطية العبثية المنفلته لمنع ظهور نظام الفوضى والجريمة للغوغاء . هكذا نرى أن متطلبات تطبيق الديمقراطية الايجابية أو تطبيق المركزية الايجابية كنهج في ساحة العمل تتغير وفقاً لتغير متطلبات الحياة في الساحة ، ويتبعها أيضاً تَغَير في آليات العمل وسياقاته المعتمدة لأجل إبقاء عملية الأصلاح والتطوير في البنى الاجتماعية والأقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها في المجتمع في مسارها الصحيح والمحدد سلفاً في القرار الأستراتيجي للتنظيم السياسي أو لأدارة الدولة ، وبعكسه سوف يصيب العمل برمته بالفشل المحتم . عليه فإن تغليب الممارسة الديمقراطية على ممارسة المركزية بشكل مطلق في العمل السياسي أي كان العمل يؤدي الى إشاعة الحرية الفردية المفرطة والمنفلتة والتي في ظلها يكون المناخ مهيئاً وخصباً لظهور الجريمة الأجتماعية بكل أشكالها بما فيها الجريمة المنظمة من خلال عصابات المافية والفساد المالي والأداري في أجهزة التنظيم السياسي أو في أجهزة الدولة ، وهذا بحد ذاته يشكل خطراً يهدد أمن المجتمع واستقراره وخصوصاً في المجتمعات ذات المستوى الثقافي والوعي الأجتماعي الجمعي المتدني أو المتوسط . وعليه في هذه الحالة يكون لوجود مركزية بمستوى معين ومسيطر عليه ضرورة اجتماعية حتمية للمحافظة على التوازن الأمني والسلم الأهلي الاجتماعي في المجتمع ، ففي مثل هذه الحالة وفي ظل هكذا ظروف يكون تعايش الديمقراطية والمركزية على ساحة واحدة أمراً محتماً وضرورياً يفرضه واقع الحال للحياة .. أما في حالة تغليب الممارسة المركزية الصارمة تحت طائلة أي ظرف من الظروف السياسية والاجتماعية فإن ذلك يؤدي الى تركيز وتمركز السلطة في يد فئة قليلة في قيادة التنظيم السياسي المعين على مستوى الحزب أو في قيادة الدولة إن كان ذلك على مستوى الإدارةالسياسية للدولة ، وبالتالي يشكل ذلك تمهيداً لتشكيل سلطة وإدارة ديكتاتورية الفرد الواحد سواءً كان ذلك على مستوى رئيس أو الأمين العام للتنظيم السياسي ، أو على مستوى رئيس الدولة ، وظهور الديكتاتورية يعني إطلاق رصاصة الرحمة على جسد الديمقراطية وبالتالي القضاء على حرية الفرد وكبت الرأي الحر وكم الأفواه ومصادرة الأرادة الحرة لأفراد المجتمع وإقامة مجتمع الرعب والخوف والأرهاب والملاحقات السياسية والتصفيات الجسدية للخصوم والفقر والعوز والجريمة وإثراء الأقلية القليلة المسلطة من القيادة على حساب إفقار الأغلبية الساحقة من الشعب وزيادة بؤسها والأمعان في إذلالها بلقمة عيشها مستغلة لسلطتها في إدارة الدولة لنهب وسرقة المال العام في ظل غياب المؤسسات الدستورية الممثلة لسلطة الشعب في الرقابة والمحاسبة والتي من المفروض أن تلاحق وتحاسب الحكومة في إدارة الدولة على كل خروقاتها وتجاوزاتها للقانون وحقوق الشعب ، ونفس الأمور تحصل داخل التنظيمات والأحزاب السياسية ذات الفكر والتوجهات الشمولية التي تُغلب مبدأ ممارسة المركزية الصارمة على مبدأ ممارسة الديمقراطية في عملها التنظيمي كما كان الحال في حزب البعث العربي الأشتراكي في العراق سابقاً وغيره من الأحزاب في بقية الدول العربية وكما كان الحال أيضاً في الأحزاب الشيوعية والأشتراكية في المعسكر الأشتراكي حيث كانت ظاهرة عبادة الفرد سائدة بقوة في قياداتها ، وبالمقابل كانت الممارسة الديمقراطية مغيبة كلياً عن حياة تلك الأحزاب وأنظمتها السياسية في إدارة بلدانها .
وخلاصة القول أن ممارسة الديمقراطية المطلقة والمركزية الصارمة مرفوضتان كنظام لتسيير التنظيم السياسي وإدارة الدولة لأنهما تخلقان مجتمعات لا يتوفر فيها الأمن والآمان والسلم الأهلي والحرية الفردية الايجابية وبالتالي الرخاء الأقتصادي والرفاه الاجتماعي والعيش الرغيد للمحتمع . إن المطلوب والمقبول إجتماعياً وإنسانياً هو أن تتعايش الديمقراطية والمركزية معاً بشكل متوازن بينهما مد وجزر حسب متطلبات تأمين الحرية الفردية الايجابية للإنسان وغياب الجريمة بكل أشكالها وحماية حقوق الإنسان وتأمين الرخاء الأقتصادي والرفاه الاجتماعي للمجتمع بكل مكوناته وطبقاته وشرائحه المختلفة ، وأن تكون السلطة كل السلطة والسيادة للقانون بمؤسساته الدستورية وحده دون سواه . إن الأفراط في توسيع مساحة الممارسة الديمقراطية في ظل ضعف نضوج الوعي السياسي المجتمعي للمسؤولية تجاه الآخر ، وضعف الثقافة الديمقراطية على حساب التضييق على ممارسة المركزية يعتبر تطرف وإنه امر لا يخدم المجتمع والإنسان ، حيث يصبح الإنسان في ظل هذه الحالة كائن عبثي لا يعي نتائج سلوكه وعمله ولا يُقيم للأخلاق والسلوكيات الإنسانية أية غعتبار ولا يعطيها أية قيمة حضارية تمدنية ، حيث يصبح القتل والجريمة أعمال وسلوكيات مشاعة ومباحة وتصبح سمات للمجتمع الذي تسود فيه هكذا شكل من الممارسة الديمقراطية العبثية والسلبية في نتائجها النهائية ، حيث يكون المجتمع مجتمع تحكمه شريعة الغابة ، أي مجتمع كما يقول المثل المتداول " حارة كلمن إيدو الو " .
وإن الافراط في ممارسة مركزية السلطة والقرار على حساب الأسترشاد والألتزام بقواعد ومبادئ الديمقراطية في العمل يعتبر تطرف أيضاً في منح الثقة والسلطة والصلاحيات لمن يسيء إستخدامها بتعسف ، وعندها تكون هذه الممارسة التعسفية للمركزية أمر مرفوض لا يخدم هو الآخر المجتمع والإنسان لأن ذلك يؤدي حتماً الى ظهور الديكتاتورية الأستبدادية التي يتحول في ظلها الإنسان الحر الى عبد مطيع مسلوب الإرادة وفاقداً لإنسانيته ، والحياة الحرة الكريمة تتحول الى حياة القهر والعبودية يضطر فيها الإنسان تحت طائلة الحاجة لأن يتاجر بإنسانيته التي تعتبر أغلى قيمة في الوجود وأثمن رأسمال على الاطلاق . على ضوء ما تم عرضه إن المطلوب المقبول كما قلنا هو المجتمع المتوازن الذي فيه تتعايش الديمقراطية الايجابية المعتدلة والمركزية المعتدلة وفق الآلية التي تخلق التوازن الاجتماعي وتمنع ظهور سلطة الفوضى والغوغاء وسلطة الديكتاتورية الاستبدادية للفرد وتعطي ما هو ايجابي ومفيد لتقدم وتطور المجتمع والإنسان معاً .

خوشــابا ســولاقا
13 / ت 2 / 2013


263
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عيد وعام جديد وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
 لقد قرأنا مقالكم بإمعان وكان حقاً مقالاً رائعاً في وضع أسس لبناء مؤسسة فكرية وثقافية لتطوير المستوى الفكري والثقافي والسياسي لأبناء أمتنا .... وهنا نود أعلام شخصكم الكريم بأننا كتبنا مقالات كثيرة بعنوان ( في التربية الثقافية والسياسية ) شرحنا فيها معنى الكثير من المفاهيم الفكرية والسياسية والفلسفية من المصطلحات المتداولة في الشأن الفكري والسياسي والثقافي من قبيل مقالنا الأستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي والمقال الآخر المنشور حالياً حول القيادة الجماعية كنماذج ونشكر لكم اهتمامكم وتقييمكم لما نكتبه في المجالات الفكرية والسياسية والثقافية وهذا الأهتمام نابع من سمو أخلاقكم وتربيتكم ورقي مستواكم الثقافي وحرصكم الكبير على ما ينفع ويفيد قضايا أمتنا ووطننا العراق ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد


264
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عيد وعامٍ جديد وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ، نؤيدكم أن موضوع محاربة الفساد في العراق هو ضرورة وطنية واجتماعية وأخلاقية ، وأن الفساد هو أكبر تحدٍ تواجهه الحكومة وهو يأخذ مرتبة الأولوية الأولي في حملة النهوض بالعراق بعد كبوته ، ولكن عملية مكافحة الفساد ليست بالسهولة التي يراها البعض من البسطاء ، لأن العملية تتطلب توفير وتأمين مستوجبات القانون الجنائي من الأدلة الموثقة ، وتلك هي أصعب مهمة أمام الأجهزة الأمنية وهيئة النزاهة والقضاء لبدأ عملية التحقيق والمقاضاة ومن ثم المحاسبة ولقد وضحنا ذلك بوضوح في مقالنا وتعقيبنا على  مداخلة الأخ هنري سركيس ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

265
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق هنري سركيس المحترم [/b]
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة والمهمة بمقالنا وتأشيركم لجوانب كثيرة عن الفساد وتداعياته وانعكاساته السلبية الخطيرة على سلطة وهيبة الدولة والقانون وبالتالي على المجتمع وضرورة استئصاله من جذورة لحماية المواطن من تبعاته المزدوجة وهذا ما لا نختلف عليه إطلاقاً ، ولكن مشكلة استئصال الفساد في العراق ومكافحته تكمن في توفر الأدلة الدامغة التي يستوجبها ويأخذ بها القانون وهذا ما يضع حيتان الفساد " المفسدين " من المسؤولين الكبار في مأمن من مساءلة القانون لهم لأن هؤلاء ليسوا هم من يسرقون مباشرة بل هم من يستفادون ويأخذون حصة الأسد من النتائج من دون أن يتركون أثراً ولا أي دليل قانوني لأن المنفذين هم من البطانات من الخط الثاني المحيطين بالمفسدين " أي الفاسدين  " ...... وعليه لأستئصال المفسدين لا بد من تشريع وتفعيل قانون " من أين لك هذا " وبتطبيق هذا القانون سيتم تأمين الدليل القانوني المطلوب لأدانة الحيتان المفسدين الى جانب اعترافات البطانات الفاسدة عند التحقيق معهم ، وعليه فإن محاربة الفساد في العراق ستكون عملية صعبة للغاية .... أي الصعوبة تكمن في تأمين وتوفير الدليل الذي يعتمده ويستوجبه القانون ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

266
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع ذي القلم الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عيد وعام جديد وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
شرفنا مروركم الكريم والراقي بمقالنا ونشكر لك تقييمك له ، لقد قرأنا مقالكم المرفق رابطه بمداخلتكم وكان حقاً مقالاً رائعاً في وضع أسس لبناء مؤسسة فكرية لتطوير المستوى الفكري والثقافي السياسي لأبناء أمتنا .... وهنا نود أعلام شخصكم الكريم بأننا كتبنا مقالا كثيرة بعنوان ( في التربية الثقافية والسياسية ) شرحنا فيها معنى المفاهيم الفكرية والسياسية للكثير من المصطلحات المتداولة في الشأن الفكري والسياسي من قبيل مقالنا هذا والمقال الآخر المنشور حالياً حول القيادة الجماعية كنماذج ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

267
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أصدق وأطيب تحياتنا
أيامكم سعيدة وكل عيد وعام جديد وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة ونحن نتفق مع كل ما ذكرتموه من ملاحظات قيمة والتي تعتبر من أساسيات ومستلزمات أي تنظيم سياسي ناجح ، ونتفق معكم كلياً بخصوص وصفكم لطبيعة أحزابنا المسماة بالقومية وليس لدينا ما نضيفه بشأنها ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

268
الى الأخ والصديق العزيز رابي كامل زومايا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عيد وعام جديد وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم ملاحظاتكم الثرة التي أغنت مقالنا وأكيد أنها تبقى موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا ، حقيقة إن مثل هذه الحوارات ضرورية للغاية لتقريب وجهات نظرنا وتعزيز المشتركات الفكرية بيننا في أمور مختلفة سواءاً أتفقنا عليها أو أختلفنا وخاصة اذا كان طرفي الحوار ينطلقون من خلفية ثقافية وفكرية مشتركة مثل جنابكم الكريم أسعدتني مداخلتكم كثيراً .
أما بشأن أحزابنا القومية ( الكلدانية والسريانية والآشورية ) فهي بكل كوادرها تفتقر الى الثقافة العامة بشكل عام والى الثقافة السياسية بشكل خاص وهي بطبيعتها القومية الشوفينية تنزع الى التعصب بدافع العاطفة في تعاملاتها مع الآخرين وتبقى أسيرة لنزواتها ومكابراتها وغرورها الفارغ والأخرق لذلك ظلت متخلفة تسير من سيء الى الأسوأ ، إنها في الحقيقة ليست أحزاب سياسية بالمعنى السياسي والفكري للكلمة بل هي أشبه بمقاهي الثرثرة تنتفع منها بعض قياداتها الأنتهازية على حساب المبادئ التي تتشدق بها ليلاً ونهاراً .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

269
ظاهرة الفساد في دولة العراق
خوشابا سولاقا
الفساد المالي والأداري كظاهرة اجتماعية مرفوضة قانونياً وأخلاقياً كانت وما زالت موجودة منذ الأزل عبر التاريخ في كل بلدان ومجتمعات العالم منذ أن نشأت مؤسسة الدولة بأبسط أشكالها كمؤسسة خدمية والى ما هو علية اليوم إلا أنها تختلف بحجمها  وشكلها من بلد الى آخر بحسب قوة سلطة الدولة والقانون في مكافحة هذه الظاهرة واستئصالها ، فكلما ضَعَفتْ قوة الدولة وسلطتها القانونية توسعت واستفحلت هذه الظاهرة وكلما قَوَتْ سلطة الدولة والقانون وزادَ عزمها انحصرت وتقلصت ظاهرة الفساد ، والفساد شكل من أشكال الأرهاب وهما صنوان ووجهان لعملة واحدة لا انفصام بينهما .
فإذا كانت هذه الظاهرة تنحصر في فساد فرد مسؤول في أي موقع كان من مستويات المسؤولية في الدولة أو موظف صغير في اجهزتها  ممن يرتضى لنفسه أن يخون الأمانة والمسؤولية الوظيفية لأسبابه الشخصية الخاصة أو في مجموعة أشخاص فعندها تُعتبر ظاهرة الفساد ظاهرة فردية وهي بالتالي لا تشكل خطراً كبيراً على مصلحة الدولة والشعب والوطن ، ولكن عندما تكون هذه الظاهرة ظاهرة فساد البنى التحتية للنظام السياسي الحاكم في البلاد فعندها تكون بطبيعتها وفعلها كطبيعة وفعل المرض العُضال الذي يفتك بجسد الانسان حيث أنها تفتك وتنخر بجسد الدولة والمجتمع يصعب معالجتها بالطرق التقليدية إلا من خلال استئصالها بعملية جراحية ، ويأخذ الفساد في مثل هذه الحالة شكلان على أرض الواقع وكما يلي :-
أولاً : الفساد المشرعن
الذي يمارس عبر القوانين والتعليمات التي تُشرعها وتُصدرها الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة من خلال تحديد سقف عالي غير منطقي وغير عقلاني للرواتب والأمتيازات والمنح التي تُمنح للمسؤولين من الدرجات الخاصة في مؤسسات الدولة وللبطانة من الذين يتم حشرهم في مكاتب هذه الدرجات بعناوين مختلفة خلافاً للقانون من المقربين والموالين بأعداد كبيرة دون حاجة العمل الفعلية الى خدماتهم حيث تتجاوز رواتب هؤلاء أضعاف مضاعفة على ما يمنح لموظفي الدرجة الأولى بأعلى المستويات في سلم الرواتب ، هذا النوع من الفساد يرهق كاحل ميزانية الدولة من دون مقابل ، وهذا النوع من الفساد نراه شائعاً في البلدان ذات الأنظمة الشمولية الديكتاتورية والبلدان غير المستقرة سياسياً وأمنياً وإدارياً والعراق من بين تلك البلدان حيث يعم فيه هذا النوع من الفساد بشكل واسع وملفت للنظر .
ثانياً : فساد سرقات أموال الدولة واستغلال ممتلكاتها بطرق شتى من خلال توجيه ورعاية المفسدين من كبار المسؤولين في سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وذلك من خلال استغلال المفسدين للفاسدين من الخط الثاني في إدارات مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ممن يرتضي لنفسه أن يكون أداة طيعة بيد المفسدين مقابل فتات موائدهم ، وهؤلاء ينفذون ما يقرره ويخططه المفسدين الكبار على  رأس هرم المؤسسات ( الرئيس الأعلى ) مقابل عُمولات بنسب عالية عبر إعلان المناقصات لتنفيذ المشاريع الأستثمارية والخدمية والأحالات التجارية لأستيراد مستلزمات السوق المحلي من معدادات وأسلحة وأجهزة وكماليات ومواد غذائية وغيرها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى من خلال سرقة المواطنين بفرض الرشاوي عليهم تدفع لموظفي الدولة مقابل ترويج وإنجاز معاملاتهم الرسمية ... هذا النوع من الفساد عندما يعم مؤسسات الدولة تصبح الدولة بأموالها وممتلكاتها أسيرة ورهينة لحيتان الفساد وتصبح عملية محاربة الفساد والقضاء عليه عملية صعبة للغاية إن لم نقُل شبه مستحيلة لأن طبيعة القوانين والتعليمات النافذة والمتحكم بها من قبل المفسدين الكبار تصبح هي العائق المعرقل تُحجم أي إجراء قانوني بحق المفسدين والفاسدين بحكم الضغوطات والتهديدات بالتصفية الجسدية التي تمارس على الأجهزة الرقابية والأدارية والأدعاء العام والقضاء باستغلال المال السياسي من قبل المفسدين فيتم وأد الأجراءات وهي في المهد ، وإن وقع الفاسد بيد القضاء تجعل عملية تقديم الأدلة الدامغة بالأدانة ضده صعبة أو مستحيلة وبذلك يتم إطلاق صراح الفاسد بقرار قضائي لعدم كفاية الأدلة التي يستوجبها القانون الجنائي .... وبتبرئة الفاسد لعدم كفاية الأدلة القانونية يبفى المفسد الحرامي الحقيقي رائد الفساد الأول في مأمن من مساءلة القانون وحر طليق لأنه ليس هو السارق المباشر بالجرم المشهود وليس هناك ما يثبت عليه جريمة السرقة بشكل مباشر وبالدليل الملموس ، وهنا يبقى الدليل الوحيد لأدانته محصور ومرهون باعترافات الفاسدين أمام القضاء أو من خلال تشريع قانون " من أين لك هذا " وتفعيله من خلال قضاء وطني نزيه وعادل بعد تطهيره من الفاسدين والمرتشين حيث يجر المشكوك في أمرهم الى المساءلة القانونية أمام القضاء  .
في ضوء ما تقدم فإن الفساد الذي يضرب بأطنابه في طول وعرض البلاد في أجهزة ومفاصل الدولة العراقية هو ليس من نوع فساد الأفراد بل هو من نوع فساد البنى التحتية لمكونات النظام السياسي الحاكم في العراق حيث تمارسه غالبية الكبار من مسؤولي الدولة من الطبقة السياسية الحاكمة بأحزابها المتنفذة الى الغالبية من صغار موظفيها من الأنتهازيين الموالين للطبقة السياسية الحاكمة كلٍ بطريقته الخاصة كلما سنحت له الفرصة الى ذلك من دون خوف ولا خجل من محاسبة القانون ، وذلك بسبب ضعف سلطة الدولة أمام سلطة نفوذ المفسدين والفاسدين  في ملاحقة  ومحاسبة حيتان الفساد الكبار وطفيلياتهم .
ولمحاربة الفساد والمفسدين والفاسدين بشكل حازم وصارم من هذا النوع في العراق ولتأمين وتوفير مستوجبات تطبيق القانون وتعزيز سلطته ودعم القضاء  يتطلب الأمر ما يلي :-
-   تشريع قانون " من أين لك هذا " مع وضع الآليات والضوابط التي تسهل تطبيقه بفعالية وحرفية من قبل مجلس النواب .
-   تنظيم قوائم بأسماء المشكوك بذمتهم في تعاطيهم بالفساد وسرقة المال العام والأنتفاع من ممتلكات الدولة وعقاراتها بحكم مواقعهم ونفوذهم السياسي في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية والأمنية .
-   منع السفر لكل من هو في دائرة الشك من المسؤولين الكبار في أجهزة الدولة وسحب جوازاتهم الدبلوماسية وتجميد أرصدتهم وأرصدة عوائلهم المالية داخل العراق ووضع اليد على أموالهم المنقولة وغير المنقولة لحين الأنتهاء من التحقيق معهم وتبرئتهم من قبل المحكمة بقرار قضائي .
-   التنسيق مع الدول الصديقة والمؤسسات المالية والقانونية الدولية والأمم المتحدة والأنتربول وفق مقتضيات القانون الدولي لملاحقة المجرمين الهاربين وتجميد أرصدتهم المالية في البنوك العالمية ووضع اليد عليها بغرض إعادتها الى خزينة الدولة العراقية بعد صدور قرار الحكم القضائي بحق أصحابها .

خوشـــابا ســـولاقا
7 / ك2 / 2018 م   

270
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي أغنيتم بها المقام خير إغناء
عزيزي الأخ هنري .... كما بات معروفاً للجميع أن كل الأحزاب السياسية ذات التوجه الشمولي تنتهي بدكتاتورية وتأليه وعبادة الفرد عندما تصل الى  السلطة وتبقى ما كانت تدعي به من الممارسات الديمقراطية داخل التنظيم بين الأعلى والأدني مجرد ذكريات للتاريخ وهذا هو حال تنظيماتنا القومية والوطنية لأن ما يستجد من المصالح والمنافع تجعل قيادات تلك التنظيمات تحيد عن مسارها الديمقراطي الى مسار المحافظة على المصالح واستمرار البقاء في مواقعها لأطول فترة ممكنة .....ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

271
القيادة الجماعية هي المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي... أين تنظيماتنا منه ؟؟
خوشابا سولاقا
هناك مبادئ أساسية معروفة يجب أن تعتمد في قيادة التنظيمات الحزبية السياسية ألا وهي ، الديمقراطية والمركزية والنقد والنقد الذاتي وخضوع الأقلية للأكثرية والألتزام الصارم في تنفيذ القرارات الحزبية الصادرة من هيئات الحزب القيادية تدرجاً من الأعلى الى الأدنى بدقة وغيرها الكثير من المبادئ والتقاليد والسياقات الحزبية التي تقوي من وحدة الحزب الداخلية الفكرية والتنظيمية وتزيد من تماسكه وتعزيز دوره وفعاليته في المواجهة والتصدي للتحديات التي تواجه الحزب في عمله النضالي من أجل إنجاز مُهماته الأستراتيجية وتحقيق أهدافه ، وياتي في مقدمة هذه المبادئ الألتزام الصارم بالقواعد التنظيمية الداخلية المعتمدة في حياة الحزب السياسي ، ولكن بالرغم من أهمية كل ما تم ذكره من المبادئ والقواعد والسياقات الحزبية يبقى مبدأ " القيادة الجماعية الديمقراطية " للحزب السياسي هو المبدأ الأساسي في قيادة التنظيم السياسي أي تنظيم كان ، وعليه سنتناول بشيء من التفصيل هذا الموضوع لأهميته الحيوية في بنيان وديمومة الوحدة الفكرية والتنظيمية للتنظيمات السياسية ومدى التزام تنظيماتنا السياسية (نقصد تنظيمات أمتنا ) به عملياً وأين موقعها منه على وجه التحديد .
إن القيادة الجماعية ذات النهج الديمقراطي هي احدى أهم مبادئ القيادة الحزبية الناجحة ، ولقد بينت وأثبتت التجارب الطويلة للأحزاب السياسية في مختلف البلدان وعبر مختلف الظروف التاريخية لحياة الشعوب أنه فقط بالمحافظة على هذا المبدأ المهم وبالارتكاز عليه والتمسك النزيه والحازم والصارم بقيمه فقط يمكن إطلاق وتوجيه المبادرات الخلاقة لكوادر الحزب ومنظماته السياسية والمهنية بمرونة وإبداع ، وتحليل الوضع بشكل علمي صحيح وتقييم نتائج العمل المنفذ بشكل موضوعي . إن القرارات المتخذة جماعياً تعطي قوة كبيرة وزخم هائل لقيادة الحزب وتسمح في ذات الوقت بتوحيد وجمع مواهب وخبرات المنخرطين في تنظيمات الحزب السياسية والمهنية بكل مستوياتهم ، وتحمي أيضاً هيئات الحزب وقادتها من عوامل الضعف والخلل والزلل والصدفة والعمل بعشوائية وانتقائية ومن اللجوء الى أنصاف الحلول والأحادية الجانب عند إتخاذها للقرارات الحزبية . إن الأراء المتوافقة بحرية وبأسلوب ديمقراطي خير من قرارات فردية تتخذ من هذا المستبد الديكتاتوري أو ذاك مهما كان ذكائه وفطنته ومقدرته في تحليل الأوضاع .
إن القيادة الجماعية هي شرط أساسي ومركزي لا غنى عنه للنشاط الطبيعي لأي حزب سياسي ينشد الديمومة والاستمرار قوياً وكذلك الحال لكل منظماته السياسية والمهنية ، ويسعى لتربية الملاكات الحزبية المقتدرة بصورة صحيحة للعمل بين صفوف الجماهير بصورة فعالة ومؤثرة ، ولتأطير نشاط أعضائه وفعاليتهم الذاتية بصورة دائمة ومستمرة .
إن الأساس النظري والفكري الذي يستند عليه مبدأ القيادة الجماعية في الحزب السياسي هي النظرية العقائدية التي يسترشد بها وبفكرها ويعتمدها الحزب السياسي والتي من دونها يمكن إعتبار الحزب مجرد هيكل من دون روح ، والتي عليها يرتكز أصلاً الدور الحاسم الذي تلعبه الجماهير الشعبية في العملية التاريخية لأعادة صياغة قواعد ومبادئ الحياة الاجتماعية التي يناضل الحزب من أجل تجديدها وتغييرها . وعلى الجماهير هنا كصانع للتاريخ أن تدرك دورها كشرط حاسم في بناء المجتمع الجديد بقيادة حزب يتمتع بقيادة جماعية ونظرية عقائدية ، وإن ذلك يكمن في الأبداع الجماعي الخلاق لها وفي تدفق طاقتها التي لا تنفذ وفي تجربتها المليئة بالحكمة المستنبطة من معاناة ومخاض الحياة اليومية لها في ظل وجود هكذا حزب .. وعليه إن القيادة الجماعية تنبثق من صميم طبيعة الحزب الجماهيري الذي رشحتهُ الجماهير كحزب لأن يكون القائد السياسي لها لينظمها ويربيها على أسس العمل الجماعي المنظم ، ولكي يقودها بنجاح وليلعب دوره القيادي السياسي ينبغي عليه أن يسند عمله بكامله على مرتكزات ديمقراطية حقيقية ليتواصل إرتباطه الجدلي مع الجماهير ، أي بمعنى هناك علاقة جدلية تكاملية بين القيادة الجماعية والنظرية العقائدية للحزب وبين الجماهير ومن دونها يتحول الحزب الى مجرد جمعية أو نادي إجتماعي وليس إلا  . القيادة الجماعية الحقيقية يجب أن تؤمن بصورة مطلقة بضرورة وجود قيادة سياسية وتنظيمية رصينة توضع القرارات المتخذة من قبل مؤتمرات الحزب الدورية موضع التنفيذ الكامل دون تأخير أو تلكوء أو تأجيل ، أي بمعني أن كل قرار يجب أن ينفذ في زمانه ومكانه المحدد بدقة ومهنية ، وأن تؤمن بمبدأ تطوير الحزب كأرقى  شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي السياسي وكقوة قائدة لأنجاز الثورة الاجتماعية في المجتمع . من خلال العمل الجماعي داخل الحزب وفي مجرى المعالجات للأحداث المستجدة في مسيرة الحزب النضالية ، وفي ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي بحرية لتقييم وتقويم المسيرة تتكون وتتبلور السمات النضالية الحقيقية للمناضلين السياسيين من الطراز المبدع والخلاق التي يحتاجها الحزب الثوري الحقيقي لأنجاز الثورة الأجتماعية المنتظرة في المجتمع . إن مبدأ القيادة الجماعية لوحده فقط يتجاوب مع متطلبات استمرار وديمومة الحزب قوياً وموحداً وتصونه وتحافظ على وحدته الفكرية والتنظيمية وبالتالي إبعاده عن الأخطاء والمنزلقات الخطيرة التي تحصل أحياناً في حياة الأحزاب السياسية عند هذا المنعطف أو ذاك خلال المسيرة  النضالية له . ومن شروط ومستلزمات تحقيق القيادة الجماعية للتنظيم السياسي ينبغي أن يتوفر في صفوف أعضائها مناخاً مناسباً من الحرية وجواً من الديمقراطية الحقيقية للتبادل الحر في الأفكار والأراء والمناقشات المفتوحة والحوارات الصريحة في كل شأن من الشؤون وبقدر عال من الشفافية والمصارحة والمكاشفة ، وأن لا يحق لأي عضو في القيادة أن يحاول فرض رأيه أو وجهة نظره بالقوة على الآخرين مهما كان موقعه في القيادة أو أن يضع نفسه فوق الجماعة ، لأن ظهور أو وجود مثل هذه النزعة تقود الى ظهور نزعة قيادة فردية استبدادية ، وبالتالي تظهر ظاهرة تأليه وعبادة الفرد ومن ثم قيام ديكتاتورية فردية بدلاً من ترسخ القيادة الجماعية ، ومن ثم تلغي مبدأ الديمقراطية لحساب ترسيخ المركزية الصارمة في إتخاذ القرارات داخل التنظيم ، وكذلك تلغي مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية في حياة التنظيم الحزبي وهذا يعتبر أخطر ظاهرة تهدد كيان التنظيم السياسي الحزبي في المحافظة على وحدته الفكرية والتنظيمية وتقوده بالتالي الى التفكك والأنحلال . عليه إذا رأت الجماعة أن وجهة نظر أحد أعضائها القياديين مهما كان موقعه بينهم غير صائبة عندها يكون هذا العضو ملزماً بالخضوع لإرادة الأكثرية وعدم القيام بالتبشير بوجهة نظره الشخصية على حساب رأي الأكثرية في القيادة .. وبتأمين هذا الشرط تعكس القرارات المتخذة فعلاً التجربة والخبرة والمعرفة الجماعية المتوفرة لدى الهيئة القيادية للتنظيم الحزبي . وهكذا تعتبر القيادة الجماعية للتنظيم الحزبي والمرتكزة على النظرية العقائدية التي يتبناها التنظيم الحزبي هي المبدأ الأساسي في القيادة السياسية التي تتيح الفرصة المؤاتية لتحقيق كافة الأهداف التي حددها التنظيم الحزبي في برنامجه السياسي ، وعليه يكون فرض على الجميع في التنظيم الحزبي أن تحرص أشد الحرص على أن تنفذ قرارات التنظيم الحزبي الصادرة من المؤتمرات العامة والأجتماعات الموسعة والكونفرنسات الحزبية بدقة ومن قبل الجميع كل حسب موقعه وبقدر ما يمليه عليه ذلك الموقع من الواجبات والألتزامات التنظيمية الحزبية ، وعلى أن تعمل الهيئات الحزبية الجماعية بصورة طبيعية وعلى أن لا تحل الأعتبارات الشخصية وعلاقات المحسوبية والمنسوبية والقرابة محل قراراتها الحزبية المتخذة جماعياً في عملها التنظيمي .
أما من ناحية بناء كوادر حزبية مقتدرة لتولي مهام القيادة الجماعية لهيئات التنظيم الحزبي ينبغي على التنظيم الحزبي بأسره وقياداته العليا بشكل خاص أن تهيئ بصورة دائبة ومنتظمة ومستمرة أشخاص أكفاء لهذه الهيئات ، وأن ينظر بإمعان الى نشاطات كل مرشح الى هذا المنصب القيادي العالي ، وأن يُعرف أيضاً سماتهم الشخصية وميزاتهم وأخطائهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم خلال مسيرتهم النضالية في التنظيم الحزبي والمجتمع قبل توليهم له ، بهذه الصورة وبها فقط نعطي لجماهير المناضلين من أعضاء التنظيم السياسي وموآزريه وأصدقائه قوة التأثير في التنظيم الحزبي - وليس عن طريق الأختيار الكيفي من قبل حلقة ضيقة أو تجمع محدد وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية وعلاقة القرابة – والأمكانية الكافية لمعرفة قادتهم المؤهلين والأكفاء ووضع كل شخص منهم في المكان المناسب له وفق معايير االكفاءة والمقدرة والنزاهة وحسن السلوك ونكران الذات والأستعداد للتضحية وسمو الأخلاق وقوة الشخصية ( الكاريزمة ) .
إن العمل لجذب واستقطاب حلقة واسعة من جماهير التنظيم الحزبي للمشاركة في صياغة القرارات المهمة واستخلاص رأي الأكثرية منها والأستناد عليها والتعبير عن إرادتها ورأيها هو مبدأ تنظيمي وأساسي لحياة التنظيم الحزبي الداخلي ، لأن ذلك يضمن الوصول الى قرارات ناضجة وصائبة تعبر عن إرادة الأكثرية ، وإن تهميش وإقصاء وخرق هذا المبدأ في الحياة الحزبية يؤدي لا محالة الى إنفصال قيادات التنظيم الحزبي على كافة المستويات في الهيكل التنظيمي  للحزب وقادة هيئاته المختلفة عن الجماهير الحزبية وبالتالي يؤدي الى تبني قرارات غير مدروسة وخاطئة تؤدي الى إخفاق التنظيم الحزبي في تحقيق أهدافه المرسومة في منهاجه السياسي .
إن الطريقة العلمية التي يجب إتباعها لمعالجة قضايا القيادة الجماعية في التنظيم السياسي تفرض أيضاً الحل الصائب لمعالجة القضايا المتعلقة بهيبة وشخصية قادة وزعماء التنظيمات المهنية التي تمثل في نشاطها المهني التنظيم السياسي المنبثقة منه ، وإن تلك المعالجات سوف لا تهمش الدور الهام الذي تلعبه قيادات هذه التنظيمات في إعادة بناء مجتمع جديد على أسس جديدة وفق رؤية التنظيم السياسي ، بل ستعزز هذا الدور وتدعمه . إن تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في عمل كل الهيئات الحزبية المنتخبة ديمقراطياً وفق الأصول والسياقات التنظيمية وتأمين عملها المنتظم والمنسجم مع النظرية العقائدية للتنظيم يجب أن يبقى دائماً موضع إهتمام الحزب وأن يعتمد مبدأ القيادة الجماعية كقانون أساسي في حياة الحزب الداخلية وكشرط ضروري لنشاط منظمات الحزب الطبيعي . وإن فلسفة عبادة الفرد وخرق قواعد الديمقراطية داخل التنظيم الحزبي ينتج عنها ما لا يمكن أن يسمح به في حياة الحزب الداخلية لأنها تتناقض مع المبادئ والقواعد التنظيمية الداخلية لحياة الحزب . حيث على الحزب أن يتمسك بهذه المبادئ بحزم لضمان ديمومة القيادة الجماعية في العمل التنظيمي وأن يتم تثبيت ذلك في النظام الداخلي للتنظيم الحزبي وتطبق بحذافيرها بدءً بأصغر وحدة تنظيمية في القاعدة وإنتهاءً بأعلى هيئة قيادية في قِمة الهرم للهيكل التنظيمي للحزب بحزم وصرامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع . ويقتضي من تطبيق مبدأ القيادة الجماعية في العمل السياسي المنظم بأن يبادر أعضاء الحزب على كل المستويات التنظيمية الى توجيه النقد بغرض تقويم وإصلاح هذا القائد أو ذاك في الوقت المناسب عندما تقتضي الضرورة ذلك وفق القواعد والسياقات التنظيمية وأن لا يفسحوا المجال لأن تتحول السلوكيات الشخصية الخاطئة الى أخطاء قاتلة للتنظيم الحزبي من دون أن يكون هناك أية روادع وإجراءات تعيق هكذا ممارسة في توجيه النقد بغرض تقويم القائد . كما ينبغي على القادة الأصغاء بروح نضالية حزبية الى الملاحظات الأنتقادية التي توجه إليهم وأن يتقبلوا تلك الأنتقادات بصدر رحب وبروح رياضية وأن يتخذوا الأجراءات والتدابير الضرورية لتقويم عيوبهم وسلوكهم ذاتياً وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي ، وأن تتخذ المعالجة الواسعة والصريحة للنواقص والأخطاء التي يرتكبها هذا القائد أو ذاك في الهيئات القيادية وعلى مختلف مستويات المسؤولية في التنظيم الحزبي طابعاً تثقيفياً شاملاً ، وعليه تبقى الثقافة الذاتية التنظيمية  والسياسية والاجتماعية للفرد في التنظيم الحزبي هي المصدر والمنبع لبناء كوادر مقتدرة بالدرجة الأساسية قادرة على تقبل مبادئ وقواعد وشروط القيادة الجماعية بمفهومها السياسي الواسع من دون مضاعفات سلبية .
وكل ما ذكرناه بشأن القيادة الجماعية وأهميتها الأستراتيجية وتصدر أولويتها على غيرها من الأولويات المبدئية في عمل التنظيم السياسي نراه بجلاء غائباً بشكل مطلق في حياة كل أحزابنا السياسية العاملة في ساحة أمتنا مع الأسف الشديد ، حيث نرى بالمقابل القيادات لهذه الأحزاب في حالة من الصراعات والمناكفات وتبادل التهم غير المبررة ونزوعهم الى التفرد بالرأي والقرار في كل شأن من شؤون أمتنا ، كل ذلك من أجل المصالح والمكاسب الشخصية الأنانية التي  تؤمنها وتمنحها لهم هذه الاحزاب من خلال المشاركة الرمزية المذلة في مؤسسات السلطات الرسمية على حساب المصلحة القومية لأمتنا ، إضافة الى غياب الثقافة السياسية بشكل خاص والثقافة العامة بشكل عام لدى أغلب الكوادر الرئيسية من الخط الأول والثاني في الهيكل التنظيمي لهذه الأحزاب بسبب عدم إهتمام ورغبة القيادات الحالية لهذه الأحزاب لخلق وبناء كوادر مثقفة ومؤهلة ومقتدرة للمستقبل لكي تضمن استمرارهم وبقائهم الى أطول فترة ممكنة في تصدر قيادات هذه الأحزاب والأستفادة القصوى من الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً .

خوشــابا ســولاقا
3 / ك2 / 2018 م

272
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
كل عام وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
مقالكم الساخر والأستهجاني كعادتكم في الكتابة نراه مقال رائع في مضمونه من حيث الأستهجان بما يرويه التاريخ من وقائع وأحداث وومن حيث السُخرية مما وصلت إليه حواراتنا ونقاشاتنا العقيمة والسقيمة حول الأجماع على تسمية قومية موحدة تجمعنا سوية لنكون أقوياء لأن نقدم أنفسنا الى الآخرين من الشركاء في الوطن بخطاب قومي موحد وتسمية قومية تاريخية موحدة ( صرنا مهزلة تضحك الأمم من جهلنا )، طالما عجزنا ورفعنا الراية البيضاء واستسلمنا لقدر ضعفنا وتعنتنا وتعصبنا في التمسك كل منا بما هو عليه اليوم من تسمية قومية وكنسية وفق منطق التاريخ والجغرافية فليس أمامنا خيار آخر غير القبول بالأمر الواقع وفق منطق التعنت والتعصب وليذهب التاريخ بمعطياته ومنطقه الى  الجحيم .
عزيزي الأستاذ نيسان سمو .... القومية بمفهومها الحديث هي شعور الفرد بالانتماء بكامل إرادته الحرة الى جماعة تماثله بمقومات مشتركة تربطه مصيرياً بها وليس بالضرورة أن تكون اللغة المشتركة هي العامل الحاسم بل حتماً ستكون واحدة من المقومات للهوية القومية للمجموعة .
فإذا كانوا الكلدان والسريان لا يقبلون بالأنتماء للآشـــورية قومياً فذلك شأنهم ومن حقهم أن يختاروا ما يناسبهم من التسمية القومية وليس من حق الآشورين إجبارهم قسراً على قبول أشورتهم .... فليعمل لوحده كل من الكلدان والسريان والآشوريين بالأسم القومي الذي يناسبه ويرتاح له   ، لربما هذا الخيار سيجعلهم يفهمون بعضهم بعضاً أكثر مما هم عليه اليوم من خلافات واختلافات ..... ودمتم بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

273
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي آسو المحترم
[b]تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مبروكم عليكم عيد رأس السنة الميلادية الجديدة وأن تكون سنة خير وبركة للجميع
يبدو أننا نسير على خطين متوازيين لا يمكن لنا أن نلتقي في نقطة واحدة على هذا المسار ..... لأن توجهكم وطروحاتكم بشأن موضوع النقاش حول علاقة الأسلام بالمسيحية على ضوء أحداث التاريخ في بلداننا التاريخية تقول أنه لا يمكن التعايش مع الأسلام والمسلمين وبالتالي يفرض علينا واقع الحال الرحيل والهجرة والتشرد في عشرات البلدان الغربية كما هو حالنا اليوم ونترك الجمل بما حمل .
بينما توجهنا بموجب طروحاتنا هو الصبر والتحمل وعدم تعميم الممارسات الشاذة والمبالغة بها وتهويلها وتضخيمها والتي تحصل هنا وهناك بحق المسيحيين على يد بعض المتطرفين الأسلاميين من أجل أن نبقى في أوطان أبائنا وأجدادنا لكي لا نتشرد وننقرض في نهاية المطاف من الوجود 
ولذلك ولكي لا نخسر بعضنا البعض نقترح التوقف من الأستمرار في هذا الحوار غير المثمر وغير المنتج ...... تقبل تحياتنا ودمتم بخير وسلام .
                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا  - بغداد   
[/b]
[/s

274
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم

تقبلوا جميعاً محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
في البدء نقدم لكم أزكى التهاني ومتمنين لكم أطيب الأمنيات بعيد رأس السنة الميلادية الجديدة 2018 م
جزيل شكرنا مع فائق تقديرنا على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم الرائع له مع إعتزازنا بكل ملاحظاتكم الثرة والتي أغنته ، وبالنظر لوجود اجماع بيننا وبينكم حول جوهر الموضوع أرتأينا أن يكون ردنا لمداخلاتكم رداً موحداً نرجو ان ينال رضاكم وكما يلي :-
كما قلنا لا يمكن لأي عمل سياسي منظم أن يتقدم ويتطور وينجح في تحقيق أهدافه القومية أو الوطنية في أي مجال كان من دون توفر العناصر التالية
أولا : وجود النظرية الفكرية المنبثقة من واقع الظروف الذاتية والموضوعية لساحة العمل السياسي ليسترشد بها التنظيم في عمله .
ثانياً : وجود الأستراتيجية التي تحدد الهدف الأستراتيجي وتحديد القوة الضاربة والفعالة في عملية التغيير الاجتماعي وتحديد الإتجاه الرئيسي لعملية التغيير .
ثالثاً : وجود التكتيك لتنفيذ الأستراتيجية المحددة على شكل مراحل بحسب الأولويات التي تحددها طبيعة الظروف الذاتية والموضوعية والأمكانيات اللوجستية المتاحة ( أي بمعنى تحديد هدف المرحلة حسب الأمكانيات المتاحة ) .
في ظل غياب هذه العوامل الى جانب غياب القيادة الجماعية المنسجمة فكرياً وتنظيمياً في أي عمل سياسي يكون مصيره الفشل المحتم ويتحول التنظيم الذي يقود ذلك العمل السياسي الى سلطة استبدادية وديكتاتورية فردية بيد شخص ويحل نهج وفلسفة عبادة وتأليه الفرد محل الأنسجام والتوافق الفكري والقيادة الجماعية ويخضع بذلك التنظيم الى إرادة فرد ويتحول التنظيم الى مجرد دكان كما وصفها الأخ كوهر يوحنان يخدم مصالح وطموحات الفرد الدكتاتور القابع على رأس الهرم التنظيمي كما هو حال كل التنظيمات الشمولية ومنها تنظيمات أمتنا ، وليس لدينا ما نضيفه ونرجوا أن نكون قد وفقنا في توضيح الأمر أكثر .... دمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

275
الى الأخ العزيز الأستاذ متي آسو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا 
يبدو لنا أنكم تقرأون ما في مخيلتكم وفي طيات قناعاتكم الشخصية ولا ما يكتبه الآخرين .... إن ما كتبناه عن تولي المسيحيين المناصب في أجهزة الدولة هو منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921م التي كأول وزير للصحة فيها طبيب مسيحي من الموصل لا يحضرني أسمه مع الأسف وغيره العشرات في مناصب ومواقع متعددة وانتهاءاً بالنظام السابق الذي كان فيه عملاق الدبلوماسية الخارجية العراقية طارق عزيز المسيحي والمهندس معن سرسم وزيراً للاسكان والأعمار وبهنام خضوري رئيس الدائرة الهندسية في ديوان الرئاسة وغيرهم الكثيرين من وكلاء الوزارات والمدراء العامون في الدولة وأساتذة الجامعات المشهود لهم بالكفاءة والكثير من الضباط في الجيش والقوة الجوية نحن لا نتكلم عن ما حصل بعد 2003 ... لذلك نقول لكم نحن نعيش في عراق اليوم كما عشنا في عراق الأمس البعيد ونحن نعرف ما تختزنه عقول الكثيرين من المتعصبين للدين من كل المكونات ومن كل الأديان هؤلاء هم مصدر الشرور التي أصابتنا وتصيبنا اليوم ..... المسيحين كانوا وما زالوا هم أصحاب العراق وكانوا موضع احترام وتقدير الآخرين باستثناء بعض الشواذ والأفاقين وأمثال هؤلاء موجودين في صفوفنا نحن المسيحيين أيضاً وهم سبب استنزاف وخلو وطننا من وجودنا .... لم يكن هناك في وقت ما قوانين وتعليمات وضوابط إدارية تميز بين المسيحيين وغيرهم كسياسة ممنهجة للدولة وإنما كانت هناك دائماً ممارسات فردية شاذة من هذا المسؤول أو ذاك بحكم المحسوبية والمنسوبية وغيرها من الخصوصيات ضد الجميع .... في أي وقت كان هناك قتل وذبح للمسيحيين على الهوية قبل 2003 ؟؟ ما حصل في زمن سيطرة داعش ليس معياراً للتقييم لأن الكل تضرر وعان من ممارسات داعش الأرهابية وكانت معاناة الأيزيديين أضعاف أضعاف معاناة المسيحيين .... وما تفعله داعش باسم الأسلام لا يختلف إطلاقاً عن ما فعلته الكنيسة من خلال محاكم التفتيش من بشاعة في أوروبا خلال القرون المظلمة ، والسيد القمني بفعله فيما أشرتم إليه في تعقيبكم في فضح الأزهر وداعش لا يختلف دوره عن دور القسيس الألماني مارتن لوثر وجون كيلفن في فضح دور الكنيسة والفاتيكان ، ومثل السيد القمني وطارق حجية وغيرهما بالعشرات في مصر موجودين حولنا بالمئآت في العراق يسعون الى القيام بما قام به مارتن لوثر وجون كيلفن .... نحن شخصياً ندين ونستنكر الممارسات الشاذة التي تشيع العنصرية باشخاصها وليس بتعميمها كما تفعل البعض من ضيقي الصدر والغارقين في التعصب ، وإن التركيز على الممارسات الشاذة وتهويلها وتضخيمها يشجع أبنائنا الى الهجرة والهجرة هي انتحار لأمتنا وفناءاً لوجودها إن كنتم تدركون ذلك يا أستاذ متي ... ودمتم بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

276
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم 
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ متي آسو المحترم

تقبلوا محبتي مع خالص تحياتي
أولاً : شكراً على تعقيباتكم على مداخلتي حول موضوع هذا المقال ... تعقيبي هذا ليس دفاعاً عن دين بعينه وليس تبريراً لما يحصل من ممارسات شاذة ومقيتة من قبل البعض بقدر ما هو التعبير عن الحقيقة الفكرية للفكر الديني عامة وتعامله مع الآخر المختلف وعدم قبوله ورفضه التعايش معه بوسائل شتى بكل الممارسات الدينية قولاً أو فعلاً والتي في النهاية تنتهي بنتيجة واحدة وهي نشر الكراهية والتفرقة بين البشر . 
ثانياً : أنا لم اقل أن جميع الأيان ( أقصد منها فقط الأديان الأبراهيمية ) تكفر الأديان الآخرى بل المقصود هناك من تكفر كالأسلام واليهودية وهناك من تقصي وتعتبر الأديان الآخرى كلها على باطل وهي دين الحق ...
ثالثاً : ليس هناك سياسات ممنهجة ومؤطرة قانونا ضد المسيحيين وأن أغلب المسيحيين هاجروا البلد من دون أي سبب وأغلبهم كانوا مترفين وخريجي الجامعات وكانوا موظفين بمستويات مختلفة في دوائر وأجهزة الدولة حالهم حال بقية مكونات الشعب ولكن بسبب عقدة الكراهية المتأصلة فينا للدين الآخر وبسببها تأصلت فينا قناعة عدم إمكانية التعايش مع المختلف دينيا دفعتنا الى الهجرة الى بلدان المسيحيين منذ ستينيان القرن الماضي وإلا لماذا لم يهاجروا الى اليابان أو الصين أو الهند أو غيرها من البلدان ؟؟ ، هذا هو مرضنا المزمن الخبيث الذي جعلنا نترك وطن أبائنا وأجدادنا التاريخي بمحض إرادتنا دون ضغط من أحد واخترنا العيش بمذلة مع من دمرونا لمجرد كونهم مسيحيين !!! أليس الأمر كذلك ؟؟.
رابعاً : جميع العراقيين سُنة وشيعة وكورد وإيزيديين وصابئة مندائيين والمسيحيين عانوا من ظلم داعش لأن داعش ضد كل من يختلف عنه بالفكر وليس بالدين وفق فهمهم واجتهادهم للدين الأسلامي قتلوا الآلاف من الشيعة ومن السُنة ومن الأيزيديين ولم يقتل من المسيحيين إلا القليل وهناك احصائيات معروفة بهذا الشأن .... أيها الأخوة الهجرة نحن من اخترناها سبيلاً للهروب من واقع وهمي مفترض بمحض إرادتنا ولم تفرض علينا بسبب الظلم ، المسيحيين كانوا متميزين في وظائفهم ومفضلين على غيرهم ومقربين لرؤسائهم وتولوا مناصب كبيرة في الدولة ومشهود لهم بالكفاءة والأخلاص والنزاهة بالعمل وكانوا موضع ثقة الرؤساء والمرؤوسين ولكن الهجرة جعلتنا عبيد العيش وغرباء في بلدان المهجر ....
خامساً : أعتقد نحن نمتلك من القدرة اللغوية الكافية لأستعمال مفردات اللغة العربية في مكانها المطلوب بشكل سليم يا أستاذ متي آسو ولكن حقيقة نفتقر الى القدر الكافي من الكراهية للآخر لكي نقرأ ما يكتب كما يحلو للبعض قرأته لأنني لا أؤمن بالأديان ( الأديان الأبراهيمية ) التي نشرت وتنشر الأحقاد والكراهية للآخر المختلف منذ أو وجدت .
                   ودمتم بخير وسلام .... محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

277
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عيد وعام جديد وأنتم والعائلة الكريمة وأمتنا وعراقنا الموحد بخير وسلام
مقالكم بمجموعه رائع المضمون بالرغم من المبالغة في وصف التجاوزات التي تحصل هنا وهناك من أفراد متطرفين دينياً ولكن ذلك ليس عملاً ممنهجاً ومؤطراً قانونياً ودستورياً وحتى اجتماعياً لذلك أنا لا أتفق معك في طريقة العرض مع الأسف .
ولكن أحمل أجهزة الدولة التنفيذية والقضائية والاجتماعية مسؤولية التقصير في محاسبة القائمين بمثل هذه الممارسات التي تبشر بما ينشر الأحقاد والكراهية والعنصرية بين مكونات الشعب العراق على أساس قومي أو ديني أو مذهبي كونها ممارسات تخالف الدستور وتضر بمصلحة الوحدة الوطنية كما أحمل المؤسسات التربوية بكل مستوياتها ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الأعلام والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والمؤسسات الدينية في تقصيرها في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين مكونات الشعب وثقافة قبول الآخر كما هو دون المساس بخصوصياته . وكما تعلم يا صديقي العزيز أن المشكلة ليست في الناس عندما تتطرف في طرح أفكارها وتتجاوز على الآخر المختلف بسلوكها بل إنها في المعتقد الديني الذي صنع هؤلاء الشواذ الأفاقين الحاقدين ... وكا تعلم يا صديقي العزيز أن الفكر الديني لكل الأديان هو فكر مؤسس على ثقافة تكفير وإقصاء فكر الدين الآخر والأمثلة في التاريخ كثيرة وعديدة ، ومع الآسف يكون عادة ضحية الممارسات الشوفينية التي تمارس تحت يافطات هذه العناوين في المجتمعات ذات التعدديات القومية والدينية والمذهبية أبناء الأقليات القومية والدينية والمذهبية وخاصة في ظل ضعف سلطة الدولة كما هو الحال في العراق اليوم .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

278
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم والعائلة الكريمة وأمتنا وعراقنا بخير وسلام
مقالكم رائع في الطرح والمناقشة وتساؤلكم مشروع وجريء وفي محله في خضم الصراعات الفكرية التي دارت حوله في الماضي والحاضر وما فيه من أمور تتعارض مع العلم الحديث وإنجازاته الهائلة في عصرنا تلك الأنجازات التي نقلت الانسان من عصر الأيمان الفطري بالغيبيات والآلوهيات والتأمل المثالي الى عصر التشكك وقبول اليقين المثبت بالبراهين ( قول وفعل ) ، هذا التطور الهائل في العلم وضع ما قيل عن ولادة وموت وقيامة ومعجزات يسوع المسيح أمام مواقف محرجة ومحيرة وتساؤلات كثيرة وتوسعت بذلك مساحة التشكيك بكل ما قيل عن شخصية يسوع المسيح عن كونها حقيقية أم أسطورة ؟؟
أن واقع الحال لأنتشار المسيحية يؤكد بأن هذا الواقع لم تولده الآسطورة بل هو نتيجة فكر لشخصية تاريخية مبدعة من طراز خاص بحسب اعتقادنا الشخصي ، معطيات واقع الحال تؤكد أن يسوع المسيح شخصية تاريخية وجدت وليست أسطورة أو شخصية وهمية من صنع الخيال بالرغم من قلة ما يؤكد أو ينفي ذلك الوجود من عدمة من أدلة مادية ملموسة ، وإن ما ألقت بضلالها المعتمة على واقع هذه الشخصية التاريخية وحولتها في نظر الخصوم والمتشككين الى شيء من الأسطورة الوهمية هي مبالغات من كتبوا عن يسوع من أتباعه بشكل مبتذل عن ولادته وموته وقيامه ومعجزاته التي تتعارض وتنافي قواعد العلم الحديث . هذه الكتابات هي من خلقت هذه الهالة من الأوهام والخرافة حول شخصية يسوع المسيح الحقيقية كشخصية تاريخية تركت إرث حضاري وثقافي وفكري لا مثيل له على الأرض من حيث الأنتشار .
عزيزي الأستاذ جاك الهوزي ... عندما يتم تشذيب ما نسب ولصق بالسيد يسوع المسيح تلصيقاً مما يتعارض مع قواعد العلم عن تراث وثقافة وفكر المسيح والمسيحية يعود يسوع المسيح شخصية حقيقية تاريخية ذي شأنٌ كبير لا يختلف عليها إثنان.... الانسان اليوم كل ما يخالف العلم لا يقتنع ولا يؤمن به .... هنا تكمن المشكلة لأننا نعيش في عصر يدور الصراع فيه بين العلم ومنطق العقل من جهة وبين الخرافة ومنطق التأمل المثالي من جهة أخرى ...... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

279
الأستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي
خوشابا سولاقا
إن اي عمل سياسي منظم يهدف الى إجراء تغيير ثوري في الواقع الاجتماعي القائم للمجتمع وإعادة بنائه وفق علاقات جديدة لا بد أن تكون له " إستراتيجية " واضحة متكاملة لتحقيق إهدافه البعيدة المدى وعلى أن تغطي هذه الأستراتيجية مرحلة تاريخية كاملة ، وأن يكون لهذا العمل تكتيك لتحقيق تلك الأستراتيجية على شكل مراحل جزئية وبعكسه سوف لا يكتب لذلك العمل السياسي النجاح في إنجاز أهدافه ومهامه ، ولغرض توضيح هذا الأمر لا بد لنا من تقديم تعريف ولو مبسط لمفهومي الأستراتيجية والتكتيك وعلاقتهما الجدلية ببعضهما البعض قبل الخوض في التفاصيل .
الأستراتيجية : يعني مفهوم الأستراتيجية تحديد الأهداف ، وتحديد القوة الضاربة والفعالة في عملية التغيير الأجتماعي ، وتحديد الأتجاه الرئيسي لحركة عملية التغيير ، وتختلف الأستراتيجية السياسية باختلاف المراحل التاريخية لعملية التغيير الأجتماعي .
لا تختلف الأستراتيجية في العمل السياسي عن الأستراتيجية في العمل العسكري من حيث آليات العمل ولكنها تختلف عنها من حيث الأهداف وأدواتها . فالأستراتيجية السياسية في العمل السياسي تتعلق عادة بمرحلة تاريخية كاملة ومحددة ، ولهذا تختلف الأستراتيجيات باختلاف المراحل التاريخية لكل ثورة إجتماعية من الثورات ، فاستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية مثلاً تهدف الى تحرير الوطن من الأستعمار الأجنبي وحليفه الطبيعي الأقطاع المحلي وإشاعة الديمقراطية في المجتمع تختلف عن إستراتيجية الثورة الأشتراكية التي تهدف الى القضاء على الأستغلال الرأسمالي للبرجوازية الرأسمالية الوطنية وبقايا الأقطاع بتأميم وسائل الأنتاج الرئيسية ونزع ملكيتها من الرأسماليين وجعلها ملك للشعب ، وكذلك تختلف إستراتيجية كل ثورة إجتماعية من هذه الثورات باختلاف الظروف الذاتية والموضوعية الخاصة بكل بلد من البلدان .
إلا أنه ما هو ضروري في كل إستراتيجية سياسية هو أن تحدد الأهداف العامة لها ، مثل القضاء على الأستعمار الأجنبي والأقطاع المحلي كما في حالة استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية أو القضاء على الأحتكار والأستغلال الرأسمالي للبرجوازية الرأسمالية الوطنية والأجنبية المستثمرة في البلاد إن وجدت بصورة شاملة كما في حالة إستراتيجية الثورة الأشتراكية مثلاً . أما العنصر الثاني في هيكل الأستراتيجية بعد تحديد الهدف هو تحديد القوى الأجتماعية الضاربة والفعالة والتي لها المصلحة الكبرى في تحقيق الأهداف التي تبتغيها استراتيجية الثورة الأجتماعية ، وكذلك ترتيب هذه القوى بحسب مدى فعاليتها وثوريتها وكفاءتها وقدرتها على الحركة في إحداث التغيير المطلوب . مثلاً في حالة استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية يمكن تحريك قوى اجتماعية عديدة طالما تلك القوى جميعاً تلتقي في معاداتها للأستعمار الأجنبي وإستغلال الاقطاع المحلي ، ولكن في نفس الوقت من الضروري جداً التمييز بين القوى الأساسية والقوى الأحتياطية والقوى الطليعية القائدة للثورة الاجتماعية والقوى المتحالفة معها والقوى المترددة في مواقفها من التغيير الاجتماعي فضلاً عن تحديد القوى المعادية للثورة بمراتبها المختلفة كقوى معادية أساساً وقوى تابعة للنظام القائم ، وأخرى قوى يمكن تحييدها أو شلها عن الحركة في تصديها للثورة . وسوف تختلف طبيعة هذه القوى الثورية منها والمعادية للثورة باختلاف إهداف الثورة وباختلاف طبيعة المرحلة التاريخية لكل ثورة إجتماعية .
فمثلاً هناك فئات من الرأسماليين يشتركون في الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية المعادية للأستعمار الأجنبي والاقطاع المحلي في حدود معينة لأن هذه الثورة سوف تحرر لهم السوق المحلي من سيطرة الرأسمال الأجنبي وإستغلال الأقطاع المحلي ، ولكن نفس الفئات نراها ترفض الأشتراك في الثورة الأشتراكية في مرحلة تاريخيةلاحقة  بل تقوم بمعاداتها بضراوة معاداة صريحة لأن الثورة الأشتراكية بحد ذاتها تسعى الى القضاء على الإستغلال الرأسمالي البرجوازي الوطني للبرجوازية الوطنية وتجعل ملكية وسائل الأنتاج الأساسية ملكية عامة للشعب ، ولهذا السبب يقفون بالضد من الثورة الأشتراكية لأن الثورة الأشتراكية تقضي على مصالح هذه الفئات من الرأسماليين على عكس الثورة الوطنية الديمقراطية حيث تَضمَن لهم مصالحهم . وكذلك ما يُثار في موضوع الأستراتيجية السياسية موضوع العنصر الثالث ، والذي هو إتجاه الضربة الرئيسية لقوى التغيير ، وهي بحد ذاتها قضية خلافية بين واضعي الأستراتيجيات فهناك رأي يؤكد بأن إتجاه الضربة الرئيسية هو جوهر كل إستراتيجية سياسية لمن يفرق بين إتجاه الضربة الرئيسية وبين أهداف المرحلة الأستراتيجية . فمثلاً إذا كان هدف الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية هو القضاء على الأستعمار الأجنبي وحليفه الطبيعي الأقطاع المحلي فإن إتجاه الضربة الرئيسية يكون شل تردد الرأسمالية الوطنية وتخليص جماهير الشعب من قيادتها الفكرية والسياسية والتنظيمية على حد سواء . وهناك رأي آخر على النقيض من الرأي الأول ، حيث يؤكد هذا الرأي على أن يكون إتجاه الضربة الرئيسية أساساً لتحقيق الأهداف الأستراتيجية وأن لا تنحرف الى أية قوة إجتماعية أخرى ، أي بمعنى آخر إذا كانت أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية التحررية القضاء على الأستعمار الأجنبي وتصفية الأقطاع المحلي ، فيكون إتجاه الضربة الرئيسية لهذه الثورة هو الأستعمار الأجنبي والأقطاع المحلي وليس الرأسمالية الوطنية حيث يمكن تحقيق تحالف مع الرأسمالية الوطنية خلال مرحلة التحرر الوطني . المهم إن الأستراتيجية هي خطة ثورية لتحقيق أهداف معينة تؤدي الى تغيير إصطفاف التركيب الطبقي للمجتمع وتغيير مواقع القوى السياسية فيه في مرحلة تاريخية كاملة ، وبالتالي فإن الأستراتيجية تتألف بالضرورة من تحديد للأهداف وتحديد القوى الاجتماعية الضاربة مع التمييز بينها من حيث الكفاءة والقدرة والثورية ثم تحديد خطة الحركة العامة للثورة الأجتماعية لأنجاز التغيير المطلوب .   
التكتيك :
هو أسلوب وأشكال ومناهج النضال لأي تنظيم سياسي لتحقيق مهام معينة في لحظة محددة .. فالتكتيك السياسي لا يختلف عن التكتيك العسكري ، حاله حال الأستراتيجية ، حيث أن التكتيك بحد ذاته جزء مهم وحيوي من الأستراتيجية وهو مرحلة من مراحلها وأنه ينبع منها ويهدف الى تحقيق عملياتها الجزئية في خدمة الهدف الأستراتيجي العام لحركة الثورة الأجتماعية لأنجاز التغيير الأجتماعي المطلوب . فإذن التكتيك يتعلق أساساً بأساليب النضال وأشكاله ومناهجه ووسائله المختلفة ، ولهذا فان شكل الحركة وطبيعتها وتوقيتها عناصر أساسية في كل تكتيك ولهذا نجد في التكتيك مصطلحات ومفاهيم مثل المبادرة والمباغتة وإمكانية التكيف مع الظروف المحيطة وكيفية التحكم والتصرف بالأمكانيات المحدودة لتحقيق أفضل النتائج ، كما نجد هناك نظريات متعددة للأشتباك وأشكالاً متنوعة للهجوم والأنسحاب ، وأساليب مختلفة لأستعمال الأسلحة . فحرب العصابات مثلاً هي شكلاً تكتيكياً من اشكال النضال السياسي لتحقيق أهداف الخطة الأستراتيجية السياسية في حروب حركات وثورات التحرر الوطني من الأستعمار الأجنبي ، وقد تكون حرب العصابات مرحلة داخل حرب ثورية شاملة للتحرر الوطني ، وقد تكون طابعاً شاملاً لهذه الحرب .
ولعل أخطر مسألتين في التكتيك هي حلقتين ، حلقة تحديد موقع العملية المراد القيام بها ، أي موقع الهدف ، وحلقة تحديد الوقت المناسب للقيام بالعملية ، فإن أمكن السيطرة على ذلك الموقع وفي الوقت المحدد لسهلت السيطرة على بقية العمليات والمواقع ، أي أن يكون النجاح في هذه العملية بمثابة مفتاح الحل للعمليات التالية بأقل الخسائر وبأقصر وقت . وكأن تكون هذه الحلقة تعني في التكتيك العسكري في سبيل المثال لا الحصر السيطرة على ممر بري أو مائي أو غيرها من المواقع ذات الأهمية الأستراتيجية في حسم المعركة العسكرية المعينة أو في حسم الحرب ، حيث يشكل السيطرة عليها فتح الطريق الى نصر حاسم على العدو في المواقع الأخرى . في العمل السياسي قد تكون الحلقة الرئيسية في التكتيك مثلاً السيطرة على التجارة الخاجية أو السيطرة على هذه الحلقة من الأقتصاد أو تلك تؤدي بالنتيجة الى السيطرة وتوجيه الأقتصاد الوطني وحمايته . أما ما يخص المسألة الثانية من عناصر التكتيك ألا وهي التوقيت المناسب لأختيار اللحظة المناسبة للقيام بالمهمة المراد القيام بها ، حيث أن أي تقديم أو تأخير في لحظة التنفيذ قد يشكل ذلك سبباً لفشل العملية برمتها مهما توافرت لها الظروف المادية والنفسية ، ولهذا فالتوقيت السليم يشكل عاملاً حاسماً وسراً أساسياً في نجاح أي تكتيك مرحلي ، وبالتالي يصبح القاعدة المادية الرصينة لأنطلاق نجاح الأستراتيجية المخطط لها لأنجاز الأهداف الأساسية للعمل السياسي في إنجاز الثورة الأجتماعية لتغيير المجتمع وإعادة بنائه من جديد وعلى أسس جديدة .
وعلية فالتكتيك هو جزء من اجزاء الأستراتيجية والذي يحقق مرحلة من مراحلها ويخضع لأهدافها ولا يتناقض مع مسارها وإطارها العام . هكذا نجد أن العلاقة بين الأستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي مهما كانت طبيعة هذا العمل هي علاقة جدلية تكاملية لا إنفصام بينهِما وإن إحداهِما تكمل الأخرى .
تساؤل مشروع :

بعد هذا الأستعراض والشرح المبسط لمفهومي الأستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي أي بمعنى في عمل الأحزاب والحركات السياسية ، وكوننا أحد أبناء أمتنا من الكلدان والسُريان والآشوريين أن أتساءل السؤال التالي ، أين أحزابنا الكلدانية والسريانية والآشورية بكل تسمياتها البراقة من هذين المفهومين الذين يشكلان العمود الفقري لأي حزب سياسي رصين ، والحزب الذي لا يمتلك هذه المقومات الى جانب إمتلاكه للنظرية الفكرية المستوحاة من واقع من يدعي تمثيلهم والتي يصوغ مبادئه ومنهاجه السياسي على ضوئها لا يمكن إعتباره في أي حال من الأحوال حزب سياسي عقائدي ، بل يبقى مجرد تجمع غير منسجم ومتجانس فكرياً . حزب تسيره وتتحكم به توجيهات مزاجية فردية متغيرة حسب ما تقتضي المصالح الشخصية للفرد المعني ومنفلتة من إطار المحاسبات التنظيمية المبدئية ، في الحقيقة إن كل أحزابنا عند دراسة واقع حالها من جميع الجوانب سنجدها بأنها أحزاب فاقدة للأيديولوجية والنظرية الفكرية التي من المفروض أن تسترشد بها في صياغة فكرها السياسي واستراتيجيتها وتكتيكها في العمل . من جانب آخر لا نجد كتاباً واحداً وحتى كراساً صغيراً واحداً لأحد قادة أو مؤسسي تلك الأحزاب يتحدث فيه عن الفكر السياسي لتنظيمه ، عدا تلك الوثائق الأنشائية المقتبسة من هنا وهناك التي تصدر من مؤتمراتها العامة والكونفرنسات والاجتماعات والتي عادة تكون مكررة لما سبق ، فهي في الحقيقة لا تختلف في عملها عن الأندية الأجتماعية إن لم تكن دون مستواها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان النادي الثقافي الآثوري في سبعينيات القرن الماضي أفضل بما لا يقاس من جميع احزاب اليوم قاطبة ، وكان هذا النادي أكثر قرباً وأكثر تأثيراً على أبناء امتنا من جميع النواحي ، وإن بعض الأحزاب الآشورية اليوم ولدت من رحم الثقافة القومية والوعي القومي الذي ولدته نشاطات هذا النادي والذي لم يظهر نموذجاً مماثلاً له في تاريخ امتنا بشكل خاص وفي العراق بشكل عام ، وكما وصفه عالم الأجتماع العراقي الكبير المرحوم الدكتور علي الوردي عندما ألقى فيه في أحد الأيام محاضرة عن دور المرأة في المجتمع العراقي حيث كان الحضور من المثقفين كثيفاً قد تجاوز الألف شخص ، حيث أدهش هذا الحضور والنقاشات التي جرت بشأن الموضوع  المحاضر الدكتور الوردي وكان سعيداً جداً بحضوره وإلقائه لهذه المحاضرة . أي من احزابنا الآشورية له مثل هذا التأثير الأيجابي في مجتمعنا الآشوري أو غيره ، حيث كان نظام النادي والثقافة السائدة فيه لا تهمش ولا تقصي احداً من أبناء أمتنا من كل المذاهب والمسميات بل كان بيتاً آمنا للجميع . وبسبب هذه السياسة وهذا التوجه أصبح هدفاً للنظام البعثي الفاشي وتمكن منه بسبب تعاون بعض المرتزقة الخونة من أبناء أمتنا معه والتعويض عنه ببديل مبتذل . كنا دائماً ضحية لخيانات البعض من أبناء أمتنا سابقاً وما زلنا كذلك .. لقد تحولنا في زمن وجود لنا ممثلين في البرلمان الأتحادي وبرلمان أقليم كوردستان من كيان قومي أصيل في الوطن الى مكون مسيحي طارئ على أرض الأباء والأجداد وضيف ثقيل على المعدة كما يقال . ونحن نستقتل مع بعضنا البعض وبكل الوسائل الذميمة على مناصب الذل والهوان التي يُفضل بها علينا الآخرين مشكورين ، يا ممثلينا الأشاوس نحن أهل الدار بالأمس صرنا اليوم على الدار غرباء غير مرغوب بهم لا يأوينا ولا يقينا من حر الصيف ولا من برد الشتاء . أليست هذه مهزلة وإهانة لأمتنا أم ماذا نسميها ؟ .

خوشــابا ســـولاقا
29 / ك1 / 2017 م         

280
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم وأمتنا ووطننا العراق بخير وسلام
مقالكم النقدي الساخر من هذا المعتوه الأمير جارلس وريث الجريمة والخيانة رائع لعل تنفع معه الذكرى هذا من جانب ، ولكن من جانب آخر يبدو لي أن هذا الأمير لم يقرأ تاريخ أجداده المجرمين حكام بريطانيا العظمى تلك الأمبراطورية الوقحة والسيئة الصيت والتاريخ التي لا تغيب عنها الشمس كما كان يحلو لهم تسميتها في حينها وما أقترفوه من خسة وخيانة ونذالة وعدم الوفاء لقيم الحياة والأخلاق بحق أمتنا الآشورية حليفهم الصغير وكيف نكثوا وعودهم التي قطعوها لها في اجتماع أورميا على لسان ممثلهم العقيد غريسي في كانون الثاني سنة 1918 م بحضور شهيد الأمة الآشورية مار بنيامين شمعون والقنصل الروسي والفرنسي ورئيس البعثة الطبية الأمريكية في أورميا بإقامة كيان خاص بالآشوريين في مناطق سكناهم بعد الأنتصار في الحرب مقابل قبول الآشوريين بدخول الحرب كحلفاء بعد انسحاب الروس من الحرب بعد الثورة البلشفية سنة 1917 م .... هذا الأمير لو كان قد قرأ هذا التاريخ المخجل لأجداده لخجل من نفسه قبل أن يُصرح بهذا التصريح الوقح الذي يبكي فيه على من ذبحوهم أجداده قبل قرنٍ من الزمن وحرموهم من حقوقهم القومية والانسانية ولكن هذا هو ديدن الأنكليز يقتلون القتيل ويسيرون في مقدمة جنازته دون خجل والأمثلة عنهم كثيرة ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

281
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي عبرتم فيها خير تعبير عن حالة وطننا العراق وما وصل إليه من وضع مزري بسبب غياب القادة الذين يحملون بحق الولاء للوطن والشعب والهوية الوطنية بقدر ما هم موالين لقرار الآخرين بسبب ولائهم للخصوصيات الفرعية هذا من جهة ومن جهة ثانية أن الغالبية من الشعب ولائهم لخصوصياتهم الفرعية أكثر بكثير مما هو للوطن والهوية الوطنية وهذا ما زادَ في الطين بله وما فسح المجال للفاسدين أن يتمعنوا في فسادهم وسرقاتهم للمال العام بذريعة حماية الهوية الفرعية للخصوصيات فزادوا الفاسدين ثرائاً وعامة الشعب فقراً وبؤساً .... ولتغيير هذا الوضع يحتاج الى جهود كبيرة ووقت طويل لتوعية الناس وإعادة بناء الأنسان العراقي بوعي سياسي وطني عالي قبل بناء الوطن ، إنها بحق معادلة صعبة ومعقدة للغاية يا صديقي العزيز جان يلدا خوشابا ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

282
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والناشط القومي الأستاذ آشور كوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا المتواضع بمداخلتكم التي لا تخلو من ملاحظات قيّمة تغني المقال ومروركم يشرفنا .
عزيزي الأخ آشور اكتفي بالتعقيب على مداخلتكم وتلك القصة الرائعة التي قرأتها قبل أسابيع في الفيسبوك لكاتب عراقي وهو يسخر من دور القضاء بإعتباره سبب في انتشار الفساد لكونه شريك ومتعاون مع الفساد والفاسدين ، بما قاله ابن خلدون ... " فساد القضاء يفضي الى نهاية الدولة " أعتقد إنه الجواب الشافي والوافي لما أردت قوله .... نحن ككتاب نكتب وننتقد ما نراه ليس في صالح الوطن ونطرح ما نراه من معالجات ونضعها أمام المسؤول وهو أضعف الأيمان فإن أُخذ بها فبها الخير ونكون قد أدينا جزء من الواجب الوطني وإن لا فهو حر ويتحمل المسؤولية أمام التاريخ .....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغدا
د

283
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الشاعر زاهر دودا المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة الثرة التي أغنيتم بها مقالنا ، نحن بالتأكيد لا نختلف معكم في أي نقطة ذكرتموها لأن كل شيء أصبح أمراً واقعاً في العراق لا يختلف عليه إثنان الدولة بكل مفاصلها وبأغلب قياداتها دولة فاسدة ولكن هناك بين هذا الحشر من الفاسدين ناس وطنيين مخلصين يريدون ويعملون ويسعون لخير الوطن والشعب يتطلب الأمر من الجميع دعمهم ومساندتهم بما أمكن وأضعف الأيمان هو الكتابة عن كل ما نراه سيئاً وننتقده ونحاول تقديم المعالجة بما نراه صائباً لصالح البلد لربما يؤخذ به من قبل الآخرين وهذا ما نفعله شخصياً من خلال كل كتاباتنا وقصدناه في هذا المقال يا أعز الأصدقاء .... إن مصلحة أبناء أمتنا لا تنفصل عن مصلحة الوطن فإذا أصاب الوطن السوء يصيبنا نحن أيضاً وإن أصابها الخير أصابنا نحن أيضاً أي بمعنى إن الحل الأمثل لقضيتنا القومية كأمة أصيلة يأتي من خلال حل القضية الوطنية على أساس التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية دولة المواطنة لا دين ولا قومية لها وهذا ما أتمنى أن يعرفوه ويعوه جيداً المتطرفين من أبناء أمتنا لأن أمتنا في وحدة جدلية مع الأمة العراقية وهي جزءٌ منها وهذا هو الواقع .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

284
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة السياسية التحليلية الثرة بمقالنا المتواضع حول ما يجري وما هو قائم وما يتوقع له الحدوث على الساحة السياسية في العراق بعد الأنتصار العسكري على شراذم داعش الأجرامية الأرهابية .... إنه حقيقة موضوع مهم يستوجب التوقف عنده بشيء من التحليل الواقعي والموضوعي بغرض تجاوز مرحلة ما بعد داعش بمخرجات تخدم وحدة الوطن والشعب بكل مكوناته في دولة مدنية ديمقراطية دولة المواطنة يحكمها الدستور والقانون وليس دولة المكونات تحكمها الميليشيات المسلحة بشكل مزاجي دولة يكون تعاملها مع الجميع على أساس المواطنة وليس على أساس الخصوصيات الفرعية ومنطق ونهج الأكثرية والأقلية ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

285
العراق ما بعد داعش ... ما هي التحديات وما هي المعالجات
خوشابا سولاقا
كما هو معلوم ومعروف لدى كل المعنيين والمطلعين على الوضع السياسي المحاصصي في العراق القائم على الطائفية السياسية والأثنية الشوفينية بعد سقوط النظام البعثي الصدامي سنة 2003 م على يد القوات الأمريكية وحلفائها الغربيين وأصدقائهما من العرب حصلت خلافات وصراعات حادة بين حلفاء الأمس على توزيع الغنائم والتي أنتهت بانتهاج سياسة طائفية ممنهجة بأمتياز في المحافظات السنية ربما بتوجيه جهات أجنبية وأقليمية لغاية في نفوسهم وبذلك أصبحت الساحة السياسية العراقية مهيئة لظهور داعش كظاهرة ذات توجه متطرف في الأرهاب وتمكنت داعش في حزيران من عام 2014 من السيطرة الكاملة على ما مساحته 40 % من مساحة العراق ذات الأغلبية السُنية من دون مقاومة تذكر من لدن الدولة الأتحادية بقيادة السيد نوري كامل المالكي وأعلنت دولتها المزعومة في العراق والشام ، وبذلك باتت داعش على أسوار بغداد تدق أبوابها وكانت الحكومة الأتحادية على وشك السقوط والأنهيار التام مما دعت المرجعية الشيعية في النجف الأشرف لأنقاذ الموقف على لسان المرجع الأعلى السيد على السيستاني الى إعلان فتوة الجهاد الكفائي للتطوع في صفوف القوات الأمنية من الجيش والشرطة لمواجهة الأرهاب الداعشي وإيقاف تقدمه الى عمق بغداد فتشكل على أثر هذه الفتوة فصائل ما سميت " بالحشد الشعبي " .
بعد انتهاء الولاية الثانية للسيد نوري المالكي وتولي الدكتور حيدر العبادي رئاسة مجلس الوزراء بدأت حرب التحرير لتحرير العراق من دنس داعش الأرهابي وتوالت الأنتصارات الباهرة للقوات الأمنية العراقية وتوالت بذلك تحرير مدينة إثر مدينة بدءاً بمدينة آمرلي وانتهاءاً بمدينة راوه مروراً بالفلوجة والرمادي وتكريت والموصل والحويجة وفي الثامن من كانون الأول من سنة 2017 م تم إعلان النصر العسكري من قبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على داعش وتحرير الأرض العراقية بالكامل وكان هذا النصر الكبير قد سجل دعماً وتأييداً سياسياً وشعبياً للدكتور حيدر العبادي إلا أن ذلك بالرغم من كل شيء وضع العبادي أمام مرحلة جديدة فيها الكثير من التحديات الكبيرة والخطيرة يتطلب منه مواجهتها بحزم وقوة وصبر لأستكمال النصر العسكري الذي تحقق على إرهاب داعش وتعزيزه بنصر سياسي ايديولوجي لأستئصال الداعشية كفكر وكمنهج صار لهما جذور في المجتمع العراقي وهذه التحديات تشمل الملفات التالية :-
أولاً : ملف مكافحة الفساد المالي والأداري المستشري في كافة أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والذي قادته قيادات وعناصر الأحزاب الحاكمة المتنفذه والتي جعلت من الفساد ظاهرة اجتماعية سائدة لكونه ليس فساد أفراد بل كونه فساد البنى التحتية لتركيبة النظام السياسي المحاصصي ، هذا الملف الذي من خلاله سرقت أكثر من 500 مليار دولار من أموال الشعب العراقي التي يستوجب إعادتها الى خزينة الدولة من قبل من يقود حملة مكافحة الفساد ، هذا العمل يتطلب تعاون ومشاركة كل القوى الوطنية العراقية الشريفة بكل توجهاتها وانتماءآتها الفكرية والسياسية من كل المكونات وبذل قصارى جهدها لفرز وكشف وحصر الفاسدين وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل وفقاً للقانون .
المعالجات المهمة وذات الأولوية هي إتخاذ الأجراءآت العاجلة من قبل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد بإعداد قوائم بأسماء المشكوك بهم من الفاسدين ومنعهم من السفر وتفعيل مبدأ " من أين لك هذا ؟ " وتشريع قانون بذلك والتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الكبرى الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن الدولي والدول ذات العلاقة بأرصدة الفاسدين لتجميد أرصدة المشكوك بأمرهم من المسؤولين منذ سنة 2003 وبضمنهم المسؤولين في الأقليم والقبض عليهم وجلبهم الى العراق بالتعاون مع الأنتربول لمساءلتهم والتحقيق معهم .
   
ثانياً : ملف نزع سلاح الميليشيات الغير مرخصة قانوناً وحصر السلاح بيد الدولة وحدها دون سواها وانهاء مظاهر التسلح في الشارع وهو ملف لا يقل خطورة على مصلحة العراق واستقراره وأمن شعبه عن ملف داعش الأرهابي بكل المقاييس .
ولمعالجة هذا الملف بحزم وبشكل جذري ونهائي تقوم الحكومة بإعطاء مُحلة محددة لقادة تلك الفصائل لحلها وتسليم أسلحتهم الى الدولة وبعكسه تتولى القوات المسلحة مهمة نزع سلاحهم وفق القانون النافذ .
 
ثالثاً : معالجة ملف ملاحقة الخلايا النائمة لداعش وبقاياها والمتعاونين معها يتم من قبل القوات الأمنية بالتعاون مع شيوخ العشائر في المناطق المعنية مع أخذ تعهدات من المشمولين بالتحقيق وبضمان شيوخ عشائرهم وفقاً للقانون وذلك لمنعها من المعاودة مرة أخرى لممارسة الأرهاب والتعاون مع التنظيمات المتطرفة بأي شكل كان. لأن الأنتصار العسكري على داعش لا يعني أبداً الأنتصار على الأفكار والأيديولوجية الداعشية لأستتباب الأمن والأستقرار المجتمعي والسلم الأهلي في البلاد

رابعاً : ملف حل الخلافات بين بغداد وأربيل الخلافات التي طافت على سطح الأحداث بعد الأستفتاء في 25 / أيلول / 2017 م على فصل الأقليم عن جسد العراق لأعلان الدولة الكوردية المستقلة .
معالجة هذه الخلافات يجب أن تتم في إطار الدولة العراقية الفيدرالية الموحدة عبر الحوار الوطني الصريح والمباشر تحت سقف الدستور وبالصورة التي يتم من خلالها ضمان الحقوق القومية والثقافية والدينية لكل الأقليات القومية والدينية الأصيلة في الدولة الأتحادية والأقليم لأن ذلك يشكل الضمان الحقيقي لحماية وحدة العراق أرضاً وشعباً لأن الديمقراطية تعني ضمان حقوق الأقليات وليست فقط تحقيق سلطة وحكم الأكثريات مع إقصاء وتهميش الأقليات كما هو الحال حالياً ومن دون ذلك لا يمكن للأكثريات أن تتمتع بالأمن والأمان والأستقرار .
خامساً : ملف تحقيق المصالحة الوطنية المجتمعية الحقيقية بين مكونات الشعب العراقي وذلك من خلال الحوار والأنفتاح الديمقراطي المباشر مع الفصائل السياسية المتخاصمة وليس من خلال الفصائل المشاركة في العملية السياسية الجارية حالياً ، وهذا يتطلب إعادة النظر في أسس وفلسفة ومنهج بناء العملية السياسية المنتجة للمصالحة الوطنية الراسخة وتصحيح مساراتها لأن هذا هو ما يؤدي الى وقف الأقتتال في الحرب الأهلية الغير معلنة رسمياً منذ أربعة عشر عاماً في العراق ومن دون تحقيق المصالحة الوطنية المجتمعية الحقيقية لا يمكن للعراق أن يستقر وينعم بالسلام والأمن والأمان الدائم .
 
سادساً : ملف عودة النازحين الى ديارهم وتعويضهم ما خسروه وإعادة اعمار مدنهم وقصباتهم وتوفير لهم العيش الآمن والمناسب ولو بالحد الأدنى في الظروف الراهنة ، وبالتالي إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في تلك المناطق لأعادة الحياة الى طبيعتها كما كانت قبل النزوح منها .
كل هذه الملفات الخطيرة في ظل الوضع المالي والأقتصادي المتردي للعراق وفي ظل الصراعات والمناكفات السياسية بين القوى الممثلة للمكونات العراقية التي كل منها تسعى للحصول على حصة الأسد من الكعكة ، وفي ظل التدخلات الدولية والأقليمية في رسم الخارطة السياسية لمستقبل العراق السياسي تضع الدكتور حيدر العبادي في موقف محرج وصعب للغاية وعاجزاً للتعامل معها بفعالية وحزم وصولاً الى الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق الذي وصل إليه العراق من دون أولاً إلغاء نظام المحاصصة الطائفية والأثنية وبناء دولة المواطنة المدنية بدلاً من دولة المكونات ، وثانياً دعم وإسناد وتعاون المجتمع الدولي من دول الأقليم والولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف الدولي والدول الصديقة حصراً في كل المجالات المالية والأقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية والخبرة الفنية لتمكين العراق من التصدي لهذه الملفات التي تهدد كيانه . كما كانت الحرب على داعش مُهِمة دولية تعاون الجميع في دعم العراق للأنتصار عسكرياً على داعش وحارب نيابة عن الجميع يجب أن تكون مهمة إعادة إعماره  والتصدي للتحديات التي تواجهه أيضاً مهمة الجميع .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 14 / ك1 / 2017 م 

286
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ زاهر دودا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة والتي كانت بحق إغناءً وإثراءً لمقالنا .... أخي العزيز ليس لدينا ما نضيفه الى ما تم ذكره غير أن نقول إن الانسان هو صانع كل شيء وهو مصدر الخير والشر في الحياة فمتى ما تغلبت نزعة الخير في نفسية وعقلية
 الانسان على نزعة الشر بحكم تطور الوعي الثقافي والاجتماعي والتعايش السلمي المشترك على أساس وحدة الانسانية بالخلق لدى البشر عندها تَرجح كفة السلام على كفة العنف والحروب وشرورها في ميزان الحياة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

287
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبل محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم له وكانت مداخلتكم إثراءً له .....
أكيد أن مصدر الحروب تاريخياً وفي أية بقعة من الأرض منذ أو وجد الانسان هو الصراع على المصالح ، المصالح بكل أشكالها المادية والمعنوية ، ولكن مشكلة الحروب تكمن في عجز الانسان عن التصدي لها لعجزه عن فهمه لقيمته الأعتبارية كخالق لكل شيء بأعتباره أنه أغلى رأسمال في الوجود .
ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

288
هل أن الحرب تصنع السلام الدائم أم أن السلام يمنع الحرب ؟
خوشابا سولاقا
منذ عام 1961 م الحرب قد أندلعت في العراق بين الحركة الكوردية بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني ومؤيديه من أنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني من كل القوميات القاطنة في شمال العراق من جهة والحكومة العراقية من جهة أخرى واستخدم فيها كل أنواع الأسلحة التي كانت بحوزة الطرفين وماتوا على أثرها الكثيرين من الشباب العراقيين باسم تحقيق الحقوق القومية للكورد كما كانت تدعي الحركة الكوردية في الوقت الذي كان المندسين من القتلة واللصوص وشذاذ الأفاق من الكورد يقتلون سكان القرى الآمنة في شمال العراق من الرجال المسنين والنساء المسالمين بدمٍ بارد بذرائع شتى ممن لا يلبون رغباتهم الهمجية كلصوص محترفين وكانت قريتينا على سبيل المثال وليس الحصر نحن عشيرة البيلاتي الآشورية المسيحية سردشت وهلوه التابعتان لناحية برواري بالا قضاء العمادية محافظة دهوك الحالية أنموذجاً حيث تعرضتا لمثل هذه الجرائم البشعة التي يندى لها الجبين والتي أُرتكبت من قبل المدعين بأنهم مقاتلين البيشمركة للحركة الكوردية وقد قتل ( 23 ) رجلاً من قريتينا بينهم قسيس قرية هلوة ، وعلى خلفية هذه المجزرة كنا نحن شخصياً وعشرة آخرين بأعمار دون الأربعة عشر ربيعاً من العمر من أبناء قرية سردشت واحداً من الذين هربوا ونجوا بأعجوبة وبقدرة قادر من القتل في ليل هالك وقارص البرودة وقريتينا تعبث بهما اللصوص وشراذم القتلة من الكورد ووصلنا بعد هروبنا الى مدينة العمادية بعد يومين ونحن شبه حفاة الأقدام من أي حذاء وبملابس رثة ولم نحمل معنا درهماً واحداً ونحن نتضرع جوعاً وقد أوونا بعض الكرماء من المعارف الكورد من مدينة العمادية ، ونحن هنا لسنا بصدد سرد الأحداث المؤلمة بقدر ما نحن بصدده مما ارتكبت من البشائع من قبل شذاذ الآفاق باسم الحركة الكوردية هذا من جانب ومن الجانب الآخر كيف كانت القرى الفقيرة الآمنة في الشمال تتعرض للقصف من الجو والبر من قبل قوات الحكومة باسم الدفاع عن العراق ووحدة الوطن ، ولكن في النهاية كان المواطن الفقير في الحالتين يعيش بين نارين وهو الضحية والوقود الذي تلتهمه نيران هذه الحرب العبثية التي يفتقر عقول صانعيها ومشعليها الى منطق العقل والحوار والتفاوض  بروح وطنية صادقة يكون الهدف منها ضمان مصلحة وحياة المواطن العراقي وحقن دمائه بغض النظر عن ما يكون انتمائه القومي والديني والمذهبي ...
هناك من يقول أن الحروب هي من تصنع السلام بينما في الحقيقة أن السلام هو من يمنع الحروب بعد أن تذوق الشعوب مُرّ ويلاتها ودمارها وكوارثها ومآسيها الأجتماعية ، حيث أن كل حرب حتماً تنتهي بانتشار الجريمة وشيوعها بكل أشكالها والفساد الأخلاقي والاجتماعي وغيرها من الأمراض الاجتماعية في المجتمع بحكم ظروف العيش وبسبب ما تُخلفه الحروب من اختلالات في التوازن الديموغرفي والاجتماعي والمستوى المعاشي للمجتمع في مواجهة التحديات الحياتية بمختلف أشكالها ، وهذا ما حصل في مجتمع شمال العراق للفترة ( 1961 – 1991 ) م .
كل ما جرى من أحداث حربية في شمال العراق بعد عام 1961 م والتي آخرها كان استخدام السلاح الكيمياوي في حلبجة والأنفال في نهاية الثمانينات من القرن الماضي من قبل النظام البعثي الصدامي ، والذي على أثره انهارت الحركة الكوردية ولاذوا أتباعها وقادتها بالفرار والهروب مذعورين الى دول الجوار لأنقاذ حياتهم والسكن في المخيمات في ظروف مزرية وماتوا عشرات الآلاف من الفقراء وتهجير مئآت الآلاف منهم من سكان القرى الى جنوب ووسط العراق وصحاريه ممن لا خيار لهم في إشعال أو إيقاف تلك الحروب التي ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل غير كونهم مجرد سكنة ساحات تلك الحروب العبثية المجنونة .
وهنا نسأل ما الذي كسبوه فقراء العراق ( الشعب العراقي ) من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه من كل مكوناته القومية والدينية من هذه الحروب غير الأحتلال الأميريكي لبلدهم والتحكم بمقدراتهم ومصادرة حريتهم وقرارهم باسم الحرية والديمقراطية ؟؟ وما الذي كسبوه قاداتهم السياسيين غير المناصب المذلة والمهينة والمرتهنة إرادتهم الوطنية لأرادة الأجنبي المحتل ؟ ، بينما لو كانوا القادة السياسيين قد اعتمدوا منطق العقل والحوار الوطني لحل ما كان بينهم من خلافات واختلافات حول الحقوق القومية والمصالح الوطنية بدلاً من اختيار لغة السلاح والحرب لكانت النتائج أفضل للجميع من دون كل هذه التضحيات التي خلَّفت كل هذا الخراب والدمار بحق الوطن والشعب وهدر أمواله على حساب فقر وبؤس الملايين من أبناء الشعب وترك الملايين من اليتامى من دون تعليم وجيوش من الأرامل والثكالى .... عادة وكما يخبرنا التاريخ هكذا هي نتائج الحروب حيث ليس فيها منتصر ورابح لأن المنتصر فيها عسكرياً يكون خاسراً في جوانب أخرى .
الحرب لا تصنع السلام الدائم بل أن كل حرب حتماً تنتهي بسلام مؤقت والمهزوم في فترة السلام هذه يعيش لينتهز الفرصة المناسبة ليتربص بخصمه ليعلن علية الحرب لينتقم لهزيمته ، والمنتصر يعيش في حالة من القلق والخوف والترقب من شر انتقام المهزوم ، أي بمعنى أن السلام المؤقت الذي تحققه الحرب هو مجرد استراحة مقاتل والحربين العالميتين بنتائجهما الكارثية خير دليل على ما نقول حيث تم تبادل مواقع المنتصر والمهزوم بمقتل الملايين من فقراء الشعوب المختلفة ، وأخيراً وجدوا القادة السياسيين والمفكرين العقلاء للأمم التي خاضت الحربين العالميتين أن السلام الدائم الذي يبعدها من شرور الحروب وكوارثها يأتي من خلال الحوار العقلاني وتوازن المصالح وتوزيع الأدوار واستثمار المقدرات المالية والعلمية والثقافية والحضارية للجميع من أجل مصلحة الجميع هو الخيار الأمثل الذي يجعلهم يعيشون في أمن ورفاه وسلام بعد أن اكتشفوا أخيراً أن ما يمتلكونه من وسائل القوة العسكرية المدمرة سوف لا يخرج منتصر من أية حرب لو اندلعت لأي سبب كان .   
لو كانوا القادة السياسيين العراقيين من كل المكونات قد استفادوا من تجارب الأخرين في الحرب والسلام منذ سنة 1958 م لما مرَّ العراق وشعبه بكل ما مرَّ به من الحروب العبثية وويلاتها ومصائبها ولما وصل العراق الى ما هو علية اليوم .... متى سيعقُل السياسيين العراقيين ويقدمون مصالح شعبهم على مصالحهم الشخصية لبناء وطن بدلاً من بناء مجدٌ شخصي لهم ؟ .

خوشــابا ســولاقا
بغداد 8 / ك1 / 2017 م       


289
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المرموق الأستاذ عبدالأحد سليمان بولص المحترم
تقبل محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
 مقالكم رائع وهو لم يخرج من حيث المضمون عن ما كُتب عنه من قبل الكثيرين من كتاب هذا الموقع ونحن منهم ولكن كل ذلك لم يترك أثراً إيجابياً بالأتجاة المطلوب والمفروض أن يكون على أرض الواقع .
مما لا شك فية يا أستاذنا العزيز وبحسب المقومات التي تحدد مفهوم الأنتماء القومي لأية مجموعة بشرية في العالم ، أن الكلدان والسريان والآشوريين الحاليين الذين تجمعهم جغرافية واحدة هم قومية واحدة لا خلاف على ذلك ولكن بثلاثة تسميات مرتبطة بمذهبية لاهوتية كنسية التي جعلتها تبتعد عن قبول بعضها البعض الى درجة العداء المستميت ونكران الآخر . أي بمعنى أن المذهبية اللاهوتية الكنسية هي سبب التشرذم والتمزق والتنكر للآخر الذي تعيشه أمتنا اليوم .
من المستحيل أن نكون قومية معترف بها وبتسمية قومية معينة ما لم ترتبط تلك التسمية بخلفية حضارية وثقافية تاريخية ممتدة بجذورها في عمق تاريخ أرض بعينها التي بالتالي تشكل الهوية القومية للأمة ، أي بمعنى لا بد لنا أن نعود الى التاريخ لتحديد المعالم الموضوعية لتلك الهوية لنتمكن بالتالي تحديد التسمية القومية المناسبة ليكون وجودنا القومي مرتبط بإرث حضاري عليه بصماتنا لنثبت من خلاله للآخرين من نحن ومن كنا ومن نكون اليوم ليكون بذلك هذا الوجود يمتلك الشرعية التاريخية والقانونية . أمتنا التي هي صاحبة أقدم وأعرق حضارة إنسانية في التاريخ ليس من حقنا نحن ورثتها اليوم أن نتخلى عن تلك الشرعية التاريخية مجاملة ومراعاةً لما فرض علينا من تسميات مذهبية لاهوتية من قبل الآخرين والتي صرنا أسرى لخزعبلاتها لغرضٍ في نفوسهم المريضة ، بل علينا أن نكون بمستوى من الشجاعة والجرأة والصراحة لأن نعيد دراسة التاريخ من جديد وفق معطيات الجغرافية ومعطيات مقتنيات متاحف التاريخ في العالم لنعرف من نكون ؟ ، أحفاد أيٌ من الأجداد التي تليق بنا تبنيهم لأن ننتسب إليهم ونتسمى بتسميتهم القومية ... وهذا الأمر سهل للغاية لو صفت نوايانا كمثقفين متحضرين أبناء الحاضر ومن دون مجاملات لما نتبناه حالياً من التسميات المفروضة علينا منذ زمنٍ ليس ببعيد في عمق التاريخ ... لنجد ما هي التسمية الأنسب لنا والتي تجعلنا نتفاخر ونتباهى ونعتز بها أكثر من غيرها أليس هذا هو الأفضل لنا ؟؟ لنتحرر من عقد التسميات والمجاملات ومن الضعف الذي يغزو نفوسنا ويقتل إرادتنا في اتخاذ القرار المناسب بحق تسمية أمتنا . ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                               

                              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد


290
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ زاهر دودا المحترم
تقبل محبتي مع خالص تحياتي
 ليس بوسعي أن أقول غير أن أحييك من الأعماق على صدق هذا المقال التحليلي والنقدي الرائع الذي وضعتَ فيه النقاط على الحروف ، وكذلك بينتَ مدى استمرار المساعي التي بدأت بالمجمع المسكوني في مدينة أفسس سنة 431 م لتدمير كنيسة المشرق وتفكيك الوجود الآشوري الحامل لراية تلك الكنيسة التي تأسست منذ منتصف القرن الأول الميلادي وتحديداً سنة 49 م ، وجاء هذا المجمع السنهادوسي الذي انعقد في روما قبل أيام بمخرجات بيانه النهائي استمراراً لتلك المساعي ، حيث دعى الى التفكك بدلاً من الدعوة الى الوحدة والعودة الى الأصل على الأسس الصحيحة .... على أية حال يا أستاذ زاهر لقد قلتم ما يجب أن يُقال ، وفيت وأكتفيت ولكن من يسمع صوتك الذي هو صوت الحق والحقيقة ؟؟ ، وكما قال القائل ( أسمعتَ لو ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ) ، أن المُطبلين والمُزمرين للباطل في   هذا الزمان صوتهم أقوى وأعلى ويصمُ الأذان الطرشى لمن يجهلون الحقيقة التاريخية لأصلهم القومي والكنسي وهنا تكمن المشكلة يا أستاذ زاهر الموقر ...... ودمتُ والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكَ أخوكَ وصديقكَ : خوشابا سولاقا - بغداد 

291
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
حقيقة هي رسالة تستحق الثناء عليها لأنها تطالب بحق قانوني واضح وضوح الشمس في النهار ، ولكن يا صديقنا العزيز كما يُقال " أسمعتَ لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي " ، هؤلاء تاريخهم معروف لنا كله إغتصاب لحقوق الآخرين ممن تعايشوا معهم بإخلاص وليس لهم وفاء لا لصديق ولا لجار ولا لصاحب فضل عليهم ، والتعليم والثقافة والعيش في الغرب لم ولن تغير من طبعهم وطبيعتهم الغريزية في اغتصاب حقوق الأضعف منهم ، ولكنهم يخضعون بخنوع مُذل ويذلون أنفسهم أمام جبروت القوي الأقوى منهم ، وعليه نقول يا أخينا وصديقنا الكريم جان أن كل ما نسمعه منهم من وعود معسولة ومن كلام منمق حول الحقوق والعيش المشترك متساوين في الحقوق والواجبات هو " كلام الليل يمحيهِ النهار " وبالتالي ليس بوسعنا إلا أن نكرر القول " المجرب لا يجرب " ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

292
الى الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
رسالتكم موضع تقدير واحترام كل عراقي وطني مخلص لكونها نابعة من حبكم وحرصكم على مصلحة العراق وشعبه ولكنها لا تمتلك مبرراتها القانونية والموضوعية للأسباب التالية :-
أولاً : إن الأرض التي تسمى اليوم من شمال العراق كوردستان ليست أرض محتلة بمعنى الكلمة للأحتلال او الأستعمار ليكون من حق شعبها تقرير مصيرها بالأستقلال من ظلم وطغيان ووجود المحتل الغاصب للأرض وما عليها .
ثانياً : أن الكورد طيلة تاريخهم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 شريك كامل الشراكة مع العرب وغيرهم في إدارة البلاد وبنسبة مساوية للعرب إن لم يكن أكثر وحتى في زمن صدام بغض النظر عن ولاءآت المشاركين في الحكم الحزبية ، وكانت لهم مؤسسات الحكم الذاتي الكامل الصلاحيات في محافظاتهم الحالية إضافة الى مشاركتهم الكبيرة في مؤسسات الدولة المركزية .
ثالثاً : بعد السقوط في 2003 كان الكورد لهم حصة الأسد في إدارة الدولة المركزية من خلال ممثليهم في المواقع السيادية ، وشاركوا بفعالية مع العرب الشيعة في كتابة الدستور الحالي وكتبوه بموجب ما يحقق لهم ما يطمحون إليه من مكاسب قومية .
رابعاً : الكورد بموجب هذا الدستور الذي كتبوه واستفتوا عليه بالموافقة بالعشرة قرروا مصيرهم بالوجود في العراق وهو النظام الفيدرالي وبموجب هذا النظام تمتعوا الكورد بحقوقهم أكثر من العرب وغيرهم ، وبذلك وبموجب هذا الدستور لا يحق لهم إجراء أي استفتاء لإعادة تقرير مصيرهم بالانفصال عن العراق إلا بعد تعديل الدستور الحالي وتضمينه بما يسمح لهم من مواد للأستفتاء واعلان الأنفصال على ضوئه  وبموجب آليات معينة منها موافقة الحكومة الأتحادية ، وهذا لم يحصل لحد الآن وعليه يعتبر كل ما جرى خرقاً فاضحاً وغير مشروعاً للدستور النافذ .
خامساً : حتي في حالة وجود مواد دستورية في دستور الدولة الأتحادية تسمح بالأستفتاء يجب أن يصدر القرار بطلب اجراء الأستفتاء من البرلمان الكوردستاني وليس من رئيس الأقليم الفاقد لصلاحيات الرئاسة الدستورية منذ سنتين وبرلمان الأقليم معطل ورئيس البرلمان مغيب بقرار من رئيس الأقليم الفاقد للصلاحيات الدستورية . ومن ثم موافقة البرلمان الأتحادي ومن بعد كل ذلك يجرى الأستفتاء تحت اشراف المفوضية العليا للانتخابات ... وكل هذه الأمور تجعل ما جرى بخصوص الأستفتاء مخالف للدستور الأتحادي ودستور الأقليم ذاته جملة وتفصيلً لأن قرار الأستفتاء صادر أصلاً من رئيس فاقد لصلاحياته الدستورية .
سادساً : رئيس الأقليم الفاقد للصلاحيات الدستورية لم ينسق ولم يتحاور مع الحكومة بشأن إجراء الأستفتاء قبل إعلانه وهذا خرق دستوري آخر ليس لصالح شرعية الأستفتاء .
سابعاً : نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن الحكومة الأتحادية وعدم الأقرار بحق الكورد في الأستفتاء بشأن ما يخص مشاركة شعبهم في إدارة شؤون تخص أقليمهم وإنما نحن بصدد تطبيق الآليات الدستورية التي لا تجيز للكورد فصل الأقليم عن العراق بهذه الطريقة المرفوضة  من كل الجهات ذات العلاقة والشأن بالموضوع .... علية لأصلاح الخلل يجب إلغاء كل ما حصل من الأجراءات المخالفة للدستور النافذ لأن المبني على باطل هو باطل وكما يلي :
1 ) إلغاء نتائج الأستفتاء
2 ) الدخول في مفاوضات معمقة في إطار الدستور براعاية الأمم المتحدة لحل الخلافات وكل الأشكاليات العالقة بين بغداد وأربيل .
3 ) الموافقة على تعديل الدستور جذريا وتطهيرة من أثار الطائفية والأثنية السياسية وجعله دستوراً وطنياً خالصاً .
4 ) تعديل قانون الأنتخابات وتشكيل المفوضية العليا للأنتخابات من القانونيين المختصين والمستقلين ، ومن ثم على ضوء الدستور الجديد وباشراف المفوضية الجديدة إجراء انتخابات عامة في العراق والأقليم لأختيار ممثلي الشعب فيهما .

              ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
              محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد     

293
الى الأخت والصديقة العزيزة الغالية الأستاذة الدكتورة منى ياقو المحترمة
تقبلوا محبتنا واعتزازنا مع أطيب وأرق تحياتنا
مقالكم الذي استعرض قرأتكم ورؤيتكم القانونية بشكل تحليلي أكاديمي لما سميت " الوثيقة السياسية لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان " وذلك في ضوء مواد الدستور الأتحادي للعراق الذي له العلوية في القوة القانونية على غيره من القوانين والدساتير في العراق والأقليم كان مقالاً أكثر من رائعاً مستوفٍ لكل مستلزمات وشروط النقد الموضوعي والحيادية في الطرح والأستنتاج ومن ثم التقييم ، لقد أبدعتي  في العرض والنقد والطرح البديل لكل مادة من مواد هذه الوثيقة التي تفتقر الى لغة الصياغة القانونية بأبسط مضامينها التي تلزم الأطراف المعنيه بالتنفيذ والتطبيق ، وعليه لا نجد أية ضرورة لأضافة أي شيء آخر لأنكِ قد وفيتي وكفيتي يا دكتورتنا الغالية غير أن نقول بل نكرر الآتي للتأكيد :-
أولاً : الوثيقة لم تصدر من جهة رسمية لها صلاحيات دستورية وقانونية لتلزم السلطات التنفيذية المعنية يتنفيذها على أرض الواقع بل هي صادرة من هيئة مؤقتة لها صلاحيات محددة لغرض محدد قانوناً .
ثانياً : إن كل ما تضمنته هذه الوثيقة ورد كمواد دستورية صريحية أو تلميحاً أو ضمناً في مواد الدستور العراقي الأتحادي الذي له الأولوية القانونية على غيره من الدساتير والقوانين .
ثالثاً : هذه الوثيقة صدرت من جهة غير مخولة دستورياً في ظرف استثنائي من دون مصادقة برلمان الأقليم عليها وبذلك تفتقر لقوة الألزام القانونية لتنفيذها وبذلك تصبح كما يقال " كلام الليل يمحيه النهار " .
وأخيراً ليس بإمكاننا إلا أن نقول عاش قلمكم وتسلم أناملكم على هذا المقال الرائع ودمتم ذخراً لأمتنا الآشورية بكل تسمياتها ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
   

294
الى االأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم

تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم ، وبالنظر لكون مضمون مداخلاتكم متقارب أرتأينا أن نعقب عليها بتعقيب موحد نرجو منكم المعذرة على ذلك .
كل ما تفضلتم به عن الوضع السياسي للعراق منذ سقوط النظام السابق من حيث الأدأء الفاشل لأدارة شؤون الدولة وانتشار الفساد بكل أشكاله في أجهزة الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية ووضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب وتسلق الفاشلين من ذوي الشهادات المزورة من أتباع وأقارب قيادات وكوادر أحزاب السلطة بغض النظر عن انتماءآتهم الطائفية والأثنية وفق المحسوبية والمنسوبية في ظل شبه الغياب التام لسلطة القانون في محاسبة المقصرين والفاشلين والفاسدين ، كل هذه العوامل لا نختلف عليها إطلاقاً في كونها السبب الذي أوصل العراق الى هذا الوضع المزري الذي نعيشه وكل هذه الأحزاب صغيرها وكبيرها التي أشتركت في الحكومات المتوالية منذ عهد بريمر في 2003 م الى بداية عهد الدكتور حيدر العبادي في عام 2014 م تتحمل كامل المسؤولية من دون أستثناء ، وعندما غادر سلف العبادي الحكم كانت الخزينة الدولة شبه خاوية وكان أكثر من 40 % من مساحة العراق قد سلم الى عصابات داعش من دون قتال ، وأكثر من ثلاثة ملايين نازح من بيوتهم داخل وخارج العراق والجيش والقوات الأمنية شبه منهارة ومستسلمة لقدرها وأسعار النفط في انخفاض مستمر وواردات العراق في تناقص وصرفياته في تصاعد بسبب الوضع المزري في البلاد إضافة الى شحة الخدمات في كل المجالات ، أي كان العراق على حافة الهاوية ، وانتم تعرفون الوضع بكل تفاصيلية في العراق من شماله الى جنوبه والنزوح مستمر والمعانات في تصاعد . هذا كان وضع العراق وقت تسنم الدكتور العبادي المسؤولية ووضحنا ذلك في مقالنا .
أيها الأحبة ما لا يمكننا نكرانه أن الدكتور العبادي كان واحداً من رموز السلطة وتولى مناصب عالية وكثيرة ولكنه لم يكن صاحب القرار ، وبحكم شمولية نهج الأحزاب المتنفذه كان العبادي مفروضاً عليه أن ينفذ ما يؤمر به من قياداته الحزبية وكتلته البرلمانية وهو بسبب هذا السلوك يتحمل جزء من المسؤولية لكل ما جرى للعراق خلال الفترة من 2003 الى 2014 م . وهذا لا يمكن أهماله ولكن عندما نقارن الوضع اليوم بما كان عليه في بداية 2014 سنلاحظ أنه هناك اختلاف وفوارق كبيرة بين الأمس واليوم وأن داعش بات في حكم المقضي عليه عسسكريا وأن الأرض قد تحررت وأن الجيش والقوات الأمنية تم بنائها بشكل جيد والفضل يعود للدكتور العبادي ونهجه الهادي وتعامله المرن في التصدي لكل التحديات المحلية والأقليمية والدولية وعليه فإن الواجب يتطلب من كل وطني غيور أن يشجع هذا النهج ويدعم هذا الرجل لدفعة الى إنجازات أخري في مجال محاربة إرهاب الفساد والفاسدين وإعادة ما نهبوه الفاسدين الأشرار الى خزينة الدولة وذلك ليس بالأمر الهين من دون تظافر جهود الخيرين من أبناء العراق كلٍ من موقعه .... كان اختيار الدكتور حيدر العبادي مع جلى احتراماتنا لشخصه إختيار الأحسن من بين السيئين الطبقة الحاكمة والقابضة للسلطة ..... دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

295
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مقالكم رائع كوصف للحالة العراقية بكل تفاصيلها من فساد حكوماتها وهزالتها وقلة خبرتها منذ 2003 ولليوم بسبب نظام المحاصصة الطائفية والأثنية التي توافقت عليه كل مكونات الشعب العراقي من شيعة وسنة وكورد والأقليات من خلال التمثيل الرسمي في أجهزة الدولة وهذا النظام هو من أوصل العراق الى ما هو عليه اليوم عراق كسيح مشوه ضعيف مفلس والخ .
في كل هذه الحلقات كان الكورد مشاركين بقوة وفعالية أكثر من استحقاقهم إضافة الى إدارة شؤون أقليمهم بصغة أقرب الى دولة كونفيدرالية مما هو الى دولة فيدرالية وكان لهم دور كبير ومؤثر في كتابة الدستور الذي بموافقتهم عليه في استفتاء 2005 قد قررو ا مصيرهم بصيغة دولة فيدرالية ، أي بمعنى أن الكورد والشيعة والسنة الذين كانوا مهيمنين على مقاليد السلطة في بغداد وأربيل من أصغر وظيفة الى أكبرها في الرئاسات الثلاثة متفقين على كل شيء وعليه ووفقاً لذلك فإن الجميع يتحملون مسؤولية ما جرى للعراق ، ففساد بغداد كان الكورد شركاء فيه من خلال رموزهم وممثليهم في الحكومة الأتحادية بينما فساد أربيل لم يكُن الشركاء الآخرين شركاء فيه لأنه ليس لهم رموز وممثلين في حكومة الأقليم !! .
لقد وجدتكم قليلاً منحاز في طرحكم الى جانب الأخوة الكورد وهذا ليس انصافاً منكم يا صدقنا العزيز ...الدستور المقر من قبل الكورد   يشمل المحافظات الأربعة أربيل ، دهوك ، السليمانية ، حلبجة وعليه من حق الكورد إجراء استفتاء كآلية ديمقراطية لمشاركة الشعب في أي أمر يتعلق بهذا الأقليم وليس من حق بغداد أن تتدخل أو تمتنع ، ولكن ما يريد الكورد فرضه هو شمول مناطق من خارج الأقليم بالأستفتاء لضمها مستقبلاً الى الأقليم وهذا الأجراء غير دستوري ولأجرائه يتطلب أولاً تعديل الدستور وتضمينه مواد تشرع الأستفتاء وهذا ما لم يحصل  وما يعتمده الكورد هو فرض سياسة الأمر الواقع لفرض سيادتهم على أرض هي ليست أرضهم مستغلة في ذلك ظروف الحرب ضد داعش وهذا وفق كل المعايير القانونية والأخلاقية يسجل موقفاً سلبياً على الكورد وعدم إيمانهم بالشراكة الوطنية مع الآخرين ..... صديقنا العزيز الموضوع شائك ومعقد وليس كما يتحدث عنه الطرفين في الظاهر ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

296
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المحنك الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحاتنا
مقالكم رائع وقلتم فيه ما يجب أن يقال بحق المجانين ممن يسخرون أبناء أمتهم من أجل بناء مجدهم الشخصي بجماجمهم وعلى حساب بؤسهم في الحياة ، هذه الزوبعة الأستفتائية التي افتعلها السيد مسعود البرزاني على ضوء مواقف وتهديدات وتحذيرات الحكومة العراقية ودول الجوار تركيا وايران وسوريا والأتحاد الأوروبي فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بمجلس أمنها وجامعة الدول العربية من خلال مبادرة أمينها العام وغيرها من المنظمات الدولية نقول إن تم الأستفتاء على أنفصال الأقليم عن جسد العراق ستكون زوبعة نارية تحرق الأخضر باليابس وسيكون الخاسر الأكبر الشعب الكوردي والأقليات القاطنة في الأقليم ، وعندها سوف لا يجدي نفعاً نزول السيد البرزاني من على الشجرة العالية لأن الأرض ستكون من نار تحرق قدميه ... الحل السلمي من خلال الحوار الدبلوماسي الصريح لتحقيق ما يحقق طموح جميع مكونات الشعب العراقي في إطار الدولة الأتحادية المدنية العِلمانية هو الحل الأمثل للجميع وهو البديل الأوحد والوحيد لأي بديل آخر متسم باستعمال القوة المسلحة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

297
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الشاعر الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
كما عهدنا بكم دائماً بأنكم لا تقولون شيء ولا تكتبون عن شي إلا ويكون الضرب في الصميم ليفز النائمين من نومهم ، ولا تعزفون إلا على الوتر الحساس من أوتار قيثارة الزمن لتعزف أكثر الأنغام تأثيراً على أحاسيس من بقت لهم لهم أحاسيس وضمائر حية لينهضوا من غفوتهم ليأخذوا مكانهم في الرقصة على ما تبقى من أشلاء الماضي العتيد لأمتنا الآشورية بكل تسمياتها .... استمعت الى كلمة هذه الصبية باهتمام ولم أجد في كلمتها ما لا يقوله أي آشوري من استراليا الى كاليفورنا من كندا والسويد الى الشام ولبنان وأرض الأباء والأجداد بيث نهرين - العراق .... كل ما ذكرته ونقوله هو عين الصواب ولكنه لا يتعدى أكثر من كونه صرخة في غابة موحشة أو في صحراء قاحلة لا صوت فيها إلا صوت الريح والوحوش المفترسة والكواسر الجارحة تبحث عن صيد سهل لتشبع به رمقها ... لأننا لا نملك من القوة الفاعلة التي تتحكم بمقدرات الحياة وصنع القرارات لكي نساوم الآخرين من أصحاب القوة ( الدول العظمى صاحبة القرار ) ....إن من خاطبتموهم في رسالتكم لا يحركون ساكناً لأن أمورهم وقرارهم ليس بأيديهم بل هو بأيدي غيرهم ، ولذلك نقول لكم يا صديقنا العزيز جاني ( أسمعت لو ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ) ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

298
الى الأخوة والأصدقاء الأعزاء الأاتذة الكرام
الأستاذ albert masho المحترم
الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
الأستاذ آشور قورياقوس ديشو المحترم

تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية .... متمنين أن يكون الجميع بصحة جيدة جداً وبخير وسلام .
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا المتواضع والذي يمثل رؤيتنا التحليلية للأوضاع السياسية في العراق اليوم والتي هي بالأساس من تأثيرات تدخل القوى السياسية الأقليمية والدولية في الشأن السياسي للعراق بموجب مقتضات مصالحها على حساب مصلحة العراق وهذا الأمر مفهوم ومعروف للكل ولا حاجة للأسهاب بشرحه والغوص في أعماق تفاصيل جزئياته ومن ضمنها الحرب على داعش الأرهابية .... ولكن ما يهمنا شخصياً من الأمر كله هو حصاد النتائج من وراء تحرير العراق من دنس داعش والمأزق الذي أفتعلته القيادة الكوردة الذي يهدد وحدة العراق وماذا سيكون مصير أمتنا لو تحقق الانفصال ؟؟ الذي تكون نتائجه تقسيم أمتنا بين العراق الجنوبي وبين العراق الكوردي في الشمال ....
 كل ما ذكناه في مقالنا هو وجهات نظر شخصية وتقييمنا لدور السيد العبادي في النجاحات التي حققها في الحرب على داعش ولم ننكر أنه أحد القيادات الفعالة في حزب الدعوة الأسلامية الذي والمتحالفين معه من الأحزاب الأسلام السياسي الشيعية والسنة والأحزاب القومية الكوردية والمرتزقة من أحزاب الأقليات العراقية الأخرى كانت السبب في كل ما وصل إليه العراق من خراب ودمار وفساد رهيب من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه كل ذلك حصل ويحصل تحت أنظار أمريكا رأس الأفعى السامة التي سلمت العراق على طبق من ذهب لدول الأقليم وليس غيرها وأن ذلك لم يكُن غائباً عن بالنا وأشرنا إليه بشكل تلميحات والقارئ الفطن يلتقط تلك الأشارات .... أنا لم أمدح شخص حيدر العبادي كما ذكر الأخ ديشو في مداخلته بل بينت إيجابياته التي لا تحتاج الى نقاش عند مقارنته بسلفه ... نحن لسنا ممن نتعامل من الزعماء وقادة البلدان على خلفيات انتماءآتهم السياسية وسلبياتهم بل لا نتناسى إيجابياتهم .... لأنه لو فعلنا ذلك سوف لا يسلم أحداً من سيوفنا وسهامنا ، بل نتعامل مع تشجيع القادة على ايجابياتهم وننقدهم على سلبياتهم وهذا ما فعلناه في مقالنا هذا .
كل ملاحظاتكم الرائعة هي وجهات نظركم ورؤآكم وقناعاتكم وتحليلاتكم واستنتاجاتكم الشخصية وهي موضع احترامنا وتقديرنا زززز دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

299
هل سياسة العبادي التي تتسم بالهدوء هي حكمة أم هي ضعف ؟؟
خوشابا سولاقا
عندما نستقرأ الوضع السياسي العراقي والعوامل الداخلية والأقليمية والدولية المؤثرة في  رسم الخارطته الجيوسياسية للعراق على ضوء تنوع طبيعة الديموغرافيتة العِرقية والدينية والمذهبية وتناقضاتها وتعدد مكوناته سنصطدم بصعوبة استنتاج وانتقاء الخط والمنهج السياسي الفترض والذي على الأقل يلبي متطلبات هذه العوامل بنسبة مقبولة وينال رضى وقبول الأغلبية السياسية والاجتماعية ، وعليه يكون تقييم النهج السياسي الذي ينتهجه السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حير العبادي في ظل هذا الواقع غير المتجانس من جميع النواحي صعباً للغاية ، ولكن لمن يريد أن يكون منصفاً في تقييمه كمراقب سياسي يلتزم الحيادية في قول الأقرب للحقيقة الموضوعية فإن صورة الواقع ملامحها جلية للعيان للتوصل الى الأستنتاج المسؤول .
واقع الحال في الساحة السياسية العراقية يتسم بالصراعات العميقة عرقياً ومذهبيا وسياسياً على المصالح والمناصب بين الأحزاب السياسية ذاتها وبين العرب والكورد والأقليات القومية والدينية مما تمخضَ عدم التجانس هذا الى انتاج فساد سرطاني في كافة أجهزة الدولة الذي يقودها الى الهلاك هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أنتج هذا الواقع بشكل عرضي ظهور النشاط الأرهابي المسلح بقيادة ما يسمى بالدولة الأسلامية في العراق والشام ( داعش ) الذي هو الوجه الآخر المسلح والدموي لإرهاب الفساد ومكملاً له والذي سيطر على ما يزيد عن ( 40 %  ) من مساحة العراق خلال أيام معدودات من دون مقاومة من جانب الحكومة في بغداد وهذا ما تفاجأ به الجميع وأصطدموا بواقع صعب ومرير يصعب التصدي له بالأمكانيات الذاتية المحدودة وباتت بغداد العاصمة قاب قوسين أو أدني من السقوط في قبضة الأرهاب الداعشي ، مما فتح الباب على مصراعيه للتدخل الأقليمي والدولي في الشأن العراقي بذريعة مساعدة العراق في التصدي لخطر داعش ، وبذلك صار العراق ساحة حرب على المصالح بين القوى الأجنبية والأقليمية .
في ظل هذا الواقع وبضغط من القوى الدولية والمرجعية الدينية في النجف تم إزاحة من كان السبب في خلق وانتاج هذا الواقع المرير بكل تداعياته عن سُدة الحكم والأتيان بالبديل الوسط الأكثر إعتدالاً وقبولاً من القوى الدولية والأقليمية والعراقية والمرجعية الدينية الشيعية رغماً عن إرادة الطرف المزاح عن السلطة . فكانت النتيجة ترشيح الدكتور حيدر العبادي الذي تتسم شخصيته بطابع الهدوء والأعتدال في التعامل والتعاطي مع ذوي الشأن بالأمر من القوى السياسية العراقية والأقليمية والدولية فحصل شيء من الأجماع على القبول به كرئيس لمجلس الوزراء العراقي وحصل على وعود من القوى الدولية بدعمه عسكرياً وفي كل المجالات الأخرى بقوة لمحاربة الأرهاب الداعشي ، وعلى خلفية ذلك قبلت القوى الأقليمية والموالين لها من الداخل على مضض وليس برضاها بالوقوف الى جانبه بشكل ما لمواجهة الواقع المزري الذي كانت هي السبب في خلقة .
ومن هنا شرع الدكتور العبادي في التحرك السياسي الدبلوماسي الهادئ والعمل المطلوب الذي يتناسب وحجم التحديات العاملة على أرض الواقع لسحب البساط من تحت أقدام خصومه وأعدائه فتحرك وانفتح بهدوء وحكمة وتأني لم نكُن نتوقعها منه على القوى السياسية العراقية لكل مكونات الشعب العراقي المذهبية والقومية واضعاً المصلحة الوطنية فوق كل الأعتبارات الأخرى وواضعاً في أطروحاته في محاورة الآخرين على أن كل العراقيين في مركب واحد تلاطمه أمواج بحر الأرهاب الداعشي قائلاً لهم بصراحة وصدق أنه إذا تركنا هذا القارب يغرق سوف يغرق الجميع وإذا نجى سوف ينجو الجميع ، هكذا صارت الصورة واضحة للجميع وما عليهم إلا الأختيار بين الغرق والنجاة ، فأختار الأغلبية النجاة لأنه خير من الغرق ووضعوا ثقتهم بقيادة الدكتور العبادي والذي تمكن بعد كسب ثقة الغالبية من العراقيين من بناء الجيش والقوى الأمنية بكل أصنافها ومسمياتها على أساس وطني وتم بمساعدة الدول الصديقة من تسليحه وتدريبه والأيصال به الى مرحلة متقدمة من القوة الضاربة بالرغم من شُحة الموارد المالية بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية الذي يعتبر المصدر الوحيد لموارد العراق المالية . وكما تحرك الدكتور العبادي في سياسته العربية والعالمية بحنكة وذكاء لتوضيح سياسة العراق الخارجية القائمة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلة والأحترام المتبادل وعدم التجاوز على السيادة الوطنية للدول بأي شكل من الأشكال وطلب منهم الدعم والأسناد لمحاربة الأرهاب الذي لا هوية دينية ولا قومية له وإن محاربته واستئصاله من واجب الجميع فتمكن من كسب تأييد الدول لنهجه الى حدٍ كبير وبذلك صارت قدرات العراق بالمستوى القادر على شن الحرب ضد الأرهاب لتحرير الأرض والانسان العراقي من براثن إرهاب داعش .
بعد كل هذا الجهد السياسي العقلاني والأعتدال في المنهج والسلوك والأسلوب الدبلوماسي في العمل مع الجميع نجح الدكتور العبادي بحنكته الواقعية في بناء قدرة عسكرية قادرة على المواجة والمنازلة التي هزت أركان الدولة الأسلاموية الأجرامية البغيضة ، والتي أرعبت داعش وقادتها المجرمين المتعطشين لسفك دماء الأبرياء ، وبذلك أنطلق الدكتور العبادي الى إطلاق العمليات الحربية لمحاربة داعش بلا هوادة وبلا ملل ولا كلل وبدماء الوطنيين الشرفاء من العراقيين المخلصين من الذين ولاءهم للعراق وليس لغيره من الخصوصيات الفرعية لتنفيذ وعده للعراقيين بأن هدفه هو تحرير الانسان قبل الأرض فكان له ذلك حيث توالت عمليات انهيار قلاعي داعش واحدة بعد الأخرى وتحرير المدن والبلدات المغتصبة بالتوالي بشكل ملفت للنظر على طول وعرض العراق من شرقه الى غربه ، وها هي اليوم جحافل الجيش العراقي الباسل بكل أصنافه على أبواب مدينتي الحويجة قرب كركوك وعنه في شمال غربي الأنبار .
ونحن كمراقبين على ثقة بأن الدكتور العبادي بحنكته وعقلانيته وهدوئه السياسي الموزون المتسم بالأعتدال سوف يتمكن من تجاوز الأزمة التي افتعلتها بعض القيادات الكوردية لغاية في نفوسهم بشأن الأستفتاء لفصل الأقليم عن جسد العراق وإعلان قيام الدولة الكوردية المستقلة التي بحسب تقديرنا في ظل الظروف المحيطة ورفض دول الجوار وأمريكا والأتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية سوف لا يكون الأستفتاء ونتائجه لصالح الكورد قبل غيرهم من العراقيين ، متناسين الأخوة في القيادة الكوردية أن العراق لا يقبل القسمة إلا على وأحد ولكنه يقبل الجمع لأكثر من واحد ، وهذا ما يدعونا الى الطلب من القيادات الكوردية المندفعة بمشاعرها القومية أن تتسم سياساتها بشيء من العقلانية والحكمة وتقديم مصلحة الشعب الكوردي على طموحاتهم ومصالحهم الشخصية كسياسيين باحثين عن المجد الشخصي إعادة النظر بنهجهم . من خلال كل ما تم استعراضه نقول بثقة وقناعة بأن السياسة التي انتهجها الدكتور حيدر العبادي المتسمة بالهدوء والأعتدال والعقلانية والتروي بالمنطق المسؤول خلال فترة توليه الحكم وفي خضم هذه التحديات الكبيرة وما تحقق في فترة توليه للمسؤولية من انتصارات عظيمة على الأرهاب الداعشي كانت حكمة وحنكة سياسية متقنة وليس ضعف كما يتصور بعض المطترفين والمتطايرين في اطلاق تصريحاتهم لتقييم موقف العبادي ... نحن على يقين أن بعد الخلاص من إرهاب داعش سيأتي الدور لمحاربة واستئصال إرهاب الفساد في البلاد وقادته لأعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة المسؤولين عن كل ما حصل بحق العراق والعراقيين لأن انتصاره على إرهاب داعش سيمنحه الدعم والقوة الكافيين على مواجهة الفاسدين والحرامية والخونة الذين سلموا العراق لداعش ، وبإعتقادنا الشخصي فأن ما أفتعلته القيادات الكوردية المتطرفة وبالتنسيق من وراء الستار مع بعض القيادات السياسية من المسؤولين عن تدمير العراق من العرب الشيعة والسُنة هو أمر متفق عليه لعرقلة وإجهاض ووأد الحرب المقبلة التي سيشتها الدكتور العبادي لمكافحة ارهاب الفساد والفاسدين ومحاسبتهم على ما أقترفته أيديهم بحق الوطن بعد الأنتصار على داعش ، وهذه الحرب ضد إرهاب الفساد والفاسدين ستظهر ملامحها بجلاء في الأنتخابات المقبلة .... لننتظر ولا نتسرع لنرى ماذا يخفيه المستقبل من مفاجئآت تبشر العراق والعراقيين بخير وأمان .

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 21 / أيلول / 2017 م   

300
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
رائع أنتم دائماً كما عهدنا بكم وليس بوسعنا غير أن نقول لكم من الأعماق
عاش قلمكم وتسلم أناملكم على هذا الوصف لحالنا في الوطن ولحال الوطن الذي تنهش به الضباع الجائعة

 دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ................ محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد

301
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتي الأخوية
كما عهدنا بكم دائماً أنكم لم ولن تُخيبوا أمالنا في قول الحق فيما يستحق قوله لقد أبدعت القول والوصف بارسال رسالة في غاية الوضوح لمن يعنيه الأمر من المعنيين من الأقربين ومن الغرباء ,,,, احيكم على هذه الكلمات الشعرية الشاعرية لمن له أحاسيس وضمير حي .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

302
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ عوديشو سادا البيلاتي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا الأخوية
نشكركم جزيل الشكر على جهودكم الكريمة في قيامكم بترجمة مقالاتنا من اللغة العربية الى لغة الأم الآشورية وهذا إثراءاً منكم لمكتبتنا الآشورية ..... نتمنى لكم دوام الصحة والعافية

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

303
بعد الأستئذان من الكاتب الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Eddie Beth Benyamin المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم بمداخلتنا على مقال الأخ الأستاذ أبرم شبيرأ وملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا
إن ما عرضناه في مداخلتنا ليس اقتباس ولا معتمد على ما جاء بكتاب الأستاذ المرحوم عبدالمجيد حسيب القيسي بل هي معلومات تعلقت في الذهن من قراءآتنا لمصادر تاريخية عديدة لكُتاب من انتماءآت قومية ودينية مختلفة منهم آشوريين وكذلك أحياناً نعتمد على ما روي لنا من أبائنا وأجدادنا كما تفضلتم أنتم في تعقيبكم ... إذا كانت الخدمات والوضع الصحي لأبناء أمتنا في مخيمات بعقوبة جيدة وبالشكل الذي وصفتموه في تعقيبكم لماذا ماتوا باللاف منهم خلال فترة قصيرة ومقبرة بعقوبة خير شاهد عيان  على ذلك ؟؟ ما سمعناه من آخرين ممن عاصروا الوضع وعاشوا في تلك المخيمات هو بعكس ذلك لا نعرف من هو على حق ومن هو على باطل لربما كل طرف وصف وضعه الخاص !! ... لا نعرف لماذ تم التركيز على هذه النقطة تحديداً من قبلكم من دون سواها ؟ هل لأنكم تريدون تبرئة الأنكليز من تقصيرهم بحق أبناء أمتنا أم ماذا يا أستاذ إيدي بنيامين ؟؟ .... المرحوم والدكم الشماس كوركيس كان شخصية أدبية ولغوية وآشوري أصيل وكان علماً كنا ونحن شباب مراهقين نحترمه ونجله لأننا كنا معجبين بتحمسه وتمسكه بآشوريته .... صراحة أغلب كتابات الكُتاب الآشوريين عن ما حصل للآشوريين من سنة 1914 وما فبلها الى اليوم كتبت بانحياز للعشيرة والقبيلة والمذهب الكنسي وحتى الأشخاص وغيرها من الخصوصيات ولذلك على الأقل بالنسبة لنا لا يُعتَدّ بها ولا يعتمد عليها كمصادر تاريخية موثوق بها .... نحن ممن نقرأ التاريخ ونحلل أحداثه وفق المنطق العلمي الأستقرائي ونربط النتائج بالأسباب ونستنتج الأقرب الى العقل والمقبول ومن ثم نصوغ مقالاتنا على ضوء ذلك والنتائج المستنتجة ولا نميل الى الأقتباس المباشر بالأستسلام الى ما مكتوب على أساس أنه هو الحقيقة بعينها كل شيء نخضعه للتحليل والتمحيص الدقيق بروح علمية وحيادية من دون مواقف مسبقة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

304
الى الأخ والصديق العزيز صديق العمر الكاتب السياسي المخضرم الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء أحييكم على هذا المقال الذي تطرق الى أمور جديدة لم يتم التطرق إليها بشكل مباشر في كل الكتابات التي تطرقت الى القضية الآشورية ومجزرة سميل وعلاقة الآشوريين بالأوغاد الأنكليز بالرغم من أننا تطرقنا ضمن السياق العام في مقالاتنا المتسلسلة بعنوان ( قراءات في كتاب الأستاذ عبدالمجيد حسيب القيسي وتاريخ الآثوريين السياسي والعسكري في العراق ) بثلاثة عشرة مقالاً تم نشرها في موقع عينكاوه كوم . وبغرض التوضيح والأغناء نذكر المعلومات التالية :-
أولاً : في الأجتماع المنعقد في أورميا في بداية كانون الثاني من سنة 1918 م برأسة رئيس البعثة الطبية الأمريكية وبحضور القنصل الروسي والفرنسي والعقيد غريسي مسؤول المخابرات البريطانيا في شرق الأناضول وبحضور الوفد الآشوري برآسة الشهيد الخالد ماربنيامين شمعون وسورما خانم والآخرين من القيادات الآشورية العشائرية والعسكرية ... طلب العقيد غريسي باسم الحكومة البريطانيا من الوفد الآشوري دخول الحرب الى جانب الحلفاء كحليف كامل الحقوق مقابل تعهد بريطانيا بعد الأنتصار في الحرب تأسيس كيان خاص بالآشوريين في مناطق سُكناهم التاريخية تحت الحماية البريطانيا ، ولكن مع الأسف لم يتم تنظيم محضر رسمي مشترك بذلك وموقع من قبل الحاضرين .
ثانياً : بعد أن وضعت الحرب أوزارها بانتصار الحلفاء انتهى الأمر بالآشوريين بعد استشهاد مار بنيامين في  الثالث من آذار سنة 1918 م في المخيمات المزرية في بعقوبة لتفتك بهم الأوبئة والأمراض فتكاً جماعياً مما حرك قادة الآشوريين بقيادة المارشمعون مار إيشاي وسورما غانم  للضغط على الأنكليز لعدم قبول العراق عضواً في عصبة الأمم قبل تلبية مطالب الآشوريين بحسب وعد الحكومة البريطانيا في اجتماع أورميا على لسان العقيد غريسي سنة 1918 لأعادة إسكان الآشوريين في مناطق سكناهم في منطقة واحدة من شمال العراق .
ثالثاً : قام المارشمعون إيشاي ومن خلال علاقاته الشخصية بتحضير شهادات شخصية من القنصل الروسي والفرنسي ومسؤول البعثة الطبية الأمريكية تؤيد ما وعد به غريسي باسم الحكومة بريطانيا وكل ما لديه من وثائق تاريخية تخص القضية الآشورية والسفر الى فرنسا لغرض عرض القضية الآشورية أمام مؤتمر الصلح في باريس برعاية عصبة الأمم بكل ما لديه من شهادات شهود ووثائق لتنفيذ ما وعِد به الآشوريين كحلفاء منتصرين في الحرب .
رابعاً : ما شكله هذا التحرك الآشوري من ضغط وإحراج لكلٍ من بريطانيا والحكومة العراقية تحركا وبتنسيق المواقف وبالتعاون مع بعض القيادات الآشورية المؤيدة للحكومة الفاشية لأجهاض التحرك الآشوري بقيادة المارشمعون إيشاي والتخلص نهائياً مما يسمى بالقضية الآشورية من ذمة الأنكليز .
قامت الحكومة العراقية بدفع ودعم من الأنكليز بطرح مشروع بديل لأسكان الآشوريين مضاد لمشروع الآشوريين بقيادة المارشمعون أي اسكانهم في مناطق متعددة ومتفرقة بذريعة التخلص مستقبلاً من أي خطر آشوري مفترض على وحدة العراق .
  خامساً : استُعملت الحكومة العراقية قضية شخصية معينة لأبتزاز بعض القادة من الآشورين واجبارهم للتعاون معهم وإغراء البعض الآخر بالمنافع مقابل قيامهم بتنظيم قوائم مزورة باسماء العوائل الآشورية وتسليمها الى الحكومة لارسالها من خلال وزارة الخارجية العراقية الى مؤتمر الصلح في باريس تدعي بأن المارشمعون إيشاي لا يمثلهم بل يمثل نفسه فقط وعندما وصلت هذه القوائم الى المؤتمر منع المارشمعون من الحضور والمشاركة في جلسات المؤتمر لطرح القضية الآشورية أمام مؤتمر الصلح وبذلك أجهض مشروع اسكان الآشوريين في منطقة واحدة .
سادساً: عقد اجتماع في متصرفية الموصول برآسة نائب المتصرف خليل عزمي وبحضور ممثل بريطانيا في لجنة مشروع الأسكان الميجر طومسون وبحضور الموالين لمارشمعون المحجوز تحت الأقامة الجبرية في بغداد من قبل الحكومة بعد عودته من باريس خائباً ، وبحضور الموالين للمشرروع الحكومي برآسة ملك خوشابا وأعوانه ، حيث تم تخيير الموالين لمارشمعون بين الموافقة على مشروع الحكومة المدعوم من بريطانيا وبين مغادرة العراق فاختاروا المغادرة وحدثت على أثر ذلك معارك فيشخابور ومجزرة سميل ونفي من بعدها المارشمعون وعائلته الى قبرص وسحبت منهم الجنسية العراقية وفرضت الحرب على المغادرين الى سوريا فرضاً وذبح من ذبحوا من الأبرياء في سميل وأبقرت بطون الحوامل من النساء وقتل أجنتهن .
وهنا نتساءل من أهل الضمائر الحية من الآشوريين والعراقيين والمجرمين الأوغاد الأنكليز على ضوء هذه المعطيات التاريخية المدونة من قبل ناس حياديين ووطنيين شرفاء وغير منحازين للعشيرة ... من هم عملاء الأنكليز ؟ هل هم المتعاونين معهم ومع الحكومة أم المنفيين الى خارج الوطن ومؤيديهم بعلم الأنكليز ومباركتهم وربما بأمرهم المباشر ؟؟  لو كانوا المنفيين مار إيشاي شمعون وأتباعه عملاء للانكليز كيف سمحوا الأنكليز بنفيهم والقاصي والداني يعرف حق المعرفة أن من كان يحكم العراق فعلياً وقراره بأيديهم هم الأنكليز وليس النازي المجرم رشيد عالي الكيلاني وطاقمه من العراقيين والمتعاونين من الآشوريين الخونة الذين كانوا مجرد وسيلة تنفيذ ؟ .... أكعدوا أعوج وأحجوا عدل يا ناس . المعذرة عن الأطالة ولكن للضرورة أحكام يا صديق العمر أبرم شبيرا
               دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ...
محبكم صديق العمر خوشابا سولاقا - بغداد

305
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا مهما تكون نسبة الأختلاف في وجهات نظرنا في كل ما يتعلق بقضايانا القومية المشتركة ، ليس المهم فيما نختلف عليه من أفكار ووجهات نظر بل الأهم هو فيما نتفق عليه منها ، نحن لم نجد أنفسنا يوماً مختلفون معكم في كل ما تطرحونه من أفكار ووجهات نظر لأن منهجنا في الكتابة هو دائماً البحث عن المشتركات التي تجمعنا نحن الآشوريين والكلدان والسريان على كوننا قومية واحدة مهما أختلفت انتماءآتنا المذهبية الكنسية التي كانت منذ القدم خنجراً مسموماً في خاصرة أمتنا التي ننتظر ولادتها بتسمية موحدة تليق بها حضارياً وتاريخياً ولها صداها في العالم من خلال ما ملأت به أثارها متاحف العالم ... هذا ما نحلم به منذ أيام شبابنا عندما كتبنا مقالاً بعنوان ( آشوري + كلداني + سُرياني = ؟؟ ) سنة 1973 ونشرناه في صفحة الثقافة الآشورية في جريدة التآخي التي كانت تصدر أسبوعياً في كل يوم الثلاثاء وكان محررها المرحوم بولص دنخا البازي ولم نتخلى عنه لأننا نؤمن بأن التسميات الثلاثة هي تسميات لقومية واحدة بدلالة وحدة اللغة التي تعتبر المرتكز الأساسي من المقومات القومية ، لذلك دعونا في مقالنا هذا كافة أبناء أمتنا في المهجر لحماية هويتنا القومية والوطنية التاريخية لمنعع أجيالنا من الأنصها في بوتقة أمم المهجر لحين أن  تحين ساعة العودة الى حضن الوطن الأم عندما تسنح الفرصة والتاريخ كفيل بصنع تلك الفرص إن هيئنا أنفسنا لأستغلالها واستثمارها كتلك التي تهيأت لنا خلال الحرب الكونية الأولى ولكن مع الأسف خسرناه بسبب عدم وحدة قرارنا السياسي وخيانة البعض ، التاريخ يعيد نفسة تداولياً فكل شيء محتمل !!... لنقرأ الحاضر بامعان وتعقل وروية وبروح قومية صادقة ونبتعد عن المذهبية الكنسية بقناعة راسخة وتجرد عندها سوف نرى ملامح المستقبل لأنبعاث أمتنا من جديد واضحة وقريبة ... ونشكر دعمكم لما طرحناه يا صديقنا العزيز يوحنا بيداويد ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

306
الى الأخ وصديق العمر الكاتب السياسي الأستاذ أبرم شبيراً المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا المعسلة
شكراً على تعقيبكم الأكثر من رائع على مداخلتنا على مقالكم الذي أثني عليه واثمنه لأنكم كتبتم ما يجب كتابته ،
أما بشأن كنز وتراث الفكر القومي الوطني الآشوري التقدمي الذي يؤمن بوحدة مكونات أمتنا القومية بكل مسمياتها الحالية والذي يؤمن بوحدة المصير مع الشركاء في الوطن الذي كنا نشعر به ونبثه وننشره أيام النادي الثقافي الآثوري فهو بلا شك كان الرافد الأكبر الذي تغذت منه كل النشاطات السياسية القومية لاحقاً فهو تراث نعتز ونفتخر به عندما كُنا ومن دون خوف ولا تردد نواجه مساعي إحتوائنا من قبل الأحزاب القومية الشوفينية كالبعث والديمقراطي الكوردستاني بعد اتفاقية آذار من خلال عناصرهم في النادي ...
صديقي العزيز أبرم حتى وإن اختلفنا في يومٍ ما بوجهات نظرنا في أمر ما إلا أنه يبقى ما يجمعنا من ذلك التراث الثر أقوى وأكبر من أي أختلاف بيننا .... سوف تبقى ذلك الصديق الذي لا يعوض عنه بآخر لأن ما جمعنا وجدانياً وفكريا وروحياً هو حبنا لأمتنا الآشورية بكل مكوناتها وحبنا لوطننا التاريخي العراق .... من جمعهم حب الأمة والوطن والمبادئ لا تفرقهم الأختلافات الجزئية والمسافات الجغرافية .... سوف تبقى عندي أبي العزيز .

                ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ........  محبكم صديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد 

307
الى الأخ وصديق العمر الكاتب السياسي المتألق الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة التي لا يشوبُها شائبة أبداً مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
قرأنا مقالكم وكان رائعاً للغاية في تحليل العلاقة الجدلية السياسية بين الخاص والعام في جدلية العلاقة بين القومي والوطني والرمزية القانونية في التمثيل القومي والوطني في إطار الممارسات السلطوية للدولة التي تتحكم بمقاليدها الأحزاب القومية والدينية الشوفينية وتعاطيها مع الأقليات الأخرى ... حقيقة لقد أبدعتم في عرضها بلغة سياسية وأيديولوجية لسياسي محنك .
بالمفهوم العصري القانوني للوطن هو أن كل من يعيش في بلد ما ويمتلك كل الوثائق الرسمية القانونية التي تصدرها الدولة بموجب الدستور والقانون يصبح مواطناً في ذلك البلد ويصبح جزءً منه حاله حال الآخرين ومن المفروض أن يتساوى معهم في الحقوق والواجبات ، ومن هنا من حق أي مواطن أن ينتمي وينخرط في صفوف الأحزاب والتنظيمات الوطنية شعوراً منه بالمشاركة في كل النشاطات السياسية الوطنية لخدمة الوطن وهذا هو قِمة الشعور بالمسؤولية الوطنية ليُحلّل تمتعه بالحقوق إن صح التعبير وهذ لا غبار عليه لأن كل ما يصيب الوطن من خير أو شر يصيب قوميته على شرط أن تكون تلك الأحزاب والتنظيمات ذات سِمات فكرية وأيديولوجية وطنية صرفة تتعامل مع الجميع على أساس الهوية الوطنية والأنتماء للوطن وليس بانتقائة الأنتماء الى الهويات الفرعية الخصوصية المستورة بالعباءة الوطنية التي تكرس بالتالي سلطة الأكثرية القومية أو الدينية الشوفينية كما كان البعث بالأمس وكما هو البارتي اليوم وأي حزب أو أي تنظيم قومي آخر عندما يستلم السلطة غداً لأن التعصب للخاص وإقصاء وتهميش الآخر هي سمات وطبيعة كل الأحزاب القومية والدينية الشوفينية لأنها تربت على هكذا ثقافة شوفينية ... أما الأنتماء والأنخراط في صفوف الأحزاب القومية والدينية الشوفينية فذلك يشكل على أقل تقدير شكل من أشكال الخيانة المباشرة أو غير المباشرة للحقوق القومية لأمته ... لا يمكن أن تتعايش الأفكار القومية المتطرفة والعنصرية مع الأفكار الوطنية الديمقراطية في عقل رأس واحد وهو على قِمة الحكم والسلطة .... لأن الأفكار الأستبدادية والنزوع الى شهوة السلطة والمجد الشخصي التي تعشعش في رؤوس قادة التنظيمات القومية التي تقصي وربما تصفي جسدياً الآخرين من رفاق الدرب لنفس الحزب ونفس القومية أن تتيح للآخر المختلف قومياً أو دينياً لأن يتمتع بحقوقه القومية ، إنه أمراً مستبعداً !!! ، ومن يحلم بتحقيق ذلك فهو مجرد حلم طوباوي بعيد المنال !!! ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد 

308
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ قشو إبراهيم نيروايا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكرنا الجزيل على مروركم الكريم بمقالنا بهذه الكلمات وبهذه اللغة الجميلة بحروفها لأنها هي لغتنا الأم ، دائماً أنت موضع أعتزازنا وافتخارنا الشخصي لأنكم تكتبون بلغتنا القومية عندما نقرأها تجعلنا نشعر بنقصنا وتقصيرنا ككتاب لأن من لا يكتب أو يتقن لغته القومية تبقى كتاباته قاصرة وقليلة الأثر والتأثير على مشاعر القراء من أبناء الأمة ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام يا أخي قشو .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

309
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ ظافر شنو / يوسف أبو يوسف المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ قيصر السناطي المحترم

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية 
نرجو المعذرة يا أعزائنا لكون تعقيبنا موحداً على مداخلتكما لكون ما ذهبتما إليه في مداخلتكما متقاربين في المضمون
شكراً على مروركما بمقالنا وعلى ملاحظاتكما الثرة التي أغنت موضوع مقالنا ، وعلى تقييمكم الرائع لفكرة الموضوع الذي طرحناه حول أهمية الأهتمام بحماية لغتنا القومية ( السورث ) وكل مقوماتنا القومية التي باتت مهددة بالزوال في مجتمعات المهاجر الغريبة وبالتالي انصهار أجيالنا في تلك المجتمعات وانقراض أمتنا هناك ، وهنا وبألم شديد نقول أن أبناء أمتنا في المهاجر كثيري الكلام والثرثرة عن القومية والتاريخ والتباكي في المناسبات بالغناء القومي ورقص الدبكات الفلكلورية المتأمركة إن صح التعبير على بلدنا بيث نهرين - العراق - اوروك ويشتمون الآخرين من الشركاء في الوطن باعتبارهم سبب مأساتنا وآلامنا ويشجعون الشباب من المتبقين من أقاربهم ومعارفهم في داخل الوطن على الهجرة وترك الوطن من دون وعي لفعلهم التدميري لكيان تلك الأمة في أرضها التاريخية ، ولكنهم لا يعملون شيئاً من أجل حماية مقومات تلك الأمة وتراثها وحضارتها مثل إنشاء مؤسسات وجمعيات وأندية ومدارس تعني بحماية مقومات أمتهم بل تراهم يقلدون بأفراط وسماجة سيئآت الآخرين في لبسهم وسلوكهم ويتكلمون فيما بينهم وحتى في بيوتهم مع أطفالهم بلغتهم ، أي أنهم يعيشون حالة من التناقض بين القول والفعل أمرهم عجيب وغريب !!! ، وبذلك نقول أيها الأخوة الكرام ينطبق علينا القول " أسمعتَ لو ناديتَ حياَ ولكن لا حياة لمن تنادي " .....ودمتما وعائلتكما الكريمتان بخير وسلام .

                     محبكما أخوكما وصديقكما : خوشابا سولاقا - بغداد 

310
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
ما ورد في مقالكم من عرض وتحليل منطقي للغاية ولا أعتقد أنه هناك من يختلف معكم حول أية نقطة من السياسيين والمثقفين ، نحن جميعاً نؤمن بالشراكة الوطنية والعيش المشترك مع بعضنا البعض مهما أختلفنا في الأنتماء القومي والديني لأن ذلك هو قدرنا جميعاً وهذا ما يجب أن يدركه ويفهمه جيداً كل السياسيين من كل المكونات وليس للجميع بديل أفضل وفي ضوء هذا الواقع يكون الحوار الصادق والصريح حول الأستحقاقات من الحقوق والواجبات القومية والدينية والوطنية حاضراً بقوة لأيجاد الحل الأمثل لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية ، نحن أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين موجودين في العراق بشكل عام وفي الأقليم بشكل خاص ولنا كثافة سكانية في محافظات بغداد ونينوى ودهوك وأربيل وكركوك موزعين في مناطق سلطة الأكثرية العربية والأكثرية الكوردية وعليه نرى بحسب وجهة نظرنا الشخصية المتواضعة ليس من مصلحتنا أن ننحاز آنياً لطرف على حساب الطرف الآخر أي دون رضا الطرفين " العرب والكورد " في سبيل تحقيق مكاسب آنية حزبية وشخصية ، ومن الضروري أن نأخذ بنظر الأعتبار تجاربنا السابقة في تعاملنا معهما لكي يكون قرارنا موزون لا يأتي إلينا بالنتيجة بأضرار أكثر من الفوائد . على أية حال لا نريد الأطالة ونقول إن ما ينشر على لسان هذا المسؤول أو ذاك بخصوص مستقبل وجود أمتنا كشركاء يجب أن لا نبنيه على ضوء التصريحات الأعلامية الرنانة بل على الوثائق الرسمية الموقعة والمشرعنة قانونيا ودستورياً ، لأن حديث الأعلام هو ككلام الليل يمحيهِ النهار بينما الوثيقة الرسمية تيقى سند قانوني بيد الطرفين تستعمل في المحافل والمحاكم الدولية لأنتزاع ما تم التوقيع إليه في حالة نكث الوعود .
فما دار بين وفد زوعا والسيد مسعود البرزاني لم يتمخض عن وثيقة أو محضر مشترك موقع عليه بين الطرفين لذلك كل ما جرى يبقى كلام إعلامي قابل للتأويل والتفسير والنكران أي ( كلام الليل يمحيه النهار ) ... لماذا لم ينشر زوعا قائمة المطالب التي قدمها للسيد مسعود البرزاني ليطلع عليها جماهير أمتنا ؟؟ لماذا يكتفي فقط بالتصريحات المتضاربة بين هذا القيادي وذاك الى وسائل الأعلام ؟؟ .... ثم هل علينا أن نصدق ما تسمعه آذاننا من تصريحات متناقضة ومتضاربة ونكذب ما تراه عيوننا على الأرض ؟؟ أليس ما حصل خلال هذه الأيام من إقالة مدير ناحية القوش وقائمقام قضاء تلكيف وربما لاحقين رغماً عن إرادة أبناء أمتنا دليل يكذب وعود وتصريحات السيد مسعود البرزاني والمتفاوضين معه من الطرف الآخر ؟؟ ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

311
ما المطلوب من المهاجرين لحماية الهوية القومية والوطنية التاريخية ؟؟
خوشــابا ســولاقا
من المسلمات البديهية التي باتت أمراً واقعاً على أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين هو الهجرة والأقامة في المهاجر الغريبة التي صار عددها أكثر من عدد نفوسنا وتوزعوا أفراد الأسرة الواحدة في أكثر من ثلاثة بلدان على أقل تقدير وعلى خلفية هذا الواقع المزري المضحك المبكي بات مستقبل وجودنا القومي لغةً وثقافةً وتقاليداً وطقوساً شيئنا أم أبينا على كفة عفريت كما يقول المثل !!! ويقترب يوم بعد آخر من الزوال والأنقراض ، وبعد أن عجزنا ونلنا الكثير من انتقادات وملامة وربما شتائم ونعوت لاذعة وقاذعة من قبل البعض من أخوتنا المهاجرين المتحمسين للرحيل عن أرض الوطن التاريخية بسبب كتاباتنا عن موضوع الهجرة العشوائية اللعينة المدمرة لوجودنا القومي وتراثنا وثقافتنا وطقوسنا ولغتنا وكل ما يربطنا بماضينا في أرضنا التاريخية وانتمائنا له ونزولاً عند رغبات البعض ممن روجوا وسوقوا الكثير من الأسباب والمبررات المهولة والمضخمة والمفتعلة والملفقة في أغلبها أحياناً كثيرة كما تؤشر الى ذلك سجلات مكاتب الهجرة في بلدان محطات الهجرة نقلاً عن شهود عيان موثوق بهم من أبناء أمتنا ، ولقناعتنا المطلقة بأن من هاجروا طوعاً مهما كانت أسباب هجرتهم لن يعودون يوماً الى وطنهم حتى لو صار الوطن جنة على الأرض بالرغم من إدعاءات البعض من كبار السن من الأباء والأجداد ممن ما زال حب الوطن التاريخي وشعورهم بالندم يلعب بمشاعرهم وأحاسيسهم يحدوهم الى العودة إلا أنهم سوف لا يفعلون ذلك لأن أبنائهم وأحفادهم الذين ولدوا وتربوا في المهاجر لا يتقبلون فكرة العودة ولا يستسيغونها لأنهم يشعرون بالأنتماء الى تلك المجتمعات ، عليه قد قررنا شخصياً أن نتعامل ونتعاطي مع هذه الكارثة اللعينة بطريقة أخرى بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقوماتنا القومية وديمومتها واستمرارها التي تجسد هويتنا القومية والوطنية التاريخية لأطول فترة ممكنة من الزمن القادم ، وحمايتها من تأثير موجات الأنصهار في بودقة الغالبية من مجتمعات المهاجر ، لربما قد تحصل معجزة من خلال حدوث تغيرات كمية ونوعية كبيرة في السياسة الدولية لأعادة رسم خارطة الجيوسياسية للعالم ومنطقتنا قد توفر لنا فرصة لأن نستفاد منها للعودة الى الوطن لو نفذنا ما نقترحه الآن بنجاح في خلق أجيال قومية وطنية في المهجر مسلحين بالثقافة والتربية القومية والوطنية يحدوهم حنينهم بالأنتماء الى أرض وتاريخ أبائهم وأجدادهم بالعودة إليها وهذا الأمر غير مستبعد الحدوث لأن كل شيء في حالة من التغير والتطور المستمر ، وعليه من واجبنا نحن اليوم في الوطن والمهجر تهيئة أجيالنا القادمة الى مثل هذه الأحتمالات وهو أضعف الأيمان ، لذا نقترح الآتي :-
عقد مؤتمر عام للمهاجرين يحضرة رؤساء الكنائس الكلدانية والسريانية والآشورية بكل تسمياتها وممثلي الأحزاب السياسية كافة والوجهاء من الكتاب والمفكرين والمثقفين رجالاً ونساءً يتم فيه التباحث وبتجرد من الأنتماءات المذهبية والتسموية والسياسية ليتباحثوا بصدق وإخلاص بشأن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقوماتنا القومية في المهجر لمنع الأنصهار الكامل في مجتمعات المهجر . وهنا لا نقصد من التأثير والتأثر المتبادل لأنه غير ممكن وهو ظاهرة صحية مفيدة ، وعلى أن يقرر المؤتمر
أولاً : نسيان كل خلافات الماضي السياسية والمذهبية اللاهوتية الكنسية ووضعها على الرف في خزائن خلف الأبواب الحديدية المغلقة وعدم العودة إليها لأي سبب من الأسباب .
ثانياً : التنسيق بين رؤساء الكنائس وقادة الأحزاب السياسية  والمثقفين لجمع تبرعات شهرية من أبناء جالياتنا في المهجر وتأسيس صندوق خاص بذلك وطلب مساعدة حكومات المهجر مالياً لدعم هذا الصندوق ومن ثم استثمار تلك الأموال لبناء مدارس ومؤسسات وجمعيات ثقافية ورياضية يدرس فيها لغتنا القومية والتربية القومية والوطنية لبناء أجيال تشعر بالأنتماء القومي والثقافي الى أمة واحدة بغض النظر عن التسمية وغرس في أذهانهم ان تسمياتنا الحالية هي تسميات متعددة لقومية واحدة بدلالة وحدة اللغة وكل المقومات القومية الأخرى من ثقافية وتاريخية وجغرافية .
ثالثاً : إقامة مهرجانات ثقافية للأدب والشعر والفنون المختلفة بلغتنا تهدف الى بناء ثقافة قومية وطنية راسخة ورصينة مبنية على أسس سامية ونبيلة بعيدة عن كل أشكال التعصب القومي والديني والمذهبى والقبلي والعشائري وكره الآخر المختلف قومياً أو دينياً ، وذلك لديمومة الشعور بالأنتماء الى الوطن التاريخي بيث نهرين والعيش المشترك مع الآخر كما هو الحال في بلدان المهجر المقيمين فيها كنموذج لقبول التعايش السلمي مع الآخر المختلف .
رابعاً : دعوة الناس من أبناء جالياتنا في المهجر الى عدم تشجيع الأقارب والأصدقاء في داخل الوطن للهجرة وبالأخص عنصر الشباب منهم ، بل تشجيعهم على البقاء وإكمال الدراسة والحصول على أعلى الشهادات الجامعية في مختلف الأختصاصات العلمية والأدبية والقانونية وغيرها .
خامساً : تربية الشباب في تلك المؤسسات الثقافية من مدارس وأندية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني القومية وفي العائلة والكنائس الأبتعاد عن كل الممارسات التي تقودهم الى إرتكاب الجريمة بكل أشكالها وتحديداً تعاطي المخدرات والرذيلة وكازينوهات القمار ومكاتب المراهنات وتشجيعهم على الدراسة والتعلم لنيل أعلى الشهادات وتشجيعهم على الأبتعاد عن تقليد الآخرين في الأبتذال بقيم الحياة الانسانية ، بل الأقتداء بهم فيما يفيدهم في تنمية قابلياتهم الذهنية والفكرية والثقافية والرياضية والفنية  .
سادساً : هذه النقطة مهمة للغاية وتعتبر بعد اللغة العنصر الثاني في حماية الهوية القومية ألا وهي التسمي " بالأسماء القومية التاريخية  " وهنا يأتي دور قسان كنائسنا في رفض أي أسم أجنبي غير قومي أثناء إجراء طقوس العماد المقدس وإقناعهم بتسمي أطفالهم بالتسميات القومية التراثية والتاريخية ، لأن الأسم القومي يشير للغريب الى الهوية القومية لحاملة ، وعدم التعاطي بالأسماء الأجنبية البديلة لأسمائنا عند التعاطي مع بعضنا البعض وهنا نذكر نماذج في سبيل المثل وليس الحصر ( كيوركيس – جورج ) و ( يعقوب أو ياقو _ جاكوب ) و ( داوود – ديفيد ) و ( يونادم – جوناثان ) و ( شموئيل – صاموئيل ) و ( يوسف – جوزيف ) و ( عمانوئيل – إيمانوئيل ) و ( أندريوس – أندي ) و ( بنيامين – بينجامين ) و ( شمعون أو شليمون – سايمون ) وهكذا المئات من الأسماء تتغير بمجرد خروج البعض من حدود الوطن ... في الحقيقة هذه العملية تشكل أول خطوة للتنكر للهوية القومية الأصيلة لأن مثل هذه الترهاتات لا تجعلكم أمريكان أو بريطانيين أو غيرهم وتقربكم منهم وتُكبركم في نظرهم أو تزيد من احترامهم لكم بل تَحطْ من قدركم ومكانتكم عندهم لأنهم تربوا على احترام الذات واحترم الآخر كما هو ممن يحترم أصله وتراثه وتاريخه ويعتز بها .
سابعاً : من الضروري جداً تشحيع الشباب من الجنسين على الزواج من بعضهم البعض بغض النظر عن المذهب اللاهوتي الكنسي وعدم الزاوج بالغرباء من الأجانب بقدر الأمكان .
إذا تم تنفيذ هذه النقاط يكون مستقبل أولادكم وأحفادكم القومي في المهاجر مصان وفي حفظ وأمان وبعكسه يكون الأنقراض هو البديل .

خوشـــابا ســـولاقا
4 / آب / 2017 م 



312
أدب / رد: دائــــــــرة الظـلام
« في: 10:35 01/08/2017  »
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر المبدع والمتألق بشعره الجميل الأستاذ إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
كم أشتقنا الى قرأة روائعكم الشعرية الراقية التي تقودنا الى التحليق في أجواء الشعر الراقي المعبر عن الآلام والأفراح والسعادة والشجون والآمال والأحلام النرجسية ، الأشعار التي تربط الماضي العتيد بالحاضر البائس الممزق اليتيم عبر الأمل بالنظر الى المستقبل الذي ربما يعود مشرقاً بقدرة قادر وتضحيات الخيَّرين بعد طعنة خنجر الهجرة اللعينة في الظهر التي شلت أجسادنا جعلتنا أشلاءً ميتة لا حياة فيها منتشرين في أكثر من عشرين بلداً غريباً وكل أسرة موزعة في أكثر من ثلاثة دورٍ للأيتام !! ، إنها حقيقة لكارثة قد حلت بنا بسبب أنانيتنا الذاتية في البحث عن الحياة الرخيصة ورعونة تفكيرنا السقيم وسرنا من دون أن نحمل رؤوسنا فوق أكتافنا نحو المجهول الغامض ... إنها كبوة أبدية مهلكة لا نهوضٍ لنا من بعدها يا عزيزي الأستاذ والشاعر الكبير إيشو المحترم !!! .
لقد عبرتم خير تعبير جميل عن مجمل مسيرة أمة أختارت الأنتحار الذليل للسقوط في هاوية الذل والمهانة بإرادة أبنائها بعد أن كانت من أعظم الأمم بالأبيات الثلاثة الأخيرة من قصيدتكم العصماء
                        ( السيف أصدَّقُ انباءاً من  الكُتُبِ )*      في نَشرها الحقِ او في فَتحِها الأُممِ

                           وأمَّتي    دأبـتْ   للســلمِ    جانحـةٌ      بيـن  الوحوشِ ،  لَهُمْ  اوصالهـا  نَهَمِ

                          هَلاّ   نَعــود  الى  ما  فيـهِ   قُوَّتنــا      فوحــــدَةُ  الصفِ   تبقى  قمــةُ  القِمَمِ

دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام لتقديم الأكثر من هذه الروائع الشعرية ....

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
   

313
الكاتب الساخر الرائع الأستاذ نيسان سمو االى الأخ والصديق العزيز لهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أولاً شكراً على مروركم الكريم بمقالنا  بتلك المداخة الرائعة ودعوتكم لنا للمرور بمقالكم هذا لغرض معرفة نقطة البداية للبدء بالأصلاح قبل أن نطالب بما طالبنا به من النقاط الستة في مقالنا .... وها نحن قد مرينا بمقالكم ولكنكم لم تحددوا أين هي تلك النقطة المفقودة غير تلميحكم إليها بنوع من الضبابية الساخرة كعادتكم دون أن تذكرونها بالأسم وبالتحديد وكما تقولون نقطة ورأس السطر ! .
لقد قال السيد المسيح لبطرس الرسول كما سمعناها منذ نعومة أظفارنا من القسان في الكنيسة ومن قِبل كل المُتثرثرين المدعين بالتدين المسيحاني " أنك الصخرة التي عليها أبني كنيستي ما تحله في الأرض محلول في السماء وما تربطه في الأرض مربوط في السماء "... هذا التخويل بمعناه السياسي المعاصر أن السيد المسيح قد خول كل صلاحياته التي منحها له الأب الى الرسول بطرس ( شمعون كيبا ) وأصبح بذلك بطرس الرسول ومن يخلفه لاحقاً على رأس الكنيسة هو بمثابة السيد المسيح ذاته أليس الأمر كذلك ضمن النظام الأبوي الثيوقراطي المعتمد في الكنيسة يا أخي العزيز نيسان أم أنا غلطان ؟؟... فليسمع المجتمعين الروحانيين بكل درجاتهم في أورشليم ( مدينة السلام ) اليوم أن السيد المسيح قال أبني كنيستي ( يعني كنيسة واحدة وليس كنائس بعدد ذرات الرمل على الشاطئ ) . هؤلاء ومَنْ قبلهم من الرُعاة منذ أفسس سنة 431 م وما قبلها وبعدها حاولوا واستقتلوا لتطبيق كل ما قاله السيد المسيح بحسب الأناجيل الأربعة برأس القطيع من البشر من أتباع كنائس المسيح وليس كنيسته الواحدة كما يصفون العلاقة بين رجل الدين والأتباع ( الراعي والقطيع ) باستثناء هذا القول الذي نعتبره نحن شخصياً أهم ما قاله السيد المسيح بصدد المحافظة على وحدة كنيسته الأيمانية وهو بمثابة دستور لتنظيم العائلة المسيحية في حل كل خلافاتها الآخرى بما في ذلك تعين رئيس بلدة ألقوش !!! بعد عشرين قرناً وبضعة سنوات لماذا تعددت الكنائس بخلاف توصية المسيح ؟ ماذا سيكون حكمه يوم الحساب أمام الأب بحق من تولوا منصب بطرس الرسول من بعده !! ؟؟ .... هل وفقنا في معرفة نقطة البداية المفقودة في المسلسل الهزلي هذا ؟؟ ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
 

314
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الرائع الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
أولاً شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ( الأقليات القومية والدينية في العراق بعد داعش ... الأفاق والمستقبل ) بتلك المداخة الرائعة ودعوتكم لنا للمرور بمقالكم هذا لغرض معرفة نقطة البداية للبدء بالأصلاح قبل أن نطالب بما طالبنا به من النقاط الستة في مقالنا .... وها نحن قد مرينا بمقالكم ولكنكم لم تحددوا أين هي تلك النقطة المفقودة غير تلميحكم إليها بنوع من الضبابية الساخرة كعادتكم دون أن تذكرونها بالأسم وبالتحديد وكما تقولون نقطة ورأس السطر ! .
لقد قال السيد المسيح لبطرس الرسول كما سمعناها منذ نعومة أظفارنا من القسان في الكنيسة ومن قِبل كل المُتثرثرين المدعين بالتدين المسيحاني " أنك الصخرة التي عليها أبني كنيستي ما تحله في الأرض محلول في السماء وما تربطه في الأرض مربوط في السماء "... هذا التخويل بمعناه السياسي المعاصر أن السيد المسيح قد خول كل صلاحياته التي منحها له الأب الى الرسول بطرس ( شمعون كيبا ) وأصبح بذلك بطرس الرسول ومن يخلفه لاحقاً على رأس الكنيسة هو بمثابة السيد المسيح ذاته أليس الأمر كذلك ضمن النظام الأبوي الثيوقراطي المعتمد في الكنيسة يا أخي العزيز نيسان أم أنا غلطان ؟؟... فليسمع المجتمعين الروحانيين بكل درجاتهم في أورشليم ( مدينة السلام ) اليوم أن السيد المسيح قال أبني كنيستي ( يعني كنيسة واحدة وليس كنائس بعدد ذرات الرمل على الشاطئ ) . هؤلاء ومَنْ قبلهم من الرُعاة منذ أفسس سنة 431 م وما قبلها وبعدها حاولوا واستقتلوا لتطبيق كل ما قاله السيد المسيح بحسب الأناجيل الأربعة برأس القطيع من البشر من أتباع كنائس المسيح وليس كنيسته الواحدة كما يصفون العلاقة بين رجل الدين والأتباع ( الراعي والقطيع ) باستثناء هذا القول الذي نعتبره نحن شخصياً أهم ما قاله السيد المسيح بصدد المحافظة على وحدة كنيسته الأيمانية وهو بمثابة دستور لتنظيم العائلة المسيحية في حل كل خلافاتها الآخرى بما في ذلك تعين رئيس بلدة ألقوش !!! بعد عشرين قرناً وبضعة سنوات لماذا تعددت الكنائس بخلاف توصية المسيح ؟ ماذا سيكون حكمه يوم الحساب أمام الأب بحق من تولوا منصب بطرس الرسول من بعده !! ؟؟ .... هل وفقنا في معرفة نقطة البداية المفقودة في المسلسل الهزلي هذا ؟؟ ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

315
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الطيب جان يلدا خوشابا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب ذي القلم الجميل الهادئ الأستاذ نذار عناي المحترم

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا الأخوية
بالنظر لكون مضمون مداخلاتكم متقارب على ما عرضناه في مقالنا وتجنباً للتكرار أرتأينا بالرد المشترك وكما هو أدناه راجينا منكم اعتذارنا على ذلك وهي إن دلت على شيء فهي تدل على وحدة أفكارنا ووجهات نظرنا حول الموضوع .
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم إطرائكم الرائع وكل ملاحظاتكم وتشخيصاتكم القيمة والثرة والتي أعتبرها أضافات مكملة لما عرضناه لوضع الأصبع على الجرح النازف للوطن ولأمتنا في ذات الوقت لكوننا جزء من الكل وما يعني الوطن يعنينا حتماً .
أصدقائنا الأعزاء .... كل المجتمعات المتقدمة نهضت بفعل أفكار النُخبة من المفكرين والفلاسفة والكتاب والمثقفين الذين كانت مهمتهم دائماً تشخيص الأمراض الفكرية والاجتماعية والأقتصادية والسياسية وتناقضاتها في المجتمع ونقدها وطرح المعالجات كأفكار وهنا بإعتقادنا المتواضع تنتهي مهمة هذه النخب وتبدأ مهمة النخب السياسية والشعب نفسه في تحويل تلك الأفكار الى صيغ عملية والعمل على تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع من خلال تشكيل تنظيمات وأحزاب سياسية ومؤسسات مهنية ومنظمات المجتمع المدني وتبقى النخب الفكرية المنظرة تراقب وتشاهد عن كثب وتنتقد الأخطاء لتعالج الأنحرافات وتصحيح المسارات ، شعوب هذه البلدان فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق هذه الصيغة كنخب وكسياسيين بسبب الولاءآت المنحرفة ، حيث أن طبيعة هذه المجتمعات قائمة على الولاء للدين أولاً وللقبيلة والعشيرة ثانياً وانعدام الولاء الحقيقي بمفهومه المعصر للوطن والهوية الوطنية ولذلك عاشت في دوامة الأقتتال والحروب العبثية الداخلية كما نشاهدها اليوم . وذلك كانت هذه الأمم والشعوب طيلة تاريخها الحديث لقمة سائغة وسهلة للمتربصين بها من الأعداء لأستغلالها أبشع استغلال على أساس تلك الولاءآت البالية والمتخلفة ، هذه الشعوب وهذه الأمم لا يهمها من يكون العدو بل يهمها بالدرجة الأساس ما هو دينه أو قبيلته وهكذا !!! ، ولذلك فإن إصلاح هذه المجتمعات يأتي من خلال تغيير أولويات ولاءآتها الفكرية والثقافية والاجتماعية من الولاء للخصوصيات الى الولاء للوطن والهوية الوطنية وهذه العملية تحتاج الى إحداث ثورة فكرية ثقافية اجتماعية في بنية المجتمع الفوقية .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد   

316
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخة الثرة بملاحظاتها النقدية بشأن الوضع القومي لأمتنا ودور القادة السياسيين لما تسمى بأحزابنا القومية الشبه الغائب بقراره المستقل عن فرض إرادة الآخرين عليهم واستقتالهم من أجل مناصب متهرئة كما وصفتموهم ونزيف الهجرة مستمر من أرض وطن الأجداد ومستقبلنا القومي غامض ومجهول المصير ، حقيقة كانت ملاحظاتكم في الصميم ولكن كما يقال " أَسمَعّتَ إن ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي " ..... ونكرر شكرنا لمروركم الدائم بما نكتبه ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

317
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي اللامع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الآخوية
مقال رائع للغاية وتحليل أروع لواقع العلاقات السياسية الرثة التى كانت السبب في الذي أوصلنا نحن العراقيين الى ما نحن فيه من مآسي الأقتتال بسب قصر فهمنا لواقع الحياة وتركيبة مجتمعنا لأختيار المنهج الفكري الذي من المفروض أن نتبناه ونعتمدة في بناء الحياة الوطنية المتكاملة التي لا يكون فيها ظالماً ولا مظلوم .... قوميات وأديان ومذاهب متعددة جميعها تبنت الفكر الأحادي الأقصائي الشوفيني لألغاء وجود الآخر بالقوة القسرية وكانت النتيجة الكوارث والموت والتخلف للجميع للأكثريات والأقليات القومية أو الدينية .... ليس لدينا ما نضيفه على مقالكم الرائع الذي قلتم فيه ما كفيتم ووفيتم غير أن نقول عاش قلمكم المبدع وتسلم أناملكم الذهبية ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

318
الأقليات القومية والدينية في العراق بعد داعش ... الأفاق والمستقبل
خوشــابا ســولاقا
بدءً ذي بدأ العراق يشكل فُسيفساء متنوع القوميات ولأديان والمذاهب من الناحية الديموغرافية ومتنوع من الناحية القبلية والعشائرية وغيرها من الخصوصيات على مستوى العراق الواحد وحتى على مستوى القومية الواحدة والدين الواحد مما يشكل تركيبة اجتماعية معقدة العلاقات الاجتماعية ومتناقضة ومتنافرة مع بعضها اجتماعياً بدرجة كبيرة في جوانب عديدة مما جعل التعايش فيما بينها تعايش هش قابل للأختراق من قبل الأعداء الطامعين في ظل هيمنة أنظمة سياسية تتسم بطابع الشوفينية القومية والدينية والمذهبية التي سادت في العراق خلال تاريخه الحديث ، وهذا ما جعل من المجتمع العراقي فريسة سهلة للفتك به في وقت ضعف سلطة الدولة المركزية المنبوذة من قبل القوميات المضطهدة وضعف سيادة القانون المنحاز للسلطة مقابل ارتفاع سقف العروض المغرية المقدمة من قبل الأغراب الأجانب ومن قبل دول الأقليم مقابل التعاون معها لسلب ثروات البلاد والتآمر عليه ومنعه من التقدم والتطور بذرائع تأمين الحماية تحت يافطات القومية والدين والمذهب من قبل هذا وذاك من الطامعين ، وهذه السياسة القائمة على مبدأ فرّق تَسُد شجعت وعمقت أسباب الخلافات والصراعات والحروب القومية والدينية والمذهبية بين مكونات الشعب العراقي وما حصل منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 الى اليوم خير دليل على ما نقول وكان ما حصل بعد سقوط النظام الدكتاتوري الشوفيني في عام 2003 النموذج الأبرز لتجليات تلك السياسة الحمقاء التي ظهرت بأبشع صورها في ممارسات دولة الخرافة الداعشية بحق المختلفين مع توجهاتها الأرهابية الأجرامية من كافة المكونات العراقية القومية والدينية والمذهبية من دون تمييز في المحافظات التي وقعت تحت سلطتها كانت نتيجة طبيعية وردة فعل طبيعية للسياسة الطائفية التي مارستها الحكومة الأتحادية بحق مكون معين ، ولكن كانت الضحية الكبرى بالنتيجة لكل ما جرى هي أبناء الأقليات القومية والدينية في تلك المناطق وتحديداً في محافظة نينوى مما سبب في نزوح وهروب وتشرد جماعي بالملايين في داخل أقليم كوردستان والمحافظات العراقية التي وفرت لهم الأمان وظروف معيشية بأدنى حدودها ، والقسم الأكبر منهم هاجر الى خارج العراق ، هذا كان واقع الحال في زمن سيطرة الأرهاب الداعشي .
محافظة نينوى حصراً تمثل النموذج المصغر للعراق من حيث التركيبة الديموغرافية قوميا ودينياً ومذهبياً من كل المكونات وحتى عشائرياً وقبلياً ، وهي في ذات الوقت تمثل الأرض التاريحية لسكان العراق الأصليين من الأقليات القومية والدينية كافة ، وقد عانت تلك الأقليات في الماضي والحاضر من الشيء الكثير من المظالم والاَضطهاد والتمييز القومي والديني والمذهبي ومن التفرقة في جميع مناحي الحياة على يد سلطات الأكثريات من العرب والكورد الشوفينية وتكللت هذه الممارسات في زمن داعش بالأبادة الجماعية " الجينوسايد " بأبشع صورها تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين الانسانية ، مما جعل أبناء تلك الأقليات القومية والدينية حساسة للغاية في مشاعرها للتعايش مع الآخرين من الشركاء في الوطن من الأكثريات من دون وجود ضمانات دولية توفر لهم الأمان للعيش والبقاء في مناطقهم التاريخية في محافظة نينوى المحررة حديثاً من طغيان داعش الأرهابي .
بعد تحرير مدينة الموصل وبعد أن يستكمل تحرير المحافظة بالكامل ظهرت وتظهر بجلاء في الأفق بوادر تشير الى احتمارت خطيرة تهدد بنشوب صراع سياسي حاد على الأرض قد يتخذ طابعاً دموياً وبالذات في المناطق التي تسكنها الأقليات القومية والدينية الأصيلة بين العرب والكورد لضم تلك المناطق الى مناطق نفوذهم السياسي ، وهنا سوف تكون الأقليات القومية والدينية بيضة القبان لحسم هذا الصراع لصالح طرف على حساب الطرف الآخر ، حيث  تبنى على موقفها المراهنات السياسية وبالتأكيد فإن أبناء الأقليات سوف تنحاز بحكم واقع ماضيها المرير وحاضرها الجريح الى من يضمن لهم حق تقرير المصير في إدارات ذاتية لممارسة كل حقوقهم القومية والثقافية والسياسية والدينة في ظل سلطة المواطنة الدستورية المدنية تتعاطى مع مواطنيها على أساس هوية المواطنة وليس على أساس هوية المكونات الخصوصية . لذلك نرى اليوم وعلى خلفية ما حصل للأقليات في زمن داعش وضعف الثقة بالشركاء في الوطن أن أبناء الأقليات تطالب بإدارات ذاتية لأدارة شؤونها في مناطقها تحت الحماية الأممية والدولية ضمن وحدة العراق جغرافياً وديموغرافياً ولا تحبذ أي شكل من أشكال الأستقلال أو الأنفصال عن جسد العراق الواحد . فمن سيفوز بولاء أبناء الأقليات ويكسب ثقتهم به ليعطوه كلمة المرور الى المستقبل العراقي ، العرب أم الكورد ؟؟ أم سيفرض الآخر الأجنبي الغريب إرادته على الجميع بإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية لمحافظة نبنوى كما يشاء بحسب أجنداته ؟؟ .
بعد تحرير محافظة نينوى وعلى ضوء المعطيات التي ذكرناه في أعلاه يتطلب الأمر من الحكومة العراقية الأتحادية في بغداد وحكومة الأقليم في أربيل العودة الى رشدهم الوطني والجلوس على طاولة الحوار الأخوي الديمقراطي لحل المشاكل العالقة لمنع نشوب أي صراع دموي في محافظة نينوى على الأرض لأن في هذا الصراع سيكون الجميع خاسرين ، ويكون ذلك فرصة ذهبية للطامعين في أرض العراق من دول الجوار للتدخل في الشأن العراقي بذرائع شتى ، مما يتطلب إجراء الآتي لوضع البلد على مساره الصحيح :- 
أولاً : تعديل الدستور بتطهيره من كل أدران الأثنية والدينية والطائفية والمحاصصة المقيته وجعلة دستوراً وطنياً مدنياً علمانياً بهوية وطنية عراقية خالٍ من الهويات الخصوصية يحترم الخصوصيات بعيدة عن السياسة ، وأن يتعامل مع المواطن العراقي على أساس المواطنة دون سواها .
ثانياً : أن يتضمن الدستور مواداً صريحة وواضحة لا لبس فيها بأن دولة العراق دولة مدنية لا دين ولا قومية ولا مذهب لها وهي حامية الجميع ، يعيشون فيها متساوين في الحقوق والواجبات والقانون فيها يكون الفيصل والمعيار في كل شيء .
ثالثاً : أن يتضمن الدستور مواد صريحة وواضحة يضمن لكل مكونات الشعب حقوقها القومية والدينية والمذهبية والسياسة والثقافية بالشكل الذي يحافظ على هويتها الخصوصية بما يتناسب مع وضعها وتواجدها الديموغرافي والجغرافي .
رابعاً : ان يتضمن الدستور مواد واضحة وصريحة في منح الفرص لتولي المواقع المسؤولة في دوائر وأجهزة الدولة بحسب المؤهلات العلمية والكفاءة المهنية والنزاهة والأخلاص في العمل والولاء الوطني ، على أساس المواطنة وليس على أساس الخصوصيات والمحسوبيات والمنسوبيات مع مراعاة مشاركة الجميع من دون تهميش أو أقصاء بقدر الأمكان بما في ذلك تولي رئاسة الجمهورية والبرلمان ورئاسة مجلس الوزراء ( أي بمعنى إلغاء المحاصصة ) وأن تكون نتائخ الأنتخابات هي الحاكم الفيصل وما يُعتد بها في تقرير ذلك .
خامساً : تغيير قانون الأنتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات على أن تكون أعضاء المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات من القضاة المهنيين المستقلين المعروفين بنزاهتم وولائهم الوطني يتم تعيينهم من قبل مجلس القضاء الأعلى بعيداً عن تدخل السلطة التنفيذية وفق معايير يتم وضعها من قبل خبراء قانونيين مختصين ويصادق عليها البرلمان .
سادساً : أن يتولى القضاء الأشراف بشكل مباشر على عملية الأنتخابات في التصويت وفرز النتائج وإعلانها من خلال وسائل الأعلام الرسمية بحضور ممثلي الأمم المتحدة لمنع حصول أي تلاعب أو تزوير في النتائج النهائية لاحقاً .
إن تنفيذ هذه المتطلبات سوف تؤمن شروط قيام دولة القانون والمؤسسات الدستورية وسوف تؤمن كل مستلزمات القضاء على الفساد الذي ينخر بجسد الدولة ، وسوف تؤمن الشروط الموضوعية للتعايش المجتمعي السلمي بين مكونات الشعب وبذلك سوف يقضي على كل أسباب الفرقة والتمييز والأقتتال بكل أشكاله ، وسوف تؤمن وحدة الوعي الوطني بالولاء للعراق ورص الصف الوطني في التصدي لكل التحديات والمؤآمرات على الوطن والشعب وتسد المنافذ بوجه كل متدخل أجني شرير ... هذا هو طريق الخلاص الوحيد للعراق والعراقيين لكي يعيشون موحدين بأمنٍ وأمان وسلام سويةً .

خوشـــابا ســـولاقا
25 / تموز / 2017 م       


319
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية 
 نقدم أحر تعازينا القلبية بمناسبة استشهاد الأستاذ الدكتور ألياس كوركيس اسحق على يد عصابات الغدر والجريمة في سوريا الجريحة وليس بيدنا غير أن نقول يا شهيد الأمة الآشورية " ارقد بسلام وأمان ولعائلتك الكريمة وأشقائك وشقيقاتك وأقاربك ومحبيك وأصدقائك وفي مقدمتهم الشاعر الصديق فهد اسحق جميل الصبر والسلوان وطول العمر وخاتمة الأحزان " ...
نحن الآشوريين بكل مكوناتنا عشنا ونعيش في أرضنا التاريخية العراق وسوريا ولبنان منذ القدم وشاركنا الآخرين من الشركاء في الوطن في الحلو والمر ، وأن كل ما يصيبهم من خير لنا حصة منه وكل ما يصيبهم من شر يصيبنا وندفع حصتنا من الضريبة ، وهذا هو قانون الحياة الذي بموجبة لا يمكن لنا نأخذ شيئاً ما لم ندفع ثمناً له حالنا حال الآخرين ، فكانت حياة شهيدنا الغالي المرحوم الدكتور ألياس كوركيس اسحق هذه المرة هي الضريبة المستحقة مع الأسف الشديد ، المجد والخلود لشهيدنا البطل والخزي والعار للقتلة المجرمين الأوغاد .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

320
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع ومن خلاله حللتم بدقة تناقضات الواقع الأجتماعي للمجتمع العراقي وانعكاساته المدمرة على الواقع السياسي بكل خلفياته الثقافية والدينية والقبلية والعشائرية والمذهبية ومن ثم إفرازات هذا الواقع السياسي الهزيل والهش والقائم على المبادئ المنفعية واللاوطنية واللاأخلاقية وسيادة المنفعة الشخصية وكل مبادئ الرذيلة على القرار السياسي وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ووفق هذا النهج وصل العراق الى الحضيض بسبب غياب الفكر الفضيل الوطني النهضوي الأخلاقي الذي يقدم المصلحة والمنفعة العامة على المنفعة الشخصية والخصوصية ..... وللخروج من هذه الأزمة الفكرية الأخلاقية الوطنية الأجتماعية لا بد من ظهور فكري نهضوي وطني مبني على أساس تحقيق الغاية النبيلة بوسيلة نبيلة وتأسيس أحزاب وتنظيمات بهيكلية قائمة على هذه المبادئ لقيادة المجتمع والبلاد الى شاطئ الأمان ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                    محبكم أخوكم ×وشابا سولاقا - بغداد 

321
المنبر الحر / رد: البادىء اظلم
« في: 12:10 16/07/2017  »
الى الأخ والصيق العزيز الأستاذ سولاقا بولص يوسف المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع من حيث تناولكم لمناقشة هذه المقولة ( الباديء أظلم ) من جوانبها المختلفة وقد أعطيتم حقها في التفسير عاش قلمكم وتسلم أناملكم على ما سطرتموه بهذا الخصوص . 
نحن من وجهة نظرنا المتواضعة أن هذه المقولة ( الباديء أظلم ) كأنها مستوحاة من مقولة نيقولو ميكيافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) من حيث المضمون وهي بالتالي " كلمة حق شكلاً يراد بها باطل مضموناً .... المقولتين تسعيان الى تبرير الجريمة وشرعنتها بذريعة نبل الغاية عند ميكيافيللي ورد الظلم على الظالم عند من قال مقولة موضوع مقالكم ..... ياما ياما ارتكبت جرائم من قبل الطغاة الديكتاتوريين المجرمين تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين الانسانية عبر التاريخ بحق أناس شرفاء أبرياء تحت حماية وشرعنة هاتين المقولتين المقيتتين والى يومنا هذا ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

322
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب صاحب الكلمة الطيبة الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة التي تحمل الكثير مما نتوقعه من إنسان طيب القلب بطيبة كلماته ، ونقول أنتم في القلب والعقل لآن ما يجمعنا هو حب الوطن ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

323
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع صاحب الكلمة الطيبة الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكراً على تعقيبكم الأخوي بهذه الكلمات والجمل الجميلة والرائعة ونحن نحترم قناعاتكم الشخصية جلى أحترامنا لأنها خياراتكم وأنتم أحرار بها ونحن من واجبنا احترامها وتقديرها ، وكل ما ذكرتموه هو تصوراتكم الشخصية الايمانية وبنيتم عليها قناعاتكم وهذا موضع اعتزازنا ، وعجبنا في تعقيبكم ( وفي وصايا  المسيحية التي لو عملنا عليها وطبقناها كمجتمع  وأفراد لكانت الحياة على الارض مختلفة جداً جداً جداً جداً ) .... لو قالوها الأقدمون ولكنهم زرعوها ولم تُخَضَر !!! .
صديقنا العزيز الطيب جان ..... هل تعلم أن بسبب تمسكنا وتشبثنا نحن الآشوريين بالتعاليم المسيحيحية التوراتية والتضحية المفرطة من أجلها خسرنا الدنيا وحتماً سنخسر الآخرة ، وهذا ما خططوه اليهود لنا للأنتقام منا منذ أكثر من ألفي سنة والى يوم تدمير أثارنا في نينوى والنمرود وآشور وخورسباد ؟؟؟ ..... نكتفي هنا عن الحوار ، ودمتم والعائلة الكريمة بألف خير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد 

324
الى الأخوة الأعزاء الأساتذة الكرام
1 - الأستاذ albert masho المحترم
2 - الأستاذ هنري سركيس المحترم
3 - الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
4 - الأستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية العراقية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا وزادنا شرف ما أبديتموه من ملاحظات ورؤى قيّمة حول واقع العراق بشكل عام وواقع محافظة نينوى وانعكاساته على واقع ووجود أبناء أمتنا بشكل خاص ، بالتأكيد أن كل ملاحظاتكم لا نختلف حولها إطلاقاً بل نتفق معكم حولها تحليلاً واستنتاجاً وتوقعاً والتأثير السلبي لدور النظام السياسي الثيوقراطي السائد في بغداد والنظام السياسي القومي شبه الأقطاعي السائد في الأقليم اللذان لا يمكن لهما أن يتفاعلا وأن يتجاوبا مع وجودنا القومي والديني بالشكل التي يتناسب مع مطاليبنا القومية والدينية كشعب أصيل أصحاب الأرض الشرعيين وكذلك الحال مع بقية الأقليات الأثنية والدينية الآخرى ، وهذا بطبيعة الحال هو الواقع على الأرض في ظل الظروف القائمة حالياً في العراق ، ولكن طبيعة الحراك السياسي الجاري في العراق والأقليم والعالم حول الحرب العالمية على الأرهاب الأسلاموي فرض نظرية جديدة للتعامل معه في كيفية المحافظة على الأقليات وحمايتها من شر هذا الأرهاب ، ومن نتائج ذلك الحراك السياسي العالمي صدور بيان من الأمم المتحدة حول حماية حقوق السكان الأصليين من الأقليات القومية والدينية ، كل هذه الأحداث سوف تفرز عن نتائج قد تكون لها نتائج إيجابية لصالح الأقليات في محافظة نينوى ومنها أمتنا لو أحسنت مرجعياتنا المفروضة علينا حالياً السياسية والكنسية استثمار هذا الحراك من خلال توحيد خطابها السياسي في التعامل مع الأطراف الوطنية العراقية والأطراف الدولية صاحبة القرار . 
مقالنا هذا كان في وقته تحليلاً للواقع السياسي والديموغرافي في العراق وعن كون ظهور داعش نتيجة للسياسات الحمقاء المعتمدة من قبل النظام الطائفي وليست السبب في كل ما حصل للعراق وأدخله في مأزق سياسي كبير يصعب الخروج منه بسهولة كما دخله ، وها هو اليوم العراق بعد تحرير نينوى من براثن الأرهاب على عتبة مرحلة جديدة فهل ستختار حكومة بغداد الطريق السليم لمغادرة مرحلة مظلمة وقاسية والدخول الى مرحلة مشرقة لكل العراقيين ؟؟ .... ودمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

325
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
ما كتبتموه من نثر وشعر رائع في وصفه لحالة واحدة مشتركة ألا وهي تحرير الأرض ، أرض طاهرة لها عمق في أعماق التاريخ إن لم تكُن هي التاريخ كله بكل أزمنته أرض نينوى من براثن اللصوص الذين تحكم عقولهم غريزة الشهوة والأفتراس وأبدعتم في وصفهم في الجانب الشعري من مروركم .
وفي القسم الآخر قسم مناجاتكم الرب الذي لم أفهم أي ربٍ تقصدون فهل هو الرب آشـــــــــور ؟ أم الرب الآخر الذي صنعناه لتضليل أنفسنا به بأنه هو الذي سوف يسترجع حق كل مظلوم ؟ أم أنكم تناجون الانسان الآشوري الذي غادر نينوى وارتحل عنها وصار عنها غريباً ؟؟ . على أية حال لقد أبدعتم خير إبداع كعادتكم في مروركم على حالة نينوى .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

326
لكي لا ننسى ما قلناه في 19 / تموز / 2014 م .... بخصوص سقوط الموصل بيد الأرهاب الداعشي في 10 / حزيران / 2014 م عن اسباب هذا المأزق وكيفية الخروج منه ، وها اليوم 10 / تموز / 2017 م أي بعد ثلاثة سنوات وأربعين يوما بالتمام والكمال تحررت الموصل من قبضة الأرهاب الداعشي بدماء الآلاف من أبناء الوطن ممن رووا هذه الأرض بدمائهم الزكية الطاهرة من أجل تحرير الانسان والأرض ليبعثوا فيها الحياة من جديد لتزهر زهورها وتستمر الحياة .... وبالنظر لأهمية ما ذكرناه في مقالنا أدناه نعيد نشره ليطلع على ما ورد فيه من استنتاجات وتوقعات وما قد يحصل بعد داعش من صراعات قومية ومذهبية محتملة وكم كانت توقعاتنا واستنتاجاتنا سليمة لقرأة الواقع ... يرجى التركيز.... تحياتنا
   
مأزق العراق وكيف الخروج منه ... ؟؟
خوشابا سولاقا
ما هي أسباب المأزق ... ؟؟
إن الأحداث الدراماتيكية التي حصلت في العراق في العاشر من حزيران الماضي وما بعده أحداث تكاد لا تصدق من عاقل ومدرك وكانت أحداث بمثابة زلزال هز أركان الدولة العراقية الهشة أصلاً وهدد وجودها في الصميم بعواقب وخيمة أقلها التهديد بالتقسيم الى أقاليم وربما دويلات طائفية وأثنية كل بحسب مقاسه وخصوصيته متناسين إنتمائهم الوطني العراقي ، وكانت كالبركان الثائر فجر قلب العراق النابض بالحياة والذي أدماه أقزام السياسة الذين لا يجيدون من فن السياسية غير المشاكسة البليدة الغير المنتجة للخير ، وصار حال العراق كذلك الشهيد اليتيم المجهول الذي لا يوجد من يرثيه ويبكيه ويواري جثمانه الثرى ، كل ذلك حصل في ظل عجز المتمسكين بسلطة الدولة لردع العابثين بأمنها وبأمن المواطن لأن ذلك ليس ضمن برامجهم التي يستقتلون من أجلها ليلاً ونهاراً . بالتأكيد إن هذا الوضع المستجد في العراق سوف يلقي بظلاله المعتمة والمحزنة على حالة الوضع العراقي وتركيبته الأجتماعية بجبال من الأحقاد والكراهية ورفض قبول الآخر بين مكوناته المذهبية والقومية والدينية والتعايش السلمي بأمان ، ويعمق من حدة النزعات التناحرية ، وتعلوا الأصوات المنادية بالدعوة الى الأنفصال وتشكيل كيانات قومية وطائفية ، والتي بدأت بوادرها تلوح في الأفق بدعوة الأخوة الكورد الى إنفصال الأقليم وإعلان إستقلال كوردستان عن جسم العراق وقيام الدولة الكوردية ، وربما يلحق ذلك مستقبلاً إذا تطورت الأحداث على وتيرة ما هي عليه الآن الى قيام دولة سنية لعرب السنة ، وأخرى شيعية لعرب الشيعة ، ورابعة دولة قومية للأخوة التركمان ، وربما دولة خامسة لما تبقى في العراق من المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين باعتبارهم سكان العراق الأصليين ويكون ذلك حقاً مشروعاً في ظل هذا الواقع ، وربما يطالب الأخوة الأيزديين أيضاً بحق تقرير المصير بشكل ما ويكون ذلك من حقهم الطبيعي حالهم حال غيرهم من المكونات في ظل غياب دولة وطنية قوية قادرة على حماية مواطنيها من العدوان سواءً كان ذلك العدوان من داعش أو من غيرها من التنظيمات المتشددة كما هو الحال في العراق اليوم . وبعد هذه الأوضاع الغريبة والعجيبة سوف تعم العراق الفوضى وغياب الأمن والآمان ، وتسود ثقافة القتل على الهوية والثأر والأنتقام المتبادل التي زرعت بذورها سياسات الحكومات القومية الشوفينية في السابق وعمقتها بشكل واسع ومقرف سياسات الحكومات القائمة على المحاصصة الطائفية والأثنية المقيتة التي توالت على حكم العراق بعد سقوط  نظام صدام حسين في عام 2003 ، وتركت هذه السياسات على أرض الواقع العراقي أثاراً لا يمكن محوها لعشرات السنين من الزمان . كل هذا ما حصل واصبح واقعاً معاشاً ويعاني منه المواطن العراقي في كل لحظة من حياته اليومية . في الحقيقة ليس هذا هو المهم في الأمر ، بل إن ألأهم منه هو هل أن ما حصل كان بفعل عوامل داخلية وطنية بحتة ، أم كان بفعل عوامل أجندات خارجية لدول الأقليم والدول الكبرى المهيمنة على القرار السياسي الكوني ؟؟ ، أم بفعل العوامل الخارجية ودعم العوامل الداخلية الوطنية ؟ لأن يكون العراق وغيرة من البلدان التي لا تمتلك قرارها الوطني المستقل مثل سوريا ولبنان وليبيا وغيرها من بلدان الربيع العربي الضحية وكبش الفداء لمخططات تلك الأجندات الدخيلة والمشبوهة لأعادة رسم الخارطة السياسية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط الجديد يؤدي الى تقسيم المقسم وتجزئة المجزء الى دويلات أثنية وطائفية تسودها سياسة الثأر والأنتقام والقتل على الهوية القومية والدينية والطائفية يكون الخاسر الأكبر فيها أبناء الأقليات القومية والدينية بالدرجة الأساس وشعوب المنطقة ، والرابح الأكبر فيها يكون الأجنبي القوي القابع وراء حدود الأقليم وشركائه الأقليميين والعملاء في حكومات تلك الدول . بالتأكيد هناك عوامل خارجية والمتمثلة بأجندات سياسية لدول الجوار العراقي والقوى الدولية المهيمنة على القرار الكوني التي تقتضي مصالحها الحيوية أن يحصل ما حصل في العراق وأن يستمر على هذا المنوال الى أبعد مدى ممكن ، إضافة الى وجود عوامل داخلية المتمثلة بتلك الأجندات السياسية الفئوية والشخصية التي إرتبطت مصالحها بمصالح القوي الأجنبية والأقليمية الطامعة بخيرات العراق الوفيرة وإرتضت لنفسها أن تكون أداة طيعة بيد الأجنبي والغرباء الطامعين وأن تكون خادمة لأجنداتها السياسية والأقتصادية وتشاركها في سرقة ونهب أموال العراق على حساب الأمعان في إفقار الشعب العراقي وإذلاله في لقمة عيشه وأن تزيد من بؤسه وشقائه ومعاناته يوم بعد آخر تعددت وتوسعت وشملت كل مناحي الحياة العراقية ، وقد تجلى ذلك بأوضح الصور في حجم الفساد المالي والأداري المستشري في كل مؤسسات الدولة والتطاول الفض من قبل كبار مسؤولي الدولة وزبانيتهم من القطط السمان على المال العام وتحويلة الى خارج الوطن بدلاً من أن يستثمر في الداخل في إعادة بناء البنى التحتية للأقتصاد الوطني كما هو حال سراق المال العام في أقليم كوردستان والتي هي نقطة إيجابية تسجل لصالح سراق المال العام في حكومة أقليم كوردستان ، لو كان الأمر كذلك لأصبحت حالة بغداد مثل حالة أربيل وليس لأن تكون مماثلة لحالة أية قرية عراقية في زمن مدحت باشا رحمه الله الوالي العثماني في بغداد . !!!!
كيف الخروج من المأزق  ... ؟؟
لقد تراكمت سلبيات الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في العراق بعد عام 2003 بفعل سياسات الأقصاء والتهميش والتمييز القومي والديني والطائفي بشكل خاص والتطبيق الأنتقائي لقانون المساءلة والعدالة بحق البعض دون البعض الآخر ، وسعي الحكومات المتوالية الى تحميل البعض مسؤولية ما قامت بة الحكومة الديكتاتورية السابقة من ممارسات مقيتة بحق الشعب العراقي ، مما عمقت من ثقافة الثأر والأنتقام بين مكونات الشعب العراقي . هذه السياسات هيئة الأرضية المناسبة والظروف الموضوعية الملائمة وانضجت الظروف الذاتية لمن شملتهم هذه السياسات لأن تعلن تمردها  على هذا الواقع أالمزري ودفعتها بحكم تلاقي الأهداف بمعاداة النظام لأن تتحالف مع قوى الشر والأرهاب المتمثلة بالقاعدة وداعش وغيرها لأن تعلن ثورتها على النظام . إن ممارسات الحكومة غير المتزنة وغير الحكيمة وغير الرصينة والمبنية على ردود أفعال غير محسوبة النتائج والتي لا تتسم بروح المشاركة الوطنية الحقيقية في صنع القرار الوطني ، وفقدان الثقة الراسخة بالشركاء في الوطن ، وعدم استجابتها للمطالب المشروعة لسكان المناطق التي لا تسيطر عليها اليوم الحكومة الأتحادية في أقليم كوردستان والمحافظات السنية وحتى بعض المحافظات الشيعية في الفرات الأوسط والجنوب هي التي كانت السبب التي أوصلت الأمور الى ما وصلت إليه اليوم الى هذه الدرجة من السوء والتي غدت تهدد مصير وحدة البلاد الجغرافية ، وهي التي جعلت الحكومة التي يرأسها السيد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي في واد والآخرين في واد ِ آخر والجميع في حالة من الهيجان من المناكفات والمشاكسات وتبادل التهم في الفراغ تاركة داعش تلعب لوحدها في الساحة كما تشاء وكما يحلو لها وتمسك بزمام المبادرة كما تنقله لنا الأحداث على الأرض وليس كما تنقله وسائل إعلام الطرفين وأصبح شمال الخالص وسامراء وغرب بغداد لا يمكن للمواطن العراقي العادي عبورها نحو الشمال والغرب ، أين أصبحت السيادة الوطنية التي تقنع المواطن بوحدة العراق أرضاً وشعباً . ليس بمقدور القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات الأرهابية ان تجد لنفسها موطئ قدم وتؤسس لحضور مؤثر وفعال بأبسط أشكاله ، وليس بمقدور الكورد وغيرهم من المكونات ان تجد من الأسباب والمبررات لنفسها لأن تطالب بالأستقلال والأنفصال عن جسم العراق إذا كان هناك في بغداد العاصمة حكومة وطنية تؤمن بالشراكة الوطنية الحقيقية وعادلة مؤمنة بالوطن لا تميز بين مواطنيها على أساس العِرق والدين والمذهب ، وتستند على الدستور والقانون في منح الحقوق وتوزيع الواجبات بين أبناء الوطن الواحد ، وبناء توازن وطني في توزيع المهام بين مكوناته ورفض المحاصصة بكل أشكالها وإعتماد مبدأ الولاء الوطني والهوية الوطنية . عندها سوف تنتهي داعش وتتبخر من أرض العراق في لمحة بصر دون الحاجة الى إراقة دماء الأبرياء (( ولد الخايبة )) وحرق المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة وذمم ضعاف النفوس ، داعش وبكل التداعيات التي لحقت بالعراق بعد العاشر من حزيران هي النتيجة الحتمية للسياسات غير المتزنة وغير المدروسة نتائجها وعواقبها الوخيمة التي أدخلت البلاد الى نفق الحرب الأهلية الطائفية التي لا نعرف مداها ، وعليه نرى أن معالجة هذه النتيجة وإستئصالها من أرض العراق يأتي حتماً من خلال معالجة واستئصال الأسباب المؤدية لها .
يا أيها السادة السياسيين الذين يستقتلون على الكراسي والمناصب الخاوية والخالية ممن يستحقونها من رجال  يجيدون فن إدارة الدولة وحقن دماء أبناء الوطن وحماية أموالهم من النهب والسرقة والبذخ غير المجدي وغير المبرر كما هو عليه الحال اليوم . نقول للجميع محبة بالعراق وبعوائلكم التي من نتائج أفعالكم براء عودوا الى رشدكم وسلموا السفينة الى من تجدونه من بينكم كفوء ومخلص ونزيه يجيد قياتها ويتمكن من إيصالها الى بر الأمان بسلام ، فذلك يكون خير لكم وللعراق وللعراقيين الذين عانوا الكثير من المصائب والمهانة والتشرد في بلدان الغربة ومذلتها تاركين لكم نافذة ولو صغيرة تطل على مسرح التاريخ المشرف تذكرون بها بخير من الأجيال التي يورثون أرض العراق من بعدكم ، اتركوا لكم أثراً وذكراً طيباً بعد رحيلكم .


 خوشــابا ســولاقا
19  / تموز /2014 – بغداد
 
 

327
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ كمال لازار بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
لا نعلق بشيْ على مقالكم التعليمي لللغة العربية بشكل صحيح غير أن نقدم لكم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا لما تفضلتم به يا مدرس اللغة العربية ، ومقالكم هذا يعادل كل ما يُكتب في هذا الموقع من كتابات سجالية سقيمة وعقيمة حول أمور لا تستحق القرأة مما أكل الدهر عليها وشرب حول المذاهب الكنسية ورجال الكنيسة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع وإنما تزيد من الطين بلة في توسيع الخلافات الموجودة أصلاً ، نحييكم ونشكر فضلكم لأنكم تعلموننا حرفاً من اللغة ...... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

328
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
نحييكم على هذا المقال الرائع ونختزل مداخلتنا عليه بما يلي : 
التناحرات والأختلافات في الرأي والرؤى تولد بسبب تصادم وتقاطع المصالح الشخصية وتموت في ظل تلاقي وتلاحكم المبادئ بشأن قضية تسموا على المصالح الشخصية ...
وبما أن من يدعون تمثيل أمتنا وقضاياها القومية سياسياً ومن يدعون تمثيل قضاياها الروحية الدينية والكنسية مختلفين دوماً على كل صغيرة وكبيرة سراً وعلناً إذن أنهم متقاطعين على المصالح الشخصية بكل أشكالها ، وعليه قرروا الأتفاق على أن لا يتفقوا أبداً ، لأنهم وجدوا أن مصالحهم تعيش على ابقاء واستمرار وتغذية هذه التناحرات والأختلافات ومتى ما يتفقون على تقديم مصالح الأمة القومية والروحية على مصالحهم الشخصية سوف تنتهي كل التناحرات والخلافات ويقضون بذلك على مصالحهم الشخصية ، لذلك كانوا دائما أمام خيار صعب بين الأنا وبين الأمة فانحازوا الى الأنا على حساب الأمة ولذلك استمر التردي على حاله جيل بعد آخر .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد

329
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم مداخلتكم التي لا تخلو من نقد ساخر لأوضاع أمتنا ونحن نتفق معكم على كل ما ذكرتموه وليس لدينا ما نضيفه غير أن نقول لكم " لا ، لاتغسلوا يديكم ما زال هناك بصيص أمل علينا أن لا نفقد الصبر " ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

330
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التي وضعتم من خلالها أصبعكم على الجرح النازف والذي أوصل حالة أمتنا الى ما هي عليه من وضع مزري، ألا وهو عدم وجود وحدة خطاب القيادات السياسية منها والكنسية لا بسبب الأختلاف حول اختيار الآليات الناجعة في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا في صيرورتها التاريخية من أجل البقاء بل بسبب الأختلاف حول المصالح السخصية لتلك القيالدات بأختلاف الجهات والمرجعيات التي ترتزق منها بين بغداد وأربيل ، وهذه الأزمة ، أزمة اختلاف المصالح الشخصية كانت دائماً هي المرض القاتل منذ سنة 1552 م الى 28 - 30 / حزيران / 2017 م وستبقى الى أجل غير محدد كما تدل كل المؤشرات منها نتائج الهجرة العبثية العشوائية اللعينة يا صديقنا العزيز ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

331
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
كالعادة تتحفوننا دائماً بروائع نقدكم الساخر الجميل وها مقالكم الحالي إلا أنموذجاً رائعاً شكلاً ومضمونناً
ليس لدينا ما نضيفه إلا أن نقول لا مؤتمر بروكسيل ولا ما انعقد من قبله ولا ما ينعقد من بعده من المؤتمرات الكلدانية السريانية الآشورية سوف تنجح وتأتي بالمفيد لأمتنا إطلاقاً وذلك لسببين :
أولاً : طالما الأختلاف حول صنع قرارنا الموحد حول حقوقنا القومية في أرضنا التاريخية مؤسس على الأحقاد والكراهية المذهبية الكنسية سراً أو علناً وإن قلنا غير ذلك نكون قد نضحك على أنفسنا .
ثانياً : طالما أن ما يجمع ممثلينا السياسيين ليس هو وحدة الأيمان بقضية قومية وطنية موحدة وإنما هو ما يجمعهم على التفرقة والتشرذم دوماً هو الأختلاف على المصالح والمنافع الشخصية لمن يدعون تمثيلنا والتي تجعلهم أدوات رخيصة تتوزع ولاءآتهم بين هذا وذاك من الكبار من المتنفذين من القوى السياسية في بغداد وأربيل وربما في عواصم أخرى .
وعليه تبقى قضيتنا مثل " الماء في الصينية " تتأرجح يميناً ويساراً شمالاً وجنوباً من دون حصاد .
          دومتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ......... محبكم صديقكم / خوشابا سولاقا - بغداد   

332
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ ناصر عجمايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
 شكراً على مروركم الكريم بنشركم للبيان الختامي لمؤتمر بروكسيل حول مستقبل سهل نينوى .... الظاهر في البيان هو الجزء الظاهر من جبل الجليد فوق سطح الماء ولكن الجزء الأهم هو الجزء المغمور منه تحت الماء أي بمعنى أنه بيان ضبابي ولم يحدد انتماء المحافظة الى أية جهة تكون هل الى بغداد أم الى أربيل وكان من المفروض أن يتم ذلك مسبقاً ، وكذلك لم يحدد طبيعة السلطات التي تحكم المحافظة كيف تكون وكيف تكون نسب مشاركة الآخرين من غير الكلدان والسريان والآشوريين من سكان سهل نينوى ، كما لم يحدد حدودها الجغرافية - الأدارية وتبعات ذلك من اشكالات مع الجيران من الأخوة الكورد والعرب وهذه النقطة ستكون بمثابة قنبلة موقوتة تنفجر في المستقبل ، كما لم يتطرق البيان على شمول السهل بالأستفتاء الكوردي المزمع إجراءه في 25 أيلول القادم من عدمه ، وهي ستكون نقطة اشكالية أخرى تؤدي الى صراعات بين سكان السهل بين قبول الأستفتاء ورفضه .... كان من المفروض بالبيان حسم كل هذه النقاط بوضع النقاط على الحروف لمنع أية اشكالات محتملة عملاً بقاعدة المجرب لا يجرب وشكراً ..... مع كل ذلك بشكل عام الظاهر من جبل الجليد هو أفضل من عدم وجوده .... ننتظر الى ما بعد الأستفتاء لتظهر للمتابع المزيد من الجزء المغمور يا أستاذ ناصر ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

333
الى الأخوة والأصدقاء الأعزاء الأساتذة المحترمين
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
1 - الأستاذ أخيقر يوخنا
2 - الأستاذ albert masho
3 - الأستاذ oshana47
4 - الأستاذ جان يلدا خوشابا
5 - الأستاذ هنري سركيس
نشكر مروركم الكريم بمقالنا من خلال ملاحظاتكم التي أعتز بها والتي تبقى موضع تقديرنا واحترامنا ، وبالنظر لكون هذه الملاحظات تنحصر في موضوع واحد بالرغم من اختلاف الصيغ لذلك وجدنا أن يكون تعقيبنا عليها موحداً وأرجو منكم المعذرة على ذلك ، وعليه نلخص تعقيبنا بشكل تساؤلات وكما يلي :-
1 - من هي الجهات التي هيئت الأرضية لأنعقاد هذا المؤتمر ؟ هل هم ممثلي الأقليات القاطنة في منطقة سهل نينوى لوحدها نتيجة حوارات مدروسة مع الأتحاد الأوروبي وبرلمانه ؟ أم خططت لذلك جهات سياسية أخرى لها مطامع ومطامح في سهل نينوى بالتعاون والتنسيق مع بعض وجهاء من سياسيين ودينيين من سكان السهل ؟ .
2 - هل هناك موافقة أمريكية باعتبار أن أمريكا هي صاحبة الأمر والنهي بما يخص إعادة ترتيب الخارطة الجيوسياسية للعراق بعد داعش ؟ وإنها هي من أعطت الضوء الأخضر من وراء الستار الى الأتحاد الأوروبي للترتيب لهذا المؤتمر بالتنسيق مع ممثلي سكان السهل والقوى المتنفذة في المنطقة ( نقصد الأخوة الكورد ) وبعلم الحكومة الأتحادية في بغداد ؟ ، فإذا كان الأمر كذلك لماذا رفضت بغداد المؤتمر ولم تشارك رسمياً في جلساته وأيدتها أمريكا ضمناً لأنها لم تشارك هي الأخرى بممثل رسمي في جلسات المؤتر ؟ .
3 - ما هو المطلب المركزي المفروض إقراره في المؤتمر ليجسد الحقوق القومية والدينية والسياسية لسكان سهل نينوى ؟ هل هو إنشاء منطقة حكم ذاتي تابعة لحكومة بغداد ؟ أم لحكومة أربيل ؟ أم هو إقرار استحداث محافظة باسم محافظة سهل نينوي التي لا تجسد أي شكل من أشكال حق تقرير المصير لتلبي الحقوق القومية والدينية والسياسية لسكان سهل نينوى لأنها سوف تكون إدارتها وفقاً لقانون إدارة المحافظات العراقية الحالي ؟؟
4 - لماذا تم توقيت تاريخ عقد المؤتمر متزامناً مع إعلان الأخوة الكورد لإجراء استفتاء لتقرير مصير الأقليم بالانفصال عن العراق واعلان الدولة الكوردية المستقلة ؟ أليس من الممكن أن يكون سبب هذا التزامن هو السعي الكوردي لشمول المنطقة بالأستفتاء لتمديد الأقليم الى شرق دجلة وتكريد هوية الأرض ؟ على افتراض صحة هذا الأحتمال هل هناك ضمانات موثقة رسمياً من قبل الكورد لأن يكون بعد الأستقلال " منطقة سهل نينوى " منطقة حكم ذاتي للأقليات فيه يضمن لهم ممارسة حقوقهم القومية والدينية والسياسية ويحافظ على هوية الأرض من دون المساس بها ؟ ثم هل هناك ضمان أوروبي أو ضمان أممي بهذا الشأن ؟.
5 - والتساؤل الأخير هل تكون قرارات هذا المؤتمر ملزمة التنفيذ ومن قبل من يتم التنفيذ وبضمان من ؟؟ هذا هو الأهم في الأمر .
كل هذه التساؤلات جعلت المراقب والمتابع والمعني بالأمر من سكان السهل في حيرة من أمرهم ... هل سيجيب البيان الختامي المنتظر على كل هذه التساؤلات بشكل وافي وكافي بوضوح ؟ أم تبقى مجرد تسؤلات محيرة للقاصي والداني من المعنيين بالأمر من سكان السهل الأصليين ؟ .
دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .
                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد



  [/color][/color]

334
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ كامل زومايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
يسعدنا لقاءكم وشرفنا مروركم الكريم بمقالنا التحليلي الأستنتاجي كما وصفتموه ، نحن كمتابعين ومحللين وسياسيين مستقلين نقرأ الأحداث من خلال أولياتها المعلنة والمخفية ومن خلال أجندات المتحكمين بها من جميع الأطراف الرئيسية وأدواتها ومن خلال مواقف الأطراف الدولية ومدى قدرتها على الفعل المؤثر في سير الأحداث ومن ثم نراقب مؤشرات الأحداث التي تتسرب لوسائل الأعلام من هنا وهناك ونحلل غايات الأطراف المحلية من الشركاء ثم على ضوء هذه المعطيات نستنتج ما هو الأقرب الى الواقع المقبول .... فمن استنتاجنا كان دور الأطراف الدولية المتحكمة بوضع العراق ومن منها هي صاحبة القرار وبينا رأينا بها بوضوح ، ثم استنتجنا على خلفية الأستفتاء وفصل الأقليم ماذا يكون هدف الكورد من هذا المؤتمر واستثماره لصالحهم ، ثم استنتجنا الأسباب المؤدية الى عدم توافق قادة تنظيماتنا السياسية والكنسية على موقف ورأي موحد حول القبول بالمشاركة أو رفضها بشكل جماعي وبينا رأينا في ذلك بكل وضوح ومن دون انحياز ولا مجاملة وقلنا بهذا الشأن ما رأيناه مستحق القول .
أما كون تسرعنا ولم ننتظر صدور البيان الختامي فالبيان واضح المعالم من خلال الأوليات ومع ذلك ننتظر البيان لخاطر عيونكم يا عزيزنا كامل لنرى ما يأتينا به البيان من مهم وأهم وعندها نغير استنتاجاتنا المتسرعة كسياسي برغماتي !!! .... وفي نفس الوقت ننتظر معاً ما هو الأهم من البيان الختامي ألا وهي النتائج النهائية على الأرض لنقول عندها كلمتنا الآخيرة بحق المضى والمقبل من الأحداث .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم الوفي : خوشابا سولاقا - تحياتي 

335
مرة أخرى كالعادة اتفقَ الفقهاء على أن لا يتفقوا !!!
خوشابا سولاقا
بدءً ذي بدء الموضوع يخص ما سمي بمؤتمر بروكسل الذي أنعقد في 28 – 29 / 6 / 2017 م في مدينة بروكسيل عاصمة بلجيكا  لبحث موضوع ما سمي بكيفية حماية المسيحيين وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية في سهل نينوى ودعي للحضور والمشاركة في جلساته ما يقارب من ستين شخصية دينية وسياسية من المسيحيين بكل انتماءاتهم الكنسية من الكلدان والسريان والآشوريين ومن الأيزيديين والشبك والكاكائيين والكورد حتماً وربما من العرب أيضاً وربما غيرهم لتكون هوية المؤتمر أكثر شمولية من حيث تمثيل مكونات الشعب العراقي .
كان الأعلام الموجه من وراء الكواليس الذي تحركه أصابع المنظمين للمؤتر يشير وكأن المؤتمر هو مؤتمر تقرير مصير سكان سهل نينوى في إدارة مستقلة خاصة بهم لأدارة شؤونهم الداخلية بأنفسهم وبدعم الأتحاد الأوروبي وحماية دولية لمنع تكرار ما حصل لهم على يد داعش ومن سبقها من الحكومات الشمولية الشوفينية ، هذا ما كان يوحي للمتابع والمراقب السياسي ، إلا أن التغيرات والتبدلات التي رافقت انعقاد المؤتمر في أوراق عمله تَوضح من خلالها للمراقبين أنه هناك أجندات خفية تحرك الرياح كما تشتهي سفنهم ليحصدوا في النهاية ثمار المؤآمرة لأهل هذه الأجندات وخيانة الأدوات المتعاونة معها من أبناء الأقليات في سهل نينوى وليَخرجوا المساكين الشرفاء المخلصين من أبناء الأقليات من المولد بلا حمص كما يقال .
هنا نود أن نشير الى أمور كثيرة في غاية الأهمية متعلقة بشأن العراق وما حصل ويحصل وما سوف يحصل مستقبلاً على المدى البعيد بعد غياب دولة الخرافة المصطنعة ، وهنا نسأل من هو صاحب القرار الأول والآخير من القوى الدولية في هذا الشأن ؟؟ هل هو الأتحاد الأوروبي من دون بريطانيا أم الولايات المتحدة مع بريطانيا ؟؟ ، ثم هل أن هذا المؤتمر انعقد تحت رعاية وراية ودعم الأتحاد الأوروبي بشكل رسمي ومعلن أم أنه انعقد برعاية أعضاء أو عضو معين في البرلمان الأوروبي ؟؟ ، ثم هل أن الولايات المتحدة والحكومة العراقية الأتحادية وافقوا على انعقاد هذا المؤتمر لتكون قراراته الثورية العظيمة ملزمة التنفيذ من قبل الحكومة الأتحادية بمباركة أمريكا ؟؟ ، ثم ما هي الأجندات الكوردية التي تبتغي تنفيذها من وراء هذا المؤتمر ؟؟ ثم هل أن المؤيدين للمشاركة في هذا المؤتمر من أبناء سهل نينوى لديهم أية ضمانات دولية أو كوردية تضمن لهم تنفيذ ما يقرر لصالحهم في المؤتمر ؟؟ أم أن الذين خططوا ورتبوا لهذا المؤتمر ومن وافقوا على المشاركة  فيه من المتعاونين مع الأجندات الكوردية المخفية – المكشوفة !! بأن سهل نينوى هو ملك سائب ليعبث به من يشاء كيفما يشاء ؟؟ لا أيها الأخوة الأمر ليس بهذه السهولة وسوف تلاقون مصاعب جمة وكبيرة .... لا سهل نينوى ولا  غيره من المناطق التي تسمى بالمناطق المتنازع عليها هي سهلة المنال لأن أهل العراق بكل مكوناتهم سوف يرفضون مؤآمرة تقسيمه الى كانتونات عرقية ومذهبية لأن تجربتهم مع الحكومات القومية والأسلام السياسي الشوفينية السابقة واللاحقة قد علمتهم بأن العيش في العراق بأمن وسلام لا يأتي إلا من خلال وحدته أرضاً وشعباً في ظل دولة ديمقراطية مدنية يحكمها الدستور المدني وليس الدستور الطائفي والعِرقي والقوانين التي تُؤمن للجميع العدالة والمساواة على أساس المواطنة والهوية الوطنية العراقية وليس سواهما .
الأتحاد الأوروبي بكل دوله بغياب بريطانيا وليس بعضو معين أو بعدد من أعضائه قادر على عمل شيء ولو قيد أنملة باتجاه تقرير الخارطة الجيوسياسية للعراق ومكوناته من دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية ، وما جرى في بروكسيل ليس أكثر من مهزلة ومؤآمرة لتحقيق أجندات كوردية مكشوفة للتمدد الى ما وراء حدود أقليمهم الحالي مستغلين المتعاونين معهم من المخدوعين بوعودهم التي تتحول بعد وصولهم الى غاياتهم الى مجرد كلام الليل يمحيه النهار وعندها سوف لا يفيد الندم ولا عض الأصابع .
الكورد وكأي قومية في العالم من حقهم تقرير مصيرهم في دولة مستقلة مستغلين في ذلك الظروف والتغيرات التي تستجد على مستوى مناطق تواجدهم في العراق والأقليم والعالم ولكنهم في ذات الوقت يدركون أن حق تقرير المصير في دولة مستقلة على أرض ليست أرضهم التاريخية بموجب القوانين والشرائع الدولية غير ممكن ولذلك يسعون إلى توفير وتأمين ما ممكن من وثائق وسندات تؤيد هذا الحق وتشرعنه على الأرض من خلال موافقة السكان الآصليين للأرض وهذا كان الهدف من وراء مؤتمر بروكسيل يا ممثلي الأقليات المشاركين وغير المشاركين فيه إلا أنه مع الأسف الشديد مواقفكم وانقسامكم على بعضكم خيبت آمال من تدعون تمثيلهم وهذا مخجل يبعث الى القرف في النفس يا سادة القوم .
المشكلة هي أن بعد أن تَوضَح الأمر من خلال الكتابات والنشريات في الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للشخصيات المدعوة للحضور والمشاركة في المؤتمر من السياسيين والدينيين من الأقليات الآصيلة من أبناء سهل نينوى أرتبك الأمر عليهم وتقاطعت آرائهم ومصالحهم بحكم إرتباط المصالح الشخصية لغالبيتهم بأجندات سياسية للقوى السياسية المهيمنة في بغداد وأربيل ، وعلى أرضية وخلفية هذه المصالح الشخصية لبعض القيادات السياسية والدينية انقسم القرار بين موافق ورافض للمشاركة في المؤتمر وكانت الضحية هي أبناء الأقليات وبعض السياسيين المخلصين الشرفاء الذين تحركهم مصالح أمتهم وليس مصالحهم الشخصية وكذلك البعض ممن شاركوا الرقص في الدبكة ولكنهم لا يعرفون من هم العروسين مضيعين صول جعابهم كما يقول المثل !!! .
صاحب المصلحة الكبرى من انعقاد المؤتمر بغض النظر إن نجح أو فشل هم الكورد ، وكل ما يريدونه الأخوة الكورد من المؤتمر هو صدور وثيقة أو أي بروتوكول معين تحت أي عنوانٍ كان كبيان ختامي للمؤتمر موقع من قبل المشاركين من ممثلي الأقليات يؤيد ويؤكد بأن مصير الأقليات العِرقية والدينية في سهل نينوى يكون في شمول السهل بالأستفتاء المزمع إجرائه في 25 / أيلول القادم وقبول ممثلي السهل المشاركين في ضم السهل الى أقليم كوردستان الحالي باعتباره الحل الأمثل لمعاناة الأقليات في محافظة نينوى تمهيداً لأعتبار السهل جزء من دولة كوردستان مستقبلاً ، وهذه الوثيقة مهما تكون تسميتها تعطي الحق للكورد بتقرير مصيرهم على أرض غيرهم بحسب رؤية الكورد لتأمين المتطلبات التاريخية والقانونية لتطبيق ذلك الحق .
المشكلة العويصة في موضوع مقالنا هذا هي ... لماذا لم يتفقوا فقهائنا الفطاحل جميعاً على رفض المشاركة أو قبولها في المؤتمر الذي يعتبر المرحلة المفصلية في تقرير مصيرنا في أرضنا التاريخية على الأقل لتثبيت وحدة قرارهم وكلمتهم على القضايا المصيرية لدى الغير ؟؟ .
هنا نقول لو كانت فعلاً بحق وايمان ولاءآتهم وانتماءآتهم للأمة والمصلحة القومية والوطنية العليا لكانوا قد وافقوا جميعاً على المشاركة إن وجدوا أن الغاية المرجوة من المؤتمر تلتقي مع مصلحتنا القومية والوطنية ، أو لكانوا قد رفضوا جميعاً لو وجدوا أن غاية المؤتر بالضد من مصلحتنا القومية والوطنية كأقليات أصيلة ، ولكن ذلك لم يحصل ليس لأنهم لم يدركوا تلك الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء بل لأن المصالح الشخصية للمشاركين مع الأجندات التي سعت لعقد المؤتمر في أربيل اقتضت منهم المشاركة حصراً لغاية في نفس كاكه مسعود ، أما أغلب الرافضين للمشاركة في المؤتر فإن مصالح قياداتهم الشخصية المرتبطة بأصحاب القرار الفاعل في بغداد وقرب الأنتخابات البرلمانية وضرورة استمراهم وسعيهم للبقاء في مواقعهم أقتضت منهم حصراً رفض المشاركة لغاية في نفوسهم المريضة ، ليخرجوا القلة القليلة من الرافضين ممن ليس لهم مصلحة شخصية لا مع أربيل ولا مع بغداد من المولد بلا حمص كما أشرنا في متن المقال .... هذه هي أوليات وأولويات ومخرجات مهزلة مؤتمر بروكسيل .... ننتظر لنرى الفلم بكامه على الأرض في المستقبل القريب ..

خوشـــابا ســـولاقا
الأول من تموز / 2017 م   
 


336
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الكبير الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نتمنى أن تكونوا والعائلة الكريمة بصحة جيدة
نحن أمة كالضفدعة عندما تنعق تجد نفسها كبيرة ولكن في الحقيقة تجد نفسها صغيرة جداً عند مقارنة نفسها بالحوت الأزرق !!! ... نجيد كل فنون الكلام باستثناء فن قبول النقد السياسي وقبول التعاطي معه بواقعية وموضعية وعقل مفتوح ، وأمثال هذه النماذج الرثة تراهم دائماً جالسين على قارعة الطريق يشحذون من العابرين لقمة عيشهم مقابل ما تسطره أقلامها المسمومة الجاهزة دائماً لتوجيه سهامهما الى صدور الخيّرين وكل من يقول الحقيقة من أمثالكم .
صديقنا العزيز .... كما تعلمون أن مؤتمر بروكسل ومن قبله الأستفتاء حول استقلال الأقليم هي وسائل لتحقيق هدف واحد ألا وهو ضم مناطق أمتنا منها سهل نينوى الى ما يسمى بأقليم كوردستان ومن ثم إذا سنحت الفرصة للكورد إعلان استقلال دولتهم ( كوردستان - أرض الكورد ) وكل ما يحتاجونه الكورد في اتمام أوراق هذه اللعبة هو تأمين أو توفير الشرعية التاريخية والقانونية والسياسية من خلال جَرْ بيادقنا من سياسيي الصدفة الى هذه اللعبة بين مؤيد ورافض لها كأشلاء متناحرة ومتناقضة في رؤآها ومواقفها لصبغها بطابع الشرعية من قبل أصحاب الأرض الشرعيين وكما يراد لها من أصحاب الغايات الدنيئة ، وهذا هو واقع حال ، فنرى بيادقنا تتذبذب وتتناقض مواقفها وتصريحاتها بين ليلة وضحاها بحسب ما يُملي عليهم من أولياء نعمتهم من الكورد والشيعة في أربيل وبغداد .... الأمر لا يحتاج الى تحليل وتشريح وتسويق المبررات لتبرئة هذا الموقف وذم الموقف الآخر وإنما الأثنان يصباني في نفس المجرى النتن والآسن " تحقيق مصلحة الآخر بمذلة بيادق اللعب !!! " .... كل هذه المساجلات لا تقدم ولا تؤخر وكل شيء سوف يتم في مطابخ بروكسل وأربيل وبغداد كما مخطط له بنجاح والذي يطلع من المولد بلا حمص هم بيادقنا أو بالأحرى أمتنا ... ويكون الخاسر الأكبر بعد انتهاء اللعبة وتوزيع المكافأة على المشاركين من البيادق هم بعض السياسيين المخلصين من بعض التنظيمات السياسية الحديثة التي تعرف جوهر اللعبة ولكنها لا حول ولا قوة لها في أجحاضها .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد

337
الى الأخت والصديقة العزيزة الأستاذة الدكتورة منى ياقو المحترمة
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
مقاكم رائع للغاية ومستوفٍ لكل مستلزمات والشروط القانونية لفهم وتطبيق حق تقرير المصير للقوميات على أرضها لكل الأطراف المعنية بالأمر ، لقد سلطتم الضوء الكافي على كل الأبعاد القانونية بموجب القوانين والعهود الدولية والحقوق التاريخية في الأرض ،
لقد نورتم في هذا المقال الطريق لمن منشغلين من أحزابنا بالسجالات والحوارات بشأن المشاركة في الأستفتاء من عدمه حول استقلال الأقليم وانفصاله وتأسيس دولة قومية كوردية الهوية في ظل عدم ضمان الحقوق القومية لأمتنا كأصحاب الأرض الأصليين ... إنه مقال كامل ويصلح لآن يكون ورقة عمل تعتمدها ممثلي أمتنا في التفاوض مع الطرف الكوردي بخصوص مشاركتنا من عدمه في الأستفتاد .... وليس بوسعنا أن نستفيض في الكلام أكثر من أن نقول بورك قلمكم وعاشت أناملكم الذهبية على ما سطرتموه من توضيحات قانونية والتي نحن بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة من نضال أمتنا من أجل البقاء وحماية هويتها القومية من الزوال يا دكتورتنا العزيزة الغالية ، جهودكم مشكورة ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

338
بعد الأستئذان من الأخ الأستاذ ناصر عجمايا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور عبدالله مرقس رابي المحترم

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
حقيقة نحن من حقنا أن نستغرب شديد الأستغراب من ردكم المتشنج للغاية على مداخلتنا على مقال الأخ ناصر والذي لم يكن تأييداً لما كتبه ولا نقداً لما في كتابكم الذي أعترفنا بأننا لم نطلع عليه وليس في مداخلتنا الموجودة أعلاه أي مس بشخصكم أو حتى بالكتاب لتتهجمون بهذا الشكل وبهذه المفردات علينا ، وقد انحصر تأييدنا لنقد الأخ ناصر للفقرة التي تخص مشاركة الآشوريين في الحركة الكوردية وحيث أضفنا بعض الأسماء ممن استشهدوا في الحركة من الآشوريين دون أن نذكر أي شيء آخر ....يا دكتور نحن من يجب أن نعاتبكم على ردكم من دون سبب مع علمكم بأننا نكن لكم كل المحبة وشديد أحترامنا ، ومع ذلك نترك الحكم والتقييم للقراء الكرام بشأن الموضوع ونرجوا لكم التوفيق والنجاح في عملكم الأكاديمي الذي من المفروض أن يتسم بالهدوء والتأني واحترام وشائج الصداقة المتبادلة ..... إن كنا قد أخطأنا بحقكم بسيء ما كما تتصورون نقدم لشخصكم الكريم إعتذارنا الشديد بعد حكم القراء وتبقى صديقاً محترماً ومعززاً لدينا يا أبا ساندرا الوردة ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

339
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ ناصر منصور عجمايا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم النقدي فيما يخص الفقرات التي ذكرتموها وأقتبستموها من كتاب الأخ العزيز الباحث الأكاديمي الدكتور عبدالله مرقس رابي كانت انتقادات في محلها بالرغم من أننا لم نتطلع على الكتاب في سياقاته العامة . عندما اندلعت الحركة الكوردية في عام 1961 م لم تكن كوردية خالصة الهوية بل شاركوا وساهموا فيها الأقليات القومية الآخرى بفعالية من غير الكورد كالآشوريين والكلدان والأيزيديين ولربما السريان والأرمن لا علم لي بذلك مع الأعتذار ولغرض انصاف التاريخ لا بد لنا من ذكر بعض الشواخص التي يستدل منها دقة ما قلناه بخصوص هوية الحركة القومية ، كان أول شهيد للحركة هو الشهيد الآشوري أثنيال من قرية دوري في برواري بالا من أتباع المرحوم الأسقف مار يوآلاها ( أندريوس كوركيس دبي أبونا ) أمام مركز شرطة العمادية ، وكذلك لا يفوتنا ذكر دور الشهيد هرمز ملّك جكو وطليا وغيرهم الكثيرين في القتال الميداني ضد قوات النظام ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

340
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمداخلتكم الرائعة بمقالنا وتقييمكم لما عرضناه وإغناكم له بملاحظاتكم القيمة التي تبقى موضع احترامنا وتقديرنا لها وأعتزازنا بها ونعتبرها مساهمة ثرة في انضاج جوانب كثيرة من الموضوع ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم وزميلكم : خوشابا سولاقا - بغداد 



الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ قيصر السناطي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأعطر تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بمقالنا ، ونشكركم على كل كلمة كتبتموها في مداخلتكم القيمة ، لقد قرأنا مقالكم وكان تشخيصاً صائباً لكل ما قد يترتب على دعوة الأخوة الكورد للأستفتاء لأعلان دولتهم يسلم قلمكم وعاشت أناملكم على كل ما سطرتموه .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

341
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خلص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى مداخلتكم الرائعة بكل كلماتها وتعابيرها التي تنم عن حرصكم ومحبتكم لقضايانا القومية ، ولكم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا ووافر أمتنانا على متابعتم الدائمة لما نكتبه وتفاعلكم الصادق معه ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد



الى الأخ والصديق العزيز الصحفي الأستاذ ماجد إيليا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الجميلة بمقالنا مع فائق تقديرنا ووافر أمتنانا لتفاعلكم وتجاوبكم الأيجابي مع ما عرضناه ، ونحييكم من الأعماق على قلمكم الحر كصحفي مبدع ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد



الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ ميخائيل ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى تقييمكم له وتفاعلكم معه .... أما بشأن تساؤلكم ، بحسب رأينا الشخصي ووفق كل القوانين والشرائع الدولية ووفق منطق التاريخ لا يحق لأية قومية أو أمة محتلة ومغتصبة لأرض غيرها أن تقيم عليها دولتها المستقلة بذريعة حق تقرير المصير ، وإنما لها كامل الحق في ذلك على أرضها التاريخية .... فالأخوة الكورد لا يمتلكون أرض تاريخية لهم بصمات حضارية عليها موثقة قانونياً في المحافل الدولية وما يسمونه الكورد اليوم بكوردستان ( أرض الكورد ) ليست أرضهم بل هي أرض الآشوريين وهم محتلين لها ، ولكن واقع الحال يفرض أمور أخرى حيث من الممكن للأخوة الكورد وأصحاب الأرض الحقيقيين من الآشوريين والكلدان والسريان الحاليين إعلان دولة مستقلة بهويتها التاريخية أو بأية تسمية لا تغير هوية الأرض التاريخية وتعايش الجميع سوية في دولة شراكة وطنية مدنية حقيقية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ..... أما الجزء الثاني من تساؤلكم يحق للآشورين ذلك ولكن أين هم الآشوريين اليوم وما هي امكانيتهم لتحقيق هذا الأمر وهم مختلفين مع الشركاء في الأرض قومياً ودينياً ضمن هذا البحر المتلاطم الأمواج من الأحقاد والكراهية ؟؟؟؟ إنه أمر شبه مستحيل !!! .... لنفكر بما هو ممكن ويتناسب مع امكانياتنا .... الحل الأمثل للجميع هو بقاء العراق موحداً أرضاً وشعباً في ظل دولة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون والمؤسسات الدستورية كما هو حال البلدان ذات التعدديات القومية والدينية المختلفة وليس التقسيم كما يريدون العقول الشوفينية ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
               
                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

342
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بتلك الكلمات الجميلة والمعبرة عن المحبة والمودة وبالتأكيد نحن نقابلكم بالمثل ، لقد قلنا كل ما وجدناه مناسباً بخصوص هذا الموضوع وليس لدينا ما نضيفه على ما تفضلتم به إلا أن نثنى على لطفك وتفهمكم لكل ما عرضانه في المقال وتعقيبنا على مداخلة الأخ الكريم هنري سركيس في أعلاه ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 



الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ ناصر منصور عجمايا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم والرائع بمقالنا ونشكر تقييمكم بمداخلتكم التي أثنت على ما عرضناه حول الأستفتاء بشأن فصل الأقليم واعلان دولة كوردية مستقلة وماذا سوف يترتب على ذلك من نتائج سلبية على شعب الدولة الجديدة من الكورد والأقليات التي تضمها تحت علمها الكوردي من أصحاب الأرض الأصليين .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم ك خوشابا سولاقا - بغداد

343
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
شكراً على هذا المرور الكريم بمقالنا بهذا الأستعراض لتجارب ومحاولات الأخوة الكورد الفاشلة في تأسيس كيان سياسي مستقل خاص بهم ، والأسباب الأساسية في فشل كل هذه التجارب تجدها داخلية كوردية تتعلق بطبيعة تركيبة المجتمع الكوردي العشائرية المؤسسة على ولائهم للدين وآغا العشيرة وليس على ولائهم للانتماء القومي لهم وفي كل هذه التجارب تجدون أن القضاء عليها تم من خلال استخدام العشائر الكوردية الأخرى من قبل حكام الدول التي يعيشون الكورد في كنفها ، وآخر تلك التجارب كانت تجربة اندلاع الحركة الكوردية في العراق بقيادة ملا مصطفى البرزاني في سنة 1961 م وكيف استخدمت الحكومات العراقية القومية العسكرية المتعاقبة على حكم العراق العشائر الكوردية بقيادة آغاواتها باسم الفرسان ( الجته ) للقضاء على تلك الحركة وتوالت كبواتها الى أن تم اسقاط النظام البعثي في سنة 2003 م على  قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتشكيل الأقليم الفيدرالي العشائري بقيادة العائلة البرزانية والعائلة الطالبانية والموالين من العشائر للعائلتين على أساس السورانيين والبهدينانيين وكان واقع حالهم اليوم هو أقليمين فيدراليين في كل من أربيل والسليمانية والخلافات من تحت الرماد تناحرية بين الطرفين وفي داخل كل طرف بسبب الفساد المالي ومن أجل مكاسب شخصية لقيادات ما تسمى بالأحزاب الكوردية والتي في الحقيقة هي أحزاب عشائرية والقيادة فيها وراثية بين أبناء القيادتين إضافة الى نمو الحركة الدينية الأسلامية المدعومة من بعض دول الجوار التى تسير على نهج الولاء للدين وليس للقومية ، كل هذه العوامل تدل على أن مصير ونتائج هذه المحاولة الجديدة سوف لن تنتهي الى ما هو أفضل من نتائج سابقاتها في انشاء كيان سياسي قومي للكورد وسيكون الشعب الكوردي المسكين هو رماد هذه المحرقة التي يخطط لها زعماء العشائر وليس أحزاب سياسية ذات نهج قومي وطني ولائُها للشعب وليس للعشيرة والدين ، كل هذا إضافة الى نهجها الأقصائي والألغائي للوجود القومي للأقليات القومية من أصحاب الأرض الأصليين وتهميشهم من المشاركة في حكم الأقليم الفيدرالي وهم يقلدون بذلك جلادهم من حكام العراق الشوفينيين .... ننتظر لنرى النتائج وعندها يكون لكل حادث حديث ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

344
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أحلى وأرق تحياتنا
مقالكم رائع وواسع بمعلوماته عن أنتشار الكورد على رقعة جغرافية موحدة بطبيعتها الجغرافية ولكنها موزعة بين أربعة أعداء قوميين تاريخيين للكورد وهم العرب والتورك والفرس ، لقد أسهبتم في شرح تركيبة المجتمع الكوردي وأولوية أنحيازه للدين الأسلامي قبل الولاء للعنصر القومي الكوردي وكون قيادته عشائرية - دينية وليست سياسية قومية لحد الآن الى حدٍ بعيد وهذا ما ساعدت سلطات البلدان المتواجدين فيها استغلالهم كوسيلة تحت الغطاء الديني لمقاتلة الآخرين المختلفين وهذ ما خلق للكورد أعداء دائميين من الأقليات القومية والدينية المتعايشين معهم ، لقد أبدعتم في أبراز هذه العوامل بشكل رائع ... إلا أنكم لم تطرقتم الى هوية الأرض المسماة بكوردستان ( أرض الكورد ) التاريخية وفق منطق التاريخ حيث أنه لا يوجد من أثار وشواخص تاريخية وحضارة لها بصمات كوردية على تلك الأرض بشكل مطلق لتطبعها بالهوية القومية الكوردية التي تعطي لهم حق تقرير المصير عليها في إطار دولة قومية كوردية ، وإنما تلك الأرض تعود الى غيرهم وهم الآشوريين الذين طبعوها ببصماتهم الحضارية وعليها شواخص تارخية تحمل هوية القومية للأمة الآشورية وتؤكد أن الأخوة الكورد هم محتلين ومغتصبين للأرض الآشورية في ظل ظروف قاهرة غيرت ديموغرافية الأرض من أكثرية آشورية الى ديموغرافية بأكثرية كوردية كما هو حال الواقع اليوم ....كان من الضروري أن تتطرق الى هذا الجانب ليكتمل سيناريو مقالكم من البداية الى النهاية .... لقد كتبت مقال بعنوان ( هل أن الأستفتاء على استقلال الأقليم مستوفٍ لمتطلباته التاريخية والقانونية .. ؟؟ ) حبذا لو قرأتموه وهو الآن منشور في هذا الموقع وعلى صفحتي الخاصة في الفيسبوك .... جهودكم في توضيح الحقيقة بهذا الشأن مشكورة وهي موضع ترحيبنا وتقديرنا بالرغم من وجود بعض الأختلافات في الطرح ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد   

345
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييكم له ، لا أعتقد أنه هناك دول من أصحاب القرار الدولي تشجع القيادة الكوردية لفصل الأقليم وأعلان دولة كوردية مستقلة وهي مؤمنة بهذا الشيء ، وإنما قد تكون هناك إيحاءات غير جدية من جهات استخبارية دولية تدفع بابعض قادة الكورد المتطرفين قومياً الى هذه المغامرة لأسباب سياسية متعلقة بمواقف دول الجوار الكوردي للضغط عليها في تعديل مواقفها تجاه استراتيجيات دول صاحبة القرار لأعادة ترتيب الأوراق من جديد في المنطقة ، أي استعمال الكورد كوسيلة لتحقيق غايات غير نبيلة ، وهذا باعتقادنا المتواضع هو الأحتمال الأقوى والأرجح في هذه اللعبة ، لأن الكورد لا يشكلون ورقة لعب أساسية في لعبة السياسة الدولية لحد الآن ، وإن انجرار بعض قادة الكورد وراء هذا الطموح على خلفية فشلهم في إدارة الأقليم خلال هذه السنوات سيجعل شعبهم يدفع الثمن غالياً على حساب بؤسهم ....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

346
هل أن الأستفتاء على استقلال الأقليم مستوفٍ لمتطلباته التاريخية والقانونية ؟؟
خوشابا سولاقا
من حق الأمم والقوميات أن تقرر مصيرها بأعلان استقلالها على أرضها التاريخية ، تلك الأرض التي ورثوها أب عن جد وأقاموا عليها حضارة يشهد لها التاريخ بما تركوه عليها من بصمات أثارية وشواخص حضارية تحتضنها متاحف العالم اليوم كشهادة ولادة تحملها وتثبت من خلالها أن لتلك الأرض الهوية القومية لتلك القومية كما هو حال كل الأمم والقوميات المعروفة بحضاراتها العريقة وتاريخها المجيد ... مع الأسف أن الأخوة الكورد لا يمتلكون مثل هذه الأرض التاريخية بهوية قومية كوردية ، حيث لا يمكن لأي زائر لمتحاف العالم الشهيرة أن يجد ما يوثق ويؤكد بالدليل والبرهان بأن الأرض المتواجدين عليها اليوم الأخوة الكورد هي أرضهم التاريخية ولهم عليها بصمات لا يمكن محوها ، وكذلك لا يمكن لأي منقب وباحث عن الأثار فيما تسمى اليوم بكوردستان أن يجد أي رقيم من الطين أو من الحجر وأن يشاهد أية شواخص تاريخية تحمل الهوية القومية الكوردية الحضارية يستدل منها بأن هذه الأرض هي أرض كوردية الهوية كما هو حال الآشوريين والفينيقيين والأقباط المصريين والفرس والأغريق والرومان وغيرهم من الأمم في المنطقة والعالم أجمع ... لذلك نقول وفق منطق التاريخ قد انتفت الحاجة الى الأستفتاء على فصل الأقليم وإعلان دولة كوردستان ( أرض الكورد ) على أرض ليست أرضهم التاريخية وأن تواجدهم عليها هو تواجد محتل لأرض غيره ليس إلا !!! ، القوانين والشرائع الدولية كافة لا تعطي للمحتل والمغتصب للأرض الحق في إعلان دولته كحق تقرير المصير على أرض غيره تاريخياً هذا وفق منطق التاريخ والقوانين الدولية .
 أما وفق منطق الجغرافية والأمر الواقع وما حصل من تغييرات ديموغرافية في هذه المنطقة لأسباب كثيرة وقاهرة أدت الى هجرة اصحاب الأرض الأصليين عن أرضهم رغماً عن إرادتهم الحرة وتناقص وجودهم العددي القومي فيها وأحلال المحتل محلهم وتشكيله للأغالبية العددية عبر سنوات طويلة فذلك يمكن أن يعطي الحق لأعلان دولة باسم يحافظ على الهوية القومية لأصحاب الأرض الأصليين مع ضمان حق الأكثرية المتواجدين على تلك الأرض كمحتلين بالمحافظة على هويتهم القومية في دولة شراكة حقيقية وليس في دولة التابع والمتبوع كأن تسمى تلك الدولة " دولة شمال العراق " كما حصل في السودان لأن مثل هكذا تسمية لا تُصادر حق أصحاب الأرض الأصليين في المحافظة على هويتهم القومية ووجودهم التاريخي وفي ذات الوقت يحافظ على حق المحتل في تواجده كأكثرية سكانية والتمتع بكامل حقوقه كأكثرية والتعايش مع الآخرين بسلام وأمان وأخوة وشراكة وطنية حقيقية لا كمغتصب ومحتل لأرض غيره .
كل ما ذكرناه في أعلاه هو وفق منطق التاريخ والجغرافية والأمر الواقع لديموغرافية الأرض لتقرير وضمان الحقوق القومية التاريخية للجميع وفق عقد اجتماعي ينصف الجميع على ضوء واقع الحال القائم على الأرض .

وفيما يلي نناقش الأمر من وجهة النظر الدستورية والقانونية للعراق بعد عام 2003 م :- 
أولاً : تنص المادة ( 1 ) من الباب الأول / المبادئ الأساسية من الدستور العراقي والذي أقره الشعب العراقي بكل مكوناته بضمنهم الأخوة الكورد في الأستفتاءالعام  في 15 / 10 / 2005 م على ما يلي :-
( جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي " برلماني " ديمقراطي ، وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق ) .
وتؤكد المادة ( 14 ) من الباب الثاني / الحقوق والحريات الفصل الأول / الحقوق من الدستور على ما يلي :-
( العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العِرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الأقتصادي والاجتماعي ) .
هذه المواد صريحة وواضحة لا تحتاج الى الأجتهادات والتفسيرات الكيفية . بموجب هذه المواد تم تقرير مصير الكورد كأقليم في دولة فيدرالية موحدة ( اتحادية ) ولا يحق لهم الأنفصال وإعلان دولتهم المستقلة عن العراق طالما أن الدستور ما زال نافذاً ومعمول به ، لأن هذا الأمر بحد ذاته يشكل  خرقاً فاضحاً للدستور الذي أقروا الكورد الألتزام بمواده بحذافيرها ، وليس هناك مادة دستورية تعطي الحق للكورد أو لغيرهم من مكونات الشعب العراقي باجراء استفتاء لأعلان دولتهم المستقلة والأنفصال الكامل عن العراق لأي سبب من الأسباب ، والدستور بكل مواده قد فتح الباب على مصراعيه للحوار والتفاهم المشترك بروح وطنية صادقة حول كل ما يحصل من خلل في عدم الألتزام بتنفيذه وفقاً للقانون من قبل أي مكون .
ثانياً : أن قرار الأستفتاء صادر من رئاسة الأقليم كسلطة تنفيذية بينما من المفروض ووفقاً لدستور الأقليم أن يصدر من المجلس الوطني الكوردستاني ( البرلمان الكوردستاني ) المجمد منذ مدة وهذا أيضاً يشكل خرقاً للدستور الأتحادي ودستور الأقليم معاً ، وعليه يعتبر الأستفتاء المزمع إجرائه باطلاً وغير مستوفٍ لمتطلبات الدستور الأتحادي ودستور الأقليم الكوردي .
أما على المستوى الوطني العراقي والأقليمي والدولي فإن قرار الأستفتاء الكوردي غير مرحب به إطلاقاً ولن يكون كذلك حتى على المدى المتوسط لأن الظروف الموضوعية للعراق والكورد ودول الأقليم ودول صاحبة صنع القرار الدولي مثل أمريكا ودول الأتحاد الأوروبي والمصالح الاستراتيجية لها في المنطقة غير مهيئة للقبول بهذا القرار ، وأن مصالح أمريكا ودول الأتحاد الأوروبي الأستراتيجية مع دول الجوار الكوردي أكبر بكثير من مصالحها مع الكورد وهذه الحقيقة يجب على الكورد أن يعوها ويفهموها جيداً قبل غيرهم لأنهم هم من سيدفع الثمن إن هبت الرياح بغير ما تشتهي سفينة استقلالهم وإعلان دولتهم الكوردية على أرض غيرهم !!! ... من مصلحة الكورد البقاء مع دول تواجدهم فيها وفق حق تقرير المصير على شكل أقاليم فيدرالية بعد حل مشاكلهم المزمنة والمفتعلة مع الشعوب التي يعيشون معها من العرب والتورك والفرس وذلك هو الحل النموذجي الأفضل لتقرير مصيرهم من دون إراقة دماء أبنائهم إرضاءً للعنجحية القومية الشوفينية لبعض قادتهم الذين فشلوا في إدارة الأقليم خلال السنوات المنصرمة منذ سنة 1991 م ، ثم ما يجب أن لا يتم نسيانه من قبل الأخوة الكورد إن منطقة تواجدهم مغلقة عن البحر ومحيطة بسياج شائك من الأعداء الألداء التاريخيين وهذا ما يجعل شعبهم أكثر بؤساً في حالة الأنفصال مما هو عليه اليوم على الأقل في العراق ، نتمنى من قادة الكورد المعتدلين أن يعيدوا النظر بقرارهم على ضوء المعطيات التي تم استعراضها في أعلاه ، هذا من جهة ومن جهة ثانية أن يتخلون عن سياسة تَطَبُعْ الضحية بطبيعة الجلاد والأقتداء به في التعاطي والتعامل مع الأقليات القومية أصحاب الأرض الأصليين ضمن حدود فيدراليتهم فذلك هو الضمان للعيش المشترك بسلام وأمان . علماً بأن الأنفصال سيترتب عليه بحكم الواقع الجديد إجراءات قانونية تضر بمصالح المنظمين الى الدولة الجديدة من الكورد والأقليات وسوف تكون أثارها وخيمة لا تقدر عقباه .

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 19 / حزيران / 2017 م
 


347
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا تحياتنا مع خالص محبتنا الأخوية
مقالكم رائع لأنه جاء برؤى وتطلعات جديدة على ضوء المؤشرات المستجدة حول الأفرازات والتوقعات المحتملة الحدوث بعد تحرير الموصل من براثن داعش الأرهابي . باتأكيد الأنتصار على داعش سيضع حداً لأسباب الصراعات التي دارت بشأن التحرير ومصير محافظة نينوى بين التقسيم وضم أجزاء منه الى الأقليم الكوردي وأنقسام أراء الدمى من أبناء الأقليات في ولاءآتها لهذا الطرف وذاك وكانت النتيجة هو المزيد من التمزق والتفكك وغياب الخطاب السياسي الموحد لمن يدعي تمثيل تلك الأقليات في حكومة بغداد وحكومة الأقليم فصاروا شتاتاً متشرذمة تنفذ أجندات الآخرين من الكورد والعرب الشيعة والسنة .
بعد التحرير بالتأكيد سوف تصدر تشريعات جديدة لتكريس الواقع الجديد على الأرض بحسب معطيات ساحة العمليات الحربية للفصائل المحاربة ضد داعش والمتحاربة على الغنائم في ذات الوقت ، وسوف وتنشب في ذات الوقت صراعات جديدة وبوسائل جديدة من أجل تحقيق مكاسب جديدة وسوف تدخل في ساحة الصراعات وسائل جديدة أكثر بشاعة لأنه سوف يكون الصراع بين القوى المتصارعة بإرادة دول الجوار صراع كسر العظم وفرض الأجندات الجيوسياسية وحتماً سيكون أبنائ الأقليات هي وقود تلك الصراعات ورمادها الذي ينثر على الشوك ولا يمكن جمعه في ظل عواصف ذلك الصراع لأن من تسميهم قادة احزابنا سيشرتكون في الصراع الجديد كأتباع تحركهم مصالح قادتهم الشخصية كالعادة وليس مصالح أمتهم لأنهم تطبعوا بطبيعة التابع للمتبوع وليس نِداً له .
صديقنا العزيز أبو سنحاريب الوردة .... ما طرحتموه من أفكار حول ضرورة استقطاب أهل الكفاءآت والتخصصات من أبناء أمتنا هو طرح جيد وممتاز وهو عين العقل وكان من المفروض أن يكون هو النهج المعتمد في بناء هياكل تلك الحزيبات الهزيلة لتكون قوية ومتكاملة في مواجهة التحديات المستمرة ، إلا أن قادة هذه الحزيبات لم تكُن تبحث عن الكفاءآت التخصصية المقتدرة بل كانت تبحث عن من يتمسح على أكتافهم وعن أصحاب الأقلام الصفراء من الأقزام الأنتهازيين ممن حولوا أقلامهم الى فرشاة لتلميع وجوههم الكالحة وعن من يطبلون ويمجدون باطلهم ....
 وما الأختلاف الحالي الذي نشهده اليوم بين قيادات تلك الحزيبات بين مؤيد ومعارض لعملية الأستفتاء لفصل الأقليم واعلان الدولة الكوردية المستقلة وتكريد أرضنا التاريخية وتمزيق الوطن إلا خير دليلٍ على استمرار هؤلاء القادة على نهجهم السابق كأتباع أذلاء لحماية مصالحهم الشخصية والحزبية ...
وهنا لا تفوتنا الفرصة لنحييكم شخصياً والأستاذ القدير هنري سركيس والعزيزة الغالية الأستاذة الدكتورة منى ياقو على كل ما طرحتموه من أفكار ووجهات نظر ناضجة ومطلوبة في هذه المرحلة من مراحل نضال أمتنا من أجل الوجود والبقاء وحماية الهوية القومية للأرض والأمة ووحدة الوطن أرضاً وشغباً في ظل دولة المواطنة ، دولة مدنية يحكمها المؤسسات الدستورية والسيادة فيها للقانون .... دمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .
               محبكم أخوكم وصديقكم . خوشابا سولاقا – بغداد 

348
الى الأخت والصديقة العزيزة الأستاذة الفاضلة الدكتورة منى ياقو المحترمة
تقبلوا محبتنا مع أحلى وأطيب تحياتنا المعطرة
مقالاً رائعاً وثراً بالمعلومات القانونية وعلاقة الأرض بالسكان الأصليين ، لقد أبدعتم ووفقتم بأقصى الحدود بطرح الموضوع من كل زواياه وجوانبه وكان مقالاً مناسباً في المكان والزمان المناسبين ، لقد وضعتم فيه النقاط على الحروف بوضوح تام وضوح الشمس في كبد السماء لمن يريد أن يفهم الموضوع من أصله أما الذين لا يريدون أن يفهمون الحقيقة فليستمرون في ضلالهم وتضليهم للآخرين والتاريخ سيحكم بالعدل والحق ، سينصف الشرفاء المنتمين للأمة وسيلعن من أنحازوا لمصالحهم الشخصية ...
عزيزتنا الغالية ... لقد كتبتم وقلتم في هذا المقال ما يجب أن يُكتب ويقال بكل صدق وأمانة وبذلك قد أوفيتم وقمتم بما يجب من واجبكم تجاه قضية أمتنا وعلاقتها بنتائج الأستفتاء حول فصل الأقليم عن جسد الوطن العراق وانعكاساته على وجودنا القومي تستحق الثناء هذا من جهة ، ومن جهة ثانية لقد ألقَمتُم تلك الأفواه النتنة التي نفثت سمومها في الأساءة على شخصكم الكريم بحجر الصوان لتخرسهم وهم صاغرين خاسئين وجعلوا من أقلامهم الصفراء فرشاة لتلميع وجوه أولياء نعمتهم على حساب الأساءة والنيل من أصحاب الكلمة الشريفة والنبيلة من أمثالكم ... بوركت جهوكم وعاشت أناملكم على هذا المقال وعلى كل ما تكتبونه في مسعاكم الدائم لإحقاق الحق لصالح أمتنا بكل مكوناتها يا دكتورتنا الغالية منى يا رمز المرأة الآشورية الشجاعة والجريئة في هذا الزمان والمكان الصعب ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

349
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الرائع الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نتمنى أن تكون والعائلة الكريمة بخير وسلام
نحييكم على هذا المقال النقدي المهذب الرائع الذي ربط بعلمية بحثية بين التراث واللغة والطقوس والثقافة ووجود الأمة الحي ... لقد قلنا وكررنا القول دائماً بأن اللغة والثقافة والأسماء والتقاليد والعادات والفلكلور الشعبي والزي القومي تشكل الهوية القومية لأية أمة ومتى ما زالت واندثرت هذه المقومات زالت واندثرت الأمة ، وبذلك يشكل التخلي عن هذه المقومات بشكل مقصود وممنهج خيانة بحق تلك الأمة .
صديقنا العزيز ..... بالرغم من أننا شخصياً بعيدين عن الدين ومذهبياته المصطنعة والتي باتت سبباً لتمزيق وتدمير كيان أمتنا تاريخياً ، وبالنظر لكون موضوع مقالكم هذا ذي خصوصية مذهبية وشخصية معينة الى حدٍ كبير ارتأينا التجنب عن التعقيب والمداخلة هرباً مما قد نتهم به من قبل بعض المتطرفين المذهبين بما لا وجود له في تفكيرنا وسلوكنا ، ولكن عندما قرأنا مقالكم هذا وتحسسنا بمدى معاناتكم مما يحصل على مستوى مستقبل أمتنا دفعتنا الرغبة في الوقوف معكم لأن نقول بحقكم هذه الكلمات إنصافاً وتعاطفاً وتأييداً لما تطرحونه في كل كتاباتكم البحثية .
نقول " يا دكتور ليون برخو .... مع الأسف أنكم في مكان وزمان الخطأ ... تكتبون وتصرخون بأعلى صوتكم في غابة موحشة وقد يبوح صوتكم وينال التعب من قلمكم الذهبي لناس لا يفقهون ماذا يقولون وإن فقهوا لا يفعلون وإن فعلوا يفعلون ويقولون الخطأ " .
صديقنا العزيز .... أمتنا سائرة الى الزوال والأنقراض وملامح ذلك بادية من خلال ممارسات البعض من السياسيين والكنسيين الذين ذكرتموهم في مقالكم .... تلك الملامح بدأت عندما تحولت ممارسة طقوسنا الكنسية لبعض كنائسنا في أرض الوطن من لغتنا القومية الى اللغة العربية واليوم وبحكم تأثيرات الهجرة العشوائية اللعينة في شتات المهجر لربما هنالك مساعي من البعض كما رصدناه من خلال كتاباتكم بشكل خاص وكتابات غيركم من الكتاب بشكل عام لممارسة تلك الطقوس بلغات أجنبية !!! .... الباقي من المآساة لا داعي لذكرها لأنكم تقرأون ما بين الأسطر بوضوح ، استمروا في نهجكم هذا بنشر الحقيقة وسيكون هناك حتماً من يفهمونكم ويدعمونكم ولو بعد حين يا دكتورنا العزيز ،  نأسف عن الأطالة ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد 
[/b]

350
الى الأخ والصديق العزيز الوفي الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
بداية نحييكم على هذا السرد الرائع والراقي وكيف ربطتم احداث ما تحصل في حياة البسطاء من الناس بمسيرة التاريخ لتعكس جوانب مهمة من مصادر أسباب ودوافع الصراعات بين البشر كأفراد وقوميات وأتباع ديانات ومذاهب وغيرها من الخصوصيات الاجتماعية ، بذلك نلخص ما نريد قوله على ضوء ما قمتم بسرده بالآتي " كل فكر يخص الأنتماء الى الخصوصيات مهما تكون طبيعة تلك الخصوصيات يولد الحقد والكراهية تجاه الآخر ويرفض التعايش معه ويشاركه الحياة وهذه الثقافة ثقافة الأنتماء للخصوصيات تولد أسباب الحروب والقتل والمذابح بين البشر " .... عاش قلمكم وتسلم أناملكم على كل ما تسطرونه من كتابات جميلة ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

351
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ أبو نيسان المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
نحييكم على هذا المقال النقدي الرائع لمن جعلوا من أقلامهم الصفراء الهزيلة فرشاة لتلميع وجوه الفاشلين من أولياء نعمتهم ، أمثال من استهدفتهم في نقدكم اللاذع ليسوا أكثر من ابواق الترويج لباطل أسيادهم وعليه لا نجد ضرورة للتعامل والتعاطي مع نفاياتهم يا أستاذ أبو نيسان الورد .... لقد قلتم في مقالكم إن الدكتورة منى ياقو هي الأكثر قدرة على الدفاع عن ما تصرح به وتقوله لوسائل الأعلام كافة بحكم مؤهلاتها الأكاديمية القانونية الراقية إلا أنها ارتأت أن تنئي بنفسها عن الرد على من لا يستحق الرد عليهم من أمثال هؤلاء الأقزام وأبواق الرذيلة السياسية المؤدلجة عملاً بقول المتنبي العظيم " إذا أتتني مذمة من ناقصٍ فإنها الشهادة لي بأنني كامل " ... لقد نشرت هذا البوست في صفحتي الخاصة على الفيسبوك فكان رداً على من يتاجرون بباطل أسيادهم على حساب حق الشرفاء من أبناء أمتنا الغيارى .....
صديقنا العزيز أبو نيسان .... إن هؤلاء منسلين من تربية بعثية ومشبعين بها وهم ورثتها الشرعيين وأفضل من يمثلها في الممارسة وتربوا على مدرسة البعث في الكذب والأفتراء والنفاق والرياء السياسي وتلفيق التهم ضد كل من يخالفهم الرأي من الآخرين ويطبقون قاعدة البعث " كل من ليس معنا فهو ضدنا وعدونا " هذه طينتهم وهذا هو ديدنهم وسلوكهم مع من يعارض عنجهيات وبهلوانيات وتلفيقات وأكاذيب سيدهم في الفضائيات ووسائل الأعلام المختلفة وهذا خير دليل على نهجهم وسلوكهم البعثي .... الدكتورة منى خير من تمثل أمتنا في لجنة صياغة دستور الأقليم بحكم مؤهلاتها القانونية والأكاديمية وشجاعتها في المواجهة والتصدي لكل من يريد النيل من حقوق أمتنا .... وما قاله الأستاذ توما خوشابا لوكالة " روش " هو الجواب الذي يَلقم كل ناعق وزاعق بما يستحق من حجر ....اتركهم للتاريخ ليصدر حكمه بحقهم لأنه في النهاية سوف يقول بحقهم ما تحمله حقيقتهم المزيفة من ملفات الخيانات والأساءات الرخيصة المدفوعة الثمن ، وحكم التاريخ سيكون شهادة لأجيال أمتنا بما أقترفوه ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

352
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم هذا رائع ويتسم بالواقعية الموضوعية في وصف حالة الأخوة الكلدان وهي الحالة ذاتها للأخوة السريان وحالنا نحن الآشوريين أي بمعنى أن حالة مكونات أمتنا تعاني من نفس ما يعاني منها الكلدان من التمزق والتشتت وعدم القدرة على تحديد وتوحيد خطابهم القومي والسياسي المشترك لا على مستوى الأمة كلها ولا على مستوى المكون الواحد منها ، لا على النظاق القومي ولا على النطاق الكنسي والهجرة العشوائية اللعينة تنخر بجسد وجودنا القومي في أرض الوطن على مستوى وجودنا الجغرافي في الشرق ... العلة في كل ما يحصل لنا اليوم وما حصل في الأمس وما قد يحصل في المستقبل هو في صراع القيادات السياسية والكنسية في مكوناتنا الثلاثة على المصالح الشخصية الأنانية المُذلة من خلال أجتهاداتهم في العزف على وتر الخلافات  التسمياتية القومية إن جاز التعبير والتعصب بافراط  قائم على إذكاء نار الأحقاد والكراهية على خلفية مذهبية كنسية وهذه حقائق يجب أن نعترف بها إذا أردنا أن نعالج ما يحصل لأمتنا من تداعيات مرعبة في نتائجها تهدد وجودنا في أرضنا التاريخية .... علينا أن نعرف الأسباب الحقيقة للعلة القاتلة للجسد القومي لنتمكن من إيجاد الحل الناجع لها .
صديقنا العزيز جاك ... كان العنوان الأنسب لمقالك أن تعنونه " ماذا نريد نحن الكلدان والسريان والآشوريين ... ؟؟ "، لأن هذا العنوان كان سيخرجك من اطار الخصوصية الكلدانية الى الأطار العام لأمتنا التي لم يتم تعميذها لحد الآن !!! للأسباب التي ذكرناها نحن والتي  أشرتم إليها أنتم بشكل مباشر وغير مباشر في مقالكم الرائع هذا ..... مشكلتنا يتم حلها من خلال النظر والتعامل مع القضية في إطارها القومي والوطني العام وليس من خلال إطار الأجزاء ، لإن التعامل معها في إطار الأجزاء سيزيدها تعقيداً وسيزيد في الطين بله ... القضية لا يحلها لا مار ساكو ولا مار كوركيس ولا مار أدي ولا بطريرك السريان لهم جزيل الأحترام ، ولا قادة الأحزاب السياسية الحاليين الذين صنعتهم وصقلتهم الثقافة المذهبية الى حدٍ بعيد وتحركهم متطلبات الأجندات السياسية للمكونات العراقية المهيمنة على القرار في بغداد وأربيل لأن كل هؤلاء باستثناء قلة قليلة منهم مصالحهم الشخصية وبقائهم واستمرارهم يلائمهم ويناسبهم هذا الوضع الشاذ لأمتنا !!! ..... الحل إن وجد سيكون بيد المثقفين من كل مكونات أمتنا ، علينا أن نجده بخروجنا من إطار الأنتماء للخصوصيات فكرياً والأنحياز الى وحدة الأمة في صيرورتها التاريخية ككل واحد ، ولو أن في المرحلة الأولى من العمل القومي من الممكن العمل كل مكون لوحده في إطار فكري موحد يجسد وحدة الأمة القومية وترابطها المصيري المشترك وتكامل مقوماتها القومية بغرض أذلال المصاعب والأشكالات القائمة وكسر جليد الأحقاد والكراهية المذهبية والتسمياتية الموجودة بين مكوناتنا ، ومن ثم يتمهد الطريق للأنطلاق على مسار الوحدة القومية والكنسية ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

353
الأخ والصديق الوفي العزيز جان يلدا خوشابا المحترم
تقبل تحياتي ومحبتي أيها الطيب الغيور
لك جزيل شكري وفائق تقديري ووافر أمتناني على ما قمتَ به من أهتمام والذي إن دل على شيء وإنما يدل على مدى آصالتك ووفائك لقيم الصداقة وسمو الأخلاق والشعور بالمسؤولية تجاه إنسانيتك قبل أن تكون تجاه أي واجب آخر ، صديق ونعم الصديق والصداقة يا رمز المحبة والوفاء والأصالة ، أرفع قبعتي إجلالاً وإكرام لنبل أخلاقك وتربيتك يا أعز صديق ....دمتْ والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبك صديقك : خوشــــابا ســــولاقا - بغداد

354
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
الى كافة الأخوة الزملاء الأعزاء المحترمين

نشكر الزميل جان يلدا على هذه المبادرة الكريمة بنشر الخبر وعلى تعازيه لنا ، كما نقدم جزيل الشكر لكل الزملاء الذين قدموا تعازيهم لنا من خلال هذا الموقع ومن خلال الفيسبوك ... إنه فضل منكم بمشاركتنا في هذا المصاب الأليم .... دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .
                محبكم أخوكم وزميلكم : خوشــــابا ســـــولاقا - بغداد


355
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
دائما مبدع في سرد أحداث أليمة ومقرفة مصدرها الوشاية والغدر بالرغم من كثرتها وتعود الناس عليها منذ نعومة أظفارهم في العراق على أيدي الحكام الطغاة منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 م والى اليوم ، حيث تتصاعد وتائر قباحتها وبشاعتها في الإذلال والاستعباد للارادات الحرة للشرفاء وفق المتوالية الهندسية من نظام سابق الى آخر لاحق وكل منها أسوء من سابقه بالبشاعة والتمعن في إذلال المواطن النزيه والشريف والمخلص من أمثال صاحبكم المجهول الأسم ، حيث بات العراقيين يسترحمون على الماضي القبيح والظالم عندما ينتقلون الى العيش في ظل نظام الحاضر الجديد الأقبح والأكثر بشاعة في ظلمه وجرائمه ، ولكن في كل العهود التي مرت على العراق بقت الوشاية والغدر هي الوسيلة لكتم أصوات الحق والوطنية والأخلاص في العمل وبقت التصفيات الجسدية الدموية والسجون هي الوسيلة المعتمدة في التنافس مع الخصوم من أجل الوطن !!! العفو قصدنا المصالح الشخصية للمتنافسين !!! ، وفي إنموذج أبو جمال وجاره السيء في سوق بغداد الجديدة للأقمشة والضحية دائماً المخلصين وصاحبكم السجين مثالاً لذلك ..... هكذا هي سنة الحياة في العراق وسببها غياب الثقافة والقيم الانسانية والنظام الأخلاقي وسيادة خطاب الكراهية والحقد القائم على التدين والقومنة إن صح التعبير المزيفان لحد الثمالة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

356
الى الأخ والصديق العزيز أستاذ اللغة العربية كمال لازار المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
ليس بوسعنا أن نضيف أو نقول شيئاً بخصوص مقالكم الأكثر من رائع كمقوم ومعلم اللغة العربية نطقاً وكتابةً وكلاماً غير أن نقدم لكم جلى أحترامنا وفائق تقديرنا ووافر أمتناننا مع جزيل شكرنا على ما أثريتمونا به من معلومات لغوية قيمة يا أستاذ كمال بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا العطاء الثر الذي نحن الكتاب ( من نحاول أن نكتب ) بأمس الحاجة إليه من أدوات الكتابة الرصينة ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام يا أستاذ اللغة العربية منكم نتعلم صحيح اللغة .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد


357
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قرأنا مقالكم الذي لم يأتي بشيء جديد ومختلف عن ما جاء به الأخ أبرم في مقاله من حيث الأنعكاسات السلبية في تعميق وتأجيج وتفعيل الخلافات حول هذا الموضوع الذي لا جدوى من الأستمرار في الكتابه عنه إلا بغاية التحريض الى المزيد منه ، لأن جذوره ليست خلافات قومية حول التسمية نابعة من الحرص على تحقيق الوحدة القومية بتسمية موحدة بل هي خلافات جذورها مذهبية كنسية والجميع تعرف وتعي ذلك جيداً ونكون كذابين ( حاش القارئ ) إن قلنا غير ذلك .... لا نعرف يا أستاذ يوحنا إن كنتم قد قرأتم مداخلتا على مقال الأستاذ أبرم أم لا وأطلعتم على رأينا بشأن مناقشة هذا الموضوع ؟؟ .... كل ما ورد في مقالكم هذا ومقال الأخ أبرم هو تكرار واجترار لما قيل وكتب في السابق ، وأتمنى من الجميع التخلي والتوقف عن الأستمرار في الكتابة عن هذا الموضوع السقيم والعقيم ، وهذا ما أقترحناه في مداخلتنا ، حبذا لو تقرأونها .... يتطلب الأمر منا نحن الكتاب أن نمتلك الشجاعة الأدبية في الكتابة وطرح الأراء بتجرد لأن نعترف بالأسباب الرئيسية الحقيقية لخلافاتتنا المتداولة في سجالاتنا ولا ندور في حلقة مفرغة حول نواة الموضوع من دون أن نتجرأ على اقتحام قلب النواة .... ما بيننا هو خلاف مذهبي لاهوتي كنسي مزمن وليس خلاف قومي مفتعل حول التسمية القومية الموحدة ، فمتى ما استأصلت الأسباب حلت المشكة بسهولة يا أستاذنا العزيز ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم اخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

358
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ فاروق كوركيس المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكركم على مداخلتكم القيمة والثرة في طروحاتكم الفكرية بشأن هذا الموضوع المهم للغاية وأمتنا الآشورية تواجه أكبر تحديات الوجود القومي من عدمه في أرضنا التاريخية التي بصمناها بأثار أكبر الحضارات التاريخية وأقدمها بل وأهمها في العالم وانعكاسات الهجرة العشوائية اللعينة على بقاء واستمرار ذلك الوجود .... من خلال قرأتنا لمداخلتكم الفكرية وجدنا التطابق والتكامل شبه الشامل والتام بين وجهات نظرنا الفكرية بشأن الموضوع وهذا التكامل يسعدنا دائماً ويجعلنا نعتز ونفتخر بصداقتنا مع شخصكم الكريم .
صديقنا العزيز .... إن جوهر موضوعنا يخص بالتحديد علاقة التسمية القومية للأمة بتسمية الأرض التاريخية للأمم الأوائل والأصيلة التي ارتبط تاريخها بأرض لم يسكنها قبلهم غيرهم من المجموعات البشرية وبصموها بحضارتهم كأول حضارة وليس الأمم المستحدثة بحكم التطورات والتحولات السياسية والصراعات الدولية الكبيرة كالحربين العالميتين الأولى والثانية والأراضي المكتشفة حديثاً ... وأتينا بأمثلة على ذلك كأمتنا الآشورية في بيث نهرين وحضارة الفراعنة في مصر وحضارة الأغريق في اليونان ( كريس ) .... نكرر شكرنا وتقديرنا لمروركم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

359
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الرائع الأستاذ كمال لازار بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا القلبية مع خالص تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم مداخلتكم الرائعة بكلماتها وفيض محبتكم الأخوية لشخصنا ، حقيقة لقد عبرتم عن ما في دواخلنا من هواجس الخوف من المستقبل المجهول لأمتنا السائرة بعشوائية وعدم الوعي والأدراك لمخاطر سيرها في طريق الرحيل عن أرض وتاريخ وتراث الأباء والأجداد للعيش كغرباء في شتات المهاجر ، إنهم لا يدركون ولا يعرفون ماذا يعملون ؟؟ لا يعرفون بأن برحيلهم عن أرض الوطن الأم بأنهم يطلقون رصاصة الرحمة على تاريخ وتراث بل ووجودهم القومي في أرضهم التي ورثوها من أبائهم وأجدادهم وأنهم برحيلهم يثبتون عدم وفائهم لتلك الأمانة التي ورثوها ، وأنهم غير جديرين بها لأنهم خانوها بحماقة !!! ... يا صديقنا العزيز إن الهجرة تؤرقنا وتؤلمنا وتجرح ضميرنا وتجعله ينزف دماً ودموعاً ونتساءل ، ما الحل لكي نرصوا الى بري الأمان وننقذ ما يمكن إنقاذه من بقايانا ؟؟ الحل هو السعي الى إبقاء من بقى من أبناء أمتنا في الوطن لأيقاف نزيف الهجرة لأن بإيقاف النزيف ننقذ الجسد من الموت والهلاك كما هو حال الجسد البشري وننسى الدم الذي سال على الأرض هباءاً ، ونقصد هنا بالدم الذي سال على الأرض من هاجروا واندمجوا مع مجتمعات الغربة وهم في طريقهم الى الزوال والأنصهار كما يذوب الثلج في الماء ، ولكن هذا الحل يتطلب رص الصفوف وتوحيد الإرادات والخطابات والمطاليب والتوقف عن السجالات السقيمة فيما بين كل الفصائل والمرجعيات السياسية والكنسية والانحياز الكامل للمصلحة القومية على حساب المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية تحت أي مسمى كان عندها تزول أسباب الضعف والفرقة وتتعزز مقومات القوة والوحدة للسير بالمشروع القومي لأمتنا الى الأمام بثبات ونجاح ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

360
الى الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
قرأنا مقالكم المفيد والطويل جداً والذي في الحقيقة لم يأتي بجديد لم يتم التطرق إليه سابقاً من قبل الكثيرين بضمنهم شخصكم الكريم ولكن نقول في الأعادة إفادة ، كان سيكون المقال ذي فائدة أكبر لو تم اختزاله بشكل انتقائي في تقديم الأفيد على المفيد والأبتعاد عن الحشو الغير الضروري من الكلام غير المفيد واخراج المقال بهذا الحجم الذي يجعل القارئ يمل من الأستمرار في قرأته بتركيز وبالتالي استنتاج المطلوب معرفته .
صديقنا العزيز أبرم وأعزائنا المتحاورين .... مصطلح المكون غير مناسب وغير معبر عن المطلوب التعبير عنه في موضوعنا ، لأنه مصطلح فضفاض يخلط الحابل بالنابل ويجمع المتناقضات التي لا يمكن جمعها في كل واحد موحد ، وقد فصلتم ذلك باسهاب ، ولو على سبيل الفرض فإن مصطلح المكون يمكن أن يطلق على أي شعب من شعوب الأرض مثلاً الشعب العراقي هو " مكون " مركب من عناصر قومية ودينية ومذهبية وأثنية  مختلفة في إطار الوطن العراقي ولكن لا يجوز الجمع بين هذه العناصر على أساس هوية قومية أو دينية أو مذهبية معينة ولذلك فتسمية " المكون المسيحي " بالنسبة لأمتنا تسمية مرفوضة جملة وتفصيلاً .
أما بالنسبة الى التسمية المركبة فهي الأخرى لا تختلف عن تسمية المكون المسيحي من حيث الغاية منها ، لأنها في الحقيقة هي امتداداً لها على خلفية مذهبية لاهوتية كنسية التي كانت في الحقيقة هي السبب في ولادة هذه التسميات التي نستقتل عليها اليوم ، ومن أطلقوها وتبنوها قد فعلوا ذلك لغاية سياسية في نفوسهم ومقتضيات مصالحهم الشخصية ، ولذلك هي الآخرى تسمية فضفاضة لا تمتلك مقومات البقاء وهي تسمية إرضائية سياسية إن صح التعبير ، أي بمعنى أن تسمية " المكون المسيحي " تساوي التسمية المركبة بكل أشكالها وآخرها " الكلدان السريان الآشوريين " هي تسمية واحدة بالمضمون والشكل لا فرق بينهما من حيث عدم واقعيتهما وفقدانهما لجوهر المفهوم القومي للأمة الواحدة .
صديقنا العزيز الأستاذ أبرم وكافة الأخوة المتحاورين الكرام ، أن التلاعب باطلاق التسميات التي لا تحمل مقومات القبول والبقاء والأستمرار وصناعتها بحسب المزاجات إرضاءاً لهذا الطرف وذاك بشكل عبثي للتعبير عن أمتنا لا يحقق لنا ما نحلم به وما ينبغي به أن نكون لأننا في مساعينا هذه ندور حول المشكلة ولا نتجرأ الدخول في قلبها لنكتشف أسبابها لنتمكن من حلها ..... خلافاتنا ليست خلافات قومية بل هي خلافات مذهبية لاهوتية كنسية فمتى ما حُلت الخلافات المذهبية نكون قد قضينا على أسباب خلافاتنا القومية المفتعلة حول التسمية الموحدة .... الحل برأينا المتواضع هو أن نترك الأمر والقرار لأبناء أمتنا في اختيار الأنتماء الى أي تسمية يختارها الفرد من " الكلدانية ، السريانية ، الآشورية " وليعمل كل من الكلدان والسريان والآشوريين لوحده ، وعندها يكون البقاء والسيادة للأصلح والأصح وفق معطيات التاريخ والجغرافية ..... لأن السجالات والحوارات المتسمة بطابع التعصب والتعنت على خلفية مذهبية كنسية تزيد الطين بله وتبعدنا أكثر عن الحل الأمثل ...
دمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام

                  محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا – بغداد

361
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الشاعر جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
أحييك على هذه الصورة الشعرية الجميلة التي رسمتها لمن يجمعهم القدر في غير ميعاد السجن والمطر ، حيث السجن يَهبُ الخير والحرية للحياة الانسانية والمطر يَهبُ الحياة والجمال والتجدد للطبيعة ، والأثنان يلتقيان على فعل الخير للحياة لتتجدد ...وبهذا السجن والمطر رفيقان متلازمان يلتقيان عند نبع العطاء لتجديد الحياة ... لقد أبدعتم في رسم وتجسيد هذه الصورة المتكاملة يا صديقنا المبدع دائماً ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

362
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى كلماتكم التي تنم عن محبة خالصة وصادقة نابعة من عقل وقلب صديق مخلص ووفي لا يقول إلا الحق بحق خصومه قبل أصدقائه ومحبيه وتلك هي خصائل الانسان الذي يحمل مبادئ تبيلة راسخة في أعماقه ومنهجه في الحياة في التعامل مع الخصم والصديق بورك قلمكم وعاشت أناملكم على كل كلمة تسطرها لنا وللقراء الآخرين .... صديقنا العزيز أقولها بصدق وصراحة العبارة أن أصعب شيء في الكتابة هو اختيار الموضوع ثم العنوان الذي يقربك من مشاعر ما يحس ويشعر به القراء وهذا ما نعاني منه شخصياً دائماً ، ولذلك شحت كتاباتنا في الآونة الأخيرة لأن تكرار واجترار المواضيع يضيع من قيمتها وهذا ما لا نطيقه ولا أنحبذه ، في الكتابة يجب اختيار دائماً ما هو الجديد القريب من معاناة الجماهير ولذلك نركز في كتاباتنا وتعليقاتنا ومنشوراتنا في الفيسبوك على موضوع الهجرة العشوائية اللعينة لأبناء أمتنا لأنها نراها هي نهايتنا وانقراضنا على مدى عقود قليلة من الزمن ، وعندما نفكر بهذه النهاية ينتابنا الألم والحزن ونسأل أنفسنا لماذا من دون كل الأمم أختارت أمتنا الأنقراض ؟؟ هل لأنها أمة ساذجة ومتخلفة فكريا وثقافياً لا تفكر يما يؤول إليه مستقبل وجودها القومي في الشتات والمهاجر أم أنها تبحث عن ما فقدته بهذه العشوائية غير المسؤولة ؟؟ أما هناك في الأمر سر خارج حدود إدراكنا العقلي لربما ؟؟!!! أم أنهم في رحلة سياحية عبر الزمن بحثاً عن الجنة التي لا وجود لها إلا في عقولنا المريضة ؟؟؟ الأجيال القادمة إن بقت لنا أجيال تحس وتشعر بما نحس ونشعر هي من تضع النقاط على الحروف وتصدر حكمها وحكم التاريخ بحقنا بما نقترفه اليوم من جريمة بحق أمتنا .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

363
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع أحترامنا وتقديرنا ، وتعقيبنا على مداخلتكم نختزله بما يلي " عندما تهاجم الذئاب قطيع من الغنم وراعي الغنم لا يمتلك سلاح ناري ليطرد الذئاب ليمنعهم من افتراس أغنامه يلتجئ الى الصراخ والصياح ويحرك يداها يميناً ويساراً لعلا الذئاب تخاف من ذلك الصياح وتلك الحركات ، ولكن عندما تهاجم الذئاب وتقترب منه يدبُ الخوف والرعب في نفسه وقلبه  وبشكل لا إرادي ينقطع النطق عنده ويتوقف عن الصراخ والصياح وتأخذ الذئاب حصتها من الغنم وبالتالي تنتهي اللعبة بخسارة الغنم والراعي وتفوز الذئاب بما تشاء " .....
 يا أستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم ..... نحن الكتاب والمثقفين باح صوتنا وصدعت رؤوسنا من الصياح وأننا هنا نمثل ذلك الراعي المخلص الحريص على قطيعة ، وقطيع الغنم يمثل جماهير أمتنا ( حاشاهم ) حيث أن الأمثال تضرب ولا تقاس بها ، والذئاب هم أولائك الذين ناديتهم وخاطبتهم كمرجعياتنا السياسية والكنسية ( أيضاً حاشاهم ) الذين لم يسمعوا نداءاتكم لأنهم يأخذون حصتهم لا يعيقهم ولا يخوفهم كتاباتنا وأشعارنا ، وليس لدينا ما نضيفه أكثر من هذا المثل .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

364
الى الأخ والصديق العزيز الذي نكنُ له كل الأحترام الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وأسعدنا ذلك للغاية ، وليس بوسعنا أن نقول ما نرد به على مداخلتكم الرائعة غير أن نقول صدقتَ القول بحقنا في كل ما ورد في مداخلتكم يا صديقنا العزيز كوهر .... ولكن ما العمل ؟ ليس بيدنا غير أن نكتب ونقول ما نراه صادقاً يمس بقاء واستمرار وجودنا القومي المهدد بالأنقراض في أرضنا التاريخية ، ولكن في كل ذلك غصات من الألم  تعتصر له قلوبنا جميعاً وتنزف دماً ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد 

365
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعل كل ملاحظاتكم التي نعتبرها إضافات إيجابية لأنضاج موقف أبناء أمتنا من الأستفتاء حول فصل أقليم كوردستان وإعلان الدولة الكوردية المستقلة والذي أعتبره حق مشروع لهم لتقرير المصير ، ولكن المُحيّر في الأمر ماذا سنحصل أكثر في حالة استقلالهم كدولة وهم لا يقرون لنا بأبسط الحقوق القومية على أرض الواقع وهم في أقليم فيدرالي مرتبط بدولة العراق الأتحادية ؟؟؟ هنا هو السؤآل وما هو الضمان في الوقت الذي يَشهُدْ التاريخ القريب على تجارب مريرة مع الكورد والغير مشجعة لربط مصيرنا القومي معهم ؟؟؟ الكورد مع الأسف شريك غير موثوق بولائه لوعوده ، ووعودهم ستكون " كلام الليل يمحيحه النهار " !!! .... عليه البقاء مع وحدة الوطن العراق على علاته وبما فيه من سلبيات حالياً هو أفضل لنا للمستقبل القريب والبعيد كأقلية قومية آصيلة لها تاريخ عريق في هذا البلد الطيب ، قوتنا في تاريخنا وليست في عددنا للمطالبة بحقوقنا القومية والمحافظة على هويتنا يا أستاذ تيري ... ثم أن قرار استقلال كوردستان ليس بيد الكورد بل بيد غيرهم وهو قرار مؤجل الى أجل غير مسمى لربما سوف لا يأتي أبداً لأن مصالح دول صاحبة القرار تقتضي ذلك لأن تلك المصالح مع أعداء الكورد المحيطين بهم أكبر بكثير مما هي مع الكورد ، والكورد ليسوا أكثر من سيلة ابتزاز تستخدم عند الضرورة ، ولذلك علينا أن لا نتسرع ونفقد المشيتين ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

366
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  samdesho المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم وإطرائكم الرائعان ، شعورنا بالواجب القومي تجاه أمتنا يدفعنا الى الكتابة لقول ما نراه صائباً وواجباً علينا وللمتلقي حق القول ما يراه أنسب لأمتنا .... شكراً لك لتفهمك العميق لما نعانيه من شعور الخيبة حول مستقبل وجودنا القومي في أرضنا التاريخية ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

367
الى الأخوة القراء الكرام ..... نعتذر لكم لحصول خلل ما في عنوان المشاركة الخاص بنا في هذا الموقع الكريم مما سبب غلق باب التعقيبات والمداخلات والآن بامكانكم التعقيب ونكون سعداء وممتنين لكم ونكرر لكم اعتذارنا لهذا الخلل ...... تقبلوا تحياتنا ومحبتنا

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

368
الهوية القومية وهوية الأرض التاريخية للأمم
خوشابا سولاقا
قبل مدة قصيرة كتبنا مقالاً مماثلاً بعنوان " العلاقة العضوية بين القومية والأرض التاريخية ... كيف يجب أن تفهم ؟؟ " وأدناه الرابط ... وبالنظر لتجدد الأحداث وما يدور من حديث حول ماذا بعد داعش وتحرير محافظة نينوى من طغيانها الهمجي ، وما يطرح في هذا المحفل السياسي أو ذاك من مشاريع لمستقبل المحافظة وإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية لها لضمان حماية وجود الأقليات الأصيلة إرتأينا كتابة هذا المقال حيث تناولنا فيه كل الأحتمالات بخصوص مستقبل وجودنا القومي في أرضنا التاريخية وفي شتات المهجر والغربة ، حاولنا في هذا المقال ألقاء الضوء على علاقة الهوية القومية لأمتنا بهوية الأرض التاريخية وانعكاساتها على مستقبل وجودها القومي . 
في مثل الظروف الطوبوغرافية والجغرافية المأساوية التي تعيشها أمتنا بكل مسمياتها المتداولة حالياً بين بقاياها في أرضها التاريخية والمهجر لا بد من توضيح الخلفية الفلسفية والفكرية للعلاقة العضوية بين الهوية القومية للأمة وهوية الأرض التاريخية وكيف أن الهويتين لا تتحققان إلا عندما تتسجدان في كل واحد موحد ، ومتى ما تغيرت هوية الأرض تتغير معها الهوية القومية تلقائياً ولو بعد حين شاءوا من شاءوا وأبوا من أبوا لأن هذا هو القانون الطبيعي لتصنيف الهوية القومية للأمة من هوية الأرض التي نشأت وترعرعت عليها وبَصّمتها بحضارتها التاريخية في المجتمعات البشرية على وجه الأرض . ومن إفرازات تغيير هوية الأرض لتمهيد تغيير الهوية القومية هو ما يحصل من تخلخل في أسس وأركان المقومات القومية الأصيلة ، كاللغة القومية والعادات والتقاليد والطبائع والثقافة القومية وأحلال محلها بشكل تدريجي المقابل منها للمجتمع الجديد في المهاجر ذات الأكثرية القومية المختلفة وذلك بناءاً على متطلبات الحياة الجديدة للأنخراط والأنسجام مع مجتمعات المهاجر ، وهذه العملية تقود جيل بعد جيل من الأبناء والأحفاد وبرحيل اجيال الأباء والأجداد الى الأندماج والأنصهار في بودقة تلك المجتمعات وبالتالي يأتي الأنقراض وزوال الهوية القومية الأصيلة للأمة في المهجر .
إذا نظرنا الى حالة كل الأمم الأخرى في كل بلدان هذا الكوكب ودرسنا علاقة الهوية القومية بهوية الأرض التاريخية سوف نكتشف أن هوية الأرض الوطنية في حالة ترابط جدلي وعضوي مع الهوية القومية لسكانها الأصليين ، وسوف نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا للتمييز بين أن تكون تسمية أرض الوطن مشتقة من التسمية القومية لسكانها الأصليين الذين بَصموها بحضارتهم أم أن التسمية القومية للسكان اشتقت من اسم الأرض ؟؟؟ ، وللأجابة على هذا السؤآل البسيط نخضع الأمر لمنطق العلم والعقل ونقول فرضاً لو كانت التسمية القومية لأية أمة مشتقة من اسم الأرض لكان سكان الأرض كلهم بتسمية قومية واحدة ولكان أسم هذا الكوكب بأسم قومية بعينها !!! ، ولكن الأمر ليس كذلك وأن الانسان هو المحرك لكل شيء وهو القادر على كل شيء ، وعليه يكون تقسيم الكوكب الى أوطان متعددة وامم مختلفة في مقوماتها القومية من لغة وعادات وتقاليد وثقافات وحضارات يكون منطقياً أن هوية الأرض الوطن قد اشتقت من التسمية القومية للأمة التي بصمت تلك الأرض ببصماتها الحضارية التاريخية وليس العكس كما قد يتصور البعض بما في ذلك الأراضي المكتشفة حديثاً في القارات الجديدة الى حدٍ كبير حيث فيها الغالبية القومية هي من فرضت هويتها على الأرض بشكل مباشر أو من خلال رموزها التاريخية من الأوائل المكتشفين لتلك الأراضي ...
عندما ينطبع الأسم القومي على أرض معينة من خلال بصمات تاريخية حضارية تبقى تلك الأرض تحمل تلك الهوية لا تتغير حتى وإن رحلوا سكانها الأصليين عنها والعراق ومصر والكريس ( اليونان ) باللغة الأغريقية خير مثال جلي على ذلك حيث تنطق حجارة الأثار بهذه الحقيقة ، وهكذا الحال مع كل بلدان أوروبا وكل البلدان الأسيوية هوية تسمياتها  الوطنية مرتبطة بعلاقة عضوية  مع هوية سكانها الأوائل ، ولكن عندما يرتحل وتهاجر سكانها عنها الى بلد آخر سوف يفقدون هويتهم القومية لا محال بعد أجيال كما ذكرنا في متن هذا المقال ويتطبعون بهوية القومية الغالبة في الأوطان الجديدة ولو بعد حين لأن متطلبات استمرار حياتهم تملي عليهم ذلك رغماً عنهم .
في ضوء ما تقدم وما يجري اليوم من أحداث سياسية وتحولات نوعية في طبيعة تلك الأحداث تشير الى احتمال حصول  تغيرات طوبوغرافية نوعية في إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة كما تشير التسريبات الأعلامية والتصريحات الرسمية لدول صاحبة القرار في حماية الأقليات الأصيلة ومنع تكرار ما حصل لها من مظالم واضطهادات وإبادات جماعية على أيدي التنظيمات الأسلامية المتطرفة والتي نعتبرها بحسب وجهة نظرنا الشخصية المتواضعة الفرصة الذهبية الآخيرة لأن يكون لنا دور ومساهمة بأعتبارنا سكان العراق الأصليين في أعادة رسم تلك الخارطة بالشكل التي من خلالها يكون لنا كيان سياسي – إداري معين وفقاً للدستور في إطار وحدة العراق أرضاً وشعباً نحافظ من خلاله على وجودنا القومي وهويتنا القومية في أرضنا التاريخية " بيث نهرين " ؟؟ ووضع حد لنزيف الهجرة .
 هنا نوجه مجرد سؤآل لمن يدعي تمثيل أمتنا من المرجعيات السياسية والكنسية بكل تلاوينها وبمختلف تسمياتها ، هل لها تنسيق مشترك فيما بينها ومع من تعلو أصواتهم في منابر المهجر عبر وسائل الأعلام والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لتوحيد الخطاب السياسي وتفعيله بتقديمهم مصلحة الأمة القومية على مصالحهم الشخصية والحزبية والمذهبية الكنسية وتقديم مشروع الخلاص القومي لأنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايانا في أرضنا التاريخية ؟؟؟ أم أنهم باقين على قرارهم التاريخي الذي لا يقبل النقاش في أنهم اتفقوا على أن لا يتفقوا على وحدة خطابهم السياسي القومي والكنسي وبقائهم على حالهم من التشتت والتمزق والفرقة والأستقتال على ما يرمى لهم من فتات موائد المتنفذين الكبار من العرب بشيعتهم وسُنتهم والكورد السليمانيين والأربيليين إن جاز التعبير !!! ؟؟ ، أم أنهم لهم ما سوف يبشرون به الأمة في الوقت المناسب ؟؟ ..

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=830601.0

خوشـــابا ســــولاقا
بغداد في 28 / أيار / 2017 م   


369
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جونسون سياوش إيو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
مقالكم هذا رائع من حيث استعراض السيرة التاريخية السياسية للمنطقة ودور القوى العالمية الكبرى منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى وامتداداً ما بعدها الى يومنا هذا وسعي تلك القوى العالمية في استغلال الأقليات القومية والدينية في هذه المنطقة لأستعمالها كوسيلة لتحقيق مصالحها الأقتصادية وأجنداتها السياسية لحماية واستمرار تلك المصالح من دون مقابل أي بالمجان !!! ، ومن ثم إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة وفقاً لما تقتضيه مصالحها الحيوية الآنية في حينها والمستقبلية التي نراها اليوم ، وكانت أمتنا مع الأسف الشديد في مقدمة تلك الأقليات التي تم استغلالها واستثمارها بشكل بشع لا مثيل له من الدنائة والخبث في التاريخ .
لقد أبدعتم في طرح تلك السيرة السياسية ونتائجها وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على وجودنا القومي ومستقبله في أرض الأباء والأجداد التاريخية وجهودكم مشكورة في هذا المجال يا أستاذنا العزيز .
أستاذنا العزيز .... عندما نقرأ التاريخ في ضوء المنطق العقلاني سوف نرى أن التاريخ يشير بأن الحياة هي عبارة عن صراعات من أجل تحقيق المصالح الأقتصادية للأطراف المتحاربة وفرض إرادتها وهيمنتها  على الطرف الآخر ... في هذه المعادلة التاريخية العالمية الأولية هناك أربعة أطراف تشارك في ادارة وتوجيه وحسم ذلك الصراع ومن ثم تشارك في تقسيم الغنائم بحسب قاعدة " من كل حسب قدرته ولكل حسب عمله " وتلك الأطراف هي :-
أولاً : الأطراف القوية المتصارعة على المصالح ومناطق النفوذ هي الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة ثانية كما صنفتموها في مقالكم .
ثانياً : الأطراف التي تمتلك الرأسمال النقدي العالمي ولكنها لا تمتلك القوة العسكرية لتدخل بشكل مباشر في الصراع ولكنها تتحكم عن بعد بأطراف الصراع من خلال لوبياتها لحسم الصراع لصالحها وهم أثرياء اليهود الذين يمتلكون ما يقارب الـ 65 % من النقد العالمي ودولتهم اسرائيل التي نعتبرها شخصياً هي القوة الأعظم اليوم  .
ثالثاً : الأطراف التي يجري الصراع في ساحتها ولكن ليس لها قوة ولا تأثير سياسي لتشارك في صنع القرار ، أي بمعنى ترتضي بما يترك لها من الفتات من موائد الكبار !!! .
رابعاً : الأطراف التي لا تمتلك لا القوة العسكرية ولا المال ولا ساحة العمليات وإنما تعيش على حافة الحياة لا حول ولا قوة لها وتنتظر من يستغلها كوسيلة لأبتزاز الآخرين وعندما ينتهي دورها ترمى جانباً كقشرة الفاكهة التي ينتهي عصيرها بعد عصرها .
نحن أبناء الأقليات القومية والدينية بما فيهم الكورد حالياً نمثل الفئة رابعاً ، كنا منذ العهد العثماني البغيض كذلك وما زلنا وسنبقى كذلك لأننا لا نمتلك ما يخص مصالح القوى العالمية الكبرى المتصارعين في ساحة عمليات هذه المنطقة منطقة ذات الأغلبية من التورك والعرب والفرس أي بمعنى نحن لسنا ورقة لعب فاعلة في لعبة السياسة الدولية المتصارعة على المصالح بكل أشكالها في هذه المنطقة ، ولسنا لحد الآن حتى ورقة لعب احتياطية في هذه اللعبة القذرة وانما نحن وسيلة يحاولون استغلالنا لأبتزاز الفئة " ثالثاً " ، وكل هذه الجعجعة بما فيها الأستفتاء حول فصل أقليم كوردستان وإعلان دولة كوردية مستقلة ستنتهي بخضوع الفئة ثالثاً لأرادة الفئتين أولاً وثانياً ونخرج نحن " الفئة رابعاً " منها من دون طحين ، أو نخرج من المولد بدون حمص وتبقى دولة كوردستان أثر بعد عين .
أما بخصوص تنظيماتنا السياسية بما فيها التنظيمات الكوردية فهي تنظيمات بواجهات قومية ووطنية مزيفة ولدت وترعرعت وشبت وشابت على قاعدة الولاء للمصالح الشخصية لبعض قادتها المتنفذين واستخدمت الشعارات القومية كوسيلة لتحقيق تلك المصالح الشخصية وتضليل جماهيرها بوعود مزيفة وكاذبة لا وجود لها على الأرض ، وواقع الحال لها اليوم يسُتدل منه على ما نقول ... فهي تنظيمات لا يتأمل منها أي خير يُذكر فليس أمامنا إلا صنع البديل الصالح لأيقاف الهجرة لوضع حد لنزيق الوجود القومي من أرضنا التاريخية ، وإلا فأمتنا الى الأنقراض سائرةً لا محال .
ونحن بدورنا نقول إن ما كتبناه  يمثل رأينا الشخصي ... نعتذر عن الأطالة ولكن للضرورة أحكام أحياناً . 

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد

370
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ شوكت توسا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قرأنا مقالكم بإمعان إنه حقاً مقال بليغ بلغته السياسية والأدبية وإن ما موجود خلف الأسطر من الأشارات والتلميحات أكثر مما تحمله كلمات وعبارات المقال ، وهذا الأسلوب في الكتابة أنتم بارعين في اعتماده لضرب عصفورين بحجر واحد من دون عناء وربما نكون مخطئين في تحليلنا واستنتاجنا .... أستاذنا العزيز ليس الخوف من الذين يفصحون عن هويتهم وعلاقاتهم مع الآخرين وخطابهم المعلن في التعاطي مع السياسة مثل المجلس الشعبي والسيد ريان الكلداني والسيد أياد الآشوري ومن هم على شاكلتهم وهم كثيرين والسيد النائب جوزيف صليوا المحترم ، بل الخوف وكل الخوف هو من الذين يفصحون عن شيء في خطابهم ويعملون شيء آخر في الخفاء بانتهازية مذلة ومقرفة ويتصيدون الفرص التي تتهيئ هنا وهناك لهذا السبب أو ذاك والسعي الى تجييرها لصالح أجنداتهم غير المعلنة من خلال علاقاتهم المتشابكة والمتداخلة المشبوهة مع الأطراف المتنفذة في بغداد وأربيل بحسب ما تقتضي مصالحهم الشخصية وبقائهم واستمرارهم في مواقعهم وليس بحسب المصلحة القومية لأمتنا ... وعندما يَجدّ الجد يختارون الصمت والسكوت والأنزواء خلف الكواليس ، وبعد زوال الظرف وانجلاء الموقف يبررون موقفهم ذاك بمتطلبات العمل القومي والمصلحة القومية للأمة ... كل الذي ظهر على الساحة السياسية لأمتنا بعد 2003 م من إخفاقات وفشل وتراجع وتعدد مراكز القوى في صفوف أمتنا ووصلنا الى ما نحن فيه اليوم من وضع مزري كان النتيجة الطبيعية لسياسات الأحزاب السياسية التي كانت تسعى الى فرض نفسها بأساليب ملتوية وغير شفافة كممثل وحيد لأمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين في مؤسسات الدولة الأتحادية والأقليم ..... وبناءً على ذلك تكون تلك الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت لها هذه الرؤية الأنفرادية هي من يستوجب نقدها ومعاتبتها وتحميلها كامل المسؤولية ومحاسبتها وليس من ركزتم عليهم نقدكم اللاذع المباشر وغير المباشر وتحميلهم مسؤولية ذنب لم يقترفوه أصلاً ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

371
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
لقد أبدعتم كعادتكم دائماً في مقالكم التحليلي هذا في عرض موضوع الأستفتاء حول استقلال أقليم كوردستان العراق وإعلان دولة كوردستان المستقلة كما يرغب المتطرفين القوميين الكورد وموقف أبناء أمتنا منه ...
من حق الكورد أن يكون لهم دولة ولكن أن يكون ذلك وفق متطلبات الظروف الموضوعية والذاتية التي تؤمن للكورد العراقيين حياة أفضل .... من الضروري أن يعرفوا الكورد أنهم يعيشون في بحر من الأعداء القوميين التاريخيين يحيطون بهم من جميع الجهات من التورك والعرب والفرس وبذلك تكون دولتهم في شمال العراق عبارة عن كانتون مغلق عن العالم أو بالأحرى سجن معتم ، وإن المحيطين بهم سوف لا يعطون لهم فرصة الأستقرار والعيش بسلام وأمان ويتربصون بهم الفرصة للقضاء على دولتهم وهذا يعني أن الشعب الكوردي في الأقليم سوف يعيش مأساة أليمة وظروف صعبة ، وأن العرب العراقيين سوف يبقى استقلال الأقليم طعنة خنجر مسموم في ظهرهم وسوف يتربصون الفرصة لرد الصاعة صاعين ، وهذا حتماً سوف يحصل عندما يتخلصون العرب العراقيين من نزاعاتهم الطائفية " السُنية – الشيعية " وكذلك الحال مع كورد وعرب سوريا .... عليه من مصلحة الكورد في العراق التخلي عن فكرة الأستفتاء لأعلان دولتم المستقلة والبقاء ضمن العراق الفيدرالي وهو الحل الأمثل لهم لنيل كامل حقوقهم القومية ....
أما بالنسبة لأبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين في حالة اصرار الأخوة الكورد على إجراء الأستفتاء من الأفضل لهم التصويت بـ " لا " للأنفصال ونعم للبقاء ضمن دولة العراق الفيدرالي الموحد وبـ " لا " للوقوف على التل متفرجين على المسرح الذي يمس وجودنا .
إن فشل تجربة الأحزاب القومية الشوفينية في الأقليم وفشلها في العراق عموماً قبل سنة 2003 وفشل تجربة الأحزاب الدينية الأسلامية الشيعية والسنية في إدارة البلاد والوصول به الى ما عليه الآن ، وما أفرزته سيطرة داعش الأجرامي على أكثر من 40 % من العراق وما جرى للعراقيين بكل مكوناتهم من قتل وتشريد ونزوح وهتك للأعراض واغتصاب وسبي للنساء كأبشع حدث في تاريخهم الحديث  ، كل هذه العوامل قد لقنت العراقيين بكل مكوناتهم درساً قاسياً لن ينسوه وغيرت من قناعاتهم بعدم جدوى من مساعي أي مكون بالأنفراد بالسلطة على حساب اقصاء وتهميش والغاء الآخرين ، ورسخت بالمقابل أن العراق هو وطن الجميع ويسع للجميع والعيش معاً بأمن وسلام هو قدرهم المحتوم .
وعلى الجميع العمل من أجل بناء دولة ديمقراطية مدنية بهوية وطنية عراقية ، دولة يسودها ويحكمها الدستور والمؤسسات الدستورية والقانونية وليس دولة المكونات القومية والدينية والمذهبية عن طريق سطوة وقانون الميليشيات المنفلتة ، وأن يتمتع كل مكونات الشعب بكامل حقوقها القومية والدينية والمذهبية والثقافية وفق مواد الدستور والقانون وهو الحل الأفضل للجميع ..... فلنرفع شعار لا للأنفصال على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي ... نعم للعيش المشترك لكافة مكونات الشعب .
                دمتم والعائلة الكريمة بغير وسلام ..... وعذراً عن الأطالة

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد

372
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
تألمنا كثيراً عندما قرأنا ما كتبته عن الوطن في غُربة الأوطان .... حقيقة تَحسّسنا بجُرحٍ عميق قد حدث في قلبنا وبدأ ينزف بشدة .
ليس بوسعنا غير أن نقول عن الهجرة أو الهروب الى متاهات الغربة " أن الغربة تبقى ذلك الضمير الذي يؤنبنا باستمرار الى يوم أن ندفنه معنا في قبورنا الغريبة في أرض الغربة " .... يبقى ذكر الوطن أرض الأباء والأجداد هو الحياة الحقيقية التي تعيش في ضمائرنا ولا تغادرنا أبداً وقد تنتقل مع أولادنا وأحفادنا لو أحسنا تربيتهم قومياً ووطنياً ..... لا يمكن للمهاجر الغريبة أن تكون لنا أوطاناً بديلة مهما حاولنا جعلها كذلك ، وإن من يفقد وطنه التاريخي حتما سيفقد وجوده القومي في الغربة ولو بعد حين يا صديقنا العزيز جان .....أحسنتم الكتابة وأحسنتم النشر لتذكير الآخرين ، عسى أن تنفع معهم الذكرى !!! إن أكثر ما يؤلمنا شخصياً في الحديث عن الهجرة هو التهويل والتضخيم والمبالغة في أسباب الهجرة من قبل الكثيرين ، بينما الرغبة في الهجرة عند الغالبية العظمى من أبناء أمتنا كانت هي الدافع وأن الأستعداد النفسي على خلفية دينية والقناعة بعدم القدرة على قبول الآخر المختلف دينياً والتعايش معه بسلام هو السبب الرئيسي بحسب معرفتنا وتجربتنا مع الكثيرين من أقرب المقربين منا مثل أخواننا وأولادنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وفي الحياة شخصياً حيث لم يكن لهم أدنى سبب للهجرة غير الرغبة الوبائية بالهجرة !!! .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

373
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص وأطيب تحياتنا
مقالكم السياسي التحليلي رائع في طرح أبعاد هذه القضية التي بنظرنا لا يستوجب التركيز عليها لأن هذا التركيز يؤدي الى أنتشار وتوسيع مداها وصيتها بين المستهدف منها واشعال فتيل الحقد والكراهية بين أتباع الداعي الى تكفير غير المسلمين ويحلل قتلهم ككفار إن كان ذلك الداعي السيد علاء الموسوي كرئيس ديوان الوقف الشيعي أو كان أبو بكري البغدادي أو غيرهما لأن مثل هذه الدعوات لم تنقطع على امتداد التاريخ القديم والحديث ولكن في ذات الوقت كانت مثل هذه الدعوات موضع شجب واستنكار واستهجان كل المثقفين المسلمين قبل غيرهم من أتباع الديانات الآخرى وبالتالي انتهت من حيث بدأت كالزوبعة في فينجان وبقيت أثر بعد عين !!! ومن وجهة نظرنا إن الكافر الحقيقي هو من يكفر الآخرين بعد تحديد مضمون مفهوم الكفر والكافر ... أن هذا التركيز على مثل هذه التصريحات الخرقاء التي لا تخدم المسلمين ولا الآخرين لأنها تصريحات لا تلائم لا زمانها ولا مكانها ولا ظروفها المكانية والعالمية في هذا العصر لأنها بالنتيجة سوف تنتهي بأعلان حرب عالمية بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى التي تكون نتيجتها محسومة لصالح غير المسلمين لو ظهر متطرفين مماثلين للمتطرفين الأسلاميين في الطرف الآخر من العالم .... لا نعرف إن كانوا أمثال السيد علاء الموسوي إن صح ما نسب إليه من تصريحات خرقاء وأبو بكر البغدادي وغيرهما قد أخذوا هذا الأحتمال بنظر الأعتبار في صياغة استراتيجاتهم القائمة على تكفير المختلف عنهم في الدين والتحريض على قتله أم لا ؟؟؟ وهل يدركون تداعيات هذا التفكير الأحمق والساذج ماذا ستكون على مستقبل المسلمين وغيرهم لو اندلعت تلك الحرب الدينية التي يعملون على بذر بذورها في هذا العالم القائم على قانون القوة ؟؟؟ هل يفقهون أن القوة هي القانون وأنها تعطي الحق للأقوى ؟؟؟ أسألهم وكل الشوفينيين الدينيين من أمثالهم في العالم من هو الأقوى المسلمين أم الآخرين من حيث ما يمتلكونه من أدوات القوة القاهرة المدمرة والفانية ؟؟؟ ثم لماذا الأضعف يستفز الأقوى ويحرضه للقيام بما هو لغير صالحه ؟؟؟ .... العراق كان منبعنا ومهدنا الحضاري نحن أتباع الديانات الأخرى وسيبقى موطننا الذي نعتز ونتشرف به الى الأبد وسيكون لحدنا وقبرنا الآخير ، إن شاءا الموسوي والبغدادي أم أبا !!! .... لن نرحل عن العراق ولن نغادره وإنما سنبقى فيه ونمد جذورنا في أرضه ونقول لهؤلاء إن لم ترغبون بالعيش معنا شركاء بأمن وسلام فارحلوا أنتم ونحن الباقون لأنكم أنتم الغرباء أنتم من أغتصبتم أرضنا بقوة السيف بعد كبوتنا ، جئتم رافعين القرآن الكريم وحاملين خلف ظهوركم خناجر وسيوف الغدر !!! ..... دينكم يقول " الدين لله والوطن للجميع " .... وديننا المسيحي يقول " المجد لله في العُلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة " لا أختلاف في المضمون بينهما ولكن الأختلاف في اجتهادات المتعصبين الشوفينيين الجهلة لروح الدين ..... ونحن اليوم نقول " لنعيش جميعاً بأمن وسلام في عراق حر يسع للجميع لك دينك ولي ديني وهو الأفضل للجميع " .
ملاحظة : أدعو كل كتابنا المثقفين عدم التركيز على هذا الموضوع لأن ذلك ليس من مصلحتنا لأنه لا يختلف عن سابقيه .
دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام يا صديقنا العزيز كوهر الورد .

                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

374
الى الأخ والصديق العزيز الشاعر وامترجم الأستاذ عوديشو سادا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على جهودكم التي تبذلونها في ترجمة مقالاتنا الى لغة الأم " الآشورية " والتي نعتبرها شخصياً اسهاماً منكم في إغناء المكتبة الآشورية ونتمنى لك التوفيق في مهمتكم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

375
الى العزيز الغالي وصديق العمر خورزة وردا البيلاتي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
إنه مقال يروي ذكريات جميلة من الزمن الجميل مهما كانت نتائج مآسيه عليكم قاسية وصعبة ولكن تبقى لديكم تلك الأيام لها عبقها المميز في نفسكم وبريقها الذي لا ينطفي نوره في عيونكم وتاثيرها الذي لا ينمحي من ذاكرتكم وتبقى تلاحقكم مدى العمر يا عزيزي خورزة ..... حقيقة كانت روايتكم لهذه الذكريات رائعة وسلسة وبسيطة تجذب القارئ الى الأستمرار في قرأتها بانسجام تام مع كل ما تعنيه من عذابات وحلاوات النضال من أجل قضية معينة تلك هي منبع سعادة المناضل من أمثالكم ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام وبلغ تحياتي لأبو نزار وأم نزار .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

376
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتنوع اللامع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا القلبية
سفرة عودة لزيارة أرض الأباء والأجداد سعيدة وممتعة وإقامة طيبة مع الأحباب من الأقارب وأبناء العشيرة في نهلة وعودة ميمونة الى حيث العائلة الكريمة التي حتماً ستفتقدكم خلال هذه الزيارة القصيرة .
صديقنا العزيز .... كان مقالكم هذا مدخلاً رائعاً من خلال المسرح المحدود الأبعاد الى مسرح الحياة الآشورية المأساوية المفتوحة بين قارات الأرض بسبب الهجرة العشوائية اللعينة ، لقد عبرتم عن ما يدور في خلجان نفسكم وفي أعماقكم باسلوب بديع وسرد ممتع لقصة خامس وجرجيس وموريس وانتقلت منها الى المسرح المقصود بذكاء مبدع ... بورك قلمكم وعاشت أناملكم الذهبية .
صديقنا الكريم شجوننا كثيرة وكبيرة وآلامنا مفجعة وموجعة وأيامنا تمر بسرعة البرق والماء يجري من تحت أقدامنا ونحن غافلين ، ولكن لا عتب ولا نقد ينفع معنا بما نعانيه لأن التطبع يفعل فعله كما الطبيعة .... لقد قيل بشأن العرب " اتفقوا العرب على أن لا يتفقوا " في كل اجتماعاتهم المشتركة لقِممهم العربية ، وبما أننا نعيش معهم من مدة طويلة فينطبق علينا المثل القائل " من عاشر القوم أربعون يوماً صار منهم " !!! وهنا نقول الحكيمُ بالأشارة يَفهمُ .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام . 

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

377
الى الصديقة العزيزة الغالية الدكتورة منى ياقو المحترمة
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا المعطرة
نحييكم على هذا المقال الذي سلطتم فيه الضوء على المواد الدستورية في كل من دستور العراق الأتحادي ودستور الأقليم الكوردستاني بما يخص قضايانا القومية وحقوقنا القومية وكيفية محاولات القفز من فوقها من قبل السلطات المسؤولة بغرض تسويفها وتفريها من محتواها واهمالها عملياً وابقائها مجرد حبر على الورق تذكر في المناسبات !!! في ظل غياب المتابعة الجدية لتطبيقها من قبل ذوي الشأن ممن يدعون تمثيل أمتنا في مؤسسات الدولة الأتحادية ولأقليم الكوردستاني ، خيراً فعلتم يا دكتورة بألقاء الضوء على هذه المواد الدستورية وكل القوانين التي تعنينا ليتعرف أبناء أمتنا على حقيقة الأمور ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ودام قلمكم الرائع لخير أمتنا دائماً .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

378
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المفكر المبدع كمال لازار بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
لا نعرف كيف نصف مقالكم بمضمونه ، بل وكيف نعبر عن إعجابنا بكاتبه اللامع لأنه يعي بإدراك قوي مضمون ما يكتبه وأبعاده وتأثيرة على القراء الذين يقرأون ما بين الأسطر بالأضافة الى ما في الأسطر وكلماتها وما ورائها من أفكار ومضامين التي تطرق إليها بشكل غير مباشر الكاتب المفكر كمال لازار في هذا المقال وكل كتاباته الرائعة بحسب رأينا الشخصي ... ليس لدينا من المفردات لذلك الوصف غير أن نقول أنكم كاتب مفكر مبدع وأستاذ متخصص باللغة العربية كيف تختارون مفرداتكم بانتقاء أكثر ابداعاً لعرض أفكاركم على القراء ، وكل ما يحتاجه مقالكم هو القراء الذين يقرأون بحدس سياسي وشعور مسؤول ليفهموا من هم المقصودين بالأمر كما يتطلب الأمر كذلك أن يفهموأ المقصودين بالمقال مقصد كمال لازار لعلهم أن يروعوا بأنهم مكشوفين لمن يمتلك بعد النظر ويراقب سلوكهم الأنتهازي المشين بأنهم يفعلون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل وتكشف مؤخرتها للشمس !!!! ، وليس لدينا ما نضيفه أكثر ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

379
الى الأخ وصديق العمر الكاتب السياسي الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
لا نخفي عليكم بأنكم قد أبدعتم في صياغة مقالكم هذا في عرض المعلومات المتعلقة بما جرى في الماضي والحاضر وما سوف يجري في المستقبل المنظور ، ولكن نقولها بصراحة الصديق لصديقه أنكم فعلتم ذلك وفق مبدأ " مسك العصا من المنتصف " أي وفق سياسة " أكسر واجبر " كما وصفكم أحد الأخوة المعلقين ... نحن من وجهة نظرنا الشخصية وبحسب معرفتنا لكم ومنذ أمدٍ بعيد كناشط قومي منذ فترة المراهقة السياسية نقول من المفروض أن تكون صريحاً وغير مجاملاً تقول الحق ولو على نفسك وليس كما تفعل وكما فعلت في هذا المقال ، صحيح فيه إشارات نقدية واضحة للسلوكيات التي عادة تحصل في كل الأحزاب ذات التوجهات الشمولية وزوعا منها ولكن في ذات الوقت لجأتم الى إيجاد المبررات لها مجاملة لبعض الشخوص التي كانت السبب فيما آلت إليه الحركة الديمقراطية الآشورية منذ سنة 1991 م واقالة سكرتيرها العام السابق لأسباب أنتم تعرفونها ودوافع الفاعلين منها وما تلى ذلك من صراعات بدوافع مصلحية شخصية إلا أنكم غضيتم النظر عنها وساويتم بين الجلاد والضحية ، ومنذ ذلك الوقت دخل زوعاً مرحلة جديدة مرحلة الصراعات على المصالح والمناصب كما هو حال بقية أحزاب المعارضة الكوردستانية بشكل خاص والعراقية بشكل عام بعد 2003 م .
كما تعرفون إن الديمقراطية في مؤتمرات واجتماعات الأحزاب الشمولية هي ديمقراطية في الشكل وديكتاتورية استبدادية في الجوهر ، حيث بدأ بالتحشيد من وراء الستار وبأساليب ملتوية لمندوبي المؤتمر الذي تلعب فيه ايادي القياديين المتنفذين دوراً حاسماً في ضمان الأغلبية في ترشيح الموالين لما يريدون تمريره من السياسات وبالتالي انتخاب من يريدونه من القيادين للمرحلة القادمة واسقاط من لا يوالي سياساتهم من القيادة القديمة وانتهاءً بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية وسكرتيرها العام أو رئيس الحزب ، وهكذا يبقى كل شيء على حاله ...  الديمقراطية هنا ( في الأحزاب الشمولية ) هي وسيلة خادعة وكذبة مضللة للمراقب الذي يشاهد المظهر الخارجي للعملية فقط ولا يعرف عن جوهر الأمور شيءً أي ما جري في الخفاء من تحت الطاولة كيف تصنع القرارات وتنتخب القيادات .... أنكم في هذا المقال أعطيتم وصفاً سياسياً لصورة زوعا كتنظيم سياسي وهو أبعد ما يكون عنها شكلاً وجوهراً وسلوكاً ، لأن زوعا بقيادته الحالية منذ أن تولى سكرتيره العام الحالي السيد يونادم كنا القيادة بعد سنة 1991 م قد تغيرت فيه معايير التقييم وتولي المسؤوليات حيث تم اعتماد سياسة تقريب العناصر الأنتهازية من المطبلين له واقصاء العناصر المعارضة لسياساته ، لأن سياسات تحقيق المصالح الشخصية والمحافظة على استمرارها لأطول فترة ممكنة تقتضي ذلك وبالتالي تقتضي بقائه واستمراره على قِمة الهرم التنظيمي .... لقد وفقتم خير توفيق في عرض المعلومات إلا أنكم أخفقتم بالمقابل في تشخيص  العِلل واسبابها ووضع النقاط على الحروف كعادتكم يا صديقنا العزيز ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

 

                  محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد   
   

380
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جونسون سياوش إيو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
قرأنا مقالكم التحليلي الرائع حيث تناول مصير ومستقبل وجودنا القومي الآشوري في أرض الأباء والأجداد التاريخية في خضم الأحداث والمستجدات والصراعات الأثنية الجارية على مستوى العراق والمنطقة وما الذي يجب أن يكون موقف وقرار قوانا السياسية كافة تجاه تلك الأحداث والمستجدات المتوقعة لمستقبل العراق لكي نكون جاهزين للمساهمة بما يخدم مصالحنا القومية كسكان العراق الأصليين ، لقد أبدعتم في عرض وجهة نظركم الشخصية كمواطن آشوري عراقي  بما ترونه مناسباً ليحقق لأمتنا ما يمكن تحقيقة في خضم هذه الصراعات ، ولم نرى في طرحكم أي دعوة بالأنحياز الى أي مشروع لأي طرف من الأطراف العراقية الثلاثة وإنما كان منحازاً بامتياز للمشروع الذي يحقق طموحاتنا القومية في أرض الأباء والأجداد وتشكيل كيان خاص بأمتنا على شكل أقليم أو حكم ذاتي يتم الأستفتاء عليه بين أبناء أمتنا ... حيث دعوتكم كل القوى السياسية التي تدعي اليوم بتمثيل أمتنا الى تجاوزهم للخلافات الحزبية والشخصية لقياداتها وتوحيد الرؤى باتجاه تحقيق وحدة خطابهم السياسي في التعاطي منطلقين من المصلحة القومية العليا مع الأحداث الجارية والأحتمالات المستقبلية المتوقعة لكي لا نخسر من جديد فرصتنا لربما تكون هي الأخيرة أمام أمتنا لنيل ما تستحقه من حقوق قومية في الوجود على أرضها التاريخية .... مقالكم كان مقال النصيحة المتعقلة والرزينة والتي لا تحتاج الى أية تفسيرات أو تأويلات غير صائبة وغير ناضجة ، سيروا على خطاكم ولا تهتموا بما يقال من قبل البعض من كلام غير مستوعب لمجريات الواقع لأن ذلك هو طبع البعض .... إن علة تنظيماتنا السياسية الحالية هي انحيازها لأجندات الكبار من المتنفذين المسيطرين من القوى السياسية المذهبية والأثنية العراقية على رسم السياسة العراقية بحسب ما تقتضيه مصالحه الحزبية والشخصية أي كل واحد ينحاز الى من يدفع له الأكثر ... لو تخلوا عن هذه النزعة وقدموا المصلحة القومية لأمتنا على مصالحهم الحزبية والشخصية لتوحد خطابهم السياسي ولتحقق المستحيل ، ننتظر لنرى ماذا ستكون النتائج وعندها يمكن التمييز بين الخيط الأبيض والأسود ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

381
الى الأخ والصديق الحبيب الكاتب المتألق الأستاذ كمال لازار المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا يا ابن عينكاوه الشامخة
انبهرنا حقيقة عند قرأتنا لوصفكم الرائع والجميل لمدينتكم ومدينتنا عينكاوه الخالدة خلود الزمن والتاريخ والتي ستخلد الى الأبد بوجود أبناء نجباء لها من أمثالكم وغيركم الكثيرين من الأصدقاء الطيبين الذين تربطنا بهم علاقات صداقة ومحبة ، وقد أبدعتم في التعبير بهذا الشأن عندما قلتم أقتبس " أنتِ باقية.. باقية فينا، وباقية على رصيف الزمن الآتي.." نعم إنها ستبقى شامخة لأنكم تحملونها في قلوبكم وقُرة عيونكم رغم أنف من يسعى الى إلحاق الأذى بها من الغرباء الطامعين والحاقدين ... نعم ستبقى عينكاوه لأنها فخركم وعزتكم وكرامتكم فمتى ما فقدتموها فقدتم وجودكم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد                 
   

382
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا تحياتنا مع محبتنا
رجلٌ أنتم يا أستاذ انطوان الصنا بكل معنى الكلمة ، تنبري للقيام بالواجب عند الضرورة وأن مبادرتكم هذه بالدعاء للأخ والصديق العزيز الدكتور غازي ابراهيم رحو بالشفاء العاحل بسبب دخوله المستشفى للمعالجة على أثر أزمة صحية انتابته ، تعتبر إنموذجاً رائعاً وفريداً لقيم الرجولة والصداقة والوفاء ... ونحن بدورنا نتمنى لعزيزنا الدكتور غازي ابراهيم رحو الشفاء العاجل والعودة سالماً الى حضن عائلته ليكمل مسيرته في خدمة أمتنا ونتمنى له طول العمر والصحة والعافية .....تحياتي

               محبكم صديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

383
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق تحياتنا العطرة
نحييكم على هذا المقال الذي سلطتم فيه الضوء على أمور كثيرة وخفايا لها مساس مباشر بخلق الوضع المأساوي المتمزق والمتشرذم والمتناحر داخلياً تحت مبررات مفتعلة ولكنها تضم بين طياتها بكتيريا المذهبية التي تسمم وجودنا وتجعلنا كما نحن عليه الآن .... عزيزنا الغالي كوهر ... كل شيء في الوطن بشكل عام بات مسيساً لحد النخاع بحسب متطلبات بقاء واستمرار مصالح المتنفذين من القادة السياسين الأقزام من الذين وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن والشعب ، وبما أن أمتنا هي جزء من ذلك الوطن الكل فلا بد لقادة حزيباتها المتنفذين أن يتماثلوا ويتناغموا مع الكل وإلا لا يمكن لهم البقاء والأستمرار في هذه اللعبة القذرة ، وبما أن أكيتو هي مناسبة قومية تعيش في ضمائر أبناء الأمة وتشعرهم بالانتماء الى عِرقاً قومياً واحداً ، عليه تستحقهذه المناسبة  استغلالها من قبل هؤلاء القادة الفاشلين لكسب تأييد السُذج من أبناء الأمة للتصويت لهم في الأنتخابات البرلمانية التي هي على الأبواب في بداية العام المقبل ، هنا هو بيت القصيد والمؤشرات واضحة كوضوح عين الشمس ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

384
الى الأخ والصديق العزيز كاتب السير ومحب المبدعين العرقيين الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نحييكم على هذا الشعور الوطني الرائع الذي يربطكم بالوطن الأم من خلال كتاباتكم لسير المبدعين العراقيين من كافة مكوناته القومية والدينية وخاصة في مجال الرياضة ، وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على مدى ارتباطكم الصميمي بالوطن وإن الذكريات الجميلة من الماضي الجميل تعيدكم دائماً الى حضن الوطن وتلهمكم بالكتابة عن سير المبدعين .... الأخ والصديق آشور هرمز كبريال والذي التقيناه لآخر مرة في شيكاغو سنة 2012 هو قريب لنا شخصياً ونحبه كثيراً لأنه صاحب خلق وأخلاق راقية ويتسم بالتواضع والتودد تجاه الآخرين وعليه يستحق فعلاً تكريمه بمثل هذا المقال ، وأخيراً ليس بوسعنا إلا أن نقول لكم شكراً ، وجهودكم يثنى عليها ، بورك قلمكم المبدع وعاشت أناملكم والى المزيد من العطاء يا صديقنا العزيز جان ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

385
الى الأخ وصديق العمر الكاتب السياسي الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا المعطرة
مرة أخرى جعلتمونا نقول بحقكم ما لا نتمنى قوله ولكن للضرورة أحياناً أحكاماً لا بد من مراعاتها تعذرونا ، لا تحلم بما تنشده وتتمناه من إصلاح يا صديق العمر بالرغم من كون هذا الكاريكاتير المعبر والرائع واضح المعنى وضوح عين الشمس في السماء الصافية ولا يحتاج الى أي اجتهاد أو تحليل أو تفسير لأنه ليس له غير معنى واحد لا ثانٍ له ، إلا أنكم تناسيتم لا نقول عن قصد ما تقوله الحكمة الشعبية الرائجة التي تقول " إن ما ينكسر لا يمكن تصليحه وإعادته الى ما كان عليه " وإنما يتم رمييه في سلة المهملات !!! ولا نقول غير ذلك لكي لا تفسر من قبل البعض بما تشتهي نفوسهم العليلة  والأتيان بالجديد المناسب ليحل محل المكسور المتهرئ !!! ، لأن لكل شيء علمياً فترة نفاذ محددة تنتهي صلاحيته من بعدها ، فهذا الكرسي والطاولة لا صاحب خالداً لها مدى الدهر إلا بين السياسيين الديكتاتوريين الشموليين الذين يتشبثون بكل الوسائل للتمسك به لحين أن يأخذ الله أمانته ومن ثم يرثها لأبنائه من بعده !!! ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام . 

               محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد 

386
بعد الأستئذان من الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الكريم ميخائيل ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
إن جوابنا على تساؤلكم موجود ضمناً في مداخلتكم المحترمة .... صحيح جداً أن الوطنية هي الأرتباط الوجداني للانسان بالأرض التي تؤمن له الحياة الحرة الكريمة والأمن والأمان هذا بشكل عام ... أما الوطنية التي تربط الانسان بأرضه التاريخية التي ترك عليها بصماته الحضارية فهي شيء آخر من منظورنا الشخصي ، وهي في هذه الحالة ليست فقط ارتباط وجداني بالأرض ، بل هي ارتباط وجود قومي وحضاري تجسد ملكية الأرض وهويتها القومية لمن طبع تلك البصمات على تاريخها .... نحن ندعو كافة الآشوريين الى حب أوطانهم الجديدة والأخلاص لها بحسب قانون الحياة والتضحية من أجلها لأنهم يجب أن يتساووا مع الآخرين من الشركاء ليس فقط في الحقوق وإنما في الواجبات أولاً لكي يشرعنون وجودهم في ذلك البلد الذي أمن لهم الحياة ... ولكن هذه الوطنية المؤقتة والمتغيرة بتغيير بلد الأقامة من المفروض أن لا تلغي وطنيتهم الثابتة والآصيلة بانتمائهم وارتباطهم القومي والوجداني بأرضهم التاريخية ، والعراق - بيث نهرين هو ذلك الوطن التاريخي بحسب منظوري الشخصي على الأقل ، نتمنى أن تكون اجابتنا شافية ووافية ومفهومة بكل أبعادها الوجدانية والتاريخية .... نحن لا نقبل بغير العراق وطناً بديلاً مهما صعبت وقاست علينا الظروف ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

387
بعد الأستئذان من الأخ صاحب المقال صديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم 
الى الأخ العزيز الأستاذ mardoota المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قرأنا كل مداخلاتكم وتعقيباتكم بعناية ونحن من جانبنا شخصياً نشكركم على هذه الحوارات بالرغم من إختلافنا في الجوهر وأن كل واحد منا يغني لليلاه ، حيث أنتم تدافعون عن الهجرة وتتشبثون بالترويج لمبرراتها ونحن لا نختلف معكم عن وجود مثل هذه الأسباب والمبررات ، ونتمنى أن لا يكون ذلك بدوافع الدفاع الشخصي عن أسباب هجرتكم للوطن التاريخي ، ونحن نرفض الهجرة ليس لأسباب شخصية بل لأسباب قومية ووطنية لأنها تستنزف وجودنا الفومي في أرضنا التاريخية وهذا ما لا نتحمله ونقبله شخصياً ، راجينا منكم أن تتفهمون هذا الموضوع بمعزل عن كل أسباب ودوافع الهجرة ، وعليه يا صديقنا العزيز نحن الأثنان مختلفان في الجوهر لا يمكن لنا أن نتوافق في قناعاتنا ورؤيتنا للقضية لأن منطلقاتنا الفكرية بشأن الموضوع مختلفة .... إلا أن هذه الحوارات بالرغم من كل الأختلافات بيننا فتحت الأبواب على مصراعيها أمام القراء الأعزاء لفهم واستيعاب أسباب الهجرة ودوافعها ( هجرة أبناء أمتنا العشوائية ) ونتائجها وتداعياتها المدمرة على مستقبل وجودنا القومي في أرضنا التاريخية ، ونتمنى أن لا نكون قد أسأنا الى شخصكم الكريم من خلال ما استعملناه من المفردات اللغوية خلال هذه الحوارات الأخوية وأن لا نكون معاً قد أزعجنا الأخ الكاتب الأستاذ أبرم شبيرا والقراء الأحبة بها ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

388
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ يوخنا البرواري المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على نشركم لهذه الوثائق الواضحة التي تمثل وجهة نظر أخواننا الأعزاء في كيان أبناء النهرين التي قدموها كورقة عمل الى لجنة التنسيق ( كان من الأفضل تسميتها لجنة المساعي الحميدة ) للحوار مع الطرف الآخر بغية إعادة وحدة الصف بين الطرفين بعد الحوار الصريح لوضع النقاط على الحروف وتبيان حقيقة الأسباب التي أوصلت الأمر الى ما هو عليه ، ويبدو لنا في هذه الوثائق أن الأخوة في كيان أبناء النهرين كانوا واضحين وصريحين وصادقين للغاية فيما ذهبوا إليه لتحديد موضع الخلل بدقة ، ولكن مع الأسف لم نطلع على ورقة عمل أو وجهة نظر الطرف الآخر غير بيان لجنته المركزية في الدعوة لمن تركوا زوعا لأي سبب من الأسباب للعودة إليه أي بمعنى عفو عام للتاركين بالعودة نادمين من دون ما تترب عليهم أي محاسبة تنظيمية للصف الزوعاوي وكأن شيء لم يحصل من الخلافات الفكرية والتنظيمية والأدارية بين الطرفين ، ( كان بيان كثير الشبه بمضمونه وجوهره بما كان يصدر من النظام السابق للأطراف المعارضة له وكأن الأثنان من طينة واحدة !!! ) ... وأخيراً نقول أن أية مشكلة لا يمكن حلها إلا من خلال التخلص من أسبابها ، وغير ذلك سوف لا يَعدو عن كونه مجرد الضحك على الذات وعلى الآخرين ، وهذا الكلام قلناه لأشخاص قياديين من الطرفين في اتصالات شخصية وخاصة لا نريد ذكر أسمائهم لضرورات تخص استمرار هذا الحوار .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

389
الى الأخ العزيز mardoota المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية الصادقة 
إن الذين ذكرنا أسمائهم كانوا من النشطاء القوميين وهم أصدقاء لنا كان شغلنا الشاغل عندما كانوا في الوطن هو الحديث عن حقوقنا القومية ، هذا من جهة ومن جهة ثانية نعرف ظروفهم وأسباب هجرتهم حيث ليس لهم أسباب حتى بسيطة غير الرغبة والهوس بالهجرة باستثناء الأخ شليمون بيث شموئيل ، وبذكر أسمائهم ليس هناك أية اساءة على سمعتهم والى اليوم لم نختلف معهم في الرأي حول قضيتنا القومية المشتركة عندما نلتقي في الزيارات المتبادلة كما تفضلتم والى اليوم علاقاتنا جيدة جداً .... نحن شخصياً عملنا في قطاع الكهرباء في العراق منذ سنة 1973 الى 2014 كمهندس كهرباء ولم نكُن بعثيين وتولينا مواقع فنية مسؤولة في زمن صدام آخرها كنا " مدير تنفيذ مشاريع توزيع الكهرباء لمحافظة بغداد " ، وبعد السقوط كنا مديراً عاماً لتوزيع كهرباء الوسط ( الأنبار ، ديالى ، واسط ) لمدة أربعة سنوات وتعرضنا خلالها الى محاولة الأغتيال وأصبنا بجروح في يدنا اليسرى ولكن بالرغم من كل ذلك لم نهرب من الوطن لأننا كنا نستوعب حالة الوضع المستجد...  هل أحدكم تعرض الى محاولة الأغتيال كما تعرضنا نحن ؟؟ ، خلال فترة عملنا لمدة 43 سنة لم نتلمس وجود أي تمييز ممنهج في سياسة الدولة بسبب القومية أو الدين وانما كنا نلاحظ سلوكيات فردية هنا وهناك ليس فقط تجاه المسيحيين بل تجاه الآخرين أيضاً وهذا ليس معياراً نبني عليه أسباب هروبنا من أرضنا وتركها للآخرين ونعيش غرباء في أرض غيرنا !! .... كنا خلال فترة دراستنا في الأعدادية والجامعة والوظيفة موضع ثقة واحترام الجميع من مختلف الأنتماءات القومية والدينية .....أما ما تقوم به داعش فهو إجرام وبربرية موجهة ضد كل من لا يؤمن بأفكارهم الظلامية الهمجية ، حيث العربي السني المخالف لهم يعتبر مرتد خائن يستحق الذبح ، الشيعي عربيٌ كان أو كوردياً أو غيرهم يعتبر رافضي يستحق القتل والذبح ، الأيزيدي والصابئي يعتبر كافراً يستحق القتل والذبح وسبيي نسائهم ، المسيحي أمام خيارات أما دفع الجزية أو اعتناق الأسلام أو المغادرة من ارضهم حسب تفكيرهم الظلامي ، وبذلك أحتمال أن المسيحي كان أقل المتضررين من هؤلاء الهمج مع اعتذارنا للمتضررين طبعاً !!! ولغرض التصدي لهذه القوى الظلامية والقضاء عليهم نقول أن ذلك لا يتم من خلال الهروب الى بلدان الآخرين التي لم تخلص هي الأخرى من شرهم بل يأتي من خلال تحالف الجميع وتعاونهم ... ... صديقنا العزيز ... لم يَكُنْ الهروب من المشكلة يوماً في أي زمان ومكان حلاً لها بل مواجهتها والتصدي لها بحزمٍ وقوة وإيمان هو الحل الشافي والناجع قضية حماية هويتنا القومية هي أهم من أي مكاسب شخصية وأسرية ، الهجرة بالنسبة لنا هي انتحاراً لأمتنا هل تدرك ذلك ؟؟ عن أية أسباب ومبررات تتحدثون يا عزيزنا المحترم ؟؟ !!!  ... دمتم بخير وسلام

                   محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
 

390
بعد الأستئذان من الأخ والصديق أبرم شبيرا ألمحترم
الى من لم يذكر اسمه الحقيقي الأخ أو الأخت مكتفياً بتسمية نفسه mardoota المحترم أو المحترمة
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا 
نشكر مروركم بمداخلتنا ورأيكم وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا
حقيقة لآ نريد أن ندخل في حوار وسجال معكم لأننا وجدنا في مداخلتكم نحن نغني بموال معروف في وادٍ وأنتم تغنون بموال مختلف في وادٍ آخر ، ولذلك لا نتائج ولا جدوى من الحوار ليبقى كل واحد منا على رأيه وقناعته الشخصية يكون ذلك أفضل للطرفين وللقارئ ... ولكن هنا نريد أن نسجل ملاحظة بسيطة لنُعَرّف القارئ بمضمون مواويلنا.المختلفين ... إذا نظرنا الى القضية بمنظور الحياة الشخصية للفرد الآشوري في ضوء المظالم الواقعة علينا في وطن الأم والتي هولتموها وبالغتم في تضخيمها تكون الهجرة هي البديل الأفضل ونحن شخصياً نتفق معكم كلياً فلتذهب الأمة والقومية الى الجحيم !!! حياتي وحياة عائلتي كفرد هي كل شيء وهي الأول والآخير ، أما إذا نظرنا الى القضية من منظور قومي شامل لنا أرض تاريخية ولنا عليها بصمات بمثابة سند ملكية الأرض ( الطابو ) والفرد فيه جزء صغير فإن تحمل المظالم ومواجة التحديات للحفاظ على وجودنا القومي وهويتنا ولغتنا وثقافتنا وتقاليدنا القومية فلبقاء في أرض الأباء والأجداد والعمل من أجل غدنا القومي هو الخيار الأوحد والوحيد والأفضل ... ما الذي تجنيه أمتنا من هذه الهجرة العشوائة وهذا التشتت الغبي بهذا الشكل بين مشارق ومغارب الأرض ؟؟؟ هل فكرتم بمصير مستقبلنا القومي بعد قرنٍ من الزمن ماذا سيكون ؟؟؟ مع كل ما بيننا من اختلاف في الرأي ووجهات النظر إلا أننا نبقى نحترم أرائكم الشخصية .
ملاحظة أخوية : لو تفضلتم وتكرمتم بالكتابة باسمكم الصريح ومعه الصورة الشخصية كما هو التقليد في هذا الموقع الكريم تكون كتاباتكم أكثر مصداقيةً وقبولاً من قبل القراء ... الكتابة باسم مستعار هو هروب من الواقع في مواجهة المختلف معكم بالرأي .... تحياتي 

               محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

391
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا القلبية
في الحقيقة لا نكون مجاملين لشخصكم الكريم لو قلنا بأننا معجبون للغاية بكل كتاباتكم التي تتركزون فيها بدقة خبير بالشأن على الجوانب التي تحقق وتحمي هويتنا القومية بأية تسمية كانت من تسمياتنا الجميلة المتداولة اليوم والممزوجة والمتسمة بتعصب مذهبي مقيت !!! بغض النظر عن قناعتكم الشخصية التي نتحسسها بين سطور كتاباتكم الرائعة بما هو الأنسب من التسميات لهذه الأمة في ضوء معطيات التاريخ والجغرافية والشواهد الحضارية التي تعج بها متاحف العالم .... بالتأكيد أن اللغة والطقوس والتقاليد والعادات والأسماء تشكل بمجملها الهوية القومية لأية أمة كانت وعندما نهمل أو نتخلى عن ذلك تحت أي مبرر كان كالعصرنة كما قلتم أو غيرها من السلوكيات الببغائية إن جاز التعبير تفضي الى زوال وانقراض الأمة من الوجود وها نحن اليوم سائرين في صيرورتنا بهذا الأتجاه مع الأسف الشديد !!! .... متى يستفيقون الببغائيين من نومهم الثقيل ليواجهوا نور الشمس ؟؟؟ ..... نرفع لكم قبعاتنا يا دكتور ليون على هكذا اهتمامات نبيلة التي تضربون من خلالها في الصميم لأنقاذ الممكن لأستمرار الهوية القومية حية نابضة بالحياة ، بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذه الجهود ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

392
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الكبير الحالم الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا المعطرة
في البدء نهنئكم بأجمل التهاني القلبية بمناسبة رأس السنة الآشورية البابلية ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية وطول العمر .
قرأنا مقالكم هذا ووجدناكم منفعلاً ومتفائلاً للغاية بما سمعتَهُ من ذلك المواطن الكوردي البسيط عندما قال أقتبس من مقالكم " والله هؤلاء الآشوريين سيكونون دولة " لأنه وجد جموع المشاركين في المسيرة النيسانية وأتخذتم من ذلك القول رمزاً بنيتم عليه آمالكم وأحلامكم وتصوراتكم المستقبلية كإنسان آشوري حالم بما يتمناه لأمته من أمنيات لا نلومكم ولا نعاتبكم عليه لأن هذا حق مشروع وطبيعي .... ولكن ما نعاتبكم عليه هو تناسيكم لما كان بالأمس القريب لو فكرتم بذلك لكتبتم شيء آخر أكثر قرب الى الواقع وأكثر قبولاً من القراء ومنا شخصياً كصديق العمر وأخ بالمعايشة .... بحسب معلوماتنا من دهوك ومن المشاركين في المسيرة إن عدد المشاركين في أحسن الأحوال لم يكُن يتجاوز الخمسة آلاف شخص وهذا العدد أقل بكثير الكثير من المشاركين في المسيرة في السنوات الماضية وهو عدد يتناقص سنة بعد أخرى وأنتم تعرفون السبب ... ثم نذكركم بمناسبة سابقة شاركنا نحن شخصياً وانتم وكل الأصدقاء فيها سنة 1970 م وهي مناسبة استقبال
 مثلث الرحمات البطريرك مار إيشاي شمعون حيث أمتدت جموع غفيرة من المستقبلين من الآثوريين فقط ومن بغداد على جانبي طريق مطار بغداد الدولي من المطار الى بوابة القصر الجمهوري في كرادة مريم منذ الصباح وحتى الساعة التاسعة ليلاً حيث فتحت مداخل القصر الجمهوري أمام المحتشدين المستقبلين الآثورين ليدخلوا باحة القصر ليطل عليهم مثلث الرحمات قداسة المارشمعون مع رئيس الجمهورية المرحوم أحمد حسن البكر ليحيان الجماهير الذين تجاوز عددهم بحسب كل التقديرات عن المئتي ألف نسمة ، وكذلك المسيرة الجماهيرية الكبيرة التي نظمها النادي الثقافي الآثوري تاييداً لمنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية وكنا نحن من ضمن المشاركين والمنظمين في ساحة التحرير وكان العدد يتجاوز العشرين ألفاً ... لو تقارن بين اليوم والأمس لسألتم أنفسكم ما الذي حل بهؤلاء الجموع وأين صفى بهم الدهر وكيف تبخروا !!! ؟؟ وهل كانت التحديات والأسباب خارج امكانية تحملها والتصدي لها لتحقيق حلم هذه الأمة ؟؟ لا نقول بانشاء دولة مستقلة خاصة بها بل لتحقيق هويتها القومية كمكون أصيل في هذا البلد بلد الأباء والأجداد التاريخيين ؟؟؟ ، لماذا هربوا ورحلوا عن حضن أرض الأم وعللوا ذلك باسباب ومبررات واهية وأنتم واحداً من هؤلاْء !!! .... وهنا دعنا نتحدث عن أقرب المقربين من مجموعتنا الناشطين في المجال القومي في سبيل المثل وليس الحصر بغرض التوضيح للقارئ الكريم ليس إلا...  ألم يكن صديقنا شليمون عبدو طبيب في دوائر الدولة ؟ وألم يكن صديقنا بنيامين عوديشو منهدساً ورئيس قسم في الشركة العامة للصناعات الكهربائية وزوجته الموقرة موظفة في البنك ؟؟ ألم يكُن صديقنا آدم بثيو ججو محاسباً في مستشفي أربيل ؟؟ ألم يكُن صديقنا المغني القومي شليمون بيث شموئيل معززاً ومحترماً ومشهوراً بأغانيه القومية ، ولكن اختار الهجرة لكونه متخلف عن الخدمة العسكرية وهو اليوم يعمل مع القوات الأمريكية في ولاية تكساس ؟؟ ألم يكن صديقنا نوئيل داوود توما مدرساً وزوجته الموقرة كذلك ؟؟ أما كنتم أنتم شخصياً بعد تخرجكم من الجامعة ونيلكم لشهادة الماجستير المدير الأداري والتنفيذي لشركة " جون لينك البريطانية " براتب وامتيازات محترمة وكما كنا نحن مهندساً في قطاع الكهرباء وهكذا الحال لعشرات الآلاف إن لم نَقُل الميئات من أبناء أمتنا من خريجي الجامعات العراقية .... انتم تعرفون ذلك جيداً ما الذي دعاكم الى الهجرة والرحيل عن أرض الأباء والأجداد لتحلمون اليوم وتتأملون من قول المواطن الكوردي البسيط لكي يتحقق الحلم ويكون لنا دولة ؟؟؟ .... أليس هذا ضحكاً على الذقون ؟؟؟ أملنا أن تتوقفون عن الأحلام النرجسية وتعودون الى أرض الواقع   ليس إلا ... نرجوا أن لا نكون قد أزعجناكم بعتابنا هذا وتذكيركم بالماضي الذي عشناه سوية في الحلوة والمرة وتحديداً في النادي الثقافي الآثوري ، وكيف كنتم تشجعوننا للكتابة والنشر في صفحة " الثقافة الآشورية " من جريدة التآخي الكوردية والتي كان يشرف عليها صديقنا المرحوم دنخا البازي عن قضايانا القومية ، وفي مجلة " المثقف الآثوري " الخاص بالنادي الثقافي الآثوري ، إنها كانت أيام جميلة مفعمة بالحيوية والنشاط واليوم صارت مجرد ذكريات من الماضي نتذكرها في مثل هذه المناسبات لنعاتب بعضنا البعض !!! ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم ك خوشابا سولاقا - بغداد 

393
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد اللاذع الأستاذ كوهر يوحنان عويش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
أحييكم على هذا المقال النقدي الرائع ، لقد أبدعتم خير إبداع في اختيار " المرياع " الذي لم يذق حليب أمه كنموذج لأغلب من يَدّعون أنفسهم حماة الأمة المطالبين بحقوقها القومية ، أي المقصود بهم هنا هم القطعان من أبنائها وليس الجميع من الذين وجدوا في المرياع نموذجاً للقائد المخلص الوفي المنقذ الذي يُقتدى به وهو في الحقيقة يقوده حمار كما تفضلتم !!! .... لقد أبدعتم في التشبيه ، ولكن هذا لا يرضي لا المرياع ولا الأتباع لأن المرياع لا يرى من الأمور غير مصالحه الشخصية والأتباع لا يرون شيئاً بل يكتفون بالأستماع الى قعقعة صوت القرقاع ، وهنا هي المصيبة المرياع لا يسمع والأتباع لا يرون في الظلام غير الأستماع الى صوت القرقاع ، فمن أين سوف يأتي الخلاص لشعب غارق في الضياع في غياب المرشدالوفي المذياع يا أستاذ كوهر ؟؟؟ !!!! ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

394
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كمال لازار المحترم
تقبلوا محبتنا مع أعطر وأطيب تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نبارك لك رأس السنة البابلية الآشورية أكيتو 6767 الجديدة متمنين أن تكون بصحة جيدة جداً أنت والعائلة الكريمة .
أسرّنا وأسعدنا قرأة مقالكم الرائع هذا لما تضمنه من معلومات نحوية لغوية قيمة التي كنا نجهلها  وجهودكم مشكورة على هذا الجهد ونتمنى أن نقرأ لكم المزيد في هذا المجال مستقبلاً لنستفاد منها في تقويم لغتنا العربية نحوياً في الكتابة ، منكم نتعلم الكثير يا أستاذ اللغة العربية الذي نفتخر بمعلوماته وتبقى موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا دائماً ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

395
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الآشورية
لا نعرف بماذا نصف ما كتبته ، هل هو مقال سياسي بإطار شعري أم هو قصيدة شعرية حرة   ذات بعد ومضمون سياسي ناقد لواقع مرير يعاني من الكثير مما لا يسر لا العدو ولا الصديق !! أم هو خاطرة لانسان متألم ويعاني من ظلم الآخرين ولكنه يحلم ببصيص من الأمل ربما يلوح إليه من بعيد على يد بطل سياسي أو كاتب صنديد ... في كل الأحوال نحن نعطيك الحق أن تحلم لأن الذين سرقوا أحلامنا وباعوا قضيتنا في سوق النخاسة من دون خجل ولا وجل ليس من حقهم أن يمنعونا من أن نحلم بما نتمناه .... صديقنا العزيز هؤلاء الذين قصدتموهم فيما وصفتموهم في هذه " فلنسميها " الخاطرة الجميلة لا يهمهم مما نحلم نحن به ، بل إن كل ما يهمهم من الأمر هو مصالحهم الشخصية وبناء مجد شخصي مزيف حتى وإن تحقق ذلك على جماجم أبناء أمتنا الشرفاء .... أحييكم على هذه الكتابات الجميلة كانت ما تكون ، مقالات سياسية ، قصائد شعرية حرة ببعد سياسي ، خواطر اجتماعية نقدية ساخرة ، لا يهمنا ذلك وأنما يهمنا منها مضمونها الفكري الذي نقرأه في نظرات عيونكم ونبرات صوتكم يا صديقنا العزيز جان ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

396
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Ruben المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً جزيلاً على مداخلتكم الرائعة وإطرائكم الأروع ....نحن استعملنا مصطلح " السبايا " لأنه هكذا ورد في معظم المصادر التاريخية بما يخص اليهود والآراميين ومنها حوليات ملوك الآشوريين وكيف سُخروا للخدمة في البيوت والحقول الزراعية وغيرها من الأعمال ، ربما تكون الترجمة من اللغة الآشورية المكتوبة بالخط المسماري غير دقيقة وليس ترجمة حرفية للنص الآشوري ، وربما أيضاً لليهود دور في ذلك بغرض كسب عطف الناس إليهم وكيف ظلموهم الآشوريين القساة كما يشيرون الى ذلك في توراتهم وينعتون الآشوريين بأبشع النعوت والصفات الخالية من الرحمة هذا أيضاً احتمال قائم ، وربما كان ما حدث هو تهجير واعادة توطين كما تفضلتم ولكم منا جزيل شكرنا وتقديرنا ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
 

397
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المثابر الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
نراكم قد بذلتم جهداً كبيراً وضيعتم وقتاً طويلاً في البحث والتنقيب في الكتب والمصادر التاريخية عن جمع مثل هذه المعلومات التي هي بالأصل معلومات مفبركة من قبل مبشري اليهودية الصهيونية منذ أمدٍ طويل ، وتوراتهم خير كتاب مشوه لتاريخ للمنطقة التي شملتها المعلومات التي ذكرتموها في مقالكم هذا . اليهودية أولاً ديانة قومية كما هو حال الديانة الصابئية المندائية لا يمكن دخولها الا من هو من بني اسرائيل عِرقياً ، وعلية لا يمكن أن يكون وفقاً لذلك كوردي أو آشوري أو توركماني أو فارسي وغيرهم يهودي لأن هؤلاء ليسوا من عِرق بني اسرائيل !!! اليهود بغرض السعي على فرض الهوية اليهودية على هذه المنطقة قاموا بفبركوا رواية الأسباط العشرة المفقودة من اليهود ، ليس هناك أسباط مفقودة من اليهود أصلاً والموجودين منهم في هذه المنطقة هم بقايا السبايا الذين أتوا بهم الآشوريين والبابلين من أورشليم ويهوذه والسامرة وغيرها من مدنهم من فلسطين الحالية .... هذه الرواية الكاذبة بخصوص الأسباط هي من صنع مخيلة اليهود لأثبات أن الأرض الممتدة بين نهري الفرات شرقاً والنيل غرباً هي أرض اسرائيل الكبرى تاريخياً ليس إلا .... أخي العزيز رابي أخيقر الوردة ....نقولها بقناعة راسخة وايمان مطلق لا وجود للأسباط العشرة من اليهود مفقودة حسب رواية توراتهم وتلمودهم ، إنها كذبة بائسة لا تمتلك ما يؤكدها من الأدلة الغاية منها تشويه وتزييف التاريخ لصالح بني اسرائيل وهذا من حقهم طالما هم قادرين على فعل ذلك ، ولكن ليس من حق الآخرين تصديق ذلك والترويج له !!! ، فلماذا الترويج لهذه الكذبة البائسة على حساب اخفاء الحقيقة التاريخية ؟؟؟ إن ذلك لهو أمر محير فعلاً ، مثل هذه الكتب التي ذكرتموها هي أضعف من أن تستطيع تقديم الدليل المادي التاريخي على صحة هذا الأدعاء الباطل لأن الموجودين منهم هم مجرد بقايا السبايا تواجدوا في هذه المنطقة الى وقت تهجيرهم الى دولة اسرائيل بعد تأسيسها سنة 1948 م ، ونعتقد أن اليهود والحركة الصهيونية قد تخلوا عن هذا الأدعاء الآن في واقع بحثها عن السلام وفق مبدأ " الأرض مقابل السلام " وانتفت الحاجة إليه بعد أن أصبحت اسرائيل أقوى دولة عسكرية في المنطقة تفرض ما تريده على القرار الدولي بقوتها المالية والعلمية والأعلامية من خلال لوبياتها القوية والمتنفذة في العالم وهي لا تحتاج الى مساعدة من ينبش بالنيابة عنها في التاريخ للأتيان بالدليل والأثبات على معرفة وجود بقايا الأسباط العشرة المفقودة ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

398
الى الأخ والصديق العزيز المتابع الدائم الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا القلبية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم متابعتكم الدائمة لكل ما نكتبه ونشكر لكم كل ملاحظاتكم القيمة والهادئة والهادفة وهذا إن دلَ على شيء وإنما يدل على مدى سعة ونضج ثقافتكم ومحبتكم النابعة من إيمان راسخ وقناعة مطلقة بكل قضايانا القومية وهذا يدل أيضاً وبشكل لا يقبل الشك على سُمو ونُبل أخلاقكم وتربيتكم ، وعليه نحن نقولها بصدق وقناعة نعتز شديد الأعتزاز بصداقتكم حتى وإن أختلفنا في الرأي في بعض الأمور والأختلاف في الرأي ظاهرة صحية عندما يتم استيعابها من قبل  الطرفين لأنها تقود بالنتيجة الى الوصول الى المطلوب المفيد .
صديقي العزيز ألبيرت مشو .... إن موضوع مقالنا هذا يستهدف كل النصوص التي لا يمكن تطبيقها في واقع الحياة الاجتماعية ، لأن هكذا أفكار مهما تكون طبيعتها تبقى مجرد نصوص جميلة في مضامينها لا يمكن تحويلها من قبل الانسان الى ممارسات حياتية تخدم الوجود الانساني ، في هذه الحالة نقول ما قيمة هكذا أفكار ؟؟؟ .... أما الأفكار المادية العلمية فكلها تنتج ما يستغله الانسان سلباً أو إيجاباً ، وعليه بهذه السمة تختلف عن الأفكار المثالية الميتافيزيقية ... ثم هل تعلم أن السلاح النووي كان رادعاً لأستمرار الحروب الشاملة ؟؟ لأن الحروب التي تستخدم فيها هذه الأسلحة لا يخرج منها منتصراً ، وعليه يمكن أعتبارها لو تم تقييمها بشكل منطقي وعقلاني بأنها أسلحة صانعة السلام العالمي ، ثم لماذا يكون التركيز فقط على ما ينجزه العلم مما له انعكاسات سلبية لو أسيء استغلال ذلك الانجاز ؟؟ لماذا لا نركز على ما ينجزه العلم والأفكار المادية العلمية من إنجازات هائلة التي لا تحصى ولا تُعد التي تخدم وجود الانسان في كل مناحي الحياة ؟؟؟ ، وأخيراً لماذا لا نعيش الواقع التجريبي للأفكار المادية العلمية ونترك التأمل الخيالي للأفكار المثالية الطوباوية التي تعجز عن برهنة وجودها بشكل ملموس ؟؟ ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

   

399
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين الأعزاء المحترمين

تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
شكرنا الجزيل لكم جميعاً على ما سطرته أقلامكم النبيلة حول هذا الموضوع الذي ليس هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير في كل كنائسنا المشرقية من دون استثناء ومن دون انحياز ولا مجاملة ، ولذلك مع أحترامنا للجميع أن مثل هكذا حوارات وبمثل هذه الطريقة التي تتسم بتبادل المفردات التي تخدش المشاعر بشكل من الأشكال لا توصلنا الى حل لمثل هكذا مشاكل وعادة مثل هكذا خلافات انتهت بتقسيم المقسم وتجزأة المجزء وبتنا في النهاية كنائس لا تُعد ولا تحصى ... كل الأديان عملياً كانت حمال أوجه متعددة ، نصوصها قابلة للأجتهاد الذي يقود الى الأختلاف والخلاف وبالتالي الى ظهور شيع ومذاهب مختلفة في رؤآها لتفسير نصوص كتبها الدينية وهذا هو واقع حال كل الأديان اليوم حيث لا نجد دين واحد منها موحد بل نراها في حالة من الصراع الأيديولوجي الرافض لقبول الآخر من مكوناته ، في هذا الأختلاف والصراع يكمن سر بقاء واستمرار هذه الأديان ، ولكل دين ولكل مذهب ولكل مجتهد قناعات باتت راسخة تارخياً في ذهن ومعتقدات الأتباع المؤمنين بها لا يتخلون عنها مهما كلفهم الأمر ، ومثل هذه القناعات والرؤى هي المتحكمة بقرار وسلوك كل فرد من أتباع هذه الأديان ومذاهبها ..... وعليه أيها الأخوة الأعزاء لا نجد ضرورة للأستمرار في هذه الحوارات والسجالات غير المنتجة للخير بل تنتج ما يزيد الطين بلة ويزيد من أسباب تمزقنا يومٍ بعد آخر ... ندعوكم الى التفكير والتأمل في عدم جدوى تبادل الخلافات والأختلافات لأمر طبيعي وبسيط مثل قضية الراهب أيوب شوكت مع احترماتنا له لأنها ليست القضية الأولى كما قلنا ولن تكون الأخيرة ، فلتركز كل الجهود على ما هو أنفع وأجدى لخدمة أمتنا وكنائسنا ، ودمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

400
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الرائع الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم والرائع بمقالنا ونشكر لكم ملاحظاتكم القيمة حيث نعتبرها باعتزاز إثراءً للمقال ونحن نتفق معكم تمام الأتفاق على ما ذكرتموه بخصوص الصراعات الداخلية على أساس مذهبي مسيس على مستوى الدين الواحد ، والأديان سواءً الوضعية منها أو المسماة بالسماوية كانت تاريخياً دائماً مسيسة لحد النخاع وكان يتخذ منها أيديولوجية للطبقات الحاكمة في كل زمانٍ ومكان وعلية كانت نصوصها تطبق بانتقائية بحسب مقتضيات مصالح الطبقات الحاكمة ، وعليه لا يُعتَّد بما في كتبها من نصوص إنسانية لا وجود لها على أرض الواقع عملياً بل يُعتَّد بما يمارس على الأرض باسمها ، ولذلك قلنا أن معيار التقييم للأفكار هو التطبيق العملي الفعلي وليس النصوص الجرداء ، المدونة في بطون الكتب ، وهذا لا يخص فقط الأديان بل كل النظريات الفكرية والفلسفية من دون استثناء ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

401
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
يشرفنا مروركم الكريم والدائم بكل ما نكتبه وننشره في هذا الموقع وهذا يسعدنا كثيراً ونشكر لكم تقييمكم الرائع للمقال وكل ملاحظاتكم موضع اعتزازنا وتقديرنا ..... أما بشأن مفهوم " البقاء للأصلح " فهو الهدف المتوخي من الكتابة حول صراع الأفكار وهذا ما دعانا الى كتابه هذا الموضوع بهذا العنوان وليس غير ذلك يا صديقنا العزيز ، لأن الأمر على أرض الواقع هو كما وصفتموه في مداخلتكم النقدية الرائعة فعلاً ، مما يتطلب الأمر منا البحث عن البديل " الأصلح " من الأفكار التي يمكن أن تطبق على أرض الواقع لكي نهتدي بها لبناء حياة أفضل وهذا ما سعينا الى توضيحه في المقال ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

402
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المفكر المتألق الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم والدائم بما نكتبه ونشكر لكم تقييمكم الأيجابي له ، ونحن من جانبنا نعتبر كل مداخلاتكم القيّمة إغناءً واضافةً مكملةً لما نطرحه في كتاباتنا ... صديقنا العزيز بالتأكيد أن اعتماد المنهج والمنطق العلمي في عرض الأفكار وتخطيط المشاريع المستقبلية هو من يقود المجتمعات الى التطور والتقدم والنجاح في تحقيق أحلامها في الحياة بعكس الأعتماد على المنهج الطوباوي المثالي .... الفكر المثالي يدعو البشرية الى تحقيق ما تصبو إليه من خلال الصوم والصلاة بمباركة الرب !!! بينما الفكر المادي العلمي يدعو البشرية الى تحقيق ذلك بالعمل وبالجهد الانساني الخالص في استخدام واستغلال نتائج العلم التجريبي ، وعلية فإن الأمم التي أعتمدت على الفكر المادي العلمي تقدمت بشكل طفرات هائلة نحو قِمم المجد بينما الأم التي أعتمدت الفكر المثالي ( التزمت والمبالغة بدور بالفكر الديني ) تخلفت وتراجعت أيضا بطفرات هائلة ولكنها نحو الدرك الأسفل ، وما يحصل اليوم في منطقتنا الغارقة في الظلام والتخلف المماثل لما كانت عليه حالة أوروبا في القرون الوسطي ( القرون المظلمة ) خير دليل على ما نقول ... فمتى تستفيق هذه الشعوب من تأثير أفيون الفكر المثالي من سباتها المستديم لتنطلق الى عصر النور والشمس ؟؟؟ ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   
 

403
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ المتألق الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأرق تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع وإطرائكم الأروع ، صديقنا العزيز ما يعجبنا في شخصكم الكريم هو هدوئكم في القرأة والكتابة ودقة تشخيصكم لما بين الأسطر من معانٍ وهذا يعود الى سعة ثقافتكم بكل شؤون الحياة وقوة انتمائكم للواقع واختياركم للمنهج العلمي للبحث والتقصي للوصول الى ما هو أقرب للحقيقة المراد معرفتها أو حتى ملامستها ... لو فهمت شعوب الشرق بوعي وبعقل مفتوح تجربة الشعوب الأوروبية في عصر النهضة في التخلص من هيمنة الأفكار الدينية الطوباوية التي كانت تحكم الكنيسة قبضتها من خلالها على أمم أوروبا لقرون طويلة بتبنيها للأفكار العلمية وتحجيم دور الكنيسة لنهضت هذه الشعوب بسرعة أكبر من الأمم الأوروبية من تخلفها المزمن بسبب هيمنة الأفكار الدينية على إرادتها والتحكم بمستقبلها ، ونكرر لكم شكرنا على كل ملاحظاتكم الثرة التي أغنت مقالنا ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

404
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الكبير الحالم الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا
مقالكم رائع وتحليل أكثر من رائع حول ما تعانيه قادة مؤسساتنا السياسية والكنسية من مرض مزمن اسمه " الجهل " بكل أشكاله بشكل خاص وغالبية أبناء أمتنا بشكل عام ، والمرض الآخر والأخطر والذي هو شكل آخر للجهل وهو المبالغة بالتغني بالماضي وتمجيده ونسيان الحاضر بكل مساوئه وعدم التفكير برؤية المستقبل على ضوء الحاضر والماضي ، إن مقالكم هذا هو صرخة في وادي مهجور ، أي كما يقال بالعامية العراقية إن جاز لنا استعارته جدلاً صرخة في " سوق الصفافير " ليس هناك من يسمعها لأن سماعهم لها يضر بمصالحهم الشخصية ، ولكن علينا أن نصرخ عسى ولعلا أن يظهر يوماً من يسمع !!! ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديق العمر :خوشابا سولاقا - بغداد

405
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم والدائم بكل مانكتبه وهذا دليل على مدى محبتكم لنا ورضاكم عن مضامين ما نطرحها في كتاباتنا وهذا هو ما يهمنا في الأمر أي أن تكون كتاباتنا موضع رضا القراء لكي لا تكون كتاباتنا كتابة من أجل الكتابة .
أما بشأن استفساركم نحاول أن نبسط الأمر بقدر الأمكان ... الأفكار بشكل عام في مجال الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع وعلم النفس والتنظير الفكري تنتمي الى مدرستين رئيسيتين هما المدرسة المثالية ( الطوباوية - الميتافيزيقية ) أي ما وراء الطبيعة خارج عن حدود الأدراك بالحواس الخمسة للأنسان ، وهذه الأفكار لا يمكن تطبيقها عملياً على أرض الواقع لأنها مجرد تصورات خيالية لا يزكيها العلم ، والمدرسة الثانية هي مدرسة الأفكار المادية الواقعية العلمية تستند في رؤيتها وتحليلاتها واستنباطاتها لأحداث الواقع وتحولاته الكمية والنوعية على العلم التجريبي أي بمعنى أن كل ما تدعيه هذه الأفكار يترجم على أرض الواقع بنماذج ملموسة مسخرة لخدمة الانسان وليس مجرد تصورات خيالية وهمية من صنع الخيال كما هو حال الأفكار المثالية ، والفكر الديني بشكل عام يصنف ضمن مدرسة الأفكار المثالية .... وعليه عندما قلنا " في إطار هذا التصور يكون الانسان أمام خيارين لا ثالث لهما لأختيار الفكر الذي يسترشد به لصياغة منهجه الفكري للتعاطي من خلاله مع الحياة ومتغيراتها الدائمة والمستمرة ، بين أن يختار الفكر المثالي وبين أن يختار الفكر المادي العلمي " كان القصد من قولنا هو الى أي من المدرستين سوف ينتمي الانسان لغرض التعاطي السليم مع متغيرات الحياة ، مع كل الأحترام لرأيكم ، ليس هناك فكر عاطفي يتخذ منه منهجاً للتعاطي مع الحياة وإنما التصرفات والسلوكيات العاطفية النابعة من شدة الأيمان بفكر معين أو محبة بأمور محددة تعتبر وسائل للتعبير عن شدة المحبة والتعلق بأفكار أو برفضهافي التعامل مع الآخر ...  نتمنى أن نكون قد وفقنا في توضيح الألتباس ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

406
ما هو المعيار الصحيح لتقييم الأفكار أهو النص أم التطبيق ؟؟
خوشابا سولاقا
للخوض في مناقشة وتحليل هذا الموضوع بصراحة وبوضوح لا بد لنا أن ننطلق من قواعد ثابتة لا نقاش حولها ولا اختلاف ولا خلاف عليها ، لكي نجعل الموضوع بسيط وسهل الفهم وأقرب الى الذهن حتى بالنسبة للقارئ المحدود الثقافة ، ليس هناك اختلاف بين اثنين حول ما هو فكر مثالي قائم على التصورات والأفتراضات غير المدعومة بأسانيد وبراهين علمية وما هو فكر مادي وعلمي واقعي وموضوعي مدعوم ومسنود بالبراهين العلمية ولكل منهما مواصفاته ودلالاته تجعل الانسان قادراً على التمييز بينهما بسهولة ويُسرٍ ومن ثم الأختيار والأنحياز الى أي منهما ليتخذ منه منهجاً لتفسير الحياة وتحليل معطياتها وقوانينها الطبيعية ومن ثم التعاطي معها بما يخص متطلباته الحياتية .
في إطار هذا التصور يكون الانسان أمام خيارين لا ثالث لهما لأختيار الفكر الذي يسترشد به لصياغة منهجه الفكري للتعاطي من خلاله مع الحياة ومتغيراتها الدائمة والمستمرة ، بين أن يختار الفكر المثالي وبين أن يختار الفكر المادي العلمي ...  بالتأكيد أن الفكر المثالي تاريخياً ومنذ نشوء التجمعات البشرية الأولى بشكلها البدائي الأولي البسيط على وجه الأرض كان عبارة عن تصورات وتفسيرات واجتهادات افتراضية مختلفة ومتناقضة كردود أفعال لعجز الانسان عن تفسير الظواهر الطبيعية التي كانت تحصل في محيطه الطبيعي فقسم من هذه الظواهر كانت تجلب له الخير ومنها تجلب له الشرور وتلحق به الضرر والأذى مما اضطرته الى التصور والأعتقاد بوجود قوة كونية خارقة غير قابلة للأدراك بحواس الانسان وراء تلك الظواهر والتحكم بها وإنه أضعف من أن يتمكن من ردع قوى الشر منها والوقوف في وجهها ومنعها من المعاودة ، ولذلك وبسبب هذا العجز المستديم في قدرة تفسير طبيعة ومصدر تلك الظواهر قرر الأستسلام لأرادتها وتصورها بأنها هي قدره المحتوم يتطلب منه الخضوع لارادتها والقبول بالأمر الواقع ، فاتخذ من مبدأ العبادة منهجاً للتعاطي مع تلك القوة الكونية الكامنة في تلك الظواهر بغرض مراضاتها ، فظهرت الى الوجود فكرة العبادات وتجسيد تلك القوة الكونية بهيئة آلهات متعددة الأختصاصات وبتسميات مختلفة بين التجمعات البشرية على الأرض باختلاف مناطقها ، وتعددت أساليب أداء ممارسة طقوس العبادة باختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية للتجمعات البشرية ، وهكذا تطورت وتعددت العبادات لتلك القوة الكونية بتطور وتعدد الجماعات البشرية من مكان لآخر ومن زمان لآخر وطُليتْ تلك الأفكار العبادية بطلاء التقديس وتحريم المساس بها باعتبارها أفكار إلاهية لا تخضع للأجتهاد والتفسير بغير ما هو موسومة به كما أرادها مبتكريها من كهنة تلك العبادات ... بما أن الحياة الطبيعية والاجتماعية في حالة من التغير والتطور المستمر فإن تلك الأفكار تطورت وفقاً لذلك أيضاً من الأدني الى الأعلى بما تقتضيه متطلبات قواعد صراعها مع تطور العلم والفكر المادي العلمي الذي بدأ بسحب البطانة من تحت أقدام دعاة الأفكار المثالية من كهنة المعابد في هذا الصراع الأزلي ، فظهر عصر التحول النوعي في تطور طبيعة الأفكار العبادية بطابعها الوضعي السائد الى عصر العبادات المسماة بالسماوية تلك العبادات التي وسمت بالأفكار التوحيدية ووصمت كل العبادات السابقة لها بالعبادات الوثنية ودعت الى إبادتها والقضاء عليها بشتى الوسائل العنفية وسميت تلك القوة الكونية بما أتفق عليه الجميع وهو " الله " ولو أن تفسير مضمون مفهوم " الله " قد اختلف من دين سماوي الى آخر الى حدٍ كبير ، وبات كل دين من الأديان السماوية يحارب الآخر بشتى الطرق والوسائل وبكل ما أوتي من القوة والبطش بشكل سافر ومفرط وعلناً وأحياناً من تحت الطاولة من أجل السيادة لوحده على العالم ، ولكن بالرغم من كل ما حصل وتغير في الحياة صنفت أفكار تلك الأديان ضمن الأفكار المثالية ، واستمر الصراع وسيستمر الى أبد الدهر بين الفكر المثالي بكل تنوعاته وتسمياته ونظرياته السماوية والوضعية مع الفكر المادي العلمي الى يومنا هذا متخذاً أشكالاً وأنماطاً مختلفة .
ما هو معيار التقييم الصحيح ؟؟
الحياة بكل جوانبها هي عبارة عن صراع على المصالح الأقتصادية والمعنوية ، والأفكار وصياغاتها السياسة هي وسائل تحقيق وحماية تلك المصالح ، وعليه وطالما المصالح في حالة من الصراع تكون الأفكار هي الأخرى في حالة الصراع ويكون البقاء والسيادة للأصلح ، والأصلح هنا من الأفكار هو ما يرى منها تطبيقاً على أرض الواقع وما لم يكُن منها كذلك تبقى مجرد نصوص جرداء وجميلة ومقبولة بشكلها في بطون الكتب تستعمل للأستهلاك الأعلامي والثرثرة الفارغة من قبل الحالمين المنتظرين ليوم الآخرة لتتحقق المعجزة المنتظرة !!! ، ولكنها تكون عملياً غير قابلة للتطبيق على أرضية الحياة الاجتماعية لأنها تتقاطع مع مصالح  الناس الأقتصادية والمالية والمعنوية ... وهنا نتساءل سؤال بسيط وواضح للغاية هل نصدق ما تسمعه آذاننا مما يردده الببغاوات من نصوص مقتبسة من كتبهم العقائدية النظرية أثناء حواراتهم ونقاشاتهم دفاعاً عن أفكارهم الطوباوية أم نصدق ما تراه عيوننا من ممارسات وقحة وقبيحة وشاذة على أرض الواقع التي تتقاطع وتتعارض بشكل سافر مع ما يرددونه في نقاشاتهم ومواعظهم من نصوص وأقوال في مخاطبة الآخرين في المناسبات الخاصة والعامة ؟؟ في ضوء الإجابة على هذا السؤال أكيد نصدق ما تراه عيوننا في ممارساتهم الحياتية وإلا فنحن نكون مصابين بعمى البصر والبصيرة !!! وعليه نستنتج أن التقييم الصحيح للأفكار هو في التطبيق العملي لها في الحياة وليس في مضمون النصوص في بطون الكتب النظرية كما يروج له الحالمين الطوباويين من الناس ، ووفقاً لهذا المنظور فإن كل الأفكار التي لا يمكن تطبيقها في الحياة الانسانية لتقويمها وتصحيح مساراتها من أجل بناء حياة أفضل تليق بانسانية الانسان تصنف ضمن الأفكار المثالية البحتة التي يتطلب الأمر من أبناء هذا العصر الذي يهتدي بالعلم التجريبي وضعها على رفوف متحف التاريخ ويدير لها ظهره ليرى طريقه القويم الى المستقبل الزاهر ، لو أجريت هذه العملية لخرجت الانسانية من عصر الظُلمات الى النور ، ولحل السلام على العالم ، ولزالت كل أسباب الحروب المدمرة للحضارة الانسانية ، ولعاشت البشرية بأمنٍ وأمان وسلام وتآخي ، لأن هذه الأفكار المثالية المغلفة بالتقديس هي من زرعت وعمقت الكراهية والأحقاد ورفض التعايش السلمي مع الآخر المختلف وجعلت من العنف هو الوسيلة المثلى لفض المشاكل والأختلافات والنزاعات بين الناس ، وما يشهده العالم اليوم بشكل عام والمنطقة العربية والأسلامية بشكل خاص خير مثالاً وخير شاهداً على ما نقول  . الى متى يستمر الحالمين في حلمهم ؟؟ ومتى يستفيقون منه ليروا الشمس مشرقة تنير دربهم الى الخلاص من واقعهم لبناء عالم جديد تسوده المحبة والأمن والأمان والسلام ؟؟ ... نتمنى أن يتحقق ذلك قريباً .

خوشـــابا ســـولاقا
26 / آذار / 2017 م 


407
الى الأخ والصديق العزيز الغالي الكاتب الرائع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
موضوع مقالكم رائع للغاية وعميق في مضمونه الرمزي لمن يجيد قرأة ما في كلمات الأسطر وما بينها من مضامين رمزية أجدتم خير أجادة في اختيارها ، وقد أجاد بالمقابل الأخ الكاتب الهادئ والناضج الفكر الأستاذ نذار عناي قرأة ما بين الأسطر من مقالكم لأن ما في الأسطر كان مجرد سيناريو لمسرحية تراجيدية مضمونها كان فيما بين أسطر كلماتها وليس في هيكلها ... وهنا نتساءل كم من أمثال الأستاذ العزيز نذار عناي يجيد قرأة ما بين الأسطر وخلف الكلمات من أبناء أمتنا ليهتدون الى طريق الصواب للتعامل مع واقعنا بعيدين عن الأحلام النرجسية وعدم الغوص في مجاهيل التاريخ والجغرافية للبحث عن مجهول معروف سلفاً إن جاز التعبير جدلاً !!! ..... نتفق مع الأخ نذار عناي في مضمون ما قاله بخصوص القومية وشطبها من قاموس لغتنا في حواراتنا وجدالاتنا السقيمة والعقيمة فعلاً ، والتي عادة بلا نتيجة غير إثارة الكراهية والأحقاد المتبادلة وتحفيز الجروح المندملة ، بل نقول أنه لو أجلنا الحوار حول التسمية القومية على الأقل في الوقت الحاضر الى أشعارٍ آخر لكونه مفهوم مرتبط عملياً في وقع ثقافتنا الاجتماعية الحالية بخلفية مذهبية مقيتة لحَلتْ كل خلافاتنا الأخرى بشكل تلقائي من دون جدال ولا نقاش ، أي بمعنى أن هناك خلل كبير في برمجة أولوياتنا بحسب أهميتها في منهاج حواراتنا ونقاشاتنا ، مما يتطلب منا تجاوزه بجرأة وشجاعة وتصحيحه لكي نتمكن في ظل واقعنا المتردي والتحديات التي تواجه مصير وجودنا القومي الحضاري في الوطن لانقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوجود من الأنقراض .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

408
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور ليون برخوا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خاص تحياتنا
أتفق معكم كلياً عل ملاحظتكم الأخيرة من تعقيبكم الرائع على مداخلتنا على مقالكم ونشكركم جزيل الشكر على ذلك التعقيب ، وكما ذكرتم نحن لا يهمنا التسمية بقدر ما يهمنا أن نعمل سوية من أجل هدف واحد لأنقاذ أمتنا من الأنقراض وانتشالها من هذا الواقع المرير المهم في الأمر أن نتفق في الهدف وليس غير ذلك في هذه المرحلة العصيبة ..... نحن بصراحة لا نتفق مع من يقول المهم أن نتعامل مع ما يكته الكاتب بغض النظر إن كان الكاتب مكشوف الوجه أم كان ملثماً ، ولذلك نقول لهؤلاء إن كان الملثم صادق في قوله وواثق مما يروج له في كتاباته ما هي الحكمة من إخفاء شخصيته الحقيقية ؟؟ ، مع الأسف هناك الكثيرين ليس لهم هدف من الكتابة غير الكتابة من أجل الكتابة واستفزاز الآخرين لغاية في نفوسهم !!!  ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

409
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مقالكم رائع ومستوفي لمتطلبات النقد السياسي المجامل من دون وضع النقاط على الحروف والأصبع على الجُرح ... مقال الأخ أبرم كان حلماً بما يُمني نفسه به أن يتحقق ولكنه لم يتطرق الى جذور وأسباب المشكلة لكي ينور القراء بتلك الأسباب ومن ثم ليكون الحل لها ممكناً لأعلان الوحدة بين رفاق الأمس في زوعا ، لو فعل ذلك لكان الحل ممكنا وبالتالي لكان تحقيق الوحدة بين رفاق الأمس ممكنة ولكنه لم يفعل لا نعرف لماذا ؟؟.
ولتقريب الصورة التي هي عليها الحال في زوعا ، لا بد من العودة الى أوليات التشكيل لنتمكن من تشخيص الأسباب والمسببين لها ومن ثم ماذا ستؤول إليها النتائج على المدى القريب والمتوسط هل ستتحقق الوحدة بين رفاق الأمس وخصوم اليوم أم أن الحالة سوف تتفاقم من السيء الى الأسوأ يوم بعد آخر وكل شيء يصبح مكشوف تحت الشمس ؟؟ نترك الأمر للزمن والأيام القادمة من العمر . أقرب نموذج من حيث الهيكلية والأيديولوجية والنظرية الفكرية المعتمدة في قيادة زوعا وسلوك قيادته في التعاطي والتعامل مع بعضها ومع جماهيرها والآخرين من الخصوم السياسيين المفترضين منذ سنة 1991 م ، تاريخ إنشاء المنطقة الآمنة في شمال العراق وما ظهر من صراعات على المناصب وامتيازاتها بعد تشكيل أول حكومة كردية مستقلة تحت حماية التحالف الدولي بقيادة أمريكا ، هو نموذج حزب البعث الصدامي الذي كان يتسم بالفردية المطلقة لقائده صدام حسين في اتخاذ القرارات وتقريب الأقرباء والأنتهازيين من رأس القيادة على حساب إبعاد وتهميش وإقصاء الكفاءات بحسب الأستحقاقات التنظيمة بغرض تركيز القرار والسلطة بيد أمين عام الحزب وصولاً الى سلطة دكتاتورية استبدادية طاغية كما كان الحال في زمن صدام في سنواته الأخيرة منذ انقلابه على رفاقه سنة 1979 وإقصاء البكر وإعدام 59 قيادي في الحزب .... لو أجرينا مقارنة بين زوعا وحزب البعث في مجال الأدارة لنجد أن هناك التطابق الكبير بين الأثنين من حيث السلوك الأداري والتخلص من الخصوم المفترضين باستثناء أن قيادة زوعا لا تمتلك صلاحيات وسلطة تنفيذ أحكام الأعدام التي كان يتمتع بها قائد البعث صدام حسين ... إن الذي حصل في حزب البعث حصل ويحصل في زوعا من حيث السعي الى الأنفراد وتركيز السلطة بيد قائد الضرورة !!! ، وعليه فإن النتائج التي حَلِمَ بها الأخ وصديق العمر أبرم شبيرا تبقى مجرد أحلام اليقضة في ظل هذا الواقع ... المشكلة لا تنحل ما لم يتم التخلص من أسبابها ، لماذا نقفز من فوق هذه الحقيقة أيها الأخوة الأحبة عندما نكتب عن حل أية مشكلة سياسية ؟؟ ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

410
الى الأخ وصديق العمر العزيز الكاتب الحالم الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم فاجأنا بين أن يكون خبراً حقيقياً وبين أن يكون حُلماً ربيعياً أيقضكم حفيدكم الصغير من نومكم وأفسده لكم من أن تستمتعون به للنهاية ، بربكم يا صديق العمر العزيز قل لنا هل ما رويتموه في مقالكم هو خبر سياسي أم هو حلم من أحلام اليقضة ؟؟ في كل الأحوال لقد أجدتم في تأليفه وإخراجه ، عسى أن يتحقق حلمكم ويصبح حقيقة على أرض الواقع بعد التخلص من تلك الأسباب التي وُلَدَتْ هذا التمزق في وحدة كلمة الحركة الديمقراطية الآشورية لتعود المسيرة الى مسارها الصحيح وهي معافية من تلك الأدران السرطانية الخبيثة ، المعجزات الكبرى في عالم السياسة لا تصنعها الأحلام بل تصنعها المناضلين الشرفاء من أصحاب النوايا الصادقة والمخلصة والوفية والمؤمنة بالمباديء والتي تضع المصلحة القومية للأمة فوق المصالح الشخصية ، فمتى ما توفر هكذا مناضلين شرفاء فكل مستحيلاً يصبح أمراً واقعاً على أرض الواقع بسهولةٍ ويسرٍ وبعكس ذلك كل شيء سيسير من السيء الى الأسوأ مع الأسف ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ..

                 محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد
   

411
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الكبير الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نحييكم على هذا المقال السياسي التحليلي الرائع حيث وضعتم من خلاله الأصبع على الجرح والنقاط على الحروف ببراعة متناهية ومن دون محاباة أو مجاملة ، لأن كل ما ذكرتموه فيه هو حقيقة معروفة للقاصي والداني من أبناء أمتنا بخصوص العلاقات السرية والعلنية للتنظيمات السياسية التي أشرتم إليها بالأحزاب الكوردستانية وتحديداً " حدك " حزب الأستاذ مسعود البرزاني من جهة والتحالف الوطني الشيعي من الجهة الثانية وإن هذا الأمر ليس بالأمر المخفي على أي مهتم بالشأن السياسي من أبناء أمتنا ، وكل ذلك ليس فيه نوع من الخدش السياسي بأي طرف من تلك الأطراف وإنما هو قول للحقيقة من دون تزويق ولا تحريف ، أما موضوع التعاون بين أحزابنا السياسية وتوحيد خطابهم السياسي في مواجهة التحديات التي تواجه وجودنا القومي في الوطن في خضم الصراعات السياسية الدائرة على الساحة العراقية في ظل النظام المحاصصي الطائفي والأثني القائم حول الأرض والمصالح من جهة وتحديات الهجرة من جهة ثانية نقول لو كانت المصلحة القومية في مقدمة الأهداف في البرامج السياسية لهذه الأحزاب ( أحزاب أمتنا ) لما كانت ساحتنا السياسية القومية تشهد كل هذه الخلافات والمناكفات وتبادل الأتهامات بالعمالة لهذا الطرف أو ذاك التي تناولتموها في مقالكم هذا ولما استمر كل هذا التباعد والتنافر والتنابز والأختلاف في الرؤى وآليات العمل القومي بين قيادات تلك الأحزاب لأتفه الأسباب ، لأن في مثل هذه الحالة يكون هدف الجميع واحد وهو هدف قومي عام الكل فيه رابح وليس هناك خاسر ، ولكن كون الأمر ليس كذلك وأن المصالح الأنانية الشخصية لبعض قيادات تلك التنظيمات لها الأولوية في أجنداتهم السياسية ومتخذين من القضية القومية إعلامياً مجرد غاية لتبرير الوسيلة تجعل المواقف تتغير وفقاً لمتطلبات بقاء واستمرار تلك المصالح ، وهنا تصبح المعادلة فيها طرف رابح وآخر خاسر وهنا تكمن أسباب ما نشهده من الصراعات والمناكفات بين قيادات أحزابنا حيث يجري التعامل والتعاطي مع التكتلات السياسية الوطنية العربية الطائفية الشيعية والسنة والقومية الكوردية وفقاً لذلك ، وفي ضوء هذا الواقع المزري تبقى أمتنا هي الخاسر الأكبر وبعض الأنتهازيين من قيادات أحزابنا المدعية بالقومية والتابعين لهم من المنتفعين من الطبالين والمزمرين هم الرابحين في دائرة هذا الصراع من أجل البقاء والسيادة ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

                 
 

412
مثواه جنات الخلد مع الأبرار ..... رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهمكم والعائلة الكريمة بكل أفرادها والأقارب والمحبين والأصدقاء جميل الصبر والسلوان ، ولكم طول العمر وخاتمة الأحزان يا أختنا العزيزة جوليت ..... تقبلوا تعازينا القلبية الحارة .... تحياتنا مع محبتنا

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

413
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
الى كافة الأخوة الأعزاء المتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مع احتراماتنا لكل ما سطرته أقلامكم الخيرة في هذا المجال ، أي قرار الأخ الكاتب المجهول المتستر بستار " لوسيان " لأسبابه لا نجده ضروري بهذه الدرجة التي جعلتكم وجعلتنا معكم لأن نكتب كل هذه المداخلات التي تساهم بهذا القدر أو ذاك في تأجيج الكراهية والضغينة المتبادلة بين كتابنا ومثقفينا في هذا الموقع الكريم وانعكاس ذلك بدوره على قناعات ومواقف قرائنا الأعزاء ، كما تجدون ذلك بجلاء ووضوح في المداخلات والتعقيبات المتبادلة وفق مبدأ " رد الصاع صاعين " في الرابط الملحق بهذا المقال والموجود أدناه ... الأخ لوسيان والأخ أخيقر وكل المتحاورين ونحن شخصياً في يوم ما سوف نغادر هذا المنتدى شءنا أم أبينا لسبب مشترك واحد وهو حتمي ولكن ينابيع الحياة الفكرية والثقافية لن تتوقف من التدفق بمغادرة أحدنا لهذا المنتدى ؟؟ بل سوف تستمر بتدفق ينابيع جديدة أكثر صفاءاً ونقاءاً بعطاءاتها .
ما الداعي إذن لتحويل مثل هكذا قرارات شخصية طبيعية ( مثل قرار المتخفي لوسيان بترك المنتدى )  الى موضوع للخلافات وتبادل الطعون والتجريح بيننا ؟؟ هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على فراغ فكري لدينا نعاني منه في حياتنا الثقافية ، حيث لا نجد أمامنا من مواضيع مهمة ومفيدة للكتابة فنلتجأ بسبب هذا الفراغ الى مثل هذه " الفستلوكيات " التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، جعجة بلا طحين .... ودمتم وعوائلكم بخير وسلام .

  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,834415.0.html             

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

414
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي والكاتب الرائع الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
أولاً : مقالكم هذا وجدنا فيه جهداً كبيراً وعناءاً فكرياً ونفسياً أكبر في موضوع لا يستحق كل هذا العناء والجهد مع احتراماتنا للجميع لأنه في النهاية هو قرار شخص ما يرغب بالتوقف عن الكتابة في هذا الموقع ربما لأسبابه الشخصية الخاصة بوضعه وقناعاته بعدم الجدوى من الأستمرار في الكتابة ، فما شأن الآخرين بهذا القرار ؟؟ إن كان ذلك الشخص معروفاً بالصورة والصوت لدى الآخرين من القراء والكتاب من المتفقين معه في الرأي والرؤى والفكر أو من المخالفين ، أو إن كان ملثماً او منقباً لا فرق بينهما ... إن الموضوع أصلاً لا يستحق كل هذا الأخذ والرد لأن لوسيان المخفي حر في قراره يتوقف أو يستمر في الكتابة لأن دنيا الفكر والثقافة لا تنتهي عندنا شخصياً أو عنده او عند غيره من الكتاب الأعزاء مثل الأخ أخيقر يوخنا ، لا نعرف لماذا كل هذه المجاملات من الأخ أخيقر أبو سنحاريب للأخ لوسيان الذي نخمن هويته الشخصية بأنه رجل دين متعصب نوعاً ما لمذهبه الكنسي ، لأن هذا ما يبدو لنا من كتاباته الكثيرة نتمنى أن نكون مخطئين في تقديرنا .
ثانياً : أخلاقيات وآداب الكتابة الرصينة التي يُعتّد بها تفرض على الكاتب أن يكون صريحاً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين وذلك من خلال كشف هويته الشخصية وأن لا يتستر بستار السرية ( أن لا يكون ملثماً ) ، وإن لم يفعل ذلك تبقى كتاباته موضع الشك وقلة المصداقية في الطرح وبالتالي لا تلاقي القبول المرجو من القراء ... لا نفهم لماذا التستر باسماء مستعارة ؟؟ هل لأن المتستر يشعر بنقص المعلومات وقوة المحاججة فيما يطرحه ويروج له من الأفكار أو لعدم الثقة بالنفس في محاورة الآخرين حول ما يطرحه من الأفكار ؟؟ أم لكي يمنح نفسه حرية الطعن والتجريح بالآخرين من دون أن يتم كشفه من يكون لقلة شجاعته الأدبية والأخلاقية في مواجهة الآخرين ( الكلام هذا غير موجه للأخ لوسيان شخصياً بل لكل من يتستر على هويته الشخصية ) ؟؟؟ تساؤلات كثيرة تبقى من دون أن تلقي لها إجابة شافية !!! ، نحن نقول أن خير رد على كتابات هؤلاء الكتاب هو تجاهلهم  وعدم التعاطي مع كتاباتهم بأي شكل من الأشكال سلباً أو إيجاباً .
ثالثاً : الآشورية كوجود وكحضارة وكانتماء قومي وكإرث ثقافي انساني عالمي ليس بحاجة لمن يدافع عنها ليثبت وجودها ، بل إن كل حجر من حجارة أرض العراق وكل ذرة من ترابه تثبت يوم بعد آخر بالدليل القاطع والملموس بأن هذا الوجود وهذا التاريخ وذلك الأرث الثقافي أقوى وأكبر من أن تستطيع أن تنال منه أقلام الحاقدين والرافضين له عن جهل وعن غباء ، متاحف العالم تتكلم باوثائق الدامغة عن هذه الحقيقة التي لا تحتاج الى برهان إضافي ، فمن يقتنع بها هو حر ومن لا فهو حر أيضاً ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

415
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع بلغة الأمال المنتظرة ونحن بدورنا نتأمل ونتضامن معكم ونشارككم انتظار المجهول المخفي ... لننتظر كما انتظرنا طويلاً منطقة حكم ذاتي أو أقليم مشترك وحتى محافظة خاصة بالأقليات ، لقد طال انتظارنا لهذا المولود المجهول ، ولو تحقق ذلك كيفما يكون نعده مكسباً لأمتنا وأنجازاً عظيماً لتضحياتنا ... ولكن انطلاقاً من حقيقة كون أمتنا أمة تتكلم كثيراً وتعمل قليلاً وتفكر بعواطفها وليس بعقلها وتعمل دائماً عكس ما تقول كما أثبتت ذلك التجارب ، وكونها أمة لا تتفق مرجعياتها السياسية والكنسية على ما هو خير لها لكون تلك المرجعيات والأتباع أميين في فن السياسة ويجهلون قواعد لعبة السياسة الدولية القائمة على أساس المصالح لدول صاحبة القرار الدولي ... على ضوء هذه الحقائق نحن لا نستطيع أن نحقق ما نحلم به في الأحتمالات المذكورة لأن كما يقول المثل الدارج " واحد يجر بالطول والآخر يجر بالعرض " ورأس الشليلة ضائع علينا ، ولذلك ليس أمامنا غير أن ننتظر أصحاب القرار الدولي إن اقتضت مصالحهم ذلك ، ولكن هذا الأحتمال غير ممكن وغير محتمل لأننا لا نملك ما نعطيه لتلك الدول صاحبة القرار مقابل ذلك حسب قواعد لعبة السياسة الدولية التي أشرنا إليها ، وكذلك الآخرين من الأقليات وعليه نحن لسنا ورقة لعب تبقى موضع مساومات الدول الكبرى في لعبة السياسة الدولية وحتى لسنا ورقة احتياطية في هذه اللعبة القذرة التي تكون فيها الأقليات هي الضحية ، وعلينا يا صديقي العزيز أن ندرك ذلك جيداً لكي لا نصير ضحية آمالنا وأحلامنا النرجسية !!! ... وكل ما بقي محتملاً لتحقيق جزء من أحلامنا هو أن تعطف علينا تلك الدول الفاجرة بتحقيق أقل المطلوب في أحلامنا ( نقصد المحافظة ) " عذراً لهذه المفردة " بسبب ما ألحقته بنا سياساتها الأجرامية الأنانية في هذه المنطقة منذ سنة 1914 م والى يوم ولادتها للقيطتها داعش وما يأتي بعد زوال داعش تلبيةً ليقضة الضمير وصحوته !!!  هذا إن كان لها ضمير فعلاً .... ولكن مع كل ذلك علينا أن لا نتوقف من الأستمرار في أحلامنا بما نُمَني أنفسنا به ونعمل من أجل ذلك أكثر مما نتكلم عنه ، نعتذر عن الأطالة ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

416
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
في البدء نحييكم على هذا المقال النوعي في طرحه البديع وما يتضمن من الأفكار السديدة لمواجهة واقع قومي واجتماعي هش ومتهرئ ومتشرذم لقد أبدعتم في ذلك خير إبداع عاش قلمكم وتسلم أناملكم يا صديقي العزيز .
صديقنا العزيز .... الأختلاف في الرأي والرؤى بين الشركاء حول أي مشروع عمل سياسي أو غيره من الأعمال هو جوهر تطور ذلك العمل واستمراره وفق السياقات الصحيحة وانعدام الأختلاف يعني الجمود الفكري وانعدام المساعي لتطوير ذلك العمل مهما كانت طبيعته وويؤشر ذلك الى وجود خلل في مفصل من مفاصله يتطلب اكتشافه ليتم تقويمه ومعالجته قبل أن يستفحل وتتضخم خطورته على مصير ذلك العمل ، هذا أمر لا يختلف عليه إثنان من المؤمنين بالعمل المشترك تحت قيادة جماعية ، أما الخلاف بين الشركاء في العمل فيعني شيء آخر مختلف كلياً لأن الخلافات لا تحصل على المبادئ وعلى الأهداف المشتركة وعلى سياقات العمل المشرك لتحقيق الهدف المشترك بين الشركاء لأن المصلحة هي مصلحة عامة وعليه يكون الأتفاق والأجماع على ايجاد الصيغ المشتركة لأنجاز العمل هو من مصلحة الجميع ، ولكن عندما تكون هناك مصالح شخصية مادية أو معنوية كحب الزعامة والمجد الشخصي يسعى صاحب تلك المصالح الأنفراد بالقرار والأستبداد بالرأي فيحصل الأختلاف في الرأي والرؤى والوسائل والسياقات تنتهي كلها إن نجح المختلف في مسعاه الى خلق ديكتاتور أحمق  يضع مصالحه الشخصية فوق المصلحة العامة مهما كانت طبيعة تلك المصالح حزبية ، قومية ، وطنية وحتى مافياوية ، وما أكثر هؤلاء الأقزام اليوم على ساحتنا القومية والوطنية ولذلك وصلنا اليوم الى ما نحن فيه من تمزق وتشتت واحتراب وقتل ودمار قومياً ودينياً ومذهبياً على مستوى كل مكونات العراق القومية والدينية والمذهبية ووطنياً على مستوى الوطن العرقي   ... نكرر قولنا بأنكم أبدعتم في طرحكم ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

417
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ المبدع الأستاذ نذار عناي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم ملاحظاتكم القيّمة التي أغنت المقال بالكثير من المعلومات التي تخص أسباب ودوافع هجرة أبناء أمتنا من الوطن وسبل كيفية معالجتها والتصدي لها لأيقاف نزيفها المستمر ، نحن نتفق معكم في جميع ما ذكرتموه في هذا المجال ، ولكن تلك الأسباب لم تكن هي الدافع الرئيسي التي غذت هذه الهجرة بعناصر الأستمرار ومنذ خمسينات وستينات القرن الماضي ، بل إن الدوافع كانت متعلقة بخلفيات دينية بسبب ما تركته ثقافة الكراهية من دوافع اختيار الهجرة الى بلدان المهجر المسيحية بديلاً للبقاء في أرض الأباء والأجداد التاريخية ، وخير دليل على صواب هذا الأعتقاد هو أن الهجرة بدأت بالأثرياء من أبناء أمتنا وليس بالفقراء منهم أي بمعنى أن العامل الأقتصادي لم يكن هو السبب ، وكذلك الحال مع سياسة التمييز القومي والديني لم تكن سياسة ممنهجة ولم تكُن بالمستوى الذي يغلق أبواب الفرص أمام أبناء أمتنا من الولوج في الحياة بكل جوانبها لا من حيث القبول في المؤسسات التعليمية في كل مراحلها والتوظيف في مؤسسات الدولة المختلفة وممارسة النشاط الأقتصادي والمهني والتجاري وهذا أمر لا يخفي على أحد من أبناء أمتنا والسوق خير دليل على ما نقول ، وإلا كيف تمكنت عشرات الآلاف من أبناء أمتنا التخرج من الجامعات وفي مختلف الأختصاصات العلمية والتعيين في الوظائف وهنا لا نستثني ما كان سائداً بنسبة معينة في المؤسسات العسكرية والأمنية في بعض المراحل ، وعلينا أن نكون منصفين في التأشير على الأيجابيات كما في التأشير على السلبيات ... لو كان التمييز ممنهج هل كان ذلك يسمح بتفوق أبناء أمتنا في حقول كثيرة كحقل الطب والهندسة والمقاولات والتجارة وكثير من المهن الفنية الحرة ؟؟ ،لا نعتقد ذلك ، ولكن الهجرة استمرت بين الأثرياء والمتفوقين تحديداً وسوف نجد ذلك بشكل واضح وجلي عندما نعود الى أوليات الهجرة  .... لذا يستوجب الأمر منا دراسة أسباب الهجرة الحقيقية بكل خلفياتها بدقة أكثر ونقول فيها بانصاف واعتدال ومن دون مبالغات ما هو لنا وما هو علينا لكي لا نظلم أنفسنا أولاً ومن ثم مَنْ نحملهم مسؤولية ما يحصل لنا اليوم ثانياً ، وعلى ضوء ذلك يكون باستطاعتنا أن نبحث عن الوسائل الناجعة للتصدي للهجرة وتداعياتها المستقبلية على وجودنا القومي في أرضنا التاريخية والتعايش السلمي بأمان وسلام مع الشركاء الحاليين بكل انتماءاتهم القومية والدينية كأمر واقع لا مجال للهروب منه ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام وأكر لمروركم شكري وتقديري يا صديقي وأخي العزيز .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

418
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الناقد الساخط الأستاذ زيد ميشو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الزمالية والأخوية
نتمنى أن تكونوا أنتم والعائلة الكريمة بخير وبصحة جيدة جداً
قرأنا مقالكم النقدي الساخط لسلوك من لا نعرف عنهم أي شيء ووجدناكم شعوراً منا مظلومين  ومجروحي القلب والضمير من خلال ما ورد في مقالكم ، وكل ما عرفناه هو أن المشكلة بينكم وبين طرف آخر بسبب مشاكل في سلوكية رجال الأكليروس في كنيستكم الكلدانية لا غير ، ولكن بالنظر لكون الموضوع لا يعنينا شخصياً لا من قريب ولا من بعيد هذا من جهة ولكون كل ما يخص أية كنيسة كانت من كنائسنا ليس من ضمن اهتمامنا الشخصي من جهة ثانية ، ولأن بحسب قناعتنا الشخصية أن أي حوار مع رجالاتها بخصوص أجراء أي أصلاح فيها لا يلقي أذناً صاغية منهم ويعتبرون كل ما يصدر منهم من خير أو شر مقدساً بأمر الله والمسيح !!! لا يجوز لغيرهم أن ينتقده بل عليه أن يطيعه وينفذه من دون نقاش لأنهم تعودوا أن يتكلمون هم فقط كأولياء الله وابنه السيد المسيح حاملين للروح القدس والآخرين ( القطيع حاشا كم والقراء ) أن يسمعوا عليهم صاغرين ويقولون " بارخ مارن "  ... لذا كنا  نحبذ بعدم التعليق ولكن موقفكم ومحبتي لكم ولقلمكم المبدع والجريء نقول الآتي عسى أن يبقى موضع دراستكم واهتمامكم مستقبلاً عند التعاطي مع الأديان ومن يمثلها على الأرض من رجالاتها المعصومين !!! وفق هذه الرؤية . .
" كل الأديان المسماة بالسماوية منها وغيرها من المعتقدات الوضعية لها كِتابها الذي تعتبره مقدساً وتعتبر كل مافيه من الآيات هو كلام الله أوحى به الله من خلال ابنه الوحيد السيد المسيح بالنسبة للمسيحية وما في القرآن أنزله عن طريق الوحي الى نبييه محمد وما ورد في التوراة اليهودي هو ما قاله الله لكليمه موسى وما موجود في كتب الديانات الوضعية هو كذلك بحسب تجسيدهم لله برموزهم المختلة ... إن كل ما ورد في هذه الكتب تبقى نصوص مجردة من أية ممارسة فعلية حقيقية على أرض الواقع لا من قبل رجال الدين ولا من قبل الأتباع المؤمنين وغير المؤمنين على حدٍ سواء ، وعليه فإن تقييم الأديان من قبل العلمانيين غير المدعين بالتدين لا يتم من خلال ما موجود من النصوص والآيات في كتبها بل يتم من خلال سلوك وممارسات رجال الدين والمؤمنين بها على الأرض ، لأنه ما قيمة النصوص التي لا يمكن تطبيقها لتقويم سلوك البشر في الحياة ؟؟؟ .... عزيزنا الأستاذ زيد نرجو أن تفهمون ما بين الأسطر من كلام ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد 


419
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Dr. Simon Shamoun المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع وإطرائكم الأروع الذي قد لا نستحقة منكم  لقد أسعدنا هذا المرور وهو وسام الشرف لنا ونتمنى أن نبقى دائماً عند حُسنِ ظنكم وموضع رضاكم بكل ما نكتبه لخدمة الثقافة وقضايا أمتنا القومية والوطنية .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

420
الى الأخ والصديق العزيز الكتب المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا المعطرة
شكراً على تشرفكم لنا بمروركم بمقالنا بهذه المداخلة القيمة والتي أغنيتمونا بالكثير من الأراء والأفكار وجهودكم مشكورة ... لكن بحسب فهمنا لبعض المضامين الواردة في مداخلتكم ونتمنى أن نكون مخطئين ن نرى أنه حصل أيضاً لديكم سوء فهم بخصوص ما عرضناه وعلية نعيد التأكيد على جوهر الموضوع والذي هو نحن ناقشنا ظاهرة الهجرة كظاهرة اجتماعية آشورية وانعكاسات تداعياتها على مصير مستقبل وجودنا القومي في أرضنا التاريخية في حالة استمرار هذه الظاهرة على هذا المنوال وانعكاساتها الثقافية والاجتماعية الخطيرة على مستقبل أمتنا وثقافتها وتراثها وتقاليدها وعاداتها القومية في مجتمعات المهجر ، ولم نتطرق الى مناقشة أسباب اضطرار أبناء أمتنا الى أختيار الهجرة بديلاً للبقاء في أرضنا التاريخية والتشبث بها لكي يضطر البعض الى تسويق الأسباب المبالغ بها بشكل غير واقعي لتبرير دوافع الهجرة لهؤلاء البعض .... أما بشأن كيفية التصدي للهجرة وإيقافها عند هذه الحدود فإنه من المؤكد أن عقد ندوات ومؤتمرات عامة تدعو لها مؤسساتنا السياسية والكنسية وتشاركها مثقفينا وكتابنا ومفكرينا ووجهاء الأمة في الداخل والمهجر لتوعية جماهيرنا بخطورة هذه الظاهرة على مستقبل وجودنا القومي هو من صلب واجباتها وواجبات كل وسائل إعلامنا واستغلال وسائل التواصل الأجتماعي والمواقع الألكترونية لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، وهذا ما نفعله نحن شخصياً وندعو إليه من خلال كل كتاباتنا ، وكما أشرتم الى ذلك في مداخلتكم الكريمة ، ولكن شحة مثل هكذا كتابات أو تكاد تكون معدومة من قبل مثقفينا وكتابنا ومفكرينا شيء يدعو للأسف وخيبة الأمل وفي مقدمتهم " القومجية المتطرفين " الذين صدعوا رؤوسنا ببكائهم وعويلهم على أطلال نينوى وآشور وبابل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن لم نسمع منهم شيء من هذا القبيل ضد الهجرة على الأطلاق ...                                            دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   
[/b]

421
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكراً على تشريفنا بمروركم بمقالنا وحسن تقييمكم له كما نشكركم على إغنائه بمداخلتكم الثرة التي بها أضفتم ما فاتنا ذكره لتكتمل الفكرة موضوع البحث بأجمل صورها ، ونحن بانتظار مقالكم الذي نوهتم عنه بصدد الموضوع ذاته ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد


الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شكراً على تشريفنا بمروركم الكريم بمقالنا كما نشكر لكم تقييمكم الرائع للمقال وأنه لشرف لنا ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

422
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
أولاً : نحييكم على هذا المقال المبشر بالخير لكل شعبنا الآشوري أينما كان بشكل عام ولأهل القرى المعنية في وادي نهلة بشكل خاص وكما نبارك كل الجهود الطيبة التي شاركت في تحقيق هذا الأنجاز وعليه نقول عندما تتظافر الجهود وتتوحد الأرادات تحقق المعجزات والمستحيلات وتدفن الدسائس والمؤآمرات وكل الخباثات نرفع قبعاتنا إجلالاً وإكراماً لهؤلاء ونقول لهم الى المزيد المزيد في المستقبل ولن يضيع حقٌ وراءه مطالب ْ .
ثانياً : أثمرت الجهود واستعادت الحقوق بقوة الأثباتات وحب الأرض والتشبت بملكتها من قبل أصحابها الشرعيين فدعمهم القانون ، ولكن هل يتشبثون أصحاب الأرض بالبقاء فيها ويقفون في وجه وباء الهجرة العشوائية اللعينة كالطود لكي لا يستعاد ما استرد اليوم الى المغتصبين غداً مرة أخرى ؟؟ هذا هو الأهم في الأمر المحافظة على الحقوق أكثر من الفوز بها !!! .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد

423
الى مَنْ يَهُمهُ الأمر مِن الأحبة الأعزاء
خوشــابا ســولاقا
لدينا مخاوف مرعبة وهواجس أكثر رعباً على مستقبل وجودنا القومي الآشوري في ضوء قرأتنا لمعطيات واقعنا الحالي ، لأن هذا الوجود كما نراه آيل الى الزوال والأنقراض بحسب قوانين الطبيعة في اختفاء وزوال أمم ونهوضها وانبعاثها كما علمنا التاريخ القريب والبعيد ، وجدنا في مقدمة تلك المعطيات التي تؤشر بزوالنا كامة بكل مقومات وجودها القومي التاريخي ألا وهي الهجرة العشوائية اللعينة التي تشتتنا في الأرجاء المعمورة من دون ضوابط ومقومات لإعادة  بناء هذا الوجود في مكانٍ آخر غير أرضنا التاريخية لو سَلمنا جدلاً بمبررات تلك الهجرة كما يسوق لها البعض من أسباب ومبررات مختلفة ، ولذلك وبقدر تعلق الأمر بنا شخصياً والذي وجدناه واجباً قومياً ووطنياً علينا وفق منظورنا القومي ورؤيتنا القومية الآشورية حاولنا أن نؤشر الى ذلك الخطر المحدق من وراء هذه الهجرة في كل كتاباتنا ومداخلاتنا على كتابات الآخرين المنشورة في هذا الموقع أو في صفحتنا في الفيسبوك حيث بينا فيها أن الهجرة بهذا الشكل العشوائي الغير محدد الهدف والأتجاه تشكل التحدي الأكبر والأخطر الذي يواجه وجودنا القومي في المهجر بالأنصهار والذوبان في بودقة الأمم الآخرى ، والأنقراض في أرضنا التاريخية ، وفي هذه الأيام تحديداً نشرنا منشورات وتعقيبات على مداخلات الأخوة المتداخلين بهذا الخصوص ، وتلمسنا في مداخلات وتعقيبات البعض منهم سوء فهم لجوهر ما قصدناه من الموضوع ، أي موضوع التعاطي مع الهجرة كظاهرة اجتماعية قومية آشورية تهدد الوجود القومي لأمتنا في أرضها التاريخية باستمرارها على هذا النمط المثير للشفقة والأستهجان وليس التعاطي معها كخيارات فردية شخصية لها ما لها من الأسباب والمبررات كما يروق للبعض مع الأسف الترويج لها ، مما دفعهم سوء الفهم الى اسقاط الموضوع برمته على تجاربهم الشخصية وكان كل واحد منهم هو المعني كفرد بالأسم بما تطرقنا إليه في كتاباتنا عن الهجرة وتداعياتها المستقبلية وتحميلهم مسؤولية ذلك ، وعليه وبناءاً على هذا الفهم الخاطئ والقاصر التجأوا الى تبرير وتهويل أسباب الهجرة بسرد الأحداث التاريخية المؤلمة وبمبالغة سافرة وكأننا نجهل تلك الأسباب وخلفياتها ولم نقرأ التاريخ ولم نطلع على أحداثه المؤلمة وخلفياته من جهة وعلى الأحداث البطولية الشجاعة لأبناء أمتنا في الدفاع عن الوجود القومي لها من جهة ثانية .... نقول لهؤلاء الأخوة الأعزاء بكل احترام وأعتزاز بهم بأننا قرأنا التاريخ الحديث وتحديداً للقرنين المنصرمين والى حد هذا اليوم قرأة تفصيلية متأنية وبحيادية مطلقة وربطنا من خلال تلك القرأة الأحداث ومسبباتها بجذورها الأصلية وخرجنا باستنتاجات منطقية بما هي أقرب الى الحقيقة التاريخية ، ونقلنا ذلك للقراء في كل كتاباتنا بما هو لنا وما هو علينا من دون محاباة لأحد ولا مجاملات لأقرب الخصوصيات وذلك إرضاءاً للضمير وانصافاً للحقيقة التاريخية الآشورية معتمدين في ذلك على مصادر تاريخية موثوقة مختلفة ومتنوعة من حيث انتماءات كتابها الذين وجدناهم في سردهم وتحليلاتهم لأحداث التاريخ الآشوري متسمين بالحيادية المقبولة في أقصى حدودها ، ووجدناهم بعيدين كل البعد عن الأنحياز للأنتماءات والولاءات للخصوصيات القومية والدينية والمذهبية والقبلية والعشائرية لحساب طرف بعينه على حساب الطرف الآخر ... قرأنا تاريخ أجدادنا بهذه الصورة وخرجنا على ضوئها بنتائج ومعطيات لا بد من قولها ليطلع عليها القاصي والداني من أبناء أمتنا وأصدقائنا وأعدائنا المفترضين مع أخذ بنظر الأعتبار طبيعة الظروف الاجتماعية السائدة في الزمان والمكان لكي لا تتشوه الحقيقة التاريخية بتشويهات المتربصين بابراز الجوانب السلبية والمظلمة من التاريخ فقط وإخفاء الجوانب الأيجابية فيه التي من الممكن أن نأخذ منها وتجاربها قواعد لبناء أسس التعايش الاجتماعي  السلمي مع الشركاء الآخرين في الوطن في عصرنا الحاضر ... نقول لهؤلاء الأخوة ... صحيح حصلت في التاريخ تجاوزات خطيرة ومذابح لا تحصى ولا تُعد من قبل البعض على البعض الآخر وبالمقابل ما حصل من ردود أفعال مماثلة وعاشت المجتمعات والأمم في ظل قانون الغابة ومنطق الثأر والأنتقام وفق قانون القوة والبقاء للأقوى كما يروج له كل الشوفينيين في عصرنا الحاضر عصر تكنولوجية الفضاء والمعلوماتية لأختراق حدود الكون ، ومنهم بعض أبناء أمتنا مع الأسف الشديد وكأن قانون العين بالعين والسن بالسن ما زال حتى في هذا العصر هو الخيار الأفضل لحل النزاعات بين بني البشر وفرض السلام عليهم وليس قانون البقاء والسيادة للأصلح ...
 نقول لهؤلاء الأخوة نحن كنا فعلاً ضحية سيادة تلك القوانين لأننا كنا الأقلية المستضعفة بحكم الواقع الديموغرافي !!! ، فكيف لنا أن ندعو إليها اليوم ؟؟؟ هل تعرفون معنى ذلك من الناحية القانونية ؟؟؟ ، فإن كنتم لا تعرفون فإنه يعني تبرير قانونية ما ارتكب بحقنا من مجازر ومذابح وقتل واغتصاب وتشريد وتهجير وفق تلك القوانين وتُزكون بدعواتكم تلكْ أفعال ذباحينا وقاتلينا  !!! .
نقول لهؤلاء الأحبة ، أن عصور قانون الغابة ، وقانون البقاء للأقوى ، وقانون العين بالعين والسن بالسن قد ولت وانتهت من غير رجعة ، وليس أمام بني البشر غير أن تتصالح وتتعايش سلميا مع بعضها وفق قانون تبادل المصالح المشتركة وقانون البقاء للأصلح وقانون احترام الخصوصيات الأثنية والدينية وغيرها وقانون حقوق الانسان ، لأن انسانية الانسان فوق كل الأعتبارات الخصوصية ، وذلك لأننا نعيش في عصر " الكُلْ بحاجة الى الكُلْ " ، ومن خلال فهمنا الواعي لهذه الحقيقة ، علينا أن ننطلق من روح هذا القانون الموضوعي لأعادة بناء الذات الجديدة التي تتماشى مع روح العصر وننشر ثقافة التعايش السلمي المشترك وعدم الأنجرار في المغالاة لنبش مقابر نفايات الماضي السحيق والقريب لبعث ثقافة الأحقاد والكراهية من جديد التي تصبح مصدراً لأنتشار الحروب المبيدة للبشرية ، وحتماً يكون الخاسر الأكبر والضحية في عودة هذه الحروب هو الأقليات القومية والدينية وداعش وأخواتها خير مثالاً لا اختلاف عليه .
بعد هذا السرد نقول لكل الأخوة والأحبة ... نحن نحترم كل الأراء والأفكار التي تعارض أفكارنا التي طرحناها في هذا المجال بقدر تلك التي تتفق معنا إيماناً منا بأن الحوار الديمقراطي هو من يقودنا الى التوصل والأتفاق على الخيار الأفضل لخدمة أمتنا وقضاياها القومية ، وأن ثقافة الثأر والأنتقام هي من تنقلنا من ويلات الى ويلات أكبر  ومن كارثة الى أخرى أشد ألماً ..... نحن أمة صغيرة إذا ما لم نفلح في إيجاد وسائل ذكية لانقاذ وجودنا سوف يتمكن من يتربص بنا شراً النيل منا في لمحة بصر !!! .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 14 / آذار / 2017 م   

424
الى من يهمه الأمر من الآشوريين بكل تسمياتهم اليوم
تقبلوا محبتي مع أطيب تحياتي الآشورية
عند قرأتنا لهذا المقال بأجزائه الثلاثة ولمرات عديدة وجدنا فيه ما يجب أن يعرفه كل متباكي على الآشورية اليوم أينما كان لأن هذا المقال يروي بدقة من هُمْ سبب خراب ودمار الأمة الآشورية وخروجها من المسرح الانساني بهذا الشكل المخزي والمريع ويسعون اليوم الى استئصال وتدمير ما تبقى لها من رموز حضارية وشواهد تاريخية تمت الى هويتها القومية ، وكيف قاموا هؤلاء بتضليل الآشوريين عبر تاريخهم المأساوي الطويل بما جعلهم يقدمون رقابهم كالخراف طواعيةً لسيوف الأعداء لفصل رؤوسهم عن أجسادهم طمعاً بكسب رضا ربهم بتضحياتهم لدخول ملكوت السماء التي وعدهم بها !!! ، لا نريد أن نكرر ما ورد في المقال من مؤشرات تاريخية دامغة لكشف الحقيقة الآشورية كما ينبغي ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها المجهول !!! ، وإنما ما نريد قوله والذي أثار دهشتنا هو قلة قراء هذا المقال من قبل الآشوريين الذين يتباكون ليلاً ونهاراً ويذرفون الدموع على أطلال نينوى ونمرود وبابل وآشور الجريحة بطعنات ومعاول داعش المجرمة بعد أكثر من 2629 عاماً على سقوط نينوى وأفول نجم الآشوريين ، لماذا كل هذا العزوف وعدم المبالاة بمعرفة حقيقة أجدادكم إن كنتم فعلاً تشعرون بالأنتماء الصميمي الى تلك الأمة العظيمة وحضارتها العريقة أليس هذا أمر غريب يستوجب التوقف عنده ملياً ؟؟؟ لو كان هذا المقال تهجماً واساءةً على بطريرك من بطاركتنا لأي كنيسة من كنائسنا أو سباً لسياسي من سياسيينا وطعناً به لكان عدد القراء بالمئات إن لم تكن بالآلاف ولكانت مداخلاتهم لا تحصى ولا تُعد .... أين آشوريتكم يا أيها المتباكين ؟؟؟ ، إنه حقاً شيءٌ مؤسف ومخجل للغاية !!! ، وأين هي مداخلاتكم وتعقيباتكم على ما ورد في المقال بحق " الحقيقة الآشورية " إن كان ما ورد فيه متفق مع رؤيتكم لتلك الحقيقة أم كان مخالفاً لها ؟؟؟ فعلاً نحن أمة لا تستحق الحياة كما أرادت وتريد لها أمة اليهود دائماً ، مستوى تجاوبكم مع هذا المقال كشف زيف إدعائكم بالأنتماء للآشورية ونفاقكم السياسي .... دمتم بخير وسلام .
                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

425
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر والمترجم المتألق الأستاذ عوديشو سادة يوخنا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الآشورية
أتمنى لك الأقامة اللمريحة في البلد الجديد وأن تكون بصحة جيدة وبسلام .
لا نعرف بأية كلمة نكافؤكم على هذا الفضل الجميل الذي تغدقون به علينا سنبقى مدينون لكم به مدى العمر ، وهو قيامكم بترجمة مقالاتنا التي ننشرها في موقع عينكاوه كوم باللغة العربية الى لغتنا الآشورية ، وهذا الجهد المشكور المتميز الموسوم بالروح القومية نعتبره مساهمة ثرة منكم في إغناء مكتبتنا الآشورية بما يكتبونه أبنائها ، وليس بمقدونا غير أن نقدم لشخصكم الكريم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا ووافر امتناننا ، دمتم أبناً باراً وذخراً طيباً مثمراً لأمتنا ولغتنا وثقافتنا الآشورية .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

426
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب اللامع الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا اللامتناهية مع أطيب وأرق تحياتنا المعسلة
أحييكم على هذه الكلمات الجميلة الرائعة ، الحزينة والمؤلمة التي عبرتم من خلالها عن حقيقة " موطن " ولكن ثق وتأكد أن " الوطن الأم " بخير وسلام طالما هناك من يحبه في الداخل ومن يحِنُ إليه في المهاجر البعيدة ... كل ما يعانيه الوطن اليوم هي مجرد كبوة مؤقته سوف ينهض منها وإنها شدة لا بد لها أن تزول وتشرق الشمس من جديد ساطعة على ربوع وطني - بلادي " العراق - بيث نهرين " الذي لا أرتضي لغيره وطناً بديلاً .... إنه اليوم جريح وريح الدم يجذب إليه الذئاب والضباع الجائعة لينهشوه نهشاً وليقضموا عظامه قضماً لأن الأسود ما زالت مغمية عليها ولكنها لن تبقى كذلك الى الأبد إنها ستستفيق من غيبوتها حتماً وتفتك شر فتكة بتلك الذئاب والضباع الجائعة وتستعيد كرامة وعزة الوطن ، ولكن هل عندها سوف تعود الحمامات المهاجرة الى أعشاشها أم تبقى حيث هي تبكي على أطلال الوطن ؟؟؟ هذا هو المهم في كل ما نتحدث عنه يا صديقي العزيز جان .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

          محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - قلب الوطن النابض بغداد   

427
الى الأخ وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى الأخوة الأعزاء في اللجنة المحترمين
الى كافة الأخوة المتداخلين المحترمين

تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب تحياتنا
نحن بقدر تعلق الأمر بنا وانطلاقاً من حرصنا على مصلحة أمتنا القومية وإيماناً منا بأن لكل مشكلة مهما تكون طبيعتها وتجذر أسبابها يمكن حلها بسهولة ويسر لو حَسَنتْ النيات وتوحدت الأرادات للأطراف المتخاصمة إذا قُدمتْ مصالح الأمة على المصالح الشخصية الضيقة ، وبعكس ذلك يكون مصير كل محاولة أو مبادرة لحلها الفشل الذريع ... وبناءاً على هذه الرؤية نقول للجميع الآتي :
             " كل مشكلة لا تُحل إلا بالقضاء على الأسباب التي أنتجتها ....
                      وإن لم يجري ذلك تكون كل مبادرة مجرد الضحك على النفس
"
دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد

428
الى الأخ الناشر أبو نينوس الآشوري العراقي المحترم
الى كافة الأخوة القراء الأعزاء

تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
بالنظر لكون هذا المقال يتضمن الشيء الكثير من الحقيقة حول دور اليهود من خلال منظماتهم العلنية والسرية في صنع الأحداث العالمية وفي مساعيهم للأنتقام من أعدائهم التاريخيين كالآشورين وكون هذا المقال مستوحي من روح ما ذهب إلية الكاتب " وليم جاي كار" في مؤلفه الشهير " أحجار على رقعة الشطرنج " ... أقتبس مقتطفات من مقدمة هذا الكتاب لمترجمه السيد مجدي كامل لألقاء المزيد من الضوء على دور اليهود ......
" ربما لا يوجد كتاب واحد في التاريخ أثار مثل هذه الضجة التي أثارها هذا الكتاب . وربما يعود السبب في ذلك الى كون الكتاب عبارة عن مرجع موثَّق لكل من يريد أن يعرف سر ما يحدث في العالم ، بمعنى أنه يقدم تفسيرات مشفوعة بالأدلة والأسانيد لأحداث جسام مر َّ بها العالم ، من بينها الثورات الكبرى ، الحربان العالميتان الأولى والثانية ، دون أن يُعرف الأيادي الخفية التي حركتها أو دفَعَت إليها .
 كما يقول المترجم ... بالأضافة الى أنه يقدم عملية استقراء لما سيحدث للعالم – لاحقاً بعد صدور الكتاب – وهو الأمر الذي أبقى الكتاب حياً وخلد صاحبه معه ، خاصة بعد أن صدقت توقعاته وأثبتت الأحداث صحة نبوءاته .
ويقول المترجم كذلك ... يدمغ المؤلف الشهير وليام جاي كار اليهود باعتبارهم قوى الشر التي تعمل متخفية في الظلام وتسيطر على معظم الذين يشغلون المراكز العليا في العالم ، ويثبت بما لا يدع مجال للشك كيف تثير الصهيونية العالمية الأحقاد بين الشعوب وتنشر الفتن والدسائس وتسعى الى إحداث حرب عالمية ثالثة ...... الخ وهدفها في النهاية تخريب العالم وإقامة إمبراطوريتها على أنقاضه .
أدعو من يمتلك هذا الكتاب إعادة قراءّته مرة أخرى بدقة وإمعان وليطلع على ما تضمنته بروتوكولات حكماء صهيون ليصبح على بينة من حقيقة ما أشار إليه هذا الكتاب الرائع لدور اليهود في الأحداث التي تجري اليوم في العالم بصورة عامة ومنطقتنا بصورة خاصة من أحداث أليمة كالحروب واشاعة الرعب والأرهاب ... إن ما أثاره كاتب مقال " الحقيقة الآشـــورية " في مقاله ليس ببعيد عن ألأيادي الخفية لليهود في الأنتقام من الآشوريين وحضارتهم .... دمتم بخير وسلام

                محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا – بغداد


429
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
خير ما نقوله بحقكم هو نحييكم على اختياركم لهذا الموضوع الذي بات اليوم هو أهم موضوع في حياة الأمم والشعوب والمنظمات بكل أشكالها لتسويق أفكارهم ومنجزاتهم الحضارية والثقافية والفكرية والعلمية للآخرين لتعريفهم بها ، ويعتمد هذا المؤشر كمعيار لتقييم مدى تطور وتقدم أمة على أخرى . اليوم يعتبر أن الأمة أو الدولة التي تمتلك أقوى وأرقى تكنولوجية حديثة بكل اختصاصاتها وأكبر اقتصاد الى جانب أكبر وأنجح مؤسسات إعلامية هي الأقوى والأعظم في العالم ... أما بالنسبة الى أمتنا الآشورية فأن تقييمها يتم وفق مبدأ " تماثل الجزء مع الكل وليس العكس " فالأعلام الآشوري هو جزء من الواقع الآشوري وليس من المعقول أن يكون لنا إعلام ناجح ومتطور وفعال ضمن هذا الواقع الأجتماعي والسياسي والثقافي والأقتصادي المتهرئ والمجزء والمشتت والمتناحر والمستقتل على التوافه من الأمتيازات في فتات موائد الآخرين في مطبخ السياسة الدولية والمحلية ، إنه صراع واستقتال كقتال الديكة على المناصب المذلة والمهينة وما ينزل في الجيوب الخاوية من قاذورات الحياة .... اليهود في سبيل المثل وليس الحصر هم أقوى أمم الأرض وكلامهم مسموع بل ومفروض على الأقوياء والضعفاء معاً من لأمم لأنهم يسيطرون بجدارة على الآتي من عناصر القوة :-  مؤسسات النقد العالمي وعلى مؤسسات التكنولوجية الحديثة وعلى مؤسسات الأعلام العالمي ..... متى يدركون ذلك مؤسساتنا السياسية الأرتزاقية ومؤسساتنا الكنسية المتناحرة بسبب الولاء للمذهبية اللاهوتية الخرافية المنافية لجوهر المسيحية التي بشر بمبادئها السيد المسيح له المجد ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

430
الى الأخ الناشر أبو نينوس الآشوري العراقي المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
حقيقة المقال مهم ويستحق القرأة بامعان لما فيه من طروحات وأفكار تبدو مستغربة للبعض وخاصة للمتدينين من القراء ولكن ما ورد في المنشور عن دور اليهود في محاولتهم للسيطرة على العالم يحمل جزءاً كبيراً من الحقيقة إن لم يحمل الحقيقة كلها وهذا ما تثبته الأحداث اليوم وما أثبتته عبر التاريخ .... كما أود أن أبين للناشر بأن مؤلف كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج " المشار إليه هو " وليم جاي كار " ضابط في البحرية الكندية والكتاب في غاية الروعة يقترب في طروحاته كثيراً مما ورد في هذا المنشور المجهول كاتبه .... دمتم بخير وسلام .
                      محبكم أخوكم خوشابا سولاقا - بغداد 

431
الى الأخ والصديق والزميل العزيز الأستاذ قيصر شهباز المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
نشكر مروركم الكريم بمقالنا من خلال هذه المداخلة الثرة وكل أرائكم موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا ، لقد ركزنا في مقالنا على دور الولاءآت للخصوصيات الاجتماعية السلبي في تحجيم وتعويق العمل القومي الموحد وهذا لا نعني به انعدام الأرادة لدى أبناء أمتنا في المهجر بل أن حياة المهجر تضعف من تلك الأرادة والشعور القومي بحكم طبيعة الحياة ومتطلباتها في المهجر ، هذا ما يجعلنا نتوجس خوفاً على مستقبل وجودنا القومي في المهجر ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                           محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

432
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب تحياتنا
أسعدنا كثيراً كتابتكم في هذا المجال ، لأن الكتابة بصدق وأمانة ومن دون مجاملات ومحاباة لأحد  عن هذا الموضوع تحديداً نكون بذلك قد وضعنا أصبعنا على الجرح النازف ونكون قد وضعنا قدمنا على المسار السليم للعمل القومي الموحد ونكون قد ضمنا أسباب نجاحه .
صديقي العزيز .... إن العمل القومي السليم بذهنية قومية شاملة يتقاطع ويتعارض بشكل صارخ مع ذهنية التركيبة القبلية والعشائرية للمجتمع منهجاً وتفكيراً وسلوكاً ولا يجوز لأي عمل قومي أن يحقق النجاح في ظل بقاء واستمرار تأثير الذهنية والعقلية العشائرية ... نحن لا نتفق معكم في قولكم بأن الذهنية القبلية والعشائرية قد تفككت وضعفت بعد مجزرة سميل سنة 1933 م بل على العكس من ذلك ، حيث ترسخت وتجذرت أكثر ، وكما تعلمون أن مجزرة سميل قد حصلت بسبب هيمنة الذهنية العشائرية على صنع القرار الآشوري وأسقطت مشروع البطريرك مار إيشاي شمعون في طرح القضية القومية الآشورية أمام عصبة الأمم في مؤتمر باريس سنة 1932 م ، هنا لا نريد  تكرار ما شبعنا من الكتابة عنه وبات معروفاً للجميع . وبعد ثلاثين سنةعادت وظهرت الذهنية العشائرية السافرة بشكلها ومحتواها القبيح من جديد لتبث سمومها في جسد الأمة المتهالك تحت غطاء المذهبية الكنسية سنة 1964 م حيث كان الناس يحتفون في كركوك في حينها " أخنن طيارايي ريشن شخينا ريشا دبي ششتو طمشيخلي كو طينا " مع اعتذاري لنشر هذا الهتاف لأبناء قبيلتي تياري السفلى ولكن للضرورة أحكام وأدت الى تمزيق الأمة قومياً وكنسيا واسرياً أيضاً من قبل ورثة القادة العشائريين سنة 1932 - 1933 م ، ولا زالت الذهنية العشائرية تتحكم بالبنى التركيبية للأحزاب السياسة والكنيسة وتأثيرات هذه الذهنية هي ما تجعل عملية التوصل الى توحيد الخطاب السياسي القومي والكنسي أمراً مستحيلاً ، وكان فشل عملية توحيد الكنيستين المشرق الآشورية والشرقية القديمة بعد رحيل مثلث الرحمات مار دنخا الرابع الى الأخدار السماوية مثلاً آخر يدحض صحة زوال الذهنية العشائرية وتأثيرها السلبي في المجتمع الآشوري .... لا نرى أي ضرورة لمحاباة هذه الظاهرة المرضية السرطانية ومجاملة المروجين لها بأي قدر كان والمبالغة باسباب زوالها وحتي ضعفها ، والمشكلة الأكبر إنها تترسخ أكثر بدلاً من أن تضعف وتزول في مجتمعنا في المهجر ... لقد آن الآوان لأن يتم التطرق على المخاطر الجدية والمزمنه لهذه الظاهرة المرضية الفتاكة ( الذهنية القبلية والعشائرية والمذهبية اللاهوتية الكنسية ) على العمل القومي الموحد ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

433
الى الأخ والصديق لاالعزيز الكاتب المفكر الأستاذ lucian المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
شكراً على هذا المرور الكريم والرائع بهذه المداخلة الفكرية التاريخية الثرة بمقالنا حيث ألقيتم من خلالها الضوء على جوانب كثيرة لها أهميتها البالغة في تطوير العمل الفكري والسياسي لدفع عملنا القومي الى الأمام .... نعم إن ممارسة النقد والنقد الذاتي تعتبر خير وسيلة شافية لتقويم وتطهير أي عمل فكري وسياسي من أدرانه السرطانية إن صح التعبير وانضاجه وتهذيبه من أسباب الفشل والأنتكاس وبالتالي تجديد شبابه وتفعيله وتحفيزه بعناصر القوة والأندفاع والتجدد ومن غير ذلك يبقى عملاً مريضاً ومشلولاً .... نكرر شكرنا الجزيل وأمتناننا لكم على مداخلتكم الرائعة وصراحتكم غير المجاملة لأحد ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد



الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ عصام المالح المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الآشورية العراقية
شكراً على مروركم بهذه المداخلة الرائعة والثرة بمقالنا والتي أغنته بما فاتنا التطرق إليه ، نحن نتفق معكم بأغلب ما تم ذكره باستثناء ما للخصوصيات القبلية والعشائرية والمذهبية من دور سلبي في تعويق العمل القومي الموحد وخير تجربة تبرهن على صحة ذلك هي أسباب ما أدت الى حدوث مجزرة سميل وثم تم على خلفيتها انشطار كنيسة المشرق سنة 1964 م حيث كانت الأسباب وراء كل ما حصل هي أسباب قبلية وعشائرية من أجل الزعامة لا نريد الغوص في تفاصيلها لأنها تهيج جراحاتنا عندما نتطرق إليها ... صحيح إن التركيبة الاجتماعية لمحيطنا القومي هي كذلك تركيبة قبلية وعشائرية ومذهبية تتحكم بمخرجات قراراته إلا أن ذلك لا ينفي أن لهذه التركيبة في مجتمعنا الآشوري لم يكن لها الدور السلبي الحاسم في كل مآسي أمتنا في القرنين الماضيين ، إن الكتابة عن هذا الجانب ونقده نقداً لاذعاً بات واجباً قومياً في غاية الأهمية بعد كل هذه الأخفاقات في عملنا القومي لتحقيق الذات نأمل أن نقرأ الكثير منه لكتابنا مستقبلاً ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

 

434
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ آشورقُرياقوس ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
يبدو لنا أنه قد حصل شيء من سوء فهم غير مقصود لديكم في فهم فكرة مقالنا ، لذلك سأوضح بعض الأمور يا صديقي العزيز .
شرفنا مروركم بمقالنا من خلال هذه المداخلة القيمة والرائعة والتي لا أختلف حول الكثير مما ورد فيها من ملاحظات بقدر تعلق الأمر بفكرة مقالنا .
- المقال تقريبا يركز في مخرجاته النهائية على ما صار عليه مجتمعنا الآشوري في القرون الآخيرة .
- نحن لم نحمل الدين كمسيحية مسؤولية ما وصلنا إليه من سوء الوضع ولكن وضحنا كيف أن المسيحية ساهمت بشكل كبير في القضاء على الثقافة والأرث والتقاليد والطقوس التي كانت تسود المجتمع الآشوري قبل المسحية باعتبار ذلك جزء من التراث الوثني وهذ أمر لا نعتقد يختلف عليه إثنان وبذلك اضعف التواصل بين ماضينا الوثني وحاضرنا المسيحي .
- بالتأكيد أن المسيحية كدين وكظاهرة ثقافية واجتماعية كان لها أثر كبير في اختفاء الكثير من موروثات الثقافة القديمة ( ما قبل المسيحية ) وظهرت أخرى محلها مناقضة لها في عملية الصراع بين الماضي والحاضر وهذا ما حصل بالنسبة لنا فكل ما قصدناه في مقالنا هو هذا الجانب ، وذلك لا يعني أن للمسيحية ليس لها ولم يكُن لها تأثيرات ايجابية على طبيعة التركيبة الاجتماعية لمعتنقيها ... كان للمذهبية في المسيحية مساهمة كبيرة في تمزيق الآواصر القومية لأمتنا وما نشاهده من صراعات التسميات اليوم بين مكونات أمتنا خير دليل على صحة ما نقول ، نحن باعتقادنا أن الخلافات حول التسميات هو في الأصل نابع من خلفية مذهبية وليس من خلفية قومية كما هو ظاهر في الخطاب السياسي لمكونات أمتنا .
- نقطة مهمة نحب الوقوف عندها وهي يجب أن نفرق بين المسحية كدين وأفكار وما تقوم به الكنيسة بقيادة الأكليروس الكنسي . دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

   [/b]

435
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مداخلتكم الثانية وتفهمكم بعمق أكثر من المداخلة الأولى لما عرضناه في مقالنا . إن وطبيعة التركيبة الاجتماعية وتأثيراتها على العمل السياسي القومي لأي أمة لا يمكن التعبير عنها واختزالها في مقال واحد متواضع وكل ما كتبناه كان مجرد لتحفيز الآخرين للغوض في هذا المجال ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

436
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي اللامع الأستاذ كامل زومايا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا
شكراً على مداخلتكم الثانية الموجه إلينا والى الأخ الأستاذ الفاضل كنعان شماس والتي من المؤكد إنها نابعة من حرصكم على تطويع واستثمار كل ما نكتبة لخدمة قضيتنا القومية المشتركة وهذه هي الخصائل الحميدة للمثقف الواعي نتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مسعاكم ..ز دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

437
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى مداخلتكم وما فيها من وجهات نظر التي تتماشي مع وجهات نظرنا أو التي تتقاطع معها لأن الحوار الديمقراطي هو من يُنضج الأفكار وهو من يقودنا الى سواء السبيل الى المستقبل المنتظر .
- هذا المقال من يقرأه بتأني سوف يجد إن المعني به بالدرجة الأساسية هو مجتمعنا الآشوري على مدى القرون الأخيرة ولا علاقة له بالمجتمع الآشوري قبل سقوط السلطة السياسية للآشوريين في نينوى سنة 612 - 609 ق م .
- المفهوم القومي الحديث الذي انتشر خلال وبعد عصر الأستعمار الكولونيالي في أوروبا بعد عصر النهضة والثورة الصناعية لم يكن معروفاً في زمن الآشوريين القدامى ولكن كان هناك بالمقابل ولاء لآشور كإلاه وأرض بنفس المستوى من القوة للانتماء القومي الحديث وعلى هذا الأساس نشأت دولة آشور وتوسعت امبراطوريتها لقرون طويلة لحين سقوط نينوى سنة 612 ق م .
- ظهور المسيحية ودخول الآشوريين الذين كانوا يعيشون تحت الأحتلال وظلم الفرس وغيرهم فيها وجدوا في الأفكار المسيحية ملاذاً لهم ، ولكن المبشرين بالمسيحية سعوا الى القضاء بكل قوة على كل ما يمت بصلة الى ماضيهم الوثني ولم يكن أمام الآشوريين غير القبول بذلك ، وهكذا أصيبت أواصر الأنتماء والتواصل بين الماضي الوثني والحاضر المسيحي بوهنٍ كبير والى درجة التنكر لذلك الماضي وهذه حقيقة كتبها التاريخ .
- عاشوا الآشوريين بعد انتقال مقر البطريركية لكنيسة المشرق الى قرية قودجانس في هيكاري في ممالك قبلية وعشائرية شبه مستقلة في ظل الدولة العثمانية الظالمة والعنصرية وكانت الولاءات للقبيلة والعشيرة والكنيسة وليس لغيرها وهذا ما يحصل اليوم عملياً ولكن في ظل وجود شعور بالأنتماء القومي الآشوري الحديث ، وهذا ما ركزنا علية بتاثيراته السلبية على العمل القومي الموحد في مقالنا يا صديقي العزيز ولا علاقة لذلك بالفكر الماركسي الذي أقحمتموه عنوة في الموضوع .
- المسيحية تحت يافطة التخلص من أثار الوثنية دقت الأسفين بين الماضي الآشوري وحاضرة وقطعت كل آواصر الصلة والتواصل بينهما بالرغم ما موجود من المبررات . 
- أخيراً يا صديقي العزيز وبصريح العبارة أقولها لم نفهم ما الذي تقصدونه في مداخلتكم الطويلة وما الذي خذلناكم به في الموضوع المطروح .
        دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد



الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع أحلى وأطيب تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم والمتفهم بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم القيمة والتي تلامس بهدوء ما نشعر به وما أردنا قوله في هذا المقال الذي تناولنا فيه واقع حال أمتنا والتناقض الكبير بين القول والفعل لمن يخوضون غمار النضال المزيف من أجل المصالح الشخصية تحت يافطة القومية لقد أحسنتم فهم ما كتبناه ولكم جزيل شكرنا وفائق تقديرنا ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
     

438
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كنعان شماس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم موضع احترامنا وتقديرنا ، لم يحصل للأمم الأوروبية من تدمير الأواصر القومية على يد رجال الكنيسة التي كانت تبشر بالمسيحية على هواها ما حصل من تدمير للآشوريين هو حدوث ثورة الأصلاح الديني في منتصف القرن السادس عشر على يد القسيس الألماني مارتن لوثر وجون كيلفن وغيرهما وأنقذوا أمم أوروبا من تركات التخلف للقرون المظلمة التي فرضتها الكنيسة باسم المسيحية ولسوء حظ الآشوريين وغيرهم من أمم الشرق لم يظهر لهم قسيس أصيل وخير مثل مارتن لوثر .... عاشت أوروبا في الظلام لقرون طويلة ولا زالت تعاني من أثارها الى اليوم بسبب سيطرة وهيمنة الكنيسة على مقدرات أممها وهذه حقيقة دونها التاريخ وليست اكتشاف من قبلنا كما تقول تهكماً بما كتبناه !!! .... متى تستفيقون بأن المسيحية هي ما تجسده سلوك الكنائس في التعاطي مع الحياة وليست ما تقوله النصوص المثالية الجرداء التي لا ترى التطبيق على أرض الواقع من قبل البشر ، وهو حال كل الأديان الأخرى حيث النصوص الدينية في كتبها في وادٍ وما يجسده القائمين عليها بسلوكهم وتطبيقاتهم في وادٍ آخر .... السيد المسيح له المجد واحد وانجيله واحد وقال للرسول بطرس أنت الضخرة الذي عليه أبني كنيستي ( وليس كنائسي !!! ) .... الخ ونتساءل هنا لماذ تعددت الكنائس خلافاً لتوصية وإرادة السيد المسيح ؟؟ المبشرين والقائمين على الكنائس بعد السيد المسيح له المجد فعلوا مصائب كثيرة باسم المسيحية بحق الأمم وقضوا على الكثير من التراث القومي والثقافي لها باعتبارها وثنية ، نكتفي بهذا ولا نريد أن نطيل وندخل في سجال عقيم ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

439
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعل تقييمكم له وعلى مداخلتكم الثرة والتي أعتبرها إضافة وإغناء لما عرضناه من وجهات نظر وكل شي قابل للدراسة والتحليل والأستنتاج ولكن الجميع نلتقي في الهدف النهائي وهو اكتشاف أسباب ما أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم وهو الأهم في الموضوع كله ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كامل زومايا المحترم [
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وشكراً على استيعابكم العميق لأبعاد هذا الموضوع وأثرة في معالجة كل الأخفاقات التي حصلت وتحصل في مسيرة نضالنا للمحافظة على وجودنا القومي في أرض بيث نهرين الطيبة وكان فهمكم لما أردنا قوله من خلال هذا المقال فهماً عميقاً وايجابياً أسرنا كثيراً ن ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ منصور زندو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأحلى تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى كل ملاحظاتكم التي لا تخلوا من الصواب والفائدة في آنٍ واحد .
- السلطة السياسية للأمبراطورية الآشورية سقطت على أيدي الفرس الميديين سنة 612 ق م وليس سنة 625 ق م . وكانت الأمبراطورية الآشورية خلال فترة حكمها متماسكة وقوية وقائمة على ولاء شعبها للآله آشور وليس لغيره ، وموضوع مقالنا لا يتناول تلك الفترة وإنما يتناول فترة ما بعد المسيحية والى يومنا هذا ويتناول ما يخص من يعترفون بكونهم آشوريين اليوم من مكونات أمتنا لكي يكون الأمر واضحاً ( نعني التركيبة الاجتماعية للآشوريين أي من بقوا متمسكين بآشوريتهم فقط ) .
- المسيحية كانت المعول التي سعت الى تدمير كل البنى الاجتماعية والثقافية للمجتمع الآشوري بكل ما له صلة بماضيه الوثني وهذا ليس تجني على المسيحية وانما هي حقيقة تاريخية لا يمكن تجاوزها أو نكرانها وعندما ذكر ذلك لا يعني اطلاقاً إساءة إليها والى رسالتها . نحن في المشرق تعاملنا مع المسيحية على أساس تطويع قيم وثقافة ماضينا الوثني الى قيم وثقافة الدين الجديد وبذلك انقطت الصلة بين ذلك الماضي وحاضرنا قومياً بينما الأوروبيين فعلوا العكس حيت عملوا على تطويع قيم وثقافة الدين الجديد الى قيم وثقافة ماضيهم الروماني والأغريقي ولذلك اختلفت مسيحية الشرق عن مسيحية الغرب وابتعدت عنها في أمور حياتية كثيرة ... على أية حال إن الموضوع متشعب ومعقد وهو بالتالي وجهات نظر مختلفة تختلف باختلاف القراء لقرأة وفهم التاريخ الاجتماعي لأمتنا وليس بالضرورة أن تتطابق وجهات نظرهم  ،وعليه فان وجهات نظرك موضع احترامي وتقديري واعتزازي .
- القبلية والعشائرية والمذهبية اللاهوتية كانت وما زالت هي سبب تمزقنا وتشتتنا وعدم وحدتنا القومية والكنسية وحهي من جعلتنا لقمة سهلة للآخرين ممن تربصوا بنا الشر .
       دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

[/color]
الى الأخد والصديق العزيز الأستاذ LAZAR SAKO المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الطيبة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى كل ملاحظاتكم والتي بالتأكيد تمثل وجهات نظركم حول الموضوع ونحن نحترمها ونقدرها جلى تقدير واحترام .
موضوع مقالنا هذا يعني مجتمع المكون الآشوري أي من يعتبرون أنفسهم سليلي الآشوريين القدامى وليس غيرهم من مكونات أمتنا بالرغم من التشابه الكبير بين تلك المكونات من ناحية طبيعة التركيبة الاجتماعية والسيسيولوجية ، أعتقد كان هناك نوع من التسرع في تقيمكم لموضوعنا هذا ونتمنى أن نقرأ لكم أو لغيركم من الأخوة الكلدان مقالاً يتناول هذا الجانب لطبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الكلداني وآخر من الأخوة السريان حول المجتمع السرياني لأن ذلك سوف يساهم حتماً في إذابة جليد الأختلافات وتقريب وجهات النظر حول المشتركات ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكمأخوكم وصديقكم ؛ خوشابا سولاقا - بغداد


الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ سالم كجوجا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا بهذه المداخلة التاريخية الثرة التي لا نختلف معك عنها بشيء والتي أغنت المقال بما لم نتناوله فيه وجهودكم مشكورة وهي موضع تقديرنا واحترامنا لأن هكذا حوار هو ما يوصلنا الى ما نبتغية من الكتابة ...
صحيح أن المسيحية من خلال الكنيسة حمت لغتنا والكثير من تقاليدنا وطقوسنا الدينية وهذا ما لا ننكره ولكن في ذات الوقت قضت قضاءً مبرماً على ثقافتنا الآشورية التي كانت سائدة قبل المسيحية وبذلك قطعت الحبل السري بين الماضي القومي الوثني الآشوري وبين الحاضر الآشوري المسيحي وهذا كان عامل التفكك في الآواصر القومية اجتماعياً وانحلالها وحلت محلها الآواصر القبلية والعشائرية التي كانت موجودة فعلاً ولكنها لم تكن فاعلة في تركيبة البنية الاجتماعية ، نحن لسنا مختلفين من حيث الجوهر واختلافنا يكمن في محصلة نتائج العملية الاجتماعية وانعكاساتها على حاضرنا ولربما مستقبلنا ، ولكن مثل هكذا حوارات هي من تقودنا الى سواء السبيل لتجاوز الواقع المريض لأمتنا وذلك هو المطلوب ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
             محبكمأخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

     

440
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي اللامع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
لم يكن مقالكم هذا أقل من قول الحقيقة بحق الأقزام الذين صنعوهم الغرباء للأرتزاق على حساب مصلحة أمتنا بكل مكوناتها ، لقد قلتم بحقهم ما يستحقونه من أوصاف ونعوت ربما قصرتم في ذلك بعض الشيء ، وليس بوسعنا أن نضيف أكثر للأستزادة في تعرية هؤلاء المرتزقة الذين تُسيّرهم أهواء ظالمي أبناء أمتنا في أرضنا التاريخية ... كانت مداخلة الأخ العزيز الأستاذ نذار عناي إضافة ثرة ورائعة في اكمال ما فاتكم ذكره بحق هؤلاء أشباه الأقزام مشكوراً عليها ، حقيقة وما استهليتم به مقالكم هذا إن " شر البلية ما يضحك " اختيار رائع وسليم وموفق ويختزل واقع أمتنا بدقة ولكن هل يفهمون هؤلاء الأقزام هذه اللغة كما قال الأخ نذار عناي ؟؟ أم علينا أن نصنع لغة للتفاهم وإفهام أمثال هؤلاء الذين يسعون الى فرض تمثيلهم لنا في مؤسسات الدولة البرلمانية ؟؟ بينما في الحقيقة هم لا يمثلون حتى أنفسهم والمخدوعين بهم لأنهم من صنع الآخرين !!! ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

441
طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الآشـــوري وتأثيرها السلبي على العمل القومي الموحد

خوشابا سولاقا
لغرض تقييم العمل القومي الآشوري السليم بشكل دقيق وتحديد مساراته واتجاهاتها للوصول بالتالي الى التقييم الموضوعي المنشود لا بد أن يتم دراسة طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الآشوري وتحليلها بعلمية وعقلانية من دون مجاملات ولا محاباة لأي تشكيل أو تنظيم سياسي أو أفراد مهما يكون عنوانهم الاجتماعي ، وذلك بهدف معرفة ما موجود من تأثيرات سلبية أو إيجابية لتلك التركيبة التي تعيق وتعرقل العمل القومي الموحد أو التي تدعمه وتسانده وتزيده صلابةً وتماسكاً ومن ثم كيفية التعاطي مع تلك التأثيرات والتصدي للسلبيىة منها بحزم ودعم ما هو ايجابي منها بقوة للمحافظة على بقاء العمل القومي في مساره الصحيح ، وهذا ما لم يحصل لحد الآن ، ولذلك توالت نكسات ومآسي الأمة قومياً وكنسياً من السيء الى الأسوء طيلة تاريخنا الحديث ، وبذلك ضاعت كل فرصنا في بناء أي كيان خاص بنا وبقينا كأمة ، أمة ممزقة الى أشلاء تتآكل من الداخل يوم بعد آخر ووصلنا الى ما نحن فيه من وضع مزري مشتتين موزعين في الأرجاء المعمورة لا يجمعنا جامع قومي ومقسمين الى قبائل وعشائر وكنائس متناحرة تسود فينا ثقافة الحقد والكراهية القبلية والعشائرية والمذهبية .
كان مجتمعنا الآشوري منذ قرون خلت وبالأخص بعد دخوله في المسيحية وتخليه عن طقوس وتقاليد الأجداد بشكل سافر باعتبارها وثنية الطابع والمضمون بموجب التفسير المسيحي لها ، لذلك سعوا أجدادنا في ظل الدين الجديد بقوة وحزم الى التخلص بكل الوسائل الممكنة من كل ما يربطهم بماضيهم الوثني لأرضاء الرب عنهم ليمنحهم تأشيرة الدخول الى ملكوت السماء بحسب اعتقادهم المسيحي !!! ، وبذلك قُطع التواصل القومي بين حاضرهم المسيحي وبين ماضيهم الآشوري الوثني وتغيرت التقاليد والعادات والطقوس الآشورية واستبدلت بأخرى تتماشى مع ما يوصي به العهد القديم من الكتاب المقدس وكذلك تغيرت الأسماء الآشورية بمرور الزمن وحلت محلها الأسماء العبرية الوارد ذكرها في الكتاب المقدس من عهده القديم ، وهكذا بات يعتبر ذكر أي شيء له علاقة وارتباط بالماضي الآشوري ما قبل المسيحية كفراً وجريمة لا يغفر الرب عليها أحداً ، وبذلك تم دق الأسفين بين الماضي الآشوري الوثني بكل بناه الاجتماعية والثقافية وبين حاضره المسيحي وكأن عملية التخلص من كل مخلفات الماضي باتت كأنها غسلاً للعار التي ألحقته بهم أبائهم وأجدادهم من آلاف السنين وكانت كل سلوكياتهم الاجتماعية في سباق مع الزمن لتغيير كل قديم منكر واستبداله بآخر جديد ينسجم ويتماشى مع تقاليد وطقوس الدين الجديد . هذه العملية التي كانت طبيعتها تتسم بالتطرف والتعصب المفرط المغالٍ به وبالأيمان الأعمي غير الواعي لرفض الماضي الوثني الآشوري والأنتقال الى الحاضر المسيحي لبناء مستقبل جديد وفق قيم ومبادئ وأخلاق جديدة لا تمت الى الماضي بصلة وَلّدتْ مجتمع جديد بتركيبة اجتماعية وثقافية ذات طبيعة مناقضة للطبيعة الاجتماعية والثقافية التي كانت قائمة على الولاء القومي الآشوري والتنكر لها بشكل سافر ، حيث كنا نسمع من أجدادنا الى عهد قريب يقولون لنا ونحن أطفال بأن أجدادنا الآشوريين " آثورايي " القدامي كانوا " خَمْبي " أي بمعنى وثنيين ونحن اليوم مسيحيين " سورايي " ، هذه الثقافة المتخلفة وهذه الفلسة الرعناء القائمة على كراهية ونبذ الماضي باعتباره وثني غيرت طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الآشوري من مجتمع قومي شامل الى مجتمع مجزء قائم على مفهوم نظام القبائل والعشائر والأفخاذ والعوائل وغيرها من الخصوصيات ، وبعد ظهور المذاهب اللاهوتية في المسيحية انقسم مجتمعنا كنائسياً أيضاً الى  كنائس مختلفة متقاتلة حاقدة على بعضها البعض بافراط منقطع النظير وهذا ما زاد في الطين بَلّة ، وهكذا انقسم المقسم وتجزء المجزء  وزاد وضعنا القومي هشاشة وهزالاً .
بعد هذا المخاض العسير والطويل من الأرهاصات والمعاناة الاجتماعية التي مرّ بها المجتمع الآشوري سواءاً في سنجق حيكاري في تركيا الحالية أو في أورميا في إيران أو في شمال بيث نهرين قوميا وكنسياً والذي تم التطرق إليه في متن هذا المقال تَشكَلَ مُجتمع جديد على شكل قبائل وعشائر قومياً ولكل قبيلة وعشيرة استقلاليتها الخاصة ويرأسها رئيس يسمى " ملَّك " كما كان التقليد المتبع  في ممالك الآثوريين في سنجق حيكاري أو رئيس للعشيرة كما كان الحال في المقاطعات الآخرى التي يقطنها الآشوريين في أرجاء الأمبراطوريتين العثمانية والفارسية .
 المهم في الأمر بما يعني هذا المقال أن كل قبيلة وكل عشيرة كان لها تقاليدها وعاداتها وطقوسها الاجتماعية وزيها الشعبي التقليدي تعتز وتتفاخر بما لها باستعلاء وكل منها تعتبر نفسها أفضل وأرقى من غيرها وتعطي لنفسها الأولوية على غيرها في كل شيء هذه التركيبة القائمة على هذه الأسس أدت الى ولادة ثقافة الكراهية والكبرياء بين القبائل والعشائر وعدم الثقة ببعضها البعض هذه الثقافة التي وضعت القبائل والعشائر الآشورية في حالة من التقاطع والتعارض الاجتماعي الدائم على كل شيء له علاقة بالمصالح الأقتصادية كمصادر المياه والمراعي والمصايف والأراضي الزراعية جعلت المجتمع الآشوري هش مفكك وغير منسجم قومياً وبقيت ولاءآته للخصوصيات القبلية والعشائرية أقوى وأكثر تأثيراً في صنع وصياغة قراره السياسي من ولائه القومي الآشوري ، وكان تأثير هذا الولاء السلبي للخصوصيات القبلية والعشائرية جلياً على القضية القومية الآشورية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى حيث مكنت الأنكليز من التسلل بخُبثٍ ودهاء ومكر الى صفوف الأمة من خلال تقاطع وتعارض الولاءات للخصوصيات القبلية والعشائرية والمذهبية لتنفيذ سياستها القائمة على مبدء " فرق تسد " السيء الصيت لتمزيق وحدة الأمة الآشورية والتي انتهت بمجزرة سُميل الرهيبة سنة 1933 م ووضعت بعدها القضية القومية الآشورية على الرف في أدراج عصبة الأمم يعلوها الغبار الى يومنا هذا ، وبذلك ضاعت فرصتنا الذهبية الأخيرة في تقرير مصيرنا القومي  باقامة كيان مستقل خاص بنا في أرضنا التاريخية على ضوء مقررات اجتماع أورميا في السادس من كانون الثاني سنة 1918 م بحضور أمير الشُهداء مار بنيامين شمعون وملكاني والقادة العسكريين للأمة الآشورية والكابتن غريسي مسؤول المخابرات البريطانية في شرق وجنوب شرق الأناضول ممثلاً لحكومة بريطانيا العظمى وبحضور القنصل الروسي والقنصل الفرنسي ورئيس البعثة الطبية الأمريكية في أورميا ، حيث أعلن الملعون الكابتن غريسي في ذلك الاجتماع باسم حكومة بريطانيا العظمي بأن قبول الآشوريين بدخولهم الحرب الى جانب الحلفاء ضد دول المحور يكون دخولهم كحلفاء وليس باي صفة أخرى وبعد الأنتصار في الحرب سوف يتم انشاء كيان قومي سياسي خاص بالآشوريين في مناطق سُكناهم التاريخية تحت الحماية البريطانية ، ولكن للأسف الشديد تغلب مكر ودهاء وخبث الأنكليز على حُسن النية وطيبة الآشوريين وقلة خبرتهم بالشأن السياسي بختم الاجتماع من دون تنظيم محضر مكتوب موقع من قبل الأطراف المشاركة ليكون وثيقة رسمية بيد الآشورين مستقبلاً تمنع بريطانيا من التنكر لما وعد به ممثلها الكابتن غريسي باسمها .
مما تقدم نستنتج أن طبيعة تركيبة مجتمعنا الآشوري منذ قرون خلت هي تركيبة قبلية وعشائرية ومذهبية تتحكم في صياغة قراراتها القومية بشكل مباشر وغير مباشر تأثيرات الثقافة القبلية والعشائرية والمذهبية التي هي بطبيعة الحال  ثقافة قائمة على المنافسة والكراهية المتبادلة بين الخصوصيات الاجتماعية مما باتت وحدة قراراتها صعبة التحقيق للغاية أو شبه مستحيلة ، وبذلك تصبح القيادات القبلية والعشائرية والكنسية على خلاف وعدم التوافق حتى على أتفه الأمور المتعلقة بالشأن القومي وكل واحدٍ منهم يتصرف على هواه بغرض النكاية بالآخرين ، وهذا ما حصل خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها وهو ما يحصل اليوم أيضاً بين القيادات السياسية والكنسية حيث يقولون شيء ويفعلون العكس ... هذه التركيبة الاجتماعية المبنية على ولاء الفرد الآشوري فيها للخصوصيات القبلية والعشائرية والكنسية بدلاً من الولاء الصميمي للقومية الآشورية هي من أوصلت أمتنا الآشورية الى ما هي عليه اليوم من تمزق وتشرذم وتشتت وضياع ، وللخلاص من هذه المحنة التي تعانيها أمتنا علينا التخلص من الولاء للخصوصيات ونبذ ثقافتها والتمحور حول الولاء للقومية والثقافة القومية النابذة والرافضة للشوفينية والتعصب القومي للتمكن من التعايش السلمي مع الشركاء في الوطن في إطار الواقع الموضوع وعدم القفز من فوقه الى عالم الأحلام كما تفعل البعض من المتعصبين والمتطرفين من المدعين بالقومية ، أي أن يكون تعاملنا مع معطيات واقع الحال وليس مع معطيات التاريخ البعيد لكي نتمكن أن ننقذ ما يمكن إنقاذه من وجودنا القومي ولكي لا نُضيع الماضي والحاضر والمستقبل معاً .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 22 / شباط / 2017 م 

442
الأخ وصديق العمر العزيز الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين
[/b]
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
كان مقالكم رائع من حيث ضرورة إطلاع أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين على جوانب في غاية الأهمية من وثائق التاريخ لكي يتمكنوا من فهم واستيعاب أحداث تاريخهم الايجابية منها والسلبية ومن ثم تجاوز أخطائهم وأسباب فرقتهم للقضاء على تخلفهم وتأخرهم ، هذا شيء جيد وعمل مطلوب من مفكرينا وكتابنا ومثقفينا ولكن طالما هناك اليوم من لا يقبل بحقائق ومعطيات التاريخ والجغرافيا حتى وإن كانوا قليلي العدد مما يتطلب الأمر منا التأني والتروي في المغالاة بتلك المعطيات بل علينا أن نتعاطى بموضوعية مع واقع الحال بوجود هؤلاء القلة .... كل المعطيات التاريخية والجغرافية تؤكد بأن الكلدان والسريان والآثوريين  الحاليين هم بقايا الآشوريين القدامى من دون شك ، ولكن أحداث التاريخ المسيحي لمدة أكثر من ألفي عام أعادت انتاجهم بثلاثة تسميات على خلفية مذهبية لاهوتية حاقدة وجعلتهم أشلاء متعادية ومتناحرة مذهبياً للعظم كما يُقال !!! هي السبب الرئيسي في تخلفهم الحضاري والثقافي والسياسي اليوم وجعلتهم يفقدون كل فرص التوفيق في إعادة وحدة صفوفهم على أسس قومية رصينة وانبعاثهم كأمة وكيان قومي بهوية قومية في أرضهم التاريخية " بيث نهرين " ... تمزقنا كان نتاج عملية تراكمية تاريخية في ظل سيادة ثقافة الكراهية والأحقاد المذهبية لأمد طويل عليه فإن إعادة انتاج وحدتنا القومية تحت مسمى واحد أصيل في ظل هذا الواقع   المتشضي يجب أن تأتي عبر عملية تراكمية تاريخية من النضال القومي للقضاء على هيمنة ثقافة الكراهية المذهبية ..... المذهبية اللاهوتية هي الداء القاتل يا صديق العمر وهي كانت ولا تزال معول الدمار والتخريب فمتى يستفيق شعبنا من نومه تحت تأثير أفيون المذهبية ، لقد صدق كارل ماركس حين قال " الدين أفيون الشعوب لو أحسن استعماله " .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقك : خوشابا سولاقا - بغداد  [/color
][/size]

443
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الكبير الأستاذ انطوان الصنا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
لا أحب كتابة أية مداخلة مباشرة على موضوع مقالكم لأن ذلك سوف يكون مجرد تكرار لما ذكروه الأخوة الآخرين ولكن أتساءل وأقول " لو كان هدف كل تنظيماتنا السياسية هو خدمة قضيتنا القومية كوجود وكحقوق وأن غايتهم نبيلة في تحقيق ذلك الهدف السامي لما أختلفوا قيد أنملة حوله بشيء ، ولكن طالما يختلفون دائماً في كل صغيرة وكبيرة كما عودناهم فهذا يعني أنه هناك شيء آخر يجعلهم يختلفون دائماً ويبتعدون عن بعضهم البعض يوم بعد آخر لأن كل واحد منهم يريد أن يجير كل ما ينجز من العمل إن وجد لصالح حزبه وقيادته ويحمل الآخر مسؤولية أي فشل " ..... هذه هي المصيبة يا أستاذ انطوان ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

444
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم كل ملاحظاتكم النابعة من حرصكم الشديد على مصلحة أمتنا وقضيتها القومية ، ونحن نتفق معكم على ضرورة وجود زعيم قومي لاستنهاض الهمم لدى أبناء أية أمة تريد النهوض والأنبعاث بعد كبواتها ، وعلى شرط أن يكون ذلك الزعيم مَنْ يَسعي الى لملمة واستقطاب النخب القومية المثقفة والواعية للحقوق القومية للأمة حوله في قيادة جماعية واسعة وشاملة لتسترشد بمبادئ فكرية رصينة تقود نضال الأمة في التحرر والأنعتاق ، وأن يكون ذلك الزعيم خادمهم بعطائه وتضحياته وليس سيدهم كما هو حال الزعماء الديكتاتوريين الأستبداديين الذين يضحون بأممهم من أجل مصالحهم الشخصية وكما هو حال المتاجرين بقضيتنا القومية من قادة أحزاب وحركات سياسية في هذه الأيام من أجل منافع شخصية ومجد شخصي مزيف ، وفي الختام نشكر متابعاتكم الدائمة لكتاباتنا ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

                 

445
الى الأخوة الأصدقاء الأعزاء المحترمين
الأستاذ الكاتب المبدع أخيقر يوخنا
الأستاذ الكاتب المفكر هنري سركيس

تقبلوا محبتنا الأخوية مع أرق وأطيب تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم من خلال مداخلاتكم التي أعتبرها إغناءاً وإثراءاً لما عرضناه بخصوص علاقة القومية بالأرض التاريخية ، كتبنا هذا المقال كرد فعل لهواجسنا ومخاوفنا المستمرة مما تواجهه أمتنا الآشورية بكل مكوناتها من تحديات زوال وجودنا القومي جراء الهجرة العشوائية اللعينه من أرضنا التاريخية والى الأنصهار في بودقة مجتمعات المهجر وبالتالي الأنقراض ... كل أمنياتي هي أن يساهم هذا المقال في القاء الضوء على مخاطر الهجرة وخلق وعي قومي مرتبط بالأرض التاريخية للحد من الهجرة وتقليل مخاطرها على وجودنا القومي المستقبلي والمحافظة عليه من الزوال ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
   

446
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
قبل كل شيء نقول سنة سعيدة وكل عام وأنتم بخير وسلام
خيراً فعلتم بنشر هذا المقال لتسليط الضوء على مزايدات السيد ألياس يلدا ومن هم على شاكلته ممن يتاجرون بقضيتنا القومية من دون أن يعرفون قدرهم وحجمهم وتأثيرهم في تحريك مثل هذه القضية عالمياً وسيعيهم الى تدويلها والترويج لها في مراكز صنع القرار الدولي ... إن تحريك مثل هذه القضية في هذا العصر الذي تسيره وتتحكم به مصالح الدول الكبرى صانعة القرار السياسي الدولي وفق قانون " العرض والطلب " ... إن من هم على شاكلة السيد ألياس يلدا من الذين يتباكون على أطلال آشور ونينوى وبابل من بلدان المهجر عليهم أن يدركون بأن أمتنا المشتتة لا تمتلك شيئاً لتعرضه في السوق الدولي ليكون موضع عرض ومساومة القوى الدولية الصانعة للقرار الدولي وفق مبدأ " شيء مقابل شيْ " ، أي بمعنى أمتنا ليست ورقة لعب في السياسة الدولية وحتى ليست ورقة احتياطية لننتظر من تلك الدول أن تقدم لنا ما نتمناه أو بالأحرى ما نمني أنفسنا به ... الحمامة التي رحلت عن عشها لن تعود إليه مرة أخرى لتبيض فيه لتتكاثر ولتستقر فيه .أملنا الوحيد لنيل حقوقنا القومية في انقاذ ما يمكن انقاذه هو العمل من أجل البقاء في أرض الوطن قدر الأمكان والعمل من أجل ذلك من الداخل بالتعاون مع القوى الوطنية العراقية العراقية الحقيقية التي تهتم بمطالبنا المشروعة لتأسيس نظام وطني يتسم بالمساواة والعدالة في منهجه في التعاطي مع الجميع والكف من الأعتماد على الأجنبي الغريب الذي أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

447
العلاقة العضوية بين القومية والأرض التاريخية ... كيف يجب أن تُفهم ؟؟
خوشابا سولاقا
عندما نطلع على تاريخ كل أمم العالم منذ فجر الحضارات الانسانية الأولى في التاريخ والى يومنا هذا من زاوية العلاقة بين الانسان والأرض سوف نجد أنه هناك علاقة عضوية جدلية تكاملية قوية وراسخة لا انفصام فيها بين الأرض والقومية التي تعيش عليها بالشكل الذي أما أن تأخذ الأرض كوطن الأسم القومي للأمة أو على العكس من ذلك أن تأخذ الأمة الأسم القومي لها من اسم الأرض ، وبما أن أرض الوطن ثابتة ومستقرة في مكانها جغرافياً لا يمكن ترحيلها من مكان الى آخر فتبقى بذلك حاملةً للأسم التاريخي معها مدى الدهر ، بينما من يرحل من ساكنيها الى أرض أخرى مسماة جغرافياً واجتماعياً ويتخذ منها وطناً بديلاً له كما هو اليوم حال بلدان المهجر سوف يتبنى المُهاجر شاء أم أبى الأسم الجديد للآرض التي اختارها وطناً له عليه واجبات مستحقة نحوها يستوجب أدائها كما هو حال السكان الأصليين ليحق له التمتع بما يتمتع به السكان الأصليين من حقوق وطنية وانسانية ، صحيح أن القادم الجديد يحمل الثقافة واللغة والتقاليد والعادات والطقوس العِرقية التي كان يعتز بها في وطنه الأم ويحاول المحافظة عليها وحمايتها من الأنصهار في بودقة ثقافة وعادات وتقاليد وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد في بداية الأمر إلا أن تقاليد الحياة الجديدة ومستلزماتها في الوطن الجديد تفرض علية التنازل والتراجع ثم التخلي عنها شيءً فشيءً بالتدريج مع مرور الزمن ، وهكذا وبمرور وتعاقب الأجيال تبقى طبائع وثقافة وتقاليد وعادات وطقوس القومية الغالبة في الوطن الجديد هي السائدة وسيدة القرار في مجتمع الأمة المُهاجرة الى أن تنصهر بالكامل بعد جيلين أو ثلاثة على أبعد تقدير وهذا ما بدأت بوادره بالظهور جلياً في الأجيال الشابة من أبناء وبنات أمتنا الآشورية ممن هاجروأ أبائهم وأجدادهم أرضهم التاريخية قبل أربعين أو خمسين سنة وأكثر . 
 أيها القارئ الكريم إن عملية الأنصهار القومي والثقافي والأجتماعي للمُهاجرين من أرضهم التاريخية التي تحمل بصماتهم الحضارية في بودقة الأمة ذات الأغلبية القومية المعينة في بلدان المهجر تأتي عبر عملية تراكمية تاريخية تأخذ وقتاً من الزمن وخير مثال على ذلك هو هِجرة الأوروبيين من بلدانهم الى العالم الجديد في القارتين الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلاندا ، حيث نجد أن القومية الغالبة ثقافياً وحضارياً كانت القومية الأنكليزية لذلك انصهروا كل الأوروبيين  المهاجرين الى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا الحالية في بودقة الأمة الأنلكليزية الغالبة والمهيمنةً ثقافةً ولغةً وتقاليداً وعاداةً وطقوساً وتشكلت على أثرها أمم جديدة بمقومات وخصائص اجتماعية وسمات ثقافية جديدة الى حدٍ ما تجمع عرقيات واثنيات وأديان مختلفة على شكل الأمة الأمريكية والأمة الكندية والأمة الأسترالية بجوهر انكليزي ، الجميع يتكلمون اللغة الأنكلزية لكونها اللغة الرسمية ولكن يرفضون أن يكونون انكليزاً  قومياً ، وهكذا الحال في قارة أميريكا اللاتينية تشكلت أمم عديدة بأسماء سكان البلاد الأصليين وبجوهر اسباني وبرتغالي والجميع يتكلمون الأسبانية أو البرتغالية ولكنهم يرفضون كونهم اسبان أو برتغاليين  قومياً، هكذا وبمرور الزمن وتعاقب الأجيال وتطور الحياة الاجتماعية في تلك الأمم قد يتحول أسم الأمة في تلك البلدان الى أسم قومي وهوية قومية لسكانها المنحدرين من أعراق وأثنيات مختلفة . 
الهجرة حتماً في نهاية المطاف تنتهي بالمُهاجر إن شاءَ أم أبى وبناءً على متطلبات الحياة ومواكبة التفاعل والانسجام مع المجتمع الجديد الى التخلي عن لغته وعاداته وتقاليده وطقوسة ومقوماته القومية الآصيلة التي حملها معه من وطن الأم ويتبنى بدلاً منها ما هو سائد في الوطن الجديد للقومية الغالبة فيها ليتمكن من الأستمرار في العيش والأندماج في المجتمع الجديد ، وبعد جيل وجيلين أو ثلاثة أجيال في أحسن الأحوال سوف يكون المُهاجر المنحدر من أصول عرقية معينة منسلخاً بالتمام والكمال في سلوكه الاجتماعي وثقافته وحتى طبائعه عن تلك الأصول ، وربما سوف لا يتذكرون تلك الأجيال المتأخرة والتي ولدت وتربت في المجتمع الجديد شيئاً عن أصولها العِرقية القديمة المنحدرين منها وبذلك تدخل الأمة قومياً في بلدان المهجر في مرحلة الغيبوبة والأحتضار والاستسلام للأمر الواقع وهذا قدرهم المحتوم لا مفر منه .
ولتوضيح هذه العلاقة العضوية أي علاقة القومية بالأرض التاريخية وكونها علاقة لا انفصام فيها نأخذ أمثلة من واقع الحال ومن مختلف قارات الأرض سوف نجد من خلالها حقيقة وواقع وماهية هذه العلاقة وكما يلي :-
•   أرض الأمة والقومية اليابانية الغالبة .... هي اليابان
•   أرض الأمة والقومية الهندية الغالبة ..... هي هندستان
•   أرض الأمة والقومية الباكستانية الغالبة .... هي باكستان
•   أرض الأمة القومية الأفغانية الغالبة ... هي أفغانستان
•   أرض الأمة والقومية الكازاخية الغالبة ... هي كازاخستان
•   أرض الأمة والقومية الطاجيكية الغالبة ... هي طاجيكستان
•   أرض الأمة والقومية الكوردية الغالبة ... هي كوردستان
•   أرض الأمة والقومية التركمانية والتورك الغالبة .... هي تركمانستان وتركيا الحالية .
•   أرض الأمة والقومية الروسية الغالبة .... هي روسيا
•   أرض الأمة والقومية الفرنسية الغالبة .... هي فرنسا
•   أرض الأمة والقومية الآيرلندية ( الآيرش ) الغالبة ,,, هي ايرلانده 
•   أرض الأمة والقومية الاسكوتلندية ( السكوتش ) الغالبة ... هي اسكوتلانده
•   أرض الأمة والقومية الأنكليزية ... هي اينكلاند England   
•   أرض الأمة والقومية الألمانية الغالبة .... باللغة الألمانية ( دوتش ) ... هي ألمانيا أي دوتشلاند .
•   أرض الأمة والقومية الأسبانية الغالبة .... هي اسبانيا
•   أرض الأمة والقومية الأيطالية الغالبة ..... هي إيطاليا
•   أرض الأمة والقومية البرتغالية الغالبة ..... هي برتغال
•   أرض الأمة والقومية الآشورية الغالبة في وقتها ..... هي آشــــور التاريخية .
•   أرض الأمة والقومية العربية الغالبة .... هي عربستان أي أرض الجزيرة العربية الحالية قبل الأحتلال العربي الأسلامي للبلدان المجاورة . 
هذه النماذج هي مجرد أمثلة بسيطة لأستعراض وتوضيح طبيعة الأرتباطات والأشتقاقات التسموية اللغوية إن جاز التعبير للعلاقة العضوية بين " القومية " الغالبة وأرض الوطن الأم ، حيث لا يمكن أن تكون هناك " قومية " ذات غالبية على غيرها من الأثنيات العِرقية تعيش في أرض ما من دون أن تأخذ هويتها القومية من هوية أرض الوطن .
في الأمم التي تشكلت حديثاً ومصدر سكانها هو الهجرة من البلدان الأخرى كما هو في حالة أميريكا وكندا واستراليا ونيوزيلاد وأمم أميريكا  اللاتينية وغيرها فإنها ما زالت في طور التكوين والتشكيل وتعيش مخاض اجتماعي ثقافي وحضاري في عملية انصهار الأثنيات العِرقية المُهاجرة في بودقة القومية الغالبة المهيمنة اجتماعياً وثقافياً لولادة أمة جديدة بمقومات خاصة تختلف عن مقومات الأعراق الأصيلة لها .
بناءً على هذه المعطيات لا يمكن للفرد أن يحافظ على هويته القومية التي استمدها من هوية أرضه التاريخية إلا من خلال البقاء في أرض الوطن الأم وبعكس ذلك فإن متطلبات ومقومات الحياة في أوطان المهجر تفرض علية بل تجبره في نهاية المطاف بعد أجيال على تخلى أحفاده عنها واكتسابهم للهويه القومية من هوية الوطن الجديد في المهجر .
إن علاقة الأرض بالقومية كعلاقة الانسان المسيحي بالعماذ في الطقوس المسيحية ، ان كل قومية تُعمذ بعماذ الأرض التي نشأت عليها تاريخياً ، وبذلك لا يمكن لأي إنسان من أية قومية  كان أن يحافظ على هويته القومية التي عُمذ بها إلا في أرض عماذه التاريخية .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 20 / ك2 / 2017 م
   

448
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل جونسون سياوش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الآشورية
قرأنا مقالكم بجزئيه الأول والثاني بامعان وبحق نقول كان مقلاً رائعاً يستحق القرأة بجدية لما يحتويه من معلومات مفيدة يكاد لا يعرفها عامة الناس باستثناء القليلين من المهتمين بالشأن السياسي لقضيتنا القومية في العراق في هذه المرحلة الحرجة من حياتها ، وعليه نقول لمن يعنيهم الأمر من المرجعيات الكنسية والسياسية ممن يؤمنون فعلاً بقضيتنا القومية وحقوقنا السياسية والثقافية والدينية في العراق أن تكون قلوبهم وعقولهم وصدورهم قبل أبواب كنائسهم وأبواب مكاتبهم الحزبية مفتوحة للآخر على مصراعيها لأستقبال الآخر والترحيب به مهما تكون الأختلافات والخلافات في وجهات النظر والرؤى والفكرية السياسية والمذهبية إن كانوا فعلاً صادقين فيما يدعون به ، وأن لا يسعى أي طرف منهم الى إقصاء وإلغاء واهمال الطرف الآخر مهما كان حجم تأثيره بغرض تحقيق مكاسب شخصية أو حزبية أو كنسية مذهبية على حساب المكسب القومي الوطني لأمتنا ، لأن كل ما يفيد أمتنا ونعدهُ مكسباً قومياً مشتركاً يفيد الجميع ونعدهُ مكسباً للكل من دون استثناء وما يضر أمتنا نعدهُ ضرراً يصيب الجميع .... كانت المنهجية الفردية لمرجعياتنا الكنسية والقبلية في الماضي والحاضر على امتداد تاريخنا ، ولمرجعياتنا السياسية حالياً هي ما أوصلت أمتنا الى ما هي عليه من وضع مزري وخير ما نستشهد به في هذا الجانب مجزرة سميل عام 1933 م وتمزيق كنيستنا سنة 1552 م وسنة 1964 م وما الخلافات والصراعات بين قيادات أحزابنا السياسية اليوم إلا نموذج أكثر سوءاً مما حدث في الماضي وتكراراً له بنمط آخر... عليه نجد في دعوتكم من خلال هذا المقال لفتح الأبواب المغلقة للحوار الديمقراطي الأخوي الشامل بين المعنيين من المرجعيات الكنسية والسياسية من دون استثناء خير أسلوب ومنهج عقلاني لتجاوز الخلافات المفتعلة من قبل البعض الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على المصلحة القومية لصياغة خطاب سياسي موحد للحوار مع الآخرين من الشركاء في الوطن لنيل حقوقنا القومية من الناحية السياسية ، وتحقيق التقارب والمصالحة بين كنائسنا الغارقة في الأحقاد والكراهية على خلفية الثقافة المذهبية اللاهوتية المزمنة واسقاط كل الخلافات المفتعلة في هذا الجانب بوركت جهودكم وعاشت أناملكم على هذا المقال الرائع .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

449
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي المبدع الأستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
كل عام وأنتم والعائلة الكريمة بخير وسلام
مقالكم رائع من حيث التحليل وعرض الأسباب والنتائج والمعالجات وهو بطبيعة الحال أسلوب أكاديمي للبحث بحكم اختصاصكم .
الحياة منذ أن خلقت والى اليوم هي عبارة عن صراع سياسي أزلي من أجل المصالح المادية والمعنوية بأساليب وأنماط ووسائل مختلفة كل طرف فيها يسعى الى الفوز بحصة الأسد في النهاية عملاً بقاعدة نقولو ميافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " شئنا أم أبينا ، فمتى ما كانت الغاية نبيلة للأطراف المتصارعة تكون وسائلهم أقرب الى النبل والأنصاف ويكون قرارهم أقرب الى الأنصاف في التوافق على ما هو الأصلح والأنفع للجميع ، ومتى ما كانت الغاية غير نبيلة للأطراف المتصارعة تكون وسائلهم قذرة تتسم بالأنانية الفردية ويكون قرارهم لصالح تعميق الخلافات والفرقة وتأزيم العلاقات فيما بينها وتكون النتيجة بالتالي العودة الى حيث البداية أي بمعنى العودة الى المربع الأول كما يقال في السياسة .
مع الأسف الشديد واحترامي الكبير لكل رؤساء الكنائس أو رؤساء الأبريشيات المسيحية في العراق هم من الصنف الذي غاياتهم غير نبيلة في تحقيق التقارب بين كنائسهم على أقل تقدير ولا نقول توحيد كنائسهم كما يدعون ولذلك توصلوا الى ما هم عليه الآن من خلافات وصراعات على منصب " رئيس المجلس " وإلا لماذا لم يفعلوا بقول السيد المسيح بما معناه " إن أكبركم هو خادمكم " ؟؟؟ ، إن الأنانية وحب الذات والوجاهة وثقافة الحقد والكراهية على الخلفية المذهبية اللاهوتية قد أعمت بصرهم وبصيرتهم عن رؤية ما هو صالح ومفيد لتحقيق وحدة كنيسة السيد المسيح له المجد .... لقد باتت الكنيسة هي الوسيلة لتحقيق ومصالح القائمين عليها هي الغاية وليست وحدة الكنيسة هي الغاية والقائمين عليها هم الوسيلة ، رجل الدين يجب أن يكون خادماً للكنيسة وليس سيداً لأتباعها ... عليه لا جدوى من الحديث والتنظير والتحليل في هذا الموضوع لأن المجزء لا يمكن أن يتوحد من جديد طالما بقيت أسباب التجزئة قائمة وضاربة جذورها في العمق الاجتماعي للمجتمع المسيحي ، أي طالما الثقافة المذهبية قائمة وفعالة في المجتمع .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                      محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

450
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا مع جزيل شكرنا على تقييمكم الرائع لما عرضناه في هذا المقال واطرائكم الأروع ، كما نشكر ملاحظاتكم القيمة التي تضمنتها مداخلتكم ونحن ننتظر دائماً وبشوق قرأة ما تكتبونه ، الحياة دائماً تعلمنا ونأخذ منها العبر والدروس لنتمكن من اختيار المسار السليم  الذي نسلكه لنكون ينبوع للعطاء المفيد لأمتنا الآشورية وللانسانية معاً .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                        محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

451
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
نحن نختلف معكم في الأولويات حول علاقة الواجبات بالحقوق وحول العلاقة بين المواطن والدولة .... منطقياً ووفق كل القوانين والشرائع أداء الواجبات تأتي أولاً لأن أداء الواجب يؤدي الى ولادة الحقوق والأستحقاقات هذا أولاً وثانياً إن الدولة تولد من سلطة الشعب أي بمعنى من سلطة المواطنين التي تتم عبر الانتخابات في اختيار ممثلي الشعب في السلطة التشريعية التي تعين السلطة التنفيذة ( الحكومة ) التي تقوم بخدمة المواظن الذي يحترم القانون والنظام العام وتحاسب المخالف والمتجاوز بأي غرض كان ، لذلك يستوجب على المواطن أن يقوم بواجبات الدولة في حماية وصيانة ممتلكات الدولة عند ضعف وغياب سلطة الدولة ( أي الحكومة ) لأن ممتلكات الدولة هي بالتالي ممتلكات الشعب أي المواطن ، وعند العبث بها واستغلالها بشكل غير قانوني يكون العابث أو المستغل قد ارتكب جريمة بحق الشعب والوطن يحاسب عليها القانون ... نحن نقول تكون التجاوزات مقبولة وهي لا تخلو منها أي بلد في العالم عندما تكون حالات استثنائية ترتكب من قبل بعض المواطنين بدافع الحاجة ولكن لا يمكن اعتبارها كذلك عندما تكون ظاهرة عامة تمارسها شرائح متمكنة من الشعب بغرض الأنتفاع الشخصي مستغلين ضعف الدولة وغياب سلطة القانون كما هو الحال اليوم في بغداد العاصمة ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

452
الى الأخوة والأصدقاء الأعزاء المحترمين
1 - الأستاذ ناصر عجمايا
2 - الأستاذ خالد توما
3 - الأستاذ ألياس متي منصور
4 - الأستاذ albert masho

تقبلوا محبتنا مع أرق تحياتنا وأطيبها
شرفتمونا بمروركم الكريم بمقالنا وأغنيتمونا بملاحظاتكم القيمة حول ذات الموضوع ونحن نشكركم جزيل الشكر على ذلك .
إن النماذج التي عرضناها هي من مدينة بغداد العاصمة وهي ليست حالات استثنائية من السلوك السيء لأفراد معينين بسبب الحالة المعيشية لهم بل هي تكاد تكون حالة عامة تشمل الجميع ويشارك الجميع في التجاوز على الحق العام في استغلال ما ليس من حقهم من محرمات الدولة والمجتمع لأشباع وإرضاء تخلفهم الأجتماعي النابع من عدم شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخر والمجتمع والدولة وهذا هو الغريب والمرفوض والمخالف للقيّم الأخلاقية والوطنية في الأمر ، هذا السلوك الهمجي المتخلف وغير المتحضر للأغلبية من عدم الشعور بالمسؤولية من قبل الغالبية تجاه بلدهم يجعل الزائر الغريب المتجول في شوارع بغداد يشعر بأن هذا البلد وهذا المجتمع وهذا الانسان قد غادر حدود عصره وعاد به الزمن الى بدايات العهد العثماني عندما كانوا الناس يتغوطون في الشوارع كما ذكر العالم الاجتماعي العراقي المرحوم الدكتور علي الوردي في موسوعته " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث " ، نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن تقصير أجهزة الدولة التي هي وليدة المجتمع في أداء مهامها في تلبية متطلبات خدمة المواطن التي لا غبار على ذلك بقدر ما نحن بصدده من الألتزامات الأخلاقية والتي من المفروض أن يتصف بها سلوك المواطن في هذا العصر في أداء المطلوب منه من واجبات وطنية تجاه وطنه ومجتمعه ، ولكن هذا الذي لا نلمس له وجود وحضور في الشارع البغدادي مع الأسف الشديد وانه المبكي والمضحك .
- أمانة بغداد قامت بتوفير مكبات للنفايات وتخيص أماكن خاة بها في جميع محلات بغداد السكنية والتجارية والصناعية بالأضافة الى توزيعها حاويات ذات عجلات مع أكياس سوداء خاصة بالنفايات مجاناً للمواطنين في معظم محلات بغداد إن لم تكُن في جميعها ، وسيارات جمع النفايات تقوم بجمع تلك النفايات على مدار الأيام ، إلا أن الناس ترمي تلك النفايات حول تلك المكبات من الشوارع وليس فيها إنه سلوك غريب ومتخلف له علاقة بموروثا الثقافة الاجتماعية .
- لا يوجد محل تجاري أو مطعم واحد في بغداد لا يقوم صاحبه باستغلال الرصيف بالكامل وجزء من الشارع كمعرض لعرض بضاعته واعلاناته أو جعله مطعم في الهواء الطلق .
- كل الأرصفة والجزر الوسطية للشوارع تحولت الى محلات لبيع الفواكه والخضراوات وذبح الخراف وحتى الأبقار ومشاوي للسمك المسكوف والتكة والكباب والدجاج وبسطيات لبيع الممنوعات والمحللات على حدٍ سواء والملابس وغيرها من الحاجات ، هناك أرصفة تحولت الى معارض لعرض السكراب للمعدات والمكائن الثقيلة بدهونها القذرة التي تنساب منها الى الرصيف .
كل هذه التجاوزات وغيرها الكثير الكثير تسود شوارع بغداد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها بسب شيء واحد لا ثانٍ له ألا وهو غياب سلطة الدولة ومحاسبتها  للمتجازين للقانون والحق العام والعابثين بالحياة المتحضرة .... قد يتصور البعض بأن المتجاوزين هم من شريحة الفقراء والمحتاجين من الشعب لكسب لقمة عيشهم اليومي ، نقول لهؤلاء إن الأمر ليس كذلك إطلاقاً ، بل هم من أثرى أثرياء البلد ممن استغلوا ضعف الدولة وأجهزتها الرقابية بل غياب وجودها في الشارع ليستهتروا بالحياة المتحضرة بهذا الشكل الهمجي ... الهمجية لا تقتصر فقط بالقتل من دون وجه حق بل الهمجية الأكثر خطراً على الحياة الانسانية هي العبث بقيم التحضر والتمدن وتدميرها كما يحصل اليوم في بغداد .... ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
 

453
الواجب الوطني ... بين ما هو من واجب الدولة وما هو ليس من حق المواطن
خوشابا سولاقا
بالنظر لما نشاهده من الظواهر والممارسات غير المرضية أخلاقياً وحضارياً في الشارع العراقي في هذه الأيام يتطلب الأمر منا كمواطن عراقي يعنينا ما يعني العراق من الظواهر والممارسات الإيجابية منها والسلبية التي تعكس بالتالي مدى تقدم العراق وتخلفه حضارياً كمجتمع ودولة ومواطن كل بحسب ما عليه من حقوق وواجبات تجاه بعضها البعض في سبيل الوصول بالبلد الى ذلك المستوى من الرقي السلوكي الاجتماعي الوطني الذي يليق به بين أمم العالم المتحضر والخروج به من الحالة المنفلتة غير المسؤولة سلوكياً التي يتسم بها المواطن والدولة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام ، هنا يتطلب الأمر بل يستوجب وضع معايير وطنية وأخلاقية لتقييم دور ومسؤولية كل طرف من هذه الأطراف في هذه المعادلة الوطنية المعقدة ، وبيان ما هو حلال مقبول ومسموح به وما هو حرام مرفوض وممنوع لكل طرف من الأطراف المعنية .
للدخول في هذه المقاربات وباعتبار الدولة مؤسسة خدمية لتقديم الخدمات للمواطن والمجتمع ، نأخذ نماذج حية من الواقع العراقي ونطرحها للتحليل والتمحيص بغرض تقييمها وفق معايير الأخلاق والوطنية والتحضر الاجتماعي ومن ثم نترك إصدار الحكم للقارئ اللبيب لأدانة ومحاسبة المقصر وتكريم من يستحق التكريم من تلك الأطراف :-
-   كما قلنا أن من واجب الدولة تقديم كافة الخدمات الصحية والتعليمية وكل الخدمات البلدية والاجتماعية والأمنية للمواطن ولكن ليس من حق المواطن العبث بالبنى التحتية لمؤسسات الخدمة للدولة من دون الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر والدولة والمجتمع .
-   من واجب الدولة وضع نظاماً متطوراً لتنظيم المرور في الشوارع ومحاسبة المخالفين له بصرامة خدمة للمواطن ، ولكن ليس من حق المواطن مخالفة قواعد ذلك النظام والأخلال بها والتجاوز على حقوق الآخرين وقيادة مركباتهم بشكل غير مسؤول وبعكس السير كما يفعل بعض سواق السيارات الحكومية وسواق أرتال حمايات المسؤولين وسواق سيارات الأجرة . هنا من واجب شرطة المرور محاسبة هؤلاء المخالفين ومنع من لا يمتلك رخصة القيادة العمومية قيادة سيارات الأجرة بكل أنواعها .
-   من واجب الدولة أن توفر الطاقة الكهربائية للمستهلكين بالمستوى المطلوب على مدار الساعة عبر شبكات كهربائية تتوفر فيها قواعد ومستلزمات الأمانة لحماية المواطن وممتلكاته من أضرارها المتوقعة وفق أحدث المواصفات الفنية العالمية ، ولكن ليس من حق المواطن التجاوز على الشبكة الكهربائية بغرض سرقة الكهرباء خلافاً للقانون المرعي والأسراف المفرط في استهلاك الطاقة الكهربائية بطريقة غير مسؤولة وعدم الترشيد في الأستهلاك وتسديد الأجور في موعدها المحدد لأن ذلك يشكل خسارة مالية للمستهلك أولاً والأقتصاد الوطني ثانياً وتجاوز على حصة الآخرين من الطاقة ثالثاً .
-   من واجب الدولة أن تقوم مؤسساتها البلدية بجمع النفايات من الأماكن المخصصة لها في الشوارع والمحلات ونقلها خارج المدن والى أماكن إعادة التعامل معها إن وجدت للمحافظة على نظافة المدن والبيئة وصحة المواطن ، ولكن ليس من حق المواطن رمي النفايات في الشوارع كيفما يشاء لأن ذلك سلوك مشين وغير أخلاقي وغير متحضر لا يليق بالانسان المتحضر ونشير هنا تحديداً الى ما يفعله البعض عند قيادتهم لمركباتهم في الشوارع حيث يقومون برمي نفايات ما يستهلكونه من المشروبات والمأكولات وبقايا السكائر من نوافذ سياراتهم من دون مراعاة ما يترتب على ذلك من أضرار على غيرهم ونظافة الشوارع والبيئة .
- من واجب الدولة أن تقوم بانشاء الطرق والشوارع وتبليطها ورصف أرصفتها بما يجعلها جميلة المنظر وأنيقة لخدمة المواطن ولكن ليس من حق المواطن أن يستغل الرصيف أمام محل عمله كمعرض لعرض منتجاته وبضائعه أو استغلاله كمطعم في الهواء الطلق كما يفعل بعض أهل المطاعم الشعبية ، ثم تجاوز البعض على جزء من عرض الشارع المخصص لسير السيارات باستعمال عوارض مختلفة بذريعة حماية واجهات محلاتهم من أية تفجيرات محتملة !!! ، وهنا كأنه تعتمد قاعدة السيئة الصيت الغاية تبرر الوسيلة لتبرير المخالفات المشينة في التجاوز على الحق العام .
-   من واجب الدولة أن تقوم بتوفير منتزهات مشجرة ومناطق خضراء في المدن وفيها كل مستلزمات الخدمة من مرافق صحية وكازينوهات ومطاعم تقديم الوجبات السريعة وتوفير مقاعد الجلوس في ساحاتها وغيرها من الأمور الضرورية ولكن ليس من حق المواطن العبث بها وعدم المحافظة على نظافتها بعدم رمي نفاياته في الأماكن المخصصة لها في تلك المنتزهات .
-   من واجب الدولة بناء هياكل إدارية خدمية نزيهة وكفوءة في مؤسساتها وأجهزتها لتقديم الخدمات للمواطنين في انجاز كل معاملاتهم في كافة المجالات من دون أن تبتزهم مالياً ( أي أخذ الرشوة من المواطن ) ، ولكن ليس من حق المواطن أن يبادر الى عرض الرشوة للموظف بغية الأسراع بانجاز معاملاته ، لأن ذلك يشكل تشجيعاً للفساد وافساد ذمة موظف الخدمة وتعطيلاً لأنجاز معاملات من ليس بمقدورهم دفع الرشوة أي المقسوم .
-   من واجب الدولة توفير الأمن والأمان للمواطن والمجتمع من خلال أجهزتها الأمنية ولكن ليس من حق المواطن إخفاء أية معلومات أمنية عن العابثين بأمن الوطن والمواطن والمجتمع بحكم الولاءات والأنتماءات للخصوصيات كالقومية والدين والطائفة والعشيرة والقبيلة عن أجهزة الدولة الرسمية لأن الولاء للوطن له الأولوية على غيره من الولاءات بموجب المعايير الوطنية والأخلاقية .
-   من واجب الدولة توفير فرص العمل لكافة مواطنيها بالتساوي ومن دون التمييز فيما بينهم بحسب الأنتماءات الخصوصية بل أن يتم ذلك وفق معايير الكفاءة والتحصيل العلمي والأختصاص والنزاهة في أجهزتها المدنية والأمنية بما فيها القوات المسلحة ولكن ليس من حق المواطن اللجوء الى التوسط من خلال الأقرباء والمعارف المتنفذين في السلطة لنيل ما لا يستحقة من الحقوق والأمتيازات على حساب الآخرين لأن ذلك شكل من أشكال الفساد والخيانة للوطن والمجتمع وبالتالي هو سرقة من المال العام يحاسب عليه القانون .
-   من واجب الدولة أن تعمل جاهدة لتطوير البنى التحتية للمؤسسات الخدمية كمشاريع الماء والكهرباء ومجاري الصرف الصحي  وخطوط النقل البرية والبحرية والجوية والمؤسسات التعليمية بكل مستوياتها والصحية والأقتصادية والصناعية والزراعية لتقديم أفضل الخدمات للمواطن والمجتمع ولكن ليس من حق المواطن المستفيد من هذه المؤسسات العبث بها بكيفية لا تتسم بالشعور بالمسؤولية تجاه الآخر والمجتمع والوطن .
-   من واجب الدولة أن تفرض سيادة سلطة القانون على الجميع من دون محاباة ومجاملات لأي كان ولكن ليس من حق المواطن عدم احترام سلطة القانون وقواعده في سلوكه الاجتماعي .
-   من واجب الدولة أن تنظم انتخابات ديمقراطية نزيهة لأختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب ومجالس المحافظات وفق أحدث النظم الديمقراطية في العالم ، ولكن ليس من حق المواطن أن ينتخب الفاشلين والفاسدين وأشباه الأميين وفق الولاءات والأنتماءات الخصوصية القومية والدينية والمذهبية والقبلية والعشائرية وغيرها بل أن يتم ذلك وفق المعايير الوطنية كالكفاءة والنزاهة والأخلاص والمؤهلات العلمية .   
 هذه الحالات هي غيث من فيض وهي بالتالي نماذج من الصور المرفوضة في المجتمع العراقي وبات مشاهدتها في كل بقعة من أرض العراق أمراً مألوفاً للقاصي والداني ، حيث نرى أن الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها المتخصصة مقصرة تجاه المواطن في أداء مهامها لتقديم أفضل الخدمات له ، ومن ثم هي مقصرة مرة أخرى في عدم متابعتها لتجاوزات المخالفين ومحاسبتهم مما يشجع المواطنين التمادي في تجاوزاتهم ، ولكن هذا لا يعفي المواطن كفرد من مسؤوليته تجاه الدولة ولا يجيز له التصرف بشكل مخالف للقوانين المرعية في البلاد كما أشرنا إليها في النماذج المذكورة في متن المقال لأن الفرد المواطن هو الأساس في بناء المجتمع الصالح والدولة الرائدة في تقديم الخدمات فإن كان الفرد المواطن فاسداً وغير متحضراً في سلوكه الاجتماعي تكون المجتمع والدولة فاسدتين وفاشلتين ومتخلفتين .

خوشــــابا ســــولاقا
بغداد في 13 / ك2 / 2017 م 


454
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ ناصر عجمايا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
مقالكم أقل ما يقال عنه أنه رائع ، وهو نصيحة فيه الحكمة والعقلانية ولكن مع الأسف إنها موجه لشخص لا " يتعض من تجاربه السابقة ولا يسمع غير صوته الشخصي " مع احترامنا الكبير لدرجته الكهنوتية الرفيعة ، وهذه هي مشكلة رجال الدين كافة لا يطيقون أن يستمعون على غيرهم من الأتباع العلمانيين حيث يعتبرونهم دائماً في مستوى أدنى وفقاً لقاعدة " الراعي والقطيع " حيث الراعي يتكلم والقطيع أن يستمع صاغراً ويقول " بارخ مارن " ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام ، وننتهز فرصة قرب حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة ونقدم لكم أجمل التهاني وأطيب الأمنيات .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

455
المنبر الحر / رد: وطن يتيم
« في: 11:34 18/12/2016  »
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد المتألق الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا المعسلة
لا أعرف كيف اصف مقالكم الفوق الرائع هذا الذي حللتم وانتقدتم فيه الوضع السياسي العراقي  بكلمات وعبارات وجمل في غاية الدقة والكمال باختيار حاذق وذكي ذكاء الانسان المثقف الواعي السياسي المتمكن وضعتم بها النقاط على الحروف الممحية وشخصتم العلل والجروح الدامية التي تنخر بجسد الوطن اليتيم العليل غير أن نقول لشخصكم الكريم بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا المقال الذي وجدنا فيه المضمون الحقيقي للفهم الوطني في وطنٌ تحكمه الذئاب والضباع الجائعة التي لا رحمة في قلوبها تنهش بجسده بنهم بدافع غريزة الجوع المزمن ليلاً ونهاراً من دون خوف ولا خجل يا صديقنا العزيز كوهر .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

456
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد المبدع كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا المعطرة
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم الرائع تبقون الوفي في مشاعركم والصادق في قولكم ... صديقنا العزيزعلينا أن نعمل دائماً وننتظر النتيجة لأنه ليس هناك عمل من دون أن يثمر في يوم ما وكما يقال من زرع حصد ومن صَبَر ظفرَ ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

457
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الثاني بمقالنا ... السياسة والأقتصاد مرتبطان ببعضهما البعض في علاقة عضوية وجدلية تكاملية لا ينفصمان عن بعضهما البعض وشكل النظام الأداري هو آلية لتوزيع الثرة والسلطة بين مكونات الشعب لخلق أكبر قدر ممكن من التوازن والمساواة والعدالة فيما بينها وما دعونا إليه في مقالنا هذا لا يختلف عن هذا الفهم أي بمعناه النهائي هو نظام فيدرالي - اقتصادي وبامكانكم إعادة قرأة المقال .... بالتأكيد اختلال توزيع الثروة والسلطة بين مكونات الشعب المختلفة عرقياً ودينياً هو الذي يولّد أسباب الصراعات والحروب بين مكونات الشعب ولذلك يتطلب الأمر لمعالجة هذا الخلل ايجاد نظام يلبي خلق التوازن المطلوب في توزيع الثروة والسلطة وهو النظام الفيدرالي ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   


الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
نشكر مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم القيمة موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا ولا نخلف معكم بسيء ، وهنا نود التأكيد على أنه من الضروري أن نخطط ونعمل ونقترح ونتحاور مع بعضنا البعض ومع الشركاء على ما هو ممكن وضمن حدود المنطق والمعقول بالقدر الذي تسمح به امكانياتنا والظروف المحيطة بنا وبعد تحقيق ذلك نخطط ونطالب بالكثر وليس بما نطمح ونحلم  وعليه فإن مقترحنا هو ضمن هذه الرؤية ليس إلا وهو رؤية شخصية ندعو المعنيين بالأمر تأمله والأستفادة منه ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

458
الى الأخ والصديق الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
إن ما يمر به العراق لا يختلف عن ما مرت به كل أمم العالم من صراعات قومية ودينية ومذهبية وغيرها بين المكونات ولكن جهود تضحيات الخيرين من أبنائها تكللت في نهاية المطاف بتأسيس ما هو خير للجميع من أنظمة الدارة وكان النظام الأفضل هو النظام الفيدرالي الذي يوزع السلطة والثروات بالتساوي بين الفيدراليات بحسب حاجة الأستمار فيها ، فإن الذي يقرأ بإمعان ما يطرح من قبل المثقفين الخيرين الوطنيين على خلفية ما يعانيه العراق سوف يجد بصيص النور في نهاية النفق فما طرحناه هو مستنبط من هذه الخلفية بصغة عملية وشكراً لمروركم الكريم بمقالنا ....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
 
                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

[/size]
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الساخر الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم ملاحظاتكم .... النظام الفيدرالي القائم على أساس التقسيم الجغرافي كأقاليم أو ولايات ضمن إطار الدولة الفيدرالية الموحدة لأدارة شؤون البلاد بحسب طبيعة المكونات العرقية على أساس المواطنة والمساواة والعدالة الأجتماعية في توزيع السلطة والثروة هو من أنجح الأنظمة السياسية والأدارية وخير مثال على ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا الأتحادية ومعظم دول أوروبا وغيرها من الدول في العالم ....إن ما طرحناه هو شيء مماثل وليس تقسيم العراق كما تعتقد بل هو تقسيم العراق إدارياً الى أقاليم تؤمن أكبر قدر من المساواة والعدالة بين أبناء شعبه " أقاليم في إطار دولة العراق الموحد " أما من يرفضون النظام الفيدرالي لادارة دولتهم ذات التعدديات العرقية والدينية هم أصحاب الأفكار الشوفينية القومية والدينة ودعوتهم في رفض نظام الأقاليم بذريعة المحافظة على وحدة العراق فهو " كلمة حق يراد بها باطل " ، على العكس من ذلك أن النظام الفيدرالي سيقضي على أسباب الصراعات والحروب الأهلية بين المكونات وبالتالي سوف يعزز من وحدة الوطن .... أرجو أن لا تعتبرون الكلام موجه لشخصكم الكريم بل هو توضيح لفكرة مقالنا ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأصدق تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وعلى متابعتكم لكتاباتنا ونعتز شدي الأعتزاز بملاحظاتكم القيمة ما كتبته في تعقيبي على مداخلة الأخ العزيز الأستاذ نيسان سمو الهوزي بخصوص فكرة التقسيم تعتبر تعقيباً على هذا الجانب من مداخلتكم ... إن المقال لا يدعو الى تقسيم العراق الى دول عرقية مستقلة بل يدعو الى تقسيم البلاد الى أقاليم ضمن دولة العراق الموحد وإن نظام الأقاليم يؤمن المساواة والعدالة وتوزيع السلطة والثروة بشكل أكثر انصافاً لصالح جميع المكونات بدلا من أن تكون محتكرة من قبل الأكثرية المتسلطة التي تتعاطى مع الآخرين كأنهم رعايا وليسوا مواطنين كاملي المواطنة ، النظام الفيدرالي يعزز ويقوي الوحدة الوطنية ويقضي على أسباب الفرقة والصراعات بين المكونات .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
   

459
الى الأخوة والأصدقاء الأعزاء المحترمين
1 - الأستاذ akoza
2 - الأستاذ أخيقر يوخنا
3 - الأستاذ يوسف أبو يوسف
4 - الأستاذ نذار عناي

يشرفني مروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم وما أبديتموه من أراء بما يخص هذا الموضوع تحديداً تبقى موضع احترامنا وتقديرنا حتى وإن اختلفنا في بعض الجزئيات لأن هدفنا النهائي هو واحد وهو خدمة أبناء أمتنا وقضية وجودنا القومي تحت أية تسمية كانت من تسمياتنا الجميلة في أرضنا التاريخية " بيث نهرين " ، وشكرنا الجزيل بشكل خاص للأخوين نذارعناي ويوسف أبو يوسف على الروابط التي ألحقوها بمداخلاتهم بما فيها من أفكار تدل على الحرس الشديد لتقديم ما يخدم قضيتنا المشتركة ، دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام ونقدم لكم تهانينا الطيبة بمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

460
الحل الأمثل للمشكلة الديموغرافية في محافظة نينوى بعد " داعش "
منذ بدء معركة تحرير الموصل بشكل خاص ومحافظة نينوى بشكل عام وما قبلها بالأحرى ، يدور الحديث بشيء من القوة في الأوساط السياسية العراقية عامة والأوساط الأعلامية الأقليمية والعالمية للدول المعنية المشاركة في التحالف الدولي للقضاء على التنظيم الأرهابي " داعش " عن تداعيات المرحلة ما بعد داعش وما يستوجب من حلول للمشكلة الديموغرافية في محافظة نينوى بالشكل الذي تساعد على وضع نهاية لأعادة انتاج ما هو أسوء من داعش مستقبلاً وذلك بسبب تعارض وتقاطع مصالح المكونات الديموغرافية القاطنة في محافظة نينوى الحالية والصراع على الأرض بين أقليم كوردستان والدولة الأتحادية بخصوص إشكاليات تفسير تنفيذ المادة ( 140 ) من الدستور العراقي الأتحادي حول ما تسمى بالمناطق المتنازع عليها ، لقد طُرحت بهذا الشأن أفكار كثيرة وقدمت مشاريع عديدة نال القسم منها قبول وتأييد بعض الأطراف السياسية ورفضت من قبل البعض الآخر لأسباب سياسية عديدة ، وكانت في مقدمة ما تم الأختلاف عليه هو كيفية إيجاد صيغة سياسية وقانونية لحل مشكلة الأقليات القومية والدينية القاطنة كسكان أصلاء تاريخياً في محافظة نينوى بالشكل الذي يجسد المحافظة على الهوية القومية والدينية لتلك الأقليات ، حيث هناك مساعي كوردية واضحة وجلية لضم الكثير من مناطق شرق دجلة من سهل نينوى الى أقليم كوردستان وتواجه هذه المساعي بالرفض من قبل أغلب سكانها من غير الكورد لذلك من المتوقع أن تصبح مناطق سكن الأقليات ساحة لعمليات العنف المسلح بعد تحرير محافظة نينوى من رجس وطغيان الأرهابيين وربما ستغدو ساحة لعمليات عسكرية شاملة بين قوات البيشمركة التابعة للأقليم وبين القوات العسكرية والأمنية التابعة للدولة الأتحادية وتكون بذلك الأقليات هي الضحية والخاسر الأكبر في العملية برمتها .
علية ولغرض تجاوز حالة وصول الأمور الى هذه المرحلة لا بد من إيجاد صيغة حل مثلى لأحتواء الوضع المتوقع تضمن حقوق جميع الأطراف المعنية بالأمر من دون اللجوء الى السلاح باستعمال سلاح الحوار الديمقراطي والتفاهم المتبادل بين كل الأطراف بقبول التعاطي مع الواقع الديموغرافي كما هو في محافظة نينوى من دون المساس بخصوصيات المكونات القومية والدينية بالشكل الذي يؤدي الى تهميشها أو إقصائها أو إلغائها من الخارطة السياسية العراقية وسيكون ذلك هو الحل الأمثل للمشكلة الديموغرافية في محافظة نينوى بعد داعش وهذا الحل يأتي من خلال ما يلي :-
أولاً : استحداث أقليم بأسم " أقليم نينوى " ضمن الدولة العراقية الموحدة وفقاً للدستور كما هو حال أقليم كوردستان العراق .
ثانياً : استحداث محافظات جديدة وفق التوزيع الديموغرافي لسكان أقليم نينوى من العرب والكورد والتركمان و " الكلدان السريان الآشوريين " والأيزيديين والشبك وكما يلي
1 – محافظة " الموصل " مركزها مدينة الموصول تضم المناطق ذي الغالبية العربية السنية .
2 – محافظة " تلعفر" مركزها مدينة تلعفر تضم المناطق ذي الغالبية التركمانية من السنة والشيعة .
3 – محافظة " سنجار " مركزها مدينة سنجار تضم المناطق ذي الغالبية الأيزيدية .
4 – محافظة " آشـــور أو نمرود بدلاً من سهل نينوى " مركزها مدينة بغديده – الحمدانية تضم المناطق ذي الغالبية من الكلدان السريان الآشوريين والشبك .
5 – المناطق ذات الأغلبية الكوردية بين حدود أقليم نينوى الشرقية وأقليم كوردستان يتم استفتاء سكانها بين أن تختار البقاء في أقليم نينوى بمحافظاته المستحدثة وبين أن تنظم الى أقليم كوردستان الحالي .
ثالثاً : يتم وضع خارطة جغرافية جديدة لمحافظات أقليم نينوى وفقاً لذلك .
رابعاً : يتم تطبيق نظام الأدارات المحلية في كل محافظة من محافظات الأقليم بحسب التوزيع الديموغرافي لسكان مدن وقصبات تلك المحافظات بأفضل صورة ممكنة تجسد الحقوق والهوية القومية والدينية لتلك الأقليات لادارة شؤونها .
خامساً : من حق كل مواطن عراقي في الأقليم الجديد أن يعيش في أية محافظة من محافظاته يختارها ليستقر فيها وفقاً لعمله ومصدر معيشته على أساس المواطنة .
سادساً : من حق الأقليم أن يكون له علم خاص الى جانب العلم العراقي الموحد وأن يكون له حرس وطني خاص به تتمثل فية أبناء المحافظات بنسب متوازنة مع عدد سكانها من كافة الأقليات
سابعاً : بعد إقرار هذا المشروع يتم تضمينه من قبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية وعربية أخرى وضمانة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة . 
بحسب إعتقادنا ورأينا الشخصي المتواضع أن هذه الصيغة تمثل الحل الأمثل للمشكلة الديموغرافية للأقليات القومية والدينية في محافظة نينوى بعد القضاء على تنظيم داعش الأرهابي لو أعتمد سوف يَحّل السلام والتعايش السلمي بين مكونات أقليم نينوى .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 12 / ك1 / 2016 م

461
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المفكر المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
حقيقة أن مقالكم هذا هو مقال فكري رائع للغاية تناولتم فيه كل الجوانب التي يعاني منها الفكر القومي الآشوري  وفهمة القاصر لمقومات النضال القومي الحقيقي والمثمر ، حيث انعكس فيه دوماً تغليب الجوانب المصلحية الشخصية لقيادات التنظيمات السياسية والكنسية على حدٍ سواء على جوانب المصلحة القومية العليا مما زاد وضع الأمة تمزقاً وتشرذماً وتفككاً على المستويين القومي والكنسي يوم بعد آخر وبالتالي ضعف النضال القومي المطلوب لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي امتدت من عام 2003 الى اليوم . إن أكبر التحديات التي باتت تهدد بقاء وجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد هي الهجرة العشوائية التي كانت إحدى أكبر التحديات لإفرازات هذه المرحلة ، وكان دور مؤسساتنا السياسية والكنسية العجز التام في التصدي لها ومواجهتا . وكل ما تلمسناه في مقالكم هذا من استنتاجات وتحليلات فكرية وسياسية يؤكد صدق قولكم التاليي الذي ورد في متن المقال " لان امتنا وفق هذه الاوضاع والمآسي اعتقد اصبحت من وجهة نظرنا جاهلة متخلفة مع سبق الاصرار والترصد مغلوبة على امرها " ... وخير مثال على صدق القول لا حظ عدد قراء مقالكم الرائع هذا وعدد قراء مقالات التي تخص أمور إجترار الماضي وما يخص الكنيسة ورجالها ومقالات التي تعتمد ثقافة الشتيمة والتجريح والتخوين والطعن بالآخر كم هو عدد قرائها مع أحترامي الشديد للأخوة الكتاب والقراء ، هذا خير دليل على مدى تخلف الوعي القومي والثقافي والسياسي لدى أبناء أمتنا ، ووجود وتأصل هذا التخلف هو من يجعل أمتنا هدف سهل المنال من قبل أعدائها ، مرة أخرى أحييكم على هذا المقال الفكري الرائع ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

462
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
الى كافة الأخوة الأعزاء المتداخلين المحترمين

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا الأخوية
مقالكم هذا كان الرد المناسب للتخرصات المسيئة والبذيئة التي أطلقها البعض ضد قداسة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ممن يتكلمون بأسم الآشوريين أفراداً أو تجمعاتاً في مواقع التواصل الاجتماعي ، هذا من جهة ومن جهة أخرى نحن شخصياً ندين ونشجب ونرفض هكذا سلوكيات متخلفة ومشينة وبتلك المفردات النابية والهابطة التي لا تليق إلا بقائليها والذين في الحقيقة تجدونهم أفراد مغمورين ومتسترين بتسميات رنانة لا يمتون إليها بصلة لا من قريب ولا من بعيد لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا تحضراً ....هؤلاء بالتالي أكيد لا يمثلون إلا شخوصهم وألاشورية منهم براء . هؤلاء هم نتاج الفكر المتطرف وأمثالهم موجودين في كل مكونات أمتنا يبثون سمومهم القاتلة هنا وهناك بين الكلدان والسريان والآشوريين من خلال الطعن والتهجم على مقدساتنا وشخصياتنا التاريخية القومية والكنسية مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة المبتذلة ، وعليه يتطلب الأمر منا نحن الكتاب والمثقفين بعدم الرد عليهم بالمثل لكي لا نعطي لهم الفرصة لتحقيق مآربهم في نشر الفرقة والحقد والكراهية بين مكونات أمتنا وتعميق تشرذمنا وتمزقنا قومياً وكنسياً أكثر مما هو عليه الحال . إن اهمال هذه الكتابات البذيئة والمسيئة هو خير وسيلة ناجعة في تلقيم كتابها بحجر على أفواهم ، وأن الرد عليها هو تشجيع لها وإعطائها قيمة واعتبار ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

463
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ تيري بطرس المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ بطرس نباتي المحترم

تقبلوا محبتنا مع أطيب وارق تحياتنا
لقد أجهدتم وأتعبتم أنفسكم من دون مبرر في التعليق على هذا البيان الهزيل الذي لا يتضمن أي منطق سياسي عقلاني لمن يريد أن يتصالح مع خصومه ومنافسيه السياسيين أو مع غيرهم . هو بيان مفكك في مضمونه يخلو من أي إشارة تدل على حسن النوايا لا من قريب ولا من بعيد ولا يختلف إطلاقاً في المضمون والنهج والغايات والطرح للأمور عن تلك البيانات السقيمة التي تعودنا على سماعها من حكومة صدام حسين عندما كان يشعر بالضعف ذلك الضعف الذي يضم بين طياته دائماً العنجهية والغطرسة الخرقاء وعدم الأعتراف بالأخطاء أو التلميح إليها بشيء ... فبيان ما يسمى بالمكتب السياسي " لزوعا " هو شيء مماثل لبيانات حزب البعث الصدامي في لحظات شعوره بالضعب وخيبة الأمل والعزلة ، فالغاية من هذا البيان لقيادة زوعا باعتقادنا هو تمهيد الطريق لتجيير ما يتوقع أن يتحقق من مكاسب سياسية لصالح قضية أمتنا القومية بعد تحرير محافظة نينوى لصالح قيادة زوعا واستثمارها لإعادة انتخابها في مؤتمرها العام القادم الذي تم تأجيله لمدة طويلة من دون مبررات موضوعية غير رغبة قيادته الحالية في البقاء والأستمرار بانتظار الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك ، وكذلك استثمارها لأعادة انتخاب قيادته في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة في 2018 م  ليس إلا ، فالحديث عن هذا البيان الهزيل هو هراء في هراء وكالنفخ في قِربة مثقوبة ، لأن المجرب يجب أن لا يجرب ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

464
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل الدكتور رياض السندي المحترم
الى الأخوة الأعزاء المتداخلين المحترمين 

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قبل كل شيء نتمنى أن تكونوا والعائلة الكريمة بخير وسلام .
لا أعرف إن كنتَ تتذكرنا عندما اجتمعتم بمجموعة من ممثلي الوزارات في مبنى وزارة الخارجية العراقية بغرض التباحث حول تصفية التزامات وزاراتنا مع الشركات اليوغسلافية للعقود المبرمة معها في زمن النظام السابق ومدى الحاجة الى تلك الشركات وكنا شخصياً ممثلاً لوزارة الكهرباء حيث تبادلنا الحديث بلغتنا " السورث " بعد انتهاء الاجتماع . إن لم تخونا الذاكرة أن اسمكم الكريم الثلاثي هو " الدكتور رياض أوشانا السندي " معذرة إن كنا مخطئين .
في الحقيقة إن كل الوثائق التي كتبت وحفظت في أرشيف الأمم المتحدة حول القضية الآشورية ودور الآشوريين في الحرب العالمية الأولى كتبت من قبل الغرباء وبحسب ما تقتضي مصالحهم ، ولذلك ليس مستبعداً أن يكون هناك تجني مقصود أو غير مقصود على القضية الآشورية ودور قياداتها العشائرية والعسكرية والدينية الكنسية لغرض في نفوس كتاب تلك الوثائق وعليه فإن ترجمتها وتحليلها يخضع الى اجتهادات الباحثين المعاصرين في ضوء ما يمتلكونه من معلومات ووثائق من مصادر تاريخية مختلفة ، لذلك ليس بالضرورة أن تتوافق هذه الاجتهادات في مخرجاتها النهائية وإنما قد تختلف وتتقاطع في بعض جوانبها ، وهذا الأختلاف لا يعطي الحق والشرعية لأي طرف في الطعن بالآخر واتهامه بما لا يستحق من التهم والنعوت ... إن هذه الأختلافات في ترجمة وتحليل هذه الوثائق المكتوبة من قبل الغرباء بغايات فيها الشيء الكثير من الخبث والدسيسة هي التي توصلنا في النهاية الى ما هو أقرب للحقيقة .
ليس من واجبنا نحن القراء المثقفين الحريصين على مصلحة أمتنا وقضيتها القومية غير أن نثمن ونقدر عالياً ونشجع جهودكم الكريمة هذه وكل جهد مخلص يبذل من قبل كائن من يكون يساهم بهذا القدر أو ذاك في إلقاء الضوء على الخفايا المظلمة لقضيتنا القومية في وثائق أرشيف الأمم المتحدة لأعادة أحيائها وتفعيلها ، هذا هو الأسلوب القويم في خدمة قضيتنا القومية وليس غيره ، دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                     محبكم أخوكم وصديقكم : المهندس خوشابا سولاقا - بغداد         

465
الى الأخ والصديق العزيز ألأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
نرحب بعودتكم الى الكتابة مرة أخرى لترفدنا بالمزيد من كتابات الذكريات والسير الجميلة التي تجيد عرضها لمبدعي أمتنا .
في الحقيقة كان رحيل صديقنا ورفيقنا المناضل القومي الآشوري " اشمائيل ننو بنيامين " الذي كنا شخصياً نكنيه محبة ( شطراني ) من بين صفوفنا الى الحياة الأبدية بهذه السرعة خسارة كبيرة لأمتنا ولكيان أبناء النهرين بشكل خاص ولعموم الحركة القومية الآشورية بشكل عام ، ولكن ما الذي كان بمقدورنا أن نقوم به لمنع حصولها ، إنها سنة الحياة الطبيعية وكلنا الى هذا الدرب سائرين .
صديقنا العزيز .... ليس بوسعنا بمناسبة هذا المصاب الجلل والأليم عليكم وعلينا جميعاً إلا أن نقدم لكم شخصياً ولعائلة المرحوم ورفاقه في كيان أبناء التهرين وكل أصدقائه ومحبيه أحر تعازينا القلبية ، وأن نقول رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهمكم وأهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

466
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا
شكراً على مروركم الكريم والمفيد بمقالنا ونقدر ونثمن ملاحظاتكم القيمة التي لا نختلف معكم بصددها قيد أنملة لأن ما ذكرتموه هو واقع حال الدول والمجتمعات العربية والأسلامية في هذه المنطقة والعراق هو جزء منها ، إن سيادة الثقافات القومية والدينية والمذهبية الشوفينية بين مجتمعات والسلطات الحاكمة في هذه الدول هي التي أدت الى ألحاق أكبر المظالم والأضطهادات بالأقليات القومية والدينية وعلى كافة المستويات الرسمية والاجتماعية مما قادت هذه الدول والمجتمعات الى الحروب الداخلية المستمرة وهدر مواردها المالية والبشرية وبالتالي وصلت الى ما هو عليه اليوم من تردي وتخلف وعدم الأستقرار السياسي على كافة الأصعدة وكأن الحروب باتت أفيون أدمنت أمم هذه الدول على تعاطيه في ممارساتها للحكم ، إن تطور وتقدم الأمم يأتي من وراء الأستقرار واستثمار الموارد بشكل عقلاني ومتوازن بين مكوناته المختلفة وهذا ما لم يحصل في بلدان المشرق العربي والأسلامي ... كان مقالنا يدور حول بيان وتحديد هذه الظاهرة الفكرية الاجتماعية الموروثة والمزمنة التي تتحكم بسلوك حكام وشعوب هذه الدول وبالتالي كيف الخروج من هذه الأزمة باختيارهم بين التقسيم الجغرافي لهذه الدول الى دويلات على أساس أثني وديني ومذهبي وربما قبلي وعشائري وبين قبولها بالتخلي عن هذه الثقافات الشوفينية والتأسيس لثقافات وطنية ديمقراطية تدعو الى العدالة والمساواة والعيش المشترك ضمن دول مدنية فيدرالية ديمقراطية تحقق التوازن والعدالة والمساواة بين مكوناتها لكي تتمكن هذه الدول الخروج من مآزقها الملتهبة الى النور . هذا ما دعونا إليه في هذا المقال ، أي بمعنى لا أمان وأمن وسلام واستقرار وتقدم للأكثريات في ظل استمرار ظلم واضطهاد الأقليات التي تعيش في كنفها .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

467
ملاحظة : الى الأخوة القراء الأعزاء .... تم تعديل عنوان المقال بأضفة عبارة " وعلاقة ذلك بوضع الأقليات الأخرى " لتوضيح مضمون المقال أكثر من عنوانه .... نعتذر لكم ومع جزيل الشكر ...... محبكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

468
أدب / رد: خميــــرة الوطـــــن
« في: 14:44 14/11/2016  »
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الثر والشاعر المبدع إيشو شليمون المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
قبل كل شيء نرجو أن تكونوا والعائلة الكريمة بصحة جيدة
كما عودتمونا دائماً تتحفونا بما هو جميل ورائع من قصائد شعرية بمضمونها وتنظيمها واختيار مفرداتها التي ينساب معها شوق القارئ وشغفه لأغتراف منها المزيد .... إنها قصيدة من القلب الى القلب وجسدتم في خاتمتها البيت القصيد لكل مغترب عن أرضه بما يلي
 " فالدارُ إن فُقِدَت، أمجادُنا فُقِـدوا         نَبقى نِثاراً وَريـحُ الكـونِ تُفنينـا "

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

469
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ الفاضل يعكوب أبونا المحترم
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الكبير الأستاذ الفاضل انطوان الصنا المحترم

تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا
لم نعثر على أي جديد ومفيد يتعلق بالتصدي لما تواجهه أمتنا وكنيستنا ومسيحيتنا من تحديات ومعاناة ومشاكل العيش والأختلاط مع الآخرين المختلفين قومياً ودينياً في البيان الختامي للمجلس السُنهادوسي المقدس ، مثلاً مثل أسلمة القاصرين عند اشهار اسلام أحد الوالدين بسبب عدم الانسجام في الحياة الزوجية ، كأن يتم إقرار مبدأ الطلاق في الحالات التي لا ينفع معها النصيحة والتوجية لقطع دابر اشهار اسلام أي من الوالدين للخلاص من الحياة الزوجية الغير منسجمة ، وكذلك خلوه من التركيز بشيء من الجدية والمصداقية على موضوع المصالحة بين الكنائس المشرقية الشقيقة بشكل مباشر ، وموضوع الهجرة التي أشار إليها في الفقرة ( خ ) منه بشكل عابر من دون أن يركز على وضع أليات منع الهجرة العشوائية اللعية وإيقافها والتي باتت تهدد مصير وجودنا القومي بالأنقراض في وطن الأباء والأجداد التاريخي والأنصهار والضياع في اوطان المهاجر الغريبة ، كانت فقرات البيان مجرد كلام إنشائي كالعادة لا يقدم ولا يؤخر وكأن كل المشاكل تحل بالصلاة للرب مع احترامي وتقديري لهذا الطقس في الكنيسة  ..... دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

470
الشرق العربي والاسلامي كيف هو وكيف يجب أن يكون لتستقر أوضاعه السياسية   وعلاقة ذلك بوضع الأقليات الأخرى ... ؟؟

خوشابا سولاقا
بالنظر لأهمية هذا الموضوع بكل أبعاده الفكرية في ضوء الواقع الديموغرافي الموضوعي لهذه المنطقة بالشكل الذي يفضي الى حل أسباب صراعاتها ونزاعاتها وتناقضاتها الملتهبة بالمشاكل والحروب وبالتالي الى استقرارها سياسياً لا بد لنا أن نتناولها من الناحية الديموغرافية لتركيبة سكانها أي بمعني من الناحية التعددية العرقية والدينية والمذهبية وغيرها من الخصوصيات وعلاقة ذلك بأسباب الصراعات والنزاعات المختلفة التي تعاني منها المنطقة والتي اتخذت شكلاً وطابعاً تناحريا ودمويا وأوصلتها الى نقطة حرجة يصعب العودة منها الى البداية المفروضة لوضعها على المسار الصحيح لتجاوز واقعها القائم المتناحر وبناء واقع جديد قائم على التآخي والتصالح مع الذات ومع الآخر المختلف ومن ثم التعايش السلمي الاجتماعي في إطار الدول الوطنية المدنية الديمقراطية القائمة على أساس المواطنة والعدالة والمساواة بين مواطنيها وسيادة حكم القانون على الجميع .

الشرق العربي والاسلامي الحالي كيف هو اليوم ..؟؟
إن الشرق العربي والاسلامي الحالي أي اليوم ، هو وريث ووليد شرعي ونتيجة طبيعية لدول وامبراطوريات إسلامية استبدادية وديكتاتورية منذ ظهور الاسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمن الى يوم سقوط آخر تلك الدول وهي الدولة العثمانية المعروفة بأيديولوجيتها العنصرية القومية والدينية والمذهبية على حدٍ سواء في تعاملها مع الآخرين المختلفين عنها من رعاياها قومياً ودينيا ومذهبياً ، وهكذا كان الحال مع الأمبراطورية الفارسية وقبلها في الدولة العباسية والدولة الأموية العربية الهوية وآخرها الدول العربية والاسلامية التي ظهرت في هذه المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى وانتشار الفكر القومي والديني الشوفيني بين صفوف الشباب بدعم وتشجيع من الأجهزة المخابراتية للدول الرأسمالية الغربية المنتصرة في الحرب ، وذلك للتصدي لمد خطر الأفكار الشيوعية بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا القيصرية ، وكانت من نتاجات هذه السياسة المخابراتية للدول الرأسمالية ظهور أحزاب وحركات قومية ودينية مغالية في تطرفها القومي مثل حزب البعث العربي الأشتراكي وغيره ، وأخرى مغالية في تطرفها الديني المذهبي مثل جماعة الأخوان المسلمين المتبنية للفكر السلفي التكفيري للوهابية المستمدة من أفكار " ابن تيمية " ، وكانت آخر نتاجات سيادة الثقافة الشوفينية الدينية المتطرفة ولادة منظمات التطرف والتشدد الأسلاموية مثل القاعدة وداعش وإفرازاتها من المنظمات التكفيرية الأرهابية الأخرى . إن سيطرت داعش على أكثر من 40 % من مساحة العراق وسوريا واعلانها لدولة الخلافة الأسلامية المزعومة أعطت درساً بليغاً من السوء والقسوة والطغيان المعادية للآخلاق والقيم الانسانية لمن وضعوا أمالهم في حكم مثل هكذا تنظيمات إرهابية لأن يعيدوا النظر في طبيعة ثقافاتهم اليوم التي ورثوها من أسلافهم الشوفينيين الرافضين للآخر المختلف عنهم والبحث عن البديل الأصلح للحياة معه في دولة العدل والمساواة والحرية والكرامة الانسانية والقانون .

الشرق العربي والاسلامي كيف يجب أن يكون غداً .. ؟؟
في ظل هذا الواقع التاريخي المؤدلج قومياً ودينياً ومذهبياً الذي كانت تسود فيه الثقافة الشوفينية والتمييز العنصري القومية والدينية والمذهبية ترسخت مفاهيم العنصرية وقيم التعصب والتشدد والتطرف ورفض الآخر المختلف بكل أشكالها في نفوس  وطبائع أبناء الأكثريات الحاكمة رسمياً واجتماعياً ضد الأقليات التي تعيش في كنفها سيادة هذه الثقافة الشوفينية هي من جعلت هذه الأقليات تشعر وتعاني الكثير من الظلم والأضطهاد والتمييز العنصري القومي والديني ومصادرة الارادة الحرة بغرض إلغاء هوياتها الخصوصية وصهرها في بودقة الأكثريات الحاكمة لها وعانت أيضاً من النظرة الدونية التي تنتقص وتحُط من قيم خصوصياتها ومعتقداتها وتقاليدها لقرون طويلة ، هذه الممارسات مجتمعة رسخت بالمقابل لدى الأقليات ردود أفعال سلبية تجاه استمرار التعايش وفق هذه المعادلة الظالمة الغير منصفة مما ولدت لديها قناعات التطلع والرغبة القوية بالأنفصال والأستقلال والانعتاق من ظلم وطغيان الأكثريات القومية والدينية والمذهبية أي الخروج من الظلام الى النور ، هذا الأختلال في التوازن في توزيع الحقوق والواجبات بين الأكثريات والأقليات جعلت هذه البلدان تدخل في حالة من الغليان الدائم من عدم الأستقرار السياسي والاجتماعي والأمني وبالتالي وصلت الى الحالة التي هي عليها اليوم من تفكك وتشرذم وتفسخ وعداء .   
عندما ننظر الى الدول العربية والاسلامية في هذه المنطقة بمنظار الرؤية المتوازنة للأمور ونحلل واقع تركيبتها الديموغرافية سوف لا نجد دولة منها تخلو من التعددية العرقية – القومية والدينية والمذهبية وغيرها من الخصوصيات إطلاقا ً، وعليه وبغرض إمكانية خروج شعوب هذه البلدان من واقع صراعاتها ونزاعاتها المريرة وحروبها الدامية لا بد من العودة الى أسباب ومسببات تلك الصراعات والنزاعات التي تسودها اليوم ، أي بمعني أن كل مشكلة وكل أزمة يمكن حلها بشكل عقلاني باستئصال جذور أسبابها الحقيقية ، وفي ضوء هذه الرؤية الواقعية والموضوعية لأصل المشكلة وأسبابها ليس أمام الأكثريات الحاكمة  قومياً ودينياً ومذهبياً في هذه البلدان إلا الأختيار بين خيارين لا ثالث لهما وإلا سوف يستمر الوضع القائم على حاله .
أولهما : القبول بواقع فكرة التقسيم ، أي بمعنى تقسيم هذه البلدان الى دويلات مستقلة على أساس قومي وديني ومذهبي كما تطالب بعض الأقليات لكي يتمتع في ظل ذلك الواقع الجميع الأكثريات منها والأقليات بكامل حقوقها في الحياة الحرة الكريمة الآمنة من دون صراعات ونزاعات وحروب دموية مستمرة .
ثانهما : القبول بالنظام الفيدرالي مع تغيير جذري في طبيعة الثقافات والأفكار والتشريعات المنهجية الشوفينية ومنع كل ما يدعو الى التمييز من خطب وفتاوى دينية ومذهبية السائدة حالياً في مؤسساتها الرسمية والتي ترسخت في نفوس وطبيعة أبناء الأكثريات الحاكمة والقائمة على أساس سيادة سلطة الأكثريات من دون احترام وحماية حقوق وهويات وخصوصيات الأقليات بثقافات أخرى أكثر إنسانية وديمقراطية تفضي الى خلق ثقافات التآخي والتعايش السلمي المشترك بنشر العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون بين المواطنين على أساس إقامة دول المواطنة وليس على أساس دول الخصوصيات وفق مبدأ سيادة سلطة الأكثريات على حساب إلغاء وتهميش وإقصاء وصهر الأقليات في بودقتها .
عندما نتصفح تاريخ الأمم الأخرى نجد أن أمم أوروبا وأميريكا قد مرت هي الأخرى بتجارب مريرة ومماثلة لما تمر به اليوم البلدان العربية والأسلامية ودخلت في حروب قومية مدمرة بسبب صراعاتها ونزاعاتها على المصالح الأقتصادية ومناطق النفوذ ودخلت في حروب داخلية دامية بين الأكثريات والأقليات العرقية والمذهبية سنوات طويلة راحت ضحيتها الملايين من البشر ولكنها في النهاية اكتشفت أن الحل البديل والأمثل للحروب والنزاعات هو التعايش السلمي بأمان من دون إراقة الدماء فقررت التخلص من أسباب نزاعاتها وحروبها المستمرة وتغيير نمط العلاقات فيما بينها من نمط سيادة سلطة الأكثريات على حساب إلغاء وجود الأقليات بنمط آخر وهو سيادة المنهج الديمقراطي الذي يحترم ويحمي كيان وثقافات وخصوصيات الأقليات كما هو للأكثريات والتعايش معها سلمياً بأمان ، فنشأت على أثر ذلك دول ذات تعدديات قومية ومذهبية في إطار الدولة الفيدرالية الواحدة كما هو حال معظم الدول الغربية الديمقراطية كأمريكا وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا ذلك على مستوي الوطن الفيدرالي الموحد ، وكما هو حال دولة الأتحاد الأوروبي لعدة بلدان في دولة كونفيدرالية موحدة في التعامل الدولي مع غيرها .
كانت النتيجة التي يجب أن تفتخر بها هذه البلدان وأممها هي سيادة الأستقرار والأمن والآمان والرفاه الأقتصادي والاجتماعي في هذه البلدان لمدة أكثر من سبعة عقودٍ من الزمن لأوروبا وما يقارب الثلاثة قرون للولايات المتحدة الأمريكية ... ما الضرر لو تقتدي الدول العربية والأسلامية بهذه التجارب وأن تتخلص من ثقافاتها ومعتقداتها البالية المتخلفة التي هي مصدر بلائها وحروبها العبثية وتأخرها وصرف أموالها الهائلة في تدمير ذاتها واستنزاف قواها البشرية في التدمير والتخريب ؟؟؟ ... وعليه نقول خيراً للأكثريات العربية والأسلامية ومن مصلحتها القومية والوطنية أن تسعى لأن تتعايش بأمان وسلام وأخوة مع الأقليات في بلدانها متساوون معها في الحقوق والواجبات بدلاَ من السعي الى تهميشها وإلغائها وإقصائها وظلمها واضطهادها ومصادرة حقوقها الطبيعية وخاصة أن أغلب تلك الأقليات هم الأصحاب الشرعيين والأصليين لتلك البلدان كما هو حال الأقباط في مصر والفينيقيين والأمازيخ في شواطئ البحر الأبيض المتوسط والآشوريين والكلديين والأراميين والعبرانيين وغيرهم في العراق والشام وفلسطين ...
كل من يريد أن يعيش بحرية وسلام وأمان ، عليه أن يتخلى عن الشوفينية القومية والدينية والمذهبية ضد الآخر كمنهج في الحياة لكي لا يصنع لنفسه أعداء ألداء دائميين .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 13 / ت 2 / 2016 م

 

471
الى الأخ وصديق العمر الكاتب الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع للغاية حيث ألقيتم الضوء ببراعة على قضية مهمة جداً بالنسبة الى أمتنا الآشورية ألا وهي قضية ضم ولاية الموصول بحدوها العثمانية الى العراق بدلاً من ضمها الى تركيا بعد رسم الحدود بموجب خط ما يسمى " بخط بروكسل " في عام 1924 م والمصادقة على ذلك من قبل عصبة الأمم آنذاك .
وبسبب الأشكالات التي حصلت حول الموضوع والتي ذكرتموها بدقة وتفصيل وتنصل بريطانيا السافلة عن وعودها للآشورين النازحين من ولاية حيكاري وضغط الآشوريين على بريطانيا لتنفيذ وعدها لهم بإقامة لهم كيان مستقل في مناطق سكناهم تحت حمايتها حسب اجتماع اورميا سنة 1918 ومماطلتها وتسويفها وتمييعها لتلبة مطلب الآشوريين ، قرر بعض زعماء الآشوريين بقيادة آغا بطرس وملك خوشابا بتحرير مناطقهم الأصلية في حيكاري بالقوة والعودة إليها للستقرار فيها ، وبسبب ذلك انقسم الآشوريين الى فريقين بين  مؤيد ورافض لفكرة العودة بالقوة التي فيها نوع من الأنتحار والمغامرة لا تصب في صالح الآشوريين من دون موافقة ودعم بريطانيا لها من جهة ، وتعطش تركيا على الأنتقام منهم بسبب وقوفهم وقتالهم الى جانب الحلفاء ضدهم في الحرب من جهة ثانية .
قام الجناح المؤيد بقيادة آغا بطرس وملك خوشابا بالعودة مع قواتهم المؤيدة لهم الى حيكاري ، ولكن تركيا انتهزت هذه الفرصة للأنتقام من الآشورين من جهة ومن ثم الزحف بقواتها بذريعة ملاحقة فلول الآشوريين الذين دخلوا أراضيها من دون موافقتها خلافاً للقانون لأرجاع ولاية الموصل الى حضيرة بقايا الأمبراطورية العثمانية من جهة أخرى ، وهنا وبدعم من بريطانيا تدخلت القوات الآشورية التي كانت معارضة لفكرة العودة بالقوة بناءً على طلب من سورما خانم التي كان بيدها القرار السياسي الآشوري فتصدوا للجيش التركي بشجاعة وبسالة فذة ونادرة وأنقذوا أبناء جلدتهم من الموالين لآغا بطرس وشريكه ملك خوشابا من الأبادة على يد الجيش التركي ، وتمكنوا من دحر القوات التركية وإعادتها الى ما وراء الخط الحدودي " خط بروكسل " وهذا الدور البطولي للقوات الآشورية هو الذي أبقى ولاية الموصل بحدودها العثمانية ضمن الدولة العراقية الحديثة ، ومن ثم تم تكريس بقاء ولاية الموصل ضمن العراق بموجب مقايضة بريطانيا لتركيا بأراضي الآشوريين في حيكاري مقابل تخلي الأخيرة عن ولاية الموصل ، وهكذا بغدر وخيانة بريطانيا السافلة ونكثها لوعودها خسر الآشوريين أرضهم وحقوقهم في كل من تركيا والعراق الحالية . ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                   محبكم أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا – بغداد



472
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل سولاقا بولص يوسف المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم رائع في تحليله وعرضه لتاريخ الأحزاب السياسية في العراق بعد ثورة 14 / تموز / 1958 وكيفية سيادة ثقافة حكم العصابات على حساب الثقافة الديمقراطية والوطنية في فن الحكم والأدارة الرشيدة المتسمة بالقيم الأخلاقية التي تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر كما يقال .
صديقنا العزيز ... عندما أسقطوا الأمريكان وحلفائهم نظام صدام حسين في 9 / نيسان / 2003 كانت العملية مجرد اسقاط لشخص صدام حسين فقط من دون المساس بالثقافة الصدامية البعثية واسقاطها كفلسفة العصابة لحكم البلاد والمجتمع ، حيث أبقوا على كل الممارسات الصدامية كما كانت ليهتدي بها الحكام الجدد منذ عهد مجلس الحكم الى اليوم ، حيث سادت الطائفية السياسية القبيحة وثقافة الفساد وسرقة المال العام وانتشار الجريمة بكل أشكالها في أجهزة الدولة ومفاصل المجتمع مما مهد لولادة مولود داعش الغير الشرعي وشهد ما شهد العراق في عهده من ممارسات شاذة ومجردة من كل القيم الأخلاقية والانسانية وباتت ثقافة العنف والقتل على الهوية والأغتصاب مباحة في ظل غياب سلطة القانون .
صديقنا العزيز .... إن فكر وثقافة ومعتقدات وممارسات داعش لا هوية معينة لها لأن أي فكر أو معتقد ديني أو دنيوي قومي أو مذهبي يؤمن بالتعصب والتطرف ويرفض قبول الآخر المختلف والتعايس السلمي معه ضمن أي إطار قانوني يؤدي الى استعمال العنف والقوة لفرض إرادته وفكره ومعتقداته على المختلف قسراً ، وهذا الأسلوب هو ما يمكن أن نسميه بالفكر الداعشي الحديث ... فكل التنظيمات السياسية الشمولية القومية والدينية والطائفية سوف تنتهي في النهاية عندما تصل الى سدة الحكم وممارسة السلطة الى النهج الداعشي بهذا القدر أو ذاك .
كان مضمون مقالكم الفكري بحسب قرأتنا له يعبر عن مضمون المثل القائل " أحاجيج يا بنتي وأسمعج يا جنتي " والحكيم تكفيه الأشارة ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

473
بعد الأستئذان من الأخ وصديق العمر الكاتب القومي الأستاذ ابرم شبيرا المحترم
الى الأخوة الأعزاء الأستاذين الكريمين
- بطرس نباتي المحترم
- نذار عناي المحترم

شكرنا الجزيل مع فائق تقديرنا لكما على هذه المداخلات التي تنم عن محبة وحرص مسؤول على المصلحة العامة لأمتنا ، وعليه نقول بقدر تعلق الأمر بنا شخصياً نحن نرحب بكل ملاحظاتكما القيمة التي تصب بالتأكيد في مصلحة أمتنا وأنتما من بين من نضعهم دائما موضع تقديرنا واحترامنا واعتزازنا بكل ما تكتبونه وثقتنا بكما بلا حدود ولا نشكك قيد أنملة بما تبدونه من ملاحظات وتوجيهات ولذلك تلقي آذاناً صاغية وقلوب مفتوحة ونفوس مطمئنة وعقول راجحة منا للأستماع الى ما تبدونه من ملاحظات ونصائح .
أخوتنا الأعزاء .... أطمئنوا أن علاقتنا نحن والأخ العزيز أبرم شبيرا بدرجة من القوة والتفاهم بحيث لا يَصدَعها أي اختلاف في وجهات النظر لأن تاريخ صداقتنا تمتد الى عشرات السنين من العمل المشترك وكنا دائماً فكريا شخصان في كيان واحد أحدنا داعم وساند ومكمل للآخر على طول الخط ولا تستطيع متغيرات الحياة الآنية لأي سبب أن تُصّدع تلك الصداقة الأكثر قوةً من الأخوة.... أحيانا تستجد أمور في الحياة تجعلنا أن نكون أكثر مبالغة في الصراحة مع بعضنا البعض من قبيل المثل لا الحصر كهذه الهجرة العشوائية اللعينة التي تقود أمتنا الى الزوال والأنقراض في أرضنا التاريخية " بيث نهرين الحبيبة " والأنصهار في بودقة مجتمعات المهاجر الغريبة وبالتالي الهلاك والفناء ككيان له هويته القومية وخصوصياته الاجتماعية .... إن هاجس خوفنا من هذه الهجرة العشوائية اللعينة مهما كانت أسبابها الذاتية والموضوعية هو كونها في النهاية تشكل فناء أمتنا من الوجود شيئنا أم أبينا وقلبنا ينزف دماً عندما نسمع بأن العائلة الفلانية قد شدت الرحال عن العراق ، ونحن نجد أن الهروب من أرضنا التاريخية ليس هو البديل الأصوب للمحافظة على وجودنا القومي وهويتنا وخصوصياتنا القومية ولا هو الحل الوحيد للخلاص من مظالمنا ومعاناتنا ومآسينا بل هو مزيد من الغوص للغرق في الرمال المتحركة من دون إدراك ....
نحن والأخ أبرم كنا أخوة وأصدقاء العمر تجمعنا مبادئ وقيم مشتركة وسنبقى كذلك الى يوم الرحيل من هذه الحياة وهذا وعد شرف تواعدنا نحن والأخ أبرم أن نبقى كذلك .... دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .
                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

474
الى الأخوة القراء الكرام ....... تقبلوا تحياتنا ومحبتنا

ندرج لكم أدناه مداخلتنا على مقال الأخ الأستاذ بطرس نباتي والتي دعت الأخ صديق العمر في العمل القومي الأستاذ أبرم شبيرا الى كتابة مقاله أعلاه للأطلاع عليها ونترك لكم الحكم على ما كتبه الأخ أبرم شبيرا بحقنا وشكراً .

الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ بطرس نباتي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
قرأنا مقالكم الفوق الرائع الذي قلتم فيه الكلام المناسب لما يجب أن يُقال للشخص المناسب ألا وهو أخي وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا الذي دائماً يكتب ما هو مناقضاً لما يؤمن به ويدعوا إليه في جلسات خاصة وقد حدث ذلك معنا سنة 2010 م عندما كنا في زيارة شخصية للولايات المتحدة - شيكاغو ، كانت الجلسة في دار الأخ ميخائيل ججو ( زيا بثيو ججو ) مسؤول زوعا في شيكاغو في حينها وكانوا الحاضرين مجموعة من إعضاء زوعا من العراق وكذلك كان معنا الصديق بنيامين عوديشو سخريا من شيكاغو فدار نقاش حامي بيننا شخصياً من جهة وبين الأخ أبرم شبيرا والأعلامي الأشوري الأسترالي المعروف الأخ ولسن يونان ( ولسن خوشابا يونان ) من جهة ثانية حول موضوع الهجرة لأرض الوطن وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على مستقبل وجودنا القومي في أرض بيث نهرين ( العراق ) التي نتغنى بها ليلاً ونهاراً كانت كل طروحاتنا الشخصية ضد الهجرة وكانا الأخ أبرم والأخ ولسن يؤيدون الهجرة وترك العراق بحماس شديد لأن بقائنا فيه لا امل من ورائه وكانا متحمسان لهذا الرأي مما استفزنا طرحهم هذا فقلنا لهم بالحرف الواحد " يا أستاذ أبرم ويا أستاذ ولسن فإذا كانت هذه قناعاتكم فلماذا تكتبون وتقولون للناس في وسائل الأعلام التي تعملون من خلالها غير ما تؤمنون به ؟؟ لماذا هذه الأزدواجية بين القول والفعل ؟؟ أنتم تقولون للناس ما يعجبهم سماعه منكم من الكلام وتؤمنون بنقيضه " ، وقد أيدونا الزوار من أعضاء زوعا القادمين من العراق ، وشعرنا شخصياً بنوع من الأنزعاج النفسي لأننا اكتشفنا حقيقة لم نتوقعها من جهة ولأننا جرحنا أصدقاء وأقارب لنا بما قلناه من كلام !! فخرجنا من الجلسة ونحن مهمومين ومقهورين وضميرنا مجروح .
إن المشكلة التي حصلت عبر وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بخصوص قانون حظر الخمور الغير النافذ هو أن تلك الوسائل في أغلبها تناولت الموضوع من جانب أنه يخص المسيحيين لوحدهم وليس من جانب كون هذا القانون المجحف عبارة عن تمهيد لتشريع قوانين أخرى على هذا الغرار تمهد لأقامة دولة دينية - دولة ولاية الفقيه على غرار ما هو عليه الحال في الجارة الشرقية إيران ، وتعرض الأخ النائب جوزيف صليوا من قبل المسيحيين المتطرفين الموالين لبعض التنظيمات السياسية تحديداً الى تجريح وطعون نابية غير لائقة ونلنا نحن شخصياً طعون وتجريح وتهم من قبل البعض بسبب تصدينا لما قيل بحق الأخ النائب جوزيف عبر صفحات الفيسبوك .
الأخ وصديق العمر أبرم شبيرا من طبيعته لا يعقب على مداخلات قراء مقالاته بما فيه نحن الذين زاملناه منذ الستينيات من القرن الماضي وكأنه لا تعنيه أراء الآخرين بما يكتبه ، إلا إذا  كانت بعض المداخلات لاسعة للغاية وتعنيه بشخصه وليس بما يكتبه كما هو الحال مع مقالكم هذا ... نحن هنا لا ندافع عن نوابنا في البرلمان العراقي والبرلمان الكوردستاني بالرغم من تقصيرهم في أدائهم إلا أنه ليس من الأنصاف أن ننتقدهم ونسيء إليهم ونشكك بمصداقيتهم على ما يقومون به من إيجابيات كما فعلوا البعض مع الأخ النائب جوزيف صليوا .... إن ساحة النضال القومي هي هنا في الداخل وليس في المهاجر وعبر الأنترنيت مع احتراماتنا للطيبين والصادقين في قولهم وفعلهم ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

475
الى الأخ وصديق العمر الكاتب القومي الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
أولا نشكركم على هذا المقال الطويل والذي أثبتم من خلاله ما قلناه بحقكم الشخصي بدافع المحبة بأنكم لا تردون على المداخلات على مقالاتكم إلا ما يمس منها شخصكم وليس ما تطرحونه من أفكار في كتاباتكم ، في هذا المجال أود إعلامكم بأن الكاتب يكتب للقراء وليس لنفسه كهواية أو احتراف الكتابة من أجل الكتابة ، ولذلك وبحسب وجهة نظرنا الشخصية والكثيرين من قرائكم نقول يفترض بالكاتب المبدئي والملتزم أن يتفاعل مع قرائه من خلال رده سلباً أو إيجاباً مع مداخلاتهم وتلك هي المبدئية في الكتابة الملتزمة والعكس من ذلك هو الهروب من مواجهة  أراء الأخرين وعدم أحترامهم أو الأهتمام بما يقولونه .... نحن دافعنا عنكم وسندافع بشأن هذا الموضوع مرغماً لأنكم صديقنا العزيز تهمنا سمعتكم ككاتب قومي له صيته وباعه في الساحة القومية منذ سبعينات القرن الماضي بعد أن طالت انتقادات الآخرين شخصكم بسبب عدم الرد على مداخلاتهم . ونحن في مداخلتنا على مقال الأخ الأستاذ بطرس نباتي لم نَقُل بحقكم غير الحقيقة ولم نسيء إليكم بشيء ، ما الذي أزعجكم في مداخلتنا ؟؟ ... فإن كان هناك أية إساءة فأنا أعتذر لك عنها .
صديقنا العزيز .... بشأن الجلسة الشخصية في بيت الأخ ميخائيل ججو في شيكاغو لم نكن لوحدنا والأخ الأعلامي ولسن يونان بل كان معنا شهود يشهدون بما قلناه بخصوص موقفكم من الهجرة والتعايش مع الآخرين من " المـ........" ووصل نقاشنا الى حد مؤلم ولم يكن فيه أية مبالغة أو تهويل أو مغالطة كما ذكرتم ، أستغرب من قولكم " تسوية حسابات " عن أية حسابات تتحدثون يا صديقنا العزيز ؟؟؟ متى كانت بيننا حسابات لنقوم بتسويتها عندما كنا إثنان في واحد قولاً وفعلاً في أفكارنا ومواقفنا إنه قول غريب حقاً ؟؟ هنا هي المغالطات وتشويه للحقائق وهذا هو ما يدعو الى خيبة الأمل في دور الهاربين من الساحة القومية الحقيقية في أرض الوطن ويدافعون عنها عبر شبكات الأنترنيت المختلفة ... لا يا عزيزنا ويا صديق العمر كنتم أنتم من المعارضين للهجرة عندما كنتم هنا في الساحة وكنتم من تُشجعوننا على الكتابة بالضد منها ونشرنا في حينه مقالاً في مجلة المثقف الآثوري بشأن الموضوع ، ولكن بعد حين هاجرتم أرض الوطن لأسبابكم الشخصية لا علاقة لها بالأضطهاد والظلم القومي أنتم تعرفونها جيداً أكثر منا وذلك من حقكم كما هو حال الآخرين من المهاجرين لا نلومكم عليها لأن ذلك شانكم الشخصي ...
صديقنا العزيز.... هل تعلم أن الوطن على وشك الخلو من وجودنا القومي الكلداني السرياني الآشوري ؟؟ فإذا خلى الوطن التاريخي منا لمن نطالب بالحقوق القومية ؟؟ وما الذي تريدونه وغيركم ممن هم ممثلين للمكون المسيحي نقول " المكون المسيحي وليس غيره !!! " في البرلمان العراقي أو الكوردستاني ؟؟؟ وجودكم في المهاجر ليس له أية أهمية عملية على ما يجب أن يتم تحقيقه في الشأن القومي غير الكلام والعويل على الأطلال والصراخ في آذان من لا يصغون على صراخكم ولا يصل الى مسامعهم لنستجدي منهم الدعم والمساندة !!! .
صديقنا العزيز .... عندما نكون موجودين في أرض ما تاريخياً سيكون صوتنا عالياً ومسموعاً وسوف يكون لنا حقوق قومية مشروعة وسهلة المنال وبغير ذلك كل جهد سوف يذهب أدراج الرياح ويصبح هباءً منثوراً !!! فلنكف عن الضحك على أنفسنا ونعلق آمالنا الخائبة على اللوبي المفترض الموعود الذي تحدثتم عنه باسهاب وبتخمس كبير ، وأنتم تعرفون جيداً ما هي مقومات تأسيس اللوبي الفعال والمؤثر  في القرار الدولي للدول الكبرى والتي نحن نفتقدها كلياً لا المال ولا الحلال ولا الرجال كما كان لليهود قبل تأسيس دولة اسرائيل في نهاية النصف الأول من القرن الماضي حيث كان لهم المال والحلال والرجال والى اليوم كم عندنا مثل روتشيلد وداسو وروكي فيلر وهيرش ومئات آخرين غيرهم لنتمكن من تأسيس لوبي مؤثر وفعال ؟؟؟ لنمد رجلينا بقدر طول لحافتنا كما يقول المثل الدارج ... أزعجنا كثيراً قولكم " تسوية الحسابات " !!! وفي الختام نقول يا صديقنا العزيز ببقاء الهجرة واستمرارها من ارض الأباء والأجداد التاريخية سوف لم ولن تقوم قائمة لأمتنا الآشورية وسوف ننقرض وننصهر لا محال ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم وصديق العمر أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

476
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الأستاذ بطرس نباتي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
قرأنا مقالكم الفوق الرائع الذي قلتم فيه الكلام المناسب لما يجب أن يُقال للشخص المناسب ألا وهو أخي وصديق العمر الأستاذ أبرم شبيرا الذي دائماً يكتب ما هو مناقضاً لما يؤمن به ويدعوا إليه في جلسات خاصة وقد حدث ذلك معنا سنة 2010 م عندما كنا في زيارة شخصية للولايات المتحدة - شيكاغو ، كانت الجلسة في دار الأخ ميخائيل ججو ( زيا بثيو ججو ) مسؤول زوعا في شيكاغو في حينها وكانوا الحاضرين مجموعة من إعضاء زوعا من العراق وكذلك كان معنا الصديق بنيامين عوديشو سخريا من شيكاغو فدار نقاش حامي بيننا شخصياً من جهة وبين الأخ أبرم شبيرا والأعلامي الأشوري الأسترالي المعروف الأخ ولسن يونان ( ولسن خوشابا يونان ) من جهة ثانية حول موضوع الهجرة لأرض الوطن وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على مستقبل وجودنا القومي في أرض بيث نهرين ( العراق ) التي نتغنى بها ليلاً ونهاراً كانت كل طروحاتنا الشخصية ضد الهجرة وكانا الأخ أبرم والأخ ولسن يؤيدون الهجرة وترك العراق بحماس شديد لأن بقائنا فيه لا امل من ورائه وكانا متحمسان لهذا الرأي مما استفزنا طرحهم هذا فقلنا لهم بالحرف الواحد " يا أستاذ أبرم ويا أستاذ ولسن فإذا كانت هذه قناعاتكم فلماذا تكتبون وتقولون للناس في وسائل الأعلام التي تعملون من خلالها غير ما تؤمنون به ؟؟ لماذا هذه الأزدواجية بين القول والفعل ؟؟ أنتم تقولون للناس ما يعجبهم سماعه منكم من الكلام وتؤمنون بنقيضه " ، وقد أيدونا الزوار من أعضاء زوعا القادمين من العراق ، وشعرنا شخصياً بنوع من الأنزعاج النفسي لأننا اكتشفنا حقيقة لم نتوقعها من جهة ولأننا جرحنا أصدقاء وأقارب لنا بما قلناه من كلام !! فخرجنا من الجلسة ونحن مهمومين ومقهورين وضميرنا مجروح .
إن المشكلة التي حصلت عبر وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بخصوص قانون حظر الخمور الغير النافذ هو أن تلك الوسائل في أغلبها تناولت الموضوع من جانب أنه يخص المسيحيين لوحدهم وليس من جانب كون هذا القانون المجحف عبارة عن تمهيد لتشريع قوانين أخرى على هذا الغرار تمهد لأقامة دولة دينية - دولة ولاية الفقيه على غرار ما هو عليه الحال في الجارة الشرقية إيران ، وتعرض الأخ النائب جوزيف صليوا من قبل المسيحيين المتطرفين الموالين لبعض التنظيمات السياسية تحديداً الى تجريح وطعون نابية غير لائقة ونلنا نحن شخصياً طعون وتجريح وتهم من قبل البعض بسبب تصدينا لما قيل بحق الأخ النائب جوزيف عبر صفحات الفيسبوك .
الأخ وصديق العمر أبرم شبيرا من طبيعته لا يعقب على مداخلات قراء مقالاته بما فيه نحن الذين زاملناه منذ الستينيات من القرن الماضي وكأنه لا تعنيه أراء الآخرين بما يكتبه ، إلا إذا  كانت بعض المداخلات لاسعة للغاية وتعنيه بشخصه وليس بما يكتبه كما هو الحال مع مقالكم هذا ... نحن هنا لا ندافع عن نوابنا في البرلمان العراقي والبرلمان الكوردستاني بالرغم من تقصيرهم في أدائهم إلا أنه ليس من الأنصاف أن ننتقدهم ونسيء إليهم ونشكك بمصداقيتهم على ما يقومون به من إيجابيات كما فعلوا البعض مع الأخ النائب جوزيف صليوا .... إن ساحة النضال القومي هي هنا في الداخل وليس في المهاجر وعبر الأنترنيت مع احتراماتنا للطيبين والصادقين في قولهم وفعلهم ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

477
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المقتدر الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أحلى وأرق تحياتنا الصادقة
مقالكم رائع أبدعتم في صياغة المقدمة للوصول الى البيت القصيد منه حين قلتم " علينا أن نستفيد من تجربة شركاء الوطن الكبار والأتفاق الذي توصلوا اليه أو فُرِضَ عليهم رغم التوجهات المختلفة لكل طرف منهم لأنهم يعرفون بأن مصالحهم تتطلب ذلك في المرحلة القادمة " ... بالتأكيد فُرض عليهم ذلك من قبل أصحاب القرار الذي له مصلحة كبيرة من وراء ذلك الفرض على الشركاء الكبار . وهنا نتساءل هل يوجد هناك طرف له مصلحة مماثلة من وراء فرض الأتفاق على مرجعيات أمتنا السياسية والكنسية لتوحيد خطابهم كما عبرتم عنه بما يلي : " فهل يتحلى قادتنا الدينيين وممثلي شعبنا بالشجاعة للجلوس معاً والأتفاق على خارطة طريق تشمل وتحترم جميع الأطراف وتضع حدا للخلافات والتناقضات التي أوجدها البعض ويعترف كل فرد بخطئه من أجل مصلحة شعبنا ومستقبله في الوطن " ... حبذا لو يمتلكون شجاعة القبول بالجلوس وشجاعة المصارحة وقبول الآخر كما هو على الأقل لأنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى لنا ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

478
الى الأخ والصديق العزيز كاتب السير والذكريات الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا الصادقة
قراركم كان مفاجئة لنا وليس لنا الحق في ان لا نحترم هذا القرار بالرغم من كونه خسارة لأمتنا أولاً ولقراء هذا الموقع ومثقفينا ثانياً ، ولكن لنا عليكم حق كأمة تفرض على أبنائها واجبات لا يمكن لنا أن نغض النظر عنها ... ليس هناك في الدنيا من ليس لهم عائلة وأولاد ومشاريع خاصة ومصالح لتأمين لقمة عيشهم ولكن كل ذلك لا يمنعهم من القيام بالواجبات الأفرض عليهم تجاه أمتهم وإلا من هم الذين يعملون لتحقيق حقوق الأمة ومهما يكون الأمر فإن الأسرة تبقى جزء من الأمة فإذا أصابت الأمة بضرر ما لأي سبب كان فحتما ستصيب الأسرة بها أيضاً ولا يمكن الفصل بين مصالح الأثنين لأن العلاقة بينهما هي علاقة تكاملية ؟؟؟ ... نحن لا نتفق معكم بقراركم هذا وللأسباب التي ذكرتموها إن لم يكُن لكم أسباب أخرى تقنعنا بالتوقف عن الكتابة يا صديقنا العزيز لذا ندعوكم بالتراجع عن قراركم والعودة الى الكتابة والأبداع بعزيمة أكبر وإرادة أقوى من السابق لتقف معنا في السراء والضراء وبرمج وقتك بين أداء واجباتك تجاه العائلة وبين الكتابة لخدمة أمتك ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام يا شطراني العزيز ولا تخلينا نزعل عليكم !!! .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 



479
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي البارع الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا مع أحلى وأطيب تحياتنا الأخوية
شكراً على مروركم الكريم بمقالنا وتقييمكم الرائع له ، لقد وصفتم الوضع في العراق بعد عام 2003 م خير توصيف يطابق واقع الحال بكل تفاصيله حين قلتم في مداخلتكم القصيرة والرائعة ما يلي " لكن يبدو ان القادة الجدد لم يفكروا لا بالوطن ولا بالشعب بل تصرفوا مثل اللصوص الذين يدخلون بيتا لسرقته فيأخذون منه ما يستطيعون حمله ويدمرون الباقي ومن ثم يهربون." ... بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا الوصف الذكي .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

480
الى السيد نبطي كلداني المحترم
تقبلوا تحياتنا
أولاً : إن قاتل البطريرك مار إيشاي شمعون هو " داوود ملّك ياقو ملّك اسماعيل " من تياري العليا وليس كما ذكرت .
ثانياً : هل لديكم ما يثبت أن مثلث الرحمات البطريرك مار دنخا الرابع كان عضواً في الأتحاد الآشوري العالمي ؟؟ أبرزوا ذلك للملأ .
ثالثاً : إن ما بات معروفاً لدى كل الآشوريين أن اغتيال مثلث الرحمات مار إيشاي شمعون تم بالتنسيق بين حكومة البعث في بغداد وبعض قيادات الاتحاد الاشوري العالمي الذي زار رئيسه وبعض قياداته العراق بدعوة من حكومة البعث في حينها بعد أن رفض مثلث الرحمات مار إيشاي شمعون لطلب صدام حسين بتشكيل فصائل آشورية مسلحة لمقاتلة الحركة الكوردية في شمال العراق عندما اجتمع به في زيارته الثانية لبغداد وبحضور مثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل بيت داويد حيث قال لصدام لو أقبل بطلبك هذا لكنت قد وافقت على ما طُلب مني سنة 1933 م من قبل حكومة الكيلاني كما روي ذلك على لسان مثلث الرحمات مار روفائيل بيت داويد وذكرها في إحدى مقالاته الأستاذ يعكوب أبونا المنشورة في موقع عينكاوه كوم على ما نتذكر ونتمنى أن لا نكون مخطئين في الأسم ، مع جلى اعتذارنا من الأستاذ يعكوب أبونا إن كنا ملتبسين بالأسم ..... وعليه لا نرى فيما تلمحون إليه من بعيد أكثر من مجرد رمي الحجارة في الظلام الدامس عسى ولعلها تصيب الهدف المقصود .
                  أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

481
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل albert masho المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أحلى تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم يمقالنا وتقييمكم الرائع له ونشكر لكم أهتمامكم الدائم بمتابعة ما نكتبه وهذا نعتبره تكريماً منكم نفتخر ونعتز به ونتفق معكم في كل ملاحظاتكم التي أوردتموها في مداخلتكم لقد صدقتم القول بأن كل من حكم هذه البلدان كانوا خدماً لأمريكا في السر أو في العلن وها هم اليوم يحصدون محصول ما زرعته أياديهم ، وكانت الشعوب هي وقود النار التي أشعلوها وكانت أمتنا جزء من ذلك الوقود وآخرها كان ما حصل في محافظة نينوى الذي دفع بأبناء أمتنا الى الرحيل من أرض الوطن الى المهاجر المجهولة ليعيشوا غرباء في أرض غيرهم ، ودمتم وعائلتكم الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

482
الى الأخ وصديق العمر الكاتب القومي الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
الى كافة الأخوة الأعزاء المتحاورين المحترمين

تقبلوا جميعاً محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا
مقالكم تطرق الى موضوع قديم ومعروف للخاصة من المطلعين على تاريخ الكنيسة المسيحية قبل وبعد تمزيقها من قبل بعض المشعوذين الهرطوقيين الحقيقيين الذين ظهروا قبل وبعد مجمع افسس المسكوني سنة 431 م ، وباعتقادنا الشخصي فإن طرحكم لهذا الموضوع الخلافي والحساس بين كنيستنا كنيسة المشرق الآشورية وغيرها من الكنائس ليس في محله وليس في وقته المناسبين لأنه كما يقال " يزيد في الطين بلة " بالرغم من تناولكم له كان علمياً وموثق تاريخياً بالأدلة التاريخية التي لا غبار عليها ، ومن أبرز ما تم توضيحه للقراء أن الخلاف ليس بين كنيسة روما الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية بل هو بين الكنيسة القبطية وكنيسة المشرق الآشورية  الخلاف الذي اندلع بين كيرلس بطريرك الكنيسة القبطية ونسطوريوس بطريرك كنيسة بيزنطة أي كنيسة القسطنطينية . لا نريد أن ندخل في تفاصيل الموضوع ونكرر ما قالوه الآخرين بشأنه غير أن نضم صوتنا الى صوت الأخ الأستاذ الفاضل فاروق كوركيس في كل ما ذكره في مداخلته بشأن الموضوع جملة وتفصيلاً ونقول له بهذه المناسبة بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذه المداخلة الرائعة والصادقة لقد وفيتم بها وكفيتم كما نؤيد رأي الأخ الأستاذ الفاضل بولس يونان بشأن عدم قيام الكاتب الأستاذ أبرم بالرد على المداخلات ليتبين للقارئ الصح من الخطأ لا نعرف لماذا يتجنب الأستاذ أبرم عن الرد على المتداخلين ؟؟ ... دمتم جميعاً وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

483
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا مع احلى وأرق تحياتنا الأخوية
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم ومداخلتكم الثرة التي جاءت مكملة لمقالنا لما لم نتطرق إليه من الجوانب ذات العلاقة بالموضوع ، وكل ما ورد في مداخلتكم يبقى موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا ولم نجد فيها ما يستوجب التعقيب عليه لأن كل وجهات نظرنا متقاربة إن لم نقُل متطابقة ، كما نود القول باننا ممتنين منكم لمتابعتم لكل ما نكتبه وما تتحفنا به من مداخلات ثرة وغنية بأفكارها ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

484
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ قيصر السناطي المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب وأرق تحياتنا
شرفنا مروركم الكريم بمقالنا ونشكر لكم تقييمكم وكل ملاحظاتكم القيمة والذكية وما نتخلف عليه في تحليلاتنا ورؤآنا فيما يجري على الساحة السياسية العراقية أمر طبيعي للغاية لا غضاضة فيه من جانبنا طالما نوايانا صافية وحسنة تجاه بعضنا البعض في هذا الموضوع أو في غيرة ، ومخرجات الأحداث هي من تصوب وتزكي الرأي الصحيح في نهاية الأمر .
الكاتب والمحلل السياسي دائماً يَنتج أفكاره ورؤآه ويبني موقفه النهائي حول الأحداث الجارية من المعطيات الموجودة على الأرض وما تتناوله وسائل الأعلام المعتمدة وما يتم التصريح به من قبل المسؤولين المعنيين بالشأن .
صديقنا العزيز .... إن موقع الولايات المتحدة وموقفها من الأحداث التي تطرقتم إليها في الماضي يختلف عن موقعها وموقفها ودورها في العراق اليوم ، الولايات المتحدة اليوم ومن بعد 2003 م هي من تمسك بكل خيوط السياسة العراقية بشكل مباشر ، وهي من تتحكم بالنتائج النهائية ومخرجات أي عمل سياسي يخص العراق ، وإن دور الآخرين ليس أكثر من تنفيذ ما تصدر إليهم من القرارات من الولايات المتحدة ... لقد اطلعنا على تقارير ودراسات أمريكية بأن أمريكا وبالتعاون والتنسيق مع جهاز المخابرات البريطانية والموساد الأسرائيلي هم من صنعوا داعش كما صنعوا القاعدة من قبلها لمحاربة السوفييت في أفغانستان وبالتأكيد بدعم وتمويل خليجي واسلامي . أمريكا اليوم موجودة في العراق وحضورها قوي وفعال في كل شيء يقرر للعراق الآن ومستقبلاً وليست كما كانت في الماضي تتحكم عن بعد ، وعليه لا يمكن إبعاد دور أمريكا في طرد داعش من العراق بطريقة مسرحية هزلية كما عرضناه في مقالنا ، ننتظر لنرى النتائج النهائية ، دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                    محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

485
الى الأخ العزيز الأستاذ جورج أوراها المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قرأنا مقالكم ولم نجد فيه ما يثير الأهمام ولم يأتي بشيء جديد عن تدخل رجال الدين في كنيسة المشرق الآشورية في الشأن القومي والسياسي منذ قرون طويلة وخير مثال على ذلك استشهاد مثلث الرحمات مار بنيامين شمعون وشقيقه الشاب هرمز ثم البطريرك الشهيد مثلث الرحمات مار إيشاي شمعون وما قدمته تلك الأسرة الكريمة من تضحيات كبيرة في سبيل القضية القومية الاشورية وما قام به مثلث الرحمات البطريرك مار دنخا الرابع لم يكُن إلا امتداداً وتواصلاً مع دور اسلافه من البطاركة الشمعونيين من أجل القضية القومية الآشورية ، ولم يكن ذلك الدور سراً مخفياً على أحد من الأصدقاء والأعداء لتكشفة الويكيليكس لغرض خبيث حتماً !!! ، ونحن الآشوريين نتشرف بذلك الدور السياسي القومي ونعتز به ونعتبره وساماً نرفعه على صدورنا بفخر واعتزاز ، وكما نتشرف بدورهم الأبوي الروحي المسيحي حيث تمكنوا من حماية كل التقاليد والطقوس العظيمة لكنيسة المشرق التي لم تتمكن البعثات التبشيرية الغربية بكل مذاهبها من النيل منها ، هذه الكنيسة هي الوحيدة التي تمكنت من المحافظة على لغتنا في أداء طقوسها الكنسية في جميع البلدان التي نتواجد فيها الى اليوم والفضل في ذلك يعود الى قياداتها من البطاركة العظامم ، بطاركة كنيسة المشرق الآشورية وكل رجال أكليروسها أينما تواجدوا قديماً وحالياً يتدخلون في الشؤون السياسية والآجتماعية كما في الشؤون الروحية لأبناء أمتنا الآشورية بشكل إيجابي كمواطنين آشوريين ويقدمون ما هم قادرون على تقديمه لخدمة أمتنا ... ما الضرر في ذلك أيها الأخوة ؟؟ .... نتمنى أن يقوم رجال الدين من الكنيسة الكلدانية والكنيسة السريانية بالشيء ذاته الذي يقوم به بطاركة كنيستنا الآشورية ولا نمانع ولا ننتقدهم بل على العكس من ذلك نقف معهم وندعمهم بكل ما نستطيع تقديمه لمساعدتهم ..
أخينا العزيز جورج أوراها وكل الأخوة المتحاورين .... أفعلوا ما تشاؤون عمله من نشاطات سياسية قومية وروحية كنسية لصالح الكلدان والسريان وكنائسهما نحن الآشوريين سوف نصفق لكم من أعماق قلوبنا ... فليعمل كل واحداً منا ما يراه خيراً للتسمية القومية التي يختارها لنفسه ولكنيسته والكف عن التصيد في غابة الشوك لنعثر على شوكة مسمومة لنرمي بها بعضنا بعضاً ، فعندها في النهاية سوف نجد أنفسنا متفقين على كل شيء من تسمية قومية موحدة وكنيسة مشرقية واحدة كما كانت طالما كلنا نؤمن بأننا أبناء قومية واحدة مهما أختلفت تسمياتنا اليوم . دمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

486
معركة تحرير الموصل بين أن تكون أو لا تكون !!!
خوشابا سولاقا
أيها الأحبة القراء الكرام .... اطلعوا على تصورنا لما جرى منذ منتصف سنة 2014 م  والى هذه اللحظة التي نعيش حصراتها الأليمة وفكروا بما نقوله وتأكدوا أن كل خيوط اللعب هي بيد أمريكا وبقية اللاعبين مهما كانت هوياتهم وعناوينهم ليسوا أكثر من مجرد بيادق على رقعة الشطرنج لا يحركون ساكنا من دون إشارة من أميريكا .
مدينة موصل تحديداً ومحافظة نينوى بكاملها قد احتلت من قبل تنظيم دولة الخلافة الأسلامية " داعش " بقرار من جهة ما وبالتنسيق مع أطراف محلية عراقية من دون قتال ومن دون إطلاق رصاصة واحدة بوجه داعش الأرهابية وبحسب إعتقادنا الشخصي المتواضع سوف تتحرر بقرار من نفس الجهة من دون قتال أيضاً ولكن بأطلاق رصاصات كثيرة لتضليل السذج من الناس ، إن من صنع القاعدة وداعش وأخواتهما هو من سلم محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وأجزاء كبيرة من محافظتي كركوك وديالى الى داعش خلال ثلاثة أيام من دون أن تطلق رصاصة واحدة من قبل مئات الآلاف من القوات الأمنية العراقية في وجه داعش وأصبحت داعش رعباً مزلزلاً على أبواب بغداد وأربيل معاً ... إن هذا الأحتلال السريع والواسع لحوالي ( 40 % ) من مساحة العراق من قبل داعش مع سيطرتها على كميات كبيرة من مختلف الأسلحة والذخيرة كان أمراً  غريباً حقاً للغاية لا يقبله ولا يقره أي منطق عسكري عقلاني ولا مدني سياسي !!! ، وكل التحليلات العسكرية والسياسية أوحت بوجود خيانة مخطط لها من جهة متحكمة بمفاتيح السياسة في العراق وبالتنسيق مع أطراف عراقية ، هذا ما ذهبت إليه نتائج التحقيقات العسكرية والبرلمانية ولذلك تم طمطمة ملف سقوط الموصل ....
إن ولادة داعش المفاجئ بعملية قيصرية على أثر السياسة الطائفية التي اعتمدت في المحافظات التي فيها الغالبية السنية في زمن السيد نوري المالكي هي من خلقت الظروف المناسبة لولادة تنظيم داعش الأرهابية التي أولدتها أميريكا وأتخذت منها وسيلة فعالة لتأديب الطرف العربي السُني المتطرف والمتشدد ولأثبات ضعف الأسلام السياسي لأحزاب العرب الشيعة الماسكة للسلطة في بغداد من جهة وضعف التيار القومي الشوفيني الكوردي الماسك للسلطة في أربيل من جهة أخرى في مواجهة هذا الخطر الداهم الذي بات يهدد العروش العاجية بالسقوط المدوي في كل من بغداد وأربيل .
فعلى أثر هذه الخطة الأمريكية المحكمة تادبوا العرب السُنة المتطرفين في المناطق المغتصبة بسبب سلوكيات تنظيم الدولة داعش المنحرفة التي أذاقتهم المُرّ وطعنتهم في كل مقدساتهم ومحرماتهم وباتوا يطلبون الخلاص من طغيان داعش حتى من الشيطان وليس فقط من أميريكا وحلفائها الغربيين الكفار كما يدعون !!! ... في ذات الوقت أكتشفوا المتطرفين من العرب الشيعة والقوميين الشوفينيين الكورد بأنهم أضعف من أن يتمكنوا من التصدي للخطر الداعشي الداهم الذي بات يقض مضاجعهم لوحدهم من دون الأعتماد على مساعدة أميريكا وحلفائها الغربيين ، فتعلموا بذلك كل الأطراف العراقية المتطرفة الدرس جيداً وعرفوا قدر أنفسهم بأنهم لا شيء أمام إرادة أميريكا السياسية وما تخطط له من مشاريع في رسم مستقبلهم كأشخاص أو كأحزاب سياسية كارتونية فاشلة لا تجيد إدارة الدولة باستثناء نشر وممارسة الفساد والأثراء من أموال الشعب .... 
اليوم هناك تصريحات أمريكية وتركية متبادلة نسمعها من هنا وهناك وكل طرف منهما يدعي بأن الطرف الآخر طلب منه التنسيق حول فتح مَمَر آمن لهروب داعش أو بالأحرى خروج داعش من الموصل بشكل آمن من دون قتال الى سوريا " الى مدينة الرقة تحديداً " لأكمال الفصل الآخير من المسرحية التأديبية لتأديب النظام السوري وحلفائه الروس وايران وكافة الميليشيات المشاركة في الدفاع عن النظام السوري من الدول الأخرى التي حشرت حشراً في الحرب تحت شعارات طائفية ، بعد أن تم تسوية الحسابات مع حكام العراق وفق المشروع الأمريكي وبذلك انتفت الحاجة الى وجود داعش كوسيلة تأديبية لفرض الأجندات الأمريكية المخطط لها مسبقاً في العراق ... 
أما بخصوص ساعة انطلاق معركة تحرير الموصل المفترضة وكل محافظة نينوى سوف تعلن من قبل الدكتور حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية رسمياً ولكن وبحسب ما يجري من تحركات وتنسيقات أمريكية – أوروبية – تركية - عراقية – إيرانية – سعودية – اسرائيلية حتما المعلنة والمخفية بعد الأيعاز إليه من اميريكا عندما تتأكد من خروج داعش من الموصل من دون مواجهة عسكرية شاملة مع القوات الأمنية العراقية باستثناء إجراء بعض الألاعيب البهلوانية باطلاق النار المتبادل والقصف الجوي للتحالف الدولي لذر الرماد في عيون الشعب العراقي المسكين ولتفتح بذلك أبواب وسائل الأعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي أمام المزايدين من أبطال الكارتون في الفصائل المسلحة المشاركة في مسرحية التحرير ليعلن كل واحدٍ منهم بأنه هو الأب الشرعي للنصر العظيم في تحرير الموصل وأهلها من الأرهاب الداعشي دون غيره !!! ، وبذلك سوف ينتهي دور داعش ووجودها في العراق ليسدل عليه الستار ، لتبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة نسميها " ماعش" على غرار " داعش " وهي مرحلة الصراعات بين الفصائل المسلحة العراقية لفرض الأمر الواقع على العراق والعراقيين حسب طلب أمريكا لإعادة رسم خارطة جديدة للعراق الفيدرالي وقد يكون هذا الأمر هو الأمَرّ بالنسبة للعراقيين الوطنيين الشرفاء من كل مكوناته القومية والدينية ، ومن بعد هذه المرحلة " مرحلة ماعش " ربما ستتهيء الظروف الموضوعية والذاتية أمام العراقيين لبناء نظام مدني ديمقراطي في اطار الدولة العراقية الفيدرالية وفق المشروع الأمريكي المعلن منذ زمنٍ طويل على لسان نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن المسؤول الأول عن الملف العراقي في عهد الرئيس باراك أوباما ..... انتظروا أيها الأخوة لتشاهدوا الفصل الآخير من هذه المسرحية الهزيلة المضحكة المبكية التي جعلت العراق يضحي بمئات الآلاف من شبابة بسبب السياسات الحمقاء للمتطرفين الشوفينيين الطائفيين والقوميين  من كل مكوناته منذ سقوط النظام السابق في سنة 2003 م والى اليوم .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد في 14 / ت1 / 2016 م


487
الى الأخ العزيز الأستاذ زكي رضا المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
بورك قلمكم وعاشت اناملكم على هذا المقال الرائع عسى أن يفهم والي الشاه في بغداد " الدكتور العبادي " عمق إهانة السلطان العثماني المتعجرف والمستهتر الى شخصه والى شعبه لكي يعيد النظر بنظامه المحاصصي ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                      أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

488
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ الفاضل جونسون سياوش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
مقالكم بأجزائه الثلاثة كان رائعاً في استعراض المسيرة النضالية التاريخية لأبناء أمتنا منذ بداية القرن العشرين والى وقتنا الحاضر وقد تطرقتم فيه بالتفصيل الممل الى كل السلبيات والأيجابيات التي مرت بها تلك المسيرة في كل مراحلها وقد أنصفتم كل من أسهم في انجاز هذه المسيرة سلباً او إيجابا لغرض تحقيق الوحدة القومية لأمتنا بكل تسمياتها التاريخية والتي هي في حقيقتها التاريخية والجغرافية ثلاثُ تسميات لقومية واحدة لا خلاف عليها وبذلك نقول بحق جهودكم مشكورة لقد وفيتم وأكتفيتم بحسب تقديرنا الشخصي . إلا أن كل تلك الجهود التي بذلت من كافة الأطراف بعد سنة 2003 م قد انتهت مع الأسف الشديد الى تقسيم المُقسّم مذهبياً كنسياً الى تقسيمُهُ قومياً وربما يؤدي ذلك الى تكريسه وترسيخه رسمياً في دساتير ووثائق العراق والأقليم رسمياً لأن كل تلك المحاولات قد شكلت أسباب ودوافع لأعادة إيقاض وبعث ما كان مدفوناً تحت ركام المذهبية الكنسية لقرون قومياً هذه المرة يهدد بتقسيم كيان الأمة الواحدة ، وعليه نحن نقول إن تلك المحاولات كانت خطأً استراتيجيا من قبل القائمين بها ، لأنها لو لم تحصل لأستمرت الأمور على نسقها الصحيح ولسادت التسمية القومية التي كانت سائدة تاريخياً ، وطنياً وأقليميا وعالمياً من دون شوشرة وبذلك أشعلوا هؤلاء عن قصد أو من دونه النار في بيتنا القومي الذي امتد لهيبه الى كل ركنٍ من أركانه وليس بيدنا من وسيلة لأطفائه غير أن نعترف ونقر واقع الحال القائم على الأرض ثلاثة قوميات متصالحة بثلاثة تسميات لقومية واحدة وكل قومية تعمل لحالها ما تراه مناسباً لها هذا هو الحل الوحيد اليوم بعد أن وصلت الأمور الى ما هي عليه من تعقيد ، ويتحمل مسؤولية ما حصل في المرحلة السابقة وما يحصل الآن وما سوف يحصل مستقبلاً من كان أو كانوا يبحثون عن مجد شخصي مزيف بابتداعهم لتسميات مشوهة ومبتذلة لغاية في أنفسهم المريضة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد
 

489
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
نحييكم على هذا المقال السياسي النقدي الرائع الذي تناولتم فيه نقد ظاهرة المؤتمرات والاجتماعات التي لا تنتج خيراً لصالح ما تنظم وتنعقد من أجلها من العناوين سواءاً كانت على مستوانا القومي أو الكنسي أو على المستوى السياسي الوطني العراقي منذ سقوط النظام الى اليوم وهي بالتالي ينطبق عليها المثل القائل " جعجعة من دون طحين " ، وعليه كان تعبيركم الآتي "مؤتمرات لبحث الازمات وايجاد الحلول ام معارض تجارية لجني المزيد من الحرام " صادقاً ومعبراً للغاية   في وصفها ولا يحتاج الأمر الى أية إضافات أخرى لقد أبدعتم في وصف تلك المؤتمرات الشبه وهمية .
أما بشأن التعقيبات والمداخلات من قبل البعض ممن لا يروق لهم الكشف عن شخصياتهم الحقيقية بالصورة والأسم الصريح لغايات في أنفسهم والتي لا أبررها إطلاقاً مهما كانت مبرراتهم ، ولأسباب ذكرتم قسم منها في ردكم على مداخلة السيد صاحب الأسم المستعار " لوسيان " ، نحن نرى بأن خير ردٍ عليهم هو إهمال مداخلاتهم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد  [/colo b]]

490
الى الأخ والصديق العزيز رابي ظافر شانو المحترم
تقبل محبتي مع خالص تحياتي
مقالكم رائع في مضمونه ونقل التجارب الشخصية للاخرين فضيلة والنصيحة المخلصة واجب أخلاقي وانساني والحوار مع الآخر باستعمال مفردات جميلة تنم عن احترام وتواضع وتقدير للآخر هو أسلوب الحوار الديمقراطي المتحضر الذي من المفروض أن يعتمده كل سياسي مبدئي يحترم نفسه وله قضية يؤمن بها ويعمل من أجلها لكي يسمعه الجمهور بشغف ومحبة ... كل هذا مطلوب من الكلام اللبق والجميل في الحوار المتحضر ، ولكن قبل هذا وذاك من الكلام الجميل والمنمق أن يكون ذلك الكلام صادقاً قولاً وعملاً ونابعاً من نوايا صادقة وحسنة ونظيفة ليكون تأثيرة أكبر وأقوى في نفوس المتلقين ، ولا أن يكون كما يقال " كلمة حق يراد بها باطل " كما يفعلون البعض من الطواويس السياسيين المروجة للأكاذيب والأضاليل لخداع البسطاء من الناس ، كلمة رابي جميلة ونبيلة ونجلها ، ولكن على أن تكون مطلقة من من شخص صادق في نواياه وأن لا يكون استعمالها تجاري كما هو حال كلمة " يا بيه " المصرية في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية !!! ..... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

491
الى الأخ العزيز الأستاذ الفاضل جونسون سياوش المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
كان الجزء الثاني من مقالكم رائعاً وسلطتم فيه الضوء على جملة من الحقائق التي كانت خافية على الكثيرين من أبناء أمتنا وإنها فرصة لأن يعرفوا الحقائق عن ما وصلت إليه أمتنا من تمزق وتشضي واختلاف بسبب سلوك البعض من اللاهثين وراء المجد الشخصي والمصالح الشخصية والمستغلين للقضية القومية وسيلة لتحقيق تلك الغايات الأنانية ، وربما ستشهد ساحتنا القومية المزيد من الخلافات والأختلافات والصراعات في المرحلة القادمة والتي بدأت بوادرها في الآونة الأخيرة مع الأخوة السريان لتنقسم أمتنا الى ثلاثة قوميات متعادية ومتناحرة والأسباب هي هي لا تتغير ، نشكر جهودكم وحرصكم على وحدة أمتنا القومية ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                     محبكم أخوكم المهندس : خوشابا سولاقا - بغداد 

492
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ تيري بطرس المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا المعطرة
مقالكم رائع ونحييكم على هذا الطرح الذي يدعو المعنيين بالشأن القومي الحقيقيين وليس المزيفين اللاهثين وراء المجد الشخصي لأن يستفيقوا من نومهم وأن يعيدوا النظر بأحلامهم النرجسية وأن يعودوا الى أرض واقعهم وامكانياتهم المحدودة أو بالأحرى الشبه معدومة باستثناء الوعود المزيفة لغرض في نفوس أصحابها !!! ، نقول لقد وفقتم في طرحكم الواقعي والموضوعي هذا في تحديد ما يلائمنا من الحقوق القومية في إطار الحقوق والوحدة الوطنية والتعايش المشترك مع الآخرين من الشركاء في الوطن وفق توزيعنا الديموغرافي ، لأن هذا ما تدعمه كل القوى الوطنية والديمقراطية العراقية من كل مكوناته وهذا مهم وجوهري للغاية .
إن انتشار أبناء أمتنا بكل تسمياتها في جميع مناطق العراق بحكم مصدر المعيشة الذي فرض عليهم هذا الأنتشار كما كان منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة لا تشكل الأكثرية بل حتى بنسبة الربع من السكان في أية منطقة جغرافية عراقية ولذا لا يمكن تطبيق أي شكل من أشكال الأنظمة التي تجسد الحقوق والخصوصية القومية لأبناء أمتنا لوحدها كالحكم الذاتي أو الكيان الفيدرالي أو ما هو أكثر منهما في العراق الحالي باستثناء حكم الأدارات المحلية في اطار المحافظات .
في ضوء هذا الواقع الديموغرافي وبسبب نزيف الهجرة العشوائية اللعينة لأبناء أمتنا يبقى الحل الأمثل لحل المسألة القومية لأمتنا وبقية الأقليات القومية والدينية الموزعة في عموم محافظات العراق وحتى بالنسبة للاكثريات القومية التي تسكن مناطق واسعة من العراق كالعرب والكورد للعيش بسلام وأمان معاً هو النضال من أجل إقامة نظام ديمقراطي مدني ووطني في تأسيس دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس المواطنة والمؤسسات الدستورية والقانونية والقضاء النزيه العادل ويكون هو الحاكم الأول والأخير فيها في نشر المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص للجميع بموجب ما يقتضيه الدستور والقانون الوطني من دون تمييز بين مواطنيها في الحقوق والواجبات في إطار الدولة الواحدة دولة المواطنة وليست دولة الخصوصيات العرقية والدينية والطائفية وغيرها وبذلك تكون  دولة المواطنة هي الضامن الحقيقي لحقوق الأكثريات والأقليات معاً للعيش بسلام وأمان كما هو الحال في أكثر بلدان العالم ديمقراطية ذات التعدديات العرقية والدينية والمذهبية وهو طريقنا الأقصر لتحقيق الأكثر مما نبتغيه ونحلم به بأقل التضحيات وهو ما يزكيه العقل والمنق والحكمة والواقعية في ضوء معطيات الواقع القائم على الأرض ، وهذا ما دعونا إليه في كل كتاباتنا بهذا الشان ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                 محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

493
الى الأخ العزيز الأستاذ الفاضل جونسون سياوش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع خالص تحياتنا
نحييكم على هذا المقال التحليلي التاريخي الرائع لتطور الحركة القومية الآشورية منذ ما قبل الحرب الكونية الأولى وخلالها والى يوم سقوط النظام البعثي على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم المستجدات التي طرأت عليه بعد إقامة المنطقة الآمنة شمال خط العرض 36 وما تحقق على أثر ذلك من أنجازات مهمة لصالح سكان المنطقة كافة بكل مكوناتهم القومية والدينية ، إلا أن تلك الأنجازات قد تراجعت لاحقاً لسببين أولهما موقف المتعصبين من القوميين الكورد التابعين للحزب الديمقراطي الكوردستاني وكما فصلتموها في مقالكم والسبب الثاني كان تصارع الفصائل الآشورية على المصالح والمناصب الشخصية لبعض قياداتها مما سببت في تراجع تلك الانجازات ووصلت الى ما هو عليه اليوم .
لدينا ملاحظة نود ذكرها بصريح العبارة مع احترامنا وتقديرنا لشخصكم الكريم ... إن عنوان مقالكم يفرض أن يتم ذكر كل الحقائق التاريخية التي أدت الى أخفاق الحركة القومية الآشورية  في تحقيق حلمها التاريخي في إقامة كيان قومي خاص بأمتنا لأسباب ، منها متعلق بالآخرين وتفضلتم بذكرها بوضوح مثل خيانة بريطانيا لأمتنا وغدرها بها ونكث وعودها بحسب اجتماع أورميا سنة 1918 م ، وخروج روسيا القيصرية من الحرب بعد الثورة البلشفية سنة 1917 م وقد سبق لنا وإن كتبنا مقالتين بشأن ذلك قبل مدة وتم نشرهما في هذا الموقع وأدناه الرواب الخاصة بهما ، ومنها داخلية التي كانت السبب الرئيسي في ضياع فرصتنا الذهبية الآخيرة بعد اجتماع سر عمادية سنة 1932م المتعلقة بالخيانة لبعض قادة عشائرنا وبعض رجال الكنيسة وتعاونهم مع الحكومة الشوفينية مقابل ثمن بخس التي كان يرأسها النازي المجرم رشيد عالي الكيلاني ووزير داخليته المجرم العثماني حكمت سليمان وقائده العسكري المجرم بكر صدقي وحصلت على أثرها مجزرة سميل التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف آشوري بريء وأجحضت مساعي البطريرك مار إيشاي شمعون للمشاركة في أجتماع باريس لطرح القضية الآشورية أمام عصبة الأمم بسبب القوائم المزورة والمعدة من قبل الخونة المتعاونين مع حكومة الكيلاني والتي تم إرسالها عبر وزارة الخارجية العراقية الى مؤتمر باريس والتي تدعي بأن البطريرك مار إيشاي شمعون لا يمثلهم بل يمثل نفسه فقط وعلى أثر ذلك منع من المشاركة في المؤتمر وطرح القضية الآشورية في ذلك الاجتماع وعاد خائب الآمال وخالي الوفاض الى الموصل ليستدعي الى بغداد ووضعه تحت الأقامة الجبرية في جمعية الشبان المسيحيين ymc ، وبذلك وضعت القضية الآشورية على الرف وأسدل عليها الستار ليعلوا على ملفها المنسي الغبار ونفي البطريرك وعائلته بعد أن سحبت منهم الجنسية العراقية وتم بالمقابل تكريم ومكافأة الخونة المتعاونين بما هو معروف للجميع ... كان من المفروض أن تذكر هذه الحقائق ليستكمل مضمون مقالكم الرائع ومن دون مجاملة لأحد لا ندري لربما تذكرون ذلك في الجزئين المقبلين يا أستاذنا العزيز ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=678214.0 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=680806.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,677200.0.html?PHPSESSID=asf1j8ghmjputgq4pu811pjpg2


               محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

494
الى الأخوة والأصدقاء الأعزاء المحترمين
1 - الأستاذ samy
2 - الأستاذ Wisammomika
3 - الأستاذ كوهر يوحنان عوديش
4 - الأستاذ غالب صادق
5 - الأستاذ هنري سركيس
6 - الأستاذ  albert masho

تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بمقالنا وكل ملاحظاتكم وأفكاركم التي طرحتموها في مداخلاتكم هي موضع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا واعتبارنا مهما أختلفنا أو اتفقنا طالما كان الهدف منها خدمة أمتنا وهي بعيدة عن المجاملات لهذا الطرف أو ذاك أو لهذه الشخصية أو تلك مهما كانت صفتها ، إن ما تعانيه أمتنا وما أوصلها الى ما هي عليه من واقع مزري ممزق ومتشضي ومتناحر قومياً وتسمياتياً ومذهبياً هو نتاج أعمال وسلوكيات بعض قادة أحزابنا المدعية بالقومية من كل مكونات أمتنا وبعض رجال الدين ممن يبعثون الأحقاد والكراهية المذهبية ونحن كشعب نحصد محصول ما زرعته أيديهم خلال فترة ما بعد السقوط بسبب ازدواجيتهم وتناقضهم بين القول والفعل على أرض الواقع ، وبسبب هذا السلوك المنحرف النابع من خلفية الدفاع عن مصالحهم الشخصية ومنافع توليهم للمناصب رجعوا بأمتنا الى ما كانت عليه في بدايات عصر تمزقها وتشصيها مذهبيا من أحقاد وكراهية ... هذا هو الحال في الحقيقة ولذلك لا يحتاج الأمر من كل مثقف " وأُومتنايا " مخلص أن يجامل على حساب طمس ودفن الحقيقة ، ونأتيكم بمثال قريب من الواقع الذي نعيش فيه ونتجاورة ماذا كان حصاد ما زرعته أيادي الأشرار من الديكتاتوريين  المستبدين ... إن ما جرى ويجري للعراق والعراقيين اليوم ومنذ عشرة سنوات هو محصول ما زرعه الديكتاتور صدام حسين !!! .... وأن ما جرى ويجري لسوريا والسوريين منذ تولي عائلة الأسد الحكم فيها هو محصول ما زرعوه الديكتاتوريين أسد الأب وأسد الأبن !!! ... وأن ما جرى ويجري لليبيا والليبيين منذ خمسة سنوات هو محصول ما زرعه الديكتاتور الأحمق معمر القذافي !!! ، وهكذا الحال في اليمن ومصر وغيرها من البلدان في أوروبا  الشرقية ... فالديكتاتورية والديكتاتوريين يزرعون الشوك وشعوبهم يحصدون المحصول المُرّ من المآسي والكوارث والأقتتال والحروب الاهلية المدمرة للحرث والنسل .... فمثل هؤلاء الحمقى من الديكتاتورين الطامحين بمجد شخصي قد يظهرون في أي مكان أو زمان ، ولذلك يتطلب من الشعوب الساعية والمتطلعة الى الحياة الحرة الكريمة ووحدة الصف استئصالهم منذ البداية لمنع استفحال خطرهم على مستقبلهم ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 
 

495
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب تحياتنا
مقالكم رائع لقد ألقيتم الضوء على ما يسمونه البعض بالتهميش أو الأقصاء القومي ، إن ما دار ويدور اليوم بين أحزاب مكونات أمتنا القومية ليس صراع قومي كما يتخيل البعض من البسطاء والمتطرفين بل هو صراع على المصالح والمنافع من تولي المناصب الرسمية في مؤسسات الدولة العراقية هذه الصراعات والمشاكسات التي تحصل خلقتها قيادات الأحزاب المدعية بالقومية من كافة مكونات أمتنا وليس هناك أي تهميش أو إقصاء ممنهج من أي مكون ضد المكونات الأخري والأسماء أدناه تؤشر إن كان هناك إقصاء أو تهميش :
أولاً : فيما يخص الحكومة الأتحادية - البرلمان والحكومة 
1 -يونادم كنا / آشوري .... عضو مجلس الحكم
2 - بهنام البازي / كلداني .... وزير للنقل
3 - باسكال وردة / كلدانية .... وزيرة الهجرة والمهجرين
4 - باسمة بطرس / كلدانية .... وزيرة العلوم والتكنولوجيا
5 - سركون لازار - ابن أخت يونادم كنا / آشوري ... وزير للبيئة
6 - فارس يوسف ججو / كلداني .... وزير العلوم والتكنولوجيا
7 - الدكتور وديع بتي / سرياني ..... سفير
8 - أعضاء البرلمان كانوا دائماً من جميع المكونات وبحسب نتائج الأنتخابات مهما كانت الانتخابات نزيهة أو غير ذلك
جميع الوزراء تم ترشيحهم بحسب العلاقات وحسب المحسوبية والمنسوبية من قبل المتنفذين من قيادات الأحزاب بحسب ما يضمن المصالح الشخصية لتلك القيادات ولم يكن فيها أي أقصاء أو تهميش لأي مكون بسبب التسمية القومية .
ثانياً : في الأقليم / البرلمان والحكومة
1 - أعضاء البرلمان كانوا دائماً بحسب معرفتنا للأشخاص من الأشوريين والكلدان ولا علم  لنا إن كان بينهم من الأخوة السريان .
2 - الوزراء كان المتحكم بالترشيح أولاً وأخيراً الأحزاب الكوردية وهم من الآشوريين والكلدان .
أما بدعة التهميش والأقصاء فكانت نتيجة تحصيل حاصل أفتعلتها القيادات السياسية للأحزاب ليس إلا ... أما الدعوات لفرض تسمية بعينها هي عبارة عن وسيلة لتضليل وخداع البسطاء من الناس لتجييش العواطف وتحشيدها لصالح نفس القيادات لأعادة انتخابهم في كل دورة من جديد ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

 

496
من يزرعَ الشوك يَحصُدْ محصولهِ !!!
خوشابا سولاقا
لقد قيل منذ قديم الزمان قِدم الانسان في الأمثال هذا المثل والذي يلائم كل زمان ومكان " من يزرع الشوك يَحصُدَ محصولهِ " ، أي بمعنى من يزرع بذوراً معينة سيحصد محصولها وليس محصول غيرها ، أي من يزرع الحنطة يحصد محصول الحنطة وليس محصول الزؤآن ومن يزرع الزؤآن يحصد محصول الزؤآن وليس محصول الحنطة وهنا الحليم بالاشارة يفهمُ !!! .
كذلك معروف لدى الجميع بأن جميع الأفعال بين كافة الكائنات في الطبيعة بما فيها الكائن البشري هي عبارة عن ردود أفعال لأفعال أخرى تصدر من الاخر تساويها في المقدار وتعاكسها في الأتجاه في معركة الصراع الطبيعي المستمر من أجل البقاء والمحافظة على التوازن الطبيعي للحياة ، وبالتالي هذه الأفعال ورود الأفعال المعاكسة تشكل القانون الآخر للتطور وهو قانون السبب والنتيجة ، حيث كل سبب يؤدي الى نتيجة وكل نتيجة بحد ذاتها تصبح سبباً لنتيجة جديدة وهكذا تتطور الحياة من الأدنى الى الأعلى بين صعود ونزول على مسار حلزوني .
وفق هذه القوانين الطبيعية للتطور الأجتماعي للحياة الانسانية من المفروض بالانسان الذي يختار لنفسه العمل كقائد في المجال الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي بكل تنوعاتها وغيرها من النشاطات الانسانية التي تخص وتمس الخصوصيات القومية والدينية والمذهبية والقبلية والعشائرية وغيرها من الخصوصيات التي تشكل النسيج الاجتماعي للمجتمع والتي لها عمق في ثقافات الآخرين لمكونات المجتمع الذي يعمل فيه ، عليه أن ينتقي مفردات وجمل خطاباته وأحاديثه بعناية فائقة وبدقة متناهية بحيث يجنب نفسه من مخاطر الوقوع في أخطاءٍ كبيرة وكارثية تكلفه الشيء الكثير من سمعته وتاريخه ويبرر في ذات الوقت للآخرين حق الرد بالمثل ، أي بمعنى من لا يريد أن يُرمى بيته الزجاجي بالحجارة عليه أن لا يسبق الآخرين في رمي بيوتهم بالحجارة !!  لكي يقي بيته ونفسه وعائلته من شَرّ حجارة الآخرين هكذا تقول الحكمة والعقل االرشيد وإلا عليه أن يقبل ويرضي بما يأتيه من سوء الكلام والقيل والقال من الآخرين صاغراً !!! .
إلا أن مرض جنون العظمة والسعي الى بناء مجداً شخصياً مزيفاً الذي يصيب أغلب السياسيين الديكتاتوريين المستبدين بأرائهم وأفكارهم في هذه البلدان ويطلقون كلامهم على عواهنه تجعلهم عميان البصر والبصيرة لا يرون حقائق الحياة على الأرض كما هي ، بل يرونها كما يحلو لهم أن تكون وتراود أحلامهم وأوهامهم المريضة وتبقى هذه الرؤية سمة تلازم حياتهم تنتهي بهم في النهاية الى مزبلة التاريخ من دون ذكر وفي التاريخ شواهد كثيرة من هكذا نماذج رثة لا تحصى ولا تُعد ،  ولذلك يكون نتاج حصاد محصولهم مما زرعوه بأيديهم محصولاً مُراً  مُرَّ الحنضل والعلقم ، وهنا ليس بوسع الناصحين لهم إلا أن يقولوا قول المثل " على نفسها جَنَتْ براقش " ونارهم يحرق حطبهم غير مأسوفٍ عليهم .
منذ ثلاثة عشر عاماً وسياسي العراق بشكل عام وسياسي أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين بشكل خاص يزرعون الشوك في أرضهم ويسقونه بدماء الآلاف من أبناء شعبهم من أجل حماية واستمرار مصالحهم الشخصية على حساب بؤس وتعاسة وإفقار أتباعهم وتعميق الخلافات القومية والدينية والمذهبية بينهم وعودة السلطة القبلية والعشائرية بكل قيمها الهمجية المتخلفة البالية الى واجهة الأحداث لتحكم بين الناس وفق منطقها المتخلف الأجوف على حساب سيادة سلطة القانون حامي العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين في المجتمع العراقي بشكل عام ومجتمعنا الكلداني والسرياني والآشوري تحديداً ... في ظل هذا الواقع المزري أخذ السياسيين بكل انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية يقلدون بعضهم البعض في تعسفهم وظلمهم ونشر الفساد وحماية الفاسدين والأمعان في إذلال من يتصورونهم  من الأتباع بأنهم مجرد عبيد لديهم يبيعون ويشترون بهم في سوق النخاسة السياسية كما يحلو لهم وبحسب ما تقتضي مصالحهم الشخصية والأساءة على خصوصياتهم ومقدساتهم ويتمعنون في ذلك أكثر كلما يحسون بنقمة الناس على تعسفهم وظلمهم ورفض تمثيلهم لهم في مؤسسات الدولة الرسمية .
إن ما حصل في الآونة الأخيرة بين أبناء مكونات أمتنا من لغط وجدل وتبادل النعوت الوقحة والقبيحة وتبادل الكلمات النابية الغير اللائقة عبر شاشات الفضائيات بكل وقاحة والتي وصلت الى حد استعمال السلاح النووي العراقي الفعال والمعروف بسلاح رمي السياسيين بالأحذية في وجوههم نقول إنه حقاً لشيءٌ  مؤسف ومخجل للغاية !!! ، ومن ثم ما توالت من الكتابات والتعقيبات والردود المتبادلة المكثفة في المواقع الألكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المُطعمة بالقيم المسيحية في نقد ومعاتبة بعضهم البعض التي لا يخلو تاريخها الكنسي منذ سنة 324 م تاريخ فرض المسيحية كعقيدة دينية على الأمبراطورية الرومانية من قبل الأمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر بموجب مرسوم ميلانو الى يوم استشهاد البطريرك مار إيشاي شمعون بطريرك كنيسة المشرق الآشورية ، هذا التاريخ المليء بعمليات الغدر والخيانة والقتل والمجازر بحق المسيحيين بأيادي مسيحية لا يمكن اعتمادها والأستناد عليها كقيم ومبادئ لمنع حصول استعمال سلاح رمي الحذاء بوجه من يدعون تمثيل أمتهم عندما لا يجيدون تمثيلها والتعامل مع أبنائها باحترام خصوصياتهم بل يمكن منع حصول ذلك من خلال توجيه السياسيين والقادة الاجتماعيين ورجال الدين الى تعلم لغة الحوار الرصينة والرزينة ومن لا يتقن هذه اللغة وأدب الحوار لا يصلح لأن يقف وراء منصة الخطابة .
هنا نقول من المفروض أن لا يكتفي كتابنا ومثقفينا في التعامل مع النتيجة فقط لحدث ما مهما تكون طبيعتها بل عليهم أن يتعاملوا بالقدر ذاته مع الأسباب والدوافع التي أنتجت تلك النتيجة بتلك الطبيعة ، لأنه لولا وجود تلك الأسباب والدوافع لما حصلت تلك النتيجة التي أصبحت موضع انتقادات وتنديدات الآخرين ، ولكي نمنع حصول مثل هكذا نتائج  علينا بالقضاء على الأسباب والدوافع المنتجة لها أولاً .... ولغرض الوصول الى هذا المستوى من الحوار الديمقراطي الراقي علينا التخلص من إزدواجية الرأي وطريقة التفكير المنحاز لباطل الأنتماء للخصوصيات على حساب غبن وظلم الآخرين عملاً بقول المثل " أنا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب " ، بل علينا أن نتعامل بطريقة حضارية وذات سمات أخلاقية تحمي حقوق الآخرين كما تحمي حقوقنا .... أخيراً نقول وبدون تردد " من يزرع الشوك يحصد محصوله المُرّ بجدارة واستحقاق " .

خوشــــابا ســـولاقا
بغداد في 3 / ت1 / 2016 م

497
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المفكر الأستاذ هنري سركيس المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين

تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الأخوية
خيراً فعلتم بإثارة مثل هكذا موضوع ، ولكن ما وجدناه في مقالكم ومداخلات أغلب الأخوة الأحباء مغالٍ فيه هو محاولة ربط ثقافة السوء ممن تصدر بالمسيحية التي لا علاقة لها بأصل الموضوع !!! ، وبإعتقادنا كان ذلك استثمار للمسيحية لأثارة العواطف وتحشيدها ضد طرف بعينه وهذا غير منصف وغير مقبول لأن كل فعل هو رد فعلٍ لفعل آخر يساويه في المقدار ويعاكسه في الأتجاه ، من المفروض بالكاتب الرصين والرزين والمنصف أن لا يركز في نقده على النتيجة مهما كانت طبيعتها ، بل من المفروض أن يركز بالقدر ذاته على دراسة ومعرفة الأسباب التي أدت إليها ، وعلى ضوء ذلك يتم بناء رأياً نقدياً ناضجاً ومتوازناً لكل طرف بحسب استحقاقه ، أما استغلال المسيحية بهذا الشكل المبتذل مع احتراماتنا للجميع والذي ينم في جوهره عن إثارة العواطف " الدينية - المذهبية " فهو اسلوب ليس في محله في حقل السياسة وعليه نحن شخصياً نتفق مع الجميع في رفض الأسلوب النابي وثقافة السوء ممن تصدران في الحوارات والنقاشات السياسية كما يحصل كثيراً من قبل بعض المرتزقة من أشباه الكتاب وأنصاف المثقفين تمس خصوصيات ومقدسات الآخر كما أشار إليه الأخ الأستاذ جاك يوسف الهوزي في مداخلته الخالية من استثمار للمسيحية ، ولكن وكما قلنا لكل فعلٍ رد فعلٍ يساويه في المقدار ويعاكسه في الأتجاه ، ولكي يكون النقد في محله يتطلب الأمر من الناقد دراسة السبب والنتيجة والظروف المحيطة ليكون نقده متوازناً ورصينا ً غير منحازاً لطرف ضد الطرف الآخر كما تلمسناه في أغلب المداخلات باستثناء مداخلة الأستاذين جاك يوسف الهوزي ونيسان سمو الهوزي ، ودمتم وعوائلكم الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

498
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق وراوي السير الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أحلى وأطيب تحياتنا الأخوية
نحييكم على ما أنتم مواضبين على الأستمرار به من نشر السير الذاتية وتجارب الآخرين من كتابنا وشخصيات أمتنا في مجال الكتابة في كل المجالات الفكرية والسياسية والأدبية والرياضية ونحن نعتبر ذلك نشاط تعريفي لكتابنا وشخصياتنا ووجهاء أمتنا بجمهورنا ، وبيان للاخرين بأن أمتنا لم ولن تستكين وتتوقف عن العطاء الأبداعي للبشرية في كل مجالات الحياة مهما عانت من ظروف ومظالم فسوف تستمر المسيرة وتبقى معطاءةً وشامخةً تتحدى عاديات الزمن بصبر وحزم وصلابة وشجاعة لا تعرف الأستسلام للمستحيل ، وجهودكم مشكورة يا أطيب الطيبين يا جان الورد .
لقد أبدعتم في عرض ابداعات الكاتبة والأديبة الرقيقة المشاعر الأخت الفاضلة شذي توما مرقوس وتعريفها بالقراء على أكمل وجه ونحن بدورنا نحييها باجلال واحترام على تواضعها وروحها الجميلة في الأستجابة بصدق وشفافية وتواضع على أسئلة عصفورتك " ليلى " بهذه الصراحة ... نحييها ونتمنى لها النجاح والتقدم في تقديم المزيد من نتاجاتها الأدبية الأبداعية مستقبلاً ونحن نعتبرها من رموزنا النسائية المبدعة فألف تحية تقدير واحترام لشخصها الكريم ومثلها لشخصكم الكريم على اهتمامكم ومتابعاتكم لهذا الجهد المتميز يا صديقنا العزيز يا أطيب الطيبين يا جان يلدا خوشابا منشايا ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

499
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتمكن الأستاذ الفاضل بولس يونان المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
مقالكم رائع في كل تحليلاته وتوصيفه لما جرى بين الأطراف الثلاثة في حوار قناة الشرقية الفضائية الذي بحسب رأينا الشخصي المتواضع قد أضر بنتائجه القضية المشتركة لأمتنا أكثر مما أفادها أو بالأحرى كان الحوار بنتائجه مسيئاً ومضراً بسمعة أمتنا باستثناء مطالبة الأخوة السريان بأضافة اسمهم في الدستور حالهم حال أشقائهم من الكلدان والآشوريين ، إن وجود الثلاثة ... الكلدان والسريان والاشوريين هو أمر واقع بغض النظر عن معطيات التاريخ والجغرافية مما تقدمه من وثائق تخالف الواقع القائم على الأرض اليوم ، وعليه من واجبنا بل من المفروض بنا أن نتعامل مع واقع الحال كما هو وكما تريد مكوناتنا الثلاثة وليس مع طموح طرف بعينه لو نحن صادقين فعلاً فيما ندعي به ليلاً ونهاراً .....
 صديقنا العزيز ... إنكم قلتم الحقيقة في مقالكم هذا مهما كانت نواياكم وقناعاتكم الخصوصية ، ونقول لقد آن الآوان لأن نتوقف عن هذا الهذيان الهستيري ونستفيق من أحلامنا الوردية وأن نوقف هذه المهزلة مهزلة التسميات ليبقى كل مكون على التسمية التي يرتاح لها مع الألتزام باحترام ما يريح الآخرين من تسميات ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                   محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

500
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق الأستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
نحييكم على هذا المقال التحليلي للواقع التاريخي لمكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين وكيفية نمو وتطور الوعي القومي والحركة السياسية وأسباب نهوضها وتصاعدها هنا وإخفاقها هناك على ضوء المعطيات الأقتصادية والبيئة المحيطة ، حيث أجدتم في عرض الحالة بخبرة انسان واعي ومثقف ومعتدل لا يريد إلا الخير للجميع ولا يقول إلا ما يراه حقاً وصواباً بوركتم على هذه التربية الراقية وعلى هذا الوعي القومي الناضج والبعيد كل البعد عن العاطفة المتطرفة كما هو حال الكثيرين من القومجية من كل مكونات أمتنا .
نحن شخصياً مع أي جهد إن كان كلدانياً أو سريانياً أو آشوريا ًمنظماً يصب في صالح أي مكون منها لأنه بالتالي يصب في مصلحة أمتنا والرابطة الكلدانية نتمنى لها أن لا تكون خارج هذا الأطار الشامل وندعو لها من أعماق قلوبنا بالنجاح والتوفيق في مؤتمرها هذا ... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

صفحات: [1] 2 3 4 5