عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - د.عامـر ملوكا

صفحات: [1]
1
التأريخ وكتابة التاريخ والامانة العلمية :
الشيء الوحيد الذي تعلمناه من التأريخ ان لا أحد يتعلم من التأريخ: هيكل
  لكي ندخل الى موضوعة التأريخ وكتابته، ومن هو المؤهل لكتابة التاريخ، ودور واهمية التاريخ في حياة الانسان والشعوب في عصرنا الحاضر.
         لابد من ان نعرف التأريخ أولا: التأريخ يكتب بالعربية بالهمزة على الالف التأريخ ويكتب من غير الهمزة التاريخ. بعض المؤرخين يرى الصيغة الأولى أفضل من الثانية وبعضهم يرى عكس ذلك، ويُرجع بعض المؤرخين كلمة التاريخ، كلغة، الى الكلمة العبرية ياريخ ومعناها القمر، ويعتقد بعضهم انها مشتقة من الكلمة الاكدية أرخو . والبعض يعتقد انها كلمة معربة من الفارسية ماه روز  أي بالعربية "القمر اليوم"، أي بمعنى تعيين بداية الشهر. ونستطيع القول بان كلمة تاريخ العربية تعني الزمن والحقبة او الاعلام بالوقت. ونستطيع القول أن التأريخ هو فن او ادب يبحث عن وقائع الزمان من الناحية الزمنكانية وموضوعة الانسان والزمان .. ولم يرد مصطلح التاريخ في الادب العربي قبل الإسلام، ولا حتى في القران او الأحاديث النبوية.
          والتأريخ قد بدأ عندما بدأت المدنية وبدأ الانسان يقص على عائلته حكايات هي مزيج من الاساطير والمعتقدات و بدأ يترك على الصخر والأرض رسومات أو وصف أخبار الحوادث التي مرت على الافراد او القبائل . وفي هذه المرحلة بدأت القرى والمدن واتسعت أكثر فاكثر واحتاج الانسان الى التشريع ووضع القوانين، ثم بعدها الى السيطرة والنفوذ وخوض المعارك للنفوذ وفرض الذات. وهكذا كانت الحياة قد تعقدت، وبدأت تتطوّر حركة الانسان، وحب السيطرة، وتطور وسائل المواصلات، وأدوات الحرب، ونشوء الحضارات وسقوطها. مجموع هذه العوامل كانت عوامل قوة دافعة لنشوء فن او ادب او علم التاريخ. . وتأتي اهمية دراسة التاريخ من قبل المتخصصين او المهتمين من كون دراسة التاريخ هي من الأسس التي تعتمد عليها المجتمعات من خلال التجارب الناجحة او الفاشلة التي مرّت في تاريخ الشعوب. كما أن هذه التجارب تعتبر حوافزا للاقتداء بالرموز البارزة في حياة الشعوب، سواء كانت هذه الرموز رموزا علمية او دينية او قيادية. والحال أن الإنسان بشكل عام لا يستطيع معرفة نفسه وحاضره دون أن يعرف الماضي، كالإنسان البسيط الذي فقد عائلته وعشيرته، فهو يعيش في دوامة البحث عن عائلته وماضيه وجذور أسلافه. ويصف أمير الشعراء أحمد شوقي  ذلك حين قال :

مثل القوم أضاعوا تاريخهم كلقيطٍ عيّ في الحي انتسابا.
  المؤرخ الإنجليزي "آرثر مارفيك يذكر" في كتابه " طبيعة التاريخ " ان أهمية التاريخ وحاجتنا لدراسته تنطلق من كونها ضرورية لإشباع حاجة غريزية لدى الانسان، أو حاجة اصيلة من حاجات الانسان داخل المجتمع . ولدراسة التاريخ أهمية في نهضة وتطور الشعوب من خلال دراسة تجارب الشعوب والأمم وأسباب الإخفاق او النجاح وهو مهم لبناء الأمم والمحافظة على الهوية وقدرتها على الشموخ والتواصل. التاريخ هو ذاكرة الأمم، ولابد من هذا الوعي التاريخي الذي يعتبر من اهم المصادر الثقافية والحضارية لثقافة الحاضر ورؤية المستقبل.
          العالم جوزيف ستارير : يبين ان دراسة التأريخ تضع الانسان على أرضية صلبة لمواجهة إشكاليات المستقبل، ليس من خلال التنبؤ، ولكن لفهم سلوكية وتصرف الانسان عبر التاريخ، مما يمنح او يثري مقدرة الانسان والشعوب على  إيجاد الحلول الأنسب  للحاضر وللمستقبل .
 
 هل التاريخ علم ام فن ام ادب؟
لايزال الكثير من العلماء والباحثين يختلفون منذ أواخر القرن التاسع عشر في تصنيف التأريخ بوصفه علما او أدبا او فنا. فالتاريخ لا يخضع للملاحظة والتجربة والقياس لتحويره أو تطويره كعنصر من الماضي، في حين أن الظاهرة العلمية في حالة تكرارها يمكننا الحصول على النتائج نفسها، غير أن الحادثة التاريخية قد تحدث ولا تتكرر. ويمكننا ان نظيف ان   دراسة التاريخ لا توصلنا الى استنتاج قوانين او معادلات ثابتة. ولكن يمكننا اعتباره واحدا من العلوم الإنسانية التي تدرس النشاط الإنساني والمجتمعي الحاضر وربطه بالماضي.  ولكن الادباء لا يهمهم كون التاريخ علما ام لا  فهو يبقى فنا من الفنون والعلم يبقى قاصرا عند دراسة التاريخ ، والبحث العلمي لا يستطيع وحده دراسة المرحلة التاريخية والاثار وبقايا العظام اذا لم يتم الاستعانة بالخيال الادبي وابداع الاديب لإرجاع الروح لتلك المخلفات . ولنأخذ مثالا : مقتل احد الملوك في عصر ما، لا يمكن دراسة هذه الحالة من الناحية العلمية والفحص المختبري فقط،  بل من خلال دراسة الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتلك المرحلة لكي نصل الى أسباب مقتله الحقيقية . ويرى العالم  د.هرنشو ان اقرب العلوم للتاريخ هو علم الجيولوجيا و حيث ان المؤرخ  يقوم بدراسة دور العامل البشري محاولا الاقتراب من الحقائق التاريخية، ولهذا يمكننا القول بان التاريخ هو مزيج من العلم والفن والادب.
 
من هو المؤرخ ومن يحق له الكتابة في التاريخ:
         المؤرخ هو ذلك الباحث العلمي الذي يدرس ويحلل ويدون عن التاريخ، وقد يفهم البعض بان مهمة المؤرخ هي كتابة التاريخ، ان كان للأفراد او المجتمع او الحوادث التاريخية، وهذا مفهوم خاطئ ، المؤرخ مهمته الرئيسية تحليل وفهم وتفسير الاحداث التاريخية استنادا الى أسس علمية رصينة بقصد الوصول للحقيقة او اقرب ما يكون للحقيقة؛ وان تقيم هذه الاستنتاجات والنتائج من قبل علماء مختصين في التاريخ بقصد الوصول الى حقائق تساعدنا على فهم الماضي والحاضر وما هو متوقع الحدوث في المستقبل.
  صفات المؤرخ
 من اهم صفات المؤرخ ان يكون محبا وعاشقا للبحث العلمي ويبتعد عن ممارسته كمهنة. وينبغي على المؤرخ أن يكون دائم الاطلاع على اخر البحوث المنشورة في الاختصاص وان يكون صبورا، وان استغرق البحث عن الحقيقة سنوات طويلة، أو شحّت المصادر. كما ينبغي  ان يكون صبورا ولا يبحث عن المنفعة الانية وحب الشهرة والظهور. على المؤرّخ ان يكون مخلصا ببحثه لا يكذب ولا ينافق و لا يخفي الحقائق وان يكون امينا علميا وان كانت هذه الحقائق تتعارض مع ما يؤمن به هو، او ضد المعتقدات والأفكار السائدة، وان لا يتأثر بالمؤثرات الحزبية والسياسية او بالقيم والظروف الاجتماعية السائدة. ويجب ان يكون دقيقا في اختيار المصادر ولا يقبل أي مصدر او وثيقة تتماشى مع رغباته وهو مؤمن بانها بعيدة عن الحقيقة وعليه اخضاع كل المصادر لميزان النقد والدراسة الدقيقة، لأنه قد يخرج بنتائج تخالف الموجود. وان يكون متقبلا للنقد وتعديل او تغيير أرائه او بحوثه في حال ظهور بحوث وحقائق تتعارض مع ما جاء به هو، لان البحث التاريخي كما ذكرنا ليس مطلقا كالبحوث العلمية.
 العلوم المساعدة للباحث في التاريخ:
 تعتبر معرفة اللغات من اهم العوامل المساعدة، فإلى جانب لغته الام واللغة الإنكليزية لابد من ان يلم بلغة العصر المقصود بالدراسة، وكلما تعددت اللغات القديمة والحديثة كلما سهّلت البحث العلمي للباحث. ومن العلوم الأخرى علم قراءة الخطوط وعلم الوثائق وعلم الرنوك ( العلامات والرموز والشعارات البارزة في العصر تحت الدراسة والاختام ) وأيضا علم النقود والمسكوكات . وعليه أن يكون ملما بعلوم الاقتصاد والجغرافيا وعلم الاجتماع والادب والفن، وان يكون ملما بعلم المنطق وفلسفة التاريخ وعلم النفس وعلم الاجناس وعلم الاثار والاحصاء والفلك والرياضة وعلم الحيوان والنبات وان يكون قد اختبر الكثير من البلدان والقارات من خلال سفره ورحلاته الاستكشافية. المؤرخ هو حقا موسوعة، والمؤرخ الحقيقي عليه أن يكون ملما بكل هذه العلوم الإنسانية والجوانب الفنية والإبداعية للنتاج الحضاري والبشري، فهو ليس مدوّن أحداث ماضية، وحسب. 
 
         في الختام لابد لنا ان نبين بان كتابة التأريخ او الإفتاء بنظرياته ليست من حق أي كاتب غير متخصص وان كان يحمل شهادة اكاديمية عالية في اختصاصات غير التاريخ او حتى في التاريخ العام اذا لم تتوافر فيه الشروط والمهارات والخبرات العلمية والشخصية والنفسية. ولان المؤرخ هو كالحاكم العادل لابد من ان يكون على مسافة واحدة من كل المؤثرات، وأن يكون همه الوحيد هو الحقيقة. فلابد من الحياد والنزاهة والصدق والروح النقدية. إن الفرق بين المؤرخ والحاكم هو ان الحاكم يستند على شهادات وادلة لأشخاص وعلى شواهد حية، اما المؤرخ فكل الشهادات والأدلة التي يعتمد عليها قد مات أصحابها. لذا لا يجوز لاي مثقف ان يفتي في التأريخ وهو لا يملك من صفات وخبرات وشهادات وكفاءة المؤرخ الحقيقي والمؤهل الا القليل، لان البحث العلمي والباحث العلمي ليس مجالا متاحا لكل مثقف او حامل شهادة عليا او رجل دين.
د.عامر ملوكا


2
المنبر الحر / السعادة:
« في: 16:06 16/01/2024  »
السعادة:
السعادة كتعريف وكمفهوم تختلف من شخص لأخر وحسب مفهوم مونتين ومن شعب لأخر كما قالت نازك الملائكة. لكل شعب خلطته السرية في إيجاد السعادة.
ولهذا وبعد ان تعقدت حياة الانسان كثيرا تعقد أيضا معنى ومفهوم السعادة ولهذا لو توجهنا بالسؤال التالي: ماذا تعني السعادة لك؟ سوف نحصل على إجابات مختلفة او مشوشة. ونستطيع القول بان السعادة الانية او المؤقتة هي تلبية لرغبات وحاجات يفتقدها الانسان ، فالإنسان المحروم من الاكل والشرب قد يجد سعادته في توفير الغذاء والشخص المحروم من الحب والحنان قد يجد سعادته في شخص يحبه ويوفر له الحنان  وشخص محروم من الامن والأمان قد يجد سعادته في توفير الامن والأمان ونستطيع القول هي (تعويض عن النواقص)، كما قال أرسطو؟ او السعادة هي اللذة أو كل ما يرتبط بتحقيقها وبمعنى اخر هو غياب الألم والازعاج مثال ذلك مريض السرطان الذي يتألم كثيرا فنجد سعادته في زوال الألم وان كان بإنهاء حياته الأرضية..  او قد يجد الانسان سعادته في القيم الأخلاقية التي يؤمن بها حسب مفهوم كانط او المؤمن او التقي حسب قول الخطيئة. اما توما الأكويني فيوصف السعادة البشرية التامة تكمن في رؤية الجوهر الإلهي .الطبيعة البشرية للإنسان دائما تبحث عن السعادة في أشياء وامور أخرى حالما تم تحقيق السعادة التي تحققت والتي كان يبحث عنها والفيلسوف اليوناني أبيقور يؤكد ذلك :
“لا تفسد ما لديك بالرغبة فيما ليس لديك: تذكر أن ما لديك وما تحقق كان في يوم من الأيام من بين الأشياء التي كنت تتمنى تحقيقها.”
ولان عالمنا هو عالم البضائع والمنتجات التي لا تنتهي فسعادة الاقتناء واشباع الرغبات سوف لن يمنحنا السعادة الحقيقة ولابد ان نتعلم من عالم الطبيعة ثورو كيف نستغني وليس كيف نقتني . ويؤكد ذلك سبينوزا (1632-1677) فيصف السعادة بانها " الغبطة التي ندركها حينما نتحرّر من عبوديّة الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة “ولابد لنا ان نخاطر من أجل إيقاف هذه السرعة المجنونة لحضارة البضاعة المطلقة.. اما جيرمي بنثام فهو يربط سعادة الأفراد بسعادة المجموع  او الدائرة المحيطة من حولك والدائرة الأكبر المجتمع والشعب (من جاور السعيد بيسعد) .اما باديو فيوصف السعادة بانها متعة المستحيل . وقد يعتقد البعض خطأ بان المال ممكن ان يجلب للإنسان السعادة الدائمة وهو مفهوم خاطئ ، المال ممكن ان يصنع سعادة ولكنها بالتأكيد مؤقتة ، لان الانسان كائن اجتماعي يحتاج الى الحب والاهتمام والعائلة والأصدقاء الحقيقيين وهذه كلها لا يستطيع المال من تحقيقها.
 
 هذا على مستوى الافراد اما على مستوى الدول والشعوب فهناك معايير ومؤشرات وضعت وعليها نستطيع تقييم مدى سعادة هذه الدول ومنها الرفاه الاقتصادي ونظام الحكم والتعليم والحرية الفكرية والمعتقد والصحة ودخل الافراد ومعايير واسس اخرى كثيرة. الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للسعادة في 20 آذار/مارس على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم. اما المفهوم المسيحي للسعادة فهي الشبع الروحي في حضور الله، ولكي يعيش المؤمن حياتا سعيدة وحسب المفهوم الكتابي فلابد للمؤمن من ان يدرك بان السعادة الدنيوية ناقصة وغير مكتملة ولهذا نجد الغير مؤمنين مهما بلغت نجاحاتهم وتظاهروا بتحقيقهم للنجاح  نجدهم الأكثر افتقارا للسعادة الحقيقية والمستقرة والدائمة. وايضا السعادة الحقيقية من وجهة نظر كتابية ليست إنكارًا لصعوبات الحياة، بل القناعة الداخلية التي تأتي من معرفة أننا لسنا وحدنا أبدًا. ويؤكد ذلك الفيلسوف زيجمونت بومان أن السعادة كفاح وليست مكافأة، صراع وليست فرحا دائما، وهذا هو سر الحياة.
 
ويجب على المؤمن الفرح الدائم بوجود الرب وعدم نسيان ذلك في زحمة الحياة. وايضا ان يدرك المؤمن ان هويته في الله ولابد ان نفهم بان السعادة ليست فقط امرا دنيويا مرتبط بأحداث الحياة، بل هي موقف روحي من الثقة والرضا.
بعض الأفكار والعادات التي تجعلنا أقرب من ان نكون أكثر سعادة.
تذكر كل الأشياء الجميلة في مسيرة حياتك وكيف لو لم تحصل. كاللقاء بزوجتك او قدوم طفلك للحياة او تخرجك من الجامعة. تقديم الشكر والعرفان لكل انسان قدم او حاول ان يقدم لك خدمة او معروفا او حتى ابتسامة ولا تؤجلها وكن سباقا في ذلك. كن كريما وحاول ان تصرف او تساعد الاخرين فان ذلك سوف يجعلك تشعر بسعادة وفرح حقيقيين ويعزز علاقاتنا الاجتماعية مما يقوي روابطنا الاجتماعية مع الاخرين ووجد بان الروابط الاجتماعية تزيد من الشعور بالسعادة والرضا.  ممارسة التمارين الرياضية يزيد من الإحساس العالي بالسعادة. ممارسة العزف او الاستماع الى الموسيقى يجلب السعادة. ركز على المواهب التي لديك وتتفوق فيها على الاخرين. التجمع واللقاء مع الأصدقاء من اجل السعادة. نحاول ان نكون أكثر منفتحين وايجابين ومتعاونين مع الأصدقاء والأخرين. الاستمتاع بالأنشطة اليومية والروتينية في حياتك فبعض الناس يستمتع حتى بمجرد انه يجلس لشرب القهوة والنظر للناس داخل الأسواق وخاصة المسنين. السعادة في عالمنا المعقد والمظطرب تبقى هي معرفة الانسان لنفسه وفي تفكيره المبدع والخيال الجميل والروح المتفائلة والقلب الكبير والمحب. .
د.عامر ملوكا


3
المنبر الحر / ثورة الضمير :
« في: 17:49 29/11/2023  »
ثورة الضمير :
جمعينا نعيش في عالم اليوم تحت تأثير ثلاث مؤثرات تحدد او تنظم حياتنا وسلوكنا في تعاملاتنا اليومية مع الانسان والبيئة من حولنا. الاول وهو القانون ويقابله الممنوع ، معظم التعاملات والأمور الحياتية وضعت لها القوانين وفي حالة كسرها سوف يعاقب الفاعل . والعامل الاخر وهو الدين ومخافة الله وكسر الوصايا والتعاليم السماوية ويقابلها الحرام  ، قد لا يعاقب صاحبها مباشرة عند ارتكابه خطأ او جريمة ولكن يلحقه العقاب في العالم الاخر وحسب مفهوم كل دين . والعادات والتقاليد ويقابلها العيب فالعقاب لكاسر هذه العادات والتقاليد نسبي ويتفاوت بين مجتمع واخر وزمن واخر. بشكل عام الكل يخضع لهذه المؤثرات، ولكن هل هي كافية لجعل الانسان صالحا وعادلا  أو ليحكم بالحق والمساواة وان تجعل عالمنا مثاليا وامنا. ففي الواقع انه من المستحيل إيجاد قوانين واحكام ونواميس لكل حالة ظلم او تعدي او تجاوز للحقوق. من المؤكد أن الجواب سوف يكون بالنفي، فالإنسان، مع الوقت والتطور التكنلوجي، تزداد حياته تعقيدا اكثر فاكثر، ومهما تطورت القوانين والشرائع فسوف تبقى عاجزة في الكثير من الحالات عن الحكم بالحق المطلق والعادل والمناسب. وان لم تكن عاجزة، فسوف يتم التلاعب والتحريف فيها من قبل الانسان لصالح طرف ضد طرف اخر.. ولا بد للإنسان ان يكون له ضمير حي وضمير نقي يعمل في داخله لجانب الخير والفضيلة والحق . وهذا هو ما يمكننا تسميته بثورة الضمير، سيما وأن في عالمنا الحاضر قد اجتمعت الكثير من العوامل التي تحاول تخدير الضمير الإنساني او ايهام الضمير بصحة ما يقوم به الانسان من أفعال وتصرفات واخلاقيات لا يمكن للضمير الإنساني الفطري والمكتسب ان يقبل بها. وسوف نتطرق الى الضمير وتعريفه ومفهومه والى مصطلح الثورة، ومن ثم الى مدى حاجتنا لثورة الضمير.
الضمير هو الفلتر الذي يمر فيه كل ما يدور في تفكيرنا ووجداننا ليفصل الصالح من الطالح، المفيد من الأقل فائدة، المطابق للقانون ولكن غير النافع أو الضار ...
اما في قاموس أكسفورد فيعرف الضمير بانه المعرفة أو الوعي الداخلي وله القدرة على التمييز بين الخير والشر .
ويعرف الضمير أيضا بانه طاقة ومجس اوجده الله في الانسان له القدرة على التمييز بين الحق والباطل، بين كل ما هو خير أو شر، ونستطيع القول بأنه صوت الله في الإنسان، وهو الذي يحرك الألم النفسي والشعور بالذنب كلما انتهك الانسان القيم والأعراف والقوانين والشرائع التي يؤمن بها الانسان السوي . يقول الشاعر ماريو بينديتي في روايته "بقايا القهوة" واصفا الضمير بانه الجنة والجحيم وهو محاسبة للذات بشكل يومي كيوم الحساب، وان كان ضميرك مرتاحا تنعم بنوم عميق وهادئ وان كان ضميرك غير مرتاح فنومك قلق وملئ بالكوابيس( قد يكون الضمير وسادة من حرير ، وقد يكون أيضاً وسادة من شوك).
اما الثورة كمصطلح فهو مشتق من فعل "ثار"، (ومنها كلمة "الثور" – أو الثور في
هيجانه). فالثورة، إذن، قيام افراد، او مجاميع، او شعب بأكمله بالثورة نتيجة الإحساس بالظلم، او التجاهل، أو الاضطهاد، أو الإقصاء، أو اهدار الحقوق. وتشير الثورة عمومًا إلى تغيير جذري أو هائل في النظام السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، أو الثقافي في مجتمع معين. ويمكن أن تكون الثورة نتيجة لتراكم التحولات والتغييرات الطويلة الأمد، أو قد تنشأ نتيجة لظروف معينة قد تكون فاعلة حادة في إثارة التحول. ومن ابرز الثورات في التاريخ الحديث:
الثورة الفرنسية 1789-1799): ) وكانت هذه الثورة نقطة تحول هامة في التاريخ الحديث.
الثورة الصناعية (منتصف القرن الثامن عشر - منتصف القرن التاسع عشر): و كانت هذه الثورة تحولًا هائلًا في الاقتصاد والصناعة في العالم.
الثورة الأمريكية (1775-1783): وكانت حركة تمرد للمستعمرات الأميركية الثلاث عشرة ضد الاستعمار البريطاني.
الثورة البلشفية (1917): وكانت هذه الثورة في روسيا بقيادة الزعيم فلاديمير لينين.
الثورة الصينية (1949):  قادها ماو تسي تونغ، وأدت الثورة الصينية إلى إنشاء جمهورية الصين الشعبية وإنهاء الحكم الإمبراطوري.
ويتعرّض الضمير لكثير من العوامل التي تجعله مريضا او غائبا او مغيبا او ميتا، وذلك عندما تتراجع القوانين التي تنصف الانسان، أو ان وجدت لا تطبق بشكلها العادل، وكذلك في غياب مخافة الله إضافة الى غياب العيب من خلال الالتزام بالقيم والعادات والتقاليد وقسوة الحياة وكثرة متطلبات الانسان والتحول للمجتمعات المادية ( الكل يسعى لكي يملك هذا العالم). إضافة الى ان من اهم العوامل التي تؤدي الى مرض الضمير او موته الإرادة الشريرة لدى الانسان إذ تحاول الصراع مع الضمير فنتنصر الإرادة الشريرة في النهاية امام محاولات الضمير لايقافها عن فعل الشر. وقد يتأثر الضمير بمواقف القادة والرموز،  علمانيين او دينيين، وينقاد البشر الى اراء ومبادئ قادتهم ومعهم ضمائرهم؛ ولدينا امثلة كثيرة في مجتمعاتنا وعالمنا اليوم على ذلك. كما يتأثر الضمير أيضا بفعل الجماعة، فالأنسان في كثير من الأمور لا يتجرأ على فعلها بمفرده، حيث تكون حسابات الضمير مؤثّرة وفعالة، غير أن الفعل ذاته ألذي أبى القيام به بدافع الضمير، ها قد اقبل عليه الانسان عندما يكون فردا في جماعة تقوم به معا. من أجل ذلك يتجنب الناس مصداقبة الأشرار والخارجين عن القانون. وللمعرفة والوعي أيضا تأثير على الضمير. فالمعرفة الإيجابية والمبنية على القيم الإنسانية تحصّن الضمير وتجعله رقيبا صالحا وعادلا. اما المعرفة الهدامة فتجعل الضمير غائبا ومغيبا عن النظرة الإيجابية والصالحة للأمور. في عالمنا اليوم،  نحن بأمس الحاجة الى ثورة الضمير، فقد ايقن العالم بانه مهما بلغت قوانينه وتطوره التكنلوجي سوف يكون عاجزا عن نشر العدا لة والخير بين الافراد او المجتمعات، او بين الدول، بصورة مثالية وعادلة بالمطلق، حتى لو افترضنا، وهذا من المستحيل، أن الانسان، إذا ابتكر مثل هذه الأنظمة والقوانين المثالية العادلة بالمطلق، قادر أن يطبقها مثاليا بالمطلق . فالكثير من المشاكل والحروب والكوارث التي نعيشها في عالم اليوم لا تستطيع كل قوانين الدنيا او الشرائع او الأعراف ان تقول كلمتها الأخيرة وتنصف كل الأطراف الا بصحوة وثورة عميقة في الضمائر لدى قادة العالم والشعوب وبنزاهة المعايير !!! إن طبيعة الانسان وأخلاقيته العميقة قد اعطته موهبة اكتشاف وتمييز الخطأ او الظلم مهما كان نوعهما،  ولابد لنا ان نهيئ كل الظروف على مستوى الفرد او المجتمع او الدول لتنمية هذه الموهبة وجعلها فعالة داخل نفوسنا، فنحن نواجه الكثير من المواقف التي نتجاوز فيها على حقوق الاخرين من دون محاسبة القانون او المجتمع، والضمير الصالح يقف بوجهنا ينبه ويشير الى تجنب فعل الشر والابتعاد عنه. عالمنا اليوم يحتاج للعودة الى مخافة الله والى العنصر الفطري في داخلنا الذي يميل للخير في الانسان، لان القانون وحده لا يكفي لحماية المجتمع ويستحيل عليه ان يغطي ويشمل كل ما يواجه الانسان في عالمنا اليوم المليء بالتعقيد والمتغيرات. إضافة الى ذلك نقول بأن القانون وحده عاجز عن مساعدة الانسان في صحوة ضميره فالطريق الوحيد لصحوة وثورة الضمير الإنساني هي مخافة الله .

         د.عامر ملوكا


4
المنبر الحر / الهدف من الحياة:
« في: 20:09 21/11/2023  »
الهدف من الحياة:
كل انسان يولد على هذه الأرض لابد ان يكون لديه هدف او اهداف قد تولد مع اول تفكير عقلاني للعقل وقد تستمر هذه الأهداف الى يوم مغادرة الانسان هذا الكوكب او تقتصر على مرحلة او مراحل عمرية محددة. ولكي تكون هناك اهداف في الحياة لابد من ان يكون هناك ظروف مكانية او زمانية تسمح لجعل هذه الأهداف قابلة للتحقيق كليا او جزئيا.
ولأننا نحن البشر نشترك بسمات او خصائص (المشترك الإنساني) تكون أساسية لتجعلنا مؤهلين بتحقيق هذه الأهداف. ومن أهمها العقيدة وتعرف العقيدة بانها الإيمان المبني على اليقين وهي مجموعة الأشياء والاسس التي يدين بها الانسان ويؤمن بها ويمارسها في حياته. اما المشتركات العامة فهي اشباع الغرائز فنرى الانسان المحروم منها والذي يعيش هذا الحرمان لزمن طويل فقد يكون اهم هدف في حياته هو تحقيق الاكتفاء، وهي مرحلة نشترك بها مع بقية الكائنات الحية والتي تبقى أهدافها الأساسية وقد تكون الوحيدة اشباع هذه الغرائز. والمشترك الثاني العقل وهو هذا الجهاز الغاية في التعقيد وهو المسؤول الأول لإعطاء الانسان هذا التميز والتفوق على بقية الكائنات الحية وهو المسؤول عن السلوك والتفكير والتذكر والادراك والتفكير والتقييم وأيضا إمكانية ربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل. 
المشتركات الأخرى كالأخلاق وحب التملك والبحث عن الحرية وطلب العلم والعمل.
لابد ان يكون لنا هدف او اهداف في الحياة، والانسان بدون هدف سوف يعاني من الفراغ الروحي والكأبة النفسية وسوف يدور في حلقة تحقيق اهداف من هم حوله، وسوف يقع فريسة لاستغلال الاخرين. ووجدت الكثير من البحوث بان تواجد هدف او أكثر للإنسان في الحياة سوف تقي الانسان من الكثير من المشاكل النفسية التي سوف تتحول الى عضوية بمرور الزمن. وأكدت هذه الدراسات ان الناس الأكثر سعادة هم الذين يضعون أهدافا لكل مراحل حياتهم ويسعون ويحاربون لتحقيقها. طبيعة هذه الأهداف تعتمد على الكثير من العوامل التي ترتبط بالمرحلة العمرية والمكان وطبيعة الشخص ومستواه التعليمي وطبيعة الظروف والبيئة التي يعيشها. بعض الأهداف تكون شخصية لا تتعدى الذات وبعضها يتسع ليشمل العائلة الصغيرة او الكبيرة وبعضها يتجاوز الى افاق ابعد ليشمل الوطن ومن ثم اهداف ذات بعد انساني لتشمل جميع سكان الكوكب الأرضي. البعض يسعى لتحقيق السعادة والرضا والمجد الشخصي وهناك من يسعى دائما الى التطور والسعي الدائم نحو البحث والدراسة والالمام العلمي والمعرفي بكل الأمور التي تواجه الانسان. والبعض الاخر هدفه العلاقات الإنسانية مع الاخرين والتواصل الإيجابي مع العائلة وافراد المجتمع . والبعض الاخر وخاصة المؤمنين من الديانات السماوية او غيرها يكون هدفهم هو بناء علاقة مع الله من خلال الصلاة والصوم والسلام الروحي والداخلي ويسخر الكثير من وقته لهذه العلاقة الروحية. وهناك من تكون أهدافهم ذات طابع شمولي وانساني تسعى لتحقيق اهداف وانجازات كبيرة كاكتشاف عقار او اختراع يخدم البشرية او بناء مستشفيات او دور لرعاية الايتام وغيرها الكثير.
اما اهداف الانسان بشكل عام المسيحي المؤمن بشكل خاص فتعتبر محبة الله والعلاقة مع الله من اهم الأهداف والتي تعتمد على التأمل والصلاة واتباع تعاليم السيد المسيح. ويتجسد ذلك من خلال خدمة الاخر وتقديم يد العون للمحتاجين ومساعدتهم فيشعر المؤمن المسيحي بالسلام الداخلي. ومن هذا المنطلق هل هدفنا بالحياة هو السعادة وبناء المجد الشخصي ام ان هدفنا يتسع أكثر ليمتد الى دائرة أكبر تبتعد كثيرا عن الانا وال نحن لتشمل الانسان كعنوان سامي يعيدا عن كل الصفات والالقاب التي يحملها ان كانت دينية او عرقية ..... الخ. ولنتذكر دائما معظم الأهداف الشخصية مهما عظمت سوف لن تأخذ بعدا إنسانيا كبيرا وكلما خرجت هذه الأهداف عن المجد الشخصي والانا كلما كانت ذات طابع انساني واخذت مكانها الصحيح من الاحترام والتقدير وترسخت في عقول وضمائر كل البشر. الام تيريزا ونيلسون ماندلا مثالا والقائمة تطول.
د.عامر ملوكا


5
جدلية العلاقة بين الدين والسياسة والقيم الأخلاقية.

د.عامر ملوكا
طالما اثارت العلاقة بين الدين ورجال الدين من جانب والسياسة ورجال السياسة من جانب اخر الكثير من الجدل والآراء المختلفة ،لان للدين ورجال الدين في مجتمعاتنا الشرقية مكانة واحتراما ومصداقية اكثر من رجال السياسة طالما كان رجل الدين بعيدا عن السياسة. ولان السياسة متحركة حسب المصالح والدين ثابت بحسب المبادئ والعقائد.  الدين مقدس والسياسة مدنسة ، السياسة تتطلب المراوغة وتبديل المواقف ومتحركة هي حتى المبادئ التي يؤمن بها السياسيون. أما رجل الدين لا يمكنه لعب مثل هذه الأدوار ومجال حركته هو النصح والدعوة للخير للجميع والوقوف مع الجميع لمصلحة الجميع وان خرج عن هذه الدائرة فقد يخسر مصداقيته ويفقد المكانة والاحترام من قبل المجتمع . وعندما يتعاطى رجل الدين السياسة عليه ان يتعامل معها بصفته مواطن فقط وليس كرجل دين، والدين يهدف الى نشر المبادئ السمحة والقيم الأخلاقية والإنسانية ، اما السياسة فغالبا ما تؤمن وتعمل بالمبدأ الميكافيلي النفعي (الغاية تبرر الوسيلة) .
ولابد من ان نعرف السياسة والدين والقيم الأخلاقية لنتعرف بعد ذلك على علاقة السياسة والدين بالقيم الأخلاقية وعلاقتهما مع بعضهما. فالسياسة هي فن وموهبة إدارة المجتمعات الإنسانية وحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات وتسيير امور الجماعات او الدول والتوفيق بين كل التوجهات لخدمة الصالح العام.
اما مفهوم الدين فهو وضع إلهي يدعو المؤمنين بهذا الدين الى القبول بما موجود في الكتب المقدسة التي يؤمنون بها ، أي ان الله او أي قوى عظمى هي مبدأ الدين والانبياء هم الواسطة بين الله والانسان العاقل.
اما الأخلاق فهي منظومة القيم والمثل الموجهة للسلوك البشري وتقود الانسان الى تطبيق القيم المثلى نحو ما يعتقد أيضا أنه خير وتجنب ما ينظر إليه على أنه شر، لترتقي بالإنسان بعيدا عن سلوكه الغرائزي.
الاخلاق والقيم الأخلاقية تتسم بالشمولية العالمية فكل ما هو مثل عليا وما هو خير تتفق عليه معظم المجتمعات لأنه نابع من طبيعة الإنسان، وكل ما هو شر ولا يخدم الانسان او المجتمع فهو متفق عليه أيضا لدى معظم المجتمعات باعتباره يخالف خير الإنسان أو المجتمع، ومن هذه المنطلقات تشكلت الهيئات الدولية ووضعت أنظمتها الداخلية والتي وقعت عليها معظم الدول وبالتأكيد الدول المتحضرة والمدنية.
اما الدّين، فلا تنطبق عليه نفس المعايير التي تنطبق على الاخلاق ففي كل مجتمع معتقدات وثوابت قد تختلف من مجتمع الى اخر. فأحيانا نجد ان الدين والأخلاق يكونان في علاقة إيجابية وخاصة عندما يكون الدين قاعدة تنظم العلاقة بين الله والانسان وبين الانسان واخيه الانسان مهما اختلفت المسميات لهذا الانسان. واحيانا أخرى تكون العلاقة بين الدين والأخلاق علاقة سلبية خاصة اذا  ما فهم الدين على كونه شرائع واحكام ثابتة لا تتبدل، ففي هذه الحالة سوف يبتعد الدين عن القيم والمثل الأخلاقية التي يقرها المجتمع المدني باسم المساواة الاجتماعية، مما يؤدي الى عدم قبول الاخر وجعل كل من هو خارج ال انا وال نحن عدوا وغريبا ويجب ابعاده والقضاء عليه. ولهذا نجد معظم الدول المتحضرة التي اعتمدت القيم والمثل الأخلاقية في دساتيرها وقوانينها تقدمت وتطورت ومعظم الدول التي اعتمدت على الدين وحده وبصورة آحادية ومنغلقة جامدة في قوانينها ودساتيرها لم تستطيع مواكبة التقدم الحضاري والارتقاء بالإنسان ليصبح انسانا حضاريا.
معظم السياسيين ان لم نقل جميعهم يطبقون المفهوم الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) وبحسب هذه النظرية لا ضير من ان يتبع السياسي كل الوسائل وان كانت غير أخلاقية لتحقيق أهدافه واهداف الدولة او الحزب الذي يقوده، وحسب ميكافيلي  أن الاخلاق تضر بالسياسة وتعرقل نجاحها ، وان الدول التي تبني سياستها على الاخلاق تنهار بسرعة. اما ارسطو وافلاطون فيعتبرون ان السياسة والأخلاق لابد من ان تلتقيان،  و أن وظيفة الدولة الاساسية هي نشر الفضيلة وتعليم المواطن الاخلاق. وافلاطون أكد إن أساس الحكم أربع فضائل هي: الحكمة، وهذا هو الجانب الفلسفي؛ والشجاعة، وهي الجانب الطبيعي؛ والعفة، وهي الجانب النفسي؛ والعدالة، وهي الجانب السياسي، ومن لا تتوفر فيه هذه الفضائل فليبتعد عن حكم الناس.
اما علاقة السياسة والسياسيين بالقيم الأخلاقية وخاصة في الدول النامية (النايمة) يكون فقط على مستوى النظام الداخلي لأحزابهم او على الورق فقط واما الواقع العملي من خلال الأفعال والتصرفات والنتائج فهي ابعد ما تكون عن ممارسة القيم الأخلاقية في عملها وخير مثال على ذلك  الأحزاب والسياسيين في العراق الجديد بعد عام 2003.
اما علاقة الدين بالسياسة :
المسيحية اكدت من خلال شخصية وتعاليم السيد المسيح بأن هناك فصلٌ بين ما هو ديني وبين ما هو سياسي. فان كان تدخل رجل الدين  في الشأن الوطني او السياسي العام باسم تحقيق العدالة والحقوق العامة والمساواة في المواطنة، فلا ضير، بل تلك حالة صحية، إذا بقيت صوتا نبويا وليس تدخلا فعليا في فعل السياسة وتطفلا في الإدارة العامة ذاتها، أو أداة بيد من يحركها.
 ان هذه الآراء لا يمكن ان نعتبرها تدخلا بالسياسة بقدر كونها تدخلا بالشأن السياسي العام او بالشأن الوطني من خلال الحفاظ على العيش المشترك والحفاظ على التواصل بين ابناء الشعب الواحد وبالتالي تطبيق القانون والدستور. اضافة الى محاولة اعطاء قيمة إنسانية وروحية للقانون الدنيوي، او بمعنى اخر للحياة السياسية، وكلما استطاع رجل الدين التوفيق بين القانون الالهي المقدس والمبادئ الإنسانية الطبيعية الشاملة، فهو يتحرك ويتكلم من حيث يمثل المسؤولية عن توجيه الفكر الانساني نحو الحق والإنسجام مع القانون الطبيعي الذي نتوصل اليه بالعقل كلما كانت مساهماته ودوره في الحياة السياسية العامة فاعلة ومؤثرة ومرغوب بها.
وينبغي على رجل الدين ان لا ينسى ان الخطاب الديني يحتاج الى صياغة دقيقة ومباشرة والى اقتصاد في الأقوال، إضافة الى ضرورة قلة الظهور المتكرر وخاصة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وذلك حفاظا على مكانته وتوازن  كلمته ومواقفه وعلاقاته المؤثرة إيجابا،  وتظل للدين القداسة التي تشمل الجميع، والتي قد تتأثر عندما يتحول الدين الى ايدولوجية سياسية وقانون، ويبدو رجل الدين متحيزا الى جانب دون آخر، ولا مناص من الوقوع في هذا الفخ، إذا ما انزلق تدريجيا في خانة الدعاة المصلحين، أو وقف مع هذا المتنفذ، وتهجم على ذاك أو تبرأ منه، فحسب له ذلك تزلفا أو انحيازا. التوازن والفطنة والوضوح في الخطاب لا تنفي الصدق والشجاعة في قول الحقيقة وفضح الخطأ.





6
العالم بعد 100 عام والأمية الأخلاقية:

جميعنا نحن سكان الكوكب الارضي والمنتمين الى الرتبة العليا من الثدييات لا يتجاوز بقاؤنا على هذا الكوكب ال 120 سنة. وعلى الرغم من كون الانسان في قمة هرم الكائنات الحية تطورا لم يستطيع ان يكون حتى اليوم في قمة الهرم عمرا ولا أن يحدد فترة بقائه على الأرض. واللافت ان الكائنات الحية التي تعيش اكثر من 200 عام وتصل الى الأربعة الاف عام حسب تصنيف موقع "لايف ساينس (Live yahoo.com.au
Live Science ( كالحوت المقوس الرأس والسمكة الصخرية القرمزية ،  والمرجان الأسود الذي يعيش لأكثر من 4000 الاف سنة، والاسفنج الزجاجي الذي يعيش لأكثر من 10000 الاف سنة، وقنديل البحر الخالد الذي لا يموت ويمكن لقنديل البحر، الذي يعود أصله إلى البحر الأبيض المتوسط، عكس دورة حياته عدة مرات، وبالتالي قد لا يموت أبدا بسبب الشيخوخة بل بسبب تعرضه للموت من خلال هجوم بقية الكائنات البحرية. الهيدرا التي تتكون بشكل كبير من الخلايا الجذعية تستطيع ان تتجدد باستمرار من خلال الاستنساخ ويحتمل أيضا أن تستطيع العيش إلى الأبد. اما من بين الكائنات البرية، وبضمنها الانسان، فتتصدر قائمة الأطول عمرا السلحفاة بعمر من 200 الى 300 عام ثم الانسان بعمر أقصاه 120 عام .
وهناك ملاحظتان جديرتان بالاهتمام، الأولى أن الكائنات المائية تعيش فترات طويلة وتتفوق على الكائنات البرية وبوسعنا ان نستنتج  أن البيئة المائية والاوكسجين المذاب هما افضل من المحيط الجوي والاوكسجين الغازي ( على شكل غاز ) المختلط مع النيتروجين إضافة الى الكائنات البطيئة الحركة هي الأكثر عمرا مقارنة بالكائنات الأكثر حركة ونشاطا كالسلحفاة.  اما بقية الحيوانات الكثيرة الحركة فهي الأقصر عمرا . فهل هذه الأفكار تجعل علماء اليوم ان يفكروا في طرق ووسائل وظروف شبيهة بالمحيط المائي لإطالة عمر الانسان (وخاصة ان إطالة عمر الانسان والخلود قد شغلت الانسان منذ بدء الخليقة وليومنا هذا )والانتقال للسكن والعيش في المحيطات والبحار اذا اردنا ان نعيش اضعاف عمرنا الأرضي. . وبعد ان نصل الى الخلود الإنساني كيف ستتغيّر ثقافاتنا ومعتقداتنا وقوانينا الأرضية التي قد تشكلت وتبلورت جميعها على أساس ومبدأ حياة قصيرة جدا وبعدها الموت .
 
العالم بعد 100 عام.
بالتأكيد سوف يكون جميع سكان الأرض الحاليين قد اختفوا وحل محلهم أناس آخرون، ولكن ما هي توقعاتنا لعالمنا؟  وقبل ان ندخل في ذكر هذه التوقعات فان اجدادنا سألوا أنفسهم هذا السؤال قبل مئة عام وكتبوا توقعاتهم لعالمنا اليوم ومن أهمها:
كتب جورج في مقاله الصادر عام 1922 عن توقعاته للعالم في 2022. توقع تطور الطيران وقطع المسافة بين لندن ونيويورك في 12 ساعة وتوقع انتشار وسائل الاتصال اللاسلكية. اما في مجال الطاقة فقد توقع نضوب احتياطات الفحم والنفط والاعتماد على الطاقة الشمسية، والمد والجزر للمحيطات والبحار. وتوقع أيضا تزايد نشاط المرأة في كل المجالات دون الوصول للمساواة وتوقع استعمال الغازات السامة في الحروب. أما فيما  يخص الاكل فتوقع تناول الحبوب بدل الوجبات الغذائية. لابد من الإشارة الى ان معظم الابتكارات والتطورات العلمية المتسارعة في عالمنا اليوم قد تناولتها قصص الخيال العلمي، والامثلة  على ذلك كثيرة. فمن رواية من الارض الى القمر عام  1865لجول  فيرن واصفا عملية الهبوط على القمر من قبل رواد أمريكيين ، وهذا ما حصل فعلا بعد مرور 104 أعوام . الهاتف المحمول الذي ظهر في المسلسل ستار ترك عام 1966 وظهر اول هاتف محمول عام 1973  . اما رواية عشرون ألف فرسخ تحت البحر التي ظهرت عام 1870  والتي تطرقت الى الغواصة التي تعمل بالطاقة الكهربائية وأيضا في عام 1888 ظهرت الغواصة الفرنسية بنفس مواصفات غواصة نوتيلوس فيرن في الرواية.
وفي رواية (عالم رائع جديد) للكاتب ألدوس هكسلي التي نشرت عام 1931،  وجاء في نصها تعاطي ابطال الرواية حبوب سوما التي تغير المزاج السيء الى مزاج افضل وبعدها بعقدين بدأ العلماء بالدراسة والبحث عن حبوب مضادة للاكتئاب .
ظهور مكالمة فيدوية في فيلم متروبوليس عام 1927 وهو ما تحقق في أيامنا هذه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. رواية (ضوابط العالم الحر) رواية للكاتب إتش جي ويلز صدرت عام 1914 ذكر في روايته  قنبلةً يدوية من اليورانيوم: تستمر بالانفجار اللامتناهي وبعدها ب30 عام اسقطت الولايات المتحد قنبلتين نوويتين في اليابان مستهدفةً هيروشيما وناكازاكي .
ورواية الكاتب راي برادبيري  المعنونة 451 فهرنهايت الصادرة عام 1953 ، وصف الاصداف البحرية وأجهزة الراديو المعدنية  والتي تشبه سماعات الاذن والرأس والتي تتمتع بنظام البلوتوث . وهناك العشرات من روايات الخيال العلمي التي تنبأت او مهدت الطريق للعلماء بالتفكير والبحث للتوصل اليها.
اما اكثر التوقعات للعالم بعد 100 عام او حتى اقل بكثير، فهذا شيء منها:
سوف نركز على ما طرحه راي كورزويل   وهو عالم مستقبليات (علوم المستقبل) لأهميته وشموليته  . وواحدة من تنبؤاته ان بعض الذين يعيشون بيننا الان سوف يكونون على قيد الحياة بعد الف عام. وسوف يتم تعديل الحامض النووي ليجعلنا قادرين على السفر عبر المجموعات الشمسية والمجرات ولو ان المسافة بين الكواكب تقدر بملايين السنين الضوئية واقصى سرعة قد يصل اليها الانسان هي 10% من سرعة الضوء ( سرعة الضوء تساوي تقريبا 300 الف كيلومتر بالثانية) ، اذا حسب الأرقام والمنطق وحدود التطور العلمي الذي نعيشه تعتبر هذه الأمور شيئا مستحيلا، ولكن هناك راي يتوقع تجميد البشر ليعاد الى الحياة في ازمنة قادمة ليتمكن من السفر عبر المجرات. يذكر أيضا عن تكنلوجيا النانو ( ولتوضيح معنى كلمة نانو فمثلا  نانو ثانية أي واحد على مليار من الثانية رقم ضئيل جدا لا يمكن تخيله ) فلنتصور ان إشارة من الدماغ الى أي خلية عصبية يتم دراستها بتقنية  النانو أي واحد على مليار من الثانية وهكذا مع بقية التفاعلات والعلوم. فسوف تفتح هذه التقنيات افاقا وتطورا لا يمكن للعقل البشري من ان يتخيله. ومن خلالها سوف يتم إيقاف الانزيمات التي تسبب الشيخوخة والامراض المزمنة ومن خلال تقنيات أجهزة النانو وادخالها في جسم الإنسان لكي تبحث عن الخلايا المسرطنة وتقضي عليها. وفي مجال السكن سوف ينتقل الانسان للعيش في المحيطات والبحار على شكل مدن كالفقاعات وأيضا بناء ناطحات في أعماق الأرض عكس ناطحات السحاب واستغلال أعماق الأرض لمسافات طويلة . وسوف يكون اختيار نوع الجينات في الأبناء والتحكم بلون البشرة والعينين والطول . المساكن سوف تكون متنقلة ولا تأخذ سوى ساعات لبنائها من خلال الطابعة ثلاثية الأبعاد وتكون سهلة التنقل . ستدخل الروبوتات لتصبح فردا أساسيا في العائلة ويقوم بإدارة المنزل والتنظيف ورعاية الأطفال والكبار. وسوف نستخدم كوب الشاي كشاشة لمعرفة الكثير من المعلومات وزجاج السيارة كشاشة تفاعلية للتواصل مع العالم وبمجرد دخولك الحمام تستطيع ان تعرف من خلال النتائج التي سوف تظهر لك ان كنت مصابا بمرض او هناك خلل في احد أعضاء جسمك. وسوف تزرع شرائح في دماغ الانسان للتواصل مع الأجهزة الحديثة وستعاد الحياة لعشرات الحيوانات المنقرضة وحتى للإنسان القديم او أي شخص تريد إعادة الحياة له . وسيستغرق الانتقال بين المدن دقائق معدودة  بدلا من ساعات عبر أنفاق تسمى بالهايبر لوب .. . وسوف يكون هناك سوق للأعضاء البشرية حيث نجح العلماء بزراعة الغضاريف والاذن والحنجرة. سوف تكون الطاقة متوفرة ورخيصة من خلال خلايا عملاقة توضع في الغلاف الجوي وأيضا عدسات لاصقة تدخل من خلالها الى الانترنيت.. وهذا غيض من فيض.
 
الخلاصة
ولكن...
من خلال كل ما ذكرناه نلاحظ أن تركيز العلماء والمهتمين هو بالنواحي العلمية والتكنلوجية لعالمنا المستقبلي واطالة عمر الانسان وصولا للخلود وهل طول بقاء الانسان هو ضمانة لمسيرته في خدمة البشرية ام العكس هو الصحيح ، فأننا الان نعيش القرن واجزاءه والانانية وحب الذات والكل يسعى لكي يملك هذا العالم . دعونا نتخيل لو اصبح الانسان خالدا هل سوف يستمر العالم لمئة سنة قادمة و كيف سيكون عالمنا بعد مئة عام من الناحية الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية ومن خبراتنا السابقة اننا فقدنا الكثير من القيم الأخلاقية خلال المئة سنة الأخيرة وبعد مئة سنة قادمة قد يستغني الانسان عن كل قيمه الأخلاقية وكل ما يتعلق بكونه انسان ليصبح واحدا من الروبوتات التي سوف تعيش معه ومن خلال تقنيات الذكاء الصناعي قد تتفوق الروبوتات على الانسان ليدخل في صراع البقاء للأقوى او الاذكى او الأفضل. وقد نكون قد وصلنا الى الحلقة الأخيرة من مسلسل التواجد الإنساني على هذا الكوكب.
د.عامر ملوكا
 



7
مجلة بابلون تجري حواراً مع الأستاذ كوران سور
رئيس الرابطة الكلدانية العالمية

حوار د. عامر ملوكا

تسر مجلة بابلون ان تلتقي السيد كوران عبدالجبار سور رئيس الرابطة الكلدانية العالمية وحوار صريح حول أهم القضايا والامور المتعلقة بالرابطة ودورها في تبني القضايا القومية الكلدانية.

1. ممكن ان تخبر القراء من هو السيد كوران سور؟
گوران عبد الجبار سلمان سور من مواليد ١٩٧٨ متزوج واب لولد وبنت. حاصل على دبلوم في انشاء الطرق، بكلوريوس في القانون، ماجستير مهني في القانون الدولي العام، خريج معهد التثقيف المسيحي، خريج المعهد المسكوني للشرق الأوسط بلبنان. شهادة خبرة بالمناسخة الشرعية والقانونية من محكمة استئناف أربيل. شهادة خبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية جامعة القاهرة. شهادة خبير في مراقبة الانتخابات جامعة القاهرة.
 

2.  تم انتخابكم رئيسًا للدورة الثانية للرابطة الكلدانية العالمية، كيف تقيّمون عمل الرابطة منذ تأسيسها لغاية استلامكم مهمة إدارتها؟
كنت من المشاركين في المؤتمر الأول، ومنذ انعقاد المؤتمر التأسيسي في تموز 2015 في مدينة عنكاوا / أربيل وأنا مؤمن بضرورة وجود مؤسسة مدنية ثقافية قومية كلدانية دولية تهتم بشؤون الكلدان اينما وجدوا، وتعمل على صيانة وادامة البيت الكلداني من حيث الحفاظ على اللغة والتراث والتاريخ وتعريف الشعوب والحضارات الأخرى بأن الأمة الكلدانية أمة عريقة غارقة في القدم وقدمت للبشرية خدمات كبيرة في مجالات عديدة، وأنها مازالت حية وقوية وحاضرة بالرغم من كل الجور والتعسف والظلم الذي لحق بها، رغم ذلك كله فقد بقيت محافظة على هويتها القومية والدينية. واليوم وبالرغم من وجود أغلب ابنائنا في بلدان الشتات، إلّا أننا كرابطة كلدانية يحذونا الأمل ويحفزنا التفاؤل بان كل أمة تتقوى بأبنائها وتراثها ولغتها وحضارتها وتاريخها، فالأمم والشعوب لا تموت أبدًا مادام أبناؤها باقين، فنحن اليوم باقون، إذًا أمتنا الكلدانية باقية هي أيضًا. هذه المقدمة سُقتها لأقول أن مسيرة الرابطة في تقدّم ونضوج، إذ حققنا انجازات كبيرة في وقت قياسي، والمتابع يقيّم هذه المسيرة الناضجة المتأنية والدقيقة في خطواتها. لقد عملت الرابطة حسب نظامها الداخلية وتوصيات مؤتمرها الأول بكل مهنية، وفي كل مناسبة كانت صامدة وثابتة على تلك المبادئ غايتها الوصول إلى أهدافها التي تأسست من أجلها، فحافظت على علاقاتها أيضًا مع سائر التنظيمات المدنية والحزبية لمختلف أطياف شعبنا، ولم تدّخر وسعًا في تقديم اي عمل أو مشروع يخدم أمتنا.
الرابطة الكلدانية وخلال مسيرتها كانت لها محطات نجاح كبيرة كما أسلفنا وهذه المحطات سهّلت لانعقاد المؤتمر الثاني والذي أفرز عن ظهور قيادة جديدة، بالإضافة إلى تعزيز هذه القيادة بفريق من الاستشاريين، وهذه علامة مضيئة في أسلوب العمل التكاملي وروح الفريق الواحد، مما اعطى قوة ومكانة للرابطة سواء من خلال العلاقات الداخلية أو من خلال تقديم عمل وخطاب واستراتيجية ثابتة خارجيًا. وأخيرًا أقول، بأن الرابطة تزهو من يوم لآخر، وتقطف ثمار ما زرعته عبر أعوامها الماضية، وهي في نجاح مستمر وتطور دائم، وأبوابها مشرعة أمام الانفتاح وترحب بكل كلداني، وكذلك افكارنا منفتحة لاي اقتراح أو دراسة من شأنها أن تُطوّر من عملنا.
 

3. كيف ترون العمل القومي الكلداني داخل الوطن وخاصة بعد نمو الوعي القومي الكلداني؟
الشعب الكلداني كقومية وكأمة له خصوصية ينفرد بها من حيث انه يحمل اسمًا موغلًا في عمق التاريخ، اسمًا له دلالاته ومعانيه، فهو اسم لشعب عريق ومن سكنة هذه البلاد الأصليين، ولهذا فإن ما يتبناه هو منبع فخر واعتزاز، وفي الوقت نفسه إنّ لشعبنا الإيمان الراسخ والعميق والثابت بدينه المسيحي، وهذا الإتحاد بين القومية والدين اعطاه زخمًا كبيرًا لأخلاقية العمل القومي، كما وأعطاه دفعًا كبيرًا في تبني أفكار معتدلة، ومبادرات عملية من اجل إيجاد صيغة عمل مشترك تخدم العمل القومي والإنساني معًا، ممّا شكّل علامات مضيئة في مسيرة حياة كل كلداني. ولكن هذا العمل، على الرغم من وضوحه ومصداقيته، إلّا أنّه واجه صعوبات جمّة من قبل أطراف عدة، فطرف منها غير مؤمن بأن الكلدان قومية، وأنهم، بحسب رأيه، مجرد مذهب كنسي، وطرف آخر وهم أصلًا كلدان، لأسباب في نفس يعقوب، تركوا اسمهم وتبنّوا أسماء أخرى، وآخرون يطلقون على أنفسهم بالتوافقيين أو المحايدين، وهم أيضًا كلدان، يحاولون دائمًا التقليل من شأن القومية الكلدانية، كل هذه الجماعات والمواقف أدت في بادئ الأمر إلى خلق اختلافات بسيطة في الرأي والفكر، سرعان ما تحوّلت إلى خلافات عميقة، واصبحت أكثر وضوحًا بعد تشكيل أحزاب ومؤسسات واتحادات كلدانية غيورة على اسمها الكلداني، ليس من منطق التعصب، وإنما من منطق الدفاع عن النفس، وكان تأسيس الرابطة الكلدانية نقطة انطلاق قوية وحقيقية في حمل اسم القومية الكلدانية والدفاع عنه. لقد واجهت مسيرة الرابطة الكلدانية العالمية صعوبات كثيرة سواء من داخل البيت الكلداني أو خارجه، لكنها استطاعت مواجهة هذه الصعوبات من خلال الفكر النير والمنفتح لقياداتها وأعضائها، واليوم يمكن للمتابع والمراقب الحصيف أن يشهد ويرى بأم عينيه مقدار وحجم التطور في الفكر القومي الكلداني الذي ساهم في أحداث تغييرات جذرية في العمل والتفكير وانسحب ذلك إلى اسلوب الخطابة والفعاليات وبروز نخب كلدانية غاية في المعرفة. لا يخفى على الجميع بأن الساحة القومية الكلدانية وبالتحديد بعد 2015 شهدت تقدمًا ملحوظًا في توحيد العمل القومي الكلداني، وجاء ذلك بعد الاعلان عن تأسيس الرابطة الكلدانية العالمية والتي كانت المركز الكبير الذي ربط كلدان العالم بعضهم ببعض، ومازالت الرابطة تمد جسورها وتزيد، وهذه الجسور امتدت لتشمل كل الفعاليات الكلدانية في العراق والعالم، واليوم نحن نخوض تجارب كبيرة في زيادة هذا التواصل من خلال إقامة مؤتمرات موسعة ولقاءات مكثّفة وحضور اجتماعات تخص شعبنا الكلداني. واليوم، وإذا ما أردنا أن نخوض الانتخابات، سنخوضها بكل ثقة معتمدين بذلك على شعبنا حصرًا، وهذا وحده يعد انتصارًا كبيرًا وتحولًا كبيرًا واصلاحًا لفشل سابق في صيغة الانتخابات، علمًا إنّ الرابطة قد عملت وبالتعاون مع سائر الفعاليات الكلدانية على تصحيح ذلك المسار.

4. كيف ترون شكل العلاقة بين الرابطة الكلدانية والكنيسة الكلدانية، وخاصة أنّ هوية الإنسان تتشكل من خلال القومية والدين والتي تصب في مصلحة شعبنا الكلداني؟
في بداية حديثي وضحت العلاقة القوية والمتينة بين الإيمان المسيحي والإيمان القومي الكلداني، الذي تهذب وارتقى في تفكيره وعمله إلى أعلى درجات الاحترام والصدق في العمل، لذلك، وكتحصيل حاصل، استمرت العلاقة المتينة هذه، لا بل تطورت واخذت مساحة أكبر وشهدنا ذلك من خلال عمل الرابطة في العراق والعالم ما بين الكنيسة وكوادر الرابطة، وكذلك الدعم المعنوي والمالي اللامحدود من قبل رجال الدين وأساقفة السينودس والصرح البطريركي. المعروف أنّ شعبنا الكلداني وعلى مر التاريخ كان يشكل حلقة أو جدارًا سميكًا حول كنيسته، وهذا التلاحم أعطى لهذا الشعب خصوصية فريدة من نوعها سواء على المستوى الاجتماعي وبناء الشخصية القوية المضحية والثابتة، أو من خلال حفاظه على لغته وتراثه وتقاليده وموروثه الاجتماعي، التي جعلت من الكلدان أمة متقاربة أسريًا، والى يومنا هذا الكل، وأخص بالذكر الفعاليات السياسية والاجتماعية، استفادت جدًا من هذه الخصوصية، ومن هذا المنطلق استمرت الرابطة على هذا النهج، لا بل وطورته كثيرًا، فليس مخفيًا أبدًا حجم العلاقة بين الرابطة وكنيستنا فهي مرجعنا ومرشدنا في الكثير من الأمور المصيرية، لا بل نظامنا الداخلي يحفزنا على تقوية هذه العلاقة، ويمنعنا من القيام بنشاطات وفعاليات تخالف الكنيسة.


5.  تعتبر الرابطة الكلدانية حاليًا أكبر مؤسسة قومية كلدانية من حيث القاعدة وعدد المنتمين والفروع والمكاتب. ماهية أهم توجهاتكم وافكاركم لتطوير عمل الرابطة المستقبلي؟
الرابطة الكلدانية العالمية ومنذ انطلاق عملها كمؤسسة ثقافية قومية كانت تعمل في الجانب التنظيمي الداخلي لها، وهذا الجهد حقق نجاحات في محطات كثيرة، وكان انبثاق المؤتمر الثاني لها خير دليل على ثقل هذه المؤسسة، والتي تمخضت أعماله عن اجراءات وقرارات منها لتصويب بعض الاختلافات وبعضها لدعم الكثير من الافكار والمشاريع المستقبلية القريبة والبعيدة منها، ووضع خطة عمل والتي ستاتي بنتائج ايجابية مستقبلًا. وأمّا أهدافنا على صعيد العمل مع المؤسسات السياسية والاجتماعية الكلدانية الأخرى، فالرابطة كانت ومازالت تؤمن بان العمل الجماعي الموحد هو السبيل الانجح لتحقيق أهداف امتنا وشعبنا، لذلك كانت ومازالت تحافظ على خطها ومسارها القومي بثبات، ولا أخفي عليكم بأن أقول، أنّ مثل هذا العمل يواجه أحيانًا صعوبات في تحقيقه وايجاد آلية في توحيد الخطاب القومي، ولكن العمل جار على قدم وساق وسوف نستمر في هذا المسار وندعمه. إنّ الطريق ليس مفروشًا بالورود، فأخطاء الماضي كثيرة، والشروخ بين الأحزاب والسياسيين مازالت قائمة، والتي تعرقل عجلة العمل الموحد. ولكن بهمة الغيارى سنتخطى هذه الصعوبات بتوحدنا. لذلك اؤكد ان توجهاتنا وافكارنا في الرابطة هي نتاج جهد تشاوري جماعي والمستقبل هو للذي يجتهد ويعمل.
 

6.  الجانب الاقتصادي مهم لكل مؤسسة لإدامة العمل والاستمرارية. كيف تموّل الرابطة الكلدانية العالمية نفسها؟ وهل فكرتم بإقامة مشاريع اقتصادية خاصة بالرابطة لتكون ممولا لأعمالها ونشاطاتها يساهم بها بعض من الكلدان المتمكنين ماديًا؟
الرابطة مؤسسة مستقلة تعتمد على كوادرها ونشاطات فروعها، وليست مؤسسة ربحية ولا ريع لها، لذلك نعمل على تعدد مصادر التمويل ولدينا طموح كبير بان ندخل هذا المجال، وتم طرح افكار بهذا الخصوص في المؤتمر الثاني وقدمت دراسات فيها فائدة لأبناء شعبنا من حيث القضاء على نسبة معينة من البطالة وزيادة المهارات. ومن خلال الجانب الاستثماري، سيكون هناك فوائد سواء للمستثمر نفسه أو ريع خاص للرابطة، والتباحث جاري ونحتاج إلى تحرك من قبل راس المال الكلداني في الداخل والخارج وكذلك المزيد من الافكار، ومن خلالكم ندعو رجال الأعمال الكلدان ورؤوس الأموال بالقدوم إلى العراق والاقليم على وجه الخصوص لتقديم مشاريعهم والرابطة ستكون الداعمة الأولى لهم.


8
د.عامر ملوكا
الجسد والروح.. هل في صراع؟
يتجه العالم نحو المادية والاهتمام كثيرا بكل ما يخص الجسد مبتعدا يوما بعد يوم عن البعد الروحي في الحياة والاهتمام به وجعل الروح والجسد في حالة تكامل. ولهذا نجد عالمنا اليوم قد كثرت فيه المشاكل النفسية والامراض الناجمة عن هذه المشاكل وليس غريبا ان يصبح الأطباء النفسيون ومتخصصو العلوم النفسية ذوي أهمية لا تقل أهمية وعددا، ان لم نقل تتفوق على متخصصي الطب العام، خلال العقود القادمة.
المجتمعات الغربية ذاهبة نحو النظرية التي تؤمن بان الاستجابة الى الغرائز والرغبات والشهوات بكل أبعاد الحرية الفردية والى اقصى الحدود خلال السنين التي يقضيها الجسد على الأرض ومن وجهة نظرهم الأرضية الضيقة. وبالمقابل هناك من يركزون على الحياة الروحية، وإن كانوا قلة، يحرمون الجسد ويتركون كل الأمور المادية وكل ما يتعلق بحاجات الجسد الا ما يبقي على الحياة. الكتب المقدسة بشكل عام ركزت على الاهتمام بالجسد ومتطلباته مع الاهتمام بالحياة الروحية ليصبح الاثنان في علاقة تكاملية. في المسيحية الاثنان لهما أهمية، وإن أعطيت الأولوية للحياة الروحية. ولهذا لابد للجسد ان يتبع الروح لان اتباع الجسد سوف يوقع الانسان في الموت، اما اتباع الروح فسوف يوصل الانسان الى البر (الحياة) حسب مفهوم الكتاب المقدس والايمان المسيحي.
لهذا قال الرسول بولس "الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح يهتمون. لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله" (رو 8: 5-7). الرسول بولس يحاول في هذه الآية ان يميز بين من يهتم بالجسد ومتطلباته وغرائزه وهو اهتمام يقترب جدا من الاهتمامات الغرائزية لبقية الكائنات الحية وكلما ابتعد الانسان عن الاهتمام بالجسد ليقترب اكثر من الاهتمام بالروح (على ان لا يهمل الجسد كما ستبين آيات أخرى في الكتاب المقدس)، كلما اقترب الانسان من الله وكلما ارتقى بإنسانيته اكثر وكلما كانت حياته على الأرض اكثر امانا واستقرارا ومحبة . وكما جاء في الكتب المقدسة فان الانسان مخلوق من التراب والماء ولهذا فان كل متطلبات الجسد هي أرضية واما روحه التي وهبها الله له فلابد ان تجد متطلباتها عند الله. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يجب على المؤمن او الانسان ان يهمل جسده الذي خلقه الله ويهتم بالحياة الروحية فقط؟ الجواب بالتأكيد سوف يكون بكلا. والجسد حسب الكتاب المقدس ليس شرا، إذ "رأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31).
ولان الجسد هو بمثابة الهيكل الذي يحمل ارواحنا فاذا تعب هذا الجسد ومرض وهلك فسوف لا يستطيع او ان يكون مؤهلا لحمل الروح او الروح المؤمنة. ولان الجسد يستطيع ان يشارك الروح في الاعمال الروحية من خلال الركوع والسجود والصوم والتعب في الخدمة، فهو أيضا "إناء مقدس"، فلقد قال بولس الرسول "إن أجسادكم هي هياكل للروح القدس". إذا الجسد في ذاته ليس شرا كما بينت الكثير من الآيات ولو كان الجسد شرًا في ذاته، ما كان السيد المسيح قد تجسد، ولبس جسدًا مثلنا. وقيل عنه" والكلمة صار جسدًا" (يو 14:1).
ولكن لان الجسد مخلوق من المادة فينجذب نحوها ولان الشبيه ينجذب لشبيهه وهنا سوف ينفصل عن سيطرة الروح بدلا من ان يتجاوب معها في علاقة تكاملية وهنا الجسد والروح يعيشان الصراع، والجسد إذن في ذاته ليس شرًا، وتكون تلبية احتياجات الجسد ضمن الطبيعي لا ان تتجاوز الى دورها . فالله خلق الإنسان من روح وجسد كي يعيش الإنسان في تناغم وتوازن ويخرج عن ذاته لأسعاد الأخر.
وكما يهتم الانسان بجسده ومتطلباته ويذهب للطبيب عند المرض ويحتاج الجسد الى الرياضة فهكذا هي الروح عندما تهمل فأنها تمرض فلابد من الرياضة الروحية والتوجه الى الله الذي يشفي من خلال الالتصاق بالله وتعاليمه في الكتاب المقدس وفي كتاب الحياة مع الغير.



9
رد على مقالة د. عبدالله رابي "   شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين
                     مار ساكو ومار آوا "
لخلل فني تظهر مشاركاتي وردودي تحت اسم عشتار ولهذا كان بودي المشاركة برد على ما جاء بمقالة الدكتور عبدالله رابي وفي صفحته .
في البداية أهنئ اخي الدكتور والاكاديمي المتميز د.عبدالله رابي على مقالته التي أجاد فيها كثيرا في طريقة قراءته للكلمتين لغبطة ابينا مار لويس ساكو وغبطة ابينا مار آوا منطلقا من الاحترام لكلتي الشخصيتين وتشخيصه الدقيق لما كُتب وما بين السطور.
ولأن الدكتور عبدالله قد تناول كل النقاط وبإسهاب وحرفنه ، فسوف اركز فقط على نقطتين وبإيجاز شديد . لأننا منذ زمن ليس بالقريب وبقية المثقفين من أبناء شعبنا رواد المنبر الحر قد استوعبوا عدم جدوى النقاشات العقيمة حول التسميات والتي لم تؤد الى أي نتيجة إيجابية ان لم تكن سلبية. ولكن في رسالة غبطة مار آوا اعادنا قليلا الى الوراء وارجو ان تكون مؤقتة وان لا تتكرر.
من رسالة غبطة قداسة مار آوا
تكرر ذكر كلمة اشور ومشتقاتها 19 مرة
ذكر كلمة كلدان ومشتقاتها مرة واحدة وجاء ذكرهم من باب الإلغاء بقوله " واضح وجلي ان الاشوريين والكلدان والسريان أبناء أمّة نينوية واحدة "
اما تهنئة غبطة قداسة مار لويس ساكو
تكرر ذكر كلمة كلدان ومشتقاتها 7 مرات
تكرر ذكر كلمة اشوريين 2
سوف لن نعلق على الاحصائيتين.
كنا قد أجرينا حوار معمقا وشاملا وذو ابعاد وقيم إنسانية ترتقي بالقارئ الى فضاءات مليئة بمفاهيم قبول الاخر كما هو وليس كما نحن نريد، إضافة الى كل ما يتعلق بالاعتدال والوسطية والحوار الإيجابي ، حقا كان لقاءاً وحواراً ممتعاً ومفيدا مع سيادة المطران مار ميليس حيث تميزت اجوبته بالعقلانية والحكمة وكان متعاونا وبسيطا ونجد ذلك واضحا من خلال اجوبته وحواره الممتع والشيق.
أدعو جميع القراء الى قراءة مقابلة سيادته لأنها تتطرق الى نفس ما تطرق له غبطة سيدنا مار آوا وعمل مقارنة ولكن وكما يقول العرب عبارة شتّان ما بين الثرى والثريا.
 
رابط المقال :
 

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,835943.msg7519629.html#msg7519629

دفعني الفضول كثيرا للاطلاع على سيرة غبطة مار آوا وسيادة المطران مار ميلس .
فوجدت ان سيدنا مارميليس قد ولد ودرس وعاش وتخرج وتثقف في بلده العراق بعيدا عن الأجواء الديمقراطية وفي زمن الدكتاتورية وانعدام الحرية وامر اخرى كثيرة خاصة بدول الشرق الاوسط .
سطور من سيرة سيادة المطران مار ميلس
 
انا من مواليد بغداد العراق عام 1956، أكملت تعليمي في العراق في الجامعة التكنولوجية عام 1978. رسمتُ شماساً من قبل قداسة المطران مار يوسف خنانيشوع في يوليو 1973 في كنيسة مار اوديشو في بغداد.
 
اما غبطة سيدنا مار أوا  فولد ودرس وتخرج في بلاد العم سام بلاد الحرية والديمقراطية والتي تصدر للعالم كل القيم والمفاهيم التي تتعلق بقبول الاخر والحريات وغيرها الكثير والتي يطول الحديث عنها .
 
سطور من سيرة قداسة البطريرك مار آوا الثالث رويل، البطريرك 122 لكنيسة المشرق الآشورية
 
•   ولد قداسة البطريرك مار آوا الثالث رويل في مدينة شيكاغو اميركا بتاريخ 4/7/1974
•   والده المرحوم كورش إزريا رويل ووالدته المرحومة فلورنس أويقام شموئيل خان.
•   نال المعموذية المقدسة في كنيسة القديس مار سركيس في شيكاغو بتاريخ 23/11/ 1975 على يد القس المرحوم أبرم القس الياس دي باز.
•   تلقى تعليمه في اللغة الآرامية من قبل كهنة الكنيسة في شيكاغو ومنذ شهر حزيران 1990، قام القس شليمون حزقيال “الاركذياقون الان” بتدريسه اللغة وليتورجيات الكنيسة، لمدة تسع سنوات، لاعداده للخدمة الشماسية والكهنوتية.
•   رُسم شماساً بتاريخ 19/1/1992 في كاتدرائية القديس مار كيوركيس في شيكاغو على يد قداسة البطريرك الراحل، مار دنخا الرابع، مباركة ذكراه.
•   أكمل دراسته الجامعية من الاعوام 1989-1993، وحصل على شهادة بكالوريوس الآداب BA عام 1997 من جامعة
بصراحة انا كقارئ ولن أقول كمثقف لا أستطيع عمل مقارنة وقد احتاج لوقت طويل لتفسير هذه الظاهرة. واقصد بالمقارنة بين نشأة سيدنا مار ميلس وما طرحه من خلال اجوبته وبين نشأة قداسة مار آوا وماطرحه في رسالته وسوف اترك أيضا تفسير ذلك للقارئ الكريم.
كنا نتأمل خيرا بقدوم غبطته وما كان يوحي به عند اعتلائه المنصب بالانفتاح وقبول الاخر والتقارب مع الكنائس الشقيقة ذات الجذر الواحد وصولا الى الوحدة الكنسية والعبور منها الى التقارب القومي لكننا صدمنا بهذا الخطاب ومع هذا لازلنا نأمل ونتأمل من قداسته ان تكون هذه الرسالة الاقصائية ليست عن عمد بل جاءت عن حسن نية.
والجدير ذكره اننا قمنا بالاتصال بقداسته عن طريق الفيس بوك قبل وصوله مدينة ملبورن ، لأجراء حوا معه  في مجلة بابلون ، وقد رحب كثيرا بهذا الحوار وكانت جميع المراسلات باللغة الإنكليزية . ولكن لأسباب غير معروفة لم نتلق جوابا من الجهات المسؤولة عن تنظيم فقرات زيارته وللأسف لم يتم اللقاء.
اعتقد ان قداسة مار آوا يجيد اللغة الإنكليزية وقد لا يجيد العربية بنفس المستوى فان كانت الرسالة كتبت من اخرين فتلك مشكلة وان كانت قد كتبت من قبل غبطته فالمشكلة اعظم .
د. عامر ملوكا


12
العراق والعراقيون وخليجي 25


الكثير من الناس قد لا يعرف معنى اسم العراق وما اصل التسمية .وتاريخ الاسم . وكلما كان للتسمية والبلد تاريخ قديم وموغل في القدم كلما زادت الآراء ومصادر التسمية.  ولان العراق يتميز بوفرة مياهه العذبة من خلال نهري دجلة والفرات وحيث ان الماء كان من اهم مقومات نشوء الحضارات القديمة ، لكون الماء عاملا مهما للزراعة ومصادر الدخل والغذاء في العالم القديم . وقد ذكر نهر الفرات في سفر التكوين كأحد انهر الفردوس الأربعة . وقد دون البابليون في ملحمة التكوين البابلية "الإلنيوما إيليش" في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد بان لنهر الفرات الها وعندما يغضب يعاقبهم بالطوفان وقد عثر على لوح رقيمي موجه الى نهر الفرات ومحتواه : ( ايها النهر يا خالق كل شيء ، حينما حفرتك الآلهة العظام قد اقاموا أشياء طيبة على شطآنك و أنعموا عليك بفيض من المياه لا نظير له و النار و الغضب و الجلال و الرهبة، انت الذي تقضي بين الناس).هناك عدة اراء حول مصدر تسمية اسم العراق ومن أهمها:

 

المؤرخ اولستيد ذكر في كتابه تاريخ اشور بان اول استعمال لكلمة العراق كان في العهد البابلي الكاشي في وثيقة تعود الى القرن الثاني عشر قبل الميلاد وذكر الاسم بصيغة اراكيا.

اما الباحث لسيتر ارنج يعتقد بان العرب هم من اطلقوا اسم العراق على الجزء الجنوبي المحصور بين النهرين بمعنى الجرف او الساحل . واهل الحجاز يطلقون على الأراضي القريبة من البحر عراقا  .  ومن اكثر الآراء التي دونها المؤرخون، والتي تقترب كثيرا من حقيقة مصدر اسم العراق، هو  مدينة اوروك . اوروك كلمة سومرية اما الوركاء فهي المرادف العربي عن الكلمة السومرية. و ان اللغة الاكدية بفرعيها البابلي والاشوري لا تحتوي على صوت (ع) وانما يلفظ (أ) ، وممكن ان يتحول صوت (ك) الى صوت (ق) وهذا شيء مألوف في اللغات الشرقية ، واوروك هي مدينة سومرية وبابلية  تبعد حوالي 50 كم عن مدينة اور وحوالي 30 كم عن السماوة جنوب العراق. وتعتبر مدينة الوركاء اول مدينة بالعالم فقد اسست قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد من قبل السومريين . واوروك هي المدينة التي عاش فيها گلگامش خامس ملوكها ابن الملك (لوكال بندا ) حسب قائمة الملوك السومريين وكتب ملحمته الشهيرة. وكانت المدينة مقراً لعبادة الإله أنو إله السماء وكبير الآلهة السومرية . وبالآرامية فإن المنطقة المحصورة بين النهرين التي تسمى بالعراق حاليا كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين ( بيت نهرين  بالآرامية و ميزوبوتاميا    Mesopotamiaباليونانية ( Μεσοποταμία) ومنها اشتقت الكلمة الأنكليزية .

  ولدراسة السيكولوجية الشخصية للفرد بشكل عام والتي تعتبر احد مداخل فروع علم النفس المتعددة ومن اهم العوامل التي تؤثر على شخصية الانسان :

العامل الأول الوراثي كالتسرع والكرم والشجاعة والجدية.

 العامل الثاني التكويني  فهي المراكز الحيوية الموجودة في الدماغ والتي تكون مسؤولة عن الادراك والسلوك والمشاعر.   

اما العامل الثالث فهو البيئة و تشمل العناصر المكونة للبيئة الطبيعية التي يعيش فيها الانسان كالهواء والماء والتربة واشعة الشمس ودرجة الحرارة والرطوبة: كلها عوامل تلعب دورا في تكوين شخصية الفرد،  ومن ثم البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الانسان كالأسرة والقبيلة والبلد والعادات والتقاليد والموروث والمعتقدات التي تؤمن بها ، جميعها تلعب دورا في بناء الشخصية .

فالتاريخ العراقي القديم، يذكر النبي إبراهيم الكلداني الذي يعتبره  أبناء الديانات التاريخية الكتابية الكبرى الثلاث، أبا مشتركا لهم، في العرق والإيمان، فهو الموحّد الأول وكليم الله، ويذكرون اسمه بالتقديس في كتبهم المقدسة، في التوراة والإنجيل والقرآن، هذا الوجه التاريخي الأبرز عاش في أور جنوبي العراق ومنها انطلق، فهو وجه عراقي أصيل وفي سلوكيته يعكس أوجه من تقاليد أرضنا وتاريخنا، والى جانب التوحيد.. كما تذكر كتب الديانات الثلاث أن أبرز صفاته العشائرية والنهرينية كانت ترحيبه وتكريمه واستقباله للضيف وكأنه يستقبل الله في خيمته ( إقرأ سفر التكوين 18: 1- 8).  وهناك شواهد وادلة كثيرة من التاريخ القديم والحديث على طيبة وكرم هذا الانسان العراقي الذي سكن وعاش على هذه الأرض الطيبة. ولا زال العراقي متمسكا بالكثير من هذه الاصالة على الرغم من زحف المدنية وفرضها للكثير من العادات والتقاليد والقيم المادية. والى يومنا هذا  عادة ما تكون صالة استقبال الضيوف هي الغرفة الأكبر مساحة  عند بناء البيت العراقي. فلقد كان  للبيئة دور مهم أيضا في تكوين الشخصية العراقية. فالبيئة العراقية كثيرة الخيرات ووفرة المياه والزراعة ساعدت الانسان العراقي على العطاء وان يكون كرمه غير محدود وبمحبة صادقة.

مشاهد مؤثرة على الكرم العراقي في بطولة الخليج العربي 25

المشهد الأول

امرأة عراقية ستينية تلتقي بضيوف العراق في البصرة ويدور حديث بينها وبين الضيوف، ويحاول الضيوف ان يشكروها على الضيافة والكرم وحسن الاستقبال، فتقول له باللهجة العراقية  المحبوبة: "يُمَّه مو اني صاحبة فضل عليكم، انتو أصحاب فضل علينا اللي منحوتتنا فرصة حتى نخدمكم ونضيفكم". ما اجمله عطاء بلا حدود وبقلب مفتوح يفيض طيبة ومحبة صادقة فالكرم عندهم متميز ففقيرهم غني بكرمه كما غنيهم.

المشهد الثاني

رجل من محافظة الانبار يعاتب الضيوف في مدينة البصرة ويقول بمحبة: "انتم مقصرين معنا".  فقال الضيوف"كيف ؟". فأجاب:  بان الواجب ان تزورونا في بابل لنقوم بالواجب وتمنحونا الفرصة لاستضافتكم" .

المشهد الثالث

"عين غطه وعين فراش" هذه العبارة المعروفة في العراق عندما تلتقي عزيزا ويطلب منك شيئا فتقول له "اخليك بعيوني" مما يعني قمة الاستعداد للمساعدة والاستقبال بقلوب محبة، ويعبرون عن ذلك بأقصى حدود التعبير بان تكون احدى العيون الفراش والأخرى غطاء، وتقال العبارة بمعنى أنه لو لم تسع المكان ولم تكفي الاغطية فالضيف سيستقبل بالعيون، فأصبحت هذه العبارة شعارا يقوله العراقيون لكل ضيف .

وهنا في استراليا وبقية بلاد الاغتراب جلب العراقيون معهم هذا الكرم المتأصل في الشخصية العراقية، وهذا ما يحدث كثيرا عندما يجتمع الأصدقاء في مطعم او كافتيريا ويحين موعد الخروج من المطعم فترى التدافع القوي لدفع الحساب وهذا الكرم السخي لقلما تجده لدى أي شعب اخر، وهو غائب تماما عن الشخصية الغربية. وقد أصبحت هذه الظاهرة معروفة هنا و صاحب المطعم يعرف ذلك فيسأل مباشرة are you Iraqi.هل انتم عراقيين. والشي الاجمل ان هذه الصفات الجميلة انتقلت الى أولادنا ونأمل ان تتواصل مثل هذه الصفات والعادات الجميلة للإنسان العراقي في كل بقاع العالم .

د. عامر ملوكا

13
انتخاب هيئة ادارية جديدة للرابطة الكلدانية العالمية / فرع ملبورن 

اجتمعت الهيئة العامة لفرع الرابطة الكلدانية في ملبورن / استراليا مساء يوم الاثنين 20/2/2023 الساعة السابعة قي قاعة كنيسة ماركوركيس الكلدانية لانتخاب الهيئة الإدارية الجديدة .
رحب السيد سالم يوخنا بالحضور واكد على دور الرابطة الكلدانية المهم وعلى أهمية استمرار هذا الدور وبعدها اعطى الكلمة للسيد يوحنا رئيس الفرع للدورة السابقة ليبين اهم النشاطات والفعاليات التي قامت بها الرابطة خدمة للمجتمع وقدم الشكر لكل الأعضاء لتواصلهم واستمراريتهم في العمل المدني لخدمة أبناء شعبنا الكلداني. ثم أعطيت الكلمة للسيدة ايفلين السناطي لتتحدث عن دور لجنة المرأة ودور المرأة المهم في نشاطات الرابطة.  ثم جاء دور الترشيح للهيئة الإدارية الجديدة وهم كل من
1-   سالم يوخنا
2-   ايفلين السناطي
3-   د.عامر ملوكا
4-   يوحنا بيداويد
5-   عوديشو المنو
6-   يوسف داود
7-   سمير الصفار
8-   بشرى بيداويد
9-   نور حمودة
وترشحت جميع الأسماء للهيئة الإدارية الجديدة بالتزكية .
 عقد اجتماع اخر للهيئة الإدارية الجديدة بتاريخ 23/2/2023 لتوزيع المهام ففازت الأسماء التالية بأغلبية الأصوات وكالاتي:
1-   د.عامر ملوكا                        رئيسا للفرع
2-   السيد يوسف داود                   نائب الرئيس
3-   السيد سالم يوخنا                     سكرتير
4-   السيد عوديشو المنو                 اللجنة المالية
5-    السيد يوحنا بيداويد                 اللجنة الثقافية
6-   السيد سمير صفار                    اللجنة الإعلامية
7-   السيدة ايفلين السناطي               لجنة المرأة
8-   السيدة بشرى بيداويد                 اللجنة الاجتماعية
9-   السيد نور حمودة                     لجنة الشباب والرياضة

لجنة الثقافة والاعلام

14
المسيحية ليست مجرد دين بل رسالة ومنهج حياة :
ان ظاهرة نشوء الأديان هي ظاهرة قديمة قدم الانسان وسوف تستمر مع استمراره في هذا الكوكب ، ويعتقد بان الدين لازم نشوء جميع الحضارات مقارنة بأمور أخرى كالعلم والتطور فانه لم يلازم كل الحضارات  . ونستطيع تعريف الدين على انه مجموعة من المبادئ التي تعتقد بها مجموعة بشرية كبرت ام صغر عددها ،  او هو انسياق فطري لذوي العقول السليمة طواعيتا لما به فائدة لهم وللبشر. اما جون ستيوارت فيعرف الدين بانه الاتجاه القوي المتحمس للعواطف والرغبات نحو هدف مثالي.
ليومنا هذا لم يتفق العلماء على سبب واحد لنشوء الأديان، بل تعددت الأسباب والتفسيرات. الانسان البدائي كان يخاف الظواهر الطبيعية وتنقصه الخبرة والقدرات العلمية لتفسيرها او السيطرة عليها كالفيضانات والزلازل والمطر والصواعق فكان الاعتقاد بان لا بد من وجود قوى عظمى تتحكم بهذه الظواهر فالجيد منها هو تعبير عن رضى هذه القوى والسيء منها يعبر عن غضبها.
 
والتفسير الاخر الاحترام للتكوين والتناسق في الطبيعة من حول الانسان شروق وغروب الشمس واليل والنهار والفصول الأربعة وغيرها الكثير فعزى الانسان القديم هذا التناسق الطبيعي لقوى عظمى مسؤولة عن هذا النظام. وأخيرا الموت والبحث عن الخلود ما بعد الموت وخاصة ان محاولاته المتكررة بالخلود قد باءت بالفشل فسعى الى إيجاد حياة أخرى ما بعد الموت ولتثبيت أفكاره اجتهد كثيرا في التفسير وإيجاد النظريات التي تدعم توجهاته نحو الحياة الأبدية.
ويعتقد العالم اللاهوتي الألماني رودولف اوتو بان الدين هو غريزة ولدت مع الانسان ولان الانسان دائما يشعر بعقدة النقص وعدم الكمال فهو اذا بحاجة الى الوصول الى الكمال وهذا لا يتحقق الا بالبحث عن قوى خارقة تستطيع ان تلبي او تكمل هذا النقص واسماه (الشعور بالمخلوقية ).
المسيحية ليست تعليمات جافة واوامر وفروض، بل المسيحية هي اتباع شخص المسيح والتفاعل الحي والمتواصل مع تعاليمه وارشاداته والايمان المسيحي ليس محفوظات وكلمات، بل هو قبول وانتماء الى شخص المسيح كما فعل تلاميذه واتباعه الأوائل وكما قال: " الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة" وان حياة المؤمنين المسيحيين هي الشاهد للإنجيل. بل خاطب أعماق الانسان والقلب ولم يهتم بالقشور والمظهر الخارجي. والمسيحية هي علاقة مباشرة بين الانسان والله متخذين من المسيح وحياته نموذجا نقتدي به. والمسيحي يعيش هذه الحالة ليس كفرد منفرد ومنعزل، بل كعضو في مجموعة المؤمنين بالمسيح، وكعضو في مجتمع أوسع، هو المجتمع البشري وكمواطن، فيصبح هذا المجتمع المزدوج هو محك صدق انتمائه ومختبر لسلوكياته وأمانته لتعاليم المسيح. الله في المسيحية ليس مجرد خالق أو مرجع أعلى للخليقة، بل يدخل في علاقة ابوية وطاقة خير وسعادة للإنسان الذي يشترك معه في الحياة، والخلق وبناء الكون والخليقة. وليس هدفه اذلال الانسان او اعطاءه الأوامر وما على الانسان سوى تطبيقها، بل بينه وبين الله عهد محبة . فلقد ركز معظم المفكرين واللاهوتيين المسيحيين على الفكر العقلاني والحق الموضوعي ومن أمثال هؤلاء  كتابات الرسل، وأوغسطينوس، وأوريجانوس، وكالفن، ولوثر، وسي إس لويس، وجون ستوت، ونورمان جيزلر، وويليام لين كريج – قد اكدوا جميعا على ان الايمان المسيحي ليس بالأيمان الاعمى بل هو ايمان عقلاني ويستند على الأدلة والدليل الموضوعي للتاريخ.
في المسيحية لا يوجد شروط واوامر في جميع أمور الحياة كالعطاء فهي غير محدودة والمحبة أيضا ليست لها حدود ،اذا المسيحية مبنية على المحبة والتصالح مع الله ومع الذات ومع الناس. وعلى الرغم من ان المسيحية تستوفي كل الشروط التي تنطبق على أي دين من خلال عناصر الأديان، حيث الإيمان بالله هو عقيدة واتباع لنصوص كتابية مقدسة، مرورا باحتوائها أماكن للعبادة وأماكن مقدسة و كهنوت منظم ، وصولا إلى ممارستها لطقوس و شعائر و مراسم و أعياد ...... ولكن تبقى لشخصية المسيح وتعاليمه ومجيئه  على الارض ليقرب لنا صورة الله الذي لم نراه ، فعرفنا الله من خلاله أبا محبا للبشر وحنونا وبين لنا ضعفنا البشري فخاطب الروح والنفس والقلب لينعكس ذلك على حياة الانسان وعلاقته بأخيه الانسان  , والكون من حوله.
د. عامر ملوكا


15
صراع ام حوار الحضارات
د.عامر ملوكا
 نقرأ ونسمع كثيرا عن حوار الحضارات او صراع الحضارات في العقود الأخيرة، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسيطرة أمريكا المطلقة وتحول العالم الى قيادة القطب الواحد ، بعد ان كان هناك قطبان فاعلان على الساحة الدولية. وسوف نوضح المصطلحات الثلاثة الحوار ومن ثم الصراع وأخيرا الحضارات كمدخل للموضوع. الحوار يحتاج على الأقل جهتين او طرفين كل منهم يمتلك أفكاره ومعتقداته الخاصة يحاول طرحها على الطرف الاخر لكسب تأييده او إقناعه بما يعتقد، ومن ناحية أخرى ، هو تفاعل إيجابي ثقافي يؤمن او يعترف بحق الاختلاف ويؤمن بالتعددية ومبدأ المساواة. وان لفظة الحوار تعتبر جديدة وحديثة حيث ان معظم المواثيق والمعاهدات الدولية الصادرة بعد نشوء منظمة الأمم المتحدة لم تذكر مصطلح الحوار لابل ذكرت مصطلحات قريبة كالتعايش السلمي والتسامح والتعاون. ولابد للحوار ان يرتكز على مفهوم من النقاش البناء، وكل ذلك يسير مع التبادل بين الأطراف المتحاورة بالمعلومات والخبرة، بهدف الوصول لأفكار جديدة، أو تحسين وتطوير فكرة قديمة، مع تبادل لمختلف الآراء. وهناك عدة أنواع من الحوار: الحوار الإقناعي، الحوار الاستكشافي ، الحوار التفاوضي ، الحوار الاستقصائي ، ، الحوار التأملي والحوار البحثي . اما الصراع هو اختلاف او تصادم الأنشطة لأطراف مختلفة، بمعنى اخر هو نزاع ناتج عن التباين والاختلاف في العقائد او الأفكار او المصالح وقد يكون هذا الصراع حقيقيا او قد يكون متخيلا وقد يصل الصراع الى استخدام القوة ويسمى بالصراع المسلح. ومن اهم العوامل التي تؤدي الى صراع الحضارات: العامل الثقافي، الاختلاف الحضاري للشعوب والأمم ، السياسة العالمية ، الرغبة في السيطرة على العالم ، القوة الاقتصادية والثقل الديموغرافي.
اما الحضارة فهي مصدر الفعل حَضَرَ وتدل على الإقامة في الحضر وهي قائمة على التمدن وتشمل الاستفادة القصوى للإنسان من كل التطور والاختراعات التي اكتشفها والتي تجعل حياته أكثر رقيا من جوانب عديدة ، العقلية، والمادية والنفسية والاجتماعية. وأيضا الحضارة هي كل ما يبدعه الانسان في مختلف المجالات العلمية والإنسانية والاجتماعية لتنتج نظاما اجتماعيا يتضمن العادات والتقاليد والقيم وبالتالي يصبح أسلوب حياة للشعوب وتشمل أيضا كل ما يتعلق باللغة والدين والتاريخ.
 
 صامويل فيليبس هنتنجتون وهو عالم وسياسي أميركي، وبروفسور في جامعة هارفارد قسم العالم الى ثمان حضارات  : الحضارة السينيزية وهي الصين وفيتنام وكوريا،  الحضارة الهندوسية وهي تمثل أساس الحضارة الهندية ،الحضارة اليابانية ، الحضارة الإسلامية ، الحضارة الغربية وهي تمثل أوروبا وأمريكا الشمالية ، الحضارة الأورثوذكسية متمثلة في روسيا ، حضارة أمريكا اللاتينية متمثلة في أمريكا الوسطى والجنوبية و الحضارة الإفريقية .
 
وكان هنتنجتون قد نشر عام 1993، مقالا أثار جدلاً كبيرا بنشره   بعنوان صراع الحضارات في مجلة فورين آفيرزو التي أصبحت كتابا فيما بعد . وخلاصة ما جاء به هنتنجتون أن الثقافة أو الهوية الثقافية، او بشكل ادق الهوية الحضارية، هي من اهم العوامل التي سوف تقود الى الصراع بين الحضارات بعد ان كان النزاع ايدولوجيا بين الشيوعية والرأسمالية. وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وقيادة العالم من خلال قطب واحد. ويرى المؤلف ان العالم متعدد الأقطاب والحضارات ويتوقع بان الغرب في طريقه للتقهقر والضعف وحيث ان الغرب استغرق 400 عام منذ عصر النهضة في القرن الخامس عشر ليصل الى قمة التطور مع بداية القرن التاسع عشر فان الغرب سوف يحتاج لأربعة مئة عام للانحدار والانهيار.
وفي الطرف الاخر هناك الحضارات الاسيوية تنمو وتتطور اقتصاديا وأيضا الإسلام ينفجر سكانيا، ويتطرق أيضا عن الالتفاف الحضاري للدول حول بعضها وخاصة التي تشترك او تتقاسم الروابط الثقافية المشتركة . وعبر الكاتب عن ان شعارات العالمية والإنسانية التي يطرحها الغرب هي من اهم العوامل التي تجعله في مواجهة وصراع مع الحضارة الاسيوية الصينية والإسلامية.
وفي الطرف الاخر طرح المفكر الفرنسي روجيه جارودي كتابه حوار الحضارات، وهدف المؤلف من خلال كتابه هو ان يخترع الجميع مستقبل الجميع  وقد اكد جارودي بان اوربا وليدة ثلاثة تقاليد ، على المستوى الديني والأخلاقي الكاثوليكية وفي المجال الفكري التقاليد الاغريقية ام المجال السياسي فتأثرت بالتقاليد الرومانية ، وأيضا ذكر بان الحضارة الغربية أعطت الأهمية للعقل والفعل واعطاء أهمية لراس المال والتفوق في السلاح والسيطرة على البحار والمحيطات واستغلال الشعوب لخدمة مصالحها . ويشير أيضا جارودي في كتابه الى محاولة الغرب من خلال الاستعمار إبادة الحضارات الأخرى كحضارة الازتك والمايا في أمريكا وبالنك في المكسيك ويبين أيضا تأثر الغرب بالكثير من الحضارات الأخرى حول العالم.
حاول جارودي في كتابه التركيز على نقاط الالتقاء بين الحضارات وإيجاد أرضية مشتركة للحوار واللقاء والتفاهم والتكامل بين المجموعات الحضارية المختلفة ثقافيا .فالصراع الحضاري وحوار الحضارات الاثنان يتفاعلان على الساحة الدولية في النظام العالمي الجديد وما نشهده هذه الأيام قيام الحرب الروسية الأوكرانية والتي تنبأ بها هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات واشارته الى الانقسام المحتمل بين السلاف الأوربيين في غرب أوكرانيا والسلاف الروس في شرق أوكرانيا لن يكون نتيجة الاستقطاب العرقي، ولكن سيكون في الغالب ذات صلة بالاختلاف الثقافي هذا يجعل أوكرانيا نموذجًا أوليًّا ممتازًا لدراسة دور الثقافة والهوية الحضارية. فقد تبنّت الكثير من المنظّمات الدّوليّة فكرة الحوار بين الحضارات و خاصة  اليونسكو حيث عقدت أوّل ندوة عالمية حول الموضوع في أكتوبر عام 1930 بلشبونة، وأيضا في عام 1995 عقدت ندوة تحت عنوان (من أجل التّضامن و ضدّ التّعصّب و في سبيل حوار بين الثقافات) في تبليسي عاصمة جمهورية جورجيا . وقد تبنت الأمم المتحدة تقريرا معد من قبل 250 من كبار مثقفي العالم تحت عنوان
و قدّمت اللّجنة تقريرا في 250 صفحة تحت عنوان (عبور خطوط الانقسام...الحوار بين الحضارات)  و أكّد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في هذا التقرير بان الحوار قديم قدم الحضارات وجميعنا بحاجة له  . نستطيع الاستنتاج بان الصراع والحوار الحضاري متواجدان فكلما تراجع الحوار حل محله الصراع وكلما تقدم الحوار تراجع الصراع.


16
كلمتي بمناسبة توقيع المطران مار باسليوس جرجس القس موسى كتابيه الجزئين الثاني والثالث من رباعية الثمانين "من رحاب الأسفار" و "من جنى الأيام"
قراءة في "رباعية الثمانين"
الجزء الثاني  "من رحاب الأسفار: مذكرات"
د. عامر ملوكا
سيادة المطران مار جرجس القس موسى المحترم، الآباء الكهنة الأفاضل. السيد ممثل بلدية هيوم المحترم . الاخوات والاخوة الحضور  الكرام أسعدتم مساءا .
يقدم لنا سيادة المطران جرجس القس موسى كتاباً نستطيع أن نقول عنه أنه يندرج تحت اسم "أدب الرحلات"، فحاول في كتابه ومن خلال أسلوب الكتابة ومنهجيتها والغرض منها ونوع الجمهور والمتلقي الذي يتوجه له في تفاصيل رحلاته آخذاً بنظر الاعتبار اهتماماته ككاتب وفي نفس الوقت اهتمامات قرائه من خلال الوصف الجميل قاصداً في نهاية كل رحلة أن يوصل لنا الكثير من الخبرات والتجارب الحياتية المهمة لكي تكون مناراً للجيل الجديد التائق إلى الايمان والمعرفة.
وقصد الكاتب في كل رحلة أن يكتب أحداثاً ومواقف تتعلق أحياناً بالأمور الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، وأحياناً أخرى تتعلق بمفردات وخصائص التاريخ والجغرافية، واستطاع من خلال هذه الرحلات أن يُضمّن تفاصيل دقيقة زمانية ومكانية وأحياناً نفسية.
ولقد وجدت نفسي أمام هذه النصوص التي تتوسد دفتي كتاب يحمل في ثناياه أسْطُرَ حيكت بمزيج من المشاعر والأدب والروحانية والتعلق بالجذور، والكتاب رغم عمق معاني كلماته لا يحتاج إلى جهد كبير لفهم النصوص، فهو صريح في مخاطبة العقل والروح ويفرض المفاهيم المتجذرة والوفاء الساكن في نفس الكاتب، وخاصة أن المطران جرجس كمؤلف وكمثقف ملتزم يضع نفسه في خدمة الكلمة والثقافة، وهذه الخدمة تقودنا إلى الفرح وإلى السلام وتحثنا على بذل المزيد من العطاء.
فرحتنا كبيرة بهذا الإصدار القيّم والثري بالعِبر والحِكم والخبرات والتجارب، وهو الجزء الثاني من رباعية الثمانين، ويتعزز يقيناً بمدى تشرب مار باسيليوس جرجس القس موسى بالمعرفة العميقة من خلال هذا الإصدار وإصداره السابق وبالتأكيد كتابيه اللاحقين، وأنه فضلاً عن رسالته الإيمانية التي كرّس حياته من أجلها فإنه اختار طريق العلم الصحيح والثقافة المستنيرة والمنهج العلمي الصائب والذي اشتغل على اكتساب المعلومات الصحيحة وصبها في قالب تتماهى فيه التجربة الحياتية والتجربة الإيمانية والثراء المعرفي المكتسب لتقديم خبرته الابداعية طوال العقود الماضية التي خاض فيها تجربة التأليف والترجمة. فإنّ طريق النهضة الفكرية لا شكّ أنّها تتمركز في اثنين، في اكتساب العلم واكتساب التعمّق في الروحانيّات والعمل بموجبها ومحاولة السير والاقتراب في الطريق إلى الكمال الإلهيّ".
المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى، قلبٌ مجروحٌ بحبِّ السماء، ونشيدٌ يتمتِمُ طراوةَ الربِ ولطفِه، وكلماتٌ تمدُّ المسيحَ حتى أعماقِ الدنيا، ونقول لك شكراً على كلّ تلك الكلمات التي تجسّد كلّ واحدة منها حدثاً جميلاً ولقاءً حميماً ورحلة عزيزة.. ومواقف واجتماعية، وثقافية، وتربوية، وبيئية.. إنّنا من خلال كلماتك نستطيع أن نعرض سنوات طوال مليئة بالحيوية والنّشاط والاجتهاد والسّعي الدائم إلى التّلاقي والإنجاز.. فلم تمرّ مناسبة تخلو من جهدك وتعبك، وابتكاراتك، وكلماتك الخلاّقة والخلوقة.. وإنّ "بغديدا" ستبقى دائماً تذكُرك بالخير.. وتعتزّ بك كما تعتزّ بأبنائها ونجاحاتهم وتفوّقهم بكلّ مجال..
الكتاب جاء في 284 صفحة من النوع الكبير وهذه الطبعة الأولى في مدينة ملبورن الأسترالية 2022 مطبعة Take Off Design. وبغلاف جميل ومعّبر لوحته هي صورة بورتريه للمؤلف.
يتوزع الكتاب إلى عشرين مفصلاً تبتدئ من روما وتنتهي بأستراليا مروراً بمدن عديدة تتجاوز الأربعين تتواجد في قارات الدنيا الخمس، وتغطي مساحة زمنية تمتد لخمسة عشر عاماً تقريباً مبتدئة من العام 2000 وتنتهي في ميلاد 2016 - 2017 قوامها المشاركة الفاعلة في الرحلات والملتقيات والمؤتمرات والجولات والتجمعات والمهرجانات والزيارات، صحبة رجال دين أجلاء وعلمانيين أفاضل.
أما لغة الكتاب وأسلوبه فبرأيي يدخل ضمن السهل الممتنع، وهذا الأسلوب الجميل الذي يفهم من قبل عامة الناس وخاصة أنه موجه لهم وليس لنخبة أدبية ضيقة، هذا يذكرّنا بأسلوب الكبار الذين يدركون خطورة مكانتهم وبالتالي طريقة التعامل مع عامة الناس سواء كان هؤلاء القادة رجال دين أو مصلحين اجتماعين أو قادة شعوب وطنيين.... الخ.
الكتاب زاخر بالفنون البلاغية من استعارات وكنايات وتشبيهات جميلة، والفنون البديعية من طباق ومقابلة وجناس، وكذلك يزخر بالاقتباسات من الكتاب المقدس حيث شكلت هذه الاقتباسات تماثلاً رائعاً مع الموضوع المطروح، كذلك لا يخلو الكتاب من حِكَم وأقوال فلسفية لم تأتِ من فراغ بل من عقود من الحصاد الفكري والاطلاع الواسع في حقول المعرفة.
وعلى الرغم من أن أدب الرحلات في القرن العشرين وما بعده قد تراجع كثيراً عما كان عليه سابقاً على الرغم من كثرة المسافرين وسهولة السفر والرحلات، وهذه السهولة والاختصار الزمني للرحلة أفقدها الكثير من صفاتها ومقوّمات نجاحها إضافة إلى تحول الرّحال إلى سائح وتطور وسائل الاتصال أيضاً من العوامل التي أدت الى تراجع هذا النوع من الأدب ولكننا نجد المطران جرجس في كتابه قد ظل متمسكاً بعناصر النجاح لرحلاته وذلك من خلال حمله لصفة الرّحال على حساب صفة السائح، وكونه أديباً ورجل دين، لذلك جاءت كتاباته كسجلات وافية ودقيقة وعميقة في التعبير عن الأحداث والمواقف المكانية والزمانية لتجعلنا نحن القراء جزءاً من هذه الرحلات.
والكتاب بمجمله إضافة نوعية للكنيسة المسيحية العراقية خاصة والمكتبة العراقية عامة.


17
المنبر الحر / كاروشي
« في: 17:18 23/09/2022  »
كاروشي
الكثير منا قد لم يسمع سابقا بكلمة كاروشي الكلمة اليابانية التي دخلت القاموس الإنكليزي بنفس الاسم لعدم وجود مرادف لها او لأنها كظاهرة او متلازمة ظهرت باليابان واليابانيين هم اول الشعوب التي عانت من هذه الظاهرة وذهب ضحيتها ولايزال الالاف من اليابانيين وأيضا الشعوب الأخرى الصينية والكورية والاوربية . وتقريبا تكون اكثر شيوعا في الدول المتقدمة التي وضعت أسس وقوانين صارمة للعمل وجودة الأداء والتي تتميز بمستوى معاشي عالي . وتعني كلمة كاروشي الموت نتيجة الافراط بالعمل الشاق وتقابلها كلمة "جولاوسي" باللغة الصينية وكلمة جواروزا باللغة الكورية . حيث يتميز الشعب الياباني بالمهنية والإرادة الصلبة والتفاني والانضباط العالي في العمل إضافة الى إعطاء العمل والإنتاج أولوية قد تتجاوز حقوق وصحة الفرد في الراحة والتمتع بصحة جيدة  وان فلسفة الشعب الياباني قائمة على قاعدة ان العمل جزء من عقيدتهم الدينية وتعاليم معلمهم ومرشدهم بوذا ويشعر الياباني بان عمله واتقانه والتفاني فيه حد الموت هو شيء مقدس .
ولأننا نعيش في المجتمعات الرأسمالية والمبنية على نظرية الكل يسعى لكي يملك هذا العالم واصابة المجتمع بهوس الاستهلاك وعدم العمل بنظرية عالم الطبيعة ثورو كيف نستغني وليس كيف نقتني ولأننا نعيش القفزات والتطورات العلمية والتكنلوجية محاولين اللحاق بكل ما هو جديد حيث تحول الاستهلاك الى موضة وضرورة وهوية. ونتيجة لذلك يعاني الفرد والاسرة والمجتمع من اضطراب فرط الاستهلاك. ونتيجة عدم استطاعة الكثير من الاسر دخول هذا التنافس لإشباع الرغبات الاستهلاكية مما يولد الصراعات والمشاكل والتفكك الاسري ومما يجبر الاب والام للعمل لساعات طويلة واضافية محاولين اللحاق بفرط الاستهلاك مما يخلق التفكك الاسري والمشاكل العائلية وتعرض الإباء والامهات الى متلازمة كاروشي.
ونشأت ظاهرة كاروشي في اليابان سبعينيات القرن المنصرم عندما كانت الأجور قليلة فحاول العامل الياباني زيادة دخله من خلال زيادة عدد ساعات العمل التي تصل الى اثنا عشر ساعة في اليوم وستة أيام في الأسبوع هذا إضافة الى تفاني العامل الياباني في اخلاصه بالعمل ومن شدة هذا الإخلاص فان بعض العاملين اليابانيين لا يترك عمله وان انتهى دوامه فيظل يعمل الى ان يخرج مديره وان كان عمله الإضافي مجانا.
من اهم الأسباب التي تؤدي بالوفاة بسبب كاروشي نتيجة العمل الشاق وهو قصور عمل القلب ونتيجة عدم اخذ الراحة الكافية يؤدي ذلك إلى انقباض الأوعية الدموية في الدماغ أو تمزقها، ويسبب الصداع وتنمل في اليدين والقدمين ، مما يسبب الموت المفاجئ اوالانتحار بسبب الإرهاق الشديد . ومن اعراض متلازمة كاروشي تستطيع ان تسال نفسك هذه الأسئلة  ، هل تغضب بسهولة ؟ هل تدخل الأمور العاطفية في العمل ؟ هل انت مستعد للتضحية بحفل عائلي من اجل عدد من الساعات الإضافية؟ . من خلال الأجوبة على هذه الأسئلة وغيرها تستطيع ان تعرف اذا كنت مصابا بهذه المتلازمة.
 
العمل مهم والكسب المادي مهم أيضا ولكن يجب ان يكون شعارنا في الحياة  الإنسان يعمل ليعيش لا يعيش ليعمل .
 
د.عامر ملوكا


18
هل العراق بحاجة الى حكم استبدادي ؟
د. عامر ملوكا
 
قبل عدة قرون كتب أرسطو المولود عام 384 قبل الميلاد حول الحكم الدستوري وبيّن أنه يتكون من ثلاثة عناصر مهمة، أولها حكم يكون هدفه الصالح العام، وثانياً أن يكون حكماً قانونياً تدار الدولة بموجب القانون، وثالثا تكون حكومة .....لشعب مقتنع وراضٍ بالحكم بإرادته وليس بالقوة. وأما ميكافيلي المؤرخ والفيلسوف ويشتهر بكونه أبا العلوم السياسية الحديثة، ولد عام 1469 فقد كتب بأن الحكم الاستبدادي يكون مباحاً في حالتين: عند انشاء دولة، أو اصلاح فساد. فلو أردنا مناقشة الوضع العراقي الصعب والمتشابك من خلال هذه المفاهيم لاثنين من أهم الفلاسفة الذين أنتجهم التاريخ البشري.

 هل يمكننا اعتبار الحكم في العراق حكماً دستورياً من خلال أن يكون هدفه الصالح العام، بالتأكيد الجواب سوف يكون بكلا لأن الحكم في العراق منذ سقوط النظام السابق وبكل المقاييس العلمية وعلى الأرض تشير إلى أن كل الحكومات والنظام السياسي الحاكم والذي ينتج هذه الحكومات الفاشلة والسيئة هو بالضد من الصالح العام وأوجه التخلف والإهمال واضحة في كل مفاصل الدولة، فنرى تراجعاً كبيراً في الخدمات الصحية والاهتمام بصحة الانسان وأيضاً تزويد المواطنين بالمياه للاستخدامات البشرية أو الزراعية ونرى زيادة معدل الولادات ويقابلها سوء التغذية للأمهات وللأطفال مما يرفع من نسبة الوفيات ويقلل من متوسط عمر الانسان وأيضاً نلاحظ التخلف الواضح في البنى التحتية والطرق والنقل وارتفاع معدلات البطالة وتراجع مستوى التعليم وفشل كامل للقطاع الصناعي وفتح الباب للاستيراد وخروج العملة الصعبة لدول الجوار وأيضاً ابتعاد الدولة عن بناء الانسان وزرع روح المواطنة العراقية التي غابت في زحام الانتماءات الأخرى إن كانت قومية أو طائفية.

 حسب مفهوم المفكر الفرنسي جورج بوردو حول الديمقراطية الحاكمة يقول بأنها تختلف عن الديمقراطية المحكومة والتي تنطبق على الواقع العراقي في أنها تحكمه وتراعي مصالحها بصرف النظر عن مصالح الشعب وهي ديمقراطية اسمية، أما الديمقراطية المحكومة كما في أغلب الدول الديمقراطية في الغرب فهي تسعى لمصلحة الشعب والمواطن وتسخّر النظام الديمقراطي من أجل الانسان ومصلحته والمصالح العليا للوطن،
 وأيضاً نجد المواطنة العراقية قد تراجعت كثيراً وإن عراقنا يعيش القلق والضياع لفقدانه الإحساس الحقيقي بالمواطنة، ولا يمكن للدولة من أن تسير نحو البناء والتطور والاستقلال دون تعزيز وترسيخ المواطنة العراقية، وعندما تترسخ هذه الفكرة وتكون في المقدمة سوف نخلق مجتمع المواطنين. وفي مراحل متقدمة سوف يسود مبدأ المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع وهو يكون الضابط لكل الاختلافات الأخرى إن كانت دينية أو قومية أو طائفية.

 المبدأ الثاني لأرسطو أن يكون الحكم بموجب القانون وكل الدلائل تشير أن كل الأمور المتعلقة بالدولة العراقية لا تتبع لقانون وانما لكل قضية يفصل لها قانون وإن طبق القانون فيكون بحق المستضعفين والفقراء لصالح الأحزاب والمتنفذين وعدم تطبيق القانون على الجميع سوف يشجع الآخرين إلى كسره إضافة إلى شعور المواطن بعدم المساواة مما يؤدي إلى انتشار الفوضى والظلم وعدم الاستقرار وضياع سلطة وهيبة الدولة، والشرط الثالث لأرسطو أن يكون شعب الدولة مقتنعاً بحكومته، وهنا نستطيع القول بأن أكثر من 80% من الشعب العراقي غير راضٍ او مقتنع بهذه الحكومات وذلك يبدو واضحاً من خلال مقاطعة أكثر من 80% من الشعب العراقي الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة وأيضاً ثورة تشرين كانت خير دليل ومعبر عن عدم الرضا والقناعة بمن يحكم البلد ويدير شؤونه. إذن وحسب مفهوم أرسطو نستطيع القول بأن جميع الحكومات التي حكمت بعد عام 2003 هي حكومات غير دستورية،

 وأما ما يخص الجزء الثاني وهو شرعنة ميكافيلي الحكم الاستبدادي في حالتين: الأولى عند انشاء دولة، والثانية: عند اصلاح الفساد. ما يخص النقطة الأولى إعطاء الشرعية للحكم الاستبدادي في حالة انشاء دولة، فالعراق حالياً يفتقد إلى أهم مقومات الدولة المؤثرة والقوية حيث أن من أهم ما يميز الدولة القوية فرض السيطرة والحكم على مجمل أراضي الدولة وأن تكون تحت سلطتها، واستقلالية الدولة عن كل الأطراف الفاعلة والغير حكومية وممارسة سلطاتها بشكل مستقل عن كل المجموعات الاجتماعية المؤثرة كالقادة الدينيين والعشائر واعتماد الدولة على التكنوقراط ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وقدرتها فرض سيادة القانون على كامل الأرض الوطنية، وقدرتها على استثمار الموارد وتقديم الخدمات إضافة لكل ذلك تمتلك قرارها المستقل بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية. من خلال ما جاء أعلاه نستطيع القول بأن العراق الحالي يفتقد إلى مفهوم الدولة، إذن هو بحاجة إلى بناء الدولة. أما ما يخص النقطة الثانية من شرعنه الحكم الاستبدادي وهي اصلاح الفساد فقد عرف البنك الدولي الفساد بأنه “أعظم عقبة أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، إن عملية اجتذاب الاستثمار الأجنبي تعتمد على تنمية التوقعات المتعلقة بوجود بيئة عمل صحية، وتؤثر المعلومات المتعلقة بمستويات الفساد على استعداد المانحين لمساعدة البلدان النامية.
وقد صُنف العراق ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم، قد احتل المرتبة 157 عالمياً، ضمن مؤشرات مدركات الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية عام  2021.
وتقارير صادرة عن وزارة التخطيط أقرت بوجود 6 آلاف مشروع أخذت أموالاً من الدولة ولم تنفذ المشاريع، وبينت استعادتها لأكثر من 400 ألف دونم من أراضي الدولة كانت محجوزة تحت مظلة المشاريع الاستثمارية الوهمية وغير المنجزة، التي تقدر بقيمة 90 تريليون دينار (أي ما يعادل 62 مليار دولار). إذن نستنتج بأن الفساد هو الطابع الأكثر أهمية الذي يميز الدولة العراقية منذ 2003 ونستنتج أيضاً وحسب مفهوم ميكافيلي بأن العراق يحتاج إلى حكم استبدادي شبيه بحكم النظام السابق، وهذا لا يمكن أن يحصل إلاّ من خلال انقلاب عسكري يقوده وطنيون عراقيون، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع الوطنيون العراقيون قيادة مثل هذا الانقلاب دون الاعتماد على أمريكا وأطراف أخرى، وإن جاء عراقياً وطنياً هل يستطيع الصمود وبناء العراق القوي الموحد والمزدهر، وان جاء بدعم امريكي هل سيكون وطنياً وقادراً على بناء دولة حقيقية. أسئلة كثيرة ومستقبل غامض تشوبه الضبابية والمجهول.


19
دعوة حفل توقيع كتاب مقالات مبعثرة للدكتور عامر ملوكا الساعة السادسة من مساء يوم الخميس الموافق 29/ ايلول 2022 على قاعة لابيلا


20
وداعا حبيبتي حبيبة:
بمناسبة اربعينية رحيل والدتي حبيبة سليمان رمو
فإِذا حَيِينا فلِلرَّبِّ نَحْيا، وإِذا مُتْنا فلِلرَّبِّ نَموت: سَواءٌ حَيِينا أَم مُتْنا فإِنَّنا لِلرَّبّ” (رو14/8).
ما أقساكَ أيُها الموتُ عندما تزورُ أحبابَنا دونَ أستاذانٍ وتأتي بغتةً كالسراقِ لتسرُقَ أغلى ما عندنا وكَمْ هوَ صعبٌ على الانسانِ أن يَنعى عزيزاً وكمْ هو مؤلمٌ أن يتواجهَ الأنسانُ مع حقيقةِ الموتِ والفراقِ لنسكُبَ الدموعَ ولنرثيَ قلباً بحجمِ قلبِ وطيبةِ والدتي التي أصرتْ أنْ تفارِقَ روحَها جسدَها وهيَ بينَ أحضانِ أولادها في أستراليا، و تغادرينَ وتتركينَ ألماً وفراغاً بحجمِ الكونِ وذكرياتٍ بامتدادِ الزمنِ واشتياقاً بامتدادِ الأبدْ، تغادرينَ يا أميْ وتتركينَ إرثاً لا ينضُبْ في محبةِ الانسانِ أولُها الخيرُ وإخرُها الطيبةُ، فقلوبُنا مكلومةٌ بفقدانكِ أيتُها العزيزةُ الغاليةْ، فقد تركتِ بصمتكِ على قلوبِنا وعقولِنا وكانتْ ابتسامتُكِ العفويةِ وروحكِ الطيبةِ واخلاصُكِ لمحبيكِ علامةً على طيبتُكِ وانسانيتكِ وعزةُ نفسكِ العاليةِ وشجاعتُكِ وأنتِ في مواجهةِ الموتْ.
صحيحٌ يا أمي أنَنا كلُنا راحلونَ وأنَّ الموتَ حقٌ على كلِ انسانٍ، ولكن فراقَ الامِ يبقى صعباً ويعيشٌ الانسانُ طفلاً طوالَ حياتِه إلى أنْ يفقِدَ أُمَهُ فيشعرُ بأنَه قد هرِمَ. فالأمهاتُ هم حلقةُ الوصلِ التي تربُطنا بالسعادةِ كارتباطِ الجنينِ بحبلِ المشيمةِ وسعادتُنا كانتْ تقترنُ بوجودكِ فحياتُنا عبارةٌ عن روتينٍ يوميٍ وحياتكِ كانتْ خليط من الصلاة والدعاءِ بالخيرِ لنا.
 سوفَ تبقى كلماتُكِ وذكرياتكِ معَنا نحتفظُ بِها ما حُيينا وستظلُ عيونُنا وعيون مَنْ أحبوكِ تبحثُ عَنكِ. وداعاً أُمي الحنونةُ أنتِ في نومٍ طويلٍ على أملِ أن تلتقينَ بمحبيكِ بعدَ زمنٍ يطولُ أو يَقصٍرُ. وليسَ غريباً أن يبكيكِ أحباءُ كثيرونَ عرفوكِ قليلاً، ولكنهم إختبروا محبَتك كثيراً فماذا نقولُ ونحنُ ابناؤكِ، وسوفَ تتعبينا يا أُمي كثيراً بغيابكِ ولَمْ ندرِكْ الكثيرَ مِنْ الحبِ والحنانِ والفراغِ الذي تركتيِه إلاّ عندَ غيابَكِ.
ونحنُ نقفُ أمامَ جسدُكِ لا يسعنا إلاّ أنْ نقولَ لروحكِ الطاهرةِ، تلكَ الروحُ التي كانت منتظرةً ذلكَ الوقتَ السعيدَ الذي فيه تنطلقُ من رباطاتِ الجسدِ, قدْ فارقَتنا جسداً، لكنَ روحَها المؤمنةَ والصابرةَ والمثابرةَ والتي كانت لا تفارِقُها وهي أمامَ هذا الامتحانِ الصعبِ سوفَ نتذكرُ كلماتِها وقوةِ ايمانها وروحِها المليئةِ بمحبةِ الانسانِ. رحلتِ يا أمي سريعاً ولكنَ حكايةَ رحليكِ كانت حلماً ووداعُكِ كأنه وهمٌ وقد علمتينا كلَ شيءٍ باستثناءِ كيفية العيشِ بدونكِ، أتذكركِ يا أمي كثيراً وأتذكرُ مواقفكِ المليئةِ بطيبةِ الانسانِ العفويةِ وقد يكونُ هذا مألوفاً مع عائلتكِ وأهلكِ، ولكن أنْ يكونَ مع الناسِ خارجَ دائرةِ الأحبةِ فقد لا يكونُ مألوفاً لدى الجميع. الموقفُ الأولُ عندما كُنا في مرحلةِ الشبابِ ودّقَ أحدُهم البابَ سائلاً عن مساعدةٍ بداعي أنَّ سيارتَهُ قد تعطلتْ وأنهُ محتاجٌ لمبلغٍ مالْي وقدرُه عشرةُ دنانيرَ في سبعينياتِ القرنِ الماضي لإصلاحِ سيارتهِ كدَينٍ وأنه قادمٌ من محافظةٍ ثانيةٍ وهو مبلغٌ ليسَ بالقليلِ في ذلكَ الوقتِ وبعفويتكِ وطيبتكِ، ويقالُ بأنَّ الأنسانَ الصادقَ يعتقدُ أنَّ الأخرينَ مثله وكانَ ذلكَ، وما أنْ استلمَ المبلغَ وهَّمَ بالمغادرةِ وبعدَ بضع أمتارٍ قلتِ مع نفسكِ قدْ لا تكفيْ العشرةَ دنانيرٍ فكلفتِ ابنَكِ باللحاقِ به لإعطاءهِ عشرةُ دنانيرَ أخرى على الرغمِ مِنْ أنَّ والديْ قَدْ ساورتُه الشكوكُ من قصةِ السيارةِ، وذهبَ صاحبُنا ولم يعُد. والموقفُ الثاني عندما سقطَ أحدُ المستطرقينَ على الأرضِ شٌبهَ مشلولٍ من معاناتِه من الصرعِ وعندما سألتْ أمي عن حالتهِ فأجابَ مَنْ حولُه بانهُ مصابٌ بالصرعِ ولا يَملِكُ ثمنَ الدواءْ فبادرتِ مسرعةً بالمساعدةِ وكأنكِ تنتظرينَ مثلَ هذهِ المواقفِ الإنسانيةِ لتمارسينَ انسانيتكِ وتفرحينَ قلَبكِ وكأنكِ كنتِ تعملينَ بالمَثل الصينيْ القائلْ " إذا أردتَ السعادةَ لمدةِ ساعةِ، خُذ قيلولةً. وإذا أردتَ السعادةَ لمدةِ يومٍ كاملٍ، إذهبْ لصيدِ السمكِ. إذا أردتَ السعادةَ لمدةِ عامٍ، تحتاجُ إلى ثروةٍ. أما إذا أردتَ السعادةَ لمدى الحياةِ، ساعِدْ شخصاً ما ".
وداعاً حبيبتي حبيبة سوفَ تبقىْ روحُك النقيةُ تزورنا وترفرفُ في فضاءاتِنا تتفقديننا كعادتكِ وتطمئنينَ علينا وكأننا لازلنا أطفالاً وتصلّينَ لنا كثيراً وبينَ صلاةٍ وصلاةٍ صلاةْ .
  أعزيَّ والدي واخوتي واخواتي وعوائلَهم وكلّ محبي المرحومةِ طالبينَ من الربِ أنْ يصّبرنا جميعاً. وفي الختامِ كلماتُ شكرٍ وتقديرٍ ومحبةٍ لكلِّ الذينَ بعثوا ببرقياتِ التعزيةِ من أعضاءِ برلمانِ ورؤساءِ أحزابٍ والسادةُ المطارنةُ الأجلاّء ومنظماتُ المجتمعِ المدنيِ ومواقعٌ التواصلِ الاجتماعيِ وكلُّ الأقاربْ والأصدقاءْ.

د.عامر ملوكا


21
يصدر قريبا كتاب مقالات مبعثرة للكتور عامر ملوكا في مدينة ملبورن
تقبلوا منا كل الاحترام والتقدير



22
17 أيار يوم العلم الكلداني
العلم معنى وتاريخ:

كلمة علم بفتح العين واللام تعني الراية او السارية ويتضمن رموز ومعاني والوان تتعلق بتاريخية شعوب وامم وقوميات او حتى عشيرة او مجاميع اقتصادية او رياضية . استخدمت الرايات في البدايات لمساعدة الفرق العسكرية في ساحات القتال لأغراض تنظيمية . واصبح العلم رمز وطني او قومي او إقليمي دولي للدول والشعوب وعرف العِلْم الذي يدرس الاعلام  بالفيكسيلولوجية،  وهي كلمة مشتقة من الأصل اللاتيني فيكسيلوم التي تعني الراية او العلم. معظم الاعلام للدول ذات اشكال مستطيلة او مربعة عدا ثلاثة دول ويتميز علم النيبال باحتوائه على مثلثين. ويعتقد فكرة رفع الرايات والاعلام جاءت من الشرق ، بلاد الهند والصين وكذلك في بورما وسيام. والفرس استخدموا الاعلام في فترة حكم الاخمينيين من 550 الى 530 قبل الميلاد . لهذا يقترن ذكر العلم دائماً بالرفعة والحماسة ووجوب الحفاظ عليه مرتفعاً خفاقاً وعالياً. وللعلم رمزية لدى الشعوب فهو يرتبط ارتباطا مباشرا بتاريخ تلك الشعوب وعمقها التاريخي والذي يمثل التواصل البناء بين اصالة الماضي والحاضر وامال المستقبل . وأيضا للعلم معاني ورموز يعتز بها كل من وقف تحت هذا العلم او الراية وتنعكس من خلال المعاني التي يجسدها العلم كالسلام والاعتدال والمساواة وحب الأرض والاعتزاز بالموروث . والشعوب منذ قدم التاريخ حاولت إيجاد إشارات ورايات خاصة ومميزة لها حتى تطورت وأصبحت كالأعلام التي نعرفها في هذه الأيام. ومن المهم ان نزرع في اجيالنا القادمة قيمة العلم و رمزيته ومعناه ونؤكد لهم بان اجدادنا كان لهم الفضل الكبير علينا وعلى جميع الأمم من خلال ما قدموه للإنسانية والعالم.
ولهذا الرمز أهمية منذ القدم، فالبشرية في المجتمعات المختلفة وحسب العصور المتتابعة أوجدت إشارات وعلامات تعرف بها، حتى تطورت إلى هذه الأعلام التي ترمز إلى الدول التي تختارها، وتضعها من ضمن شعارها الرسمي لها.
 
قصة العلم الكلداني:
 
لم يكن لدى سكان وادي الرافدين الأوائل اعلام بالمفهوم المتعارف عليه اليوم ولكن اجدادنا منذ عصر عاصمة الكلدان الأولى اريدو استخدموا رايات لرموز الهة الحرب وخاصة في المعارك الحاسمة كالإلهة عشتار ونتورتا ومردوخ . وصمم العلم الكلداني بنسخته الأولى وطرحت على المختصين عام 1985 وفي مقدمتهم شيخ الرسامين عيسى حنا دابش وهو زميل الفنان الرائد جواد سليم ومنحه شهادة اصالة وجدارة.
عام 1997 اعترفت بالعلم الكلداني كل من الرابطة الدولية للفنانين التشكيليين الكلدان والحزب الديمقراطي الكلداني واصبح منذ هذا التاريخ علما رسميا للكلدان ، وتم التصديق عليه في المؤتمرين الكلدانيين العالميين في عامي 2011 و2013. وهو خير معبر عن الهوية القومية ويختصر تاريخيا يمتد الى اكثر من 7300 عام.
 
مواصفات علم الكلدان القومي :
يتألف علم الكلدان الذي قام بتصميمه الفنان الكلداني الدولي عامر حنا فتوحي عام 1985م من خطين عموديين أزرقين -Panton 300C- ونجمة ثمانية رافدية تضم في داخلها دائرتين ، الخارجية صفراء اللون والداخلية زرقاء اللون -Panton 300C- ، الخطان العموديان يقتربان من الحدود الخارجية للعلم بنسبته التقليدية (طول العلم = مرة ونصف عرضه) ، تاركين في الوسط مربعاً أبيضاً تحتل مركزه النجمة الثمانية الكلدانية البابلية التي تنبثق منها إشعاعات باللون الأزرق -Panton 300C- فيما تحتوي أذرع النجمة الثمانية على مثلثين متداخلين باللون الأحمر -Panton 485C- تفصلهما زاوية تتألف من خطين متلاقين باللون الأبيض .
 
يمثل الخطان العموديان نهري دجلة والفرات الخالدين اللذين ينبعان من الشمال ويصبان في الجنوب ويرمزان للوفرة والعطاء ، فيما ترمز الأضلاع والإشعاعات الثمانية والقرص الدائري الأصفر للشمس رمز الخير والعدل والمساواة والمدنية ، وإذا ما أضفنا إليها الدائرة الداخلية الزرقاء التي تمثل القمر فإنهما سيرمزان للأجرام السماوية الرئيسة في المعتقد البابلي الكلداني ويرمزان ضمناً إلى حضارة الكلدان وابتكاراتهم في مجال العلوم ومنها علم الحساب وعلم الفلك الكلداني القديم، الذي يعد أساس علم الفلك المعاصر.
 
17 أيار يوم العلم القومي الكلداني
تم اعتماد يوم 17 من شهر أيار كيوم للعلم الكلداني حيث يحتفل به جميع كلدان العالم داخل وخارج العراق واعتمد هذا التاريخ تكريما  للملك الكلداني نبوﭘﻼصر (نابو-إﭘﻼ-أوصر) مؤسس السلالة الكلدانية الإمبراطورية الذهبية ووالد الملك الشمس (نبوخذ نصر)، حيث تمكن  نبوﭘﻼصر من تحرير بابل في 17 أيار عام 4674 ك. الموافق لتاريخ 17 أيار 626 ق.م. وبالتالي تسنمه عرش عاصمة العالم القديم بتاريخ 23 تشرين الثاني عام 626 ق.م.
المصادر : د.عامر حنا فتوحي 
 
د.عامر ملوكا

24
نص الكلمة التي القيت بمناسبة توقيع كتاب الروائي هيثم بهنام بردى في ملبورن / استراليا
مساء الخير جميعاً
بعد الترحيب بسيادة المطران والآباء الكهنة والحضور الكرام مع حفظ الالقاب
 
نجتمع اليوم أيها الأعزاء بمناسبة حفل فكريّ ثقافيّ، يقام احتفاءً بولادة كتاب جديد ويشرفُنِي أنْ أكونَ معكُمْ في هذه الرحلة مع أخي وصديقِي الروائي والقاص الأستاذ هيثم بردى الذي اختارَ هذا اليومَ لتوقيعِ روايته الجديدة [ ماركوركيس ]، ما أجمل أن تكون وليمتنا اليوم وليمة فكر وهي علامة من العلامات الصّحيّة في المجتمع أن نجتمع من أجل توقيع كتاب.. والمظهر الأكثر صحّةً هو أن نجتمع من أجل رواية من هذا النّوع……  وما أجمل لقاءنا اليوم أن يكون حول الكلمة وخدمة الكلمة والثقافة والتي تحثنا للمزيد من العطاء. لا شك من أن حصاد كلماتك فيها غنى وثروة لأي مكتبة وكثيرة هي مجالات الابداع الانساني ولكن لعل أبسط الآثار وفي الوقت نفسه أعمقها أن يترك الانسان بصمته هنا وهناك عبر الكلمات فبصمتك واضحة ومؤثرة.
عندما نلتقي مع مثقف مهنته التلاعب بالحروف وصياغة الكلمات حيث تكون الفلسفة والحكمة من أهم ما يميز نتاجه الادبي، حيث الكتابة عنده لم تعد ترفاً أو سعياً لنيل شهرة أو مكاسب مادية، بل تعتبر مسؤولية وأمانة وتفاعلاً حياتياً متكاملاً مع كل ما يدور حوله ليصل من خلالها إلى الحق والحقيقة، ولا بد من أن يكون هناك هدف ورسالة نبيلة يحاول هيثم بردى أن يوصلها من خلال كتاباته وترسم خارطةً للمحبة أشبه بسياحة للعالم لأن ما يخلفه الكاتب من نتاج فكري هو بمثابة صحيفة الأعمال أو السيرة الذاتية التي تظل تلاحق الكاتب كظله، ولابد للكاتب أن يحمل عنصر الدهشة والانبهار في كل ما يجده حوله كي لا يكرر نفسه ومواضيعه ويصبح نتاجه مملاً للقارئ والمتلقي.
وجدت في أعمال صديقي الروائي هيثم بردى أنها ممتلئة بمحبة الوطن وبمحبة الانسان الذي ينتمي له، والمتمسك بالقيم، والمجاهد من أجل ديمومتها وبقائها، وتتألق كتاباته التي تسمو فيها الألفة السمحة على الذاتية الضيقة، فكلما حاولنا الغوص في عمق معانيها وهي تشبه تقطير الزهور بهدف الوصول إلى العطر الثمين، راسماً خارطة للمحبة تنقلنا لعوالم مليئة بالروعة والجمال، فالكتابة هي تفريغ لما يحمله الكاتب على مستوى ما يعيشه وما يعانيه أو ما يختزنه في الذاكرة، وتأخذك كتاباته إلى عوالم الحقيقة والخيال المبدع لينقلنا إلى عوالم الجمال والألق بأبهى صوره، وكما يقول ريك مودي: أظن أنني عندما أكتب وبشكل أدق – متى ما كتبت, سأكون انساناً أفضل وأكثر سلاماً، فوجدت الروائي هيثم انساناً فاضلاً وأكثر سلاماً وعندما تلتقيه كأنك تعرفه منذ زمن سحيق بقدم الحرف المكتشف في حضارة ما بين النهرين، وقبل أن اتناول الكتاب ببعض الجزئيات، هذه بعض السطور للتعريف بالروائي هيثم بردى.

هيثم بهنام بردى، قاص وروائي وكاتب أدب طفل من العراق. عضو المجلس المركزي والمكتب التنفيذي ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن الثقافة السريانية للفترة من 2011 -2013. أصدر أكثر من أربعين كتاباً موزعاً بين القصة القصيرة جداً والقصة القصيرة والرواية والرواية القصيرة والنقد وأدب الطفل وسلسلة مبدعون عراقيون سريان. صدر عن أدبه خمسة عشر كتاباً. تناولت أدبه سبع رسائل ماجستير وأطروحة دكتوراه واحدة داخل وخارج العراق. شارك في مؤتمرات ومهرجانات وملتقيات عديدة داخل وخارج العراق. كتب عن أدبة العشرات من النقاد العراقيين والعرب. ورد اسمه في موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين وكذلك في موسوعة أعلام الموصل. حائز على العديد من الجوائز العراقية والعربية منها جائزة كتارا للرواية. ترجمت قصصه إلى العديد من اللغات الحية
ولقد وجدت نفسي أمام هذه النصوص في كتاب يحمل في ثناياه اسطراً حيكت بمزيج من المشاعر والأدب والحرفنة اللغوية، و قد تبدو الرواية التاريخية سهلة قياساً إلى أنواع الرواية الأخرى لكنها في حقيقة الأمر هي أصعب أشكال الرواية، وذلك لأن الكاتب في بقية أنواع الرواية له مساحة من الحرية في خلق الشخصيات وتدوير الاحداث، لكن الرواية التاريخية تقيّد الكاتب بأحداث لا يستطيع تجاوزها. فهو مقيّد بشخوص واحداث، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اذا تمترس الكاتب بالشخوص والأحداث بشكل كامل فانه سيقع في مطب المؤرخ، وهذا ليس عمل الكاتب، فعلى كاتب الرواية التاريخية أن يسير في حقل ملغم كي لا يقع في أحد هذين المطبين، استطاع الروائي هيثم بردى وبنجاح أن يخرج برواية [ مار كوركيس ] من هذين المطبين بنجاح متألق حيث استلهم من التاريخ الشخوص والأحداث وخلق شخصيات تماهت مع الأحداث دون أن تؤثر على الموروث التاريخي لقصة مار كوركيس، كما زاوج بين جغرافيات وأزمنة تتوغل فيها الرواية بشكل سلس ومتناغم ما ترمو الحكاية التاريخية لمار كوركيس عمقّها الكاتب هيثم بشكل مقبول حتى عند قراء يختلفون بالعقيدة لكن يقتنعون بمغزاها من خلال الحبكة الدرامية للرواية. لغة الرواية كانت لغة تمتاز بالقوة والفخامة دون الانزلاق نحو الزخارف اللفظية ويأخذ السرد القارئ بشكل جذاب وهو يتمنى أن تطول أكثر لما فيها من سرد فني جميل.
باستثناء بعض التجارب لأبناء شعبنا المسيحي في العراق لم يعرف الفن الروائي القصة التاريخية بشكلها الفني المتكامل لو استثنينا رواية يزداندوخت (الشريفة الاربيلية) لمؤلفها القس سليمان الصائغ (لاحقا المرحوم المطران سليمان الصائغ) لا يوجد لنا رواية تاريخية، بهذا العمل وما قبله من روايات تاريخية كتبها الكاتب فتح الروائي هيثم باب كتابة الرواية التاريخية المستلهمة من تاريخ المسيحية في الشرق ابتداءاً من بيث نهرين مروراً الى ساحل المتوسط صعوداً إلى اسيا الصغرى فهي زاخرة بقصص الشهداء والقديسين. أهنئكم مرة أخرى وكلنا أمل أن نجتمع ثانية العام القادم بمناسبة ولادة كتاب آخر جديد لك.
كلمات شكر وتقدير ومحبة وعرفان لكل من ساهم في انجاح هذا العرس الثقافي.
شكرا لحسن الاصغاء
د.عامر ملوكا


25
السادة أبناء شعبنا  في مدينة ملبورن
الموضوع: أعلان حول أكيتو لعام 7322
بعد طلب المشاركة الأعلامية لتغطية الحدث اعلاه
حيث يقوم
الأتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا (مدينة ملبورن ) وبمشاركة فرع الرابطة الكلدانية في ملبورن وموقع حديث فكتوريا، وبأستضافة نادي أبفيلد الرياضي في ملبورن، بأحياء  المهرجان السنوي لمناسبة عيد أكيتو رأس السنة الكلدانية البابلية 7322، في يوم الأحد الموافق 03\نيسان\2022، يتخلل المهرجان مسابقات رياضية ورسوم فنية وفعاليات غنانية لفنانيا المعروفين مع الفرقة الموسيقية، بحضور أعضاء البرلمان الفدرالي وأعضاء برلمان الولاية ورئيس وأعضاء البلدية في هيوم ستي.
حضور الجميع محض أحترامنا وتقديرنا العالي.
وعلى العنوان التالي:
Upfield Soccer Club
185-225 Blair street
Dallas
تبدأ الأحتفالية ما بعد الساعة الثانية عشر ظهراً فأهلا وسهلاً بالجميع..
Aghadeer Walid Bidaweed
Youhana Bidaweed
Wally Hanna


26
أين نحن من مفهوم التنوير؟
د. عامر ملوكا
 
لازالت مجتمعاتنا تتحسس، لابل تخاف من مصطلحات وأفكار وآراء ومدارس كانت لأوربا السبق  في تطبيقها والسير على مبادئها، ولكنها لليوم لازالت هذه التجارب أو الثورات الناجحة والتي نقلت المجتمعات والانسان من حال إلى حال، ومن عصر الظلمات والتخلف والجهل إلى عصر الأنوار، ولكونها ثورات غيّرت وجه العالم ، أطلقت عليها الكثير من التسميات ومنها عصر النهضة أو النهضة الإنسانية أو عصر التنوير أو الثورة الصناعية أو عصر المنطق،  وأُسميّ هذا العصر أيضاً بعصر الأنوار إشارة إلى ما يرمز إلى  ما هو مخالف إلى عصر الظلمات في القرون الوسطى والذي كان للكنيسة ورجالاتها وبإسم الدين الدور الكبير في السيطرة و التحكم بالإنسان ومصيره.
نستطيع أن نحدد بدايات عصر النهضة مع نهايات القرون الوسطى المظلمة، وقد عُرف في فرنسا على أنه عصر الايضاح وفي المانيا عرف بعصر التنوير، ويمكننا ربط مصطلح التنوير بكل الأمور العقلانية التي تنطلق من العقل السليم والمستندة على الحقائق الملموسة البعيدة عن المسلمات والغيبيات، والتي تسهم وتساعد في تأسيس النُظم الشرعية للمعارف والعلوم والقواعد الأخلاقية. وتهدف للوصول بالعالم إلى الرقي والتطور ومن خلال ترك التقاليد والقيم الموروثة والتي لا تستند إلى الإثباتات والحقائق العلمية بالاعتماد على مبدأ التجربة العلمية والنتائج والاثباتات الحقيقية وليس على الغيبيات والأساطير.
  وأصبح العقل البشري هو المتسيّد وراح يدرس كل المعتقدات والمسلمات ويغربلها بالمنطق الصحيح ومن خلال هذه الدراسة تم الإبقاء على الأشياء المنطقية والتي يمكن للعقل أن يتقبلّها والتي تصب في مصلحة الانسان ومستقبله والعكس صحيح . ومن أجمل من كتب عن التنوير ايمانويل كانط ويعود تاريخ هذه المقالة لأواخر القرن الثامن عشر، حيث كتبها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط رداً على القسيس جوهان فريدريك زولنر الذي كتب مقالة بنفس المجلة عن وقوفه بجانب الزواج الكنسي ضد الزواج المدني وأيضاً طرحه لسؤال عن ما هو التنوير حيث قال أنه لم يجد له تعريفاً، وجاء الرد من كانط وفي نفس المجلة (برلي) الشهرية أن التنوير يعني خروج الإنسان من حالة القصور العقلي التي يجد نفسه فيها والتي هو وحده مسؤول عنها، فأن تكون قاصراً عقلياً يعني أن تكون غير قادر على استخدام عقلك بدون وصاية شخص آخر وتوجيهه،  فالإنسان مسؤول عن هذه الحالة إذا لم يكن سببها نقص في عقله بل نقص في شجاعته وجرأته على اتخاذ القرار بمفرده، وبالتالي: فلتتجرأ أيها الإنسان على المعرفة، لتكن لك الشجاعة على استخدام عقلك.
ولابد للعقل العربي أن يتحرر من المسلمات والأيدولوجيات المتناقلة عبر القرون، وأن الشعوب الأوربية لم تدخل عصر النهضة إلاّ بعد أن تحررت من الأصولية المسيحية وسطوة رجال الدين وذلك كله بفضل التنوير ومفكريه الذين استطاعوا من أن يقنعوا الغالبية العظمى من شعوبهم بأفكارهم مما سهل عليهم دخول عصر النهضة والتطور، ولكن في مجتمعاتنا العربية لازالت الحركات الأصولية تتمتع بقدر من الشعبية وقابليتها على التأثير، وظل دعاة التنوير والنهضة فئة نخبوية تقتصر على المثقفين فقط.
ولابد للمجتمعات العربية التفكير في كيفية الخروج من عصر تمجيد الطاعة أي تمجيد الطاعة العمياء لكل الموروثات والحنين للماضي وان كل ما يحمله الماضي هو الصحيح ولن يتكرر ولابد لنا منح حق الاختلاف وأن نكون منحازين للعقلانية وبالضد من الجمود الفكري وثقافة النص الجامد، ويعتقد الكثير من العرب والمسلمين بأن التنوير ولأنه قادم من الغرب فهو يهدف إلى اقصاء الدين والشرع وعند البعض القليل الاخر التنوير هو ظاهرة إصلاحية تجديدية في الثقافة والفكر والمفهوم الديني.
واذا حسبنا الفارق التاريخي بين ظهور المسيحية وظهور الإسلام تقريبا 600 سنة فاذا كانت النهضة قد بدأت تقريبا قبل 600 سنة في أوربا المسيحية فكان يفترض أن نكون مهيئين وجاهزين لهذا التغيير في المئة سنة الأخيرة، ولكن كل المؤشرات تشير إلى أننا بعيدون كثيراً عن مثل هذا التغيير . وقد ظهرت في منتصف القرن العشرين ولغاية الثمانينات بعض الإشارات على قابلية المجتمعات العربية للتغيير وقبول الأفكار والآراء التي تتماشى مع التطور والعصر الحديث إلى أن جاءت الثورة الإيرانية لتدخل المنطقة في صراعات طائفية ولينتج عنها الإرهاب والأفكار الاقصائية ولتشهد منطقتنا العربية تراجعاً خطيراً بدل البناء على ما هو موجود ولازال هذا الصراع قائم ولا نعلم نهايته. وسوف نشهد تقدم جميع الأمم وعلى كافة المستويات، وسوف نبقى خارج التاريخ إذا لم نتكاتف مع حملة الأفكار النيرة وقادة الإصلاح، ولكن لغاية اليوم نشهد التكفير والاضطهاد والازدراء والتهديد والنفي والكثير من المعوقات التي تجعل هؤلاء المفكرين وقادة الإصلاح منبوذين ومطاردين.
 


27
حوار مع القاص والروائي العراقي
هيثم بهنام بردى
حاوره: الدكتور عامر ملوكا

 
عندما تجري حواراً مع مثقف مهنته التلاعب بالحروف وصياغة الكلمات حيث تكون الفلسفة والحكمة من أهم ما يميز نتاجه الادبي، حيث الكتابة عنده لم تعد ترفاً أو سعياً لنيل شهرة أو مكاسب مادية، بل تعتبر مسؤولية وأمانة و تفاعلاً حياتياً متكاملاً مع كل ما يدور حوله ليصل من خلالها إلى الحق والحقيقة، ولا بد من أن يكون هناك هدف ورسالة نبيلة يحاول هيثم بردى أن يوصلها من خلال كتاباته وترسم خارطةً للمحبة أشبه بسياحة للعالم لأن ما يخلفه الكاتب من نتاج فكري هو بمثابة صحيفة الأعمال أو السيرة الذاتية التي تظل تلاحق الكاتب كظله، ولابد للكاتب أن يحمل عنصر الدهشة والانبهار في كل ما يجده حوله كي لا يكرر نفسه ومواضيعه ويصبح نتاجه مملاً للقارئ والمتلقي.
وجدت في أعمال صديقي الروائي هيثم بردى أنها ممتلئة بمحبة الوطن وبمحبة الانسان الذي ينتمي له، والمتمسك بالقيم، والمجاهد من أجل ديمومتها وبقائها وتتألق كتاباته التي تسمو فيها الألفة السمحة على الذاتية الضيقة، فكلما حاولنا الغوص في عمق معانيها وهي تشبه تقطير الزهور بهدف الوصول إلى العطر الثمين، راسماً خارطة للمحبة تنقلنا لعوالم مليئة بالروعة والجمال، فالكتابة هي تفريغ لما يحمله الكاتب على مستوى ما يعيشه وما يعانيه أو ما يختزنه في الذاكرة، وتأخذك كتاباته إلى عوالم الحقيقة والخيال المبدع لينقلنا إلى عوالم الجمال والألق بأبهى صوره، وكما يقول ريك مودي: أظن أنني عندما أكتب وبشكل أدق – متى ما كتبت, سأكون انساناً أفضل وأكثر سلاماً، فوجدت الروائي هيثم انساناً فاضلاً وأكثر سلاماً وعندما تلتقيه كأنك تعرفه منذ زمن سحيق بقدم الحرف المكتشف في حضارة ما بين النهرين، وقبل أن نبدأ الحوار هذه بعض السطور للتعريف بالروائي هيثم بردى.
هيثم بهنام بردى في سطور
هيثم بهنام بردى، قاص وروائي وكاتب أدب طفل من العراق. عضو المجلس المركزي والمكتب التنفيذي ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن الثقافة السريانية  للفترة من 2011 -2013. أصدر أكثر من أربعين كتاباً موزعاً بين القصة القصيرة جداً والقصة القصيرة والرواية والرواية القصيرة والنقد وأدب الطفل وسلسلة مبدعون عراقيون سريان. صدر عن أدبه خمسة عشر كتاباً. تناولت أدبه سبع رسائل ماجستير وأطروحة دكتوراه واحدة داخل وخارج العراق. شارك في مؤتمرات ومهرجانات وملتقيات عديدة داخل وخارج العراق. كتب عن أدبة العشرات من النقاد العراقيين والعرب. ورد اسمه في موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين وكذلك في موسوعة أعلام الموصل. حائز على العديد من الجوائز العراقية والعربية منها جائزة كتارا للرواية. ترجمت قصصه إلى العديد من اللغات الحية.
ويسعدنا أن نلتقيه بهذا الحوار.
د. عامر: أنت أخذت الكثير من الصفات الوراثية من الأب والأم والأسلاف وصقلت شخصيتك من تجارب الحياة، كيف لك أن توضح لنا ذلك؟.
هيثم: هي متسلسلة متناغمة، جدي جرجيس كان طوطمي السردي الذي نهلت من فيوض مناهله القطاف الكثير من الحكايا التي توارثها عن والده ووالده –حسبما أسر لي مرة- توارثها عن والده، وهكذا كانت السجية مثل حلقة لاحقة تتعشق بحلقة سابقة وحتى حلقة الجد السومري الأول فالكثير من الحكايات التي كان يسردها اكتشفت بعد اطلاعي على بطون الكتب والأحاجي والملاحم الرافدينية القديمة الأثيلة بعد سنوات عديدة أنها كانت الجذر الأول لتلك الحكايا ومن الشجرة الوارفة للذاكرة السردية البين النهرينية تناثرت الحكايات وبمرور الزمن تلاقحت وتماهت مع أحاجي أخرى، فكنت أرى الملامح المضببة للحكاية تتوضح وأدرانها الغريبة العالقة تنضى عن أبدانها وتتبدى الحكاية عائدة إلى جذرها البهي الناصع الأول، فإن كان الوالد قد ورث عن والده ووالدته فإنه كان دلوا كبيراً من طيبة لا تنضب وهو يهبط إلى اعماق بئر العائلة ليفيض لمن حوله بالطيبة والهدوء حد ان الهدوء كان يغبطه على هدوءه والطيبة كانت تتوارى أمام طيبته، وتأسيساً على هذا توارثنا من الأب والجد ووالد الجد وجد الجد سجاياهم وشمائلهم وتوزعت علينا بحسب النوع فزهير شاعر وأنا قاص ورعد رسول الشهامة والرجولة والغيرة ونادية تنقطر منها العفوية وسعد رياضي مثابر ومدرب مرموق للكرة الطائرة النسوية، وشذى تمتلك قوة الشخصية فضلاً عن كونها ونادية كانتا رياضيتين، وما ينطبق علينا انطبق على أولاد عمي يشوع، فلويس فنان تشكيلي، وجوزيف نجل ابن عمي حنا كاتب قصصي ومسرحي معروف..... إلخ، ولا أنسى أرومتي من والدتي فوالدها يوسف قاشا من أعيان كرمليس كان يمتلك الشجاعة والجسارة والشهادة وجده الخوري بطرس ججو خزيمي تمتد جذوره إلى عائلة خزيمي الألقوشية، وكان جد جدي الخوري يمتلك خطاً بديعاً، وبناء عليه أستطيع أن أقول أن السجايا والسمات والصفات التي كان يمتلكها السلف من الجهتين تشظت وبشكل نوعي في الخَلَف..
د. عامر: هل هناك علاقة بين المهنة أو الدراسة الأكاديمية للكاتب وابداعه الأدبي؟.
هيثم: سؤال يحتمل ثلاث إجابات.
الأولى: نجد الكثير من أساتذة الجامعات المحصنين بشهادات أكاديمية فخمة، وفي عين الوقت يمتهن حرفة الأدب، وفي حالة كون ابداعه شعراً أم سرداً أم كتابة مسرحية، تجده أمام خيارين، إما تطبيق النظم الاكاديمية الصارمة على أدبه فتحول النص إلى بضاعة مدججة بمدلولات نقدية صارمة، وكأن النص مكبل بأصفاد تمنعه من التحرك ضمن مسافة لا تحدها حدود فيتقولب النص ويصير حاله حال الديد الذي حاول أن يقلد الغراب في مشيته فبدا مضحكاً وعندما أراد العودة إلى مشيته الحقيقية نساها فاختلطت عنده معايير المشي فتهالك محاولاً تذكر حقيقته المفتقدة.
الثانية: الاكاديمي الذي يحاول، في حالة تملكه الذات الابداعية، أن يبعد أكاديميته عن نصه الابداعي، ولكنه عندما يفرغ من الكتابة، يحاول أن يحيله إلى الاحتكامات الأكاديمية فبقص من بنيته من جانب ويماهي بين الروح الابداعية للنص وبعض المسلمات النقدية القارة، فيجعل من نصه شبيهاً بطريق ممهد في حالة ممتازة وفجأة تعترض القارئ مطبات تجعله يزور عنه.
الثالثة: وهناك المبدع غير الأكاديمي، ويجهل ما في داخل أسوار النقد الاكاديمي، ومعها النقد الانطباعي، ويجترح ابداعه وفي باله فقط أن يمشي في طريق النص حتى اكتماله وحين يصير شائعاً منشوراً يكون حظه عند الناقد الاكاديمي أو الانطباعي بحسب مستواه الابداعي.
د. عامر: سلامة موسى نادى بالكتابة بالعامية على اعتبار أنها أقرب للوجدان مثال ذلك الشعر الشعبي مقارنة بالشعر المقفى، أنتم ماذا تقولون؟.
هيثم:
العامية وعلى مر العصور وفي كافة الثقافات على امتداد الأرض والأزمنة هي الوسيلة المتيسرة لمخاطبة شعوب الأرض ضمن رقع جغرافية متعددة، وهي ضمير الشعب البسيط بكافة طبقاته، وهي الأقرب إلى الذائقة الوضعية المكرسة، ولربما قصيدة مكتوبة باللغة العامية ضمن مشاربها المختلفة إن كانت عن العشق أو الغربة أو عن شحذ الهمم في الحروب بمثابة الشرارة التي تشتعل في حشايا العاشق والمتغرب والشعب الذي يشعر أن لوطنه الحق عليه أن يبذل الغالي والرخيص من أجل اعلاء شأنه ولنا نحن في العراق الكثير من الشواهد ولنا رموز شعرية تناطح السحاب فمن لا يذكر بفخر الشعراء الشعبيين مظفر النواب وعريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع وكريم العراقي وغيرهم، ولكن لنتعمق قليلاً وندخل في أغوار الماضي ونتناول اللغة العربية وما كتب باللغة العربية من شعر ونثر، ونتوغل أكثر في اللهجات العربية عبر عشرين قرناً ونيف لوجدنا شواهد عديدة على اللهجات الكثيرة المتعددة المنتشرة على رقعة الجزيرة العربية حتى أن " تعدد اللهجات كان موجودًا عند العرب من أيام الجاهلية، حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل" وتبعاً لهذه البدهية فأن لهجة قبيلة تسكن في الشمال كانت تختلف عن لهجة القبيلة التي تسكن في الجنوب، ولنا أن نتسائل أين هو الشعر أو النثر المكتوب باللهجة الشعبية في عصر ما قبل الاسلام، وفي المقابل نجد أن القصيدة المكتوبة باللغة العربية الفصحى تحتل موقعها المتميز والدافق بالحياة حتى عصرنا الراهن فلو عدنا إلى خمسة عشر قرناً لوجدنا الشعر العربي الفصيح يحتل مكانته النيرة في وجدان الذاكرة العربية، ولنأخذ مثلاً شعراء المعلقات: "أمرؤ القيس، طرفة بن العبد، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، الحارث بن حلزة اليشكري" وشعراء آخرين كثار، لم يكتبوا قصائدهم أو ينشدوها بالهجة العامية بل بلغة عربية فصحى مكينة تستذوقها الذائقة حتى قرون قادمة، ولكن ما كتب من شعر عامي حينها ذهب أدراج الرياح، والفهم والتلقي من مشارب اللغة الفصيحة لم يتأت من فراغ بل بتدريب الذائقة المتلقية وتقبلها اللغة الأنيقة الفصيحة، ورغم أنني أرفع قبعتي احتراماً وتوقيراً للمفكر التنويري سلامة موسى ولكنني لن أقف إلى جانب طرحه هذا.
د. عامر: بيتر هاندكة يقول: أن الأدب لا يغيّر الحياة بل يقوضّها... بينما ماريو فارغاس يقول: أن الأدب فعل قادر على تغيير الحياة...، أنتم ماذا تقولون؟.
هيثم:
ما بين الرسالة التي يحملها المبدع النمساوي بيتر هاينكة المتعدد  المواهب "كاتب، مترجم، كاتب سيناريو، كاتب مسرحي"، والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2009، والأخرى المناقضة لها تماماً التي يحملها الروائي والصحفي ماريو فارغاس يوسا من بيرو والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، تتوامض الكثير من الاشارات والدلالات والسقوف قبل الأسانيد والهيكل الباطني منها والظاهري، فلكل منهما قناعاته التي تسند قوله الذي هو انعكاس لمسيرته الحياتية والابداعية والتي انعكست على رؤيته لوظيفة الأدب، وتعتمد هذه القناعات على الكثير من الارهاصات، فما مر به هاندكة من حياة عريضة زاخرة بالمتناقضات والتوافقات بالتأكيد تلتقي وتفترق مع قناعات فارغاس بحسب مسيرته الحياتية وانعكاساتها على ابداعه الانساني، وتبعاً لهذا تتشيد الاقوال بحسب القناعات، والقناعتان التي يؤمن بها المبدعان موضع تقدير واحترام بالتأكيد لأنها متأتية من تجربة حياتية وابداعية ثرة، وأنا أنحاز إلى قناعة يوسا بالتأكيد.
د. عامر: ما هي أهم المعوقات التي واجهتك في بداية مشوارك وماذا تنصح الشباب في بداية مشوارهم؟.
هيثم: البدايات في الابداع لا تكون على الأعم الأغلب مفروشة بالورود ولا حتى طرقاتها ممهدة يمشي عليها الأديب الناشئ الشاب الواعد بيسر وسلاسة، بل تتخللها مطبات كثيرة بعضها عميقة جداً تقتضي منه أن يخوض غمارها ويخبر مجاهلها متسلحاً بالعزيمة والاصرار، ومن بعد المطبات الأخرى من المحتمل أن يجد الحسك والأشواق والعوسج والصبار فعليه أن ينتعل اشارات تحمّل الألم والضنك وعينه على الأفق وحين تصل اليه تجده تتفرع منه عدة طرق بعضها يودي إلى التيه والآخر يودي إلى اللا جدوى والثالث يودي إلى غابة من متاهة حالما يلجها يضيع في دروبها والحاذق من يسلك الطريق الصواب ويمسك ناصية البداية الحقيقية....
وأنني حاولت أن أسلك الطريق الوعر المليء بالمصاعب التي ما اخترتها أنا بمحض إرادتي لكي أتفلسف بفلسفة رواقية حالي حال السفسطائيين بأن.... وأن.... وأن..... وفعلت.... وحاولت..... وتغلبت، بل أنني نقلت خطواتي المتأنية لأجتاز بها المثبطات –ولم تكن قليلة قط- حتى وصلت إلى الطريق الصحيح الذي يعقب "الأمل- الأفق" ثم تابعت خطوي حتى المرتجي بأقل ما يكون من الخسائر....
ولن أنصح أبداً الشباب وهم في نقطة البداية في الانطلاق نحو المأمول، بل آسر في آذانهم وحواسهم الست أن يتجببوا برداء المطاولة والجَلَد وأن يتغذوا بغذاء الحرف والجملة والكتاب في كافة الأجناس والأنواع كي يقوى عودهم وبدنهم ويستطيعوا أن يصلوا إلى الهدف المنشود  ويسجلوا لأنفسهم بعد كل هذا العناء اسماً في قرطاس الابداع.....
د. عامر: أيهما أكثر قدره على التعبير والتواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة، وهل انتهى زمن القصة القصيرة؟.
هيثم:
الاجابة على ها السؤال الاشكالي يتطلب النسبية وليس الاطلاق....... فهي تحتمل الكثير من الاستنتاجات والرؤى والأحكام وتختلف بعضها عن البعض الآخر وفق ما تختزنه أخيلات الكتاب والقراء على السواء، فمنهم من يرى أن الزمن الحالي هو زمن الرواية والآخرين يقفون على الجانب المقابل يناصرون القصة القصيرة، وتبقى الاجابات على هذه الوتيرة ما دامت المطابع تضخ –بكثرة- الكم الكبير من الكتب التي تتوسم أغلفتها مصطلح "رواية"، وتضخ –بقلة قليلة- الكم اليسير جداً من المجموعات القصصية، ويتأتى السؤال المشروع الذي طرحته ويأتي بالعديد من الأجوبة، هذا الزمن للرواية أم للقصة القصيرة؟، ولابد لنا أن نقوم في البدء بدراسة الكينونة والماهية ومدى ملائمتها للعصر الذي نمر فيه، فنجد أن النفس بقدر ما نعيشه هذا العصر من زمن متسارع مجنون ينبغي أن نختصر فيه الكثير من الحيوات تجنح النفس والروح والمهجة إلى الافاضة والاسترسال كتنفيس موضوعي لتينك الحالة التي تجعل حتى أنفاسه المتلاحقة تعجز عن الوصول إلى معطيات العصر الجنونية في سرعتها وإرهاصاتها، فباتت الروح تواقة إلى الإطالة فتلوي عنان أفراس ذائقتها نحو الرواية تاركين محطة القصة تعاني من الاهمال والنسيان.... 
ولكوني غضت غمار الجنسين معاً وبمرجعة وجدانية معمقة أسانيدها العقلانية والانصاف والوقوف على مسار واحد ودون انحياز لطرف على حساب الطرف الآخر أستطيع أن أقول وبثقة: أنهما يتواصلان مع المتلقي كذراعين أو ساقين لجسد واحد إن بترت إحدى الذراعين صار من العسير على الجسد أن يقوم بأفعاله الحيوية، وكذلك الأمر بالنسبة لمن فقد إحدى ساقيه فيبقى الجسد أعرجَ.... فلا بد من تعاضدهما وتآصرهما وتماهيهما، كي يكون ذات الجنس "السرد" معافي متألقاً سرمدياً... ورغم تألق الرواية ورواجها في الوقت الحاضر وربما المستقبلي وعلى المدى البعيد غير المنظور ولكن القصة تبقى رغم قلة من صاروا يتعاطوها الرديفة والصنو والرفيقة والخدين...
ويطيب لي أن أنقل لكم أقوال عباقرة القصة والرواية وهم يتكلمون عن القصة بمحبة الحبيب لحبيبته الأزلية. 
يقول أنطون تشيخوف: القصة هي القطعة من الحياة.
تقول إيزابيل أليندي: القصة القصيرة كالسهم، تنطلق مرة واحدة لتصيب الهدف.
يقول يوسف ادريس: القصة القصيرة خاطفة وسريعة وتترك تأثيرها العميق بسرعة.
د. عامر: هل ظهور النسخ الالكترونية سوف يعزز انتشار النتاجات الأدبية ويلغي الورقية أم هو مكمل كما أكمل التلفزيون وجود جهاز الراديو ولم يلغه؟.
هيثم:
تمتاز الكتب المنشورة الكترونيا بسمات عديدة توفرها تقنية الشبكة العنكبوتية والتي تقف إلى الجانب الذي يحاول أن يسحب البساط من المطبوع الورقي منها على سبيل المثال: رخص الثمن قياساً لثمن المطبوع الورقي، إضافة إلى ما يسرته الثورة المعلوماتية بتقنياتها المتطورة المذهلة للمطبوع الالكتروني لا يتوافر في المطبوع الورقي وخاصة فيما يتعلق بالخط ونوعه وما وفرته التقنية الالكترونية من سهولة اختيار الخط الذي يريح البصر والبصيرة والتحكم بتكبير وتصغير وتظليل وتلوين الجملة المهمة التي تحتاجها القارئ والباحث..... والكثير من الخدمات التي يوفرها المنشور الالكتروني والتي لا مجال لذكرها حالياً.... وضمن تجربتي الشخصية في هذا المجال لي كتب الكترونية في المواقع الالكترونية وفي تطبيق google  أجد أن بعض كتبي المنشورة في المواقع تجاوزت عدد من قام بتجميلها بحدود ألفين ويزيد  بينما العدد المطبوع ورقياً لا يتجاوز الألف في أفضل الأحوال، ولكن السؤال يبقى في حدود الطرح المشروع لسؤالك هل ألغى المطبوع الورقي.... وأستطيع أن أقول وبكل ثقة، أن ثمة العديد من القراء يرسلونني على الخاص وخصوصاً طلاب الماجستير والدكتوراه عن كتبي وعندما ألبي طلبهم بإرسالها بصيغة pdf يطلبونها ورقية لأنهم يرتاحون للورقية أكثر من الالكترونية وكذلك العديد من القراء الذين يفتقدون مؤلفاتي يشيرون أن لقراءة المطبوع الورقي سحر خاص لا يقاوم، ويبقى حال الكتب بنسخها الالكترونية تدور في عين الفلك الذي دار فيه التلفاز الذي بقي مسجلاً كتقنية متقدمة ظن الكثيرون أنه سيلغي المذياع ولكن واقع الحال بقي كما هو المذياع بقي مذياعاً وتكاتف مع التلفاز في تشابك جميل والعيون مصوبة نحو الفضاء حيث المعرفة بكل زهوها....
د. عامر: أنت دخلت عقدك السابع عمراً، لو أرجعنا الزمن خمسة عقود أو أكثر هل سوف تضيف أو تحذف أو تغيّر من مسيرة حياتك؟.
هيثم:
مسألة الاضافة والحذف، إن جاز لنا أن نمنطقها ضمن المفهوم الحياتي، وهذا الأمر يدخل من باب المحال، لأن الزمن لو عاد إلى الوراء فستظهر، شأنها شأن فيلم سينمي، كل الحيوات التي عاشها المرء، وجلّها، وخاصة القرارات التي تكون نابعة من قناعات قارة في حينها، ومدروسة ضمن الفترة والمرحلة الزمنية التي عاشها والتي اتخذها ضمن قناعة تامة مجبولة ما بين المكان والزمان والحدث، فستدخل عند دراستها ضمن الممكن والمنطقي الصحيح، لذا فأن الحذف والاضافة تكون أشبه بلعبة ورق تتشكل كيفما شاءت ثم تعود الأوراق ضمن مواقعها وتراتبها الشكلي والعددي، وإن قررنا أن نشرعن هذا السؤال فإن إجابتي ستكون بالتأكيد أنني لن أحذف أو أضيف أية نقطة أو فارزة أو شارحة أو علامة استفهام وتعجب في نهاية كل سطر ينهي مرحلة من مراحل حياتي السالفة.
د. عامر: تبنيت مشروع تدوين القديسين روائياً ومار كوركيس آخرها.... هلا حدثتنا عنه؟
هيثم:
عام 2007 خطرت لي فكرة تدوين سير قديسين شهداء روائياً، أي أن أكتب روايات معاصرة تتحدث عن سيرهم العطرة المشبعة بالقداسة والتي توجوها باستشهادهم في سبيل ترسيخ الايمان المسيحي في أرض ما بين النهرين وسائر الشرق الذي شهد انتشار الأيمان المسيحي رغم المخاطر الجّمة اتي كانت تصادفهم من قبل ساسة الشعوب التي قيض لهم أن يجاهدوا فه وقدموا فيها دمائهم المقدسة الطاهرة في سبيل نشر الايمان المسيحي.
فأصدرت عام 2007 رواية (مار بهنام وأخته سارة) مزينة بأكثر من أربعين لوحة للفنان الراحل لوثر ايشو آدم، ومن ثم أصدرت عام 2008 روايتي الثانية (قديسو حدياب) ومزينة بأكثر من ستين لوحة للفنان نفسه، والتي تتمحور حول حياة ثلاثة قديسين هم (ربن بويا، مار عوديشو، مار قرداغ) وما لاقوه من الاضطهاد المتواصل لمدة أربعين عاماً على يد شابور ذو الأكتاف، فوجدتا صدى واسعاً من قبل القراء،... وهذا ما دفعني أن أكتب روايتي الجديدة (مار كوركيس) التي تتحدث عن المسيرة الايمانية الظافرة للقديس الشاب (جاورجيوس الروماني) واستشهاده البطولي في سبيل ايمانه المسيحي في عهد دقلديانوس الروماني حين تحدى القوانين التي سنها الامبراطور ضد الايمان المسيحي التي أدت إلى استشهاد الآلاف من المؤمنين حين قام بتمزيق المنشور رغم كونه قائداً رومانياً وما تحملّه من عذاب وما أتى من أسانيد تعزز الايمان الحق واعتناق الكثير من الرعايا للإيمان المسيحي ثم استشهاده البطولي وتكريس اسمه باللابس الظفر والقاب كثيرة أخرى.
وقد أكتب عن قديسين آخرين مثل مار متى والقديسة بربارة والقديسة يزداندوخت ومار قرياقوس ومارت شموني..... وسواهم.
اعلان توقيع كتاب رواية ماركوركيس للروائي هيثم بهنام بردى (ankawa.com)
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1030910.msg7772841.html#msg7772841

29
الجزء السادس
من افكاري المبعثرة
العدد 22
•        قد يعتقد البعض ان تغيير الشكل الخارجي الإيجابي سوف ينعكس على تغيير الشكل الداخلي للإنسان وهو مفهوم خاطئ العكس هو الصحيح تماما ان تتغير من الداخل إيجابيا سوف ينعكس ذلك إيجابيا على مظهرك الخارجي.
•        أكثر العباقرة والمفكرين تم الاعتراف بهم بعد مماتهم وهناك بيننا الكثير ننتظر ان يموتوا لكي نهتم بهم مثال ذلك نوال السعدواي.
•        جميعنا لدينا الكثير من الكلام الجميل بحق الآخرين لكننا بخلاء في قوله وأننا أكثر كرما بالسماع عندما يكون العكس.
•        في مجتمعاتنا الشرقية ينظر للرجل على انه وحش برغبات جنسية وينظر للمرأة كونها وعاء لهذه الرغبات.
•        أفرح قليلا عندما أسمع كلاما جميلا يخصني وأتألم كثيرا عندما أسمع العكس.
•        كل إنسان بداخله دكتاتور صغير قد ينمو ويكبر إذا توفرت له البيئة والظروف المناسبة والذي يمنع من تضخمه الدين والعادات والتقاليد والقانون.
 
العدد 23
•        ما أجمل ان تكون دعواتنا معظمها ولائم للفكر والكلمة بدلاً من ولائم الطعام.
•        كثرة ولائم الطعام وكثرة الأكل اثبتت الدراسات أضرارها السلبية على صحة الإنسان عكس ولائم الفكر فكلما زادت عادت بالفائدة.
•        هم يقولون الذي خلف سوف لن يموت ونحن نقول الذي ألف لن يموت لان الأول سوف ينسى بعد ثلاثة أو أربعة أجيال.
•        عندما بلد مثل العراق ذي الأربعين مليون لا يحقق أي إنجاز طيلة 60 عام وبلد مثل برمودا ذي الـ 70 ألف نسمة يحقق ذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، فاعلموا ان بلدي ليس بخير.
•        حسب هرم إبراهام ماسلو الاجتماعي ان ممارسة الرياضة واحترافها هي ضمن المراحل العليا من التقدير الاجتماعي وتحقيق الذات والطموح للفرد وهي تأتي بعد مرحلتي إشباع الغرائز وتحقيق الأمان والأثنان مفقودان في العراق ولابد من توفرهما للانتقال إلى السلالم الأخرى.
•        البعض في مجتمعاتنا يدعي حصوله على شهادة أكاديمية عالية معتقدا انه سوف يحسن من موقعه الاجتماعي.
•        الكثير منا يولد ومعه الكثير من الصفات الوراثية السيئة كالغضب والحقد والحسد والرياء، حاول ان تتخلص منها بالترويض الزمني وهناك الكثير من نجحوا وهناك من لا يستطيع فحاول ان تعترف بذلك وان تعتذر كلما أخطأت بحق الآخرين.
 
 
العدد 24
•       أفعل الخير ولا تتردد مادام عندك القدرة لفعل ذلك، لأنك لا تعرف متى سوف تفقد هذه القدرة.
وجدت في مسيرة الحياة أربعة أنواع من البشر الأول لا يعمل الخير ولم يفكر به والثاني يعمل الخير وينتظر المقابل والثالث يعمل الخير ولا ينتظر شيئا سوى الذكر الطيب بين الناس والرابع يفعل الخير ولا ينتظر شيئاً سوى ان يكافئ في السماء فمن أي صنف أنت؟
البعض لا يساعد أو يفعل الخير لأنه يقيس ما يملك بالذي يملك أكثر منه فيعتقد انه غير مؤهل للمساعدة أو فعل الخير ولكن تيقن انه لو تملك قوت يومك فقط فأنت قادر على المساعدة وفعل الخير.
•       أننا نعيش زمن وسائل التواصل وعالم الصورة وزمن كيف نقتني وليس كيف نستغني. وأصبح الكثير من البشر يمارس مهنة بيع الأفكار والأكاذيب المنمقة والمعروضة بطريقة محترمة واحترافية ويكسب له مؤيدين أكثر من بائعي الصدق المهمل.
•       الوفاء الحقيقي هو للأشخاص البعيدين عن السلطة والنفوذ المادي والمعنوي ويأخذ أبعاد أجمل عندما يكون للذين رحلوا عن عالمنا لأنه دون رياء أو مصلحة.
•       وجدت في مسيرة الحياة الأشخاص اللذين تنزل دموعهم سريعا تأثرا بالمواقف الإنسانية يمتلكون قلوبا نقية وبيضاء.
•       عندما تصدم فكرتان واحدة يدعمها العلم وأخرى ليس لها أساس حقيقي في الدين الأفضل لك ان تتمسك بالفكرة والتفسير العلمي. لقاح كورونا نموذجا.
د. عامر ملوكا
 


30
المنبر الحر / الكبار لا يرحلون
« في: 18:26 17/01/2022  »
الكبار لا يرحلون
نبذة مختصرة عن حياة المؤرخ الاب البير ابونا :
ابصر النور سنة 1928 في قرية فيشخابور الواقعة في اقصى الشمال الغربي من العراق ودرس المرحلة الابتدائية في القرية نفسها ثم في زاخو، وفي نهاية عام 1940 دخل معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل، وأمضى فيه (11) سنة، حيث تلقى العلوم اللغوية ثم الفلسفية واللاهوتية.
في 17 حزيران 1951، رسم كاهنا .وفي خريف 1955 استدعيا للتدريس في معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل، حيث واصل العمل حتى عام 1973.
انتمى الى الرهبنة الكرملية، وامضى سنة الابتداء في فرنسا (1976-1977) وعاد الى بغداد وتركها بداية التسعينات . بداية التسعينات التحق بالرهبنة الكلدانية ثم  خدمة خورنة سلطانة الوردية في بغداد، فكان ذلك، والتزمها منذ نهاية 1994 وحتى 2001،  وتفرغ بعدها للكتابة والتأليف. الف وترجم اكثر من 150 كتاب في مختلف مجالات الثقافة.
رحل عن عالمنا في يوم 4/12/ 2021 ودفن جثمانه بحسب وصيته في مسقط راسه ببلدة فيشخابور في قضاء زاخو بمدينة دهوك . ..
من الصعب جدا ان نصف رجلا بهذا الحجم وبهذه المكانة فقد كان ملاكا ارضيا وانسانا سماويا ، ونحن نعرف أنه غادرنا ليكون أقرب إلى قلب الله وليكون هناك في الملكوت السماوي.
إن مثل هذه الشخصيات تذكرنا دائما بان الخدمة الحقيقية هي بذل النفس الى حد التفاني من اجل الاخر وان يكون العطاء بغير حدود وبدون مقابل  . الاب البير ابونا هو من كبار المؤرخين ممن يتحملون المسؤولية التاريخية والأمانة في الكتابة لان ما يخلفه الكاتب من نتاج فكري هو بمثابة صحيفة الاعمال او السيرة الذاتية التي تظل تلاحق الكاتب كظله . فهو ذلك النوع من الكتاب الممتلئين بمحبة الوطن وبمحبة الانسان الذي ينتمي له ، والمتمسك بالقيم ، وتتألق كتاباتهم فكلما حاولنا الغوص في عمق معانيها وهي تشبه تقطير الزهور بهدف الوصول الى العطر الثمين.
اننا اليوم لا نودع انسانا عاديا، بل نودع رمز من رموز شعبنا لا بل رمز من رموز الوطن لان امثاله هم بمثابة حراس التاريخ وحقائقه والمحافظ على القيم والمبادئ والتي تساهم في رقي الشعوب ورفعتها وتضعهم على الطريق الصحيح لبلوغ الرقي والتطور الإنساني والحضاري. واننا اذ نؤمن بان الموت هو وجه اخر للحياة وان لكل انسان رسالة روحية يؤديها خلال سنين العمر الأرضية وهذه الرسالة ليست لها علاقة بالتحصيل العلمي او العملي فالإنسان الذي يحيا بلا رسالة سوف لن تكون قيمة لحياته وسوف يتمركز حول ذاته وينغلق ولا تكتمل الرسائل الروحية الا بالانتقال للأخر والاهتمام به.  هكذا نصف الاب البير بانه حباه الله بالكثير من الرسائل التي كان امينا وصادقا في نقلها وترجمتها لخير الانسان والإنسانية.
"رحل المؤرخ الجليل الاب البير ابونا ، المفكر الذي هو أكبر من أي تعريف ، ان ما خلفه هذا المثقف الكبير من عطاء ومؤلفات وابداع متواصل ،وغزارة العطاء الفكري رافقه طوال سنين حياته يضعه في مرتبة سامية لم يصل اليها الا القليلين .وقد منحتهم القدرة الإلهية قدرات ومواهب جعلته متميزا في العطاء والتضحية.
الاب البيرابونا تاريخ في رجـل  ظهر في التاريخ ولم يتوقف عنده لابل شارك في صياغته واضعا بصمته وشهادته. فقد كان له في كل ركن من اركان الثقافة بصمة وكان دائم الإنتاج وغزير العطاء وما توقف الا استعدادا للانطلاق  وما انكفأ إلّا تحفزا للوثوب. كانت تربطه علاقة ازلية مع القلم والحرف والكتابة كان صائغا ماهرا يتلاعب باللغة والاحرف كما يشاء لينتج حكم وعبارات وثقافة تجعلنا نتأمل فيها طويلا  ولنخرج بمحصلة قد تفوق وتتقدم على واقعها وزمانها  . فهو ذلك العالم الباحث الذي افنى عمره في البحث عن الدقائق والتفاصيل في حياة الانسان واسرار الوجود ليخرج لنا شذرات وثقافة تفرض احترامها على الجميع.
جميل ان نحتفي بكل ما خلفه لنا العلامة الاب البير ابونا بعد رحيله والاجمل هي تكريم الاحياء قبل الاموات ونعتقد ان ثقافة التكريم لازالت ثقافة ضبابية في مجتمعاتنا الشرقية ويقول الدكتور ساتيا سدير  في مجلة ذا هندو نحتفي سنويا في اليوم الثاني من شهر نوفبمبر من كل عام بيوم الارواح ويشترك الاحياء في تكريم موتاهم وزيارة مقابرهم ويقترح ايضا ان نهتم ونكرم الارواح الحية التي لازالت تعيش بيننا . دعوة للاهتمام بعلمائنا ومبدعينا وهم احياء قبل ان يودعوا عالمنا ومن ثم نتذكرهم ونتذكر منجزاتهم وما قدموه لخدمة الانسان في كل مكان ونقترح انشاء قاعة او شارع او نصب باسم الراحل الذي لن يرحل العلامة البير ابونا..
د.عامر ملوكا


31
الانسان ذلك المجهول:
بقلم د. عامر ملوكا
 
الانسان ذلك الكائن الذي يمتلك الجسد والروح والنفس فالجسد هو الوعاء الذي يحمل الروح والنفس وهو متفق على تعريفه أي الجسد  والعلم اكتشف الكثير من اسراره ولازال هناك الأكثر ويشترك فيه الانسان مع الكائنات الحية الأخرى . اما عندما نعرف الروح والنفس فالكثير من التعاريف لا تفرق بينهما ولكن النظرة الدينية لهما وانا اميل لهذا التعريف بان الروح هي التي ترافق الانسان مادام حيا وتحدد علاقته بالله او بأية قوة عظمى يؤمن بها الانسان ، و بناء على هذا الفرض فهي خاصية يتميز بها الانسان عن بقية الكائنات الحية . اما النفس فهي التي لها علاقة بحياة الانسان ولها علاقة بديمومة الحياة واستمرارية عمل خلايا الجسم وبالتالي اعطاءه قدرة الحركة والتفكير والاحساس والتفاعل بينه وبين المحيط. إذا النفس هي الذات الإنسانيّة التي تحيا وتموت، والرّوح هي الطاقة الخفية التي تبعث الحياة في الإنسان. , والروح حالها حال الجسد ترتكب الخطيئة فالكبرياء وعدم التواضع والحسد والحقد والكذب والنفاق وغيرها الكثير من الصفات السيئة جميعها تعود للروح وليس للجسد. والانسان ومن خلال حياته على الكرة الأرضية استطاع من التميز واخذ الدور الريادي في القيادة والتحكم ويتفق جميع البشر على تفوق الانسان او تفرده عن بقية الكائنات الحية بالرغم من ان معظم العلماء المتخصصين لا يحبذون هذا الاستنتاج ربما لكون مثل هذه الفكرة تعزز ما نادت به الأديان السماوية من خصوصية للإنسان على هذا الكوكب وانه خلق على صورة الله .فنلاحظ هذا التميز الواضح في البناء الحضاري للإنسان والذي افتقدته كل أنواع الكائنات الأخرى فبالإضافة الى الذكاء واللغة والمحافظة على النوع والتكاثر العددي الهائل والسيطرة على معظم مساحة الكرة الأرضية وقدرته على التواصل وأيضا قدرته على نقل المخزون المعرفي وتطويره والاضافة عليه ونطلق عليه بالمخزون المعرفي التراكمي وقدرة الانسان على ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل أي الوجدان وهذه الخواص جميعها جعلته ينقل ويتطور ويحسن من قدراته واكتشافاته ومنجزاته التي ليس لها حدود ، وحاول جاهدا ان يعوض الكثير من القدرات والمواهب التي تتفوق بها الكائنات الحية الأخرى عليه ولنأخذ بعض الأمثلة هناك من الكائنات الحية التي تتميز بالطيران فحاول تقليدها والتفوق عليها كثيرا من خلال الوصول الى القمر والمريخ وأيضا القدرات الهائلة في سرعة الطيران وحمل الاف الاطنان ونفس الشيء القدرة الجسمانية والعضلية والتي تقاس بقوة الحصان فاستطاع صنع الآلات والمكائن التي تفوق قدرتها الاف الاحصنة او حتى الفيلة وهكذا عوض عن حاسة البصر باختراع التلسكوب والعدسات والمناظير وعوض الغوص في البحار ومنافسة الكائنات المائية باختراع السفن والغواصات والامثلة كثيرة لاتعد ولأتحصى ، وبالمقابل نرى الحيوانات الأخرى لم تتطور وكمثال فان اجداد واسلاف الفئران كانت تقع في المصيدة منذ الاف السنين واحفادها تقع في نفس الخطأ وهكذا بعد الاف السنين فلم تتعلم ولم تستطيع نقل الخبرة والمعرفة وليس لديها معرفة تراكمية. واذا اردنا ان نميز الانسان بانه اذكى من بقية الكائنات الحية والمفهوم الجديد للذكاء ليس فقط التفوق الدراسي وقد قسم الذكاء الى تسعة أنواع : الذكاء اللغوي ومهارات انتاج وفهم اللغة والذكاء في علم الرياضيات والذكاء البصري والمتعلق بالمكان والمحيط والذكاء الموسيقي والذكاء التصنيفي والذكاء المتعلق بحركة الجسم والذكاء في تكوين العلاقات مع الاخرين وذكاء فهم الذات وأخيرا الذكاء الروحي الوجودي وسوف نجد الكثير من البشر الاذكياء ولكن كل واحد منهم يتخصص بواحدة او اثنين ونادرا بثلاثة أنواع من أنواع الذكاء المذكورة سابقا وفي نفس الوقت سوف لن نجد أي صنف من الكائنات الحية وحتى المتطورة منها تتميز باي نوع من أنواع الذكاء المذكورة أعلاه الا ما ندر وبنسب ضئيلة جدا.
 اما ايريل كوني وتيودور سايدر في كتابهما: رحلة ارشادية للميتافيزيقا يوكدون على ان اهم الفروق بين الانسان والحيوان وهي الوعي ، الإحساس الموت، الإحساس بالوقت، حرية الإرادة، الحسّ الأخلاقي، والتفكير في المسائل الوجودية والميتافيزيقية ،
اما الكاتبة ليزا ماردر فتقول في كتابها ما الذي يميز الانسان عن الحيوان.
وتركز على مجموعة من الفروقات أولها تركيبة وموقع الحنجرة والذي يقع في ادنى الحلق وهذا ما اعطى للإنسان ميزة التحدث لابل اصدار أصوات مختلفة والغناء ،اما الاكتاف لدى الانسان تتحرك بمرونة واسعة وبزوايا مختلفة و شكل الكف البشرية فهي أصغر حجما مع أصابع مستقيمة وابهام طويل اعطته ميزات على القيام بأعمال دقيقة.
اختفاء الشعر من معظم مناطق الجسم وهذا ما يسمح لغدد الاكسيرين بالعمل بكفاءة وتبديد الحرارة بشكل افضل والتأقلم مع الظروف الجوية. وانتصاب القامة واستعمال القدمين للحركة وأعطى هذا ميزة القدرة على الحمل والرمي واللمس والنظر من زاوية اعلى. اما الدماغ فان النسبة الوزنية للدماغ بالنسبة للجسم في الانسان  1/50 اما في معظم الثديات الأخرى 1/180ولدى دماغ الأنسان  86مليار خلية عصبية وتتكون قشرة الدماغ من 16 مليار بينما القشرة المخية للشمبانزي 6.2 مليار. ولدى الانسان المخيلة والابداع والتأمل .وينفرد الانسان بميزة التدبر وقدرته على استقراء المستقبل الذي يتخيله وبالتالي استمرارية الابداع والاكتشاف والاختراع .
وادراكه لحقيقة الحياة والموت فالكثير منا يجد في الدين قوة ومنهاجا للعيش في هذه الحياة ومدركا بان نهاية كل انسان هي الموت. ويعتقد الكثير من علماء النفس الاجتماعي ان حقيقة الموت تدفعنا للاستفادة اقصى ما يمكن من سنين الحياة التي نعيشها.
وأيضا نتمتع نحن البشر بذاكرة قوية وتساعدنا على فهم واستيعاب سبب وجودنا وأيضا فهم المستقبل مما يساعد على استمرارية بقاءنا كجنس بشري على الأرض. وبالاعتماد على هذه الذاكرة ولان الانسان اجتماعي بطبيعته ولوجود المصادر فتنتقل المعرفة من جيل الى جيل بالتواصل المستمر ولنفرض جدلا ان كل سكان الأرض قد غادرو العالم وغادرت معهم كل مظاهر التطور وهناك مجموعة كبيرة من الأطفال تركت في الغابة لتكبر وتكون مجتمعات فهل سوف تحتاج للألاف السنين لإعادة البناء الحضاري من جديد..
________________________________________



32
اعلان
سوف تصدر مجلة بابلون الصادرة في ملبورن / استراليا عددا خاصا بمناسبة رحيل العلامة والمؤرخ الاب البير ابونا ، احتراما وتكريما لهذه الشخصية التي افنت حياتها من اجل خدمة الكلمة والثقافة الملتزمة ان كان في الشأن الديني او التاريخي او المعرفي بشكل عام . لذا ندعو كافة المثقفين وأصدقاء وزملاء وتلاميذ الراحل الكبير ان يساهموا في اصدار هذا العدد من خلال المقالات او مواقف وذكريات حدثت خلال سنين عمره الإبداعية والكتب التي قام بتالفيها. الرجاء ارسال المواد للنشر الى ايميلات المدرجة ادناه.

تقبلوا كل التقدير والاحترام
ملاحظة : اخر موعد لاستلام مشاركاتكم 21\12\2021
الدكتور عامر ملوكا              amer_esa@yahoo.com 
السيد ناصر عجمايا             nasserajamaya@hotmail.com.au
السيد هيثم ملوكا      hythamluka@yahoo.com


33
مذابح سيفو نغفر ولا ننسى
مقولة للزعيم الأفريقي الشهير نيلسون مانديلا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق  يقول فيها "نغفر رغم أننا لا نستطيع أن ننسى".
قبل ان ادخل في اهم الحقائق الخاصة بالإبادة الجماعية لشعوب واقوام عرفت بمذابح سيفو وسفربرلك وسيبا ، سوف نتطرق قليلا على الانسان وعلاقته بالغفران والنسيان لننتقل الى صلب الموضوع مذابح سيفو.
الانسان ذلك الكائن الذي يمتلك الجسد والروح والنفس فالجسد هو الوعاء الذي يحمل الروح والنفس وهو متفق على تعريفه والعلم اكتشف الكثير من اسراره ولازال هناك الأكثر ويشترك فيه الانسان مع الكائنات الحية الأخرى . اما عندما نعرف الروح والنفس فالكثير من التعاريف لا تفرق بينهما ولكن النظرة الدينية لهما وانا اميل لهذا التعريف بان الروح هي التي ترافق الانسان مادام حيا وتحدد علاقته بالله او بأية قوة عظمى يؤمن بها الانسان و بناءا على هذا الفرض فهي خاصية يتميز بها الانسان عن بقية الكائنات الحية . اما النفس فهي التي لها علاقة بحياة الانسان ولها علاقة بديمومة الحياة واستمرارية عمل خلايا الجسم وبالتالي اعطاءه قدرة الحركة والتفكير والاحساس والتفاعل بينه وبين المحيط . اذا النفس هي الذات الإنسانيّة التي تحيا وتموت، والرّوح هي الطاقة الخفية التي تبعث الحياة في الإنسان.
يحتفل الأرمن والكلدان والسريان والأشوريين بهذه المناسبة (مذابح سيفو ) في يوم 24 من شهر نيسان من كل عام وفي هذا اليوم تم اعدام 250 ارمنيا في إسطنبول وكانوا من نخبة المجتمع التركي والارمني التركي من ضمنهم قادة فكر وعلم وكتاب ورجال دين.
 
 وجاءت تسمية سيفو من اللغة السريانية وبالعربية تعني السيف وهي إشارة الى الأداة المستخدمة في القتل والابادة الجماعية. وسميت أيضا بسفر برلك نسبة الى النفير العام والفرمان الذي أصدرته الدولة للشباب من مواليد 1869-1882 للالتحاق بالخدمة العسكرية . ومن اهم الحقائق على هذه المجازر ، حيث تعتبر الإبادة الجماعية للأرمن واليونانيين والكلدان والسريان والأشوريين وبقية المكونات المسيحية للشعب التركي اول إبادة في القرن العشرين ومن تبعات هذه الإبادة انها شجعت هتلر لارتكاب الإبادة بحق اليهود الهولوكوست.
ونظرة سريعة لتاريخ الدولة التركية وعلاقتها بالمكونات والجوار ، كان اول دخول للجيش التركي مملكة أرمينيا في القرن الحادي عشر وأصبحت تحت السلطة العثمانية بالكامل في القرن السادس عشر ولغاية نهاية الحرب العالمية الأولى.
بداية المجازر والابادة لم تكن في عام 1915 بل بدأت مع نهايات القرن التاسع عشر بعد مطالبة الشباب الأرمني المثقف من خريجي الجامعات الاوربية بالإصلاحات والمساواة مما أدى الى غضب السلطان العثماني وتم بين عامي 1894 و1896 قتل حوالي 80 الف ارمني وحرق نحو 2500 امرأة ارمنية في كاتدرائية أورفه. في عام 1915 كان هناك فقط من الأرمن 2.5 مليون واتهم الاتراك الأرمن بتأييد الجيش الروسي وذلك للتغطية على خسائرهم على الجبهة الشرقية. وتم تأجيج الرأي العام على ان الأرمن أعداء الداخل وبدأت حملات تعسفية ضد الأرمن في كل انحاء تركيا. وفي منتصف عام 1915 صدرت الأوامر بترحيل الأرمن من الاناضول ومصادرة ممتلكاتهم وخوفا من التحاقهم بالجيش الروسي القادم من الشرق فقرروا ترحليهم نحو الجنوب ونظمت قوافل وامرت كل الاسر الأرمنية بالالتحاق بها . وسميت هذه القوافل بقوافل الموت وشجعت السلطات التركية الاكراد والأتراك مهاجمة القوافل وقتلهم والاعتداء الجنسي وخطف النساء وسرقة ممتلكاتهم وحاجاتهم البسيطة. لان الأرمن ينتمون للديانة المسيحية فأخذ بجريرتهم المسيحيين من القوميات الأخرى كاليونانيين والاناضوليين والبنطيون والكلدان والسريان والأشوريين.
  اليوم هناك اكثر من 35 دولة تعترف بالإبادة وتخلو هذه القائمة من أي دولة عربية او إسلامية عدا سوريا التي اعترفت مؤخرا في شباط 2020 وبسبب الموقف التركي المعادي من سوريا. الموقف التركي لايزال ينكر ويرفض الاعتراف بالإبادة على الرغم من اعتراف تركيا بالمجازر بعد نهاية الحرب العالمية الأولى مباشرة وتم محاكمة بعض القادة واتهام زعماء حزب الاتحاد والترقي ولكن منذ عام 1921 تبدل الموقف التركي الرافض للاعتراف الى يومنا هذا.
 
ذكر الإحصاء الرسمي العثماني للسكان لعام 1914 أن هناك 13.4 مليون مسلم، و1.2 مليون أرمني، و1.8 مليون يوناني (دون إحصاء 600,000 مسيحي كلداني وسرياني واشوري ، نصفهم في تركيا الحالية)، وسجلوا بشكل متعمد عددًا أقل , كان التقييم العثماني لعدد السكان المسيحيين البالغ 3 ملايين نسمة ضمن الحدود الحالية لتركيا في الواقع كان 4.4 مليون من إجمالي 17.5 مليون. كان تعداد المسيحين الحقيقي يبلغ نحو 25% من السكان في تركيا وكانوا يشغلون ثلث تركيا الشرقي .
وبحلول عام 1924، انخفض عدد السكان المسيحيين في تركيا من 4.4 مليون في عام 1914 إلى 120 الف مسيحي عام 2020 . واذا اعتبرنا ان نسبتهم قبل الإبادة كانت 25% من سكان تركيا وسكان تركيا حاليا 83.6 مليون نسمة فيجب ان يكون عدد المسيحيين ربع هذا العدد 20.9 مليون مسيحي بدلا عن 120 الف مسيحي . فأننا نستطيع ان نغفر لكننا لا نستطيع ان ننسى والغفران يمر عبر ثلاث مراحل الأولى من خلال العقل وهي ان نفصل الفعل عن الفاعل وننظر الى الفاعل كونه مريض ويحتاج الى مساعدتنا وصلاتنا . المرحلة الثانية عن طريق القلب ويتم ذلك بمواجهة كراهيتك وحاول ان لا تختزن هذه الكراهية ومحاولة التخلص منها وعدم كتمها لأنها سوف تظهر من خلال انفعالات وغضب واحباط . ونتذكر بان رفض المسامحة والغفران هي تقلل من انسانيتنا ووكل ما يتعلق بهذه الإنسانية.
المرحلة الثالثة عن الروح والصلاة وخاصة عندما لا تستطيع فعل ذلك بقدراتك الفردية فأننا نحتاج لقوة الله لكي نقهر فيها قوة روح الانتقام والغضب. وان اليوم الذي يعترف بهذه المذابح قادم لامحالة والاعتذار والتعويض هي ابسط الحقوق لشهداء سيفو.
د. عامر ملوكا


34

من أفكاري المبعثرة : الجزء الخامس
هذه الافكار المبعثرة نشرت في مجلة بابلون الصادرة في مدينة ملبورن وسوف ننشرها في اجزاء :
د. عامر ملوكا
العدد 17
•   جميع الحيوانات تفتقد إلى الوجدان (ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل) ومنذ نشأة الكون ترتكب نفس الأخطاء والغريب بعض الناس لا تتعلم من تجارب الحياة وترتكب نفس الأخطاء والحماقات آلا يدل ذلك على ان أصل الإنسان هو من الحيوان.
•   الناس اللذين لا يثقون بأي إنسان آخر سوى ذواتهم نشك في إنهم يثقون بوجود الله.
•   الديمقراطية فشلت في التطبيق وليس في المبدأ والديمقراطية الحقيقية هي التي نعيشها الآن في وسائل التواصل الاجتماعي فأنت وترامب لديكم نفس المساحة ونفس الحرية.
•   عندما نتناقش في الدين يجب ان نترك كل المسلمات والمقدسات جانباً لنصل إلى أقرب شيء للحقيقة.
•   عندما نتعامل مع الجهلة والأغبياء بذكاء نكون قد فقدنا الحكمة.
•   أكثرنا عندما نسمع لا لكي نفهم، بل لكي نرد.
•   لا تفعل أشياء في شبابك تتغير بعامل الزمن والتي قد تندم عليها كثيراً.
Issue 17
•   In the age of the Internet, money has been replaced by knowledge as capital.
•   Democracy has not failed in principle but only in implementation. True democracy occurs in social media, where you have the same space and the same freedom as Donald Trump.
•   When we discuss religion, we must leave aside everything that seemed obvious or sacrosanct to draw as closely as possible to the truth.
•   When we deal with the ignorant and the stupid impertinently, it means that we have lost wisdom.
•   Most of us do not listen in order to understand but only to respond.
•   Do not spend your youth doing things that changes and that you may profoundly regret.
•   When people do not trust anyone except themselves, we doubt that they trust the existence of God.
•   Animals, who lack memory of their personal history, have repeated the same mistakes since the creation of the universe. The strange thing is that some people also fail to learn from their life-experiences; they keep making the same mistakes and committing the same follies. Does this indicate that the human race originates from animals?


العدد 18
•   أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من مستخدميها ساحات ومنابر لتلويث الوعي الإنساني.
•   الدين والأكل والصحة والفن وخالف تعرف من اهم المجالات التي يسعى لها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي لابتزاز المشاهدات والشهرة من المتلقي.
•   بالعلم نستطيع التعامل مع كل ما هو فيزيقي وارضي واقعي وبالإيمان نستطيع ان نتعامل مع كل ما هو غيبي أو ميتافيزيقي.
•   لا يهمني كيف تفكر أو تعتقد ما يهمني كيف تتصرف في الواقع.
•   بعض الذين يدعون التدين والإيمان يعتقدون ان الله يحبهم أكثر من بقية البشر.
•   البعض يحب العزلة وعدم الاختلاط والبقاء في البيت، ولكن بإرادته وليس إجباراً.
•   من صفحتك على وسائل التواصل نستطيع ان نعرف الجوانب المهمة في شخصيتك.
•   بعد مئة عام سيرى أحفادي صورتي وأنا أمام الكومبيوتر كما أرى صورة أجدادي وهم يطحنون الحبوب بالآلات الحجرية.
Issue 18
•   Social media for many of its users has become arenas and platforms for polluting human consciousness
•   The major areas where people seek views and likes on social media are religion, food, health, art and publishing their sins (Dissent and you will be known).
•   By science we can deal with everything that is physical, realistic, and earthly; and by faith we can deal with everything that is metaphysical
•   I don't care what you think or believe; what interests me is how we actually get along.
•   Some who claim piety and faith believe that God loves them more than other people.
•   Some people enjoy isolation, solitude and staying at home; but by choice and not through being forced.
•   From your social media page, we can learn the important aspects of your personality.
•   In a hundred years’ time my grandchildren will see the picture of me on the computer as I now see the picture of my grandparents grinding grains with stone mills.



العدد 19
•   الجميع يتكلم عن الأمانة والأخلاق والدين، ولكننا نكاد نفتقدها جميعا من عالمنا، إذا: نحن نعيش في عالم يتقن الكذب ويحترفه ويتفنن به.
•   لو قدرنا العلماء والباحثين والمبدعين كما نقدر الفنانين والإعلاميين والسياسيين لكان عالمنا اختزل كل مئة عام من التطور والتقدم بعشرة أعوام فقط.
•   كثرت التحليلات وأسباب انتشار فيروس كورونا، ولكن الحقيقة لا يعلمها سوى اثنان أو ثلاثة فقط.
•   ان بعض المتدينين يحللون الجزء ويحرمون الكل ويحللون الكل ويحرمون الجزء.
•   أننا نحب الناس جميعاً وكنا نتمنى ان نحب الناس لإنهم يستحقون ان نحبهم لا لإنهم سيئين ومبادئنا الأخلاقية تجعلنا نحبهم.
•   لعمل توازن بين المبالغة في التسامح (اللامبالاة الفكرية) وبين المبالغة في عدم التسامح (ضيق الأفق). فلا يمكن التسامح مع التعصب والتطرف لفكرة أو لدين معين أو لتوجه سياسي معين والعكس صحيح. فلعمل موازنة بين هذه المفاهيم نحتاج لوعي حضاري عالي ونضج معرفي واسع.
•   ان مصطلح التسامح لازال لم يأخذ معناه في مجتمعاتنا العربية والشرق أوسطية بشكل عام وهذا ما يظهر جلياً من خلال الردود والتعليقات التي تظهر على مواقع الإنترنيت لمناقشة قضية معينة أو طرح معين. فنلاحظ ان الغالبية العظمى من الردود تتسم بالتشنج والتعصب والعدوانية وعدم الإدراك أو الوعي الحضاري الذي يتصف بالاتزان وإدراك لمعاني التسامح وبقبول الآخر واللاعنف.

العدد 20
•   أن الإيمان بخرافة النقاء العرقي (أي لا وجود له) تجعلنا نحن البشر نقترب أكثر من بعضنا البعض.
•   دائما نبحث عمن يخبرنا عن الحياة بعد الموت وننسى أو نتناسى بأن المسيح قد مات وعاد وأخبرنا الكثير.
•   لايزال هناك الكثير مما يخبئه العلم والذي سوف يغير الكثير من المفاهيم ونظرتنا للكون.
•   الشيء الوحيد الذي نملكه ونتقاسمه مع الآخرين فيزداد هو السعادة.
•   ان المثقف الذي لا يستطيع النزول لمستوى تفكير عامة الناس فهو مثقف فاشل.
•   لايزال في مجتمعاتنا الكثير من اللذين لا يفرقون بين درجة الدكتوراه كدرجة علمية وبين الدكتور الطبيب(الحكيم). فأن ذلك يدل على أننا لا زلنا نحتاج الكثير لنرتقي.
•   جميعنا نعرف الموت على انه موت الجسد، ولكن هناك الكثير من الأموات يمشون على قدمين.
•   الحياة فيها الكثير من الأمور التي تصلح ان تحكم العقل قبل القلب وبعضها القلب قبل العقل إلا الحب فدعهما يسيران معا.
Issue 20
•   Understanding that ethnic purity is a myth brings us humans closer to each other.
•   We are always looking for someone to tell us about life after death. We forget that Christ has died and been resurrected and has told us a lot.
•   We all know death as the death of the body, but there are many dead people walking on two legs.
•   The only possession that increases when we share it with others is happiness.
•   There is still much science in store that will change many perceptions and our view of the universe.
•   The intellectual who cannot descend to the common people’s level of thinking is a failed intellectual.
•   There are still many in our societies who cannot differentiate between a doctor, the holder of a doctoral degree, and a doctor in general practice. This indicates that we still have a great deal to learn.
•   Many things in life require the mind to rule the heart, and many others require the heart to rule the head, just in love, let them walk together.

العدد 21
•   دعوة لكي نموت فارغين وفرغ كل ما عندك من حب وعطاء وكلمة طيبة التي تحملها روحك فعندما تغادر الحياة غادرها وأنت خفيف الأحمال.
•   ان الله الذي يحبني لإني مسيحي ولا يحب أخي المسلم أو البوذي أو الملحد اللذين خلقهم مثلي، لا يمكن ان يكون إله حقيقي وسوف اتخلى عنه.
•   كلما تعمقت في مسيحيتي كلما زادت دائرة الناس اللذين أحبهم لتصل حدود كوكبنا الأرضي.
•   من خلال تجربتي في الحياة اكتشفت ان هناك من البشر ممن لن يتغير مطلقاً والسبب انها الجينات ونحتاج لقوى وإرادة خارقة توازي طبيعة وتركيبة هذه الجينات.
•   اننا نحاول ان نكنز الأموال ونزيدها وسوف نتركها للورثة وهو تحصيل حاصل ويعتبر واجب من وجهة نظر الورثة ولا يعتبر فضلا أو عملا إنسانياً، ولكن لو تركنا جزءاً منها للفقراء فسوف يعتبرونه عملا إنسانياً رائعاً وكذلك السماء.
•   الدين لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد والعمق لفهمه وان أصبح كذلك فهو ليس بنافع.
•   وأنا أدخل الربع الأخير من حياتي على هذا الكوكب هذا ان كنت محظوظا، حققت الكثير مما كنت أحلم به ولا يزال هناك الأكثر.

Issue 21
•   This is an invitation to die empty. Empty out all your love, the tender and kind words that your soul carries. When you leave life, leave it while you are light loads.
•   If the God who loves me because I am a Christian does not love my Muslim, Buddhist, or atheist brother whom he created like me, he cannot be a true God and I will forsake him.
•   The deeper I enter my Christianity, the greater the circle of people I love, extending right out to the limits of our planet earth.
•   Through my experience in life, I have discovered that there are people who will never change, and the reason is genetic. We need supernatural powers (I mean GOD) that are an equal match for the nature and composition of these genes.
•   We are trying to hoard money and increase it, and we will leave it to our heirs, which is what our heirs consider to be our duty, not a favor or a humanitarian act; but if we leave part of it to the poor, they will consider it a wonderful human work and will praise it up to the heavens.
•   Religion does not need a lot of complexity and depth to understand it, and if it becomes so, it is not beneficial.
•   As I enter the last quarter of my life on this planet, if I am lucky, I will have achieved a lot of what I had dreamed of, yet there is still more left to do.




35
تعقيب على مقالة سيدنا مار سعد سيروب ومناشدة الى سيدنا غبطة مار لويس ساكو المحترمين


د.عامر ملوكا

مقالة حول تغيير اسم بطريركية بابل الكلدانية
تعقيب على مقالة سيدنا مار سعد سيروب ومناشدة الى سيدنا مار لويس ساكو المحترمين
جاءت مقالة سيدنا سعد سيروب ،وكما بيّن في مقالته نتيجة التساؤلات الكثيرة حول نقطة تغيير اسم البطريركية ،وحذف كلمة بابل ،واشتملت مقالته العقلانية والمنطقية في الطرح ومناقشة الأمور بقلب مفتوح ،وطرح الحقائق بجرأة وتواضع وشجاعة رجل الدين الملتزم .
في الفقرة الأولى يوضح سيادته بأن مقترح تغيير الاسم ،هو مقترح شخصي لغبطة البطريرك ،وتم وضع هذا المقترح أمام السينودس للتصويت ،وعليهم التصويت من بين" ثلاثة اختيارات الأول : ــ (البطريركية الكلدانية)؛ والثاني (بطريركية بغداد (المدائن) للكلدان؛ والثالث بطريركية المشرق الكلدانية ،وتم ذكر إنّ رفع كلمة بابل وهي مدينة عربية مسلمة ولم تكن يوماً كرسياً اسقفيا" . نحن نستغرب من اين جاءت فكرة التغيير ،وإذا كان لغبطته سبباً لتغيير الاسم ،فهناك عشرات الأسباب لعدم تغييره ، ولا نريد ان ندخل فيها ، ولو فرضنا انك لم تقترح هذا التغيير ، فبالتأكيد سوف لن يلومك أحد لا من المطارنة الاجلاء ولا من الشعب المؤمن .
ثم يذكر سيدنا سعد في الفقرة التاليه على نقاط في غاية الأهمية ،وهي وجود معارضة لهذا المقترح وذلك من خلال عدم الحاجة لمثل هذا التغيير ،وهذا ما بيناه في مفالنا أعلاه ،والأهم ، اعتراف واضح منه بضبابية المعلومات التاريخية المقدمة من قبل غبطته للسينودس ، ويوضح سيدنا أيضا بان السينودس قد توقع بأن مثل هذا التغيير ،سيكون له تأثير على الواقع الديني( الكنسي) والقومي لأمتنا وشعبنا الكلداني في كافة انحاء العالم ،وهذا ما حصل فعلا وما نشهده من بلبلة وانقسامات وانفعالات متشنجة ،وإن كانت في معظمها الغالب معارضة وغير مؤيدة إلا للبعض القليل جدا وذلك لحسابات سياسية او منفعية بحتة او أسباب فكرية غير مقنعه .
في الفقرة الأخرى يبين سيدنا احتمالية الخطأ والتسرع ، وهذه صفات إنسانية ، حيث لا يوجد انسان معصوم منها ، وبنفس الوقت لها بعد انساني راقي في عقلية وتفكير سيدنا سعد ، وهي سمات ومواصفات يتميز بها الحكماء والمفكرون والرجال الحضاريون ،ويبين انها كانت مادة مطروحة ولابد لنا من مناقشتها وإقرارها .
. وهذه الفقرة تشمل نقطة مهمة ، فالأمر والتقرير لايزال داخل البطريركية ، ويحتاج للإقرار النهائي من قبل الكرسي الرسولي ، وهنا نناشد سيدنا الكاردينال ساكو والذي عودنا في مقالاته وحواراته على قبول الأخر ،والتواضع والمسامحة ،وعدم التعصب لفكرة او رأي ، ومطالبته لوحدة الكنائس حتى لو كان ذلك على حساب الكرسي البطريركي ، فنحن هنا سيدنا نناشدك ونطالبك كأب وراعي لكنيستنا ،بأن تتريث او تؤجل رفع هذا المقترح ،وتركه للزمن وللكثير من الدراسات والبحوث والتوافق بين الأغلبية ،وهو بالتأكيد ليس به أي مساس لا بالعقيدة ولا بالأيمان المسيحي لكنيستنا .
في الفقرات الأخيرة يؤكد سيدنا مار سعد اعتزازه العالي بقومتيه وانتماءه الكلداني ،وكرجل دين ملتزم يعلن محبته لأخوتنا الاشوريين والسريان ،وإننا نشترك معهم بالكثير من الأمور التي تجمعنا ، واهمها الايمان المسيحي وينتقل الى نقطة مهمة عندما يقول " ومن لديه شك في المعلومات التاريخية فعليه هو ان يراجع نفسه.. مهما كانت مكانته أو علمه.."
ونستنتج بانه غير متوافق مع رفع كلمة( بابل) من التسمية ،ويؤكد ذلك من خلال أهمية هذا الاسم بشواهد من الكتاب المقدس ،والاهمية التاريخية لهذه المدينة ، ويدعو منطلقا من ايمانه المسيحي الجميع للتحلي بالحكمة والصبر وان نحب كنيستنا ونحافظ على وحدتها بكل تواضع ومحبة.
سيدنا غبطة البطريرك مار لويس ساكو.
من خلال كل الافرازات والمماحكات التي لازالت ملتهبة بين اغلبية عظمى معارضة من المؤمنين الذين عارضوا تغيير التسمية ،ورفع اسم بابل وبين حضرتك وارجو أن تكون كلماتي هذه كلمات صادقة من مؤمن الى الراعي ، ومن مسيحي مؤمن الى أخيه المسيحي المؤمن ، ومن مثقف الى مثقف وعلم من اعلام شعبنا المسيحي في العراق ، ودائما نكن لثقافتكم وايمانكم وحرصكم العالي على الكنيسة وشعبها بكل مسمياته.، وكتبتم سيدنا في الكثير من المواضيع التي تخص الانسان كانسان او المواضيع الدينية التي تخص الايمان المسيحي ومنها التواضع والمسامحة وقبول الاخر وثقافة الاعتذار واللاعنف بالفعل والكلام والتواضع وهذه كلها قد لا يملكها الكثير من العلمانيين ونحن متأكدون من ان هذه الصفات في معظمها هي منهاج حياة لرجل الدين المسيحي ووجدناها في شخصيتكم المتواضعة والبسيطة والمحبة ونحن المثقفون نفتخر بكم كثيرا كمثقف وانسان حضاري قبل ان تكون رجل دين لان الصفة الأولى هي من يحافظ عليها التاريخ بأحرف من نور ، وانتم واحد من ثلاثة او أربعة من اعلام الفكر ويحملون الفكر النير والثقافة التي تمكنكم من خدمة رعيتهم والانسان في كل مكان.
سيدنا العزيز ، ارجو منكم فيما يخص المقالات والردود وكل ما يكتب عن موضوع التسمية ان تتريثوا في الإجابة والرد او ان لا تجيبون ، وهذا ليس بهروب او عدم المقدرة في الإجابة لا سامح الله ،ولكن موقعكم الرسمي المحترم وكثرة الاخذ والعطاء في أمور التاريخ والسياسة قد توقعكم لا سامح الله في بعض الإشكالات ونحن الشعب المؤمن حريصون جدا على اسمكم ومحبتنا لكم تمنعنا من ان يمس اسمكم او مقامكم أي اشكال.
سيدنا العزيز
من خلال فقرات مقررات السينودس ،لم يكن هناك حضور للعلمانيين في هذا الاجتماع ،ولأ اعتقد انهم قد بلغوا بمثل هذا التغيير ولم يطرح على أي متخصص ، وانما وكما ذكر سيدنا سعد انه طرح على الطاولة ، ولابد من اختيار واحد من ثلاثة تسميات لا غير ومقترحه من قبلكم ،والتصويت عليها. وهنا لا نريد ان ندخل في جدلية التاريخ ،وأيهما الأفضل من التسميات ولكن الأهم ان نحافظ على كنيستنا ووحدتها ،وأن يكون رجال الدين والمؤمنون جسداً واحداً في السيد المسيح له كل المجد ، وكلنا ثقة ويقين بعدم احقية تدخل العلمانيين بالشؤون الكنسية الصرفة وهذا ما هو واقع منذ تسلمكم كرسي البطريركية ، متأكدين بانها بأيادي امينة وتعمل لخدمة الجميع وانطلاقا من ما كتبه سيدنا مار سعد " ، فالأمر لا يعود الى السينودس الكلداني وحده لتقرير هذا الأمر ،بل الأمر يعود الى الكرسي الرسولي والفاتيكان التي هي راعية الكنيسة الجامعة والتي كانت في تبني التسمية واطلاقها"
فتستطيع سيدنا وانتم ممن تناشدون بعدم التعصب لفكرة او رأي ، وتشيعون ثقافات التسامح والاعتذار وقبول الاخر ،والغفران والمسامحة والاعتذار ان تتريثوا في رفع هذه الفقرة من مقررات السينودس ونعتقد جازمون بانها سوف لن تؤثر على مسيرة الكنيسة او مستقبلها لابل سوف تنهي هذا الجدال والتنافر الغير مجدي وتيقن سيدنا الجليل ان هذه الخطوة سوف تسجل لك في التاريخ لما تحمله من محبة وتواضع وتسامح وهي من صفات المفكرين والقادة والمصلحين وان ابنائكم جميعا كتاب ومثقفين وشعب مؤمن سوف يقدرون عاليا محبتكم هذه وتزيدهم إصرار ومحبة وتفاني من اجل رفعة اسم ومكانة كنيستنا العزيزة .
وهذه فقرة من مقالة لنا نشرت سابقا عن ثقافة الاعتذار..
البيئة تلعب دورا كبيرا في نشر ثقافة الاعتذار. في بيئتنا الشرقية ونظرا الى تحديد هوية الذكر والانثى ولثقافة النون بين الفَين (انا) العظمى التي تبدا وتنشا منذ مرحلة الطفولة تجعل من الاعتذار شبه مفقود او غير مألوف ، اضافة الى ربط الاعتذار بمفاهيم مرتبطة بطبيعة المجتمعات حيث يعتقد الكثيرون أن الاعتذار سمة من سمات الإنسان ذي الشخصية الضعيفة، ولكن هذا المفهوم خاطئ تماما وليس له أساس من الصحة. فشجاعة الاعتذار لا يمتلكها الكثيرون ، وهي من سمات قوة الشخصية والثقة العالية بالنفس ، وهذا يتطلب ثقافة عالية وفكرا راقيا ، فهو انتصار على الذات المتعالية وايضا مقاومة شهوات الدنيا وبيرقها الاخاذ. ويأخذ الاعتذار اسمى معانيه عندما يأتي من القوي للضعيف ، من الاب لابنه ، من الرئيس الى المرؤوس ومن الغني للفقير ....... ويأخذ الاعتذار قيمة اكبر عندما يأتي بعد ارتكاب الخطأ مباشرة وان يكون في ظروف وبيئة مشابهة او متطابق مع بيئة وظروف ارتكاب الخطأ .
د. عامر ملوكا
 

36
حفل توقيع علم من اعلام الكنيسة العراقية المطران جرجس القس موسى

http://www.ankawa.org/vshare/view/11853/gerges-alkas/

37
حفل توقيع كتاب المطران جرجس القس موسى "من صدى الايام"‬

http://www.ankawa.org/vshare/view/11852/gerges-alkas-mousa/

38
انا معك سيدنا الكاردينال مارساكو التعصب اعمى البصر والبصيرة:

كثيرا ما تحفزني المواضيع التي تخص الانسان والمجتمع والظواهر السلبية التي تؤدي الى تأخره وتوقف تطوره نتيجة الأفكار والعقائد والمفاهيم الخاطئة التي يؤمن بها او يقدسها في بعض الأحيان. فجاءت مقالة سيدنا الكاردينال ساكو المنشورة في موقع البطريركية الكلدانية تحت عنوان "التعصب، غلوٌّ أعمى" محفزة لكتابة هذه السطور. قرأت المقالة بتمعن وخرجت ببعض الملاحظات :
المقالة كانت قصيرة ومعبرة اشتملت على توصيل رسائل مهمة من خلال تعريف سيادته للتعصب والمتعصبين واهم الصفات السلبية التي يتميزون بها ومن ثم ينتقل الى أهمية قبول الاخر من خلال تحويل الاخر الى اللاخر وقبوله كما هو لا كيفما  انت تريد له ان يكون ،ولأيمكن ان يكون قبول الاخر حقيقيا اذا لم تقبله بما هو عليه لا كما يحلو لنا ان يكون حتى نقبله . ومن ثم ينتقل الى نقطة مهمة جدا وهي التفريق بين الطائفة والقومية ولا يحق  لاي قوة او سلطة ان تفرض وتملي الانتماء لأشخاص او مجتمع او شعب وهذا بحد ذاته تعصب اعمى البصر والبصيرة. ثم ينتقل ليعطي امثلة حية من الواقع عن التعصب الذي تبديه الأحزاب الاشورية، وبيانه الرفض القاطع لفرض تسمية او ارادات غير متوافقة مع رغبة شعبه الكلداني ويختم مقالته وكعادته وكرجل دين ملتزم ، باننا منفتحون وغير متعصبين لا نلغي أحداً ولا أحد يلغينا .
وهذه المبادئ سوف يذكرها التاريخ للكنيسة الكلدانية والكلدان والتي يفتقدها البعض الكثير من اخوتنا الاخرين . ويدعو الى اللحمة والالتفاف على المشتركات . وسوف اتعمق قليلا في مفهوم التعصب واسبابه ودور المثقفين والكنيسة في تنوير المجتمع والتخلص من مثل هذه الظواهر المريضة التي لا تؤدي الا الى التخلف والتراجع والعبثية في قراءة الحاضر والمستقبل.
 حيث ان التعصب اعمى البصر والبصيرة ويأتي من الشعور بالنقص وعدم المعرفة والجهل ويأتي أيضا من عدم الادراك ومعرفة الحقائق والايمان المطلق الى حد التقديس الاعمى ، وهو ثمار للأفكار المتطرفة ويعتبر المخالفين بالرأي في خانة الأعداء وهو يأتي أيضا من البيئة المريضة وهي التي تخلق التعصب لدى الافراد وفهم خاطئ للمفاهيم التي يؤمن بها الانسان وأيضا تأتي من غياب او عدم امتلاك لمهارات التواصل مع الاخر المختلف وأيضا الدفاع المستميت عن الانا والنحن وان كان على الباطل ، ويسود التعصب عند الافراد او المجتمعات عندما يغيب التفكير العلمي والمنطقي ويسود الايمان بالثوابت الخرافية والاسطورية ومن العوامل النفسية التي تؤدي الى التعصب الاعمى هي الإحباط والفشل وانكار نسبية الحقيقة والاعتماد على مصادر غير موثوقة يعتبرها مقدسة وهي الحقيقة المطلقة وجهل الفرد بحدود امكانياته. ونستطيع ان نعزي التعصب وكل ما يتعلق به من نتائج وافرازات هو عبارة عن انقياد عاطفي واعمى للأفكار وتصورات تتعارض مع معطيات الواقع ومحاولة العيش في عالم افتراضي غير موجود الا في مخيلة المتعصبين. ومن اهم ما يميز المتعصب او المتعصبين هو وقوع المتعصب او المتعصبين تحت سيطرة عمياء لفكرة او مفهوم  او عقيدة او ايدولوجية ومما يؤدي هذا ويقودهم الى انفعالات وتصرفات غريبة وغير واقعية.

. وكما ذكر سيدنا الكاردينال بان التعصب هو مضيعة للوقت والجهود ويجعلنا ننشغل عن المخاطر الحقيقة التي تواجهنا وتهدد وجودنا ويجب ان لا ننسى ان الحقوق والاقاليم والدول التي نحلم بها لا يمكن ان تتحقق اذا لم يكن هناك شعب بالملايين يمسك الأرض فهل بهذا التعصب والظروف القاهرة التي تواجه بلدنا اخذين بنظر الاعتبار بان من يغادر وطننا العراق من أبناء شعبنا فهو يملك بطاقة ذهاب فقط ، فلابد من العمل التكاملي أي الجزء يكمل الاخر لا يلغيه . فلابد للمثقفين والإعلاميين ورجال الدين من ان يلعبوا دورهم الكبير في التنوير وهم الأكثر قدرة في التأثير والوعي العالي للمشاكل والتحديات التي نواجها. ولابد هنا من استعادة الإجابة التي قام بها سيدنا مار ميلس احد رجالات كنيسة المشرق الاشورية  المهمين عند اجراء مقابلة له مع مجلة بابلون على احد الأسئلة وحملت اجوبته الكثير من الرقي الحضاري الذي للأسف يفتقده الكثير من مثقفينا.
س: ماهي وجهة نظركم حول الانتماء القومي لابناء شعبنا بمختلف تسمياتهم وهل الانتماء القومي هو في صالح التواجد المسيحي في العراق ام عكس ذلك؟
ج  سيادة المطران :الانتماء القومي  شعور شخصي وتعبير عن هوية الانسان امام العالم، ويجب عدم فرضها على الآخر من دون اثبات ذلك علمياً وتاريخيا. فقد خلفت الفترة السابقة ونتيجة لصراع التسميات، الكثير من التباعد والانقسام والجفاء بيننا، في فترة حرجة ومصيرية كان يجب ان تكون الأولوية لــ”نحن” على الــ”انا” والــ”أنت” ففي الوقت الذي شغل هذا الصراع القاسم الأكبر من جهد ووقت شعبنا، ضاعت منا الكثير من الحقوق التي كان من الممكن ان نحققها ان جلسنا وتفاهمنا معاً.
وجودنا الى جانب بعضنا البعض عامل قوة لنا، فنحن مستهدفون من الإرهاب بغض النظر عن تسمياتنا. داعش لم يخطف ويقتل من الاشوريين فقط وانما قتل من الكلدان والسريان والارمن أيضاً وحتى اليزيديين وغيرهم، وللأسف أشغلتنا كثيراً صراعات التسمية، وبدلاً من ان تكون عاملا مثمرا لتقاربنا ولوحدتنا ولما هو خيرنا العام، جعلنا منها منصات لبث الكراهية عبر الفضاءات الالكترونية الواسعة.
من المخطئ جداً ان يعتبر شخص ما نفسه ممثلاً عن شعبه ويصدر احكام على الاخرين بطريقة تقسمنا وتشرذمنا وتجعلنا اضحوكة امام العالم.
صعود خطابات الرفض وسموها على رسائل المحبة والتي تقسمنا الى “انا الأول وانت الثاني” أو “أنا الأكثر وانت الأقل” تجعلنا ننسى ان الخطر الذي يداهمنا، لا يحاربنا على قدر ما نحمل من تصنيفات اقتصادية وعلمية وعددية، لانه يعتبرنا واحدا.
يا حبذا لو قام كل من انشغل بتقسيمنا من الاشوريين والكلدان والسريان وبث خطابات التفرقة بيننا في فضاء الانترنت، بالرجوع خطوة الى الماضي وتقييم نتائج وحصيلة ما فعلوه، على ضوء آلام هذا الشعب والمصاعب التي يواجهها في دمار بنيته التكوينية، للبحث عن حلول كان من الممكن ان تجنبنا هذه الويلات التي حلت بنا على أرض الواقع.
كان علينا ان نكون شركاء في عملية انقاذ وخلق جبهة عمل مشتركة، تعمل بالضد مع الانتكاسات التي يتعرض لها شعبنا في أدق مراحله التأريخية التي يمر بها. ان كانت هناك عملية اقصاء يتعرض لها الاشوريون، فانه تتم بالموازاة مع ذلك عملية اقصاء للكلدان والسريان أيضاً، فنحب نعبر عباب المصاعب في الشرق على متن سفينة واحدة، وأي جزء من السفينة يغرق ومن أي جانب كان، يتسبب في غرق السفينة ومن فيها، ايضاً، فأما ان نتحلى بثقافة الأمان لإدارة دفة خلاصنا معاً لبلوغ شاطئ السلام، واما ان نجعل من سفينتنا عرضة للغرق وسبب موتنا.
فهل يجوز ان نجعل من موضوع التسمية، سلاحا موجها الى بعضنا البعض، وامواج الارهاب تضرب سفينتنا ؟
انا آشوري وأفتخر بآشوريتي ولا توجد قوة في العالم تستطيع ان تخلع عني آشوريتي وهذا الامر ليس تعصباً، والامر والمشاعر ذاتها نجدها لدى الكلداني والسرياني. الكل هنا يعمل على حماية التسمية التي يحملها، وبينما نحن ننشغل بالصراعات التسموية فاننا نواجه علناً حرباً وجودية تستهدف اقتلاعنا كآشوريين وكلدان وسريان من أرضنا الحضارية، حتى اصبحنا ولأول مرة في التاريخ، موجودين خارج حدودنا الجغرافية، أكثر من الموجودين داخلها.
ومن الغريب ان تكون الجهود المبذولة للتوعية بهذه المخاطر أقل بكثير من تلك التي بذلت في صراع التسميات.
يوميا هناك تقريباً، من 70- 80 عائلة مسيحية تغادر مطارات الشرق نحو الغرب، الى مجتمعات متعددة الحضارات والثقافات، وقد لا تبدي هذه الدول اهتمامها المطلق في الحفاظ على تنوعنا. يجب ان نستخدم العقلانية لانتشالنا معاً من واقعنا المرير ويجب ان لا يكون ذلك معياراً لمن سيربح ويحسب بذلك، عدد مرات ظهوره في الساحة.
لقد خسرنا الكثير على ارض الواقع وحتى تعاطف السياسيين الدوليين معنا، كان آنيا، فرغم انهم يطلقون خطبهم الرنانة بيننا على اننا أصحاب حضارة رائدة وينالون المديح من جانبنا، الا انهم يعرضون عن تحقيق مطالبنا ودعمها ان سألناهم عنها، وهذا مؤشر على اننا يجب ان نقوم بحل مشاكلنا بأنفسنا، لذا أرى من الضرورة ان نبحث عن القواسم المشتركة بيننا وجعلها منطلقا لمواجهة الحرب الوجودية التي نتعرض لها في الشرق.
شخصياً، ليست لدي مشكلة ان أرى الكلداني له كنائس ومدارس ويقوم بتعليم اللغة لان هذا الشيء موضع فرح واحترام لدي، فهو اخي في المسيحية والقومية والتأريخ والثقافة والعادات واللغة، طالما هو لا يتجاهل قوميتي كآشوري، ويعتز بتسميته بطريقة تفرض احترام الاخرين له.
كيف يستطيع ثلاثة من الاخوة ان يشيروا الى أحدهم على انه ليس اخاهم، وهم اخوة في الدم والتربية الواحدة، الغالبية من الآشوريين والكلدان والسريان يحترمون بعضهم البعض والمشكلة التي تتفاقم بين الحين والآخر، تأتي من مجاميع صغيرة متعصبة بيننا، فقبل أيام قرأنا عن كتابات مسيئة ضد البطريرك الشهيد مار بنيامين، وهذا البطريرك هو احد رموز الكنيسة الذي ضحى بنفسه من أجل خلاصها، نحن لا نقبل ان يأتي كلداني ويتكلم عنه بالسوء، ولا نقبل في الوقت ذاته بآشوري يتحدث بالسوء ضد شخصية دينية في الكنيسة الكلدانية أو السريانية. للأسف وصلنا بهذه الكتابات الى مستوى مبتذل لا يدفع ثمن ذلك الا شعبنا المسكين من خلال الانقسام.
وفي الختام أتمنى و كلي امل ان تكون رسائل سيدنا مار ساكو وسيدنا مارميلس نبراسا نقتدي ونتعلم منه  وعندما نكتب كمثقفين لابد ان نعي بشكل كامل لماذا نكتب ؟
رابط مقابلة سيدنا مار ميلس
https://ar.news.assyrianchurch.org/archives/76044
رابط مقالة لماذا نكتب لكاتب المقال
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,889238.msg7595521.html#msg7595521
رابط مقالة خرافة النقاء العرقي لكاتب المقال
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,999612.msg7732411.html#msg7732411

د.عامر ملوكا




39
مقابلة مع المطران مارجرجس القس موسى بمناسبة اصدار وتوقيع كتابه "من صدى الأيام "

كان هذا اللقاء مع سيادة المطران مار جرجس القس موسى وذلك بمناسبة قرب اصدار وتوقيع كتابه من صدى الأيام وهو الجزء الأول من مجلد رباعيات الثمانين.
حوار د. عامر ملوكا
س 1: بمناسبة توقيع كتابكم "من صدى الأيام"، وهو الجزء الأول من "رباعية الثمانين"، هل هو خلاصة وتجارب الثمانين سنة من رحلتكم في الحياة، ولمن تريدون إيصال هذا الصدى؟
المطران جرجس: أولا دعني أثني على اسلوبك في صياغة الأسئلة.. بسلاسة وكياسة، ومن ثم أجيب على سؤالك فيما إذا كان الكتاب صدى أو خلاصة لتجارب الثمانين سنة من رحلة الحياة. بكل بساطة أقول بان "رباعية الثمانين" تحمل رقمين غير متجانسين، كما لا تتجانس مواضيع الأجزاء الأربعة التي تتضمنها الرباعية. فما جمع الرقمين هو أنها تتضمن أربعة أجزاء جُمعت بمناسبة بلوغي الثمانين، وهذا بحد ذاته كشف لا يستهان به لسر العمر! فهي، إذن، ليست مذكرات تختزل "خلاصة وتجارب الثمانين سنة من رحلة الحياة".. وإن كان هذا الطرح في ذاته يشكل عنوانا شيّقا لكتابّ!
في مقدمة "صدى الأيام" تقرأ قصة تأليف هذه "الرباعية"، فإذا بالجزء الأول مختارات من كلمات المناسبات والمداخلات والمقابلات الإعلامية والمحاضرات التي ألقيت في احتفالات كنسية أو محافل مدنية أو مؤتمرات محلية أو إقليمية أو دولية، منذ يوم رسامتي الأسقفية يوم 9/12/1999 وحتى التحاقي بمهمتي الحالية كزائر رسولي في استراليا في 2017. وهذه العناوين ذاتها محمّلة بألف معاناة وألم وخيبات وطموحات وبآمال واسعة. عناوين مضخمة بدماء شهداء، ومنهم أساقفة وكهنة، وبأنّات مخطوفين، ولوعة عائلات فُجّرت بيوتها أو تهجرت من ديارها، أو صاروا مشردين لاجئين على أبواب الوطن وطرقات الدنيا ... ولقد حمل القسم الثاني من الكتاب صدى هذه المآسي أمام عرش الله الرحمن الرحيم والى اسماع الدنيا والى منابر السلاطين والإعلام ... علّهم ينصفون ويواسون ويعقلون! الى من أريد إيصال هذا الصدى؟ - الى الراي العام العالمي لينصف شعبا، بل كل الشعوب المُضحى بها لآجل مصالح الكبار والأقوياء... ولتنقية الخطاب الديني السلفي الجهادي من الحقد والكراهية والدماء... ولكي نزرع جميعا في قلوبنا بذار الحياة والسلام والأخوّة حتى عندما نكون على طريق الجلجلة ... ولكي، كقراء لهذه "الكلمات"، نعيش الوحدة فيما بيننا ونبني حاضرنا ومستقبلنا، في أرض الوطن وحيثما حللنا، على وحدة المصير ووحدة التاريخ والتراث ووحدة الكلمة. لا خيار لنا غير ذلك للبقاء، ولا حق يُثَّبّتُه أحد لنا في أي دستور إلا بوحدة الصف هذهّ!.
س 2: هل ممكن أن يتّطلع القارئ على نبذة مختصرة للكتاب، على أن لا نحرق متعة قراءة الكتاب؟
المطران جرجس: لقد أجبت جزئيا على سؤالك أعلاه. فالكتاب يحمل بعض ما تيسر من "الكلمات" والوثائق التي نجت من همجية داعش إذ أحرقوا ودمروا مكتباتنا. وهو يتضمن قسمين: قسم أول لكلمات المناسبات الكنسية والاجتماعية والثقافية ويغلب عليها طابع الأمان والتفاؤل؛ وقسم ثان لكلمات ومداخلات محلية وعالمية في محنة شعبنا المسيحي في العراق منذ 2003 وحتى احتلال داعش لسهل نينوى وبلداتها، وتتسم بطابع الوجع والمحنة والمرارة. "فمتعة القراءة" التي تخاف ألا "تحترق"، ستكون مشوبة لا محالة برائحة النار والمعاناة! 
س 3: هناك مقولة تقول بأن الورق والكتاب هما انعكاس لعقل وفكر الكاتب. ماذا تقول؟
المطران جرجس: أوافقك القول مئة بالمئة. في أول كتاب وضعته، وهو بعنوان "شارل دي فوكو رسول الأخوّة الشاملة"، عن هذا النبيل الفرنسي الذي هجر الدنيا ومجتمع الأغنياء والعبث وصار راهبا في افقر رهبنة، ثم تركها لينخرط كاهنا في صيغة جديدة لعيش حياة مكرسة كخادم للراهبات في الناصرة في فلسطين، ثم انتقل لعيش دعوته وسط عرب وطوارق الصحراء الجزائرية في بيئة قاسية.  بدأت بفكرة تعريب كتاب عن الفرنسية عن هذا الراهب الذي إلى اسمه تنتمي رهبنتا "إخوة يسوع الصغار" و"أخوات يسوع الصغيرات"، وقد سحرتاني هاتان الجماعتان في شبابي ببساطتهما وروحانيتهما، وكان لأبيهما الروحي تأثير عميق على مسيرة حياتي. لم أوفّق في إيجاد كتاب يجيب الى النموذج الذي في راسي لتقديمه الى قراء العربية. فقررت "التأليف" لا الترجمة، وقرأت أكثر من عشرين كتابا عنه وعن كتاباته ورهبانياته لكي أصوغ الأفكار بما ينعكس من شخصيته وروحانيته لقراء عرب ومن المسلمين بالذات.. فجاء كتابا يعكس إحساساتي وما ينتظره قراء العربية. هكذا القول عن الكتب التي أترجمها عادة: أكون قد قرأتها ومضغتها وتشبعت منها بحيث أخرج بترجمة تعكس احساساتي وانطباعاتي. ولربما يكون أحد الكتب التي ترجمتها الأكثر تعبيرا عن "عقلي وفكري" هو كتاب "مذكرات مريم"، كما أن كتاب "حتى النهاية"، وهو أحاديث طويلة لي مع صحفي فرنسي، صدر بالفرنسية أولا سنة 2012 ، ثم بالعربية سنة 2014، هو أكثر ما ينعكس فيه من "عقلي وفكري" كما تقول. فكم صوابي هو ما تقوله حكمتك!
س 4: ماذا بعد الجزء الأول؟
المطران جرجس: "رباعية الثمانين" أربعة أجزاء: الجزء الأول: "من صدى الأيام" – كلمات المناسبات؛ الجزء الثاني: "من رحاب الأسفار" – مذكرات؛ الجزء الثالث" "من جنى الأيام" – أبحاث ومقالات لم تنشر؛ والجزء الرابع: "كلمتك مصباح لخُطاي" – مواعظ. فأملي هو، بعون الله وتشجيع الخيرين الطيّبين، أن يصدر الجزء الثاني في أواخر 2021. والبقية تأتي.. ان شاء الله.  والأجزاء الأربعة، كل جزء من منطلق محاوره ومعالجاته، لا بدّ أن يحمل شيئا يسيرا أو كثيرا من التأمل والاعتبارات والشهادة الذاتية، ومن آلام وطموحات وآمال شعبنا وكنيستنا،  ولربما ستعكس هذه النصوص شيئا من النضال الفكري والثقافي والقومي، تحت مُسَمَّيات مختلفة، لبعض قامات من جالياتنا، ممن شتّتَتْهم الرياح في جنبات الدنيا ... هنا في استراليا وفي بقاع أخرى .. خميرة وملح أينما كنتم!
سدني 24/5/2021 

40
من أفكاري المبعثرة: الجزء الرابع
هذه الافكار المبعثرة نشرت في مجلة بابلون الصادرة في مدينة ملبورن وسوف ننشرها في اجزاء:

د. عامر ملوكا

العدد 13
•   كلما زادت المحبة في داخلنا كلما ابتعد الخوف عنا.
•   لا تتكأ على قوة المال لأنك قد تفقد قوة الاتكاء.
•   قد تحاول تغيير نفسك نحو الأفضل وتعجز اعترف أولاً بذلك وسلم الأمر لله ثانياً.
•   نبحث عن فضاءات واسعة لبيوتنا، ولكن لا نبحث عن من يشغلها.
•   بدل ان تفكر عميقا في هزيمة عدوك فكر بشكل أعمق كيف تكسبه.
•   حاول ان تعيش مخيرا وليس مسيرا قدر ما استطعت.
Issue 13
•   The more love increases inside us, the further fear moves away from us.
•   Do not lean on the power of money, because you may lose the power of recline.
•   If you fall when trying to change yourself for the better, just admit that you failed and then leave it to God.
•   We look for spacious houses, but we do not look for who is going to occupy them.
•   Instead of meditating on your enemy’s defeat, reflect more on how you can win him over.
•   As far as you can, Try to live freely, not submissively.




العدد 14
•   الكثير منا يعيش حالة التمثيل في مسرح الحياة والمشكلة انه أحياناً كثيرة نصدق الدور.
•   قد يحرج الملحد المؤمن باختبار وجود الله وبنفس الطريقة يحرج المؤمن الملحد باختبار عدم وجوده.
•   تمسكنا بالتصوير وتوثيق الذكريات ما هو إلا دفاع خفي لغزيرة البقاء.
•   الكثير من الناس نكن لهم احتراماً كبيراً ونعتقد لنا مكانة كبيرة عندهم، ولكنهم يفشلون في أول اختبار أو تعامل مادي معهم لإنهم يضعون اعتبارات مقدسة للمادة.
•   لفهم آيات الكتاب المقدس ببعدها الروحي وان نطبقها بالشكل المثالي نحتاج ان نصل إلى درجة عالية من النقاء الروحي وهي ليست في متناول الجميع.
•   عندما أغادر هذا العالم اطلب من الذين أحبهم وهم كثر ان يضعوا وردة على قبري كل عام وان نسوا كل عامين وان نسو كل عشرة أعوام وان نسوا سوف أبقى أحبهم.
•   البعض منا يعيش ككائنات مسيرة خالية من المشاعر والأحاسيس وأية قيم إنسانية وتتصرف كروبوتات مهمتها جمع الفلوس فقط.
Issue 14
•   Many of us live as if we were actors and life is a theatre, and the problem is that sometimes we believe in our role.
•   The atheist may embarrass the believer by testing the existence of God. In the same way, the believer can embarrass the atheist by testing His absence.
•   Our practice of photography and documenting memories is only a hidden defense of survival.
•   Many people show us great respect and believe we have a great place in their hearts; yet they fail at the first test of our dealing with them, because they ignore the sacred considerations for the sake of money.
•   To comprehend The Bible verses with their spiritual dimensions and to apply them perfectly, we need to reach a high degree of spiritual purity, which is not accessible to everyone.
•   When I leave this world, I ask those who love me - and they are so many - to lay a rose on my grave every year. If they forget once, to do that let them do it every two years; if they forget again, let them do it every ten years; if they forget again, still I will love them.
•   Some of us live like walking objects, free from feelings, sensations, and any human values, acting like robots whose only task is to collect money.



العدد 15
•   عندما تكون خلفهم لا يهتمون لك وعندما تلحق بهم وتجتازهم وتصبح أمامهم فيراقبون كل تحركاتك.
•   أنسى أفضالك على الناس ولا تنسى فضل الأخرين عليك.
•   إن وجد في الرعية شخص أأمن أو أصدق أو أكثر تواضعاً أو أكثر محبة من رجل الدين فاعلم ان رجل الدين هذا هو رجل دين فاشل.
•   مهما جمعت من أموال لصناعة مجدك الشخصي فاعلم انه بعد مئة عام لن يعرف أحد من الورثة مصدر هذه الأموال.
•   قبل أكثر من مئتي عام كنا نجد بين كل مئة رجل دين على الأقل عشرة صالحين وقبل مئة عام نجد خمسة وفي أيامنا هذه قد نجد واحد أو اثنين أليس هذا دليل على اقتراب نهاية العالم؟
•   في أيامنا هذه أصبحت لدى غالبية رجال الدين الداخلين إلى هذا المجال وخاصة اللذين يعتبرونها كمهنة وليس رسالة، نزعات وطريق سهل للحصول على المال والجاه والسلطة.
•   وأنت في طريقك إلى قمة النجاح لا تنسى ان تترك أثراً طيباً في المكان والناس في طريقك لأنك ستحتاجهم يوماً عندما يحين موعد النزول.
•   معظم الملحدين وفلاسفتهم وغالبية البخلاء يتميزون بالنرجسية الخبيثة.
Issue 15
•   When you are behind other people, do not worry about yourself; but when you catch up with them and overtake them and run-in front of them, they will watch all your movements.
•   Forget your favors to other people but do not forget others’ favors to you.
•   If there is someone in the parish who is more trustworthy, more honest, humbler, or more loving than the clergyman, then know that this clergyman is a failed cleric.
•   No matter how much money you have made for your personal glory, know that after a hundred years no one will know the source of the money.
•   More than 200 years ago, we found at least ten good men among every 100 clerics and 100 years ago we found five. In our day, we may find one or two. This is a sign of the approaching end of the world.
•   Nowadays, the majority of clerics entering the field, especially those who consider it as a profession rather than a message, tend to perceive it as an easy way to acquire money, prestige and power.
•   When you are on your way to the peak of success, do not forget to leave a good mark on the place and people on your way, because one day you will need them, when the time to descend that peak arrives.
•   Most atheists and their philosophers and the majority of stingy people are characterised by malicious narcissism.



العدد 16
•   لكي تفعل أشياء عظيمة يجب ان تصرف وقتاً وجهداً عظيماً.
•   أن أعظم الأعمال التي يخلدها التاريخ تكون موجهة لخدمة الأخر وليس خدمة الأنا.
•   أن مجرد رغبتك وإصرارك ان تكون ناجحاً كفيل بوصولك للنجاح.
•   الكثير ممن يفشلون في الحياة يفتقدون إلى مهارات العمل الجماعي ضمن الفريق الواحد.
•   أن من أهم أسباب السعادة وراحة البال ان تنقي قلبك من الحسد والحقد.
•   عندما يختلط العلماء والمفكرين مع الجهلة يعتقد الجاهل أنه أصبح منهم أو أفضل في بعض الأحيان.
•   هناك بعض الناس عندما تقابلهم يمتصون طاقتك الإيجابية ولديهم مشكلة مع كل حل لها.
•   بعض اللذين تعرفهم في مسيرة الحياة هم عبارة عن كتب رديئة في رفوف الماضي.
Issue 16
•   In order to do great things, you must spend great time and effort.
•   The greatest works that are glorified by history are not works of self-service but works directed to the service of others.
•   Your desire and determination to be successful will ensure your success.
•   Many people who fail in life lack teamwork skills within a team.
•   One of the most important prerequisites for happiness and peace of mind is to purify your heart from envy and hatred.
•   Some ignorant people think that they are sometimes equal or better than scientists and thinkers who mix with them.
•   There are some people who absorb your positive energies and find a problem with each solution.
•   Some of the people in your life are bad books on the shelves of the past.




41
المنبر الحر / فلان أبو العراق:
« في: 12:46 19/06/2021  »
فلان أبو العراق:

المتابع للتجربة التركية الحديثة وخاصة بعد اعلان النظام الجمهوري في 29 اكتوبر 1923والغاء كل ما يتعلق بشيء اسمه الخلافة وايقاف عمل كافة المؤسسات اللاهوتية, فهي تجربة فريدة ومتميزة نحو الديمقراطية والعلمنة هذا اخذين بنظر الاعتبار ان تركيا كانت وقبل زمن ليس بالبعيد حاملة لراية الدولة العثمانية واخر عصور الخلافة وللتطرق الى التجربة التركية والدولة الحديثة لابد لنا من ذكر اسم مصطفى كمال اتاتورك المولود في 12اذار عام 1881  في مدينة سالونيك اليونانية ومصطفى علي رضا هو اسمه الحقيقي اما اسم كمال فقد منحه له مدرسه في الرياضيات وذلك لتفوقه ووصوله لدرجة الكمال العلمي اما اتاتورك فقد منحها اياه الشعب التركي عام 1943 عندما اعطاه البرلمان الوطني لقب اتاتورك  وتعني(ابو الاتراك).   


كمال اتاتورك هذا اللقب فقد منحها اياه الشعب التركي عام 1943 عندما اعطاه البرلمان الوطني لقب اتاتورك وتعني(ابو الاتراك).   
دخل اتاتورك احدى المدارس العسكرية المجانية ليتخرج منها عام 1905 ضابط اركان حرب برتبة نقيب. وعندما بلغ سن الثلاثين من عمره، اندلع النـزاع التركي الإيطالي حول ليبيا. فتـألّق نجمه في ليبيا (1911 و1912). وبعد تحالف تركيا العثمانية مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى كان له الدور الكبير في الدفاع والذود عن مدينة اسطنبول ومضيق الدردنيل ضد القوات الانكليزية والفرنسية، وقد قدرت خسائر الإنجليز والفرنسيين في معارك الدردنيل سنة 1915 حوالي 150 ألف جندي، وقاد الجيش التركي عند دخوله في منطقة القوقاز الروسية. فتغير مجرى الحرب العالمية بكاملها في مضيق البوسفور والدردنيل. وقد عرفت هذه الهزيمة الغربية أمام الجيش التركي بقيادة الضابط مصطفى كمال بحملة غاليبولي.
وحصل على رتبة جنرال عام 1916 وعمره 35 سنة و في السنتين التاليتين خدم كقائد للعديد من الجيوش العثمانية في فلسطين و حلب ، في 23 ابريل 1920 تأسس مجلس الأمة الكبير وانتخب مصطفى كمال لرئاسته. في نهاية شهر اب عام 1922 منح المجلس الوطني مصطفى كمال لقب رئيس الاركان برتبة مارشال و وفي نفس الفترة ربحت الجيوش التركية حربها النهائية خلال اسابيع عدة و اصبحت الارض التركية الرئيسية محررة بالكامل و تم توقيع الهدنة و انتهي حكم السلالة العثمانية الى الابد.

حكم اتاتورك 15 عاما كانت مليئة بالأحداث والمتغيرات لترسم مستقبل تركيا الحديثة.
ومن اهم انجازاته :
•   في 3 اذار1924 تم الغاء الخلافة الاسلامية  وفصل الدين عن الدولة وجعل نظام الحكم والتعليم نظاما علمانيا.
•   في عام 1925تم منح مكانة وحقوق للمرأة وكان سباقا في هذا الانجاز على العديد من الدول الاوربية مثال على ذلك حصولها على حق التصويت في الانتخابات وبإقدامه على هذه الخطوة الجريئة يكون قد سبق بعض الدول الاوربية في ذلك ومن ضمنهم فرنسا التي منحت نفس الحق للمرأة عام 1945, وتم تشريع قانون لنزع حجاب المرأة اضافة الى منع تعدد الزوجات.
•   في عام 1926تم ادخال الاصلاحات القانونية وتم ادخال القانون السويسري مع بعض التغيرات ليتلاءم مع الواقع التركي وايضا القانون المدني والتجاري وقانون العقوبات.
•   احدث ثورة في طريقة اللباس لا غيا لبس الطربوش وهناك حادثة حصلت بعد صدور التعليمات بإلغاء لبس الطربوش كان اتاتورك يحضر حفلا لممثلي الهيئات الدبلوماسية ومن ضمنهم سفير مصر وكان يرتدي طربوش فصرخ فيه قائلا (قل لملكك اني لا احب هذا اللباس)
•   تبنى الحروف اللاتينية عام 1928.
من اهم الاسس التي  اعتمد عليها اتاتورك في بناء دولته الجديدة هي :
الجمهورية ,الوطنية, الشعبية ، الاصلاح والعلمانية والجدير بالذكر فان الاصلاحات والثورة التي قادها اتاتورك كان لها بعض الجذور في الحكم العثماني قبل اتاتورك   حيث قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية العثمانية سنة 1826 وأمر باتخاذ الزيِّ الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء وأصدر السلطان العثماني عبد المجيد منشوراً عام 1839 يسمح فيه لغير المسلمين بأن يلتحقوا بالخدمة العسكرية كما استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء  المدارس الحربية والبحرية.
وكان للتغييرات الجذرية التي نفذها اتاتورك أثرها الكبير في اطلاق عجلة الاقتصاد حيث بلغ معدل نمو الدخل القومي السنوي نسبة ما بين 7 و9 %، في حين قفز الإنتاج الصناعي الى معدل سنوي 11.5 %. بحيث تضاعفت حصته في الإنتاج الوطني الخام. ومنذ عام 1923، حيث تأسست الجمهورية، وتركيا تمضي بخطوات ثابتة نحو التقدم على مختلف الصعد، الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية حيث يعتمد نظامها العلمانية والديمقراطية وتعدد الأحزاب. وفي عام 1980 بدأت سياسة الانفتاح الاقتصادي بحيث شكل القطاع الخاص عام 1995 نحو 86 % من الاقتصاد التركي، بحيث تنتمي 445 من أصل 500 مؤسسة كبيرة إلى القطاع الخاص، أما نفوذ الاقتصاد التركي فيتلخص في استثمار 24 مليار دولار من الرأسمال التركي في الخارج موزعا بين 22 دولة. أما الاستثمارات الأجنبية بتركيا فبلغت 22 مليار دولار. يتوزع الاقتصاد التركي بين الخدمات بحصة الأسد (62%) ثم الصـــناعة (22 %) فالزراعة (16%).

والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن بحاجة فعلا الى نظام علماني ورجل شجاع وذو تاريخ وطني حافل مثل اتاتورك كي يستطيع ان يسير بنا الى التغييرات والى بناء دولة العراق الحديثة وخاصة ان العراق مهيأ اكثر من اية بلد اخر لتطبيق العلمانية بشكلها الحضاري والايجابي المتميز وذلك للتنوع العرقي والديني والطائفي اضافة الى كون العراقيين من الشعوب التي تتقبل التغييرات الحضارية الايجابية الحديثة اضافة الى شغفهم في حب التعلم والتميز وخير دليل على ذلك وجود هذا الكم الهائل من الخرجين وحاملي المؤهلات العلمية ولكن هل نملك هذه الشخصية الوطنية التي تملك تاريخ وطني حافل وملئ بالإنجازات كي تستطيع فرض اجندتها في التغيير, نحن نعتقد في الظروف الحالية ومع وجود الاحتلال والنفوذ الإيراني وكما يقال ان معظم القادمين الى السلطة قد جاءوا على الدبابة الامريكية ومن خلال هذا المشهد ولكي يظهر لنا فلان ابو العراق نحتاج الى زمن قد يقصر او يطول . فاذا كانت الاحزاب السياسية الدينية حريصة على الحفاظ على القيم الدينية فعليهم تبني النظام العلماني ودعمه، أما إذا أصروا على فرض نظام إسلامي بالقوة، فإنهم سينفرون الناس من الدين كما لاحظنا ذلك في البلدان التي تفرض فيها الدين بالقوة. وبهذا سوف نفقد الولاء المفترض للدولة او للوطن من جميع المواطنين وهو واحد من اهم المقومات التي تهيئ الظرف المناسب للأمن والاستقرار ومن ثم التقدم والتطور والاستقلال ولابد لنا من ذكر ان الحكم باسم الله سوف يولد نظام حكم مطلق يتبنى مواقف جامدة في مجالات الحياة المختلفة ولفرض مثل هذه القوانين المطلقة سوف تضطر الدولة الدينية للتحول من نظام ديمقراطي الى نظام قمعي صرف. وايضا هنا وجب الاشارة على ان الحكم الديني هو ليس حكم الله على الارض ولكن هو حكم الناس باسم الله.
اذا العلمانية لا تدعو للإلحاد كما تحاول التيارات الاسلامية المتشددة تصويرها وهي ليست ضد اية من الديانات وكما يرى د. حسن حنفي العلمانية كرؤية كاملة للكون تغطي كل مجالات الحياة وتزود الانسان بمنظومة قيمية ومرجعية شاملة, مما يعطيها قابلية للتطبيق على الارض والدليل على ان العلمانية هي ليست ضد التوجهات الدينية هو ما نلمسه من مساحة الحريات الواسعة والتي تشمل مختلف الديانات والثقافات وعلى وجه الخصوص المسلمين في البلدان التي تطبق العلمانية وان ما يمارسه المسلمون من تطبيق لشعائرهم الدينية لا يمكن ان يجدوه في اية بلد مسلم .واضف الى ذلك ان الحكم الديني سوف يعبر لامحالة عن مجموعة معينة من المواطنين وخاصة في البلدان ذات التنوع الديني المختلف ويشمل ذلك ايضا حالة كون الغالبية العظمى تنتمي الى دين واحد فنجد في الدين الاسلامي هناك 75 ملة وطائفة وحين سئل العقيد معمر القذافي حول رايه بتطبيق الشريعة الاسلامية فأجاب هل يوجد اثنين متفقين على شريعة واحدة كي يتم تطبيق هذه الشريعة. وهذا ما يراه معظم المجددين في عالمنا العربي والاسلامي ، ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين نستطيع القول ان العلمنة هي ليست بالضرورة بديلا عن الذهاب الى الجامع او الكنيسة.
وان رافضي العلمانية والتحديث تشغلهم كثيرا قضية العلاقة بين العلمانية والدين والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل العلمانية هي ضد الدين ام العلمانية هي مع الدين ام ان العلمانية والدين يسيران بخطيين متوازيين وليس من الصعوبة ان تجد انسانا علماني التوجه وفي نفس الوقت فهو انسانا متدينا والعكس صحيح مع الاخذ بعين الاعتبار ان التدين نسبي ويتأثر بعاملي الزمان والمكان. ويشير محمد سعيد العشماوي الى ان مفهوم الحكم في القران لا يعني الحكم السياسي بل يعني “القضاء بين الناس او الفصل في الخصومات او الرشد والحكمة.
ونحن بانتظار ابو العراق العلماني التوجه والذي يؤمن بان للدين دور في بناء المجتمع وان الحريات لابد لها ان تستند الى قاعدة اخلاقية قوية.
المصادر:مواقع الكترونية وكتب مختلفة

د.عامر ملوكا


42
من أفكاري المبعثرة: الجزء الثالث
هذه الافكار المبعثرة نشرت في مجلة بابلون الصادرة في مدينة ملبورن وسوف ننشرها في اجزاء:

د. عامر ملوكا

العدد 9

•   جميعنا بارعون عندما نتحدث عن أنفسنا، ولكن هل يتطابق حديثنا مع أفعالنا.
•   نحب ان نتكلم كثيراً ونسمع قليلاً رغم ان الله منحنا أذنان وفم واحد.
•   إذا كنت تعتقد أنك في القمة فأيضاً تعتقد أنك لا تحتاج إلى الله.
•   يضطر الأذكياء أحياناً للتظاهر بالغباء (من متطلبات عصرنا الحديث).
•   الصدق عند ذكر الأخرين يجعل عالمنا أكثر صمتاً وهدوئاً.
•   قد نبحث عن صداقات مع ناس ليسوا ذو أهمية كي نرى أنفسنا كبار.
Issue 9
•   We are all superior when we talk about ourselves, but does our conversation match our actions.
•   We love to talk a lot and hear a little, even though God had given us two ears and one mouth.
•   If you think you are at the top, then you think you do not need God.
•   The smart ones sometimes must pretend to be stupid (a requirement of our modern era).
•   Honesty at the mention of others makes our world more silent and quieter.
•   We may seek to friend people who are not important to see ourselves as senior.



العدد 10
•   كنا قديماً نلبس ثياباً متسخة وقلوبنا نظيفة وفي عصرنا الحالي ملابسنا أنظف من قلوبنا.
•   لا تعاتب كثيراً لأنك سوف لن تجد من تعاتبه.
•   كلما زادت سعادتنا في مجال معين قلت في مجال آخر إنها حكمة السماء في المساواة.
•   لا تحكم كثيراً على الناس من خلال كلامهم لأن الكثير منهم قلوبهم في جيوبهم.
•   الفرق بين الإنسان الحضاري والغير حضاري كالفرق بين المياه الجارية والراكدة.
•   دائماً ضع لمنزلتك في قلوب الآخرين سقفاً واطئاً كي لا تنصدم لاحقاً.
Issue 10
•   We used to wear dirty clothes and clean hearts. Nowadays, our clothes are cleaner than our hearts.
•   Do not admonish too much because you will end up having nobody left to admonish.
•   Do not judge people so much by their words because many of them have their hearts in their pockets.
•   The more happiness we have in a certain area, the more it will decrease in another area, for this is heavenly wisdom of equality.
•   The difference between civilized man and uncivilized man is like the difference between running water and stagnant water.
•   Always gauge your status in the hearts of others with a low ceiling so that you will not be shocked later.


العدد 11
•   أن من مفاتيح القبول الاجتماعي ان نتعلم قول كلمة شكراً ونرددها كثيراً بين مفرداتنا.
•   فلنقبل جنون بعضنا بشكل متبادل.
•   ورثة البخيل محظوظون.
•   البعض منا يقيس عمر الإنسان بالسنين وهذا خطأ كبير العمر يقاس بماذا قدمت بمن فكرت وكم من هذا العالم اختبرت.
•   أن أسوء شيء يتركه الإنسان بعد مماته هو المال لأن ليس برغبته واختياره.
•   كلما زاد احترامنا للمال كلما قل احترامنا لأنفسنا وقل احترام الأخريين لنا.
•   لا يمكن للبخيل أن يحب إنسان من كل قلبه لأنه دائماً يحب المال أكثر.
Issue 11
•   Making the word “thank you” a frequent item in our vocabulary helps us to accept socialisation and build good relationships.
•   Let us accept each other’s madness.
•   The heirs of tightwads and cheapskates are lucky.
•   Some of us measure the age of man in years; but a great calculation of his age should be measured by what he gave to whom, how he thought and how much of this world he tested.
•   The worst thing that a man leaves after death is money, because it is not his desire and choice.
•   The more we respect money, the less we respect ourselves and the less people respect us.
•   A fool cannot love a man with all his heart because he always loves money more.

العدد 12
•   البعض يعتقدون إنهم يعبدون الله، ولكن الله الذي يعبدوه هو أقرب للشيطان منه إلى الإله الحقيقي.
•   الأفعال تتكلم أكثر من الكلمات.
•   السرطان ليس مرض خبيث فقط وإنما خبيث وغبي لأنه يقتل صاحبه وينتحر.
•   الأنانية والبخل من أسوأ الصفات التي يحملها الإنسان وتصبح أسوأ إذا رافقتها الصلافة.
•   البعض ينسى أفضال الناس عليه لإنهم يتبعون الطبيعة البشرية في النسيان دون التعلم من القيم الإنسانية العليا.
•   بعض الناس عندما يموت لا يهمه إذا ذهب العالم للجحيم من بعده.
•   السيد المسيح قال، "أحبوا أعدائكم". هل حاولت تطبيق ذلك إذا كان الجواب كلا أبدأ الآن.
Issue 12
•   Some believers think that they believe in God. But the god in whom they believe is closer to Satan than he is to God.
•   Actions speak louder than words.
•   Cancer is not only a selfish disease but also stupid; for not only does it kill its victim, but it also commits suicide.
•   Selfishness and stinginess are amongst the worst attributes of humanity, & they become worse if accompanied by blasphemy.
•   Some people forget the favors that other people do for them. They follow human instincts without learning human-taught values.
•   Many people, as they die, do not care if the whole world goes to hell.
•   Jesus said, "Love your enemies.” Have you tried this? If not, start now.



43
من أفكاري المبعثرة : الجزء الثاني
هذه الافكار المبعثرة نشرت في مجلة بابلون الصادرة في مدينة ملبورن وسوف ننشرها في اجزاء :
د. عامر ملوكا


العدد 5
•   قد نعتقد انها شطارة عندما نتجاوز على حق الآخرين وطريق سهل لجمع المال لكنها في نفس الوقت طريق مليء بالأشواك والمتاعب.
•   إذا كانت لديك كلمة طيبة بحق الآخرين فقلها وعكس ذلك فالصمت أفضل.
•   قد نمضي سنوات طويلة لبناء سمعة طيبة، ولكن بساعات ممكن ان تبني سمعة سيئة.
•   ان ايجابيات وسائل الاتصال الحديثة انها تحمل الكثير من الأخبار السارة ومن سلبياتها تحمل الكثير من الأخبار غير السارة.
•   عندما تختلف مع أكثر من شخص وليس لديك إضعافهم ممن يتفقون معك فاعلم بأنك بحاجة إلى مراجعة ونقد شخصيتك.
•   نعتقد أننا يجب ان نقول كلمة الحق عندما نحكم بين شخصين، ولكن هذا الاعتقاد يختلف عندما تكون أحدهم.
Issue 5
•   We may think ourselves supremely clever to make easy money by cheating other people, but it turns out to be a pathway strewn with thorns and trouble.
•   If you can say a good word for another person, speak out; otherwise, it is better to remain silent.
•   It can take many years to build a good reputation, but we can earn a bad one in a matter of hours.
•   The positive side of the new communication technology is that it brings us a lot of good news; and the negative side is that it brings us a lot of bad news.
•   When you cannot get along with more people than just one, and there are not many times more that number with whom you do get along, you know that it is time to reflect on and reform your own personality.
•   We all believe that we could judge rightly between two disputants, but we think differently of the same judgment when we are one of the two.


العدد 6
•   عادة نفهم الموت بأنه مغادرة الروح للجسد، ولكن يعيش بيننا الكثير من الأموات مع أرواحهم.
•   فمع زيادة مباهج الحياة الحديثة الكل يسعى لإطالة سنين حياته، ولكن هل ان حياتنا عشناها بالشكل الصحيح أم ان معظمها لا قيمة له؟
•   لكي تعيش حياتك بالشكل الصحيح يجب ان تتضمن الأمل، العمل، فعل الخير، مشاركة الآخرين اجتماعيا وان تملك ناساً تحبهم ويحبونك.
•   اجعل حياتك دائماً تتبع افكارك وليس افكارك تتبع حياتك.
•   كل الأشياء خاضعة لقانون التغيير إلا قانون التغيير نفسه.
•   عندما تفعل الخير وتجعل من حولك يشعر بالسعادة فان ذلك سوف ينعكس عليك كانعكاس الأشعة.
•   قد أكون مؤمناً ولا املك حساً إنسانياً عالياً وقد أكون غير مؤمن واحمل حساً إنسانياً عالياً.
Issue 6
•   We usually understand death as the soul leaving the body; but many among us, although their souls remain in their bodies, are living as if they were dead.
•   With the increase of the joys of modern life, everyone seeks to prolong his life, but living a long life in years is no guarantee of whether that life has been lived well or worthlessly.
•   To live your life properly you must include hope, work, doing good, sharing with others socially and having people who love you and whom you love.
•   Always make your life follow your thoughts and not your thoughts follow your life.
•   *All things are subject to the law of change except the law of change itself.
•   When you do good and make those around you feel happy, its reflection will bounce back to you like the radiating of light.
•   I may be a believer and not have a high sense of humanity and I may be a non-believer and carry a high sense of humanity.

العدد 7
•   كل إنسان نلتقيه فهو أفضل منا بشيء واحد على الأقل فلو تعلمنا هذه الأشياء فسوف نستحق لقب الإنسان الحضاري
•   في اللحظة التي يتحقق فيها حلمنا يولد لنا حلم جديد فما دمت أحلم إذا أنا موجود.
•   ان ثقافة الاختلاف وقبول الآخر ثقافة راقية ومن المهم التحول من وهم التطابق إلى وعي الاختلاف.
•   عندما نكون مختلفين فأننا نمنح لبعضنا البعض فرصة كبيرة لكي نمارس إنسانيتنا من خلال التسامح والتصالح والغفران.
•   انهم قد تجاوزوا السبعين والثمانين من عمرهم ويعرفون انه لم يبق لهم إلا القليل، والفرح لم يغادر قلوبهم والضحكة لم تغادر وجوههم انه الإصرار على الحياة.
Issue 7
•   Every person whom we meet is better than ourselves in at least one thing. If we learn that thing, we will deserve the title of “civilized man”.
•   The moment our dream comes true, a new dream is born to us.
•   The culture of difference and acceptance of the other is an upscale culture. It is important to shift from an illusion of conformity to a consciousness of difference.
•   When we are different, we give each other a great opportunity to exercise our humanity through tolerance, reconciliation, and forgiveness.
•   There are people who have exceeded their seventieth or even eightieth year of age and know that they have little time left, yet joy has not left their hearts and laughter has not left their faces and they insist on being fully alive.

العدد 8
•   اننا يجب ان نخاف من الشر والأشرار أكثر من خوفنا من المرض والموت.
•   كثيرا ما نبحث عن الحياة بعد الموت ولم نعرف هل كان لنا حياة قبل الموت.
•   جميعنا نسعى لكي نملك هذا العالم ولهذا نحن نعيش في عالم سيء ولو أبدلنا كلمة نملك بكلمة نحب لأصبح عالمنا جميل وامن.
•   قد نشترك في نفس سنة الميلاد ونختلف في سنة الممات والعكس صحيح انها سر من اسرار الحياة.
•   لو عرف كل انسان متى يموت اعتقد كنا سنصبح أكثر إنسانيين.
Issue 8
•   We must fear evil and evildoers more than our fear of illness and death.
•   We often search for life after death yet do not know if we had a life before death.
•   We all strive to possess this world that is why we live in a bad world. But if we change this desire of possess to love. The world would be beautiful and safe.
•   We may share the same year of birth and differ in the year of death and vice versa. It is a secret of the mysteries of life.
•   If everyone knew when he was going to die, we would become more human.


44

د.عامر ملوكا


من أفكاري المبعثرة : الجزء الاول
هذه الافكار المبعثرة نشرت في مجلة بابلون الصادرة في مدينة ملبورن وسوف ننشرها في اجزاء :
 
مجلة بابلون :العدد 2
•        أن البخل مرض ويحتاج للعلاج كأي مرض عضوي أو نفسي والمشكلة ان بعضهم لا يعرف أنه مريض، ولكنه يتحايل على البخل بتبويبه تحت معاني ومسميات كثيرة.
•        لابد ان نجعل لنا أحبة، نحبهم مثل أرواحنا (كالعائلة، الأب، الأم، الأخوة، الأخوات، الأصدقاء وغيرهم....) لأنه عندما تضعف هياكلنا الجسدية نحتاج لمن يرمم ويسند هذه الهياكل فهل لديك مثل هؤلاء الأحبة؟
•        الكثير منا عندما يقيم نفسه يضعها في قمة الهرم، ولكن إذا أردت ان تقيم نفسك وتضعها في المكان المناسب تخيل أنك قد غادرت هذا العالم فماذا سيقول ويكتب عنك أهلك وأقربائك وأصدقائك والغرباء وكل اللذين يعرفوك واللذين لا يعرفوك شخصيا، عندها سوف تعرف أين موقعك على الهرم.
•        الأديان مهمة في حياتنا وهي بالتأكيد يحتاجها الإنسان، ولكن إيهما أفضل ان نكون متدينين ولاإنسانيين أم إنسانيين وغير متدينين؟ من وجهة نظرنا ان نكون إنسانيين وغير متدينين أفضل من ان نكون متدين ولاإنسانيين وما أكثرهم في مجتمعاتنا هذا بالمقارنة، ولكن أفضلهم ان أكون إنسانا ومتدينا في نفس الوقت.



From my Scattered Thoughts

Issue 2
•        The parsimony like disease need treatment like organic disease or psychological problem and that some of them did not know that he was sick or known he is sick, but he tries to deceive himself under predict his parsimony by different ways.
•        We must make lover people love us, love them like our lives (such as family, father, mother, brothers and sisters, friends, and others...) because when the physical structures (our body) become weak we need for those rebuilding and assigns these structures do you have like these people love you.?
•        Many of us when he assesses himself puts it in the top of the pyramid, but if you want to establish yourself and put it in the right place Imagine that you have left this world, what will say and write about you, your family and related to you and your friends and strangers, and all who know you, then you will know where your pyramid.
•        Religions important in our lives and it is certainly needed by the human but whichever best to be religious and a human or humanists and non-religious from our point of view to be inhumane and is religious better than to be religious and no humanist and they are a lot in our societies in comparison, but the best of them to be a humanist and religious at the same time.
 
العدد 3
•        الكثير من الأفكار والأعمال والتصورات التي نؤمن بأنها صحيحة اليوم، ولكن بعد عقد أو عقدين او اكثر نكتشف كم كنا سطحيين وسذج لأننا كنا على يقين بأنها الأصح. حيث ان كل الأشياء تخضع لقانون التغيير إلا قانون التغيير..
•        أن المسيح هو الكمال في اللامتناهي ونحن جميعا نبدأ مشوار حياتنا من خط شروع واحد، سعيد من أنهى مشوار حياته وهو أبعد ما يكون عن خط الشروع.
•        عندما تتضخم الآنا عندنا حينها نسعى لكي نملك هذا العالم.
•        أن قوة الإيمان وعمقه تتجسد أكثر عندما يكون الإنسان في موقع القوة ويمتلك مفاتيح الشهرة والمال والسلطة والصحة ويأخذ صورا أكثر إشراقا عندما يكون هذا الإيمان حقيقيا وعميقا وصادقا ونابعا من القلب لا ان يكون عبارة عن حركات مسرحية وعادات وتقاليد نمارسها لخدمة المفاتيح المذكورة أعلاه.
•        أننا نتحول شئنا أم أبينا إلى مجتمعات للنحل والنمل في العالم الرأسمالي حيث تسلب منا إنسانيتنا ونسير نحو ان نكون أكثر مسيرين وبإرادتنا وليس بإرادة الآخرين وهذا لم نحس أو نشعر به ولن يقف أمامه إلا الإيمان بالله ولهذا نجد الكنائس والمؤمنين محاصربين في دائرة ضيقة.
Issue 3
•        There are many thoughts, deeds, and perceptions that we believe to be true today; but we will, after a decade or two, discover how superficial and naïve we were to be so certain of their rightness. All things are subject to the law of change, and the law of change alone is unchanging.
•        Christ is perfect in eternity. We all begin our life-journey from the same starting-point. Happy is the one who ends his life far from the starting-point and close to eternity.
•        When our ego swells, we then seek to have this world.
•        The strength and depth of faith develop at a time when a person is in a position of strength and holds the keys to fame, money, power, health. The pictures become brighter when this faith is genuine, deep, and honest, when it stems from the heart. It does not look like a game, obeying the world’s customs and traditions, but we practice it to serve the keys to Heaven.
•        We turn, whether we like it or not, into the communities of bees and ants in the capitalist world, which robs us of our humanity. We walk around becoming more controlled by others than being free to do our own will and not theirs. Either we do not perceive this, or we perceive it yet cannot stop it, unless we increase our faith in God. For that we find our churches and all believers tightly surrounded by our invisible foe.
 
 
 
العدد 4
•        هناك بعض الناس نحبهم كثيرا وعندما نقترب منهم نحبهم أكثر وهناك البعض الآخر نحبهم كثيرا لكن عندما نقترب منهم يقل هذا الحب، لكي نحافظ على هذا الحب تضطر ان تكون بعيدا...
•        يقولون أتقي شر من أحسنت إليه ونحن نقول أتقي شر من أحسنت إليه بالإحسان إليه...
•        الكثير منا قد لا يتزوج لأنه يبحث عن الإنسانة التي تحبه أكثر مما يحبها ويحبها أكثر مما تحبه ونفس الشيء للمراءة...
•        في داخل كل إنسان حيوان مفترس وكلما استطعنا ترويض هذا الحيوان كلما ارتقينا بإنسانيتنا...
•        نحتاج ان نمنح عقولنا إجازة يومية لمدة ساعة لا نفكر بها بأنفسنا وإنما بمن حولنا...
•        قد نختلف ولا نتفق وجميل ان نتفق أننا مختلفين...
•        لا تفعل شيء في الظلام تستحي ان تفعله تحت أشعة الشمس...
Issue 4
•        There are some people whom we love a lot and when we become closer to them, we love them even more; and there are others whom we love a lot but when we become closer to them, this love is decreased. To maintain love, we are forced to keep more distance.
•        To prevent evil from people you need to do more to benefit them.
•        Do not be careful of whom you do a favor for. Do favors for everyone without discrimination.
•        Many young people do not marry because each is looking for a person who will “make me happy” and “love me more than I love her” (or him). They do not find a partner because the other young people are looking for the same thing!
•        Inside every human is a predator. Whenever we tame this animal, we elevate our humanity.
•        We need to give our minds every day leave for one hour not to think of ourselves but of those who are around us.
•        We may disagree, but it is fine to agree that we are different.
•        Do not do anything in the dark that you would be ashamed to do in the light.


45
مقابلة الدكتورة منى ياقو والامانة العلمية في الطرح:

جاءت مقالة الدكتور عبدالله رابي بمحاورها المتعددة لتغطي كل جوانب الموضوع للقاء الذي أجرته قناة الميادين مع الدكتورة منى ياقو وسوف اتطرق الى جانب مهم وهو يخص حملة الشهادات العليا والباحثين العلميين . ان اهم مايميز حاملوا شهادة الدكتوراه والباحثون في المجال العلمي هي الامانة العلمية وخاصة في القضايا التاريخية بشكل خاص والعلوم الانسانية بشكل عام وإن كان الباحث في داخله منحازاً لجهة او طرف لاسباب سياسية او اجتماعية او حزبية ضيقة. وتعتبر الامانة العلمية واحدة من اهم صفات حاملي الشهادات العلمية العالية ، ومن اهم العوامل التي تضيف المصداقية والعلمية في اراء الباحث او العالم هي توخي الصدق والدقة في الطرح وخاصة العلوم الانسانية كالتاريخ والانساب واصل الشعوب. لانها قابلة للمناقشة ولايمكن الجزم بدقتها مثلما يتم الجزم في العلوم الصرفة كالرياضيات والكيمياء والفيزياء . فاذا قلنا أن أصل الانسان هو القرد حسب نظرية داروين للتطور فسوف تتضارب الاراء وكل طرف قادر على ان ياتي بأدلة تؤيد مايذهب اليه ولكن لايوجد حقيقة مطلقة فكل طرف يطرح مالديه ويحترم الرأي الاخر ولايتم الغائه او مصادرته وهكذا عندما نتكلم عن شخصية هارون الرشيد فهناك من يمجد هذه الشخصية وهناك من يحط من قدره ولكن في الكيمياء نستطيع القول ان للماء ثلاث حالات الحالة الصلبة والسائلة والبخارية ، ولايمكن تفنيد هذا الرائ وهو حقيقة دامغة. في لقاء الدكتورة منى ياقو مع قناة الميادين تتحدث بمنطق لاينم عن اية علمية او اشارة الى الامانة العلمية في الطرح، وان الاراء الشخصية التي طرحتها غير معززة باية ادلة او مصادر وواقع الحال يشير الى عكس ذلك تماما .وعلى الباحث النزيه ان يذكر كل الاراء وخاصة مايتعلق بكل مكون وتغافلت نسبة الغالبية العظمى من المسيحيين الكلدان والسريان ولاضير من ذكر اننا شعب واحد لكن هذا الشعب غالبيته من الكلدان. وايضا لايجوز للباحث العلمي التصديق واعتبار رائيه مسلم به وان كان يعبر عن رأي الاكثرية فكيف وهي تعبر عن رأي الاقلية . ونقطة اخرى على الباحث العلمي ان لايهمل او يتغاضى بشكل متعمد او غير متعمد عن اي حقيقة او واقع حال لمجرد انه يختلف في توجهاته وارائه وانتمائاته ومصالحه مع الرأي المقابل . في احد الاسئلة اعترفت الدكتورة بوجود مشكلة التسمية فاذا كانت فعلا موجودة فكيف تحل هذه المشكلة بفرض وجهة نظر احادية ومن جانب المتكلم والتي ذكرت بان الحالة القائمة هي ذكر الاسماء الثلاثة التي نعتز بها جميعا. ذكرت سهل نينوى وكنيسة سيدة النجاة وتمثيل المسيحيين في الدولة العراقية عام 1925 في القانون الاساسي كلها تخص الكلدان والسريان . نضم صوتنا لصوت الدكتور عبدالله رابي في الدعوة للدكتورة منى ياقو لتقديم الاعتذار على ان لاتتكرر مثل هذه التجاوزات والتي هي ليست لصالح مستقبل شعبنا المسيحي بكل تسمياته. ونعرج على االسؤال الذي طرحه الاخ مقدم البرنامج لضيفته بان تدخلي الانتخابات من الباب الاوسع باجندة وطنية بعيدة عن القومية اوالكوتا الدينية وهو الاكثر ضمانا وامنا للمستقبل القريب والبعيد لشعبنا المسيحي اوشعبنا بتسمياته القومية الثلاث ان يعيش في دولة المواطنة والدولة المدنية التي تلغي الاكثرية والاقلية والجميع متساوون بالحقوق والواجبات .
د.عامر ملوكا

46
رسالة الى ثوار تشرين :
ثورة تشرين ونظرية جين شارب اللاعنفية :
يناشدنا السيد المسيح في موعظة الجبل احبوا اعدائكم وصلوا من اجل مضطهديكم واحسنوا الى مبغظيكم والسيد المسيح هو المعلم الاول وراعي اللاعنف من خلال كل ماعلم به واللاعنف لايعني الخنوع والضعف والركوع بل يعني ان تطالب ثم تطالب ثم تطالب الى ان تحصل على حقك .
ويذكر مارتن لوثركينغ ، اللاعنف لايعني تجنب العنف المادي مع الاخرين ، بل ايضا الروحي الداخلي انك لاترفض اطلاق الرصاص على شخص اخر فقط بل ترفض ان تكرهه، لاحظ هنا البعد الانساني والمفهوم الرائع لمعنى اللاعنف والذي يغيب عن بال الكثيرين ، ان اللاعنف يشمل لاعنف اللسان وليس استخدام ادوات واسلحة للقتل والتدمير فقط ، لان معظم الاعمال الشريرة تبدا بالعقل ثم اللسان ثم الفعل .
ويذكر غاندي احد رواد المنهج اللاعنفي في الحياة فيقول ان كلمة (ساتيا) او الحقيقة امرا مهما ، حيث ان الحقيقة عند غاندي لها اوجه مختلفة ولايمكن لفرد معين ان يمتلك كل الحقيقة بل بعضها وبهذا فاننا كلنا نحتاج لبعضنا البعض كي يكمل مفهوم الحقيقة ونصل الى الحقيقة الاكبر.
العالم جين شارب بروفسيور علم الاجتماع الأميركي من دعاة اللاعنف وواضع نظرية اللاعنف كسلاح سياسي تستعمل للاطاحة بالانظمة الفاسدة والدكتاتورية. وهو احد المتاثرين بغاندي وافكاره في مناهضة الاحتلال البريطاني. ويؤكد شارب في كتابيه من الدكتاتورية الى الديمقراطية و حرب اللاعنف ،  على تفوق استراتيجية اللاعنف على استراتيجية العنف ومن اهم الاساليب التي يمكن للمتظاهرين السلميين اتباعها هي الاضرابات العامة والتظاهرات المستمرة واحتلال بعض المواقع المهمة اضافة الى عدم دفع الضرائب و العصيان المدني .ومن اهم النتائج التي سوف تظهر لاحقا  مع تصاعد وتيرة الحراك اللاعنفي وبمرور الوقت سوف تنضم اعداد كبيرة من الشعب وهو من اهم العناصر التي سوف تزيد من فرصة نجاح التغيير، وهناك احتمالان لاثالث لهما للسلطة في مجابتها او تعاملها مع هذه الاحتجاجات .الاحتمال الاول وهو رضوخ السلطات للمطالب الشعبية وبالتالي انضمام اعداد كبيرة من المواطنين للاحتجاجات اللاعنفية وبالتالي نجاح الثورة والتغيير ، والاحتمال الاخر مجابهة السلطات للاحتجاجات بالقوة والعنف مما سيسفر عن سقوط شهداء وضحايا وهذا مايؤدي الى نتائج تصب في صالح المحتجين والثوار من خلال التضامن الشعبي المتزايد مع الثوار وزيادة عدد المؤيدين للثورة وكلا الاحتمالين يؤديان الى سقوط السلطة وانتصار للثوار اللاعنفيين . وتبقى الاحتمالات قائمة في عدم نجاح الثورات اللاعنفية معتمدة على ظروفها ومدى تشبث النظام القائم بالسلطة على حساب الشهداء واستخدام القوة المفرط كما في قمع القذافي للمحتجين باستخدام القصف بالطائرات وسقوط عشرات الالاف من  الضحايا والبطش العشوائي سوف يفقد الثورة اللاعنفية مؤيديها وبالتالي فشلها .ومن امثلة الثورات السلمية التي ادت بالسلطة بالتراجع وتسليم زمام الامور امام الثورة اللاعنفية ، النموذج التونسي والنموذج المصري .
ثورة تشرين ثورة كل الشرفاء العراقيين كانت ولاتزال ثورة سلمية لاعنفية بامتياز وجوبهت هذه الثورة بالحديد والنار والقتل المتعمد وكما بينا سابقا وحسب نظرية جين كان يفترض ان يزداد عدد الملتحقين لهذه الثورة وهذا ماحصل وتم اسقاط رئيس الوزراء وحكومته ولكن لم يتم اسقاط المتحكمين بالعملية السياسية او الدولة العميقة التي سوف تبقي على نفوذها وسلطتها وان تغيرت الوجوه والمناصب ويمكننا ان نعزي ذلك الى ان من اهم مصادر القوة للسلطة الحاكمة هي قوات الجيش والشرطة والمؤسسات الحكومية والسلطة القضائية والمؤسسات الدينية ، ويضاف لهما عامل مهم اخر الاعتماد على القوى الخارجية.
ثورة تشرين وعلاقتها بالشرطة والجيش النظاميين كانت بلاشك جيدة وايجابية ولكن في حالة الوضع العراقي فان الجيش والشرطة لايمثلون التشكيل الرئيسي والفعال على الارض مقابل سلطة وسطو المليشيات المسلحة ونفس الشئ ينطبق على المؤسسات الحكومية والسلطة القضائية  التي تسيطر عليها الاحزاب والمليشيات وحالها لم يكن افضل من الجيش والشرطة. و المؤسسات الدينية المستفيدة كالاوقاف فهي  بالتاكيد تقف الى جانب السلطة لفسادها واما المراجع الدينية والتي كان يمكن ان تلعب دورا حاسما ليس في تغيير الوجوه والابقاء على الدولة العميقة التي سوف تستمر بانتاج نفس الوجوه وقيادة البلد الى المجهول لسنوات طويلة قادمة ، وكان بامكان المرجعية من اصدار فتوة كفتوة الجهاد الكفائي لمقاومة داعش تثمينا للدماء الزكية التي سقطت في هذه الثورة والتي لو حصلت لكانت فرصة ذهبية للاطاحة بدولة المليشيات والاحزاب العميلة والفاسدة "والتي هي اخطر من داعش لان داعش عدو مكشوف وتكاتف الشعب للقضاء عليهم وهؤلاء ذئاب بثياب حملان"   وتاسيس للدولة المدنية ودولة القانون وانتشال العراق والعراقيين من هذا الوضع البائس حيث لايزال معظم العراقيين يعيشون على الهامش وخارج ايقاع الزمن والحضارة. ومن عوامل قوة السلطة الحاكمة ايضا الدعم الخارجي والمقصود به في الحالة العراقية هو الدعم الايراني لاتباعها من المليشات والاحزاب الفاسدة التي تستند عليها في نهب ثروات العراق واستباحة حقوقه واراضيه وتنفيذ اجنداتهم التي تصب في خدمة شعبهم اي الشعب الايراني.
لابد لثوار تشرين ان لاينسوا بان اية سلطة رجعية او قمعية او دكتاتورية  بان من اهم مصادر قوتها هو الشعب وطاعته لهذه السلطة ان كان حاكم او سياسي او رجل دين وفي حالة فقدانهم لهذه الطاعة وهنا نقصد كل انواع الطاعة وخاصة العمياء عندها سوف يكتب لثورة تشرين النجاح والانتصار ليس بتغيير الاوجه والاقنعة لابل بالتغيير الشامل والجذري لكل اوجه الفساد والعمالة والاستبداد والتوجه نحو بناء عراق حر وطني ديمقراطي وبلد امن ومتطور ويسع لكل طوائفه دون تفرقة او تمييز .. فهل سوف نشهد عراقا خالي من العراقيين اللذين يمنحون طاعتهم مجانا ولاية جهة كانت ليحصدوا الفقر والدمار والتخلف وضياع الوطن ام انهم مع ثوار تشرين سوف يسحبون هذه الطاعة ويوجهوها الى العراق فقط وليس غير العراق لنبدا بناءه من نقطة الصفر لاننا لازلنا تحت خط الصفر من مرحلة بناء الانسان وبالتالي بناء وطن اسمه العُراق بضم العين كما اجاب الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري: لماذا عندما تقول عراق تلفظها (عُراق) بضمّ العين؟ قال: لأنّه يعزّ على الجواهري أن يكسر عين العراق . وهكذا كان رئيس الوزراء العراقي الراحل نوري السعيد يضمّ العين حين يذكر العُراق في بعض خطاباته الشعبية.
د.عامر ملوكا


47
برنامج مجرد أراء تحت عنوان البيئة من منظور الديني مع ضيف البرنامج الدكتور عامر ملوكا من استراليا
تقديم: جنان يوسف
اعداد: برناديت شمعون
مدير الانتاج: هاني توما
إخراج: دان عسكر

https://www.facebook.com/100000885530699/posts/3719477954758352/?d=n

48
خرافة النقاء العرقي :

ان مصطلحات النقاء او الصفاء العرقي او النسب الشريف  او ثبات النسب او الانتماء اوالنقاء القومي او الأصل النقي كلها مصطلحات  اثبتت العلوم الحديثة ابتعادها بشكل كبير عن الحقائق العلمية التي تستطيع بيان مدى صحة هذه الادعاءات من خلال المختبر وتحليل النتائج .

 وكانت لهذه المفاهيم تاثير كبير على تفكير الكثير من القادة والمفكرين والسياسين وقامت على اساسها امم ودول وامبراطوريات واحزاب وقامت ايضا حروب ونزاعات وابادة وتطهير عرقي والتي في مجملها غيرت شكل ومسار التاريخ.

وان فكرة التفوق العرقي وعلاقتها وتبنيها من قبل احزاب اليمين واقصى اليمين المتطرف فقد وضع فرانسيس غالتون عام 1883 اسس علم تحسين النسل وتطبيق مبدا البقاء للاقوى والافضل  طبقا لنظرية داروين والتي قادت اوربا وقادتها وفي مقدمتهم هتلر الى الايمان بالتفوق العرقي وقد قامت المانيا النازية بالقضاء على السكان الذين يعتبرون حجر عثرة في تقدم البشرية وتشجيع الناس ذوي الجينات الجيدة على الانجاب فقط .

وقد كانت لاراء داروين ونظريته للتطور التاثير الكبير على افكار هتلر والتي ادت بالكثير من الاجراءات والاعمال الغير اخلاقية بحق الكثير من الشعوب والبشر ومن هذه الافعال عمليات التعقيم الجماعي والمذابح الجماعية والتي كانت تهدف حسب ايمان منفذيها الى الانتقاء البايولوجي للانواع البشرية المتفوقة . وساعدت نظرية داروين ومؤيديها من العلماء من اعطاء الغطاء الاخلاقي والعلمي للقيام بكل هذه الافعال والتي كانت من وجهة نظرهم فضائل اخلاقية . وقد قام هتلر عام 1933 بعمليات اطلق عليها تطهير العرق الجرماني وتنقيته فاجاز للاطباء وبقانون مشرع باجراء عمليات تعقيم اجباري للمرضى النفسيين وذوي الاحتياجات الخاصة والغجروالسود . ونفس الشئ حصل في الولايات المتحدة وكندا والسويد ثلاثينيات القرن المنصرم.

.

وقد اشارت احدث البحوث لجامعة هارفارد والتي يقودها العالم ديفيد رايش وبالاعتماد على الحامض النووي  ان الاوربيين القدامى استقروا في قارة اوربا بعد هجرات متعددة من الشرق الاوسط قبل 14 الى 19 الف عام مضت  واثبتت هذه البحوث ان اسلاف الاوربيين والنازيين الاوائل جاءوا من افريقيا الى اوربا مرورا بالشرق الاوسط. وتؤكد البحوث ايضا الى ان البشر انتقلوا وتزاوجوا مع بعضهم البعض منذ ان غادرت المجموعات الاولى افريقيا قبل 60 الف عام . ويذكر عالم الكيمياء العضوية الروسي البروفيسور أناتولي كليوسوف ان  نسبة الآريين في ألمانيا لاتزيد عن نسبتهم في عُمان والسلاف الروس يتشاركون النمط الجيني نفسه مع قبيلة قريش ونستطيع ان نشبه التمازج والتلاقح الذي حصل بين مختلف الاعراق والاجناس لعشرات اللاف من السنين كالمحيط التي يستقبل المياه من كل انهار العالم واراضيها لتختلط وتتجانس مع بعضها والتي يصعب او يستحيل ان نجعل انتساب هذا المحيط الى النهر او البحر الفلاني.

كان العلماء ولسنوات قريبة مضت يعتمدون على مصدرين اساسين في البحث في تاريخ الشعوب وعلم الانساب والانتماء وهي الاثار بكل اشكالها المجسمة والكتابية والمصدر الاخر التراث المحكي والديني والاساطير. ولكن اخيرا تم اضافة مصدر مهم يعتمد العلمية المطلقة في تحليل النتائج وتاكيدها الا وهو علم Genetic Genealogy علم الأنساب الجيني .

 

ان أول من اكتشف (الجينات Genes الموروثات) العالم البريطاني جيفيرز عام 1984.  كم من الحروب وملايين البشر تعرضت للابادة والقتل والظلم باسم التفوق العرقي والنقاء او الصفاء العرقي وكم من الناس خدعت بان بعضهم هو من سلالة الانبياء والمرسلين وهكذا سقطت كل الادعاءات بالتفوفق والتميز للجنس الاري النقي وانتهت اسطورة الاصول العبرية للجد الاعلى يعقوب والتي استندت عليها اسرائيل في بناء كيانها . وهكذا انتهت اسطورة العروبيين والاصل الطوراني للناطقين بالتركية والاصول الارية للاكراد والفرس وهكذا لبقية دعاة التعصب الاعمى في الاعتزاز بعرقهم والغاء الاخر. وهكذا فان سكان الارض هم في حالة تفاعل وامتزاج عرقي ديناميكي مستمر ومتواصل وخاصة في العصور التي سبقت النهضة الصناعية .  فبلد مثل العراق توالت عليه غزوات وهجرات لامم واقوام مختلفة مثل الامبراطورية الاخمينية، ثم غزاه الاسكندر وبقى تحت الحكم اليوناني وتحت السلالة السلوقية ما يقرب من قرنين من الزمان. ثم الفرثيين والرومانيين ومن ثم الساسانيون والمناذرة من اليمن ثم جاء العرب المسلمون ثم الغزو المغولي ثم حكم الدولة الصفوية ثم حكم الامبراطورية العثمانية ثم الانتداب البريطاني.ولايفوتنا ان اكثر الغزاة كانوا يقومون بقتل الرجال اما بالحروب او بعد اسرهم وفي كل مرة يختلط جزء من هذه الاقوام مع السكان الاصليين سواءا بالاتفاق ام بالارغام واذا ايقنا بان العلم يقر بان الاب والام متساويان في نقل خصائصهما البايولوجية والعرقية للابناء بنسبة 50% لكل واحد منهم فعلينا ان نتخيل نسبة النقاء او الصفاء العرقي لكل انسان عراقي لدرجة يصبح الحديث عن النقاء او الصفاء العرقي ضرب من الخيال.. حيث يذكر المؤرّخ الأميركي بينديكت أندرسون (1936-2015)، بأن المجموعات العرقية هي "جماعات متخيّلة" فحسب.اذا الاسباب التاريخية ووجود روابط اخرى كالدين واللغة التي تشكل اساس الثقافة لامم اوشعوب معينة ممكن ان تؤدي بها الى بعض الخصوصية ولكن تبقى ايضا فكرة هشة لان بعض الامم والشعوب لديها نسب كبيرة من مواطنيها لاتتحدث نفس اللغة او تنتمي لنفس الدين ويعتقد بعض الباحثين ان فكرة النقاء العرقي اساسها نزعة  التفوق الحضاري بطابعها العنصري الا ان جذورها قد تكون ذات طابع سياسي او اقتصادي بحت.

 

د.عامر ملوكا


49
كتب السيد ادي بيث بنيامين المحترم الاستفسار التالي ولتعذري الدخول للرد لخلل فني ولكون الاستفسار يتعلق باختصاص الدكتور عامر حنا وعمله الابداعي فطلبت منه مشكورا رغم ضيق وقته ان يرد على استفسار الاستاذ ادي.

شكرا للمقالة .

مجرد استفسار
الدكتور عامر ملوكا المحترم


ذكر الاستاذ حنا فتوحي مرة واحد في المقالة اسم الفنان الراحل جواد سليم . حسب ما اعرف بان الفنان جواد سليم ولد في انقرة تركيا وبعدها شغل منصب مدير معهد الفنون التشكيلية في بغداد واحد طلابه كان السيد عامر فتوحي خاصة طلب عامر ببناء متحفا لمدرسه جواد سليم . الفنان جواد سليم صمم جدارية الحرية في ساحة التحرير في العاصمة بغداد بالقرب من كمب الكيلاني . ايضا صمم شمس الرافدين في طابع بريد الحكومة العراقية اثناء حكم عبد الكريم قاسم اقتبسها من احدى اللوحات السومرية . ارفقت صورة شمس الرافدين في هذا الرد .

الاستاذ عامر فتوحي صمم العلم الكلداني كما نرى في مقالتك . توجد في وسط العلم نجمة الرافدين ذو ثمانية رؤوس .

يا ترى هل اقتبس السيد عامر فتوحي نجمة الرافدين في العلم الكلداني من استاذه جواد سليم الذي صمم شمس الرافدين ؟

تقبل خالص تحياتي وشكرا .
رد على الاخ الكاتب ادي بيث بنايمين على الحوار مع الدكتور عامر حنا فتوحي
 
عزيزي د. عامر ملوكا المحترم ... تحية طيبة وسلام
أدناه ردي على ما جاء في مراسلتكم الأخوية ... بإحترام / د. عامر حنا فتوحي
 
----------------------
 
 
عزيزي د. عامر ملوكا المحترم ... تحية طيبة وسلام
أشكرك جزيل الشكر على إهتمامك بالموضوع ورابطه الذي أرسلته لي، علماً بأنني منقطع ليس فقط عن الكتابة في المواقع حسب، بل حتى عن زيارتها، لأن إنشغالاتي بعملي وحياتي وكتابي القادم علاوة على إجراءات نقل كاليري (أيا) من نيويورك إلى ولاية أريزونا تتطلب مني الكثير من الوقت والجهد.
يهمني أن أوضح لك أيضاً بأنني غير معني بما يعتقده الآخرون أو يتصورونه عني أو عن عملي، لأن هذا مرتبط بحجم وعيهم وأجنداتهم، وهذه جميعاً لا تهمني من قريب أو بعيد، مع ذلك إعتزازاً بك وبمجلة بابلون وبالجهد الإستثنائي الذي أنتج هذه المجلة المتميزة والتي دون ريب تستحق التثمين، فأنني نزولاً عند طلبكم الأخوي أجيب السيد إيدي بيث بينيامين المحترم، وإجابتي هذه تنبع من إعتزازي بك وبمجلة بابلون، ولكن وكما تعرف ذلك جيداً، أنا لا أمتلك وقتاً إضافياً أصرفه في جهود غير منتجة، لذلك فأن مداخلتي هذه هيّ الأخيرة، وليكتب من يشاء ما يشاء فأن هذا مكفول بحرية رأيهم ومرتبط بمستوى وعيهم. يهمني أيضاً قبل أن أجيب أن أصحح معلومتان وردتا في تساؤل السيد أدي المحترم وهما:
1- أنا لم أحظ بشرف التلمذة على يد الفنان الخالد جواد سليم، لأن ذلك ما لا يقبله عقل أو منطق بسبب الفارق العمري الشاسع بيننا، كما أن هذا (لم يرد في المقابلة) أصلاً، ومع ذلك كرر السيد بيث بنيامين هذا أكثر من مرة  مع أنني لم أشر في المقابلة إلى مثل هذا الأمر مطلقاً.
2- لم يكن الفنان الخالد جواد في يوم من الأيام معيداً للمعهد وإنما كان أستاذاً لمادة النحت حيث تم تعيينه في أواخر عام 1949م، كما أعطى دروساً على آلة (الكيتار) في قسم الموسيقى التابع للمعهد.
 
إجابتي على تساؤل السيد إيدي بيث بنيامين المحترم
عزيزي إيدي، الفن التشكيلي هو حقل تخصصي لا يستوعب مفرداته ومعاييره من لم يدرسه، وليس عيباً أن لا يستوعب البعض تفاصيل هذا الحقل فلا أحد منا يتقن جميع حقول المعرفة، لذلك لا تنزعج من إجابتي الأخوية، بخاصة إذا ما ذكرت عدم معرفتك بأساسيات علم التصميم وإلا لما تصورت إستخدامي للنجمة الرافدية من الإقليم البابلي هيّ إستعارة أو كما تسميها (إقتباس) من تصميم جواد لشعار الجمهورية العراقية لعام 1959م، لأن هذا يكشف عن خلل فاضح في فهمك لماهية التصميم الفني وما هيّ أساسياته ومعايره وأدواته. وأنا هنا لست بصدد أن أعطيك محاضرة في ماهية التصميم الفني، لأن هذا ليس واجبي، ولكن عليك أن تفهم مستقبلاً معنى التصميم وأن تلم أولاً بأساسياته قبل أن تلقي الكلام على عواهنه.
ما لا تعرفه يا سيد إيدي المحترم، هو أن جواد كان مهتماً بالزخارف العباسية وطلاء المآذن ورسوم الواسطي، لذلك أعتمد في مصوراته على الأهلة والقباب ، لاسيما أعماله التي جاءت بعد تأسيسه لجماعة بغداد للفن الحديث. أما النجمة الثمانية فقد تبلورت أثر نقاشه مع أخيه الروحي شيخ الرسامين العراقيين الراحل عيسى حنا دابش الرئيس الفخري للرابطة العالمية للفنانين الكلدان ومؤسس أول حركة فنية حديثة في العراق عام 1940م هيّ (جمعية أصدقاء الفن)، وما لا تعرفه أيضاً هو أن جواد قد أبتكر تصميم الشعار ولكن منفذه الفعلي هو عيسى حنا دابش وهذا موثق في أكثر من مصدر، وللعلم فأن عيسى حنا دابش الأخ الروحي لجواد سليم قد درس العمارة والتصميم في جامعة سيركوزا الأمريكية وتخرج منها عام 1954م ومن أشهر تصاميمه شعار معرض بغداد الدولي، كما أنه أول من أدخل تقنية السلك السكرين للعراق.
 
ما فعله جواد هو ما فعلته أنا أيضاً وما يفعله أي فنان محترف ينهل من معين تراثه الوطني، فقد أعتمدنا في تصميمينا على جذورنا الرافدية بعد إعادة بنائها وتلوينها بشكل معاصر، ولو كنت مختصاً في حقل التصميم وتمعنت في المثلثات الضوئية والإشعاعات المتموجة (زهريره) والتفاصيل البصرية الأخرى، لأكتشفت بأن تصميمي للنجمة الثمانية أقرب للأصل الرافدي. كلانا نهل من الأصل الرافدي وكلانا حاول أن يقدم رؤية جديدة لما ورثناه من أسلافنا الرافديين، ولعلمك أيضاً فأن هنالك العشرات من الفنانين العراقيين الذين أستخدموا النجمة الثمانية في تصاميمهم لمسابقة علم العراق والمنشورة في الصحف ولم يتهجم عليهم أحداً أو يشكك بمنجزهم، لاسيما من قِبل هؤلاء الذين لا يريدون الخير للكلدان.
للعلم أيضاً ، فأن تصميم (العلم القومي الكلداني) حاصل على كتب (جدارة وأصالة) من عدد من أشهر الفنانين العراقيين والعالميين المحترفين والمتخصصين في حقلي التصميم والفنون الرافدية منذ ثمانينات القرن المنصرم علاوة على كتب الأصالة والجدارة من منظمات محترفة نشر بعضها على موقع عنكاوا قبل أكثر من عشر سنوات، وهو أيضاً تصميم مسجل في العراق منذ عام 1985م وفي الولايات المتحدة منذ عام 1997م. ولو كان كما تتوهم (إقتباس) لتم إعتباره من قبل المختصين (تجاوز على حقوق إبتكار)، ولكن هذا لم يحصل، لأن أعضاء لجنة التحكيم ليس مجموعة من الهواة أو الطارئون على الفن، وإنما هم فنانون محترفون متخصصون، يعرفون ما لا يعرفه غير المتخصصين عن معنى التصميم الفني وما هيّ آليته ومعاييره. 
 
أخيراً يا عزيزي لقد أستخدمت (النجمة الثمانية) في تصميمي لعلم العراق الفائز بمسابقة عام 1986م وكان ضمن لجنة التحكيم أكثر من عشرة فنانين عراقيين وعالميين ومنهم فنانون رواد كانوا زملاء لجواد سليم، وأخص بالذكر أسماعيل الشيخلي وشاكر حسن آل سعيد كما كان ضمن لجنة التحكيم تلميذ جواد الفنان الكبير أسماعيل فتاح الترك ورئيسة دائرة الفنون التشكيلية ليلى العطار والفنان الكبير علي طالب، وفي مسابقة عام 2008م كان هنالك أكثر من ثلاثين مختصاً في مجال (العمارة والفن التشكيلي) برئاسة الأستاذ مفيد الجزائري، ومع ذلك فاز تصميمي المنشور في الصحف والذي أستخدمت فيه أيضاً النجمة الكلدانية البابلية (الرافدية).
أخيراً أود أن أصحح معلومة ثالثة وهيّ، أن جواد لم يستعر نجمته من لوحة سومرية، ذلك أن النجمة الثمانية قد أستخدمت في وادي الرافدين منذ فخار الألف السابع ق.م الميلاد وكذلك في فخار سامرا وأريدو من الألف السادس ق.م. أي قبل هيمنة الثقافة السومرية بما يقرب من ألفين وخمسمائة عام، كما أستخدمت أيضاً وبكثافة في مرحلة العُبيد، مثلما أستخدمت في كتابات (كيش) التصويرية من الألف الخامس ق.م وهيّ المرحلة التي سبقت مرحلة الكتابة المسمارية. وقد تواصل إستخدامها حتى نهاية عهد الدولة البابلية الحديثة التي يسميها البعض خطأ (الدولة الكلدانية).
للمزيد، يمكنك زيارة الرابط أدناه للإطلاع على العملين الفائزين بمسابقتي عام 1986م و2008م وهما التصميم الأول من اليسار والتصميم الخامس. أتمنى أن تكون إجابتي الأخوية وافية ومفيدة، دمت بكل خير وعافية.
http://amerfatuhiart.com/Art-Plus.html
 
عزيزي د. عامر ملوكا المحترم، نعم أن أجابتي قد لا تستغرق بضع دقائق، لكنني أفضل أن أستخدم هذه الدقائق لأنجاز ما هو مفيد، لذلك أتمنى أن تتفهم موقفي من عدم إستهلاك الوقت في مكاتبات غير مجدية، لاسيما وأنني في المراحل النهائية من إصدار كتابي الجديد وعليّ إلتزامات أدبية وقانوية مع الشركة الأمريكية الناشرة ينبغي الإلتزام بها. دمت وجميع محبيك بكل خير وعافية وسلام.
 
بإحترام / د. عامر حنا فتوحي
 


50
حوار مفتوح مع الأكاديمي د. عامر حنا فتوحي

حاوره د. عامر ملوكا
 
د. عامر فتوحي شخصية كلدانية تمتد جذورها الى عمق تاريخ حضارة مابين النهرين فهو فنان تشكيلي وكاتب وأكاديمي مختص في تاريخ وحضارة وادي الرافدين.الثقافة لديه لم تكن ترفا فكريا بل تفاعلا حياتيا متكاملا مع كل مايدور حوله ليصل من خلالها الى الحقيقة وقلمه المبري هو سلاحه عندما يكون الهدف بناء أفكار وثقافة .عُرف في العراق في الساحة الثقافية منذ مطلع عقد ثمانينات القرن المنصرم وفي الولايات المتحدة منذ منتصف عقد التسعينات.

* دكتور عامر حنا فتوحي، هل من الممكن للقارئ الكريم ان يتعرف على شخص عامر المثقف والاكاديمي وايضا الانسان؟
 
- ولدت ونشأت في بغداد ما بين منطقتي العلوية والكرادة الشرقية مع فترة بضع سنوات قضيتها في منطقة بغداد الجديدة في منزل أبتناه والدي قبل أن نعود إلى منطقة سكننا في الكرادة، وكما يعرف المقربون بأنني قد قضيت سنوات من مرحلة شبابي مطارداً أو مكرهاً للعيش بعيداً عن بغداد بسبب تعاطفي مع قوى اليسار العراقي رغم أن مواقفي من النظام البائد كانت تنبع من رؤية معنية بالفكر الإنساني ودعم الثقافة العراقية، حيث قضيت القسم الأكبر من هذه الفترة في بابل والنجف والسماوة والعمارة والناصرية (أور) والبصرة، وبرغم عميق محبتي لهذه المدن إلا أنني أشعر بمحبة غامرة وأرتباط وجداني مع مدينتي بابل وأور اللتين أعتبرهما مدينتي الحلم والمعرفة!
في طفولتي كنت شغوفاً بالرسم والقراءة وكانت مكتبة الوالدة التي كانت شخصياً معروفة بإجادتها للعديد من اللغات وكنا ننظر إليها بمثابة موسوعة متحركة، حيث كانت كتبها تنتشر على رفوف تتوزع جميع أرجاء البيت والسرداب، فنهلت من معارفها وتعلمت القراءة في الصف الأول الإبتدائي بتعليم مباشر من والدتي التي كانت تحثنا على التعلم وكان شعارها في الحياة مدرسة واحدة تغنينا عن ألف معسكر!
 
في الصف الثاني إبتدائي فزت بجائزة الرسم للواء بغداد / الرصافة (محافظة بغداد) وكانت جائزتي مجموعة فرش رسم وعلبة ألوان زيتية وثلاثة كتب عن الفن لا زلت أحتفظ بواحد منها هو كتاب مباديء الرسم والفن الحديث للأستاذ صادق العاني، كما كنت أتابع برنامجي الأستاذ الفنان نوري الراوي آفاق الفن وعالم الفنون من أجل تطوير أمكاناتي في مجال الرسم. في الصف الرابع الإبتدائي كنت أقرأ كتب أخوتي الكبار دون معرفتهم وذات يوم كنت أقرأ في كتاب أخي الكبير رياض (التاريخ القديم) للصف الأول المتوسط فقرأت عن ملحمة كلكامش فسحرتني بموضوعها، في ذلك اليوم ذهبت إلى الباب الشرقي مشياً على الأقدام وبحثت في المكتبات حتى وجدت كتاب الأستاذ طه باقر فأشتريته وعدت إلى البيت، وأذكر أنني كنت أقرأه في اليوم الواحد مرتين أو أكثر على مدى شهر كامل حتى حفظت محتواه عن ظهر قلب.
في الرابعة عشر من عمري كنت مهوساً بالمتحف العراقي وأقضي جلّ وقتي بين قاعاته أستنسخ المعروضات التاريخية وأسعى إلى فك طلاسم الكتابة المسمارية، وأذكر بأنني يوماً وقفت أمام تمثال (أسد أريدو) الساحر، لمسته بكفي الصغيرة فأنتابني شعور لا يمكن وصفه، يوم ذاك عهدت على نفسي أن أجعل العالم كله يتعرف إلى تاريخ وطني الأم وأعتقد بأنني ملتزم حتى هذه اللحظة بذلك القسم.
 
أذكر أيضاً، بأنني في مرحلة الإبتدائية كنت نشيطاً جداً، فعلاوة على مساعدتي لمعلم الفنون في ترتيب المرسم ومراقبته وهو يرسم بالألوان الزيتية أو يقوم بعمل قوالب النحت كنت كابتن فريق كرة القدم وقائد فريق الكشافة. وفي المرحلة المتوسطة أشرفت على مرسم المدرسة وأنجزت وأنا في مرحلة الأول متوسط أول عمل نحتي كبير (الجندي) وضع في واجهة المدرسة لسنوات حتى أنني خلال زيارة للمدرسة بعد تخرجي من الجامعة شاهدته منتصباً أمام غرفة المدرسين.
 
على الصعيد الأكاديمي، درست الهندسة والفن التشكيلي والتاريخ والرافدي وتدربت لموسمين في مختبر المسماريات في المتحف العراقي على يدي أستاذتي الفاضلة د. بهيجة خليل إسماعيل كما تتلمذت على يد هامة العراق الشامخة أستاذي وأبي الروحي د. فوزي رشيد بخاصة في حقل الكتابة الصورية وأيضاً مساعدته الأبوية لي عند كتابتي لرسالة الماجستير. وفي مجال الفن التشكيلي تتلمذت على يد النحات الكبير عيدان الشيخلي، وفي مجال الرسم والتصميم كانت لخبرة الفنانين الكبيرين علي طالب ومحمد مهر الدين تأثيركبير في رسم ملامح شخصيتي الفنية، كما لا أنسى الخبرة التقنية التي أكتسبتها من الأستاذين الفنانين البولونيين ﭙيوتر كاتشبشاك (رسم) والفنان ديدي (طباعة / زنكوكراف)، كما أرتبطت بصداقات مع رواد الفن الحديث في العراق ومنهم شيخ الرسامين الفنان الراحل عيسى حنا دابش والنحات الكبير إسماعيل فتاح الترك وجون نقاشيان وآخرون. أما في مجال العلوم التكنولوجية وهندسة الطيران فقد درست على يد العالم يحيى المشد الذي صمم المفاعل النووي العراقي وهشام الشيباني الذي يعد أحد النوابغ في هندسة الطيران، وفي مجال قيادة الطائرات الصغيرة ذات المحرك الواحد تدربت على يد الطيار طالب كركوكلي الذي شاركت معه في التحليق بطائرة البرافو قبل إبعادي من دورة الطيران ونقلي إلى الجبهة قبل حصولي على إجازة الطيران وذلك لعدم إنتمائي للحزب الحاكم.
 
على صعيد الرسم والنحت شاركت في عدد من المعارض الجماعية وفزت بجائزة النقاد العالميين عام 1984م عن لوحة (شرق) التي تم نهبها مع عدد آخر من لوحاتي من المتحف بعد تغيير عام 2003م (تم إستعادة عملين منها)، وفي عام 1985 فزت بمسابقة تصميم شعارات وأعلام المحافظات العراقية عن محافظات (بابل ونينوى وميسان والبصرة)، وفي عام 1986م تم منحي رسمياً هوية الرابطة العالمية للفنانين المحترفين التابعة لليونسكو، وقد أنجزت أربع معارض شخصية هيّ (الزمن الصعب) و (بيت الجنون) و(الحجرة) و(البحث عن فردوس آخر) كما قدمت معرضاً مشتركاً بعنوان (حصار) مع الفنان برهان صالح، يمكنكم الإطلاع عليها وعلى التفاصيل الأخرى من خلال زيارة موقعي الإلكتروني أدناه:
www.AmerFatuhiArt.com
كما قمت مع مجموعة من الفنانين المحترفين الشباب بتأسيس (آخر جماعة فنية عراقية) هيّ جماعة (أفق) التي كتبت لها بيانها التأسيسي (أتبع حلمك) الذي نشر بمناسبة إقامة معرضنا الأول في قاعتي الرواق وجمعية التشكيليين العراقيين وقد أثار البيان ومحتويات المعرض التي أتسمت بالجرأة حالة من القلق لدى زبانية النظام ولاسيما المتزمتين حيث تم إعتقالي والتحقيق معي، بخاصة بعدما قام التلفزيون العراقي بتسجيل حلقة عن المعرض مدتها ساعة كاملة، كما كنت المسؤول الأول عن إزالة النافورة (المسخ) التي وضعتها أمانة العاصمة أمام (نصب الحرية) وكتب عليها (نفذ هذا النصب في عهد القائد صدام) بأكثر من لغة، حيث كتبت موضوعاً بعنوان (أفكار حول قاعات العرض التشكيلية) نشر في جريدة الجمهورية طالبت فيه بإزالة هذه النافورة المسخ وبناء متحف للفنان الخالد جواد سليم، وأثر نشر المقال تم التحقيق معي من قبل لجنة في وزارة الثقافة والإعلام برئاسة وكيل الوزارة نوري المرسومي الذي أمر بمنعي من كتابة عمودي الأسبوعي في الجريدة ومنعي من الكتابة والنشر وكافة النشاطات الثقافية والفنية الأخرى لمدة نصف عام، كما قمت رغم معارضتي للنظام البائد بالإشراف على معرض الفن العراقي المعاصر في عمان الذي كان ريعه مخصص لمساعدة أطفال العراق وقد قمت أيضاً بتصميم بوستر المعرض، علماً بأن المعرض ضم عمالقة الفن التشكيلي العراقي وكان من بينهم عدد كبير من الفنانين اليساريين المعارضين ومنهم أخي الروحي زياد مجيد حيدر. وفي عام 1994م تشرفت بلقاء ملك أسبانيا الذي زار معرضي وأقتنى عملي المعنون (حصار) ، كما أقتنى متحف ثيرفانتث للفن الحديث في مدريد عملاً آخر بعنوان (لا أحد يجيب)، أثر تلك المقابلة تمت دعوتي لحضور اليوم الوطني الأسباني الذي كان مناسبة طيبة لبناء صداقات في مجال العمل الإبداعي.
 
ومن أهم منجزاتي على الصعيد الفني، فوزي لمرتين بمسابقتين عالميتين لتصميم (علم العراق الوطني) عام 1986م وعام 2008م وقد تم في كلتا المسابقتين حرماني من فرحة الفوز بسبب رفض صدام المصادقة على إقرار تصميم عام 1986م بسبب تواجدي رهن الإعتقال آنذاك فألغى المسابقة بحجة الإحتفاظ بالعلم المستخدم الذي لفت به أجساد ضحايا حرب الثمان سنوات، علماً بأن ذلك العلم الديني (الإسلاموي) الشوفيني الذي صمم نسخته الاولى البريطاني مارك سايكس في 22 شباط عام 1917م ،  يتعارض مع القيم الوطنية العراقية، كما تم حرماني من فوزي بمسابقة عام 2008م بسبب تدخل الأحزاب الإسلامية والعروبية التي عارضت فوز (مسيحي كلداني) بالمسابقة!
علماً أن رئاسة الجمهورية كانت قد أصدرت مرسوماً عام 2008م بإبطال إستخدام العلم (المستخدم حالياً) وإعتماد العلم الفائز مع مطلع عام 2009م، لكن هذا لم يتحقق بسبب ضغوط الأحزاب الإسلامية والعروبية التي سوفت الموضوع وتجاوزت حقيقة فوزي بالمسابقة ومن ثم فرضت إستخدام (العلم الملغي) دستورياً.
 
كما أعتبرفكرة تصميم العلم القومي الكلداني التي نفذتها عام 1985م (وسام فخر على صدري) لأنني من خلال هذا العلم المتميز عن كل أعلام العالم من خلال إعتمادي لإنشاء بنائي خاص أساسه النسبة الهندسية الماسية وإعتمادي للخطوط العمودية بدلاً من المستطيلات التقليدية والعناصر اللونية الأساسية علاوة على تبني الشمس الكلدانية البابلية بعد تحديثها، إنما يعد واحداً من أهم الأعلام المتميزة في العالم. ناهيكم عن أن غايته الأساسية والنبيلة هيّ وحدة صف الكلدان على تنوع مكوناتهم الدينية والطائفية.
 
الحق، كان من المفترض أن أقدم في عام 2009م معرضي الفني (العراق ... حب وموت وما بعد) والذي يتضمن علاوة على أعمالي الفنية الأخيرة ثلاثة كتب شعر هيّ: (كتاب الحب / حديقة شذى) طبعة 2011م، كتاب الزوال / ﭘازوزو)، وكتاب (ما بعد / ضربة فرشاة) لكن ظروفاً إستثنائية منعتي من تقديمه في نيويورك، برغم ذلك فأنني أعمل اليوم في مرسمي (آتليه أي) من أجل تحقيق معرض عام 2009م وفق رؤية جديدة. كما أن من بين مشاريعي الفنية تحويل عدد من قصائد كتابي الشعري الصوتي (دندنة) إلى أعمال فنية، علماً بأن الفنان التشكيلي والمخرج الإذاعي والتلفزيوني المعروف جان رومي، يقوم ومنذ أكثر من عامين ببث عدد من قصائد المجموعة الشعرية (دندنة) بصوتي عبر (راديو بغداد أونلاين) و موقع (مجلة أور) الألكترونية على الرابطين أدناه:
www.UR-mag.com | www.FMRadioBaghdad.com
من الجدير بالذكر هنا، أن أول قصيدة نشرت لي كانت بدعم شخصي مباشر من أستاذتي الرائعة الشاعرة الكبيرة وواحدة من أعمدة الحداثة في العراق لميعة عباس عمارة، التي نشرتها لي أواخر عقد السبعينات وذلك بعد أن توطدت صداقتنا رغم فارق العمر والتجربة أثر إقتنائها لوحتي المعنونة (أوهام شاعر) التي أثارت إعجابها.
من الجدير بالذكر أيضاً إختياري بين أهم عشرة مبدعين في العالم ممن واجهوا دكتاتوريات قادة بلدانهم وتم تعذيبهم وحكمهم بالإعدام وذلك في عدد تشرين الثاني / كانون أول من المجلة الأكاديمية (وورد لترجير تودي) لعام 2009م، كما قامت المجلة الدولية (ملتي كلجرال ريفيو) بأختيار ونشر عملي (البحث عن فردوس آخر) على صدر غلافها الرئيس وهو شرف لم يحظ به إلا عدد قليل من الفنانين الدوليين.
 
* د. عامر، لديك الكثير من الاصدارات الخاصة بالقومية الكلدانية واصدارات خاصة بالوطن الام العراق هل يمكننا أن نتعرف عليها؟
 

في عام 1977م أجري الإحصاء السكاني، وكان ما أثار إستغرابي  أن أبي الإنسان البسيط الذي لم يكمل تعليمه والذي كان ملاحظاً فنياً بدرجة (فورمن) في شركة الكهرباء الوطنية أن يدرج في إستمارة الإحصاء في حقل القومية (كلداني)، وعندما إعترض مدونو الإحصاء على ذلك، خيروه بين أن يكتب (عربي أو كردي) إلا أنه رفض وبعناد أهل بخديدا المعروف (على الحق) لم يغير حرفاً واحداً، وعندما أخبروه بأنهم عندما سيخرجون من بيتنا سيبدلون كلمة كلداني بكلمة عربي، قال لهم أنا كتبت ما أريد وأنتم أفعلوا ما تريدون! ... عندما خرجوا من بيتنا سألت أبي ألسنا سريان؟ فضحك وقال أبني (أبري) السريانية كنيسة لكننا كلدان، أنت مهتم بالتاريخ أذهب وأبحث وستتأكد من كلامي، بعد أكثر من عامين من البحث والتمحيص تأكد لي بما لا يقبل الجدال بأننا جميعاً (كلدان) قومياً، وكانت تلك هيّ الإنعطافة الكبيرة الأخرى في مسيرة حياتي، حيث دفعتني للكتابة من أجل التعريف بقوميتنا الكلدانية التي تجمعنا على تنوع طوائف كنائسنا الرافدية.
إذا ما وضعنا جانباً عدداً من مقالاتي ولقاءاتي المنشورة في الصحف العراقية والعربية منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم والتي أؤكد فيها على هويتي القومية الكلدانية قبل نشوء أية حركة أو حزب سياسي كلداني، فأن أهم كتبي ودراساتي المنشورة بهذا الصدد هيّ: أور الكلدان ... رؤية عراقية 1988م، آلهة وشياطين 1989م، الكلدان ... شمس لا تنطفيء 1997م، الآشوريون ... سكان دولة أم قومية 2001، وكتاب الكلدان منذ بدء الزمان في طبعة الولايات المتحدة لعام 2004م وطبعة العراق لعام 2008م. كما أصدرت كتاباً لغوياً هو قاموس كلداني إنكليزي عربي مع الأب يعقوب يسو عام 2002م، وأيضاً ساهمت في إعادة إصدار كتاب القراءة الكلدانية للمبتدئين للشماس يوسف ميري بدعم من الأب يعقوب يسو عام 2003م، وفي عام 2013م وبطلب من الأخوين سام ﮔمو والصديق العزيز وضاح دلو وعبر واجهة مؤسسة ستارس كتبت دراسة تؤكد الهوية القومية الكلدانية تم تبنيها من قبل دائرة الهجرة الأسترالية والإعتراف بالهوية القومية الكلدانية في إحتفالية حضرها سيادة المطران أميل نونا عام 2015م، كما أن لدي ما يزيد على مائة مقال ودراسة في الجانب القومي الكلداني، إضافة إلى كوني أحد الإعلاميين الكلدان الذين أصدروا مجلات ثلاثية اللغة تعنى بالشأن القومي الكلداني منذ منتصف تسعينات القرن المنصرم إما شخصياً أو عبر واجهة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، هيّ الحارس الكلداني / بابل اليوم / كلدو / ومجلة المطرقة، كما أصدرت باللغة الإنكليزية مجلة (أور) الإلكترونية ومجلة (جيني) المطبوعة بشكل ينافس أشهر المطبوعات الأمريكية، كما أنني صاحب فكرة ومصمم ومنفذ (التقويم القومي الكلداني) الذي بدأنا العمل به في المركزالثقافي الكلداني الأمريكي عام 2000م وصدرت نسخته الأولى عام 2001م، وما زلت أواصل نشر التقويم ألكترونياً عبر واجهة صفحة التواصل الإجتماعي (نبوخذنصر) التي أطلقها مجموعة من الناشطين الشباب الكلدان.
 
أما عن عملي في مجال الصحافة فقد بدأته وأنا في المرحلة الإبتدائية عندما كنت أصمم وأرسم وأنفذ عدداً محدوداً من نسخ مجلات من 12 صفحة، أصممها وأرسمها وأنفذها بأقلام الحبر والألوان المائية ويقرأها أخوتي وأقاربي وأصدقائي لقاء أجر محدود ومن بين تلك المجلات (الأبطال) و(المغامرون) و(طرزان) و(الأصدقاء الخمسة - ألغاز ومغامرات بوليسية)، أما عملي محترفاً في مجال الصحافة فقد بدأ أبان دراستي الجامعية بصحبة زميلي وأخي الروحي علاء الدين محسن جودي التميمي، حيث عملنا بمساعدة الكاتبين الصحفيين سعيد القدسي وجهاد زاير في جريدة العراق ثم في الملحق الأسبوعي لجريدة الجمهورية تحت إشراف الصحفي المخضرم محمد الجزائري كما ساهمنا في نشر أول ملحق للأطفال هو (مجلة تموز)، قبل أن يعهد إليّ وأنا في مطلع العشرينات من عمري برئاسة قسم الفنون التشكيلية والعمارة والتاريخ في مجلة فنون التي كان يرأس تحريرها الأستاذ محمد الجزائري وكان سكرتير تحريرها الأستاذ الصديق محمد شمسي. في مجلة فنون ترسخت أواصر صداقتي مع د. صفاء صنكور ود. إرادة الجبوري ود. خزعل الماجدي و د. علي عبد الأمير وغيرهم كما عمل معنا قسم من الشباب الذين لمعت أسماء بعضهم ومنهم الشاعر كريم العراقي الذي كان يعد صفحة بريد القراء. وقد مُنحت أيضاً فرصة تصميم المجلة عام 1981م، علماً بأنها كانت تصدر ملونة وبربع مليون نسخة أسبوعياً.
كما قمت برئاسة تحرير وتصميم مجلة (الرسام الصغير) في الأردن ومن ثم تحرير وتصميم وإخراج مجلة (النورس) التي كانت تصدر بالتعاون ما بين وزارة السياحة الأردنية ومؤسسة الأفيوني، وذلك في عهد الفنان الوزير محمد رفيق اللحام. وبعد إلغاء حكم الإعدام الغيابي الصادر بحقي وهو أحد ثلاثة أحكام إعدام موثقة في منظمة العفو الدولية، قمت بدعم من الصديق الشاعر (فارق سلوم) الذي أدين له بنجاتي من حكم الإعدام في العراق بالعمل بصفة مساعد مدير النشر ومسؤول قسم التصميم في دار ثقافة الأطفال، التي كان الأستاذ فاروق سلوم مديرها العام، وقد رفضت وقتذاك عرضاً شخصياً من رئيس تحرير جريدة الجمهورية سعد البزاز بالأشراف على القسم الثقافي للجريدة وبينت له بأنني في صدد إعتزال العمل الصحافي والتفرغ للرسم والكتابة للأطفال.
 
مع أن سؤالك كان عن الإصدارات القومية، إلا أنني أحب أن أضيف بأنني كنت أول من فكر منذ عام 1997م بأنجاز أول متحف قومي تاريخي كلداني، وهو ما تمكنت من تحقيقه عام 2000م عبر واجهة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، ويمكن لمن يشاء الإطلاع على هذا المتحف (بابل) الذي تمت محاربته بضراوة من قبل بعض رئاسات الجالية في ولاية ميشيغان حتى تم غلقه قبل أن يكمل العام الأول من عمره. هذا الإنجاز الذي لم يكتب له الإستمرار كان نواة قاعة العرض التاريخية التي أفتتحتها في قاعة (ميسوبوتاميا للثقافة والفنون) في مدينة فرينديل.
www.MesopotamiaArtGallery.com |http://www.chaldean4u.org/babylon-museum
 
* كتابكم الكلدان منذ بدء الزمان واحد من اهم الكتب التي وثقت الكثير من التاريخ المشرق للكلدان وبشكل اكاديمي  كيف ترون استقبال ابناء شعبنا بشكل خاص والمثقفين بشكل عام  وتفاعلهم مع هذا الكتاب ؟
 
- كتاب الكلدان منذ بدء الزمان كان خلاصة جهد متواصل أستمر لما يقرب من ربع قرن. أكدت مادة الكتاب على التعريف بالكلدان قومياً كما فندت وبشكل حاسم أربعة عشر إدعاءً مزيفاً أشاعته الأحزاب السياسية المعادية للكلدان. يمثل الكتاب إنعطافة حاسمة في مجال العمل القومي الكلداني حيث سهل آلية مواجهة الكلدان لمن لا يحب الخير لنا ولقوميتنا المباركة، لاسيما وأن مادته العلمية الرصينة ساعدت على نقلنا من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم الكاسح للواجهات السياسية التي كانت تراهن على تشويه وإحتواء هويتنا القومية الكلدانية، لذلك أستقبله القوميون الكلدان الحقيقيون وعلى رأسهم سيادة المطران د. سرهد جمو والمرحوم د. حبيب تومي والأستاذ أبلحد أفرام ساوا و د. نزار ملاخا و الشماس د. كوركيس مردو والأب الفاضل نوئيل كوركيس مدير المركز الإعلامي لاحقاً والأحبة في أستراليا وكندا وغيرهم من القوميين الكلدان بالفرح والإستبشار بيوم مشرق جديد، فيما أستقبله الإنبطاحيون والإنتهازيون وأعداء الكلدان ما بين الوجوم وإنعقاد اللسان وما بين التهجم بأساليب معدومة الرجولة. شخصياً أعتقد بأنني قد أديت جزءاً بسيطاً من واجبي نحو أمتي ووضعت النقاط على الحروف (الكلدان أمة قومية منذ القدم) و (الكلدان هم سكان العراق الأصليين) ولو أنطبقت السماء على الأرض فلن يستطيع الكارهون أن يفندوا هاتين الحقيقتين الناصعتين اللتان هما مثل شمس بغدادية في منتصف شهر تموز!
الأهم من هذا وذاك كان صدوره عام 2012م باللغة الأنكليزية منقحاً ومزيداً في 550 صفحة، حيث وصلت رسالة الكتاب إلى صناع القرار الغربيين وهذا ما أجج كراهية الحاقدين على الكلدان ضدي حتى تجاوز الأمر مرحلة الإتهامات غير الأخلاقية وحملات الطعن الشخصي إلى مرحلة تهديدي بالتصفية الجسدية، متناسين هؤلاء الفاشلين بأن تصفية الجسد مسألة واردة لكن تصفية الأفكار الصحيحة هيّ مسألة مستحيلة!
هنا يهمني أن أتقدم بشكري الجزيل لأخي الوفي الفنان المهندس الكلداني جون رومي وهو من أبناء الديانة الصابئية وأيضاً الأخوين المهندسين العزين توماس الكاتب ورائد ميري لمساعدتهم التقنية في دعم الكتاب.
 
* كونكم احد المهتمين والمدافعين عن القومية الكلدانية كيف تقيمون الوعي الكلداني الان وهل هو بمستوى الطموح؟
 
- قد ينظر الآخرون إلى نصف القدح الفارغ ويعتقدون بأن ليس ثمة من أمل أمام الكلدان، لكنني أنظر في العادة إلى النصف المملوء وأثق بقدرة أبناء هذه الأمة العصية على الفناء على مواصلة مشوار الإبداع والعطاء. المصاعب والعراقيل كثيرة، ولكنني كما أوردت في دراستي لعام 2000 الموسومة (المبادرة القومية لحل الأزمة الكلدانية ... إعادة ترتيب البيت الكلداني) التي أعدت نشر آخر تحديث لها في موقع كلدايا الذي تم غلقه مؤخراً، فأن حتمية (نهضة الكلدان) لا جدال عليها لأن عمر الكلدان هو عمر الحضارة الإنسانية ذاتها، نعم نحن مثل غيرنا من البشر قد نكبو مرة وقد نخبو مرة أخرى، لكننا قدرنا أن ننهض ونمضي قدماً أكثر إشراقاً وأشد تأثيراً كما في كل مرة يواجه الكلدان فيها قوى الشر وعواصف المتغيرات الجيوسياسية.
أن قدر الكلدان أن يكونوا دائماً، طلائعيين في مجال العمل الحضاري، وسواء كان الوعي القومي الكلداني متردياً أو مشجعاً فأننا في حقيقة الأمرة (شعب حضاري حي) عركته التجارب ونحن قادرون ولاسيما الأجيال الجديدة من مواصلة مشوار الرقي والتحضر. نصحيتي للكلدان جميعاً، لا تضيعوا طاقتكم الإيجابية في المهاترات ومحاولة إثبات ما هو ثابت، وإنما ركزوا على المبادرات الإيجابية لأن القافلة مقدر لها أن تسير، نعم قد يتوهم البعض بأنهم يستطيعون أن يحجبوا الشمس بأصبع ولكن الشمس تبقى شمساً والأصبع أصبع!
.
* في ظل العولمة وانحسار الكثير من المفاهيم  المتعلقة بمفهوم الكيانات ضمن الوطن او الاقاليم هل مفهوم القومية لازال مؤثرا ويلعب دور في حياة الفرد والمجموع؟
 
- العولمة ليست أكثر من زاوية نظر مفردة ورؤية أحادية، أما الحياة فأنها لا يمكن أن تتطور إلا من خلال الرؤية البانورامية المتعددة الزوايا لشتى مناحي الحياة. الكثير من النظريات والرؤى الأحادية قامت ثم تلاشت وتوارت في غياهب النسيان، فيما بقي الكلدان محافظون على هويتهم القومية وطموحهم الإنساني. أن ما يميز الكلدان عبر الزمان هو قدرتهم على التكيف مع المتغيرات (دون التنازل عن أرثهم الحضاري والإنساني). القومية عامل مهم في الحفاظ على هويتنا من الذوبان في المجتمعات الحديثة ولا يمكن لأي نظرية سابقة أو لاحقة أن تنال من حضورنا الإنساني أو ريادتنا الحضارية.
 
* كيف تقيم علاقة ودور الكنيسة في دعم وترسيخ الايمان القومي لشعبنا وماهية العلاقة الامثل لكلا الطرفين؟
 
- إبتداء للكنيسة مفهومان، كتابي بمعنى شعب المسيح ومؤسساتي وهو ما يخص المؤسسة الكنسية التي واجبها لا يتعدى حدود الإهتمام بإداء الطقوس الدينية وصيانة الحصانات الروحية للمؤمنين. أعضاء المؤسسة الكنسية (الأكليروس) هم جزء من الشعب الكلداني لهم حقوق وعليهم واجبات لا تتعارض مع إداء رسالتهم الروحية. أعتقد أن مباركة المؤسسة الكنسية للعمل القومي لا يتعارض على الإطلاق مع الرسالة الروحية للأكليروس، نريد مباركتهم ولكن من دون تدخل في التفاصيل التقنية للعمل القومي، وكما قيل في الكتاب في أنجيل مرقس 12 : 17،  فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ.
ذلك أن مفهوم الكلدان قومياً يتجاوز الحدود الضيقة للإنتماء الديني، فالكلداني يمكن أن يكون منتم طائفياً لأحدى الكنائس الرافدية، وعلى سبيل المثال: الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية أو الكنيسة السريانية العراقية، كما يمكن أن يكون أنجلياً وحتى ملحداً، كما يمكن أن يكونا مندائياً أو شيعياً (ضمن مكون مستعربة العراق من المذهب الجعفري) تحديداً، علماً أن لكل من ذكرت تفاصيل تحدد بكل وضوح تفاصيل إنتمائه القومي التي لا جدال عليها. الأهم من هذا وذاك أن مفهوم وولاء الكلدان قومياً كان قبل نشوء المسيحية بما يقرب من 5300 عام، وهم باقون ما قدر لهم ذلك. تصوري المتواضع هو أن تلعب المؤسسة الكنسية الدور الروحي المناط بها وأن يلعب العلمانيون الكلدان الدور القومي المناط بهم بتضامن ومحبة ولكن من دون أن يتدخل طرف ما في عمل الطرف الآخر.
 
* د. عامر، نسمع ونقرأ منذ فترة عن كتاب (مآثر الكلدان) باللغة الإنكليزية، فهل لك أن تعطينا فكرة عن الكتاب ومتى تتوقع نشره؟
 - يتميز كتابي الجديد الذي سيكون بحجم يزيد قليلاً عن 200 صفحة من القطع الدولي بتجاوزه حدود التعريف التقليدي بالكلدان (سكان العراق الأصليين) الذي أصبح حقيقة مفروغ منها إلى التأكيد على طرح حقائق يجهلها عامة القراء بل أن بعض ثقاة المتخصصين لا يلمون بمعظمها. علماً، بأن بعضاً من هذه الحقائق دعت كبار الأكاديميين إلى تعريف وادي الرافدين بأنه (مهد الحضارة البشرية) كما أن بعض المنجزات التي أشار إليها عدد من الباحثين ومنهم لاندز بيرﮔر وصامويل نوح كريمر قد دعت المؤسسات الأكاديمية إلى إطلاق صفة (بلد أولى الأشياء) فما بالك إذا ما أطلع العالم اليوم على منجزات ومآثر الكلدان التي لا يلم بها الغالب الأعم من المتخصصين، ذلك أن نسبة أكثر من 90% من القسم الخاص بالمنجزات يحتوي على معلومات نادرة أو غير معروفة حتى بين ثقاة المتخصصين، كما يحتوي الكتاب الجديد على رسوم ومصورات مبتكرة لم يسبق نشرها، لأنها من بين مجموعة جديدة من تصميمي وهذه التصاميم الفريدة هيّ نتاج دراسة وتمحيص أستمر لمدة سنوات طويلة زاخرة بالبحث والتنقيب. من الحري بالذكر هنا، أن القسم الأول من الكتاب يتناول وبأسلوب فريد وعميق حقيقة أن الكلدان هم رواد المعرفة الإنسانية وبأنهم سكان العراق الأصليين.
 
أخيراً أشكر مجلة بابلون على إستضافتي متمنياً لأسرة التحرير وأبناء الأمة الكلدانية وأصدقاءنا وكل الطيبين في العالم كل الخير والمحبة والسلام والعافية.
 


51
أبي ونظرية الفوضى ونظرية الصدفة.
كنت في اتصال هاتفي مع الوالد والوالدة اللذين جعلتهم نظرية الفراشة ( نظرية الفوضى ) ،او نظرية الصدفة من وجهة نظري ، ان يعيشوا في الولايات المتحدة ، وان تجعلني اعيش في قارة استراليا ،وكالعادة بعد السؤال عن الحال والاحوال بدأ والدي بسرد قصة حدثت له عام 1942 وهو في الخامسة من عمره وخلاصتها انه عانى من الم شديد وغير قابل للاحتمال وظل يعاني لمدة اكثر من شهر بعد ان جعل هذا الالم حياة عائلته غيرة مستقرة ومضطربة في النهار وفي الليل ،وهم يسكنون بلدة القوش حيث الطب والتقدم العلمي في العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص لم يكن بهذا المستوى الذي نعرفه اليوم في عالمنا الحاضر.، فقد تم ﺇﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﺎﻡ 1900وكانت العمليات الجراحية تتم في ظروف أقل ما يقال عنها إنها قاتلة ، إذ تغيب الظروف الصحية المناسبة وأهمل الأطباء ارتداء القفازات والأقنعة الصحية الواقية. واستخدم الأطباء المخدر الموضعي للمرة الأولى في العام 1922 بعدما أصبح مخدر “نوفوكاين” متوافرًا للاستخدام في الولايات المتحدة، علمًا أن عددًا كبيرًا من العمليات الجراحية كان يتم في تلك الفترة دون أي مخدروكان المريض يربط بالحبال كي لايتحرك من شدة الالم .
فقرر والده (جدي ) ان ياخذه الى الموصل( اول مستشفى  تعتمد على كادر متعلم في الموصل تاسست عام 1923 باشراف طبيب انكليزي ومساعدة طبيب او طبيبين عراقيين وعدد قليل من الممرضات )  لعرضه على الطبيب في المستشفى فتم تشخيصه بان هناك حصى كبيرة في الكلى ويحتاج لعملية والوقت كان صيفا وهو غير ملائم لاجراء العمليات لعدم توفر صالات معقمة وكانت غرف العمليات عبارة عن غرفة عادية وسرير عادي ومجموعة مشارط فاخبروهم بان نسبة النجاح 5% فقط . فاضطر والده على الموافقة ونجحت العملية وعاش ابي بعد ان حالفه الحظ . وبعد انتهاء المكالمة بدأت افكر ماذا لو كان قدر ابي ان لاتنجح العملية وماذا كان سوف يحصل بعدها  ..؟ وربطه بالاحداث ، فان رحيل ابي حينها كان سيغير تاريخ عائلته بالكامل وسوف يختفي الكثير من البشر ومن ضمنهم كاتب السطور وهكذا ذهبت بتفكيري الى اعمق من ذلك ورجعت الى الوراء لآلاف بل ملايين السنين وكيف ان اجدادنا لو تاخروا دقيقة واحدة في ممارسة الحب مع زوجاتهم لكان تغير شكل التاريخ وشكل العالم وشكل البشر وكل شئ ولم يكن هناك ارسطو او نيوتن او انشتاين او هتلر او حتى الانبياء والديانات كانت اخذت اسماء واشكال مختلفة. ووصلت الى قناعة اننا كبشر والطبيعة من حولنا مانحن الى صنيعة تلاقي وتلاقح ملايين لابل مليارات الصدف لنكون نحن . ولنأخذ مثالا لو ان اي صدفة من مليارات الصدف في حياة سلسلة اجداد صدام حسين وجورج بوش الابن ولانقل قبل مليون سنة لابل قبل اكثر من قرن قليلا فكيف ستكون احداث تاريخ العراق الحديث منذ عام 1968 ولحد الان ،لايمكننا ان نتخيل كيف سوف يكون وضعنا جميعا فهناك مليارات الاحتمالات لانريد الخوض في تفاصيلها ولكن نترك ذلك للقارئ ان يتخيلها كل حسب خياله . ونظرية تاثير الفراشة او نظرية الفوضى هي نظرية فلسفية فيزيائية و تعتبر ثالث أهم نظرية بعد النسبية لآنشتاين والنظرية الكمية (ميكانيكا الكم). فهذه النظرية تحاول أن تكتشف النظام المخفي في عشوائية الكونو تنسب الى عالم الرياضيات ادوارد لويرنتز عام 1963 عندما حاول تطبيق المعادلات الرياضية للتنبوء بالاحوال الجوية فحصل على نتائج متفاوتة ومختلفة وكان السبب في ذلك اهماله بعض الارقام بالمرتبة الخامسة بعد الفارزة 0.00001 ولكن هذا الرقم بالتجارب التراكمية المتكررة سوف يكون لها تاثير هذا من ناحية المعادلات الرياضية وكمثال اقرب انك تستقطع سنتا واحدا من الحساب البنكي لمليارات المشتركين حول العالم كل يوم فانك بعد فترة ليست بالطويلة ستكون ملياديرا . وسميت ايضا بنظرية تاثير الفراشة فان تحريك جناح الفراشة في بقعة معينة قد يكون المسبب (وليس السبب الفعلي) باحداث اعصار في مكان ما. بمعنى اخر فان نظرية تأثير الفراشة تعني ان اي حدث يحدث في كوكبنا الارضي يكون له ردة فعل او ناتج من حدث اصغر منه بكثير وقد لايكون محسوسا وبعض الامثلة التي تؤكد ذلك . الكتاب المقدس للسيد المسيح فان حياته القصيرة وكلماته للتلاميذ كانت جناح الفراشة وتاثيره على ملايين البشر وحياتهم كانت الاعصار . ومثال اخر قيام الحرب العالمية الاولى في الشهر السادس من عام 1914 عندما تعرض ولي عهد النمسا فراند فيرديناند للاغتيال، وذلك عندما أضل سائقه ودخل شارعا بالخطا ليتعرض للاغتيال وأعلنت على إثر ذلك الحدث الحرب العالمية الأولى ومن بعدها الثانية ، فمقتل ولي عهد النمسا هو حركة جناح الفراشة والحربان العالميتان هي الاعصار. والامثلة كثيرة وغير محدودة قد تبدو الأمور من وجهة نظر أرضية وكأنها تحدث بالصدفة،او نتيجة الفوضى او العشوائية ولكن من خلال الكتب السماوية يتبين لنا أن الله متحكم في كل الخليقة، وهو قادر أن يأخذ قوانين الطبيعة التي تبدو عشوائية، وإرادة البشر سواء الأشرار أو الصالحين، ونوايا الشيطان الشريرة ويستخدمها كلها لتحقيق إرادته الكاملة والصالحة (تكوين 50: 20؛ أيوب الأصحاحات 1 و42؛ يوحنا 9: 1-7). كما يوجد وعد للمؤمنين بصورة خاصة بأن يجعل الله كل الأشياء، سواء الجيدة أو السيئة، تعمل معاً للخير للذين يحبونه الذين هم مدعوون حسب قصده (رومية 8: 28)وهكذا نجد الكثير من الايات في سفر الجامعة هي انعكاس للمنظور الشخصي للحياة الارضية بدون وجود الله سفر الجامعة 9: آية(11): "فعدت ورأيت تحت الشمس أن السعي ليس للخفيف ولا الحرب للأقوياء ولا الخبز للحكماء ولا الغنى للفهماء ولا النعمة لذوي المعرفة لأنه الوقت والعرض يلاقيانهم كافة." آية(12): "لأن الإنسان أيضًا لا يعرف وقته كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مهلكة وكالعصافير التي تؤخذ بالشرك كذلك تقتنص بنو البشر في وقت شر إذ يقع عليهم بغتة." ويقول الاب ديف فليمنج إن الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر، إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق. فلنتذكر دائما بان كل عمل خير مهما كان صغيرا او كلمة طيبة لها تاثير على الكون في المستقبل ولذلك علينا جميعا ان نؤمن بقدراتنا وانها قادرة على صنع التغيير.
د. عامر ملوكا



52
مقابلة مع الأب بيوس عفاص :

ليس من السهل ان تجري لقاء مع من تكون مهنته وحرفته القلم والكتابة والترجمة، فالحوار يكون ثرياً ومفيداً مع مثل هذه الشخصيات وفضولنا يدفعنا لأن نعرف تفاصيل أكثر عنهم فدعونا نبدأ الرحلة مع الأب بيوس عفاص لنتعرف على قديمه وحاضره وكل ماهو قادم. 
حوار د.عامر ملوكا
 

 
س1: هل لك ان تٌخبرنا عن حياتك: يوم ولادتك ويوم من طفولتك ويوم من كل مرحلة من مراحل دراستك ودخولك للسلك الكهنوتي ويوم من أيامك الآن؟
لا أخفي إنها المرة الأولى التي يطرح عليّ سؤال يراد له جواب مفصل عن يوم ولادتي وعن يوم طفولتي وعن كل يوم من مراحل حياتي!
ومع إني أنا أيضاً صحافي، فلا يطيب ليّ ان أكسف زميلاً في مطلبه، وأعلم طيبة قلبه وهدفه من هذا اللقاء، ويعلم هو الآخر ان هذا اللقاء قد يكون الأخير!! لذا أرتضي عن طيب الخاطر ان أسلم له وللمجلة سري الذي لا أخشى ان افضحه!
أعلم ان القرّاء أو أقله بعضهم، سيندهشون حين يكتشفون حقيقة ولادتي وعماذي في اليوم ذاته -وأخشى ان يروا في ذلك علامة؟! إنها الحقيقة، ولمن يشككون فيها، بوسعهم ان يعودوا إلى سجل العماذ الذي أنقذته من عبث داعش، والذي ذهب بكل خزائن كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك، وفي مقدمتها متحفها الشهير ومكتبة مخطوطاتها وسائر مكتباتها ومحتوياتها الثمينة التي لا تقدر بثمن! ففي هذا السجل، وبالتحديد في سنة ١٩٣٩، سيقعون على إسمي مسجلاً يوم ١٩ تموز مع هذه الديباجة: وتعمذ في اليوم ذاته! وليس لمرض أو عوق ينبئ بالأجل، وإنما لعادة حميدة لدى العيال المسيحية الملتزمة، بموجبها يتلقى المولود الجديد في أقرب فرصة، نعمة العماذ التي تدخله في حضن الجماعة المسيحية! وكان القس (المطران) جرجس قندلا الخالد الذكر هو الذي منحني سري المعموذية والميرون، وأعطاني ثلاثة أسماء: زهير، يوسف، عصام -وإذا استخدمت اسمي الأول على غلاف الفكر المسيحي، واسمي الكهنوتي في ذيل المقالات، كنت استخدم أيضا اسم عصام، ملحقا به صفة المقدسي، في مقالات كنت اقصد ان أخفي فيها هويتي!!
أما عن يوم من أيّام طفولتي، فلي ذكريات عزيزة لا تنسى، ولا سيما في دارنا في محلة الشيخ أبي العلاء (على مقربة من باب لكش) ويطلق عليها العامة "محلة الثلاث بلاليع" السبع! ولا اخجل، حين يسألونني عن محلة سكناي، ان أصرح بإني ولدت في البلاليع!!
كانت طفولة هادئة في كنف أسرة متدينة... وتتزاحم الذكريات: فإذا نسيت كيف كان المرحوم الوالد الشماس فضيل يقرأ علينا نحن البنين -قبل ان يصبح لنا اختان (برناديت وتسكن حالياً في كانبرا، ونوال التي خطفها الموت المبكر تاركة ابنتين)، حنا وبهنام وحكمت(توفي الأول والأخير، فيما بهنام يسكن ملبورن) قصصا من الكتاب المقدس ويفسرها لنا...، وإذا نسيت أننا كنا في العطلة الصيفية نصنع "الفرارات" من أوراق الألوان ونبيعها للأطفال مباشرة أو بالجملة لأصحاب الدكاكين...، أو إذا نسيت حين كنا نوزع بيننا الأعمال البيتية من (شطف) واستقبال في الصباح الباكر ربع قالب الثلج محافظين عليه في صندوق الثلج حتى المساء! أو في فرش "المنامات" على السطح في مساءات الصيف ولملمتها في الصباح...، أو حين كنت أنا أصغر البنين أرافق المرحومة الوالدة (رينة سليم قاقو) إلى الكنيسة في الشهر المريمي أو شهر قلب يسوع، أو إلى ما نسميه "البرية" (بالغاء الموصلية) أو بعض الزيارات مشياً على الأقدام... فلن أنسى كيف كنا نحن الثلاثة نقيم القداديس الوهمية، وكيف قيض ليّ ان أٌّرسَم كاهناً على يد من كان يعتبر نفسه أسقفاً! فأصبح في إمكاني ان "أقدس" لوحدي وأعظ من شرفة الإيوان (ذلك هو طابع البيت الموصلي المتميز بغرفتين مع إيوان)، منادياً: وكان يسوع -ولم أكن أعرف ان يسوع ممنوع من الصرف!... ويا للمفارقة، كلهم كانوا يرغبون في الدخول إلى السمنير (المعهد الكهنوتي)، ولم يتسنَ الدخول إلا ليّ أنا الأصغر!
وبدأت أخشى ان استرسل في الإجابة إلى السؤال الأول عن الطفولة وأصبح موضوع تندر للقراء! لذا أوجز بأني بعد ٤ سنوات في المدرسة التوماوية للأحداث وسنتين في مدرسة الطاهرة، دخلت السمنير في خريف ١٩٥١ وعلى مدى ١١ عاما لأقبل بعدها الرسامة الكهنوتية في ١٠ حزيران ١٩٦٢ مع ستة من الزملاء، لم يبق منهم سوى المطران جرجس القس موسى.
وهنا يطيب ليّ ان أشير إلى ان الكثير من ذكريات الطفولة والشباب والخدمة الكهنوتية الخ... قد وثقها كتاب دبجته في غضون سنوات بعد اختطافي عام ٢٠٠٧ بعنوان "مختطف يعيد قراءة حياته"، دار بيبليا للنشر، ٢٠١٣، هو أشبه بشهادة وقراءة إيمانية، كتبتها بأسلوب استذكار عبر أحلام كانت بمثابة أحلام اليقظة، ففي هذا الكتاب، لكُم سجلت من ذكريات عن دخولي السمنير (كما عن بكاءي للخروج منه في أول أحد، لولا تدخل المرحوم الأب إسطيفان زكريا الذي انتشل دعوتي!)، وعن حياة الشظف والركوع وصرامة القانون وصعوبات التعامل مع الزملاء، والشتاء القارس من دون تدفئة... إلى جانب الكثير من الأفراح والتعزيات والسفرات الخ... إلا ان الأيام والسنوات المليء بالنشاط الروحي والرسولي، فهي خبرة الحياة المشتركة في جماعة كهنة يسوع الملك وما رافقها من صعوبات وتعزيات... ولا سيما من نشاطات شبابية وفي مقدمتها حركة الشبيبة الطالبة المسيحية والندوات الدينية للجامعيين، إلى جانب العمل في الفكر المسيحي، وعلى مدى ثلاثين عاما ( 1964 – 1994 )، عن كل المراحل الأولى من حياتي والمحطات الكبرى فيها، سيجد القرّاء ذكريات لا تنسى وقراءة جادة تحمل على التفكير، في كتاب "مختطف" يعفيني من التكرار! لذا أتوقف لأجيب إلى عدد من الأسئلة التي تبدو ليّ أكثر أهمية.
س2: كونكم أحد الأباء الكهنة التابعين للكنيسة الشرقية ومن المهمتين بالشأن الثقافي والفكري كيف تقيَمون مسيرة الكنيسة للقرن الماضي والحالي؟
وأبدأ بالفكر المسيحي التي أطلقناها نحن كهنة يسوع الملك عام ١٩٦٤ في شكل سلسلة مقالات عبر كراريس، وسرعان ما أصبحت عام ١٩٧١ مجلة ذات أبواب وزوايا مختلفة، وكنت رئيس تحريرها على مدى قرابة ثلاثين عاما. وأول ما أقول بهذا الصدد: أما حان الوقت ان ينكب أحد المتتبعين للفكر المسيحي، من بداياتها في الستينات وحتى تسليمها عام ١٩٩٥ إلى الأخوة الدومينيكيين، ليقدم تقييما مفصلا عن أداة إعلامية في العراق كان لها أثراً كبيراً في حياة الكنيسة والمجتمع في فترة من التاريخ تميزت بالتحولات السياسية والاجتماعية والدينية الكبرى، تركت فيها الفكر المسيحي بصماتها المتميزة عبر توجهاتها المسكونية وخطها النقدي ومبادراتها النبوية... بوحي من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي استلهمت توجهاته وعلى أكثر من صعيد...
فعلى الجواب للسؤال الثاني اكتفي بالقول باننا في المجلة - وكانت لسنوات الأداة الإعلامية الوحيدة في كنيسة العراق! - عشنا منتصف القرن العشرين الذي طبعته التحولات الكبرى على الأصعدة كافة، فكنا بحق كهنة المجمع، إذ واكبناه في إعداده وتتبعنا مساره في دوراته الأربع على مدى الأعوام ١٩٦٢-١٩٦٥. فلقد كنا الشهود على كنيسة لفها الانغلاق والجمود والتحصن في عزلتها، فبقيت أسيرة تقاليد وعبادات وطقوس لا تحمل النور والحياة إلى مؤمنيها، متمسكة بتوجهات خطيرة اقل ما يقال فيها إنها تستلب المؤمنين وتحول دون تقدمهم على طريق الحرية المسيحية الحقة، حرية أبناء الله... في الوقت الذي كنا فيه، ولا سيما عبر الفكر المسيحي، شهوداً على كنيسة تريد ان تلتقي أبناء عصرها في معضلاتهم المصيرية وتواكب تطلعاتهم المشروعة فتبدد مخاوفهم وتجيب إلى حاجاتهم الروحية وتفتح أمامهم مستقبلا ينسجم مع أمالهم وتطلعاتهم... وليس بالقليل ما أنجزته المجلة في هذا المضمار....
ويؤسفني ان أقول، وبصراحة الصحافي الذي يراقب عن كثب مسيرة الكنيسة الجامعة في بداية الألفية الثالثة، حين كان للبابا يوحنا بولس الثاني دوراً في شبه "ردّة" إلى الوراء، وبتأثير كبير من التيارات المحافظة -كي لا نقول الأصولية- التي قامت بهجماتها على صعيد الكنيسة والعالم، على حساب التيار النقدي والنبوي التي ظهرت بوادره في أميركا اللاتينية عبر "لاهوت التحرير"، وامتدت توجهاته في كثير من المستويات، وعلى يد لاهوتيين واختصاصيين في العلوم الكتابية وعلماء اجتماع... لذا، فاني أتوسم خيراً، لا بل مستقبلاً واعداً لكنيسة، في كل أرجاء العالم، تكون أكثر إشعاعاً على الصعيد الفكري والروحي والراعوي... ولا سيما بشأن المعضلات العالمية الجديدة التي تستوجب أجوبة جديدة... وهنا لا بد ليّ من أن أقيم مبادرات ومواقف البابا فرنسيس الذي جاء ليواصل الإصلاح الذي بدأه المجمع، ويثبت أسس الانفتاح في الكنيسة باتجاه العالم، ذاك الانفتاح الذي بدأه، قبل أكثر من خمسين عاماً، البابا يوحنا الثالث والعشرون. وتحضرني مقولة ذاك البابا الطيب، أبو المجمع، حين جاءه الكرادلة، مذعورين، غداة إعلانه عن العزم على عقد مجمع مسكوني، فقام بفتح النوافذ المتقابلة، في عز الشتاء، بحيث أصابتهم رجفة وقشعريرة، فقال: "من الأفضل ان تصاب الكنيسة بزكام من ان تختنق".
س3: ممكن ان نعرف ماهية أهم المحطات في علاقتك مع القلم والورقة وممكن ان تذكر لنا جميع نتاجكم الثقافي والفكري.
عن هذا السؤال، أحيلك إلى كتاب نقلته إلى العربية، صدر مؤخرا في سلسلة أبحاث كتابية، برقم ٢٩، بعنوان أمثال يسوع، في أخره صفحتان بكتب المعرب. فضلاً عن كتاب حمل مقالاتي، بعنوان "ثلاثون عاماً مع القلم" في سلسلة مختارات الفكر المسيحي/رقم ١٢، ٢٠١٢، ٤٥٢ص، بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي. ولعل أكثر كتاب أحببته وأمضيت تسع سنوات في تأليفه هو "قراءة مجددة للعهد الجديد"، ٥٤٠ ص، دار بيبليا ١٩٩٩، وأعز كتاب عليّ، "افتتاحيات الفكر المسيحي"، ٥٠٠ص، دار بيبليا ٢٠٠٧.
س4: كيف ترى مستقبل الأديان وخاصة المسيحية وهل فكرة الله أزلية وإلى الأبد؟
بكلمة أقول: لا مستقبل للأديان إذا ما بقيت تجتر الماضي ولا تبحث كيف تكون أديانا لأبناء عصرها، حين تتمسك بتقاليد ونظم وعادات وعبادات كثيراً ما تضفي عليها صفة القدسية!... فمثل هذه الديانات أو المعتقدات يصعب عليها ان تصمد بوجه النقد العلمي! وبالعكس، سيكون لها مستقبل، وأحياناً مستقبل مشرق ان هي عرفت ان تلتصق بأحلام الإنسان وأماله وتطلعاته، فتخاطبه بلغته، وتخاطبه في الصميم من كيانه ووجدانه، وتدافع عن حقوقه وحرياته الأساسية، وتتجاوب مع حاجاته الحقيقية، وليس من أقلها شأناً حاجته الملحة إلى الله، بصفته ذاك الإله القريب منه، حاجة هي بالأحرى جوع وعطش إلى المطلق.
أما مستقبل المسيحية، فهو الآخر مرتبط بما تقدمه طروحاتها من مفاهيم وأهداف تخاطب بها قلب الإنسان المؤمن وتلتقي مع تطلعاته وتحفزه على الالتزام بقضايا كنيسته ومجتمعه بحيث يصبح إيمانه متجسدا في الواقع اليومي فيعمل على تغييره نحو الأفضل... التزام يكون بكليته متجها نحو الله والبشر بقوة حركة واحدة يصبح معها الإيمان المسيحي قضية حب! فضلا عن ان عليها أيضا ان تنفض الكثير من الغبار الذي لصق بطقوسها وعاداتها وعباداتها -وهي كثيرا ما تأخذ محل الإيمان الصافي والملتزم! - إلى جانب واجبها في الاهتمام بتحسين تعامل خدامها مع مؤمنيهم، ولا سيما قلقها الذي يدفعها إلى التزام جانب الذين هم أكثر فقراً من المظلومين والمهمشين والفقراء والمعوزين، وليس إلى الخبز وحده! ذلك لأننا نعلم علم اليقين ان الإيمان بقيامة المسيح يملي علينا التزامات ومتطلبات تدفعنا، من اعلى السلم إلى أسفله، إلى ان نجند طاقاتنا كلها للمساهمة الفاعلة والجادة في بناء ملكوت الله الذي افتتحه يسوع بموته وقيامته، ويترتب علينا بالتالي ان نسعى إلى توطيد أسسه، وهي قيم الحب والأخوة والحق والعدل والحرية والمساواة والتضامن، وبكل أشكالها وصيغها...متبنين كلمة القديس يوحنا الصليب: في مساء حياتنا سوف ندان على المحبة!
وبعد الذي قلته، أرى ان مستقبل المسيحية مرهون بشكل خاص بتوجه الكنائس المسيحية كافة إلى النهل من ينابيع الكتاب المقدس أكثر منه إلى اللاهوت أيا كان تحليقه! ذلك ان اللاهوت الكريستولوجي (في لاهوت المسيح) كان بالتالي وراء الانقسامات الكبرى في الكنيسة، منذ القرن الثالث، وبنوع خاص، مع النسطورية والمونوفيزية حول شخص(أقنوم) المسيح وطبيعته الإلهية الإنسانية، وحتى القرن السادس عشر مع حركة الإصلاح اللوثري، مروراً بالانشقاق الكبير بين الشرق والغرب عام ١٠٥٤، وعلى قضايا مسلكية لا عقائدية، من مثل قضية الحساب في تثبيت عيد القيامة!
لذا، وبكل تواضع، أرى ان على الكنائس ان تنكب باجتهاد على الكتاب المقدس، فتقرأه قراءة مستنيرة في ضوء علم التفسير الحديث الذي يعتمد طريقة النقد التاريخي، ونور سائر العلوم الإنسانية التي تحمل المؤمنين على استخدام مفاتيح لفك رموز والغاز لغة الكتاب، بهدف البلوغ إلى فهم أفضل للنصوص البيبلية، أي إلى فهمها كما فهمها المتلقون الأوائل، مسيحيو الأجيال الأولى!
وهنا لا يسعني إلا أن أذكر، في ما يتعلق بالعراق، بمركز الدراسات الكتابية الذي كانت بداياته متواضعة عام ١٩٨٧، في كنيسة مار توما، في الموصل، مع دورة أعمال الرسل، ولكن سرعان ما تحولت إلى دراسة نظامية أكاديمية لأربع سنوات مكثفة تلقى فيها العلمانيون من كل الإعمار، والشباب في المقدمة، ثقافة كتابية رصينة، عبر دورات متتالية على مدى ثلاثين عاما، تخرج منها قرابة ٥٥٠، أكثر من ثلثيهم، في مختلف أنحاء العالم، وكنا فيها، نحن الاثنين (المطران جرجس القس موسى وأنا)، طلاباً وأساتذة!
وهذا التوجه العلمي والراعوي في قراءة الكتاب المقدس قراءة مستنيرة جادة، وتفسيره وتأوينه... سيساهم ولا شك في التقارب بين المسيحيين من مختلف الطوائف الذين يجمعهم الكتاب الواحد وبوسعه ان يوحدهم ويوحد كلمتهم وشهادتهم للمسيح القائم من بين الأموات: المسيح قام.. حقا قام.
ولا بد من ان أضيف إلى ان مركز الدراسات الكتابية، سرعان ما انبثقت عنه دار بيبليا للنشر عام ١٩٩٩، ومنذ ذلك لم تتوقف الإصدارات الرصينة ولا سيما في المجال البيبلي - وهي في معظمها كتب تفسير لاختصاصيين فرنسيين يتم تعريبها ونشرها بأسعار مدعومة! ويطيب ليّ ان الفت الانتباه إلى إننا، في سلسلة أبحاث كتابية وحدها، أصدرنا ٢٩ كتابا تعتبر مفخرة المركز، وبضمنها عشرة أجزاء من التفسير الراعوي الرصين، بقلم بيبليين ذوي شهرة، غطت العهد الجديد برمته!
كما لا يسعني إلا أذكّر بـ "ملفات الكتاب المقدس" هذه المجلة الفرنسية المتخصصة بقلم مفسرين كبار، والتي تشرف دار بيبليا على ترجمتها وإخراجها، لا بل تعتبر مفخرتها! وقد تناولت موضوعات هامة من العهدين القديم والجديد، بأسلوب شيق وطرح جذاب، وهي اليوم، مع عددها الذي يحمل الرقم ٦٢، تحتفل بالذكرى العشرين على ظهورها! ويجري العمل، من بعد ان حرق داعش كل الإصدارات وبضمنها الملفات، على إعادة طبعها بإخراج جديد بالألوان، ويتطلب ذلك سنتين على الأقل! إلا أني احمل للتو بشرى ظهور كتاب دسم يحمل افتتاحيات ملفات الكتاب المقدس على مدى عشرين عاما! ومعه، وللمرة الأولى، قرص أو فلاش لهذه الافتتاحيات بصوت رئيس التحرير.
س7: إننا نعيش زمن الكورونا وهي مؤقتة لا محال أنت كرجل دين كيف تنظر لهذه التجربة؟
فيما اعتذر عن الإجابة إلى الأسئلة الأخرى التي تتطلب صفحات عديدة اعفي منها القرّاء، اكتفي بالجواب عن السؤال السابع بشأن وباء العصر، فايروس كورونا. أنه وباء عالمي خبيث أمل إلا نٌفاجأ يوماً بالجهة التي كانت وراؤه، ولأية أهداف أو تنافسات سياسية اقتصادية خلق فأفرز ما افرز من ويلات!... ومع ذلك، ويا للمفارقة، يطيب ليّ ان أشير إلى ما كان له من مردودات إيجابية! وأولها انه، بسبب الحجر، أتاح للأسرة ان تجد ذاتها كخلية متماسكة بكل أفرادها الذين قلما وجدوا معاً في الظروف الاعتيادية! فتعود تكتشف قيم الألفة والفرح والأصغاء المتبادل والتعاون، لا بل التضامن مع الأكثر فقراً وعزلة....
أما على الصعيد الديني والروحي بنوع خاص، فلقد أصبحت الأسرة كنيسة مصغرة يجتمع أفرادها للصلاة ومتابعة القداديس والبرامج الثقافية التي تبث بفضل الفيسبوك وسائر وسائل التواصل الاجتماعي: إنها المرة الأولى التي ينبري الكهنة فيها إلى استنباط برامج دينية ويبثونها من مواقعهم ويتابعها المؤمنون بشوق واهتمام...ولا أخفي أني أنا أيضاً، حملتني الكورونا إلى ان استخدم، لا بل ان استغل موقعين (الأول باسم مركز الدراسات الكتابية /العراق، والثاني باسم كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك/الموصل، على ان تطلب صداقتها) لأبث برامج ليتورجية في أسبوع الآلام، ومن ثم محاضرات في الآلام بحسب الإنجيليين الأربعة، وبعدها محاضرات في روايات القيامة على مدى خمسة أيّام، وسوف أواصل التواصل مع المشاهدين والمستمعين في برنامج أسبوعي أقدم فيه أحد إصدارات دار بيبليا من كتب وملفات! فنحن وإياكم على موعد في كل يوم جمعة، الساعة ١١ قبل الظهر بتوقيت العراق، وشكراً.


53
كورونا وجدلية العقل والإيمان

قبل الدخول في أهم جدلية إلا وهي جدلية العقل والإيمان والتي ظهرت أخير وبقوة بعد ظهور وانتشار فايروس كورونا وتهديده البشرية في كل مكان، سوف نعرف العقل والإيمان لندخل في صلب الموضوع. فنرى تعريف العقل عند أرسطو هو القدرة على الإدراك وهو القاسم المشترك مع بقية الأفراد المنتمين لنفس النوع. وعند الفارابي فيصفه بالآلة التي يستطيع الإنسان من ان يفكر ويتأمل ومن خلالهما يستطيع الكشف عن ماهية الأشياء وأسرار الطبيعة. أما بلاتونوس الفيلسوف اليوناني اعتبر العقل هو أول مصدر معرفي فاض من الله سبحانه تعالى. أما الفيلسوف الإنكليزي جورج باركلي فاعتبر العقل جوهر مستقل ومكانته تأتي بعد مكانة الله، أما الإيمان وهنا نقصد الإيمان الديني بالتحديد هو ذلك النظام المبني على أفكار وعقائد والتي يهدف لتحديد الغاية والهدف من هذا الكون ولو ركزنا على المعنى اللغوي للعقل وهو عكس الفوضى أو الحكم على الأشياء والأمور بحكمة ودراية أما الإيمان فهو عكس الكفر والثقة المطلقة ان كانت بأفكار أو معتقدات أو نظريات. فنجد بأنه لا يوجد هناك تناقض أو تضاد بين المعنيين وبالتالي فأن هذا النظام الفكري العقائدي ينسب لنفسه وللنتائج التي يصل إليها مرجعية مقدسة وتكون لهذه النتائج مكانة مقدسة قد لا تتوافق مع ما يهب إليه العقل من نتائج وبراهين وإثباتات فمن هنا نشأت هذ الجدلية بين العقل والإيمان. فالإيمان هو نظام فكري عقائدي يهدف إلى تحديد الغاية والمقصد من هذا الوجود بكل أبعاده وان من أهم الدوافع التي تدفع الإنسان للإيمان المطلق بالمعتقدات وان لم تتوافق مع العقل، ومن هنا نشأت هذه الجدلية بين العقل والإيمان. وحيث ان الإيمان هو حاجة نفسية وبايلوجية حيث ان الإيمان هو حاجة الإنسان للشعور بالأمان من خلال حياة الإنسان على الأرض ومصير الإنسان بعد الموت وأيضاً من الناحية البايولوجية فأن الإيمان بوجود قوى عظمى تسيطر على هذا الكون وعلى الإنسان، هي رغبة غريزية لدى الإنسان.
وحيث ان التفكير العلمي المرتبط بالعقل بكل مستوياته العلمية والعملية هو مرتبط بعالمنا الواقعي الفيزيقي ومشاكله وهو بالتأكيد ليس المستوى الأوحد الذي يشغل تفكير الإنسان وإنما العالم الغيبي الميتافيزيقي له مساحة واسعة في تفكير الإنسان وهذا المستوى يفشل العلم من التعامل معه وينجح الإيمان في حل الكثير من الغاز هذا المستوى الغيبي والميتافيزيقي وهكذا البناء الحضاري للإنسان هو بحاجة لطرفي الجدلية العقل والإيمان أي العلم والدين ولا يمكن للإنسانية ان تضحي باي واحد منهم على حساب الآخر أي التمسك فقط بالعلم وترك الإيمان كما يفعل الملحدون أو التمسك بالدين فقط وترك العلم كما يفعل تجار الدين وجهلته.
 
كورونا ومواقع التواصل الاجتماعي وتلويث بيئة الوعي الإنساني
مع طول أزمة مرض الكورونا وطول فترة الحجر الإلزامي لمعظم سكان العالم زادت الفرصة المتاحة للجميع من الجلوس وقضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية ولا ننسى هناك ثلاثة مليار إنسان يستفاد من هذه التكنلوجيا حول العالم، ومن خلال ما يطرحه كل إنسان تستطيع ان تعرف الكثير من شخصية المشارك، فقديما قالوا، قل لي ماذا تقرأ فاستطيع ان اعرف شخصيتك أو قل لي من هم أصدقائك أستطيع ان أقول لك من أنت أما اليوم فان صفحتك على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس الكثير من شخصيتك وأسلوبك في التفكير ونظرتك للحياة، أو من خلال ما تساهم به أو تشاركه مع الآخرين والكثير من الشركات والمؤسسات وحتى الأمنية منها تستطيع ان تتعرف على الصفات الشخصية من خلال صفحة الفيسبوك أو الواتساب أو الإنستغرام.
هناك من يدخل وهدفه زيادة الوعي الإنساني من خلال طرح الكثير من القضايا الإنسانية إذا كانت تتعلق بالإنسان نفسه أو بالبيئة المحيطة به أو بكل ما يتعلق في زيادة هذا الوعي ونشره وإيصاله إلى اكبر شريحة من الناس وبالمقابل هناك من يساهم في تلويث الوعي الإنساني من خلال طرح قضايا ومواضيع ليس لها أي فائدة أو إضافة سوى الشهرة أو إشباع الرغبات لإشباع الأنا محاولين الاستفادة من مقولة للرسام الأمريكي "آندي وارهول" عام 1968: "في المستقبل، سيكون بقدرة أي شخص أن يحظى بـ 15 دقيقة من الشهرة". 15 دقيقة، هي فرصته للإطلال على العالم بأسره.
فانطلاقا من مقولة اندي راح الكثير يحلم بالشهرة وان يكون اسما معروفا أو أنصاف الموهوبين في مجالات فنية معينة أو قابلية على الكلام المتواصل في مواضيع لا تضيف للمتلقي أية إضافة علمية أو أدبية أو تنمي الوعي للفرد أو للجماعة، وهناك من ينجح ومستمر وخاصة ان عدد المشاهدات بجانب كونها شهرة فهي مصدر لجني الأموال والأرباح. والبعض الأخر يفشل ويكرر المحاولة على الرغم من ان ما يطرحونه من إنتاج لا يتعدى عدد مشاهداته عدد أصابع اليد والمشكلة انهم مستمرين فلا ضير ان تكون هناك مساهمة أو مشاركة كل سنة مرة ولكن التكرار الممل وهؤلاء يحاولون البحث عن الاهتمام وجذب الانتباه بشكل مفرط وذلك يشير إلى خلل نفسي بحاجة إلى استشارة طبية.
وهناك من يذهب بعيدا في نشر صور وفديوهات وقضايا عائلية خاصة لا ضير ان تكون في المناسبات ولكن ان لا تشمل الحياة اليومية وجدول وأوقات نومك وأكلك وصورني وأنا لا أعرف، أو على عناد بنت عمتي ودعوة لنا جميعا مع أية منشور وفديو ننشره يجب ان نسأل أنفسنا ماهية الرسالة أو الفائدة للمتلقي وان نبتعد كثيرا عن ان تكون منشوراتنا طريقا لابتزاز الشهرة من المتلقي.
د.عامر ملوكا


54
المنبر الحر / شكرا كورونا
« في: 19:01 25/03/2020  »
شكرا كورونا
على الرغم من ان هذا الفايروس قد اخذ ارواحا بريئة  (ولازال يهدد الكثير الغير ملتزم بالتعليمات والاجراءت الصحية التي يجب ان نلتزم بها جميعا  لغاية اكتشاف اللقاح الناجح وهو قادم لامحال خلال القريب المنظور  فيجب ان نطبق المبدا القديم في الطب  الوقاية خير من العلاج كما طبقته الصين ) فان هذا الفايروس قد علمنا نحن سكان هذا الكوكب دروسا وخبرات كثيرة .
شكرا كورونا لانك جعلت العائلة تلتم من جديد تحت سقف واحد ومائدة واحدة وجعلت للبيت دفئ لم نشعر به سابقا دفئ يختلف عن كل اجهزة التدفئة التي تعمل بالاجهزة فاقدة الاحساس والروح .
شكرا كورونا انك جعلتنا نؤمن اننا حين نواجه الخطر نصبح كبقية الكائنات الحية ونبدا من اول مرحلة من مراحل مثلث ابراهام ماسلو للاحتياجات البشرية  وهي مرحلة البحث عن اشباع الغرائز فبدءنا بالصراع لنؤمن الغد .
شكرا كورونا لانك جعلتنا ان نفكر مئة مرة ببعض العادات والتقاليد والسلوكيات الغير محبذة وقد تكون سببا لنتركها او ننساها .
شكرا لك كورونا لانك جعلتنا نهتم بالنظافة وكل اسرارها.
شكرا كورونا انك فضحت كل الانظمة الراسمالية وغيرها التي ذهبت بعيدا في  تطبيق مبدا ان كل شئ مباح من اجل الربح المادي وزيادة راس المال .
شكرا كورونا انك جعلت الديمقراطية تطبق بشكلها الصحيح واصبح الجميع سواسية امامك فانت لاتفرق بين غني وفقير وبين الحاكم والمحكوم وبين ابيض واسمر و...........
شكرا كورونا انك جعلت الانسان يعرف ويتذكر  انه كائن ضعيف ، رغم انه يملك ملايين الخلايا لايستطيع مواجهتك وانت غير محسوب على الكائنات الحية وانت لاتملك ولا خلية واحدة.
شكرا كورونا جعلت الكثير من الناس ان يراجعوا انفسهم كثيرا ويندموا ويبكوا لانهم اقروا قوانين واعراف وقيم تخالف الطبيعة البشرية كزواج المثليين وغيرها .
شكرا كورونا انه جعلتنا نعود لنؤمن بالحقيقة التي كدنا ننساها ، مهما تطور العلم وتقدم يبقى عاجزا عن ان يلبي كل طلبات الانسان المادية والروحية .
شكرا كورونا انك ذكرتنا باننا عندما نتمادى كثيرا في قدراتنا البشرية واننا  قادرين على فعل كل شئ باننا على خطا ووهم كبيرين .
شكرا كورونا انك ذكرت الانسان بان هناك سماءا ومابعدها هناك قوة عظمى اسمها الله والتي يجب ان لاننساها .
شكرا كورونا انك اثبت بانه لايوجد نظام اقتصادي او سياسي ناجح اذا لم يكن الانسان مادته وهدفه .
شكرا لك كورونا انك جعلتنا نكتشف ان بعض القادة ورؤساء الدول لايستحقون ان يقودوا حتى عوائلهم .
شكرا كورونا انك جعلتنا نفهم حقيقة وجود فايروسات بشرية هي اكثر فتكا وقتلا للانسان وانت تفعلها في العلن واما الفايروسات البشرية فيفعلوها بالخفاء.
شكرا كورونا انك وحدتنا جميعا نحن ابناء هذا الكوكب وجعلتنا نهتم بشئ واحد فقط وفي نفس الوقت . .شكرا كورونا جعلتنا نعرف قيمة الحرية والحياة والتمتع بكل ماخلقه الله لنا .
شكرا كورونا جعلتنا نتثقف صحيا ونبحث عن معلومات طبية وصحية وغذائية لم نكن نعرفها من قبل.
شكرا كورونا انك جعلت العالم ان يتوقف عن السعي المجنون نحو امتلاك العالم وجعلتنا نبحث فقط عن امتلاك الصحة .
شكرا كورونا انك اعطيت عطلة اجبارية لكل ماهو ضار ومؤذي لامنا الارض  حيث الهواء النقي والماء الغير ملوث والتربة النظيفة.
شكرا كورونا انك اعطتينا دروس في حب الاخر واننا يجب ان نحب وان يكون هناك من يحبنا .
شكرا كورونا انك علمتنا اننا حين نصلي ونطلب ليس فقط لعوائلنا ولقوم ودين معين لابل لكل البشر .
شكرا كورونا انك جعلتنا نرجع لنؤمن بمبدا ثورو في الطبيعة (كيف نستغني؟ وليس كيف نقتني)
 
 د.عامر ملوكا


55
مقابلة مع د. نوري بركة مسؤول الرابطة الكلدانية في كاليفورنيا

حوار: د.عامر ملوكا
 
 
سؤال: ممكن ان يتعرف القارئ الكريم على شخصية الدكتور نوري:
 
اسمي نوري بركة من مواليد قرية تللسقف ، متزوج من إيفلين كوركيس هرمز ولنا ثلاثة أولاد ديڤد، آن وداني ولنا ثلاثة احفاد، صوفيا، إيزابيل ولويس. حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبية اختصاص المناعة ضد الأمراض من جامعة لوڤان الكاثوليكية في بلجيكا عام ١٩٨٦. بعد انتهاء دراستي جاءتني دعوة للعمل في احد المختبرات الامريكية وسافرت إلى مدينة لوس أنجلس مع عائلتي حيث عملت مديرا للبحوث إلى عام ١٩٩٨ حبن انتقلت الى مدينة سان دييكو وأسست شركة Calbiotech المختصة في تصنيع الفحوصات الطبية والمناعية. بفضل الله عز وجل وبالعمل والمثابرة تطورت الشركة وأصبح عدد العاملين فيها اكثر من ٥٠ باحثًا وموظفًا. وفي عام ٢٠١٧ جاءنا عرض لشراء الشركة من قبل مؤسسة ألمانية وتم الاتفاق على ان أبقى في منصبي كمدير حيث ما زلت اعمل.

 
سؤال:لديكم مساهمات ونشاطات متميزة في تقديم المساعدات ودعم منظمات المجتمع المدني والعوائل المتعففة في داخل العراق , ممكن ان نتعرف عليها بالاضافة الى انجاز اول مدرسة كلدانية.
 
منذ انتقالي الى مدينة سان دييكو في سنة ١٩٩٨. عملت في وساهمت في إدارة منظمة فرسان كولومبس الأمريكية ومن خلال هذه الخدمة تمكنا من تقديم الكثير من المساعدات لابناء شعبنا سواء العراق أو على المستوى المحلي. كذلك أسسنا المهرجان الكلداني الأمريكي في سان دييكو والذي اصبح يقام سنويا في الشهر التاسع. وكان لي مساهمات فعالة في جميع مؤتمرات القومية والنشاطات الكلدانية ومنها ترأسي لجمعية مار كوركيس وإصدار جريدة بيثا كلدايا وتأسيس المعهد الكلداني ألأمريكي الذي لعب دورا مهما في دعم اللاجئين من ابناء شعبنا حيث تمكنا من الحصول على أوراق اللجوء لمئات من العوائل المهجرة سواء كانت المحتجزة في المكسيك في سنة ٢٠٠٠ او الأدمة من الشرق الأوسط بعد سنة ٢٠٠٥.
 
وسأذكر لكم في تفصيل اكثر ، المؤسسات الكلدانية التي ساهمنا في تأسيسها خلال الخمسة سنوات الأخيرة :
 
 
Hope for iraqi Christians
تم تأسيس هذه المنظمة في سنة ٢٠١٤ بعد هجوم داعش على قرانا المسيحية وهي منظمة خيرية ومسجلة حكوميًا . وتمكن فريق العمل من جمع اكثر من ٢.٢ مليون دولار لمساعدة المسيحين المهجرين من داخل وخارج العراق خلال الأربع سنوات الماضية . واهم برامجنا هو برنامج تبني عائلة حيث تقوم عائلة من سان دييكو بتبني احدى العوائل المهجرة بتبرع قدره ١٠٠ دولار شهريا لمساعدتها في شراء الحاجات الأساسية للمعيشة.
ابتداءا من سنة ٢٠٢٠ قررنا ان نركز عملنا في برنامج تبني عائلة على دعم العوائل المسيحية المحتاجة داخل العراق فقط لتعزيز قدراتها في البقاء والعيش الكريم. حيث قمنا بحفل خيري قبل حوالي الشهر لهذا الغرض وتمكنا من جمع ما يكفي لمساعدة ٢٥٠ عائلة بمبلغ ١٠٠ دولار شهريا (ما مجموعه ٣٠٠ الف دولار في السنة).
 
Chaldean Radio and TV channel
قمنا بتأسيس القناة الكلدانية/الراديو الكلداني سنة ٢٠١٧ وهي كذلك مؤسسة مسجلة في الحكومة ضمن مؤسسات المجتمع المدني وتعتمد على التبرعات التي يقدمها المعلنين. هدف هذه المؤسسة هو ربط الكلدان حول العالم وتقوية الأواصر فيما بينهم وابراز القابليات الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية للكلدان أينما كانوا. لدينا بث مباشر يومي من الساعة ٨ صباحًا حسب توقيت كاليفورنيا ولمدة اربع ساعات ويتم إعادته ٤ مرات. يمكن الاستماع ومشاهدة القناة حول العالم ضمن تطبيق خاص عن طريق الفيس بوك (Chaldean Radio).
 
Kidinnu Academy Charter School
تأسست مدرسة كدينو في سنة ٢٠١٨ وهي مدرسة ابتدائية حكومية ( تتولى الحكومة دفع مصاريفها) ويشرف عليها مجلس إدارة من الكلداان المتطوعين وتدرس فيها اللغة الكلدانية. واسم كدينو هو لعالم كلداني عاش في بابل قبل ٢٤٠٠ سنةً وبرع في علوم الرياضيات والفلك.
الشئ المميز في هذه المدرسة اننا نستطيع تعليم اولادنا قيمنا المسيحية وتراثنا ولغتنا الكلدانية وهي اشبه انها اشبه ما تكون بمدرسة خاصة ولكن الحكومة تتكفل بدفع كل مصاريفها.
وأنا اعتبر ان هذا الإنجاز مهم جدا لخدمة ابناء شعبنا لما للتربية والتعليم دور أساسي في إنشاء جيل مثقف وواعي ملتزم بالعرف والتقاليد اضافة إلى التطور العلمي والمهني.

 
 
سؤال: الرابطة الكلدانية العالمية تاسست كمؤسسة داعمة  للعمل القومي الكلداني في كل انحاء العالم كيف تقيمون هذه التجربة وسبل الارتقاء بها
 
إن تأسيس الرابطة الكلدانية في الثالث من تموز سنة ٢٠١٥ جاء منعطفا تاريخيا في حياة ابناء شعبنا الكلداني. هذا التلاحم بين قيادة كنسيتنا وابناء شعبنا نتج عنه فكر جديد وقوة وارادة وثقة بالنفس ، حيث نرى اليوم ثمار هذا العمل بدأت تنضج وألاعلام الكلدانية ترفرف في كل مكان حول العالم في دلالة على زيادة الوعي القومي الكلداني.
 
الرابطة الكلدانية فتحت لابناء شعبنا آفاق جديدة لمستقبل افضل ولأجيال قادمة تعتز بإسمها وتاريخها. فكلدان اليوم ليسوا كما كانوا قبل خمس سنوات. كلدان اليوم ، اضافة الى اعتزازهم بكنيستهم، يعتزون بهويتهم، بعَلَمِهم ، وبإرثهم التاريخي. كلدان اليوم اقوى بعشرات المرات في حبهم وعطائهم ودورهم في خدمة المجتمع.
ونحن اذ نقترب من المؤتمر الثاني للرابطة خلال الأشهر القادمة نتمنى ان تكون هناك دراسات جدية لتطوير عمل الرابطة مستفيدين من خبرات وتجارب الدورة الأولى. وندعوا جميع ابناء شعبنا ممن له الرغبة والاستعداد للعمل في تطوير دور الرابطة وعملها للانضمام إلى الرابطة والترشيح للانتخابات التي ستجرى في الفروع بين الفترة من ١/٣ الى ١/٥ من هذه السنة. الرابطة بحاجة الى كل من يستطيع ان يساهم فيها ويخدم بحب واخلاص ونكران ذات. طبعًا لا ننكر ان هناك اخطاء حصلت وهذا طبيعي في أي عمل جديد حيث جميعنا نتعلم من اخطائنا .
 
سؤال: كونكم تحملون شهادة الدكتوراه في مجال العلوم الطبية وتعتبر من الكفاءات العراقية المهاجرة , كيف يمكن للكفاءات من التواصل مع الوطن وتقديم الخبرات للنهوض بوطننا العراق.
 
نتمنى ان تستقر الأمور في بلدنا العزيز ويعود العراق الى ابناءه الذين عانوا الكثير خلال السنوات ١٧ الأخيرة وذلك بفضل الثوار من شبابنا الذين انتفضوا ضد الظلم والفساد والمحاصصة وان شاء الله تتحق احلامهم.
 
قبل فترة قصيرة طرحنا مبادرة لقيام تجمع مدني يجمع الكفاءات من ابناء شعبنا من الكلدان والآشوريين والسريان من الداخل والخارج للمساهمة في خدمة بلدهم كنوع من التضامن مع الحراك الشعبي الأخير. طبعًا هذا لا يتعارض مع اعتزازنا بقوميتنا واسمنا سواء كنا كلدان او آشوريين او سريان. حيث من الضروري وفي هذه الحالة ان نعمل كفريق واحد لان المسيحين العراقين لهم تاريخ وطني اصيل ودائما كانوا في المقدمة في حبهم واعتزازهم ببلدهم وضحوا الكثير من اجله. الاسم المقترح لهذا التجمع هو: الجمعية الوطنية للمسيحين العراقيين. قيام هكذا تجمع مدني ، وطني ،غير ديني وغير سياسي من الكفاءات المسيحية سيعطي انطباعا ممتازا أمام العراقيين جميعا على مستوى الشارع والدولة لان الناس أنهكتها الاحزاب والسياسين وتبحث عن شخصيات مستقلة وكفاءات بعيدة عن الساسة والأحزاب الذين نهبوا العراق .
 
 
سؤال: كلمة اخيرة تحب ان توجها الى قراء مجلة بابلون
 
أنا اؤمن بالعمل الجاد والمؤسساتي لخدمة المجتمع بعيدا عن الكلام والمهاترات والمزايدات . وأود ان اؤكد انه من كان منا حريص على خدمة أمته وابناء شعبه يجب ان يكون كلامه مقرونًا بالعمل والعرق والكفاح لأن الكلام وحده لا يكفي لكي تنهض أية أمة!
 
النقد شئ جيد وأساسي ومهم في حياتنا ولكن على الناقد ان يكون حريصا ومهتما في تطوير وتحسين العمل وليس هدمه! أقول هذا الكلام للأخوة المتهمين بالنقد واطلب منهم ان يكون نقدهم إيجابي وبناء ، يساهم في تقديم ألافضل بدلًا من ان يتحولوا إلى أشخاص مغتنمين للفرص ينتظرون أية نتيجة سلبية للانقضاض على فريستهم ويظهروا من خلالها شطارتهم وعلمهم وفهمهم وكونهم الناقد أو الكاتب الذي لايقهر !
 
هناك ظاهرة يعاني منها مجتمعنا وهي الأشخاص الجالسين وراء الحاسوب الذين يعتبرون أنفسهم شيوخا ومصلحين يقومون بإصدار الفتاوي من غرفة نومهم حول كيف يجب ان نعمل أو نتصرف وهم ليسوا مستعدين ان يتلحلحوا ويتحركوا من مكانهم قيد شعرة! أنا لا يهمني درجة ثقافتكم وكم مقالة كتبتكم، الأهم هو ان تنزلوا إلى الساحة وتظهروا كفاءتكم وإمكانياتكم وان يكون كلامكم مقروننا بالعمل والمثابرة والحب والتواضع.
 
ابارك للدكتور عامر ملوكًا وفريق عمل مجلة بابلون للنجاح المبهر الذي حقوقه في تأسيس هذا المنبر الذي اصبح من احد معالم الكلدان في استراليا . اشكر جهودهم ومثابرتكم وإصراركم على النجاح لأني اعرف جيدا مدى الصعوبة في استمرارية هكذا مؤسسات ، حيث اعتمادها بالدرجة الأولى على المتطوعين الذين ينذرون نفسهم لخدمة ابناء شعبهم. وتأكدوا بانه كلما أعطيتم فالرب يبارك اكثر فيكم وفي عوائلكم. واستغل هذه الفرصة لكي أبعث بتحياتي الى جميع ابناء شعبنا في استراليا متمنيًا لهم النجاح والموفقية في أعمالهم وبالصحة والسلامة والسعادة والرب يكون معكم جميعا.


56
مقابلة مع السيد جوزيف هاويل عضو مجلس بلدية هيوم
حوار : د.عامر ملوكا
 
1-  من هو السيد جوزيف هاويل وكيف تقدم نفسك للقارئ الكريم؟
 
أنا عضو ناشط في مجتمع الشباب هنا في ملبورن ، أستراليا. لقد ولدت من أب آشوري من العراق وأم  من أصل يوناني في أواخر الثمانينيات. لقد حصلت على تعليمي الابتدائي والثانوي في ملبورن. بعد الانتهاء من دراستي الثانوية ، أكملت درجة البكالوريوس في الآداب (تخصص في العلوم السياسية والتاريخ) من جامعة ملبورن تليها سنة أخرى مع مرتبة الشرف في التاريخ. كما أنني حاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة ملبورن حيث ركزت على الدورات التدريبية والكتابة الأكاديمية على حقوق الإنسان والقانون الدولي والحكم وجرائم الدولة والقانون والتنمية الدولية. من الناحية المهنية ، عملت في الحكومة الفيدرالية الأسترالية في عدد من المجالات المختلفة. في أواخر عام 2016 ، أصبحت واحدا من أصغر الأشخاص المنتخبين للحكومة المحلية في ولاية فيكتوريا ، بعد انتخابي لعضوية مجلس مدينة هيوم لمدة أربع سنوات. وأنا حاليًا أكمل السنة الرابعة من عضويتي في الحكومة المحلية ونشاطاتي في مجموعات واسعة من المنظمات واللجان الحكومية وغير الحكومية.
2-  انت اول شخص من ابناء شعبنا يشغل منصب عضو بلدية , ممكن تعرف القارئ باهمية ذلك ونبذة عن اهمية ذلك وايضا نبذة عن التسلسل الوظيفي للمناصب الحكومية بدا بعضو المجلس البلدي .
 
إنه لشرف كبير لي أن أحظى بثقة ودعم الناس في أواخر عام 2016 بعد انتخابي لمجلس مدينة هيوم في الانتخابات البلدية هيوم \ أستراليا,  وحسب النظام ألاسترالي ألذي يقسم إلى ثلاثة حكومات وهي الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية والحكومات المحلية. حيث كل حكومة تتحمل مسؤوليات مختلفة بناءً على دستور أستراليا. ففي ولاية فيكتوريا ، يوجد 79 مجلسًا لكل منها رئيس بلدية ومستشارين أو أعظاء بلدية. يتكّون مجلس مدينة هيوم من 11 عضوًا منتخبًا مسؤولون عن واحدة من أكبر المدن في فيكتوريا. ثقافيًا وتاريخيًا ، كان لدى أبناء شعبنا القادمين من الشرق الأوسط خوفًا أساسيًا أو مترددين من المشاركة في الحكومة. هذا له العديد من الأسباب التاريخية. ولكن في النصف الغربي من الكرة ألارضية ، تعد المشاركة السياسية أمرًا حيويًا لضمان صوت المجتمع وتلبية احتياجاته ودعمها. على الرغم من أنني أول شخص من شعبنا يشغل هذا المنصب المنتخب ، إلا أنني بالتأكيد لا أريد أن أكون الأخير. آمل أن يكون إرث انتخابي هو إلهام الشباب الآخرين لمتابعة معتقداتهم وأيديولوجياتهم والسعي لإحداث تأثير إيجابي في النظام السياسي في أستراليا. علينا واجب المساهمة في العطاء لاستراليا والتي منحتنا الحرية والفرصة.
3-  ماهية اهم الخدمات التي ممكن ان يقدمها عضو المجلس البلدي للمواطنين بشكل عام ولناخبيه بشكل خاص .
 
كما ذكرت سابقًا ، لدى مجلس المدينة أنشطة واسعة للمشاركة فيها. للأسف يسيء فهم الكثير بالنسبة لدور الحكومة المحلية ، ومعتقدين أن دورها الرئيسي هو تأمين المرافق الصحية والنظافة في المدينة. في الواقع ، دور مجلس المدينة هائل. يضم مجلس مدينة هيوم على سبيل المثال أكثر من 1500 موظف بدوام كامل وميزانية سنوية تزيد على 250 مليون دولار. تشمل بعض وظائفها الرئيسية مسؤولية المكتبات وخدمات رعاية الأطفال وبرامج كبار السن والخدمات ألاجتماعية مثل القاعات ومراكز كبار السن والمرافق الرياضية والمرافق الصحية والترفيهية. وتشمل المهام الأخرى كصحة الأطفال والتطعيمات ، والتنمية الاقتصادية والتجارية للمدينة ، فضلاً عن استخدام الأراضي وتصاريح التخطيط والمشاركة مع المؤسسات الحكومية الأخرى. ويوفر مجلس مدينة هيوم مئات الخدمات. والدور ألاهم هو أن تكون صوت وتمثل الناس.
4- بماذا تنصح ابناء شعبنا القاطنين في منطقة بلدية هيوم وماهية اهم المشاكل التي يعاني منها ابناء شعبنا في الامور التي تخص البلدية.
 
أعتقد أن فرصة العيش في أستراليا هي نعمة عظيمة. ولكن مع هذه النعمة هي ان يكونوا مواطنين ملتزمين بالقانون ونشطاء ومنتجين. أنا فخور بأن أقول إن شعبنا من بين مواطني المدينة الجيدين والمنتجين. ومن أحد المجالات التي اهتم بها بشكل خاص هو انتشار المقامرة في المجتمع العام. ففي العام الماضي وحده ، فقد مجتمع هيوم أكثر من 110 ملايين دولار بسبب استخدام آلة البوكر. آلات البوكر هي سرطان تعمل على تدمير العائلات والمجتمعات. للأسف ، أنا أعلم أن معدل المقامرة في مجتمعات الشرق الاوسط مرتفع وأنا أشعر باليأس لرؤية القادمين الجدد من العراق وسوريا والذين يتم إغرائهم في هذه الممارسة الرهيبة والضارة. لقد كنت صوتًا قويًا في جميع أنحاء ولاية فيكتوريا من خلال منظمة تدعى التحالف من أجل إصلاح المقامرة والتي تقوم بحملات لتقليل عدد آلات البوكر في الولاية وتشجيع الناس على الابتعاد عن هذه الممارسة الضارة.
 
5-  كونك تنتمي لفئة الشباب ماهية نصيحتك للشباب من ابناء شعبنا من خلال الانتماء للاحزاب الاسترالية وتبوء المناصب الحكومية والمحافظة على الموروث وفرصتنا لاشغال اكثر من منصب كعضو بلدية في الانتخابات القادمة.
 
كما ذكرت سابقًا ، تعد المشاركة السياسية ، خاصة من قبل الشباب المولودين والمتربين في أستراليا ، أمرًا حيويًا للغاية. على الرغم من أنني ناشط في حزب العمّال الأسترالي ، إلا أنني أشجع شبابنا في الانخراط في الاحزاب التي تتوافق أفكارهم السياسية معه. السياسة الأسترالية تدور حول التمثيل ووجوب الاستماع لصوتك. من خلال المشاركة والمساهمة في مجتمعنا الأسترالي ، لدينا أيضًا فرصة لتبادل ثقافتنا وتقاليدنا مع المجتمعات المتعددة وإثارة القضايا المهمة والخاصة بمجتمعنا مع القادة السياسيين الأستراليين. في الوقت الذي نعيش في ظل الديمقراطية ، فن السياسة أيضًا فن متطور ويجب أن نتحلى بالحكمة في السعي لتمثيلنا. يجب أن يكون مرشحونا مؤهلين ، ولديهم فهم متطور للنظام السياسي وهدفهم الوحيد هو العمل من أجل المجتمع. حيث ينطوي الانخراط في الحكومة على تضحية كبيرة بالوقت الشخصي ويجب التعامل معه كفرصة لخدمة الآخرين ، وليس لخدمة أنفسهم. على الرغم من أن أابناء شعبنا هم من أكبر المجموعات العرقية والدينية في مدينة هيوم وفقًا لآخر إحصاء سكاني أسترالي في عام 2016 ، إلا أن مشاركتنا في النظام السياسي ضئيلة للغاية. وهذا ليس من صالحنا على المدى الطويل إذا لم نغير وضعنا.
6-  كلمة اخيرة توجهها لابناء شعبنا بشكل عام وقراء مجلة بابلون بشكل خاص .
 
في الختام ، أود أن أشكر رئيس التحرير ألدكتورعامر ملوكا ولجنة التحرير في هذا المجلة الرائعة لمنحي الفرصة للمقابلة ومشاركة أفكاري. أجدادنا هم رواد الكتابة والعلم والمعرفة ، وأنا معجب بأن الدكتور عامر واساتذة التحريرلازالوا يواصلون هذا التقليد المهم  في أستراليا ، بعيدًا عن وطننا الحبيب ، بيت نهرين.
 


57
الفلاسفة والانبياء
ان من اهم اهداف الفلاسفة والانبياء والتي تجمعهم الكثير من الصفات المشتركة مع بعض الفوارق المهمة التي سناتي الى ذكرها لاحقا . ولتعريف كلمة الفيلسوف والتي تعود الى اللغة اليونانية فيلوسـ ـ سوفيا) بمعنىٰ مُحِبُّ الحكمة ، هو الشخص الذي منحته العناية الربانية بنعمة التفكير العميق فأبدع جديداً في كل فرع من فروع الحكمة بحيث يؤلف عالماً جديداً من الفكر متجانس من الأجزاء متناسق الأوضاع وان حاصل شهادة الدكتوراه PhD  ) ]دكتوراه فلسفة في علوم .....) يحمل لقب الفيلسوف في اختصاصه .
اما النبي فيعرف  النَّبِيُّ : صاحب النبوة المُخبر عن الله ، وهو إنسان يصطفيه اللهُ من خلقه ليوحى إليه بدين أو شريعة سواء كُلِّف بالإبلاغ أم لاوفي تعريف اخر من القاموس الانكليزي الشخص الذي يعتقد أن لديه قوة خاصة تسمح له بأن يقول ما يريده الله لإخبار الناس ، وخاصة عن الأشياء التي ستحدث في المستقبل.
ان من اهم اهداف الانبياء والفلاسفة والتي يشتركون بها هي تكوين مجتمع مثالي او مجتمع فاضل مجتمع يقترب من الملائكة ويبتعد كثيرا عن الطبيعة البشرية والصفات التي جبل عليها الانسان اي مجتمع بلا خطا او خطيئة ولكن من ناحية اخرى يرى علماء الاجتماع انه لولا الصراعات والتنافس بين الافراد والمجتمعات والدول لكان المجتمع الانساني لازال يعيش في عصور ماقبل النهضة  فالتنافس والتنازع يقود الانسان والمجتمعات والدول الى الابداع والتميز رغم بعض السلبيات والخسائر التي ترافق هذا التنافس والتنازع ، ومما هو جدير بالذكر افرزت الحرب العالمية الثانية تسعة اختراعات مهمة للبشرية رغم الصراع الشرس وعدد الضحايا والخسائر وهذه الاخـتراعات هي اكتشاف البنسلين والرادار والتلفزيون الملون ومادة التيفال والطاقة النووية والعلاج الكيمياوي والوقود الصناعي والمحركات النفاثة والكومبيوتر .
فنجد في كتاب علي الوردي مهزلة العقل البشري وفي فصله الخامس وحسب البروفيسور كارفر حيث يقسم التنازع إلى أربعة أقسام :
اولا : التنازع الذي يقترب كثيرا للصفات الحيوانية والذي يعتمد كثيرا على الغرائز الموجودة في الانسان كالصراع من اجل الغذاء او الصراع من اجل الغريزة الجنسية الخ......
ثانيا : الصراع الذي يعتمد على بعض المهارات العقلية للانسان كالذكاء والرؤيا لانجاز عمل معين كالسرقة او الاحتيال .
 ثالثا وهو التعاون المرحلي من اجل التنازع والتنافس المستقبلي مع مجاميع اخرى كالتعاون الحزبي للتنافس مع الاحزاب الاخرى او الشركات مع بعضها ضد شركات اخرى وهكذا على مستوى الدول .
رابعا : التنافس الهادئ او ممكن ان نطلق عليه التنافس الشريف وكمثال ذلك تنافس العلماء لايجاد دواء للسرطان او التنافس من اجل خلق بيئة نظيفة وهذا النوع من التنافس يفودنا نحو عالم امن واكثر رفاهية.
وكمثال للفلاسفة وسوف ناخذ افلاطون في جمهوريته الفاضلة ورؤيته نحو تحقيقها ليصل الى صورة الدولة المثالية التي تتحقق فيها العدالة. وركز افلاطون على الدولة واستقامتها والذي سينعكس لاحقا على الفرد في حين الانبياء ركزوا على الانسان ثم العائلة ثم المجتمع الفاضل . ويحاول افلاطون ان يقسم افراد المجتمع الى طبقات حسب المواهب والقدرات العقلية والجسمانية اي مبدا البقاء للاقوى والاصلح في حين الانبياء ينادون بالمساواة للجميع وافضلهم من تميز بالاخلاق والفضائل والمثل العليا . وهذه الطبقات هي طبقة الحكام ثم طبقة الحراس ثم طبقة العمال والفلاحين. اعتمد افلاطون على مبدا البقاء للاقوى والاصلح ومنذ الولادة وقرر ان تقوم الدولة بتربية الاذكياء والاقوياء منهم وليس العائلة. اما الزواج والانجاب فهو ايضا غير متاح للجميع وانما للنخب المختارة والتي تتميز اما بالذكاء او بالقوة اما الانبياء فاجازوا الزواج والانجاب والتكاثر وتكوين العائلة . الديمقراطية غير محبذة في المدينة الفاضلة لان الحاكم ممكن ان يتملق ويتظاهر بالحكمة والعدل ويكسب رضا الشعب وهو فعلا لايمتلك الحكمة التي تؤهله للقيادة اما مايخص المرأة فكان يطلب ان تكون متساوية في الحقوق مع الرجل وحتى يمكنها القيادة. فنلاحظ ان الفلاسفة يخاطبون العقل البشري اما الانبياء فيخاطبون العقل والقلب في ان واحد وهذا هو احد اهم الاسباب التي ميزت الانبياء عن الفلاسفة اضافة الى ان كلاهما يبحثون عن المدينة الفاضلة المدينة الملائكية الخالية من الخطا والخطيئة وحسب مفهوم كل فيلسوف وكل نبي ورسالته ان كانت سماوية او غير سماوية ولكن الفيلسوف حدوده هي كوكبنا الارضي لغاية يومنا هذا اما الانبياء فقد ادركوا باستحالة تحقيق ذلك لانه يخالف الطبيعة البشرية لهذالكائن الذي اسمه الانسان فوعدوا الانسان بان المدينة الفاضلة او العالم الفاضل سوف يكون بعد الموت .ولان الانسان دائما يبحث عن الخلود اذا كان ارضيا وقد عجز عن تحقيقه لحد اليوم وبعد فشله هذا اخذ يبحث عن خلوده بعد الموت وهذا ماميز الانبياء وكتبهم المقدسة عن الفلاسفة . فكما نحن بحاجة الى الانبياء وكتبهم المقدسة وتعاليمهم التي ترشد الانسان نحو الفضائل والقيم والمبادئ الايجابية هكذا نحن بحاجة الى الفلاسفة وبحوثهم وافكارهم المستفزة ولولاهم لما تقدمت الحضارة. وحسب «برتراند راسل» الفيلسوف البريطاني في كتابه (النظرة العلمية)، يعزي النهضة التي غيرت وجه العالم وبداية الثورة الصناعية الى ادمغة مئة فيلسوف . ولابد لمشرقنا العربي ان يفسح المجال لعقوله النيرة وفلاسفته وان يتواصل مع الفكر الفلسفي العالمي لنختزل ال خمسة قرون الفارق الحضاري بيننا وبينهم.
د.عامر ملوكا


58
القانون والدين والعادات والتقاليد... والإنسان
د. عامر ملوكا
 
الإنسان هذا المخلوق الذي يعتبر أهم مخلوق على هذا الكوكب الذي اسمه الأرض اجتهد الكثير من العلماء لوصفه وتعريفه ولا يغيب عنا بأن الإنسان يشترك بالكثير من الصفات مع الحيوان طبقا لآراء علماء الاجتماع فبالإضافة إلى الإحساس والنطق والعقل والتفكير وغيرها الكثير والتي يشترك بها مع بقية الكائنات الحية، يتميز الإنسان بالحس الجمالي وتذوقه للجمال ويحاول ان يعبر عن ذاته وان يبدع ولهذا ظهرت الفنون والآداب والموسيقى. كذلك يتميز الإنسان بمحاولة فهم ما يجري حوله وفي الطبيعة محاولا تفسير ذلك وتسخير الطبيعة لخدمة رغباته ونتيجة ذلك ظهرت الأديان والفلسفة والعلوم. ونأتي إلى أهم ميزة للإنسان والتي جعلته سيدا على هذه الأرض وهي الوجدان أي ربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل وهذا الوجدان هو الذي جعل الإنسان يبني الحضارات ويتفوق على الكثير من المجتمعات الحيوانية التي قد تعمل ولديها أنظمة وقوانين منضبطة ومتطورة أكثر ولكنها لا تتطور ولا تتراكم عندها الخبرة كمجتمع النحل والنمل ولازالت الفئران تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه أجدادهم قبل آلاف السنين ويقعون في نفس المصيدة. ولان الإنسان بدأ حياته في الكهوف منعزلاً ومعتمداً على الصيد والتقاط النباتات ولازال هناك ما يقارب الملونين من البشر يعيشون على هذه الطريقة في الحياة ثم ظهرت المجتمعات الرعوية قبل حوالي 12000 سنة واستخدم الحيوانات للأكل والنقل ثم انتقل إلى مرحلة المجتمعات الزراعية والتي بدأت قبل حوالي 8500 سنة وفي هذه المرحلة بدأ الإنسان في زراعة المساحات الواسعة وزيادة عدد الحيوانات الداجنة لتشهد هذه المجتمعات زيادة سكانية نتيجة وفرة الغذاء، ومن ثم المجتمعات الصناعية بعد الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر والتي ظهرت في بريطانيا لتنتشر إلى كل بقاع الأرض. وأخيراً مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية القائمة على المعلوماتية وانتقال المعرفة وبيع الخدمات.
إذا الإنسان كمخلوق اجتماعي وبعد ان تعدى عدد سكان الأرض السبع مليارات إنسان احتاج إلى القوانين لتنظيم سلوكياته وعلاقته بالأخر ولأن جميع أفراد المجتمع يسعون لكي يملكوا هذا العالم فسوف تتعارض مصالحهم ويكون القانون الفيصل بينهم ويبقى هو الوسيلة المهمة في ضبط وتنظيم السلوك الاجتماعي. أما العرف والتقاليد وهي السلوكيات والعادات التي اعتاد عليها المجتمع عبر أزمنة مختلفة وتكون في الكثير من الأحيان ملزمة وهناك الكثير من الأعراف والعادات والتقاليد في مجتمعاتنا الشرقية تتعارض مع القانون والتعاليم السماوية. أما الدين وهو وضع إلهي يدعو الإنسان إلى الخير من خلال الكتب المقدسة ومع تطور المجتمعات وتطور وسائل الاتصال والتواصل والانفتاح الكبير على معظم ثقافات الشعوب فاختلفت نظرة الكثيرين إلى الدين من حيث المفهوم ومن حيث التطبيق وأصبح الإنسان يجتهد كثيرا بعد ان استقل مادياً وفكرياً، وهناك فرق كبير بين التدين الشكلي الغير واعِ والتدين الحقيقي والواعي، حيث التدين الشكلي يهتم بالأمور الظاهرية على حساب المضمون والتدين الذي يهتم بالمضمون.
والآن كيف تلعب هذه العوامل الثلاثة في تنظيم حياة المجتمع وتصون تقدمه وتطوره، ففي المجتمعات الغربية والمتطورة وعبر التجارب المريرة التي خاضتها أدى ذلك إلى التوصل إلى ان القانون يجب ان يتصدر العوامل الثلاثة من حيث تبنيه من قبل الدولة ومحاولة صيانته وتطبيقه المثالي قدر الإمكان، ومن خلال هذه الممارسة تضمن الدولة المساواة بين جميع أفراد المجتمع مهما اختلفت أعراقهم أو قدراتهم أو أشكالهم أو دياناتهم، فنلاحظ ان هذه المجتمعات استطاعت ان تحافظ على كرامة الإنسان وحقوقه وضمان مستقبله واستطاعت ان تتطور وتبني مجتمعات مدنية مرفهة وتوفر العمل والأمن والصحة والتعليم وكل مستلزمات الإنسان الحضاري الجديد ودائماً هناك تطور وتحديث للقوانين من خلال تطبيق مبدا التجربة والخطأ محاولين الاقتراب من التطبيق المثالي وهو حالة لا يمكن الوصول إليها بشكل مطلق ولا ننسى ان معظم القوانين في هذه الدول تأثرت بتعاليم الكتاب المقدس منذ نشأتها وخاصة القانون الفرنسي الذي تعتمد عليه معظم بلدان العالم كأحد المصادر المهمة للتشريع. وأما بالنسبة للأعراف والتقاليد والدين فتركتها الدولة للأفراد فهم أحرار في فهمها وتطبيقها لإنها قابلة للاجتهاد والتأويل وهكذا نجد اختلاف الآراء حول عرف أو تقليد أو اختلاف التفسير لمفهوم ديني وقد نصل إلى مفهومين متضادين لنفس العرف أو لنفس الآية. فإذا القانون هو الفيصل في هذه المجتمعات وان حصل الاجتهاد فيكون من قبل متخصصين محايدين يتميزون بالعدل ومحاولة التطبيق المثالي قدر الإمكان لمبدا العدالة والمساواة، أما مجتمعاتنا الشرقية فلديها القانون والعادات والتقاليد والدين ولكن القانون لايزال ضعيفا ليس من منطلق التشريع بل من منطلق التطبيق وهناك تداخل وتأثير كبير من قبل العاملين الأخرين على تطبيقه فقد يتغلب مفهوم عشائري على المفهوم القانوني وهكذا بالنسبة للدين والنتيجة نلاحظ ان القانون ضعيف والعادات والتقاليد والدين تتعارض في الكثير من الحالات مع تطبيق القوانين فالنتيجة هي ضعف العوامل الثلاثة وتعمل بشكل يضعف أحدها الأخر ولهذا نرى ان شعوبنا تعيش في تخبط كبير وتخلف وجهل وأزمات اقتصادية والتي تنعكس على الحياة اليومية للإنسان وقد أدت بهذه الدول والشعوب ان تتذيل قوائم الدول من ناحية التطور والتقدم والمساهمة الحضارية في البناء الحضاري للمجتمع الكوني. فمتى تستفيق مجتمعاتنا لتترك كل ما هو سيء من العادات والتقاليد، ونجعل الدين بمفهومه الواضح والبسيط بوصلة تقودنا إلى حب الآخر وتقديسه لأنه من خلق الله ونحترم ونطبق القوانين التي وجدت لخدمة الإنسان وتكون لنا ثورة يقودها دعاة الثقافة والنهضة وتسمى بالثورة العربية كما كانت الثورة الفرنسية الحد الفاصل بين الظلمة والنور.


60
المرأة التونسية نموذج للمرأة العربية المتحضرة 

 
قبل ان ندخل في تفاصيل اهم ماحققته المرأة التونسية في مجال حقوق المرأة والدور الذي تلعبه في بناء المجتمع والدولة سوف نعرج على العصور التي مرت بها المجتمعات والتي كانت في معظم فتراتها مجتمعات ابوية تكون القيادة فيها للرجل وفترات قليلة وقصيرة خضعت المجتمعات لسيطرة المرأة . احتلت المرأة فيها مكانة اجتماعية محترمة اضافة الى المكانة الروحية التي منحت لها في عصور مختلفة وخاصة عندما كانت العلاقات الجنسية بين الذكر والانثى متحررة ونتيجة ذلك كان الاولاد ينتمون الى امهاتهم لعدم امكانية معرفة الاب ومن مميزات هذا المجتمع الامومي حيث تسود المبادئ المشاع والعدالة والمساواة التي تقود نحو الجمع والتوحيد  وكانت المرأة اول من اسس النظام العائلي واول من اهتم بتربية الابناء ورعايتهم واول من اهتم بالزراعة وتوفير الغذاء ونسج الملابس وصنع كل ماتحتاجه العائلة فكانت المرأة في المجتمع الامومي تتميز بالخصائص الانسانية النبيلة وبث قيم ترتبط بالمحبة والاجواء العاطفية ونشر السلام بعيدا عن العنف وبعيدا عن استخدام القوة والتسلط. ونظرة حول نشوء معظم الديانات التي كانت قد بداءت متاثرة بالالهة عشتار و هي إلهة من الآلهة الكبرى في الشرق الأدنى القديم، حيث كانت تُدعى إنانا في العصر السومري. واعتمادًا على الأساطير السومرية، فإن عشتار كانت شقيقة الإله شمش "شمس"، وهي إلهة العدالة، وابنة الإله أنو المتربع على عرش الآلهة في المجمع الإلهي السومري في أوروك. أما عن شعارها، فقد كان نجمة الصباح، حيث كانت دائمًا تعتلي الأسود، وتحمل جعبة وسلاحًا بيد وصولجان الملك بيدٍ أخرى، حين كانت تمشي بجانب الملك وتساعده في حروبه.
.اما المبادئ التي يستند عليها المجتمع الابوي فتعتمد على التملك والتسلط والتمييز والتي تقود الى بناء الحدود والحواجز والتفريق وكان من اهم واجبات الرجل الصيد وملاحقة الطرائد .
ونظرة سريعة  حول طبيعة الانظمة الحاكمة والسائدة في مجتمعاتنا اليوم وبمختلف ايدولوجياتها نراها مجتمعات ابوية ان كانت انظمة ديمقراطية غربية او اشتراكية وياخذ هذا الوصف ابعد مدياته في مجتمعاتنا العربية وذلك لعدة اسباب منها ان المجتمع العربي يفتقد الى الحراك الاجتماعي لانه ينتمي الى الماضي بقوة وان الذكور تمارس سلطاتها بشكل تعسفي اتجاه المرأة او حتى الافراد الاصغر في العائلة او القبيلة او المجتمع ويعزى ذلك لارتباط المواطن العربي في اللاوعي بالبيئة البدوية الصحرواية وقيم البدواة والقبلية .
صحيح ان مجتمعاتنا العربية قد تخلصت من واد البنات لكنها لازالت تمارسه وباشكال وصيغ متعددة من خلال القهر والتهميش الاجتماعي والفكري والروحي والاقتصادي. ,وحسب ماجاء في كتاب الباحث الاجتماعي خليل احمد خليل ( عقل العلم وعقل الوهم في الصفحة 139 "تُعدّ الولاية الذكورية ظاهرة إنسانية عالمية، نشأت من الملكية الخاصة للعائلة والسلطة، للنساء وللدين، وأفضت إلى استعمار ذكوري للمعمورة أو للعالم المعلوم المكشوف"
.

لازالت المرأة العربية تعاني بسبب العادات والتقاليد والفهم الخاطئ للدين من الكثير من الظلم والحرمان من الحقوق ولازال المجتمع العربي ينظر للمرأة كجسد فقط ولاينظر لها كانسان يجب ان تتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل ويجب ان نبتعد عن المفهوم الخاطئ الذي يقود الى ان اعطاء المرأة سقف عالي من الحرية سوف يقودها الى الفساد الاخلاقي في حين لاتطبق نفس القواعد مع الرجل ولابد من ان يكون  الوعي بالمرأة كإنسان كي تستطيع ان تمارس حريتها ودورها الطبيعي والايجابي الفعال في المجتمع.
تتميز المراءة في تونس عن باقي الدول العربية بما وصلت اليه من نيلها الكثير من الحقوق ،وكانت بداية نيل الحقوق عام 1956 وتعزز ذلك في دستور عام 2014 الذي دخل حيز التنفيذ 2018. تمثل المرأة التونسية 27% من مقاعد المجلس التاسيسي وهي اعلى من المتوسط العالمي 19% وايضا شغلت 30% من مقاعد مجلس النواب وكان لتصويت المرأة التونسية الكلمة الفصل في السباق الرئاسي لصالح الباجي قائد السبسي عندما منحته مليون صوت نسائي..
وأن النساء التونسيات يمثلن 60 في المائة من العاملين في قطاع الطب، و35 في المائة من العاملين في قطاع الهندسة، و41 في المائة من العاملين في قطاع القضاء، و43 في المائة من العاملين في المحاماة، و60 في المائة من حاملي الشهادات العليا. وهذا يعني بأن المجتمع المدني في تونس قائم على المرأة.

والجدير ذكره ان تونس تخصص اكثر من 5.1 % من ميزاتيتها للثقافة وهي نسبة عالية قد لانجدها في بعض الدول الاوربية
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي كان له السبق في عالمنا العربي في طروحاته الجريئة من خلال طرحه مراجعة الإصلاحات الدستورية المرتبطة بالحريات الفردية والمساواة، بما يدفع نحو المساواة بين الجنسين في الميراث، و أن الدولة ملزمة بتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وضمان تكافؤ الفرص بينهما في تحمل جميع المسؤوليات وفق ما نص عليه البند 46 من الدستور، وأضاف أنه يمكن المضي في المساواة في الإرث بين المرأة والرجل وايضا فصل الدين عن الدولة من خلال تصريحه ما عندناش علاقة بحكاية الدين وحكاية القرآن أو الآيات القرآنية. إحنا عندنا علاقة بالدستور واللي أحكامه آمرة، كما قلنا..." وتابع خطابه قائلا: "ونحن في دولة مدنية والقول بأن مرجعية الدولة التونسية هي مرجعية دينية خطأ وخطأ فاحش. أنا اقترح إنه المساواة في الإرث تصبح قانونا" وإلغاء كل النصوص المتعلقة بمنع زواج التونسية بأجنبي، يعني بعبارة أوضح منشور 1973 وكل النصوص المشابهة له ومنح الحرية للمراءة التونسية بالزواج من غير المسلم . وتحديد الحد الأدنى للزواج بـ 17 سنة للفتاة و20 سنة للفتى، ومنع الزواج العرفي وفرض الصيغة الرسمية للزواج وتجريم المخالف، وكذلك إقرار المساواة الكاملة بين الزوجين في كل ما يتعلق بأسباب الطلاق وإجراءاته وآثاره.
اذا اردنا لشعوبنا ان تتحرر وان تتقدم فلابد ان ان نعطي الحقوق الكاملة لاكثر من نصف المجتمع المغيب والمحروم من اداء دوره في البناء والتقدم والازدهار.
د.عامر ملوكا


61
مينا قضية وطن وليست وظيفة :

ان الكتابة في موضوع المتفوقة العراقية مينا رغيد هو ليس بالتاكيد كتابة عن حق فردي لشخص حاول الحصول على وظيفة مستحقة وفشل او لم يفلح لاسباب عديدة ، وانما هنا نحاول ان نكتب عن قضية وطن اسمه العراق هذا الوطن الذي استبيحت فيه كل الحقوق تارة باسم الفانون وتارة اخرى باسم الدين و كثرت الاسباب والنتيجة واحدة وهي قتل روح المواطنة وحب الوطن مع سبق الاصرار والترصد والتمادي في طمس كل ماهو مشرق مممكن ان يساهم في بناء هذا البلد الحضاري الذي يتميز انسانه بالفطرة في قدرته على صنع الابداع ومحاولة ادخال الياس المقصود والمنظم والمبرمج في مطابخ السياسة القذرة الى روح واعماق هذا الانسان المبدع ، وهكذا يتعرض المبدعين والمثقفين والعلماء الى الاقصاء الجبري والى خنق اصواتهم من خلال سياسة التجويع والعوز والحرمان لسحق كبرياء الانسان العراقي الشامخ شموخ نخيله وحضارته ويخافون من هذا الانسان العراقي الحضاري من ان يعطى ولو اجزاء من الفرصة لينتفض ويبني ويعمر ويقفز قفزات في النمو والبناء ليفاجئ العالم بمنجزاته وقدرته على النهوض والتجدد والا كيف لنا ان نفسر البصيرة : مينا رغيد (فاقدة البصر) المتفوقة بهذا الشكل الذي يثير الاعجاب والتي يجب ان تؤخذ كنموذج رائع للاقتداء بها وبانجازها الذي يقل نظيره في كل دول العالم ويضاف الى انجازها انها مهجرة داخل وطنها ودون اية مساعدة او تكريم من قبل الدولة وفي ضروف امنية ومعاشية صعبة ومعقدة  . هل يعرف الدكتور الذي اوقف تعيينها مع سبق الاصرار، ان مينا لو كانت في البلاد التي تحترم الانسان وتقدر مواهبه لكانت تستلم راتب محترم من الدولة وراتب اخر للشخص الذي يهتم بها وتسخر لها الحكومة خدمات خاصة في منزلها لتسهيل الامور الحياتية اليومية   وتنال من الاهتمام والرعايا من اعضاء البرلمان لانها مدعاة فخر وزهو .
فاذا كانت مينا بصيرة (كلمة مرادفة  للأعمى والمكفوف والضرير وهي  ألفاظ مرادفة لمن فقد بصره(
وسوف انتقي كلمة الاعمى للدكتور الذي اصدر قرار عدم صلاحية تعيين مينا فالاعمى هو ليس من فقد بصره وانما هو من فقد بصيرته وفقد شعوره بالحق الذي يراه ويسكت . فكم من له حاسة البصر ولكن الظلمة تعشعش في قلبه وكم من فاقد البصر وقلبه ملئ بالنور .
وان ارادة وحكمة الله عندما ياخذ شيئا منا فيعوضنا بما يقابله بل افضل فالبصير يتمتع بحاسة حادة لللمس وقوة السمع والنطق والفهم فمن ناحية حاسة اللمس يتفوق البصير كثيرا على الانسان المبصر ، وهو يسمع الهمس والاصوات التي لايسمعها المبصر ويتميزيون بعلو الصوت ونبرات عالية ومرتفعة تصلح للخطابة ويتفوقون ايضا في قوة الفهم والادراك والاستيعاب والتميز والتحصيل العلمي.
وقلما نجد بصير لايتمتع بالذكاء ويعزى السبب في ذلك الى ان المبصر ينشغل عقله وفكره كثيرا بما تراه العين في حين عقل وفكر البصير يركزان اكثر والنتيجة هي في صالح البصير ومثال ذلك اننا لو نسينا اسم او موقف واردنا ان نتذكره نغمض اعيننا لفترة كي نتذكر .
 
ويذكر مُجاهِد بْن جَبْر مولى السائب بن أبي السائب المخزومي القرشي (642-722م)ان  لكل انسان أربع أعين، عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه، وأبصرت عينا قلبه، فلم يضره عماه شيئًا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه، فلم ينفعه نظره شيئًا! فمينا هي من فقدت عيناها التي في الراس ولكن العينان في قلبها مبصرة والدكتور رئيس لجنة المقابلة هو من له العينان في راسه وفاقدا العينان في قلبه . وكلما كانت بصيرة الانسان راقية كلما كانت انسانيته عالية ومتفوقة.
 
فالفرق بين المبصر وفاقد البصيرة هو كالذي يرى سلة المهملات اما فاقد البصيرة هو الذي يرى السلة و يرمي المهملات في غير مكانها . وكما يقول الكتاب المقدس عن البصيرة الروحية " ونحن غير ناظرين الي الاشياء التي ترى بل الي التي لا ترى لان التي ترى وقتيه , اما التي لا تري فابديه " ( 2كو 4 : 18 ) فالانسان الذي لديه بصيرة روحيه دائما ينظر الي الاشياء التي لا ترى. ومن مشاهير فاقدي البصر القديس ديديموس الضرير الذي اصبح مديرا للكليه الاكليريكيه في زمانه و لوي براي 1809 - 1852 الذي ولد في إحدى ضواحي باريس وحرم من نعمة البصر وهو في الثالثة من عمره . وكان لبراي قصب السبق في اختراع طريقة سهلة للقراءة والكتابة للمكفوفين عرفت باسم طريقة براي، كما طور طابعة عرفت قبل الآلة الكاتبة بخمسين عاماً، وبذلك أضاء الطريق أمام ملايين من المكفوفين.
هوميروس, شاعر اغريقي عاش في القرن السابع الميلادي
•         بشار بن برد  شاعر عربي
•         أبو العلاء المعري  شاعر وأديب عربي
•         طه حسين, (1889-1973) من مشاهير الادب المصري وشغل مناصب منها عمادة كلية الاداب وغيرها .
•         هيلين كيلر, (1880 - 1968) أديبة أمريكية كانت كفيفة وصماء
•         جون مـِلتون  شاعر وعالم إنگليزي
•         عبدالله البردوني شاعر وأديب عربي من اليمن.
•         أندريا بوتشيلي، ، مغني، وكاتب، ومنتج موسيقي إيطالي.
•         سيد مكاوي موسيقي مصري
•         عمار الشريعي مؤلف وملحن موسيقي مصري
•         الأمريكي إريك فبهنماير , على الرغم من أنه كفيف نجح في تسلق جبل إفرست، أعلى جبال العالم، في أحد أشهر عام 2001.
•         لويس برايل مخترع كتابة المكفوفين.
•         أشرف أرماغان - رسام تركي ولد أعمى 1953 لأسرة فقيرة في تركيا،
لابد من الاشارة ان عدد فاقدي البصر حول العالم يتجاوز ال280 مليون بصير وهو عدد لايستهان به ويلقى من هم  في الدول المتقدمة كل اشكال الرعايا والدعم من المؤسسات الحكومية والاهلية. كلمات شكر وتقدير للدكتور قصي السهيل للاستجابة الكريمة بتعيين مينا رغيد الأولى على جامعة الموصل والتي طالبت بمناشدة نشرت لها على مواقع التواصل الاجتماعي بالحفاظ على حقها بالتعيين بعد اعتراض اللجنة الطبية في وزارة الصحة على ذلك كونها من المكفوفين.
وشكر وتقدير لنيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف لشجاعته وجراته في طرح التظلم الذي لحق بالمتوفقة مينا للرائ العام . وكل الامنيات للمتفوقة العراقية مينا رغيد والتي نتوقع لها مستقبلا باهرا ترفع اسم عائلتها وبلدها العراق عاليا.
د.عامر ملوكا

62
أوبونتو (Ubuntu)..:
أنا أكون لأننا نكون..

ان مصطلح اوبونتو ينتمي الى لغات البانتو الجنوب افريقية وهواحد المعتقدات الفلسفية  التي تؤمن بها هذه الشعوب ويستند هذا المعتقد على اساس كون الفرد الانسان لايمكن له ان يعيش ويمارس السعادة الا من خلال الاخرين وايضا لاتكتمل انسايته الا من خلال اكتمال انسانية الاخرين وبمعنى اخر عندما يحمل الانسان صفة الاوبونتو تعني في لغنهم ان هذا الانسان يحمل صفات الكرم والعطاء ودفئ المشاعر وهو بالتاكيد يؤمن بقبول الاخر ويحس ان قيمته هي بقيمة من حوله. ومن اشهر من يتحدث هذه اللغة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا وستيف بيكو، وكريس هاني، وثابو مبيكي، ووالتر سيسولو، وريمون مهلابا، وجوفان مبيكي ومن اهم المشاهير الذي جسد معاني الاوبونتو في ابهى صورها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، ويذكر المناضل نيلسون مانديلا ان الاوبونتو في ابسط صورها هي الشعور الانساني العالي فعندما تمر عبر احدى قرى قبائل ال إكسهوزا Xhosaفمجرد انك تمر فانت سوف تكون واحدا من اهل القرية يقدمون لك الطعام والضيافة والاقامة والجدير ذكره ان الاوبونتو لاتعني عدم اهتمام الفرد بنفسه وتطويرها ولكن على شرط ان يصب هذا التطوير في خدمة المجتمع ، اي الصراع بين ال انا وال نحن يجب ان يصب في مصلحة ال نحن حتى لو تعارض مع ال انا لان المحصلة النهائية لل نحن سوف تخدم الجميع.وحسب عبارة ديكارت الشهيرة "أنا أفكر إذا أنا موجود" والتي تكرس الانا العليا ولكن قبائل الاكسهوز قد حولت عبارة ديكارت الى "نحن نفكر، إذا نحن موجودين".

الانا او النون بين الفين تدور حول الذات المحدودة في شخص واحد وهذا الشخص يسخر كل امكانياته العقلية والجسمية لخدمة الانا العليا وليس هذا فقط وانما محاولة تسخير الاخريين لتحقيق غاياته واهدافه. وان تضخم هذه الانا لدى الكثير من افراد المجتمع تخلق الكثير من الامراض المجتمعية التي يصعب علاجها وتكون انعكاساتها خطيرة على المجتمع ومستقبله وبالاحرى على سعادة هذا المجتمع . وظاهرة بروز الدكتاتور في مجتمعاتنا ماهي الا صورة مثالية لل انا العليا وخاصة عندما تكون البيئة مناسبة لنمو وتعاظم ال انا لتصل الى اعلى درجاتها.  وعندما يتبنى المجتمع مفهوم ال نحن بدلا من ال انا الاقصائية وظهور اناس يحملون صفات اخلاقية عالية من خلال تربية المجتمع على التعاون والتضامن والتكافل المجتمعي التي تؤدي الى خلق بيئة مسالمة وبيئة صحية لكل افراد المجتمع ومن خلال ذلك تتحقق السعادة لكل افراد المجتمع . فمنذ 2013 الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للسعادة على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم. وفي الفترة القريبة الماضية، دشنت الأمم المتحدة 17 هدفا للتنمية المستدامة يُراد منها إنهاء الفقر وخفض درجات التفاوت والتباين وحماية كوكبنا الذي نعيش فيه ،  وهذه تمثل في مجملها جوانب رئيسية يمكنها أن تؤدي إلى الرفاه والسعادة.

ولنتعلم من قبائل الاكسهوزا واطفالهم من خلال قصة أحد علماء الأنثروبولوجيا عندما قام بعرض لعبة على أطفال قبائل ال إكسهوزا ،ووضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة وقال لهم بأن أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها ، عندما أعطاهم اشارة البدء تفاجأ بهم يسيرون سوية ممسكين بأيدي بعضهم حتى وصلوا الشجرة وتقاسموا الفاكهة اللذيذة ، عندما سألهم لماذا فعلتم ذلك فيما كل واحد منكم كان بامكانه الحصول على السلة له فقط ،

أجابوه بتعجب :

أوبونتو  Ubuntu  كيف يستطيع احدنا ان يكون سعيداً فيما الباقين تعساء ؟ اي  أنا أكون لأننا نكون .

تلك القبيلة في اقصى الجنوب الافريقي  تعرف سر السعادة وتجعل ال نحن هي المتغلبة على ال الانا وهناك مثل شعبي يقول من جاور السعيد يسعد فدعونا نعمل سويا في ان نجعل كل من يعيش حولنا ومعنا سعيدا لكي يصبح كل المجتمع سعيد وبالتالي كتحصيل حاصل نكون سعداء عندما تنعكس هذه السعادة على الجميعومن ضمنهم ال الانا . ياحبذا لو تصبح هذه الكلمات مفردات عالمية تتدوالها كل الشعوب بدلا من مصطلحات العنف والقتل والغاء الاخر ليصبح عالمنا اجمل واسعد.

د.عامر ملوكا

63
لماذا تاخرنا والاخرون تقدموا ؟
منذ نهاية القرن التاسع عشر طرح الكثير من دعاة النهضة في الدول العربية والاسلامية السؤال لماذا تقدمت بقية الشعوب من مختلف انحاء العالم ولماذا تخلفنا نحن ؟ . وكان لتاثير الصدمة الكبير على العرب عند دخول طلائع نابليون الى مصر بجيش متطور وباسلحة حديثة ومعه العلماء والمتخصصين، وكان المصريين يقاومون بالسيف والخيول فعرفوا حينها بانهم في وضع لايحسد عليه وانهم متخلفين كثيرا عن ماوصل اليه العالم الجديد .وهذا السؤال الذي حاول الكثير من دعاة النهضة والمفكرين والاكادميين والمثقفين وحتى المتشددين اعطاء اجوبة قد شملت الكثير من جوانب هذا التخلف لكنها لم تستطع التشخيص الدقيق وان استطاعت بنسب معينة ،استحال عليها التطبيق فمن ناحية : دعاة النهضة الفكرية والتحررية وروادها محمد امين وطه حسين وسلامة موسى أحمد لُطفي السّيد، العربيّ التّبسي، الفضيل الورتيلاني، بطرس البستانيّ، جمال الدين الأفَغَانيّ، حمزة شحاتة، عباس محمود العقاد، عبد الحميد بن باديس، عبد الرّحمن الكواكبيّ، مصطفى لطفي المنفلوطيّ، محمد البشير الإبراهيميّ، شيلي شميل، نيقولا حدّاد، الإمام محمد عبدُه ،أبو راس النّاصري.وغيرهم الكثير كانوا يطالبون وعلى وجه الخصوص طه حسين وسلامة موسى بالاستعانة بتجربة الشعوب الاوربية والتي تعتبر تجربة جاهزة ومطبقة ومامونة النتائج حيث استطاعت الشعوب الاوربية من حسم الصراع بين المتسلطين باسم الدين وبين دعاة النهضة والتحرر وفصل الدين عن الدولة والتخلص  من السوط الديني المسلط من قبل الكنيسة الذي كان سائدا لمدة خمسة قرون ولهذا كانت اوربا تعيش مرحلة الانحطاط والتخلف  السائد ولذلك لم تكن هنالك حضارة وللاسف ان هذا السوط الديني لايزال فعالا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.
ومن ناحية اخرى لازلنا نعيش المتاهة بين دعاة التحرر وتطبيق التجربة الغربية لاختصار الزمن والتضحيات وبين دعاة التراجع الحضاري من خلال التخلف الذي تعيشه بلداننا من انه صحوة اسلامية وهم جماعات الاسلام السياسي والغريب انهم يفسرون هذا التراجع الخطير والتخلف بانه صحوة اسلامية وعودة للجذور ومن بعد العودة ياتي النهوض الحضاري .ومن هنا يجب ان ننطلق لايجاد المقتاح السري للاجابة عن سبب تخلفنا لابل تراجعنا عكس نظرية دارون في التطور والتقدم والبقاء للاصلح والاقوى .. وايضا تشخيص علمي وحضاري لهذه النظرة الدينية الاحادية الضيقة .وتبقى الاجابة عن سبب تخلفنا غير واضحة وناقصة وغير معلنة او صريحة وضبابية ومشوشة المعالم وسيبقى الوضع على ماهو عليه اذا لم تتجرا هذه الشعوب وتقدم جوابها بشجاعة ووضوح لتنتقل الى الخطوة الثانية وهي تطبيق الحلول وماتراه مناسبا للحاق بالركب الحضاري لبقية شعوب العالم. ولنرتقي سلم التطور والتقدم وان نضع بصمتنا في هذا المشهد الحضاري الرائع والراقي الذي ترسمه بقية الشعوب والامم خدمتا وخيرا لشعوبنا وشعوب العالم اجمع ..  اهم كتابين ناقشت موضوع التخلف لمجتمعاتنا وتقدم الاخرين الاول للباحث الفرنسي فريدرك لونوار وكتابه المسيح فيلسوفا والثاني من تاليف شكيب أرسلان في الثلاثينيات من القرن الماضي وكتابه الشهير"لماذا تأخر المسلمون؟ولماذا تقدم غيرهم؟"، وجه ارسلان انتقاده للجامدين من المسلمين واعتبرهم سبب كل هذا التخلف وتطرق الى الانحراف وتغيير تعاليم الدين لتخدم مصالح الملوك والامراء .
 
اما لونوار فيطرح القضية من جانب وزاوية اخرى ويطرح سؤالا لماذا تقدم الاخريين ويطرح اسئلة كثيرة من ضمنها لماذا نشات الديمقراطية في الغرب المسيحي ولم تنشا في الصين او الهند او الدولة العثمانية ، واجابته على هذا السؤال هو لان الغرب كان مسيحيا والمسيحية ليست مجرد دين بل فلسفة. ولابد من الاشارة ان معظم ماتوصل اليه العالم المتحضر من صياغة القوانين وتشكيل المؤسسات والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان جميعها قد تاثر بشكل مباشر او غير مباشر بالمسيحية وتعاليمها  وايضا قيم واعراف كالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والمساواة والإخاء والنزعة الإنسانية المشتركة ومعظمها تاثر بقيم ومبادئ المسيحية.، ويطرح لونوار ايضا كيف كانت الكنيسة قد شوهت التعاليم والقيم التي تجعل الانسان اولا ولكن كان لرواد النهضة كلمتهم وتاثيرهم على المجتمع والتي ساعدت في انزواء رجال الدين داخل كنائسهم متفرغين فقط للشؤون الدينية دون ان تكون لديهم اية سلطة او تخويل الهي .
  حاول دعاة النهضة والاصلاح في عالمنا العربي والاسلامي فك رموز شفرة التخلف لابل حاولوا وضع اوربا في جانب والعالم العربي في الجانب الاخر لعمل مقارنة وايجاد الاختلافات ليتسنى ايجاد الحلول فبرزت اهم ثلاث عوامل وهي اللغة والدين والاختلافات في الشكل . فلو اخذنا عامل اللغة فسنجد ان معظم الامة العربية تتكلم لغة واحد فعلى الرغم من المحاولات الحثيثة والخبيثة للاستعمار العثماني في طمس اللغة العربية وفرض اللغة التركية وكاد ان ينجح لولا رواد النهضة العربية واعادة الشعور القومي واحياء اللغة والتاليف والطباعة . ففي هذه الناحية يتفوق العرب على الاوربيين حيث يتكلمون اكثر من لغة ولكل بلد لغته التي يعتز بها ،اذا عامل اللغة ليس هو سبب تخلفنا واذا اخذنا العامل الثاني وهو الدين فنجد ان المسلمين في الماضي استطاعوا من التفوق على بقية الامم ،اذا العامل الديني ايضا ليس سبب التخلف واذا اخذنا عامل الشكل والبنية الجسمانية فايضا العراقيون والسوريون والمصريين قد بنوا اعظم الحضارات فينظم هذا العامل لبقية العوامل على انها ليست السبب في تخلفنا او السبب في تفوقهم.
ولكن لنتوقف قليلا عند  العامل الديني لان العاملين الاخرين قد تم تفنيدهما بشكل كامل ولكن العامل الديني يحتاج الى مناقشة اعمق ، فان ماتحقق قبل قرون عندما كان القتال بالسيوف والحصن وكثرة اعداد المقاتلين والحماسة والايمان بان القتال والموت في سبيل الله قد جعلت من المقاتل العربي المسلم يتفوق على بقية المقاتلين ولكن في زمن عصر الفضاء والاسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات نعتقد ان الاعداد الكبيرة والايمان العقائدي والحماسة لاتجدي نفعا ولاتستطيع مجاراة بقية الشعوب او توفير حياة اجتماعية ورفاهية والقضاء على التخلف والجهل والفقر . لابل بلدان كالعراق وسوريا ومصر ليس فقط لم تتطور لا بل تراجعت الى الوراء  ونعتقد المفهوم والقراءة الخاطئة لدور الدين في حياة المجتمع والفرد لانه بمقارنة بسيطة اخرى فنجد دولة اسلامية كماليزيا قد كسرت القاعدة واقتصادها يقفز قفزات واسعة نحو الدخول في مجموعة نمور اسيا .
وختاما استطاع الغرب المسيحي ان يصوغ ويصدر الكثير من المفاهيم والقيم الانسانية الراقية من دون ان تنجح الدول العربية الاسلامية من تصدير او صياغة مفاهيم ومصطلحات سجلت باسمهم سوى  الجهاد والجزية والبرقع .ولازلنا نبحث عن اجابة وحلول لسؤال عمره اكثر من مئة عام لماذا تخلفنا ولماذا تقدمت بقية شعوب الارض وماهو واضح ومتوقع انه يجب ان ننتظر اربعمائة  عام ( قرنين على بداية النهضة في اوربا) اخرى لتصبح ستة قرون وهو الفرق بين معرفة المسيحيين الله ومعرفته من قبل المسلمين كي تبدا نهضتنا وتتحرر شعوبنا وتبدا بالمساهمة مع بقية شعوب الارض في البناء الحضاري والدور الانساني المطلوب.
د. عامر ملوكا
 
 


64
المنبر الحر / وداعا د.دوريت صائغ
« في: 20:23 01/11/2018  »
وداعا د.دوريت صائغ

فإِذا حَيِينا فلِلرَّبِّ نَحْيا، وإِذا مُتْنا فلِلرَّبِّ نَموت: سَواءٌ حَيِينا أَم مُتْنا فإِنَّنا لِلرَّبّ” (رو14/8).

 إنه الموت هذا الحدث التراجيدي ،ألذي يجعلنا نقف أمامه صامتين مندهشين ،حيث تتبعثر كلماتنا ،وتقف حائرةمحاولةً العبور ،ولكنها تبقى عاجزة ، سوف نجمعها ، ما تبعثر منها وما عصى ، ايها المراة الفاضلة لتقف امامك وتنحني وتعبر عن شديد حزننا وألمنا بفراقك وعميق عزاءنا ، أنك ستكونين مع الابرار والصالحين وكما يقول سيدنا المسيح :ـ

(إنجيل متى 18: 3)  «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الاطفال فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ

ولأنك كنت تحملين قلب طفل في براءته وتسامحه ومحبته وبساطته. كنت كالفراشة رقيقة في احساسها وخفيفة الظل , كنت الام التي تعيش لغيرها و لم تفكر يوما في نفسها كنت دائما تفكرين بمن حولك متنقلة كالفراشة لتنثريها أملا وفرحاً وعرائس السكر لكل من حولك كنت قليلة الشكوى والتذمر.

  كانت صحتها ونفسها اخر ماتفكر به كانت أمُ عظيمة وزوجة صالحة كانت تبدا صباحها في السادسة، لتبدا بخدمة اهل بيتها وتلبية طلباتهم وهي قد تجاوزت الثمانين من عمرها لتذهب الى الفراش في ساعة متاخرة على ان يمنحها الرب يوما اخر للخدمة والعطاء .وكانت وهي في ازمتها مع السرطان الذي لم يمهلها طويلا شهرا ونصف ,تسال عن ادوية زوجها ومتطلباته لم تعرف ماهو الزعل كانت كتلة من المشاعر والتسامح والتواضع تمشي على قدمين. كانت تبادر الى الاعتذار وان اخطاوا بحقها  كنت بسيطة ومحبة ومتواضعة  الى درجة تجعل المقابل يحس باهميته وكانت تملك نعمة النسيان لكل من اخطاوا بحقها . من النادر ان تجد انسان مصاب بهذا المرض الخبيث (سرطان البنكرياس) ويتصرف بشكل طبيعي جدا ويمارس حياته اليومية , كانت تمتلك فرحا داخليا غريبا لايتاثر او يتزعزع بالموت. الكثير ممن زاروها اعتقدوا انهم جاءوا لمواساتها وهي امام هذا المرض فوجودا إنها هي من تعطيهم  الامل ممزوجا بالفرح والتفاؤل ..

الدكتورة دوريت هي اول طبيبة اسنان عراقية تتعين في البصرة عام 1959 بعد تخرجها من كلية طب الاسنان جامعة بغداد عام 1959 واقترانه بالدكتور افرام صائغ المتخرج من كلية الطب في نفس العام. تعينت في العيادات الشعبية في مدينة البصرة وكانت ترفض فتح عيادة خاصة لها وكانت تفتخر دائما بانها كانت تعالج 60 مريضا يوميا. ومن اجمل المواقف الانسانية للمرحومة اثناء ادائها لعملها طيلة سنوات الخدمة ,انه زارها احد نزلاء السجن الذي كان مقابل العيادة الشعبية وكان برفقة رجل الامن لانه محكوم بالاعدام ولم يبقى لتنقيذ الحكم سوى شهر وعدة ايام وكان يعاني من الم في اسنانه . قامت الدكتورة دوريت باجراء فحص كامل لاسنانه وعالجت مايمكن معالجته في الجلسة الاولى على امل ان يعود في الاسبوع التالي لتستمر الجلسات لغاية اتمام علاج جميع الاسنان, فتدخل ضابط الامن ليخبر الدكتورة بان لاتتعب نفسها لانه سوف يعدم بعد اقل من شهرين فاصرت بحزم ان تتم عملها وتعالج اسنانه بعد ان اتصلت بمدير السجن لانه جزء من واجبها, واتمت كل العلاجات قبل تنفيذ حكم الاعدام بايام .وردا للجميل ووفاءا لاخلاصها طلب السجين ان يزور الدكتورة قبل تنفيذ حكم الاعدام ليقدم لها تحفة فنية من صنع يديه وبها اسم الدكتورة معبرا عن شكره وامتنانه لروحها الطيبة وموقفها الانساني الرائع والشجاع.

بحزن عميق وألم نودع المرحومة الدكتورة دوريت صائغ  ،لايسعنا ونحن نقف امام جسدك إلا ان نقول لروحك الطاهرة  تلك الروح التي كانت منتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد , قد فارقتنا جسدا   ، لكن روحها المؤمنة والصابرة والمثابرة والتي كانت لاتفارقها وهي امام هذا الامتحان الصعب سوف نتذكر كلماتها وقوة ايمانها وروحها المليئة بمحبة الانسان  . رجاءنا انك نائمة ونومك قد يطول قليلا على امل ان تلتقي بمحبيك واهلك بعد زمن يطول او يقصر .

د.عامر ملوكا
 

65
المنبر الحر / الكاميكازي
« في: 13:34 15/09/2018  »
د.عامر ملوكا
الكاميكازي
قبل ان نكتب عن قيم وقيمة الولاء للوطن واهميته للانسان في علاقته مع هذا الوطن لابد ان نعرج قليلا على مصطلح الولاء ومصطلح الانتماء للوطن . فالانتماء ،قد يشير في احد معانيه الى الولاء ، ولكنه لايرتقي ولايصل الى الولاء. فالانتماء قد يكون مؤقتا او دائميا وقد يكون طوعيا او متوارثا كالانتماء الى نقابة او فريق معين او الانتماء لقبيلة اوعشيرة او الانتماء الى دولة معينة من خلال الجنسية , وحتى التفاني وتكريس الذات والاخلاص والوفاء لاتستطيع ان تصل الى الولاء .اما الولاء فمن خلال التعريفات الواردة في المعاجم اعطيت له عدة معاني:  المِلْكُ والقُربُ و القَرابةُ و النُّصرةُ و المحبَّةُ و الطَّاَعَة وَالإِخْلاَص.
وتشير معظم هذه المعاني التي اجدها لا تفي بالمعنى الحقيقي للولاء على الرغم من انها تشير على الرابطة العاطفية بين الانسان والوطن مادمنا نتحدث عن الوطن. والولاء هو تلك العاطفة وذلك الشعور الذي يمتلكه الانسان عندما يتذكر اسم الوطن ، وهو التفاني الارادي والعملي  في حدوده المتناهية من قبل ذات معينة تجاه قضية معينة، وتكون هذه القضية قادرة على ان توحد مجاميع مختلفة في الدين والطائفة والقومية والعرق لخدمة هذه القضية. المشكلة التي تواجه بلدنا العراق هي كيف يمكننا المحافظة على الولاء لبلدنا في ظل التعقيدات التي يعيشها بلدنا العراق , اذ حل محل الولاء للوطن الولاء للطائفة او للقومية او للدين و.....الخ .
الولاء للوطن يجب ان يكون ذا قيمة ثابتة ومطلقة بعيدة عن التجاذبات والمتغيرات المحلية او الدولية ولاتتاثر بالنظم السياسية او الايدولوجية فهي ترتقي الى القيم العليا والثابتة كحقوق وحرية الانسان .اما الوطن فله معانٍ ودلالات كثيرة فهو الارتباط التاريخي للفرد بالارض من خلال الاصول والاجداد وهو مسقط الراس والبيت الكبير وهو حاضنة لتاريخ اجيال عبر الاف السنين وهوالارتباط بالارض ان كان عضويا او عاطفيا والجانب العاطفي يكون هو المتغلب والذي يجعل من تعريف الوطن ياخذ افاقا بعيدة وواسعة. وهو ايضا ذلك البيت الكبير الذي تستريح فيه النفس، وتأوي إليه الروح، وهوتلك  الأرض التي تختزن بقايا موتانا والارض التي نعيش ونحيا ونموت فيها . واذا امنا بان الوطن هو فكرة جميلة وخالدة والتي تنصهر في عقلية كل افراد المجتمع بمختلف خلفياتهم ومرجعياتهم وانتمائاتهم لتُنتج واقعا اسمه الوطن والذي يتفوق على كل الانتماءات والافكار .اذا الوطن هو ذلك الموقف من تلك الارض التي توفر الامن والامان وتعطي الحقوق وتفرض الواجبات  .ومن خلال هذه الجدلية : الاخذ والعطاء ، يسعى الانسان المواطن الى الاخذ اولا ثم العطاء وبقدر العطاء يجب ان يكون مقدار الاخذ لكي يتساوى الجميع ويشعر بالمساواة وهكذا وبتطور هذه العملية والتي تصبح تقاليد واعراف ينصهر مفهومي الاخذ والعطاء ليصبحا تقليدا وعرفا وليس مسالة مقايضة مع الوطن.
ولكن هل الولاء للوطن يتساوى بين من يتمتع بالحقوق وينعم بالامن والحرية والمساواة وبين من يعيش تحت خط الفقر وعددهم يتجاوز الخمسة عشر مليون في بلدي العراق. فبالتاكيد ان مفهوم الوطن والولاء له سوف يكون مهددا بالاهتزاز لان الجائع والمظلوم وفاقد الامان قد يكون الولاء للوطن بالنسبة له كالذي يغرق وتساله ان كان بحاجة للاكل او تساله ماذا ستفعل غدا .وهناك من احزاب الاسلام السياسي التي ترفع شعار المعتقد الديني او المذهبي اولا وتهمش او تلغي الولاء للوطن ، اي الاسلام اولا.  وان الوطن هو صنيعة غربية تستهدف الاسلام والمسلمين ولايفوتنا ان اوربا قد تركت المسيحية اولا منذ اكثر من قرنيين واصبح ولاؤها للوطن وللانسان في بلدانهم او في عموم الكرة الارضية،  ولهذا تاسست الكثير من المنظمات والهيئات الدولية التي تدافع عن حقوق ومستقبل هذا الانسان. وان الدول المتطورة والغربية لوعادت الى مبدا المسيحية اولا فسوف لن يكون ذلك في صالح الامم والشعوب المتخلفة او النامية.
لاشاعة مفهوم الولاء لابد من تدريب المجتمع على الولاء للوطن وهو تهيئة الاجيال الصغيرة على القدرة على الادراك والفهم لاية قضية اجتماعية نريدها ان تكون كاعراف وقيم وادخالها في المناهج التربوية وبالتدرج الى سن المراهقة يكون الانسان مهيأ للمرحلة القادمة. وعلينا طرح نماذج عراقية وطنية يقتدى بها وتصبح مثلا اعلى لهم وننتقل بالشباب من الولاء للاصدقاء والفرق الرياضية والفنية الى الولاء للقيم الاخلاقية والاجتماعية وبالتالي للولاء للوطن . فمثلا عندما يشجع غالبية الشعب العراقي منتخبنا الوطني لكرة القدم والذي يشكل من كل مكونات واطياف الشعب العراقي فهو صورة مصغرة للولاء للوطن الكبير العراق على الرغم من المحاولات البائسة لاحزاب الاسلام السياسي خنق وحرف مثل هذا الولاء من ان يكون باتجاه الوطن الى اتجاهات اخرى لاتخدم سوى مصالحهم الشخصية.
من اروع الامثلة على الولاء المطلق للوطن ومن خلال التضحية باهم مايملك الانسان وهو حياته جسدّها الطياريون اليابانيون في حربهم مع الولايات المتحدة وسميت هذه الظاهرة بال “الكاميكازي” ، وملخص  فكرة “الكاميكازي” ، ان يجعل الطيار الياباني طيارته عبارة عن قنبلة كبيرة ويتجه الطيار بطائرته المحملة بالقنابل ومليئة بالوقود وباقصى سرعة يصطدم بالسفن الامريكية  فيتم تدمير السفينة بالكامل وقتل من فيها او تعطيلها , وسبب ذلك خسائر كبيرة قاربت العشرة الاف قتيل والكثير من السفن والبوارج تم تدميرها وبلغت الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة بسبب الكاميكازي 10% من مجموع الخسائر طوال الحرب وجعلت البحرية الامريكية تعيش حالة الرعب والترقب لكل طائرة قادمة من جهة اليابانيين. ومعنى كلمة كاميكازي هو رياح الالهة فمتى تهب رياح الالهة على شعبنا ويتحول الكثير من شعبنا الى الكاميكازيين في حب الوطن،  وفي مجالات العلم والتعليم والبناء والاعمار واحترام القانون واحترام العمل والوقت والدفاع عن الوطن ، ومن خلال تاريخ الشعب العراقي وصفاته الطيبة والموغلة في التاريخ وهو الاقرب الى الكاميكاز والولاء للوطن من بقية الشعوب .

66
المنبر الحر / لماذا نكتب :
« في: 10:07 30/06/2018  »
لماذا نكتب :
يقول ريك مودي : اظن انني عندما اكتب وبشكل ادق – متى ماكتبت , ساكون انسانا افضل واكثر سلاما
 
لماذا نكتب :سؤال كبير لايمكن الاجابة عليه بمقالة واحدة او عدة اسطر ,ولكن وبايجاز تعددت الاسباب وتعددت الاهداف ,وخاصة اننا في عصر الانترنيت والعولمة فالكتابة هي تفريغ لما يحمله الكاتب على مستوى مايعيشه وما يعانيه او مايختزنه في الذاكرة.
فالبعض يكتب عن اي موضوع دون هدف معين فقط لملئ الفراغ ,واخر يكتب فقط حبا بالظهور وليقال عنه انه كاتب ,وهناك من يكتب تحت عناوين براقة وخاصة الغوص في بعض النقاط الحساسة التي تثير القارئ وتعمق من الاختلافات ان كانت دينية او قومية او عرقية,وعلى مبدا خالف تعرف واخرون يكتبون فقط للنقد السلبي منطلقين من وجهة نظر احادية لاترى سوى الاخطاء والعيوب ومحاولا اجبار الاخرين لتبني افكاره والتي لاتقبل الخطا او النقاش محاولا اعطائها صفة القداسة وهناك من يكتب لحث الاخرين على تشجيع الاخرين لتبني منهج او فلسفة او عقيدة   معينة. وبالمقابل هناك اقلام تفرض احترامها من خلال منهجها المتوازن والنقد الايجابي البناء وطرح وتناول القضايا بشكل محايد وعلمي ,وتحملهم المسؤولية التاريخية والامانة في الكتابة لان مايخلفه الكاتب من نتاج فكري هو بمثابة صحيفة الاعمال او السيرة الذاتية التي تظل تلاحق الكاتب كظله . ولابد للكاتب ان يحمل عنصر الدهشة والانبهار في كل مايجده حوله كي لايكرر نفسه ومواضيعه ويصبح نتاجه مملا للقارئ والمتلقي .
ومن الكتاب ومنهم من هو غزير الانتاج ويلاحق كل شاردة وواردة ولكن هل ممكن لهذا الكاتب ان تكون له مكانة محترمة في الوسط الثقافي او بين جماهير القراء اذ لم يستوف مواصفات الكاتب الملتزم؟؟؟؟
ونلاحظ ايضا بعض الكتاب من تتغلب عنده الكلمة على المبدا فتراه مجاهدا في ساحة الكلمة ينتقي منها البعض ويلوي ذراع البعض الاخر من الفاظ وكلمات منمقة هادفا من ذلك اقناع من يخالفوه بالراي وانه جندي ومقاتل لايزال محافظا على العهد.
وقد يخطا الكاتب في طرح معين اوفي توصيل فكرة معينة وهذا مقبول بشرط ان لايتكرر كثيرا وان  يعترف بذلك بشجاعة ولاضير من ان يقدم اعتذار بذلك اما الاصرار والتمادي ومحاولة معالجة الخطا بخطا اخر اكبر دون محاسبة الذات ومراجعتها فسوف تكون نتائجها بالتاكيد ليست في صالحه. اذا الكتابة لم تعد ترفا او سعي لنيل شهرة او مكاسب مادية بل تعتبر الكتابة مسؤولية  وأمانة ولابد من ان يكون هناك هدفا لما نكتب وان نوصل رسالة نبيلة من خلال كتاباتنا.
وعلى معظم الكتاب الملتزمين ان يحاولوا الكتابة في مواضيع مختلفة تتناول قضايا عراقية وقضايا انسانية وفكرية مختلفة وان لايضعوا انفسهم في قالب ثابت وجامد ويتخصصوا في القضايا الدينية او القومية فقط وانما التوسع اكثر الى القضايا التي تخص الانسان كانسان مجرد من كل الصفات والالقاب الوقتية ذات الطابع التي لاتخدم كونه جزءا لايتجزا من هذا العالم المختلف في كل شئ والذي يتكامل بهذا الاختلاف . كم نحن بحاجة الى الكاتب  الممتلئ بمحبة الوطن وبمحبة الانسان الذي ينتمي له ، والمتمسك بالقيم ، والمجاهد من أجل ديمومة وبقاء هذا الشعب وان تتالق كتاباتهم فكلما حاولنا الغوص في عمق معانيها وهي تشبه تقطير الزهور بهدف الوصول الى العطر الثمين.
ان الشخصنة في النقد والكتابة هي حالة سلبية وانعكاس للحالة والبيئة التي يعيشها الكاتب وهي بالتاكيد  انعكاس للبيئة المريضة وللوضع الاجتماعي الغير جيد والحالة الثقافية الفقيرة اذا كانت على مستوى الكاتب
 او البيئة التي يعيش بها هذا الكاتب. الشخصنة تحول الكاتب او الناقد الى السباحة في مستنقع عفن وكلما حاول الغوص في العمق كلما زادت محنته .
الكاتب او الناقد يجب ان يتميز بالصدق والامانة هذا على المستوى الشخصي وان يكون ملما وموسوعيا على مستوى مايحاول نقده وان تكون لديه كافة المعلومات عن المنتقد اضافة الى جانب ذكر السلبيات لابد ان يقابلها الايجابيات ان وجدت وفي كلتا الحالتين
.
كم نحن بحاجة في زمننا هذا إلى مبدعين ومثقفين حقيقيين ! كم نحن بحاجة في هذا الزمن الردئ حيث يعلن الكثيرون الانزواء والابتعاد عن القيم والمبادئ التي تجعل من المثقف قدوة ونموذج لبقية المجتمع . وكم نحن بحاجة الى الانسان الواعي والمدرك لحاجات المجتمع ومتطلباته وان يكون صادقا من خلال الحرف والكلمة والجملة حتى وان كان على الورق حيث ان الورق هو مراة عاكسة لما في دواخلنا..
أخيراً أقول إن الأزمنة الصعبة، هي تلك الازمنة التي تواجه فيها الامم تحديات الوجود والاستمرار  فتستلزم ثقافة تحمل معاني القوة والنهوض, وفي زمننا هذا، في هذا الزمن السيء حيث تتجلى السياسات المعادية لكل ماهو انساني ووطني من خلال هدم اساسات المجتمع وذلك بانشغاله بالصراع مع نفسه. ، في حروب طائفية ومذهبية ونشر أفكار وممارسات تطيح بكل القيم ، فكم نحن بحاجة الى المفكر والاديب  الذي يبذل حياته في سبيل نهوض أمته الروحي والمادي وذلك من خلال  قلمه وكتاباته يساعد الفكر على الارتقاء الروحي والمعنوي متجاوزا روح الاحباط والهزيمة لدى الانسان ليساهم في زرع روح الامل والتجدد ويساهم في عبور الثقافة نحو الحداثة.
د.عامر ملوكا
ملبورن/ استراليا

67
المنبر الحر / الكلدان قادمون\\
« في: 19:22 03/05/2018  »
د.عامر ملوكا
الكلدان قادمون\\

كل الدلائل والمعطيات تشير الى ان الانتخابات القادمة سوف تكون مختلفة ليس بالشكل الانقلابي ولكن التغيير سوف يكون واضح ومن اهم الاسباب ارتفاع الحس الوطني لدى المواطن العراقي وتحرر الانسان العراقي ولو بشكل غير كامل  من التاثير المدمر للطائفة والدين والقومية والتي القت  بضلالها السوداء على الواقع العراقي المزري و والذي اوصل العراق الى مستويات لم يحلم بها حتى اعداه . ومن اهم ملامح هذه الانتخابات كثرة الاعداد من المرشحين والتنافس الشرس للحصول على المقاعد وهذا التنافس والتسابق ليس لاجل تقديم الافضل والاحسن بل في معظمها لجني وقطف الامتيازات والمنافع فلو كانت رواتب النواب وامتيازاتهم كرواتب موظفي الدولة وكما هو حاصل في الدول المتقدمة والدول التي تقترب اكثر مايمكن من التطبيق المثالي للديمقراطية فكان عدد المرشحين عشر هذا العدد الكبير للمرشحين او اقل كما هو حاصل في الدول المتقدمة  ولن يبقى في الساحة سوى من هو فعلا جدير ومؤهل بخدمة الوطن والشعب. الظاهرة الثانية تحول الكثير من الاحزاب الاسلامية ذات الطابع الديني والطائفي الى الطابع المدني بعد ان اصبح رصيدها وسمعتها  لدى غالبية الشعب العراقي في ادنى المستويات. كسر التراصف الطائفي والقومي ولو بشكل خجول من بعض المرشحين فنجد بعض الاخوة الاكراد التحق ببعض القوائم الشيعية والسنية وهكذا السنية والشعية وايضا ترشح بعض المسيحيين ضمن بعض القوائم خارج الكوتا وهي خطوة جيدة لكسب بعض المقاعد واضافتها الى المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين هذا اذا كان لهؤلاء الاعضاء استقلالية القرار. تحالف قطب شيعي مؤثر على الساحة التيار الصدري  مع التيار المدني وحزب وطني عريق وصاحب تاريخ مشرف الحزب الشيوعي العراقي وهذا بحد ذاته انقلاب على الواقع وردة فعل قوية جاءت استجابة لمعطيات الشارع وهذه الخطوة سوف تحسب للسيد مقتدى الصدروقد يكون لها دورا كبيرا في الواقع العراقي .  دعوة لكل العراقيين للتحرر من التبعية للطائفة والدين والعشيرة وانتخاب الاصلح والنزيه والذي يرفع شعار العراق اولا ومن خلال التجارب الانتخابية السابقة فلنعطي صوتنا للكتل المدنية  الحقيقية وان يكون للشباب والمراءة والكفاءات حصص مؤثرة وفاعلة في البرلمان والابتعاد عن كل الوجوه المالوفة والفاسدة وتطبيق الشعار المجرب لايجرب .
مايخص الكوتا ومقاعدها الخمسة والتي تتنافس عليها سبعة قوائم مسيحية ومرشح مستقل واحد.
الكلدان دخلوا هذه الانتخابات تحت اسم الائتلاف الكلداني وقراءة مبسطة للمشاركة الكلدانية في الانتخابات السابقة والمتوقع من نتائج الانتخابات الحالية.
ان الخط البياني لنتائج المكون الكلداني في تصاعد بياني مستمر فبعد ان كانت في الانتخابات السابقة 5% و9% على التوالي وفي الانتخابات الاخيرة حازت على    16.6% وهذه النتائج تشير الى التقدم الواضح والذي يشير بلغة الارقام وتحليل المنحنيات البيانية الى العلاقة الطردية بين الزمن والنسبة المئوية للناخبين وبالاعتماد على هذه العلاقة والتي تقترب من كونها تمثل في علم الرياضيات علاقة الخط المستقيم فالنسبة المتوقعة للانتخابات القادمة سوف تقترب من الـ 25% هذا اذا اعتبرنا ان التقادم الزمني هو في صالح التكتلات الكلدانية الناشئة وان الكلدان قد دخلوا الانتخابات دون امتلاك اية مقومات ومبادئ اللعبة الانتخابية واتقان اسرارها  واذا اضفنا العامل المهم والذي سوف يكون له تاثير كبير في تصاعد هذه النسبة تاسيس الرابطة الكلدانية وفروعها في جميع انحاء العالم وانتماء الكثير من الكلدان اليها والتحاقهم ببقية اخوانهم الكلدان في جميع التكتلات والمؤسسات والاندية الكلدانية التي بداءت المسيرة منذ مايقارب الخمسة عشر سنة والتي من المؤمل ان تقفز هذه النسبة الى 50% - 40%  او اكثر من عدد المصوتين على الكوتا , حيث ان عدد المشاركين في الانتخابات الماضية لم يتجاوز ال80 الف والمتوقع في هذه الانتخابات زيادة هذا العدد وقد يتجاوز المئة الف بكثير او بقليل  , لسببين النهضة الكلدانية والوعي القومي الكلداني المتزايد سوف تضيف اعدادا كبيرة اضافة الى التحاق الكثير من كلدان الوسط والجنوب بالنهضة الكلدانية وسوف يكون لهم ارقام مؤثرة وخاصة لقائمة ائتلاف الكلدان والسبب الاخر حركة بابليون التي سوف تكسب اصوات من الاخوة الشيعة الداعمين للقائمة وخاصة الشباب منهم ويضاف الى كل ذلك بعض القوائم كالمجلس الشعبي والرافدين قد تكسب اصواتا من القوى الداعمة لها في الاوساط الكردية والشيعية وخاصة ان سعر المقعد في الكوتا هو ارخص بكثير من سعره خارج الكوتا ولايفوتنا ان نذكر بان بقية القوائم غالبية مرشحهيم هم من الكلدان وان بعض هذه القوائم ان لم تدخل الكلدان في قوائمهم فانها لا تستطيع ان تتنافس على نصف مقعد.
اننا نوجه نداء صادق ومخلص لكل شعبنا العراقي والمسيحي بشكل عام والكلداني بشكل خاص للذهاب الى الانتخابات والمشاركة الفاعلة هذا اولا واعطاء صوتهم للقائمة 139 قائمة ائتلاف الكلدان وللشخصيات التي تستحق ان تمثلنا ثانيا لانها فرصتنا التاريخية كي ياخذ الكلدان حقوقهم ودورهم والذي يتناسب  مع نسبتهم السكانية والكم الهائل من الكفاءات  من الكلدان المستقلين التي تستحق ان تشغل الكثير من المناصب والمواقع في الدولة العراقية لخدمة شعبهم .انها مسؤولية كل كلداني يفتخر ويعتز بقوميته وان التاريخ سوف يسجل مثل هذه المواقف بحروف من نور وبنفس الوقت نطالب رجال كنيستنا الافاضل ان يحثوا المؤمنين على المشاركة بالانتخابات  وان الواقع الجديد لبلدنا العراق وحرية التعبير والتوجهات القومية والطائفية وحتى العشائرية وايضا الواقع الجديد لجزء كبير من شعبنا الذي يعيش في بلاد الاغتراب ايضا والذي يعيش واقعا جديدا من الانفتاح والحريات كفيلة بان تجعل من قادة الكنيسة ينظرون الى الامور نظرة مغايرة لما كانت عليه في زمن الدكتاتورية وان زمن الديمقراطية له قواعده والتزاماته وذلك من خلال تشجيع الغير مرتبطين بالكنيسة مباشرة على التفاعل الايجابي مع الاحداث السياسية داخل الوطن وخارجه وان هذا الدور مهم وضروري في حياة المؤمن المسيحي وبالطريقة التي تحقق العدالة السماوية والخير والمنفعة لكل المجتمع.ان المطالبة بالحقوق القومية التي تنادي بها التكتلات السياسية هي سياسية بحتة ولايمكن ان يطالب ابناء شعبنا بحقوقهم بدافع الدين ولهذا لم نشهد ولادة حزب مسيحي التسمية او تحت شعار ديني .. فان الله وكنيسته تشجع المؤمنين على المشاركة الفاعلة والايجابية الوطنية والسياسية والاجتماعية وهكذا تطلب الكنيسة من ابنائها ان يكونوا عناصر مهمة وايجابية في بناء الوطن ومساهمين في العمل الوطني من الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكل مافيه خدمة المجتمع.وان يكونوا مواطنين صالحين يخدمون الكل ويضحون من اجل الكل ويقاومون الظلم دون التنازل عن الحقوق. وان نداء غبطة البطريرك لويس ساكو استيقظ ياكلداني هو ليس للعلمانيين الكلدان فقط بل لكل رجال الدين المطارنة والاباء الكهنة ولكل العاملين في الكنيسة الكلدانية لابد من ان تكون لنا جميعا كلمة وموقف وبصمة وهذه البصمة والكلمة سوف تسجل بحروف من نور وان موفقكم هذا سوف يكون موضع اعتزاز وتقدير من كل الكلدان في العالم.
للاطلاع على مرشحي قائمة ائتلاف الكلدان
الرابط   
 http://www.ankawa.org/vshare/view/10777/chaldean139/
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=873082.0
 
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا



68
حرية الفكر ام فكر الحرية......؟
    ان من اهم مايميز الانسان وتجعل منه قيمة عليا هي حريته ومن اهم اشكال الحرية : حرية الراي والحرية الجسمية والعمل والشخصية والسياسية والقانونية والملكية.....الخ. ما من شيء في الوجود اعز على الانسان من حريته, وهذا ما جعل جميع المفكريين والاصلاحيين في تاريخنا الانساني ان يجعلوا من مصطلح الحرية رمزا ذو اهمية كبيرة للانسان ودوره الايجابي في المجتمع الانساني .
ولهذا نجد الكثير من الفلاسفة وعظماء التاريخ اكدوا على اهمية حرية الفكر لما يحمل هذا المصطلح من ابعاد فلسفية واجتماعية وسياسية وكان لمفهوم الحرية اهمية خاصة في عقل وتفكير رواد النهضة من حيث مقاومة هذه المفاهيم للاستبداد الفكري والقمع لكل ماهو تنويري وضد المفاهيم والتقاليد التي قيدت وحرمت الانسان والمجتمع وبالتالي البشرية من الارتقاء والتحول من مرحلة السبات الى مرحلة التجدد والتحول نحواستغلال القدرات الهائلة للعقل البشري في خدمة الانسان والارتقاء به الى فضاءات من التطور والرقي ,  ولابد من التاكيد على ان مفهوم حرية الفكر هو مرتبط وذو علاقة وثيقة بمفهوم حرية الدين والمعتقد  وحرية التعبيروالكلام  والاعلان العالمي لحقوق الانسان في مادته بالرقم 18 نص على  (لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة) ولابد من التذكير بان معظم دساتير العالم المتمدن تعترف بكل المواثيق والقوانين التي تصدر من الهيئات والمؤسسات الدولية ذات الصلة وفي المقابل نجد دولنا العربية لازالت لاتعترف بالكثير من هذ المواثيق والقوانين.
 
والسؤال لماذا الحرية الفكرية وما دورها في خدمة المسيرة الانسانية نحو التطور ? لان حرية الفكر هي نقطة انطلاق شرارة العقل البشري لاستشراق المستقبل ومن ثم تحول هذه الشرارة الى فعل ملموس على الارض ولايمكن لاي منجز حضاري او نهضة او تطور الا وسبقته نهضة فكرية مهدت المجتمع لهذه النقلة وللوصول الى الحقيقة ولابد للفكر ان ينطلق ويتلاقح لكي يثمر كل مايخدم الانسان ومحيطه. وفي حرية التفكير حسب نظرية بارندت هي حق طبيعي للانسان وحسب فرويد هي التنفيس عن الغضب والعدوانية التي يحملها الانسان.
عقب الثورة الفرنسية سنة 1789 حاول الكثير من مفكري عصر النهضة في عالمنا العربي تقليد التجربة الفرنسية في الاصلاح واختزال عشرات اومئات السنين من التجربة والخطا من خلال الاستفادة من تجارب الامم والشعوب الناجحة.  كرفاعة الطهطاوي(1801 – 1873) وجمال الدين الافغاني ومحمد عبدة وقاسم امين وفرح انطوان .  ودعا الشيخ محمد عبده والأفغاني الى اصلاح الازهر والحكومة وجاهدا من اجل الاصلاح الديني وحرية الفكر .
 
وكان قاسم امين في طليعة المدافعين عن المراة ودورها في تطور المجتمع وتقدمه ودعا الى إصلاح الأزهر والحكومة. واننا في عالمنا الحاضر قد نشتكي من السرعة الهائلة في التقدم التكنلوجي والعلمي الذي يحصل في عالمنا اليوم فلو ناخذ مقارنة بسيطة بين العالم قبل الف سنة وعالمنا اليوم فهي كمقارنة الطفل الصغير ذو الاربعة اعوام يلعب بلعبته وعالم الفضاء وهو يبحث في مختبره ولو طبقنا نفس المقارنة  للمعارف الاخلاقية والدينية والشرعية وخاصة في عالمنا العربي قبل الف عام وفي عصرنا الحاضر فسوف نرى فرق طفيف وقد نرى في بعض جوانبها تراجعا وليس تقدما.
وفي عالمنا العربي قد لاتشغلنا حرية التفكير بقدر التفكير في الحرية ولان الكتابة والكلام في كل مايخص مصطلح الحرية يثير الكثير من القلق لدى الحكام ورجال الدين وخاصة مايتعلق بالشان السياسي او الديني او التاريخ وحتى مايتعلق بالنواحي الاجتماعية والتعليمية .ولازال الصراع مستمر بين دعاة الحرية والتجدد والتحرر والتطور وبين دعاة التخلف والتقوقع والانكفاء. ولان عقل الانسان هو عقل كسول يفضل السير واتباع ماهو مالوف ويتحاشى الجديد المختلف لما يحتاج هذا الجديد من طاقة ووقت لكي يستوعب ويصبح مالوفا  , وهو بشكل غريزي يحاول الابقاء على كل ماهو مالوف  وكل ماورثه من الاباء والاجداد وايضا الخوف من التغيير الذي يجهل نتائجه وهكذ ا في كل مايخص المعتقدات والعادات والتقاليد لذلك كان الاصلاحيين واصحاب العقول النيرة محاربين اذا كانوا في اوربا قبل عصر النهضة او في عالمنا العربي لغاية هذا اليوم وفي المقابل نرى ان الصراع الفكري هو اقوى من صراع الغرائزي فهناك الكثير من الامثلة قديما وحديثا ممن استشهدوا وفقدوا حياتهم من اجل فلسفة او فكر او معتقد كالسيد المسيح وسقراط و تشي جيفارا ومئات الامثلة عبر التاريخ . ولكن نادرا نجد من ضحى او فقد حياته من اجل اشباع غرائزه.
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا


69
من يمثل مسيحيي العراق
الكنيسة ام الاحزاب

بعد خروج اخر والي عثماني من العراق خليل باشا ودخول الجيش البريطاني عام 1917 من دون وجود أية مقاومة فعلية تذكر من قبل الجانب العثماني. كانت قد نشات بعض الاحزاب والتي هي امتداد للاحزاب التي نشاءت في تركيا ومن اهم هذه الاحزاب التي نشاءت في هذه الفترة الاتحاد والترقي الذي افتتح في بغداد 1908 أول تنظیم سیاسي تأسس في العراق، ومن ثم افتتحت فروع لها في جمیع المدن العراقیة الرئیسة. وقد تأسست جمعیات علنیة، كجمعیة الإصلاح في البصرة 1912 ،وجمعیة النادي الوطني في بغداد أوائل 1912 . أما الأحزاب السیاسیة الأخرى التي تأسست في العراق بین سنتي 1908-1914 ،فكانت جمیعھا معارضة لحزب الاتحاد والترقي، وعملت معظم الأحزاب في المراكز الحضریة مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة وغیرھا من المدن الكبیرة، وكانت جمیعھا علنیة فیما عدا حزب العھد، فقد تأسس فرع البصرة الحر المعتدل سنة 1911 ،وحزب الحریة والائتلاف في بغداد في كانون الثاني 1912 ،وحزب العھد في بغداد والموصل ما بین سنتي 1913-1914  , فكان لتاسيس الدولة العراقية بالاتفاق مع الادارة البريطانية دور كبير لسياسي العراق و مثقفيه للتفكير في انشاء الاحزاب الوطنية وخاصة بعد صدور قانون الأحزاب الذي صدر عام 1922 وكان أهم هذه الأحزاب: الحزب الوطني برئاسة محمد جعفر أبو التمن، وحزب النهضة برئاسة أمين الجرجفجي، وحزب الحرية برئاسة محمود النقيب، وحزب الأمة برئاسة ياسين الهاشمي وعندما بدأت الحياة البرلمانية عام 1924 فظهرت الكثير من الاحزاب العراقية وبتسميات وتوجهات مختلفة ولم يكن للمسيحيين دور يذكر فيها .
ولان المسيحيين اقلية اضافة الى عدم توحيد الخطاب اذا كان الخطاب خطابا كنسيا ام من خلال المثقفين العلمانيين ويضاف الى ذلك اتجاه معظم المثقفين المسيحيين الى الاحزاب الوطنية كالحزب الشيوعي العراقي الذي اعلن تاسيسه عام 1934 وبعض الاحزاب القومية التي تاسست فيما بعد ظنا منهم بان الاحزاب الاشتراكية والقومية لاتمتلك الصبغة الدينية التي سوف تفرض اجندات دينية لن تكون في صالح الاقليات واتباع الديانات الاخرى فكان للمسيحيين العراقيين والعرب دور كبير وفاعل في تاسيس الاحزاب القومية كحزب البعث العربي وذات الطابع الاممي كالحزب الشيوعي واحزاب قومية اخرى ,  وخاصة بعد التجارب المريرة التى واجهها المسيحيين من الحكم العثماني ذو الطبيعة والصبغة الاسلامية. وهذا مااثبته الواقع المرير الذي يعيشه العراق بعد سيطرة الاحزاب الدينية الطائفية على السلطة فاشاعت الفساد والفوضى واثارها السلبية سوف تكون على جميع اطياف المجتمع وعلى الخصوص الاقليات المسالمة كالمسيحيين والايزيديين والصابئة وهذا الواقع جعل 80% من مسيحيي العراق يهاجر باحثا عن ملاذات امنة.
 
في بداية تاسيس الدولة العراقية اقتصر التمثيل على بعض الشخصيات المعروفة من خلال التعيين في مجلس النواب (اغلبهم من الكلدان) والسبب بالتاكيد صعوبة فوز احدى الشخصيات المسيحية بالانتخاب المباشر لعدة اسباب تتعلق بطبيعة وتقاليد المجتمع العراقي ذو الاغلبية المسلمة وهي نفس الاسباب التي تجعل من الصعب جدا صعود ممثل مسيحي في الانتخابات المصرية. وواقع التمثيل الحالي يعيش صراع بين كتلتين رئيسيتين
الكنيسة وعلى وجه الخصوص (الكنيسة الكلدانية )
الاحزاب
أما قانونيا، فإن القانون العراقي قد أعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق وفقاً لنظام ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية المعترف بها رسميا في العراق رقم 32 لسنة 1981.
خمسة طوائف كاثوليكية واربعة طوائف ارثوذكسية وكنيستين مشرقية وطائفتين بروتستانتية وطائفة سبتية
اما الاحزاب فايضا تتوزع الى اربعة عشر حزب ومعضمها تحمل اسماء قومية ان كانت اشورية او كلدانية او سريانية او اسماء لحضارة هذه الشعوب كالوركاء وحزب وحيد يحمل التسمية المسيحية .
معظم هذه الاحزاب تفتقر الى الجماهيرية والتائيد من فئات واسعة من المسيحيين ولعد اسباب .
1-    معضمها احزاب اشخاص وعوائل وبعض هذه الاحزاب بقائها مرتهن بشخص فبزوال هذا الشخص ممكن ان يؤدي الى زوال هذا الحزب.
2-    الكثير منها عانى من الانشقاق وانسحاب الكثير من كوادرهم المؤسسة والفاعلة .
3-    كثرة عدد الاحزاب لشعب لايتجاوز ال250 الف في افضل التقديرات (داخل العراق)
4-    عدم قدرتها من طرح مشروع قومي متكامل يستطيع ان يحتوي جميع المسيحيين بكافة تسمياتهم وميولهم.
5-    الوضع العراقي الغير مستقر وغياب سيادة القانون والتجاذب الاتحادي مع الاقليم .
6-    سيطرة الاحزاب الاسلامية السياسية على السلطة .
7-    القوانين والتشريعات الدستورية وغير الدستورية تعاملت مع المكون المسيحي كديانة وليست كقومية مما جعل الاحزاب ذات الصبغة القومية تعيش حالة من عدم التوازن . فكان يفترض بالاحزاب القومية ان تدخل معترك الانتخابات خارج الكوتا المسيحية ولكن لضعف هذه الاحزاب وعدم طرحها لرؤية وطنية شاملة جعلها تتقوقع على نفسها وعدم استطاعتها الاتفاق على المقاعد الخمسة بترشيح تكنوقراط اكفاء بعيدا عن الاحزاب ومهمة الاحزاب ان تتنافس مع بقية القوائم الوطنية لكسب مقاعد اضافية للتمثيل المسيحي فبدلا من الاتكال والصراع من اجل خمسة مقاعد يتيمة كان الاجدر ببعض هذه الاحزاب التي تدعي التاريخ النضالي وجماهيرتها الواسعة ان تكون خير من يطرح الافكار والتخطيط في كيفية الارتقاء بتمثيل المسيحيين لكي يكون مؤثرا وفاعلا في الساحة العراقية .
8-    التسقيط المتعمد بين هذه الاحزاب قبل وبعد الانتخابات وهذا قد يكون مالوفا قبل الانتخابات ولكن ان يستمر التسقيط بعده وبكل الطرق والوسائل فهو غير مالوف على الاطلاق وينم عن الاداء والرؤيا القاصرة التي لاتعبر سوى ان هذه الاحزاب ماهية الا مؤقتة لكسب الكثير من المصالح .
9-    فقدان البوصلة واقتصار اهداف اعضاء الاحزاب الحصول على المقاعد البرلمانية والمناصب والمصالح الخاصة.
10-       طبيعة المسيحيين الشرقية وانتمائها الديني للكنيسة .
 
 
11-       عدم التاثير الفاعل على مراكز القرار وذلك لاسباب خارجة عن ارادتها واسباب تتعلق بادائها .
12-فقدان ثقة الشعب بهذه الاحزاب من انها قادرة على تقديم مايخدم الشعب (وهي حالة عامة لاتقتصر على الاحزاب المسيحية فقط)
13  - التعالي والنظرة الفوقية  التي اصابت بعض من هذه الاحزاب التي كان لها السبق في العمل السياسي وتمثيل المسيحيين والتعامل الفوقي مع بقية الاحزاب ولهذا نلاحظ الانشطار والانقسام فبدلا من الوحدة العكس هو الصحيح على ارض الواقع  .
 
كل هذه الاسباب والعوامل فسحت المجال والباب واسعا من ان يجعل للكنيسة وخاصة الكلدانية من ان تلعب دورا كبيرا ومهما وفاعلا على الارض والامثلة والشواهد كثيرة .
الدور الكبير للكنيسة في مواجهة اكبر تهجير قسري وتعسفي لابناء شعبنا من الموصل وقرى سهل نينوى امام عجز الاحزاب الكامل وللاسباب التي ذكرت سابقا.
دور الكنيسة المهم في اشاعة الخطاب المعتدل وقيم التسامح واللاعنف وروح المواطنة وقبول الاخر ومفاهيم كالدولة المدنية وسيادة القانون بين ابناء الشعب العراقي .
 
المطالبة بحقوق المسيحيين : امثلة على سبيل الذكر لا الحصر. .
*الناطق الرسمي باسم حكومة الاقليم سفين دزةيي يعلن عن عطلة رسمية ليومي الاحد والاثنين(24 و25 كانون الأول 2017) في عموم اقليم كوردستان بمناسبة عيد الميلاد المجيد في كوردستان مهنئا المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
*رفع اسم سمكو من احد شوارع اربيل لانه ظلم المسيحيين وقتل عددا منهم.
*البطريركية الكلدانية تشجب الخطاب التحريضي ضد المسيحيين في جامع "أبواب الجنة" بعرفة / كركوك.
*التاثير قدر الامكان على مراكز القرار من خلال العلاقة الطيبة التي تملكها الكنيسة معها جميعا بما يخدم شعبنا المسيحي.
*الاعانات الغذائية والطبية وبناء مدارس وكرافانات للمهجرين وحمل صوتهم الى المحافل الدولية. *متابعة القضايا الخاصة بابناء شعبنا كعمليات الخطف، والاستحواذ على البيوت  والقوانين المجحفة والتوظيف. وهناك الكثير من الامثلة التي لعبت الكنيسة فيه دورا مهما وجزء منه هو في صميم واجبها والجزء الاخر هو اضطرارا لسدالعجز والفراغ للاحزاب المسيحية.
واخيرا ظهرت فصائل مسلحة البعض منها تنتمي للاحزاب ومنها لاشخاص , ارتباطها المباشر او الغير ماشر بالقوى السياسية المؤثرة على الساحة مما زاد المشهد المعقد تعقيدا اكثر.
 
وامام هذا المشهد هناك ايضا عدم تناغم وفقدان العمل المشترك بين الكنيسة من جهة والاحزاب من جهة اخرى ولان الاحزاب هي سياسية وهذه الاحزاب وان كانت تبحث في بعض من جزئيات عملها في خدمة المكون المسيحي ولكن لعبة المصالح والمنافع لاتغيب من اجنداتها وبالمقابل فان الكنيسة تتفوق في هذا الجانب بشكل كبير من خلال ادائها وخدمتها ومواقفها ومكانتها لدى الوسط الحكومي او الشعبي والتي تبتعد كثيرا عن لعبة المصالح بالمقارنة مع عمل الاحزاب.
د.عامر ملوكا
ملبورن/ استراليا

70

حوار صريح مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو
حول اوضاع المسيحيين والانتخابات القادمة
د.عامر ملوكا

1-   كان لديكم زيارة مهمة لخمس ابرشيات لكنيسة الملابار في ولاية كيرالا الهندية هل بالامكان اعطاءنا بعض المعلومات عن تاريخ وعدد مؤمني هذه الكنيسة ؟

 
ج:   انها الزيارة  الرابعة لكيرالا Kerala   - ملابار. فقد زرتها ككاهن في المرة الاولى، وكأسقف مرتين   للمشاركة في مؤتمرات. وتربطني بالعديد من اساقفتها وكهنتها زمالة دراسة في روما وباريس. وكانت هذه المرة زيارتي لها بدعوة من كبير أساقفتها الكردينال جورج النجيري، للمشاركة في احتفالات اليوبيل الفضي لمنح كنيسة ملابار لقب كبير الأساقفة ولتأسيس سينودس لها على غرار الكنائس الشرقية البطريركية.
يربو عدد مسيحيي الملابار المشارقة الكاثوليك خمسة ملايين مسيحيا، ولهم عشرات الآلاف من الكهنة والرهبان والراهبات. والكنائس الأخرى الحالية الموجودة في كيرالا كلها كانت تحت لواء كنيسة المشرق الكلدانية قبل مجيء المرسلين البرتغاليين اللاتين في القرن السابع عشر، بعده انقسمت كنيسة ملابار الواحدة الى عدة  كنائس كما حصل عندنا في المشرق  . عموما ينيف عدد مسيحيي كيرالا على سبعة ملايين.
 
2-   غبطة ابينا البطريرك ، لمسنا في اكثر من تصريح لكم وفي عدة مناسبات بان القادم في مستقبل العراق سوف يكون افضل ممَّا سبق،  كيف ترون القادم في مستقبل العراق ؟
 
ج. ثمة وعي كبير عند الشعب العراقي في التغيير. وانهم يعبرون علانية عن رغبتهم في إقامة نظام مدني.  وللإعلام دور كبير في التوعية  لان الكل يتابع.  لقد سئم  العراقيون من الطائفية والمحاصصة والتطرف والفساد. الناس اليوم  تريد ان تعيش بحرية وكرامة. انظروا مظاهرات ساحة التحرير وزخم التيار المدني وفيه قيادات مسيحية.  وهناك من بين رجال الدين من يدعو الى اعتماد المواطنة وليس الهوية الدينية. هذا تطور كبير .  كما يوجد تاثير كبير من وسائل التواصل الاجتماعي على الناس، هم باتصال مع العالم ويشاهدون كيف  يتطور العالم ، والأنسان حر ولا يُكره على شيء وحرية التعبير والمعتقد محترمة. هذه أرضية جيدة لمستقبل أفضل. كما ان المجتمع الدولي لن يقبل بدول دينية ثيوقراطية. بصراحة يُعد العراق احدى الدول المستقرة في المنطقة.  صحيح هناك تفجيرات، لكنها مسيَّسة!  نحن نعيش في العراق ونلمس ذلك عن قرب.
3- الانتخابات على الابواب والكلدان هذه المرة سوف لن يخرجوا بخفي حنين كيف تقيّميون حظوظ الائتلاف الكلداني ؟
 
ج. الانتخابات القادمة مع ما يشوبها من خلل سوف تشكل منعطفا جديدا على صعيد العراق والمسيحيين.  صار للناس وعي  بتحمل مسؤولياتهم. 72 نائبا لا يحمل شهادة جامعية وهناك فاسدون لن يفوزوا..
الأحزاب المسيحية منقسمة وضعيفة.. هناك الائتلاف الكلداني ولأول مرة يدخل في الانتخابات وهناك ائتلاف الحركة الاشورية والوطني الاشوري، و قائمة للسريان وأخرى للاشوريين وقائمة للمجلس الشعبي وقائمة بابليون.. كنا نتمنى ان  يكون للمسيحيين قائمة واحدة متفق عليها من قبل كافة الأحزاب، لكن المصالح الشخصية والتبعية والوصاية  تحول دون  تشكيل  قائمة واحدة، أتصور ان ائتلاف الكلدان سوف يفوز بمقعدين.  وإنني كشخص كلداني اشجع الكلدان على التصويت الكثيف لمن هم الأحسن والأنسب لهذه المسؤولية.
 
4. في لقاء لكم مع قناة سي بي سي الكلدانية بمناسبة مرور خمس سنوات على رسامتكم بطريركا ،اكدتم دعمكم للائتلاف الكلداني . هل ان هذا التصريح ياتي كرد للبعض من ان تصريحكم حول الحركة الديمقراطية الاشورية في كالفورنيا هو دعم لها .وهل دعم ائتلاف الكلدان  سوف يترجم لاليات على ارض الواقع ؟
ج. كلامي  في كالفورنيا اخرج عن سياقه.  ما قلته هو ان الأحزاب المسيحية عموما فشلت  في خدمة القضايا المتعلقة بالمكون المسيحي بسبب الوصاية عليها وتمويلها من جهات معروفة واستثنيت الحركة الاشورية من التمويل، لكن كان بمقدورها (اي الاحزاب المسيحية تفنيد ما قلته بانها لا تمول من " المجلس الشعبي" مثلا ).
 الكنيسة لن تتدخل في العملية الانتخابية ولا تميل لصالح جهة معينة ضد جهة أخرى، أو لشخص على حساب آخر لئلا نربك الانتخابات ونشوه سمعة الكنيسة  الكلدانية الطيبة التي يحترمها المسلمون كمرجعية  وطنية،  وخصوصا ان المرجعيات الإسلامية وقفت محايدة.  خياراتنا كمسيحيين اليوم تُبنى على وطنتينا وتحمل مسؤولياتنا على كل المستويات لكي يتقدم بلدنا إلى الأمام في تحقيق الاستقرار والأمان  والعدالة والمساوات لكل المواطنين على حد سواء.  هذا التغيير لن يتم إلا باختيار الأحسن والأنسب لمجلس النواب والمناصب الاخرى. لذا  قمنا بإصدار بيان لحث   العراقيين  والمسيحيين في الداخل والخارج ممن لهم الحق في التصويت الى تحديث سجلاتهم وبياناتهم الانتخابية حتى يحق لهم الإدلاء باصواتهم بكثافة.
5.هل سوف تتميز قائمة مرشحي الائتلاف الكلداني بترشيح اشخاص كفوئين وتكنوقراط قادرين على عكس الصورة الحقيقية للمكون المسيحي بشكل عام والكلداني بشكل خاص؟
 
ج. انني واثق جدا بوعي الكلدان وقدراتهم على تغيير المعادلة وذلك بسبب ثقافتهم وانفتاحهم (عموما لا تعصب عندهم بسبب تنشأتهم الكاثوليكية- الجامعة).  إنني لم أتدخل في الترشيحات ولا في تكوين الائتلاف.  الائتلاف الكلداني هو ثمرة  حس الكلدان بالتهميش وتم بجهود الرابطة والحزبين الكلدانيين: الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني. سمعت بأسماء  بعض المرشحين وهم شخصيات جيدة  وعندما اتصل بعضهم بي شجعتهم . كنت  اتمنى ان يكون من بينهم أشخاص من خارج العراق، لكن  تحديث وثائقهم حال دون تسجيل ترشحهم.  هذا امر يجب أخذه بنظر الاعتبار في الانتخابات القادمة.
6- بعد القضاء على داعش على الارض والامن المستقر نسبيا هل تتوقعون بتوقف نزيف الهجرة واعادة الاستقرار للعوائل المسيحية النازحة ؟
 
ج. الهجرة بين الكلدان أقل من المكونات الاخرى، بسبب  القيادة الكنسية الحاضرة في حياتهم  والتي تعمل من اجل الدفاع عنهم وحمايتهم ، وخصوصا قيام الكنيسة بترميم بيوت  النازحين وتشجيعهم على العودة.. عودة  النازحين مرتبطة بالجانب الأمني والاقتصادي والسياسي. الجانب الأمني تحسن  والاقتصادي لا يزال مترديا، والجانب السياسي في بلدات سهل نينوى مقسم بين المركز والاقليم وهذا ما ما اعلنا ككنيسة رفضه والبقاء عليه موحدا كما كان قبل 2003 .
 البقاء والتواصل ولعب دور  مسؤول وريادي يتوقف على الكلدان  انفسهم. عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم ويطوروا مناطقهم ويقوموا من اجل ذلك باستثمارات قوية  في مجالات الزراعة والصناعة،  خصوصا الغذائية والتعليمية،  ولا ينتظروا  من الكنيسة كل شيء  جاهزا على طبق!! أتمنى ان تعود النخبة الكلدانية في الخارج لتقوم  باستثمارات   ويدفعوا عملية تطوير هذه المناطق تماما كما فعل الاكراد في كردستان ولا سيما  ان  مناطق الكلدان متجانسة سكانيا.
 

71
المنبر الحر / اعداء النجاح
« في: 11:55 20/12/2017  »
اعداء النجاح

 
ان طبيعة الانسان البشرية تبحث عن النجاح والتفوق والتميز، وان هذا البحث حالة صحية جعلت من الانسان ان يدخل التنافس الشريف مع الاخرين  ليصل للافضل والاحسن ، وفي جميع المستويات العلمية  والمعرفية العامة وان التطور الاتصالاتي الهائل الذي حدث في العشرين سنة الاخيرة زاد من حدة هذا التنافس واصبح المتميز والناجح نموذجاً يقتدى به في كل انحاء العالم ، وكل هذا جعل الانسان والعالم يقفز قفزات هائلة وضمن حدود زمنية قياسية .
واذا اردنا ان نُعرِفَ النجاح :  فانه القدرة على تحقيق اهدافك الشخصية ، ولتحقيق ذلك لابد من التخطيط وقوة الارادة ، حيث ان الفرق بين الانسان الناجح والاخرين ليس في نقص القوة او نقص العلم ، ولكن يكون عادة في نقص الارادة. ايضا يجب ان يكون لك تصوراً وتكون صاحب استراتيجية ومليئاً بالحماس . وقد وصف علماء النفس حماسة الانسان الناجح بالشخص الذي يذهب لعمله وكانه ذاهب لموعد غرامي. وان تتميز بالمرونة وتضع اولويات لخطواتك وقوة تفكيرك الايجابي .
وعندما تفكر بالنجاح وترى نفسك ناجحا ، حيث يعتبر النجاح حالة ذهنية للفرد ، يجب ان تتمسك بفكرة النجاح ، حينذاك تكون لك فرصة اكثر لتحقيق النجاح ،  وتذكر دائما بانك لستَ انسانا غير عاديٍ فسوف تمر بتجارب وصعوبات الحياة كما مر بها غيرك. وكما يوجد في المجتمع الكثير من الناجحين فهناك مايقابلهم الكثير من الفاشلين او الغير قادرين على تحقيق ما انت وصلت اليه .
ويجب ان لاننظر الى النجاح على كونه مبني على الشهرة او جمع المال دائما،  فتاجر المخدرات والسلاح بامكانهما ان يكونا الانجح بمقاييس جمع المال . فنجاح العالِم ليس بعدد بحوثه او امواله ولكن بقدر فائدة هذه البحوث في خدمة الانسانية ، وهكذا بالنسبة للكاتب ، فالشهرة ليست بعدد المقالات التي ينشرها بل بقدر الفائدة التي تصل للقارئ ومدى تاثيرها في المجتمع.
 ونستطيع تعريف الفاشلين بانهم الناجحون الذين لم يحاولوا !.  وهؤلاء هم من نطلق عليهم اعداء النجاح اذ يحاولون هدم كل شئ جميل ويبحثون عن الخطا في مسيرتك الناجحة مهما كان هذا الخطا صغيرا،  كالذي ينظر الى نقطة سوداء تكاد لاترى في وسط صفحة ناصعة البياض .
من اهم صفات اعداء النجاح انهم بارعون في فن تحطيم الاخر وهم عادة يضعون العراقيل امام الناجحين ويتصفون بالانانية وحب الذات ، ولديهم حب التملك المطلق مقابل حرمان الاخرين. وان تجاهلهم وعدم الالتفات الى افعالهم والمضي في طريق النجاح هو من اهم عوامل ديمومة النجاح واستمراريته. وهم ايضا دائمي الاعتراض ويدلون بدلوهم في كل صغيرة وكبيرة ، ان كان  الموضوع علميا او ادبيا او سياسيا الخ ... فهم دائمي الاحساس بالنقص ويعتقدون بفضولهم هذا انهم يعوضون هذا النقص وهم بذلك لايقلون نجاحاً عن الاخرين حسب وجهة نظرهم، ويتميزون ايضا بالنقد السلبي او النقد الهدام وهو تعبير صريح عن مقدار الكراهية في داخل الانسان. وعادة يحاولون النقد السلبي عندما تبدا في مشروع ناجح وعندما يستمر النجاح يتحول هذا النقد الى حقد،  وعندما يكتمل النجاح يكون اعداء النجاح قد فقدوا جميع اسلحتهم فيتحولون الى اصدقاء ومحبين.
وان قصة كولومبس والبيضة خير معبر عن الصراع بين مكتشف لقارة امريكا، الانسان الناجح ،  وبين اعداء النجاح الذين حاولوا امام الملك عند استقبال كولمبوس كاستقبال الفاتحين ، التقليل من شان هذا الاكتشاف مدعين بان اي انسان لو ابحر غربا لكان اكتشف هذه القارة ، فرد كولمبوس عليهم باختبار وضع البيضة على الراس دون ان تقع "في تحدٍ لهم امام الملك " فحاول الجميع دون ان ينجح احدهم ،  بعدها طلب الملك من كولمبوس ذلك فقام بكسر قشرتها الخارجية من احد الجوانب ومن ثم لتستقر على راسه دون ان تقع  .  عندها وقف الملك والحضور وقال: كلكم كان بإمكانكم أن يوقف البيضة على رأسه ، لو أنه فعل ما فعله كريستوفر ، لكن لم يفكر أحد بكسر طرف البيضة ، ولكنكم دائماً تنظرون إلى الأعمال العظيمة بعيون ضيقة ، فكيف كان بإمكانكم اكتشاف قارة؟؟
و يقول عمر بن عبد العزيز  إن استطعت فكن عالما، فإن لم تستطع فكن متعلما، فإن لم تستطع فأحبهم، فإن لم تستطع فلا تبغضهم .
 
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا


72
المنبر الحر / ثقافة قبول الاخر
« في: 08:51 21/09/2017  »
ثقافة قبول الاخر
د.عامر ملوكا

 

أن مصطلح ثقافة قبول الاخر ظهر عام 1997 بعد صدور مسرحية الكاتب الكبير ادوارد البي عن قصة حديقة الحيوان، وقد جاء على لسان احد شخوصها "ان الجحيم هو الاخر" .

الاختلاف وجد مع تواجد الخلق وان الاختلاف حقيقة كونية لايمكن نكرانها او المجادلة فيها، وان الاختلاف  مصدر للتنوع الحياتي الذي جعلها تبدو كلوحة رائعة الجمال والالوان والاشكال.

الانسان بطبيعة تكوينه يسعى الى التمييز عن الاخر وان يعيش في عالمه الافتراضي ، وفي نفس الوقت هو كائن اجتماعي من حيث بنائه الفسيولوجي يسعى الى تكوين علاقات اجتماعية مع الاخر .

وهذا الاختلاف جعل التنوع كأنه لوحة فنية تمازجت فيها الألوان والرسومات وتناسقت فأخرجت لوحة بديعة فريدة. وان الانسان نفسه  خاضع لقانون الاختلاف فتختلف افكاره وتختلف قناعاته ورغباته خلال رحلة حياته، فاذا كان الانسان كوحدة صغيرة مكونة للمجتمع البشري يمتلك الكثير من الاختلاف والتناقضات في داخله، فلماذا لايقبل الاختلاف مع الاخر ؟ ولكي نتقبل الاخر ونفهمه لابد من تعريف ودراسة الاخر ومن هو الاخر ؟.

الأخر هو كل من يكون خارج دائرة الأنا وال نحن وممكن ان يكون الاخ، الاخت، الصديق، الجار ،زميل العمل، الزوجة ، شريكي في الوطن او خارجه . في مجتمعاتنا الشرقية تقبل الاخر قد يكون مفهوما جديدا وغير مالوف وذلك لانطلاقنا من مفهوم هو ان نقبل الاخر كما نحن نريد وليس قبول الاخر كما هو، وقد نجعل الاخر عدوا بمجرد ان يختلف معنا بالرائ ، او بمجرد ان مصالح الاخر قد تضاربت مع مصالحنا. ويتم البناء على هذه المواقف والتي قد لاتتغير بتغير المكان او الزمان. وان الاختلاف في الراي يتحول الى خلاف في القلب ايضا .ويعود السبب الرئيسي الى التمسك ببعض العادات والتقاليد القاتلة لقبول الاخر . يجب أن يسود الاحترام والفرح والقبول للاخر كما هو وليس كما نحن نريد من غير اي تمييز فكري ، ديني، طائفي أو عرقي. وأن تعددية الآراء والأفكار والنظريات لاتمنع من العمل سويا للوصول إلى كل ما يسعد الإنسان على هذا الكوكب. والكثير من الامم والشعوب اكتسبت قوتها من اختلافها وتنوعها وخير مثال على ذلك الولايات المتحدة الامريكية.

اننا بحاجة الى قبول الاخر وتحويل الاخر الى اللاآخر عبر ايماننا بان الذي يجمعنا يتجاوز ما هو ظاهري وشكلي. وبالتاكيد ان قبول الاخر سيقودنا الى التغيير، ولا نقصد تغيير الاخر بل تغييرنا نحن كي يمكننا من قبول الاخر.وعلى المستوى الشخصي ترسيخ مفاهيم كالموضوعية على حساب الذاتية ونشر ثقافة التنوع والاختلاف على حساب ثقافة التجانس والتشابه والتحول من ثقافة القهر الى ثقافة المشاركة ومن السلبية الى الايجابية والاهم من كل ذلك التحول من وهم التطابق إلى وعي الاختلاف.

ومن العوامل الأخرى التي تساعد على قبول الاخر ، المحبة واحترام الاخر وتشجيعه والانصات اليه وسماعه واعطاؤه فرصة للتعبير عن رأيه. وان فن الانصات والحوار من اهم عوامل قبول الاخر والتضحية من اجل الاخر. ويجب عدم الايمان باننا دائما مستقيمون واعداءنا دائما اشرار .

وهل لوجود الاخر فوائد ؟ بالتاكيد الأخر فرصة لتكوين فضائل : فكيف يتعلم الأنسان الأحتمال والعقاب والصفح دون وجود أخر يخطئ إليٌ فأمارس انسانيتي معه. وهكذا نقتني الفضائل من خلال تعاملنا مع الأخرين . ومن كلمات ايليا ابو ماضي ": أنا لولا أنتَ ما كنت أكتب! إذ أنني من أجلك اكتب ، حيث يختلط فكرى بفكرك، ويصير لنا فكر واحد، وليس آخر. فأنت هدفي، وأنا وسيلتك. وأنت أذني، وأنا فمك،وكلانا واحد". وحقًا ماذا تكون جدوى كلماتي من غيرك؟! إنها لا شيء!  فالانسان  وحدة صغيرة في هذا المجتمع والعالم فان لم تخطا معي كيف اتعلم التسامح والغفران وان كتبت فمن يقرا ماكتبت سوى الاخر. والراعي ماجدوى عمله ان لم تكن هناك رعية والامثلة كثيرة . ولابد ان نذكر بان قبول الاخر يجب ان يكون عن قناعة ومبني على المساواة لا الشفقة والتفضل عِبْرَ الإقرار بأن الجوهر الواحد الذي يجمعنا يتجاوز المظاهر أو الأسماء التي تفرقنا.

وللوصول الى ثقافة قبول الاخر يجب ان نبدأ مع الصغار ،  اذ  قد عوّدنا مجتمعنا وطلبتنا على ثقافة التلقين وليس ثقافة الحوار وتعليم الطفل الحفظ وليس التنوع في الاجابات معتمدا على القدرة على ايجاد الحلول المناسبة.

يجب الاهتمام بسلسلة من الأمور والنقاط التي تساعد في قبول الآخر ومنها تغيير وتعديل مناهج التعليم لزرع ثقافة قبول الاخر، توجيه وسائل الاعلام المختلفة كي تؤكد على ثقافة قبول الاخر ونبذها لكل الثقافات التي تشجع على التعصب والتطرف، التركيز على ان يكون الخطاب الديني خطاباً معتدلاً ويدعم ثقافة التسامح وقبول الاخر، خلق مجتمع مدني ديمقراطي اضافة الى تحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة للحاجات البشرية المعنوية والمادية بناءً على هرم ابراهام.

ان ثقافة اللون الواحد وثقافة الغاء الاخر وتهميشه وسيادة المفاهيم الاقصائية سوف لن تؤدي الا الى المزيد من التفكك المجتمعي والعنف وسيادة العنف بدل اللاعنف وتزايد الحقد والكراهية والتعصب بين ابناء المجتمع الواحد، قد نتجاوز بذلك الى الشكل الاخر للقبول عند الاختلاف بين ايمان وايمان والذي لايشير الى صحيح واكثر صحة او افضل او اعلى وادنى بل قد لايتجاوز مسالة الاقتناع بهذا الدين الذي توارثناه من اجدادنا ويجب الادراك بان ما استطيع بلوغه عبر عقيدتي يستطيع الاخر ايضا بلوغه عبر عقيدته لان الاديان من ناحيتها الوظيفية تكاد تكون واحدة الى درجة التطابق.

حكمة سليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم"

73
كان لقاءا وحوارا ممتعا ومفيدا مع سيادة المطران مارميليس حيث تميزت اجوبته بالعقلانية والحكمة وكان متعاونا وبسيطا ونجد ذلك واضحا من خلال اجوبته وحواره الممتع والشيق.
حوار: د.عامر ملوكا



س : ممكن ان يتعرف القارئ الكريم عن السيرة الذاتية لمار ميلس الوكيل البطريركي العام لكنيسة المشرق الاشورية في استراليا ونيوزلند ولبنان ونبذة احصائية مختصرة عن كنيستكم في استراليا ونيوزلندا ولبنان.
 
اهلا بكم وبالقراء الكرام واقدم لكم شكري على هذه المقابلة التي نطمح ان تكون في خدمة المصلحة العامة.
انا من مواليد بغداد العراق عام 1956، أكملت تعليمي في العراق في الجامعة التكنولوجية عام 1978.
رسمتُ شماساً من قبل قداسة المطران مار يوسف خنانيشوع في يوليو 1973 في كنيسة مار اوديشو في بغداد.
هاجرت إلى أمريكا عام 1979، وهناك درستُ تصميم الحاسوب وعملتُ في سان خوسيه، كاليفورنيا حتى رسامتي الكهنوتية من قبل قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع لرعية مار يوسف في سان خوسيه عام 1982.


بسبب ملاحظة نشاطاتي وعملي الروحي والثقافي في الكنيسة، تم اختياري أسقفا من قبل قداسة البطريرك الراحل، ورسمتُ بتاريخ 23 تشرين الأول 1984 على أبرشيتي أستراليا ونيوزيلندا ولبنان لاحقاً. وصلت الى سيدني في 9 مايو 1985وفي عام 1992 بدأتُ دراساتي في جامعة ماكواري في سيدني، وحصلتُ على شهادة البكالوريوس في التاريخ القديم.
عام 2008 تم رسامتي رئيساً للأساقفة أي مطراناً لكنيسة المشرق الآشورية لأبرشيتي أستراليا ونيوزيلندا من قبل قداسة البطريرك الراحل، مار دنخا الرابع.
شغلتُ منصب سكرتير المجمع المقدس لكنيسة المشرق الآشورية للأعوام من 1994-2006 وشاركت كمعاون رئيس لجنة الحوار المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية. عملت كعضو في الجمعية الخاصة للدراسات المسيحية المبكرة في جامعة ماكواري. وانا حالياً رئيس مجلس أمناء أبرشيات استراليا ونيوزلندا، التي تنظم شؤون أملاك الكنيسة والشؤون المالية للكنيسة، ورئيس مجلس المدارس الآشورية المسيحية المحدودة في سيدني.
أكمل حاليا دراستي لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في التاريخ القديم في جامعة مكواري.


وبخصوص أبرشية استراليا ونيوزلندا، لدينا اكثر من 5 آلاف عائلة مسجلة في سيدني وهذا العدد لا يشمل العوائل التي وصلت مؤخراً من سوريا والعراق والذين يبلغون حالياً قرابة 200- 300 عائلة غير مسجلة على أقل تقدير.
لدينا 100 عائلة مسجلة في رعية المدينة – City
 في مدينة ملبورن لدينا أكثر من 700 عائلة مسجلة في الكنيسة
إضافة الى أبرشية نيوزلندا والتي تبلغ حوالي 2000 شخصا.
 
س: ماهية اهم الانجازات وحسب علمنا انها كثيرة التي قامت بها كنيستكم في استراليا؟
 
منذ وصولي الى استراليا تولدتْ لدي رؤية خاصة لأبناء الأبرشية، ترتكز على تنمية الروح الدينية والقومية لدى الرعية، وتنشأتهم على أسس تربوية تعمل على التغلب على مشاعر التغرب والانسلاخ عن الذات والهوية  من جهة، وتقوية الأواصر بيننا من أجل انفتاح آمن وسليم على مجتمع متعدد حضارات في أستراليا من جهة ثانية ، فقمت بتأسيس أولاً مدرسة باسم القديس ربان هرمزد الابتدائية المسيحية عام 2001 والتي تضم حالياً حوالي 800 طالبا وطالبة، ثم كلية مار نرساي الآشورية المسيحية عام 2010 والتي تضم حالياً 675 طالباً. وفي العام ذاته افتتحت مركز النعمة لحضانة الأطفال  للاعمار من (2-4) في سيدني، وبالموازاة مع ذلك شيدنا عام 2012 مركز التعليم المبكر للأطفال، للاعمار ( 4-5) وربطها بمدرسة القديس ربان هرمزد وكلية مار نرساي الآشورية، لغرض قيام الكنيسة بالدور الآكبر في احتضان الاطفال منذ نعومة اظفارهم ولحين تخرجهم من المرحلة الثانوية.
كما اشرف حالياً على بناء مجمع جديد لكلية مار نرساي الآشورية في منطقة هورسلي بارك، لاستقبال 1000 طالب، والتي سيتم افتتاحها مطلع عام 2018، وهذه الكلية المعاصرة التي تليق بالقرن الحادي والعشرين ستكون مركزاً لكلية لاهوتية معترف بها، خاصة للكنيسة وسنستقدم محاضرين من جامعات محلية ودولية للتدريس فيها.
 
عام 2012 شيدنا قرية نموذجية للمتقاعدين وكبار السن في كنيسة مريم العذراء، تضم 52 وحدة سكنية. وفي العام ذاته، ايضاً، اسسنا مؤسسة اطفال للرب الروحية، للاعمار (3- 12)، وشيدنا قاعة بأسم قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع للاستخدامات المدرسية الى جانب افتتاح مكتبة مدرسية، اطلقت عليها المؤسسات التربوية للمدارس الآشورية اسمي عليها.
 
أسست رعية القديسين مار بطرس وبولس في سيدني للناطقين باللغة الانكليزية لغرض مد جسور التواصل مع المغتربين القدامى في استراليا.
وفي عام 2016 ، أسست في سيدني كلية اللغة الآشورية لغرض الحفاظ على المقومات الاساسية للشعب الآشوري.
في يناير 2007 تم منحي وسام أستراليا (AM) وهي ميدالية ممنوحة من قبل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيــا، منحتها معالي السيدة البروفيسور ماري بشير، حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز السابقة، لدوري في خدمة كنيستنا ومجتمعنا وتطوير المؤسسات التعليمية التابعة لها.
عام 2009 تم تكريمي بجائزة مواطن استراليا من قبل مجلس مدينة فيرفيلد.
صاحب امتياز مجلة كنيسة بيث كوخي، وهي مجلة الكترونية تعنى بايمان وتراث كنيسة المشرق الآشورية.
أنشأت العديد من الكنائس الجديدة في سيدني وملبورن ونيوزيلندا، ففي عام 2014 قمت بتدشين وتكريس ثلاث كنائس:
الاولى كنيسة مار عبديشوع في مدينة ملبورن والثانية كنيسة مريم العذراء في مدينة أوكلاند النيوزلندية، والثالثة كنيسة مار بطرس وبولس في مدينة سيدني، اضافة الى افتتاح قاعات عديدة للاستخدام الكنسي والاجتماعي في استراليا ونيوزلندا، منها قاعة مثلث الرحمات مار نرساي دي باز في اوكلاند.
عملت على تجديد مدرسة القديس مار جرجس في بيروت، لبنان ودعمها من كل الجوانب وجعلها مؤهلة لاستقبال أكبر قدر ممكن من الطلبة المهجرين من العراق وسوريا، وتحمل اعبائهم، كما أسست هناك لجنة دعم الآشوريين في لبنان وعملت على اعداد قوانين داخلية جديدة لها.
في سيدني أيضاً، أسسنا لجنة خاصة لمنظمة أسيرو، وهي الذراع الخيري لكنيسة المشرق الآشورية الى جميع المحتاجين والتي تتولى مهام مساعدة المهجرين واللاجئين، وتوليت الاشراف على جميع أنشطتها وفعالياتها، لتخصيص ريعها لاغاثة المحتاجين والمتضررين.

 
س: مسيحيو الشرق وخاصة مسيحيو العراق اصبح الغالبية العظمى منهم في دول الاغتراب كيف تنظرون لهذا الاغتراب هل هو في صالح كنيسة المشرق على المدى الطويل؟.
 
الاغتراب نوعان، اغتراب الانسان عن ذاته، نفسياً واجتماعياً  والذي أسبابه كثيرة منها هضم الحقوق، عدم إعطاء قيمة للانسان في بلده الام، العنصرية والتعصب والطائفية التي يواجهها في مجتمعه، والاغتراب الثاني، اغتراب الانسان عن وطنه كرغبة طوعية او قسرية، بسبب التهديد من النزاعات والحروب.
 ولكن الغربة الأصعب اذا اجتمع هذان النوعان من الاغتراب في الشخص الواحد، فيفقد الفرد الشعور بالانتماء كليا، لوطنه وللبلد الذي يعيش فيه بسبب عدم الاندماج الصحيح وفهم الواقع المحيط به فيعيش حالة احباط، فتتحول كل الأمور الدينية الوطنية والقومية الى أمور لا يهتم بها اطلاقاً.
للتغرب سلبيات وايجابيات، ومن إيجابياته على المدى القريب اننا نستطيع ومن خلال الوافدين الجدد الى البلد على المحافظة وحماية هويتنا ولغتنا وكل مقوماتنا الدينية والقومية، باعتبار هؤلاء المهاجرين الجدد، دماء جديدة تسري في شرايين المجتمع، ولكن على المدى الطويل قد يشكل ذلك عامل سلبي اذا تم الاختلاط والانصهار في وسط مجتمع متعدد الحضارات، فتذوب التقاليد والعادات والثقافات والهويات.
هذا من جانب، ومن جانب آخر يشكل الانتقال من بيئة شرق أوسطية الى بيئة غربية، قناة لانتقال كل العادات والاخلاقيات الحميدة الإيجابية التي تعلمها الفرد في الكنيسة نتيجة لايمانه المسيحي، من جهة، ومن جهة أخرى قد يحمل الفرد معه ومن دون ان يشعر، بعض السلبيات التي تولدت نتيجة احتكاكه ومعايشته لفترة طويلة في مجتمع سابق، حتى أصبحت جزاء منه.
 الكنيسة لا تعلمنا السلبيات بل تعلمنا كيف نعيش في سلام وباخلاق عالية لذلك قد تظهر في بلاد الاغتراب سلبيات لدى المهاجر نتيجة لاختلاف الثقافات والتعثر في إيجاد أسلوب التعايش الأمثل، فتتسرب منه والى بيئته الحاضنة الجديدة، تلك السلبيات التي قد يظنها صحيحة.
 وهنا يجب غربلة العادات، فليس كل ما يحمله المغترب معه هو الاصح، فقد يكون ما يحمله، عادات سلبية، يعتقد الفرد انها إيجابية وصالحة في مجتمعه الجديد، فتتفاقم مشاكل المغترب.
نحن كمسيحيين، يجب ان نعكس طيبتنا وايماننا كشعب محب للسلام ومحب للبلد الذي استضافنا ونتواجد فيه، فمن المهم ان نضع فلاتر لتنقية السلبيات المتولدة فينا سابقاً، والسلبيات التي تواجهنا في مجتمعاتنا الجديدة لكي نخلق جيلا مؤمنا وقويما.
للكنائس في الغرب تحديات كثيرة وكبيرة جداً، تحاول ان تقتحم ايمانها كالتحديات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي تواجهها العائلة، وضعف تحصين الشباب والذي يمهد غيابه، الدخول في عالم الجريمة والمخدرات والانفلات، أضافة الى تحديات في الهوية وفي اللغة وتراثها وتبني عادات وثقافات غريبة عنا كمجتمع شرقي متحفظ ومؤمن.
الكنيسة ليست فقط دار عبادة مسيحية لابنائها ، بل هي مؤسسة قومية واجتماعية وثقافية يشعر فيها الفرد بذاته وهويته وانتمائه، ومن دون هذا التفاعل بين الكنيسة وشعبها على مستوى الاخذ والعطاء للوقوف على التحديات الخاصة التي يواجهونها، فان الكنيسة ستعيش منعزلة على أبنائها وقد تتحول الى مؤسسة دكتاتورية، لذلك على الكنيسة ان تكون سباقة في بناء العلاقة مع شعبها من خلال تأسيس مدارس خاصة ذات ابعاد استراتيجية مهمة، وفتح دورات لتعليم اللغة وثقافتها، وتوظيف إمكاناتها المالية في مشاريع البناء والتربية لخدمة شعبها، ويجب ان لا ينصب جهدها فقط، في جمع المال من مؤمنيها، بل ان تضع في خدمتهم مقدراتها المالية، أي تتولد حلقة دائرية متحركة بين التبرعات التي يقدمها الفرد للكنيسة، وبين الخدمات الكنيسة التي تقدمها لهم من اجل بنائهم، وغرس كل القيم والعادات الاصيلة فيهم.
الكنيسة لا تستطيع ان تطلب التبرعات من مؤمنيها من دون ان تريهم إنجازات متمثلة على ارض الواقع.
 
نحن في عصر العولمة وبدلا من الوقوف عند حدود التغني بامجادنا الحضارية العريقة والافتخار بكنوزنا المشرقية الروحية الجميلة فقط، يجب ان نجد لنا موطئ قدم في وسط ماكنة العولمة التي تكتسح أبناءَنا وبناتنا، لفتح ثغرة في جدار الحاضر والمستقبل لكي نضخ به ماضينا الجميل لكي نقوي ونستنهض مقوماته بشكل فعال.
ولكي نقوم بهذا يجب ان نبني او نعيد بناء حدود الانسان المغترب لصقل وعيه الجماعي، القومي والديني والتاريخي. بناء المدارس ورعاية الشباب، أحد أهم الأهداف لتحقيق ذلك.
 
لدينا تحديات للكنيسة في الشرق وللكنيسة في الغرب، وعلى الكنيسة في بلاد المهجر ان تعمل بكل طاقاتها على الحفاظ على الكنيسة في الوطن وهي نتيجة فرضتها تزايد عدد المؤمنين فيها من جهة، والقوة الاقتصادية للكنيسة من الجهة الأخرى. فسابقاً كنا نستقدم الكهنة من الشرق للخدمة في الكنائس في الغرب، ولكننا الان نقوم بالرسامات للكهنة في الغرب لان الأخير، هو وليد البيئة الجديدة وله المام تام في التحديات المصيرية، وذو دراية وتطلعات مختلفة باهتمامات أقرانه في معترك الغربة.
 

 
س: ماهي وجهة نظركم حول الانتماء القومي لابناء شعبنا بمختلف تسمياتهم وهل الانتماء القومي هو في صالح التواجد المسيحي في العراق ام عكس ذلك؟
 
الانتماء القومي  شعور شخصي وتعبير عن هوية الانسان امام العالم، ويجب عدم فرضها على الآخر من دون اثبات ذلك علمياً وتأريخياً. فقد خلفت الفترة السابقة ونتيجة لصراع التسميات، الكثير من التباعد والانقسام والجفاء بيننا، في فترة حرجة ومصيرية كان يجب ان تكون الأولوية لــ"نحن" على الــ"انا" والــ"أنت" ففي الوقت الذي شغل هذا الصراع القاسم الأكبر من جهد ووقت شعبنا، ضاعت منا الكثير من الحقوق التي كان من الممكن ان نحققها ان جلسنا وتفاهمنا معاً.
وجودنا الى جانب بعضنا البعض عامل قوة لنا، فنحن مستهدفون من الإرهاب بغض النظر عن تسمياتنا. داعش لم يخطف ويقتل من الاشوريين فقط وانما قتل من الكلدان والسريان والارمن أيضاً وحتى اليزيديين وغيرهم، وللأسف أشغلتنا كثيراً صراعات التسمية، وبدلاً من ان تكون عاملا مثمرا لتقاربنا ولوحدتنا ولما هو خيرنا العام، جعلنا منها منصات لبث الكراهية عبر الفضاءات الالكترونية الواسعة.
من المخطئ جداً ان يعتبر شخص ما نفسه ممثلاً عن شعبه ويصدر احكام على الاخرين بطريقة تقسمنا وتشرذمنا وتجعلنا اضحوكة امام العالم.
صعود خطابات الرفض وسموها على رسائل المحبة والتي تقسمنا الى "انا الأول وانت الثاني" أو "أنا الأكثر وانت الأقل" تجعلنا ننسى ان الخطر الذي يداهمنا، لا يحاربنا على قدر ما نحمل من تصنيفات اقتصادية وعلمية وعددية، لانه يعتبرنا واحدا.
يا حبذا لو قام كل من انشغل بتقسيمنا من الاشوريين والكلدان والسريان وبث خطابات التفرقة بيننا في فضاء الانترنت، بالرجوع خطوة الى الماضي وتقييم نتائج وحصيلة ما فعلوه، على ضوء آلام هذا الشعب والمصاعب التي يواجهها في دمار بنيته التكوينية، للبحث عن حلول كان من الممكن ان تجنبنا هذه الويلات التي حلت بنا على أرض الواقع.
كان علينا ان نكون شركاء في عملية انقاذ وخلق جبهة عمل مشتركة، تعمل بالضد مع الانتكاسات التي يتعرض لها شعبنا في أدق مراحله التأريخية التي يمر بها. ان كانت هناك عملية اقصاء يتعرض لها الاشوريون، فانه تتم بالموازاة مع ذلك عملية اقصاء للكلدان والسريان أيضاً، فنحب نعبر عباب المصاعب في الشرق على متن سفينة واحدة، وأي جزء من السفينة يغرق ومن أي جانب كان، يتسبب في غرق السفينة ومن فيها، ايضاً، فأما ان نتحلى بثقافة الأمان لادارة دفة خلاصنا معاً لبلوغ شاطئ السلام، واما ان نجعل من سفينتنا عرضة للغرق وسبب موتنا.
فهل يجوز ان نجعل من موضوع التسمية، سلاحا موجها الى بعضنا البعض، وامواج الارهاب تضرب سفينتنا ؟
انا آشوري وأفتخر بآشوريتي ولا توجد قوة في العالم تستطيع ان تخلع عني آشوريتي وهذا الامر ليس تعصباً، والامر والمشاعر ذاتها نجدها لدى الكلداني والسرياني. الكل هنا يعمل على حماية التسمية التي يحملها، وبينما نحن ننشغل بالصراعات التسموية فاننا نواجه علناً حرباً وجودية تستهدف اقتلاعنا كآشوريين وكلدان وسريان من أرضنا الحضارية، حتى اصبحنا ولأول مرة في التاريخ، موجودين خارج حدودنا الجغرافية، أكثر من الموجودين داخلها.
ومن الغريب ان تكون الجهود المبذولة للتوعية بهذه المخاطر أقل بكثير من تلك التي بذلت في صراع التسميات.
يوميا هناك تقريباً، من 70- 80 عائلة مسيحية تغادر مطارات الشرق نحو الغرب، الى مجتمعات متعددة الحضارات والثقافات، وقد لا تبدي هذه الدول اهتمامها المطلق في الحفاظ على تنوعنا. يجب ان نستخدم العقلانية لانتشالنا معاً من واقعنا المرير ويجب ان لا يكون ذلك معياراً لمن سيربح ويحسب بذلك، عدد مرات ظهوره في الساحة.
 لقد خسرنا الكثير على ارض الواقع وحتى تعاطف السياسيين الدوليين معنا، كان آنيا، فرغم انهم يطلقون خطبهم الرنانة بيننا على اننا أصحاب حضارة رائدة وينالون المديح من جانبنا، الا انهم يعرضون عن تحقيق مطالبنا ودعمها ان سألناهم عنها، وهذا مؤشر على اننا يجب ان نقوم بحل مشاكلنا بأنفسنا، لذا أرى من الضرورة ان نبحث عن القواسم المشتركة بيننا وجعلها منطلقا لمواجهة الحرب الوجودية التي نتعرض لها في الشرق.
شخصياً، ليست لدي مشكلة ان أرى الكلداني له كنائس ومدارس ويقوم بتعليم اللغة لان هذا الشيء موضع فرح واحترام لدي، فهو اخي في المسيحية والقومية والتأريخ والثقافة والعادات واللغة، طالما هو لا يتجاهل قوميتي كآشوري، ويعتز بتسميته بطريقة تفرض احترام الاخرين له.
كيف يستطيع ثلاثة من الاخوة ان يشيروا الى أحدهم على انه ليس اخاهم، وهم اخوة في الدم والتربية الواحدة، الغالبية من الآشوريين والكلدان والسريان يحترمون بعضهم البعض والمشكلة التي تتفاقم بين الحين والآخر، تأتي من مجاميع صغيرة متعصبة بيننا، فقبل أيام قرأنا عن كتابات مسيئة ضد البطريرك الشهيد مار بنيامين، وهذا البطريرك هو احد رموز الكنيسة الذي ضحى بنفسه من أجل خلاصها، نحن لا نقبل ان يأتي كلداني ويتكلم عنه بالسوء، ولا نقبل في الوقت ذاته بآشوري يتحدث بالسوء ضد شخصية دينية في الكنيسة الكلدانية أو السريانية. للأسف وصلنا بهذه الكتابات الى مستوى مبتذل لا يدفع ثمن ذلك الا شعبنا المسكين من خلال الانقسام.
 
    س: الاحزاب القومية فشلت في تمثيل ابناء شعبنا فهل يصح للكنيسة ورجالاتها ان تاخذ هذا الدور الى جانب دورها الرعوي الديني ؟

الكنيسة اعطت المجال الواسع لرجال السياسة والاحزاب السياسية لتمثيل شعبنا في المجال السياسي، ولكن علينا ان نقر ان خبرات السياسيين لم تكن بمستوى تحديات المرحلة الخطرة من حياة شعبنا لصعوبة الخوض في غمار السياسة، ولافتقار الثقافة السياسية العالية والتأهيل المناسب للتعامل مع المشهد السياسي العراقي بالشكل المطلوب والجدي.
 ومن جهة أخرى، وبسبب ما يطلق علينا خطاً بــ "اقلية" وبسبب تفاقم التعصب الديني والطائفي وارتفاع معدلاته، يوما بعد يوم، الى درجات قياسية عالية في الشرق، فاننا نجد انفسنا في الساحة السياسية، مكتوفي الايادي، حتى لو امتلكنا أحنك السياسيين في هذه المرحلة، فانهم لا يستطيعون ان يخوضوا غمار صراع ضد الطائفية وضد الفساد لاننا "أقل عددا" كما ينظر الينا، رغم انني لا اعترف بتسمية الأقلية، لاننا السكان الاصليون للبلد، وهذا هو طموحنا، ان يتم ادراج مصطلح السكان الاصليين لبلاد ما بين النهرين، لتشير الى شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان، لأننا موجودون قبل دخول العروبة وقبل دخول الديانات الى بلاد ما بين النهرين.
السياسة اليوم متحدة ومخترقة من قبل الدين، فهل يستطيع السياسي المسيحي، أن يخوض هذه المعركة ضد السياسة الدينية والطائفية؟
ماذا فعل البرلمان العراقي لسكان العراق الاصليين؟ فبينما كان الجيش العراقي يقاتل الإرهاب والملايين من العراقيين في الموصل والانبار وفي مدن أخرى يهجّرون قسراً، والعوائل مشردة وأبناؤهم بلا تعليم، واذا بالبرلمان يعطي اولويته لقرار منع الخمور!!
ولنفرض ان تدخلت الكنيسة في السياسة واعطيت لها الأولوية للتدخل فان الموقف سيكون مشابها وسيتم التعامل مع حقوق شعبنا على اسس دينية ايضاً، فمثلا في موضوع أسلمة القاصرين في حالة اشهار اسلام أحد الوالدين، فان الكنيسة قد تدخلت ، لانها شعرت ان مسيحيتها قد غُبنت، الى جانب الصابئية واليزيدية.
نحن نخوض صراعا مع تيار قد يستمر في حكم العراق على مدى العشرين السنة القادمة على اقل تقدير، الى ان تتبلور فكرة لدى الجميع، بضرورة فصل الدين عن الدولة في أمور السلطة والحكم.
 وخلال هذه الفترة لن ننال من حقوقنا غير تلك التي تشرعها القوانين الدينية السائدة في البلد، وبقدر ما تنتشر الطائفية فيها، بقدر ما نشهد هضماً لحقوقنا وتضييقاً وخناقاً على شعبنا من قبل الارهاب او من قوانين البلد التي سنجد انها تحد كثيراً من ممارستنا لحريتنا ولعاداتنا وستكون المحصلة النهائية، ان نزيف الهجرة سيكون اكبرا ومستمرا.
فهل نلوم السياسيين او نبحث عن بديل كنسي؟ الكل سيفشل في مجابهة التحديات الحالية.
 
ككنائس في الغرب، يجب ان نبني أنفسنا في معترك الغربة وأن يتحول اغترابنا، الى عامل قوة لنا من خلال بناء انفسنا والاستفادة من التقدم والتطوروالخبرات والمهارات المتاحة لنا هنا. علينا ان نشجع أبناءنا على التحصيل العلمي والثقافي لشغل أعلى المناصب والوظائف. يهمنا ان يكون أبناؤنا مهندسين وأطباء ومحامين على قدر عال من الوعي الديني، الفكري والحضاري، ليكونوا مؤهلين لجلب انتباه العالم الى قضايا حقوقنا الإنسانية، قادرين على الضغط على مراكز القرار والتحكم بقواعد السياسة الدولية والتي ويا للأسف، لا تعير أهمية لوجودنا.
 
يجب ان ندرك ان طبيعة عمل احزابنا لا يستند على المبادى الدينية المسيحية اطلاقاً، فرغم كون الكنيسة بناء روحيا للمؤمن الا انها جزء من العالم، وعليها ان تؤثر بالعالم لان أبناءها ملح الأرض ونور العالم. يجب ان يكون الحد الفاصل واضح المعالم بين الكنيسة والسياسة، وعمل كل منهما يجب ان يكون مستقلا، ولكن هذا لا يدعو الكنيسة الى الصمت تجاه ما يتعرض لها مؤمنوها من مظالم في الصراعات والحروب، بل ان تكون ناطقة بلسانهم ان احتاج شعبها الى توجيه وارشاد.

 
 
 
 
س: التسميات الثلاثة لابناء شعبنا هل هي مصدر قوة ودلالة على تنامي الشعور القومي ام ترون عكس ذلك.؟
 
بالتاكيد هي شعور قومي للكل وليس لدي مشكلة مع ذلك، ولكن لدي مشكلة عندما يبدأ أحد ما عملية اقصاء وتجهيل ورفض للآخر، وتتبعها عملية تحقير وتصغير، فحتى لو كان هناك انسان واحد معتز بتسميته، يجب ان يعامل باحترام كامل، فكما نحن ننمو مسيحياً، هكذا نحن ننمو قومياً ايضاً.
 أن كوننا مسيحيين واصحاب حضارة عريقة ذات عادات ومقومات مشتركة، ونتحدث بلغة واحدة،  مصدر قوة لنا بوجه التهديدات التي تطالنا. الوعي بهذه الوحدة رغم جزئيات التسمية تبني لنا كياناً متميزاً. كرجال دين لدينا علاقات سامية مع البعض نتبادل الزيارات والاتصالات في المواقف وعلى علاقة جيدة مع بعض، ولا توجد قيود على تحركاتنا. لماذا ¬¬¬يتم خلق وتبني هذه الفوارق بين الشعب الواحد؟
 
 
س: هناك محاولات لتوحيد كنيستي المشرق  الاشورية والشرقية القديمة كيف تنظرون لهذه الانقسامات هل هي ظاهرة صحية ام غير ذلك؟
 
اي انقسام هو ظاهرة غير صحية، والانقسام دائما يكون في الكنيسة لعدم الاتفاق على جانب معين، فيتولد الانقسام، كطريقة للاحتجاج، كان من الممكن ان يحل بطريقة أخرى.
مسألتنا مع الكنيسة الشرقية القديمة ليست مسالة اختلاف في القوانين والعقائد اللاهوتية، بل هي مسالة حدوث أخطاء والتشبث بها. الكنيسة يجب ان تكون أسمى من الاشخاص ويجب ان لا نكون مستعدين لهدم اسسها، من اجل اشخاص.
نحن لا ننظر الى هذا الانقسام كحالة جذرية واقعة ومقسمة للآشوريين في تعاملاتنا اليومية، فلدينا الكثير من المؤمنين يتبادلون الزيارات في الكنائس، ولدينا العديد من الطلبة من الكنيسة الشقيقة مسجلين في مدارسنا الاشورية، ولهذا فان هذا "الخلاف" وليس "الانقسام"، غير موجود على مستوى الشعب، بل على مستوى القيادة الدينية للكنيسة وهو يوما ما سيجد طريقه للوحدة.
كنيستنا ابوابها مفتوحة دوما لأشقائنا، فنحن لا نمنع ابناءنا من زيارة الكنيسة الاخرى وهذا الامر ننتظره من المقابل أيضاً لخلق بيئة وحدوية، وشعبنا لديه القناعة الراسخة ، ان هذا الانقسام غير مجد اطلاقاً وانه يجب ان تتوحد الكنيسة لا محالة يوماً ما.
نحن في كنيسة المشرق الاشورية قطعنا خطوات غير مسبوقة لكي نجعل الوحدة ماثلة أمامنا، ولكنها للأسف لم تحدث، نحن غير مستعدين للتضحية أكثر ولكننا نؤمن ان الوحدة ستحدث يوما ما في هذه الكنيسة لعدم وجود عوائق دينية جذرية.
 
 

   س : هناك من يقول بان الايمان يتناسب بشكل عكسي مع تنامي المستوى المعاشي والثقافي للمؤمنين . كيف تجدون ذلك مع المؤمنين في استراليا ؟.
العمل هو الطريق الطبيعي لكسب لقمة العيش وهو اللبنة الاساسية لتقوية دعائم العائلة اقتصادياً، ومن الضروري التفكير بحياة العائلة والعمل على بناء مستقبلها. وقد تفرض ظروف العمل على الفرد ان يكون مشغولا عن الكنيسة لتامين احتياجات عائلته الاساسية، فيتغيب رب الاسرة عن الكنيسة وهنا قد تصل رسالة خاطئة لأفراد عائلته، عن عدم أهمية حضور الكنيسة في أيام الآحاد.
 متابعة الكنيسة لمثل هذه الحالات  يجب ان تزداد، للتقليل من حالة الضغوط النفسية التي تواجهها العائلة من خلال زيارات الكهنة للعوائل والتوضيح والموعظة عن ترتيب الاوليات في حياتها، لانه ليس هناك شيء ذو قيمة أسمى في هذه الحياة، أكثر من الخلاص، قال يسوع: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالـم كله وخسر نفسه" (متى26:16)، ما فائدة الانسان وهو يسعى لجني المال على حساب نموه ونمو عائلته الروحي؟ ما فائدة الانسان وهو يملك العشرات من المنازل وابنه نزيل السجون؟ ما فائدة ان لديك الملايين من الدولارات وان ابنتك مدمنة على تعاطي المخدرات؟
بركة الرب هي التي تغني، كما يقول سفر الامثال، فمن المهم ان يتذكر الفرد ان هذه البركة بحاجة الى الحفاظ عليها، لا أن تكون سبباً في ابعادنا عن الكنيسة.
نحن نعلم الظروف التي يمر بها رب الاسرة في الغرب، فهو يعمل بجهد حتى في يوم السبت أحيانا كثيرة، وكل ما يتبقى له من ايام الاسبوع، يوم الاحد للاستراحة ولقضاء الوقت مع العائلة لتقوية الاواصر، وللكنيسة من اجل بركة الحياة، فعند حضور المؤمنين الى الكنيسة فانه من المهم ان ترتكز الخطابات الدينية للكاهن، على الانجيل المعاش لكي تستمر رسالة المحبة الى الجميع، فتراعي الرسالة الموعظية، الاختلافات والضغوط النفسية للمؤمنين، لغرض استمرار جنيهم للثمار الروحية من الكنيسة، والا ستكون عامل نفورهم.
ورجال الكنيسة يجب ان يكونوا دعاة راحة نفسية وروحية لمؤمنيهم، لحمل الاعباء عنهم لان ربنا يسوع المسيح يقول، "تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم" ( متى 11: 28).
على الكنيسة ان لا تقف مكتوفة الايادي امام ظاهرة غياب أبنائها عنها، يجب ان تبادر بالاتصال بهؤلاء وخلق فرص تفاعل معهم ومع عوائلهم لضمان نموهم الروحي، لذلك فتحت كنيسة المشرق الآشورية وللجالية في سيدني، المدارس الآشورية واوجدنا جمعية للشبيبة وبرامج لأطفال للرب، فكل يوم اربعاء  لدينا بحدود 200-   300 طفل يتعلم الاسس الدينية الى جانب الترفيه اضافة اكثر من 1500 طالب في المدارس الاشورية.
 
الكنيسة اليوم مطالبة في الدخول في حياة مؤمنيها، روحياً وانسانياً للمشاركة في حمل الاعباء عنها، وان لا يكون خطابها فقط لجمع التبرعات، لان مؤمنيها اليوم بحاجة الى مدارس ومراكز شباب واطفال وحضانة وغيرها الكثير، اكثر من حاجتهم الى رؤية كنائسهم مزينة بأفخم الجدران والاثاث، لانهم امام تحديات كبيرة اجتماعية، ثقافية، نفسية، اباحية، مشاكل الادمان على المخدرات والجريمة اضافة الى مشاكل الفضاءات الالكترونية التي يدخلها الفرد من دون رقيب، الامر الذي يولد مشاكل جفاء كثيرة في العائلة، وتفتت وشجار وانفصال وطلاق.
على الكنيسة ان تسعى لكي يستثمر أبناؤها أوقاتهم بين جدرانها ومؤسساتها، مهما كان الثمن، وعلى رجال الدين ان يساهموا في خدمة المجتمع.
 
من جهة اخرى، الرجل المثقف ليس خطراً على الكنيسة، وان كان هناك من يكون انعزالياً، لا يتردد اليها ويجد نفسه في غنى عنها. الانسان المثقف قادر على خدمة مجتمعه بشكل أفضل ان توفرت له الاجواء المناسبة. الكنيسة تستطيع ان توفر له تلك المساحة والاجواء لانها أكبر مؤسسة مؤثرة في الشعب.
مشكلة بعض المثقفين انهم يجدون في رجل الكنيسة منافساً لهم، فيعيشون معه في صراع، بدلاً من أن تكون العلاقة تكاملية. وبسبب صعوبة فرض المثقفين للطروحات الشخصية والافكار في المجتمع، كما يفعل رجل الدين، فانهم يلجؤون الى مهاجمته رغبة منهم في الازاحة والتفرد.
المثقف، من يعمل على تثقيف امته وانهاضها من سباتها، لا مهاجمة مؤسساتها كالكنيسة مثلاً، لانها عامل الاصلاح الروحي الحقيقي للامة، وكل مثقف مسيحي مؤمن، هو عامل قوة لها. مرحلتنا التاريخية العصيبة، تتطلب منا التكاتف والتعاون بين الجميع.
 
 
س:  كان لكم موقفا مشرفا وحازما تجاه البعض من اتباع الكنيسة الذين يتطاولون على رجال الدين الافاضل . كيف تنظرون للعلاقة المثالية بين رجال الدين والرعية بشكل عام؟
 
انا ارفض كل اشكال التطاول ومن أي كان، مهما حمل الفرد من درجة دينية أو اجتماعية، انسانا عاديا كان، أم سياسيا او بطريركا، لانها ليست من اخلاقياتنا المسيحية.
الحوار الحضاري البناء المبني على الاحترام، يجب ان يسود بيننا في لحظة تقاطعاتنا واختلافنا في الرؤية، لا تكون لغة السباب والانتقاص من الاخر، ومن جهة اخرى يتوجب على رجال الدين ان يكونوا حذرين في خطاباتهم ومعرفة كيفية ايصال فكرتهم ورؤيتهم الى عامة الشعب.
يجب على رجال الدين ان لا يكونوا سبب اثارة النعرات والجدال بين أبناء الكنيسة أو مع السياسيين وان لا يكون خطابهم تنقيصا وحطا من المقابل، لأننا كلنا امام المسيح سواسية.
 من الضروري الانتباه الى الخطابات التي تفوح منها رائحة المصلحة الذاتية والتي يكثر فيها استخدام الشعارات القومية والكنسية، لانها ضيقة جداً ولا تسهم الا في تحقيق مصالح فئوية.
يجب ان يسود الاحترام في العلاقة بين رجال الدين والرعية وبين مختلف أبناء شعبنا لأننا اخوة يقول المسيح في وصية كتابية: " فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم ايضا بهم" (متى 7: 12)
 
مع شكري وتقديري للدكتور عامر ملوكا وارجو ان تكون المقابلة عاملاً لبناء اواصر المحبة والاخوة بيننا جميعاً والرب يبارككم.



74
المنبر الحر / ثقافة العطاء
« في: 00:43 24/08/2016  »
ثقافة العطاء
"إن قوة الإنسان وسعادته تكمن في العطاء"
 
كلنا نحب الانسان الكريم المعطاء ولانحب الانسان البخيل ولكن ليس كلنا يحب ان يصبح انسانا كريما .ثقافة العطاء متى ما كانت منتشرة في مجتمع ما دل ذلك على ( الرقي الفكري ) و ( الرقي الإنساني )  لذلك المجتمع  :
العطاء سمة إنسانية يشعر بحلاوتها من يسخر نفسه للعطاء في أي مجال كان. من يعطي للآخرين يتمتع بالفكر الراقي الحضاري والإنسانية الكبيرة وصفاء الروح فكلما أعطى ونظر إلى من حوله بأنه سبب في إدخال البهجة والسرور عليهم، كلما حفزه وشجعه ذلك لتقديم المزيد من العطاء لكي يعيش من حوله بهناء وينعم هو بالرضا الذاتي، ويرتقي بارتقائهم. من يعطي بإخلاص يتحرر من قيود الأنانية وحب الذات ويسعد كلما خلق جوا من البهجة والسعادة في البيئة المحيطة به.
العطاء لابد ان يكون من اجل العطاء فقط وهناك نوعان ا من العطاء الاول وهو العطاء من اجل العطاء فقط والثاني عطاء من اجل الاخذ مصلحة او فائدة ترد على المعطي مادية اومعنوية او روحية..
وعندما تعطي لاتكن انتقائيا بل من تعتقد من هو الاوجب. عندما تعطي لا تنتظر رد الجميل والجزاء والشكر والثناء. ولاتحمل من تعطيه فضلا او خجلا او احراجا ولايتم ذكر اسم المتلقي او نوع العطاء. عندما تعطي إياك أن ترى الذل والانكسار على وجه من تعطي. كما جاء في الابيات الشعرية :
نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل
يقول كارل مور في كتابه (١٨ قاعدة للسعادة): اعط بلا مقابل ولاتركز فقط على من تعرفه أو بينك وبينه قرابة أو صداقة..
      ومما يؤسف له أن الكثيرين يعيشون ثقافة  الأخذ، بدلاً من ثقافة العطاء فالإنسان نتاج بيئته.
    وهناك من يسعى لكي يملك هذا العالم وينسى انه يعيش وهم كبير وحلم تنتهي حلقاته بمغادرته لهذا العالم..
     .
      فمن اي الناس انت ولنتذكر مقولة الشاعر في شأن العطاء:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها        على الناس طُراً قـبل أن تتفلت
فلا الجود مُفنيها إذا هـي أقبلت      ولا البخل مُبقيها إذا هي ولـت
      فثقافة العطاء، تعني بحث الإنسان الدائم عن ذوي الحاجة لمساعدتهم وقضاء حوائجهم، إذ إن العطاء قد يكون بما يملك الإنسان من مالٍ، وقد يكون بما يملك من جهدٍ ووقتٍ وعلمٍ و… لمساعدة المحتاج أياً كانت حاجته.
     .
 
عندما نمارس العطاء نرتقي بانفسنا وبشعوبنا وبعالمنا .
قصص قصيرة ذات علاقة.
كان هناك رجلا غنيا وبخيلا في رحلة بحرية واثناء الرحلة اصطدمت الباخرة بصخرة كبيرة وبدأت السفينة بالغرق وحاول طاقم الانقاذ مساعدة الغرقى بسحبهم الى قوارب النجاة من خلال طلبهم يد الغريق لسحبه الى قارب النجاة والجميع انقذ ولم يبقى الا الغني رافضا اعطاء يده ,وكان احد المسافرين يعرف هذا الغني فقال لهم انه لايعرف ان يعطي فهوا ياخذ فقط عندها بادر احد المنقذين بتغيير كلمة اعطيني يدك الى اخذ يدي  وتم انقاذه مع بقية الركاب.
اراد احد الحكماء ان يجسد معنى العطاء فدعى فئة من اللذين يؤمنون بثقافة الاخذ فقط وحضر اوعية للحساء وملاعق طويلة بطول اكثر من متر ودعاهم لتناوله فحاول الجميع ان يحتسي الحساء ولكن دون جدوى وقاموا جائعين بعدها دعا فئة من الناس التي تؤمن بالعطاء وقدم لهم نفس الملاعق والحساء ومجرد ان تفحصوا الملاعق قرروا ان يقابل احدهم الاخر ويستخدم ملعقته لكي ياكل زميله وشبع الجميع بفرح.
ان اول سبب من اجله يجب ان نكون كرماء معطائين . هو ان نظهر لله شكرنا وعرفاننا وحبنا له . فالطريقة الوحيدة لان نقدم عطاينا وتصدقاتنا المادية له هي ان نعطي الاخرين فالعطاء والكرم هو نوع من العبادة.

ا

75


حوار د.عامر ملوكا
رئيس تحرير مجلة بابلون


يسر مجلة بابلون ان تلتقي الاستاذ صفاء هندي رئيس الرابطة الكلدانية العالمية وحوار صريح حول اهم القضايا والامور المتعلقة بالرابطة والمؤتمر المزمع عقده في اربيل في ايلول القادم.
 
س1    ممكن ان تقدم للقارئ الكريم من هو الاستاذ صفاء صباح هندي رئيس الرابطة الكلدانية العالمية:

 ج: صفاء صباح هندي مواليد كركوك ١٩٦٦
*متزوج ولدي طفلين
*بكالوريوس إدارة صحية
* المهنة /المدير المفوض لمستودع أدوية الهلال
* المنصب الحكومي / عضو مجلس مدينة كركوك
* اللجان الكنسية /-عضو المجلس الرعوي لأبرشية كركوك
*رئيس لجنة العلاقات العامة وحوار الأديان لمطرانية كركوك
*رئيس الهيئة الإدارية للمركز الثقافي الكلداني في كركوك
*الهيئات الدولية / عضو الهيئة الدولية ( مصر ) للتحكيم في النزاعات ذات الطابع الدولي والعلاقات الدبلوماسية والسياسية .
*عضو مؤسسة( لقاء مسيحي المشرق اللبنانية)
* مشارك مع مؤسسة باكس كرستي العالمية للسلام التابعة للاتحاد الاوروبي
* مشارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورشات العمل محليا واقليميا ودوليا .
*  أنحداري العائلي من كركوك ، والدي حائز على الوسام البابوي لخدماته الجليلة للكنيسة الكلدانية ، تاريخياً العائلة في خدمة الكنيسة و الشعب المسيحي خصوصاً والعراقي عموماً ، من خلال تمثيلهم في مجالس النواب والأعيان والمحافظات على مر الازمان ، وانا مستمر في أكمال  مسيرة عائلتي .

س2ماهية اهم القضايا والنقاط التي سوف تناقش ويتم اقرارها في مؤتمركم الثاني في ايلول القادم وهل سوف يتم تثبيت بعض الثوابت المتعلقة بالقومية الكلدانية كالعلم والنشيد القومي ويوم الشهيد وغيرها..
ج:اننا وضعنا منهاج عمل الموتمر بأختصار يتضمن مايلي :-
* مناقشة دراسات وبحوث لتبنيها وهي حول  :-
*الشأن القومي الكلداني ( بكل تفاصيله )
*دور الاعلام
*التواصل بين الكلدان
*النازحين والمهجرين
*دور المجتمع المدني
*الحفاظ على الوجود الكلداني
*الرؤيا مابعد داعش
* استراتجية الرابطة المستقبلية للمرحلة القادمة
* تمويل الرابطة
* علاقة الرابطة بالكنيسة
* تقيم المرحلة السابقة
* تفعيل العمل المؤسساتي مع العالم
* انتخاب هيئة رئاسية جديدة لمرحلة أربعة سنوات مقبلة
* وامور تنظيمية أخرى
 

س3    هناك من رجال الدين والعلمانيين لازال ينظر الى شكل العلاقة بين الكنيسة والرابطة على انه غير واضح وضبابي .هل ممكن ان توضح لنا طبيعة وشكل هذه العلاقة؟.
ج:حقيقة استغرب من وجود هذا الالتباس او الريبة في هذه العلاقة ، كما هو معلوم بأنه الرئاسة الكنسية هي التي أرست ، تأسيس الرابطة وهي مؤسسة مدنية غير حكومية وعالمية ولاتتحول الى حزب سياسي ، هذا هو تعريف الرابطة حسب النظام الداخلي ونحن ملتزمون به.
 أن مبادرة الكنيسة بهذا الامر ليس فيه أية التباسات ، ألسنا نحن أبناء هذه الكنيسة ؟ألسنا في وضع نحتاج الى دعم المؤسسة الكنسية ؟، أليس من المنطقي والطبيعي في هذا التشرذم مايجمعنا؟ أليس من الضروري انشاء مؤسسات مدنية عالمية نستطيع من خلالها تشكيل لوبي ضاغط للحصول على حقوقنا في كافة المجالات ؟ فأذا دعمتنا الكنيسة هل هذا غريب ؟، من الذي وقف عندما تعرض له شعبنا ؟ أليست الكنيسة بكل ما تملك من مقومات وأنهكت واحتاجت الى من يعاونها في تحمل المسؤوليات؟ فبرزت الحاجة الى تأسيس الرابطة ، ولكنها لم تتدخل في عملنا وانا مسؤول عن كلامي وأتحدى من يثبت عكس ذلك ، اننا نعمل بكل حرية وشفافية وعندما نحتاج الى مساعدة نطلبها منهم ومن غيرهم ، ومن المستفيد من ان تكون العلاقة سيئة مع الكنيسة ؟؟؟ أن المصيبة كبيرة والمصاعب كثيرة ويجب ان نعي ونرى مايجرى حولنا.
وليس ان ننتقد فقط  لمجرد الأنتقاد  ، وانا اسأل المنتقدين لهذه العلاقة ماذا فعلتم ؟؟؟. وأين وصلنا ؟، اذا سرنا بهذا المنطق لانقطف سوى المرارة لشعبنا ، اننا جميعا نعتز بقوميتنا ولغتنا وتاريخنا وحضارتنا ولكن ايضا بدون أيماننا لكنيستنا التي هي تجمعنا لانستطيع ان ننجح .. إذن الاثنين مترابطين ، اذا أردنا ان يسير  قطار الكلدان بسلامة على السكة
 .   
س4      المتابع للرابطة وفروعها حول العالم يستبشر خيرا . كيف تقيمون هذا النجاح وما هي الخطوات القادمة التي تجعل للرابطة بعدا عالمياً.
ج: كما هو معلوم بانه الرابطة أسست في 3\7\2015 وحصلت على اجازة التأسيس في شهر ١١ من سنة ٢٠١٥ اي عملنا الفعلي بدأ بعد ذلك ، عمليا كل ما قمنا به خلال هذه الأشهر القليلة وهو عمل كبير كان اكبر بكثير من المقرر،  وأننا راضون تماما من عملنا ، وهذا بفضل كل الأخوة العاملين فيها فقد أنجزنا :-
- تسجيل الرابطة رسميا في العراق والدول الاخرى كمؤسسة عالمية
- تسجيل الرابطة في الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى
- فتح الفروع والمكاتب محليا واقليميا ودوليا
- التعريف عن الرابطة محليا واقليميا ودوليا
- التعريف عن الرابطة لابناء شعبنا الكلداني كافة
- انشاء الموقع الالكتروني
- دعم وإقامة نشاطات ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية
- دعم النازحين والمهجرين والطلاب
- لقاءات محلية ودولية واقليمية
- حضور المؤتمرات وا لندوات وورشات العمل
ولدينا استراتجية مستقبلية سنناقشها في الموتمر حول المرحلة المقبلة والذي سنحاول من خلالها حشد كل طاقات الكلدان والمؤسسات الكلدانية الاخرى للعمل سوية عالميا فكما هو معروف بأنه كل المؤسسات الكدانية التي تأسست كانت تعمل ضمن منطقة واحدة ، والآن سنعمل معهم للأنطلاق بهم الى العالمية  وننهض بالعمل الكلداني لفائدة جميع الكلدان في العالم لتقوية أساس الأمة الكلدانية ، التي نعتز به وهذا يعتمد الى مؤزارة أبناء الشعب الكلداني للرابطة.

س5      كما تعرفون هناك روابط كالرابطة المارونية والسريانية وهي قديمة التاسيس وهل حاولتم التواصل مع هذه الروابط للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم .؟.
ج: لقد زرت الرابطة المارونية والرابطة السريانية والتقيت برؤسائها في بيروت ، وتحدثنا معاً عن سبل تطوير العمل سوية وكانوا سعداء بهذا التأسيس ، لانه المرحلة التي يمر بها الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط في خطر وضرورة بناء موسسات فعالة ، تحاول الحفاظ عليهم في ظل الوضع الصعب الذي تمر بها المنطقة ، وكذلك اطلاعنا على أعمالهم للاستفادة من خبراتهم
وللعلم جميعا يعملون مع مؤسساتهم الكنسية.

س6      الرابطة وبفروعها المنتشرة حول العالم بحاجة الى دعم مالي .هل من خطط وافكار لادامة مثل هذا الدعم.؟
ج: كما ذكرت لكم سابقا بأننا وضعنا تصوراتنا حول كيفية إدامة الدعم المالي سوف نعرضه بالمؤتمر لتبنيه وفقا لأستراتجية الرابطة المستقبلية ، لانه هذا العمل يجب رصد له أموال كثيرة لتحقيق أهدافه ، ومن خلالكم ندعو أبناء شعبنا الكلداني الى المساهمة في التبرع للرابطة و الذي من شأنها أن  تنهض بِنَا كأمة كلدانية حية . 
 
س7هناك بعض من اخوتنا الكلدان لديه بعض التحفظات على بعض نقاط النظام الداخلي هل سوف يتم مناقشة ذلك خلال المؤتمر وهل الدعوة مفتوحة للمشاركة ام تقتصر على اعضاء الرابطة؟.
ج:ان اي عمل مؤسساتي لكي ينجح ، لابد ان تتوفر فيه عناصر نجاحه ، ويحتاج الى فترة للحكم عليه .
والرابطة الكلدانية خلال مدة قصيرة من تأسيسها ، فعلت الكثير وأستطاعت ان تحقق ما رسمت لها وأكثر من حيث الزمن ، وعلى المتابعين الحكم عليها ، ولكننا منذ البداية وجدنا قلة من الاخوان فور التأسيس بدأو بالنقد ولم ينتظروا حتى أن يروا شيئا ما؟ بأستثناء الكتابة و النقد ، وكأنه هم فقط  وحدهم حريصون  على كلدانيتهم لنرى سيل الاتهامات تصلنا منهم ، وأننا منذ البداية قررنا عدم الرد ، وعملنا المستقبلي هو كفيل بالرد ، ومن ضمن الانتقادات النظام الداخلي  ( العلاقة مع الكنيسة ) رجعنا الى نفس الموضوع ،

وأنا أقول لهؤلاء أحبتي اذا كان لديكم مشروع يجمعنا تحت مظلة واحدة سيرو به ، ونحن لدينا مشروعنا الخاص بنا نسير عليه ، ونحن مع أي طريق للنجاح والتوفيق لشعبنا الكلداني وعلينا جميعاً تقديم الخدمة ، لانريد مزايدات نريد افعال على الارض.
أما حول الدعوات فسوف تكون كالآتي:

ان المؤتمر القادم الذي سينعقد في
٢٠١٦/٩/٢٥ اربيل / عنكاوة المشاركة ستكون
كالآتي :-
١- مندوبين الفروع والمكاتب للرابطة في العراق
والعالم ( المنتسبين اليها ) .
٢- الضيوف الذيين سيشاركون حفل الافتتاح
وجلسة البحوث والدراسات فقط .



78
لقاء مع غبطة البطريرك لويس ساكو




كان لمجلة بابلون الصادرة عن الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان  في عددها الاول والتي تصدرفي مدينة ملبورن لقاء مع غبطته وقد حاوره الدكتور عامر ملوكا رئيس التحرير حول بعض الامور والقضايا التي تمس واقع ومستقبل شعبنا المسيحي.
1-   ماهية اهم الانجازات التي حققتها الكنيسة الكلدانية في فترة استلامك المهام البطريركية؟
 
 
الإنجازات عديدة:
 إدارية: اجتماع السينودس الكلداني بشكل منتظم ودراسة المواضيع المدرجة في جدول الاعمال.اختيار أساقفة جدد ممن فيهم الاقتدار الروحي والفكري والإداري للأبرشيات الشاغرة.
تأسيس مجلس راعوي يضم أربعين شخصا متوزعين على لجان متنوعة.
طقسية: تجديد الطقوس بشكل يتلاءم مع الاصالة والانسان الكلداني الموجود في العراق وبلدان الانتشار، لان الطقوس هي لهم لتقربهم الى الرب وتعمق التزامهم بأيمانهم. تفعيل القوانين الكنسية ومحاسبة المتجاوزين عليها. وضع خطة للتنشئة في المعهد الكهنوتي تتماشى مع خصوصيتنا المشرقية والثقافة الحالية مع التحديات.
مالية: الجانب المالي قضينا على الفساد المالي في الدائرة المالية في البطريركية ولا تزال هناك بعض ذيول نعمل على متابعتها. من المؤسف ان يغدو بعض العلمانيين الذين يعملون في مؤسسات كنسية كأنها ملكهم ويتصرفون هكذا.
 
راعوية: زيارة معظم الابرشيات الكلدانية ولا نزال  نقوم بزيارتها. بعد أسبوعين نتوجه الى المانيا.
بناء: تجديد عدة كنائس في بغداد وخصوصا كاتدرائية ام الاحزان في عقد النصارى والتي كانت آيلة للسقوط.  تحويل بناية المعهد الكهنوتي البطريركي في الميكانيك الى شقق سكنية للعائلات الفقيرة، تجهيز دار مار توما  للكهنة المتقاعدين..
 
مساعدة المهجرين: مساعدة الاف العائلات المهجرة داخل العراق والمهاجرة في لبنان والأردن وتركيا ومساعدة ابرشيتنا في سوريا...
ثقافة: طبع عشرات الكتب والتأكيد على الاعلام ونشر اخبار الكنيسة الكلدانية ونشاطاتها ليطلع عليها المؤمنون في كل مكان وإصدار رسائل راعوية في المناسبات المهمة بغية تثقيف المؤمنين...
 معنوية: تقوية مكانة البطريركية ودورها القيادي في الداخل والخارج. وقد اقمنا علاقات طيبة مع المسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان وحاليا يذكر المسيحيون في الخطابات الرسمية، ونقلنا معاناة الأقليات العراقية الى المحافل الدولية: مجلس الامن، الاتحاد الأوروبي.  المشاركة في عشرات المؤتمرات.
 

2- كيف تنظرون الى بعض الانتقادات التي توجه الى حضرتكم من خلال نشاطكم الدائم في خدمة الانسان العراقي بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص
 
 من يعمل ينتقد معظم الانتقادات تفتقر الى الموضوعية والمعرفة. غالبيتها   نابعة من التعصب الأعمى أو من الغيرة. اذكر على سبيل المثال جوابي على سؤال طرح علي في باريس عن اشورية الاشوريين اليوم ثم عن الكلدان، كلامي اخرج من سياقه. فقلت اننا كنا جميعا ندعى أبناء كنيسة واحدة هي كنيسة المشرق  وهذا الى وقت غير بعيد. اما اليوم القول  بان الاشوريين هم احفاد اشوربانيبال و سرجون وسنحاريب والكلدان  اليوم ببابل ونبوخذ نصر فهذا يحتاج الى دراسة علمية وبرهان؟؟   لا اعترض على التسميات القومية الحالية: الكلدان والاشوريون والسريان، والقومية شعور وجداني وانتماء ينبغي احترامها لكن دوما من دون تعصب..
حاليا لتشكيل "تجمع مسيحي مسكوني علماني  موحد"، يكون بمثابة مرجعيّة سياسيّة للمسيحيين يقدم صورة واضحة وشاملة عن الوضع وخطّة مدروسة وآليّة تنفيذ عملية، ويدخل الى الانتخابات القادمة بقائمة واحدة للمرشحين ممن لهم القدرة والشجاعة ليعملوا من اجل ان يأخذ المسيحيون مكانتهم الوطنية في البلاد وفي مراحل صنع القرارات. انها فرصة ذهبية لا نضيعها خصوصًا إننا نعيش اليوم حالة غير مسبوقة تهدد وجودنا.  واذا لم نفلح بدعم الكلدان بكل ما اوتينا من إمكانية حتى لا يكون هناك فراغ او يستغله المستغلون على حساب الخير العام المسيحي والعراقي.
 انا لا ادعي الكمال ابداً، من يعمل يمكن ان يخطأ
، ولكن أيضا من ينتقد يجب ان يستند الى المعرفة الدقيقة والدلائل، ويتحمل مسؤولية نقده، وان يتم الطرح بأسلوب لائق  حتى يكون  بنّاءً ومفيداً. العلاقات مع بعض الأحزاب السياسية معقدة، لان كل حزب يتصور انه وحده مرجعية المسيحيين، او يدعى ان الكل هم من قومتيه ولا يعترف بالأخرين، وهناك مشكلة في تبعية هذه الأحزاب!!!...
 
اما العلاقات مع سائر الكنائس والديانات فهي طيبة. عملت من اجل الحوار ولا زلت مؤمنا به وسأتواصل في الحوار الى النهاية لأنه السبيل الوحيد للتفاهم والتغيير.  صراحة نفس الكلدان نفس مسكوني منفتح وليس متزمتا!
 

  3-متى يكون للكنيسة الحق لكي تكون الناطق والمدافع عن حقوق ووجود المسيحيين في العراق
-         الكنيسة تدافع عن المظلومين وهي صوتهم كما كان المسيح صوت المغبونين في وجه السياسيين والاغنياء ورجال الدين. الكنيسة ليست مرجعية سياسية. لها كلمة في السياسة، وتوجه وتقول كلمة حق، لكن من دون ان تنحاز لجهة ضد جهة. هناك فرق في ان يشتغل المرء في السياسة وان يكون له موقف من تصرفات السياسيين. المفروض ان رجل السياسة هو لخدمة من يمثلهم، أي يخدم مصالحهم. ورجل الدين أيضا يعمل في خدمة كل الناس. اذن السياسة والدين يلتقيان، ويتقاطعان لما تتحول السياسة بحثا انانيا عن المركز والمال وبأساليب ملتوية!!
4- دعيتم معظم الابرشيات للتعاون مع الرابطة الكلدانية ولاتزال بعض الابرشيات او الكنائس وكانها غير معنية بهذا التعاون
الرابطة: مرّ على  تأسيسها زمن قصير و قد قطعت شوطا مهما ولا يزال امامها الكثير. اعتقد ينبغي على الكلدان ان  يدعموا الرابطة خصوصا من لهم اقتدارا فكريا وفنيا وعلميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لخير الشعب الكلداني بالدرجة الأولى وللمسيحيين عامة.   من المؤسف  ان  بعض الأساقفة  والكهنة  لا يزالون غير متحمسين للرابطة ,قد يكون لاعتبارات سياسية ومجتمعية، لكنهم سوف يرون الثمار ويعرفون الرابطة من ثمارها.
الرابطة تقوي الاواصر بين الكلدان في كافة انحاء العالم وتحافظ على الحضور المسيحي في  العراق، بلدنا الام في  المجالات الدينية والتاريخية والاجتماعية  والثقافية والسياسية كما الحال بالنسبة الى الرابطة المارونية والسريانية. وتنظم البيت الكلداني وتدافع عن حقوقه وتحقق تطلعاته في المجالات المذكورة أعلاه.وتهتم بشؤون العائلات والاشخاص المحتاجين والمرضى والمهاجرين بالتنسيق مع الكنيسة من اجل مساعدتهم وتقديم خدمة أفضل  لهم. انها فرصة ذهبية للكلدان لفعل شيء ملموس.
لا افهم لماذا انتقدونا بتأسيس الرابطة الكلدانية! لماذا لهم حلال ولنا حرام.
 
 
5-كيف تنظرون الى تطور نضوج الممارسات  الديمقراطية في العراق على المدى المنظور.
 
الديمقراطية موجودة فقط في الخطابات، البلد يعيش حالة تطرف ديني واثني واجتماعي،  العراق يعيش حالة انقسام؟  نحتاج الى فكر جديد وثقافة جديدة. الامريكان أتوا فقط بالشعار وليس ببرامج تنشئة وتدريب على الديمقراطية والحرية واحترام التنوع والتعددية. لقد زجوا البلاد في الطائفية، ونتيجتها كانت داعش وغيرها. البلد افرغ من المهارات واالكفاءات بسبب هجرة العقول واصحاب الأموال!
 
6- كيف يمكننا ان نجعل المسيحيين المهاجرين يتواصلون مع الكنيسة في الوطن في الظروف الحالية وفي المستفبل عندما يصبح العراق بلدا امنا ومستقرا.
 
اعتقد بإمكان المسيحيين في بلدان الانتشا ر التواصل  مع الكنيسة  الام والوطن من خلال كنائسهم المحلية،  والاعلام والمنظمات.  وهنا اشدد على دور الرابطة الكلدانية بالنسبة الى الكلدان والتنظيمات الأخرى، كما ان للزيارات المتبادلة دورا أساسيا  لتوطيد العلاقة.
7- ماذا تنتظرون من الحكومة العراقية تحقيقه لمسيحيي العراق.
 
صراحة لا أتوقع من الحكومة الحالية الكثير، بسبب صراعات الكتل السياسية على السلطة والمال والأرض وشمولية الفساد الذي ينخر جسمها والتردي الامني. المهم ان نعمل من دون كلل من اجل   وطن جامع يكون خيمة للجميع، وطن مدني يستند الى المواطنة وليس الى الدين الواحد او المذهب الواحد او القومية الواحدة او الأكثرية والأقلية. المواطن امام الدستور والقانون هو واحد. وينبغي فرض سيادة القانون. وهذا بحاجة الى جهود وتربية وزمن. والحمد لله هناك قاعدة واسعة من العراقيين يحملون هذا الفكر ويصرحون به علنا.




79
مسؤولية الكاتب في قضايانا المصيرية
قضية السيد الوزير سركون لازار نموذجا

لماذ نكتب : يقول ريك مودي : اظن انني عندما اكتب وبشكل ادق – متى ماكتبت , ساكون انسانا افضل واكثر سلاما
 
لماذا نكتب :سؤال كبير لايمكن الاجابة عليه بمقالة واحدة او عدة اسطر ,ولكن وبايجاز تعددت الاسباب وتعددت الاهداف ,وخاصة اننا في عصر الانترنيت والعولمة فالبعض يكتب عن اي موضوع دون هدف معين فقط لملئ الفراغ ,واخر يكتب فقط حبا بالظهور وليقال عنه انه كاتب ,وهناك من يكتب تحت عناوين براقة وخاصة الخوض في بعض النقاط الحساسة التي تثير القارئ وتعمق من الاختلافات وخاصة قضايا التسمية وكل مايتعلق بالاحزاب القومية لشعبنا ,وعلى مبدا خالف تعرف واخرون يكتبون فقط للنقد السلبي منطلقين من وجهة نظر احادية لاترى سوى الاخطاء والعيوب ومحاولا اجبار الاخرين لتبني افكاره والتي لاتقبل الخطا او النقاش محاولا اعطائها صفة القداسة وهناك من يكتب لحث الاخرين على تشجيع الاخرين لتبني منهج او فلسفة او عقيدة   معينة. وبالمقابل هناك اقلام تفرض احترامها من خلال منهجها المتوازن والنقد الايجابي البناء وطرح وتناول القضايا بشكل محايد وعلمي ,وتحملهم المسؤولية التاريخية والامانة في الكتابة لان مايخلفه الكاتب من نتاج فكري هو بمثابة صحيفة الاعمال او السيرة الذاتية التي تظل تلاحق الكاتب كظله .كثيرا من كتاب شعبنا ومنهم من هو غزير الانتاج ويلاحق كل شاردة وواردة ولكن هل ممكن لهذا الكاتب ان تكون له مكانة محترمة في الوسط الثقافي او بين جماهير القراء اذ لم يستوف مواصفات الكاتب الملتزم؟؟؟؟
ونلاحظ ايضا بعض الكتاب من تتغلب عنده الكلمة على المبدا فتراه مجاهد في ساحة الكلمة ينتقي منها البعض ويلوي ذراع البعض الاخر من الفاظ وكلمات منمقة هادفا من ذلك اقناع من يخالفوه بالراي وانه جندي ومقاتل لايزال محافظا على العهد. وقد يخطا الكاتب في طرح معين اوفي توصيل فكرة معينة وهذا مقبول بشرط ان لايتكرر كثيرا وان  يعترف بذلك بشجاعة ولاضير من ان يقدم اعتذار بذلك اما الاصرار والتمادي ومحاولة معالجة الخطا بخطا اخر اكبر دون محاسبة الذات ومراجعتها فسوف تكون نتائجها بالتاكيد ليست في صالحه. اذا الكتابة لم تعد ترفا او سعي لنيل شهرة او مكاسب مادية بل يعتبر الكتابة مسؤولية   وأمانة ولابد من ان يكون هناك هدفا لما نكتب وان نوصل رسالة نبيلة من خلال كتاباتنا .
تاتي مقالة الكاتب الكلداني نزار ملاخا (الرابط في نهاية المقال)حول االسيد الوزير سركون لازار واصلاحات العبادي التي تناولت الحكم الصادر ضد الوزير المسيحي من كتلة الحركة الديمقراطية الاشورية متوازنة من حيث المضمون وحيادية الطرح وان اختلف الكاتب فكريا وسياسا وعقائديا مع الحركة ونحن نعتقد ايضا بان مثل هذه الطروحات فهي تصب في خدمة شعبنا المسيحي وخاصة اننا لازلنا كشعب وان تعددت تسمياته فنعامل كمسيحيين ان كان في الكوتا او في توزيع المناصب او الوزارات او داخل المجتمع العراقي. وهنا لابد ان نعرج الى مسالة مهمة جدا تخص معظم كتاب شعبنا ان يحاولوا الكتابة في مواضيع مختلفة تتناول قضايا عراقية وقضايا انسانية وفكرية مختلفة وان لايضعوا انفسهم في قالب ثابت وجامد ويتخصصوا في القضايا القومية لشعبنا فقط والتي في معظمها مع الاحترام لبعض الاقلام القليلة جدا التي كانت لها تاثيرات ايجابية اما الغالب العام فلن يضيف شيئا سوى زيادة الاحقاد وبث الفرقة ونتمنى من كتابنا الاعزاء ان لايستهويهم لقب الكاتب القومي على اهميته وينسوا بقية الالقاب التي لاتقل القا وسموا عن هذا اللقب.
ايضا نجد الكثير من كتابنا من يتناول الشان الكنسي ولايصدق ان يسمع او يقرا خبر عن اية مشكلة في ابرشية او كنيسة ليتسارعوا بالتحليل واعطاء الاراء ولناخذ مثال المشكلة التي حصلت بين البطريركية
الكلدانية الموقرة وابرشية ساندياكوالموقرة. ,
 
 مئات المقالات كتبت في هذا الموضوع وهناك من كتب بجانب البطريركية الموقرة وهناك من كتب بجانب الابرشية الموقرة وكنا نستغرب من هذا الكم الهائل من المقالات التي تناولت شان كنسي داخلي بحت واننا كنا على ثقة ان مثل هذه المشاكل التي تحصل داخل بيت الكنيسة الكلدانية هي مشاكل داخل الاسرة الواحدة ولابد ان تحل بالتقادم الزمني وان اية تدخل هو ليس في صالح القضية او الكاتب,ولكن الذي نستغربه من هذا الكم الهائل من المقالات حول هذه المشكلة بالمقابل لم نقرا على قدر اطلاعي اية مقالة عندما حصل تقارب وبوادر للتصالح وحل المشاكل العالقة بين البطريركية والابرشية وحضور سيادة المطرانين مار سرهد جمو ومار باوي سورو   السينودس الكلداني المعقود في روما.
اننا فعلا نحتاج لاعادة تقيم كل ماكتبنا سابقا وما سنكتبه في المستقبل. مسالة اخرى جديرة بالطرح ,الكثير من الاقلام تناولت مشكلة الوزير المسيحي السيد سركون لازار وخاصة التي تقف مع الحكم الصادر بحق السيد الوزير  وهي بالتاكيد تجانب الحقيقة من عدة اوجه لانريد ان نطرحها هنا لانها ليست هدف المقالة وعلى الرغم من اننا  نختلف مع سياقات اختياره وتعيينه ونؤمن بانه ليس الافضل و الأكفئ في شعبنا المسيحي لشغل هذا المنصب وهذا بالتاكيد ينطبق على بقية الكتل والمكونات في البرلمان العراقي ولكننا كنا نتمنى على ممثلي الكوتا المسيحية ان يكونوا اكثر نضجا ووعيا ويتصرفوا بشكل حضاري وان يكونوا نموذجا راقيا للمسيحي العراقي لانهم لايمثلون انفسهم او احزابهم فقط بل كل الشعب المسيحي وتاريخه الناصع البياض ,ولكن للاسف الداء قد اصاب الجميع ومن ضمنهم ممثلي شعبنا .العشرات من المقالات تناولت هذه القضية وان كان البعض منها ايجابي ولكن كثرتها قد تاتي بنتائج عكسية وبالمقابل وحسب اطلاعي لم نقرا اية مقالة تناولت اقالة ممثل المسيحيين السيد فارس ججو ممثل قائمة الوركاء لامن قبل برلماني شعبنا ولا من قبل كتاب ومثقفي شعبنا فاين يكمن الخلل ؟؟؟؟  وللامانة التاريخية فان ماقدمته قائمة الوركاء و مالمسناه من الحرص والتواضع والعمل الدؤوب لممثيلها ورئيس قائمتها السيدة الفاضلة شميران مروكل يستحق كل التقدير والاحترام .اين كتاب شعبنا من اقالة الوزير المسيحي الوحيد واين ممثلي برلماننا الموقرين واين صوتهم فنحن سمعنا صوت ممثل الحركة الديمقراطية الاشورية عند تنصيب السيد فارس ججو معترضا وبقوة وفي كل المناسبات بانهم سلبوا حق المسيحين بتعيين من لايمثلهم على اعتبار السيد فارس ججو لايمثل المسيحيين وكانت هناك مقالات كثيرة تناولت هذا الموضوع. اين كتابنا ومثقفينا من كل هذا ,اليس الاجدر ان نتناول القضايا التي تعزز من مكانتنا وتطالب بحقوقنا بدل التصيد بين ابناء الشعب المسيحي الواحد عن الزلات والاخطاء وتغليب المصالح الضيقة للاحزاب والاشخاص. ثلاثة مواقف توقفت عندهما كثيرا تتعلق بممثلي كتلة الوركاء الاول عند دعوة السيد الوزير فارس ججو لقداس في احدى كنائس بغداد فحضر السيد الوزير ليجلس في المقاعد الخلفية مع بقية المؤمنين ولم يترك مقعده الا بالحاح من غبطة البطريرك ساكو . الموقف الثاني اقامة وسكن السيد جوزيف صليوة ممثل كتلة الوركاء في حي بغدادي مشاركا بقية المواطنين وبعيدا عن المنطقة الخضراء ونشاطه وعمله الايجابي وخلال فترة قصيرة وموقف رئيسة القائمة التي لم نراها لحد هذه اللحظة قد طالبت او دخلت صراعات من اجل السلطة اوالمنصب. تحضرني قصة على لسان احد اساتذتي كان قد خدم في ليبيا سابقا والتقيته ثانية في ليبيا في التسعينيات لنعمل سوية ,عن بعض من الاخوة المنتمين الى الحزب الشيوعي والذين كانوا مطاردين من قبل الاحزاب القومية والذين غادروا العراق في بداية الستينات مجبرين الى ليبيا للتدريس في جامعاتها وبعد ان استقروا وعملوا هناك لفترة ارسلت الحكومة العراقية رسالة الى السفارة العراقية لتبلغ عن هؤلاء الاساتذة كونهم شيوعييون بهدف ملاحقتهم وطردهم وبعد متابعة ومراقبة استمرت اشهر من قبل المخابرات الليبية ارسلت رسالة الى السفارة العراقية تطلب ارسال المزيد منهم لكفاءتهم واخلاصهم .



هناك من يقسم الكتاب الى كتاب مؤيدين للسلطة وكتاب معارضين للسلطة ,السلطة تمثل الحاكم ,الحزب او مصدر القوة والجاه والمال او اية قوة ممكن ان تؤثر على حرية الكاتب في التعبير. ومن التاريخ العربي هناك نموذج يمثل الكتاب المعارضين للسطة وهو عبّرابن المقفع وعرف بان وظيفة الكاتب هي اصلاح الحاكم والرعية واراد ان يغير الحاكم من خلال كتاباته فكتب رسالة الى الخليفة العباسي تحتوي نصائح وارشادات في كتاب "رسالة الصحابة" ورسالة اخرى للحاكم والشعب كتاب "كليلة ودمنة " متضمنا نصائح على السنة االحيوانات. ولقد كانت نهايته الموت على يد الخليفة على الرغم من الاخلاص في كتاباته  . اما النموذج الاخرالذي يؤيد ويناصر السلطة ابن خلدون ويعتقد ابن خلدون لايمكن للكاتب ان تكون له اية مكانة دون الالتحاق بهذه السلطة. وهكذا استطاع ابن خلدون ان ينعم بالمناصب واطراء الحاكم . اذا نحن امام نموذجين الكاتب الملتزم لابد من ان يقدم تضحيات جراء كتاباته الملتزمة وان يسلك طريقا مليء بالمصاعب والمتاعب.
فمن اية مدرسة انت اخي الكاتب من مدرسة ابن المقفع ام من مدرسة ابن خلدون.
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا
 

80
البطاقة الوطنية ليست وطنية:
ان المتابع للحالة السياسية والاجتماعية والثقافية للعراق فان افضل ما يمكن وصفها بانها حالة المريض في غرفة الإنعاش والاطباء المسؤولين عليه هم حلاقين ايام زمان كل خبراتهم انهم قد مارسوا الشعوذة على بعض البسطاء وكل مايملكونه من اجهزة وادواة طبية هي عبارة عن شفرة حلاقة غير معقمة وماء غير معقم ,فماذا ننتظر من هولاء لكي يجعلوا هذا المريض من ان يتعافى ويرجع ثانية الى الحياة.هذا هو حال العراق اليوم ومنذ سقوط النظام السابق عام 2003 وليومنا هذا.
فكلما لمحنا بارقة امل ضعيفة لكي يرجع بلدنا العراق ويتعافى ولو ببطئ شديد سرعان ماننتكس ويصبح مانتامله مجرد احلام تبتعد وتصبح بعيدة عن التطبيق مع التقادم الزمني لمرحلة مابعد السقوط. فمصر اليوم كلها ارادة بقيادة الرئيس السيسي للانطلاق نحو افق وفضاءات واسعة من التطور والتقدم والانفتاح ومعالجة المشاكل والمعوقات واسباب الفشل الذي تعانيه معظم الدول العربية والاسلامية ولابد من جراة لكي نغير هذا الواقع العفن الى واقع صحي خالي من العقد والامراض ومخلفات افكار وممارسات اكل الدهر عليها وشرب ولابد من الاستفادة المجانية من تجارب الشعوب والدول المتقدمة التي جعلت من الانسان قيمة عليا وسخرت كل القوانين والامكانات لجعله اشرف المخلوقات وارقاها وهذا مانجده في بلاد العمة ميريكل واخواتها الدول الاوربية وامريكا وبقية الدول المتقدمة .وبداية الحراك نحو التغييرسينطلق  من مصر وبالتاكيد سوف تسير بقية الدول شاءت ام ابت على نفس الخطى حيث بدات مع المناهج الدراسية من الابتدائي وصاعدا وهي المرحلة المهمة والاساسية في بناء شخصية الانسان وذلك بالغاء مادة التربية الاسلامية وليحل محلها مادة القيم والاخلاق . ولالقاء نظرة على اهمية المنهاج التربوية من حيث السلبيات والايجابيات التي سوف تنعكس على عقول وافكار وسلوك الطلبة الان وعندما يصبحوا قادة للمجتمع.
ماهي سلبيات حشو افكار وعقول الطلاب بثقافة احادية الجانب وانت تعيش في دولة غير قومية  متعددة الديانات والمذاهب والاعراق ,وهو ما يتعارض مع حرية العقيدة التي تنص عليه كل القوانين الدولية ذات الشان. وان نتائج مثل هذا التوجه سوف يؤدي الى تكوين عقيدة لاهوتية احادية الجانب لاتقبل النقد او الاخر وتنشا عقولا متكلسة غير قابلة على التطور واحادية الثقافة ومستعد للدفاع عن اوثانها واصنامها بالدم والنار.
وان استبدال مثل هذه المادة بمادة الاخلاق والقيم او الاخلاق والسلوك او علم الاديان المقارن ويتم الاستشهاد والاعتماد على مصادر يمكنها من الارتقاء بالانسان وتعضد من قيم قبول الاخر والتسامح وسياسة اللاعنف وتشمل هذه المصادر  ثقافات مختلفة كالمسيحية واليهودية والبوذية اضافة الى الاسلام وحتى من مصادر لادينية .ولابد من الدولة ان تقف على الحياد دون لعب دورسلبي يتطابق مع توجهات ومصالح السلطة الحاكمة.
وان التمييز الديني ليس في مادة التربية الاسلامية بل يتعدى ذلك الى مواد اخرى كالتاريخ واللغة اللعربية والتي بدورها تمجد وتبرز التاريخ الاسلامي على حساب بقية الاحداث التاريخية ونفس الشئ يقاس على دارسي اللغة العربية من غير الاسلام والتي هي مادة اجبارية وتحتوي على مفاهيم وقيم اسلامية فقط ويجبر جميع لطلبة على دراستها والنجاح بها.
وفي عراقنا الجديد فبدلا من الانتقال الى التطبيق الديمقراطي الصحيح وارساء قواعد ومؤسسات الدولة المدنية الحديثة والانتقال التدريجي نحو ازالة كل المعوقات التي تقف بالضد من التطور والارتقاء بالانسان العراقي وجعل الدين خارج سياقات ومخططات الحكومة والبرلمان وجعل علاقة الانسان بالدين وبالله علاقة خاصة يحددها الفرد بنفسه دون ضغوطات او ممارسات اجبارية تحدد نوع وطبيعة العلاقة بين الانسان والدين. فنجد مايخالف ذلك وياتي تطبيق الفقرة الثانية من المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية بعيد كل البعد عن اعطاء اية اهمية للانتماء الوطني على الرغم من كونها البطاقة الوطنية ليرسخ من الفجوة بين الانتماء للوطن والانتماء الى الدين او المذهب فاذا كنا جميعا نؤمن باننا عراقيين ولكننا بالتاكيد نختلف كوننا من دين واحد او مذهب واحد او قومية واحدة وهذه كلها ادت وتؤدي الى فقدان الحس الوطني لدى الانسان العراقي الذي يجمعنا ويوحدنا وهذا ماناسف له ونحسه نحن العراقيين بعد ان كنا نتفاخر به في زمن ليس بالبعيد.
متى تتحقق الدولة العلمانية التي تعتمد على سلطة العقل ولتطبيق العلمانية في عالمنا العربي لابد من الدولة المدنية وحل اشكالية مفهوم الدولة المدنية المعاصر وبين بعض التفسيرات الاسلامية التي تعارض وترفض مفهوم الدولة المدنية ولابد ان تستقل الدولة عن الدين واستقلالية الدين عن السياسة وبالعكس.
ولابد من انسنة الدين وتكريس قيم التسامح الذي يوفر الارضية المناسبة لاحترام التعددية وقبول الاخر كما هو وليس كما نحن نريد ان يكون..
ان مطالبنا لاتتوقف عند الغاء  الفقرة الثانية من المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية لابل يتعدى ذلك من خلال اقتصار حضور الاسلام الدستوري على بعده الثقافي والوجداني اي تضمين الدساتير فقرات تؤكد على كون الاسلام واللغة العربية هم اساسا ثقافة وهوية اكثر من كونه دين. وهذا ماتطبقه معظم الدساتير في المغرب العربي حيث لاوجود لاية فاعلية دستورية للاسلام وبالمقابل نجد الدساتير في المشرق العربي  ان الاسلام "الفقه والشريعة" هما المصدر الاساسي للقوانين.ولابد من ان نتخلص من اسلمة الدستور او دسترة الاسلام كي نرتقي بدساتيرنا الى مصاف الدساتير للدول المتقدمة والتي تركز على الهوية الوطنية التي هي ضمان بقاء الدول والشعوب وتطورها.
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا
 
 

82
المنبر الحر / الملحان قادمون :
« في: 13:00 05/08/2015  »
الملحان قادمون :

تضمن جميع الدساتير والقوانين الدولية ذات العلاقة للمواطن حق التظاهر والاحتجاج السلمي والتعبير عن الرائ وما تشهده بعض محافظات العراق بشكل عام ومحافظة البصرة بشكل خاص ماهو الى تعبير واضح وصريح عن السخط والغضب وعدم الرضا الذي عبرت عنه هذه الجموع كرد فعل طبيعي للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها منذ السقوط الى يومنا هذا.

فقد نصت المادة 21 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي أكدت على ان الحق في التجمع السلمي معترفا به. ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق الا تلك التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم. :والدستور العراقي منح لجميع العراقيين حق التظاهر او الاعتصام إستنادا إلى ما ورد في المادة (36) من الدستور العراقي لكن شريطة ان لايكون التظاهر يخل بالنظام العام والآداب أوالتحريض ضد العملية السياسية.

ان ظاهرة الفقر والحرمان والازمة الاجتماعية هي ليست ظاهرة عراقية فحسب بل هي ظاهرة عالمية وخاصة مع ازدياد الهوة بين النصف الشمالي الغني والنصف الجنوبي الفقير للكرة الارضية وكما صرح كلاوس شواب مؤسس منتدى دافوس ومديره التنفيذي عشية بدء جلسات هذا المؤتمر الضخم الذي يؤمه في دورته الأربعين أكثر من ألفين وأربعمائة من كبار المتنفذين في مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام والطب والعلم والثقافة. من اتجاه العالم إلى أزمة اجتماعية في ظل انهيار منظومة القيم والقواعد التي تحكم عمل المؤسسات الدولية. الأزمة الاجتماعية التي توشك أن تمسك بتلابيب العالم يرجعها شواب إلى أزمة الثقة في القيادة. ويدلل على ذلك بالقول إن أكثر من مائة وثلاثين ألف شخص شاركوا في استطلاع أجراه المنتدى أكدوا أن الشعوب لا تثق بقادتها سياسيين كانوا أم اقتصاديين، ومن ثم لا يثقون بأي سياسات يمكن لهؤلاء القادة أن ينتهجوها. ان الطريق الوحيد لاستعادة الثقة هو إدراك هؤلاء القادة أن هدفهم الأول يجب أن يكون خدمة مصالح الناس لا خدمة أهداف الشركات والمؤسسات الرأسمالية العالمية. والبديل، والكلام لشواب، هو حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ونعتقد ان الناخب العراقي الذي ذهب للانتخاب وكله امل ان يصل المنتخبون لسدة الحكم ليحققوا له وللمجتمع العراقي العيش الكريم والحياة المرفهة والاستقرار ولكن لو استفتينا الشعب العراقي ان كانوا يثقون بالحكومة الحالية او القادمة في الارتقاء بالوضع العراقي نحو الافضل فبالتاكيد النتائج سوف تكون مفزعة لاكثر المتفائلين.

ان استمرار التحالف بين السلطة والثروة المبدا الذي لازالت معظم الاتجاهات السياسية في العراق تتبناه سوف لن نتامل اية تغير ايجابي في المستقبل القريب فان ثورة الملحان وثورة الفقراء وثورة الجياع قادمة وسوف يظهر اكثر من روبن هود ليخلص هذا الشعب وان الاغلبية الشعبية قد استفاقت من غيبوبتها وعلى المسؤولين ان لاينتظروا كثيرا لغاية ان تزهق ارواح بريئة وان يتحركوا عندما تسال الدماء هذا السائل الاحمر من هذه الاجساد البريئة والمظلومة وبعدها يبدأ القليل من العمل وايجاد الحلول المؤقتة كحقن المورفين فقد اصبح الدم العراقي الدم الارخص على كوكبنا الارضي ولكثرة الشهداء والضحايا والدماء المسالة اصبحت  شئ طبيعي وعادي للعراقيين انفسهم وللعالم فنرى العالم يستنكر لابسط انفجار في اي دولة من دوله ولم يعد يستنكر لعشرات ومئات الضحايا من شعبنا العراقي المغلوب على امره ,و على القادمين الى السلطة ان يتعهدوا للشعب ان يسقطوا العهد الذي يؤمنون به "التحالف بين السلطة والثروة". وهناك مبدا اذا اردت ان تستمر في السلطة فعليك بخلق الازمات والحروب ان كانت عسكرية او اقتصادية داخلية او خارجية لكي تجعل اهتمامات الشعب بتوفير لقمة العيش والعيش بكرامة ليست من اولوياته  وهذا المبدا كان يتبعه النظام البائد فهل لازالت احزاب السلطة تؤمن بهذا المبدا ؟ وبعد تحرير المحافظات السنية من الدواعش فهل سوف نكون امام واقع اخر شبيه بما نمر به الان ام سوف نلتفت لبناء دولة عصرية ودولة تحترم الانسان كقيمة عليا ودولة تخلو من الحرامية ورواتب وامتيازات مسؤليها تقترب من رواتب الموظفين ونحاسب المسؤول عندما لايفي بالتزاماته ووعوده .
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا
 

83
المنبر الحر / هولاء علموني
« في: 11:40 31/05/2015  »
هولاء علموني

طالما ترواد الانسان افكار وتساؤلات عن ماهية الانسان وسبب وجوده ودوره على هذه الارض خلال المدة القصيرة التي يقضيها على هذه الارض وقصة الموت ومابعد الموت والتعلم وفهم اسرار الكون وتساؤلات لها بداية وليس لها نهاية  فالانسان حسب وصف الكسيس كارل في كتابه الانسان ذلك المجهول "الانسان هو كل لايتجزا وفي غاية التعقيد وملئ بالتناقضات" . سوف لن تستطيع العلوم من فك اسرار وتلاصم الانسان ولسببين اولهم لاننا لانستطيع ان نفسر الماء بالماء وثانيا لان السرعة الهائلة لتطور الانسان تجده دائما متخلفا في اللحاق بهذا التطور وتفسيره وسوف تبقى هذه الجدلية قائمة وسوف تبقى البحوث والدراسات مستمرة تحقق بعض التقدم ولكنها دائما سوف تبقى متخلفة في اللحاق بهذ التغيير .ولفهم طبيعة العلاقة بين الانسان ومحيطه الخارجي المتغير اصلا فاننا نلجا الى العلوم والفنون المختلفة وكل واحد منها يطرح هذا الفهم من وجهة نظره الخاصة.وكيف نستفاد من العقول المتميزة على مر العصور وكيف لارائهم وافكارهم ان تتسلل الى عقولنا وقلوبنا وكيف تؤثر على بناء شخصيتنا والتي حتما هي نتاج تفاعل بين ماهو موجود اصلا بحكم قوانين البيلوجيا وكل مانتعلمه ونراه ونختبره في حياتنا لتمتزج معا وتتفاعل فيزيائيا وكيمايئيا لتنتج شخصية جديدة قد تتفوق على ماسبقتها من شخصيات في شئ واحد على الاقل لتضيف هذه الشخصية اضاءة جديدة ومعرفة جديدة الى المعرفة الانسانية ويدخل صاحبها التاريخ بعد ان يضع بصمته الخاصة في كتاب البناء المعرفي الانساني وايضا ايماننا بان كل انسان نلتقيه فهو افضل منا بشئ واحد على الاقل فنتعلم منه لكي نبني ونقوي الجانب الايجابي والجانب المضئ من شخصيتنا وهنا عندما نذكر الناس اللذين التقيتهم وتعلمت شيئا او اشياء منهم هي افضل مما كان لدي قبل ان التقيهم ولايسعني هنا الا ان اذكر السيد المسيح له المجد هو اول الاشخاص والشخص الذي حين نلتقيه ونتعلم منه كل الاشياء التي هي بالتاكيد افضل من كل الاشياء التي نحملها مهما علا شاننا . واننا نحن بني البشر جميعا ننطلق من خط شروع واحد ونبتغي الوصول الى الكمال في الحدود اللامتناهية والتي يمثلها شخص يسوع المسيح والتي هي خارج امكانيات القدرة البشرية للوصول اليها ولكن اسعدنا هو من يكون الاقرب لحدود الكمال في اللامنتهي او يكون الابعد عن خط الشروع عندما نغادر هذا العالم.
برانديس الأديب الدانماركي  يقول  أن حضارة الأمم تقاس بمقدار تقديرها لجيته وجيته يقول كن رجلا ولاتتبع خطواتي اي ان تاخذ مااستطعت من المعرفة من هولاء العظماء لتتفاعل داخل ذواتنا وتكون النتيجة بصمتك الخاصة وخطواتك التي لا تشبه من سبقوك كلنا مسؤل عن رسم خارطة حياته منذ السنين الاولى التي يستطيع من ان يبدا بوضع ملامح هذا الطريق واعظم هذه الملامح هي احتراف الثقافة اي ان تكون هوايتك التي تحبها وحرفتك التي تمارسها في نفس الوقت وان احتراف الثقافة سوف تقودك الى افاق رحبة وتنظر الى هذا العالم هو عالمك انت وان سكانه هم جميعا ينتمون الى اسرة واحدة وان تفكيره سوف لن ينحصر بالمصالح الشخصية الضيقة  وفهمنا لهذا العالم يتجاوز الانا وفهمنا لهذا الكون يصبح اعم واوفر.
فكيف نتعلم من خبرات الاخريين لنتجاوز المحن والمشاكل التي نواجها وكيف نحول هذا الياس الى رجاء وان مايخلفه الانسان من فكر وعلم فانه سوف لن يموت بل سيبقى ويؤثر ويفتح النوافذ للنور وبهذا يكون الانسان قد تجاوز حياته ويقى مؤثرا وفاعلا بعد مماته.
 
من هؤلاء الذين علموني الكاتب والمفكر سلامة موسى هذا العبقري اللذي ولد في مصر عام 1906 في واقع متخلف وواقع يحكم على الغالبية العظمى على الرضوخ والاستسلام وان تقضي حياتك كبقية الكائنات الحية بحكم غريزة البقاء ولكن سلامة موسى تجاوز المالوف ليخرج بعقله وقلبه الى فضائات انسانية وكونية ليست لها حدود فجاءت افكاره وكتاباته عن الانسان بشكل عام وعن الانسان وعلاقته بالعالم الخارجي بشكل رائع سبق عصره وكان قد شخص الكثير من مكامن الخلل والنقاط التي تبعد الانسان عن انسانيته واللحاق بالتطور والرقي الحضاري وخاصة انه ينتمي الى المجتمع الشرقي . وكيف ننظر للاخر كما ننظر لذواتنا وحقوق المراة ودورها الكبير في بناء المجتمعات وتطورها. وكان هو نفسه متاثرا بالكثير من رواد النهظة في اوربا وحاول ان ينقل كل ماتعلمه الى بلده مصر . فجاءت كتاباته مخالفة للمالوف ولاقت معارضة شديدة من اصحاب العقول التي تعودت الجمود والسكون كالمياه الراكدة واتهمته بتهم مختلفة . ان سلامة موسى واحد من اللذين تعلمت منهم وهناك الكثير من ساهموا في بناء شخصيتي ورسخوا في القيم الانسانية ونقلوني الى فضاءات كونية مليئة بالامل والنظرة التفاؤلية لهذا الكون وللانسان الذي يعيش فيه .
د.عامر ملوكا
ملبورن/استراليا



84
د.عامر ملوكا
الحنين الى الوطن والاغتراب:
كم شغلت بال الكثيرين ماهو السر الذي يجعلنا نحن للوطن ونحبه رغم بعد المسافات وطول السنين وغياب كل الاهل والاحبة والاصدقاء من هذا الوطن والاكثر من ذلك انك قد تركت هذا الوطن مجبرا او مهجرا او مهاجرا بعد ان اصبح الوطن كالقطة التي تخنق صغارها , فهل حب الوطن موجود في دواخل الانسان رغما عنه ام هل هو شعور فطري غريزي داخلي سيكولوجي نشعر به ونحسه ونعيشه ونشعر به من خلال متابعة كل مايخص هذا الوطن وقد ساهمت عوامل كثيرة لترسيخ هذا الحب وهذه العلاقة المقدسة  في العقل البشري كالدين واللغة والعادات والتقاليد  وهي بالتاكيد خارج عن حدود السيطرة او الارادة البشرية, ام هو مزيج من الفطرة والذكريات, الجميل منها والمحزن. ولو رجعنا الى معاني الوطن في اللغة لوجدنا انها مكان اقامة الانسان وتوطين النفس على بيئة هذا الوطن وقبوله بها  والمواطنة تعني معايشة الانسان مع بقية المجتمع في وطن واحد متضمنا الانتماء لهذا الوطن واداء الواجبات من خلال الانتماء له والتمتع بالحقوق  ومن خلال دراسة التطور الفكري ومن خلال التحولات المجتمعية وتاريخها ومن خلال العلاقات داخل المجتمع الواحد وتبادل المنافع وتطبيق مبدا الحقوق والواجبات يتولد موروث مشترك بين افراد الوطن الواحد وهي خليط من القيم والمبادئ والاعراف والعادات والتقاليد. ويمكن تعريف الوطن ايضا بأنّه مكان مسقط الراس او المكان الذي يشهد اولى خطوات الانسان والمكان الذي استنشقت رئتاه الهواء  ، وهو الارض التي روت وغذت جسده وكونت الدماء التي تسري في العروق ، وتركت معالمه في القلب الحب والحنين والامل.فعلا ان حب الوطن هو الانتماء الحقيقي للارض والتاريخ المشرق.
 
الذي دعاني لكتابة هذه المقالة حوار دار بيني وبين صديق عزيز في عقده الثمانيني عندما حضرنا لمباراة الفريق العراقي مع الفريق الاردني في مدينة برسبن الاسترالية التي تبعد اكثر من 3000 كيلو متر عن ملبورن وكان هناك اكثر من ستة اللاف مشجع عراقي  من مختلف المكونات والاطياف يجمعهم حب العراق قد حضروا متحملين عناء السفر وتكاليفه ليشجعوا الفريق العراقي وكانت قلوبهم تنبض وتصفق قبل ايديهم مع كل هجمة ولمحة فنية للفريق العراقي فسالني هذا الصديق كيف لهؤلاء العراقيين الهاربين من الوطن وحروبه وماساته وهم لاجئين انسانيين او سياسين ويحبون الوطن بهذا الشكل الجنوني و متساءلا الا تستحق مثل هذه الظاهرة الدراسة  والبحث حيث انها تتناقض مع طبيعة النفس البشرية التي اعتادت ان تحب الذي يحبها وتكره وتحاول ان تنسى الذي لايحبها ,فاجبته انه شئ فطري غريزي عندما ننتمي الى الاوطان وعندما ننتمي الى التراب الذي كان مصدر لكل ماتنتمي له اجسادنا والتراب الذي احتضن اجدادنا منذ بدء التاريخ ومايدعوا الى الاندهاش اولادنا ومنهم من ولد خارج العراق ولم يرى العراق ولايربطه بالوطن الام سوى انتماء الاباء والاجداد وتراه يشجع ويهتف ويصفق بشكل قد لا نجد له تفسير سوى  ان الابناء انتقلت لهم غريزة حب الوطن من الاباء .
انت ياوطني لست مجرد قصيدة نتغزل فيك او قصة او مقالة نعبر بهاعن الحب اتجاهك بل انت اكبر من كل ذلك انت محبة تشع في كل الاتجاهات نحو ابنائك وان اختلفوا في انتمائاتهم وان كانوا جاحدين نحوك وان كنت انت جاحدا نحوهم رغما عنك   .
ويظل حبنا للوطن اغنية جميلة ولحن رائع ومعزوفة جميلة وتظل ملهما لكل الشعراء والمبدعين وتظل الاوطان بحاجة الى محبة ابناءه واخلاصهم وولائهم مهما ابتعدنا عنه باجسدنا وتظل ارواحنا ترفرف بعيدا هناك عند بيتنا القديم وعند كنيستنا التي شهدت فرحنا وحزننا وهناك عند مدرستنا التي تعلمنا فيها اول الحروف وشارعنا الذي شهد اول مغامراتنا كاطفال والقائمة تطول ..........
بعض الابيات التي كتبتها عن الوطن
عراقيٌ انا
وانتمائي للعراق
مسيحيٌ انا
وأنتمي للعراق
كلداني انا
وأنتمي للعراق
عربي وكوردي وتركماني
يزيدي ومسيحي
تشدنا قوميات واديان للعناق
ينساب العراق فينا
طفوله واغاني ومنى
وينساب منا
لوعه وغربه واشواق
لن أنساك يا وطناً
انت في وجيف القلب
انت في الاحداق
اه من غدر القدر
اه من غدر الزمن
واه واه واه
ابعدتموني عن الوطن
سأشكوكم للسماء
وسأصرخ
انتمائي لكل ذرة تراب جبلت بدم الشهداء
انتمائي لكل ام رعت صغارها
وارضعتهم من ماء الفرات
انتمائي لكل الشعراء والادباء والمبدعين
انتمائي للسهل للصحراء
للذرى والرواسي العاليات
انتمائي لكل نخلة تشمخ عاليا
كقباب الكنائس شامخة نحو السماء
انتمائي لكل نسمة هواء مرت من دجلة على بابل وسومر والحدباء
انتمائي لك ياعراق سوف يبقى
اينما كنت واكون
معي في احداق العيون
سأسصرخ انا عراقي
وكما قيل الهوى فينا خبل
ومااجمل ان يكون الانتماء لك وحدك
ولا تتلاعب بي الانتماءات
انتمائي للرصافي والجواهري والبياتي
والشمس في بلادي احلى من سواها هكذا قالها السياب
اعذرني ياعراق عندما اكون بعيدا عنك فألام
قد تخنق صغارها من شدة العناق
انتمائي لكل انسان حمل اسم العراق
وان ذهبنا شرقا وغربا تبقى الاوطان اجمل
ويبقى العراق اجمل
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا



85
الاسقف ............. مكانة وخدمة متميزة

يحظى الاساقفة(المطارنة)  بمكانة رفيعة لدى الكنيسة وذلك لسمو المهمة الملقاة على عاتقهم وذلك من خلال خلافتهم المتصلة منذ البدء مع الرسل وقد منحهم المسيح موهبة الروح القدس التي تنتقل الى يومنا هذا الى الاساقفة من خلال السيامة.وبالتالي فهم خلفاء الرسل وحملوا رسالة الرب كي يبشروا بها كل الامم والبشر من اجل الخلاص بالايمان والعماذ وحفظ الوصايا.ومن وظائف الاسقف التعليم من خلال الايمان الذي يعتنقوه عاملين على اشعاعه بنور الروح القدس,ومن مهامه ايضا الدعوة الى الرجاء,الرجاء في الظروف التي لارجاء فيها,الظروف التي يضعف فيها الايمان وتتفتت المحبة,وفي عالم ملئ باحداث لارجاء فيها فرجاءنا ان الله سيكشف لنا طرقا جديدة للخلاص وللحرية,وان فكرة كون المطران  هو على شاكلة الاب تعود الى القديس اغناطيوس الانطاكي(القرن الثاني). والمطران باتحاده مع هيئة الاساقفة يمثل المسيح الراس والراعي في ابرشيته  ‘وكما دعا الانجيل التلاميذ وقال لهم اذهبوا وتلمذوا كل الامم .والمطران يستلم يوم سيامته الاسقفية ,المهمة المثلثة(خدمة الكلمة والاسرار والرعاية).
اما مايخص حياة الاسقف الروحية يمكن ايجازها بالكلمات التالية,ان تشبه الاسقف بالمسيح هي غاية يحاول كل اسقف الوصول اليها,من خلال التواضع الذي علمنا اياه السيد المسيح والذي افرغ ذاته(بولس) والا فقد الاسقف مصداقيته امام المؤمنين.وهنا اتوقف قليلا حول تشبه الاسقف والكهنة ورجال الكنيسة بالمسيح المخلص.حقا انها غاية وهدف عظيم يسعى له كل مؤمن وخاصة رجال الدين اللذين نذروا انفسهم للقيام بهذه المهمة السامية والنبيلة والصعبة في نفس الوقت,وكم نفرح ونمتلئ سعادة عندما تحس فعلا وانت واقف امام رجل الدين انك تقف امام كيان ماهو الا امتداد لذلك النور والايمان اللامتناهي وتحس فعلا ان هذا النور وهذه الهالة ماهي الا طاقة ايمانية مصدرها ذلك المصدر اللامتناهي من الطاقة المتضمنة لكل معاني الايمان والمحبة والتواضع والسمو فهل حقا ان رجال الدين في ايامنا هذه هم بهذا المستوى .وايضا يطفو الى السطح سؤالا اخر هل اننا في زمن اختفى فيه ظهور القديسين   ‘حقا نحن في زمن لانتامل ظهور القديسين فيه.هل لان القديسين الاوائل كانوا تلاميذ حقيقين للمسيح وقد تركوا كل شئ وتجردوا من كل شئ الا محبة المسيح ومحبة وخدمة البشر. (وهذا ماينص عليه الحق القانوني من ان الاسقف(المطران) ملزم باعطاءشهادة حياة قداسة تتسم بالتواضع وبساطة الحياة ويجب ان تصبح حياة الاسقف انعكاسا لحياة ومحبة المسيح الذي اطاع حتى الموت واحب الكنيسة حبا عفيفا وعاش حياة فقر وتقشف كامل على الارض) وعلى الاسقف ان يكون رجلا فقيرا على مثال المسيح وان يخص الفقراء بعناية خاصة ,ويجب ان تكون الكنيسة بيت الفقراء, وروح الفقر هذا يجعل الاسقف يعيش في جو من الحرية الداخلية يسمح له بالحركة والعمل ,وهذا يعني ايضا ثقة لامتناهية بالعناية الالاهية  ونمط حياة زاهد. فهل ان القديسيين الاوائل كانوا يعيشون حياة مسيحية كاملة في اديرتهم على الجبال العالية القريبة من السماء متناسين كل امور الدنيا وخاصة التي تخص الجسد . .ويحزننا جدا عندما نرى مؤمنا او علمانيا من ابناء الرعية او الابرشية لاية اسقف او كاهن يحمل من المحبة او العطاء او التواضع اكثر من الاسقف او الكاهن.وهناك مقولة تقول ان كل انسان نلتقيه فهو افضل منا بشئ واحد على الاقل فرجاءنا ان يكون رجال ديننا افضل منا بكل الاشياء.
ونتذكر هنا مقولة القديس غريغوريوس,يجب ان نتنقى نحن كي ننقي الاخرين,ان نتعلم ثم نعلم,ان نصبح نورا ثم نضئ ,ان نقترب من الله ثم نعود الاخرين اليه,ان نتقدس ثم نقدس,وان طريق القداسة طويل ونهايته هي القداسة الكاملة للمسيح.
وكما جاء في رتبة رسامة الاساقفة  فعلى الاسقف(المطران) ان يخدم اكثر مما يتسلط كما امر بذلك المعلم الالهي,وذلك من خلال نمط حياة يتسم بالبساطة الانجلية وطيبة النفس والصبر والتفهم والتعاطف مع مختلف اشكال التعاسة الخاصة بالجسد والنفس.والمسامحة والغفران .وان سلطة الاسقف يسطع عليها نور المسيح ومثاله,وسلطة الاسقف تكبر وتتنامى ان هي تماشت مع شهادة حياة نزيهة ومثالية.وكم شغل بالي السؤال التالي هل ان كل انسان يرغب بان يصبح رجل دين فيكون الباب مفتوح له من وجهة نظرنا انه يجب ان تكون هناك مواصفات خاصة واختبارات وشروط  لان الرغبة الشخصية وحدها لاتكفي وهذا الشئ مطبق على الكثير من المهن والاعمال التي يزاولها الانسان وجميعها تحتاج الى رخصة ممارسة المهنة كالطبيب والممرضة وسائق التاكسي وكابتن الطائرة  وتزداد صعوبة الاختبار ومتطلبات النجاح كلما كانت للمهنة من اهمية وعلاقة مباشرة بحياة الانسان .فكيف برجل الدين وهو بمقام الراعي والاب والمرشد.
 
 ونفس السؤال يطرح نفسه هل ان كل رجل مهيئ ليصبح ابا وان كل امراة مهياة لتصبح اما فمن وجهة نظري انه كما الدول تضع شروط واختبارات لاخذ رخصة 
ممارسة اية مهنة او عمل فيجب ان ان نضع شروط واختبارات لكي نستطيع ان نمارس الابوة والامومة بمعانيها السامية ولان خطورة تكوين عائلة واطفال غير صالحين على المجتمع والانسانية قد يكون خطرها اكبر بكثير من متهور يقود سيارة بلا رخصة قيادة ولان العائلة هي نواة المجتمع فاذا كانت نواة طيبة كان المجتمع طيبا وان كانت فاسدة فممكن ان تفسد الكثير.حيث اننا نستطيع ان نصنع ملايين اعواد الثقاب من شجرة واحدة وعود ثقاب واحد يستطيع حرق ملايين الاشجار.حيث ان مهمة رجل الدين هي مهمة شاقة وصعبة للغاية وكما قال المعلم الاول السيد المسيح لاحد تلاميذه وكان يعمل صياد سمك ,اترك صيد السمك وتعال معي نصطاد الناس فنلاحظ هنا مدى صعوبة الواجب و المهمة وهي اصطياد البشر فصيد السمك او اية حيوان اخر ليست بالمهمة الصعبة والشاقة فبقليل من الذكاء ممكن ان يكون الصيد وفير ولكن كيف نصطاد الناس فلكي نقنع شخصا بفكرة او مفهوم او عقيدة تحتاج لجهد كبير ووقت طويل ولاقناع عشرة فتصبح المهمة اعسر واصعب اما لاقناع شعب ورعية وهنا ياتي دور صائدي البشر اللذين ذكرهم المعلم واعطاهم مكانة ومنزلة وقداسة لكي يكونوا مؤهلين لمثل هذه الواجبات المقدسة.
طوبى وهنيئا  لكل رجال الدين لانهم اختاروا ان يكونوا تلاميذ لذلك المخلص والفادي( والتي لاتزال تعاليمه الاكثر طبعا ونشرا ومبيعات وقراءة منذ ظهورها ليومنا هذا وهي ممثلة بالانجيل المقدس) وطوبى للذين يحاولون قدر ماستطاعوا ان يكونوا مثال لذلك المعلم .
 
 
 
 
د.عامر ملوكا
ملبورن/استراليا
 
 
 



86
اعذرني ياعراق عندما اكون بعيدا عنك فألام
قد تخنق صغارها من شدة العناق
كل عام وفي مثل هذا التاريخ تمر ذكرى شهداء صوريا ويحتفل الاتحاد الكلداني في استراليا بهذه المناسبة واعتقد ان ملبورن هي المدينة الوحيدة التي جعلت من هذه المناسبة ذكرى سنوية تقام كل عام ويشارك فيها نخبة طيبة من مثقفي ملبورن بقصائد شعرية واعمال فنية وادبية وبمشاركة بعض الاخوة الناجين من هذه المجزرة ,ولاننا نعتز كثيرا بكل شهداء شعبنا فتكون لنا مشاركة واحدة متواضعة ويتيمة في هذه الاحتفالية ولاننا لسنا من معشر الشعراء بل هي محاولة لتوصيل الفكرة باسلوب مناسب وهذه بعض من مشاركاتنا في هذه  الاحتفالية العزيزة.
عراقيٌ انا
وانتمائي للعراق
مسيحيٌ انا
وأنتمي للعراق
كلداني انا
وأنتمي للعراق
عربي وكوردي وتركماني
يزيدي ومسيحي
تشدنا قوميات واديان للعناق
ينساب العراق فينا
طفوله واغاني ومنى
وينساب منا
لوعه وغربه واشواق
لن أنساك يا وطناً
انت في وجيف القلب
انت في الاحداق
اه من غدر القدر
اه من غدر الزمن
واه واه واه
ابعدتموني عن الوطن
سأشكوكم للسماء
وسأصرخ
انتمائي لكل ذرة تراب جبلت بدم الشهداء
انتمائي لكل ام رعت صغارها
 وارضعتهم من ماء الفرات
انتمائي لكل الشعراء والادباء والمبدعين
انتمائي للسهل للصحراء
للذرى والرواسي العاليات
انتمائي لكل نخلة تشمخ عاليا
كقباب الكنائس شامخة نحو السماء
انتمائي لكل نسمة هواء مرت من دجلة على بابل وسومر والحدباء
انتمائي لك ياعراق سوف يبقى
اينما كنت واكون
معي في احداق العيون
سأسصرخ انا عراقي
وكما قيل الهوى فينا خبل
ومااجمل ان يكون الانتماء لك وحدك
ولا تتلاعب بي الانتماءات
انتمائي للرصافي والجواهري والبياتي
والشمس في بلادي احلى من سواها هكذا قالها السياب
اعذرني ياعراق عندما اكون بعيدا عنك فألام
قد تخنق صغارها من شدة العناق
انتمائي لكل انسان حمل اسم العراق 
وان ذهبنا شرقا وغربا تبقى الاوطان اجمل
ويبقى العراق اجمل
..................................................................
سجل ايها الزمن الردئ
سجل تذكر تأمل
ايها الزمنُ الردئ من نحن
من كان اجدادنا
وايةِ ارضٍ تشكلَ
 طينها بجذورِنا
وتسأل عنا من نحن
نحن هناك ايقظنا التاريخ
نحن هنا صُلبنا
نحن ابناءُ سومر واكد وبابل واشور
سجل ايها التاريخُ في الواحك الجديده العتيقة
مازال  كبرياءُ حمورابي ونبوخذ نصر
يعانق الحقيقه
نحن بناة الحضاره وروادها
نحن اطلالة التاريخ وشروقه
نحن من علمنا الحرف   منذ بدء الزمان
نحن من علم الانسان فن التعامل مع اخيه الانسان
نحن اصحاب الارض وبناتها
نحن من نظر الى الشمس كي يغزل من خيوطها رداءا دافيءً للوطن
وتسال عنا من نحن
نحن العراق ابناء بلاد مابين النهرين
نحن هناك رغم السيف والسغب والمحن
............................................................................
 
صوريا حبيبتي
صوريا وانت تشرعين جناحيك
قبل ان تذوب في افق سمائك الزرقاء الصافية
 وانت اذ تمرين على سهول بيث نهرين
وتخترقين الازمان والافاق
فكلنا اليوم ليلى ووخمو وحنا اننا فعلا لانقوى على الفراق
دموعونا ابتهالات للرب
وذكراكم نور الاحداق
سنحفظها درسا من دروس الوفاء
و الظلم والشقاء
وحده دمكم غلب الموت وتحدى الاعداء
بالامس كان لكم اهل واصدقاء يحرسونكم بالصلاة
واليوم اصبحتم رموز لوجود شعبنا وبخورنا وقت الصلاةا
                                                                                                                             
ياصوريا يامدينة الشهداء
نسمع صداك بعيدا خلف الافق
ونقول للملائكة هذه ليلى ابنة صوريا
 مسيحية الحسن كلدانية الروح والنقاء
وهذه الامجاد التي تركتموها
انتم ايها الشهداء
ملئ الوجدان والقلوب
كل كلمات اللغة تعجز عن وصف بعض من هذا الرثاء
كلنا والعراق نننحني امامكم وهذا بعض الوفاء
احتضنكم تراب العراق
فليكن كحلا لاعيننا هذا التراب
وحدها احضان امهاتكم تليق بان تكون لكم مرقدا
الان عرفت لماذا اتخيل كلما حدقت في وجوهكم
 انني اعرفكم واحدا واحدا
في كل واحد منكم ملامح من وجه ابي واخي واهلي ومن احب
............................
د.عامر ملوكا


87
عزيزي  البطريرك ساكو
عزيزي المطران توما
 فعلا نحن بحاجة الى اكثر من غاندي

وانا اقراء الصور الانسانية المعبرة الواردة في مقالة سيادة المطران الجليل يوسف توما معقبا على كلام غبطة البطريرك ساكو, فعلا نحن بحاجة الى ثورة يكون عنوانها ثورة العقل البشري لان معظم الاعمال الشريرة تبدا بالعقل ثم اللسان ثم الفعل  فلو استطعنا ان نربي ونغذي هذا العقل بالمبادئ والقيم الانسانية السامية  التي تجعل من الانسان قيمة عليا يعمل الجميع من اجل تحقيق هذا الهدف فسوف يكون مايخرج من اللسان هو بمثابة نعبير حقيقي عن مايدور في هذا العقل وبالتالي الافعال لابد لها وان تتطابق مع الاثني. وكانت لدينا مقالة حول العنف واللاعنف  وفي سياق مقالتكم الكريمة وجدت وجوب نشرها . مع التقدير
 
 
كم شغلت بال الكثيرين هذه الدوامة العجيبة من العنف المتزايد في وطني العراق وهذه الماكنة العجيبة التي تعمل بوقود اسمه الجنس البشري, ماذا اصابنا وما الذي حل بهذا البلد هل هو وباء ام سرطان ام فايروس, هل على العلماء ان يجندوا طاقاتهم كي يكتشفوا لقاحا خاصا ضد الارهاب ,هل الارهاب اصبح مرضا معديا لايمكن ايقافه,هل اصبح العنف واحد من مبادئ الحياة الاساسية وهل اصبح الارهاب مدعوما من قبل الله من خلال كتبه السماوية,هل بتدمير الاخر وقتله نستطيع ان نغير افكاره ومعتقداته وايمانه,هل عجلة التاريخ والحضارة ترجع بنا الى عصور الظلام وهل اصبح الانسان وبعد كل هذا الكم الهائل من التراكمات الحضارية والدينية والتي جعلته واعطته قيمة عليا يرجع ليصبح اشد فتكا وقتلا لاخيه الانسان, وهل اصبحت القدرات التي يتميز بها الانسان عن الكائنات الحية الاخرى وسيلة للقتل والفتك الجماعي واصابة وتدمير اكبر عدد ممكن من اخواننا البشر,وهل اصبحت الاديان والمعتقدات حجر عثرى نحو حماية حقوق وكرامة وحضارة الانسان ,ام هل اصبحنا نعيش عصر الظلمات والرجوع اللاف السنين الى الوراء, وهل يمكن لبضع قطرات قذرة من الماء ان تلوث هذا المحيط الهائل من الناس الطيبين .كثير وكثيرة هي الاسئلة وكثيرة وكثيرة هي الحلول ولكن المحزن حقا اننا جميعا نراقب كل مايجري من خلف النافذة كاننا نتابع فيلم سينمائي ابدع الكاتب في كتابة القصة والممثلين في اداء الادوار والمخرج في تدمير الانسان ووجوده وشارك في انتاجه كل دعاة الشر في هذا العالم.كل هذه الامور جعلتني اكتب هذه السطور.
يناشدنا السيد المسيح في موعظة الجبل احبوا اعدائكم وصلوا من اجل مضطهديكم واحسنوا الى مبغظيكم والسيد المسيح هو المعلم الاول وراعي اللاعنف من خلال كل ماعلم به واللاعنف لايعني الخنوع والضعف والركوع بل يعني ان تطالب ثم تطالب ثم تطالب الى ان تحصل على حقك .
ويذكر مارتن لوثركبينغ اللاعنف لايعني تجنب العنف المادي مع الاخرين ,بل ايضا الروحي الداخلي انك لاترفض اطلاق الرصاص على شخص اخر فقط بل ترفض ان تكرهه, لاحظ هنا البعد الانساني والمفهوم الرائع لمعنى اللاعنف والذي يغيب عن بال الكثيرين’ ان اللاعنف يشمل لاعنف اللسان وليس استخدام ادوات واسلحة للقتل والتدمير فقط ,لان معظم الاعمال الشريرة تبدا بالعقل ثم اللسان ثم الفعل .
ويذكر غاندي احد رواد المنهج اللاعنفي في الحياة فيقول ان كلمة (ساتيا) او الحقيقة امرا مهما ,حيث ان الحقيقة عند غاندي لها اوجه مختلفة ولايمكن لفرد معين ان يمتلك كل الحقيقة بل بعضها وبهذا فاننا كلنا نحتاج لبعضنا البعض كي يكمل مفهوم الحقيقة ونصل الى الحقيقة الاكبر .اما عبد الغفار خان الملقب بجندي اللاعنف فيقول بانني سوف اقدم لكم سلاحا فريدا لاتقدر الشرطة ولا الجيش الوقوف ضده,انه سلام النبي,لكن لاعلم لكم به,هذ االسلاح هو الصبر والاستقامة ولاتوجد قوة على وجه الارض تستطيع الوقوف ضده.
ويقول القديس فرنشسكو الاسيزي.
يارب استخدمني لسلامك,فاضع الحب حيث البغض ,والمغفرة حيث الاساءة,والاتفاق حيث الخصام ,والحقيقة حيث الظلال,والايمان حيث الشك,والرجاء حيث الياس ,والنورحيث الظلمة ,والفرح حيث الكابة.
وايضا ما قاله الشاعر الهندي المعروف طاغور علمني حبك يا الله فاذا اساء الي الناس هبني شجاعة التسامح واذا اسات انا الى الناس هبني شجاعة الاعتذار.
ان ثقافة اللاعنف ليست ترفا فكريا ولا هي دعوات برجوازية حالمة ولكنها اصبحت في ايامنا هذه ضرورة حتمية يحتاجها الفرد في في تعامله اليومي مع العائلة والمجتمع ومن ثم بين الانسان واخيه الانسان في كل مكان وبين الدول والموسسات والاحزاب ويجب علينا نشر هذه الثقافة بين ابنائنا وترديدها في مدارسنا واماكن العبادة وفي بيوتنا الى ان تصبح مفاهيم وعادات وتقاليد موروثة .
واللاعنف لايمكن اعتباره مرادف للضعف كما يفهمه خطا البعض فهناك مثل يقول (تستطيع ان تاخذ الحصان الى النهر ولكنك لا تستطيع ان تجبره على شرب الماء) وجملة اخرى بنفس المعنى(تستطيع ان تكسر راسي ولكن لا تستطيع ان تحنيه). وكما يعتقد (جون ديوي) بان الاصرار على استعمال العنف هو امر سوف يودي الى الحد من استعمال الذكاء الانساني وان استخدام العنف يحد من حرية الاخر ويشل قدراته وهذا منافي لكل الرسالات السماوية وماجاءت به من تعاليم.. ولبيان ان اللاعنف له ايجابياته التي قد تفوق التصورحتى على مستوى النتائج . حيث لعب الكفاح اللاعنفي دورا في تقليل سلطة الانظمة السياسية في العالم الثالث وبلدان الكتلة الشرقية السابقة , حيث يبين( والتي وينك) في عام 1989 شهد اكثر من مليار ونصف مليار من البشر ثورات لا عنيفة حققت نجاحات باهرة مثل (الفيلبين, جنوب افريقيا, ايران, حركة التحرر في الهند) مما ينفي المقولات التي تزعم بان اللاعنف اسلوب فاشل, وما قاله البابا يوحنا بولس الثاني في هذا المجال ومن كتابه (عبور حدود الرجاء)(تكن الكنيسة الكاثوليكية احتراما كبيرا للمسلمين اللذين يعبدون الله الواحد الحي القيوم مما يبرهن المسلمون انهم قريبون جدا من المسيحين في نظرتهم الى الله الواحد). الم يحن الوقت بعد لادخال هذه المفاهيم في مناهجنا الدراسية متجاوزين عقدة ان اي شئ قادم من الغرب هو امر يحمل علامات الاستفهام وليس بالضرورة ان نجهد نفسنا كثيرا في تراثنا لنجد ماهو مماثل .وليس عيبا ان نجد ابداعات ومفاهيم كثيرة وعلى كل المستويات ممكن ان يكون لها التاثير الكبير في تغيير كل ماهو مسئ ويحط من قيمة الانسان والاهم من ذلك الغاء كل المفاهيم التي تؤدي الى الغاء الاخر وبالتالي الى العنف المتزايد ولنلقي نظرة على مايدرس في السعودية كما هو مدون في ملتقى الحوار الوطني السعودي الثاني(1):
- الوطنية ردة على الإسلام
- الحضارة المعاصرة حظيرة بهائم حيوانية صنعها فريق من الكفار والجهلة
- الأحزاب السياسية عذاب إلهي للكفرة
- ينبغي على المسلم الذي يسافر إلى بلاد الكفرة ليتعلم أو يتاجر أو يتطبب أن يقيم بينهم وهو يظمر العداوة لهم !!
و يقول عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق : - أن المسيحيين اشبه بمرض خبيث معد، يجب على المسلمين أن يظلموهم وأن يسيئوا معاملتهم ويحتقرونهم ويقاطعونهم حتى يضطروا إلى إعتناق الإسلام.
- وفتوى سيد قطب : لا جنسية لمسلم غير عقيدته، فالمسلم لا يعتز بجنس ولا بقوم ولا بوطن ولا بأرض. فكيف يمكننا ان نربي ابناءنا واجيالنا القادمة على مثل هذه الافكار فان مثل هذه الافكار قد ادت الى تحول 10%الى 15% من تعداد المسلمين في العالم الى متطرفين كما حددهم الباحث دانييل بايبس اي نحو 100 الى 200 مليون متطرف. وان مكمن الخطورة عندما يعتبر المتطرف ان العنف والقتل والارهاب هما متساويان للجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس ومصارعة الطغاة والمستكبرين مرتكزا في نظريته الى شرعية مايقوم به استنادا على المصادر الاسلامية .
وقد بدات الكثير من الدول بالاهتمام بمبدا اللاعنف فنرى فرنسا قد طبقت درس الاخلاق في المناهج الدراسية. وعلى لسان وزيرة التعليم الفرنسي (سيجولين سوايال) ان العنف المتعاظم في مجتمعاتنا يتطلب وقفة جدية لايجاد الوسائل والسبل لكبح جماحه. وتطرقنا الى ان المدرسة لها دور كبير في نشر هذه الثقافات وسوف يتعلم الاولاد والبنات كيفية احترام الجسد الانساني وعدم اللجوء الى العنف او الاعتداء عليه. وتحضرني قصة رواها الدلاي لاما عن صديقه الناسك البوذي وتدور حول اعتقال الصينيين للناسك وتم احتجازه في معتقلات الغولاك الشبيه بنكرة السلمان .وتم اطلاق سراحه بعد عشرين عاما من التعذيب القاسي بعدها التقى بصديقه الدالاي لاما وبدا الحديث عن تجربته المريرة في المعتقل وتوقف قليلا ثم اكمل اني تعرضت لاخطار كثيرة جدا, فساله الدالاي لاما , بالتاكيد على حياتك؟فاجاب بكلمة لا حيث ان حياتي لم تكن مهمة ولكن كدت ان افقد رحمتي وحبي للصينيين عدة مرات فنلتامل هذه الحكاية وكم سنة ضوئية وكونية نحن بعيدين عن مثل هذه الروح.
 
د.عامر ملوكا


88
الهجرة ليست الحل ولكن ؟؟

الهجرة هي ظاهرة انسانية اخذت شرعيتها منذ اكثر من ربع قرن ضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان وهي حق طبيعي مكفول لكل البشر في اتخاذ القرار في الهجرة ولاسباب اقتصادية او دينية او اجتماعية واسباب اخرى كثيرة.وحسب احصائات الامم المتحدة هناك اكثر من 200 مليون شخص مهاجر في مختلف دول العالم . ان هجرة المسيحيين العراقيين في العصر الحديث لم يتم توثيقها ولكن نستطيع القول بان الهجرة الفردية قد تكون قد بدات مع بدايات القرن المنصرم وخاصة بعد ماتعرض له اليهود في  الأول والثاني من حزيران/يونيو 1941، حيث شهدت العاصمة بغداد مجزرة جماعية لليهود العراقيين راح ضحيتها اكثر من 200 يهودي اضافة الى اكثر من 1000 قتيل  ، اضافة الى النهب والسلب وحرق أكثر من تسعمائة منزل من منازلهم وحوالي ألفي حانوت ومتجر، ما أدى إلى فرار 80 بالمئة من يهود العراق إلى فلسطين، وقد عرفت هذه الجريمة باسم "الفرهود" ولكنها اخذت طابع وصورة اكثر تنظيما في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات لمجاميع من الشباب اللذين انهوا الخدمة العسكرية ويطمحوا بحياة اكثر امنا ورفاهية وبقدر اكبر من الحريات  وبعدها ومع استمرار الحروب وفقدان الامن والامان وتردي الوضع الاقتصادي تزايد اعداد المهاجرين بشكل تصاعدي واخذ طابعا خطيرا بعد سقوط النظام والانفلات الامني وبروز التيارات الدينية زادت من عمليات الهجرة لتاتي احداث الموصل وتنسف البعض من الامل للمسيحيين بامكانية استمرارهم وصمودهم في وطنهم وارضهم.
 
في احصاء عام 1957 كانت نسبة المسيحيين 6.4 %(د.ابراهيم فرهاد ,الطائفية السياسية في العالم العربي,مكتبة مذبولي, القاهرة) وحسب احصاء عام 1957 فان نسبة المسيحيين كانت 6.4 % من سكان العراق وتشير الاحصاءات التقديرية لسكان العراق في الداخل والخارج الى 35 مليون عراقي واذا اردنا معرفة عدد المسيحيين منهم في الداخل والخارج 35 *6.4% = 2,240,000 اي مليونين و240 الف وتشير اخر التقديرات بان عدد المسيحيين داخل العراق لايتجاوز ال 400 الف ,بهذا تكون اكثر من 80% من المسيحيين قد هاجرت او هجرت خلال 60 سنة الماضية.. وطبقا لتعداد السكان الذي أجري عام 1977 كان عدد المسيحيين حوالي مليون و368 ألف نسمة هبط في إحصاء عام 1987 إلى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5% من الشعب العراقي، وعشية الغزو الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين حوالي مليون شخص، أي حوالي 3% من جملة عدد السكان . وبعد مرور نحو 9 سنوات على الاحتلال يقدر عدد المسيحيين العراقيين الذين غادروا البلاد بحوالي 600 ألف نسمة. وفي حال استمرار التناقص بهذه المعدلات، فليس هناك شك في أنه خلال عقد أو عقدين من الزمن، سيفقد المسيحيون الشرق أوسطيون كل أهمية حيوية أو تأثير سياسي او حتى وجود .
ان اعدادنا للاسف تناقصت في الخمسين سنة الماضية من 20% الى 8% في المشرق (والى اقل من 4% في الشرق الاوسط). هذه الارقام هي صاعقة في مهد المسيحية حيث انخفضت في القدس من 53% في عام 1922  الى 2% حالياً، ومن 85% في بيت لحم في 1948 الى اقل من 12% حالياً. ان هذا ليس بسبب كارثة اقتصادية او فيضان او زلزال او بسبب نيزك اصابنا، الا انه نتيجة سياسات تُعتمد في منطقتنا بعلم، وعدم معارضة، وحتى بموافقة الغرب. وقد اشار البابا بينيدكتس السادس عشر في الارشاد الرسولي الأخير " ان الشرق الاوسط من دون المسيحيين او حتى بعدد قليل من المسيحيين لا يكون الشرق الاوسط."
ومن اهم مسببات الهجرة المسيحية:
 
العامل الاول: سيادة المفهوم الخاطئ الموغل بالقدم والمرتبط بالتاريخ القديم والعلاقة المتشجنة بين الغرب المسيحي والشرق الاسلامي,فان العولمة التي تنتشر في كل ارجاء المعمورة كقيم وتقاليد غربية تثير ردود الافعال للثقافات الاخرى وكرد فعل طبيعي وخوفا من الانصهار مايعطي الحركات الاصولية المسوغ بالتصدي للعولمة وان كانت شرا لابد منه وانها قادمة بايجابياتها وسلبيانها لامحال. ومن نتائج هذا التصدي غياب مفهوم الدولة القومية الذي تاسس عام 1648 وفق  معاهدة وستفاليا (موعد تأسيس الدولة - القومية أو تثبيتها) وبالتالي غياب مفهوم الوطن والمواطنة . حيث ان التيارات القومية العربية تواجه تحديا والتي تواجه مشكلة بين مدارسها حيث المفهوم التداول هو ربط العروبة بالاسلام. بينما مدارس أخرى تحاول طرح مفهوم اخر وجديد وهو العروبة الحضارية التي تعتبر المسيحية والإسلام جزءا من حضارتها، وتعمل على قيام دولة عربية مدنية ديموقراطية.
العامل الثاني : العجز والفشل الذي تعاني منه معظم الدول العربية والاسلامية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية اضافة الى الفشل في حل قضية فلسطين والهزائم المتكررة امام دولة اسرائيل فادى ذلك الى شعور المواطن العربي بالهزيمة داخل نفسه اضافة الى فقدان الاستقرار الامني والمعيشي فكان لابد من البحث عن بديل فلم يكن امامهم وبعد فشل المشروع القومى سوى الاسلام فرفعوا شعار الاسلام هو الحل. .فكان لابد ان يظهر الاسلام الاصولي الذي قسم العالم الى قطبين العالم المسيحي الغربي الكافر قطب والعالم الاسلامي كقطب اخر ومن نتائج هذا التقسيم غياب التسامح الديني في المجتمعات الاسلامية ووضعت المكون المسيحي في القطب الاخر. ان تنامي الشعور القومي في اوربا وفصل الدين عن الدولة ادى الى ضعف دور الكنيسة الكاثوليكية عكس الذي حصل مع تنامي الحس القومي في الدول العربية الذي ادى الى اتخاذ الاسلام كشعار له.. هذا إضافة إلى أن هناك تسابقاً محموماً من جانب الكنائس المسيحية الغربية على التبشير بين الطوائف المسيحية والمسلمين في الشرق الأوسط، الأمر الذي يثير التيارات الإسلامية المتشددة ضدهم . ونتيجة هذا العجز المطلق ادى بالمسيحيين للتفكير بالهجرة للبحث عن اوطان يستطيعون فيها من الارتقاء والتطور والاستقرار الامني والاجتماعي رغم الخسائر الكبيرة التي يقدموها على المستويين النفسي والمعنوي.
العامل الثالث : استهداف المسيحيين من قبل القاعدة والنصرة وداعش بشكل مباشر مايمثل انعطافة مخيفة في تاريخ المنطقة العربية. ومن نتائج هذا الاستهداف القيام بهجومين مريعين على المصلين، أولا في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في 31 اكتوبر / تشرين الأول (58 قتيلا)، والقديسين بالاسكندرية (21 قتيلا). وقال التنظيم في بيانه "ليعلم هؤلاء المشركون وفي مقدمتهم طاغوت الفاتيكان الخرف ان سيف القتل لن يرفع عن رقاب اتباعهم حتى يعلنوا براءتهم مما يفعل كلب الكنيسة المصرية، ويظهروا للمجاهدين سعيهم الجاد للضغط على تلك الكنيسة المحاربة لاطلاق سراح المأسورات من سجون اديرتها وليلزموا بعد ذلك صوامعهم ويكفوا عن الاسلام". واضاف "والا (...) لنفتحن عليهم ابواب الخراب وبحور الدم". واخرها احداث الموصل المرعبة.
تصاعد المد الأصولي الإسلامي المتطرف. وكلمة الاصولي لاتعني العودة للاصل او الجذور بل احتكار الطريق الى الله ولايمكن الوصول الا عن هذا الطريق وهذا يشمل بالتاكيد المسيحيين وحتى المسلمين من الطوائف المختلفة الاخرى.. حتى أنه بات ينظر إلى هذا التطرف على أنه متلازم مع اتساع الهجرة المسيحية، بل ومسؤول عنها أيضًا،.
وحيث يقسم الاسلام العالم الى مسلمين وكفار وهم ذميون ومشركون وعلى الصعيد الديني هناك ثلاث فئات المسلمون وأهل الكتاب وعبدة الأوثان وكانت تطبيقات هذه التصانيف تختلف من حاكم لحاكم ومن زمن لزمن ولايوجد حدود فاصلة او واضحة بين هذه التصانيف من حيث التطبيق وكان لتوسع الامبراطورية الاسلامية على حساب شعوب وامم تدين باديان غير الاسلام وتنتمي لقوميات واصول غير عربية قد خلقت واقع جديد عجز الحكام والمجتهدون المسلمون في ايجاد حلول وسط تعطي الحقوق لهذه الشعوب من جانب ومن جانب اخر تبقى المحافظة على المبادئ العامة للدين الاسلامي. ولهذا فان تطبيق الشريعة الإسلامية سوف يكون لامحالة في غير صالح الاقليات بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص وسوف يجعل المسيحيين خارج نطاق الانتماء الوطني لانه لم يحدد حسب الانتماء للوطن او القومية وانما حدد بناءا على العقيدة .
العامل الرابع: ان معظم الدساتير العربية والاسلامية مع بعض الاستثناءات للدستور السعودي والايراني يشتمل على فقرة ان الدين الاسلامي هو احد مصادر التشريع والجزء الاخر من الدساتير ينص على ان الاسلام هو المصدر الوحيد للتشريع,على اية حال معظم هذه الدساتير يتضمن بنودا كثيرة وعديدة تحفظ للمكونات الاقل عددا حقوقهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية ولو بالحد الادنى ولكن المشكلة ليست في الدساتير بقدر ماهي في النوايا والتطبيق اضافة الى القدرة على التطبيق اذا توفرت النوايا الصادقة. الكاتب اندريه زكي يؤكد في كتابه الاسلام السياسي والمواطنة والاقليات ان عدم وجود الدولة المدنية وتسلط الانظمة الدكتاتورية وغياب لدور المعارضة وانتهاك للحقوق والحريات كان له الوقع الكبير على المسيحيين وسعيهم نحو الهجرة .
العامل الخامس: ان دول المهجر بتقدمها الاقتصادي اضافة الى الحريات المتاحة وضمان الحقوق المدنية تمثل بيئة جذب (بلاد الملائكة والجن) عكس الدول العربية والاسلامية فتعتبر بيئة طاردة وغير مشجعة لابل بيئة خطرة وقاتلة فكان لابد للمسيحيين ان يفكروا بالهجرة بعد ان ساهموا وكان لهم الدور البارز في كل مرافق الحياة العلمية والثفافية والاجتماعية ولكن دون جدوى فعندما تصل الى حالة العجز من تغيير كل المجتمع والمحيط فتفكر في تغيير نفسك والهجرة رغم الخسائر وعلى كل المستويات ولكنها افضل الامرين كما يعتقد معظم المهاجرين. اضافة الى ذلك الدول الغربية تتميز بنسبة نموسكاني يقترب من الصفر ونسبة الشيخوخة في تزايد مستمر فهي ترحب بهجرة مسيحي الشرق وخصوصا من الشباب كي يساهموا في النمو الاقتصادي وسد العجز في المواليد الذي يعاني منه الغرب الرأسمالي.حيث يذهب البعض في القاء جزء من المسؤولية على الغرب من خلال الحروب وعدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة ومنذ زمن ليس بالقصير.
العامل السادس : ضمور وتقليص الدور الريادي للمسيحيين والذي تميزوا به عبر قرون طويلة, فاذا كان للعرب المسلمون دورا رياديا في النهضة العربية من جانبها العسكري، فان المسيحيين كانوا رواد هذه النهضة فكريا وثقافيا .وكان لتولي النظم العسكرية الشمولية وتنامي الفكر القومي المتشدد وبعد فشل المشروع القومي وظهور وبروز الفكر الاسلامي المتشدد وفي كلا الحالتين المسيحييون هم مظطهدون ان كانوا يتعاملون مع انظمة قومية او انظمة دينية متشددة.وهذا فعلا ماحصل بعد سقوط بغداد 2003 والتقسيمات الطائفية والعرقية التي قسمت الكعكة بموجبها غير معترفة بالوجود المسيحي بشكل خاص وبقية الاقليات بشكل عام وأخيرا كبش الفداء في الحرب الأصولية على الغرب الكافر وحرب الغرب على الإرهاب الإسلامي الأصولي. في جانب اخريعزى انخفاض نسبة النمو السكاني للمسيحيين الى انخفاض معدل المواليد بين الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط نظرا الى ارتفاع مستواها الاجتماعي والاقتصادي.
يتبع
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا


89

السيد ريان الكلداني ضيف على SBS :
الحصان الاسود في الانتخابات القادمة  :
هناك قاعدة تقول ان كل شئ يتغير الا قانون التغيير لايتغير, بالتاكيد التغيير قادم لامحال ان كان على مستوى الكتل الكبيرة او على مستوى الخمسة مقاعد المخصصة للمكون المسيحي .فعلى مستوى الاحزاب الكردية فبالتاكيد سوف يصوت الاخوة الاكراد لقوائمهم القومية وسوف يتقاسم المقاعد حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاحزاب الاسلامية  والتوقعات تشير الى صعود كبير لشعبية حركة التغيير (الحصان الاسود) على حساب الاحزاب الاخرى والتي كانت مسيطرة على المشهد الكردي  وبالمقابل هناك صعود لبعض الاحزاب الاسلامية ولكن بشكل لايؤثر على المشهد العام لسيطرة الاحزاب الليبرالية والعلمانية  اما الاتحاد الكردستاني فقد فقد الكثير من شعبيته بغياب شخصية رئيس ومؤسس الحزب الرئيس جلال طالباني اضافة الى الخلافات الحادة حول تشكيل القيادة الجديدة .
على مستوى العراق فسوف تحصل الكتل الكبيرة على نفس المقاعد مع بعض التغيير وصعود كتلة المواطن وكتلة الاحرار على حساب دولة القانون  اما الكتل السنية الثلاثة التي ستخوض الانتخابات هي كل من "متحدون" برئاسة أسامة النجيفي الذي يعد الزعيم الجديد للسنة، و"الوطنية" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، و"جبهة الحوار الوطني" بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك سوف تحصل على نفس الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة من اصوات المكون السني والتي قد تظطر للاتحاد مجددا بعد ان يعرف كل قائد حجمه الطبيعي, اما الكتل الليبرالية والحزب الشيوعي العراقي سوف تكون حظوظها قليلة في الحصول على عدد من المقاعد لعدم نضوج الوعي لدى الناخب وعدم تهيئة الاجواء الخالية من الشحن القومي والطائفي والعرقي.
سوف تسعى كتلة المواطن وكتلة الاحرار الممثلة للمكون الشيعي  الى الائتلاف مع الكتل الفائزة الممثلة للسنة والاكراد  لتشكيل الاغلبية وعزل رئيس الوزراء الحالي وكتلة دولة القانون بعد ان زادت الخلافات داخل كتلة التحالف الوطني والذي قد يمهد الطريق للواقع العراقي للخروج من عنق الزجاجة .
اما مايخص مقاعد الكوتا فاننا نتوقع لثلاث قوائم ان تكون الحصان الاسود في هذه الانتخابات وهم على التوالي قائمة بابليون برئاسة السيد ريان الكلداني ونشبه ظهوره بالظهور المفاجئ للسيد سركيس اغاجان على الساحة السياسية والقومية لشعبنا مع فارق ان السيد سركيس اغاجان كان عضوا قياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني  والسيد ريان الكلداني مستقل كما ورد في مقابلته مع SBS  وقائمة الوركاء التي تتراسها السيدة  شميران مروكل  وخاصة ان الحزب الشيوعي لايزال يحظى بشعبية لدى اوساط من ابناء شعبنا بالاضافة الى احتمالية لجوء بعض انصار الحزب الشيوعي العراقي الى التصويت لهذه القائمة  لضمان مقعد وخاصة ان السعر الانتخابي لمقاعد الكوتا قد لايتجاوز 13 الف او يقترب منه بينما السعر الانتخابي للمقعد البرلماني خارج الكوتا قد يتجاوز ال70 الف وحسب نسبة المشاركين وحيث ان الحزب الشيوعي فشل في الحصول على اية مقعد في الانتخابات السابقة رغم حصوله على اكثر من 70 الف صوت وهذه الاصوات كافية لو وجهت للكوتا لتحصد اربعة مقاعد على الاقل . القائمة الثالثة هي ابناء النهرين وهي  التي ولدت من رحم الحركة الديمقراطية الاشورية وهذه الحالة تشبه كثيرا انشقاق حركة التغيير من الاتحاد الكردستاني بعد ان عجزت الكثير من القيادات في الاصلاح والتغير وازاحة راس الهرم المتشبث بالسلطة ونتوقع ان تحصل على اصوات تفوق اصوات الحركة الديمقراطية . ان تمسك الحركة بالسيد يوناثم كنا هوشبيه بتمسك الاتحاد الكردستاني بالسيد جلال الطالباني  لان زواله ومن وجه نظر مناصريه هي بمثابة خطر كبير على كيان الحركة والحالة شبيه الى حد بعيد بحالة الاتحاد الكردستاني و حركة التغيير. والجدير ذكره ان الاتحاد الكردستاني هو الاخر ولد من رحم الحزب الديمقراطي الكردستاني .
لو تجري جري الوحوش غير خمسة مقاعد ماتحوش
ان الانشطة للاحزاب والقوائم المتنافسة على الكوتا تميزت في هذه الانتخابات عن سابقاتها ,فبالتاكيد هناك عدة اسباب وراء ذلك ومن اهمها انكشاف قواعد اللعبة اي لعبة الانتخابات امام جميع اللاعبين وايمانهم بان كل فرد قادر على الوصول لشغل هذا المقعد اذا عرف كيف يدير قواعد هذه اللعبة , فبعد ان كانت الحركة الديمقراطية الاشورية اللاعب الوحيد الذي يجيد ادارة هذه اللعبة في الدورة الاولى ودخول المجلس الشعبي على الخط لمنافسة الحركة الديمقراطية الاشورية وايضا ظهور قائمة ابناء النهرين وضمها لمعظم الكوادر المتقدمة في الحركة اللذين اختلفوا مع امين الحركة الديمقراطية الاشورية  اضافة الى الظهور القوي لقائمة بابليون  فهل سوف يستطيع الكبار بخبرتهم من مجاراة الشباب اصحاب الدماء الحارة ؟؟؟؟فلمن ستكون الغلبة للخبرة ام للدماء الجديدة و ارجوا ان تكون الغلبة للعب النظيف.
امنية : كنا نتمنى ان يدخل احد احزاب شعبنا المناضلة جدا الانتخابات خارج الكوتا باجندة وطنية انسانية علمانية ويحصل على اكثر من خمسة مقاعد ؟؟؟؟؟؟؟( عرب وين طنبورة وين).
السيد ريان الكلداني ضيف على SBS
استمعت من خلال اذاعة SBS  الى مقابلة السيد ريان الكلداني رئيس قائمة بابليون حيث جاءت اسئلة الاعلامي والصديق ولسن يونان  للسيد ريان مركزة ودقيقة وتصب في اعطاء المستمع صورة سريعة وملخصة وشاملة عن شخصية السيد ريان الكلداني  ويمكننا الاستنتاج المبني على الاجابات  بان السيد ريان  ومن خلال اجوبته يمتلك رؤية واضحة  وصريحة من خلال الاعلان الصريح عن انتماءه القومي الكلداني والديني المسيحي وانحداره من بلدة القوش اضافة الى ايمانه المطلق بالحصول على اكثر من مقعد وان الحصول على مقعد واحد يعد خسارة لقائمته  اضافة الى ذكر بعض الانجازات التي قام بها والتي تعد ايجابية مقارنة بالفترة القصيرة لظهور شخصية السيد ريان الكلداني  . ان هذه السطور جاءت بناءا على المقابلة الصوتية ولاننا جميعا لانعلم بالنوايا ولان نوايا جميع قادة احزابنا المناضلة والغير مناضلة هي في علم الغيب اما النوايا المعلنة ولله الحمد فهي كلها طيبة وبريئة وثورية وشفافة وتقدمية وقومية ووحدوية وهذا مايتعلق الامر تجاه الناخب المسكين ولكن تبقى النوايا المعلنة والغير معلنة تجاه بقية القوائم بشكل عام داخل الكوتا عدائية واقصائية وغير محبة. ارجوا ان لايقع الناخب المسكين في المصيدة ونتعلم من تجاربنا وان نكون اكثر ذكاءا من الفئران فمنذ ان خلقها الله وليومنا هذا تنصاد بنفس المصيدة ولاتتعلم من اسلافها وتجاربهم السابقة.
ياكلدان العالم صوتوا .
اصبح الكلدان موزعين على قارات العالم واصبح عددهم خارج العراق اضعاف عددهم  داخله كما هو الشعب اللبناني ,اللبنانيين خارج لبنان ثلاثة اضعاف ماهو في الداخل ,اي هناك مراكز كثافة سكانية للكلدان في امريكا (مشيكان وسانديكو) اوربا واستراليا (سدني وملبورن) وبقية ارض الله الواسعة ,فلابد لاخوتنا الكلدان بشكل خاص وبقية اخوتنا المسيحيين ان تكون لهم كلمتهم في هذه الانتخابات وان اهمية مشاركتهم تفوق اهمية اختيار ناخب معين وكلما زادت نسبة الاصوات كلما اقتربنا من الشخص المناسب في المكان المناسب ولابد من ان نعطي صوتنا لقوائم الكوتا المسيحية لان بقية القوائم  خارج الكوتا لاتحتاج الى صوتنا عدا بعض المرشحين اللذين ينتمون الى شعبنا قوميا او دينيا.
 
د.عامر ملوكا
ملبورن/استراليا


90
حزب الكنبة والزامية التصويت:

ان معظم الدول العربية تعاني من قلة المشاركة والنسب المتدنية في الانتخابات البرلمانية وان انعكاس هذه اللامبالاة واثرها يكون واضحا على الديمقراطيات حديثة الولادة والتي لم تصل الى مرحلة النضوج والاستقرار وخاصة ان الانتخابات الديمقراطية لايمكن لها ان تتخذ صفة الشرعية المطلقة في حالة عدم الاستقرار والاستدباب الامني الكامل والشامل وهذا ماينطبق على الوضع العراقي الحالي . ان نسب المشاركة في الانتخابات الديمقراطية لها تاثير قوي وفعال في وصول الأكفأ والأجدر الى السلطة التشريعية وبالتالي انبثاق السلطة التنفيذية من هذه السلطة التشريعية وان المشاركة الغير فعالة او المشاركة الجزئية سوف لاتمثل الاغلبية الحقيقية لمكونات الشعب وعلى سبيل المثال :اذا كانت نسبة المشاركة 40% من الشعب في الانتخابات  وحصول اعلى كتلة او ائتلاف على 50% زائد واحد لكي تحظى بتشكيل الحكومة وتعيين رئيس الوزراء فسوف تكون حصتها 20% من اصوات الشعب وهذا هو التمثيل او القبول الحقيقي لهذه الكتلة الحاكمة وهو بالتاكيد لايمكن ان يمثل الطبقات الواسعة من الشعب وان النظام الديمقراطي هو النظام الذي يحاول ان يعطي السلطة للاغلبية لحكم الاقلية ولكن في مثل هذه الظروف لايمكن تطبيق هذا المفهوم على مثل هذه الانتخابات وبهذه النسب .
بالتاكيد ان عدم المشاركة لحزب الكنبة (الاغلبية الصامتة) في الانتخابات لم ياتي من فراغ وانما من عدم الايمان والثقة بالمرشحين وكثير ماتسمع يمعود كلهم حرامية وبس حجي اي ان المشاركة او غير المشاركة سوف لاتغير شئ ويضاف الى ذلك تشابه الشعارات والبرامج الانتخابية وخاصة ان البعض منها يكاد لايختلف في طروحاته الا بتقديم بعض الفقرات على فقرات اخرى وبالعكس وبعضها مثال جيد للاستخدام السئ للتقنيات الجديدة للكومبيوتر من خلال استخدام cut and paste  قطع واللصق من برامج لقوائم اخرى وهذا يدل على التشابه والتطابق الكبيرين بين هذه البرامج.
لقد حاولت بعض الديمقراطيات حل مثل هذه الاشكاليات وذلك من خلال تطبيق قانون الانتخابات الالزامية اي ان الانتخاب ملزم واجباري وهذا النظام مطبق هنا في استراليا ويتعرض المتغيب في حالة عدم وجود سبب مقنع كالمرض او السفر للمسالة القانونية او دفع الغرامة ونعتقد ان حزب الكنبة في عراقنا الحبيب هم في اغلبيتهم من الطبقات الكادحة فتطبيق الغرامات بحقهم قد يحمل بعض الاجحاف ولكننا يمكن ربط المشاركة بالانتخابات باعطاءه افضلية في التعيين او افضلية في الحصول على قطعة ارض وغيرها من الامور التي تحفز وتشجع حزب الكنبة للمشاركة والادلاء بصوته لما لها من اهمية في ايصال الاكثر استحقاقا لعضوية البرلمان .
وان قانون التصويت الالزامي لانتخابات الولايات طبق في استراليا لاول مرة عام 1912 في ولاية كوينزلاند وطبق التصويت الالزامي لاول مرة في الانتخابات الفيدرالية في عموم استراليا عام 1915
بعض الحجج التي تدعم التصويت الالزامي :
1- التصويت هو واجب مدني مماثل للواجبات الاخرى مثل دفع الضرائب والتعليم الالزامي والخدمة الالزامية كما في بعض الدول.
2- يعكس اهمية المشاركة السياسية.
3- وصول الشخص المناسب في المكان المناسب .
4- يسمح للمرشحين بتركيز حملاتهم الانتخابية  على برامجهم الانتخابية  بدلا من تشجيع الناخبين لحضور الانتخابات.
5- لا يتم إجبار الناخب على التصويت لصالح اية كتلة او شخص بسبب ان التصويت يتم بالاقتراع السري.
 
الحجج المستخدمة ضد الزامية التصويت:
1- ان ارغام الناس على المشاركة هو عمل غير ديمقراطي وتعديا على الحريات الشخصية.
2- قد يزيد نسبة الاصوات الغير واعية او المشوشة "donkey votes"
3- قد يزيد عدد الاصوات المستبعدة من خلال ترك الورقة بيضاء او خطا في عملية الانتخاب.
تبقى اهمية المشاركة مع سلبياتها الافضل وتعكس الكثير من المؤشرات وتعطي فرص متكافئة لجميع المكونات والطبقات الاجتماعية في عكس وجهة  نظرها.
 
 
المرجعيات الدينية والانتخابات  :
اكدت المرجعية الدينية وعلى لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي على اهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات لما لها من اهمية في المساعدة على وصول الناس المستحقين لشغل مقاعد البرلمان وفي تاكيد اخر على ترك الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد ان مانفهمه من هذه العبارة المتكونة من ستة كلمات والتي تخفي الكثير من المعاني والعبر وراءها ,ومعنى الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد معظم الذين هم حاليا في السلطة التنفيذية منها والتشريعية وان غالبتهم قد شاركوا في الوضع المتردي للبلد وساهموا بشكل او باخر في عدم جلب الخير وعلينا جميعا اختيار وجوه جديدة وجوه لم نالفها طيلة السنواة الماضية وجوه لم تكذب علينا سابقا ووجوه لم تسرق قوت الشعب كل يوم ووجوه ليست لها اية دعم خارجي او داخلي ووجوه ليست لها الملايين تصرفها لاغراض الدعاية الاعلامية ليتم تعويضها اضعاف من قوت الشعب وجوه صافية ونقية وحقيقية لاتعرف لبس الاقنعة الجاهزة حسب الموقف والمناسبة وجوه لاتؤمن الا بالوطن العراقي وبالانسان العراقي كقيمة عليا لاتعلوا عليها اية قيمة اخرى وجوه لاتنتمي لاية حزب او طائفة او قومية بقدر انتماءها للعراق والانسان العراقي وجوه لاتؤمن بالعنف واستباحة الدم العراقي . وجوه قدمت برنامجها الانتخابي ورقة بيضاء لانها لاتؤمن بالسقوف العالية للامنيات وناطحات السحاب ولاتضمن تحقيق هذه الاهداف وجوه قدمت برامج انتخابية صادقة ونستطيع ان نحاسبها عليها.
البطريركية الكلدانية :
من خلال دعوة البطريركية الكلدانية الموقرة عبر وسائل الاعلام ابنائها الى "المشاركة الفاعلة في الانتخابات واهمية اختيار من هم يغلبون مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا ويتابعون قضاياه عن كثب. كنا نتمنى ان يتفق المسيحيون على قائمة واحدة انتخابية ونشجع على الترشح في قوائم غير الكوتا، فالسياسة فنّ  وذكاء"
ان دعوة البطريركة هي دعوة طيبة ودعوة صادقة في جعل كل من المكون الكلداني بشكل خاص والمسيحي بشكل عام مكونا فاعلا على الساحة ومؤثرا على القرار السياسي. ولكن تبقى الرسالة ضعيفة التاثير اذا بقت مقتصرة على الاعلام فقط فان من يتصفح الاعلام ويتابع هذا الخبر او البيان الصادر عن البطريركية لايتجاوز في احسن الحالات ال5% من مجموع شعبنا المسيحي كنا نتمنى ان يتم تفعيل مثل هذه الامور المهمة والتي تتعلق بمستقبل شعبنا في الحفاظ على حقوقه في ارض الاجداد وديمومة بقاءه في ارض الوطن من خلال التوجيه لجميع الابرشيات والكنائس في داخل الوطن وفي دول الاغتراب وبالتاكيد على ذلك في قداديس الاحد ولغاية يوم الانتخاب على اهمية المشاركة والادلاء باصواتهم وايضا عقد بعض الندوات والحوارات وبرعاية الابرشيات لحث المسيحيين للتوجه لصناديق الاقتراع وبالتاكيد على اهمية ذلك ولعدة اسباب وهو ايصال صوتنا واظهار ثقلنا الحقيقي الذي سوف  يكون مؤثرا في صنع القرار الوطني العراقي وثانيا ايصال من يستحق ان يشغل كرسي البرلمان وثالثا الابقاء على التواصل مع الوطن والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبله والذي سوف يكون احد العوامل المهمة في عودة الكثير من ابناءه وعدم انصهارهم وذوبانهم في المجتمعات الجديدة.
ونتمنى ايضا ان يكون طلب المشاركة اكثر وضوحا ويبتعد عن العموميات كما جاء في طلب المرجعية الدينية في النجف بان   لاتنتخبوا الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد وان لانقف على مسافة واحدة من الصالح والطالح.المطلوب منا جميعا ان نتفهم بان  المشاركة في الانتخابات هي اهم  بكثير من الشخص الذي سوف انتخب فلابد لنا من ان يكون لنا صوت في هذه الانتخابات .
وكنت اتمنى ان اجد رئيس قائمة وبقية مرشحيه يقدمون برنامجهم الانتخابي ورقة بيضاء وموقعة بالدم وتتضمن فقرة واحدة فقط في حالة فوزنا بمقاعد البرلمان سوف نتبرع ب50% من رواتبنا وامتيازاتنا لخزينة الدولة العراقية , لاننا سوف نستطيع ان نحاسبهم فيما بعد ونستطيع تطبيق هذه الفقرة  ولكن لانستطيع ان نحاسبهم على كل ماطرحوه في برامجهم الانتخابية الحالية.
د.عامر ملوكا
ملبورن\ استراليا


91
المنبر الحر / الانسان الحضاري:
« في: 23:12 16/01/2014  »

الانسان الحضاري:

طالما شغل بال الكثيرين ماهية الانسان ومدى التشابه والاختلاف عن بقية الكائنات الحية التي تشاركه غريزة البقاء وتقاسمه منافع ومساؤئ هذا الكوكب الارضي الذي نعيش عليه فترة محدودة من الزمن  فاذا كنا نتشابه الى حد كبير في الكثير من الصفات والخواص البايولوجية التي نرثها ونكتسبها خارج عن ارادتنا ولكن نختلف  بالمساهمة والدور الذي يلعبه الانسان على حدة وبقية الكائنات الحية من خلال العلاقة والتفاعل مع كل ماهو موجود على هذا الكوكب وخارجه. ولهذا لو اردنا ان نطرح سؤال ماهو الاختلاف الرئيسي بين الانسان وبقية الكائنات الحية فقد نعرف الانسان بانه حيوان ناطق او حيوان ضاحك او حيوان حساس  ومهما اعطينا من صفات للانسان ممكن ان تميزه عن الحيوان فسوف نجد حيوانات لها نفس الصفات لا بل قد تتفوق على الانسان في البعض منها  ولكن هناك نقطتان مهمتان ممكن للانسان ان يتميز بها وهي الوجدان من خلال ربطه الماضي بالحاضر وبالمستقبل وقابلية الانسان من جمع الخبرة التراكمية من الحياة والتعلم منها وتطويرها مع عدم تكرار نفس الاخطاء فالحيوان لايتعلم وليس له قدرة على التعلم وبناء الخبرة التراكمية فالفار ينصاد بقطعة من الجبن ويقع في المصيدة كما وقع اسلافه القدماء فعلى الرغم من امتلاك الانسان والحيوان للدماغ مع بعض الاختلافات في الوزن اي وزن الدماغ بالنسبة الى الجسم تقريبا 1 الى 40  فان الانسان يتفوق ومعه الفار والفيل على بقية الكائنات الحية ,ولكن معدل الكتلة النسبي ليس هو المقياس الوحيد للذكاء لان معدل الذكاء يتاثر بعوامل اخرى كتطور القشرة الدماغية ومعدل طيات الدماغ الذي يمنح للدماغ مساحة سطحية اكبر  وان زيادة وزن الدماغ بشكل عام تؤدي الى الزيادة في القدرات الادراكية  ولهذا ان الانسان يتفوق على باقي الكائنات الحية في تركيبة وفعالية اجزاء الدماغ.
وبشكل عام فان الدماغ هو الدماغ ولكن فعاليته تختلف من الانسان الى الحيوان ونستطيع القول بان الدماغ لدى الانسان ممكن ان نسميه العقل من خلال قدرة الدماغ من ربط الاحداث وتحليلها وتقرير ردة الفعل بسرعة مذهلة فمثلا لو علمنا قرد ان ياخذ دلوا مملوءا بالماء ويسكبه على النار لتنطفئ سوف يتعلم هذه الممارسة ولكن لو جلبت له دلوا فارغا بجانب البحر وشعلت نارا فسوف لن يبادر الى ملئ الدلو من البحر ويطفئ النار فهو يعتقد ان الدلو هو الذي اطفئ النار وليس الماء بداخله.
ولهذا ارتبط مصطلح الحضارة بالانسان فقط ولهذا السبب سوف نتطرق الى عدة جوانب  وصفات تميز الانسان الحضاري والذي يترك بصمة متميزة وواضحة قبل ان ينتهي دوره الذي يؤديه على خشبة مسرح الحياة ومن اهم هذه الجوانب والصفات الجانب الروحي والعقائدي.
ان اهية الايمان او الاعتقاد بدين او فلسفة اومبدا تتاتى من كونها ترتقي بالانسان الغرائزي الى فضاءات روحية وسمو عالي تعمل كموجهات ومفاتيح سيطرة توجه وتهذب هذه الغرائز وبالشكل الذي يتوافق وانسانية الانسان . ففي قصص القديسين والمؤمنين بعقيدة ومبادئ نراهم  يواجهون الموت ويتحدونه ويواجهون الالم ويتغلبون عليه فبحكم الجسد ومتطلباته وغرائزه لايمكنهم فعل ذلك فايمانهم جعلهم يتجاوزون حدود الطبيعة البشرية وحدود هيكل الجسد ويرتقون به الى فضاءات الروح التي تتميز بالسمو والنقاء.وبهذا يكون الانسان قد وصل مرحلة تؤهله لان يكون جاهزا للمشاركة في البناء الحضاري وذلك من خلال اتجاه معادلة الصراع بين الروح والجسد الى جانب الروح والابتعاد عن الجسد واحتياجاته الغرائزية المادية.والتي لو اعتمد الانسان عليها فقط في بناء حضارته لفقدت الحضارة الكثير من اسباب بقائها وتطورها لا بل ديمومتها وتكون قد وصلت الى نقطة اللاعودة والانهيار الكلي والمفاجئ وهذا ماتحاول بعض التيارات والمعتقدات الغربية فرضه على الانسان.
الجانب الاخر وهو الجانب الثقافي ولكي يكون الانسان حضاريا يجب ان يكون مثقفا وتكون له رؤيته الخاصة حول كونه انسان ودوره في الوجود وعلاقته بالانسان  من حوله ومحاولته فهم وتحليل الاشياء. والمثقف هو الانسان المتجدد الذي يتعلم دائما  (الحياة مدرسة ليس فيها صف منتهي) ولانه في عالمنا اليوم كل شئ يتغير بسرعة فقط قانون التغيير لايتغير فعلى الانسان الحضاري المتابعة والتجدد والتحليل والمثقف هو من يعيش معاناة مجتمعه ومن ينتقد الخطا بشكل حر.
وقد يعتقد البعض ان الثقافة هي مجموعة شهادات اكادمية او عليا قد لاتنفع المجتمع اذا لم تتفاعل معه واذا ارادت ان تخدم فسوف تخدم صاحبها فقط وهي عبارة عن كونها اوراق معلقة على الحائط او لاتتعدى فائدتها الغرفة التي علقت بها.
الجانب الاخر والمهم للانسان الحضاري هو الاهتمام بالجانب الجمالي للكون وللاشياء وذلك من خلال الفنون وبكل انواعها ويكون لهذه الفنون اهميتها في تهذيب النفس البشرية وتنمية الاحساس بالجمال ومهم جدا للانسان الحضاري ان يكون ملما بانواع الفنون ومتذوقا لها فهي تساعد في النضوج العقلي وتوسيع المدارك وتشكيل السلوكيات والمدارك وبالتالي دعوة مفتوحة للتامل والتفكير .
التجدد في الانسان الحضاري مهم جدا وخاصة التجدد الايجابي فكل انسان لديه ايجابيات وسلبيات في شخصيته واننا من خلال احتكاكنا بالناس بشكل مباشر  او الغير مباشر من خلال القراءة والمشاهدة او السماع فاننا نحاول ان ناخذ ونتعلم منهم صفات جيدة وانسانية لانملكها نحن في شخصيتنا ونحاول ان نلغي الصفة الرديئة في شخصيتنا وهكذا فان اي انسان نلتقيه فهو افضل منا بشئ واحد على الاقل وان كان هذا الانسان قاتل او لص او متشرد ونتيجة هذا التعلم المستمر نكون في ارتقاء دائم ومتنامي وهكذا تكون مؤهل ان تحمل لقب الانسان الحضاري
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا.

92

شعبنا يتناقص ويتاكل واحزابنا تنشطر وتتكاثر
من عيوب الديمقراطية أنها تجبرك على الإستماع إلى رأي الحمقى ( برنارد شو)

كثيرة هي فوائد وايجابيات النظام الديمقراطي وانها النظام الاصلح لغاية يومنا هذا على مستوى التطبيق والنتائج وكان القرن العشرين هو القرن الذي شهد ولادة هذا النظام وبالتالي انتشاره ليكون نموذجا مثاليا للنظام الراسمالي وانظمتها الحاكمة وبالتالي خضوع الشعب للقانون وهكذا نكون قد اعطينا فرصة لممثلي الشعب (نسب النجاح في التمثيل  تتفاوت حسب الخبرة والممارسة) لمراقبة الحكومة خوفا من وقوعها في الخطا والاستبداد ورغم الكثير من العيوب في النظام الديمقراطي, إلا أن مزاياه تبقى الأقوى.وان من اكثر عيوبه اتساع الهوة بين الديمقراطية النظرية كنظرية على الورق وتطبيقها عمليا على ارض الواقع من حيث انها لاتحقق حكم الاغلبية وانما تحقق حكم الاقلية السياسية وان استطاعت ان تحقق حكم الاغلبية ,فان الاغلبية ايضا سوف تنقاد نحو تحقيق مصالحها الخاصة الضيقة وخاصة عند عدم استقرار الوضع الامني والسياسي وقصر فترة الحكم ايضا من العوامل المساعدة على ذلك .
الديمقراطية تحتاج لكي تقترب من النجاح المثالي الى التطابق  بين المفهوم النظري والتطبيق العملي,والى شعب متكافئ في القدرات العقلية والثقافية والاجتماعية وحتى في الذكاء لكي يكون لكل فرد صوت وهذا الصوت يكون مكافئا لبقية الاصوات فلانستطيع ان نعمل مقارنة بين صوت لاستاذ جامعي في جامعة بغداد مثلا وبين صوت لامراة امية تعيش في احدى القرى العراقية والتي تعتقد ان نهاية العالم هي عند حدود القرية التي تعيش فيها .من هذا المنطلق ان عملية التكافوء في الاصوات هي عملية خيالية ولايمكن تطبيقها ولان الاقتراب من هذا التكافوء يزيد من نسب نجاح الانتخابات الديمقراطية وبالتالي محاولة الاقتراب من الكمال الديمقراطي ولهذا نجد ان الديمقراطية في الدول المتقدمة هي اكثر نجاحا واقترابا من التطبيق المثالي منها من الشعوب العربية التي تتميز بنسب كبيرة من الامية وفارق واضح بين الاقلية المثقفة والمتعلمة والاغلبية الساحقة الغير مثقفة والغير متعلمة . اذا هل نحتاج لتطبيق الديمقراطية بشكلها الصحيح ان نضع شروط على الناخب ليكون مؤهلا للانتخاب فكما نحن نضع شروطا معينة للمنتخب( بفتح التاء) كان يكون حاصلا على شهادة الاعدادية على اقل تقدير وان يكون حسن السيرة والسلوك وغير محكوم و.............. فلماذا لانضع شروط على الناخب وبذلك نكون قلصنا الفارق في كفاءة الناخب وبالتالي جعلنا نسبة وصول المؤهلين لتمثيل الشعب اكبر هذا على المستوى الوطني وكذلك بالنسبة للاحزاب واختيار قياداتها.
ولهذا السبب نجد معظم الديمقراطيات العربية واحزابها لاتاتي بافضل القادة والسبب يعود الى الاعتماد على هؤلاء الناخبين البسطاء. ولانستطيع ان نجد شعب من الشعوب وصل الى درجة من الوعي تؤهله كي يكون مراقبا جيدا لمن يمثلوه في اللعبة الديمقراطية وقد اجمع الكثير من المفكرين امثال افلاطون وسقراط وماركس وفيبر على ان الديمقراطية هي حكم الغوغاء..
الكوتا واللعبة الديمقراطية:
ان مثل هذه التجارب قد تم تطبيقها في الكثير من دول العالم وبضمنها الدول العربية وفي بلد عربي مثل الاردن يتم تطبيق نظام الكوتا منذ اكثر من نصف قرن وتوجد هناك كوتا للبدو وللمسيحيين وللشركس اي هناك كوتا اجتماعية ودينية واخرى اثنية .وليس خافيا على احد بان الحريات والحقوق السياسية والاقتصادية للاقليات و المراة والشباب هي من اكثرالشرائح المغيبة والمستبعدة قسريا عن دائرة الاحداث.ومايترتب عن ذلك من معاناة انسانية واضرار تنموية كبيرة. فعلى احزابنا الوطنية ان تبتعد عن الازدواجية الصارخة التي تعيشها من خلال الطروحات والكلام المنمق والتطبيق وذلك فيما يخص حقوق الاقليات والمراة والشباب . وان الازمات التي يعيشها برلماننا ومن ظمنها أزمة الهوية ، وأزمة التوزيع ، وأزمة التدخل ، وأزمة التكامل وان اية ازمة من هذه الازمات سوف تلقي بظلالها على الاقليات والمراة والشباب بشكل اكبر. وان اسلوب التنشئة السياسية والموروث الثقيل اضافةالى هشاشة وغياب المؤسسات التنظيمية الفاعلة كل هذه الامور قد القت بظلالها على اداء العديد من اعضاء برلماننا الموقر. واننا اذ نطالب باعتماد نظام الكوتا للاقليات ليس كمادة فقط ضمن قانون الانتخابات بل ادخاله كنص دستوري ايظا يضمن حقوق شعبنا بشكل عادل ومتوازن وهذا ماهو معمول به في الكثير من الدساتير الدولية.

وهناك عدة اساليب لتطبيق نظام الكوتا وذلك من خلال النصوص الدستورية التي تمنح للاقليات
تخصيص نسبة للتمثيل في المجالس واللجان في البرلمان والحكومة والاحزاب
القوانين الانتخابية التي تمنح نسبة محددة تمكن الاقليات من اخذ حقها المشروع. واخيرا وهذه مسوؤلية تتحملها الاحزاب السياسية الوطنية وذلك من خلال تبنيها اجندات وانظمة تتضمن تخصيص مقاعد للاقليات  وهناك الكثير من الدول التي ادخلت الكوتا في نصوص دساتيرها وذلك فيمايخص المشاركة النسوية وتمثيل الاقليات ومن هذه الدول فرنسا عام 1999 عن طريق تعديل دستوري . الأرجنتين عام 1991 , وجنوب أفريقيا. وهنا ياتي دور قيادات التكتلات الرئيسية والمهيمنة على البرلمان في التوجيه لممثليهم بدعم مثل هذه القرارات التي تدعم التوجه الديمقراطي السليم وتعطي لكل مكونات الشعب حقهم في التمثيل والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن والمستقبل.فاننا في الوقت الذي نطالب فيه الاحزاب والكتل الكبيرة في زيادة مقاعد الكوتا كي يكون لشعبنا الكلداني والسرياني والاشوري او بشكل اعم شعبنا المسيحي دور اكبر,ولان الكوتا خصصت على اساس الدين وليس القومية ولهذا يحق لاية مسيحي ومن اية قومية  الترشيح لعضوية البرلمان ضمن الكوتا ولكن الباب يكون مفتوحا للانتخاب وليس محدد ولهذا نتوقع لجوء بعض الاحزاب الخاصة بشعبنا والتي تجاهر بتاريخها النضالي الطويل وبقاعدتها العريضة والواسعة والتي لاتتجاوز في احسن الضروف عدة اللاف  الى شراء الاصوات من خلال عقد صفقات مع الاحزاب الكبيرة لضمان الفوز ببعض مقاعد الكوتا وخاصة ان السعر الانتخابي للمقعد الواحد خارج الكوتا قد يتجاوز ال50 الف صوت حسب نسب المشاركة بينما السعر الانتخابي لمقعد الكوتا لايتجاوز العشرة اللاف صوت او يقترب منه. هذا مايشجع الاحزاب الكبيرة ببضعة اللاف من الاصوات للحصول على مقعدين او اكثر والتي تكون مؤثرة عند توازن القوى الكبيرة داخل قبة البرلمان. ما نريد طرحه  في الوقت الذي نطالب القوى والاحزاب الكبيرة بزيادة مقاعدنا في الكوتا كي نكون ممثلين حقيقيين لابناء شعبنا ولكننا نجعل هذه المقاعد خاضعة وموجهة من قبل الاحزاب الاخرى وهذا بحد ذاته يعمل بالضد من الاسباب التي ادت الى تخصيص هذه المقاعد للمكون المسيحي عن طريق نظام الكوتا. هذا من جانب  وهل سوف يكون النائب المنتخب بهذه الطريقة مستقلا وقادرا ان يعبر عن ارادته وارادة  شعبه المسيحي الذي يمثله في البرلمان من جانب اخر.
ولان الكوتا هي كوتا مسيحية وليست قومية فلماذا لانترك هذه المقاعد للادارة الكنسية  ولو قد نواجه مشكلات اخرى ومن نوع اخر ولكنها بالتاكيد سوف تكون اقل حدة من الاختلافات والمشاكلات التي تواجها احزابنا في ترشيح من تراه مناسبا وتتفرغ الاحزاب القومية الانشطارية (فشعبنا يتناقص ويتاكل واحزابنا تنشطر وتتكاثر)  للدخول في المنافسة حالها حال بقية الاحزاب الوطنية الاخرى باحثة عن الناخب العراقي الوطني بشكل عام عبر طرحها اجندات وطنية شاملة وان لايكون هدفها الرئيسي الحصول على احد المقاعد اليتيمة للكوتا.الملاحظ على العملية السياسية العراقية ومنذ عام 2003  ان جميع التكتلات المبنية على الطائفة او الدين او القومية استطاعت بشكل او باخر ان توحد عملها واهدافها باستثناء احزاب شعبنا لازالت تتناحر وتتنافر ووتتكاثر ولم تستطيع من التوصل الى التوافق ولو بالحد الادنى والذي يصب بالفائدة عليهم جميعا هذا فيما يخص المصالح الخاصة لكل حزب متناسين الشعارات والتنظيرات التي يرفعها كل حزب.
د.عامر ملوكا
Christchurch/Newzeland


93
مسرح شيرا في استراليا
يتألق في أول باكورة أعماله
أيكيوت ومنيوت

في يوم السبت المصادف 3/8/2013 كان للجمهور موعدا مع العرض الاول لفرقة شيرا في ملبورن واول باكورة اعمالها المسرحية ( ايكيوت ومنيوت)، وبرغم هطول الامطار الغزيرة وبرودة الجو الا ان قاعة العرض امتلئت بكل مقاعدها بالحضور الذي وصل عددهم اكثر 250 شخص.
استغرق العرض ساعة من الزمن استمتع الحضور بالمشاهد المسرحية التي شدت الحضور منذ المشهد الاول حيث تفاعل الجميع مع المشاهد التي تنوعت بين الدراما والمعاناة التي يعانيها الانسان في الاغتراب والكوميديا الهادفة  ونقولها وبكل صراحة هي المرة الاولى في ملبورن التي يتم فيها عرض مسرحية بهذا المستوى وبزمن قياسي لم يتجاوز ال12 يوما وقد اشاد جميع الحاضرين بمستوى الاداء ومن قبل جميع الممثلين  وبحضور عدد من الاباء الكهنة وممثلي الجمعيات والاندية وجمع كبير من المثقفين ومتذوقي الفن المسرحي..وكانت كل التقنيات والتحضيرات ممتازة من حيث الصوت والصورة بالاضافة الى الاخراج الرائع وهندسة الصوت والاضاءة والديكور والتنسيق الاداري اضافة الى التنظيم الرائع..وهذا ما ستشاهدونه بعد ذلك على قتاة عشتار والمواقع الالكترونية واليوتيوب.
هذا العمل الرائع الذي تم التحضير له بالتنسيق مع المخرج المبدع  الاستاذهيثم ابونا
والاستاذ هيثم ملوكا والاشراف العام الدكتور عامر ملوكا.
حيث تم الاتفاق مع المخرج هيثم ابونا بعد ان تم  توجيه له دعوة من قبل  نادي بابل الكلداني الثقافي وجمعية نساء الكلدان في ملبورن وتم الاتفاق على القيام بعمل مسرحي .  وقد هيأ الاستاذ هيثم ملوكا كادر التمثيل الكامل والذي قام من قبل باخراج واعداد مسرحية (مذبحة صوريا) والتي نالت اعجاب الحضور في حينها.
وكان للاخت دلال سليمان رئيسة جمعية نساء الكلدان في ملبورن دور كبير في دعم
هذه المسرحية والمساندة لها. وقد ابدع المخرج والكادر التمثيلي والاداريين والمصورين ومشرفي الصوت في تقديم هذا العمل الرائع .والذي كان له صدى كبير لدى الجالية مما شجع الفرقة على تقديم عرض اخر للمسرحية والتي سيتم الاعلان عنه قريبا وهي فرصة للذين فاتهم هذا العرض في المرة الاولى.

الكادرالفني والاداري الذي شارك في مسرحية ( ايكيوت ومنيوت ).

تأليف وأخراج
هيثم ابونا
اعداد ومساعد المخرج
هيثم ملوكا
الاشراف العام
د.عامر ملوكا
الممثلون حسب الظهور

هيثم ملوكا ......... بدور(يوسف)
كوليا حيدو............بدور(الأم )
جمال اسطيفانا......بدور (توما )
أديب جلو ..........بدور  (بتو )
وداد عجمايا.......بدور  (سارة)
هيثم ابونا...........بدور (جبو)
سلوان سمير......بدور   (شمو)
ميخائيل الهوزي.. بدور (القس)
ديانا موسى ...... بدور  (ريتا)
رائدة ملوكا.......بدور   (بهرا)
ماثيو ملوكا.......بدور  (الملاك)
ماريو بوداغ...بدور ( الملاك)

مدير الانتاج.....دلال سليمان
تنفيذ الموسيقى والانارة
داني قيصر....لارا ابونا
التنسيق الاداري...نبراس بهنام
التشريفات:
صادق حيدو - شيرين بهنام
الن بنيامين  - هويدا ملوكا
المصوريين
زياد المركهي (موقع مركاي .كوم) – بشار اوشانا (قناة عشتار)
المتبرعين لدعم اعمال الفرقة
مخلص يوسف
اديب جلو
جمال اسطييفانا
وليد بيداويد
جون حداد( تهيئة قاعة البروفات)
والباب مفتوح لكل الاخوة الراغبين بدعم تاسيس الفرقة وديمومة عملها
جانب من العرض المسرحي
 




























 
ولمشاهدة بعض اللقطات من المسرحية على الرابط التالي
http://www.ankawa.org/vshare/view/4157/shera/

94
هل ينبغي أن أقرع الناقوس كلَّ ساعة وأقول أنّي كلداني:

ان الشئ الايجابي والصحي الذي نلمسه من سيادة البطريرك الجليل لويس ساكو هو تفاعله الايجابي والناضج مع هموم رعيته واهتمامه بالاعلام وكل مايكتب وياتي توضيحه الاخير والذي حدد الكثير من الامور بدقة كبيرة وبشفافية عالية وبمحبة مسيحية خالصة وخاصة انها تاتي بعد زيارته الرعوية المباركة لابناءه في استراليا.
ان كل ماجاء في توضيح سيادته وخاصة الجزء المتعلق بالجانب الروحي والايمان المسيحي ووحدة الكنيسة فكلها اشياء تعمل للخير وان الكنيسة وحدها ورجالاتها هم من يقررون ذلك وهم يعرفون اين تكمن مصلحة الكنيسة الان وفي المستقبل.
ان ماذكره البطريرك الجليل عن الرسالة المسيحية لايختلف عليه اثنان  ولان المسيح الذي هو راس الكنيسة لايطلب بناء الكنائس فارض الله الواسعة هي كنيسته والتي ليس لها حدود مكانية او زمانية والمسيح لايطالب باي منصب حكومي او برلماني والمسيح لايطالب بوطن محدد او بحكم ذاتي او ادارة محلية او غير ذلك الكثير, لاننا في اية مكان في العالم نستطيع ان نحيا مع المسيح  ولكن شعبنا هو بحاجة الى كل هذه الاشياء ويحتاج الى المزيد من الديمقراطية والحريات الدينية,فنحن فعلا نحتاج الى كل ماذكر اعلاه  كي نصبح كما قال البطريرك الجليل " حان الأوان لندرك أن كنيستنا الكلدانية الكاثوليكية مدعوَّة في وجدانِها وضميرها إلى أن تُحوِّل واقعَها إلى نور القيامة والحياة والتجدد، وبالتزام كاملِ الوفاء، وأن يُساهم ابناؤها، رجالاً ونساءً، مساهمةً فعالة في رسم مستقبلها بخطوط واضحة، لا بالكلام والانتقادات، بل بالافعال والاقتراحات وبمنهجيّة علميّة سلِسة تغدو قوّة تغيير فاعلة في المجتمع. وهذا يتطلب أن نتعاون ونتكاتف، وهو معنى وكُنه وقوة عمل السينودس القادم عن قريب.".اما ماجاء في توضيح سيادته حول العقوبات بحق المتجاوزين هناك إجراءاتٌ قانونية تنظّم سلوكيات غير مسؤولة في الكنيسة (ق25 و1447 و1452) لا نتمنّى اللجوءَ إليها! فاننا على ثقة كاملة ولان بطريركنا الجليل ساكو وكما قلنا له في مقابلتنا معه بان رجل الدين الحقيقي عندما تراه فان لمست في طلته امتداد لنور المسيح فيه فانك فعلا ينتابك احساس بانك تقف امام رجل من رجالات المسيح الحقيقين وما اندرهم هذه الايام ,لدينا رجال دين كثيرون ولكن رجال السيد المسيح قليلون . "عندك المغفرة .لكي يخاف منك" سفر المزامير 130:4
فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ،
 مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3
ان مثل هذه العقوبات الكنسية هي بالتاكيد تشمل كل من يمس رئس الكنيسة واساقفتها الاجلاء بشكل خاص والكنيسة كمؤسسة بشكل عام.
نحن متاكدون من ان حكمة ومحبة سيادته لكل الرعية وبمختلف توجهاتها سوف لم ولن يلجا الى القوانين الكنسية لاننا كعائلة واحدة وكجسد واحد في السيد المسيح كما ونتمنى من الجميع ان يتم التواصل بين الكنيسة والرعية وخاصة في القضايا الحساسة والتي قد يكون لها مردود سلبي على الكنيسة والشعب ان يتم ارسالها بشكل شخصي ومباشرة الى سيادة البطريرك او الاساقفة الاجلاء وليس كل ماهو مكتوب يصلح للنشر ويمكن ان يناقش على صفحات الانترنيت.
ناتي الى الجانب الاخر من توضيح البطريركية  , الجانب القومي للكنيسة  وقومية رجالات الكنيسة ومدى او الدرجة التي تمكن رجل الدين من الدخول في الجانب القومي او السياسي والذي ينادي ويطالب به ابناء الرعية .
ان الواقع الجديد لبلدنا العراق وحرية التعبير والتوجهات القومية والطائفية وحتى العشائرية وايضا الواقع الجديد لجزء كبير من شعبنا الذي يعيش في بلاد الاغتراب ايضا والذي يعيش واقعا جديدا من الانفتاح والحريات  كفيلة بان تجعل من قادة الكنيسة ينظرون الى الامور نظرة مغايرة لما كانت عليه في زمن الدكتاتورية  وان  زمن الديمقراطية له قواعده والتزاماته وذلك من خلال تشجيع الغير مرتبطين بالكنيسة مباشرة  على التفاعل الايجابي مع الاحداث السياسية داخل الوطن وخارجه وان هذا الدور مهم وضروري في حياة المؤمن المسيحي  وبالطريقة التي تحقق العدالة السماوية والخير والمنفعة لكل المجتمع.ان المطالبة بالحقوق القومية التي تنادي بها التكتلات السياسية هي سياسية بحتة ولايمكن ان يطالب ابناء شعبنا بحقوقهم بدافع الدين ولهذا لم نشهد ولادة حزب مسيحي التسمية او تحت شعار ديني  وان  بعض التكتلات بدات تعي هذه الحقيقة وتعتقد هذه التكتلات بان قوتهم تنبع من استقلاليتهم عن الكنيسة من ناحية طرح المطالب والاستحقاقات. فان الله وكنيسته تشجع المؤمنين على المشاركة الفاعلة والايجابية الوطنية والسياسية والاجتماعية  وهكذا تطلب الكنيسة من ابنائها ان يكونوا عناصر مهمة وايجابية في بناء الوطن ومساهمين في العمل الوطني من الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكل مافيه خدمة المجتمع.وان يكونوا مواطنين صالحين يخدمون الكل ويضحون من اجل الكل ويقاومون الظلم دون التنازل عن الحقوق .
واذا اخذنا الكنيسة الكلدانية ورجالاتها فنلاحظ عدم وضوح الرؤيا لديها او لديهم فبين مؤيد وداعم للتوجهات القومية وهذا ممثل الى حد بعيد بمطارنة الخارج المطرانين الجليلين مار سرهد جمومطران ابرشية مار توما ومقرها سان دييكو ومار ابراهيم ابراهيم مطران ابرشية مار بطرس الرسول ومقرها ديترويت وهذه وجهة نظر نحترمها ونقدرها خاصة اذا جاءت بشكل متوازي ومتناسق مع الجانب الكنسي والروحي وان تجربة المطرانين الجليلين لهية تجربة رائدة وناجحة وسوف تحسب للمطرانين الجليلين على مر التاريخ فان دعمهما لرعيتهما بالمطالبة بالحقوق القومية والسياسية لم ياتي على حساب الجانب الرئيسي والمهم وهو الجانب الكنسي والروحي فنرى الانجازات والنجاحات الكنسية والروحية التي تحققت لهتين  الكنيستين لانملك الا ان نقف لها اجلالا واحتراما . وفي الطرف المقابل هناك من المطارنة ليس لديهم رؤية واضحة اتجاه الحس القومي وسبب ذلك اما من عدم المبالاة او نتيجة الضروف السياسية والاجتماعية المحيطة به.
لازالت الكنيسة   الكلدانية  بشكل عام تتحسس من التوجهات القومية لابنائهم الكلدان ونعتقد في جوانب كثيرة منها تتعلق بكون الكنيسة الكلدانية تخشى على مكانتها وسلطتها من نمو المشاعر القومية الكلدانية لدى الكلدان وخاصة ان الاغلبية الساحقة لشعبنا الكلداني لازالت  تنظر الى القيادات الدينية على انها المسئولة عنهم سياسيا ولابد هنا من التاكيد لانريد ان تتحول رسائل رجال الدين الكلدان الى رسائل قومية لاننا نستوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي تشمل جميع مسيحي العراق في ظل الظروف الشائكة والمعقدة ولكن هذا لايمنع من توصيل الرسالة وباشكال واساليب مختلفة .
وان مثل هذه النظرة والتي كانت سائدة لغاية السقوط كانت موفقة الى حد بعيد والتفات الكلدان ومعهم كنيستهم الى الحفاظ على ابناءها من خلال اهتمامهم بالعلم والتقدم الاجتماعي والفكري والروحي كانت احد الاسباب التي ادت الى  تاخر الوعي القومي لدى الكلدان كما يحب البعض وصفه ولكن بعد السقوط والانفتاح فان هذه النظرة المتحسسة لابد لها ان تتغير وان تتماشى مع كل المتغيرات التي تحصل في العراق او في العالم من حولنا وقد ادى  هذا الوضع  الى ظهور تكتلات ومنها المثقفين الكلدان في الداخل والمثفقين المهاجرين  والمهجرين في الخارج  والتي تمتلك المزيد من حرية الحركة والفعل وهي قادرة من ان تشكل قوى داعمة ومؤيدة للطروحات والتوجهات التي تخص ابناء شعبنا في الداخل وخاصة بعد هجرة الكثير من العقول والكفاءات  والقوى الفاعلة  من شعبنا الى خارج العراق(ان الموزاييك الذي يتصف به ابناء شعبنا في الداخل يكاد يتطابق مع ماهو موجود في الخارج) وما انعقاد المؤتمر الكلداني القومي في مشيكان الا خطوة في الطريق الصحيح وان نجاح الكلدان من خلال وحدتهم ونيل حقوقهم ماهو الا نجاح لكنيستهم ونجاح لكل المسيحين في العراق وخارجه لان الوحدة الكلدانية هي بالتاكيد وحدة لكل مسيحي العراق لما يشكلونه من ثقل عددي كمي وثقافي نوعي .
في ختام مقالنا اننا جميعا واثقون من ان سيادة البطريرك سوف يقود الكنيسة الى فضاءات مليئة بالمحبة والوحدة والتجدد وياحبذا ان يوجه سيادته ابناء كنيسته من الاساقفة والكهنة والشمامسة ان لاينسو وهم يؤدون واجباتهم الكنسية انهم تلاميذ المسيح وخدام الرعية وليسوا موجهون لاداء عمل كاي موظف يؤدي عمله اليومي بشكل روتيتي وان تواضع ومحبة البابا الجديد وتقبيله لارجل السجناء ويدي المونسنيور روفائيل قطيمي جعلتنا نفتخر كوننا مسيحيين ونخجل في نفس الوقت ان لانملك كل هذه المحبة والتواضع في ذواتنا, انها لمسات روحية رائعة افتقدتها كنيستنا ومنذ زمن بعيد ياحبذا لو نرى قريبا لمسات روحية لسيادة البطريرك لويس ساكو وبقية الاساقفة والكهنة لما لها من تاثير كبير على المؤمنين وغير المؤمنين.

شكرا سيدي البطريرك فان قرعتك للناقوس هذه المرة كانت مدوية وصداها سوف يظل لوقت طويل ومداها سوف يصل كل مكان .
د.عامر ملوكا
ملبورن/استراليا


95
المؤتمر الكلداني القومي العام
وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية

تفصلنا  ايام  معدودة على انعقاد المؤتمر الكلداني العام هذا المؤتمر الذي ياتي متزامنا مع التطور والارتقاء الذي حصل في الشعور القومي لغالبية الكلدان ان كانوا داخل العراق او خارجه وعلى الرغم من كثرة العوامل والمسببات التي تجعل من هذا التطور والارتقاء بطيئا بعض الشئ والذي يجعلنا اكثر اطمئنانا ان هذا التطورياخذ خطا تصاعديا وان مايدعم هذا الاطمئنان الاصرار والعزيمة العالية لدى الكثير من المثقفين الكلدان ومواصلتهم العمل الدؤوب من اجل الحفاظ على الهوية القومية ولاهمية انعقاد هذا المؤتمر كان لابد من طرح بعض النقاط التي لابد من توفرها لانجاح هذا المؤتمر وتحقيق كافة الاهداف التي عقدت من اجله ومن وجهة نظرنا الخاصة ان مجرد انعقاد هذا المؤتمر وبهذا الحجم وتحت شعار "وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية" يعد بحد ذاته نجاحا وتطورا كبيرا في العمل المؤسساتي لكل القوى والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الكلدانية.
ومن النقاط التي تدعم نجاح المؤتمر
ادارة المؤتمر من قبل جهة واحدة ان كانت شخصية واحدة او عدة شخصيات او مؤسسة تتمتع بالخبرة ومقبولة من قبل جميع الاطراف وان تكون هذه الشخصيات متحلية بالحكمة والمنطقية والاعتدال اضافة الى المحبة الاحترام وان توفر هذه المواصفات سوف نضمن نجاح سير جميع فعاليات المؤتمر وبنجاح وان عدم النجاح في هذا المفصل قد يؤدي بالمؤتمر الى الانعطاف عن الاهداف التي عقد من اجلها اضافة الى الفوضى التى قد تحصل نتيجة التضارب بالاراء
ولضمان نجاح هذه النقطة ايضا يجب
ضمان فرصة التعبير لكل المشاركين وان يكون البيان الختامي متضمنا لكل الاراء ويتم احالته الى لجنة المتابعة و تسجيل وتدوين وقائع المؤتمر وخاصة ماتم الاتفاق عليه ومااختلف عليه والالتزام بالاوقات المحددة للمحاضرين والمشاركين في الحوار والعدالة في المشاركة.وفسح المجال لكل المشاركين بالادلاء بارائهم والمشاركة واخيرا الالتزام بجدول اعمال المؤتمر .
التحضير والاعداد المسبق لاعمال المؤتمر.
ان الاعداد والتحضير المسبق للجنة التحضير والاعداد من خلال طرح جميع الفعاليات المعدة مسبقا كي يطلع عليها المشاركون سوف يكون لها اثرا كبيرا في نجاح المؤتمر وذلك من خلال
معرفة المشاركين بطبيعة وشكل الفعاليات التي سوف يشاركون بها سوف يساهم كثيرا في نجاح هذه الفعاليات من خلال التحضير المسبق اضافة الى عدم جر الاجتماعات والنقاشات الى مواضيع وامور جانبية هي ليست باهمية ماتم الاعداد والتحضير له اضافة الى ان معرفة المشاركين بنوع الفعالية وزمنها المقرر يساعد كثير في المشاركة الفعالة للمشاركين بعيدا عن التعب او الملل الذي قد يؤدي بهم الى  ترك الاجتماع .
اما العامل الثالث فهو الراحة النفسية والجسدية للمشاركين وكل مايتعلق بوقت الوصول والاقامة وتهيئة الاجواء المريحة كل هذه الامور سوف تساعد على انجاح المؤتمر اضافة الى ذلك انضباط جميع المشاركين في الحضور والالتزام باوقات الاجتماعات والندواة وايضا عدم الانشغال بالامور الجانبية والخاصة لغاية انتهاء جميع اعمال المؤتمر
واخيرا دور المكان واهميته في انجاح اعمل المؤتمر من حيث ملائمة وجاهزية القاعات ووقت الاجتماعات اضافة الى البرامج الترفيهية المرافقة لاعمال المؤتمر
ولابد لنا من ان نوجه هذه الكلمات لاخوتنا المشاركين في اعمال المؤتمروخاصة ان شعار المؤتمر"وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية" اي ان وحدتنا ووحدة خطابنا هي الضمانة الحقيقية لنيل حقوقنا القومية والوطنية   وان انظار كل الكلدان تتوجه اليكم وان نجاحكم هو نجاح لكل الكلدان في ارض الوطن وخارجه وهو نجاح ايضا لجميع مسيحي العراق لابل لكل العراقيين والاحرار في العالم.
ومن خلال معرفتنا بالاخوة الافاضل في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكلداني العام الذي سينعقد في مشيكان للفترة من 15/5 – 19/5/2013 ونذكر على الخصوص الاخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد لما يتمتعون به من روح المسؤولية والاعتزاز العالي بكلدانيتهم اضافة الى المصداقية والشفافية في التعامل مع كل القضايا التي تهم الكلدان ونحن على ثقة ويقين عاليين من نجاحهم في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة وعلى مستوى عالى من المهنية ولايسعنا الا ان نتقدم لهم ولكل الجهود المخلصة التي قدمت وساهمت في انجاح هذا المؤتمر بكل كلمات الشكر والعرفان .
 
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا

96
فن التعامل مع الناس:
كنت قد القيت محاضرة في قاعة كنيسة حافظة الزروع في مالبورن بدعوة من الاخوة في اخوية الكنيسة ووجدت  من الفائدة ان انشر قسم ماجاء فيها من افكار وتجارب قد نستفاد منها جميعا ,وان معظم الافكار والتجارب هي متاثرة اذا لم تكن قد اخذت روحها من تعاليم الكتاب المقدس وسيرة وحياة معلمنا السيد المسيح له كل المجد.
ماذا نحتاج لكي نتعامل مع الناس:
علينا ان نؤمن ونتذكر دائما باننا سوف نغادر هذا العالم يوما ما
ان الاحساس وعدم النسيان بان نهاية كل انسان هي الموت ودائما اكرر مااعتقدته سابقا بان كل اربعة زيارات لاماكن العبادة نحتاج على الاقل زيارة واحدة للمقابر لاننا كبشر قد منحنا الله نعمة النسيان ولاننا نعيش في عالم الماديات وكل شئ مرتبط بالمادة ونتيجة لهذا الارتباط فاننا نتحول من حيث ندري او لاندري الى مجتمعات شبيه بمجتمعات النحل والنمل ولو نظرنا في الساعات الاولى من الصباح ومن الاعلى على المدينة فسوف ترى النمل والنحل يسير بشكل موجه خالي من اية مشاعر مسلوب الارادة مسير وليس مخير فبالتاكيد سوف تتعمق فينا ظاهرة النسيان وبالتالي سوف نتجاهل عن قصد او عن جهل اننا سوف ننتهي في يوم ما فيجب ان نظهر كل ما لدينا من حب تجاه الاخريين ولانبخل باية كلمة او لفتة جميلة اتجاه اية انسان واننا حين نحبس الحب في داخل كهوف اعماقنا فان جذوره سوف تنمو في ظلمة الجحيم. واننا نحلم بالخلود واننا سنفعل كذا وكذا وسنشتري كذا وكذا
دعوة لكي نتصور عالمنا كيف يكون لو ان الموت ليس نهاية الانسان على هذه الارض وان نهايته الخلود الابدي فهل كان العالم سوف يستمر لغاية يومنا هذا . دعوة للتامل في هذا العالم انا اعتقد ان هذا العالم سوف لن يستمر ولن يقوى على الصمود وسوف ينتهي سريعا ولان الانا سوف تطغي على كل شئ وبعدها تدخل في صراع مع الانا في الجانب الاخر وبشكل دائم ومصيرها جميعا الفناء.   .
علينا ألا نلوم غيرنا عسى ألا نلام، فلنصحح أخطاءنا ونصلح عيوبنا
بالكيل الذي تكيلون يكال لكم
كان هناك فلاح كل مايملك بقرتان حلوب وحاول ان يجد مصدرا للرزق يعينه في تربية اطفاله فتحدث مع البقال وهو يشتري منه كيلو سكر فاذا بالبقال يقترح عليه صناعة الزبدة من حليب البقر ليبيعها في محله وهكذا اقتنع الفلاح وبدا بصناعة الزبدة وتجهيز البقال وبعد فترة من الزمن جاء احد الزبائن ليشتكي من نقص وزن الزبدة وهي 900 غرام بدل الكيلو وكان هذا الموقف مثار غضب البائع وانتظر قدوم الفلاح ليوبخه على فعلته واذا بالفلاح يصل الى البقال ومعه الزبدة واذا بالبقال يوبخه على عدم الامانة في الوزن فاذا بالفلاح يرد بانه لايملك اوزان في البيت كل مايملكه ميزان قديم ذو كفتان وانه قد اشترى كيلو سكر منه وكل مايفعله هو ان يزن مايقابل هذا الكيلو.
فلنحاول إذن أن نمنح الناس التقدير والمديح وتعدد الصفات الطيبة فيهم عند لقائهم.
كلنا نحب الشهرة ونحب ان نكون في المقدمة ونحب الالقاب والصفات وتعظيم الانا فعندما تحاول ان تعدد اسماء مجموعتك المشاركة في عمل ما فاول ماتبدا باسمك ومن ثم تذكر الاخريين وهكذا نرى الالقاب والصفات سلطان الطرب,الامبرطورو..........
حاول ان تعطي المقابل انطباع جميل من خلال تضخيم وبشكل مقبول من المواهب والصفات الجميلة التي يمتلكوها ولاتتحدث عن نقاط الضعف او سلبياتهم اذا كانت لاتهمك.
,وان نحكم على الاخلرين كما نحب ان يحكموا علينا لو كنا محلهم
وان نتنافس معهم تنافس شريف:
كان هناك شارع للخياطين الروس وفي هذا الشارع كان يتواجد افضل ثلاث خياطيين في العالم. في احد الصباحات حضر الخياط رقم واحد والخياط رقم 2 ولاحظا ان الخياط رقم ثلاثة قد وضع يافطة مكتوب عليها (فلان الفلاني افضل خياط في العالم) ,وفي اليوم الثاني علق الخياط رقم 2 يافطة تحت عنوان (فلان الفلاني افضل خياط في روسيا)وفي اليوم التالي علق الخياط رقم 1 في العالم يافطة تحت عنوان(فلان الفلاني افضل خياط في الشارع)
 
نهتم بما يحب الاخرون وبهمومهم
يجب ان نهتم بالاخرين ونقدم لهم الخدمات
قصة الكتاب المشهوريين.
كان هناك مشروع لطلبة قسم الاداب حول كتابة القصة ومن متطلبات المشروع استشارة كتاب قصة من المشاهير والحاصلين على جوائز نوبل .فبعث الطلبة برسالة مفادها انهم يقدرون عاليا مساهمتهم في ابداء الرائ والمشورة ولانهم يعرفون ان وقتهم ثمين ولايستطيعون الحضور شخصيا ولهذا سوف يرسلون ورقة استبيان لغرض ملئها وارسالها بالبريد واذا بالطلبة يتفاجئون بحضور كتاب القصة المشهوريين الى الندوة.
ابتسم للاخرين وان كنت مهموما فهذه مشكلتك انت وليست مشكلتهم.
اذا كانت لديك مشكلة واذا كنت مهموما فليس من حقك ان تنقل ذلك للاخرين وان الابتسامة لغة عالمية تخرج من القلب وتدخله بدون استاذان فتسلح بها واجعلها مفتاح لاشاعة روح الصداقة والمحبة والبهجة في كل مكان تحل فيه.
كان هناك مراهق يقود السيارة بتهور ويستخدم هورن السيارة بشكل مقزز وغير طبيعي واستمر بذلك وخاصة بشكل موجه للسيارة التي امامه واذا بصاحب السيارة يتوقف ويظهر شخص ضخم مفتول العضلات وقد اغضبه تصرفات المراهق وهو يتجه نحو المراهق واذا بالمراهق يمد يده للمصافحة ومعها ابتسامة عريضة لينهي بذلك موقفا محرجا كان سيتعرض له.
فإذا أردت أن يحبك الناس فاذكر أن اسمهم هو أحب الأسماء إليهم.
شيئا تمتلكه ويستخدمه الاخرون هو اسمك جميعا نعتز باسماءنا وجميل اكثر ان يتذكرها الاخرون .
كان لاحد الاطفال ارنبة وولدت عشرة ارانب صغار ولان عائلة الطفل غير قادرة على اطعام العشرة ارانب فجاءت فكرة لديه دعا فيها جميع اصدقاءه وسمى كل ارنب باسم احدهم على شرط ان يجلب طعام له فوافق الجميع وتحمل المسؤولية والمتابعة وبهذا احتفظ بكل الارانب.
اذا اردت ان يحبك الناس فكن مستمعا طيبا وشجع محدثك على الكلام عن نفسه
ان الله خلق لنا اذنان وعينان وفم واحد فلله حكمة في ذلك اي ان نسمع ونراقب اكثر مما نتكلم وايضا خلق الاذن قريبة جدا من الفم لكي تسمع الكلام وتقيمه قبل ان يخرج من فمك وقد قيل سابقا ياليت لي رقبة كرقبة الجمل لافكر في الكلمة قبل ان اقولها.
كان هناك احد الكتاب المشهورين حاضرا لاحدى الامسيات وكان قد رجع من رحلة الى ادغال افريقيا واذى بزوجة احد السفراء اللذين خدموا في افريقيا تلتقيه وتسلم عليه وهو يرحب بها وعرفت انه كان في رحلة الى افريقيا واذا بها تحدثه بشغف عن تجربتها في افريقيا وهو فقط يستمع لاكثر من نصف ساعة دون ان ينطق بكلمة وبعد ان انتهت وقابلت اخريين فقالت بان السيد فلان متحدث بارع وصاحب اتكيت ومثقف من الدرجة الاولى.
أن الطريق المؤدية إلى قلب الإنسان هي أن تكلمه في الأشياء التي يلم بها .
فإذا أردت أن يحبك الناس فتكلم بما يسر محدثك ويلذ له.
جميل ان تعرف كل شئ عن شئ واحد وخاصة في مجال عملك واختصاصك والاجمل في مجال الحياة(الحياة مدرسة ليس فيها صف منتهي) ان تعرف شئ عن كل شئ.
فعندما نقابل الناس فهم ينتمون الى مهن واهتمامات مختلفة فاذا كنت عالما في اختصاصك وتجهل الكثير عن ماحولك فانت سوف تكون في مازق لكي تتواصل مع المجتمع والاخر, انا شخصيا اعرف الكثير من الاكاديمين والاطباء واصحاب الكفاءات يعرف كل شئ عن اختصاصه ويكاد لايعرف الا القليل القليل عن مايدور حوله فتراه وحيدا لايحب اللقاء او التواصل مع الاخرين ويكاد يكون معزولا ..
عندما كنا في مرحلة الشباب وكنت حينها طالبا للماجستير التقيت باحد الاخوة وكان في المرحلة المنتهية قسم المسرح وبدانا نتحدث واحدثه عن المسرح التجريبي والبانتو مايم
ولاني كنت قارءا جيدا وكنت اؤمن بان كل شئ مكتوب يستحق القراءة فكنت اقراء في العطل المدرسية الجرائد والمجلات من اول كلمة في الصفحة الاولى الى اخر كلمة في الصفحة الاخيرة فكانت الصفحات الداخلية تنشر مواضيع في الادب والفن والنقد بشكل تخصصي فكنت اقرئها جميعا وفي نهاية اللقاء سالني صديقي عفوا اية سنة انت تخرجت من قسم المسرح .
فإذا أرت أن يحبك الناس فأسبغ التقدير على الشخص الآخر واجعله يشعر بأهميته
كل شخص نلتقيه فهو افضل منا بشئ واحد على الاقل . لايوجد انسان كامل الا السيد المسيح واننا نسعى جميعا للكمال ونبدا من خط شروع واحد وخط النهاية هو للكمال هو خط موجود وغير موجود في ان واحد لان الانسان وبطبيعته البشرية يعجز ان يصل اليه ولكن افضلنا هو من يكون في المقدمة .
طالما تحدثت عن الانسان الحضاري ,الانسان الحضاري هو ذلك الانسان الذي يحمل الاشياء الجميلة والقبيحة في شخصيته ولكنه قادر على التعلم والتغيير نعطي مثلا شخص لايحب ان يساعد الاخريين عند المرور بازمة فلو قابلت شخص يساعد فاحاول ان ااخذ هذه الصفة وارفع صفة الانانية وحب الانا من شخصيتي وهكذ لو قابلت شخص يحترم الموعد والوقت اكثر مني فسوف اتعلم منه واضيف هذه الصفة الى شخصيتي وهكذا نحن نتعلم كل يوم اما الانسان الغير حضاري وما اكثرهم في مجتمعاتنا فهو ذلك الانسان المحافظ على ايجابياته وسلبياته منذ ان تكونت شخصيته ولا يقبل ان يتغير.
عندما هاجرنا من بلداننا الشرقية مجبريين الى بلاد الملائكة والجن لطالما شغلني مصطلح الانسان الحضاري وكم شغل تفكيرنا هذا المجتمع الجديد وكانت يبهرنا مدى التقدم التكنلوجي والعلمي ورفاهية الانسان في هذه البلاد وعندما جئنا الى هنا اكتشفت وكما توقعت ان الانسان هو الانسان بايجابياته وسلبياته ولان هذه المجتمعات قد ايقنت ان واحد من اهم عوامل ضبط الانسان وتقويم جانب كبير من سلبياته الا وهو القانون وكما نعرف ان ثلاثة عوامل مهمة هي التي تضبط سلوك الانسان وتحدد تصرفاته داخل المجتمع وهي القانون (الممنوع) والدين (الحرام) والعادات والتقاليد (العيب) ,في مجتمعاتنا الشرقية القانون ضعيف بحكم تركيبة المجتمع وتاثره بالموروث الديني والقبلي. العادات والتقاليد هي ايضا تاثرت كثيرا بالمجتمعات الغربية وهي اخذة خطا تنازليا وهكذا مع الدين لم يعد ذلك العامل المهم الذي ينظم المجتمع وخاصة عندما يتقاطع مع المصالح الشخصية لكل فرد او مجتمع والاجتهاد الحاصل لنفس المفهوم لدرجة هناك اجتهادان لنفس المفهوم يتقاطعان مئة بالمئة  ولهذا نرى التخبط الذي تعيشه هذه المجتمعات اما المجتمعات المتطورة فاعتمدت على القانون بالرغم من ان  القانون الصارم يكون له ضحايا ولكن كل هذا يهون مقابل الايجابيات العظيمة التي يجنيها المجتمع من هذا التطبيق الصارم اما العادات والتقاليد فهي في انحسار وتكاد تندثر على الرغم من وجود نسبة ضئيلة لازالت متمسكة بالعادات والتقاليد الاصيلة لمجتمعاتهم اما الدين فاصبح شيئا يعود للشخص ولاننا جميعا نسعى لكي نملك هذا العالم فاصبح الدين من اهتماماتنا الثانوية ويكاد المجتمع الغربي بغالبية عظمى ومنذجيلين او ثلاثة اجيال بالكاد يذكر ان اباه كان مسيحيا .
اية نموذج هو الافضل ؟؟؟؟؟
لايمكن ان نجزم وان كانت الكفة في النهاية سوف تميل الى النموذج الغربي وتطبيق القانون الصارم ونعود لنتحدث عن الانسان الحضاري فالقادم من الشرق يحافظ على ايجابياته وما اكثرها ومنها وحدة العائلة الايمان بالله احترام الوالدين وغيرها الكثير ويحاول ان يكتسب ايجابيات الغرب كاحترام الوقت واحترام العمل واحترام القانون البعض يقول واحترام الانسان ,ان احترام الانسان جاء نتيجة لاحترام القانون الذي ينادي بالمساواة اما الانسان الغربي فهو كالانسان الشرقي اي لطبيعته البشرية ينظر لك كاجنبي غريب وانك تاتي بالمرتبة الثانية او الثالثة بعده ولكن القانون الصارم يجبره لان يبتسم ويتعامل معك بالمساواة ولكن مهما وصل القانون الى درجات الكمال ومهما شددوا الصرامة في تطبيقه فسوف لن تتساوى معه وخاصة الجيل الاول والثاني وربما الثالث وخاصة اذا بقيت محافظا على بعض من بقايا شرقيتك.
لابد من الاشارة ان معظم القوانين المطبقة في البلاد الغربية هي مستقاة او امتداد او متاثرة بتعاليم الانجيل المقدس.
لاتفعل شئ في السر تستحي ان تفعله في العلن
طالما نبتسم بوجه الاخريين ونحن نظمر لهم الشر وطالما تصرفنا في العلن بما يتماشى والمجتمع ولكن في داخلنا او في السر نفعل العكس. تصرف في السر كما انت اما ان تمتلك عدد من الاقنعة وتستعملها كلما تطلب الامر فسوف ياتي اليوم الذي سوف يظهر وجهك الحقيقي .
كان هناك قرية وقد اصابها الجفاف والجوع فما كان من كبير القوم الا ان يناشد جميع الاهالي بان يقدموا كاس حليب ويضعوه في حوض كبير موضوع في غرفة على ان يتم ذلك في الليل دو ان يراك احدا , وهكذا حضر كل سكان القرية وكل واحد بدوره يضع كاس الحليب لاطعام الفقراء كي لايموتواواذا باليل ينتهي واذا بكبير القوم يحضر ليوزع الحليب على المحتاجين واذا به يكتشف ان الحوض الكبير مملوء بالماء . فقد ظن الجميع ان كاس ماء واحد سوف لن يؤثر على حوض كبير من الحليب.
اذا اردت ان تقول شيئا فليكن شيئا مفيدا او جميلا عن الاخرين وبعكسه لاتقل شئ.
عندما كنت محاضرا في الكلية الهندسية العسكرية سالني احد زملائي عن بنت زميلة لي في الجامعة وعن رائ الشخصي بها وكانت اجابتي تشمل كل ماهو حسن ولله الحمد لم اذكر سلبية واحدة قد لاتكون لها تاثير على ماراد سماعه واذا به يخبرني بانها زوجته ورغم اني كنت قد تصرفت بما يتماشى مع ماؤمن به وعلمني هذا الموقف ان نتفوه بالاشياء  الجميلة وان نتفوه بكلمات جميلة على الدوام.
 
فلكي تجتذب الناس إلى وجهة نظرك لا تجادل واعلم أن أفضل السبل لكسب الجدال هو أن تتجنبه.
اذا كانت لديك فكرة ولدي فكرة وتحاورنا فسوف يكون لدي فكرتان ولديك فكرتان اما ان كانت لدي تفاحة ولديك تفاحة وتبادلنا التفاحات فسوف يكون لديك تفاحة ولدي تفاحة هكذا ندخل الحوارات مع الاخرين من مبدا الحوار والنقاش لا من مبدا الجدل الذي يحاول كلا الطرفان ان يفرضا مايؤمنون به.
فإذا أردت أن تجتذب الناس إلى وجهة نظرك احترم آراء الشخص الآخر ولا تقل لأحد إنه مخطئ .
عادة مانتحفز ونكون في اهبة الاستعداد لكشف اخطاء الاخرين وبشكل لاشعوري كي نكون نحن دائما في المقدمة تمهل قليلا لانه قد تكون انت من يخطا في المرة القادمة وايضا انت تجعل الاخريين يراقبون تصرفاتك واخطائك ويضعوها تحت المجهر. وعندما تريد انت تخبر الاخر بخطاءه فلا تقول له انت اخطات بل تستطيع ان تبين له انك انت ايظا لو كنت محله كنت سترتكب نفس الخطا او قل له ان مانجز جيد ولكن من خلال معرفتي بقدراتك تستطيع فعل افضل من ذلك والغي كلمة لا من قاموسك واستبدلها بنعم ولكن اعتقد ........... فلكي تملك زمام الناس دون أن تسيء إليهم أو تستبد عنادهم: قدم اقتراحات مهذبة ولا تصدر أوامر صريحة .
انظر الى الصورة ادناه واكتب تعليقك قبل ان تكمل قراءة النص.
الكثير منا سوف يركز على النقطة السوداء وينسى كل ماهو ابيض هكذا نحن عندما ننظر الى اهلنا واقاربنا واصدقاءنا .
فإذا أردت أن تجتذب الناس إلى وجهة نظرك فسلم بخطئك إن كنت مخطئا.
الجزء الثاني في مقالة لاحقة.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا


97
هل للعلمانيين دور في انتخاب البطريرك القادم     
     
   
تاتي استقالة البطريرك الكلداني  الجليل في هذا الوقت العصيب من تاريخ الكنيسة الكلدانية  وان جاءت متاخرة بعض الشئ وفي هذه السطور لسنا بصدد تقييم
فترة خدمة غبطة الكاردينال دلي وان ما يهمنا من هو البطرك القادم الذي سوف يقود الكنيسة الكلدانية وماهو المطوب من البطريرك الجديد لكي يقود الكنيسة وشعبها الى بر الامان وان تاخذ الكنيسة دورها الفاعل والبارز. هل يجب ان يكون دور البطريرك الجديد  ديني روحاني فقط ام يتجاوز ذلك الى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ليكون للكنيسة الكلدانية حضورا ودورا فاعلا ومؤثرا في المجتمع العراقي بشكل عام والشعب الكلداني المؤمن بشكل خاص .  لابد للبطريرك الجديد ان يكون روحانيا ومستوعبا لهموم ومشاكل ومتطلبات الشعب في الوقت نفسه لان المسيح الذي هو راس الكنيسة لايطلب بناء الكنائس فارض الله الواسعة هي كنيسته والتي ليس لها حدود مكانية او زمانية والمسيح لايطالب باي منصب حكومي او برلماني والمسيح لايطالب بوطن محدد او بحكم ذاتي او ادارة محلية او غير ذلك الكثير, لاننا في اية مكان في العالم نستطيع ان نحيا مع المسيح ولكن شعبنا هو بحاجة الى كل هذه الاشياء ويحتاج الى المزيد من الديمقراطية والحريات الدينية,والحقوق  فنحن فعلا نحتاج الى كل  ماذكر اعلاه
   
.ان واحد من اهم اسباب غياب التفاعل بين رعاة الكنيسة من جانب والشعب المؤمن من الجانب الاخر هو غياب او تغييب واضح لدور الشعب (العلمانيين) في الانتخاب والمشاركة في الترشيح في انتخاب البطريرك الجديد فلابد من ان يكون هناك مجلس يمثل الشعب يكون عدد اعضاءه من النخب ولايقل عددهم عن عدد المطارنة المشاركين في الانتخاب .ويكون هذا المجلس ممثلا للشرائح المثقفة كالوزراء واعضاء البرلمان واساتذة الجامعات والقضاة والقادة العسكرييين الكبار وبقية الشرائح المثقفة والواعية , ويشترط في الناخب ان يكون عراقيا
. كلدانيا كاثوليكا وان يتميز بمواصفات ايجابية ويكون على صلة بالكنيسة اضافة الى تمتعه بالسمعة الطيبة .
ولابد ان يكون للبطرك الجديد رؤية معاصرة وبرنامج عمل كنسي يقترب من هموم الشعب المؤمن ومشاكله ويبتعد كثيرا عن القوالب الكلاسيكية الجامدة ولابد ان تكون هناك رؤى علمانية في حل الكثير من الاشكالات الكنسية ولن يتحقق ذلك اذا لم يعطى دور للعلمانيين في اختيار رؤوسائهم الكنسيين. ان اهمية مشاركة العلمانيين تتاتى من كونهم هم جزء من الشعب المؤمن وهم الاكثر تماسا والتصاقا بالمجتمع وهم الذين يعيشون الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع بينما يمثل رجال الكنيسة البعد الروحي واللاهوتي للشعب المؤمن.فالانتخاب بمشاركة العلمانيين سوف يضفي شرعية مدنية عبر الانتخاب الديمقراطي للبطرك الجديد خارج قيود القوانين الكنسية الصارمة والجامدة.بينما الطريقة التي سوف ينتخب بها البطريرك الجديد وحسب مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني(1962 - 1965) ووفقا للقوانين 126 - 132 في الثامن والعشربن من شهر كانون الثاني عام 2013  سوف يشترك بها الاساقفة الاجلاء فقط ولكل مطران وجهة نظر خاصة اذا لم تتعدى  الى المصالح الخاصة اضافة الى الاختلاف الواضح فيما بينهم اتجاه القضايا السياسية والقومية منها ونظيف لكل ذلك دور الفاتيكان الغير معلن في اختيار  البطرك الجديد الذي قد يتناغم او قد يختلف مع توجهات الشعب في الداخل او حتى مع توجهات المطارنة انفسهم.نعتقد بان واحد من اهم اسباب تراجع الاداء للكنيسة الكلدانية هو الفجوة بين رجال الكنيسة والشعب.   
   
ان مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني(1962 - 1965) ووفقا للقوانين 126 - 132 لايوجد اي دور للشعب في ترشيح وانتخاب البطرك  او حتى انتخاب قداسة  البابا على العكس من ذلك تتميز الكنيسة القبطية باعطاها دور كبير لمجلس المؤمنين العلمانيين في الترشيح والانتخاب للبابا الجديد اعتمادا على القانون الكنسي والذي يسمى بلائحة 1957 والذي لم يكتفي به العلمانيين حيث يطالبون بدور اكبر في ترشيح وانتخاب البابا الجديد.
فهل سوف تشهد الكنيسة الكلدانية على يد بطركها الجديد نهظة يكون لرعيتها من العلمانين دور مكمل للدور الذي تظطلع به الكنيسة.
   
د.عامر ملوكا
ملبورن/استراليا
 



98
الدكتوراه وحرف الدال نقطة:

ان شهادة الدكتوراه اوالدكتوراه في الفلسفة تعود في الاصل الى الاسم اللاتيني Doctor of philosophiae ,  وبالانكليزية Doctor of philosophy , وتختصر الى PhD.Ph.D and D.phil
ان كلمة فلسفة هنا لاتشير الى الفلسفة كعلم وانما استخدمت على نطاق واسع وفقا لمعناها اليوناني الاصلي الذي يعني حب الحكمة مثال ذلك دكتوراه فلسفة في علوم التربة PhD in Soil Science  وبشكل عام وفي معظم الدول الاوربية تعرف جميع العلوم عدا اللاهوت والقانون والطب بالفلسفة, واول ماظهر هذا المصطلح كان في جامعة هومبولت Humboldt)) في برلين في المانيا واعتمدت لاحقا من قبل الجامعات الامريكية ثم اصبحت شائعة في معظم دول العالم في القرن العشرين.
في العصور الوسطى وفي اوربا كانت الدراسة الاكاديمية المعروفة في ايامنا هذه بالجامعات والكليات والمعاهد العلمية قد بدات باربع كليات  وهي كلية الاداب الاساسية وكلية اللاهوت وكلية الطب والقانون الكنسي والمدني.وكانت تمنح درجات البكلوريوس ودرجتي الماجستير والدكتوراه بشكل متبادل.وفي اواخر العصور الوسطى اصبحت شهادات الماجستير والدكتوراه شهادات معروفة والدكتوراه هذه تختلف عن الدكتوراه التي تمنح في ايامنا هذه حيث لم تكن تشتمل على بحث مبتكر او اصيل وايضا لم تشتمل على  كتاية الاطروحة او نشر البحوث في مجلات محكمة دوليا. وكان يعطى مع شهادة الدكتوراه شهادة الليسانس (licentiate) وهي اجازة التدريس وبعدها اصبحت شهادة اكادمية مستقلة في معظم الدول الاوربية.
في بدايات القرن التاسع عشر ومن خلال الاصلاحات التعليمية الواسعة في الجامعات الالمانية وبالخصوص جامعة هومبولت Humboldt)) بدات هذه الجامعة بمطالبة طلبة الدكتوراه والماجستير بالبحث العلمي وكتابة الاطروحة.
وفي منتصف القرن التاسع عشر صنفت جميع الدراسات الى صنفين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية او الصرفة. واثبتت هذه الاصلاحات نجاح كبير بعدها بدات الجامعات الالمانية باستقبال الطلبة الاجانب وخاصة من الولايات المتحدة الامريكية للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه بعد ان ينهي الطالب شهادة البكلوريوس في امريكا وبتفوق.
وبعد عودة الكفاءات الى امريكا بدات الجامعات الامريكية بمنح اول شهادة دكتوراه عام  1861من جامعة ييل (Yale هذه الجامعة نالت المرتبة الرابعة عالميا في اخر تقييم للجامعات) بعد ان يحصل الطالب على البكلوريوس بتفوق ثم يلتحق بالدراسة النظربة لدراسات الكورسات المتقدمة((Advanced courses) واخر ماتوصلت اليه العلوم النظرية في مجال الاختصاص والتي يفشل فيها الكثير من الطلبة لصعوبتها قبل الانتقال الى الامتحان الشامل Comprehensive Exam ومن ثم البحث العلمي الاصيل ثم نشر على الاقل ثلاثة بحوث في مجلات دولية محكمة من قبل خيرة الاساتذة في مجال الاختصاص بعدها يتم مناقشة الاطروحة وهي تعتبر كاحتفالية بحصول الطالب على الدكتوراه لانها تحصيل حاصل بعد ان قيمت البحوث من قبل اساتذة وعلماء في مجال الاختصاص.
في عام 1900 بدات كندا بمنح الدكتوراه ثم بريطانيا العظمى عام 1917 وبعدها انتشرت الى معظم دول العالم.
ولغرض تقييم قيمة الدكتوراه التي يحصل عليها الشخص هناك عاملان اساسيان للتقييم اولا
*مكانة وسمعة الجامعة المانحة للشهادة.
*التاريخ العلمي والاكاديمي للشخص المتقدم لنيل الدكتوراه ومدى اهليته للدخول في هذا المضمار.

1-   مكانة وسمعة الجامعة المانحة للشهادة.
هناك عدة جهات ومنظمات لها معايير واسس تستند عليها في التقييم واشهرها وحسب الاهمية :
1 - تصنيف كيو اس البريطاني ((THE – QS التايمز 
وهو تصنيف تصدره المؤسسة البريطانية (Times Higher Education - Quacquarelli Symonds)  التي تأسست عام1990 ، وهى شركة تعليمية مهنية.يعتبر هذا التصنيف من اشهر التصانيف لاخذه بنظر الاعتبار جوانب عديدة تتعلق بالمستوى العلمي للخريج وللتدريسي من خلال آراء جهات التوظيف في خريجي الجامعة، ونسبة الاستشهادات المرجعية العالمية للنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة، وتنوع جنسيات أعضاء هيئة التدريس وتنوع جنسيات الطلبة. ويعطى التصنيف لمؤشرات الخبراء والتوظيف والاستشهادات البحثية أوزاناً عالية بما مجموعه 70% نظراً لأهميتها وعلاقتها الوطيدة بجودة النتاج التعليمي والبحثي المتميز مما يضفي لهذا التصنيف شهرة وأهمية عالمية.
2 - تصنيف جامعة جياو جونغ شنغهاي ARWU

المعايير المعتمدة لفياس كفاءة الجامعات وجودتها في هذا التصنيف هي اربعة:
1-جودة التعليم , يفاس على عدد خيجي هذه الجامعة الذين حصلوا على جوائز نوبل واوسمة فيلدز  10%
 2- جودة هيئة التدريس عدد اعضاء هيئة التدريس الحاصلين على جوائز نوبل واوسمة فيلدز وايضا بحوثوهم المنشورة في 21 اختصاص اضافة الى نسبة الاستشهاد بهذه البحوث 40%
3- جودة مخرجات البحث والنشر العلمي والمؤلفات 40%
4- حجم المؤسسة والامكانيات المتوفرة للاستاذ والطالب 10% 

3 - تصنيف ويبومتركس الأسباني لتقييم الجامعات والمعاهد Webometrics CSIC

ويقوم  على إعداد  هذا التصنيف معمل (Cyber metrics Lab, CCHS) وهو وحدة  في  المركز الوطني للبحوث (National Research Council, CSIC ) بمدريد في أسبانيا ويعرف بتصنيف الويبومتركس (Web metrics Ranking of World Universities )، بدأ هذا التصنيف سنة 2004
4- التصنيف الدولي للموقع الإليكتروني للجامعات والكليات على الشبكة العالمية ICUs4 

وهو تصنيف عالمي استرالي ، يشبه تصنيف الويبماتركس الأسباني ولكن يهتم بقياس مدى شهرة المواقع الإليكترونية للجامعات التي نالت الاعتراف أو الاعتماد الأكاديمي من منظمات أو هيئات دولية.
ارقام وشواهد
ومن بين أفضل 20 جامعة في العالم ضمن هذا الترتيب، بسطت الجامعات الأمريكية سيطرتها على الترتيب حيث لم تتمكن سوى 3 جامعات من خارج الولايات المتحدة الأمريكية من دخول قائمة أفضل 20 جامعة في العالم وهكذا استطاعت جامعة كامبريدج البريطانية الحصول على الرتبة الخامسة، في حين حلت جامعة اكسفورد في الرتبة لعاشرة وجامعة طوكيو الرتبة عشرين، لتكون بذلك أفضل جامعة أسيوية ضمن هذا الترتيب
عربيا، لم تتمكن أي دولة عربية من ولوج هذا التصنيف العالمي باستثناء المملكة العربية السعودية حيث استطاعت ثلاثة من جامعاتها من دخول ترتيب 500 جامعة في العالم، فجائت جامعة الملك سعود في المرتبة المتراوحة بين 201 و 300، فيما حلت كل من جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الرتب المتراوحة بين 301 و400 أحسن جامعة في العالم.
ويعتمد ترتيب شنغهاي الدولي على مؤشرات عدد جوائز نوبل والميداليات التي حصلت عليها الجامعات في مختلف المجالات، وعدد الباحثين الواردة أسمائهم في المراجع وكذا عدد الأبحاث التي تنشرها الجامعات


 نلاحظ من المخطط اعلاه سيطرة واضحة للامريكان تفريبا 30% من ال 500 افضل جامعة بالعالم ونلاحظ المانيا  التي كانت سباقة في النهضة العلمية بالمرتبة الثانية ودول صغيرة من حيث السكان ككندا واستراليا يحتلان المركز الخامس والسادس ودولة صغيرة مثل تايوان تحتل المرتبة الثامنة واسرائيل لديها خمس جامعات بين افضل 500 جامعة والعرب دخلوا ضمن افضل 500 جامعة بتلاث جامعات سعودية (حيث يعتقد بعض الباحثين)بان هذه الجامعات تدفع مبالغ لبعض العلماء للنشر تحت اسم هذه الجامعات كي ترتقي بالتصنيف العالمي.مؤشر اخر تفوق الجامعات الفلسطينية والاردنية على الجامعات العراقية للاسف الشديد لاوجود للجامعات العراقية ضمن هذا التصنيف ولسوء الحظ ان هذه التصانيف قد بدات مؤخرا واننا على يقين كامل لو ان هذه التصانيف قد بدات في ستيتيات الى تسعينيات القرن الماضي لاحتلت الجامعات العراقية مكانة متقدمة جدا لابل كانت تضاهي لابل تتفوق حتى على الجامعات الاسترالية والكندية والفرق بيننا وبينهم انهم يتطورون على طول الخط ونحن ننحدر على طول الخط وكلنا امل ان يتواجد اناس وطنيون ومخلصون ليرتقوا بجامعاتنا الى ماكانت عليه عندما كان يفتخر العراقي والعربي عندما يذهب للدراسة في الخارج بانه خريج جامعة بغداد او بقية الجامعات العراقية . ولايفوتنا ان نذكر في عقد التسعينيات من القرن الماضي عندما بدات العقول العراقية بالهجرة هربا من الاستبداد وخاصة الى ليبيا فاصبح الكادر العراقي وكمثال كلية الهندسة في صبراتا 80%  من الكادر التدريسي ومن خيرة الاستاذة وكان التدريس باللغة الانكليزية 100% وهذا نادر الحصول في الجامعات الليبية وبعد تخرج عدد من الدفعات وحصولها على الزمالة الدراسية في كندا وانكلترا, كان الطالب الليبي الخريج يمتحن واكثر ماينال عليه هو الزامه باعادة الدراسة من المرحلة الثانية ولكن بعد تخرج الدفعات الجديدة كانت تؤدي الاختبار ويتفاجئون بالمستوى العلمي للطالب فيعيدون السؤال على الطالب هل انت متاكد خريج الجامعات الليبية عدة مرات واخيرا عرفوا بان الاساتذة العراقيين هم العامليين في هذه الجامعة . .



* السمعة العلمية والاكاديمية للشخص الحاصل على الدكتوراه.
الشروط العامة والمطبقة من قبل الجامعات الرصينة في دول مثل امريكا,كندا واستراليا والتي تطبق بشكل كبير وواسع من قبل الجامعات العراقية.
حصول الطالب على البكلوريوس او مايعادلها في مجال الاختصاص ومن جامعة معترف بها وبتفوق كدرجة الشرف او ان يكون من العشرة الاوائل ومعدل 65% او 70%..
ان يكون حاصل على درجة الماجستيرمن جامعة معترف بها وان تتضمن هذه الدرجة: الدراسة النظرية للمواد المتقدمة في مجال الاختصاص وسنة الى سنتان البحث العلمي وكتابة الاطروحة والمناقشة. وتكون درجة النجاح في الكورسات 60% على ان لايقل المعدل عن 70%. ويفضل نشربحث او بحثيين في مجلات علمية دولية محكمة.وان يكون الطالب متفرغ للدراسة فقط .
بعد هذه المرحلة يكون الباحث او الطالب مهيئ للتقديم لدراسة الدكتوراه .
ودراسة الدكتوراه مدتها من ثلاث الى اربعة سنوات قابلة للتمديد وتتضمن الدراسة النظرية لكورسات اجبارية واختارية متقدمة لمدة سنة كاملة ودوام كامل بعد اجتياز هذه المرحلة وبمعدل 70% على ان تنجح باكثر من 50% من المواد في الدور الاول. تاتي المرحلة الاصعب والمعقدة بعض الشئ وهي الامتحان الشامل وهو عبارة عن تخصيص كتابين على الاقل من امهات الكتب والمصادرالعالمية على سبيل المثال في تخصصنا الكيمياء يخصص كتابين في كل من التخصصات التالية الكيمياء الفيزياوية والكيمياء الحياتية والكيمياء العضوية والكيمياء اللاعضوية والكيمياء التحليلية وتعطى فترة ستة اشهر لتكون جاهزا للامتحان والنجاح بمعدل 70% الكثير من طلبة الدكتوراه في الجامعت الامريكية والعراقية يفشلون في اجتياز هذا الامتحان. وفي الجامعات العراقية لايوجد مايسمى بالكتاب المفتوح  وانما الاعتماد على الذات فقط .
بعد هذه المرحلة تبدا مرحلة البحث العلمي ووضع مشروع البحث اعتمادا على الدوريات العلمية والمجلات العلمية والنقطة التي وصلت اليها البحوث في هذا المجال لكي يستند عليها في وضع خطة البحث ويشترط ان تكون جديدة ومبتكرة. واثناء فترة البحث يستطيع طالب الدكتوراه من نشر بحثين او ثلاثة او اكثر في مجلات علمية او مؤتمرات علمية محكمة من اساتذة بدرجة بروفسور ويشترط نشر بحث واحد على الاقل في مجلة محكمة لان المؤتمرات تاتي بالدرجة الثانية من حيث الصرامة في قبول البحث او رفضه . ثم تاتي مرحلة كتابة الاطروحة والمناقشة والتي هي تحصيل حاصل بعد ان تكون البحوث قد قيمت اصلا وقبلت للنشر في مجلات عالمية.
ماتم توضيحه اعلاه هو مامطبق من قبل الجامعات العالمية المرموقة وهو نفس النظام المطبق في الجامعات العراقية لغاية تسعنيات القرن الماضي واعتقد انها لازلت سارية المفعول.
بعض الجامعات ومن ضمنها الجامعات الاسترالية تقبل المتفوقين من حملة البكلوريوس الحاملين لدرجة الشرف مباشرة على دراسة الدكتوراة ومباشرة على مرحلة البحث العلمي ولمدة تترواح بين ثلاثة الى اربعة  سنواة  من وجهة نظرنا النظام الامريكي والكندي والعراقي والذي يشتمل على الدراسة النظرية والامتحان الشامل  والبحث العلمي يعود بالنفع الكبير لحامل الدكتوراه وخاصة الفترة التي تلي الحصول على الدكتوراه وتترواح مدتها بين خمسة الى سبعة سنواة (الماجستير والدكتوراه).
سؤال مهم يطرح نفسه هل الدكتوراة تتوقف عند حرف الدال. الجواب بالتاكيد كلا وانما هو بداية المشوار وبداية لطريق ليس له نهاية من البحث العلمي والتاليف ونشر البحوث.
الدرجة العلمية التي يحصل عليها الدكتور هي مدرس والمدرس يترقى الى استاذ مساعد بعد مدة لاتقل عن ثلاثة سنوات ونشر ثلاثة بحوث على الاقل والاستاذ مساعد يترقى الى درجة الاستاذية بعد نشر على الاقل ستة بحوث ثلاثة منها اصيلة ويعتبر تاليف الكتاب العلمي او ترجمته بحثا لاغراض الترقية قد تختلف الشروط بين جامعة واخرى والدرجات العلمية تبدا بالمدرس المساعد وهو الخاصل على شهادة الماجستير.
ممكن للحاصل على شهادة الماجستير ان يترقى في الدرجات العلمية ويصل الى مرتبة الاستاذية  لكن لايمكن ان نطلق عليه لقب دكتور ولايمكن ان يحملها ليس لانه لايستحقها لان نشاطه العلمي يفوق النشاط العلمي لزميله الدكتور الحاصل على الدكنوراه لكنه خامل او كسول وهناك الكثير من العلماء على المستوى العالمي لايحملون لقب دكتور لكنهم يحملون درجة البروفسور ويعتبر احد الاعمدة في مجال الاختصاص ومثال مبسط اخر ممكن ان يكون الشخص ميكانيكي سيارات لا يضاهيه ابرع المهندسين فنطلق عليه ميكانبكي محترف ولايمكن ان يطلق عليه لقب مهندس ميكانيكي لان بكلوريوس الهندسة يجب على حاملها ان يكون قد استوفى شروط ومتطلبات هذه الشهادة. وايضا هناك الكثير من المبدعيين اللذين يؤلفون امهات الكتب خاصة في مجال العلوم الانسانية تضاهي لابل تتفوق على الكثير من اطاريح الدكتوراه ومن الجامعات المعترف بها ولكن لايحصل هؤلاء المبدعين على حرف الدال نقطة.
بعض الامثلة للبحوث المنشورة:
  هذا البحث من اطروحة الماجستير لكاتب المقال Iamir E.maloka
http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1081/LFT-200027883

هذا البحث من اطروحة الدكتوراه
http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1081/LFT-200041063

وهذين البحثيين جزء بسيط من عشرات البحوث المنشورة (النشاط العلمي مابعد الدكتوراه)
http://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1081/LFT-200028050
http://www.tandfonline.com/doi/full/10.1081/LFT-200027842

معظم المجلات العلمية تعرض خدمات الاطلاع على هذه البحوث او للحصول على نسخة منها مقابل مبالغ مالية لكي تكون متاحة للباحث او المهتم بقرائتها. ان تسلل اسماء المشاركين في البحث تكتب بدا بالباحث الذي تعد مساهمته الاهم فغي هذا البحث.
وان الحكومات تدفع مئات الملايين للحصول على الدوريات والمجلات العلمية العالمية وبشكل شهري او سنوي وكانت المكتبات الجامعية عامرة بارقى الدوريات والمجلات والمصادر ولغاية 1994 عند تطبيق الحصار على العقل العراقي.
مثال اخر العالم المصري الكيمائي الجليل احمد زويل للاطلاع على بحوثه المنشورة فقط اطبع الاسم في كوكل   
AH Zewail
الجدير بالذكر ان جامعة القاهرة تحصل على مراتب جيدة في التصنيف العالمي بفضل العالم زويل المتخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة.
في الختام ارجو ان اكون قد وفقت في توصيل فكرة مبسطة للقارئ الكريم حول شهادة الدكتوراه واود ان اذكر هنا ان اسم الشخص الذي يذكر بعد حرف الدال نقطة هو اهم بكثير من حرف الدال نفسه وانه سوف لن يضيف شيئا الى المكانة العلمية والاجتماعية للانسان بقدر مايضيفها الانسان نفسه لهذا الحرف.

د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا

99
ملبورن تحتضن القديس هرمزد بمهرجان كبير: 
         
                             
 مااحوجنا في عالمنا اليوم ان نتعلم من حياة القديسين وان  نعيش للاخرين  بقدر مانعيش لانفسنا ومااحوجنا الى الوعي الايماني وجعل نموذج حياة القديسين نموذجا يقتدي به من خلال الفهم والادراك العالي لمجمل حياتهم المليئة بالفضائل والاشياء الحسنة .القديس الربان هرمزد لازال حيا في القلوب والضمائر والوجدان واعماله لازالت مضيئة امام اعيننا وثمار فضائله لازلنا نتذوق طعمها.
يقول السيد المسيح له المجد إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير . " (يو12: 24) نعم من ثمارهم تعرفونهم ,هكذا عرفنا القديس هرمزد فكانت حياته مكرسة لله وكان من خلال نسكه الكبير يرتفع بجسده فوق الخطيئة و هو القائم على اماتة الجسد اى ضبطه بفعل الاراده الحره و الجهاد, منطلقا من ايمانه العميق بان الجهاد ضد الجسد هو بالاحرى جهاد ضد الخطيئة التي تفسد الجسد وتطرد روح الله االساكنة فيه,وكان من خلال تنسكه وتعبده وزهده موجها اشواقه نحو السماء ايمانا منه بكونه مخلوق سماوي وليس مخلوق ارضي زائل وان السماء هي وطنه الدائم وذلك من خلال وجوده الدائم مع الله. ومن خلال صلواته يناجى اباه  السماوي في السماء ، ويقدم صدقاته عالماً أنه يكنز فى السماء (مت 19،20) .
كما اكد ذلك  بولس الرسول من خلال رسالته إلى أهل كولوسى: " من أجل الرجاء الموضوع لكم فى السموات " (كو1: 5) .
" اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . اهتموا بما فوق لا بما على الأرض " (1كو3: 1،2)
 
.هكذا كانت حياته المتواضعة والمليئة بقيم ومبادئ  التسامح والتواضع والايمان الخالص والنقي والتقشف والتعفف بابها صورها ,سالكا طريقا تختلف عن طرقنا طريق الايمان وطريق المصاعب متساميا بروحه وجسده عن نوازع ومتطلبات هذا الجسد واشتهائه مقاوما مغريات العالم وأباطيله.
ومن هذا المنطلق كان الربان هرمزد يدعو الناس على الاقبال على الله من خلال اعماله موجها فكرهم نحو الله كمصدر لكل خير وصلاح وذلك من خلال تنسكه وايمانه المطلق وجهاده المنيع لمباهج الدنيا ورونقها.
فاذا كنا نؤمن بان ثقافتنا هي هويتنا والثقافة تنتقل من جيل الى اخر من خلال  العادات والتقاليد ويتم ذلك من خلال  ديمومة الاستمرار بالمحافظة على الموروث الثقافي  واننا بحاجة ماسة لاطلاق الروح لتسبح في فضاءات التراث والادب والفن باشكاله المختلفة بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها وماديتها واكتظاظها بعلب الاسمنت التي تحاول ان تجعلنا كمجتمع النحل ليختل توازن المعادلة لصالح ان نكون مسيرين اكثر مانحن مخيرين ,
حيث يعتقد البعض انه حر ومخير وهذا في الظاهر فقط وانما هناك قوى جبارة وكبيرة تعمل لصالح جعل الانسان مسيرا وفق خطط وقواعد واستراتيجيات خفية  وكلها عناوين مزيفة للحرية والاختيار لابل ان نصبح مسيرين ليس بارادة السماء بل بارادة الاشرار.
ولكي نبتعد عن هذه الدائرة المغلقة لابد ان نبتعد عن  وهم الفردية التي تجعل الفرد ينتمي الى فرديته فقط وماحولها غريب واجنبي وبالتالي غياب العمل الجماعي  والقومي والوطني  ليبقى الاطار العولمي,ونفس الشئ بالنسبة الى وهم الحياد والحياد بمفهومه السلبي هو التنصل عن اية ارتباط او التزام بالارث الثقافي والحضاري للشعوب وان للعولمة الدور الكبير في سيادة مثل هذه المفاهيم لسلب الهوية الجماعية وبالتالي نكون امام مفهوم اللامجتمع  واللاوطن واللادولة. ويعرف ادوارد تايلور الذي عرف الثقافة ( الحضارة ) بمعناها الإنساني الأوسع على أنها؛ “هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع.
 
واذا كانت صفات اي مجتمع او شعب المعبرة عن شخصيته الحضارية هي التي تشكل هويته وذلك من خلال اجتماع العناصر الثلاثة العقيدة وعلاقتها بادراك الوجود ,واللغة الذي نتواصل بها واخيرا التراث الثقافي من هذا المنطلق جاءت مبادرة نادي بابل في ملبورن لهذا العام لاقامة احتفالية كبيرة وتجربة اكثر من رائعة من خلال شيرا الربان هرمزد الثقافي الاول للفترة 21 – 22 \4 \ 2012 وعلى قاعة مدرسة بانولا في منطقة برودميدوس وبعيدا عن المالوف في احتفالات الشيرا سوف تجتمع العناصر الثلاثة العقيدة واللغة والتراث الثقافي والتي تتجسد جميعا في فقرات البرنامج الحافل (للشيرا)* ,نحن مدعوون جميعا للمشاركة والمساهمة والدعم لهذا الاحتفال كي نتواصل من خلاله مع العادات والقدرات والاعراف التي نكتسبها من مجتمعنا الجديد.
 
كلمات شكر ومحبة وتقدير لكل الاخوة العاملين لانجاح هذه التجربة الرائدة من الاخوة في نادي بابل او الاخوة المثقفين من ابناء شعبنا في ملبورن والذين اجتهدوا كثيرا وضمن الامكانيات المتاحة كي يظهر المهرجان بحلة تعكس البعد الحضاري لشعبنا . وان مثل هذه المهرجانات الكبيرة هي بالتاكيد تحتاج لامكانات مادية وتقنية وبشرية وقيام نادي بابل بهذا الانجاز الكبير وبامكانياته المتواضعة لهو فعلا انجاز رائع يستحق ان نعطي هذه التجربة حقها ولننتقل بجالياتنا في المهجر من مرحلة التكوين والتاقلم الى مرحلة الابداع والتجدد من خلال الثقافة والارث الحضاري لشعبنا.
 والتي لابد ان نلتقي من خلالها وحولها ولان الثقافة بمفهومها الواسع تستطيع ان تكون وعاء يجمعنا اكثر مما يفرقنا .
 
للاطلاع على برنامج المهرجان الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=558963.0
* كلمة شيرا مشتقة من كلمة شهارة ويقابلها بالعربية سهرة صلاة وتامل وخشوع الى الله من خلال القديسين.
 
د.عامر ملوكا
ملبورن\استراليا
11\02\2012
 

100
هلهولة للشعب الصامد

د.عامر ملوكا
 
عراق اليوم في حال لايحسد عليه وهو بلد العجائب والغرائب ومن غرائبه وعجائبه ان يتظاهر المزورون للشهادات العلمية ومااكثرهم مطالبين بحقوقهم بعد ان كشفت الجهات المسؤولة  البعض من شهاداتهم المزورة هذا اذ لم يكن هناك مزورين ضمن الجهات المسؤولة نفسها  ؟؟؟؟؟ كيف يجروء المزور  ان يطالب بالحقوق لولا علمه بان هناك من قام بالتزوير ليس فقط بشهادته وانما بجنسيته والتزوير والاختلاس بملايين ان لم تكن بلايين الدولارات فعملية التزوير  في الشهادات ومن وجهة نظر المزور من المتوسطة او الاعدادية الى البكالوريس او البكالوريوس الى الماجستير او الدكنوراة فهي بسيطة مقارنة بالتزوير والاختلاس الذي يقوم به المتنفذين والمسؤولين .
واخر هذه الغرائب تصريح للبرلماني من دولة القانون عن عزمه جمع تواقيع من اجل تخصيص 50 دولاراً شهرياً لكل مواطن ، مهدداً بقيادة تظاهرات في حال رفض الموضوع. ، مبيناً أن "المبالغ يمكن جمعها من خلال خصم 20-25% من رواتب رئيس الجمهورية ونزولاً".

وأضاف أن "هذا المشروع سيقلل مستوى الفقر ويقضي على البطالة"، لافتاً إلى أنه "في حال عدم الموافقة على الموضوع أو يرفض من جهة معينة سنقود تظاهرات لحين اجبار الحكومة ومجلس النواب على إقراره".
تصوروا تخفيض 25-20 % من رواتب المسؤولين يقلل مستوى الفقر ويقضي على البطالة واذا كان ماذهب اليه النائب البرلماني صحيح  فان عدد المواطنين العراقيين تحت خط الفقر هو بحدود ال 7 ملايين حسب تقارير رسمية فيكون المبلغ المطلوب 7 مليون * 50 = 350 مليون دولار شهريا  وهي تمثل 20 – 25 % من رواتب المسؤولين الكبار اي مايتقاضوه شهربا 350 * 4 =1400 اي مليار و400 مليون دولار الى مليار و700 مليون دولار شهريا وكمعدل مليار و550 مليون بالشهر وفي السنة 1550 * 12 = 18600 اي ثمانية عشر مليار و600 مليون والميزانية الانفجارية لعام 2012 هي 100مليار اي مايتقاضاه اعضاء الحكومة والبرلمان والدرجات الخاصة 18.6\100 =18.6% من الميزانية هذا طبعا يشمل الرواتب فقط اما الامتيازات والحوافز والمخصصات الاخرى ومصاريف الحمايات فقد تصل النسبة الى اكثر من 40% من الميزانية  . وهذه الارقام والنسب لايمكن ان نجدها في اية دولة من دول العالم  هذا من جانب ومن جانب اخر   فاذا خفضنا رواتبهم ب 50%  فبالتاكيد وحسب تصريح النائب سوف يقضي على مشكلة الفقر والبطالة كليا واذا لم يوافق اعضاء البرلمان سوف يقود مظاهرات .  وهل يعلم الاخ البرلماني ان نسبة الفقر في العراق وحسب برنامج الامم المتحدة الانمائي وصل الى 23% اي مايقارب ال7 ملايين جائع ومشرد . وهل ال50 دولار قادرة على توفير الماء الصالح للشرب وهل تكفي لايجاد سكن لائق وهل توفر ابسط الخدمات الصحية وهل توفر فرصة لاولاد الفقراء  لاكمال دراستهم وترك العمل وهل تكفي لمعلجة نقص وسوء التغذية وهل ........؟.

هل يمكن ان نستوعب مثل هذه الطروحات بعد تسع سنواة من سقوط الصنم واين كان الاخوة البرلمانين كل هذه السنين اذا كانت مشكلة الفقراء والجياع والمشردين تحل بتقليص رواتب المسؤولين فلماذا هذا السكوت المطبق واين كان موقع الفقراء من مشاريعكم الخاصىة وهنا نسال الاخ البرلماني هل هو مطلع على دخل الفرد في الدول الخليجية او الدول المتقدمة وهل ال50 دولار شهريا سوف تعبر يالفقير فوق خط الفقر وهل هو مطلع على برامج الرعايا الاجتماعية والضمان الصحي  في الدول المتقدمة التي تحفظ كرامة الانسان وتجعله في سلم ارقى من بقية خلق الله من الحيوانات. نعتقد ان الغالبية العظمى من اصحاب الرواتب الانفجارية كانوا يتقاضوا رواتب الرعايا الاجتماعية في دول المهجر لان افضلهم لايستطيع ان يحصل على وظيفة في دول المهجر تتجاوز ال5 الاف دولار..
كانت المانيا السباقة في تشريع قانون التامين الصحي عام 1883 وقانون التامين لاصابات العمال عام 1884 وقانون لتامين العجز والشيخوخة عام 1889.وهكذا سلكت بقية الدول الاوربية نفس المنهج واما الولايات المتحدة فاجازت اول تشريع شامل للضمان الاجتماعي عام 1935 .
اما القوانين المتعلقة بالعاطلين عن العمل, أجازت بريطانيا وأيرلندا عام 1911م قوانين تنص على تأمين البطالة, وتبعتها ألمانيا عام 1927م ثم نيوزيلندا عام 1930م. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد جعلته ضمن قوانينها الصادرة عام 1935م. وأجازت اليابان تشريعًا بهذا الصدد عام 1947م. وان مصادر هذا الدعم ياتي من العاملون وأصحاب العمل والحكومات اضافة الى الضرائب العامة . وتكفي هذه المساعدات لتامين السكن ونفقات المعيشة  بالحد الذي يحفظ كرامة الانسان والى الحد الذي لايشجع العاطل على عدم المحاولة للبحث عن العمل وفي الكثير من الحالات يتم توفير السكن باجور مخفضة.وكمثال في استراليا يتقاضى المسنين فوق الخامسة والستين مساعدة تترواح بين 1200 – 1500 دولار اضافة الى مساعدة الايجار تصل الى 25% من قيمة الايجار اضافة الى الكثير من التخفيضات في مجالات كثيرة واما العاطل القادر على العمل فيتقاضى بين 800 – 1000 دولار شهريا والاطفال ولغاية 16 سنة يتقاضون بين 350 -500 دولار شهريا  اضافة الى مجانية التعليم مع مساعدة مالية للطلبة وهناك دعم في الكثير من المجالات لذوي الدخل المحدود وحدد سقف الدخل المحدود للعائلة ب 50 الف دولار سنويا .
يقول المفكر الفرنسى سيمون بوليفار فى أوائل القرن التاسع عشر :" إن أكثر نظم الحكم كمالاُ هو الذى يتضمن أكبر قدر من الأمن الاجتماعى ، وأكبر قدر من الأمن السياسى". من يتحمل مسؤولية استشراء سياسة الفساد الإداري وانعدام العدالة الاجتماعية وخلق الفوارق الطبقية الحادة وهدر الميزانية العراقية الوافرة للمصالح الشخصية لساسة الحكومة العراقية وإهمال وإفساد مقدرات الشعب حيث اصبح العراق كجزيرة من الاغنياء يحيطها بحار من الفقراء ويحتل العراق مرتبة متقدمة في الفساد الاداري . ويعتبرالعراق البلد الوحيد الذي لا يمتلك مركز دراسات يراقب التطور الاقتصادي في مستوى دخل الفرد العراقي وعملية التنمية وآلية تطويرها بما ينسجم مع التغيرات الاقتصادية التي تطرأ على العراق.
وفي سياق الموضوع عندما وصل احد المعارف قبل ثلاثة سنوات (وهو استاذ جامعي معروف وخدم الدولة العراقية اكثر من 35 سنة ) الى استراليا , وبعد مرور شهر على وصولهم اخذته الى احد الجدران التي تعطي الفلوس كما يسميها)بعض اخواننا العراقيين) ليسحب راتب الضمان الاجتماعي لاول مرة لانه لايعمل وقد تجاوز ال65 من العمر فاستلم 3000 دولار هو وزجته وصفن برهة وابتسم وقال ,35 سنة خدمة واني ابن البلد وتقاعدي لايتجاوز ال200 دولار وهنا في استراليا 1500 دولار لاخدمة ولا ابن البلد ولحد يعرفني وصارلي بس شهر واحد؟؟؟؟؟, لا وحجزولي على موعد لعملية كبرى للقلب مجانا تكلف اكثر من 200 الف دولار, فابتسم ابتسامة طويلة وهادئة مليئة بمزيج من الشجن والالم والعواطف والحزن والذكريات وبمئات الاسئلة وقال صدق من قال الحيطان باستراليا تنطي فلوس ويبقى تفسير معاني ابتسامته عند السادة اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي ؟؟؟؟؟؟. 
 
د. عامر ملوكا
1\3\2012
 

101
عادل امام من التكريم الى التحريم

كثيرا مايتعرض المبدعون والمفكرون والعلماء الى النقد الحاد لابل الاكثر من ذلك التكفير والزندقة واهدار دمهم وكم هم مبتلون , فان كانت انظمة دكتاتورية او انظمة اسلامية متشددة تنادي بتطبيق الشريعة  فهي تضع الاديب والفنان والمبدع والعالم في موقف صعب وقاسي محددة له سقوف واطئة جدا وقاتلة لروح الابداع والتجدد فيه فلايستطيع من خلالها ان يقدم ابداعه بالشكل والمضمون الذي يرتايه خوفا من سلطة الحاكم او من التكفير والزندقة والتي تصل الى تطبيق حد الردة وقطع راس المرتد والمستند الى الحديث النبوي (من بدل دينه فاقتلوه) البخاري . وفي مثل هذه البيئة , الابداع يولد ميتا وان اراد الابداع الحياة وان يرى النور فسوف يكون بمواجهة اما سيف الحاكم بامر الله المدعوم من رجال الدين او سيف التكفير والردة. وكم هي من مهمة صعبة وشاقة ان يحاول المبدع ان يوازن بين الابداع كابداع مطلق وبين اهواء الحكام واحكام الشريعة والتي يحاول فيها طرح ابداعه بالشكل الذي هو يريده ولكن بشرط ان تحقق رضا الحكام ورجال الشريعة (كالاديب الذي تطلب منه ان يكتب قصة رائعة ومؤثرة على ان يستخدم عشرة حروف فقط من الابجدية).المبدع اذا كان اديبا او شاعرا او عالم اجتماع اوفيلسوفا لايستطيع في عالمنا العربي  من التعبير الحر, فتراه تارة يختبي تحت اسماء مستعارة وهذه الظاهرة نجدها فقط في عالمنا العربي بشكل واسع او محاولة التعبير بالتلميح الغير مباشر وبحذر شديد كما حاول الاستاذ الكبير الحاصل على جائزة نوبل للادب عام 1988 عن روايته الرائعة اولاد حارتنا .
حاول المبدع الكبير نجيب محفوظ ان يطرح وجهة نظره الخاصة بالديانات الابراهيمية الثلاث وقصة الخلق والكون وعلاقة الدين بالعلم من خلال رموز وشخصيات بشكل غير مباشرتاركا التفسير للمتلقي وهذا ماحاول المبدع نجيب محفوظ ايصاله ولكن ومع كل الجهود التي بذلها الكاتب لم يفلت من اتهامه بالالحاد والكفر والزندقة واخرج عن الملة .وصرح الشيخ عمر عبد الرحمن بعد نشر رواية سلمان رشدي (ايات شيطانية ) .
"اما من ناحية الحكم الاسلامي فسلمان رشدي ومثله نجيب محفوظ مؤلف اولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد لابد ان يقتل  ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ماكان قد ظهر سلمان رشدي " وكانت لمثل هذه الاتهامات وقعها في الشارع العربي ليتعرض بعدها المبدع نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال ويعتقد البعض ان لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال محفوظ إذ حاول شاب اغتياله بسكين في عام 1994 وقال "انهم" قالوا له ان هذا الرجل (محفوظ) مرتد عن الإسلام.
الاتهام بالالحاد والزندقة  في التاريخ الاسلامي ليس جديدا واستنادا الى المؤلف عبد الرحمن بدوي  وكتابه تاريخ الالحاد في الاسلام  ,ففي سنة 163 هجرية بدأت حملة الخليفة العباسي أبو عبد الله محمد المهدي على الزنادقة حيث تم إلقاء القبض على معظمهم وأمر الخليفة الذي كان حينئذ في دابق بقتل بعظهم و تمزيق كتبهم ومحاكمة البعض الاخر وتم تخصيص قضاة لهذا الغرض وكان القضاة في العادة يطالبونهم بالرجوع عن الزندقة او الحكم بالقتل .
يذكر المؤلف بان الملحدين والزنداقة كانوا لايعترفوا بالفرائض الإسلامية مثل الصوم و الصلاة و الحج او الإدعاء بانهم يستطيعون ان يكتبوا نصوصا أحسن من القرآن.
وقد قسم الزنادقة الى ثلاثة اصناف :
المانويون ومنهم صالح بن عبد القدوس و عبدالكريم بن ابي العوجاء l  لذين كانوا يؤمنون بالمانوية.
المتكلمين ويقصد بهم المشككين ومنهم ابن الراوندي و أبو عيسى الوراق الذي كان أستاذا لابن الراوندي.
الأدباء ومنهم بشار بن برد و أبو نواس و أبو العتاهية .
وكان ابن الراوندي عالما فذا وفيلسوفا كبيرا غزير الانتاج ويعتبر المكتشف الحقيقي للكريات البيض  ويمكن تلخيص بعض المناقشات والتشكيكات في الفكر الإلحادي الذي طرحه ابن الراوندي بالنقاط التالية:
•        إمتحان سبب تفضيل اللغة العربية على غيرها من اللغات.
•        نقد لشعائر إسلامية ووصف الحج و الطواف و رجم الشيطان شبيهة بعادات وثنية وطقوس هندوسية وإنها كانت تمارس من قبل العرب في الجاهلية.
•        سبب عدم قدوم الملائكة لمعونة المسلمين يوم معركة أحد.
•        إعتبار غزوات الرسول محمد سلبا ونهبا .
•        تهكم من وصف الجنة فحسب ابن الراوندي "فيها حليب لا يكاد يشتهيه إلا الجائع و الزنجبيل الذي ليس من لذيذ الأشربة والإستبرق الذي هو الغليظ من الديباج"
•        ان الذي يأتي به الرسول إما يكون معقولا او لايكون معقولا فإن كان معقولا فقد كفانا العقل بإدراكه فلا حاجة لرسول وإن كان غير معقول فلا يكون مقبولا.
نقد للقرآن من ناحية كونه فريدا حيث كان ابن الراوندي مقتنعا حسب رأيه بان القرآن ليس فريدا ويمكن كتابة نص احسن منه وإن عدم مقدرة احد على محاكاة القرآن يرجع إلى إنشغال العرب بالقتال.
اما الشاعر بشار بن برد اتهم بالزندقة فأمر الخليفة المهدي بضربه، فمات تحت السياط ودفن بالبصرة.
فيقول في قصيدة له
وإنني في الصلاة أحضرها
ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا
أقعدُ في الصلاة إذا ركعوا
وارفع الرأس إن هم سجدوا
ولستُ أدري إذا إمامهم
سلم كم كان ذلك العددُ
 
وتذهب الكثير من المصادر الاسلامية الى تصنيف معظم ان لم يكن كل الفلاسفة والعلماء العرب  بالملحدين والزنادقة ومن هؤلاء ابن سينا,الفارابي ,الرازي,ابن الهيثم ,ابو العلاء المعري ,ابن باجة ,ابن طفيل ,ابن رشد,ابن المقفع ,الجاحظ,الكندي والقائمة تطول فاذا كانت الحضارة العربية تفتخر بعلومهم وفلسفتهم ونفتخر ايضا بان اوربا قد استفادت ونقلت الكثير من علومهم , ويصنفون  ملحدين وزنداقة من وجهة النظر الاسلامية  والغريب ان معظم علمائنا ومفكرينا ومبدعينا وعبر التاريخ الاسلامي يتهمون بالالحاد والردة حيث يذكر  كتاب اعلام واقزام في ميزان الاسلام  لكاتبه الدكتور سيد بن حسين العفاني قائمة طويلة جدا من المبدعين والمفكرين العرب  وتحت عنوان هم العدو فاحذرهم ومن هولاء المبدعين رفاغة الطهطاوي ,عبد الرحمن الكواكبي , محمد عبدة, جميل صدقي الزهاوي, بدر شاكر السياب , عادل امام , نجيب محفوظ , طه حسين وتوفيق الحكيم ونوال السعداوي ..................... وبعد مرور اكثر من عشرة  قرون على اول حملة في العصر العباسي على المبدعين والفلاسفة والشعراء والعلماء الزنادقة  لازلنا نرواح مكاننا  و ليس لعامل الزمن اية تاثير كاننا ندور في حلقة مفرغة واذا كنا نكفرونقتل العقول النيرة والمفكرة والتي بها ترتقي وتزدهر الامم  وهي الثروة الحقيقية لتطور الامم والشعوب فكيف سوف نلحق بالامم المتطورة  والسؤال الذي يطرح نفسه اين الخلل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 في الدين ام في العلماء والمفكرين والمبدعين؟؟؟؟؟ واذا شخصنا الخلل ماهو الحل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهل ستكون التحولات في عالمنا العربي نحو التشدد واسلمة المجتمع في العقود الاخيرة هي المحرك والشرارة للنهضة القادمة التي طال انتظارها وخاصة بعد فشل تجربتهم وبعد ان وضعوا في الواجهة وفشل مشاريعهم و قيادة المجتمع نحو المجهول لنعيش بعدها عصر النهضة العربية ويعزل رجال الدين عن السياسة كما حصل لاوربا قبل اكثر من قرنين ويطلق العنان لحرية الفكر والتفكير وازالة كل القيود وفسح  المجال للتقد ولاشئ فوق النقد .
 هل لامريكا دور في هذا عندما تسمح بصعود الاسلام المتشدد الى الواجهة وبالتالي الفشل السياسي وتدهور الاقتصاد والحياة الاجتماعية لتمهد وتهيئ  الطريق نحو النهضة العربية التي طال انتظارها  كما كانت الاجواء مهيئة في اوربا عندما طغت الكنيسة ورجالاتها على مجريات الحياة. وللاسف الشديد حتى نهظتنا لانستطيع ان نقوم بها لوحدنا ولكن لابد من المساعدة كالكسيح المقعد البائس والمحبط.
 واخيرا وليس اخرا تاتي قضية المبدع عادل امام واتهامه بازدراء الاسلام من قبل محكمة جنح الهرم   في القاهرة بالحبس ثلاثة اشهر ودفع غرامة قدرها 1000 جنيه,بتهمة ازدراء الدين الاسلامي من خلال اعماله الفنية وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبد المعطي.
عادل امام الممثل المصري الذي بداءت نجوميته في منتصف السبعينيات واستطاع خلال مشواره الفني ان يقدم مجموعة رائعة من الاعمال الفنية والتي حاول  فيها التقرب من الحدود التي اعتبرت من المحرمات (الكلام في الدين او السياسة يسلمك الى اقرب مركز للشرطة ) في المجتمعات العربية والاسلامية وخاصة مع بداية التسعينات  أخذت أفلامه الصبغة السياسية الاجتماعية التي تعكس اهتمامات رجل الشارع .المفارقة ان عادل امام تم اختياره عام 2000 سفيراً للنوايا الحسنة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والظاهر ان نواياه لم تكن حسنة حسب تفسير الاسلاميين فبدلا من السير على خطا المفوضية العليا ويكرموا الفنان عادل امام  اتهموه بازدراء الدين الاسلامي .
هكذا نعامل مبدعينا ونحن متاكدون لو كانت هناك حريات كما في العالم الغربي لقدم الفنان عادل امام الكثير الكثير من الابداع الفني ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونفس الشئ ينطبق على الاف المبدعين ولكنهم مقيدون ومكبلون والجدير ذكره ان عالمنا اليوم ليس كالامس فنستطيع ان نقسم التاريخ الاسلامي الى قسمين الاول قبل عصر الاتصالات والثاني بعد عصر الاتصالات وسوف تكون هناك لامحال  متغيرات مهمة وكبيرة في عالمنا  العربي الذي تم عزله بشتى الطرق والوسائل وفي المستقبل المنظور. .......... 
اننا لابد ان نربط مصير الانسان والمجتمع بالوسطية وهو المبدا القائم على الحل الوسط وعدم التطرف يمينا او يسارا ويعتقد ان الوسطية  ولدت نتيجة الصراع بين الكنيسة و الملوك التابعين لها من جهة و بين المفكرين و الفلاسفة من جهة أخرى،الفريق الأول:كان يرى أن الدين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ،والفريق الثاني:كان يرى أن الدين غير صالح لذلك فهو سبب التأخر و الذل .

و إن العقل الانساني هو القادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة . و بعد صراع مرير بين الفريقين اتفقوا على حل وسط و هو الاعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان و الخالق على أن لا يكون لهذا الدين شأن في الحياة و ترك تنظيم شؤون الحياة للبشر. وان الوسطية تتطابق كثثيرا مع توجهات افلاطون (إثباتُ وجودِ خالق ٍ أو صانع ٍ ، ولكنّها لا تُعنى بشيءٍ من حياةِ الخلق ِ ، فهي موجدة ٌ للخلق ِ ، لكنّها تركتْ التصرّفَ في الكون ِ ، وتفرّغتْ في حياتها المثاليّةِ ) . التعصب الديني او المغالاة في التعصب للامور الدنيوية كلاهما سوف يكون لهما تاثير غير ايجابي على حياتنا.  ولابد لنا ان نفصل الدين عن العلوم الانسانية وعن الدولة التي هي من نتاج الانسان .
وأصبح نقد المسيحية مألوفاً في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وخاصة في فرنسا وانجلترا، حيث ظهر هناك ضعف ديني،وظهر  اول كتاب مصرح ٍ بالإلحادِ ، وداع له ، في اوربا في سنة 1770 م وقد كان لمؤلف بقلم لودفيج فويرباخ  عام 1841 بعنوان جوهر المسيحية الاثر الكبير على فلاسفة كثيريين من بينهم ماركس، ودافيد شتراوس، ونيتشه وانجلر وبناءا على افكارهم اعتبر الله اختراعا بشريا وفعاليات وطقوس دينية لتحقيق الاماني.
 
كان لعصر النهضة في اوريا دور كبير في الخروج عن سلطة الكنيسة ودورها في توسيع التفكير الحر وخلق فضائات للاستفسارات الشكية. ونقد الدين ورجالات الكنيسة ومن رواد هذه المدرسة ليوناردو دا فينشي, نيكولو مكيافيلي، وبونافنتور دي بيريرز، وفرانسوا رابليه.
 
السؤال الذي يطرح نفسه هل صمدت المسيحية او اختفت بعد عصر النهضة وفسح المجال لكل الاراء المؤيدة والمخالفة وحتى الالحادية منها ؟؟؟؟؟؟
الجواب بالتاكيد كلا وانما لازالت العقيدة المسيحية تلعب دورا في الحياة السياسية والثقافية . وانتقل الدين المسيحي من الواجهة الى الكواليس باستثناء بعض الاشخاص والمجاميع  المعادية للدين . ويبقى للكنيسة دورها الريادي في الامور والقضايا المصيرية المهمة.
والسؤال الاخر اذا كان الدين من الله فمن سيحمي الدين الله ام الانسان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
د.عامر ملوكا
21 \2\2012
 

102
مسيحيو العراق والمستقبل المجهول
التواجد المسيحي في العراق والدول الاسلامية:

تشير جميع الاحصائيات والاستبيانات على ان التواجد المسيحي في العراق والشرق الاوسط بشكل عام الى ارقام تجعل من هذا التواجد الذي استمر اكثر من الفي سنة في الارض التي خرج منها السيد المسيح مهدد بالزوال والمفارقة هي انه مع تزايد الوعي الانساني وظهور هيئات ومنظمات دولية واممية جميعها يدعوا الى الحفاظ على حرية وحقوق الانسان نلاحظ العكس من ذلك نمو العنف ووسائل الاظطهاد ضط الاقليات اذا كانت اقليات عرقية او دينية او مذهبية وان مايدعو للقلق فعلا ومع استمرار الهجرة والتهجير القسري لهولاء الاقليات وبظمنها ابناء شعبنا المسيحي والذي هو الشعب ذو الجذور الموغلة في القدم ( السكان الاصليين للعراق), سوف نكون امام واقع حال خطير ينبا بانقراض المسيحية التي عاشت وصمدت وحافظت على دبمومتها كل هذه السنين رغم كل الصعوبات والماسي التي جابهتها ولكن مايمر به المسيحيين اليوم وان لم يكن اصعب من الذي مروا به خلال الالفي سنة الماضية ولكن الانسان في القرن الواحد والعشرون قد فتحت له ابواب وسهلت التكنلوجيا الكثير من المعوقات ولم يعد يتحمل التهميش والظلم والاعتداء والتمييز الديني او العرقي او العنصري.
ولابد لنا ان نذكر الدولة العربية الاسلامية استفادت كثيرا من الحضارات التي سبقتها في البلدان التي فتحتها فالعباسيين استفادوا كثيرا من الاكديين والاشوريين والبابليين ,اما الامويين قد استفادوا كثيرا من الفكر النير والمتخمر للكنعانيين والفينيقيين والعموريين وهكذا كان للفراعنة دور اساسي في رفد الدولة الفاطمية بالكثير من العلوم والمعرفة . نستنتج بان البناء الحضاري لاية امة هو نتاج للكم الهائل المتوارث والمتداخل والمتفاعل لبقية الامم. ولذلك فان الدين لايمكن ان يصنع الحضارة بل العكس هو الصحيح لانه يستعمل دورها الثقافي لايصال رسالته.
فالإحصائيات لعدد المسيحيين تظهر مثلاً:
 

 
 
في احصاء عام 1957 كانت نسبة المسيحيين 6.4 %(د.ابراهيم فرهاد ,الطائفية السياسية في العالم العربي,مكتبة مذبولي, القاهرة)
وحسب احصاء عام 1957 فان نسبة المسيحيين كانت 6.4 % من سكان العراق وتشير الاحصاءات التقديرية لسكان العراق في الداخل والخارج الى 35 مليون عراقي واذا اردنا معرفة عدد المسيحيين منهم في الداخل والخارج 35 *6.4% = 2,240,000 اي مليونين و240 الف وتشير اخر التقديرات بان عدد المسيحيين داخل العراق لايتجاوز ال 400 الف ,بهذا تكون اكثر من 80% من المسيحيين قد هاجرت او هجرت خلال 60 سنة الماضية..
وطبقا لتعداد السكان الذي أجري عام 1977 كان عدد المسيحيين حوالي مليون و368 ألف نسمة هبط في إحصاء عام 1987 إلى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5% من الشعب العراقي، وعشية الغزو الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين حوالي مليون شخص، أي حوالي 3% من جملة عدد السكان
. وبعد مرور نحو 9 سنوات على الاحتلال يقدر عدد المسيحيين العراقيين الذين غادروا البلاد بحوالي 600 ألف نسمة. وفي حال استمرار التناقص بهذه المعدلات، فليس هناك شك في أنه خلال عقد أو عقدين من الزمن، سيفقد المسيحيون الشرق أوسطيون كل أهمية حيوية أو تأثير سياسي.
 
اما الاحصائيات لبقية الدول العربية والاسلامية:
لم يعد في تركيا سوى 80 ألف مسيحي (1%)من السكان بعد أن كان عددهم في حدود مليونين (15%) عام 1920.
وفي إيران ، هبطت أعداد المسيحيين في البلاد من حوالي 300 ألف نسمة إلى حوالي 100 ألف فقط،
أما في المشرق العربي فإن الصورة أوضح. ففي منتصف الخمسينات الماضية شكل المسيحيون نسبة تتراوح بين 15% و20% من جملة سكان دول عربية مشرقية عدة، وهم الآن لا يشكلون أكثر من 10% .
ففي سورية كانت نسبة المسيحيين تقارب ثلث عدد السكان في مطلع القرن العشرين، أما الآن فنسبتهم هي أقل من 10% وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون في عام 1932 نسبة 55% من السكان، أما الآن فهم أقل من 30% .
أما القدس فلم يعد فيها سوى 2% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم 53% عام 1922، وحتى مدينة بيت لحم والناصرة وهما أكثر المدن ارتباطا بالمسيحية على الأرض، وتمتعتا بأغلبية سكانية مسيحية على مدى ألفي عام تقريبا، لم يعد الأمر كذلك فيها الآن. فبيت لحم لم يعد فيها سوى 12% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم بها 85% عام 1948،
وفي مصـر، هجرة المسيحيين مستمرة منذ يداية خمسينيات القرن الماضي ويتوقع لهذه الهجرة ان تاخذ طابعا سياسيا اقوى بعد سيطرة الاخوان المسلمون والسلفيين على البرلمان والحكومة فكل الدلائل تشير الى ان مصر في طريقها الى المزيد من التشدد الديني وكبت الحريات والتضييق على المسيحيين .لايوجد احصاءات دقيقة حول عدد المسيحيين وذلك لعدم ادخال فقرة الدين في استمارة التعداد السكاني وذلك خشية ظهور الاعداد الحقيقية لهم وبالتالي مطالبتهم بالحقوق المشروعة لهم و تشير معظم التقديرات بان نسبتهم تصل الى 10-12% من مجموع سكان مصر البالغ 80 مليون.
وتبعا لآخر تقارير The World Factbook التي تصدرها "وكالة المخابرات المركزية" (CIA ) فإن نسب المواطنين المسيحيين في الدول العربية كما يلي:
مصر: 10%
العراق: 1.5%
لبنان: 39%
سوريا: 14%
الضفة الغربية: 8% (ضمن آخرين)
غزة: 0%
الأردن: 6%
الأمارات: 4% يتقاسمونها مع شرائح أخرى
السعودية: 0 %
الكويت: جزء من شرائح أخرى نسبتها 15%
اليمن: 0 %
قطر: 8.5%
البحرين: 6.9%
عمان: غير متوفر
السودان: 5% (يتوقع أن تنزل الى أقل من 1% في حال انفصال الجنوب)
المغرب: 1.1%
الجزائر: 1% يقتسمونها مع اليهود
تونس: 1%
موريتانيا: قرابة 0 % (توجد أبرشية كاثوليكية صغيرة في نواكشوط)
جيبوتي: 6%
بعض الدول الإسلامية غير العربية:
تركيا: 0.2% يتقاسمونها مع اليهود
إيران: 2% تشمل شرائح أخرى كاليهود والزراديشت
باكستان: 8.7%
أفغانستان: 1% يتقاسمونها مع شرائح أخرى
اندونيسيا: 6.7%
ماليزيا: 9.1%
قزقستان: 46% وهذه نسبة تقل بنقطة مئوية واحدة عن عدد المسلمين
اوزبكستان: 9%
طاجيكستان: 10% يتقاسمونها مع ديانات أخرى
تركمانستان: 9%
أذربيجان: 4.8%
بنغلاديش 2%
بروناي: 10%
البانيا: 30%
نلاحظ من الجدول اعلاه ان قرغستان ولبنان والبانيا تتصدر الدول الاسلامية من حيث نسبة التواجد المسيحي فيها.
 
اسباب هجرة المسيحيين المستمرة وانخفاض اعدادهم:
الهجرات الاولى لمسيحي الشرق الموثقة ابتداءت من لبنان في عام1854  بعد الاحداث الدامية في لبنان وكانت في معضمها هجرات داخلية الى البلدان المجاورة, ،وفي عام 1880 كان العام الذي وصل فيه اول المهاجرين من عائلة اسخريا الى البرازيل من بيت لحم واستمرت الهجرة في التزايد مع تطور وسائل النقل والاتصال الى ان وصل عدد المهاجربن المسيحيين الى امريكا اللاتينية 5.8 مليون مهاجر عام 1986. يمكننا ان نعزي هذه الهجرة الى اسباب اقنصادية واسباب امنية حيث يميل المواطن المسيحي بطبيعة نشاته وموروثه الايماني الى البحث عن ملاذات امنة ومستقرة بعيدا عن العنف والصراعات الدينية والقومية.والجدير بالذكر ان غالبية الاسباب المؤدية للهجرة ولغاية منتصف القرن الماضي كانت لاسباب امنية واقنصادية ولكن بعد هذا التاريخ دخل عامل اخر وهو العامل السياسي الى جانب العوامل الاخرى . ويشير الدكتور عبدالله باكثير استاذ التاريخ في جامعة الرباط الى دور الولايات المتحدة الامريكية في سعيها الى تفريغ المنطقة من تنوعها الحضاري والثقافي من خلال سعييها الى تخريب ثقافات الشعوب عن طريق اقتلاع سكانها الاصليين من مواطنهم الاصليىة وبعثرتهم وبالتالي ذوبانهم في دول العالم.
ومن اهم العوامل المسببة للهجرة.
 
العامل الاول:

سيادة المفهوم الخاطئ الموغل بالقدم والمرتبط بالتاريخ القديم والعلاقة المتشجنة بين الغرب المسيحي والشرق الاسلامي,فان العولمة التي تنتشر في كل ارجاء المعمورة كقيم وتقاليد غربية تثير ردود الافعال للثقافات الاخرى وكرد فعل طبيعي وخوفا من الانصهار مايعطي الحركات الاصولية المسوغ بالتصدي للعولمة وان كانت شرا لابد منه وانها قادمة بايجابياتها وسلبيانها لامحال. ومن نتائج هذا التصدي غياب مفهوم الدولة القومية الذي تاسس عام 1648 وفق  معاهدة وستفاليا (موعد تأسيس الدولة – القومية أو تثبيتها) وبالتالي غياب مفهوم الوطن والمواطنة .
العامل الثاني :
العجز والفشل الذي تعاني منه معظم الدول العربية والاسلامية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية اضافة الى الفشل في حل قضية فلسطين والهزائم المتكررة امام دولة اسرائيل فادى ذلك الى شعور المواطن العربي بالهزيمة داخل نفسه اضافة الى فقدان الاستقرار الامني والمعيشي فكان لابد من البحث عن بديل فلم يكن امامهم وبعد فشل المشروع القومى سوى الاسلام فرفعوا شعار الاسلام هو الحل. .فكان لابد ان يظهر الاسلام الاصولي الذي قسم العالم الى قطبين العالم المسيحي الغربي الكافر قطب والعالم الاسلامي كقطب اخر ومن نتائج هذا التقسيم غياب التسامح الديني في المجتمعات الاسلامية ووضعت المكون المسيحي في القطب الاخر.
ان تنامي الشعور القومي في اوربا وفصل الدين عن الدولة ادى الى ضعف دور الكنيسة الكاثوليكية عكس الذي حصل مع تنامي الحس القومي في الدول العربية الذي ادى الى اتخاذ الاسلام كشعار له..
هذا إضافة إلى أن هناك تسابقاً محموماً من جانب الكنائس المسيحية الغربية على التبشير بين الطوائف المسيحية والمسلمين في الشرق الأوسط، الأمر الذي يثير التيارات الإسلامية المتشددة ضدهم .
ونتيجة هذا العجز المطلق ادى بالمسيحيين للتفكير بالهجرة للبحث عن اوطان يستطيعون فيها من الارتقاء والتطور والاستقرار الامني والاجتماعي رغم الخسائر الكبيرة التي يقدموها على المستويين النفسي والمعنوي.
العامل الثالث :
استهداف المسيحيين من قبل القاعدة بشكل مباشر مايمثل انعطافة مخيفة في تاريخ المنطقة العربية. ومن نتائج هذا الاستهداف القيام بهجومين مريعين على المصلين، أولا في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في 31 اكتوبر / تشرين الأول (58 قتيلا)، والقديسين بالاسكندرية (21 قتيلا).
وقال التنظيم في بيانه "ليعلم هؤلاء المشركون وفي مقدمتهم طاغوت الفاتيكان الخرف ان سيف القتل لن يرفع عن رقاب اتباعهم حتى يعلنوا براءتهم مما يفعل كلب الكنيسة المصرية، ويظهروا للمجاهدين سعيهم الجاد للضغط على تلك الكنيسة المحاربة لاطلاق سراح المأسورات من سجون اديرتها وليلزموا بعد ذلك صوامعهم ويكفوا عن الاسلام". واضاف "والا (...) لنفتحن عليهم ابواب الخراب وبحور الدم".
العامل الرابع:
ان معظم الدساتير العربية والاسلامية مع بعض الاستثناءات للدستور السعودي والايراني يشتمل على فقرة ان الدين الاسلامي هو احد مصادر التشريع والجزء الاخر من الدساتير ينص على ان الاسلام هو المصدر الوحيد للتشريع,على اية حال معظم هذه الدساتير يتضمن بنودا كثيرة وعديدة تحفظ للمكونات الاقل عددا حقوقهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية ولو بالحد الادنى ولكن المشكلة ليست في الدساتير بقدر ماهي في النوايا والتطبيق اضافة الى القدرة على التطبيق اذا توفرت النوايا الصادقة.
الكاتب اندريه زكي يؤكد في كتابه الاسلام السياسي والمواطنة والاقليات ان عدم وجود الدولة المدنية وتسلط الانظمة الدكتاتورية وغياب لدور المعارضة وانتهاك للحقوق والحريات كان له الوقع الكبير على المسيحيين وسعيهم نحو الهجرة .
العامل الخامس:

ان دول المهجر بتقدمها الاقتصادي اضافة الى الحريات المتاحة وضمان الحقوق المدنية تمثل بيئة جذب (بلاد الملائكة والجن) عكس الدول العربية والاسلامية فتعتبر بيئة طاردة وغير مشجعة لابل بيئة خطرة وقاتلة فكان لابد للمسيحيين ان يفكروا بالهجرة بعد ان ساهموا وكان لهم الدور البارز في كل مرافق الحياة العلمية والثفافية والاجتماعية ولكن دون جدوى فعندما تصل الى حالة العجز من تغيير كل المجتمع والمحيط فتفكر في تغيير نفسك والهجرة رغم الخسائر وعلى كل المستويات ولكنها افضل الامرين كما يعتقد معظم المهاجرين.
اضافة الى ذلك الدول الغربية تتميز بنسبة نموسكاني يقترب من الصفر ونسبة الشيخوخة في تزايد مستمر فهي ترحب بهجرة مسيحي الشرق وخصوصا من الشباب كي يساهموا في النمو الاقتصادي وسد العجز في المواليد الذي يعاني منه الغرب الرأسمالي.حيث يذهب البعض في القاء جزء من المسؤولية على الغرب من خلال الحروب وعدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة ومنذ زمن ليس بالقصير.
العامل السادس :
ضمور وتقليص الدور الريادي للمسيحيين والذي تميزوا به عبر قرون طويلة, فاذا كان للعرب المسلمون دورا رياديا في النهضة العربية من جانبها العسكري، فان المسيحيين كانوا رواد هذه النهضة فكريا وثقافيا .وكان لتولي النظم العسكرية الشمولية وتنامي الفكر القومي المتشدد وبعد فشل المشروع القومي وظهور وبروز الفكر الاسلامي المتشدد وفي كلا الحالتين المسيحييون هم مظطهدون ان كانوا يتعاملون مع انظمة قومية او انظمة دينية متشددة.وهذا فعلا ماحصل بعد سقوط بغداد 2003 والتقسيمات الطائفية والعرقية التي قسمت الكعكة بموجبها غير معترفة بالوجود المسيحي بشكل خاص وبقية الاقليات بشكل عام وأخيرا كبش الفداء في الحرب الأصولية على الغرب الكافر وحرب الغرب على الإرهاب الإسلامي الأصولي.
في جانب اخريعزى انخفاض نسبة النمو السكاني للمسيحيين الى انخفاض معدل المواليد بين الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط نظرا الى ارتفاع مستواها الاجتماعي والاقتصادي.
العامل السابع:
يقسم الاسلام العالم الى مسلمين وكفار وهم ذميون ومشركون وعلى الصعيد الديني هناك ثلاث فئات المسلمون وأهل الكتاب وعبدة الأوثان وكانت تطبيقات هذه التصانيف تختلف من حاكم لحاكم ومن زمن لزمن ولايوجد حدود فاصلة او واضحة بين هذه التصانيف من حيث التطبيق وكان لتوسع الامبراطورية الاسلامية على حساب شعوب وامم تدين باديان غير الاسلام وتنتمي لقوميات واصول غير عربية قد خلقت واقع جديد عجز الحكام والمجتهدون المسلمون في ايجاد حلول وسط تعطي الحقوق لهذه الشعوب من جانب ومن جانب اخر تبقى المحافظة على المبادئ العامة للدين الاسلامي.
ولهذا فان تطبيق الشريعة الإسلامية سوف يكون لامحالة في غير صالح الاقليات بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص وسوف يجعل المسيحيين خارج نطاق الانتماء الوطني لانه لم يحدد حسب الانتماء للوطن او القومية وانما حدد بناءا على العقيدة والدين.
السيناريوهات التي تواجه الاقليات:
وهناك سيناريوهات ثلاث محتملة بالنسبة لمشكلة الاقليات في هذه المنطقة ، تتمثل في :
اقامة كيان جغرافي مستقل
الانصهار أو الإبادة أو الهجرة القسرية
انشاء الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة
يصنف العراق على انه من الدول التي تتميز بتنوع الاعراق والاديان والطوائف ولايمكن اعتباره دولة قومية فالدولة القومية هي الدولة التي يتكون على الاقل 95% من سكانها من قومية واحدة وفي العراق فان نسبة القومية العربية لايتجاوز 65% - 70% . وتتلون فسيفساء مجتمعه بين: الصابئة المندائيين الى جانب المسيحيين من السريان الاراميين والكلدان والآثوريين وهناك التركمان والاكراد البهدينانيون والاكراد السورانيون والكورد الفيليون وبقايا اسر المماليك الشراكسة القوقازيين وهناك اليهود والكاكائيون والكركرية واليزيدية والمعدان والشبك والعجم والارمن الى جانب الاكثرية العربية بانقسامهم الطائفي اليوم بين الشيعة الجعفرية والسنّة الحنفية والشافعية .. الخ
1- فلوا اخذنا السيناريوالاول اقامة كيان جغرافي مستقل بالتقسيم اوتعديل الحدود او ايجاد منطقة امنة او محافظة في سهل نينوى تدخل ضمن نفس السينارو ونعتقد ان تحقيق مثل هذا المطلب وفي خضم الصراعات الطائفية والسياسية والقومية بين الكتل السياسية الكبيرة وغياب مفهوم الدولة المدنية والمواطنة سوف نحتاج لزمن ليس بالقصير لتحقيق مثل هذه الاهداف وان مثل هذه الخطوة سوف لن تكون بمامن من التجاذبات والتنافرات بين القوى والكتل السياسية الكبيرة والتي تبحث عن مصالحها اولا اضافة الى المتغيرات الدولية المحيطة.
2- اما السيناريو الثاني بتغيير البشر قسريا من خلال الانصهار والذوبان القومي والديني ضمن الاكثرية العربية او الكردية المسلمة وهذا ماهو حاصل فعلا والسيناريو الاكثر قربا للواقع وخلال 1500 سنة الماضية ومنذ الفتوحات الاسلامية(الغزو الاسلامي) للعراق قد تم تطبيق هذا السيناريو بصورة جيدة كان لها الاثر الكبير في التناقص الكبير والمخيف والذي ينذر بزوال شعوب اصيلة من اوطانهم, فبعد ان كان المسيحييون يشكلون 80% من سكان العراق عند دخول الاسلام للعراق فلم يعد يشكلوا الان سوى 1.5% , ومع استمرار الهجرة من العراق وبهذه المعدلات فالمتوقع ان ينقرض مسيحيو العراق خلال عقدين او ثلاثة عقود.
3- اما السيناريو الثالث فهو السيناريو الذي تصبوا اليه جميع القوى الليبرالية والديمقراطية وهو من وجهة نظرنا المفتاح السحري ليس لمشكلة الاقليات فقط بل هو الحل لكل المشاكل والازمات التي نعاني منها وسوف لن نستطيع ان نرتقي ببلدنا بدون تاسيس الدولة المدنية ودولة القانون وجعل الانتماء للوطن فوق كل الانتماءات. وان الانتخابات و الديمقراطية وحدها لاتكفي فهي تحتاج الى الديمقراطيين لتنفيذها
  على الارض . كل الدلائل تشير اننا لازلنا بعيدين وغير مؤهلين لتطبيق مثل هذاالسيناريو ولحين الوصول لمثل هذا التطبيق تكون بقايا شعبنا المسيحي تستعد للهجرة والذي يدعونا للقلق ان 99% من المهاجرين لايفكرون بالعودة او الاستقرار ثانية في بلدهم العراق.
ان الاقليات في الدول المتقدمة تتمتع بكافة الحقوق والحريات الدينية والمذهبية والثقافية لابل يقدمون الدعم المعنوي والمادي لهم من خلال مؤوسسات المجتمع المدني ولهذا نرى الاقليات المسلمة المهاجرة الى هذه الدول تتمتع بكل الحقوق ويمارسون طقوسهم بكل حرية ويدرسون لغتهم ويفرضون البعض من هذه الطقوس والتقاليد اذا استطاعوا كبيع اللحم الحلال ولبس النقاب وغيرها .ولان الجاليات المسلمة تتميز بكثرة الانجاب وتعدد الزوجات لهذا يصرح بعض الاصولين والسلفيين بان الاسلام سوف يغزوا العالم الغربي .هكذا يفهم الاسلام السياسي الحريات حين تكون متاحة للجميع.وماذا سوف يكون ردهم عندما يكتب المسيحييون الشرقيون هنا تباع لحوم الخنازير,هل سيتقبلها منهم الغالبية المسلمة وهم اي المسيحييون سكان البلد الاصليون.
عواقب ونتائج هجرة مسيحييوا الشرق الاوسط :
ان التواجد المسيحي في الشرق الاوسط ياخذ اهميته من الدور الحضاري الذي مارسوه منذ الغزو الاسلامي ولحد اليوم وان الوجود المسيحي يلعب دورا اساسيا في مد الجسور بين الشرق والغرب اضافة الى استيعابهم لكلتا الحضارتين وكان للثقافة المسيحية المشرقية دورا مهما في عقلنة التطرف لدى الثقافتين وتفاعلهما .
ان غياب الوجود المسيحي من منطفة الشرق الاوسط سوف ينتج اصوليتان يهودية في فلسطين محاطة باصولية اسلامية راديكالية وهذا الوضع سوف يصب في مصلحة اسرائيل في كسب الدعم من امريكا وبقية دول العالم ولهذا السبب لانستطيع ان نبرئ الدولة اليهودية من ضلوعها في هذا المخطط لتهجير البقية الباقية من مسيحي الشرق الاوسط.
ان تحول الشرق الاوسط الى الاصوليات الاسلامية سوف يدخل العالم العربي الى نفق مظلم قد يطول او يقصر وسوف تجني شعوبه نتائج هذه التجارب الفاشلة والتي مرت بها اوربا في القرون الوسطى وخاضت حروبا وازهقت ارواح الملايين الى ان وصلت الى الدولة المدنية فما السر في هذا الاصرار وهل هي العبقرية الاسلامية في اكتشاف المكتشف وقيادة شعوبها الى المجهول.
..فالوليد ابن طلال في جريدة النهار يرى أن بقاء المسيحيين في المشرق هو ترسيخ لفكرة الدولة العصرية، والتنوع الثقافي، والتعددية، والديمقراطية، ولمنع استنزاف الطاقات العلمية، والفكرية والثقافية في منطقتنا، أما حسنين هيكل فيرى أن المشهد العربي كله سيختلف حضاريا وإنسانيا مع هجرة المسيحيين، وسيصبح أكثر فقرا، وأقل ثراء لو أن هجرة المسيحيين ترك أمره للتجاهل والتغافل، وللمخاوف، أي خسارة لو أحس مسيحيو الشرق أن لا مستقبل لهم ولأولادهم فيه، ثم بقي الإسلام وحيدا في المشرق لا يؤنس وحدته غير وجود اليهودية في "إسرائيل".
اما وجهة نظر الفاتيكان في الهجرة المسيحية
ففي البند 19 تقول الوثيقة الفاتيكانية: «.. ومن المؤكد أن ضعف المسيحية حيث وُلدت، وكم بالأكثر تلاشيها، هو خسارة للكنيسة الجامعة».فعلا هي خسارة كبيرة للكنيسة الجامعة رغم ان المسيحية ليست لها ارض محددة ولاتؤمن بالحدود ويبقى التساؤل المشروع هل يمكن ان تخلوا ارض السيد المسيح من المسيحيين والمؤمنين به وبرسالته.؟؟؟؟ ام سوف تكون لهم عودة قوية ووطن مستقل كما عاد اليهود الى فلسطين.
ماذا نحن فاعلون ؟؟؟؟؟؟
كان للمسيحيين في الوطن العربي دورا كبيرا في نشاة فكرة القومية العربيةلابل كانوا من اهم منظريها ايمانا منهم بان الاقليات وبضمنها المسيحييون يستطيعون ان ياخذوا دورهم الريادي بشكل اكبر ولكن هذا التوجه اصابه الفشل عندما تم ربط العقيدة بالقومية وان المجتمعات الاسلامية اساسها العقيدة وليس القومية.والاسلام السياسي يجعل السلطة في يد المسلمين ويجعل غير المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة ويصفهم بالذميين.
-اهمية الحراك الاجتماعي والتلاقح الثقافي بين جميع مكونات المجتمع واشاعة مفاهيم وقيم التسامح الديني وقبول الاخر وغرس مفاهيم وثقافات حقوق الانسان وحرية المعتقد وثقافة اللاعنف اضافة الى التغيير الجذري لكل المناهج التعليمية والتي كتبت من جانب تمجيد وتبجيل كل ماهو عربي واسلامي دون اية ذكر للجوانب المظلمة والسيئة في هذا التاريخ والتي يجب ان تذكر لتعطي المصداقية وتقوي شخصية وثقة الانسان العربي المسلم بهذا التاريخ فلم اقرا يوما اية نقد او اشارة لاية جانب من هذه الجوانب وفي اية مرحلة من مراحل الدراسة الاكاديمية اضافة الى ذلك لم تتناول كتب التاريخ الصفحات الناصعة لبقية الحضارات التي اسهمت اسهامات فاعلة في النمو والتطور الحضاري في كوكبنا الارضي ,اضافة الى ذلك خلو كتب التاريخ المدرسي لذكر دور المسيحيين في نمو ونجاح الدولة الاسلامية منذ نشاتها والى يومنا هذا.اضافة الى اضافة مادة حقوق الانسان والحريات المدنية في المنهاج الدراسية.
-المشاركة الفاعلة لكل التنظيمات والاحزاب التي تمثل مسحيو العراق مع بقية الاحزاب الليبرالية والديمفراطية في الحياة السياسية من خلال توعية الجماهير التي لازالت لم تتعود الديمقراطية وقد يعتقد الكثير منهم ان الديمقراطية هي في المشاركة واعطاء الصوت فخير ان لاتصوت من ان تعطي صوتك لمرشح لايستحقه.
على الاحزاب المسيحية ان لاتتقوقع على نفسها وان اتحدت فسوف تبقى معزولة ويجب عليها ان تحاول ان تاتلف مع بعض القوى العلمانية والديمقراطية الاخرى من بقية مكونات الشعب العراقي كي تخرج من هذه القوقعة والتي سوف تزيد من عزلتها وخاصة بعد منحهم كوتا طائفية وليست قومية وان كانت قومية فلابد من ان تكون ضمن دائرة اوسع وندخل الانتخابات القادمة ونترك الخمسة مقاعد لانها تحصيل حاصل لنا وان ندخل ضمن ائتلاف ليبرالي ديمقراطي لكي تكون دائرة المصوتين اكبر من ال70 الف صوت التي حصلت عليها تنظيمات شعبنا وان تحقيق ذلك مرهون بمدى مصداقية احزابنا السياسية في خدمة قضابا شعبنا لان الدفاع عن قضايانا لاتكفيه خمسة مقاعد وانما اكثر من ذلك فالمسؤولية التاريخية التي تتحملها كل الاحزاب هي الخروج من المصلحة الحزبية الضيقة اي من الانا الذاتية الى الانا الجامعة. وان مسؤولية جميع الاحزاب هي ان تجعل الاخريين يصوتون لك والاخريين يدافعون عن حقوقك ان تجربة الكتلة المصرية هي تجربة ناجحة الكتلة المصرية المكونة من حزب المصريين الأحرار والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب التجمع، حيث حصلت على 43 مقعدا بنسبة 8% وهي الكتلة الممثلة للمسيحيين وبقية مكونات الشعب المصري الذين لديهم توجهات ديمقراطية وليبرالية واستطاعت هذه الكتلة ان تحقق نجاحات في اول تجربة لها والتي دخلت الانتخابات باسم وطني ولن تدخل تحت اسم قومي او ديني اضافة الى ضمها مجموعة خيرة من المثقفين والاكاديميين ذوي السمعة الطيبة في المجتمع ونتوقع لمثل هذه الكتلة لو استمرت في سعيها نحو بناء دولة المؤوسسات ان تكون البديل للاسلامين والسلفيين عند فشل مشروعهم لادارة الدولة ومن خلاله يستطيع المسيحييون من الدخول في المشروع الوطني من اوسع ابوابه.
- ان التقدم العلمي والرفاه الاقتصادي والاجتماعي لها علاقة كبيرة بالتحضر وتطور الشعوب فكلما ارتقت الامم تبحث عن نقاط وفاقها لتنميها وبالعكس من ذلك تبحث الامم المتخلفة عن نقاط الضعف والاختلاف لتثيرها وتنميها.ويشمل هذا التقدم بناء جيش قوي يكون انتماءه للوطن قادر على حماية كل المكونات وبناء واكمال البنى التحتية كالماء والكهرباء والسكن الملائم كي ينتقل المواطن العراقي من المرحلة الحيوانية من اشباع الغرائز وتحقيق الامان الى التقدير الاجتماعي وتحقيق الذات حسب سلم ابراهام سالوم.وان دوران عجلة الاقتصاد والصناعة سوف توفر فرص عمل كثيرة لملايين العاطليين وتبعد شبح الهجرة اذا كانت لاسباب اقتصادية.
- التوفيق بين الصراع بين الهوية الدينية التي تتحدد من خلال العلاقة مع الكنيسة والهوية القومية او الاثنية التي تظهر من خلال خطاب الاحزاب السياسية التي تمثل شعبنا المسيحي.
- حث ابناء المجتمع المسيحي على المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية المقبلة لكي يسمع صوتهم ويكون لهم تأثيراً على مجرى الانتخابات.
-العمل على توحيد كلمة رؤساء الكنائس ورجال الدين المسيحي بما يخدم مصلحة المسيحيين في الوطن على المستويين الديني والقومي.
المناشدة المستمرة لجميع المؤؤسسات والهيئات الدولية والحكومات والبرلمانات ومؤوسسات المجتمع المدني داخل وخارج العراق من خلال عرض الحقائق ومحاولة هذه المنظمات الضغط على الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان وربط مساعداتها بمدى جدية احترام وصيانة حقوق كل مكونات الشعب العراقي كما حصل اخيرا مع القرض الايطالي الذي خصص 10%من القرض للمسيحيين.
 
- ضعف الانتماء لدى غالبية المهاجرين من المسيحيين العراقيين وهذا مالمسناه في بلاد الاغتراب واعتبار هجرتهم الى بلاد المهجر ابدية وباتجاه واحد عكس مانلاحظه لدى بقية المهاجرين من لبنان او سوريا اوحتى مصر والكثير منهم بعود ليستثمر ويعود ليشتري الارض والعقار و لايقطع التواصل مع الوطن وقد يكون احد اسباب ضعف الانتماء كثرة الحروب والماسي التي مرت بهم . المطلوب منا جميعا زيادة الاواصر وتقوية الانتماء مع بقية ابناء شعبنا هناك من خلال اقامة المشاريع الاقتصادية والعمل على تجاوز المعوقات والصعوبات التي تجعل الكثير منهم يفكر بان الهجرة هي الحل الاوحد لكل معاناته.
دعوة لجنة التعديلات الدستورية الى تتبني مبدأ المواطنة بصورته الصحيحة بالاعتماد على المساواة في الحقوق والواجبات بين ابناء العراق واطيافه دون تمييز والغاء مبدأ المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية المعمول به حالياً في مختلف القنوات الادارية والسياسية.وعدم وصف المسيحيين يالاقليات وانما بالسكان الاصليين.
 
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا
2012-02-11

103
تفجيرات النروج والرجل الابيض والاسمر

 
كتب الكاتب الاستاذ سمير عطاالله مقالة تحت عنوان (طالبان النروج) حول تفجيرات النروج الاخيرة والتي يحاول فيها الكاتب ان يساوي بين الارهاب كمفهوم وكمنظومة قيمية ومبادى يعتمدها البعض قانونا ودستورا ودينا وبين بعض الشواذ النادر الخارج عن المالوف القيمي والديني والقانوني.
في الجزء الاخير من مقالته

لا يفزع طالبان كثيرا في جبال أفغانستان، أما قتلة النروج، فأمر بشع. هذا يعني أن بعض أوروبا عائد إلى فظاعات القرون الماضية. كلما كان الرجل أكثر بياضا كان أكثر وحشية وخلوا من كل رأفة. تلك هي صورة النرويجي القاتل علنا والأوروبي المختبئ في صورة أبشع أنواع العنف
لم استطع تفسير وربط وحشية وهمجية الرجل الابيض بشدة بياضه حيث ان معظم البحوث والدراسات قد اكدت ان الانسان هو الانسان اذا كان ابيض اللون او اسمر اواصفر وان نوازع الخير والشر لديه اختلفت الاراء والمدارس وحتى المعتقدات الدينية في تفسيرها وبعض الاراء والمدارس تذهب الى المبدا , ان الانسان بطبيعته يميل الى الخير بالفطرة وان الشر يمكن ان يظهر فقط عند غياب الخير وان تفسير عملية القتل بمفهومها المبسط والارهاب بمفهومه الاعم والاكثر تعقيدا لايمكن شرعنته باي شكل من الاشكال , فاذا اجزنا ذلك للحيوان المفترس فلايمكن اجازته للانسان لان الانسان قادر على فعل الخير اما الحيوان فبحكم غريزة الجوع ليس له بديل سوى القتل.
ومدرسة اخرى تؤكد على المفهوم الفطري للخير وان الشر مكتسب ويتعود عليه الانسان بالتطبع فان تقبلنا للمواد الغذائية المفيدة للجسم هو تقبل فطري اما تجرع السم فهو غير فطري ولكن تناول كميات صغيرة جدا منه وزيادة هذه الكمية تدريجيا سوف يحصل استعداد مكتسب لتفبل جرعات من هذا السم وهكذا بالنسبة للخير والشر.
اما المفهوم المسيحي فياتي مخالفا للمذهب الثنوي الذي يؤمن بالصراع الازلي بين الخير والشر وتؤكد المسيحية بلا وجود للشر وانما وجود للخير فقط وما الشر الا انحراف عن الخير او بمعنى اخر هو السعي نحو الخير الزائف حسب مفهومنا البشري الضيق.

.وفي نفس السياق بين الروائي العالمي الرائع دستوفسكي في اعماله الروائية ان مجد الله يظهر في الشر الذي نفعله لانه مؤشر حريتنا التي يحولها المفسد الى تعسف وتمرد ضد الذات الانسانية.


اما فرويد فيصف النفس البشرية بانها محايدة بين الخير والشر وان المفاهيم والعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة هي التي توجه هذه القوى نحو الخير او الشر ومثال ذلك استخدام الماء كمصدر مهم لحياة الانسان وكل فعالياته فهو استخدام ذو مردود خير على الانسان ونفس الماء يستخدم لدمار وهلاك الانسان والقتال ايضا (اذا قتلت شخصا فانت قاتل واذا قتلت عشرة اشخاص فانت سفاح واذا قتلت عشرات الالاف فانت فاتح وفي بلدي العراق يوصف بقائد النصر والسلام)وهكذا مع الطاقة الجنسية لدى الانسان.
وان مفهوم الشر والخير لم تظهر الا عندما استقر الانسان وكون العائلة ثم القبيلة ومن ثم المجتمع وادرك ان مايحق له يحق لغيره وهكذا كانت بداية وضع اسس وقواعد العيش المشترك وبهذا يكون العمل المسموح به ضمن هذه القواعد والاسس يمثل جانب الخير اما العمل بالغير مسموح به يمثل جانب الشر .وهكذا فان الخير يقابل بالخير والشر يقابل بالعقاب من قبل السلطات الحاكمة (القانون).
في فقرة اخرى
يذكر الكاتب
(( تذكرنا كارثة النروج بأن العنف في الغرب لا يزال قائما في النفوس وفي الطباع. ولا تبعد الحرب العالمية الثانية عنا أكثر من ستة عقود. اقرأ في كتاب «نابولي 1944» عن مذكرات موظف مخابرات بريطاني (نورمان لويس) في جنوب إيطاليا ذلك العام. لا أعتقد أن ملحمة بشرية تفوق هذه الصفحات القليلة، ولا أعتقد أيضا أن رائعة تولستوي «الحرب والسلم»، كانت أكثر تعبيرا عن مدى انحطاط البشر. لقد ترك المغفل الفارغ موسوليني شعبه فريسة الجيوش الحليفة والمعادية وفريسة المجاعة والذل. يروي كيف اصطفت نساء نابولي في الساحات عارضات أنفسهن على الجنود، لقاء علبة سردين. وكيف جاءت امرأة من النبيلات مع شقيقها، تطلب عملا في ماخور للعسكر. وكيف أرسل أب ابنته ومعها رسالة تعرض نفسها على المؤلف لقاء وجبة واحدة في اليوم. وكيف تحولت المدينة إلى وشاة وتجار سوق سوداء وبشر بلا أي كرامة أو أي مشاعر إنسانية.))

فانا اريد ان ابين هنا بان الحرب العراقية الايرانية التي لاتبتعد عنا اكثر من ثلاثة عقود فلو كتبت اسرارها وماخلفته من دمار وملحمة بشرية وتشريد اكثر من خمسة مليون عراقي فانها تفوق ماذكره موظف المخابرات البريطاني نورمان لويس مرات ومرات واذا كانت الحرب العراقية الايرانية تخلوا من اية شى ايجابي فان الحرب العالمية الثانية على ظراوتها وخرابها فنهايتها كانت نهاية لعصر الطغاة والمتجبرين والمستبدين امثال موسيليني وهتلروهكذا مع المخترعات الكثيرة التي قدمها العلماء لالة الحرب كانت السبب الرئيسي في النهضة والتقدم العلمي والمدني.
فهل نتهم الانسان العراقي الاسمر بالهمجيةوالوحشية وكلما زادت سمرته زاد عنفا ووحشية فانني اختلف كثيرا مع ماذهبت الية وما توصلت له فاننا على قناعة كاملة بان الانسان العراقي انسان محب للسلام والخير وانسان حضاري وكان سباقا في البناء الحضاري كلما تعرض بلده للدمار والخراب وان طيبته تتناسب مع درجة سمار بشرته.
فان ماذهب اليه الاستاذ سمير واتهامه الرجل الابيض بهذا الشكل فيه الكثير من التجني والتعصب ولايفوتنا ان نذكر ه بان مثل هذه الافعال مدانة من فبل الكنيسة والمجتمع والقوانين السائدة التي تحاول ان تصل الى الحالة المثالية في التطبيق بعد ان وصلتها في حالة التشريع وتتعدى الطبيعة البشرية في التمييز اذ كان عنصريا اوعرقيا او دينيا فهل الاعمال الارهابية في بلداننا العربية والاسلامية مدانة بهذا الشكل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما ان يعزو الاستاذ سمير ارهابنا على جبال تورا بورا على قلة الحيلة وقلة الخيارات كما جاء في الفقرة
(( من عنف العجزة غير القادرين على القيام بأي شيء سوى تفجير أنفسهم وتفجير الآخرين))،
فبماذا نفسر الارهاب في العراق واوربا وامريكا ومن قبل اشخاص ولدوا ودرسوا ونالوا اعلى الشهادات في امريكا وبريطانيا والدكتور ايمن الظواهري زعيم القاعدة الجديد الم يدرس ويتخرج من جامعات مصر .
ان واحدة من اهم اسباب تخلف عالمنا العربي هي اننا نرى القشة في عين الاخرين ولانرى الخشبة التي في اعيننا.

د.عامر ملوكا


104
زين العابثين واللامبارك والخلافة الاسلامية:

تشهد المنطقة العربية هبوب رياح التغيير والانقلاب على السكون , رياح شديدة تستمد قوتها من رياح قوية وشديدة قد هبت على المنطقة العربية منذ وقت ليس بالطويل عندما قدمت امريكا لكي تضع اسس وقواعد الشرق الاوسط الجديد.
ان ماتشهده الساحة العربية هذه الايام هو ليس وليد اللحظة بقدر ماهو نتاج لتفاعلات وارهاصات العقدين الماضيين.ان معظم الحكومات العربية بشكل عام مع بعض الخصوصية للتجربة اللبنانية والعراقية والتي سوق ناتي لها لاحقا وبجميع اشكالها الاميرية والملكية والجمهوملكية هي اشكال لحكومات دكتاتورية وعائلية.
الانظمة الاميرية
آل السلطان قابوس في سلطنة عمان .
آل حمد في مشيخة قطر.
آل الصباح في إمارة الكويت .
آل نهيان في الامارات العربية المتحدة. 
الانظمة الملكية
 آل سعود في الجزيرة العربية.
 آل خليفة في البحرين.
 آل هاشم في الأردن .
 آل الحسن الثاني في المغرب .
الانظمة الجمهوملكية
ال الاسد في سوريا.
آل مبارك في مصر.
  آل القذافي في ليبيا .
آل صالح في اليمن .
آل بو تفليقة في الجزائر .
آل البشير في السودان .
النظام العراقي يمتاز ببعض الخصوصية فبعد زوال الصنم ومحاولة امريكا زراعة الديمقراطية باستخدام طريقة البيوت البلاستيكية فبدلا من ان تثمر حريات واسعة وحقوق انسان ورفاهية اقتصادية اثمرت كبت للحريات وللمثقفين وتجاوز على حقوق الانسان والاقليات وهمجية العبادة والفقر. 
اما في اقليم كردستان العراق فهناك عائلة البرزاني وبشكل اقل تاثيرا عائلة الطالباني وفي الجنوب عائلة الحكيم والصدر .الذي نتمناه للعوائل التي ساهمت في تحرير العراق والتي لها دور نضالي مشرف ان تبتعد عن منح نفسها الحق الالهي في الحكم لسنواة طويلة وكما كان الطاغية يعتبر العراق والعراقيين من املاكه الخاصة لانه قائد انقلاب عام 1968.
وبنفس المنهجية عوائل محددة تسيطر على المشهد اللبناني
آل الحريري ,آل بري,ال عون, ال جنبلاط ..........
 

 
ان جميع هذه الانظمة تستمد شرعيتها في التمسك بالحكم وتوريثه من تاريخ الخلافة الاسلامية فلو القينا نظرة سريعة على الفترة التي حكمت فيها الخلافة الاسلامية والممتدة على 1302 عام نجد انها تضمنت توريث الحكم اوانتقاله لعائلة اخرى عن طريق استخدام القوة (السيف) ماعدا حكم الخلفاء الراشدين التي كانت مزيج بين الشورى وخلافها.
حيث ان احد اهم اهداف الثورة العربية الكبرى للشريف حسين بن على والد الامير فيصل هو تولي العائلات المالكة زعامة دولة العرب ونقل نظام الخلافة الذي انهار في استانبول إلى احدى العواصم العربية المتنافسة وهي ، ال سعود في نجد والحجاز كونها الاسرة الحاكمة في الاراضي المقدسة الاسلامية والعائلة الهاشمية زعيمة الثورة العربية الكبرى في شمال الجزيرة والعراق ، والعائلة العلوية من سلالة محمد علي في مصر.

و في حادثة تنصيب الملك فاروق على عرش مصر عام 1937 دليل واضح على العلاقة بين توريث الحكم من حيث اعتماده على تاريخ الخلافة الاسلامية الممتد ل 1302 عام ’وما أعلان شيخ الأزهر المراغي أن الأمير فاروق قد وصل إلى السن القانوني وهذا  يتيح له تولى الحكم بحسب التقويم الهجري لا الميلادي، مقترحا أن يتم تنصيب فاروق في حفل ديني بالأزهر يتقلد فيه الأمير الشاب سيف أبيه الملك فؤادعلى الرغم من المعارضة الشديدة لرئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس من خلال اعتبار هذا التنصيب مخالف للدستور وان الملك ليس فوق سلطة الدستور الذي كان يحد من سلطات الملك.
ولكن الازهر ومن خلال شيخه يرى في فاروق خليفة لوالده الذي حاول إحياء دولة الخلافة.فاذا كان التاريخ الاسلامي الممثل ب1302 عام ورجال الدين يفتون ويساندون ويباركون هؤلاء الحكام فكيف لايصبح الحاكم بامر الله دكتاتورا وحاكما الى ماشاء الله وكيف لا يورث الحكم لابناءه  . وهكذا الحال بالنسبة للعائلة الحاكمة في الاردن تاخذ شرعيتها كون نسب الملك عبدالله الثاني ينتمي إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد. ونفس الشئ ينطبق على العائلة الملكية التي حكمت العراق ولكن حكمهم قد قضي عليه من خلال ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1958 وهكذا تدعي العائلة الحاكمة في المغرب انتسابها الى العائلة النبوية على الرغم من ابطال هذا الادعاء بالشواهد والادلة التاريخية.
فكيف يمكن ان نبرر للحكومات العائلية ان كانت ملكية او جمهوملكية او اميرية تسجيل بلد بكامله باسم عائلة مهما كانت لهذه العائلة من دور وحكمة وعدل وتاريخ نضالي مشرف فاحتكار الحكم بحد ذاته هو غير عادل ولايتيح لبقية ابناء الشعب نفس الفرص كي يحكموا او يقودوا البلد ولاينمي الشعور بالانتماء العالي للوطن مادام هناك سيد وتابع وحاكم ابدي ومحكوم  ومادام هناك مواقع لايحق للعامة تبوءها او مجرد التفكير بالتقرب منها.
 ان الاوان للمنظومة العربية ان تبدا بفصل الدين عن الدولة  ولابد ان نستفيد من تجارب اوربا ونهضتها ومراحل تطور الديمقراطية فيها منذ ان بداءت بفصل الدين ورجالاته من التدخل بالشان السياسي واحتكار السلطة والمال باسم الدين وبتفويض الهي وان عصر الانترنيت والفيس بووك قد وفر بيئة وعالم مفتوح فلم يعد المواطن العربي المغلوب على امره يسمع لما يقوله الحاكم او رجل الدين فقط بل ان العقل البشري اصبح حرا وطليقا ومطلعا على اشياء ومعرفة لم تكن في متناوله الى زمن ليس بالبعيد فهل تبدا الانظمة العربية بتسليم مقاليد الحكم للشعوب ام تنتظر المبادئة من شعوبها.
على الحكومات ان تحترم شعوبها وان تبادر الى فصل الدين عن الدولة وتاسيس الدولة المدنية الحقة واشاعة المفاهيم والقيم الديمقراطية والبدء بالتغيير الفوري لان التاريخ لايرحم والشعب مهما طال وكبر صبره لابد ان ينتفظ وبدلا ان تدخل اسماءئكم التاريخ من الباب الرئيسي سوف تدخلونه من باب القمامة كما دخله زين العابثين واللامبارك .
عندما نلتقي بالجالية التركية هنا في استراليا ونرى صورة كبيرة معلقة للقائد الكبير كمال اتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة وهؤلاء لم يعاصروا هذا القائد لكنه يسكن في قلوب وضمائر الاتراك ولانه قد سبق عصره في قراءته للمستقبل فبعد كل هذه العقود من الزمن هل يعي قادة العراق والعرب الدرس ويفهموا عصرهم لا ان يسبقوه ويظهر لنا قادة بمستوى اتاتورك(ابو الاتراك). وتعتز بهم شعوبهم بعد مئات السنين ويحملو لقب ابو العراقيين   او ابو الاكراد او العرب.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا


105
كاظم حبيب وتومى توماس وتشي جيفارا:

"لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة. لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل منا سيكون لديه فكرتين" جورج برنارد شو
كما عودنا الاتحاد الكلداني اهتمامه بالشأن الثقافي وبالمثقفين ,استضاف الاتحاد الكاتب والباحث الاقتصادي والمفكر الكبير الاستاذ الدكتور كاظم حبيب في ملبورن\ استراليا وجرى في هذا اللقاء حوار ونقاش ذو شجون بين اعضاء الاتحاد الكلداني والدكتور كاظم ولاننا جميعا ننتمي الى العراق الجريح فكان جرح العراق وهمومه القاسم المشترك لاية موضوع طرح على بساط الحوار. وهكذا فان المثقف كاظم حبيب حين تناول الشأن العراقي والصراع الطائفي والديني والقومي والغياب شبه كامل للقوى الديمقراطية عن الساحة السياسة , وملمحا عن دور القوى والدول المؤثرة سلبا على الساحة العراقية وهي على التوالي ايران,السعودية,امريكا,سوريا,تركيا دول ,الخليج,الاردن والفصائل الفلسطينية.وكان السؤال المطروح ماهو الحل كي تكون للقوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية الدور الرئيسي والفاعل في الساحة وان لم تكن في سدة الحكم سوف تكون في الطرف الاخر في صفوف المعارضة وتعمل كباروميتر لقياس الاداء الجيد للحكومة كجهاز رقابي يضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح.فكان تعليق الكاتب كاظم حبيب ان تجتمع جميع القوى الديمقراطية وان تطرح برنامجا واضحا وموحدا وبديلا للبرامج التي تطرحها بقية التكتلات  وحين تكتشف الجماهير زيف وبطلان الادعاءات والشعارات الرنانة للاحزاب الاسلاموية والرجعية والدينية المتطرفة عندها سوف تبتعد الجماهير عنها بالتدريج ولكنه اكد على ان هذه العملية تحتاج لوقت طويل.
فكانت مداخلتنا في هذا الجانب ان القوى المثقفة والديمقراطية في العراق تقف وحيدة دون اية دعم او مساندة من اية قوى فاعلة ومؤثرة في الساحة العراقية عكس الاحزاب الاسلامية والاحزاب الاخرى المدعومة بقوى وبميزانيات طائلة والقوى الوحيدة التي ممكن ان تقف وتساند هذه القوى هي الجماهير العراقية وهي القوى التي لايمكن لكل القوى الاخرى المذكورة ان تقف امامها لو اخذت دورها الطبيعي وكأن دور هذه الجماهير مغيب اوقد تم تهيئة ضروف ومناخات واساليب وصراعات توهم هذه الجماهير بان لابد لها من ان تختار هذا الطريق دون غيره اوان تنتخب قوى وتكتلات معينة.
لو ان احد هذه القوى او الدول  التي تلعب دور ا مؤثرا في الساحة العراقية تدعم القوى الديمقراطية داخل العراق لكان واقع الحال مغايرا جدا.وعندما جاء الامريكان  كمحتلين بذريعة اسقاط الدكتاتورية وجلب الديمقراطية تـفـاءلت القوى الديمقراطية والطبقة المثقفة واذا بهذه القوى الديمقراطية التي جاءت امريكا لنصرتها  ونصرة الديمقراطية المزعومة تخسر كل شئ !!!!!! اليست مفارقة عجيبة ويجعلنا نستنتج بان امريكا لاتريد حكما ديمقراطيا حقيقيا في العراق ولاتريد ان يستدب الامن بشكل كامل ونهائي على الاقل في الوقت الراهن كي يصبح المواطن اكثر تحررا ووعيا في خياراته وينتخب بشكل مستقل وواعي وان لايربط نتائج انتخابه باستقراره الامني كما تحاول هذه القوى ومن يناصرها ان تصورها له.
وتاكيدا على ان الادارة الامريكية لاتريد للوسط والجنوب الاستقرار على الاقل في الوقت الراهن ولاتريد للقوى الديمقراطية ان يكون لها اية دور فاعل على الساحة العراقية فنلاحظ الاستقرار الامني والحياة الطبيعية في اقليم كردستان العراق وعدم وجود تاثير واضح وفعلي لنفس القوى المؤثرة في الوسط والجنوب على الساحة الكردية هذا اذا لم تكن جميع هذه القوى متفقة فيما بينها .
ودار الحوار حول المناضل تشي جيفارا اي الرفيق جيفارا وتومى توماس (رفيق الدكتور كاظم).
وسالت الدكتور كاظم هل عراقنا او عالمنا اليوم مؤهل لاستقبال ثوار من هذا الوزن الثقيل ام عصر الابطال ولى من غير رجعة.وهل نتوقع ان يظهر بطل تلتف حوله القوى الديمقراطية والتقدمية نحو افاق العالم المتحضر والمتطور انسانيا وتكنلوجيا.وهل يوجد في ايامنا هذه ابطال مستعدين للتضحية بكل ماوفرته نعم التكنلوجيا والحياة المدنية الحديثة من اجل مبدا او قضية ام انها مجرد نوستولوجي أي الحنين إلى الثورة .
فكانت اجابة الدكتور كاظم لما لا شافعا اجابته بانه عندما كان في المانيا ومستقرا في معيشته ومع عائلته قرر ترك كل شئ والالتحاق بصفوف الحزب الشيوعي في شمال العراق , وان حياة الشعوب لايمكن ان تخلوا من الثوار لكن مفهوم الثورة يختلف من حيث التطبيق من زمن لزمن وان يكون سلاحنا الفعال الكلمة.
وكانت مداخلتنا : نجد اليوم اسم وصور تشي جيفارا معلقة وراسخة في قلوب الملايين ويذكره التاريخ بحروف من نور فقد كان من طراز الثوار الرومانسيين الذين يسعون لتحرير العالم كله وليس كهتلر وبوش وهولاكو يسعون لاحتلال العالم كله وايضا ليس كحكام العراق يسعون لسرقة العراق كله.
فقد كان تشي جيفارا قد تخلى عن كل المناصب والكراسي التي كان قد تقلدها ايمانا منه بان المنصب او الكرسي يحول المناضل او الثائر الى دكتاتور ولااعرف هل ان حكام العراق يعرفون هذه الحقائق ام انهم يجهلوها او لم يقراوا سيرة هولاء الابطال فاذا كان تشي جيفارا ترك المناصب والكراسي كي لايتحول الى دكتاتور فان حكام العراق اليوم قد تمسكوا بالكراسي وان كان الثمن الاف الضحايا او الشهداء او تهجير وقتل شعب كامل من السكان الاصليين للعراق (الشعب المسيحي) او .........................
ومن شدة تمسك بعض قادة العراق اليوم بالكرسي ماجعل هذا الكرسي مرافقا وشريكا لهم في كل تحركاتهم حتى عندما يدخلوا بيت الراحة خوفا من فقدان الجلوس على الكرسي.
وتطرق الدكتور كاظم عن رفيقه البطل المناضل توما توماس وعن الشجاعة الفائقة وتميز هذا القائد بالكثير من الخصال والمواصفات الفريدة التي جعلت منه رمزا وبطلا نحتفي به جميعا ويستحق فعلا ان يلقب بتشي جيفارا العراق. وان لكل ثائرمنهم فترته التاريخية المختلفة وظروفه الخاصة وان لكل واحد دوره في السياسة او التاريخ. وفي الختام كان لقاءا عراقيا خالصا مع المثقف الدكتور كاظم حبيب وكان يحمل الكثير من التفاحات وكنا نحمل تفاحة واحدة .
من اقوال جيفارا:
*لا يهمني متى وأين سأموت، يهمني أن يبقى الثوار منتصبين يملئون الأرض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين.
*لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله، إنني أشعر على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذلك هو وطني
وحال قادتنا يقول:
*لا يهمني متى وأين سأحيا، يهمني أن يبقى العراقيين مهاجرين يملئون الأرض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق صفيح ساخن
. *لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إن لم نكن على استعداد أن نحيا من أجله، إنني أشعر بفخر على كل صفعة توجه إلى عراقي في هذه الدنيا فأينما وجدت الفلوس والجنسية فذلك هو وطني.
الدكتور عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا




106
الكلدان في ملبورن ولقاء الوزير الاسترالي:

تمر علينا الذكرى الخامسة على تاسيس الاتحاد الكلداني في استراليا\فكتوريا هذه السنة وجاءت ولادة هذا الاتحاد لحاجة جاليتنا الكلدانية الى مؤسسة مجتمع مدني كممثلا له في المجتمع الاسترالي. بدا كفكرة في عقول مؤسسيه ورجال عاهدوا انفسهم وجاليتهم ان يكونوا عونا وسندا وشريكا لهم في افراحهم وهمومهم واحزانهم.
وكانت هذه السنواة مكللة بالعطاء والنجاح في ابراز صورة الانسان العراقي الكلداني بشكل خاص وبقية مكونات شعبنا المسيحي بشكل عام واستطاع الاتحاد الكلداني ان يوصل معاناة شعبنا واهلنا في داخل وخارج العراق وفي استراليا بشكل رائع وواضح للحكومة الاسترالية من خلال اعضاء البرلمان الاسترالي وتم طرح قضايا شعبنا واهلنا المهجرين تحت قبة البرلمان الاسترالي ولاكثر من مرة ولم ياتي هذا الاهتمام من فراغ ولكن لما يمتلكه الاتحاد الكلداني من مكانة لدى ممثلي الحكومة الاسترالية في ولاية فكنوريا  . وكي نسلط بعض الضوء على جاليتنا الكلدانية في ملبورن سوف استعين ببعض المعلومات من كتاب لمحات منثورة لمؤلفه الاب الفاضل والجليل  الاب عمانؤيل خوشابا (تاريخ رعية حافظة الزروع الكلدانية في ملبورن) .
اول شخص تم التعرف عليه في ملبورن السيدة نعيمة ولس (من القوش) ولدت في بغداد1909 وتزوجت في الحبانية من رجل انكليزي في بداية سنة 1947 وقدمت الى ملبورن في 30\6\1951 والتقى بها الاب عمانؤيل عام 1982 وهي في دار العجزة  واول الموجات القادمة الى ملبورن كانت بين عامي 70 -77 وصلت 12 عائلة من ايران والعراق وسوريا ولبنان وفي الثمانينيات 80 -85 نحو 15 عائلة وبعض الافراد وكانت اكثرية الوافدين في السبعينيات والثمانينيات عن طريق دائرة الهجرة الكاثولكية او مجلس الكنائس العالمي .
وبدات الهجرة الحقيقة للجالية الكلدانية الى استرالياعام 1992 بعد حرب الخليج الثانية  وصلت حينها خمس مجموعات كبيرة من تركيا الاولى 102شخصا في 22\2\1992 والمجموعة الثانية 18 في 5\5
1992 والثالثة 110 في 11\4 والرابعة 89 شخصا في 23\5\1992 والخامسة 218 شخصا في 29\7\1992 واخر الاحصائيات كانت عام 2005 وصل عدد العوائل الى 1700 عائلة اي 8400 فرد والارقام المتوقعة لحد هذه السنة بين 12000 الى 15000 فرد. وكان للكنيسة دور كبير وفاعل في تقديم جميع انواع الدعم والمساعدة ومتابعة قضاياهم لدى دائرة الهجرة وتقديم الكفالات للقادمين الجدد وذلك لعدم وجود اقارب لهم في استراليا وكانت جاليتنا لازالت قليلة العدد وكان الاب الفاضل والراعي الصالح خير خادم وخير راعي لكنيسته ورعيتها وللاب عمانؤيل محبة كبيرة في قلوب كل ابناء الرعية فلم يتوانى في تقديم العون والمساعدة لطالبيها ولازال الاب عماىؤيل يخدم الرعية بكل محبة وتفاني رغم ان جسده لم يعد قادرا على حمل عظمة  روحه المؤمنة والكبيرة وهو لازال يخدم الكنيسة والرعية منذ عام 1982 ولحد هذا اليوم,
 فكنت ذلك الراعي الذى فدى وضحى بحياته من أجل خرافه ولانك كنت تعرف رعيتك ورعيتك تعرفك. وهذه المعرفة ليست نظرية ولا باطنية. هي إتحاد حيّ، إتحاد القلب والفكر,كنت ذلك الخادم الذي رفع مستوى الايمـان لمخدوميه إلى الدرجة التى يثقوا فيها أن المسيح غلب العالم ، وإلى الدرجة التى يرتفع بايمانهم فوق مشاكل العالم وضيقاته عندما نؤمن أن الله معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر.
فلازالت الجالية الكلدانية حديثة العهد في بلاد الكانكرو وكانت الجالية بحاجة الى مؤسسات المجتمع المدني القادرة على نقل همومها ومشاكلها ومساهماتها في بناء المجتمع الاسترالي الى البرلمان والحكومة الاسترالية فبادر الكلدان في مبلورن بتاسيس الجمعيات والاندية الثقافية والاجتماعية والرياضية وبعدها جاء تاسيس الاتحاد الكلداني كممثلا وراعيا لكل هذه المؤسسات كي يتم ايصال صوتنا بشكل حضاري وبقوة الى مراكز السلطة في استراليا وخاصة ان مجتمعاتنا تواجهها تحديات كبيرة من خلال التاقلم واكتساب المهارات واللغة والتعود على طبيعة المجتمعات التي تختلف كثيرا  عن طبيعة المجتمعات الشرقية فكان ديدن الاتحاد الكلداني المحافظة على الموروث والعادات الشرقية الحميدة والاستزادة من العادات والتقاليد الايجابية لدى مجتمعاتهم وهي حب العمل واحترام القانون واحترام الوقت والانخراط في المجتمع الاسترالي والنجاح والتفوق في مجالات كثيرة لعكس صورة مشرقة لهذا الانسان العراقي الكلداني صاحب التاريخ والحضارةاضافة الى الاهتمام بالاجيال الجديدة وحثهم على التفوق في المجالات الدراسية كي يتبوء ابناءنا المراكز والمناصب التي يستطيعون من خلالها عكس صورة ناصعة عن المعدن الاصيل لهذا الشعب الاصيل.
وقد كان احد اهم الاهداف للقاء السيد وزير الهجرة الاسترالي السناتور كريس ايفانس هي توصيل رسالة واضحة وصريحة والتي كانت كهدف يعلو عن لقاء السيد الوزير نفسه ومضمون هذه الرسالة.
1- زيادة نسبة اللجوء الانساني لابناء شعبنا الكلداني والسرياني والاشوري والارمني في الخطة المقترحة لاعداد اللجوء الانساني الى استراليا للذين تركوا العراق وينتظرون في دول الجوار.
2- تسهيل منح انواع الفيز الخاصة بزيارة الاهل والاقارب وفيز الزواج ولم الشمل ودعوة الوالدين لان دائرة الهجرة عادة ماترفض هذه الفيز بحجة انهم يحملون جواز عراقي ويحتمل عدم عودة الزائر وبقاءه في استراليا .ونتيجة لهذه المعاملة يعاني الكثير من ابناء جاليتنا الكريمة من مشاكل اجتماعية ونفسية.
3- مساعدة ابناء الجالية والقادمين الجدد لغرض التاقلم وتوفير كافة الخدمات من مراكز الرعايا والترجمة والخدمات الصحية .
4- توفير المنح المقدمة للشباب  وتوفير ملاعب وصالات لاغراض التدريب وممارسة هواياتهم بدلا عن اضاعة الوقت والانجراف نحو المخدرات ووسائل اللهو التي تتعارض مع قيم وتقاليد مجتمعاتنا المسيحية.
5- توفير المنح وفرص التعلم للمراة والعائلة بشكل عام لتعلم واتقان اللغة والتعرف على المجتمع الاسترالي كي يستطيعوا من تربية اطفالهم وتوجيههم والتعامل مع المجتمع لان عامل اللغة عنصر مهم جدا في تربية الاطفال اضافة الى فتح مراكز لتعليم اللغة الام السورث ومنح لكبار السن.
في الخنام كلمات شكر وتقدير لكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء ولكل اللذين حضروا وشاركوا الاتحاد الكلداني احتفاله ونذكر على وجه الخصوص الأب الفاضل ماهر كوركيس ممثل سيادة المطران الجليل  مارجبرائيل كساب راعي ابرشية استراليا ونيوزيلاند للكلدان .
وكل عام والاتحاد الكلداني بالف خير.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
استراليا \ملبورن


107
من حقيبة الايميل 2 :الزهاوي والحجاب

د.عامر ملوكا
 
عنوان الايميل :ابيات من شعر الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي حول حجاب المراة
ان ظاهرة الحجاب التي استفحلت في مجتمعانتا العربية ومجتمعنا العراقي بشكل خاص لاتتفق مع النمو الفكري والانساني والتطور الطبيعي للحالة الاجتماعية والاقتصادية وبروز وظهور حركات التحرر وحقوق الانسان والحريات وفي جميع دول العالم وظهورالانترنيت وجعل عملية الاتصال والتواصل بين اية بقعة من العالم واخرى عملية يسيرة جدا وبوقت قياسي وبتكلفة زهيدة جدا.  وكل الدلائل والنتائج تشير الى عدم وجود اية علاقة او رابط بين جعل النساء محجبات وبين القيم العليا والفضائل التي تجعل من الانسان في اعلى درجات سلم الارتقاء والتميز وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على التخلف والفقر والجهل والمرض.
 فلو كانت التجربة الايرانية كنموذج للاقتداء بها بعد ان جعل الحجاب زي اجباري للمراة الايرانية المسلمة وغير المسلمة فنجد ان ايران هذه الدولة الغنية لم تحقق اية شئ يذكر لهذا الشعب وعلى جميع المستويات وهل ممكن ان يختصر الدين الاسلامي في قطعة قماش تضعها المراة على راسها  او تغطي بها وجهها فان كان هذا نافعا قبل 50 سنة اما الان وبعد ظهور عصر الانترنيت والفيس بووك فسوف لن تستطيع قطعة القماش على الراس او الوجه ان (تخفي عوراة المراة حسب ادعاء الاسلام المتشدد) لابل سوف تسطيع اية امراة ان تظهر وجهها والاكثر من ذلك و يطلع عليها ملايين البشر وليس مئات او اللاف وخاصة عندما يكون الحجاب الزاميا وغير نابع من قناعة شخصية وان قواعد الاسلام الخمسة :شهادة أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فالحجاب لم يدخل ضمن هذه القواعد وان الكثير من العلماء المسلمين المعتدلين يؤكدون عدم وجود اية احاديث صحيحة توكد على لبس الحجاب اضافة الى عدم ورود ذكره لا في القرآن ولا في السنة عقوبة لتاركاته من النساء، فلقد ذكر القرآن حدوداً كثيرة لم يكن بينها حداً لترك الحجاب،

أما الدكتور أحمد شوقي الفنجري فيقول في كتابه(قضايا إسلامية: النقاب في التاريخ ,في الدين , في علم الاجتماع) يذكر ان النقاب عادة عرفتها الانسانية قبل ظهور الديانات السماوية فقد عرفه الاشوريين والبابليون ,أن النقاب عادة قديمة جداً تعود إلى ما قبل الديانات كلها: يهودية ومسيحية وإسلامية. عرفه الآشوريين والفرس ولم يكن بدافع التدين وكان يستخدم للحماية من الضروف المناخية او للتخفي والتمويه  وأن المسلمين لم يعرفوا الحجاب والنقاب إلا في عصور انحطاطهم.
يبدوا ان مجتمعاتنا العربية مصرة في اجترار الماضي وتضيع وقت شعوبها بقضايا لاتقدم لابل تؤخر فبعد ان عانت وناضلت اجيال من مثقفينا ومفكرينا ومنذ بدايات القرن الماضي لتحرير المراة وجعلها جزء لايتجزا من المجتمع وبعد ان قطعت اشواطا في هذا المجال يحاول دعاة الدين والمتاسلمون ان يجعلوا العجلة تدور الى الوراء ونضيع قرن اخر لنصل الى ما كنا عليه من قبل وهكذا نحاول ان نجتر الماضي دون ان نقدم شئ يذكر او نشارك كبقية خلق الله في البناء الحضاري للانسان والتي بالتاكيد تشير هذه المشاركة الى الرقم صفر اذ لم تكن  هذه المشاركة سلبية (يعني عدم وجودنا افضل من وجودنا) ورحم الله شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي عندما كتب هذه الابيات  فكم من جميل نحتاج في ايامنا هذه. والى متى نظل مجنمعاتنا تنظر للرجل بانه ذلك الوحش الكاسر يقتنص الفرص للايقاع بضحيته والى متى تظل نظرتنا الى المراءة كونها كتلة وجسد ودورها لايتعدى ارواء واشباع غرائزالرجل الجامحة .
الايميل:
جميل صدقي الزهاوي وهو ابن محمد فيضي ابن أحمد بن حسن بن رستم بن خسرو ابن الأمير سليمان الزهاوي، وهو شاعر وفيلسوف عراقي كبير كردي الأصل، يرجع نسبه إلى أسرة بابان وهي من الأسر المشهورة في شمال العراق
 
 
 
 
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك، حيث قال:
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر            هو داء في الاجتماع وخيـم
كل شيء إلى التــجد د ماض            فلمــاذا يقــــر هــذا القــديم؟
اسفري فالسفورللناس صبح            زاهر والحجـاب ليـل بهيــم
اسفري فالسفور فيه صلاح             للفريقيــن ثم نفـــــع عميــم
زعموا ان في السفورانثلاما           كذبوا فالسفـور طهر سليـــم
لايقي عفة الفتاة حجـــــــاب            بل يقيـها تثقيفــــها والعـلوم
 
 
  وقـــــــــــــــال أيضا
 
مزقي يا ابنة العراق الحجابا            أسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيـــــــه بلا ريث            فقــــــد كان حارسا كـــــذابا
 
 
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
استراليا \ملبورن

108
المنبر الحر / من حقيبة الايميل 1
« في: 15:40 07/07/2010  »
من حقيبة الايميل  1


الايميل الاول :
منح الباحث الكلداني الشماس كوركيس مردو شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب و تاريخ الإثنيات.
منحت الجامعة العربية المفتوحة لشمال امريكا وكندا الى الباحث العراقي الكلداني الاستاذ كوركيس مردو شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب و تاريخ الإثنيات تثمينا على الجهود والانجازات التي قدمها الاستاذ مردو في هذا المجال والتي تعتبر اضافات واسهمات ذات اهمية للدارسين والباحثين في مجالي الادب والتاريخ . حمل المجلد الأول عنوان (الكلدان و الآثوريون عبر القرون) المتضمن لتاريخهما الى ما قبل الميلاد.وعنوان المجلد الثاني (الكلدان و الاثوريون عبر القرون) الذي يتطرق الى تاريخ كنيسة المشرق منذ قيامها في القرن الميلادي الأول وحتى القرن السابع، و حمل المجلد الثالث ذات العنوان حيث يواصل فيه المؤلف سرد تاريخ الكنيسة  منذ القرن السابع و حتى منتصف القرن الثالث عشر ، أما المجلد الرابع فسيجهز للطبع في العام المقبل 2011.
ولتسليط بعض الضوء على هذه الشهادة (الدكتوراه الفخرية), اول من حصل على هذه الشهادة كان الاسقف سالزبوري في القرون الوسطى وعلى مايبدو كانت تقليدا كنسيا حيث ان خيرة رجال العلم والباحثين كانوا من رجالات الكنيسة والاديرة اما في منطقنتا العربية فاول المانحين لهذه الشهادة كانت الجامعة الامريكية في لبنان عام 1890 لباحثين لبنانيين.

عموماً، يعتبر منح الدكتوراه الفخرية لاية شخص تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية على حد سواء, ومن الطبيعي أن يتمتع الشخص المرشح لإعطائه شهادة الدكتوراه الفخرية بخصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الانسانية أو الوطنية.
 وأن يكون شخصية معروفة ومشهوداً لها، وأن تكون عطاءاته نوعية، وانجازاته رفيعة وذات طابع عام وشامل، أو نضالي ورسولي.
وأن تكون المؤسسة التعليمية العالية، جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري، ولها صدقية أكاديمية. كما ان قيمة الدكتوراه الفخرية هي بقيمة المانح (الجهة العلمية) وقيمة الممنوح (الشخص الذي أعطيت له)، ولها قيمة معنوية فقط. ويؤخذ بنظر الاعتبار  دور الشخص الممنوح في مجالات العلوم والابداع والاختراعات والتضحية في سبيل الخير,والارتقاء بالفكر الانساني نحو فضاءات واسعة من التميز والتطور وعلى كافة الاصعدة والمستويات  .
وفي الختام كلمات تهنئة رقيقة الى الاستاذ الباحث الكلداني كوركيس مردو متمنين له المزيد من العطاء والمساهمة في البناء الحضاري الانساني والجدير بالذكر ان الاستاذ كوركيس هو احد اعضاء الأتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان.



الايميل الثاني:
 مظاهرات اهل البصرة


ثورة الملحان:
تضمن جميع الدساتير والقوانين الدولية ذات العلاقة للمواطن حق التظاهر والاحتجاج السلمي والتعبير عن الرائ وما شهدته بعض محافظات العراق الجنوبية بشكل عام ومحافظة البصرة بشكل خاص ماهو الى تعبير واضح وصريح عن السخط والغضب وعدم الرضا الذي عبرت عنه هذه الجموع كرد فعل طبيعي للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها منذ السقوط الى يومنا هذا.
فقد نصت المادة 21 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي أكدت على ان الحق في التجمع السلمي معترفا به. ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق الا تلك التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية، في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم. :والدستور العراقي منح لجميع العراقيين  حق التظاهر او الاعتصام  إستنادا إلى ما ورد في المادة (36) من الدستور العراقي لكن شريطة ان لايكون التظاهر يخل بالنظام العام والآداب أوالتحريض ضد العملية السياسية.
ان ظاهرة الفقر والحرمان والازمة الاجتماعية هي ليست ظاهرة عراقية فحسب بل هي ظاهرة عالمية وخاصة مع ازدياد الهوة بين النصف الشمالي الغني والنصف الجنوبي الفقير للكرة الارضية وكما صرح كلاوس شواب مؤسس منتدى دافوس ومديره التنفيذي عشية بدء جلسات هذا المؤتمر الضخم الذي يؤمه في دورته الأربعين أكثر من ألفين وأربعمائة من كبار المتنفذين في مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام والطب والعلم والثقافة. من اتجاه العالم إلى أزمة اجتماعية في ظل انهيار منظومة القيم والقواعد التي تحكم عمل المؤسسات الدولية. الأزمة الاجتماعية التي توشك أن تمسك بتلابيب العالم يرجعها شواب إلى أزمة الثقة في القيادة. ويدلل على ذلك بالقول إن أكثر من مائة وثلاثين ألف شخص شاركوا في استطلاع أجراه المنتدى أكدوا أن الشعوب لا تثق بقادتها سياسيين كانوا أم اقتصاديين،
ومن ثم لا يثقون بأي سياسات يمكن لهؤلاء القادة أن ينتهجوها.  ان الطريق الوحيد لاستعادة الثقة هو إدراك هؤلاء القادة أن هدفهم الأول يجب أن يكون خدمة مصالح الناس لا خدمة أهداف الشركات والمؤسسات الرأسمالية العالمية. والبديل، والكلام لشواب، هو حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونعتقد ان الناخب العراقي الذي ذهب للانتخاب وكله امل ان يصل المنتخبون لسدة الحكم ليحققوا له وللمجتمع العراقي العيش الكريم والحياة المرفهة والاستقرار ولكن لو استفتينا الشعب العراقي ان كانوا يثقون  بالحكومة الحالية او القادمة في الارتقاء بالوضع العراقي نحو الافضل فبالتاكيد النتائج سوف تكون مفزعة اكثر المتفائلين.
ان استمرار التحالف بين السلطة والثروة المبدا الذي لازالت معظم الاتجاهات السياسية في العراق تتبناه سوف لن نتامل اية تغير ايجابي في المستقبل القريب  فان ثورة الملحان وثورة الفقراء وثورة الجياع قادمة وسوف يظهر اكثر من روبن هود ليخلص هذا الشعب وعلى المسؤؤلين ان لاينتظروا كثيرا لغاية ان تزهق ارواح بريئة وان يتحركوا عندما تسال الدماء هذا السائل الاحمر من هذه الاجساد البريئة والمظلومة وبعدها يبدأ القليل من العمل وايجاد الحلول المؤقتة كحقن المورفين  وعلى القادمين الى السلطة ان يتعهدوا للشعب ان يسقطوا العهد الذي يؤمنون به التحالف بين السلطة والثروة.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\ استراليا







   


109
المنبر الحر / الكلدان الخوارج:
« في: 13:10 10/06/2010  »
الكلدان الخوارج:

هناك بعض الاقلام التي تدعي الانتماء الى شعبنا بالاسم وهي مجهولة الانتماء القومي الواضح والصريح واصبحت لديها حساسية مفرطة من كل ماهو كلداني لابل يصيبهم الهلع والخوف والذعر ,  ليس من كلمة الكلدان ومشتقاتها وانما من كل كلمة فيها احد الاحرف المكونة لكلمة الكلدان فيبادرون الى الرد والكتابة بشكل فج ينم عن حقد وكراهية  كنبات الفطر السام الذي يقذف بالقذى في وجوه القراء وتحت عنوانين حرية الرد وحرية الكتابة والرائ والرائ الاخر وبشكل هستيري معبرا عن الخوف والقلق الشديدين من تنامي الحس القومي لدى الكلدان الاصلاء والنابع من تمسكهم الاخلاقي والواعي والملتزم بعيدا عن حسابات المصلحة والكراسي وسياسة شيلني واشيلك والا بماذا يفسر الهجوم الغير مبرر على واحد من اهم مكونات شعبنا لابل المكون المهم والاهم  وهم يدعون ويتباكون ليل نهار على وحدة شعبنا ومصيره فهل الوحدة تبدا بالهجوم والغاء الاخر والتخوين . وعن اية وحدة يتكلمون و اية عمل مشترك يقصدون فان كان المجلس الكلداني السرياني الاشوري قد بدا بمضلة وراعي لمكونات شعبنا وكنائسها وبعد مرور اقل من ثلاث سنوات على تاسيسه لم يبقى تحت مضلته سوى ظلالها وانسحبت كل مكوناته ولم تبقى سوى التسمية الهجينة .
واما على مستوى الافعال والاعمال فهي اشورية بامتياز ونحن الكلدان الاصلاء نفرح لكل اخ اشوري او سرياني او ارمني اصيل يعمل تحت اسمه الصريح ونبارك اية تقدم ونجاح ولكن ان تدعي العمل الوحدوي وتحت شعارات رنانة وانت بعيد كل البعد عن التطبيق فانت تستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت وتستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت ولكن ان تخدع كل الناس كل الوقت فهذا شئ من ضرب الخيال .
المعيب فعلا والمخجل حقا ان المصابين بالحساسية المفرطة من اية عمل او منجز يحمل الصفة الكلدانية  هم من الكلدان واسمحوا لي ان اطلق عليهم تسمية الخوارج لانهم غير مؤهلين لنيل شرف حمل هذا الاسم وفعلا ان الكلدان الخوارج اليوم وهم على قلتهم في مازق كبير لان كلمة الكلدان ومشتقاتها اصبحت تنتشر وتكبر  , من خلال الجمعيات والمؤسسات والاحزاب والكتاب والمثقفين والقائمة تطول فعلى اخوتنا الخوارج الانتباه والحذر لان حساسيتهم في قادم الايام سوف تصبح مفرطة  ومزمنة ووقتها قد لاينفع الدواء ولا الكي.
 وان اخوتنا الخوارج اللذين يدعون االحيادية والمنطقية في كتاباتهم والتي نشم منها رائحة التسول والارتزاق والعدائية ومنهم المنتمون الى الحركة الديمقراطية الاشورية  اوالمجلس الكلداني السرياني الاشوري كموظفين او الناطقين الرسميين او الغير رسميين فالافضل لهم ان يبتعدوا عن حملهم لصفة المثقف او الكاتب المحايد وان يحملوا صفة الموظف الذي يسمع ويطيع وينفذ اجندات جاهزة ويمنح لعقله اجازة طويلة والا بماذا نفسر هذه الهجمة على جمع خير وطيب من الكلدان الاصلاء او بالاحرى على كل رمز كلداني .
 وكما هو حال الموظف او التابع يقوم بتنفيذ الاوامر دون  التطرق من بعيد او قريب الى الكم الهائل من الاخطاء والممارسات اللاوحدوية والانتهازية للاحزاب والمؤؤسات التي ينتمون اليها او التي يناصرونها والتي شعارها الوحدة وباطنها عكس ذلك وذات ابعاد ومردودات سلبية وهدامة على كل مايجمع والغريب ان النقد لهذه المؤؤسات ياتي من الاخوة الاشوريين وليس من الكلدان الخوارج (ملكي اكثر من الملك). وليطلع القارئ الكريم على مواصفات الكلدان الاصلاء والكلدان الخوارج كي يكون على علم وبينة .


ومن هذه الخيارات التسمية الفاركونية كلداني سرياني اشوري او  كلدان خوارج او شبه كلداني (وباللغة الانكليزية Semi Chaldean  ) او  يختار قومية جديدة ؟؟؟؟؟ فالسؤال الموجه الى اخوتنا الخوارج اية قومية سوف تختارون في الاحصاء السكاني القادم كي نكون على بينة عند تعداد القوميات التي يتشكل منها شعبنا المسيحي (
الكلداني الاصيل واضح وصريح وينتقد ابناء قوميته عند حصول الاخطاء , اما الكلداني الخارج يهلل ويطبل للاخرين ويهاجم وينتقد كل ماهو كلداني ,,واخيرا الكلداني الاصيل كالمعدن الاصيل (الذهب ) ذو صفات فيزيائية وكيميائية ثابتة منذ انبثاق فجر الكلدان والى يومنا هذا, لايتاثر بالضروف والعوامل الجوية ويتواجد نقيا في الطبيعة اما اخوتنا الكلدان الخوارج فان صفاتهم الفيزيائية والكيميائية تتغير بتغير الضروف كالمعادن الرخيصة (الحديد)وتغير من شكلها وخواصها وهي قابلة للاندثار والذوبان ومن ثم الزوال وتحاول هذه المعادن ان تظهر نفسها تارة مقلدةو تارة اخرى خادعة باظهار نفسها كالمعادن الاصيلة باجراء عمليات الطلاء والصبغ والتلميع ولكن كل هذه المعالجات الخادعة تبقى مؤقتة سرعان مانكتشفها ليكون مصيرها الاهمال او النسيان .
الكلداني الاصيل يتسم بالاعتزاز الكبير بالنفس وينئى عن التدخل في خيارات اخيه الكلداني الاخر من خلال فرض رأيه ومحاولة التاثير على اقرب الناس اليه في خياراته السياسية او الحزبية اوالانتخابية وليس كالكلدان الخوارج نراهم يرقصون على ايقاعات احزابهم ونوتاتها ويحددون لهم سقوف عملهم والتي تتميز بانخفاض ارتفاعاتها . 
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه اخي القارئ الكلداني فمن اية كلدان انت ؟؟؟؟؟ فان كنت من المحظوظين بانتمائك الى الكلدان الاصلاء فهنيئا لك وان التاريخ سوف يذكر الاصلاء بحروف من نور لان المعادن الاصيلة هي المعادن التي تبقى نقية ولاتتاثر بعوامل الزمن والظروف الجوية وان عددهم في تزايد ولله الحمد. اما اذا كنت اخي الكلداني من الخوارج فمكانك ليس داخل البيت الكلداني الاصيل ومكانك خارج هذا البيت ومهما حاولت ان ترمي هذا البيت بفتاة الحجر محاولا نخديشه او هدمه  فان الكلدان الاصلاء سوف يجمعونها ويضيفونها لهذا البناء الشامخ والرصين ليزداد قوة ورصانة , وكما جاء في المثل الشعبي القائل (اللي مابي خير الاهلة مابي خير للاخرين) حيث ان ربط مصيرك بمصير تكتلات واحزاب اخرى تقف بالضد من العمل القومي الكلداني سوف يكون عمره قصير مهما طال , وشواهد التاريخ واضحة وصريحة من اقصى مشارق الارض الى مغاربه ,وان محاولة بعض الاخوة من الكتاب تمرير الصور الكالحة والبائسة والانتهازية وتحت مسميات مختلفة كالثقافة والفكر والتي تجعل منهم اجراء وبائعي الوهم فان محاولاتهم اقناع القارئ والمتلقي بالبضاعة الرديئة التي يطروحها فهم على وهم كبير فالمتلقي والقارئ يقراء ويضحك مع نفسه ويمضي بصمت واحيانا يقهقه في ضحكته هازا اكتافه  .
كلمات محبة وتقديرلكل كاتب ومثقف يحمل الرؤيا الانسانية التي تتجاوز البحث عن الذات وكلمات محبة وتقدير لاحزاب شعبنا القومية ومنظماته التي تلتزم بالثوابت والمبادئ فيما بينها ولاتتعدى الخطوط الحمراء وان محاولة بعض الاخوة الكتاب استخدام هذا الاسلوب العدائي والاستفزازي فسوف يكون مردوده سلبي وغير نافع  على احزابهم ومؤسساتهم اولا وخاصة ان فارق الاصوات بين الفائز وغير الفائز في الانتخابات الاخيرة هي بضعة اللاف من الاصوات وليس بضعة ملايين لان مايزهو به البعض ويفتخر به البعض الاخر وينصب نفسه ممثلا ووليا ومتحدثا باسم ابناء شعبنا فنقول له مهلا ايها الاخوة فبضعة الالاف تعني واحد وثلاث اصفار والمليون واحد وستة اصفار وان الفارق وبلغة الانتخابات لايعد فارقا وان القادم من الايام سوف يثبت ذلك.
مشاكسة بالعامية:
سالني احد الكلدان "يااخي شخبصتونا انتوا الكلدان وين منروح كلدان كلدان كلدان داخل العراق وخارج العراق شنو هل الاعتزاز القومي الغير طبيعي شكد ماتذكرون كلمة كلدان راح تدخل كتاب غينيس للارقام القياسية" فكتله "اخي العزيز ان اعتزازنا بكلدانيتنا عظيم بقدر عظمة حضارتنا واجداننا ولكن هذا لايقلل من محبتنا واعتزازنا ببقية مكونات شعبنا." كال "زين اذا تسمحلي انطيك ثلاث اختيارات محرجة بعض الشئ وانت اختار واحد منهن" كتلة "كول" كال "الاختيار الاول ولا عضو كلداني بالبرلمان و خمسة اعضاء اشوريين وسريان وارمن اوالاختيار الثاني ولا عضو كلداني و100 عضو اشوري وسرياني وارمني واخيرا ولا عضو كلداني ولا عضو اشوري وسرياني وارمني." جاوبته وبكل صدق وامانة اني ساختار الجواب الثاني وهذا الحس والنفس تلكا عند كل الكلدانين الاصلاء ورديت عليه هل تجد هذا الحس والنفس عند اخوتك الكلدان الخوارج او الاشوريين لو القضية معكوسة كال الصدك الكلدان الخوارج مااترجه خير منهم امااخوتنا الاشوريين مامتاكد يجوز10% منهم فرد ثانية عمي تحجي الصدك (لا وجمالة يحجون على الوحدة) , والله يوفق كل كلداني اصيل واني وياكم قلبا وقالبا ولو اكدر اكتب وعندي وقت فراغ جان رديت كل يوم بمقالة جان كتبت هواي حجي بس شسوي كتله لاتقلق اخوي الكلدان الاصلاء في تزايد مستمر وعندهم من الكتاب والمثقفين يسدون عين الشمس بكتاباتهم وعددهم يفوق اضعاف اعداد المثقفين والكتاب المنتمين لاكبر احزاب شعبنا الفائزة بالانتخابات.
حكمة:
عندما ترفس الاخرين بقدم تذكر انك تقف على قدم واحدة   
كلمات اخيرة
تحية محبة وتقدير لكل كلداني اصيل يعتز بكلدانيته واشوري اصيل يعتز باشوريته وسرياني اصيل يعتز بسريانيته وارمني اصيل يعتز بارمنيته ......الخ
ملاحظة: ان هذه المقالة كتبناها اضطرارا وليست ردا بقدر ماهي احاسيس وافكار ارجو منها ان تعادل في فائدتها الوقت الثمين الذي سوف يصرفه القارئ الكريم لقراءتها وهي لم ترسل الا الى موقعين او ثلاثة خاصة بابناء شعبنا ونرجوا من اخوتنا الكتاب والمثقفين ان ينشروا غسيلهم على اسطحهم الداخلية وخاصة في الامور المتعلقة بابناء شعبنا .
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا

110
المنبر الحر / الكلدان فائزون
« في: 19:11 31/03/2010  »

الكلدان فائزون\\

افرزت الانتخابات الاخيرة في عموم العراق ونتائجها الكثير من المعطيات واظهرت فعلا اننا لازلنا في السنين الاولى في مدرسة الديمقراطية وفي كل تجربة انتخابية وممارسة ديمقراطية يتعلم منها الناخب والمرشح الشئ الكثير الى ان تصبح الكثير من هذه الاموروالتجارب ثوابت ومبادئ وثقافة , وتبقى الامور المتحركة التي تتغير بتغير الاشياء والضروف المكانية والزمانية والتي يتم التعامل معها استنادا الى الخبرة المتراكمة للسياسي اوللحزب اوالتكتل.ولكي نلقي نظرة على جدول نتائج الانتخابات الخاصة بالكوتا الممثلة لابناء شعبنا. الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,399872.msg4522182.html#msg4522182

ان الخط البياني لنتائج المكون الكلداني في تصاعد بياني مستمر فبعد ان كانت في الانتخابات السابقة 5% و9% على التوالي وفي الانتخابات الاخيرة حازت على    16.6% وهذه النتائج تشير الى التقدم الواضح والذي يشير بلغة الارقام وتحليل المنحنيات البيانية الى العلاقة الطردية بين الزمن والنسبة المئوية للناخبين وبالاعتماد على هذه العلاقة والتي تقترب من كونها تمثل في علم الرياضيات علاقة الخط المستقيم فالنسبة المتوقعة للانتخابات القادمة سوف تقترب من الـ 30% هذا اذا اعتبرنا ان التقادم الزمني هو في صالح التكتلات الكلدانية الناشئة وان الكلدان قد دخلوا الانتخابات دون امتلاك اية مقومات ومبادئ اللعبة الانتخابية واتقان اسرارها وفنونها وهذه كلها ممكن معالجتها بالتقادم الزمني والخبرة المتراكمة اضافة الى توقعنا بأفول وتراجع لبعض المشاركين في هذه الانتخابات في الانتخابات القادمة وخاصة بعد زوال اسباب وجودها وعملها. 
  هذا من جانب ومن جانب اخر فان الكلدان قد دخلوا الانتخابات ويحملون اسمهم فقط وحصلوا على 16.6% ومايخص الاخوة في المجلس الشعبي او الحركة الديمقراطية الاشورية فانهم دخلوا الانتخابات كممثلين للاطياف الثلاثة  من مكونات شعبنا ولو دخل المجلس الشعبي ممثلا للاخوة الاشوريين فقط اي يكتب اسمه الصريح المجلس الشعبي الاشوري او الحركة الديمقراطية تدخل كممثل للاخوة الاشوريين وليس الكلدواشور فقط فاننا نشك كثيرا في حصولهما على نسبة الـ 16.6% التي حصل عليها الكلدان. 
ولالقاء نظرة على النتائج والارقام اضافة الى اهم اسباب تناقص نسبة فوز الكلدان وليس الفشل.
1- ان النسبة التي حصلت عليها الحركة 38.3% والمجلس 29.8% اي تقريبا ثلثي الاصوات وهذا يعني نسبة الثلثين من المقاعد الخمسة وهذا  مايعادل 3.3 مقعد اي هناك ثلث من ابناء شعبنا لايتفق مع توجهات وطروحات المجلس والحركة على الرغم من طرح نفسهما على انهم ممثليين لكل المكونات وبلغة الارقام هناك اكثر من مقعد ونصف المقعد منحت كهدية غير مقصودة بناءا على نظام القانون الانتخابي.
 .2-المشاركة الخجولة والمتواضعة لابناء شعبنا وان دلت على شئ فتدل على عدم الرغبة في المشاركة وعدم الايمان بان الفائزين سوف يعملون شيئا مفيدا لهم اكثر مما هي اشباع لرغبات ومنافع شخصية بحتة.
3- بروز وظهور اعداد من الناخبين من خارج مناطق تواجد شعبنا والتي يتوقع لها ان تكون اللاعب الاساسي في الانتخابات القادمة وخاصة اذا كانت مشاركة ابناء شعبنا لم تتجاوز الـ 70 الف ناخب, فان مشاركة ابناء شعبنا العراقي من خارج مكونات الكوتا ولو كانت ضئيلة جدا فسوف يكون لها تاثيرها الكبير وخاصة هناك من يعتقد من اهلنا العراقيين في الوسط والجنوب بانهم احفاد تلك الحضارات العريقة في العراق القديم اضافة الى ايمانهم بان العراقي المنتمي الى الكتل الممثلة لشعبنا قادرة على تلبية طموحات وامال الناخب العراقي .
فان المطلوب من احزابنا وتكتلاتنا ان تاخذ في الاعتبار هذه النقطة من خلال زيادة التواصل مع  هؤلاء الناخبين وان تدخل في برامج عملها افكار ومفاهيم وطنية شاملة تجعل ساحة عملها اوسع واكبر وتغطي اطياف واسعة من مكونات شعبنا العراقي تمكنهم من دخول الانتخابات للتنافس على مقاعد انتخابية خارج مقاعد الكوتا  وان لايدخلوا صراع الديكة على خمسة مقاعد محسومة سلفا لابناء شعبنا وكنا نتمنى على المكونات التي تثق بنفسها كثيرا ان تدخل الانتخابات بشكل مستقل وخارج مقاعد الكوتا .
4-ان جميع التكتلات والاحزاب الرئيسة التي دخلت الانتخابات هي تكتلات ممثلة لكيان قومي ومهما كان تمثيلها شمولي فسوف لن تغطي اكثر من مليون ونصف مواطن ام اذا طرحت نفسها كمكون وطني اوسع ممكن ان تكون حظوظها في الانتخابات القادمة اكبر بكثير من بضعة الاف من الاصوات التي حصلت عليها اكبر الكتل المشاركة في كوتا المكون المسيحي وان نسبة 1% من نسبة العدد الكلي  المشارك بالانتخابات العراقية والبالغ  12 مليون اي الرقم يساوي 120 الف صوت وهي قادرة على حجز المقاعد الخمسة المخصصة لابناء شعبنا اذا صوتت للقوائم داخل الكوتا او عدد من المقاعد الاضافية اذا صوتت لقوائم خارج الكوتا.
5- حصول بعض الشخصيات المستقلة على نسبة اصوات 10.7% تشير الى ان ظهور شخصية مستقلة قوية وذات قبول شعبي قد يكون لها حظوظ اقوى من اية تكتل او حزب يمثل ابناء شعبنا وعلى جميع الاحزاب والكتل الممثلة لابناء شعبنا الانتباه لهذه النقطة لما لها من دلالات ومعاني.

كما كان متوقعا بالنسبة لحظوظ المجلس الشعبي قد تضائلت كثيرا وذلك لكون الانتخابات العامة قد تمت وهي خارج نطاق تاثير المجلس الشعبي وعدم مشاركة الاخوة الاكراد بالدعم الكافي وذلك لانشغالهم بكسب اكبر عدد من الاصوات لصالح قوائمهم بعد ان اصبح للمعارضة الكردية تاثير لايستهان به على نتائج الانتخابات والتي يتوقع لها ان تلعب دور كبير في الحياة السياسية القادمة في اقليم كردستان.
واما بالنسبة للحركة الديمقراطية فقد حصلت على 38.3% في انتخابات عام 2010  بعد ان كانت الممثل الوحيد لشعبنا في الانتخابات السابقة  وان عدد الناخبين المصوتين لقائمة الرافدين 28 الف هو اقل من العدد الذي حصلت عليه في انتخابات 2005 وهو 39 الف صوت.
 

على اية حال فان النتائج افرزت حقائق تشيرالى  ان هناك اكثر من ممثل لابناء شعبنا وان النسب والارقام التي حصلت عليها جميع القوائم لاتشير الى تفوق واضح لقائمة معينة على حساب القوائم الاخرى وان مثل هذه النتائج سوف تفتح الباب لائتلاف اكثر من تكتل مع بعض لزيادة فرصة الحصول على اكثر من مقعد في الانتخابات القادمة والتي سوف يكون هناك نصيب اكبر للمجتهد والذي يستطيع ان يفهم اسرار وقواعد اللعبة الانتخابية لانه ليس بالضرورة ان تمتلك افضل اللاعبين المحترفين عالميا كي يكون كاس العالم من نصبيك واخيرا كلمات تهنئة الى القوائم والشخصيات  الفائزة بمقاعد شعبنا ونتمنى ان تكون ممثلا حقيقيا لكل مكوناته وان تتبنى اختيار الافضل والاصلح من ابناء شعبنا لشغل المراكز والمناصب والاستحقاقات التي سوف تخصص لشعبنا حتى وان كانت هذه الشخصيات من الكتل او الاحزاب المنافسة او من الشخصيات المستقلة كي تتطابق الشعارات مع الواقع التطبيقي وكي تسهم في زيادة رصيدها الشعبي بين ابناء شعبنا.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن \استراليا

111
نعم للاغلبية لا لتقاسم الكعكة:


لقد جرت الانتخابات البرلمانية الثانية في العراق الجديد والتي جاءت في ضروف افضل من الانتخابات السابقة واقل مايقال عنها انها تقترب من كونها انتخابات ناجحة و مقبولة من النواحي العديدة وخاصة المتعلقة بتوفر الاجواء الصحية والصحيحة التي تتيح للمواطن الادلاء بصوته بكامل ارادته مبتعدا ولو بشكل مقبول عن المؤثرات الدينية والمذهبية وخاصة ان الناخب العراقي ناخب واعي ويميل الى قول كلمته بعد ان يضع ضميره وتاريخه كمقياس ومؤشر لقول كلمة الحق والممثلة باشارة الصح على ورقة الانتخاب . ان نتائج الانتخابات الحالية سوف لن تسفرعن اغلبية كبيرة لاية أئتلاف تؤهله لتشكيل حكومة  بمفرده وذلك لعدة اسباب كون التجربة الديمقراطية لازالت في مراحل نضجها والسبب الاخر تنوع تركيبة المكون العراقي يضاف الى ذلك عدم امتلاك الكتل والاحزاب المشاركة للتاريخ السياسي الخاص ونفس الشئ ينطبق على الشخصيات الممثلة لهذه الكيانات المشاركة  في الحياة السياسية العراقية نتيجة لحداثة التجربة الديمقراطية في العراق الجديد.  وعلى الرغم من ذلك فان تجرب الاربعة سنوات الماضبة افرزت تكتلا قويا وشخصا منافسا قويا في الانتخابات غير معروف كثيرا قبل الانتخابات الاولى ولم يكن يجلس في المقعد الامامي للدبابة الامريكية وهذه الشخصية ممثلة بالسيد نوري المالكي وقد استطاع المالكي ان يكسب الكثير من الاصوات وذلك للاداء الجيد في بعض النواحي وخاصة المتعلق بالنواحي الامنية وابتعاده عن الطروحات الطائفية الضيقة واتجاهه نحو تثبيت معالم سيادة دولة القانون وترسيخ الاسس والمبادئ التي تؤسس للدولة الحديثة (على الرغم من كون اسم الحزب الذي يتنمي اليه المالكي (حزب الدعوة) لايشير الى مثل تلك التحولات) ,قد اعطته جواز مرور الى قلوب وعقول الكثير من العراقيين اذا هذه هي اللعبة الديمقراطية كلما تعطي اكثر كلما تنال ثقة الناخب وهكذا تزداد حدة المنافسة من اجل تقديم الافضل والبقاء دائما ليس للاقوى كما في شريعة الغاب (الانظمة الدكتاتورية) بل للاصلح والافضل.
ان اهم ما يميز هذه الانتخابات تقدم لافت للكتل والائتلافات العلمانية وذات الطروحات والصبغة الغير دينية ككتلة القائمة العراقية  وتكتل ائتلاف دولة القانون الذي حاول جاهدا طرح نفسه كائتلاف لدولة القانون وسيادته وهذه واحدة من اهم معالم واهداف التوجهات العلمانية وخاصة ان جميع الكتل والائتلافات الدينية حاولت طرح نفسها بشكل مغاير جدا للصورة والشكل الديني المتزمت وخاصة بعد ان ان لقيت االاستجابة الفاترة من الناخب العراقي في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة.
الائتلافات الدينية المشاركة في هذه الانتخابات كانت ممثلة باالائتلاف العراقي الموحد (رغم محاولته الابتعاد قدر الامكان عن هذه الصبغة  وتغير اسمه السابق ومحاولا ضم كتل واحزاب علمانية وسنية ومستقلة له) وكتلة التوافق السنية  وبعض الاحزاب الاسلامية الكردية.
ان ماحصلت عليه هذه الكتل سوف لن يكون له التاثير الكبير على تشكيل الحكومة القادمة. هذا ما سوف يجعل هذه التكتلات تراجع اجنداتها وتغير من طروحاتها كي تبقى تعمل على الساحة العراقية وان المستقبل في الساحة العراقبة هي للاحزاب والتكتلات والقوى العلمانية.
ان الساحة العراقية سوف لن تكون مهيئة للاحزاب الدينية والتي وان ظهرت في فترات الحكم الدكتاتوري حيث ان هذه الاحزاب اخذت شرعية عملها السياسي نتيجة القمع والكبت السياسي الذي كانت تواجهه والتي اخذت شرعيتها وديمومة استمرارها بناءا على هذا المفهوم اما في البيئة الديمقراطية وبعد سقوط الصنم ومع تقادم العملية الديمقراطية فانها سوف تفقد الكثير من تلك المشروعية وتستنفذ اسباب ديمومتها.
وان مناداة بعض التكتلات وخاصة الخاسرة منها الى تطبيق مبدا التوافقية في الحكومة الجديدة ماهو الا ادخال العراق في حلقة اخرى من العبث السياسي وتاخير عملية بناء دولة القانون وفق النماذج للدول ذات التاريخ الطويل في ممارسة الديمقراطية وصيانة حقوق وحريات الانسان وان كان التوافق كاحد الحلول التي طبقت اظطرارا وفي ظروف امنية وسياسية معقدة فان اليوم غير الامس وتفضيل مبدا اقتسام الكعكة(التوافق) بين الجميع على حساب الشعب والمواطن العراقي غير مقبول وان تشكيل الحكومة ليس بالضرورة ان يكون من الكتلة او الكتل المكلفة بتشكيل الحكومة فقد يتم تكليف شخصيات مستقلة ومن كتل اخرى اذا كانت هذه الشخصيات مؤهلة فعلا لشغل المنصب على ان يتحمل رئيس الوزراء المسؤلية الكاملة عن الاداء الغير جيد لاية مسؤؤل في الحكومة وان الحكومة سوف تكون الجهة التنفيذية للبرلمان الذي يمثل الجهة التشريعية والمكون من الكتل والائتلافات الحائزة على المقاعد الانتخابية.وفي حالة تطبيق مبدا التوافق في توزيع المناصب والكعكة على الجميع (شيلني واشيلك) وتوزيع المسؤلية بين اكبر عدد من الكتل وكل مسوؤل يرمي اللوم على المسؤؤل الاخر او الحزب او التكتل الاخروكل ذلك سوف يتم على حساب المواطن العراقي و مجمل عملية بناء العراق الجديد.
نعم للاغلبية ونعم لتحمل المسؤؤلية كاملة ونعم للاغلبية السياسية وليس للاغلبية المذهبية او القومية  فاذا كنا فعلا ننشد الديمقراطية الليبراية والتي تفهم على انها احترام الحقوق والحريات فعلينا ان نحترم صوت الاغلبية  وهنا نقصد الاغلبية السياسية وان مفهوم الاغلبية هنا لايتعدى كونه اسلوبا من اساليب الحكم ولايمكن ان تتحول حكم الاغلبية الى دكتاتورية الاغلبية وخاصة اذا كان هناك دستورا يؤمن الحقوق والحريات لكل مكونات المجتمع. وان حكومة الاغلبية (السلطة التنفيذية)التي سوف تشكلها الاغلبية سوف تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالبرلمان(السلطة التشريعية) المشكل من جميع الكتل الفائزة وليس بالضروة ان تكون جميع اعضائها من الاغلبية الفائزة بل قد تاتي بوزراء من المستقلين اوالكفوئين من خارج تكتلاتهم (في حالة عدم وجود الاكفاء في تكتلاتهم) لان هذه الحكومة سوف تكون تحت المجهر وتحت المراقبة الصارمة من قبل معارضة قوية وتقف بالمرصاد لكل زلة او خطا او اختلاس او فساد مالي او اداري وفي الدول المتقدمة تعتبر الخكومة دائرة من دوائر البرلمان. اما ان نشرك الجميع في تقاسم الغنائم فاين سيكون دور المعارضة ولماذا تعارض اذا كان الجميع مستفادين على حساب الوطن والمواطن العراقي.قد تظهر هنالك بعض المخاوف من قبل بعض التكتلات والاحزاب الممثلة لقومية او اقلية كتكتل التحالف الكردستاني,  فبعد ان كانت هذه القائمة تمثل حجر الزاوية في الانتخابات السابقة ففي هذه الانتخابات قد لاتحصل في احسن الاحوال على اقل من خمس المقاعد وان هذه النتائج قد تثير قلق الاخوة الاكراد من التهميش اللذي قد يلحق بهم وخاصة هناك احتمالات لتشكيل الحكومة من غير التحالف الكردستاني وهذه هي الديمقراطية طريق طويل وتجارب ودروس فعلى الاخوة الاكراد ان يدخلوا الانتخابات القادمة كمكون ممثل لكل العراقيين وليس للمكون الكردي فقط وحينها سوف ينتخبهم الناخب العربي قبل الكردي ونفس الشئ بالنسبة للتكتلات العربية تقدم نفسها كممثل لكل المكونات العراقية فسوف ينتخبكم الناخب الكردي قبل العربي فتكون الديمقراطية حينها قد بلغت درجات عالية من النضوج والمثالية (تشير النتائج عدم حصول اية كتلة عربية على اية مقعد في المحافظات الكردية وبتعبير ادق على اية صوت). وان ظهور احزاب المعارضة بقوة في اقليم كردستان فهي ظاهرة ايجابية ومتقدمة لما سوف يكون لهذه المعارضة من دور كبير ومؤثر في مراقبة اداء وعمل الحكومة في اقليم كردستان وهذا ماسوف نلمس نتائجه في السنوات القادمة.اضافة الى ذلك ان ظهور المعارضة القوية يجعل الطرف الاخر تحت ضغط الاداء الجيد والملتزم محاولا اقناع المواطن باداءه استعدادا للانتخابات القادمةاضافة الى ان وجود المعارضة والتي تعمل على الحد من كل التوجهات الدكتاتورية ورواسبها التي لاتزال اثارها عالقة في شخصية الفرد العراقي ويبقى الدستور العراقي هو الضمانة الوحيدة  والحقيقية لكل مكونات الشعب العراقي  .
نعم للاغلبية السياسية وليس للتوافق والشراكة على حساب الوطن المواطن العراقي
نعم للاغلبية السياسية وليس للاغلبية الدينية والمذهبية والقومية
نعم لوجود حكومة ظل تشكلها معارضة قوية تراقب وتحاسب عمل الحكومة
نعم لتحمل المسؤؤليات كاملة ولا للعبثية وتقاسم المسؤلية
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
استراليا \ملبورن

112
الاخ انطوان الصنا ولغة الارقام وعتاب على موقع عنكاوة:

لا يسعنا بعد ان انتهت الانتخابات الخاصة باقليم كردستان الا ان نبارك اخوتنا الفائزين في الانتخابات الاخيرة والتي جرت في اقليم كردستان من القوائم الفائزة وبنفس الوقت نقول هاردلك للقوائم الاخرى التي لم تحظى بالعدد الكافي من الاصوات التي تؤهلها لحجز مقعدا لها في قبة البرلمان الكردستاني.
نقول للفائزين المزيد من العمل والمزيد من الاجتهاد كي تحافظوا على النسب التي حققتموها وللخاسرين نقول المزيد المزيد من العمل ومراجعة الاخطاء والسلبيات التي تتطلبها اللعبة الانتخابية وفنونها وخاصة تلك الاخطاء التي تخص طريقة العمل والتي هي مسيطر عليها ويمكن تطويرها اما ماهو خارج حدود السيطرة كالدعم المادي والاعلام فانها عوامل متحركة وقابلة للتغيرمع التقادم الزمني .
واحدة من اهم افرازات هذه الممارسة الديمقراطية هي وضوح وبروز الاحزاب والكيانات التي تمثل شعبنا والتي بداءت تاخذ مكانتها في الساحة والعمل المنظم في التحضير والمشاركة بالانتخابات وقبول الفوز او الخسارة بروح ديمقراطية اخوية. 
اولا واخيرا المقاعد الخمسة هي حصة شعبنا من التمثيل ولدينا بعض الملاحظات على مجمل العملية الانتخابية  .
1-عدد المشاركين في التصويت  لقوائم شعبنا لم يتجاوز ال20 الف صوت  وحسب المعلومات الاكيدة حول نسب المشاركة فهي في حدود 80%اي ان مجموع ابناء شعبنا اللذين يحق لهم التصويت لاتتجاوز ال25 الف وحسب النسب والتقسيمات الخاصة بنسب الفئات العمرية التي يحق لها التصويت واعتمادا على عدد الناخبين   2524889 ناخب ونسبتهم الى عدد سكان الاقليم 4382291 وهذه الارقام تشير الى ان نسبة المشاركين(اللذين يحق لهم التصويت) تساوي تقريبا 58% وبهذا نستنتج ان ابناء شعبنا في اقليم كردستان يجب ان يكون  بحدود 43 الف مواطن( احفظوا هذا الرقم جيدا )  هذا اذا افترضنا ان عدد المشاركين للتصويت على القوائم الخاصة بابناء شعبنا هم 100% من ابناء شعبنا ولكن كل الدلائل وشهود العيان والاطراف المحايدة تؤكد اشتراك اعداد لهل تاثيرها من اخوتنا الاكراد لدعم فوز القائمة المؤيدة للقائمة الكردية وهذه لاتحتاج الى ادلة او براهين لان بعض الاخوة الفائزين هم اعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني وايضا ابناء شعبنا المهجرين الى الاقليم وحسب اعتراف الاخ الكاتب انطوان الصنا بانهم عدة مئات , هذه العدة قد تعني الالف والالفين والثلاثة........................... وفي حالة الانتخابات الخاصة بابناء شعبنا فانها لو اضيفت هذه الارقام لاية قائمة اخرى فانها سوف تقلب النتائج راسا على عقب. هنا اريد التاكيد على الرقم 43 الف مواطن من ابناء شعبنا هم من سكان الاقليم  وان بعض التقديرات تشير الى ان نسبة مشاركة شعبنا في الانتخابات تقل عن النسبة80% بكثير ومادام الاخ انطوان حريص على ذكر الارقام فدعونا نشارك في هذه اللعبة.
اذا كانت نسبة المشاركين من ابناء شعبنا  80%
فان عدد ابناء شعبنا في الاقليم سوف يكون
25  x100/58 = 43 الف نسمة

اذا كانت نسبة المشاركين من ابناء شعبنا  60% اي ان عدد الغير مشاركين من اللذين يحق لهم الانتخاب 13 الف
فان عدد ابناء شعبنا في الاقليم سوف يكون
38 x 100/58 = 65 الف نسمة
اذا كانت نسبة المشاركين من ابناء شعبنا  40% اي ان ال20 الف المشاركة يقابلها عدد الغير مشاركين 30 الف
فان عدد ابناء شعبنا في الاقليم سوف يكون
50 x 100/58 = 86 الف نسمة
اذا كانت نسبة المشاركين من ابناء شعبنا  20% اي ان ال20 الف المشاركة تقابلها عدد الغير مشاركين 80 الف
فان عدد ابناء شعبنا في الاقليم سوف يكون
80 x 100/58 = 138 الف نسمة
احفظوا هذه الارقام(43,65,86,138) جيدا لان قادم الايام سوف يحتاج المجلس الشعبي والاخ صنا اثبات صحة اية رقم من هذه الارقام وخاصة ان الاحصاء السكاني قادم وهناك استحقاقات كثيرة سوف تترتب على هذا العدد ومن خلاله نستطيع ان نثبت علميا وبالارقام عدد الناخبين من ابناء شعبنا وبالادلة والبراهين اللذين اشتركوا فعلا في التصويت .وانا شخصيا لم تتوفر لدي النسبة الفعلية المشاركة في الانتخابات التي من خلالها سوف نعرف العدد التخميني الذي يقترب من الرقم الحقيقي كثيرا, وبالتالي نستطيع معرفة العدد الحقيقي المشارك في دعم قائمة المجلس الشعبي.


القوائم التركمانية ايضا كانت لها اعتراضاتها على التجاوزات التي حصلت في زج الالاف من الاخوة الاكراد للتصويت لصالح القوائم المؤيدة للقائمة الكردستانية.
نحن هنا لسنا بصدد انتقاد القائمة الكردستانية لقيامها بهذا التكتيك فان بضعة الالاف سوف لن يكون لها تاثير لو تنافست على المقاعد الخاصة بالاخوة الاكراد خارج العدد المقرر للكوتا لكنها مؤثرة جدا على مقاعد الكوتا لابناء شعبنا والتركمان فعندما يكون عدد المشاركين بضعة الاف اي على سبيل المثال ان زج 6000 ناخب كردي لصالح قائمة المجلس الشعبي سوف يضمن على الاقل مرشحين لعضوية البرلمان ونفس العدد لوشارك في الترشيح للقائمة الكردستانية سوف لن يضمن سوى ربع مرشح وتاتي اهمية هذا التكتيك في كسب اكبر عدد من مقاعد الكوتا الـ11 ليتم اضافتها الى الـ59 مقعد التي حصلت عليها القائمة الكردستانية بغية الوصول الى نسبة الثلثين وتقليل دور المعارضة داخل قبة البرلمان وخاصة بعد ان اصبحت المعارضة رقما صعبا وفي اعتقادنا المتواضع سوف تكون الانتخابات القادمة مليئة بالمفاجئات وان الحديث حول الكوتا والـ11 مقعد المخصصة للاقليات سوف يكون معرض للكثير من التغييرات والتقلبات والمناورات.
للاطلاع على بعض التجاوزات التي حصلت في الانتخابات الاطلاع على الرابط http://www.iraqoftomorrow.org/articles/70218.html
وهنا لسنا بصدد انتقاد الانتخابات الكردستانية فهي تجربة ناجحة ومتميزة ليس على مستوى العراق لابل على مستوى الدول العربية والاسلامية ايضا وان مثل هذه التكتيكات والمناورات تمارسها الاحزاب الحاكمة ومحاولة استغلالها اقصى مايمكن وخاصة في الدول حديثة الممارسة للديمقراطية ونفس الشئ ينطبق على المجلس الشعبي بالنسبة لقوائم شعبنا يبقى السؤال المطروح  لو توفرت نفس الفرصة لبقية قوائم ابناء شعبنا فهل سوف تستغل بنفس الشكل التي استغلها المجلس الشعبي ام شئ اخر ؟؟؟؟؟؟
2- لكي نضمن اقامة انتخابات نزيه وتقترب من ان تكون خالية من التجاوزات والتي عادة ماتستغل من قبل الاطراف الحاكمة وذات النفوذ قبل الانتخابات والتي لاتدع الناخب من الاقتراع بارادة متحررة من جميع المؤثرات التي تجعل الناخب يقترع بمحض ارادته وضميره.وان الكثير من المؤثرات تحاول التاثير على الناخب من خلال الترهيب والترغيب لكسب اللحظة المهمة من عمر العملية الانتخابية الا وهي لحظة الانتخاب.
ان حظوظ القوائم الخاصة بشعبنا لم تكن عادلة في اهم ناحيتين الا وهي الاعلام والدعم المادي  فان هذه الوسائل الاعلامية عادة ماتستغل من قبل الاطراف صاحبة النفوذ على الارض واذا اردنا مقارنة على سبيل المثال بين الاعلام والدعم المادي لقائمة المجلس الشعبي والتنظيمات الكلدانية فسوف تكون بعيدة جدا عن النسبة بين الاصوات التي حصل عليها المجلس 10500/1700 اي النسبة 1الى 6 هذا اذا افترضنا ان جميع المشاركين بالتصويت هم من ابناء شعبنا واذا افترضنا ايضا ان هناك خمسة الالاف ناخب كردي ونازح من ابناء شعبنا صوت للقائمة فهذا يعني النسبة 5000/1700 سوف تكون 1 الى 3.25 ومن وجهة نظرنا ان المجلس الشعبي وبكل الامكانات التي سخرت له يعتبر خاسرا خاصة اذا اعتبرنا ان مرشحي المجلس الشعبي هم من الكلدان ايضا اي وحسب تقسيم وتصنيف الدقيق للاخ انطوان فان كانت التنظيمات الكلدانية (وعلى قلة شعبيتها كما يحب ان يذكر الاخ صنا ) لها 1300 صوت من المقربين وعوائل هذه التنظيمات فان المجلس الشعبي  والمتجحفلين معه من الحزب الديمقراطي الكردستاني وابناء شعبنا النازحين والعاملين في قناة عشتار وعوائلهم والعامليين في الاندية الرياضية وعوائلهم والمستفيدين من الدعم المالي وعوائلهم والقائمة تطول .................. سوف تكون حصة المجلس بالارقام صفرا اذا لم تكن بالسالب اي ان العدد سوف يكون اضعاف الـ 1300 وهذا يعني ان عدد الاصوات التي انتخبت المجلس هو فعلا اقل من 400 صوت(المقربين وعوائل التنظيمات الكلدانية) وبهذا تكون التنظيمات الكلدانية قد حققت 400 صوت ونستطيع ان نعتبر هذا فوز ا مستحقا بحسابات الارقام التي وضحت من قبل الاخ صنا.
واود ان اشير ايضا الى نقطة حساسة ومهمة ايضا ان حصة المجلس الشعبي من انتخابات مجالس المحافظات كانت 59% وفي هذه الانتخابات 53.88% من وجهة نظرنا لو تجاوزنا الاعداد التي اضيفت لهذه القائمة واعتبرنا هذا الرقم حقيقي 100% فان المجلس الشعبي بدا بالعد التنازلي اخذين بنظر الاعتبار ان اقليم كردستان هي الساحة المهيئة والمناسبة لنيل على الاقل 80% من الاصوات ولانريد الدخول في التفاصيل اكثر كي لاتصبح مقالتنا مملة للقارئ الكريم, واما التنظيمات الكلدانية فقد حصلت على 5% في الانتخابات الاولى وفي هذه الانتخابات حصلت على 9% اي تقريبا ضعف النسبة المئوية. وهذا يعد مكسبا مهما وخطوة كبيرة وناجحة بحسابات النجاح وتطوير العمل والتقدم الى الامام ولو كان بطيئا.
3-عادة ماترافق اية انتخابات ديمقراطية وفي اي بلد ديمقراطي استطلاعات للراي العام  وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات قريبة جدا من النتائج التي سوف تسفر عنها الانتخابات وعتبنا على موقع عنكاوة (الموقع الذي تزداد شعبيته ومصداقيته يوما بعد يوم لانه يقف في مركز الدائرة التي تقف جميع مكونات شعبنا على محيطها فبعد ان قام الموقع بالتغطية الشاملة والمباشرة للانتخابات وارسال الاستاذ  اسكندر بيقاشا لتغطية وقائع الانتخابات عن قرب )
في عدم نشره استطلاعا للرأي من خلال الانترنيت وكما تقوم بقية المواقع  حول القائمة التي يرشحها القارئ الكريم وخاصة ان متصفحي موقع عنكاوة قد يتجاوز الـ 20 الف المشاركة في انتخابات الاقليم , ونعتقد ان مثل هذا الاستطلاع مهم جدا لاعطاء صورة حقيقية وواقعية بعيدا عن كل المؤثرات والضغوط  و ان الكثير من الحقائق والامور سوف تتوضح لابناء شعبنا هذا اذ لم تاتي النتائج مغايرة تماما للنتائج التي اعلنتها هيئة الانتخابات وانا اطالب الموقع بتنزيل هذا الاستفتاء الان واعتقد ان نسبة كبيرة جدا من ابناء شعبنا تؤيدنا في هذا الطلب لان النتائج سوف تكون اصدق كثيرا وبعيدة عن اية تدخل وتاثير واعتقد ان الاخ انطوان يؤيدني في هذا الطرح لانه من الباحثين عن الحق والحقيقة, وايضا استبيانات اخرى نستطيع ان نعتبرها محايدة ونزيهة كطرح الاستبيان  على ابناء شعبنا من خلال موقع عنكاوة(هل تعتقد ان نتائج الانتخابات تمثل رأي ابناء شعبنا في اقليم كردستان :(موافق جدا,موافق ,غير موافق,لااعرف) وغيرها الكثير.
4- ان الانتخابات القادمة لانتخابات اعضاء البرلمان العراقي سوف تشمل ابناء شعبنا في الداخل والخارج  وفي هذه الحالة سوف تتغير الكثير من الحسابات والمعادلات وان عدد الناخبين في الداخل من ابناء شعبنا في اقليم كردستان وبقية انحاء العراق لم يتجاوز الـ 35 صوت  وبهذا سوف يكون لاصوات شعبنا في الخارج دور كبير ومؤثر ولحد هذه اللحظة لم نسمع عن البرامج والتحضيرات التي تقوم بها قوائم شعبنا للدخول في هذه الانتخابات وهل سوف نشهد تكتلات بين بعض قوائم ابناء شعبنا وفي حينها سوف يكون لنا تعليق على النسب والتقدم الذي سوف تجنيه كل قائمة.
5- يذكر الاخ انطوان الصنا في مقالته الاخيرة بعنوان (تنظيمات شعبنا القومية الكلدانية وهيئتهم العليا ... بيت الشلل والفشل)
الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,330714.msg4071447.html#msg4071447)
" هذا هو اعلام التنظيمات القومية الكلدانية فكيف نترجى منهم نتائج مهمة وتحقيق اهداف شعبنا القومية ؟ وهم لا زالوا يدورون حول تعصبهم القومي بعيدا عن اهداف شعبنا القومية" ... انتهى الاقتباس.
 صراحة قراءت هذه الفقرة مرات عديدة لاستوعب ماجاء فيها فهي تناقض نفسها بنفسها فمن جهة انت تتهمهم بانهم لايستطيعون ان يحققوا اهداف شعبنا القومية ومن جهة اخرى تتهمهم بالتعصب القومي فعلى اية قومية تتكلم و اية قومية تهاجم  وانا الذي اعرفه ومن معلوماتي المتواضعة انك كلداني القومية ولااعرف عن اية اهداف قومية تتكلم التي سوف تعجز التنظيمات الكلدانية من تحقيقها.
اود الاشارة هنا وبحيادية مطلقة ان اكثر ابناء شعبنا قلوبهم مفتوحة لبقية اخوانهم ,هم الكلدان وبدليل ان الكلدان ينتمون الى بعض الاحزاب مثل الحركة الديمقراطية الاشورية بالرغم من ان اسمها بحمل الصفة الاشورية ويدافعون عنها وايضا انت اخي انطوان كلداني وتهاجم الكلدان وتنظيماتهم ولدينا من اخوتنا الكلدان في المجلس الشعبي وهم ينتمون الى الحزب الديمقراطي الكردستاني  وحسب علمي ان التنظيمات الكلدانية بابها مفتوح لاية اخ اشوري او سرياني للانتماء اليها وانا لم اجد كلداني متعصب يلغي وجود الاخر وتعصبه ليس تعصبا اعمى بقدر ماهو اثبات وجود وردة فعل طبيعية لمن يحاول الغاء هذا الوجود ولم نجد يوما اية تصريحات  ذات صبغة انغلاقية تحاول الغاء الاخر اوتهميشه قد صدرت من التنظيمات الكلدانية. وان الكلدان من خلال اطلاعنا على واقع شعبنا اللذين تصفهم بالمتعصبين والمتزمتين وانا اصفهم بالغيورين على قوميتهم فبوجودهم سوف تبقى وتتعزز الكلدانية التي يؤمنون بها وحتى اللذين ينكرون كلدانيتهم وهم قلة قليلة لايتجراون ان يعلنوها للملئ اتعرف ماهو السبب يااخي انطوان هو الاعتزاز القومي لهؤلاء الغيارى من ابناء شعبك وايضا تمسك الكنيسة الكلدانية بحقوقها المشروعة.
   الحسنة الوحيدة في مقال الاخ صنا هي اعترافه بدعم الكنيسة الكلدانية للتنظيمات الكلدانية بعد ان حاول في احدى مقالاته السابقة ان يصنف الاساقفة الاجلاء الى عدة اقسام بين مؤيد ومعارض لبعض القضايا التي تخص شعبنا ونحمد الله ان الاخ صنا اكتشف ان الكنيسة الكلدانية كنيسة قوية وراسخة وموحدة ونعتقد ان كل عمل تباركه الكنيسة يعتبر شئ جيد ويحمل الكثير من الايجابيات والمعاني وخير من ان تقوم بعمل ولاتباركه الكنيسة, اعتقد الاخ صنا سوف يتفق معي بهذه النقطة.
 اما مايخص التجاوزات التي حصلت من اذاعة صوت الكلدان في مشيكان بحقك كما تذكر في مقالتك فمن وجهة نظرنا نحن لسنا مع اية تجريح او انتقاص لاية سياسي او مثقف اوكاتب من ابناء شعبنا مهما كان انتمائه فكلهم رموز نعتز بها وان اية انجاز او ابداع لاية فرد وفي اية بقعة من العالم هو مبعث للافتخار والاعتزاز وهناك حكمة تقول تعلمناها من مدرسة الحياة تقول انك عندما ترفس الاخرين بقدم تذكر انك تقف على قدم واحدة . الذي نامله من الاخ الاستاذ انطوان الصنا في كتاباته وخاصة انه يدعوا الى توحيد الصفوف والعمل الوحدوي ان لايتعرض لاية مكون من مكونات شعبنا او اية رمز من رموزه لتكون اكثر واقعية وان النسب التي يحب ان يذكرها الاخ انطوان بين مقالة واخرى لفوز قائمة المجلس فهي نسب قابلة للتغير ولايمكن ان نراهن عليها وخاصة ان المجلس الشعبي مسالة وجوده وديمومته مرتبطة بشخص الاستاذ سركيس اغاجان ولو جرد الاستاذ سركيس اغاجان من الامتيازات التي يتمتع بها فهل سيبقى المجلس كما هو صدقني ان الارقام والنسب كلها قابلة للتغير وحينها سوف لن يبقى من مئات الصفحات التي يكتب عنها شئ ولكن الاعتزاز القومي  عمره طويل وان غدا لناظره قريب (جملة مستعارة) .
وفي الختام كل التهاني لابناء شعبنا الفائزين من الحركة الديمقراطية الاشورية وامنياتنا لكم بالمزيد من النجاح والتقدم وكل نجاح تحققوه هو نجاح للجميع.
كل التهاني لابناء شعبنا الفائزين من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وبالمزيد من النجاح والتقدم واملنا ان يكون المجلس اقرب الى مركز الدائرة من محيطها.
كل التهاني الى الاخوة في التنظيمات الكلدانية وان ماحققتموه يعتبر مكسبا كبيرا وان نسبة ال9% هي نسبة مهمة وتطور كبير وان بعض التكتلات تفتخر باقل من هذه النسبة بكثير ومزيدا من العمل والاصرار سوف تضاعفون هذه النسبة في الانتخابات القادمة باذن الله. .
ونفس الشئ الى اخوتنا في قائمة الحكم الذاتي كل الامنيات لكم بالنجاح والحض الاوفر في الانتخابات القادمة.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

113
الرئيس البارزاني والموقف الشجاع:

 القائمة 64 (الكوم الشعب الكلداني):

جاءت دعوة الرئيس البارزاني الكريمة خطوة اخرى مضافة لمسيرة اخوتنا الاكراد في التوجه نحو بناء المؤسسات  الديمقراطية وترسيخ قواعدها واسسها والتي تزداد خبرة ورصانة من خلال الممارسة والتطبيق والسير قدما نحوالبناء والتطوير. .

وجاء اللقاء المهم الذ ي عقده الرئيس البارزاني في القلعة الكلدانية عنكاوة مع مكونات شعبنا وموجها رسالة واضحة وصريحة والتي عبرت عن الكثير من الامور التي تتعلق بالعلاقة بين مكونات شعبنا والشعب الكردي في اقليم كردستان .

ومن خلال قراءتنا المتواضعة لما جاء على لسان الرئيس مسعود البارزاني  نستشف مايلي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,320791.0.html

 

1-ان توقيت هذا اللقاء وفي هذه المرحلة على وجه الخصوص جاء بناء على ماافرزته التطورات الاخيرة على الساحة الخاصة بشعبنا وان القيادة الكردية مهتمة بكل الاراء والافكار التي تخص هوية وتسمية شعبنا وان التسمية الهجينة او المركبة التي فرضت من قبل الاستاذ سركيس اغاجان لايمكن ان تمرر بهذا الشكل القسري ونحن نتحدث عن الحقوق والديمقراطية والرائ والرائ الاخر. والتي لاقت هذه التسمية عند اقرارها في دستور الاقليم الكثير من الردود والاستهجان من قبل اوساط واسعة ومؤثرة لشعبنا والممثلة بالاحزاب والمؤسسات والمثقفين اضافة الى موقف الكنيسة الكلدانية الذي جاء على لسان غبطة الكاردينال عمانؤيل دلي والرافض لهذه التسمية.

2- وكما ذكر الاستاذ البارزاني  اذ تحدث عن الهوية القومية او التسمية المتعلقة بابناء شعبنا، مؤكداً عدم تدخله والقيادة الكردستانية في ذلك.

نستنتج من ذلك ان التسمية متروكة لمكونات شعبنا لتقرير شكل وصيغة التسمية التي يروها مناسبة وان الطريقة التي تصرف من خلالها الاستاذ سركيس اغاجان لاتمثل رائ الاستاذ مسعود البارزاني او القيادة الكردية وايضا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي اليه الاستاذ سركيس اغاجان.

3- وفي المقطع الاخر من كلمته  "وقدم اقتراحاً حول عقد مؤتمر موسع في الاقليم تحضره، وتشارك فيه جميع القوى المسيحية في الداخل والخارج من اجل الاتفاق على هوية وعنوان وتسمية موحدة لشعبن"ا.

تبني القيادة الكردية لحل هذا الموضوع الحساس والمهم ومن خلال عقد مؤتمر موسع وتوصيل رسالة الى كل الاطراف كون القيادة الكردية تقف على مسافة واحدة من كل الاطراف اضافة الى دعوة كل الاطراف في الداخل والخارج للمشاركة , وهذا المنظور والطرح الدقيق ينم عن فهم ووعي عاليين يحسبان للرئيس البارزاني ودلالة على الاهتمام بقضايا شعبنا والتواصل معها  .

4- وبين الرئيس البارزاني  " ان القيادة الكردستانية لا زالت في حيرة من المواقف المتباينة لشعبنا، وقيادته حول هذا الموضوع".

وهذا ياتي ضمن تفهم القيادة الكردية لوافع مكونات شعبنا والتي لايمكن حصرها بمكون او حزب او مؤسسة او شخص وانما جميع مكونات الشعب وقياداته يجب ان تلعب دورا مهما واساسيا في مثل هذه الامور لا ان تغيب ويتم فرض ارادة بعض المكونات على المكونات الاخرى اضافة الى ان عملية اقرار التسمية لازالت غير محسومة ويعود ذلك لما يقرره غالبية ابناء شعبنا .

5-  ومن كلمته ايضا "وتطرق البارزاني الى تجربته الشخصية مع المسيحيين، وكيف ان سكرتيره وحارسه الشخصيان المرحومان، كانا من الكلدان الاشوريين السريان، ، مشيراً الى  الدور المشرف لابناء شعبنا في الحركة التحررية الكردستانية".

تطرق الرئيس البارزاني من خلال ما جاء اعلاه الى العلاقة الحميمية والشراكة بين ابناء شعبنا والشعب الكردي وعلاقة عائلة البارزاني المناضلة بالكثير من رموز شعبنا التي كانت تناضل جنبا الى جنب مع الشعب الكردي وقدمت الكثير من الشهداء على درب النضال والديمقراطية .

لايسعنا الا ان نشكر الرئيس مسعود البارزاني لطرحه وتبنيه لهذا المؤتمر انطلاقا من الدور القيادي والمسؤؤلية التي يتحملها الرئيس البارزاني تجاه كل المكونات والقوميات التي يتكون منها اقليم كردستان. واضم صوتي الى الاصوات التي تدعم ترشيح الاستاذ مسعود البارزاني لدورة رئاسية جديدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه .ماهو المطلوب من الاحزاب ومؤسسسات شعبنا ومثقفيه  وخاصة بعد ان اصبحت الكرة في ملعبنا غير الاستجابة الفاعلة والمسؤؤلة للجلوس على طاولة واحدة والاتفاق على كل الامور العالقة والتي تقف حجر عثرى في طريق توحيد الجهود والعمل الجاد والمخلص وبالطرق التي تضمن للجميع حقوقهم .

ومن خلال مقالتنا هذه نطالب القيادة في اقليم كردستان ومن خلال الرئيس البارزاني بالتعامل الشفاف مع شعبنا من خلال الاتصال المباشر والواضح مع ممثلي شعبنا بشكل متساوي وايضا من خلال اطلاع مكونات شعبنا على حقوقهم وواجباتهم من خلال قنواة الاتصال المباشر لا ان تقتصر على شخصية معينة فمهما تكن هذه الشخصية القيادية حيادية فسوف لن تستطيع ان تقف في النقطة التي تكون على مسافة واحدة من كل المكونات . اضافة الى عدم تكافؤ الدعم والفرص لمكونات ومؤؤسات واحزاب  شعبنا التي لا تعمل ضمن توجهات وقناعات الاستاذ سركيس اغاجان وابسط مثال على ذلك حصة القوائم الاربعة المشاركة في انتخابات اقليم كردستان( عدا قائمة المجلس الشعبي) من الدعاية الانتخابية الخاصة بقناة عشتار فهل القناة هي خاصة بجميع مكونات شعبنا ام هي خاصة بتبني توجهات الاستاذ سركيس اغاجان والمجلس الشعبي فقط  وهكذا بقية الامور الخاصة بدعم الاحزاب والمؤسسات الخاصة بابناء شعبنا والتي تعمل خارج مضلة المجلس الشعبي.

 

القائمة 64 (الكوم الشعب الكلداني)

 

هناك مثل قديم يقول تستطيع ان تاخذ الحصان الى النهر لكنك لاتستطيع جبره على شرب الماء . وعطفا على مقالة الاخ الاستاذ حبيب تومي قائمة الكلدان الموحدة 64 ( ألكوم الله ) ان كل ماذهب اليه الاستاذ حبيب حول الغبن وعدم تكافؤ الفرص بين قوائم شعبنا حقيقة نلمسها جميعا وصدقني يااخي حبيب ان الدعاية والاعلام والدعم قد يكون له تاثير كبير وخاصة عندما تريد ان تروج لمنتج او سلعة جيدة الصنع او رديئة ولكنني اشك كثيرا عندما تتعلق المسالة بالمبادئ والقيم والثوابت والاستحقاقات وان اكون او لاكون .

ان الناخب من ابناء شعبنا ممكن ان يتماهل في قضايا ثانوية ولكن عندما تتعلق المسالة بالانتخابات فان الورقة الانتخابية هي عبارة عن عقد للثقة بين طرفين الوكيل والموكل فعندما اعطي صوتي والوكالة لطرف اخر فيوجد هناك الكثير اللذين يستحقون هذه الثقة  او الوكالة (القائمة 64 وبقية قوائم شعبنا) وعندها تقف لتبحث عن الوكيل الاقرب بين المقربين والاجدر في تمثيلي والاكثر فهما وادراكا لما اؤمن به وفي اعتقادي ان الكلداني سوف لن يجد خيار الا ان يصوت لقائمته 64  وعندما يضع الناخب صوته في صندوق الاقتراع فانه يكون امام تحدي كبير ومسؤؤلية كبيرة يتخلى في لحظتها عن كل المؤثرات والمغريات والوسائل التي تحاول تغيير قناعاته كوسائل الدعاية والاعلام  .

 وان حجب القائمة 64 من الاعلام الموجه من قبل الفضائيات التي تنتمي لبقية مكونات شعبنا قد يكون لها مردود ايجابي على قائمة التنظيمات الكلدانية (القائمة 64) من خلال ادراك الناخب الكلداني بان هذه القنواة تدعي تمثيله وهي صوت لكل ابناء شعبنا ولكنها لاتثبت ذلك من خلال التعتيم على قائمته ونشاطات التنظيمات الممثلة له وبالتالي سوف توثر سلبا على القائمة التي تدعمها هذه القناة. وبهذه الحالة سوف يفقد الناخب ثقته بالقائمة التي تدعي تمثيله اسميا ولكن فعليا غير ذلك.

 ان الذي نامله من شعبنا في اقليم كردستان هو المشاركة الفاعلة وان الاعداد المشاركة سوف يكون لها تاثيرها الايجابي على تواجد واقرار حقوقنا ونسب التمثيل في برلمان وحكومة الاقليم. ولنتذكر جميعا إن القرار الخاطئ الذي تتخذه اليوم سوف يكون له تكلفة باهظة غدا، ولذلك المطلوب من الناخب التصور الشامل اضافة الى استيعاب نتائج هذه الانتخابات مع النظرة الموضوعية لكل المتعلقات والمؤثرات في اتخاذ القرار المناسب.كل الامنيات لكل الاسماء المشاركة في الانتخابات ومن كل القوائم بشكل عام والقائمة 64 بشكل خاص بالموفقية والنجاح .   

 

 

د.عامر ملوكا

استاذ جامعي

ملبورن\استراليا


 

114
رجال الدين الافاضل بين القانون الالهي المقدس والقانون الطبيعي :
طالما اثار تدخل رجال الدين بشكل عام ورجال الكنيسة الكلدانية بشكل  خاص الكثير من الجدل والمناقشات و الحدود المسموحة لرجل الدين للتدخل وابداء الرائ في مسائل اختلفت عليها وجهات النظر ومهما اتسمت هذه الاراء بالعقلانية والحكمة فسوف يتم انتقادها من قبل البعض وخاصة اذا كانت لاتتفق مع توجهاتهم وقناعاتهم, ومايخص كنسيتنا الكلدانية والى وقت قريب كان تدخل بعض المطارنة الاجلاء مثار نقد واحتجاج من بعض الاقلام من ابناء شعبنا ولاحظنا بعد ازمة التسمية التي طافت على السطح وعودة المطران الجليل ساكو للمشاركة وظهور جميل وانيق للاب البير ابونا والمطران ربان القس ومايمكن استنتاجه ان كتاباتهم قد نالت الرضا والاستحسان من غالبية الاطياف المكونة لشعبنا ولو بدرجات مختلفة لكنها تبقى ضمن خانة القبول والرضا.
ولكي نلقي نظرة على هذه المساهمات : (الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,317899.0.html )
توضيح للمطران لويس ساكو:
توضيح  لما ورد في  مقال السيد انطوان صنا" المطارنة الكلدان الثلاثة"
وهذا المقطع من التوضيح:
كون التسمية المركبة غير عملية وغير واردة تاريخيا وكنسيا وعلميا!!! ولا اعتقد ان احدا يقبل  ان يجيب عندما يسأل عن هويته: انا كلداني سرياني اشوري..
انا كلداني واعتز بكلدانيتي كما يعتز القس المهندس  عمانوئيل يوحنا  واخرون باشوريتهم  وكذلك السريان. والدليل  ان كل الاحزاب والتنظيمات السياسية  تحتفظ بتسمياتها الاحادية..   هذا واقع حال. للخروج منه دعونا الى الحوار.. هذا ما قلته وما قاله سيادة المطران وردوني وكذلك المطران ربان عندما سألته عما ورد  نقلته بعض الوكالات عن لسانه.. تسمية واحدة   معقولة متفق عليها،  توحدنا وتجمعنا  على الصعيد المدني والسياسي .. وانشاء الله الكنسي أيضا! هذا رجاؤنا وصلاتنا.انتهى الاقتباس
من خلال هذا التصريح والذي جاء متضمنا لطروحات المطرانيين  وردوني والقس نسطتطيع القول ان الكنيسة الكلدانية هي كنيسة موحدة قوية ثابتة وراسخة  وتعتز بقوميتها الكلدانية وان الكنيسة الكلدانية تقف ضد هذه التسمية الثلاثية الهجينة وفي نفس الوقت لاتقف ضد اية توجه او تسمية موحدة  يتفق عليها جميع  ابناء شعبنا.
وفي نفس السياق تاتي مقالة الاب الفاضل البير ابونا
وهذا الاقتباس من مقالته في موقع عنكاوة (الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,317431.0.html)
 قد تقولون لي : وماذا تقترح انت ؟  وما القومية التي تقدمها لنا ؟
     اسمعوني جيدًا ، ايها الاخوة الأحبّـاء : إني لا أرفض هذه التسميات الثلاث بدافع العاطفة  او التزمّت! فأنا أحب واقدّر جميع الفئات ، أيًا كانت تسمياتها ، واحترم حريتها وخياراتها . ولكني اتمنى لكم الوحدة المتينة ، وان تكون هذه الخيارات  مستندة الى دعائم قوية ، وتسعى الى التوحيد وليس الى التفرقـة فـي  الأهداف والمسيرة والامكانات ، كما ترمي اليه هذه التسميات المثلثـة .
     فأنا ، بكل صراحة ، وبعد دراسات وبحوث مستفيضة ،  أميـل الى اختيـا ر  ا لـقـو ميــة  ا لآ ر ا ميــة " انتهى الاقتباس
ان هذه الاراء لايمكن ان نعتبرها تدخلا بالسياسة بقدر كونها تدخلا بالشان السياسي العام من خلال الحفاظ على العيش المشترك والحفاظ على التواصل بين ابناء الشعب الواحد وبالتالي تطبيق القانون والدستور. اضافة الى محاولة اعطاء قيمة روحية للقانون الدنيوي او بمعنى اخر للحياة السياسية, وكلما استطاع رجل الدين التوفيق بين القانون الالهي المقدس المسؤؤل عن توجيه الفكر الانساني نحو الحق وبين القانون الطبيعي الذي نتوصل اليه بالعقل  كلما كانت مساهماته ودوره في الحياة السياسية العامة لشعبنا فاعلة ومؤثرة ومرغوب بها.

ان تدخل رجال الدين الكلدان ياتي ضمن الفهم  الصحيح والاداراك العالي لدور الدين في الحياة العامة للانسان وبكل تفاصيلها الدقيقة.وواحد من اهم هذه المفاهيم الا وهو تبني لمفهوم الوسطية وان الكنيسة الكاثوليكية وعلى يد فيلسوفها   توماس الأكويني (1225 –  1274( الذي حاول  دمج فلسفة ارسطو بتعاليم اللاهوت  المسيحي من خلال اقحامه لفلسفة الوسيط الذهبي في  الفكر المسيحي .ويجتهد توماس الاكويني عندما يحدد الفضائل البشرية كنموذج جيد لتطبيق الوسطية, اما الفضائل الالهية فلايمكن تطبيق الوسطية عليها.
اما المفهوم السيا سي للوسطية فكان اول ظهور لها في انكلترا كما يصف ذلك   برتراند راسل من خلال الصراع بين البرلمان والملك سنة 1688 ومحاولة الشعب الانكليزي ايجاد الحلول الوسطى والمعتدلة وبما ان السياسة هي فن العمل المشترك لذا لابد للاخوة المختلفين للتلاقي في الوسط,وان الفضائل دائما نجدها في النقطة التي بين شيئين نقيضين متطرفين, فالكرم هو الوسط بين التبذير والتقتير وهكذا الشجاعة  هي  الوسط بين الجبن والتهور.
ولكن لكي نفهم الوسطية بشكلها الصحيح وان نحقق توازن المعادلة الصعبة فهل نحن نؤيد الوسطية بين الكفر والايمان او بين الخير والشر او بين الصديق والعدو او بين الوفاء والخيانة .نستدل من هذا ان الوسطية لايمكن ان تكون افضل الحلول اذا كانت تتعلق بالمبادئ والقيم والثوابت التي يؤمن بها الانسان فنحن لانستطيع ان نقبل بانصاف التعاليم المسيحية  وايضا بانصاف الحريات وبانصاف الحقوق وبانصاف التسميات القومية   .
السؤال الذي يطرح نفسه الى اية مدى سوف يكون للوسطية دور في حل مشاكلنا على شرط ان نحافظ جميعا على ايماننا ومبادئنا وثوابتنا التي نعتز بها جميعا.
رجال الدين الاجلاء اسعدتنا مداخلاتكم  وقديما قالوا اذا كان لديك تفاحة وانا لدي تفاحة وتبادلنا التفاحات فكل واحد سوف يكون له تفاحة واحدة ولكن اذا كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا الافكار فسوف يكون لدي فكرتين ولديك مثلها ايضا .
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


115
الكلدان والخطا التاريخي للاستاذ سركيس اغاجان:

ان الراصد للتطورات الاخيرة التي اجتاحت الساحة الخاصة بابناء شعبنا بكافة مكوناته القومية وهي اشبه بالانتفاضة والتي اذا اردنا ان نجمل معظم ماجاء فيها من اراء مختلفة فهي تاخذ منحنين مختلفين: المنحى الاول وهو الذي يمثل الطرف الاكثر ثقلا والاكثر واقعية وشرعية(من حيث المطالبة بحق مكتسب) مدعوما هذه المرة وبقوة وبشكل رسمي من الممثل الديني لاكبر كنائس العراق والذي يدافع عن حق شرعي والمتضمن الاعتزاز القومي والذي تكفله كل الشرائع والقوانين الدولية .  و المنحى الاخر الذي يدافع عن الاسم المركب الهجين والذي ولد ميتا بدافع ان هذا الاسم هوالاسم الموحد والذي يحمل المفتاح السحري لكل مشاكلنا وهو الذي سوف يوقف الهجرة لابناء شعبنا وهو الذي سيجلب لنا الحكم الذاتي وهو الذي سوف يرجع الالاف المهاجرة وووووووو.
ان تدخل الاستاذ اغاجان بالشكل الذي تدخل به وبهذا الشكل الدراماتيكي قد ارتكب خطا فادحا بحق مكونات شعبنا التي نعتز بها جميعا الكلدانية والاشورية والسريانية واذا كان تدخله هذا يهدف الى الوحدة ولملمة الصفوف فان الواقع يشير عكس ذلك تماما فنلاحظ افرازاتها على الساحة وكيف انشقت الصفوف وتبعثرت وازدادت الهوة بين الاخوة فاذا كانت التسمية الاولى الواردة في الدستور الكلدان و السريان والاشوريين قد لاقت  بعض الردود الغير راضية لايتجاوزعددها عدد الاصابع خاصة من الاخوة الاشوريين المؤيدين للمجلس الشعبي وبعض الاصوات الخجولة من اخوتنا الكلدان المؤمنين باشوريتهم.
ان المازق الذي وقع فيه الاستاذ اغاجان سوف يحسب من ضمن الاخطاء القاتلة في مسيرته السياسية تجاه شعبنا والتي كنا ننظر اليها بعين الاحترام والتقدير وكنا نتمنى ان تكون خطواته محسوبة اكثر وتتميز بالحنكة والتبصر والصبر ويبقى دوره كراعيا محايدا لكل الاطراف لا ان يدخل الحلبة كلاعب اساسي ويرمي بكل ثقله للبت بمسالة حساسة ودقيقة وخاصة بعد ان اصبح في مواجهة مباشرة مع الكنيسة الكلدانية من جهة والتنظيمات الكلدانية ومؤيديها من جهة اخرى. وعليه فقد وقعت السياسة التي يتبناها الاستاذ سركيس اغاجان في أهم الأخطاء التاريخية حيث ان مثل هذه القرارات لم تاتي بفعل التفاعل المؤؤسساتي مع كل المكونات  وهذا مايقود الى انسحاب هذه الاخطاء على التكتيك على ارض الواقع وعلى مستوى الافكار ومن ثم على الاستراتيجيات المتعلقة بالمرحلة الراهنة والقادمة على حد سواء. وخاصة ان الاستراتيجبات التي يتبناها الاستاذ سركيس اغاجان مبنية على الاخطاء وليس تدارك الاخطاء وايجاد الحلول المناسبة.
فان الخطا الذي ارتكبه الاستاذ اغاجان هذه المرة ومن قبله شخصيا يتحمله شخصيا لان جميع الاخطاء السابقة التي ارتكبت بحق الكلدان من قبل المجلس الشعبي كانت تعد اخطاء بين الاطراف العاملة تحت قبة المجلس وهذه امور قد تحصل بين الاعظاء المنتمين لاية موؤسة او جهة حزبية  وان التصرف الموجهة ضد الكلدان من خلال سلب حقهم في التعبير عن قوميتهم بالشكل الذي يروه صالحا ومناسبا لتوجهاتهم وحماية مصالحهم (وان كانت متداخلة مع مصالح بقية ابناء شعبنا), اما ان تفرض تسمية معينة  فرضا بحجة انها سوف توحدنا وتحل كل مشاكلنا فبصراحة ومع احترامي لكل الاراء المؤيدة لهذا الطرح فهو تفكير يفتقر الى الواقعية والتوقيت الصحيح وان الوحدة هي ليست بالاسم فهناك عشرات الامثلة لشعوب تحمل اسما قوميا واحدا ولكنها فشلت في تحقيق ابسط مبادئ الوحدة واقرب مثال  الامة العربية التي تحمل اسما قوميا واحدا وعشرات الاحزاب القومية التي تدعوا للوحدة وامكانات مادية ولوجستية هائلة,  ومن هذه الاحزاب من اعتلى سدة الحكم لعشرات السنين, ومحاولة بعض القادة القوميين تطبيقها باستخدام القوة ,السؤال الذي يطرح نفسه اين هي الوحدة العربية؟؟؟؟فهل التدخل المباشر للاستاذ سركيس اثمر عن شئ مفيد بل على العكس قد ازدادت الامور تعقيدا وابسط دليل على ذلك فان الفرقة والتشرذم الذي نمر يه الان ازداد سوءا (وبدات تلوح في الافق صراعات وتوجهات غريبة) اكثر بكثير من ما كنا عليه, وبعيدا عن ان ندخل في التفاصيل والمسببات لانها كلها مضيعة للجهد والوقت واجترار للكلام والافكار ,الذي يهمنا  هو واقع الحال الذي نحنه فيه الان.
ان التدخل الذي قام به الاستاذ اغاجان  يدخل ضمن خانة الحجب القومي لمجموعة من البشر تعتز باسمها القومي وان هذا الحجب متمثل (باركانه الثلاثة الشرعي والمادي والمعنوي) فالركن الشرعي الخاص بالقانون الدولي والأتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية تحتوي نصوصا تحرم الحجب القومي وتجريح الشخص او الجماعة ، وهذه النصوص التي تدين مثل هذه الافعال .
أما الركن المادي لهذا العمل فالمقصود به هي الأفعال التي تمارس ضد الشخص من الدولة او احدى مؤسساتها او من شخص اخر بقصد الحط من القيمة او المساس بالشعور او تجريح الشخص.والفعل من الناحية القانونية هو كل تصرف حرمه القانون كالأضطهاد المتمثل بوجود انكار واضح وعلى اسس تميزية لحق اساسي من حقوق الأنسان وهذه الحقوق صارت معروفة في مبادئ الأعلان العالمي لحقوق الانسان وبخاصة حق التمتع المتساوي بالحقوق . ولان الدستور الخاص باقليم كردستان هوطفرة نوعية على نطاق الدولة العراقية ويعتبر من افضل الدساتير العربية والاسلامية فنتمنى ان لا يقف هذا الدستور بوجه كيان قومي مستقل  واحد المكونات المهمة في اقليم كردستان واذا كان هناك اعتراض من الكلدان على هذه الصيغة الهجينة فلانهم كلدان ويريدون ذكر قوميتهم بالشكل الصحيح والتي تطابق التسمية الواردة في الدستور العراقي, اما لو ذكرت بالصيغة الاخرى مع الواوات فلن يستطيع احد الاعتراض قانونا لان قوميته قد ذكرت وهذا اقصى مايمكن عمله.
أما الركن المعنوي، فيراد به وجود القصد الجنائي أي ارادة الفعل والنتيجة معا، فضلا عن توفر الدافع لهذا الفعل، أي إن اساءة المعاملة تكون مقصودة ضد شخص معين او جماعة معينة بسبب القومية أو اللون أو اللباس أو الدين أو المذهب أو حتى الأسم. ومهما كانت هذه الدوافع ومنطلقاتها فاذا لم تاتي عن طريق التفاهم المشترك والمبني على القناعة الكاملة لكل الاطراف فتعد تجاوزا واضطهادا.
ان الافرازت والارهاصات التي نمر بها الان كنتيجة لهذا الاجراء ففي معضمها مضر وغير مفيد, فانت تستطتيع ان تتصرف بما تملك لكنك لاتستطيع ان تتصرف بما لاتملك فاذا كان الكلدان وتنظيماتهم الموحدة والكنيسة الكلدانية الممثل الشرعي للكلدان شئنا ام ابينا  ترفض هذه التسمية فلماذا الاصرار على تثبيتها.
اما مايخص كتابات  الاخوة المثقفبن والكتاب من ابناء شعبنا(كل شئ مكتوب بستحق القراءة) والتي احترمها  جميعا والتي جاءت في البعض منها واقعية وتقترب من الفهم الصحيح للمشكلة والبعض الاخر والذي يحاول ان يطرح ويسوق لافكاره من خلال لوي ذراع مفردات اللغة وطرحها بشكل منمق وجميل . ومن هذه الطروحات لبعض الاخوة مفادها بان التنظيمات الكلدانية لاتمثله وان الكنيسة ايضا لاتمثله فهذا حق مكتسب وطبيعي له وليس له تاثير على ارض الواقع فان مثل هذا الراي مردود على اصحابه والسبب ان هذه التنظيمات الكلدانية هي التنظيمات الموجودة على الساحة وهي تمثل الكلدان وهي نفسها التي مد المجلس الشعبي يده لمصافحتها كممثل شرعي للكلدان واختيار الدكتور حكمت حكيم مستشارا والاستاذ ضياء  ناطقا رسميا فلم ياتي من فراغ هذا اضافة الى ان التمثيل لايعني انك تمثل 100% من الشعب وانما يكفي ان تمثل 51% من الشعب كما يحصل لانتخابات الرئاسة الامريكية لكي تصبح رئيسا او حتى اقل من ذلك بكثير وتصبح رئيسا للوزراء عن طريق الائتلاف مع مكون اخر, واما الكنيسة فانها ,شئنا ام ابينا تمثل غالبية الشعب الكلداني وهذه الحقيقة التي لاتحتاج الى اثباتات وبراهين لاننا نحن الكلدان والمؤوسات القومية الكلدانية لازالنا نعاني من هذا التاثير القوي للكنيسة و الذي يرمي بظلاله على العمل القومي.ولو فرضنا جدلا ان هناك 100 الف كلداني فقط لايرغبون بمصادرة حقهم في ذكر اسمهم القومي بالشكل الذي يروه مناسبا فلايجوز اغفال ذلك باي شكل من الاشكال , كما ورد اعلاه من خلال الاركان الثلاثة المتعلقة للحجب القومي ويتم ذكر الاسم الهجين نزولا عند رغبة البعض وبجانبه والكلدان كحق طبيعي ومشروع لمؤيدي الاسم القومي الكلداني. اما الطروحات الخاصة بان المجلس الشعبي قد حصل على 59% من اصوات شعبنا في الاستفتاء الاخير فاذا له الحق في مصادرة كل الحقوق وفرض مايراه مناسبا فهذا ايضا مردود عليه وللاسباب التالية:
1-المشاركة الخجولة جدا لابناء شعبنا في هذا الاستفتاء.
2- التنظيمات الكلدانية كانت تعمل مع المجلس الشعبي
3- علاقة المجلس الجيدة بالكنيسة الكلدانية
4- طرح المجلس لشعارات براقة سرعان مااثبتت عدم واقعيتها ومصداقيتها  على الارض
.
الواقع اليوم يختلف كثيرا وخاصة اذا شملت الانتخابات شعبنا في الخارج البعيد عن التاثير المباشر .اضافة الى عدم الشفافية في البحث عن الاسباب التي دعت التنظيمات الكلدانية للانسحاب من المجلس ومناقشتها ومحاولة ايجاد الحلول الناجعة لها.
كنا قد ذكرنا في مقالات سابقة ان الكلداني الذي لايعتز بكلدانيته لايمكن ان يعتز باخوته الاشوريين والسريانيين وهكذا بالنسبة للاشوري والسرياني. اما ان يتفضل بعض الاخوة الكلدان المؤمنين بالاشورية حصرا على اخوتهم الكلدان بذكر الاسم المهجن بعد ان كانوا يرفضون كل شئ اسمه كلداني اصبحوا اليوم من المؤيدين للتسمية الهجينة ليس كرما منهم ولكن بعد ان اثبتت التجارب السابقة عدم فاعلية مثل هذه الافكار المبنية على الاقصاء والتهميش وعدم استطاعتها العيش كثيرا لانها ولدت ميتة وان هذه الفئة اجلا ام عاجلا سوف تبحث عن مخرج اخر لطروحاتها ربما بتبني القومية الكلدانية كقومية موحدة .
ان العمل التنظيمي الذي بداءته القوى الكلدانية هو الخطوة الصحيحة في الطريق الصحيح وخاصة اذا استمرت في العمل الجاد والمثمر وان كان بطيئا ولكن نتائجة تكون اكثر دقة وثبات, وايضا بداية ظهور تكتل للاخوة في الاحزاب الاشورية هو خطوه جيدة نحو بلورة العمل المشترك وبالتالي امكانية العمل والتواصل مع بقية التنظيمات الموحدة  للقوى الكلدانية ومستقبلا للقوى السريانية, على اسس وقواعد الشراكة والاحترام المتبادل وبعد ان تاخذ هذه القوى شرعية تمثيلها لمكوناتها فتستطيع ان تجد الحلول لكل الاشكاليات والقضايا العالقة ,وكما جاء في مقالة الدكتور الجليل المطران لويس ساكو
لا يزال أمامنا مجال لتوحيد التسمية بعيدا عن كل التاثيرات الخارجيّة. التسمية الحالية غير موفقة البتة، لذلك بالامكان تبني  مثلاً :
تسمية موحدة  كالاراميين أو سورايي، أو كلدانيين  أو اشوريين أو السريان. ما نحتاجه هو التوافق وهذا قرار بيدنا.. اتفاق معقول للتسمية وبشكل جماعي و ليس فردي أو فئيوي .
بعض الاخوة يطرح افكاره من خلال زاوية ضيقة وهي ان الكلدان يبحثون عن المناصب والكراسي وبخصوص هذه النقطة فاود ان اوضح ,ان المطالبة بالحقوق والتي من ظمنها المناصب فهذا حق مشروع لاية فئة اوجهة سياسية كانت او غير سياسية وان الكلدان المنسحبين من المجلس لااعتقد ينطبق هذا الوصف عليهم لانهم مع المجلس كانت لهم مناصب وامتيازات مادية واعلامية قد لاتتوفر افضل منها ولكن للاسف الشديد وفي عالمنا اليوم يتم تفسير كل فعل اما استنادا على نظرية المؤامرة او استنادا على النفع المادي ,مهلا ايها الاخوة فلايزال بيننا اخوة يحملون من مبادئ وقيم الزمن الجميل الكثير الكثير.
.
واتذكر حادثة تتناول السيد طه محي الدين معروف وهو من الاخوة الاكراد وكان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية وفي احد الايام قصده بعض الاخوة الاكراد للتوسط لهم لدى احدى الدوائر الامنية للافراج عن احد الاخوة الاكراد المحتجز لديهم فعندما طرحوا المشكلة عليه, صفن طويلا وكأنه يحمل هموم الدنيا على كتفيه، ثم اجاب (والله هاي تحتاج واسطة جبيرة) .
وان الشراكة في العمل تعني الشراكة في كل شئ من اتخاذ القرار واحترام الخصوصيات والثوابت لكل طرف وليس على طريقة      ان نعمل معا وان تكون توجهاتنا قومية  وحدوية ولكن بشرط ان افرض رؤويتي وتصوري فقط  وان تكون مدينتي وابناء قريتي واسمي القومي وعلمي ووووو................. هم في المرتبة الاولى
حكمة لالبرت انشتاين انه "لا يمكن حل المشكلات التي نواجهها بمستوى التفكير الذي كنا عليه حين أوجدناها"
ملاحظة: الحجب هو المعنى المؤدب والحضاري للاظطهاد.
المقالة المرفقة لها علاقة بنفس الموضوع والتي نشرت سابقا
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


دان وخطوة في الأتجاه الصحيح / بقلم : الكتور عامر ملوكا

ان التطورات والاحداث الاخيرة التي طرات  على الساحة القومية الخاصة بابناء شعبنا عموما و اعادة بناء البيت القومي الكلداني خصوصا تستحق اكثر من وقفة, و ان كثرة ردود الافعال التي رافقت هذا التحول والتي جاءت في بعض منها مؤيدة ومساندة وفي بعضها الاخر ناقدة وغير راضية  ماهي الا دليل على اهمية وتاثير مثل هذه التحولات على واقع ومستقبل ومصير شعبنا في الداخل والخارج وكي نحاول فهم وادراك هذه التحولات فان معظم الاحزاب والتكتلات والقوى الفاعلة من ابناء شعبنا وبعد زوال الدكتاتورية والتسلط القومي احادي الجانب واحادي التوجه  الذي كان يفرضه النظام السابق وعلى جميع الاصعدة المتعلقة بالشان القومي لبقية المكونات,وجدت الكثير من المكونات العراقية فرصتها في التعبير عن نفسها قوميا او طائفيا بعد زوال هذا النظام وفيما يتعلق بالاحزاب والتكتلات الممثلة لشعبنا وهي عبارة عن حركات  وتكتلات واحزاب  قومية منفصلة عن بعضها في التسمية ومنسجمة الى حد كبير في اهدافها في نيل الحقوق والحريات الخاصة بشعبنا وخاصة في الجانب النظري منها اي في مسودات الانظمة الداخلية اكثر مما هي على واقع ملموس على ارض الواقع.
ونتيجة لتفاوت الظروف الموضوعية لكل حركة وحزب من حيث النشوء والتكوين مما ادى الى عدم التمكن من العمل القومي المشترك رغم التشابه والتطابق الى حد بعيد في الاهداف والرؤى ولهذه الاسباب توالدت  ونشات كل هذه الاحزاب والتكتلات والحركات القومية والتي تعتبر وبكل المقاييس اكثر مما هو مطلوب فعليا على ارض الواقع وما الخطوة الجريئة التي قامت بها التكتلات والتنظيمات الكلدانية والتي جاءت نتيجة التجربة والخبرة على ارض الواقع اكثر من كونها وحدة طارئة تحاول القفز على الواقع واستحقاقاته على طريقة الوحدات العربية ذات الطابع الشعاراتي والعاطفي والتي يمكن اعتبارها الخطوة الصحيحة الاولى في العمل القومي الصحيح وان قادم الايام سوف تثبت صحة ماذهبنا اليه  .وان الظهور المبكر لبعض التكتلات التي شملت اسميا كل مكونات شعبنا كالمجلس الكلداني السرياني الاشوري محاولا الجمع بين قانونية التسمية الخاصة بكل مكون والتسمية القومية المركبة للتسميات الثلاثة وهذا التوجه الذي جاء وكانه خطوة مستعجلة لتحقيق هدف اخر مرسوم مسبقا محاولا التجاوز والتغاضي على الكثير من الاستحقاقات والثوابت على الارض دون الاخذ بعين الاعتبار  الكثير من العوامل والظروف المتعلقة بمكونات شعبنا وخصوصياتها.   ونتيجة لذلك ولد تيارين الاول المتمسك بتسميته القومية الخاصة به وعدم ايمانه بصهر هذه التسمية ضمن تسميات مركبة وهذا التيار مؤمن بان التعاون يكون ضمن ممثلين لهذه التكتلات القومية والتي لها التاثير على الارض وليس مجرد اسماء كبيرة وبراقة دون وجود هناك شعب على الارض يمثلها وان تعمل ضمن غطاء واحد تجمعها المصلحة المشتركة ووحدة المصير اما التيار الثاني والذي يرى ان مثل هذه التجمعات هي خطوة نحو التوحيد والعمل المشترك والمتضمن لكل التفاصيل حتى وان جاء على حساب التضحية ومن طرف واحد وعادة مايكون هذا الطرف هو الطرف صاحب الوجود الفعلي على الارض وصاحب الكلمة الفصل في اية توجهات قومية او توحيدية وهو المكون الكلداني .وان كان البعض ينتقد بعض الاشكلات والمشاكل التي تحدث بين بعض تكتلات شعبنا وخاصة مايصل منها الى وسائل الاعلام واستخدام الاعلام كوسيلة لاثبات الذات والاحقية وعلى الرغم من اننا لم نؤيد  مثل هذه التوجهات في استخدام وسائل الاعلام والانترنيت لتصبح مجالا لمثل هذه الامور او حتى الرد والرد المقابل ومن ثم الرد على الرد على طريقة المسلسلات التركية الى ان تنتهي بانسحاب احد المتنازعين من الساحة لسبب ما ليعلن الطرف الاخر عن انتصاره وصحة كل ماذهب اليه بالبرهان والدليل الا وهو الضربة القاضية التي اسكتت الخصم.                   
وانه لمن الظلم ان يتم مقارنة الوحدة الاوربية بالوحدة التي يسعى لها البعض بحسن نية او بغيرها وان الوحدة الاوربية هي وحدة سياسية وليس قومية فلماذا يسعى البعض الى دمج الوحدة السياسية لتكتلات شعبنا مع وحدته القومية التي تخلق الكثير من الاشكلات والمعوقات التي لايمكن ان نتجاهلها على الاقل في المرحلة الحالية وان التوجه نحو الوحدة السياسية والتي نستطيع ان نتوافق ونتعضد من خلالها لان الجميع يقتربون كثيرا في طرح نفس الافكار والطروحات. فان بعض الاخوة من مثقفي شعبنا المتشائمين من التئام البيت الكلداني وكان الحلم القومي قد ذهب مع الريح وهناك من يصف شعبنا الكلداني بنعوت وصفات وهناك من يصف البعض بالخيانة العظمى(نادرا مايشهد التاريخ على ان هناك من يعترض على مفهوم الوحدة والاتحاد بين مجاميع وتكتلات تحاول تنظيم نفسها والعمل المشترك المبني على اسس وثوابت صحيحة قادرة على الصمود والاستمرار) وكل هذا مرده ان البعض يريد ان يقفز ويحرق المراحل على طريقة السلق وليس الطهي البطئ الذي يثمر عن نتائج جيدة ومضمونة فيضعون اهداف اكبر من من الواقع ويريدون من الاخريين ان يطيعوها (اذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع)  وخاصة ان شعبنا هو جزء لايتجزا من تركيبة الشعب العراقي وهو لايزال يتعلم ابجدية الديمقراطية(سنة اولى ديمقراطية) والتعامل الديمقراطي, ومن الظلم ان نقارن تجربة شعبنا بتجربة الاتحاد الاوربي الشعب الذي اخترع الديمقراطية ومارسها ولازال يطبقها ويطورها منذ عقود طويلة فالوحدة الاوربية بداءت  كافكار في عقول المفكرين والمثقفين امثال فيكتور هيكو قبل قرنين ثم تم انشاء الجماعة الاوربية للفحم والحديد بعد الحرب العالمية الثانية (تجمع مصالح اقتصادية) وظهرت الكثير من التجمعات الصغيرة التي تضم عدد قليل من الدول.                                                                                                   
والبداية الحقيقية كانت مابين عامي 1951 و  1957 عندما اتحدت جميع التجمعات الصغيرة مع بعضها,اما المرحلة المهمة الثانية فكانت في بداية السبعينيات  عندما انظمت كل من بريطانيا والدانمارك وإيرلندا إلى الجماعة الأوروبية وفي عام 1993 تم التوقيع على معاهدة ماستريخت حيث اطلقت تسمية الاتحاد الاوربي بدل الجماعة الاوربية وعام 2002 تم توحيد العملة الاوربية ولازالت الوحدة الاوربية بعد كل هذا التقدم امامها الكثير من العمل للوصول الى التكامل والوحدة ورغم كل هذا الانجازات  لم تتعارض مع التوجهات القومية وخصوصيات كل دولة وتوجهاتها                                            ولان عالمنا اليوم هو عالم التكتلات والقوى الموحدة وان فرصة الحصول على الحقوق تزداد طرديا مع قوة الجهة المطالبة بهذه الحقوق وهي ضرورية للمحافظة على هذا الكيان وديمومة تواجده.ان محاولة جمع مكونات شعبنا من خلال حلول مؤقتة لازمات او مشاكل انية سوف لن تدوم ولم تثمر اذ لاتنبع من الايمان المطلق لكل الاطراف  بوجود الاختلافات بين مكوناته والتي سوف لن تؤثر على مسيرته وخاصة اذا كانت هذه التجمعات تعمل لخدمة الصالح العام.وان تكون العلاقة بين هذه المكونات علاقة تكاملية وليس تماثلية اي ان يكمل وليس بالضرورة ان يساوي او يماثل الجزء الاخر.وليس على طريقة      ان نعمل معا وان تكون توجهاتنا قومية  وحدوية ولكن بشرط ان افرض رؤويتي وتصوري فقط  وان تكون مدينتي وابناء قريتي واسمي القومي وعلمي ووووو................. هم في المرتبة الاولى.               
المتشائل وثقافة التفاؤل :
منذ ان صدرت رواية الكاتب الفلسطيني اميل حبيبي الشهيرة الامس القريب وبطلها المتشائل سعد ابن ابي النحس ومصطلح المتشائل كثيرا مايطلق على الانسان الشرقي  فهو يعيش حائرا بين تشائمه والذي يعيشه كل يوم من خلال معاناته وهمومه اليومية التي لاتنتهي بحثا عن اشباع غرائزه متنازلا عن الكثير من احلامه واساسيات الحياة المدنية والمتطورة باحثا في الكثير من الاحيان عن لقمة العيش الكريم كما تفعل بقية الكائنات الحيوانية الاخرى في البحث عن مصادر الغذاء واشباعا لغريزة البقاء, وبين تفاؤله الذي يستمده بقوة من المبادئ السماوية العظيمة التي يؤمن بها فنراه يتارجح بين التفاؤل والتشاؤم مرات عديدة في اليوم الواحد لابل في اللحظة الواحدة ان هذا المصطلح يطلق على الحالة التي تجمع بين المتشائم الى حدود الياس وفقدان الامل وبين المتفائل اللذي يرى الامور بجوانبها المضيئة وهي الحالة التي تنظر الى النصف المملوء من الكاس  والمتشائم الذي ينظر للنصف الفارغ من الكاس اما المتشائل فعين على النصف الفارغ والاخرى على النصف المملوء  فاننا بحاجة الى زرع ثقافة التفاؤل بدل من ثقافة التشاؤم وكما يذهب البعض الىالانتقاد وزرع ثقافة التشاؤم على اية طرح او تجربة ناجحة كانت ام فاشلة  ,ويطالبون مكونات شعبنا ان تتفوق على نفسها وعلى كل الارث والمصاعب والمشاكل والمعوقات وان تصنع المعجزات بظروف شائكة ومعقدة دون اعطائها الوقت المستحق لكل مرحلة  وربط بعض النتائج والظروف التي يواجهها شعبنا نتيجة للاوضاع الغير طبيعية والشاذة بالاداء السئ للاحزاب والتكتلات الممثلة لابناء شعبنا في الداخل واذا كنا فعلا قد وصلنا الى الحضيض رغم اني لااتفق مع هذا الراي فدعنا نعترف جميعا باننا وصلنا الى الحضيض ولنجلس ونتفق اننا في الحضيض ولنبدا سويا.فاذا كان شعبنا يقدم على الهجرة ,فالهجرة موجودة ومنذ عقود طويلة وان الهجرة اصبحت لها ثقافة وليست دائما تعبر عن هجرة  لاسباب انسانية او سياسية او ظروف اقتصادية سيئة او لاسباب الحروب والكوارث وانما هناك اسباب عديدة وكثيرة تؤدي بالانسان الى الهجرة وهنا في استراليا هناك مايقارب 35 الف بريطاني يهاجرون الى استراليا سنويا وهناك الكثير من الاسترال يهاجرون الى امريكا وهكذا بقية الدول فالشعب اللبناني 75% منه يعيش في بلاد الاغتراب والباقي في لبنان هو25% فقط واذا كان شعبنا ممثل بكثير من الاحزاب والتكتلات والتي نعتقد سوف تختزل في المستقبل القريب فهذه الظاهرة من جوانب اخرى ظاهرة صحية وتدل على الوعي السياسي والقومي واما العمل المشترك فهو قادم لامحالة مع التقادم الزمني والخبرة المكتسبة وهذا مايمكن ملاحظته على عمل الاحزاب العراقية والتطور الكبير الحاصل في ادائها وتطوير برامجها . ولو ان الاداء الجمعي لجميع الاحزاب والتكتلات الممثلة لشعبنا يكاد يكون مقبول وجيد قياسا للاوضاع التي عاشتها داخل العراق وخاصةاتجاه القضايا المصيرية والتي تهم الحقوق والوجود والحريات الدينية فعلى سبيل المثال فان جميع تنظيمات شعبنا قد طالبت بزيادة عدد مقاعد الكوتا في مجالس المحافظات وايضا جميعها طالبت باحقية ادخال ممثل لشعبنا في اللجان والتنظيمات المنبثقة عن البرلمان وغيرها الكثير من المواقف السياسية الموحدة واما ان ننظر الى الاختلاف على اشغال المقاعد من قبل هذا التكتل او ذاك الحزب فهذه التكتيكات والمناورات تحصل في الحزب الواحد وداخل التنظيم الواحد. دعوة صادقة لمثقفي وممثلي شعبنا ان ينحنوا قليلا ليروا النصف المملوء من الكاس وليس النصف الفارغ منه وان يتفائلوا بالمستقبل وقديما قالوا تفائلوا بالخير تجدوه بدل التشاؤم والدخول في المساجلات والردود والتي تاخذ الوقت الكثير دون ان تحقق شئ.سمعت احد المتفائلين جدا جدا يهمس في اذن زميل له قائلا اذا كان الجميع يدعي اننا شعب واحد وووووووووو.....واحد فاقترح ان تكون تسميتنا القومية واحدة وهي الكلدانية لانها التسمية المثبتة بالدستور وعلى اعتبار ان الكلدان يمثلون 80% من ابناء شعبنا ولغتنا السريانية وعلمنا اشوري.
د..عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


116
الكلدان وخطوة في الاتجاه الصحيح:
ان التطورات والاحداث الاخيرة التي طرات  على الساحة القومية الخاصة بابناء شعبنا عموما و اعادة بناء البيت القومي الكلداني خصوصا تستحق اكثر من وقفة, و ان كثرة ردود الافعال التي رافقت هذا التحول والتي جاءت في بعض منها مؤيدة ومساندة وفي بعضها الاخر ناقدة وغير راضية  ماهي الا دليل على اهمية وتاثير مثل هذه التحولات على واقع ومستقبل ومصير شعبنا في الداخل والخارج وكي نحاول فهم وادراك هذه التحولات فان معظم الاحزاب والتكتلات والقوى الفاعلة من ابناء شعبنا وبعد زوال الدكتاتورية والتسلط القومي احادي الجانب واحادي التوجه  الذي كان يفرضه النظام السابق وعلى جميع الاصعدة المتعلقة بالشان القومي لبقية المكونات,وجدت الكثير من المكونات العراقية فرصتها في التعبير عن نفسها قوميا او طائفيا بعد زوال هذا النظام وفيما يتعلق بالاحزاب والتكتلات الممثلة لشعبنا وهي عبارة عن حركات  وتكتلات واحزاب  قومية منفصلة عن بعضها في التسمية ومنسجمة الى حد كبير في اهدافها في نيل الحقوق والحريات الخاصة بشعبنا وخاصة في الجانب النظري منها اي في مسودات الانظمة الداخلية اكثر مما هي على واقع ملموس على ارض الواقع.
ونتيجة لتفاوت الظروف الموضوعية لكل حركة وحزب من حيث النشوء والتكوين مما ادى الى عدم التمكن من العمل القومي المشترك رغم التشابه والتطابق الى حد بعيد في الاهداف والرؤى ولهذه الاسباب توالدت  ونشات كل هذه الاحزاب والتكتلات والحركات القومية والتي تعتبر وبكل المقاييس اكثر مما هو مطلوب فعليا على ارض الواقع وما الخطوة الجريئة التي قامت بها التكتلات والتنظيمات الكلدانية والتي جاءت نتيجة التجربة والخبرة على ارض الواقع اكثر من كونها وحدة طارئة تحاول القفز على الواقع واستحقاقاته على طريقة الوحدات العربية ذات الطابع الشعاراتي والعاطفي والتي يمكن اعتبارها الخطوة الصحيحة الاولى في العمل القومي الصحيح وان قادم الايام سوف تثبت صحة ماذهبنا اليه  .وان الظهور المبكر لبعض التكتلات التي شملت اسميا كل مكونات شعبنا كالمجلس الكلداني السرياني الاشوري محاولا الجمع بين قانونية التسمية الخاصة بكل مكون والتسمية القومية المركبة للتسميات الثلاثة وهذا التوجه الذي جاء وكانه خطوة مستعجلة لتحقيق هدف اخر مرسوم مسبقا محاولا التجاوز والتغاضي على الكثير من الاستحقاقات والثوابت على الارض دون الاخذ بعين الاعتبار  الكثير من العوامل والظروف المتعلقة بمكونات شعبنا وخصوصياتها.   ونتيجة لذلك ولد تيارين الاول المتمسك بتسميته القومية الخاصة به وعدم ايمانه بصهر هذه التسمية ضمن تسميات مركبة وهذا التيار مؤمن بان التعاون يكون ضمن ممثلين لهذه التكتلات القومية والتي لها التاثير على الارض وليس مجرد اسماء كبيرة وبراقة دون وجود هناك شعب على الارض يمثلها وان تعمل ضمن غطاء واحد تجمعها المصلحة المشتركة ووحدة المصير اما التيار الثاني والذي يرى ان مثل هذه التجمعات هي خطوة نحو التوحيد والعمل المشترك والمتضمن لكل التفاصيل حتى وان جاء على حساب التضحية ومن طرف واحد وعادة مايكون هذا الطرف هو الطرف صاحب الوجود الفعلي على الارض وصاحب الكلمة الفصل في اية توجهات قومية او توحيدية وهو المكون الكلداني .وان كان البعض ينتقد بعض الاشكلات والمشاكل التي تحدث بين بعض تكتلات شعبنا وخاصة مايصل منها الى وسائل الاعلام واستخدام الاعلام كوسيلة لاثبات الذات والاحقية وعلى الرغم من اننا لم نؤيد  مثل هذه التوجهات في استخدام وسائل الاعلام والانترنيت لتصبح مجالا لمثل هذه الامور او حتى الرد والرد المقابل ومن ثم الرد على الرد على طريقة المسلسلات التركية الى ان تنتهي بانسحاب احد المتنازعين من الساحة لسبب ما ليعلن الطرف الاخر عن انتصاره وصحة كل ماذهب اليه بالبرهان والدليل الا وهو الضربة القاضية التي اسكتت الخصم.                   
وانه لمن الظلم ان يتم مقارنة الوحدة الاوربية بالوحدة التي يسعى لها البعض بحسن نية او بغيرها وان الوحدة الاوربية هي وحدة سياسية وليس قومية فلماذا يسعى البعض الى دمج الوحدة السياسية لتكتلات شعبنا مع وحدته القومية التي تخلق الكثير من الاشكلات والمعوقات التي لايمكن ان نتجاهلها على الاقل في المرحلة الحالية وان التوجه نحو الوحدة السياسية والتي نستطيع ان نتوافق ونتعضد من خلالها لان الجميع يقتربون كثيرا في طرح نفس الافكار والطروحات. فان بعض الاخوة من مثقفي شعبنا المتشائمين من التئام البيت الكلداني وكان الحلم القومي قد ذهب مع الريح وهناك من يصف شعبنا الكلداني بنعوت وصفات وهناك من يصف البعض بالخيانة العظمى(نادرا مايشهد التاريخ على ان هناك من يعترض على مفهوم الوحدة والاتحاد بين مجاميع وتكتلات تحاول تنظيم نفسها والعمل المشترك المبني على اسس وثوابت صحيحة قادرة على الصمود والاستمرار) وكل هذا مرده ان البعض يريد ان يقفز ويحرق المراحل على طريقة السلق وليس الطهي البطئ الذي يثمر عن نتائج جيدة ومضمونة فيضعون اهداف اكبر من من الواقع ويريدون من الاخريين ان يطيعوها (اذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع)  وخاصة ان شعبنا هو جزء لايتجزا من تركيبة الشعب العراقي وهو لايزال يتعلم ابجدية الديمقراطية(سنة اولى ديمقراطية) والتعامل الديمقراطي, ومن الظلم ان نقارن تجربة شعبنا بتجربة الاتحاد الاوربي الشعب الذي اخترع الديمقراطية ومارسها ولازال يطبقها ويطورها منذ عقود طويلة فالوحدة الاوربية بداءت  كافكار في عقول المفكرين والمثقفين امثال فيكتور هيكو قبل قرنين ثم تم انشاء الجماعة الاوربية للفحم والحديد بعد الحرب العالمية الثانية (تجمع مصالح اقتصادية) وظهرت الكثير من التجمعات الصغيرة التي تضم عدد قليل من الدول.                                                                                                   
والبداية الحقيقية كانت مابين عامي 1951 و  1957 عندما اتحدت جميع التجمعات الصغيرة مع بعضها,اما المرحلة المهمة الثانية فكانت في بداية السبعينيات  عندما انظمت كل من بريطانيا والدانمارك وإيرلندا إلى الجماعة الأوروبية وفي عام 1993 تم التوقيع على معاهدة ماستريخت حيث اطلقت تسمية الاتحاد الاوربي بدل الجماعة الاوربية وعام 2002 تم توحيد العملة الاوربية ولازالت الوحدة الاوربية بعد كل هذا التقدم امامها الكثير من العمل للوصول الى التكامل والوحدة ورغم كل هذا الانجازات  لم تتعارض مع التوجهات القومية وخصوصيات كل دولة وتوجهاتها                                            ولان عالمنا اليوم هو عالم التكتلات والقوى الموحدة وان فرصة الحصول على الحقوق تزداد طرديا مع قوة الجهة المطالبة بهذه الحقوق وهي ضرورية للمحافظة على هذا الكيان وديمومة تواجده.ان محاولة جمع مكونات شعبنا من خلال حلول مؤقتة لازمات او مشاكل انية سوف لن تدوم ولم تثمر اذ لاتنبع من الايمان المطلق لكل الاطراف  بوجود الاختلافات بين مكوناته والتي سوف لن تؤثر على مسيرته وخاصة اذا كانت هذه التجمعات تعمل لخدمة الصالح العام.وان تكون العلاقة بين هذه المكونات علاقة تكاملية وليس تماثلية اي ان يكمل وليس بالضرورة ان يساوي او يماثل الجزء الاخر.وليس على طريقة      ان نعمل معا وان تكون توجهاتنا قومية  وحدوية ولكن بشرط ان افرض رؤويتي وتصوري فقط  وان تكون مدينتي وابناء قريتي واسمي القومي وعلمي ووووو................. هم في المرتبة الاولى.               
المتشائل وثقافة التفاؤل :
منذ ان صدرت رواية الكاتب الفلسطيني اميل حبيبي الشهيرة الامس القريب وبطلها المتشائل سعد ابن ابي النحس ومصطلح المتشائل كثيرا مايطلق على الانسان الشرقي  فهو يعيش حائرا بين تشائمه والذي يعيشه كل يوم من خلال معاناته وهمومه اليومية التي لاتنتهي بحثا عن اشباع غرائزه متنازلا عن الكثير من احلامه واساسيات الحياة المدنية والمتطورة باحثا في الكثير من الاحيان عن لقمة العيش الكريم كما تفعل بقية الكائنات الحيوانية الاخرى في البحث عن مصادر الغذاء واشباعا لغريزة البقاء, وبين تفاؤله الذي يستمده بقوة من المبادئ السماوية العظيمة التي يؤمن بها فنراه يتارجح بين التفاؤل والتشاؤم مرات عديدة في اليوم الواحد لابل في اللحظة الواحدة ان هذا المصطلح يطلق على الحالة التي تجمع بين المتشائم الى حدود الياس وفقدان الامل وبين المتفائل اللذي يرى الامور بجوانبها المضيئة وهي الحالة التي تنظر الى النصف المملوء من الكاس  والمتشائم الذي ينظر للنصف الفارغ من الكاس اما المتشائل فعين على النصف الفارغ والاخرى على النصف المملوء  فاننا بحاجة الى زرع ثقافة التفاؤل بدل من ثقافة التشاؤم وكما يذهب البعض الىالانتقاد وزرع ثقافة التشاؤم على اية طرح او تجربة ناجحة كانت ام فاشلة  ,ويطالبون مكونات شعبنا ان تتفوق على نفسها وعلى كل الارث والمصاعب والمشاكل والمعوقات وان تصنع المعجزات بظروف شائكة ومعقدة دون اعطائها الوقت المستحق لكل مرحلة  وربط بعض النتائج والظروف التي يواجهها شعبنا نتيجة للاوضاع الغير طبيعية والشاذة بالاداء السئ للاحزاب والتكتلات الممثلة لابناء شعبنا في الداخل واذا كنا فعلا قد وصلنا الى الحضيض رغم اني لااتفق مع هذا الراي فدعنا نعترف جميعا باننا وصلنا الى الحضيض ولنجلس ونتفق اننا في الحضيض ولنبدا سويا.فاذا كان شعبنا يقدم على الهجرة ,فالهجرة موجودة ومنذ عقود طويلة وان الهجرة اصبحت لها ثقافة وليست دائما تعبر عن هجرة  لاسباب انسانية او سياسية او ظروف اقتصادية سيئة او لاسباب الحروب والكوارث وانما هناك اسباب عديدة وكثيرة تؤدي بالانسان الى الهجرة وهنا في استراليا هناك مايقارب 35 الف بريطاني يهاجرون الى استراليا سنويا وهناك الكثير من الاسترال يهاجرون الى امريكا وهكذا بقية الدول فالشعب اللبناني 75% منه يعيش في بلاد الاغتراب والباقي في لبنان هو25% فقط واذا كان شعبنا ممثل بكثير من الاحزاب والتكتلات والتي نعتقد سوف تختزل في المستقبل القريب فهذه الظاهرة من جوانب اخرى ظاهرة صحية وتدل على الوعي السياسي والقومي واما العمل المشترك فهو قادم لامحالة مع التقادم الزمني والخبرة المكتسبة وهذا مايمكن ملاحظته على عمل الاحزاب العراقية والتطور الكبير الحاصل في ادائها وتطوير برامجها . ولو ان الاداء الجمعي لجميع الاحزاب والتكتلات الممثلة لشعبنا يكاد يكون مقبول وجيد قياسا للاوضاع التي عاشتها داخل العراق وخاصةاتجاه القضايا المصيرية والتي تهم الحقوق والوجود والحريات الدينية فعلى سبيل المثال فان جميع تنظيمات شعبنا قد طالبت بزيادة عدد مقاعد الكوتا في مجالس المحافظات وايضا جميعها طالبت باحقية ادخال ممثل لشعبنا في اللجان والتنظيمات المنبثقة عن البرلمان وغيرها الكثير من المواقف السياسية الموحدة واما ان ننظر الى الاختلاف على اشغال المقاعد من قبل هذا التكتل او ذاك الحزب فهذه التكتيكات والمناورات تحصل في الحزب الواحد وداخل التنظيم الواحد. دعوة صادقة لمثقفي وممثلي شعبنا ان ينحنوا قليلا ليروا النصف المملوء من الكاس وليس النصف الفارغ منه وان يتفائلوا بالمستقبل وقديما قالوا تفائلوا بالخير تجدوه بدل التشاؤم والدخول في المساجلات والردود والتي تاخذ الوقت الكثير دون ان تحقق شئ.سمعت احد المتفائلين جدا جدا يهمس في اذن زميل له قائلا اذا كان الجميع يدعي اننا شعب واحد وووووووووو.....واحد فاقترح ان تكون تسميتنا القومية واحدة وهي الكلدانية لانها التسمية المثبتة بالدستور وعلى اعتبار ان الكلدان يمثلون 80% من ابناء شعبنا ولغتنا السريانية وعلمنا اشوري.
د..عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

117
المطران لويس ساكو وزوعا
والمطران ابراهيم ابراهيم والمجلس الشعبي
ان المشكلات والمواقف السياسية والاجتماعية واتخاذ المواقف وابداء وجهات النظر فيها معرض دائما للتغيير بعضها لاسباب غير محمودة مثل النفاق والتملق وبعضها محمود وذلك  من خلال مراجعة الذات والاستجابة لبعض المتغيرات المتوقعة والغير متوقعة وخاصة نحن نعيش في عالم اليوم عالم ملئ بالتقلبات والمتغيرات و في دولة مثل العراق تعيش حراكا سياسيا واجتماعيا وتجارب ديمقراطية جديدة ولهذه الاسباب عندما تعطي رايا اليوم في قضية او شان ما قد تضطر بعد فترة زمنية الى اجراء التعديل عليه هذا اذا لم تناقضه او تتخذ موقفا مغايرا تماما منه (مع الاستثناء المواقف والاراء التي تتعلق بالمبادئ والثوابت ).
فاذا نظرنا الى بعض رجال الدين لدينا والذين يدلون بارائهم اتجاه القضايا و الشؤؤن السياسية فهل نعتير هذا التدخل تدخلا يخدم السياسة ومعادلاتها الصعبة ام يقف في الجانب الاخر؟؟ وخاصة اذا كانت الاطراف السياسية ذات توجهات ووجهات نظر مختلفة ولازالت معظمها في طور التكوين والنضوج والبناء الداخلي وكسب التائيد الشعبي.
ونتسائل ايضا عندما يضع رجل الدين نفسه مكان السياسي لابداء وجهة نظر سياسية فهل سوف يستطيع الحفاظ على حصانته الدينية ؟؟ وخاصة ان الكثير من الاقلام لاتلتزم بقواعد الكتابة واصولها وخاصة عندما يتعلق الامر بطرح مغاير لما يذهب او يؤمن به صاحب هذا القلم. وفي وقتنا الحاضر فان ماينتجه الفكر يتم تنزيله على الكومبيوتر ومن ثم يصبح في متناول الملايين وان كل هذه العملية قد لاتستغرق ساعات والتي كانت الى وقت ليس بالبعيد تاخذ سنواة طوال.وهنا لابد من ان نميز بين الطرح الذي ياخذ طابع سياسي بحت والذي ياخذ طابع وطني مستندا على المصلحة الوطنية الخالصة التي قد تتطابق ومن غير قصد مع طرح هذه الجهة السياسية او تلك ولكن ان يكون الطرح مع جهة معينة وعلى طول الخط فعلى رجل الدين ان يتحمل تبعات ذلك. ولناخذ مثالا على ذلك تصريحات نيافة المطران لويس ساكو والتي اثارت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض واعتبرها البعض انها متوافقة مع طروحات الحركة الديمقراطية الآشورية وخاصة التصريحات المتعلقة بمسالة الحكم الذاتي.
فمن وجهة نظرنا المتواضعة فان تصريحات المطران الجليل ساكو لايمكن ان نعتبرها تدخلا بالشان السياسي بقدر ماهو تدخلا بالشان السياسي العام من خلال الحفاظ على العيش المشترك في الوطن والحفاظ على التواصل بين المواطنين وبالتالي تطبيق القانون والدستور. واذا اردنا ان نقيس الامور اعتمادا على مثل هذا المقياس فان تصريحات نيافة المطران ابراهيم ابراهيم والتي جاءت مؤيدة للحكم الذاتي فنستطيع ان نعتبرها ذات توجهات متطابقة مع توجهات المجلس الشعبي  وهكذا تصبح جميع الاراء قد وجدت لها جهة سياسية تنادي بها.
واذا اخذنا الكنيسة الكلدانية ورجالاتها فنلاحظ عدم وضوح الرؤيا لديها فبين مؤيد وداعم للتوجهات القومية وهذا ممثل الى حد بعيد بمطارنة الخارج كما صنفهم المطران الجليل ساكو وبين رافظ له وهذا الرأي مدعوم من قبل مطارنة الداخل والملاحظ على رجالات الدين الكلدان بشكل عام يتحسسون من التوجهات القومية لابنائهم الكلدان وخاصة رجالات الداخل ولانعرف ماهية الاسباب الحقيقية لذلك ونعتقد في جوانب كثيرة منها تتعلق بكون الكنيسة الكلدانية تخشى على مكانتها وسلطتها من نمو المشاعر القومية الكلدانية لدى الكلدان وخاصة ان الاغلبية الساحقة لشعبنا الكلداني لازالت  تنظر الى القيادات الدينية على انها المسؤؤلة عنهم سياسيا.
وان مثل هذه النظرة ومن وجهة نظرنا كانت السبب الرئيسي لتاخر الوعي القومي لدى الكلدان كما يحب البعض وصفه والا بماذا يفسر عدم حضور اية ممثل عن الكنيسة الكلدانية للمؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني  من مطارنة الداخل وهم على مرمى حجر من مكان انعقاد المؤتمر وفي اعتقادنا ان هذا التجاهل  اجلا ام عاحلا سوف  يؤدي الى ظهور تكتلات ومنها المثقفين الكلدان في الداخل والمثفقين المهاجرين  والمهجرين في الخارج  والتي تمتلك المزيد من حرية الحركة والفعل وهي قادرة من ان تشكل قوى داعمة ومؤيدة للطروحات والتوجهات التي تخص ابناء شعبنا في الداخل وخاصة بعد هجرة الكثير من العقول والكفاءات  والقوى الفاعلة  من شعبنا الى خارج العراق(ان الموزاييك الذي يتصف به ابناء شعبنا في الداخل يكاد يتطابق مع ماهو موجود في الخارج).
وكما ذكرنا سابقا فان عصر التكنلوجيا وسرعة نقل المعلومة قد جعلت الافكار والحقائق ورياح التغيير تنتقل بسرع لايتخيلها العقل البشري وربما اسرع من انتقال انفلونزا الخنازير هذه الايام اضافة الى ذلك نمو الوعي القومي الذي يؤدي الى استيعاب عملية الفصل بين الكنيسة والسياسة وعدم النظر الى كون الرؤساء  الدينيين هم المسؤولين عنهم سياسيا. وكما يذكر المطران الدكتور ساكو في تصريحه عن وجود كتلتين الاولى وهي داخل العراق وبضمنها رجالات الكنيسة  والتي يمنحها المطران الجليل كل الحق في البت بالامور التي تخص شعبنا في الداخل والكتلة الثانية التي تمثل شعبنا في الخارج وبضمنهم رجالات الكنيسة والتي ليس لها الحق البت او ا لتدخل في مثل هذه الامور(اهل مكة ادرى بشعابها) اوفي احسن الاحوال تبدي الرائ عن بعد وبما يتوافق مع رائ الداخل (هذا اذا كان هناك فعلا رائ ثابت وموحد في الداخل) وتحضرني في هذا المجال مداخلة للعقيد القذافي عندما ساله احد الحضور عن السبب في عدم تطبيق الشريعة الاسلامية في ليبيا فاجابه العقيد اذا استطعت ان تجد شخصان متفقان على شريعة واحدة فسوف نطبقها غدا).
ان مثل هذه المتغيرات التي سوف تفرض نفسها في الواقع الجديد لبلدنا العراق كفيلة بان تجعل من قادة الكنيسة ينظرون الى الامور نظرة مغايرة لما كانت عليه في زمن الدكتاتورية  وان  زمن الديمقراطية له قواعده والتزاماته وذلك من خلال ان تشجيع الغير مرتبطين بالكنيسة مباشرة  على التفاعل الايجابي مع الاحداث السياسية داخل الوطن وخارجه وان هذا الدور مهم وضروري في حياة المؤمن المسيحي  وبالطريقة التي تحقق العدالة السماوية والخير والمنفعة لكل المجتمع.ان المطالبة بالحقوق القومية التي تنادي بها التكتلات السياسية هي سياسية بحتة ولايمكن ان يطالب ابناء شعبنا بحقوقهم بدافع الدين  وان  بعض التكتلات بدات تعي هذه الحقيقة وتعتقد هذه التكتلات بان قوتهم تنبع من ابتعادهم عن الكنيسة من ناحية طرح المطالب والاستحقاقات.  وعودة الى تصريح المطران الجليل ساكو(الرابط رقم 1)

"المطالبة بإقامة منطقة حكم ذاتي للمسيحيين لعبة سياسية خطيرة، وقد تؤدي إلى نشوب صراعات طائفية ودينية وسياسية فضلا عن تحجيمها لحريتنا ذاتها"، وأردف أن "هذا بالنهاية مخالف للرسالة المسيحية التي تريدنا أن نكون ملحا وخميرة في عجينة البشرية"، وختم بالقول "نحن المسيحيون نمثل حضورا مهما في حياة بلادنا الاجتماعية والدينية ونحن عراقيون بكل معنى الكلمة"
ان ماذكره المطران الجليل عن الرسالة المسيحية لايختلف عليه اثنان  ولان المسيح الذي هو راس الكنيسة لايطلب بناء الكنائس فارض الله الواسعة هي كنيسته والتي ليس لها حدود مكانية او زمانية والمسيح لايطالب باي منصب حكومي او برلماني والمسيح لايطالب بوطن محدد او بحكم ذاتي او ادارة محلية او غير ذلك الكثير, لاننا في اية مكان في العالم نستطيع ان نحيا مع المسيح  ولكن شعبنا هو بحاجة الى كل هذه الاشياء ويحتاج الى المزيد من الديمقراطية والحريات الدينية,فنحن فعلا نحتاج الى كل ماذكر اعلاه  كي نصبح كما قال المطران الجليل "نحن المسيحيون نمثل حضورا مهما في حياة بلادنا الاجتماعية والدينية ونحن عراقيون بكل معنى الكلمة".
ومقارنة بسيطة بين روؤساء الكنيسة الاشورية ورجالاتها ودعمهم لكل مايتعلق بالقومية الاشورية وروؤساء الكنيسة الكلدانية ورجالاتها فنلاحظ رسالة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع لمناسبة أعياد رأس السنة الاشورية 6759 جاءت كانها رسالة من قائد قومي يؤمن بالمسيحية وليس العكس وتكررت كلمات لها علاقة بالمفردة اشور مرات عديدة بلغت 19 مرة وتم ذكر الكلدان مرة واحدة كطائفة كنسية (الرابط رقم 2) ,نحن هنا لانعترض حول ماورد في رسالة قداسته ودعمه اللامحدود لاخوتنا الاشوريين ولامتهم الاشورية بقدر مانتسائل ونوجه سؤالنا الى روؤساء كنيستنا الكلدانية الاجلاء وموقفهم من قضايانا القومية الكلدانية  ولانريد ان تتحول رسائل رجال الدين الكلدان الى رسائل قومية لاننا نستوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي تشمل جميع مسيحي العراق في ظل الظروف الشائكة والمعقدة ولكن هذا لايمنع من توصيل الرسالة وباشكال واساليب مختلفة ولايفوتنا  من الذكر المواقف الجريئة والنبيلة والواضحة من قبل سيادة المطران الجليل سرهد جمو والمطران الجليل ابراهيم ابراهيم بخصوص القضايا القومية الكلدانية وحضورهم اعمل المؤتمر الاخير للمجلس القومي الكلداني.


د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن\استراليا


118
اتفاق مبادئ وشيك بين المجلس الشعبي وزوعا وحزب الاتحاد الكلداني وبقية مكونات شعبنا:


العقد الاجتماعي:
 
يعتقد الباحث المعروف هوبز حول مفهومه عن العقد الاجتماعي بان الطبيعة البشرية هي طبيعة شريرة ويعيش الانسان حالة من الصراع والمنافسة على الاستحواذ والسيطرة ولهذا كان لابد للمجتمع من ان يجد صيغة للتعايش بين افراده في بيئة تنافسية وتزداد حدتها كلما توجهنا نحو المدنية والارتقاء التكنولوجي الحضاري ولكن في حدود المحافظة على حقوق الاخر قدر الامكان ولهذا كان لابد من عقد اجتماعي بين الاطراف المتنازعة والتي يتم فيها التنازل عن بعض الحقوق والمكتسبات الواحد للاخر في سبيل الحفاظ على امن وسلامة الجميع وديمومة عجلة الحياة والتطور الانساني , فاحوال شعبنا والمرحلة الراهنة الا تحتاج لعقد اجتماعي بين جميع الاطراف ونتنازل بعضنا للبعض عن بعض الحقوق في سبيل امن وسلامة شعبنا وخاصة ان الجميع يدعي وبدون استثناء اننا شعب واحد وتاريخ واحد ولغة واحدة ومصير واحد حاضرا ومستقبلا.
 وكما يرى هوبز اننا نحتاج لقوة لتنفيذ هذا العقد على ارض الواقع وهنا يقصد هوبز قوة الدولة او الحكومة وفي وقتنا الحاضر وفي ظل الجو الديمقراطي الذي يعيشه شعبنا داخل وخارج العراق سوف يفرض شعبنا عقده الاجتماعي على جميع المتخاصمين شاءوا ام ابو ولا ننسى ان الانتخابات البرلمانية القادمة والكثير من الاستحقاقات هي على الابواب وخاصة ان هذه الانتخابات هي لابناء شعبنا في الداخل والخارج والتي سوف تلعب دورا كبيرا في فرض هذا العقد الاجتماعي  وان التقادم الزمني كفيل بايجاد صيغة الزامية لهذا العقد الاجتماعي حفاطا على امن وسلامة وحاضر ومستقبل هذا الشعب.

اتفاق مبادئ وشيك بين المجلس الشعبي وزوعا وحزب الاتحاد الكلداني وبقية مكونات شعبنا:

افادت بعض الاخبار الواردة من ارض الوطن ان هناك محاولات جادة تقوم بها اوساط خيرة من ابناء شعبنا لتقريب وجهات النظر بين المجلس الشعبي وزوعا وحزب الاتحاد الكلداني وبقية مكونات شعبنا من اجل توحيد الخطاب والاتفاق على المبادئ وتوحيد الجهود التي تعزز وتقوي من وحدة الصف وتجعل الاخرين ينظرون لنا بعين الاحترام والتقدير كجزء مهم وكشعب اصيل وصاحب اعرق الحضارات وواضع لاول تشريع وقانون ينظم العلاقات بين ابناء المجتمع الواحد وبين المجتمع والدولة.
 وايمانا من ممثلي شعبنا بان حاضر ومستقبل شعبنا مسؤولية وامانة وواجب سوف يحاسبهم التاريخ عليه اجلا ام عاجلا وللحفاظ على البقية الباقية من هذا الشعب في ارض الاجداد وايمانا بان توحيد الصفوف والرؤى سوف يعزز من مكانتنا ووضعنا الاجتماعي والسياسي في عراقنا الجديد وخاصة في زمن الديمقراطية.
 وايمانا بان عدد الاصوات والمقاعد البرلمانية هي التي تحدد موقعك في الخارطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وان توحيد الخطاب سوف يمنح المصداقية وسوف نستطيع ارجاع الناخب الى القائمة التي يجب ان يصوت لها بعد ان اظهرت اعداد المنتخبين الهوة الواسعة بين اصوات ابناء شعبنا وقوائمهم المرشحة وذلك من خلال النسبة الضئيلة من الاصوات التي حصلت عليها كل القوائم من مجموع ابناء شعبنا .  معذرة للقارئ الكريم نحن متاكدين بان هذه هي رغبة الاغلبية الساحقة ولكن استميحكم المعذرة مرة اخرى لان هذا الخبر وللاسف هو كذبة نيسان وان الذي شجعني على كتابة هذه السطور هو ايماني العميق بهذه القدرية اضافة الى ان حادثة قد حصلت في  في عام 1988 وتدور حول كذبة نيسان  عندما اعلنت اذاعت محطة البي بي سي انه وبتأثير من كوكب جوبتر ستخف جاذبية الارض الى درجة كبيرة وذلك في تمام الساعة 9 و 45 دقيقة بحيث ان من يقفز في مكانه في تلك الدقيقة سيجد نفسه طائرا في الهواء لعدة ثواني !! الطريف ان الكثيرين اتصلوا بالمحطة واكدوا ان ذلك قد حصل معهم فعلا !!فهل سوف يحصل ان يتصل بعض الاخوة ويؤكدون صحة ماذهبنا  اليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!. 

الاختلاف والخلاف :

ان الاختلاف ظاهرة طبيعية تتميز بها المخلوقات على وجه الارض وقد ولد الاختلاف مع ولادة الانسان على هذه الارض وعندما بداء يفكر ويعمل ويمارس حياته ويكون المجتمعات ومحاولته الصراع مع الطبيعة ليجعلها خاضعة لاراداته ساعيا لاشباع غرائزه الجسدية والفكرية.
 ومادام الكثير مما تحمله الحياة على هذا الكوكب يكتنفه الغموض والمستقبل المجهول فان كل هذه الامور تشجع على الاختلاف و كلما ازداد تطورنا التكنلوجي ولم يرافقه تطور في المفاهيم والقيم الانسانية, كلما خلقنا بيئة جيدة لنمو وزيادة الاختلاف  وحتى الحقائق العلمية الدامغة كانت في بداياتها مختلف عليها لزمن طويل وعندما تصبح حقيقة دامغة وملموسة يختفي الاختلاف واذا حصل فمرده جهل المختلف بهذه الحقائق والامثلة كثيرة ولانريد الغوص فيها على اية حال.
 ان مناشئ ومصادر الاختلاف قد تعددت وكلما اتجهنا نحو المدنية والحضارة وتعدد صور الحياة وتعقديداتها كلما زاد الاختلاف بين بني البشر ولو القينا نظرة سريعة على اهم مناشئ الاختلاف في عصرنا الحاضر فسنلاحظ انها تعود الى حب التظاهر بالمعرفة واتباع الاهواء الشخصية وهناك من يختلف نتيجة للجهل الذي يتميز به صاحب الاختلاف, وايضا هناك من يختلف  نتيجة لحب المناصب والرئاسة والتسلط ان كان اسبابه قومية او عنصرية او دينية  والاختلاف في جانب اخر منه هو سؤء النية في الاخرين اعتمادا على المبدا انت عدوي الى ان تثبت العكس وليس مبدا انت صديقي واخي الى ان تثبت العكس.
وفي جوانب اخرى يختلف الناس نتيجة الايمان المطلق بالارث الديني او القومي اوالفلسفي ويدافع عنه بشكل اعمى ويعتقد جازما ان كل الحق معه في الدفاع عن معتقداته ومسلماته متناسيا الواقع الجديد ومسلماته ومن وجهة نظرنا ان مثل هذه الاختلافات لها تاثيراتها السلبية الكبيرة وتاتي بالحروب والكوارث والصراعات العنيفة  .وفي جانب اخر من الاختلاف هو النقاش والحديث على مانختلف عليه ولانقترب بقصد او من غير قصد على مانحن متفقين عليه وهذا مايزيد الهوة بين المختلفين ويجعل الصورة مضخمة لنقاط الاختلاف على حساب نقاط الالتقاء.
وايضا اختلاف الامزجة والطبع واختلاف المدارك بين اطراف النزاع اضافة الى عدم الادراك الحقيقي لاسباب الاختلاف بين المختلفين ,وتاثر المختلفين بمؤثرات خارجية تؤثر على ارادتهم في التقارب. فاذا كانت هذه هية اسباب الاختلاف والتي تندرج جميها تحت السلبيات  رغم بعض الجوانب الايجابية للاختلاف والتي تجعل الاطراف المتنافسة في ان تراجع اجندتها ومسيرتها وتحاول الاستفادة من اخطاءها وتقديم الافضل دائما لان المنافسة تخلق الابداع والتطور اذا كانت دائما في اطار المنافسة الشريفة وبشرط ان لاتتحول الى الخلاف الذي ياخذ مفهوما ومعنى مختلف كليا عن الاختلاف ويعني الصراع والتنازع وانا فقط وكل الاخر يذهب للجحيم .
 وهنا وجب التنبيه ان الاختلافات المزمنة والمستمرة قد تؤدي في الكثير من جوانبها الى الخلاف كالالتهابات المزمنة في العلوم الطبية عندما تترك دون علاج فتتحول الى السرطان وخاصة نحن من بيئة شرقية الطابع لم نالف الاختلاف ونمزجه في كثير من الاحيان مع الخلاف فهل لازالت احزابنا وتكتلاتنا ومثقفينا في مرحلة الاختلاف وفي اطواره الاولى ام عبروا الى الحالة المزمنة ام اننا فعلا وصلنا الى الخلاف من دون وعي مسبق وكما ذكرنا اعلاه دعونا نختلف ونختلف فقط ونتفق اننا مختلفين على ان نقف عند هذه الحدود وان لانصل الى الاختلاف وسياسة كسر العظم لاسامح الله حينها سوف يفقد الجميع كل شئ ولا يبقى الى الخلاف.

اكيتو بعيون محبة:
تميز اكيتو هذه السنة باحتفالات عديدة ومتنوعة لمختلف ابناء شعبنا وفي جميع ارجاء المعمورة ولو سالت احدا عن اكيتو قبل 30  عام  فان نسبة قليلة من ابناء شعبنا كانت تعرف هذا الاسم والان اصبح تقليدا قوميا جميلا واحتفال يحمل الكثير من المعاني الجميلة لاحفاد صانعي الحضارة والتاريخ, وان اجدادنا الاوائل لو عرفوا ان اكيتو سوف يحتفل به بهذا الشكل الجميل والرائع لكانوا قد منحوه مرتبة التقديس ووضعوه على راس قائمة الالهة التي كانوا يعبدوها ,  ولاضير من ان يحتفل كل واحد منا بطريقته الخاصة في اكيتو وان ننظر له بعيون محبة واذا اردنا الانتقاد فليكون انتقادنا بناءا هدفه الارتقاء والتطوير بعد ان نذكر كل الايجابيات فمثلا اكيتوالذي اقامه اخوتنا الاشوريين في سدني اكيتوا جميل ورائع واستخدم فيه الازياء التراثية وتميز بحضورسيادة  مطران الكلدان في هذا الاحتفال .
 واكيتو الكلدان في ملبورن هذا الاحتفال الذي حضره اكثر من 2500 شخص وعدد كبير من المسوؤلين الاسترالين والاصدقاء الاستراليين ومعرض فني كبير وضخم وعشرات الاعلام الكلدانية تزين الجدران ويرفعها اطفال شعبنا والنشيد الوطني الكلداني الذي وقفت المئات من ابناء شعبنا احتراما وتقديرا لهذا الرمز القومي وبضمنهم المسؤلين الاسترالين, واصدار كتيب يحمل العلم القومي والعديد من الكلمات التي عكست العمق الحضاري لشعبنا والانجازات والمساهمات الفاعلة في البناء الحضاري والانساني .والاغاني والرقصات والدبكات المعبرة عن الفلكلور والتراث الشعبي الذي يتميز به شعبنا والذي ابهر الكثير من الضيوف الاجانب اضافة الى عشرات الاخوة الذين عملوا كمتطوعين من داخل وخارج الهيئة الادارية للاتحاد الكلداني مضحين بالوقت والمال من اجل ان يظهر اكيتو بهذا الشكل المنظم والراقي واذا اردت ان انتقد فسوف انتقد وبعيون محبة اكيتو الاخوة في المجلس الشعبي واكيتو الاخوة في زوعا بعد ان نقول مبروك نجاحكم في احتفالات اكيتو وشئ جميل ان تحضر كل هذه الجموع من ابناء شعبنا والاجمل لو ان كل اكيتو وجهة تهنئة وكلمات محبة لاخيه الاكيتو الاخر بدل من التهجم والانتقاد وتقليل الشان.


مزحة اكيتوية:
صديق لي حضر احتفال اكيتو الاخير ولديه ثلاث بنات و لم يرزق بولد لحد الان وكان شديد التاثر بالجموع والحضور ومراسيم هذا الكرنفال الجميل وهو في غمرة هذا التاثر, قال لو رزقني الله بولد سوف اسميه اكيتو فاجبته صدقني انها فكرة رائعة ان نسمي ابناءنا باسماءنا القومية وخاصة نحن بعيدين عن ارض الاجداد.  وقلت له مازحا اي اكيتو سوف تسميه اكيتو الكلداني ام اكيتو الاشوري ام اكيتو البابلي الاشوري ام ................................ ؟.فاجابني بعد ثواني من التوقف اكيتو اكيتو وبس  وسالني هل تندرج هذه التسميات تحت عنوان الاختلاف ام الخلاف  فاجبته بان هذا سؤال صعب وهل هناك ترك ام لا وان اليوم عيد ولاوقت لي للاجابة على مثل هذه الاسئلة الصعبة الان .
وكل اكيتو وانتم بالف خير
ملاحظة :الاخوة القراء الكرام ان عدد الذين سوف يقراون هذه المقالة سوف يتميز عن المعدل الطبيعي وذلك من خلال العنوان لهذه المقالة فهل نستطيع ان نعرف ميول وتوجهات شعبنا ومالذي يبحث عنه؟.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا




119
اوباما يستشير الحبوبي حول المكنسة:

بعد ان هدات عاصفة الانتخابات وبعد ان ظهرت النتائج واخذ كل ذي حق حقه وبعد ان ايقضت النتائج الكثير من الحالمين بالمقاعد والمناصب والخضراء والوجه الحسن .افرزت هذه الانتخابات الكثير من الثوابت واولهما ان كل شئ يخضع لقانون التغيير الا قانون التغيير نفسه لايتغير.ولانريد ان نخوض في تفاصيل هذه الثوابت ولكن الملفت للنظر هو فوز شخصية مستقلة لاتنتمي الى اية حزب او تكتل ولاتمتلك اية دعم او دعاية وتحسب من قبل بعض المشككين على اتباع النظام السابق.
انها فعلا حالة تستحق البحث والتمحيص ومن وجهة نظرنا انها درس متقدم من دروس الديمقراطية التي نراها ونلمسها ونطبقها على الواقع وهي ليست ككل النظريات التي تدرس في الجامعات والمعاهد العليا التي قد تنجح وتفشل اعتمادا على الكثير من المتغيرات.
ان فوز الحبوبي لهو رسالة لكل الاحزاب والتكتلات الفائزة وغير الفائزة  ودرس من دروس الديمقراطية المتقدمة التي سوف تدون في سجلات وارشيف العراق الجديد .
وياتي فوز الحبوبي باعلى نسبة من الاصوات متفوقا على التكتلات الدينية الشيعية وفي عقر دارها وكانت النتائج على النحو التالي :
قائمة الحبوبي     13.3%
قائمة أهل الرافدين بالمركز الثاني بنسبة 8.8%
قائمة ائتلاف دولة القانون التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي التي حلت بالمركز الثالث محققة 8.5%.
المركز الرابع بنسبة 6.8% قائمة تيار الأحرار التي يدعمها التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة التي يرأسها عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالمركز الخامس بنسبة 6.4%.
الدروس المستخلصة:

الدرس الاول :
ان الناخب العراقي ناخب ذكي ومطلع ومتابع للاحداث اضافة الى انه لاينسى ويمتلك ذاكرة تراكمية تحليلية ولايمكن ان يقاد بسهولة قد يجامل ولكن ساعة الجد سوف لن يقول الا كلمة الحق وبهذه النقطة قد يتفوق على الناخب الامريكي من حيث ان الناخب الامريكي قليل الاطلاع ولايمتلك الثقافة العامة  وكل مايهمه عمله فهو يعرف كل شئ عن شئ واحد وقليل المعرفة عن اية شئ اخر  عكس المواطن العراقي فهو يعرف شئ عن كل شئ والثقافة العامة افضل من المواطن الامريكي على الرغم من ان كل الضروف المحيطة بالمواطن العراقي لايمكن ان تقارن بالضروف التي يعيشها المواطن الامريكي.
والرابط التالي يوضح بعض ماذهبنا اليه
http://www.youtube.com/watch?v=Vagn2g8iBXM
  وحيث ان الدعاية الانتخابية ا تؤثر كثيرا على توجهات الناخب في امريكا  قد لاتجد مكانة لها في العراق وحسب المثل الشعبي القائل (احنا ولد الكرية وكلمن يعرف اخيية) وبهذه الحالة تكون القوى الاسلامية التي شاركت في انتخابات محافظة كربلاء  والتي استخدمت كل وسائل الدعاية المرئية والغير مرئية وصرف ملايين الدولارات لم تثمربشئ وجاءت بالمركز الخامس وفي محافظة اعتبرت تحصيل حاصل من حصتها.
الدرس الثاني:
 التواضع والبساطة التي يتحلى بها السيد الحبوبي فقد كان الحبوبي يشغل منصب قائممقام محافظة كربلاء عام 1996 وكان ينزل الى الشارع يكنس وينظف بيديه مع المواطنين. ويتذكر الكربلائيون ان السيد الحبوبي خدم محافظتهم  في زمن النظام السابق اكثر مما خدمها المسؤولين الحاليين وفي زمن الديمقراطية.
ومن الطرائف التي تداولها الشارع الكربلائي بعد فوز الحبوبي الساحق ان الرئيس الامريكي اوباما اتصل بالسيد الحبوبي عن اسرار الوصفة الانتخابية التي جعلته يفوز بهذا الشكل فاجابه الحبوبي بانها مكنسة الخدمات وساله عن التكلفة لمثل هذه المكنسة السحرية, فاجاب مايعادل الخمسة دولارات فكان رد اوباما لو عرفنا هذا السر لكنا استخدمناه ووفرنا الملايين التي صرفت للدعاية الانتخابية لانقاذ خزينة الدولة الامريكية ولكن وعده باستخدامها في الانتخابات القادمة.

الدرس الثالث :
فشل الاحزاب والتكتلات التي كانت تدير مجلس المحافظة السابق في تقديم ماوعدت به للمواطن مما ادى الى فقدان الثقة من قبل الناخب وبالتالي لجؤه الى البدائل المستقلة والكفوءة.
الدرس الرابع :
فشل استخدام الرموز الدينية والحصول على التزكية من خلال رفع مثل هذه الشعارات وان الجميع على مسافة واحدة من الله وان هذه المسافة تقترب وتبتعد بالاعمال وليس بالاقوال وكما اشرنا الى ذلك اكثر من مرة وفي مقالات سابقة ان الانتخابات هي انتخابات ارضية وليست سماوية.
الدرس الخامس:
ان شخصا مثل السيد الحبوبي سوف تتاح له فرصة اكبر للترشيح على مناصب ليس على مستوى المحافظة لابل على مستوى العراق. فالانتخابات المحلية هي الطريق للانتخابات البرلمانية .
الدرس السادس :
ان التاريخ المشرف للسيد الحبوبي من خلال الوظائف والمهام التي كلف بها هي التي جعلت المواطنين يدلون باصواتهم له وتوقعهم الاكيد بتقديم الافضل مستقبلا.
الدرس السابع :
الخبرة العلمية والاكادمية له تؤهله لشغل منصب مهم في مجلس المحافظة وهو يحمل شهادة الماجستير في القانون.
وتاكيدا لكل ماذهبنا اليه من تمييز الناخب العراقي بالمصداقية والشفافية والنزاهة في تقييمه للمرشحين مبتعدا عن كل المؤثرات التي تحاول التاثير على قناعاته, جاءت نتائج الاستفتاء الذي  اجرته (جريدة ووكالة انباء نينوى ) الصادرتين في كندا حول من هو أفضل رئيس وزراء تولى رئاسة الوزارة العراقي في تاريخ العراق فقد حصل الزعيم عبد الكريم قاسم على  585 صوتا من أصل  2385 صوتا . فيما حل كل من السيدين نوري السعيد والدكتور أياد علاوي بالمركز الثاني وحصل كل منهما على  540 صوتا . وجاء الدكتور سعدون حمادي بالمركز الثالث ب ( 360 ) صوتا ، قراءة متواضعة لهذه النتائج تكفي لاعطاء صورة عن  تلك المواصفات التي يتميز بها الانسان (الناخب العراقي).
ولكن الشئ الذي يؤسف له ان الحبوبي قد لايحصل على منصب المحافظ او منصب مهم بناءا على نظام الانتخابات الذي لايسمح لاصحاب القائمة المفردة بشغل منصب رئيس المجلس. فان تطبيق مثل هذا القرار هو ضد مبدا الانتخاب الديمقراطي نفسه فكيف يمكن لشخص يمثل اغلبية اصوات الناخبين ولايستطيع ان يمثلهم ويفسح المجال لمرشحين حاصلين على نسب اقل بكثير(النسبة كمرشح واحد) ان يشغل هذا المنصب فاذا كان هناك خلل فيعود الى نظام الانتخاب نفسه لذا يتوجب تعديل هذه القفرة او يتم ترشيح بقية الاعضاء بشكل طوعي للسيد الحبوبي لشغل هذا المنصب وخاصة ان بقية الكتل والاحزاب المشاركة كانت ترفع شعارات تنادي بالنزاهة والكفاءة والتكنوقراط كمعيار للمرشحين للفوز بمقاعد مجالس المحافظات.
دعوة صريحة لقائمة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والقوائم الاخرى لدعم ترشيح السيد الحبوبي لمنصب رئاسة مجلس محافظة كربلاء وخاصة قائمة السيد نوري المالكي كخطوة مضافة للتاكيد على النهج والسياسة التي وعد بها ناخبيه قبل الانتخابات وكخطوة داعمة للانتخابات القادمة التي بدا العد التنازلي لنقطة الصفر.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


120
اعداء الارض مسرح ام واقع:


اعداء الارض عنوان لمسرحية وعنوان لولادة مسرح جاد وملتزم واحترافي لمجموعة من ابناء شعبنا في بلاد الاغتراب الدانمارك.
لم يكن جديدا على مبدعي شعبنا ان يقدموا ابداعاتهم وهم في ضروف اقل مايقال عنها بانها استثنائية ولكن الابداع يظل ابداعا والتميز يظل تميزا حتى وان قست الظروف وان الخلية الحية تابى ان تموت حتى في احلك الظروف.
حقيقة ان العمل المسرحي بشكل خاص والفنون بشكل عام هي مراة عاكسة لمدى تطور الشعوب على الرغم من ان الاغلبية من مجتمعاتنا الشرقية المتائرة بالثقافات القبلية والاثنية والعرقية والاخلاقية والعقائدية والتي تنظر للموروث بعين التقديس والتبجيل ، من خلال الاصرار على جعل العجلة تتقدم الى الخلف وذلك من خلال التمسك بها تارة وتارة اخرى محاولة شرعنتها بشتى الطرق والاساليب. ، فبغض النظر عن كونها لازالت تنظر للفن والمسرح بانها من الحاجات الثانوية وتدخل ضمن خانة اللهو ومضيعة الوقت والمتعة  والسبب في ذلك يعود الى الموروث والثقافات الشائعة والتي دائما تنظر بعين الاحترام والتقدير لكل مايتعلق باشباع الغرائز الجسدية وبعكسه النظر الى الفنون والعلوم التي تتعلق بالروح والارتقاء بها الى فضاءات انسانية عالية نظرة سطحية ودونية . فمجتمعاتنا لازالت بعيدة عن هذا المفهوم وقد يعود ذلك في جزء كبير منه الى ان الجائع والمحروم والمضطهد قد لايجد وقتا للتفكير بالجانب الروحي اذا كان الجسد وغرائزه تعاني الحرمان والتعطيل. وانطلاقا من هذا المنظور المتطور للمسرح واهميته للارتقاء بالمجتمع المدني وطرح قضاياه من خلال خشبة المسرح المقدسة التي تؤمن بمشروعية الحياة الحرة الكريمة للانسان والعدالة الاجتماعية والمساواة وحرية الفكر والمعتقد والابتعاد عن الانا من خلال اشاعة الحريات الفكرية وقبول الاخر لانه يختلف معنا وليس لانه يتشابه معنا  وكل ذلك يصب في صالح الارتقاء بالمجتمع المدني داعما للثقافة والمثقف ضد التعسف والجهل . وعادة مالعب المسرح دورا مهما في انطلاق شرارة التغيير, وقد كان عند الاغريق تعبيرا عن مظاهر دينية وعند الرومان متعة رخيصة, وكانت الكنيسة تعتبره شرا لابد من استئصاله مالثبت ان عادت بعد قرون لتحتضن المسرح من خلال مسرحيات الاسرار والمعجزات. وهناك من يصف الفن كمرافق للبناء الحضاري"حضارة بلا فن ليست حضارة"، وهو   أحد مكونات السواء البشري، والرقي الإنساني، والكمال الآدمي. ويقول الكاتب الروسي الرائع تولستوي عن وصفه للفن بشكل عام انه تلك الاضاءة  القوية المعبرة عن الكم الهائل من الرقي والخير الانساني التي يضمرها الفن لناسه,وكانه مكافاءة السماء لاصحاب الظمائر الحية وبالنتيجة هو حب الاخرين ........كل الاخرين.
وتاتي مسرحية اعداء الارض لمخرجها ومهندس هذه التجربة الاخراجية الاخ والصديق الاستاذ هيثم ابونا الذي عرفته قبل اكثر من 14 عام عندما حضرت مناقشة اطروحتة لنيل شهادة الماجستير في اكاديمية الفنون الجميلة /بغداد في الاخراج السينمائي واجتيازه لامتحان التخرج بتفوق وحينها تحدثتنا عن الغد والمستقبل من خلال تواصله مع هذا الفن الجميل والراقي وخاصة ان المخرج هيثم ابونا ملئ بالتفاؤل ونظرته الى المستقبل وبناء الانسان من خلال مسرحه الواقعي الجاد والملتزم  وخاصة عندما تاتي المسرحية من فكرة انسانية تعود بالخير على عقول الناس وقلوبهم وترتقي بالذوق العام وتزيد من انسانيتهم,وتضاعف فيهم الاحساس بالجمال والحق والخير.وكلما تضمنت المسرحية طرحا لمشاكل الناس العاديين او تضمنت نقدا لواقع اليم كلما اقتربت هذه المسرحية من النجاح. هكذا كانت مسرحية  اعداء الارض التي تناولت لقطات من حياة شعبنا  من داخل الوطن( العراق) وكيف اراد الارهاب ان يخطف بيوتنا وارضنا, قيمنا وسعادتنا وحتى انسانيتنا. مبروك  لكم جميعا هذا العمل الابداعي فبرغم الامكانيات المتواضعة وقلة توفر التجهيزات وحداثة التجربة لدى معظم العاملين والممثلين فقد كان العمل ناجحا ومبهرا  وقد تفوقتم على انفسكم وقد كان ذلك واضحا من ردود الافعال لكل من شاهدوا هذا العمل الابداعي. شكرا لفريق العمل ومزيدا من التالق ونحن متاكدين من الخزين الفني والابداعي للاخ هيثم ابونا وكما قال هيكل :" بفضل الفن تتاح لنا القدرة على أن نكون الشهود المحزونين على الفظائع كافة وعلى أن نحس بالأهوال، والمخاوف جميعا فعلا كان عملك هذا فرصة لمن شاهده كي يكونوا شهودا على الفضائع والاهوال التي مر بها بلدنا العزيز العراق,  ونتوقع تجارب ابداعية قادمة لهذه الفرقة فرقة شيرا وايضا نقدم الشكر لكل المساهمين في انجاح هذا العمل ممثلين وفنيين واعلاميين ولايسعنا ذكر كل الاسماء المشاركة والتي سبقني في نشرها الاخ الاستاذ نزار ملاخا مشكورا ونتمنى من فرقة شيرا في المستقبل القريب بان توسع قاعد العروض لتشمل ابناء شعبنا في جميع دول الاغتراب وايضا على القنوات الفضائية التي تمثل ابناء شعبنا ,الالتفات الى الاعمال والنتاجات الابداعية لمثقفينا في كل مكان من خلال الدعم والتصوير ومن ثم عرضها ليتسنى للكثير منهم الاطلاع على مثل هذه التجارب الابداعية ولديمومة قنواة الاتصال والتواصل.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا




121
انتخبوا القائمة رقم .........

ونحن نقترب من الانتخابات لمجالس المحافظات وكل فريق يسعى جاهدا لتسويق بضاعته تارة بذكر بعض الحقائق التي تزيد من فرص التاهل وتارة بمداعبة عواطف ومشاعر الناخب كي يعطي صوته له عازفين على الوتر الديني وخاصة ان الناخب العراقي لايزال حديث التجربة ويفتقر الى الثقافة الانتخابية , وربطه باهمية الانتخابات لكلا الطرفين (الناخب والمنتخب). اضافة الى ان ممارسة عملية الانتخاب بحد ذاتها هي ممارسة ديمقراطية لابد منها, وفي بعض الدول تفرض بعض الغرامات للذين لايذهبون للادلاء بصوتهم  .والمواطن العراقي  كونه شرقي الطباع وعاطفي مما يشجع الاحزاب الدينية والطائفية على العزف بشكل مكثف على هذا الوتر والتاثير على الناخبين وخاصة العنصر النسوي الذي يشكل 60% من المجتمع العراقي.  وعندما تبدو الصورة غير واضحة ومكتملة للناخب وفي غياب الثقافة الانتخابية التي تجعل من الانتخاب واجب قبل ان يكون جزء من الحقوق المكتسبة. وكلما زادت نسبة المشاركين كلما اقتربنا من الوصول الى العدالة الانتخابية ومنح المقاعد لمن يستحقها اضافة الى ذلك فان عملية المشاركة الفاعلة تاخذ اهميتها من كون هذه الممارسة هي فرصة للتدريب للناخب والمنتخب واما المنتخب الذي يثبت الكفاءة والنزاهة في المناصب الصغيرة سوف تتوفر له فرصة اكبر للتدرج بالصعود والخبرة المتراكمة اضافة الى الكفاءة والنزاهة في العمل والاداء مما تؤهله للترشيح مستقبلا للمناصب الاكثر اهمية كرئيس الوزراء او الوزارة او البرلمان .والشئ الذي يسنتد عليه جميع المرشحين ومن خلفهم احزابهم وتكتلاتهم لايرتقي الى ان يكون كافي لاعتباره كمقياس كي يعطي الناخب صوته لاية مكون والسبب في ذلك يعود الى حداثة التجربة اي لايمكن ان نقيم اية مرشح او قائمة من خلال الشعارات والبرامج الانتخابية لانهم جميعا متساوون في هذه الناحية وهناك احد المرشحين الفائزين بالانتخابات المحلية لاحدى الدول المجاورة كان قد قدم ورقة بيضاء كبرنامج انتخابي وبالرغم من هذا البرنامج فقد فاز في الانتخابات وقد يكون السبب الواقعية والصدق في طرحه هذا حيث لايملك شئ مضمون ليقدمه للناخب ولكن لو تميز فيما بعد بالاداء الجيد والاخلاص في العمل وخدمة الناخبين فيكون قد قدم اكثر من الوعود المقدمة ولكن ان تقدم في برنامجك الانتخابي الوعود والاماني وان تجعل من العراق جمهورية افلاطون الفاضلة  وعندما تفوز وتجلس على الكرسي ولاتقدم شئ لابل تسئ للموقع الذي تشغله هنا تكمن المشكلة,فكم من المرشحين سوف يسحب برنامجه الانتخابي ليستبدله بالورقة البيضاء ؟؟.  ولكن تبقى مسالة التجريب ولان معظم المرشحين لم يتم اختبارهم في مواقع المسؤولية الا ماندر هذا اذ لم تكن هذه التجربة سلبية الطابع لبعض التكتلات والاحزاب وذلك من خلال ممارسة المسؤولية والحكم في الخمسة سنواة الاخيرة ومن هذا المنطلق وعلى اعتبار ان الجميع في الهوى سوى لذا نقترح:-
*التصويت للاشخاص والقوائم العلمانية والمستقلة التي لاتمثل اية فئة او قومية اودين وانما تمثل المواطن العراقي اينما كان وبكل مكوناته كي نتخلص من جميع الافرازات السلبية التي جلبتها  الاصطفافات والتكتلات  ذات الطابع الديني والمذهبي والقومي.
* التصويت لحاملي الكفاءات العلمية والعملية الغير مزورة (اكتشاف 65 حالة مزورة في اول مراجعة لمؤهلات 3000 مرشح لحد الان) لانه في هذه الحالة هناك احتمالان الاول اذا كانت هذه الكفاءة نزيهة ووطنية مخلصة وهو المطلوب. والاحتمال الثاني اذا كانت غير نزيهة فعلى الاقل يكون قد ظمنا الاداء الجيد( يعني كفوء وحرامي).
 
الكوتا وحصتنا من المقاعد:

بناءا على تطبيق المادة 50 الخاصة بتمثيل الاقليات المسيحية والتي اسفرت عن ثلاثة مقاعد يتيمة وعلى الرغم من كونها يتيمة نجد جميع قوائم شعبنا  قد رشحت نفسها لتبني هؤلاء الايتام الثلاثة فمن وجهة النظر الانسانية فان هذا الموقف الانساني يحسب لكل قوائم شعبنا المشاركة ولكن الغريب في الامر وخاصة للذين يطرحون ارقاما لشعبنا اكبر من هذا التمثيل واللذين يعتقدون بكبر حجم قاعدتهم الجماهيرية دخولهم المنافسة على هذه المقاعد فقط  لاغير حتى وان حصلت كل قائمة على اصوات قد تؤهلها لمقعدين او اكثر عدا الحزب الوطني الآشوري الذي رشح على المقاعد المستقلة وبعيدا عن السبب في هذا الاختيار فهي خطوة ذكية  وكان الاولى بقوائم شعبنا ان تتفق على المقاعد الثلاثة فيما بينها وتدخل المنافسة الحقيقية على المقاعد الحرة هذا اذا كانت هذه القوائم تؤمن بالقاعدة الجماهيرية التي تملكها .
على اية حال سوف تكون الانتخابات القادمة ونتائجها اختبار حقيقي لهذه القوائم اضافة الى ذلك سوف يعرف كل تكتل او حزب وزنه وحجمه الحقيقي وقد يساعد ذلك في توحيد الخطاب وتوحيد الجهود مستقبلا.
تبقى مسالة مهمة اخرى وهي مسؤولية ابناء شعبنا في المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات وبغض النظر عن التصويت لاية مشارك في هذه الانتخابات لما  لهذه المشاركة من اهمية خاصة  ولعلاقتها  بالنتائج والاستحقاقات الاخرى, ولعلاقة ذلك بنص المادة 50 .
نص الفقرة الخامسة من المادة :50
خامسا: تسري البنود الواردة في الفقرة اولا اعلاه على انتخابات مجالس المحافظات لعام 2009 ويصار الى تخصيص مقاعد المكونات في موعد لاحق وفقا لنتائج الاحصاء السكاني. اي ان العدد المشارك من خلال القوائم التي تمثل ابناء شعبنا سوف تدعم المطالب لاحقا بزيادة التمثيل ان كان من خلال الكوتا او غيرها.ونظرة سريعة على النسب الممنوحة لنا في بغداد 1/57 مقعد اي 0.0175 اي مايعادل اقل من 2% واذا افترضنا ان سكان بغداد يترواح عددهم بحدود 6 مليون هذا يعني عدد ابناء شعبنا في بغداد بحدود 105 الف اما في الموصل 1/37 مقعد اي 0.0275 اي مايعادل اقل من 3% واذا افترضنا ان سكان الموصل تقريبا 2 مليوت هذا يعني عدد ابناء شعبنا في الموصل بحدود 54 الف وفي البصرة1 /35 مقعد اي 0.028 اي مايعادل اقل من 3% واذا افترضنا ان سكان البصرة تقريبا 1.5 مليون هذا يعني عدد السكان في البصرة بحدود 42 الف ولو حسبنا نسبتنا من السكان في ال14 محافظة المشاركة في الانتخابات سنجد انها 105+54+42 =201 الف وان مجموع عدد السكان التقريبي لل14 محافظة المشاركة في الانتخابات 25 مليون سوف تكون نسبة شعبنا 201 الف/25 مليون =   008. اية ثمانية بالالف فهل حقا هذه هي الارقام الحقيقية التي استند عليها اعضاء البرلمان عند اقرارهم للمادة 50 ام انها النسبة التي سوف تكون مستقبلا اسنتادا الى تهجير الفارق في النسبة الى بلاد الله الواسعة. اما النسبة من خلال عدد المقاعد الممنوحة فتكون 3/440 اي تقريبا مطابقة للتمثيل السكاني المفترض 007. وحسب نظام الكوتا.
السؤال الذي يطرح نفسه هل سوف نتفق هذه المرة للذهاب جميعا الى صناديق الاقتراع وان لم نتفق على المرشح ؟

انتخابات ارضية وليست سماوية:

لقد اكدت المفوضية العليا للانتخابات ان استخدام الرموز الدينية والمقدسات والفتاوى الدينية في  الحملات الانتخابية يتعارض مع قواعد السلوك الموقعة من قبل كل الاحزاب والائتلافات المشاركة في الانتخابات القادمة. ومع التاكيد ومن كل الجهات الرسمية والغير رسمية على عدم استخدام الرموز الدينية والمقدسات والفتاوى الدينية وبالرغم من كل ذلك تحاول بعض الاطراف المراهنة على هذه الطروحات وكان هذه الاطراف تحاول ان تظهر للتاخب انها الممثل الشرعي لله على الارض وان برامجها االانتخابية مصادق عليها من قبل الارادة الالاهية  ولازالت بعض الاطراف تسعى لجعل من هذه الرموز والمقدسات وسيلة لكسب المزيد من الاصوات وخاصة الفئات البسيطة و الغير متعلمة من الشعب  مما ادى ذلك الى زيادة حدة المنافسة بين الكتل وخاصة بين الكتل التي تنتمي الى نفس الائتلاف وتتنافس على نفس الفئة من الناخبين  كالتصريح الصادر من عضو المكتب السياسي والمستشار الثقافي لرئيس حزب الدعوة نوري المالكي السيد حسين الشامي  واصفا، الطقوس والشعائر التي يمارسها الشيعة في عاشوراء؛ ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، عام 61 للهجرة، بأنها من البدع وقد «جاءت من الفرس والترك وغيرهم من الأقوام». وبعيدا عن الممارسات والطرق التي يتبعها المرشحون تبقى الانتخابات انتخابات ارضية وليست سماوية وبقدر تعلق الامر بالسماء فان كل المرشحين يعتقدون ان الله معهم كالجندي الذاهب الى ساحات المعركة ويؤمن ان الله معه ان كانت الجهة او الدولة التي يقاتل من اجلها على حق اوباطل وهذا يتطابق مع الحديث (ان طرق الوصول الى الله بعدد انفاس الخلائق) عكس ماتحاول بعض الاطراف عكس صورة مفادها ان المنافسة هي بين مناصري الدين ومعارضيه وبين الملائكة والشياطين ومثل هذه الافكار التي لاتمت للواقع بصلة بقدر كونها محاولات غير عادلة وغير نزيه لكسب المزيد من الاصوات والمناصب ويمكننا ان نعزي مثل هذه المحاولات الى المنافسة الشديدة الني تواجه هذه التكتلات من قبل التكتلات الاخرى وبالذات التكتلات التي تشترك معها في الكثير من المشتركات وايضا المنافسة على نفس الفئة من التاخبين اضافة الى فشل الكثير من البرامج والتجارب السابقة اضافة الى نمو وعي الناخب العراقي ومحاولة تبني التوجهات المستقلة البعيدة عن الاصطفافات الطائفية والدينية والقومية ذات التوجهات الوطنية الخالصة .

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

122
هوشيار زيباري وسامي العسكري والليالي الحمراء:

ان المتابع لسير العملية الديمقراطية في العراق الجديد وافرازاتها الايجابية والسلبية منطلقين من مبدا ان الديمقراطية هي ليست المفتاح السحري لكل المشاكل الني تعاني منها الدول بشكل عام والعراق المثقل بالكثير من الترسبات ومخلفات الماضي  بشكل خاص واذا صح التعبير فان الديمقراطية هي افضل الحلول المتوفرة وايضا يمكن للديمقراطية ان تحل الكثير من المشاكل لكنها غير قادرة على خلق مجتمع ليبرالي وخاصة الديمقراطيات الحديثة العهد ويظهر ذلك واضحا وجليا من خلال ممارسة التجربة الانتخابية الاولى والتي ترافقها الكثير من الممارسات الغير ناضجة والغير مسيطر عليها , واذا اخذنا التجربة الديمقراطية والانتخابات السابقة في العراق بنظر الاعتبار فانها تجربة وانتخابات عكست هوية المشاركين فيها وانتماءانهم القومية والمذهبية والعرقية ,وقد شارك الناخب العراقي في هذه الانتخابات وهو تحت تاثير الاجواءالمشحونة بالعواطف ولم تعكس هذه المشاركة المنافسة الحقيقية بين برامج سياسية ووطنية واضحة المعالم والاهداف.
وقد اظهرت بعض الاستفتاءات مؤخرا وفي مدن مثل النجف وكربلاء بان توجهات الناخبين سوف تكون لصالح القوائم العلمانية المستقلة والتكنوقراط بنسبة تزيد على ال60% والباقي توزع بين الاحزاب الدينية والتكتلات ذات الطابع العشائري, فان مثل هذه النتائج ان صحت فانها تدل على نضج مبكر للناخب العراقي من خلال القراءة الصحيحة للمشهد السياسي على الساحة العراقية.
واذا ربطنا بين الاسس او المقايس التي يسنتد عليها الناخب او المواطن البسيط من خلال ربط الديمقراطية ومدى نجاح المرشحين من خلال هذه الديمقراطية في حل مشاكله اليومية والاقتصادية ورفع المستوى المعاشي للفرد فالديمقراطية اذا هي ضرورية للارتقاء بالمستوى المعاشي للفرد ولكنها وحدها لاتكفي فاذا كان المنتخبون ذوي توجهات قومية او دينية صرفة دون امتلاكهم للكفاءات والمؤهلات والبرامج الاقتصادية المتعلقة بعملية النهوض بالاقتصاد والنمو بشكل عام فانها سوف تعجز عن تقديم شئ حتى لو انتخبت ديمقراطيا وابسط مثال على ذلك تجربة الهند الديمقراطية فعلى الرغم من كونها ديمقراطية ناجحة وذات قاعدة موؤسساتية صلبة فانها لم تستطيع الارتقاء بالمستوى المعاشي للمواطن الهندي بالشكل المطلوب. واذا استنتدنا على قاعدة ان الديمقراطية كي تصبح اعرافا ونقاليدا يتطلب من الدولة ان تجتاز اختبار دورتين انتخابيتين دون حصول اية حوادث عنف وتقترب من النزاهة,  اي كي تعتبر متحققة فعلا على ارض الواقع وفي العراق الجديد فعلى اقل تقدير امامنا الدورة القادمة والتي تليها اي مايقارب التسعة سنوات على شرط استدباب الامن والامان بشكل كامل بعدها نستطيع القول بان هناك ديمقراطية حقيقية وانتخابات عادلة  في العراق .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحقيق الديمقراطية  كفيل بالحفاظ عليها واستمرار ديمومتها , واذا اعتبرنا ان الديمقراطية ليست بابا مفتوحا للحريات الشخصية كما يفهمها البعض وخاصة عندما تصدطدم مع حريات الاخرين اي بمعنى ان حريتك تقف عند اول تقاطع مع حرية الاخرين ولتطبيق مثل هذه المفاهيم يجب ان تكون هناك قواعد واسس يتفق عليها المشاركون في اللعبة الديمقراطية وتتمثل هذه الاسس والقواعد بالقانون  والذي يرعى هذا القانون هو المحكمة الدستورية والموؤسسات  القضائية الاخرى وما القرار الصادر من المحكمة الدستورية بارجاع الحقوق للنائب مثال الالوسي الا مثال على هذه القواعد والاسس التي تنظم العملية الديمقراطية على الرغم من التصويت بالاغلبية المطلقة من قبل البرلمان العراقي على عزل النائب من البرلمان.
وايضا القرار الاخير الصادر من محكمة استئناف بغداد  المتضمن حكما يقضي بتصديق الحكم الذي سبق وان اصدرته محكمة بداءة الكرخ الذي يقضي بالزام النائب سامي العسكري بدفع تعويض مادي اعتباري لوزير الخارجية هوشيار زيباري. ، لما قام به الاخير من تشهير وقذف من خلال احدى القنوات الاذاعية “ واتهامه له بقضاء “ليال حمراء” في إحدى الدول العربية وخاصة ان العسكري وهو احد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب برلماني عجز عن اثبات تصريحاته امام محكمة الاستئناف وقبلها عجزه عن اثباتها امام محكمة البداءة ، التي سبق ان ادلى بها تجاه وزير الخارجية هوشيار زيباري والوزارة التي يترأسها.
ان مثل هذه الممارسات الديقراطية من وجهة نطرنا المتواضعة وبعيدا عن الاسماء المذكورة ومدى كفاءتها وهل هي افضل من يشغل هذه المناصب وهل السيد هوشيار زيباري او السيد سامي العسكري هما افضل او الاحق في اشغال مناصبهما,وبالمقارنة مع اعرق الديمقراطيات تاريخا وممارسة ,الديمقراطية الامريكية يطرح السؤال نفسه ,هل ان السيد بوش هو افضل من يحكم امريكا. فان مثل هذه الممارسات مهمة وضرورية لحفظ الديمقراطية وقواعد لعبتها والاهم من ذلك ديمومتها.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
مالبورن/استراليا



123
اصحاب الصوت الاقل وبرلمان مثقفي العراق:

 ان اهمية موضوعة الاقليات تتأتى من كونها مرتبطة بعدة مواضيع وامور من حيث تداخلها مع بعضها او من حيث الاعتماد الواحدة على الاخرى وان الخريطة والتقسيمات التي وضعت حدودا لكل دولة والتي اتخذت شكلها النهائي بعد الحرب العالمية الاولى والثانية (والتي ادت الى نشوء وظهور دولا بمكونات قومية او دينية او عرقية مختلفة) ونادرا مانجد دولا لاتحتوي على الاقليات وان ظهور مفاهيم مثل الدولة القومية وبالتالي ظهور الاحزاب القومية كالبعث في العراق وسوريا والحركة القومية الناصرية في مصر كان لابد لها للحفاظ على توجهاتها القومية الصرفة من ان تتعارض وتلغي كل ما من شانه انعاش واعطاء فسحة من الحقوق والحريات للاقليات او الفئات المهمشة او( اصحاب الصوت الاقل عددا) والسعي نحو الغاء الاخر المختلف ومحاولة طمس هويته الاصلية وينظر له على انه يمثل تهديد دائم ومستمر لمشاريعها القومية. ان ظهور الجمعية العامة للامم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وظهور الدول الديمقراطية وانتشار مفاهيم حقوق الانسان وتطور وسائل الاتصالات لنقل المعلومات والحقائق كلها ساعدت الاقليات والفئات ذات التائيد الاقل من ان ترفع صوتها عاليا للمطالبة بحقوقها وهويتها والمحافظة على مشروعية بقائها واستمرارها.
 وان دور الجمعية العامة للامم المتحدة دور كبير ومهم للغاية في نشر المبادئ والقيم التي تدعم حقوق الانسان وتعزيز الحريات الاساسية وذلك من خلال الكثير من الاعلانات والاتفاقيات والصكوك ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية منع جريمة إبادة الأجناس والمعاقبة عليها، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية الاجتماعية والثقافية، والإعلان المتعلق بالقضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد، واتفاقية حقوق الطفل، وكذلك الصكوك الدولية الأخرى ذات الصلة التي اعتمدت على الصعيد العالمي أو الإقليمي كلها لعبت دور كبير ومميز لنقل الانسان من المحلية الى العالمية من حيث الاهتمام والرعاية وصيانة حقوقه الانسانية.
وهنا لايفوتنا من ان نذكر بان صيانة حقوق الانسان بشكل عام والاقليات والفئات المهمشة بشكل خاص سوف يكون له تاثيره الكبير على مجمل عملية النهوض والتطور والرخاء والرفاهية . والجدير بالذكر ان الانسان المنتمي الى دولة ما او اقلية داخل دولة لم يعد انسانا وطنيا او خاضعا من حيث الحقوق للسلطات المحلية لابل اصبحت هذه الدائرة اوسع من خلال اعتبار الانسان انسانا دوليا (مؤتمر فينا 1993 وصدور اعلان عالمية حقوق الانسان).   وهذا مانلاحظه في ايامنا هذه عند تعرض شعب او اقلية الى الحروب والابادة  سرعان ما تتحرك المنظمات والهيئات الدولية والدول للمساعدة وايجاد الحلول او قبول اللجوء الانساني و توفير الدعم ويتضمن ذلك تقديم المسؤلين للمحاكمة جراء مسؤليتهم المباشرة وغير المباشرة بتهمة الابادة الجماعية او الاظطهاد الديني او العرقي كالطلب المقدم من قبل المدعي العام لويس مورينو-اوكامبو باصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير  بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وجرائم أخرى في دارفور. في عالمنا الجديد لم تعد البلدان ضيعة للحاكم والمواطنين هم جزء من هذه الضيعة وانما اصبح المواطن جزء من الوطن بمفهوم الدولة وايضا جزء من الوطن الكبير كوكبنا الارضي.
 
والجدير بالاشارة وبالرغم من كثرة القوانين والمعاهدات الدولية التي ترعى حقوق الاقل بشكل خاص والانسان بشكل عام يبقى هناك هامش يزداد ويتناقص اعتمادا على مدى الرغبة الصادقة لدى الحكومات في السعي حثيثا نحو جعل مثل هذه القوانين اعرافا وثقافات داخل مجتمعاتها , وكلما اقتربنا من الالتزام والتطبيق الصحيح لكل القرارات الدولية والاممية المتعلقة بحقوق الانسان كلما اقتربنا من ناصية التقدم والتحضر والرقي الانساني.
واذا تفحصنا الحالة العراقية وحسب الاحصاءات المتوفرة فان العراق لايمثل دولة قومية فالدول القومية هي الدول التي تتجاوز النسبة المئوية لاحدى القوميات فيها 95% وفي العراق هناك:

ـ المسيحيون غير العرب 3%
ـ الصابئة المندائيون أقل من 1%
ـ الأكراد 18%
ـ الايرانيون 1.5%
ـ التركمان 2%
- الايزيدية 1%
- الشبك اقل من 1%
المصدر :المؤتمر الأول لمجموعة عمل أقليات الشرق الأوسط
اي ان العرب يشكلون 72.5% وهذا يعني ان الاقليات تشكل اكثر من ربع السكان ومن هذا المنطلق تاخذ مسالة حقوق الاقليات اهميتها . واذا استثنينا الاكراد حيث انهم يتمتعون الان بالحكم الذاتي وانهم يديرون شؤونهم حيث انهم والى وقت قريب كانوا يعاملون كاقلية مضطهدة من قبل الحكومات والانظمة السابقة .
اما المسيحيون والصابئة والايزيدية فانهم لازالوا يعانون من التهميش والتهجير والاعتداء ولان هذه الفئات من الشعب العراقي وخاصة المسيحيين يعتبرون كاقلية دينية وقومية في نفس الوقت وهم السكان الاصليون للعراق فعانوا من الأمرّين  تارة للاختلاف القومي وتارة اخرى للاختلاف الديني.
 ومن المقترحات التي نعتقد انها تساعد في اعطاء الاقليات حقوقها ومن خلالها حقوق الانسان العراقي بشكل عام وذلك من خلال:
* تثبيت علمانية الدولة العراقية في الدستور العراقي وفصل الدولة وجميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن الدين واعتبار المواطنة هي المقياس الحقيقي للتقيم بعيدا عن اية تمييز ديني او عرقي او طائفي للوصول إلى حقوق الأقليات وتفعيل المواطنة بغض النظر عن الهوية الدينية أو الإنتماء العرقي، وشطب الإنتماء الديني من بطاقات الهوية، وحذف بنود القوانين التي تعامل الناس على أسس دينية حتى في أمور الزواج والطلاق.
     *تشجيع و دعم الاحزاب الليبرالية العلمانية التي تسعى الى الغاء كل انواع  المحاصصات الطائفية والدينية والقومية وغيرها.   
*توعية وتثقيف الناخب العراقي البسيط وذلك من خلال الدور التثقيفي لوسائل الاعلام ودور المثقفين في النشر والكتابة للارتقاء بالناخب العراقي الى درجة النضج وتحمل المسؤولية وحيث يعمل المثقفون  كاعضاء في (برلمان مثقفي العراق) والذي بدوره يراقب عمل الحكومة والبرلمان في ان واحد.
 *من حق الاقليات او الفئات المهمشة او اصحاب الراى الاقل عددا رفع قضايا على الحكومات التي تضطهد حقوقهم امام المحاكم الدولية.
* ادراج المفردات التي تتعلق بحقوق الانسان كمادة دراسية في المناهج التربوية كي تصبح هذه الامور ثقافات يتعود عليها الانسان من خلال الممارسة والتطبيق.
وتبقى مسالة مهمة اخرى وهي ان الاقلية وكما هو شائع قد تكون اقلية دينية او عرقية او طائفية وهناك ايضا اقليات بدات تظهر في واقعنا المعاصر وهي الاقليات الفكرية اواقليات ثقافية او اقليات ذات توجهات تختلف عن المالوف  تظهر من خلال تبني هذه الاقلية لافكار ومفاهيم تختلف عن الدارج وقد تكون اقلية وقد تصبح اكثرية مع الزمن وسوف ناخذ المثال التالي كنموذج, المثال الاول قضية النائب مثال الالوسي ومطالبة اعضاء البرلمان العراقي بعزله والتصويت بالاغلبية على هضم حقوق نائب منتخب باصوات غير مشكوك فيها ورغم ايماننا بان الكثير من النواب لم يرغبوا بالتصويت ضد النائب مثال الالوسي ولكن بحكم التجاذبات والتنافرات داخل قبة البرلمان واتباع سياسة (شيلني واشيلك) وسيذكر التاريخ ومن ضمن المفارقات بان البرلمان العراقي قد صوت وبالاغلبية الساحقة على قرار عزل نائب منتخب لزيارته اسرائيل. وهنا وجب التنبيه بان المشكلة التي نود طرحها ليست في زيارة اسرائيل او عدمها وانما في كيفية التعامل الديمقراطي مع المعارض في الراى وكلنا يتذكر عندما قامت امريكا بحربها على العراق كان هناك من داخل امريكا من يدعم صدام حسين مثال ذلك وزير العدل الأمريكي السابق رامزي كلارك فهل يتم محاكمة هولاء بتهمة الخيانة.
 ان التضحية او هدر حقوق الاقليات الدينية والقومية والطائفية والفكرية والثقافية سوف يكون له تاثيره الكبير على مجمل العملية الديمقراطية.واخيرا نعتقد ان الديمقراطية هي الحل المثالي والنموذجي ليس لحقوق الاقليات والفئات المهمشة فحسب وانما للكثير من المشاكل والمعوقات التي تقف بيننا وبين العالم المتمدن , وجعل المواطنة العراقية العنوان الاهم من بين كل العناوين الاخرى وهذا مانلمسه نحن المغتربين في بلاد الملائكة والجن فالعراقي  من اية دين وقومية ومذهب وفكر هو الاقرب لاخيه العراقي  حتى وان اشترك مع مواطن اخر يحمل نفس القومية والدين ولكن من بلد اخر.
ومقارنة بسيطة بين تمثيل السود  واليهود في امريكا وتمثيل المسيحيين كمثال  لاصحاب الصوت الاقل  في العراق فان نسبة السود في امريكا 13% وتمثيلهم في الكونكرس 9.8  اما اليهود فنسبتهم 2% وتصل نسبة تمثيلهم في مجلس النواب الأخيرالى 6.8 %، وفي مجلس الشيوخ 13 %.اما المسيحيين العراقيين فتتجاوز نسبتهم 3% ونسبة تمثيلهم في البرلمان العراقي اقل من 1% على الرغم من ان نسبة حاملي الكفاءات والخبرة من المسيحين قد تتجاوز 10% .
 
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا
 


124
جلال الطالباني ونوري المالكي والمشهداني والاعتذار المطلوب

عادةً مايميز خطابات الساسة الامريكيين قبل الأنتخابات بالصراحة والجرأة  كونها تصريحات تقترب  من الواقع وتبتعد عن الدبلوماسية والكلام المبني على المصالح  والحسابات الخاصة ،  وهذه القاعدة تشمل جميع القادة  قبل دخولهم الحمام الابيض او البيت الابيض ، وإن كانت هذه المصداقيه مؤقنه فهي كلمة حق على أية حال بغض النظر عما يراد بها ،  وفي هذا السياق جاءت تصريحات مرشح الرئاسة اوباما واضحة وصريحة وتضع النقاط على الحروف  حول القرار الغير مسؤول للبرلمان العراقي بإلغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات ، وخاصة النقاط التي تضمنت الإجراءات التي قامت بها الحكومة الامريكية في ضمان حق المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية غير المسلمة في التمثيل الصحيح في المؤسسات الحكومية العراقية .
 أضافة الى النزيف الكبير الحاصل( للمكونات الاصيلة) وإن كانت هذه التسمية تنطبق على كل مكونات شعبنا العراقي ولكي نكون أكثر دقة وأكثر قرباً من الحقائق  ، واسمحوا لي بوصف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( بالسكان الاصليين) أي السكان أصحاب الأرض الأصليين وبناة الحضارة في هذا الوطن ، وإن الأقلية التي يوصف بها هذا الشعب كانت أكثرية وصاحبة الارض  ، فمن يتحمل هذه الكارثة الأنسانية التي تعرض لها هذا الشعب منذ ألأف السنين ولغاية يومنا هذا ، والمشتملة على السياسات الرامية الى التهميش القومي ومحاولة تغيير الهوية القومية لهذا الشعب تارةً  ، والأضطهادات الدينية التي مورست في فترات متعاقبة ضد أتباع الديانات الغير اسلامية ولقرون عديدة تارةً أخرى ، من المسؤول عن أفراغ العراق من سكانه الأصليين ؟ ، وما التصرف الاخير لأعضاء البرلمان العراقي إلا تاكيد لهذا النهج وهذه السياسة التي عانى منها هذا الشعب ،  وإن سياسة التهميش والإستبعاد هي ثقافة متجذرة في عقول الكثيريين وبضمنهم نسبة غير قليلة من المثقفين ، وإلا بماذا يفسرالتصرف الغير مسؤول للسيد على محسن إسماعيل أمين عام مجلس الوزراء وكالةً، حيث قام بإصدار كتاب رسمي يعبر عن لسان رئاسة الوزراء مباشرةً وبالرقم 22/1238 في 29/7/2007 واصفاً المسيحيين في بغداد والعراق بالجالية ، ومحاولة التهميش المتعمد في اللجان والهيئات المنبثقة من الحكومة والبرلمان وهذا غيض من فيض ، وما إلغاء الفقرة 50 من قانون الانتخابات للمحافظات الأخير إلا تتويج لهذه السياسات  فإن دل على شئ فانما يدل على النظرة الدونية المترسخة في الارث الاجتماعي الثقيل  والارث الثقافي الذي يدعو الى تهميش كل ماهو مختلف عن ماهو موروث من عادات وتقاليد وقيم بالية يراد تطبيقها في العراق الجديد وكانها اطلاقات قذفت في زمن الظلمات ونسمع صداها هذه الايام  ، وهنا ياتي دور المثقفين والمنظمات الحكومية والاهلية والاعلام الحر في نشر مفاهيم  الديمقراطية والمواطنه في المدرسة والبيت والشارع ومحاولة الاستفادة من الهيئات والمؤوسسات التابعة للأمم المتحدة ذات الباع الطويل والخبرة الكبيرة في الحفاظ على حقوق الانسان ، والجدير بالذكر ان الحكومات قدوه فاذا كان المسؤلون يتصرفون بهذا الشكل فكيف بالانسان البسيط الذي كل همه في الحياة البحث عن لقمة عيش شريفة وإن الحكومات تقع عليها المسؤولية التاريخية في قيادة التوجه العام للراي العام ، فان كان توجهها علماني ديمقراطي كتوجهة الكثير من الدول المتقدمة فسوف يكون له تاثيره على الشارع وبالتالي تصبح اعراف وتقاليد وقيم وممارسات ، أما إذا كان توجهها قومي او ديني او طائفي متزمت فحتماً سوف يكون له تاثيره البالغ في خلق ثقافة معادية لأي أختلاف قومي أو ديني أو مذهبي والأمثلة على ذلك كثيرة.  وما الأعلان الأخير   للأمم المتحدة الخاص بالحفاظ على حقوق السكان الأصليين البالغ عددها 5 آلاف مجموعة مختلفة الذين يفوق عددهم 370 مليون نسمة يتوزعون في حوالي سبعين دولة وفي مختلف بقاع العالم,كإشارات ودلالات على صيانة ودعم ورعاية حقوق الانسان.  وإن القاسم المشترك لمعاناة هذه الشعوب هو التهميش وحرمانهم من إشغال المناصب المدنية والعسكرية اضافة الى تعرضهم لشتى انواع الضغوط والإضطهاد الاجتماعي والديني وخاصة في بلد مثل العراق لم يشهد استقراراً سياسياً او اجتماعياً منذ غقود طويلة مما يؤدي الى طغيان شريعة الغاب وانتشار الأفكار والتقاليد الرجعية والدينية المتعصبة التي تلغي الاخر عن وعي او عن جهل . وقد بدات الكثير من دول العالم بالإنتباه الى هذه المسالة الخطيرة وخاصة ان بعضها معرض إلى الإبادة والزوال مثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي يعاني من نزيف الهجرة المستمر مما سيقود الى اختفاءه من هذا البلد ( بلده ) ،  وخاصة ان سياسات التهميش والإلغاء والإضطهاد لازالت موجودة. وقد تمت الموافقة على الإعلان  بعد موافقة 143 دولة ، عليه في مقابل معارضة أربع دول وامتناع 11 دولة عن التصويت. ويدعو إعلان الأمم المتحدة الخاص بالحفاظ على حقوق السكان الأصليين ايضا الدول إلى إعطاء سيطرة أكبر للسكان الأصليين على الأراضي والموارد التي عادة ما امتلكوها أو استغلوها. وخاصة في بلد مثل العراق لم يشهد استقرارا سياسيا او اجتماعيا مما يؤدي الى طغيان شريعة الغاب وانتشار الافكار والتقاليد الرجعية والدينية المتعصبة التي تلغي الأخر عن وعي او عن جهل.
 
وقد بدأت الكثير من الدول ومن خلال قادتها بتقديم الاعتذار لهذه الشعوب عن الغبن والتهميش عن كل السياسات الظالمة التي ارتكبت بحق السكان الاصليين .
وقد رحب الرئيس البوليفي إيفو موراليس بالإعلان غير الملزم بخصوص حقوق السكان الأصليين في العالم والذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر موراليس، وهو من السكان الأصليين لبوليفيا وينحدر من قبيلة أيمارا الهندية، الإعلان بمثابة خطوة هامة للغاية من أجل حماية حقوق السكان الأصليين في العالم، مضيفا أن أهمية الإعلان الدولي يأتي باعتباره اعتراف بأن السكان الأصليين في العالم تم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة لقرون.
        وقد قدم رئيس الوزراء الاسترالي ايضا اعتذاره للسكان الاصليين الابورجنيز  وقال: «نقدم اعتذارنا عن القوانين وسياسات البرلمانات والحكومات المتعاقبة، التي الحقت المعاناة وتسببت بخسائر فادحة لمواطنينا الاستراليين». واضاف: «نطلب الصفح عن الآلام والمعاناة التي لحقت بهذه الاجيال واحفادهم وعائلاتهم  ومن الامهات والاباء، والاخوة والاخوات الذين انفصلوا عن عائلاتهم. نطلب الصفح عن الاساءة الى الكرامة الانسانية والاذلال الذي لحق بشعب يفتخر بنفسه وبثقافته».
نقوم اليوم بهذه الخطوة الاولى من خلال الاعتراف بالماضي والمضي نحو مستقبل يشمل جميع
الاستراليين. وبنفس الطريقة قدمت الحكومة اليابانية اعترافا بـ«الأينو» باعتبارهم «السكان الأصليين لليابان.
 
وقدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الاعتذار أمام البرلمان في أوتاوا وفي حضور المئات من الطلاب
عن السياسة التي مارستها الحكومات الكندية تجاه السكان الأصليين حين أجبرت أكثر من 100 ألف من أطفالهم على الالتحاق بمدارسة داخلية مسيحية تمولها الدولة بهدف تذويب هوياتهم.
، بينما نقلت نيوزيلندا ريع قرابة 435.000 أكر من الغابات إلى سبعة من قبائل الماوري(السكان الاصليين)
أليس من العدالة والحق أن يعتذر القادة السياسيين في العراق الجديدالممثلين بالسيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني والسيد رئيس الوزراء نوري المالكي والسيد محمود المشهداني لعراقنا الديمقراطي الجديد للشعب الكلداني السرياني الاشوري السكان الاصليين للعراق عن كل الظلم والقتل والابادة والاسلمة الاجبارية والتهميش وسلب الاراضي منذ قرون والى يومنا هذا كي نثبت لانفسنا وللعالم اننا قد وضعنا ارجلنا على الطريق الصحيح الصحيح وخاصة ان قادتنا السياسين المذكورين اعلاه كانوا من عباد الله المظلومين منذ زمن ليس بالبعيد .   .

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا




125
برلماننا والتقدم الى الخلف

ان المراقب للتجربة الديقراطية في العراق يستطيع ان يحكم عليها بانها لازالت تجربة حديثة
 العهد ليس من خلال عمرها القصير لا بل من خلال اعتبارها ديمقراطية مستعادة بعد سنين طويلة من التسلط الدكتاتوري وانها لازالت متاثرة بالكثير من النهج القديم ولذلك تحتاج الكثير من الجهد والوقت لتخطي هذه الصورة السلبية وهذا الاداء المتعثر في الكثير من الاحيان.
وجميعنا يعرف التجاذبات والتنافرات التي تحصل بين الكتل الكبيرة داخل البرلمان والتي تجعل من بيئة البرلمان بيئة مشحونة ومنشغلة بمصالحها الخاصة والضيقة متناسية الدور الوطني والمسوؤلية التاريخية لهذا الدور. وبالتالي محاولة التوافق بشان المصالح الضيقة و التغاضي او التناسي بقصد او بغير قصد عن حقوق الاقليات والمراة والمعارضة بشكل عام.وان الكثير من الدول وبضمنها دول عربية قد طبقت نظام الكوتا لضمان وتامين المشاركة الفاعلة للمراة والاقليات القومية والدينية وذلك لاظهار التمثيل العادل لكل اطياف المجتمع المهمشة او المستبعدة.وان مثل هذه القرارات الغير مسؤولة والغير حكيمة  المتمثلة بالغاء المادة 50 من قانون الانتخابات لمجالس المحافظات سوف يكون لها تاثيرها البالغ على شرائح مهمة من المجتمع وبالتالي سوف ينعكس ذلك على مجمل العملية الديمقراطية في العراق ومستقبلها المنظور. وان مثل هذه التجارب قد تم تطبيقها في الكثير من دول العالم وايضا الدول العربية وفي بلد عربي مثل الاردن يتم تطبيق نظام الكوتا منذ اكثر من نصف قرن وتوجد هناك كوتا للبدو وللمسيحيين وللشركس اي هناك كوتا اجتماعية ودينية واخرى اثنية .وليس خافيا على احد بان الحريات والحقوق السياسية والاقتصادية  للاقليات و المراة  هي من اكثرالشرائح المغيبة والمستبعدة قسريا  عن دائرة الاحداث.ومايترتب عن ذلك من معاناة انسانية واضرار تنموية كبيرة. فعلى احزابنا الوطنية ان تبتعد عن الازدواجية الصارخة التي تعيشها من خلال الطروحات والكلام المنمق والتطبيق وذلك فيما يخص حقوق الاقليات والمراة. وان الازمات التي يعيشها برلماننا  ومن ظمنها أزمة الهوية ، وأزمة التوزيع ، وأزمة التدخل ، وأزمة التكامل  وان اية ازمة من هذه الازمات سوف تلقي بظلالها على الاقليات والمراة بشكل اكبر وعلى هامش الحريات كالقرارت الاخيرة الصادرة بحق عضو البرلمان مثال الالوسي وبحق جريدة الاسبوعية وبالرغم من ايماننا العميق بان تجربتنا الديمقراطية تجربة حديثة ولكن لايمكن استغلال هذه النقطة عندما يتعلق الامر بالتجاوز على حقوق الاقليات بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص. وان اسلوب التنشئة السياسية والموروث الثقيل اضافةالى هشاشة وغياب المؤسسات التنظيمية الفاعلة  كل هذه الامور قد القت بظلالها على اداء العديد من اعضاء برلماننا الموقر. واننا اذ نطالب باعتماد نظام الكوتا للاقليات ليس كمادة فقط ضمن قانون الانتخابات بل ادخاله كنص دستوري ايظا يضمن حقوق شعبنا بشكل عادل ومتوازن وهذا ماهو معمول به في الكثير من الدساتير الدولية..
  وهناك عدة اساليب لتطبيق نظام الكوتا وذلك من خلال
-       النصوص الدستورية التي تمنح للاقليات تخصيص نسبة للتمثيل في المجالس واللجان في البرلمان والحكومة والاحزاب.
-        القوانين الانتخابية التي تمنح نسبة محددة تمكن الاقليات من اخذ حقها المشروع. واخيرا وهذه مسوؤلية تتحملها
-        الاحزاب السياسية الوطنية وذلك من خلال تبنيها اجندات وانظمة تتضمن تخصيص مقاعد للاقليات . . وهناك الكثير من الدول التي ادخلت الكوتا في نصوص دساتيرها وذلك فيمايخص المشاركة النسوية وتمثيل الاقليات ومن هذه الدول
فرنسا عام 1999 عن طريق تعديل دستوري . الأرجنتين عام 1991 , وجنوب أفريقيا. وهنا ياتي دور قيادات التكتلات الرئيسية والمهيمنة على البرلمان في التوجيه لممثليهم بدعم مثل هذه القرارات التي تدعم التوجه الديمقراطي السليم وتعطي لكل مكونات الشعب حقهم في التمثيل والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن والمستقبل ولعل في تجربة البيرو خير مثال لقادة الاحزاب والقادة السياسين في بلدنا العراق.
في عام 1989 م  قدم مشروع الكوتا النسائية  الى البرلمان  البيروي  يتضمن ضرورة تخصيص 25%  من القائمة الترشيحية  للنساء . وان هذا المشروع شهد الكثير من الجدال والنقاس وفشل في الحصول على التصويت حتى من قبل العنصر النسوي للحزب الحاكم ( حزب فوجو موري ).
وتم رفع المشروع ثانية الى البرلمان وهذه المرة دخل عامل جديد الا وهوالإرادة السياسية  للحزب الحاكم  حيث استدعي الرئيس فوجوموري  أعضاء حزبه في البرلمان ودعا فيها اعضاء حزبه الذي يمثل الاغلبية في البرلمان لدعم وتاءييد هذا المشروع منطلقا من رؤوية واستراتيجية واضحة لدعم وتقوية ركائز العمل الحزبي اولا وركائز الديمقراطية والمساواة ثانيا. وهذه دعوة صريحة لقادة التكتلات الحزبية الكبيرة في البرلمان العراقي لدعم ورعاية القوانين التي ترسخ مبادئ الديمقراطية وتقويها وذلك من خلال التوجيه والتوصية لممثليهم بدعم مثل هذه القرارات كي تكون ديمقراطيتنا قوية وراسخة ومستندة الى قاعدة قوية ورصينة .
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا



126
القوش والحكم الذاتي والاولمبياد


من منا لايحلم بان يرتفع علم بلاده عاليا وملايين الاعين والقلوب تتابع هذا الفرح الاولمبي ودقات القلوب تزداد نبضا مع كل خطوة يتقدم بها العلم الى الاعلى معانقا قمة النجاح ,فعلا انه فرح اولمبي ذو طعم ونكهة خاصة.
 وانها المناسبة التي نجتمع بها نحن بني البشر على المحبة والود وعلى التنافس الشريف حيث تلغى كل الحدود وكل الفوارق وفي اعتقادي انه المكان الوحيد الذي نتساوى فيه نحن البشر دون اية تحيزاو تفرقة والمقياس الوحيد هو مدى الاجتهاد والجهد المبذول ضمن مبدا  المنافسة الخالصة المبنية على  شجاعة الانسان واصراره في ملاحقة الابداع و التميز وصولا للافضل كي تدخل المنافسة ولهذا هنا لايوجد كبير او صغير ولايوجد دولة عظمى واخرى صغرى ودولة غنية واخرى فقيرة ودول صاحية واخرى نائمة ولهذا نشاهد اعلام الكثير من الدول على منصة التتويج ومنها من لم نسمع عنها الى في الاطلس وكتب الجغرافيا و عندما بدات الالعاب الاولمبية كفكرة في راس مؤوسسها دي كوبرتان كان هدفها  الغاء لكل الحواجز بين بني البشر والملاحظ ان عدد الدول التي اشتركت في اولمبياد اثينا 2004  كان 201 دولة  تجاوز عدد الدول المنضمة للامم المتحدة. 
ونحن نتابع الانجازات الرائعة للرياضيين ومن كل دول العالم ويغيب عن هذا المحفل او التنافس رياضينا العراقيين حيث لايوجد اية رياضي وفي اية لعبة يدخل المنافسة على اية وسام  ولايملك العراق في خزينته الاولمبية الا وسام يتيم للبطل الرباع العراقي المرحوم عبد الواحد عزيز في الدورة السابعة عشر دورة روما عام 1960بعد ان تساوى مع الرباع السنغافوري Tan Howe Liang في رفع نفس الوزن الا ان عبد الواحد حل ثالثاً والسنغافوري ثانيا لان عبد الواحد كان اثقل من الرباع السنغافوري.ونظرة سريعة على المشاركات العربية في هذه الدورات فان 12 دولة عربية استطاعت ان تعتلي منصة التتويج ولو لمرة واحدة و10 دول لم تستطيع اعتلاء منصة التتويج لحد الان وان الدول العربية لم تستطيع ان تحصد سوى 75 ميدالية على مدى 92 عام منذ 1912 دورة استوكهولم الى عام 2004  دورة اثينا وتوزعت هذه الاوسمة على الشكل التالي 20 وسام ذهبي و18 وسام فضي و37 وسام برونزي وكانت اول ميدالية في دورة امستردام عام 1928 للرباع المصري سيد نصير والذي حقق ذهبية رفع الاثقال للوزن خفيف الثقيل. والملاحظ من هذه الارقام ان ماحققته الدول العربية خلال 92 عام لايتجاوز ماتحققه دولة واحدة وفي دورة واحدة كالولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا والمانيا واستراليا .ولولا المساهمة الخجولة لبعض دول المغرب العربي الممثلة بتونس والمغرب والجزائر لكان الامر اسؤ حالا. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التخلف الرياضي في بلدنا العراق وبقية الدول العربية ونتكلم عن الرياضة العراقية متى تتوفر الفرصة  للرياضي والرياضية  العراقية كي يستطيعوا ان يجاروا زملائهم رياضي العالم .
ونستطيع القول عندما تكون الرياضة والرياضين بخير فبلدنا بالف خير واذا كنا لانملك القيادات والخبراء في هذا المجال فلماذا لانستعين بقيادات رياضية دولية تستلم مسؤولية شؤون الرياضة ولعشرة سنواة او اكثر تكون كافية لخلق اسس وقاعدة علمية ورياضة قادرة على المنافسة في المحافل الدولية والاولمبية وبعيدة عن التجاذبات والمحسوبيات .
 ونحن نتابع احداث العرس الاولمبي  واذا بخبر حصول فتيات القوش على بطولة كرة الطاولة و  في أول مشاركةٍ لهن في بطولة محافظة نينوى بكرة الطاولة محتلين المراكز الثلاث الأولى في فئتي المتقدمات والناشئات فعلا من ينظر لهذا الانجاز مع بقية انجازات رياضي شعبنا من عنكاوة وبقية المناطق والتي بدات تمثل العراق في المحافل الدولية  نمتلئ بالتفاؤل فان مدينة صغيرة بعدد سكانها كالقوش والذي لايتجاوز ال15 عشر الف  وبامكانيتها المتواضعة استطاعت ان تحقق هذا الانجاز الجميل متفوقة على محافظة كبيرة يتجاوز عدد سكانها المليون والنصف ولا يغيب عن الذكر  بان المشاركة النسوية في اولمبياد بكين كانت 45% .اننا فعلا نتفاءل كثيرا بان شعبنا الكلداني الاشوري السرياني لو حصل على حقوقه في الحكم الذاتي  وتوفرت الامكانيات والاجواء المناسبة  فاننا سوف نشهد انجازات كثيرة وعلى كل الاصعدة الرياضية والعلمية والحضارية بشكل عام  .
وهناك الكثير من المفارقات تطرح نفسها في الدورات الاولمبية.
معظم اوسمة المسافات القصيرة والطويلة تذهب للعدائين اصحاب البشرة السمراء
معظم اوسمة رفع الاثقال للاوزان الثقيلة تذهب لاوربا الشرقية والاوزان الخفيفة لدول جنوب شرق اسيا
السباحة لاصحاب البشرة البيضاء من امريكا واستراليا وايضا لعبة التنس فهي من نصيب اصحاب البشرة البيضاء
كوبا وتميزها الملفت في الملاكمة وسباق 800 متر
اما الغطس فيسيطر عليه اصحاب البشرة الصفراء الصين
ونحن ايضا في العراق كانت الاعظمية منبع لابطال الاثقال والمصارعة وكمال الاجسام وايضا اربيل وكركوك وتميز العراقيين بكرة القدم  وكرة المنضدة  وغيرها.
والملاحظ ايضا في الدورات الاخيرة وبعد ان اصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة  فان الكثير من الدول الرائدة في رياضة معينة بدات تفقد صدارتها لدول ورياضيين مجتهديين من دول اخرى ككرة القدم والرياضات الاسيوية كالمصارعة والدفاع عن النفس وغيرها .
السؤال الذي يطرح نفسه هل سوف نصل بعد زمن الى ارقام غير قابلة للتحطيم.ام ان قدرة الانسان تتحدى قوانين العلم والمستحيل.
غرائب الاولمبياد:
اثينا 1896
الاوسمة كانت مقتصرة على الاول والثاني فضية وبرونزية والاوسمة توزع في اليوم الاخير للدورة
في سباق الدراجات للمسافات الطويلة  فاز به الفرنسي  ليون فلامينغ بالرغم من أنه توقف خلال السباق و انتظر أحد منافسيه اليونانيين ليساعده في اصلاح عجلة دراجته
اما في منافسات التنس فاز بها الرياضي البريطاني جون بيوس بالصدفة عنما كان سائحا وقتها في اليونان وتلقى دعوة من اصدقاءه اليونانين للمشاركة.
منافسات السباحة اجريت في البحر وليس في مسابح اولمبية.
باريس 1900
وصل Lawrence Doherty لاعب التنس الى الدور النهائي بعدما رفض أخاه الاصغر من منازلته في الدور النصف النهائي احتراما له.
في مسابقة الوثب الطويل منع برينشتاين من خوض المرحلة النهائية كونها جرت يوم الاحد و يعود الامر لاعتبارات دينية.
العداء التنزاني ستيفن اكواري الذي اصيب يتمزق عضلي في سباق المارثون في دورة المكسيك ورغم الالم استمر بالسباق ليصل بعد ثلاثة ساعات ونصف من وصول اخر متسابق وعندما سؤل لماذا اكملت السباق رغم الالم فقال بان بلادي لم ترسلني لكي ابدا السباق بل لكي انهيه. 
وفي سباق اليخوت في اولمبياد سيول 1988 لاحظ الكندي لورانس ليمكس زورق السنغافوري جوزيف خان متعطلا فما كان منه الا ان هب لمساعدته.ونتيجة هذه المساعدة فقد المتسابق ليمكس فرصة الفوز ولكن منح جائزة اولمبية خاصة تقديرا لموقفه النبيل.
خلاصة / من احداث الاولمبياد وتسلسلها التاريخي نتستنتج  اننا قد تطورنا تكنلوجبيا  ولكن قد تخلفنا انسانيا
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن /استراليا

127
الشخصيات الخمسة الأهم  كلدانياً آشورياً سريانياً
الشخصيات العشرة الأهم  عراقياً

 
لكي يدخل اسم أية شخصية دائرة التميز ، لابد لها أن تحمل من المواصفات والتفرد مالم تحمله الشخصيات العادية ،  وتتجاوز الاعمال العظيمة والخدمات الجليلة ألتي تقدمها لتترك بصمات على صفحات التاريخ والخلود ، وخاصة إذا اتسعت دائرة العطاء والتضحية والتميز لتشمل الوطن ومن خلاله الانسانية جمعاء .وما احوج الانسانية إلى هذه الرموز المتمثلة بمعاني انتصار الخير بكل ماتحمله هذه الكلمة من عمق على الشر بكل مايمثله من تردي ، ولولا هذا التمييز والإبداع لهولاء الاشخاص لما استطاعت البشرية من أن تصل الى ماوصلت اليه ، وكم كانت تشدني أسماء العلماء والمفكرين الذين أعطوا وساهموا في تغيير عالمنا الذي نعيشه اليوم عندما كنا نقرأ أسماءَهم وقد خلدت الانسانية اسماءَهم بأحرف من نور ، وينطبق عليهم  المثل الذي يقول ( اللي خلف مامات ) ونحن نقول الذي اكتشف أو اخترع اوعمل بحثا أو ألف كتابا أو ناضل من أجل قضيه عادله لن يموت ، ولكن الذي يخلف ذريةً فحسب قد يتم ذكره جيل او جيلين أو اربعة وبعدها يختفي اما الاشخاص الذين قدموا خدمات جليلة لشعوبهم وللأنسانية جمعاء فاسماؤهم ترددها الألسن والشفاه عشرات القرون ،  لعلّنا نستطيع ان نرد ولو جزءا من الدين ألذي في أعناقنا تجاهم وتجاه ماقدموه لخدمة البشرية فعلاً انهم قديسون من نوع اخر ، قديسون لم يشفوا مريضا او اثنين بل امتدت نتاجاتهم واكتشافاتهم لتشمل كل البشرية و باكتشافاتهم العظيمة هذه ، أو تضحياتهم من أجل مبدأ أو فكر أنساني عادل هي التي جعلت الانسان ينتقل من حياة الكهوف والظلمة والألم والخوف والجهل والمرض والعناء الى حياة وعالم اخر وخاصة خلال المئة عام الاخيرة ،  وقد يكون كل التطور الذي استغرقته البشرية لألاف السنين في كفة والمئة عام الاخيرة في الكفة الأخرى ,أتذكر هنا صديق لي كان كثير التشكي من كل شئ بسبب أو بغير سبب وفي أحد الأيام حضر الى الجامعة وهو يتشكى من صعوبة المواصلات وإن الطريق من الدورة إلى باب المعظم استغرق أكثر من ساعة ومن طبيعته أن يدخل في عمق التفاصيل فقاطعته هذه المرة وقلت له مازحا ياأخي أنت تعرف هارون الرشيد فأجاب بنعم فقلت له عندما كان يقطع المسافة من الدورة الى باب المعظم كانت تستغرق رحلته أكثر من خمس ساعات على الحمار أو الجمل فذلك يعني انك أفضل من هارون الرشيد ، فكر فيها ووجد الفكرة مقبولة فتخلصنا من كثرة شكواه ولكنه ظل يعيش احلام الملوكية والجاه والسلطة والحمار المسكين واعتقد آنَ الأوان لحلمه الملوكي أن يتحقق في العراق الجديد لأن الباب الأن اصبح مفتوحا للموهوبين وانصاف الموهوبين وحتى المجانين.   وإن هذه الاسماء العظيمة قد تجاوزت الكون في أبعاده ولايمكن أن ننساها أوأن تفنى لانها قد فرضت نفسها وبقوة في ذاكرة الوجود. كانت هذه الكلمات مقدمة للدخول الى ماوددت طرحه في هذه السطور وهو طرح أسماء أهم عشرة شخصيات عراقية وخمس شخصيات كلدانية اشورية سريانية مؤثرة على الساحة ومن الأحياء فقط وحاولت جاهدا ان يكون آختياري بعيدا  عن أي انحياز سياسى اوغير سياسي وان تتميز هذه الشخصية بمواصفات وخصائص تقترب كثيرا من الرفعة وشخصيات تعيش كلماتها ويجسدون المثل والمبادئ والقيم. وتعرف كيف تسلك الطريق نحو الاصلاح والكمال ملمةً بأحوال العصر.
وأن يكون لهؤلاء الاشخاص اهتمامات بما هو كبير وواسع وإنساني فتميزت سيرتهم وحياتهم بالاهتمام بما هو كبير وواسع وبكبائر وعظائم الامور إضافة إلى الأنشغال بقضية نهوض بلدهم وشعبهم والأرتقاء به إلى المجد والعلا منطلقين من ايمانهم بان الإصلاح الحقيقي لايمكن ان تحدده مجموعة من القوانين والشرائع رغم اهميتها بل هو عملية متكاملة مع اصلاح الذات والنفس والذي يتم بقوة المعرفة والارادة والوعي وقهر الأنا . وهذه الخصائص قادرة على بناء المستقبل والوصول إلى مراتب العز والتقدم والأنتصار. وإن مايمر به شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني الأشوري السرياني بشكل خاص من صعاب ومحن وتحديات عظيمة بعظمة ماينتظر هذا الشعب العظيم  من مستقبل مشرق وخاصة لما يتمتع به هذا الشعب من حراك ثقافي واجتماعي وسياسي ،  وما أحوجنا هذه الأيام إلى القدوة الحسنة في وقت ساد فيه طغيان الأنا والسيطرة وسادت المصالح الشخصية التي صارت المرشد والدليل للسلوك ، رغم يقيني الأكيد بأن هؤلاء هم  فقاعات دخيلة لاتلبث ان ترتفع قليلا بعد أن يزداد حجمها لتنفجر وتتلاشى وتزول دون أن تترك ولو أثرا بسيطا حتى في ذاكرة الاطفال.
ترددت كثيرا في الكتابة في هذا الموضوع لعدة اسباب من بينها الدقة والامانة التي توخيتها في اختياري للأسماء كي أكون منصفا من وجهة نظري إلى أبعد الحدود ملتزما بالحيادية التي تقترب من أن تكون مطلقة كي لا أعطي أسما أكثر مما يستحق أو أظلم اسما آخر وفي كل الأحوال تبقى هذه القائمة هي القائمة التي أنا اراها ومن وجهة نظري الخاصة ويبقى الباب مفتوحا لأية وجهة نظر اخرى من ان تدلو بدلوها وتضع قائمتها.  اتصلت بالصديق وابن الخالة العزيز صباح ميخائيل برخو كي يشاركني بما يعتقد  ومن وجهة نظره الاسماء الاهم  من بين ابناء شعبنا فكانت الاسماء ألتي تم طرحها من قبلي ومن قبله بشكل توافقي بنسبة كبيرة جدا مع بعض الاختلاف البسيط على بعض الأسماء فجاء أسم الأستاذ سركيس آغاجان في مقدمة هذه الأسماء  على الرغم من انتماء الاستاذ سركيس اغاجان الى حزب غير الاحزاب القومية لأبناء شعبنا ولكن ماقدمته هذه الشخصية ولحد هذه اللحظة هو بمثابة الإنجاز  وعلى كل الأصعدة  بعيداً عن الخطابات والشعارات  ،إضافه إلى مزايا الرجل الشخصيه من تواضع وتضحيه الخ . الشخصية الثانية الكاردنيال عمانوئيل دلي كشخصية دينية عملت بصمت وصبر لخدمة شعبنا المسيحي ولزمن ليس بالقصير بشكل عام وفي نفس السياق طُرحت الأسماء التالية نفسها وبقوة على حوارنا المطران لويس ساكو والاب يوسف توما لما لهاتين الشخصيتين من ثقل ثقافي واجتماعي وإصلاحي مؤثر ،  لم يكن لدي أسماء كبيره في المجال الأدبي او الفني وللأسف فان الأسماء التي اردنا ذكرها هي من الأحياء فقط وعندما سألتُ الأخ صباح عن ما في جعبته في هذا المجال  لقربه من اهتماماته واختصاصه فلم يكن ايضا لديه أية أسماء للترشح وقال في ساحتنا الكثير من ألأسماء ألأدبيه الجيده وبمستويات متقاربه ولجملة عوامل لا أسماً كبيراً يفرض نفسه ألأن ، ويتفاءل بظهور أدباء كبار في شعبنا في ألأجيال القادمه ،  وعندما انتقلنا للجانب الاعلامي فرض موقع عنكاوة نفسه وبقوة من قبلي وفي نفس الوقت من قبل الأخ صباح  لما لهذا الموقع من مكانة ودور في عكس وجهات النظر المختلفة وبلورة الافكار والرؤى و اصبح اللسان الناطق لكل مثقفي وأدباء وكتاب شعبنا دون تمييز وبحيادية وشفافية يشكر عليها كل العاملين في هذا الموقع الذي اصبح موقعا متميزا ليس لأبناء شعبنا بل اصبحت له مكانة عراقية وعربية وبين مسيحي الشرق ، وخاصة دور الاستاذ امير المالح  والاستاذ اسكندر بيقاشا وبقية الاخوة العاملين في هذا الموقع وواجهتنا مشكلة كيف يتم ذكر موقع بأكمله دون ذكر أشخاص ، وارتأينا أن لا ندخل الموؤسسات وتبقى القائمة مقتصرة على الاشخاص.اما مايخص الحركة الديقراطية الاشورية فهنا ايضا كان لنا عدة مداخلات فالنقاط التي اتفقنا عليها هي إن للحركة تاريخ نضالي مشرف وتعتبر من اقدم  التنظيمات التي مثلت شعبنا إضافةً للتضحيات المقدمة من قبل الحركة وايضا الثقل الذي تمثله هذه الحركة في اوساط شعبنا ، ولأن المقاله ليست سياسيه فلم نبغي أن نتوغل بسياسة الحركة حالياً ،  وارتأينا أن لا ندخل الاحزاب والمؤسسات الحزبية  من ضمن الشخصيات الاهم لانه قد تظلم مؤسسة أو حزب عندما تقارن بجهود شخصية واحدة . واود الاشارة لو ان هذه المقالة قد كتبت قبل عام من الان لكانت بالتاكيد قد احتوت على اسم الشاعر الكبير والمبدع سركون بولص .وحيث ان الساحة العراقية حبلى بالمبدعين والمفكرين فنتوقع في العشرة سنواة القادمة ان يظهر الكثير منهم كاعلام ورموز تغني المشهد العراقي .
 
                 
قائمة بأهم خمسة شخصيات من  أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني
 
1-سركيس اغاجان                  ألعمل والأنجاز الذي يثمر كلاما
2-الكاردنيال عمانوئيل دلي          رمز عراقي  للسلام
3-المطران لويس ساكو              تجديد وأصلاح وفق رؤيه مبدئيه
4 ـ ألأب يوسف توما الدومنيكي     موسوعه لاهوتيه فلسفيه مباحه لشعبنا
5- الفريد سمعان                        شاعر وكاتب ومسرحي كبير
 
 
أما قائمة العشرة  الأهم عراقيا  فهي:
 
1-الإمام أية الله السستاني                   قوة المعرفة والإرادة والوعي
2-الكاردينال عمانؤيل دلي                   رمز عراقي  للسلام
3-الشاعر مظفر النواب                       ذاكرة وطن ، ووطن في الذاكره
4-نصير شمة                                   انامل تتكلم ( ابداع عالمي)
5-كاظم الساهر                                 ابداع عراقي عربي متميز و عاشقاً كبيراً    لوطنه                                                   
6-مثال الالوسي                                الإرادة القوية والبطولة المؤمنة
 
7-اياد جمال الدين                           الدين الحضاري او صوت في وجه الطغيان  والتخلف                                           
8- نوري المالكي                             الممكن في زمن المستحيل
9- الروائي نجم والي                        تالق وامل الرواية العراقية
10- د. سيار الجميل                        وعي ووطنيه وأبداع
     
وتبقى ألأبواب مفتوحة لكل وجهات النظر التي أحترمها مسبقا وان جاءت مغايرة لما  ذهبت اليه.والباب مفتوح لكل قارئ ومثقف ان يطرح قائمته وبالشكل الذي يراها وتبقى هذه القائمة تمثل وجهة نظري الخاصة.
 
 
د.عامر ملوكا
أستاذ جامعي
ملبورن/أستراليا
 

128
المنبر الحر / شراغا
« في: 14:43 16/07/2008  »

شراغا

ان للاعلام دور كبير وحساس في اظهار الحقائق من خلال طرحها بشكل يعكس الواقع بكل تفاصليه بعيدا عن كل المؤثرات ويعتبر اداة البناء والنقد والتوعية وهي واحدة من اهم وسائل دعم ركائز المجتمع الديمقراطي وان الارتقاء بالاعلام الحر هو الارتقاء بحرية الراي والتعددية الفكرية في المجتمع والحرية في نشر كافة الاراء والافكار التي تتفاعل في المجتمع جاعلة الانتقائية او الانحياز لجهة او طرف معين خلف ظهرها.اضافة الى ذلك ان تميز الاعلام الحر بالاستقلالية وخاصة المادية منها من خلال الاعتماد على القدرات الذاتية  او من خلال التبرعات او المساعدات الغير مشروطة لتتمكن من ابراز الايجابيات والسلبيات لاية طرف او جهة وبحيادية مطلقة اضافة الى المصداقية والشفافية من خلال ذكر الارقام والحقائق وان تسعى جاهدة للوصول والحصول على هذه الحقائق, نحن نعرف ان هذا قد يتطلب جهد ووقت وحرفنة عالية في الاداء الاعلامي لكنه مطلوب مع التطور في البناء الاعلامي الرصين.مبتعدين عن الانشاء في طرح الحقائق ومقتربين من  المعلوماتية والحقيقة الدامغة.  وحيث ان للاعلام دور كبير في تطوير العديد من الجوانب الحياتية    ,لذلك لابد من تقديم كل الدعم واعطاءه المزيد من الاهتمام للارتقاء بهذا الاعلام الذي يصب في خدمة التحولات الديمقراطية في المجتمع.
وكلنا يعرف بان الطريق الى الحرية والاصلاحات تمر عبر التوعية والثقافة الاعلامية للمجتمع وعلى الاعلام الحرايجاد الوسائل والطرق الناجعة للحصول على الحقائق من الدولة او من المسؤؤلين ومثال ذلك اننا تسمع عن سرقات للنفط العراقي من قبل دول الجوار واحزاب وتكتلات سيايسة عراقية  هل ظهر شخص مسوؤل يوضح حقيقة هذه السرقات وكميتها والمسؤولين عنها ونفس الشئ حول الاتفاقية العراقية الامريكية هذا اخذين بنظر الاعتبار التطور الكبير في الاعلام العراقي وفي كل الاصعدة ونتذكر هنا مسرحية كاسك ياوطن للفنان دريد لحام حين يقول نسمع اخبار الضيعة من ال BBCويقول الكاتب الأمريكي إي بي وايت "إن الصحافة في بلدنا الحر هي صحافة موثوقة ومفيدة لا بسبب طبيعتها الطيبة بل بسبب تنوعها الكبير، ولهذا ان تعدد مصادر الاعلام وتنوعها يقربنا من الحقيقة الى درجة عالية حيث ان الاعلام لايمكن ان يكون حر مطلق مئة بالمئة، وايضا لايوجد إعلام حيادي بالمطلق وهذا يتطابق علميا مع مبدا الاحتمالية فكلما زادت عدد الرميات للنرد كلما زادت احتمالية ظهور كل الارقام بشكل متساوي(النرد في لعبة الطاولي)
وان للاعلام دور كبير في تأسيس رأي عام شعبي راسخ لصالح  القضايا التي تخص الوطن بشكل عام والقضايا التي تخص شعبنا الكلداني الاشوري السرياني اضافة الى دعمها القوي في تطبيق وحماية حقوق الإنسان,و المشاركة في الجهود الرامية إلى إلغاء القوانين والتشريعات واللوائح المقيدة للحريات بالوسائل السليمة والقانونية. فقد اطلعت في الفترة الاخيرةعلى  بعض الاعداد من مجلة شراغا التي وصلت الى استراليا /ملبورن عن طريق الاخوة الاعضاء في نادي بابل الاجتماعي الثقافي, وحقيقة لم نتفاجئ بهذ ا الجهد المخلص والمسؤول فقد عودتنا هذه البلدة الصغير بمساحتها والكبير ة بانجازات اهلها وعلى كل الاصعدة ولامجال لذكرها ان كانت في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية .فعلا انكم تزرعون الامل بين ابناء شعبكم فاذا كانت القوش لوحدها تقدم كل هذا العطاء المثمر وفي كل الاصعدة والمجالات فاننا لعلى ثقة كاملة  بان شعبنا المليوني  الكلدالني الاشوري السرياني سوف يكون قادرا على ان يقدم الكثيرالكثير وان غدا لناظره قريب.
كلمات محبة واعتزاز وتقدير لكل الاخوة في هيئة التحرير ولكل جهد مخلص يساهم في اصدار وتوزيع ونشر هذه المجلة وادعوا نفسي وبقية اخواني المثقفين الالاقشةومااكثرهم ولله الحمد بشكل خاص والمثقفين من بقية ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني بشكل عام للمساهمة الفاعلة والجادة للارتقاء بهذا العمل الرائع والمخلص وبهذا التالق الذي يعانق قمة النجاح .

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا



129
السياسي الماجور والمثقف المتسول.



متى يكون السياسي او المثقف حرا وخارج حدود التاثر ويعبر عن قناعاته وايمانه العملي بالقضية وليس النظري البحت ويدافع عن هذه القناعات ويتحمل تبعاتها دون تكليف من احد حيث انه في حالة التكليف لايمكن ان يعبر عن كامل قناعاته بشكل كبير من الحرية .
وهناك السياسي والمثقف الحر والسياسي والمثقف  الذاتي فالاول هو الذي يدافع عن قضايا شعبه وبكل امانة والثاني يدافع عن همه ومصلحته الذاتية متخذا الهدف الاول كجسر عبور لتحقيق مصالحه الشخصية وهذه الفئة تعمل بالمبدا( وعندما تحقق ما تريد تكف عن التمرد والمطالبة) وفي بيئة  مثل بيئتنا العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص وهي البيئة التي تنظر الى الماضي بقداسة ولايمكن لاية كائن من ان يمسها او يناقشها حتى ولو كانت السبب في البؤس والتخلف والتراجع الحضاري الذي نعاني منه. وان هذه القيود التي تجعل السياسي والمثقف مكبلا باغلال ثقيلة تمنعه من النهوض واللحاق بالنهوض الحضاري وكلما حاول هذا السياسي او المثقف الاقتراب من الاصول واسباب هذا التخلف كلما زادت هذه القيود قوة وصلابة وكم نلاحظ هذا في الكثير من المقالات والطروحات لدى مثقفينا وسياسينا المتنورين وتجد هذه القيود والمعاناة بين السطور حيث هناك الكثير من الذي يريد هذا السياسي او المثقف قوله ولكن بسبب هذه القيود والحواجز والممنوعات لايمكنه اظهاره الى ارض الواقع وكم يبذل من جهد ومعاناة من اجل ان يزوق ويتحايل على الكلمات كي يوصل فكرته ومشروعه باقل الخسائر.وان هذه القيود سوف تمنعنا من الوصول الى التحرر والنهضة.
وان مسالة عزل الدين عن الدولة من خلال الدين لله والوطن للجميع وخاصة في المجتمعات ذات التعددية القومية والدينية والمذهبية كمجتمعنا العراقي هي مسالة في غاية الاهمية واود الاشارة هنا الى قيام بعض الاحزاب والتكتلات العراقية بالمطالبة برفع صورة اية الله السيستاني في الحملة الاعلامية لانتخابات المحافظات ومحاولة كسب اصوات الناس البسطاء من خلال هذه الممارسة فبالله عليكم لاتحشروا هولاء الناس المحترمين في امور السياسة التي تتغير فيها المواقف والسلوكيات بتغير درجات الحرارة وان استخدام هذه الرموز قد تنفع في هذه الايام لان التجربة العراقية لازالت في طور النظوج  وان النتائج السلبية في الانتخابات لهذه التكتلات قد تترك اثرا سلبيا لمكانة ودور هذه الرموز الدينية وان التكتلات التي تنتهج النهج الديني سيرا على خطى التجربة الايرانية والتي تشير جميع التكهنات بانها تجربة في طريقها الى الزوال ولن تجلب الى المجتمع الايراني سوى المزيد من التعاسة والتخلف وقد شعرت بعض الاحزاب الدينية في العراق بخطورة النهج الذي يبتعد عن الواقع العراقي والوطني وان هذا النهج سوف ينحصر ويتقلص وذلك من خلال الانقسامات والقصور الناتج من التطبيق العملي للبرامج السياسية والاقتصادية على الارض وهذا ملاحظناه من الانشقاق الذي قاده الدكتور الجعفري من حزب الدعوة وهي حركة ذكية وذات بعد نظر وتاتي قبل الانتخابات القادمة واختياره لاسم تيار الاصلاح اختيار موفق مبتعدا عن التسميات الدينية الضيقة التي مهما حاولت ان توسع قاعدتها فسوف لن تنال الا جزء الجزء من مكونات واطياف شعبنا العراقي.اضافة الى ذلك ان شعار الاصلاح شعار وطني لايمكن ان يختلف عليه اثنان وذو دلالات وطنية عراقية بدل من الدعوة(الدعوة لماذا) وخاصة ان الزمن هو اجلا ام عاجلا سوف يكون مع التوجهات الوطنية العراقية الخالصة والتي تدفع بالمواطن نحو الانتماء الى الوطن وليس للطائفة او القومية او الدين.. ونظرة سريعة على بعض تجارب الدول ذات التاريخ الطويل في تطبيق الديمقراطية سوف لن نجد اسماء دينية لاحزابها بل اسماء تتسم بالشمولية كحزب الاحرار وحزب العمال .......
فما هو المطلوب من التكتلات العراقية عامة والدينية خاصة فالتكتلات التي سوف ترفع شعار العراق ثم العراق ثم العراق اولا والتي تعرض برامجها الاقتصادية والسياسة وليس برامجها الدينية هي الاحزاب والتكتلات التي سوف تثبت في الساحة العراقية اما الاحزاب الدينية التي تعتمد على التاثير العاطفي على الطبقة البسيطة من الشعب مستغلين الدين كشعار يمنحهم الحق في السلطة بتفويض الهي( متبنين  الخاصية اللاهوتية المتمثلة في الغيبية المطلقة)   فعمرها قصير وان الانتخابات البرلمانية القادمة سوف تظهر استحقاقات وتكتلات عراقية وطنية خالصة..
وعلى البرلمان والبرلمانين ان يعوا دورهم الوطني وخاصة عند تعلق الامور بالحريات وفي حالة تجاوز البرلمان الحقوق المدنية للاقلية فتكون للمحكمة الدستورية الحق في اسقاط مثل هذه القوانين والتشريعات وان صوت لهذه القررات بالاغلبية . ومن هذه القوانين التي تتعلق بالحريات الشخصية  كالقوانين التي تلزم النساء بالحجاب كالامر الصادر من رئاسة جامعة بغداد بالزام الطالبات لبس الحجاب فلا نعرف ماهية الاسباب التي من اجلها يفرض الحجاب فاذا كان هدفها زيادة الوازع الديني لدى النساء فقد اشارت الدراسات والبحوث التي شملت  الدول التي فرضت الحجاب فيها بالقوة وبظمنها الجمهورية الاسلامية في ايران   بعدم ملاحظة او تسجيل اية اشارات ايجابية لا بل على العكس كان وقعها  من خلال الاحصائيات سلبيا حيث الفساد الخلقي واعداد بائعات الهوى قد ازداد بشكل ملفت وقد تجاوز العدد ال300 الف وانتشار ظاهرة اللقطاء لتمثل مشكلة عصيبة تقدرها بعض المنظمات الدولية بأكثر من نصف مليون لقيط .   او بمنع الناس من شرب الكحول وتداولها كالامر الصادر من مجلس محافظة البصرة وقد اثبتت الدراسات ايضا بان الدول التي تمنع الكحول او لاتوفره باسعار تكون في متناول المواطنين تنتشر وتستشري ظاهرة المخدرات بشكل واسع ومدمر للمجتمع وهذا مااكدت عليه بعض المصادر في هذه الدول اضافة الى ذلك ومنذ سقوط النظام البائد في العراق  قد دخلت انواع مختلفة من المخدرات الى العراق  اضافة الى قيام بعض المزارعين بتحويل مزارعهم من زراعة محاصيل اقتصادية كالرز الى زراعة المخدرات ونفس الشئ ينطبق على  القرارات والتجاوزات الاخرى كمنع الموسيقي وقوانين اخرى ذات علاقة بالحريات الشخصية.
وحيث ان الكثير من السياسين والمثقفين العراقيين المتنوريين  يعيشون مرحلة يعجز الواقع من اللحاق بافكارهم حيث الفكر متقدم والواقع متخلف وان استمر هذا الواقع على ماهو عليه فسوف لن يطول هذا الواقع لينتفظ ويثور كما حصل للتنويريين الاوربيين في عصر النهضة عندما مهدوا للثورة الفرنسية  وكما هو حاصل الان في الجمهورية الاسلامية فصحيح ان التنبوء بما تحمله الايام القادمة لهذه الجمهورية ليس بالامر السهل ولكن التغيير قادم لامحال  وخاصة لشعب مثل الشعب الايراني يمتلك خزين حضاري وحراك سياسي واجتماعي مستمر وان الاجيال التي لم تشهد الثورة لم تعد تحتمل الاجندات الدينية المتزمتة بل تطالب بحل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية  والقضاء على الفساد الذي بدا ينخر في جسد الدولة.  .
وعلى الاحزاب الطائفية والدينية العراقية  ان تعي هذه الحقائق حيث ان التمسك بالماضي وخاصة مايتعلق منه بالجوانب المعطلة للعقل سوف لن يزيدنا الا المزيد من التخلف والانحدار متخذين من الماضي كخزان بؤسنا الحضاري.
وعلى السياسين والمثقفين ان يدركوا دورهم الوطني والتاريخي  وحيث ان الاحداث التي مر بها العراق بعد السقوط افرزت الكثير من من السياسين والمثقففين المتسولين والماجورين اللذين يبحثون عن المال والشهرة.
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا






130
تحية كلدانية اشورية سريانية لاهل الناصرية 



في خضم الحياة وزحمتها ووسط افراحها واحزانها ومتطلابتها التي لاتنتهي والسعي حثيثا وراء  كل جديد ومبهر واخر صيحات التكنلوجيا المجنونة و تطبيقا للمبدا القائل الكل يسعى لكي يملك هذا العالم ورغم اني من اللذين يؤمنون بالمبدا الذي وضعه عالم الطبيعة الامريكي ثورو (كيف نستغني وليس كيف نقتني) وانت كجزء من هذا العالم المجنون الذي يسير نحو المتاهة اوقفتني وقفة اهل الناصرية من الاحداث والمناسبات التي تخص شعبنا وتاملت كثيرا في هذا الموقف الذي اقل مايقال عنه انه موقف يتسم بالنزاهة والشجاعة والنبل وبالعمق الحضاري الممتد لالاف السنين وكم نتمنى ان تكون لمثل هذه المواقف الاصيلة والمسؤولة القاعدة الكبيرة ليس في المحافظة العزيزة الناصرية لا بل في كل محافظات الجنوب والوسط والشمال  مما دعاني الى ان اقرا وابحث قليلا عن شخصية هذا الانسان العراقي الاصيل ابن الناصرية  التي هي جزء لايتجزا من الشخصية العراقية فكم تعرضت هذه الشخصية من التجني والتطاول ومحاولة ربط النكسات التي مر بها العراق على انها انعكاس لهذه الشخصية وماتحمله من خصائص ومهما حاول العلماء والباحثين اعطاء تعريف او تحليل واحد للشخصية فسوف تحمل الكثير من الصحة والكثير من المغالطة وذلك من خلال السمات التي يتمتع بها الانسان (نظرية بورت) او من السلم الاجتماعي والحاجات (نظرية ماسلو)او من خلال الوسط والبيئة الاجتماعية (نظرية علي الوردي).
فالشخصية بشكل عام هي نتاج التفاعل بين كل الارث الحضاري والاجتماعي والثقافي وان محصلة كل هذه العوامل والتي تنصهر في بودقة الزمن لتشكل وتعطي خصائص ومواصفات الشخصية وان الانسان العراقي  وعبر سلسلة طويلة ومعقدة من النهوض الحضاري والانتكاس الحضاري كان دائما يتميز بمواصفات وعادات قلما نجدها عند الشعوب الاخرى.

(ان تاريخ الانسان العراقي الاول يعود الى مايقارب 100 الف سنة اي العصر الحجري الادنى وبداعصر فجر التاريخ قبل 5000 ق.م مع السومريون واضعي الاحرف الاولى للنهوض والبناء الحضاري ثم جاء الاكديون فالكوتيون 2222-2120 ق.م القادمين من جبال زاكروس في همدان لتبدا اولى مراحل الانتكاس الحضاري للعراق القديم, بعدها يستعيد العراق القديم بناءه الحضاري بقدوم سلالة اور الثالثة والعصر البابلي القديم2006 ق.م وملكها حمورابي وقانونه الشهيرعام 1770 ق.م. ودورة اخرى من العصور المظلمة وهذه المرة على يد الحيثيون  1595ق.م وبعدها على يد الكاشيين والعيلاميون  1595-1157ق.م

وعاد البابليون من جديد في سلالتهم الرابعة وحكموا العراق (1156-1025 ق.م) وكان من أبرزهم نبوخذ نصر الأول. بعدهم جاء الأشوريون فالكلدانيون اللذين يمثلون العهد البابلي الأخير . ثم جاء الاخمينيون ليدمروا العراق من جديد في القرن السادس الميلادي وبعده جاء دور الاسكندر من السلوقيين ليقود جيش من الاغريق والمقدونيين ويهزم الاخمينيون  في معركة أربيلو عام 331 ق.م. ثم مات الإسكندر في بابل عام 323 ق.م وسقطت بأيدي الفرثين (خرا سان حاليا)   . وحكم الساسانيون العراق أربعة قرون 224-636م، بعدها بدأت حملة العرب المسلمين على العراق عام 635م- سنة 1258م.


وغزا العراق بعد ذلك المغول الأيلخانيون بقيادة هولاكو ، (1258-1338م). ودمرت بغداد مرة أخرى على يد الجلائريين (1338-1411م)  . وتعاقبت على حكم بغداد في الفترة بين عامي (1411-1508م) دولتا التركمان المعروفتان بالخروف الأسود والخروف الأبيض.واتسمت هذه المرحلةحيث ويصف المؤرخون أن بغداد كادت أن يقضى عليها خلال تلك الفترة. وتعرض العراق عام (1508 م) إلى الدمار الواسع على أيدي الصفوين الذين إحتلوا بغداد في ثلاث فترات مختلفة أثناء صراعهم المرير مع العثمانيين بين عامي (1508م) و(1638م).وفي عام (1640م) دخل العثمانيون بغداد وهاجموها هجوما عنيفا بعد أن أحكموا سيطرتهم على الموصل وأربيل وكركوك  والسليمانية منذ عام (1631م). واستمر حكمهم للعراق حتى احتلال بغداد من قبل الجيش البريطاني عام (1917م) . . وفي عام 1921 تأسست المملكة العراقية وتوج الملك فيصل الأول ملكا على العراق وتوالت الحكومات العراقية لغاية سقوط حكم الرئيس عبد الكريم قاسم في 1958م.

وفي 9/4/2003م خلع الدكتاتور من رئاسة الجمهورية وسقط نظام الحكم من قبل قوات التحالف ( الأمريكان) وسقطت بغداد من جديد.


فبعد هذا الكم من التراكم الحضاري والتاريخي الملئ باعظم الانجازات التي عرفتها الانسانية ورغم كثرة الانتكاسات والغزوات التي اجتاحت هذا البلد (المؤشرة باللون الاحمر) والتي كانت تدمر وتقضي على كل انجاز وبناء انساني حضاري   ولكن في كل مرة كان هذا الانسان ينتفض من جديد وسرعان ماكان يعيد بناء نفسه وحضارته وبشكل مدهش وغريب وهذه واحدة من اهم مميزات هذا الانسان . فبالتاكيد ان ابن الناصرية اليوم هو امتداد لذلك التاريخ الحضاري المشرق  تاريخ الاجداد  ومانلاحظه ايضا بان معظم الغزوات التي كانت تحاول تدمير الارث الحضاري لهذا البلد كانت تاتي من الشرق  وان بناة الحضارة هم سكان العراق الاصليين . وكلما اشتدت الهجمات  ومحاولات تدمير هذا البلد العظيم كلما اعطت قوة وزخم لهذا الانسان الرافديني كي ينتفض من جديد وليقدم نتاجه وابداعه الانساني والحضاري ليس لشعبه فقط وانما للانسانية جمعاء  ومادام هناك  اناس بمستوى الاخ الاستاذ علي الصالح وزملاءه من اهل الناصرية  وبهذا المستوى من الوعي والرقي في استحضار الماضي المجيد ليكون حافزا للسير قدما نحو البناء الحضاري فنقول لكم هنيئا لكم ياشباب الناصرية وباقة وردة نهديها لكم  ولكل اهل الناصرية الكرام. ويربط الاخ علي بين حدثي فوز المنتخب العراقي وتنصيب الكاردينال دلي بانهما من اجل العراق والعراقيين من خلال قوله في لقاء مع موفع عنكاوة (بالحقيقة شعور ليس له حدود عندما وجدنا منتخب العراقي قد وحدة العراقيين عند فوزه في بطولة أمم آسيا, وجدنا فوز سيادة غبطة الكردينال عمانوئيل الثالث دلي هوالأخر نصر من انتصارات العراقيين وتحقيق طموحاتهم المرسومة).
لمحة عن تاريخ الناصرية:
منذ اقدم العصور وفي منتصف الاف الرابع قبل الميلاد سكن السومريون هذا القسم من العراق وقد بنوا اعظم الحظارات التي عرفها التاريخ البشري
وتشير الادلة الاثارية الى ان زراعة النخيل قد بدأت في القسم الجنوبي من العراق منذ بداية استيطان الانسان في العهد المسمى طور العبيد منذ ما يقرب 4000 ق. م الى اريدو حيث اكتشاف وسائل المواصلات والتي تاتي العجلة في مقدمتها ويعتبر هذا الاكتشاف واحد من اهم الاكتشافات التي نقلت البشرية من حال الى حال ويقارنه بعض العلماء باكتشاف الكومبيوتر في وقتنا الحاضر اضافة الى المحراث.  الى ايام اور حيث بلد النبي   ابراهيم الخليل حيث تشير الدلائل الى ان ابراهيم الخليل ولد ونشا في مدينة اور اذ تذكر التوراة انه كان اصلا من اور ويقع بيته في اور ضمن رقعة تكاد تكون مثلثة الشكل تبلغ مساحتها 2200مترا مربعا كما اشتهرت سلالة اور بالاعمال العمرانية ومنها زقورة اور ( تبعد 15كم عن الناصرية ) وقد وضع هذا الانسان القوانين وهي افضل بكثير من بعض القوانين التي تطبقها الكثير من الدول في عصرنا الحاضر وكان لهذا الانسان الدور الريادي في اكتشافه سر التطور والتقدم من خلال تاسيسه لاول مدرسة عرفها التاريخ ايمانا منه بان المدرسة هي اساس نمو العلوم والثقافة وازدهارها حيث ان المكان الوحيد الذي يجلس فيه الانسان يمارس الاصغاء والتعلم دون كلام  كما في دور العبادة من خلال اعطاء قدسية للصف والمدرسة ونرى اليوم يطلق تسمية الحرم الجامعي احتراما وتقديرا للعلم واهل العلم ومكان التعلم وهذه المدرسة السومرية التي اسست قبل خمسة الاف سنة هي ثمرة اكتشاف الكتابة وتطورها .
كما كان لاهل الناصرية  الدور الكبير والمشرف في صد الكثير من الغزوات القادمة من الشرق ايام الفضلية وهي المعركة التي اندحر فيها الفرس عام 1777 عندما توغلوا في اراضي المنتفك وحصلت المواجهة في منطقة الفضلية الواقعة على نهر الفرات على بعد عدة اميال من العرجة وتكبدوا فيها خسائر فادحة من جراء غيهم بعد ان لقنوا درسا بليغا من اهالي المنتفك  الذين كانوا لهم بالمرصاد . الى اغليوين (جدول يقع بين الناصرية وسوق الشيوخ) دارت عنده المعركة بين المنتفك والقوات العثمانية اوائل عام 1813م ودارت المعركة سجالا بين الطرفين حيث كانت الغلبة بادئ الامر لصالح قوات الوالي العثماني حيث يفوقون المنتفك عددا وسلاح .
ولكن صلابة المنتفك وبسالتهم غيرت من نتائج المعركة واصبحت الكفة لصالح المنتفك وحوصرت قوات الوالي العثماني وقتل اغلبية القادة.
وكانت تسمى الناصرية سابقا بالمنتفك نسبة الى عشائر المنتفك وفي زمن الوالي العثماني مدحت باشا امر بتاسيس لواء المنتفك وتم الاتفاق مع الشيخ ناصر باشا السعدون غلى تحويل المشيخة الى متصرفية مع بناء حاضرة في المنتفك تسمى باسم الناصرية نسبة الى الشيخ ناصر باشا .وقد قام المهندس البلجيكي جوليوس تلي بوضع التصميم الاساسي للمدينة على غرار التخطيط العمراني السائد في اوربا حينذاك وخطط شوارعها على شكل خطوط مستقيمة. واول من شيد دار سكن في الناصرية كان تاجرا من بغداد وهو التاجر الارمني نعمة الله نعوم هاكوبيان سركيس واول متصرف لها كان الشيخ ناصر باشا بن راشد بن ثامر السعدون.
واجمل ماقاله الشعراء في الناصرية.
الشاعر النجفي السيد محمود الحبوبي :
ما جنة الفردوس الا ما أرى فليغتبط بنعيمها من نالها
فأنا وشعري والطبيعة والهوى والناصرية واقفون حيالها
وقصيدة جميلة اخرى تتغنى بالناصرية للشاعر حسن عبد الغني الحمادي.
( في كل منعطف تنام حضارة وبكل شبر من معاقلها اثر
حلم الجنوب ... مدينتي ، يالف اغنية ترددها الليالي في السمر )
اما الشاعر الراحل طالب الحاج فليح فقال فيها ( قومي البسي ثوب الفخار العراقي في يوم عيدك باابنة الاشراف
للناصرية في النفوس محبة كمحبة الابناء للاسلاف
الناصرية بلدتي وانا ابنها ولها مقام الام بين شغافي )

اما الشاعر حسن عبد الغني الذي كتب ابياتا جميلة في وصف الناصرية:
مدينتي ...كسفينة اشواق جذلى
تتخطى امواج السنين
تتخطى المراسي
ترفض ان تنام
هائمة بالعشق
فكبرنا بعشقها
كبرنا ورفضنا الفطام
اما كاظم الركابي فقد تغنى بالناصرية  واصفا مدينته بالحبيبة.
داري ...ولا بالكون اعز من داري
ياذكرياتي وملهمة اشعاري
يالناصريه...يالناصريه
اهنا لعبنه بالشوارع دافيه
اهنا شربنه من الفرات العافيه
اهنا كلوب الناس طيبه وصافيه
يالناصريه..يالناصريه


كالت حبيبتي..اكتب اعيوني الك حبر الكتابه
اكتب اشعارك حبيبي... وطرز ابرمشي على اثياب الكتابه
شعرك بدرس الرسم يرسم غابه
وشعرك بيوم امتحاناتي اجابه
وشعرك ابعز العطش يلتم سحابه
هاك ..وهاك يحبيب كصايب يلتون بيدك ربابه
وهاك من شفتي اعلى شفتك..بوسه لحنها  عتابه
اتغني بيها الناس والحب والتعابه

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


131
الشهيد المطران ومنح رتبة القداسة من الفاتيكان:



هل نتوقع ان يمنح مطراننا الجليل الشهيد بولص فرج رحو مرتبة القداسة دون المرور في
مرحلة التطويب وسلسلة الاجراءات المعقدة جدا التي يتبعها الفاتيكان لمنح مثل هذه الرتبة .ولغرض الدخول في تفاصيل هذا الموضوع سوف نعرج قليلا على تاريخ منح رتبة القداسة ”يقول قداسة البابا ان الله الاب يواصل اظهار تدبيره المفعم بالمحبة بواسطة القديسين" وان الاختبارات التي يمر بها القديس على درب القداسة مشتملة على الاختبارات الروحية المفعمة بتمجيد محبة الله وهو الطريق اي طريق الحياة مع الله وان المعجزات وحدها لايمكن ان تكون المقياس الوحيد للقداسة ولو تفحصنا ماهو الهدف المرجو من اظهار الر ب قدراته الخارقة عن طريق ابناءه الصالحين الا لتكون ايات لغير المؤمنين حيث ان حكمة الله نجدها في كل شئ من حولنا .
وان تارخ الكنيسة في منح رتبة القداسة تاريخ طويل فقد كان منح رتبة القديس ولغاية الجيل الثاني عشر تمنح من السلطات الدينية المحلية وبناءا على الشواهد والادلة التي يقدمها الشعب ويتم فحصها وتدقيقها وبعد هذا التاريخ صدرت التعليمات من الفاتيكان تنص على ان يتم منح رتبة القديس بشكل مركزي وضمن اجراءات صعبة ومشددة ترتكز على الجوانب العلمية والاجتماعية والثبوتية وقد تستغرق وقتا طويلا جدا يصل الى عشرات السنين وغالبا مايتم منح هذه الرتبة بعد ان يكون المرشح قد نال درجة الطوباوية وبعد وفاة المؤمن بسنواة تقصر او تطول اعتمادا على ظروف كل حالة.
وقد تم في عصر البابا يوحنا بولس الثاني منح رتبة القداسة لعدد كبير من المؤمنين فاق العدد الذي منح في الفترات التي سبقت عصره مجتمعة وقد اسندت مهمة منح الرتبة الى مجمع القديسين وقد تم تسريع هذه الاجراءات التي كانت تاخذ وقتا طويلا قد تصل  قرونا طويلة.
وقد قام البابا يوحنا بتقديس 482 طوباويا وذلك في خلال 26 سنة الفترة التي تسلم فيها الكرسي البابوي وخلال اربعة قرون قام اسلافه بتقديس 302 طوباويا وان التطويب هو مرحلة تسبق القداسة وممكن ان يحصل عليها المؤمن بعد اثبات معجزة واحدة .
ونظرة متفحصة للاسماء التي نالت هذا الشرف العظيم في زمن البابا يوحنا فان غالبيتهم  من الشهداء اللذين وهبوا حياتهم ودمائهم من اجل اعلاء كلمة الله.
نسيطيع القول ان الشهادة والغفران هما اقنوما القداسة وان شهداء المسيحية هم قرابين وشموع تنير الظلمة والعتمة في قلوب البشرية وان رجالات الله هم ذبائح حب متواصلة ناذرين انفسهم على مذبح البشرية.
وفي هذا الوقت العصيب والتاريخي الذي تمر به كنيستنا في العراق(كنيسة الشهداء) فمن حقنا ان نطالب بمنح سيادة المطران الشهيد بولص فرج رحو رتبة القداسة لان الصعاب والمحنة التي تمر بها الكنيسة في العراق لاتقل قساوة وصعوبة عن الفترات المظلمة التي مرت بها الكنيسة وان القداسة الحقيقية هي التشبه بالمسيح المصلوب .نطالب كنيستنا الموقرة ومن خلال وكيل دعاوي القديسين ان ترفع ملف الشهيد البار بولص فرج رحو الىمجمع القديسين في روما كي يتم دراسة الملف ويعرض على مجمع الكرادلة وان هذا الاستحقاق هو استحقاق لكنيسة العراق المناضلة والمؤمنة والصابرة وهو تكريم لكل شهدائنا الابرار اللذين سقطوا ابرياء في طريق الحق وما اشبه اليوم  بالامس فان طريق الشهادة للشهيد بولص فرج رحو الذي يشبه طريق الشهادة لاخيه اسطفانوس اول قديس يحصل على لقب القداسة وقد تم رجمه في اورشليم حتى الموت وكان من الحاضرين في رجمه بولس الرسول وكان وقتها يدعى شاوول وكان محاربا ومظطهدا للمسيحيين وكان ايمان اسطفانوس ودماءه الزكية الطاهرة سببا في تحول شاوول من محاربا ومظطهدا للمسيحية الى رسولا وداعما لها.
كنا قد نشرنا في مقالة سابقة وتحت عنوان (قد نشهد عودة ظهور القديسين من العراق)
وهذه الفقرة من هذه المقالة بتاريخ 2007-08- 06
"ولايسعني هنا الا ان اصلي بخشوع طالبا من الرب ان يحفظ كل رجال الدين وعلى الخصوص سيادة مار بولص فرج راعي كنيسة الرب في الموصل وهو يعيش تحت التهديد وليس لديه اية شئ يدافع به عن نفسه سوى ايمانه ومحبته لله وكما عاش تلاميذ المسيح, حين قال في مقابلته المؤثرة مع راديو SBSحول موضوع مغادرة المسيحيين مدينة الموصل" سأكون آخر شخص يغادر الموصل" اننا فعلا في زمن قد نشهد فيه عودة ظهور القد يسين مرة اخرى من بلدنا العزيز العراق".

 وبدورنا ومن خلال موقعنا في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا نطالب الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان ومحافظ الموصل  باطلاق اسم  الشهيد المطران على احد المعالم في بغداد والموصل واربيل واقامة تمثال يليق بالشهيد كي يبقى رمزا للتاخي والسلام والمحبة بين كل مكونات هذا الشعب حيث كان الشهيد رمزا للاخاء والتعايش السلمي والتسامح .
ونحن بدورنا في الاتحاد الكلداني وبعد ان تم الغاء احتفال اكيتو لهذا العام ،حدادا  و تضامناً مع ابناء شعبنا على ان تقام بطولة موسعة سنوية بكرة القدم باسم الشهيد المطران بولص فرج رحو اضافة الى معرض فني كبير باسم الشهيد المطران وقد تم رفع طلب الى السلطات المحلية في المناطق التي يتواجد فيها ابناء شعبنا بكثافة لاطلاق اسماء ورموز من ابناء شعبنا على المعالم الجديدة في هذه المناطق ومن هذه الاسماء شهيدنا البار بولص فرج رحو. 


د.عامر ملوكا
رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي \ فكتوريا
ملبورن \استراليا

132

كتلة من الايمان والمحبة والسلام تمشي على قدمين. 

طوبى لكم اذا عيروكم واضطهدوكم من اجل اسمي فلا تحزنوا بل افرحوا وتهللوا لان لكم اجر عظيم في السماء

انها محنة كبيرة حين يقف الانسان حائرا امام موقفا صعبا وحزينا في نفس الوقت, فتقف الكلمات حائرة وعاجزة وخجولة كي تعبر عن كل هذا الكم الهائل من الحزن والالم الذي يعتصر القلب والوجدان ولكن سوف اجمع كل الكلمات التي تعبر عن الحزن والالم والمواساة وبكل لغات العالم كي تقف صفا واحدا وانا معها لننحني امام ضريحك ايها الشهيد البار, امام عظمة روحك الطاهرة الروح التي لم تستطع كل قوى الشر من ان تكسر اوتقترب من الكم الهائل من الايمان والمحبة والتسامح الذي تحملها ايها المطران الجليل انك فارقتنا جسدا ولكن روحك ترسخت في ضمائرنا وعقولنا وسوف تبقى روحك الطاهرة حمامة سلام بيضاء تنشر المحبة والسلام والامل والرجاء في قلوب وضمائر كل محبيك والمؤمنين مسيحيين ومسلمين ومن كل الاديان والطوائف والقوميات التي احببتها من كل قلبك ووجدانك في مدينتك الموصل وبلدك العراق وكوكبك الارض.  واسمح لي سيدي ان اصفك واصف روحك بانك كتلة من الايمان والمحبة والسلام تمشي على قدمين .عزائنا ايها الشهيد مار بولص فرج رحو انك شهيد الحق وشهيد الكلمة وشهيد المحبة وشهيد الاخوة وشهيد الانسانية وكما فعل جميع تلاميذ المسيح القديسين قبل اكثر من الفين عام ها قد فعلتها انت وفديت نفسك من اجل محبيك ومن اجل التعاليم والقيم التي علمك اياها معلمنا السيد المسيح وكم كان سلاحك قويا ومؤثرا وهو ايمانك العميق بالانسان وكيف ان سيدنا المسيح قد فدى نفسه من اجل هذا الانسان.
نحن متاكدين انك في مكان يحسدك عليه قاتليك اولا ومحبيك ثانيا وانك في مكانك الان تصلي لقاتليك وتطلب لهم الرحمة كما فعلها معلمك الاول مع جلاديه حين قال انهم لايدركون مايفعلون.

د.عامر ملوكا
رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي/فكتوريا

ملبورن/استرالي

133
                       اراء ومقترحات حول واقع ومستقبل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني(2)   


كنا قد نشرنا قبل مايقارب العام مقالا في عمود الحوار الهادئ بعنوان اراء ومقترحات حول واقع ومستقبل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وتاتي هذه المقالة تحت نفس العنوان ايضا لتتناول ماتم انجازه واخر المستجدات والتطورات التي مر بها شعبنا ونظرتنا الى المستقبل.
1- كنا قد تناولنا مسالة القومية واختلافات التسمية وقد اكدنا حينها على اهمية ان تكون معظم توجهات مثقفي شعبنا ووقادته نحو تناول مسالة القومية من جوانبها الايجابية المضيئة والتي توحد الخطاب و الاهداف, والملاحظ من خلال الفترة القليلة الماضية بروز الخطاب الحضاري في  هذا الموضوع الحساس على حساب الاصوات والخطابات المتشنجة والتي لم يعد لها اية صدى بين جماهير شعبنا وامتنا والتي كانت تحاول تهميش او الغاء الاخر , وهذا ماهو متوقع مع عمق التجربة الديمقراطية ونضج الممارسات التي لابد ان تصب في المحصلة النهائية في مصلحة هذا الشعب مع التاكيد على ان الكثير من المفاهيم والقيم الحضارية بدات تسود الحوارات والمقالات والطروحات  مثل التسامح وقبول الاخر. 
2- في مايخص التسمية او عقدة التسمية والتي امضينا فيها وقتا ليس بالقليل فقد كانت السنوات الماضية سنوات اختبار وتمحيص وبعد ان كان هناك الكثير من الاحتمالات لهذه التسمية ونذكر منها الكلداني الاشوري السرياني  واحتمالاتها الستة وهناك من يقترح الفارزة بين الاسماء ومن يقترح خط افقي او مائل واحتمالاتها وهناك من يقترح الكلدواشوري السرياني وهناك الذي يفضلها باشكال وصيغ اخرى ,على اية حال فان هذا الموضوع بدا يقترب من النضوج والصيغة او التسمية التي تمثل ابناء شعبنا والتي تفرض نفسها اخذة بنظر الاعتبار الاستحقاق لكل مكون هي التي سوف تفرض نفسها.
وحول موضوع التسمية وعندما سُئل الاستاذ سركيس اغاجان عن التسمية واختياره الكلداني الاشوري السرياني كاسم للمجلس فكانت الاجابة اعتمادا على العدد ومن وجهة نظرنا المتواضعة نقول ان الكلدان هم الاكثر عددا ولكن ايضا هم الاكثر ثقلا وفي نواحي كثيرة ومتعددة منها الثقل الديني والثقل الاجتماعي والثقل الثقافي واسمحوا لي ان اطلق تسمية( المكون الانيق) على شعبنا الكلداني من بين مكونات شعبنا الاخرى ولابد لاية مشروع واية قضية تخص واقع ومستقبل شعبنا من ان يكون للمكون الانيق فيها  مكانة حجر الزاوية في هذا المشروع وان هذه الحقيقة التي كانت غائبة عن اجندة بعض الاحزاب والتكتلات والشخصيات اصبحت اليوم واقع حال ولابد من التعامل معها برؤيا اكثر عمقا. 
وما نيل الكاردينال عمانؤئيل دلي للكاردينالية الا تاكيد الى ماذهبنا اليه وقد اعطى هذا التكريم بعدا عراقيا واقليميا ودوليا لقضايا شعبنا الكلداني الاشوري السرياني .
3- ظهور الكثير من التجمعات والتكتلات التي تمثل شعبنا وخاصة في دول المهجر وهذه الظاهرة ان دلت على شئ انما تدل على وجود الوعي القومي لدى ابناء هذه الامة  اضافة الى  اصرار هذا الشعب على ان يكون له دور مؤثر وفاعل في تشكيل حاضره ومستقبله وان يكون له الدور الفاعل على الساحة الوطنية العراقية  وخاصة عندما تتوفر الاجواء الديمقراطية النقية حيث بدات الكثير من الاحزاب والقوى الوطنية العراقية وحتى الدينية والقومية منها بالانتباه الى مسالة جعل الوطنية فوق كل الاعتبارات الاخرى( القومية والدينية والمذهبية) ومانتوقعه بالفترة القادمة ولغاية الانتخابات القادمة ظهور تكتلات قوية تنتهج المنهج الوطني العراقي بعيدا عن التوجهات القومية والدينية والمذهبية وبالتكيد فان مثل هذه التوجهات سوف تكون في صالح العراقيين بشكل عام والاقليات بشكل خاص. .

4- ظهور وبروز شخصية قيادية وبقوة خلال الفترة القليلة الماضية وهي شخصية الاستاذ سركيس اغاجان وايضا ظهور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري فنحن هنا لسنا بصدد ابداء الرأي او تقييم الشخصية بقدرما نصبو الى تسليط الضوء على الحدث, فظهور شخصية الاستاذ سركيس اغاجان كقيادي وذلك من خلال امتلاكه الادوات التي تساعده لتبوء هذه المكانة وهي السلطة والجاه والامكانات المادية والماكنة الاعلامية حيث انه يشغل منصب وزير المال والاقتصاد ونائب رئيس الوزراء لحكومة اقليم كردستان وامتلاكه للثروة اضافة الى الماكنة الاعلامية الممثلة بقناة عشتار الفضائية فقد اثبتت الفترة الماضية عن القبول والرضا من قبل شرائح كبيرة من ابناء شعبنا وايضا من قبل رجال الدين وان كل ما تم تقديمه من قبل السيد سركيس اغاجان ولحد هذه  اللحظة يقع ضمن ماهو ايجابي ومفيد ويصب في خدمة ابناء شعبنا ولا يمكن ان يختلف على ذلك اثنان.
تبقى مسالة الانتماء الحزبي للاستاذ سركيس اغاجان وانتمائه القومي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني وكيفية جعل هذه الموازنة تصب في صالح شعبنا على طول المسار.اضافة الى ان التاريخ السياسي والنضالي للاستاذ سركيس اغاجان هو مع القضية الكردية والحزب الكردستاني الديمقراطي وهو حزب قومي ايضا على الرغم من ان هذا لا يمنع من ان يكون الاستاذ سركيس اغاجان قوميا صادقا في خدمة قضايا شعبه ونتمنى ان يكون ظهور الاستاذ سركيس اغاجان كمتحدث وكضيف في برامج تقدمها قناة عشتار الفضائية من خلال برامج سياسية متقدمة كالمواجهة  او الراي الاخر مع شخصيات من ابناء شعبنا لديهم رؤى وقناعات قد تتفق او تختلف مع الاستاذ سركيس اغاجان كي يطلع ابناء شعبنا على شخصية الاستاذ سركيس اغاجان عن كثب ورايه الصريح من خلالها بقضايا شعبنا وامتنا حيث ان كل الذي نعرفه عن هذه الشخصية هو من خلال عدد من اللقاءات الصحفية للاستاذ سركيس اغاجان مع الاستاذ وسام كاكو وعلى الرغم من اهميتها فهي ليست كافية لاعطاء كل الابعاد المتعلقة بهذه الشخصية من خلال وجهة نظر واحدة اخذين بنظر الاعتبارات ان كل السياسين تراهم بمناسبة اوغير مناسبة يظهرون في الاعلام لطرح افكارهم ومشاريعهم كي يستطيعوا ايصال اجندتهم وبالنتيجة تلقي ردود الافعال بالسلب ام بالايجاب .
السؤال الاخر الذي يطرح نفسه هل ان الدعم المالي المقدم من قبل الاستاذ سركيس اغاجان هي من حصة شعبنا في حصة اقليم كردستان ام هي مساعدات خارجية لابناء شعبنا ام هي  اموال شخصية, فلا نستطيع ان ننكر بان هذه الاموال هي موجهة في خدمة قضايا شعبنا ولكن شئ جميل ان يطلع ابناء شعبنا على المصدر الحقيقي لهذه الاموال .
5- تبقى اشكالية الانتخابات القادمة والتي نسعى جادين ليكون لنا مكانتنا ومقاعدنا فهل سندخل بقائمة مستقلة تمثل كل اطياف شعبنا على اختلاف توجهاتها وقناعاتها او سوف ننقسم مرة اخرى بين قوائم الاحزاب الكردية والاحزاب والتكتلات الاخرى ,المهم في هذا الموضوع الدخول بصيغة تضمن لنا الاستقلالية واكبر عدد ممكن من الاصوات بعد ان يقتنع الناخب من ابناء شعبنا انه بصوته سوف يساهم في خدمة شعبه وامته ان كان داخل او خارج العراق.
6-  اما ملاحظاتنا على ظهور قناة عشتار الفضائية هو عمل وانجاز رائع  ووسيلة اعلامية حيث نستطيع من خلالها ان نوصل مطالبنا المشروعة الى الراي العام وخاصة اذا تناولت كل قضايا شعبنا من خلال وجهات نظر مختلفة بعيدا عن الاعلام الموجه المبني على راي وسياسة الراعيين لهذه القناة . والذي نتمناه ان تكون قناة عشتار راعية للرأي الاخر بنفس القوة التي تتبنى فيها وجهات نظر الراعيين لها معتبرين هذه القناة هي ممثلة لكل ابناء شعبنا وممثليهم في الاحزاب والتكتلات داخل اقليم كردستان و في البرلمان العراقي والحكومة المركزية.
وبالرغم من النجاحات التي تحسب لهذه القناة وفي فترة قصيرة نسبيا يبقى لدينا بعض الملاحظات حول عرض القناة لطوابير من ابناء شعبنا وهي تستلم كيس الرز او السكر وكاننا لازلنا نعيش عقدة كيس السكر والرز وكانه لازلنا نتعامل بعقلية دول العالم الثالث والدكتاتوريات الزائلة وكأن انساننا لايزال يعيش في مرحلة اشباع الغرائز (من هرم ابراهام سالوم) فبصراحة انها مواقف مخجلة ولا تليق بالانسان العراقي اولا والكلداني الاشوري السرياني ثانيا وان توضع مثل هذا الخبر وبالصور في نشرة الاخبار وتحت عنوان مساعدات الاستاذ سركيس اغاجان انها حقا تشعرنا بالخجل وهل بهذا الانسان سوف نطالب بالحكم الذاتي لشعبنا وعلى المدى البعيد بدولتنا المستقلة !! والنقطة الاخرى الجديرة بالذكر عدم تقديم قناة عشتار لبرامج تبحث في عناوين مهمة كالحكم الذاتي لشعبنا من خلال مناظرات ومحاورات لمتخصصين ومثقفين وسياسين من داخل ابناء شعبنا ومن خارجه  كي تصل الفكرة الى ابناء شعبنا بكافة طبقاته وشرائحه.
 ان طرح مسالة الحكم الذاتي لشعبنا واختلاف وجهات النظر حول هذه القضية التي لم تنل حقها من التمحيص والدراسة وخاصة من قبل وسائل الاعلام المسموعة او المرئية , فقضية مهمة وحيوية مثل هذه القضية تتطلب الكثير من المناقشات والحوارات من خلال جميع وسائل الاعلام المتاحة لابناء شعبنا واشراك اكبر عدد ممكن من التكتلات والاحزاب والمؤسسات لكي نصل الى افضل مايمكن تطبيقه على ارض الواقع .
على اية حال فان طرح مسالة الحكم الذاتي او الدولة المستقلة هي مفاهيم لايمكن ان تكون ذات تاثيرات سلبية على مستقبل شعبنا خاصة اذا توفرت البيئة الديمقراطية والمناخات الملائمة , ولما لا, فنحن نطرح اقصى مايمكن لنحصل على اقصى مايمكن الحصول عليه  وخاصة ان بلدنا العراق هو بلد متعدد القوميات ولايصنف كدولة قومية ويذكر الكاتب د. عبد المجيد إسماعيل حقي (إن الدولة التي فيها أكثر من 95% من مواطنيها من أمة واحدة تسمّى الدولة القوميّة. أما الدولة التي فيها نسبة كبيرة من السكان يتبعون قومية أو قوميات أخرى غير التي تتبعها الأغلبية من المواطنين فتسمّى الدولة متعددة القوميات.
وتبقى مسالة التطبيق واختلاف وجهات النظر حولها وفي تقديرنا ان بعض الطروحات المختلف عليها قد نجد لها  افضل الحلول بالتقادم الزمني لها, وسوف نتطرق قليلا عن مفهوم الحكم الذاتي لاهمية هذا الموضوع والجدل الدائر حوله .
ان الحكم الذاتي  ذو تاريخ طويل في الفكر الانساني  ومفهومه غامض ومتشعب حيث يجمع بين الطابع الاداري والقانوني والسياسي.
ويكتسب الحكم الذاتي اهميته من خلال  تمتعه بالشرعية الدولية  حيث ارتبط الحكم الذاتي في القانون الدولي بعدد من المفاهيم النبيلة منها حق تقرير المصير والاستقلال الوطني وقد ظهر اول مفهوم للحكم الذاتي في ميثاق منظمة حلف شمال الاطلسي عام 1941 باسم الحكومة الذاتية
government Self وذكر في وثائق الامم المتحدة عام1942  وتضمنت هذه الوثائق على  ضمانة تقدم شعوب الحكم الذاتي اضافة الى دعم الحكم الذاتي.
فمفهوم الحكم الذاتيِAutonomy في اللغة الإنكليزية، نجده Autonomie في اللغة الفرنسية، يتداخل مع مصطلحات وتسميات أخرى تقترب منه أو تبتعد قليلاً من الناحية التطبيقية مثلاً Self government ,حكم ذاتي، وSelf administration Self rule، حكومة ذاتية وإدارة ذاتية. ورغم التقاءهما تحت سقف واحد إلا أنهما لا علاقة لأي منهما بالسيادة، والتي تقتصر فقط على الدولة.

وهناك مفاهيم اخرى تتداخل مع مفهوم الحكم الذاتي ، وهذه المفاهيم هي: مفهوم الاستقلال الثقافي الذاتي، والفيدرالية، واللامركزية الإدارية والإدارة الذاتية، والحكم المحلي، وتتداخل هذه المفاهيم وتترابط وتتشابك حسب إحتياجات وأبعاد المشكلات المطروحة وكيفية علاجها.
لقد أخذ مفهوم الحكم الذاتي بالتراجع ليفسح المجال تدريجياً لمفهوم حق تقرير المصير، إلى حد أن بعض القانونيين (يؤكدون اختفاء المفهوم أي الحكم الذاتي من الفهرس التحليلي للقانون الدولي منذ بداية الستينات باستثناء ورود المفهوم في اتفاقية طرابلس الخاصة بحقوق الأقلية المسلحة في الفلبين).

ولتطبيق الحكم الذاتي يجب توفر مجموعة من المتطلبات التي يجب ان يتمتع بها الاقليم.
1 – ضرورة تشكيل سلطة تشريعية في الإقليم تتولى سن القوانين، ويتم انتخاب الأعضاء بحرية، في إطار عملية ديمقراطية أو أن تشكل بطريقة تتوافق مع القانون، وتجعلها موضع اتفاق السكان.
2- سلطة تنفيذية يتم اختيار الأعضاء في جهاز له هذه الصلاحية ويحظى بموافقة الشعب.
3- سلطة قضائية يناط بها تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم،كما تضمنت هذه المعايير ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة الإقليم من دون أية ضغوط خارجية مباشرة،أو غير مباشرة، من خلال أقليات محلية مرتبطة بقوى خارج الإقليم، تريد فرض إرادتها على الأغلبية، وبالمثل توفر درجة من الاستقلال الذاتي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والتحرر من الضغوط الخارجية، وتحقيق المساواة بين مواطني الإقليم في التشريعات الاجتماعية وغيرها.
وفي الحديث عن مجال تطبيق الحكم الذاتي، يرى الباحث د. سعد الدين إبراهيم (إن الحكم الذاتي يطرح في إطار معالجة المشكلات القومية والإثنية في المجتمعات التي سمحت ظروفها التاريخية والاجتماعية والجغرافية، بوجود أقليات قوميّة أو اثنية احتفظت عبر التاريخ بخصائصها الثقافية وحالت ظروف شتّى دون اندماجها وصهرها في القومية السائدة بالطرق الديمقراطيّة). 
اما الكاتب د. عبد العليم محمد فيرى (أنه لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن جميع الأقليات تطالب بالحكم الذاتي، فذلك غير صحيح، فكثير منها يطالب بحق تقرير المصير أي حرية الأقليّات حتى تكوين دولة مستقلة أو البقاء في إطار الدولة القائمة في إطار اتحاد أو خلافة، ويتوقف الأمر على طبيعة مطالب هذه الأقليات وخصائصها القومية ودرجة وعيها وتنظيمها وظروفها التاريخية، والسياسية وطبيعة علاقاتها بالسلطة المركزية ودرجة تأثرها بالاضطهاد واللامساواة وتمتعها أو عدمه بكامل حقوق المواطنة ومشاركتها في السلطة ومستويات الأجهزة المركزية في الدولة التشريعية والتنفيذية بطريقة تتفق عليها مع قوتها التمثيلية والعددية).
ومن المشكلات التي تواجه تطبيق الحكم الذاتي:
*مشكلة توزيع الصلاحيات :                                                                                 
تتوسط هذه المشكلة كافة نظم الحكم الذاتي، وتتلخص في كيفية توزيع الصلاحيات التنفيذية، والتشريعية، بين الأقاليم المحكومة ذاتيا، وبين السلطة المركزية،.
* المسالة الامنية:
والتي تتضمن تشكيل قوات الشرطة المحلية والتي تضمن تنفيذ التشريعات في مجال الضرائب والتجارة  وغيرها.           
* السياسة الاقتصادية والمالية العامة:
يبقى الحكم الذاتي سواء كان دوليا أو داخليا له طبيعة خاصة من المرونة وعدم الاستقرار، فهو لا يأخذ شكلا صالحا للتطبيق في أي من الدول على اختلاف ظروفها وأوضاعها.كما يكون للقواعد القانونية التي تنظم الحكم الذاتي دور هام في تحديد مساره. ونظراً للخلاف في مفهوم الحكم الذاتي وعدم الإجماع المطلق عليه وارتباطه الحيوي بحق تقرير المصيرفتبقى جميع الاحتمالات قائمة.
و لأننا الطرف الأضعف في المعادلة ، فتبقى طروحاتنا و قرارنا السياسي  مرتبط بإستراتيجية الأمن القومي للدولة العراقية او لاقليم كردستان ,خاصة وأننا نمُرّ في مرحلة لا نستطع فيها أيضاً تقييم قدراتنا وتوحيد خطابنا ، لذلك فإن أي تصوّر خاطئ سيدفع ثمنه شعبنا غالياً. وباعتقادنا ان الفريق الذي يعارض مسالة الحكم الذاتي لشعبنا في هذه المرحلة يستند كثيرا على هذه الرؤى اضافة الى ان التجارب السياسية تقودنا الى القول ان لانضع جميع البيض في سلة واحدة وخاصة في وضع كالذي تعيشه الساحة العراقية او الاقليمية,وان الحكم الذاتي او الدولة المستقلة  سوف يكونان بامس الحاجة الى الدعم والحماية الدولية اضافة الى اعتقادنا بان المرحلة القادمة والتي تسبق الانتخابات العراقية والتي تليها سوف تشهد مستجدات وتطورات كثيرة قد تكون كفيلة بالاجابة على الكثير من التساؤلات والقضايا العالقة.

المصادر: د. عبد العليم محمد ، مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي، مركز الدراسات السياسية والإستراتجـية بالأهـرام.
مواقع الكترونية
ملاحظة: يمكن قراءة الجزء الاول للمقالة على الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=29413;sa=showPosts


د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا


134
                   
   اراء ومقترحات حول واقع ومستقبل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني(2)
   


كنا قد نشرنا قبل مايقارب العام مقالا في عمود الحوار الهادئ بعنوان اراء ومقترحات حول واقع ومستقبل شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وتاتي هذه المقالة تحت نفس العنوان ايضا لتتناول ماتم انجازه واخر المستجدات والتطورات التي مر بها شعبنا ونظرتنا الى المستقبل.
1- كنا قد تناولنا مسالة القومية واختلافات التسمية وقد اكدنا حينها على اهمية ان تكون معظم توجهات مثقفي شعبنا ووقادته نحو تناول مسالة القومية من جوانبها الايجابية المضيئة والتي توحد الخطاب و الاهداف, والملاحظ من خلال الفترة القليلة الماضية بروز الخطاب الحضاري في  هذا الموضوع الحساس على حساب الاصوات والخطابات المتشنجة والتي لم يعد لها اية صدى بين جماهير شعبنا وامتنا والتي كانت تحاول تهميش او الغاء الاخر , وهذا ماهو متوقع مع عمق التجربة الديمقراطية ونضج الممارسات التي لابد ان تصب في المحصلة النهائية في مصلحة هذا الشعب مع التاكيد على ان الكثير من المفاهيم والقيم الحضارية بدات تسود الحوارات والمقالات والطروحات  مثل التسامح وقبول الاخر. 
2- في مايخص التسمية او عقدة التسمية والتي امضينا فيها وقتا ليس بالقليل فقد كانت السنوات الماضية سنوات اختبار وتمحيص وبعد ان كان هناك الكثير من الاحتمالات لهذه التسمية ونذكر منها الكلداني الاشوري السرياني  واحتمالاتها الستة وهناك من يقترح الفارزة بين الاسماء ومن يقترح خط افقي او مائل واحتمالاتها وهناك من يقترح الكلدواشوري السرياني وهناك الذي يفضلها باشكال وصيغ اخرى ,على اية حال فان هذا الموضوع بدا يقترب من النضوج والصيغة او التسمية التي تمثل ابناء شعبنا والتي تفرض نفسها اخذة بنظر الاعتبار الاستحقاق لكل مكون هي التي سوف تفرض نفسها.
وحول موضوع التسمية وعندما سُئل الاستاذ سركيس اغاجان عن التسمية واختياره الكلداني الاشوري السرياني كاسم للمجلس فكانت الاجابة اعتمادا على العدد ومن وجهة نظرنا المتواضعة نقول ان الكلدان هم الاكثر عددا ولكن ايضا هم الاكثر ثقلا وفي نواحي كثيرة ومتعددة منها الثقل الديني والثقل الاجتماعي والثقل الثقافي واسمحوا لي ان اطلق تسمية( المكون الانيق) على شعبنا الكلداني من بين مكونات شعبنا الاخرى ولابد لاية مشروع واية قضية تخص واقع ومستقبل شعبنا من ان يكون للمكون الانيق فيها  مكانة حجر الزاوية في هذا المشروع وان هذه الحقيقة التي كانت غائبة عن اجندة بعض الاحزاب والتكتلات والشخصيات اصبحت اليوم واقع حال ولابد من التعامل معها برؤيا اكثر عمقا. 
وما نيل الكاردينال عمانؤئيل دلي للكاردينالية الا تاكيد الى ماذهبنا اليه وقد اعطى هذا التكريم بعدا عراقيا واقليميا ودوليا لقضايا شعبنا الكلداني الاشوري السرياني .
3- ظهور الكثير من التجمعات والتكتلات التي تمثل شعبنا وخاصة في دول المهجر وهذه الظاهرة ان دلت على شئ انما تدل على وجود الوعي القومي لدى ابناء هذه الامة  اضافة الى  اصرار هذا الشعب على ان يكون له دور مؤثر وفاعل في تشكيل حاضره ومستقبله وان يكون له الدور الفاعل على الساحة الوطنية العراقية  وخاصة عندما تتوفر الاجواء الديمقراطية النقية حيث بدات الكثير من الاحزاب والقوى الوطنية العراقية وحتى الدينية والقومية منها بالانتباه الى مسالة جعل الوطنية فوق كل الاعتبارات الاخرى( القومية والدينية والمذهبية) ومانتوقعه بالفترة القادمة ولغاية الانتخابات القادمة ظهور تكتلات قوية تنتهج المنهج الوطني العراقي بعيدا عن التوجهات القومية والدينية والمذهبية وبالتكيد فان مثل هذه التوجهات سوف تكون في صالح العراقيين بشكل عام والاقليات بشكل خاص. .

4- ظهور وبروز شخصية قيادية وبقوة خلال الفترة القليلة الماضية وهي شخصية الاستاذ سركيس اغاجان وايضا ظهور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري فنحن هنا لسنا بصدد ابداء الرأي او تقييم الشخصية بقدرما نصبو الى تسليط الضوء على الحدث, فظهور شخصية الاستاذ سركيس اغاجان كقيادي وذلك من خلال امتلاكه الادوات التي تساعده لتبوء هذه المكانة وهي السلطة والجاه والامكانات المادية والماكنة الاعلامية حيث انه يشغل منصب وزير المال والاقتصاد ونائب رئيس الوزراء لحكومة اقليم كردستان وامتلاكه للثروة اضافة الى الماكنة الاعلامية الممثلة بقناة عشتار الفضائية فقد اثبتت الفترة الماضية عن القبول والرضا من قبل شرائح كبيرة من ابناء شعبنا وايضا من قبل رجال الدين وان كل ما تم تقديمه من قبل السيد سركيس اغاجان ولحد هذه  اللحظة يقع ضمن ماهو ايجابي ومفيد ويصب في خدمة ابناء شعبنا ولا يمكن ان يختلف على ذلك اثنان.
تبقى مسالة الانتماء الحزبي للاستاذ سركيس اغاجان وانتمائه القومي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني وكيفية جعل هذه الموازنة تصب في صالح شعبنا على طول المسار.اضافة الى ان التاريخ السياسي والنضالي للاستاذ سركيس اغاجان هو مع القضية الكردية والحزب الكردستاني الديمقراطي وهو حزب قومي ايضا على الرغم من ان هذا لا يمنع من ان يكون الاستاذ سركيس اغاجان قوميا صادقا في خدمة قضايا شعبه ونتمنى ان يكون ظهور الاستاذ سركيس اغاجان كمتحدث وكضيف في برامج تقدمها قناة عشتار الفضائية من خلال برامج سياسية متقدمة كالمواجهة  او الراي الاخر مع شخصيات من ابناء شعبنا لديهم رؤى وقناعات قد تتفق او تختلف مع الاستاذ سركيس اغاجان كي يطلع ابناء شعبنا على شخصية الاستاذ سركيس اغاجان عن كثب ورايه الصريح من خلالها بقضايا شعبنا وامتنا حيث ان كل الذي نعرفه عن هذه الشخصية هو من خلال عدد من اللقاءات الصحفية للاستاذ سركيس اغاجان مع الاستاذ وسام كاكو وعلى الرغم من اهميتها فهي ليست كافية لاعطاء كل الابعاد المتعلقة بهذه الشخصية من خلال وجهة نظر واحدة اخذين بنظر الاعتبارات ان كل السياسين تراهم بمناسبة اوغير مناسبة يظهرون في الاعلام لطرح افكارهم ومشاريعهم كي يستطيعوا ايصال اجندتهم وبالنتيجة تلقي ردود الافعال بالسلب ام بالايجاب .
السؤال الاخر الذي يطرح نفسه هل ان الدعم المالي المقدم من قبل الاستاذ سركيس اغاجان هي من حصة شعبنا في حصة اقليم كردستان ام هي مساعدات خارجية لابناء شعبنا ام هي  اموال شخصية, فلا نستطيع ان ننكر بان هذه الاموال هي موجهة في خدمة قضايا شعبنا ولكن شئ جميل ان يطلع ابناء شعبنا على المصدر الحقيقي لهذه الاموال .
5- تبقى اشكالية الانتخابات القادمة والتي نسعى جادين ليكون لنا مكانتنا ومقاعدنا فهل سندخل بقائمة مستقلة تمثل كل اطياف شعبنا على اختلاف توجهاتها وقناعاتها او سوف ننقسم مرة اخرى بين قوائم الاحزاب الكردية والاحزاب والتكتلات الاخرى ,المهم في هذا الموضوع الدخول بصيغة تضمن لنا الاستقلالية واكبر عدد ممكن من الاصوات بعد ان يقتنع الناخب من ابناء شعبنا انه بصوته سوف يساهم في خدمة شعبه وامته ان كان داخل او خارج العراق.
6-  اما ملاحظاتنا على ظهور قناة عشتار الفضائية هو عمل وانجاز رائع  ووسيلة اعلامية حيث نستطيع من خلالها ان نوصل مطالبنا المشروعة الى الراي العام وخاصة اذا تناولت كل قضايا شعبنا من خلال وجهات نظر مختلفة بعيدا عن الاعلام الموجه المبني على راي وسياسة الراعيين لهذه القناة . والذي نتمناه ان تكون قناة عشتار راعية للرأي الاخر بنفس القوة التي تتبنى فيها وجهات نظر الراعيين لها معتبرين هذه القناة هي ممثلة لكل ابناء شعبنا وممثليهم في الاحزاب والتكتلات داخل اقليم كردستان و في البرلمان العراقي والحكومة المركزية.
وبالرغم من النجاحات التي تحسب لهذه القناة وفي فترة قصيرة نسبيا يبقى لدينا بعض الملاحظات حول عرض القناة لطوابير من ابناء شعبنا وهي تستلم كيس الرز او السكر وكاننا لازلنا نعيش عقدة كيس السكر والرز وكانه لازلنا نتعامل بعقلية دول العالم الثالث والدكتاتوريات الزائلة وكأن انساننا لايزال يعيش في مرحلة اشباع الغرائز (من هرم ابراهام سالوم) فبصراحة انها مواقف مخجلة ولا تليق بالانسان العراقي اولا والكلداني الاشوري السرياني ثانيا وان توضع مثل هذا الخبر وبالصور في نشرة الاخبار وتحت عنوان مساعدات الاستاذ سركيس اغاجان انها حقا تشعرنا بالخجل وهل بهذا الانسان سوف نطالب بالحكم الذاتي لشعبنا وعلى المدى البعيد بدولتنا المستقلة !! والنقطة الاخرى الجديرة بالذكر عدم تقديم قناة عشتار لبرامج تبحث في عناوين مهمة كالحكم الذاتي لشعبنا من خلال مناظرات ومحاورات لمتخصصين ومثقفين وسياسين من داخل ابناء شعبنا ومن خارجه  كي تصل الفكرة الى ابناء شعبنا بكافة طبقاته وشرائحه.
 ان طرح مسالة الحكم الذاتي لشعبنا واختلاف وجهات النظر حول هذه القضية التي لم تنل حقها من التمحيص والدراسة وخاصة من قبل وسائل الاعلام المسموعة او المرئية , فقضية مهمة وحيوية مثل هذه القضية تتطلب الكثير من المناقشات والحوارات من خلال جميع وسائل الاعلام المتاحة لابناء شعبنا واشراك اكبر عدد ممكن من التكتلات والاحزاب والمؤسسات لكي نصل الى افضل مايمكن تطبيقه على ارض الواقع .
على اية حال فان طرح مسالة الحكم الذاتي او الدولة المستقلة هي مفاهيم لايمكن ان تكون ذات تاثيرات سلبية على مستقبل شعبنا خاصة اذا توفرت البيئة الديمقراطية والمناخات الملائمة , ولما لا, فنحن نطرح اقصى مايمكن لنحصل على اقصى مايمكن الحصول عليه  وخاصة ان بلدنا العراق هو بلد متعدد القوميات ولايصنف كدولة قومية ويذكر الكاتب د. عبد المجيد إسماعيل حقي (إن الدولة التي فيها أكثر من 95% من مواطنيها من أمة واحدة تسمّى الدولة القوميّة. أما الدولة التي فيها نسبة كبيرة من السكان يتبعون قومية أو قوميات أخرى غير التي تتبعها الأغلبية من المواطنين فتسمّى الدولة متعددة القوميات.
وتبقى مسالة التطبيق واختلاف وجهات النظر حولها وفي تقديرنا ان بعض الطروحات المختلف عليها قد نجد لها  افضل الحلول بالتقادم الزمني لها, وسوف نتطرق قليلا عن مفهوم الحكم الذاتي لاهمية هذا الموضوع والجدل الدائر حوله .
ان الحكم الذاتي  ذو تاريخ طويل في الفكر الانساني  ومفهومه غامض ومتشعب حيث يجمع بين الطابع الاداري والقانوني والسياسي.
ويكتسب الحكم الذاتي اهميته من خلال  تمتعه بالشرعية الدولية  حيث ارتبط الحكم الذاتي في القانون الدولي بعدد من المفاهيم النبيلة منها حق تقرير المصير والاستقلال الوطني وقد ظهر اول مفهوم للحكم الذاتي في ميثاق منظمة حلف شمال الاطلسي عام 1941 باسم الحكومة الذاتية
government Self وذكر في وثائق الامم المتحدة عام1942  وتضمنت هذه الوثائق على  ضمانة تقدم شعوب الحكم الذاتي اضافة الى دعم الحكم الذاتي.
فمفهوم الحكم الذاتيِAutonomy في اللغة الإنكليزية، نجده Autonomie في اللغة الفرنسية، يتداخل مع مصطلحات وتسميات أخرى تقترب منه أو تبتعد قليلاً من الناحية التطبيقية مثلاً Self government ,حكم ذاتي، وSelf administration Self rule، حكومة ذاتية وإدارة ذاتية. ورغم التقاءهما تحت سقف واحد إلا أنهما لا علاقة لأي منهما بالسيادة، والتي تقتصر فقط على الدولة.

وهناك مفاهيم اخرى تتداخل مع مفهوم الحكم الذاتي ، وهذه المفاهيم هي: مفهوم الاستقلال الثقافي الذاتي، والفيدرالية، واللامركزية الإدارية والإدارة الذاتية، والحكم المحلي، وتتداخل هذه المفاهيم وتترابط وتتشابك حسب إحتياجات وأبعاد المشكلات المطروحة وكيفية علاجها.
لقد أخذ مفهوم الحكم الذاتي بالتراجع ليفسح المجال تدريجياً لمفهوم حق تقرير المصير، إلى حد أن بعض القانونيين (يؤكدون اختفاء المفهوم أي الحكم الذاتي من الفهرس التحليلي للقانون الدولي منذ بداية الستينات باستثناء ورود المفهوم في اتفاقية طرابلس الخاصة بحقوق الأقلية المسلحة في الفلبين).

ولتطبيق الحكم الذاتي يجب توفر مجموعة من المتطلبات التي يجب ان يتمتع بها الاقليم.
1 – ضرورة تشكيل سلطة تشريعية في الإقليم تتولى سن القوانين، ويتم انتخاب الأعضاء بحرية، في إطار عملية ديمقراطية أو أن تشكل بطريقة تتوافق مع القانون، وتجعلها موضع اتفاق السكان.
2- سلطة تنفيذية يتم اختيار الأعضاء في جهاز له هذه الصلاحية ويحظى بموافقة الشعب.
3- سلطة قضائية يناط بها تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم،كما تضمنت هذه المعايير ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة الإقليم من دون أية ضغوط خارجية مباشرة،أو غير مباشرة، من خلال أقليات محلية مرتبطة بقوى خارج الإقليم، تريد فرض إرادتها على الأغلبية، وبالمثل توفر درجة من الاستقلال الذاتي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والتحرر من الضغوط الخارجية، وتحقيق المساواة بين مواطني الإقليم في التشريعات الاجتماعية وغيرها.
وفي الحديث عن مجال تطبيق الحكم الذاتي، يرى الباحث د. سعد الدين إبراهيم (إن الحكم الذاتي يطرح في إطار معالجة المشكلات القومية والإثنية في المجتمعات التي سمحت ظروفها التاريخية والاجتماعية والجغرافية، بوجود أقليات قوميّة أو اثنية احتفظت عبر التاريخ بخصائصها الثقافية وحالت ظروف شتّى دون اندماجها وصهرها في القومية السائدة بالطرق الديمقراطيّة). 
اما الكاتب د. عبد العليم محمد فيرى (أنه لا ينبغي أن يفهم من ذلك أن جميع الأقليات تطالب بالحكم الذاتي، فذلك غير صحيح، فكثير منها يطالب بحق تقرير المصير أي حرية الأقليّات حتى تكوين دولة مستقلة أو البقاء في إطار الدولة القائمة في إطار اتحاد أو خلافة، ويتوقف الأمر على طبيعة مطالب هذه الأقليات وخصائصها القومية ودرجة وعيها وتنظيمها وظروفها التاريخية، والسياسية وطبيعة علاقاتها بالسلطة المركزية ودرجة تأثرها بالاضطهاد واللامساواة وتمتعها أو عدمه بكامل حقوق المواطنة ومشاركتها في السلطة ومستويات الأجهزة المركزية في الدولة التشريعية والتنفيذية بطريقة تتفق عليها مع قوتها التمثيلية والعددية).
ومن المشكلات التي تواجه تطبيق الحكم الذاتي:
*مشكلة توزيع الصلاحيات :                                                                                 
تتوسط هذه المشكلة كافة نظم الحكم الذاتي، وتتلخص في كيفية توزيع الصلاحيات التنفيذية، والتشريعية، بين الأقاليم المحكومة ذاتيا، وبين السلطة المركزية،.
* المسالة الامنية:
والتي تتضمن تشكيل قوات الشرطة المحلية والتي تضمن تنفيذ التشريعات في مجال الضرائب والتجارة  وغيرها.           
* السياسة الاقتصادية والمالية العامة:
يبقى الحكم الذاتي سواء كان دوليا أو داخليا له طبيعة خاصة من المرونة وعدم الاستقرار، فهو لا يأخذ شكلا صالحا للتطبيق في أي من الدول على اختلاف ظروفها وأوضاعها.كما يكون للقواعد القانونية التي تنظم الحكم الذاتي دور هام في تحديد مساره. ونظراً للخلاف في مفهوم الحكم الذاتي وعدم الإجماع المطلق عليه وارتباطه الحيوي بحق تقرير المصيرفتبقى جميع الاحتمالات قائمة.
و لأننا الطرف الأضعف في المعادلة ، فتبقى طروحاتنا و قرارنا السياسي  مرتبط بإستراتيجية الأمن القومي للدولة العراقية او لاقليم كردستان ,خاصة وأننا نمُرّ في مرحلة لا نستطع فيها أيضاً تقييم قدراتنا وتوحيد خطابنا ، لذلك فإن أي تصوّر خاطئ سيدفع ثمنه شعبنا غالياً. وباعتقادنا ان الفريق الذي يعارض مسالة الحكم الذاتي لشعبنا في هذه المرحلة يستند كثيرا على هذه الرؤى اضافة الى ان التجارب السياسية تقودنا الى القول ان لانضع جميع البيض في سلة واحدة وخاصة في وضع كالذي تعيشه الساحة العراقية او الاقليمية,وان الحكم الذاتي او الدولة المستقلة  سوف يكونان بامس الحاجة الى الدعم والحماية الدولية اضافة الى اعتقادنا بان المرحلة القادمة والتي تسبق الانتخابات العراقية والتي تليها سوف تشهد مستجدات وتطورات كثيرة قد تكون كفيلة بالاجابة على الكثير من التساؤلات والقضايا العالقة.

المصادر: د. عبد العليم محمد ، مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي، مركز الدراسات السياسية والإستراتجـية بالأهـرام.
مواقع الكترونية
ملاحظة: يمكن قراءة الجزء الاول للمقالة على الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=29413;sa=showPosts


د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

135

 للحجــــــــــــز والاستفسارالرجاء الاتصال بالارقام :                                 
السيد صادق حيدو 0402574014 
السيد صباح صفار 0403521788 
السيد نافع حنونة    0422455827
السيد ليث شهارة    0402227456
السيد عماد كلا      1042243193       
السيد خالد مكسابو  0425852503
ملاحظة:عدد البطاقات محدود.



136
فلان الفلاني ابو العراق:




المتابع للتجربة التركية الحديثة وخاصة بعد اعلان النظام الجمهوري في 29 اكتوبر 1923والغاء كل مايتعلق بشئ اسمه الخلافة وايقاف عمل كافة المؤسسات اللاهوتية, فهي تجربة فريدة ومتميزة نحو الديقراطية والعلمنة هذا اخذين بنظر الاعتبار ان تركيا كانت وقبل زمن ليس بالبعيد حاملة لراية الدولة العثمانية واخر عصور الخلافة وللتطرق الى التجربة التركية والدولة الحديثة لابد لنا من ذكر اسم مصطفى كمال اتاتورك المولود في 12اذار عام 1881  في مدينة سالونيك اليونانية ومصطفى علي رضا هو اسمه الحقيقي اما اسم كمال فقد منحه له مدرسه في الرياضيات وذلك لتفوقه ووصوله لدرجة الكمال العلمي اما اتاتورك فقد منحها اياه الشعب التركي عام 1943 عندما اعطاه البرلمان الوطني لقب اتاتورك  وتعني(ابو الاتراك).   
دخل اتاتورك احدى المدارس العسكرية المجانية ليتخرج منها عام 1905 ظابط اركان حرب برتبة نقيب. وعندما بلغ سن الثلاثين من عمره، اندلع النـزاع التركي الإيطالي حول ليبيا. فتـألّق نجمه في ليبيا (1911 و1912). وبعد تحالف تركيا العثمانية مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى،كان له الدور الكبير في الدفاع والذود عن مدينة اسطنبول ومضيق الدردنيل ضد القوات الانكليزية والفرنسية ، وقد قدرت  خسائر الإنجليز والفرنسيين في معارك الدردنيل سنة 1915 حوالي 150 ألف جندي، وقاد الجيش التركي عند دخوله في منطقة القوقاز الروسية. فتغير مجرى الحرب العالمية بكاملها في مضيق البوسفور والدردنيل. وقد عرفت هذه الهزيمة الغربية أمام الجيش التركي بقيادة الضابط مصطفى كمال بحملة غاليبولي.
وحصل على رتبة جنرال عام 1916 و عمره 35 سنة و في السنتين التاليتين خدم كقائد للعديد من الجيوش العثمانية في فلسطين و حلب و حقق نصرا رئيسيا اخر عندما اوقف تقدم الاعداء عند حلب. في 19 ايار 1919 نزل مصطفى كمال في ميناء البحر الاسود سامسون لبدء حرب الاستقلال و في تحدي لحكومة السلطان نظم جيش التحرير في الاناضول وحشد جموع الارزورم و سيفاس الذين اسسوا قاعدة الجهاد الوطني تحت قيادتة و في 23 ابريل 1920 تأسس مجلس الأمة الكبير وانتخب مصطفى كمال لرئاسته.
في نهاية شهر اب عام 1922 منح المجلس الوطني مصطفى كمال لقب رئيس الاركان برتبة مارشال و وفي نفس الفترة ربحت الجيوش التركية حربها النهائية خلال اسابيع عدة و اصبحت الارض التركية الرئيسية محررة بالكامل و تم توقيع الهدنة و انتهي حكم السلالة العثمانية الى الابد.

حكم اتاتورك 15 عاما كانت مليئة بالاحداث والمتغيرات لترسم مستقبل تركيا الحديثة.
ومن اهم انجازاته :
•   في 3 اذار1924 تم الغاء الخلافة الاسلامية  وفصل الدين عن الدولة وجعل نظام الحكم والتعليم نظاما علمانيا.
•   في عام 1925تم منح مكانة وحقوق للمرا ة وكان سباقا في هذا الانجاز على العديد من الدول الاوربية مثال على ذلك حصولها على حق التصويت في الانتخابات وباقدامه على هذه الخطوة الجريئة يكون قد سبق بعض الدول الاوربية في ذلك ومن ظمنهم فرنسا التي منحت نفس الحق للمراةعام 1945, وتم تشريع قانون لنزع حجاب المراة اضافة الى منع تعدد الزوجات.
•   في عام 1926تم ادخال الاصلاحات القانونية وتم ادخال القانون السويسري مع بعض التغيرات ليتلائم مع الواقع التركي وايضا القانون المدني والتجاري وقانون العقوبات.
•   احدث ثورة في طريقة اللباس لاغيا لبس الطربوش وهناك حادثة حصلت بعد صدور التعليمات بالغاء لبس الطربوش كان اتاتورك يحضر حفلا لممثلي الهيئات الدبلوماسية ومن ضمنهم سفير مصر وكان يرتدي طربوش فصرخ فيه قائلا (قل لملكك اني لااحب هذا اللباس)
•   تبنى الحروف اللاتينية عام 1928.
من اهم الاسس التي  اعتمد عليها اتاتورك في بناء دولته الجديدة هي :
الجمهورية ,الوطنية,الشعبية,الدولتية,الاصلاح والعلمانية والجدير بالذكر فان الاصلاحات والثورة التي قادها اتاتورك كان لها بعض الجذور في الحكم العثماني قبل اتاتورك   حيث قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية العثمانية سنة 1826 وأمر باتخاذ الزيِّ الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء.و أصدر السلطان العثماني عبد المجيد منشوراً عام 1839 يسمح فيه لغير المسلمين بأن يلتحقوا بالخدمة العسكرية كما استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء  المدارس الحربية والبحرية.
قام محمد علي والي مصر، والذي تولى الحكم سنة 1805، ببناء جيش على النظام الأوروبي، كما عمد إلى ابتعاث خريجي الأزهر من أجل التخصص في أوروبا.اما أحمد باشا باي الأول في تونس فقد انشا جيشاً نظامياً، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها ضباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز. وكان للتغييرات الجذرية التي نفذها اتاتورك اثرها الكبير في اطلاق عجلة الاقتصاد حيث بلغ معدل نمو الدخل القومي السنوي نسبة ما بين 7 و9 %، في حين قفز الإنتاج الصناعي الى معدل سنوي 11.5 %. بحيث تضاعفت حصته في الإنتاج الوطني الخام. ومنذ عام 1923، حيث تأسست الجمهورية، وتركيا تمضي بخطوات ثابتة نحو التقدم على مختلف الصعد، الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية حيث يعتمد نظامها العلمانية والديمقراطية وتعدد الأحزاب. وفي عام 1980 بدأت سياسة الانفتاح الاقتصادي بحيث شكل القطاع الخاص عام 1995 نحو 86 % من الاقتصاد التركي، بحيث تنتمي 445 من أصل 500 مؤسسة كبيرة إلى القطاع الخاص، أما نفوذ الاقتصاد التركي فيتلخص في استثمار 24 مليار دولار من الرأسمال التركي في الخارج موزعا بين 22 دولة. أما الاستثمارات الأجنبية بتركيا فبلغت 22 مليار دولار. يتوزع الاقتصاد التركي بين الخدمات بحصة الأسد (62%) ثم الصـــناعة (22 %) فالزراعة (16%).

والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن بحاجة فعلا الى نظام علماني ورجل شجاع وذو تاريخ وطني حافل مثل اتاتورك كي يستطيع ان يسير بنا الى التغييرات والى بناء دولة العراق الحديثة وخاصة ان العراق مهيا اكثر من اية بلد اخر لتطبيق العلمانية بشكلها الحضاري والايجابي المتميز وذلك للتنوع العرقي والديني والطائفي اضافة الى كون العراقيين من الشعوب التي تتقبل التغييرات الحضارية الايجابية الحديثة اضافة الى شغفهم في حب التعلم والتميز وخير دليل على ذلك وجود هذا الكم الهائل من الخريجيين وحاملي المؤهلات العلمية ولكن هل نملك هذه الشخصية الوطنية التي تملك تاريخ وطني حافل وملئ بالانجازات كي تستطيع فرض اجندتها في التغيير, نحن نعتقد في الظروف الحالية ومع وجود الاحتلال وكما يقال ان معظم القادمين الى السلطة قد جاءوا على الدبابة الامريكية ومن خلال هذا المشهد ولكي يظهر لنا فلان الفلاني ابو العراق نحتاج الى زمن قد يقصر او يطول . فاذا كانت الاحزاب السياسية الدينية حريصة على الحفاظ على القيم الدينية فعليهم تبني النظام العلماني ودعمه، أما إذا أصروا على فرض نظام إسلامي بالقوة، فإنهم سينفرون الناس من الدين كما لاحظنا ذلك في البلدان التي تفرض فيها الدين بالقوة. وبهذا سوف نفقد الولاء المفترض للدولة او للوطن من جميع المواطنين وهو واحد من اهم المقومات التي تهيئ الظرف المناسب للامن والاستقرار ومن ثم التقدم والتطور والاستقلال ولابد لنا من ذكر ان الحكم باسم الله سوف يولد نظام حكم مطلق يتبنى مواقف جامدة في مجالات الحياة المختلفة ولفرض مثل هذه القوانين المطلقة سوف تضطر الدولة الدينية للتحول من نظام ديمقراطي الى نظام قمعي صرف . وايضا هنا وجب الاشارة على ان الحكم الديني هو ليس حكم الله على الارض ولكن هو حكم الناس باسم الله.
اذا العلمانية هي ليست كالشيوعية كما تحاول التيارات الاسلامية المتشددة تصويرها وهي لاتدعو الى الالحاد وهي ليست ضد اية من الديانات وكما يرى د.حسن حنفي العلمانية كرؤية كاملة للكون تغطي كل مجالات الحياة وتزود الانسان بمنظومة قيمية ومرجعية شاملة,مما يعطيها قابلية للتطبيق على الارض
 والدليل على ان العلمانية هي ليست ضد التوجهات الدينية هو مانلمسه من مساحة الحريات الواسعة والتي تشمل مختلف الديانات والثقافات وعلى وجه الخصوص المسلمين في البلدان التي تطبق العلمانية وان مايمارسه المسلمون من تطبيق لشعائرهم الدينية لايمكن ان يجدوه في اية بلد مسلم .واضف الى ذلك ان الحكم الديني سوف يعبر لامحالة عن مجموعة معينة من المواطنين وخاصة في البلدان ذات التنوع الديني المختلف ويشمل ذلك ايضا حالة كون الغالبية العظمى تنتمي الى دين واحد فنجد في الدين الاسلامي هناك 75 ملة وطائفة وحين سئل العقيد معمر القذافي حول رايه بتطبيق الشريعة الاسلامية فاجاب هل يوجد اثنين متفقين على شريعة واحدة كي يتم تطبيق هذه الشريعة. وهذا مايراه معظم المجددين في عالمنا العربي والاسلامي ، ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين نستطيع القول ان العلمنة هي ليست بالضرورة بديلا عن الذهاب الى الجامع او الكنيسة.
وان رافضي العلمانية والتحديث تشغلهم كثيرا قضية العلاقة بين العلمانية والدين والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل العلمانية هية ضد الدين ام العلمانية هي مع الدين ام ان العلمانية والدين يسيران بخطيين متوازيين وليس من الصعوبة ان تجد انسانا علماني التوجه وفي نفس الوقت فهو انسانا متدينا والعكس صحيح مع الاخذ بعين الاعتبار ان التدين نسبي ويتاثر بعاملي الزمان والمكان. ويشير محمد سعيد العشماوي الى ان مفهوم الحكم في القران لايعني الحكم السياسي بل يعني"القضاء بين الناس او الفصل في الخصومات او الرشد والحكمة.
ونحن بانتظار ابو العراق العلماني التوجه والذي يؤمن بان للدين دور في بناء المجتمع وان الحريات لابد لها ان تستند الى قاعدة اخلاقية قوية.
المصادر:مواقع الكترونية وكتب مختلفة


د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن /استراليا


137
   الرئيس الذي سبق عصره.
ان اسم عبد الرحمن عارف قد لا يكون اسما معروفا جدا لدى عامة الناس ولكنه اسما يحمل الكثير من معاني التضحية , حب الوطن وحب الانسان . وبالرغم من ان الرئيس عبد الرحمن حكم العراق زهاء مايقارب 27 شهرا منذ6 نيسان 1966وحتى 17 تموز 1968 حيث تعتبر هذه الفترة من الفترات الحرجة في تاريخ العراق السياسي . عبد الرحمن عارف هو اب لولدين وثلاث بنات وقد دخل الكلية العسكرية عام 1936 ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني  حيث بلغ رتبة فريق 1966 .وكان قد شغل منصب قيادة الجيش العراقي عام 1963 وكان يشغل منصب رئيس اركان الجيش عندما كان شقيقه عبد السلام عارف على رأس السلطة(الذي مات بحادث طائرة مروحية في البصرة-القرنة) لاسباب غير معروفة لحد الان,ثم اختير رئيسا للعراق ليكون ثاني رئيس جمهورية عربي وثالث حاكم للعراق بعد قيام النظام الجمهوري .
التحق بكلية الاركان وقاد كتيبة عراقية بحرب فلسطين 1948 وكان عضوا في التنظيم السري للضباط العراقيين قبل انظمام شقيقه الاكبر عبد السلام ولكن الوحدات التي نفذت الثورة كانت وحدتي عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف مما اثار ذلك الضباط من بقية الوحدات اللذين لم تمنح لهم فرصة المساهمة .
اما كيفية وصول عبد الرحمن عارف الى سدة الحكم جاءت بعد التنافس الشديد بين الكتل الثلاث وخاصة بين عبد الرحمن عارف المدعوم من قبل جبهة العسكريين والتي تمثل القوى المؤثرة على الساحة  ورئيس الوزراء في وقتها حيث كان عبد الرحمن البزاز  فكانت تقف بجانبه الكتل المؤيدة للانفتاح نحو الغرب وخاصة بريطانيا . اما الكتلة الثالثة والاضعف فكانت ممثلة بالزعيم الركن عبد العزيز العقيلي قائد الفرقة العسكرية الاولى.
حصل البزاز على 14 صوت في الدورة الاولى من الاقتراع من مجموع 28 صوت ,اما عارف فحصل على 13 صوت وصوت واحد للعقيلي وهو صوته , ولعدم فوز احدهما بنسبة الثلثين وبموجب الدستور فتقرر اعادة الترشيح وهنا انسحب البزاز امام اصرار العسكريين على ترشيح عارف وفي مقدمتهم سعيد صليبي وشغل البزاز منصب رئيس الوزراء. وحصل انقلاب عام 1968 في صبيحة يوم 17  تموز بتعاون كل من عبد الرزاق النايف مدير الاستخبارات العسكرية وعبد الرحمن الداؤد امر قوات الحرس الجمهوري وسعدون غيدان امر كتيبة الدبابات في الحرس الجمهوري وبالاتفاق مع تنظيمات حزب البعث وبمساندة من الولايات المتحدة وبريطانيا , كما جاء ذلك في اعترافات عبد الرزاق النايف بعد نفيه الى لندن بتاريخ 30 تموز 1968 ومن ثم اغتياله وقد اشار الى ان الامريكان قد اجبروه الى التعامل مع البعثيين   , وكان للدكتور ناصر الحاني الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة البعث عراب وحلقة الوصل بين البعثيين وامريكا والنايف والداؤد.
لمحات مضيئة من حكم عارف
 يقول الكاتب سلام مسافر عندما خرج طلاب جامعة بغداد في خريف عام 1967 يهتفون بسقوط النظام العميل  في حين كانت السجون تودع المعتقلين وتعيد المفصولين الى وظائفهم بعد انقلاب شباط عام 1963 وكيف ان الشرطة كانت ترافق المتضاهرين منزوعة السلاح وكان هذا المشهد غريبا لخلوه من العنف والمقاومة مما دعى احد المشاركين للتعليق بصوت عالي "رفاق مضاهرتنا  اليوم تشبه تضاهرة في شارع لندني"ولكن ان تفكر انت بشكل متطور وحضاري في مجتمع لم يرتقي لأستيعاب مثل هذه المفاهيم بالشكل المطلوب قد يسبب الكثير من الاشكالات وخاصة ان القوة والعنف قد تغلب التعقل والمسامحة .
وهناك لمحة اخرى تدور حول الفنان قاسم حول بطل فلم الحارس عندما واجه مشكلة مع ادارة سينما السندباد حول ايقاف عرض فلمه ,حيث واجه مشكلة ايقاف عرض الفيلم فلم يجد حلا سوى تقديم طلب مقابلة رئيس الجمهورية  في القصر الجمهوري وكيف استقبل من قبل حراس القصر ولم ينتظر دقائق حتى جاء احد الحراس ليبلغه ان الرئيس لديه اجتماع الان وقد اوعز لرئيس الوزراء اتخاذ اللازم وهو اعادة عرض الفلم.
والجدير بالذكر ان الرئيس عبد الرحمن هو الرئيس الوحيد الذي تجنب استخدام العنف للبقاء في كرسي الحكم وهو من وجهة نظرنا موقف حكيم وتصرف حضاري رائع معبرا عن وعي ونضج سياسي عميق وهذا مااثبتته الايام والسنين التي تلت حكمه.
وتحضرني مقابلة مع الرئيس عبد الرحمن في الثمانينات (عندما سمح له وهو رئيس سابق من قبل السلطة بالعودة الى وطنه وتحت الرقابة) في احدى جرائد النظام السابق ولااتذكر اسمها لانها جميعا جريدة واحدة باسماء مختلفة وكان السؤال التالي قد اثير حول اتهام عبد الرحمن بسرقة تخصيصات القصر الجمهوري عند قيام الانقلاب العسكري صبيحة 17 من تموز اي وجد ان التخصيصات هي اقل من النصف والسنة المالية في منتصفها فرد عبد الرحمن بهدؤه المعهود ان الذي وجد في الخزينة هو ماتبقى من تخصيصات السنة الماضية وعندما اقروا بصرف ميزانية بداية عام 1968 فقلت لهم بانه لاتزال هناك متبقي من ميزانية السنة الماضية  فلاداعي للصرف فالذي وجد في الخزينة هو الباقي من تخصيصات العام الماضي.
فعلا ان مرحلة عبد الرحمن عارف سبقت زمانها فاللذين وصفوه بالرئيس اللذي لم يخلق للرئاسة فنقول لهم بان مفهوم عبد الرحمن للرئاسة هو مفهوم متطور وسبق عصره  وان الساعين للرئاسة وهم كثر فقد اوصلوا العراق الى متاهات لازلنا نقطف ثمارها وان السلطة اوالرئاسة هي تكليف من الشعب وليس تشريف وخدمة وليس امتياز اضافة الى اشغاله منصب الرئاسة بشكل سلمي وتركه له بشكل سلمي من غير اراقة اية دماء والجدير بالذكر انه اول زعيم عراقي يموت بين اهله ومحبيه اما بقية الزعماء العراقين فلكل واحد قصة وحكاية..
وقد شهدت فترة حكم الرئيس عبد الرحمن اصدق تمثيل لمعاني قبول الاخر والمسامحة واللاعنف من خلال اطلاق سراح المعتقلين وخاصة السياسين وارجاع المفصولين الى وظائفهم وحرية الصحافة وحرية النقد والتعبير وقد صادف ان اصدر عبدالرحمن البزاز قرارا بتعديل رواتب الموظفين فنشرت مجلة الفكاهة وقتها  غلافا عن المثل الشعبي العراقي ( الركعة صغيرة والشك جبير ) يومها اكتفى وزير الثقافة والارشاد بعتاب تلفوني للمجلة.
الرحمة للرئيس الراحل واصدق التعازي لعائلته وعلى الخصوص الاخ والصديق العزيز المهندس نبيل عبد الرحمن عارف ولعائلته الكريمة زوجته الدكتورة نجلة واولاده الاحباء مهند وهمسة .  وليبقى اسمه شاخصاً مع أسماء بقية الاسماء التي نعتز بها كعراقيين.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن /استراليا

138
الرجل الذي مات منتحرا
                                 
                                 
يعد عبد المحسن السعدون احد ابرز الاسماء في تاريخ العراق الحديث وخاصة في الفترة المهمة من تاسيس الدولة العراقية في بدايات القرن الماضي وكان السعدون(1879-1929) قد شغل منصب رئاسة الوزراء اربع مرات في السنوات1928,1925,1922  و1929 . والجدير بالذكر ان السعدون كان عضوا في في مجلس النواب العثماني ممثلا لاحدى الولايات العراقية وايضا شغل منصب ضابط رفيع في الجيش العثماني,حيث كان من اشد المناهض ين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال (مود). وكان خطه السياسي يتسم بالوسطية بين طرفي المعادلة الانكليز والمطالب الوطنية , ونتيجة لهذا الخط السياسي فقد خسر الطرفين البريطانين والمعارضة العراقية وكلف عبد المحسن السعدون بتشكيل ثاني وزارة عراقية بعد نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب وشغل ايضا منصب وزير الخارجية ولغرض تقوية منصبه شكل حزبا جديدا اسمه( حزب التقدم)  وكان من اهم اهداف الحزب دخول العراق عصبة الامم المتحدة واجراء تعديلات على المعاهدة العراقية البريطانية اضافة الى مساهمته المهمة في ابقاء الموصل جزءا لا يتجزا من العراق وذلك من خلال المعاهدة (الانكليزية-التركية- العراقية) في الخامس من حزيران 1926 .
ان رجال بمستوى عبد المحسن السعدون سوف يخلدهم التاريخ فبعد مرور قرابة القرن من رحيله نستذكره ونتعلم من مواقفه وعمق المسؤلية و الاحساس بالوطنية النزيهة الخالية من اية مصالح شخصية او امتيازات لتمجيد الذات .
ان رجل بمستوى عبد المحسن السعدون يقرر الانتحار لمجرد ان الشعب قد ظن انه يقف بجانب الانكليز واتهمه انه قد خان الوطن فيقرر ان يترك هذا العالم وكل شئ الوطن والعائلة والمنصب ليترك للتاريخ ان ينصفه رغم انه كان قادرا على ان يثبت لهم العكس , فدعونا نعمل مقارنة بين التاريخ الذي عاش به السعدون قبل مايقارب القرن حيث ممارسة الديمقراطية وانتخاب الوزارات واسقاطها ودور المعارضة البارز والوطني ودورها في النقد والتاثير على القرار السياسي وعشرات الصحف والمجلات, والتاريخ الذي جاء بعد ه واذا بعصابات تدعي الوطنية تاتي لتخطف العراق كرهينة لعشرات السنين رهينة لافكار ومبادئ اقل ما يقال عنها انها بعيدة كل البعد عن كل ماهو حضاري وديمقراطي وانساني  ولتوصل العراق بعد ان كان متوقع له ان يتدرج بالتطور والنمو الطبيعي مع الامكانات الموجودة والمتاحة ان يصل الى مصاف الدول المتقدمة,وبلدا مثل العراق وبالامكانات التي يمتلكها قادر على ان يحتضن 100 مليون من ابناء شعبه  وهو الان غير قادر على استيعاب وحماية شعبه المهجر في الداخل والمهاجر الى الخارج. 
وقبل رحيل السعدون منتحرا كتب في  وصيته لابنه علي:
 "ولدي وعيني ومستندي علي اعفي عني عما ارتكبته من جناية لاني سئمت هذه الحياة التي لم اجد فيها لذة وذوقا وشرفا. الامة تنتظر الخدمة والانكليز لايوافقون ,ليس لي ظهير , العراقييون عاجزون عن تقدير نصائح ارباب الناموس امثالي يظنون اني خائن للوطن وعبد للانكليز, ما اعظم هذه المصيبة انا الفدائي اشد اخلاصا لوطني قد كابدت انواع الاحتقارات وتحملت المذلات في سبيل هذه البقعة المباركة التي عاش فيها ابائي واجدادي مرفهون وبعدها يكتب موصيا ابنه علي:
 "ياابني ان نصيحتي الاخرى هي ان تشفق على اخوتك الصغار اللذين سيبقون يتامى وتحترم والدتك وتخلص لوطنك , ان تخلص للملك فيصل وذريته اخلاصا مطلقا, سامحني يا ابني علي" ثم قرر الانتحار في البيت الذي استاجره في شارع ابي نؤاس(كرد الباشا). وهنا نعرج على ان وصية عبد المحسن كانت باللغة التركية ويعود ذلك لسببين اولهما ان ثقافة السعدون هي ثقافة عثمانية وكان السعدون قد امضى شبابه في اسطانبول بوظيفة (المابين) وهي وظيفة شرفية, وتعني التشريفات,يمنحها السلطان لابناء الرؤساء والامراء في الامبراطورية العثمانية, والسبب الثاني والاهم ان زوجته تركية وبالكاد تجيد التحدث بالعربية.
من مواقفه الانسانية النبيلة تجاه شعبه: كان قاصدا مكتبه برفقة وزير خارجيته, تعرض لهجوم من قبل شخص يدعى السيد عبد الله حلمي وضربه بشفرة حلاقة مما سبب جرحا في الرقبة والكتف وسبب الهجوم ان هذا الرجل كان موظفا حكوميا وطرد من وظيفته لاسباب لا علاقة للسعدون بها وما كان من السعدون الا ان يتنازل عن حقه الشخصي طالبا من الشرطة الافراج عنه حين قال:لاتمسوه.....والله ان مسه احدكم بشئ قتلت نفسي  وهناك حكاية اخرى ابطالها السعدون والشاعر الكبير معروف الرصافي والعلوية زكية ,كان شاعرنا الكبير معروف الرصافي يتلقى مساعدة شهرية مقدارها 50 روبية من دائرة البريد وكان يظن انها من رئيس الوزراء عبد المحسن سعدون وبعد رحيل السعدون منتحرا في 13\11\ 1929 حزن الشاعر المعروف لسببين اولهما فقدان رجلا عظيما مثل عبد المحسن السعدون وثانيهما لتوقعه انقطاع مصدر رزقه , وكما هو معروف فان رجال العلم والثقافة والابداع , يعيشون فقراء وبعد موتهم يغتنون, وتفاجئ شاعرنا الكبير باستمرار المعونة فذهب الى دائرة البريد ليستفسر عن المصدر فقيل له ان الذي يبعث له الفلوس هي العلوية زكية وهي تعرف مكانته واهميته , فتصوروا ان بلدا مثل العراق يمتلك في الربع الاول من القرن الماضي رجالا ونساءا بهذا المستوى من الرقي والثقافة وحب الوطن فكم انت عظيم ياعراق. ومن القصائد التي القيت بمناسبة رحيل السعدون:
قصيدة الرصافي التي مطلعها
شب الاسى في قلوب الشعب مستعرا
وقصيدة الزهاوي الفلسفية والتي قال فيها
ليل وزوبعة وبحر هائج
انا لاارى السفينة تسلم
رحل السعدون دون ان يترك اية شئ مادي لعائلته فقررت الحكومة تخصيص 50 الف روبية لشراء بيت لعائلته وراتب تقاعدي 1200 روبية  وتقرر ايضا توزيع قطع الاراضي في منطقة السعدون للمواطنين وتسميتها باسمه تخليدا لذكراه واقامة التمثال اللذي لم يسلم من ايادي العابثين اللذين سرقوا تمثاله من منطقة السعدون والمصنوع عام 1933 من قبل النحات الايطالي بيتروكانونيكا في روما. حيث سُرق تمثاله المصنوع من الرصاص في حادثة وقعت في فجر تموزي من عام 2003 وصفها شاهد عيان بقوله: بدا السراق كأنهم حمالون، ربطوا التمثال بحبل وجروه بقوة ، فانتزعوه ولفوه ببطانية عسكرية على ظهر عربتهم  التي يجرها حمار هرم ومضوا كخفافيش الليل قبل بزوغ الفجر بقليل.وفي الختام نقول لحكومتنا واعضاء برلماننا واحزابنا هل تعرفون عبد المحسن السعدون؟.

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

139
قد نشهد عودة ظهور القديسين من جديد

يحظى الاساقفة(المطارنة)  بمكانة رفيعة لدى الكنيسة وذلك لسمو المهمة الملقاة على عاتقهم وذلك من خلال خلافتهم المتصلة منذ البدء مع الرسل وقد منحهم المسيح موهبة الروح القدس التي تنتقل الى يومنا هذا الى الاساقفة من خلال السيامة.وبالتالي فهم خلفاء الرسل وحملوا رسالة الرب كي يبشروا بها كل الامم والبشر من اجل الخلاص بالايمان والعماذ وحفظ الوصايا.ومن وظائف الاسقف التعليم من خلال الايمان الذي يعتنقوه عاملين على اشعاعه بنور الروح القدس,ومن مهامه ايضا الدعوة الى الرجاء,الرجاء في الظروف التي لارجاء فيها,الظروف التي يضعف فيها الايمان وتتفتت المحبة,وفي عالم ملئ باحداث لارجاء فيها فرجاءنا ان الله سيكشف لنا طرقا جديدة للخلاص وللحرية,وان فكرة كون المطران  هو على شاكلة الاب تعود الى القديس اغناطيوس الانطاكي(القرن الثاني). والمطران باتحاده مع هيئة الاساقفة يمثل المسيح الراس والراعي في ابرشيته  ‘وكما دعا الانجيل التلاميذ وقال لهم اذهبوا وتلمذوا كل الامم .والمطران يستلم يوم سيامته الاسقفية ,المهمة المثلثة(خدمة الكلمة والاسرار والرعاية).
اما مايخص حياة الاسقف الروحية يمكن ايجازها بالكلمات التالية,ان تشبه الاسقف بالمسيح هي غاية يحاول كل اسقف الوصول اليها,من خلال التواضع الذي علمنا اياه السيد المسيح والذي افرغ ذاته(بولس) والا فقد الاسقف مصداقيته امام المؤمنين.وهنا اتوقف قليلا حول تشبه الاسقف والكهنة ورجال الكنيسة بالمسيح المخلص.حقا انها غاية وهدف عظيم يسعى له كل مؤمن وخاصة رجال الدين اللذين نذروا انفسهم للقيام بهذه المهمة السامية والنبيلة والصعبة في نفس الوقت,وكم نفرح ونمتلئ سعادة عندما تحس فعلا وانت واقف امام رجل الدين انك تقف امام كيان ماهو الا امتداد لذلك النور والايمان اللامتناهي وتحس فعلا ان هذا النور وهذه الهالة ماهي الا طاقة ايمانية مصدرها ذلك المصدر اللامتناهي من الطاقة المتضمنة لكل معاني الايمان والمحبة والتواضع والسمو فهل حقا ان رجال الدين في ايامنا هذه هم بهذا المستوى .وايضا يطفو الى السطح سؤالا اخر هل اننا في زمن اختفى فيه ظهور القديسين   ‘حقا نحن في زمن لانتامل ظهور القديسين فيه.هل لان القديسين الاوائل كانوا تلاميذ حقيقين للمسيح وقد تركوا كل شئ وتجردوا من كل شئ الا محبة المسيح ومحبة وخدمة البشر. (وهذا ماينص عليه الحق القانوني من ان الاسقف(المطران) ملزم باعطاءشهادة حياة قداسة تتسم بالتواضع وبساطة الحياة ويجب ان تصبح حياة الاسقف انعكاسا لحياة ومحبة المسيح الذي اطاع حتى الموت واحب الكنيسة حبا عفيفا وعاش حياة فقر وتقشف كامل على الارض) وعلى الاسقف ان يكون رجلا فقيرا على مثال المسيح وان يخص الفقراء بعناية خاصة ,ويجب ان تكون الكنيسة بيت الفقراء, وروح الفقر هذا يجعل الاسقف يعيش في جو من الحرية الداخلية يسمح له بالحركة والعمل ,وهذا يعني ايضا ثقة لامتناهية بالعناية الالاهية  ونمط حياة زاهد. فهل ان القديسيين الاوائل كانوا يعيشون حياة مسيحية كاملة في اديرتهم على الجبال العالية القريبة من السماء متناسين كل امور الدنيا وخاصة التي تخص الجسد . .ويحزننا جدا عندما نرى مؤمنا او علمانيا من ابناء الرعية او الابرشية لاية اسقف او كاهن يحمل من المحبة او العطاء او التواضع اكثر من الاسقف او الكاهن.وهناك مقولة تقول ان كل انسان نلتقيه فهو افضل منا بشئ واحد على الاقل فرجاءنا ان يكون رجال ديننا افضل منا بكل الاشياء.
ونتذكر هنا مقولة القديس غريغوريوس,يجب ان نتنقى نحن كي ننقي الاخرين,ان نتعلم ثم نعلم,ان نصبح نورا ثم نضئ ,ان نقترب من الله ثم نعود الاخرين اليه,ان نتقدس ثم نقدس,وان طريق القداسة طويل ونهايته هي القداسة الكاملة للمسيح.
وكما جاء في رتبة رسامة الاساقفة  فعلى الاسقف(المطران) ان يخدم اكثر مما يتسلط كما امر بذلك المعلم الالهي,وذلك من خلال نمط حياة يتسم بالبساطة الانجلية وطيبة النفس والصبر والتفهم والتعاطف مع مختلف اشكال التعاسة الخاصة بالجسد والنفس.والمسامحة والغفران .وان سلطة الاسقف يسطع عليها نور المسيح ومثاله,وسلطة الاسقف تكبر وتتنامى ان هي تماشت مع شهادة حياة نزيهة ومثالية.وكم شغل بالي السؤال التالي هل ان كل انسان يرغب بان يصبح رجل دين فيكون الباب مفتوح له من وجهة نظرنا انه يجب ان تكون هناك مواصفات خاصة واختبارات وشروط  لان الرغبة الشخصية وحدها لاتكفي وهذا الشئ مطبق على الكثير من المهن والاعمال التي يزاولها الانسان وجميعها تحتاج الى رخصة ممارسة المهنة كالطبيب والممرضة وسائق التاكسي وكابتن الطائرة  وتزداد صعوبة الاختبار ومتطلبات النجاح كلما كانت للمهنة من اهمية وعلاقة مباشرة بحياة الانسان .فكيف برجل الدين وهو بمقام الراعي والاب والمرشد.
 
 ونفس السؤال يطرح نفسه هل ان كل رجل مهيئ ليصبح ابا وان كل امراة مهياة لتصبح اما فمن وجهة نظري انه كما الدول تضع شروط واختبارات لاخذ رخصة 
ممارسة اية مهنة او عمل فيجب ان ان نضع شروط واختبارات لكي نستطيع ان نمارس الابوة والامومة بمعانيها السامية ولان خطورة تكوين عائلة واطفال غير صالحين على المجتمع والانسانية قد يكون خطرها اكبر بكثير من متهور يقود سيارة بلا رخصة قيادة ولان العائلة هي نواة المجتمع فاذا كانت نواة طيبة كان المجتمع طيبا وان كانت فاسدة فممكن ان تفسد الكثير.حيث اننا نستطيع ان نصنع ملايين اعواد الثقاب من شجرة واحدة وعود ثقاب واحد يستطيع حرق ملايين الاشجار.حيث ان مهمة رجل الدين هي مهمة شاقة وصعبة للغاية وكما قال المعلم الاول السيد المسيح لاحد تلاميذه وكان يعمل صياد سمك ,اترك صيد السمك وتعال معي نصطاد الناس فنلاحظ هنا مدى صعوبة الواجب و المهمة وهي اصطياد البشر فصيد السمك او اية حيوان اخر ليست بالمهمة الصعبة والشاقة فبقليل من الذكاء ممكن ان يكون الصيد وفير ولكن كيف نصطاد الناس فلكي نقنع شخصا بفكرة او مفهوم او عقيدة تحتاج لجهد كبير ووقت طويل ولاقناع عشرة فتصبح المهمة اعسر واصعب اما لاقناع شعب ورعية وهنا ياتي دور صائدي البشر اللذين ذكرهم المعلم واعطاهم مكانة ومنزلة وقداسة لكي يكونوا مؤهلين لمثل هذه الواجبات المقدسة.
طوبى وهنيئا  لكل رجال الدين لانهم اختاروا ان يكونوا تلاميذ لذلك المخلص والفادي( والتي لاتزال تعاليمه الاكثر طبعا ونشرا ومبيعات وقراءة منذ ظهورها ليومنا هذا وهي ممثلة بالانجيل المقدس) وطوبى للذين يحاولون قدر ماستطاعوا ان يكونوا مثال لذلك المعلم .
ولايسعني هنا الا ان اصلي بخشوع طالبا من الرب ان يحفظ كل رجال الدين وعلى الخصوص  سيادة مار بولص فرج راعي كنيسة الرب في الموصل وهو يعيش تحت التهديد وليس لديه اية شئ يدافع به عن نفسه سوى ايمانه ومحبته لله   وكما عاش تلاميذ المسيح,  حين قال في مقابلته المؤثرة مع راديو    SBSحول موضوع مغادرة المسيحيين مدينة الموصل" سأكون آخر شخص يغادر الموصل" اننا فعلا في زمن قد نشهد فيه عودة ظهور القد يسين مرة اخرى من بلدنا العزيز العراق.   
 
 

المصادر :  رسالة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في 16 تشرين أول عام 2003

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

140
العراق واستراليا وكوريا وابنتي.

لقد ادخل المنتخب العراقي فرحة حقيقية الى قلوب الملايين من شعبنا بعد ان غاب لابل نسينا طعم الفرح العراقي ومنذ زمن بعيد. فقد حققتم مالم تستطيع فرق كبيرة من تحقيقه على الرغم من انكم تلعبون ومنذ زمن بعيد بعيدا عن ارضكم وجماهيركم.
والذي يتابع العراقيين اينما كان في الداخل وفي الخارج تجدهم قد نسوا كل احزانهم وكانهم يبحثون عن امل مفقود وغائب قد طال غيابه وسط اكوام الدمار والقتل المجاني فجاءت نتائج منتخبنا الوطني لتعبرعن فرح عراقي 100% .وهنا في استراليا ننتظر المباراة لساعات متاخرة من الليل لفارق التوقيت وكنا قد انتظرنا مباراة العراق وكوريا بفارغ الصبر وخاصة ان منتخبنا كان قد فاز على المنتخب الاسترالي صاحب السمعة العريضة وخاصة في نهائي كاس العالم الاخيرة,ويومها وقبل المباراة ايضا كنا نتحاور ونبدي الرأي حول الفريقيين ومن سيكون الفائز سالتني ابنتي وهي في الربيع التاسع من عمرها بابا من تشجع العراق ام استراليا؟
   فقلت طبعا العرا.ق فقالت زين اذا فازالعراق تفرح فقلت بالتاكيد واذا فازت استراليا تنقهر فاجبت بدبلوماسية سوف لن انقهر ولكني سوف لن افرح  فقالت بابا انت ليش تحب العراق وهو سؤال كبير فقلت لها عندما تكبرين ذكريني ويومها سوف اوضح لك ذلك.
 وقد فاز العراق على استراليا فوز لامع ومدوي وفرحنا كثيرا وبعد ايام, تابعنا مباراتنا مع كوريا لحظة بلحظة مصحوبة بحذر وباعصاب مشدودة من خلال قناة الفرات وكان كل شئ على مايرام الا المعلق وقد كان واضحا انه يفتقد لموهبة التعليق والظاهر انه افضل ماموجود وخاصة ان هناك مقاطع بين الشوطين يظهر صوت المعلق الرائع مؤيد البدري فكانت كل هذه الامور لاتصب في صالح هذا المعلق والمعلومة الوحيدة التي استطاع ان ينقلها لنا المعلق الكريم هي اشهار مدرب المنتخب العراقي اسلامه فبصراحة ان مثل هذه الامور ليس مكانها مباراة لكرة القدم وان اسلام المدرب (فييرا) او عدم اسلامه سوف لن يضيف للدين الاسلامي وتعاليمه او المسيحي وتعاليمه شئ وخاصة ان المعلق الكريم يعرف جيدا ان فييرا وامثاله تجذبهم رائحة البترول والدولار ونحن نعرف جميعا ان الالاف من اخوتنا المسلمين يتحولون الى المسيحية في المغرب العربي والدول العربية  وافريقيا ودول العالم ولم يتم ذكرهم لان هذه الامور تدخل ضمن حرية المعتقد التي لم يتم تطبيقها في دولنا لحد الان رغم اقرارها من قبل الامم المتحدة منذ زمن بعيد كواحدة من اهم حقوق الانسان . وتنص المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أربع بنود بهذا الخصوص؛ وهي أن:
1. لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
2. لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في أن يدين بدين ما، أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره.
3. لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده، إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية.
4. تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء، أو الأوصياء عند وجودهم، في تأمين تربية أولادهم دينيا وخلقيا وفقا لقناعاتهم الخاصة.
 على اية حال فكان ختام المباراة مسك وذلك بفوز العراق اولا وثانيا بصوت المعلق وشدة فرحه وتاثره فجاء التعليق
 بصوت ممزوج بالبكاء والفرح مما جعل دموعنا تنزل وكانت دموع صادقة ومعبرة بحجم حبنا للعراق واهله وارضه ومبروك للعراق ومبروك لكل العراقيين ومعذرة للمعلق الكريم .

الدكتور عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

141
الى العراقي المبدع كاظم الساهر مع التحية:

اثار موضوع منح الفنان المبدع كاظم الساهر مؤخرا الجنسية القطرية ردود افعال كثيرة في معظمها يحمل النقد والاستهجان رغم ان الساهر قد حمل جنسية في وقت سابق ومن بلد اجنبي ولكنها لم تثير كل هذا الجدل وخاصة بين المثقفين العراقيين وقبل ان نعطي بعض من الملاحظات حول مسيرة الفنان الكبير الساهر سوف نعرج على هذه المقدمة.
يمكننا تعريف الفن الملتزم بانه الفن المقتصر على معالجة المشاكل والمواضيع المصيرية التي ترتبط بالوطن والشعب وخاصة وقت المحن والصعاب وان معظم عباقرة الفنون هم بالاحرى القيادة الادبية الرشيدة ومن واجباتهم ان يجعلوا من فنهم قوة دافعة للانتاج والتقدم .
والموسيقى مرآة الحضارة عند الشعوب ، كما قال " كونفوشيوس " ، فهي تتعدى حاسة السمع لتنفذ إلى روح المستمع دون عناء ، لهذا تتربع الموسيقى على عرش الفنون .

من منا لايعرف الساهر فمنذ بداياته الاولى في فرقة المسرح العسكري كمنشد وكيف كانت تعطى فرصة الغناء الانفرادي لمطربين اخرين والساهر كان مع الكورال ولكن الابداع كان في مرحلة التحضيروالنضوج ونتذكر حفلاتك في نادي الهندية عندما كنت في بداية المشوار وتغني بعد ياس خضر ومحمود انور والجمهور يصيح موالات موالات مثل ياس خضر, انها مفارقات جميلة ولكننا نحن المثقفين كنا نقول ان هذا الشاب سوف يكون له شان كبير وعند تصويرك لاغنية على ما اعتقد شجرة الزيتون حاولت بالامكانيات الموجودة والمتواضعة وحيث انك لازلت في البداية ولاتستطيع فرض شروطك الابداعية  ان تقدم شيئا جديدا وغير مالوف .

ما هو المطلوب من الساهر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن.
 انجاز اكثر من عمل وطني عراقي 100% ويؤديه فنانين عراقيين من مختلف مكونات شعبنا العراقي يتغنى بالعراق العظيم ,حيث ان كل ماقدمه الساهر من اعمال وطنية لايتعدى عدد الاصابع فهو لايتوازى مع عمق الماساة التي يمر بها وطننا وخاصة ان الساهر كفنان ملتزم وذو جماهيرية واسعة فبامكان صوته الذي يصدح باسم العراق عاليا ان يهز الظمائر ويوقظ الانسان الميت من بعض النفوس الضائعة.غني ياكاظم لانساننا الطيب حيث ان طيبة العراقيين واصالتهم لم تتغير حيث اصبحت علامة بالجينات الوراثية ولايمكن للقتلة ودعاة الشر من ان يغيروا من طبيعتها نحن نعرف الساهر قد قدم بعض الاعمال للعراق  وهذه طبيعة العراقي ولكن ما يمر به وطننا اكبر بكثير  وان عملا عظيما من ابداع الساهر قد يكون له تاثيرا كبيرا يفوق كل مايفعله الساسة وهذا ما لاحظناه عندما فازت شذى حسون في برنامج ستار اكاديمي  وقد سمعنا أن كاظم الساهر يحضر لإطلاق العمل الملحمي الغنائي الاستعراضي "ملحمة جلجامش" من العاصمة القطرية الدوحة بإشراف رسمي من احد المؤسسات الرسمية وعلى الأغلب وزارة الثقافةالقطرية.
و"ملحمة جلجامش" قام بتأليفها الشاعر المعروف كريم العراقي ولحنها كاظم الساهر، ومن المتوقع مشاركة  أكثر من خمسمائة فنان ما بين ممثل ومطرب في العمل الذي سيظهر في نهاية العام الحالي ونتمنى للساهر كل التوفيق بهذا العمل الابداعي الرائع وخاصة انه تخليد لصفحة من صفحات تاريخنا الخالد والذي نطلبه من الساهر ان يكون العمل عراقي 100% من حيث الكلمات واللحن والغناء والتمثيل.
كما من حقنا على الساهر ان نطلب منه القيام بزيارة اهلنا في شمال العراق حيث ان للساهر جمهور كبير من اخواننا الاكراد وايضا زيارة
اهلنا في الشتات سوريا والاردن وتركيا ومصر واقامة حفلات موسمية يعود ريعها لمساعدة المحتاجين منهم وخاصة ان الكثير منهم قد اجبر على ترك الوطن ومنهم من يمر  بضروف صعبة وقاسية جدا.
مااردت قوله ان الساهر قد وصل القمة وصحيح ان المحافظة على القمة اصعب من الوصول اليها وان المنافسة والحفاظ على التالق يتطلب الكثير والكثيرمن الجهد والوقت و ان فرصة الساهر لم يصل اليها مبدع عراقي سابقا واسمحلي ان اشبه هذه المرحلة بمرحلة تربع عبد الوهاب على هرم االغناء والتلحين العربي فان هذه الفرصة الذهبية لن تكرر للفن العراقي فلو ان الساهر قدم لنا سنويا مطرب او مطربة عراقية  فسوف يكون لنا عشرات المطربين العراقيين وخاصة نحن نعلم ان الفن العراقي زاخر بكل شي التراث(المقام العراقي,الغناء الريفي,الغناء البدوي والغناء البغدادي) والاصوات وان التاريخ سوف يذكر مثل هذه الانجازات بحروف من نور وان الفن العراقي سوف يرتقي وخاصة في مجال الغناء والتلحين وياخذ المكانة الطبيعية له وبالتالي بقية الفنون وكما يشهد لعبد الوهاب اكتشافه ودعمه لعمالقة الفن المصري وحتى العربي اضافة الى الارتقاء بالفن بشكل عام ليصبح في خدمة الانسان والمجتمع وحسب علمنا فاننا لم نسمع عن اي تعاون فني ان كان غناءا او تلحينا مع اي مطرب عراقي وارجو ان يكون الخبر المنشور عن لسان والد شذى حسون من انه طلب مساعدة ومساندة شذى وكان الجواب بالرفض من قبل كاظم غير صحيح  ويحزننا جدا عندما نقرا اية نقد يطال واحد من مبدعينا العراقيين وهذه الاسطر من مقالة للسيد جرجيس كوليزادة بعنوان البخل الوطني للفنان كاظم الساهر:
"لم يعبرالساهر عن معاناة العراقيين في ظل الارهاب بأغنية وطنية، ولم يعبر عن حلبجة الشهيدة بأغنية عراقية أو كردية، ولم يعبر عن فرحته بسقوط الصنم بأغنية مشحونة العواطف، ولم يعبر عن معاناة الشيعة في الوسط والجنوب بأغنية تشارك أهلنا من الشيعة معاناتهم وعذاباتهم، أمام هذا الموقف، لا يسعنا الا أن نقول للفنان كاظم الساهر، ، وحان لك أن تعبر عن العراق المولود الحديث، وأن تغني للمسيرة الجديدة التي شقت طريقها بعد سقوط الصنم لنرسم جميعا مستقبلا زاهرا للعراقيين لحاضره ولأجياله اللاحقة".

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

142
                                       
هل ينتصر العنف في بلدي 
 
   
كم شغلت  بال الكثيرين هذه الدوامة العجيبة من العنف المتزايد في وطني العراق وهذه الماكنة العجيبة التي تعمل بوقود اسمه الجنس البشري, ماذا اصابنا وما الذي حل بهذا البلد هل هو وباء ام سرطان ام فايروس, هل على العلماء ان يجندوا طاقاتهم كي يكتشفوا لقاحا خاصا ضد الارهاب ,هل الارهاب اصبح مرضا معديا لايمكن ايقافه,هل اصبح العنف واحد من مبادئ الحياة الاساسية وهل اصبح الارهاب مدعوما من قبل الله من خلال كتبه السماوية,هل بتدمير الاخر وقتله نستطيع ان نغير افكاره ومعتقداته وايمانه,هل عجلة التاريخ والحضارة ترجع بنا الى عصور الظلام وهل اصبح الانسان وبعد كل هذا الكم الهائل من التراكمات الحضارية والدينية والتي جعلته واعطته قيمة عليا يرجع ليصبح اشد فتكا وقتلا لاخيه الانسان, وهل اصبحت القدرات التي يتميز بها الانسان عن الكائنات الحية الاخرى وسيلة للقتل والفتك الجماعي واصابة وتدمير اكبر عدد ممكن من اخواننا البشر,وهل اصبحت الاديان والمعتقدات حجر عثرى نحو حماية حقوق وكرامة وحضارة الانسان ,ام هل اصبحنا نعيش عصر الظلمات والرجوع اللاف السنين الى الوراء, وهل يمكن لبضع قطرات قذرة من الماء ان تلوث هذا المحيط  الهائل من الناس الطيبين .كثير وكثيرة هي الاسئلة وكثيرة وكثيرة هي الحلول ولكن المحزن حقا اننا جميعا نراقب كل مايجري من خلف النافذة كاننا نتابع فيلم سينمائي ابدع الكاتب في كتابة القصة والممثلين في اداء الادوار والمخرج في تدمير الانسان ووجوده وشارك في انتاجه كل دعاة الشر في هذا العالم.كل هذه الامور جعلتني اكتب هذه السطور.
يناشدنا السيد المسيح في موعظة الجبل احبوا اعدائكم وصلوا من اجل مضطهديكم واحسنوا الى مبغظيكم والسيد المسيح هو المعلم الاول وراعي اللاعنف من خلال كل ماعلم به  واللاعنف لايعني الخنوع والضعف والركوع بل يعني ان تطالب ثم تطالب ثم تطالب الى ان تحصل على حقك.
ويذكر مارتن لوثركبينغ اللاعنف لايعني تجنب العنف المادي مع الاخرين ,بل ايضا الروحي الداخلي انك لاترفض اطلاق الرصاص على شخص اخر فقط بل ترفض ان تكرهه, لاحظ هنا البعد الانساني والمفهوم الرائع لمعنى اللاعنف والذي يغيب عن بال الكثيرين’ ان اللاعنف يشمل لاعنف اللسان وليس استخدام ادوات واسلحة للقتل والتدمير فقط ,لان معظم الاعمال الشريرة تبدا بالعقل ثم اللسان ثم الفعل .
ويذكر غاندي احد رواد المنهج اللاعنفي في الحياة فيقول ان كلمة (ساتيا) او الحقيقة امرا مهما ,حيث ان الحقيقة عند غاندي لها اوجه مختلفة ولايمكن لفرد معين ان يمتلك كل الحقيقة بل بعضها وبهذا فاننا كلنا نحتاج لبعضنا البعض كي يكمل مفهوم الحقيقة ونصل الى الحقيقة الاكبر .اما عبد الغفار خان الملقب بجندي اللاعنف فيقول بانني سوف اقدم  لكم سلاحا فريدا لاتقدر الشرطة ولا الجيش الوقوف ضده,انه سلام النبي,لكن لاعلم لكم به,هذ االسلاح هو الصبر والاستقامة ولاتوجد قوة على وجه الارض تستطيع الوقوف ضده.
ويقول القديس فرنشسكو الاسيزي.
يارب استخدمني لسلامك,فاضع الحب حيث البغض ,والمغفرة حيث الاساءة,والاتفاق حيث الخصام ,والحقيقة حيث الظلال,والايمان حيث الشك,والرجاء حيث الياس ,والنورحيث الظلمة ,والفرح حيث الكابة.
وايضا ما قاله الشاعر الهندي المعروف طاغور علمني حبك يا الله فاذا اساء الي الناس هبني شجاعة التسامح واذا اسات انا الى الناس هبني شجاعة الاعتذار.
 ان ثقافة اللاعنف ليست ترفا فكريا ولا هي دعوات برجوازية حالمة ولكنها اصبحت في ايامنا هذه ضرورة حتمية يحتاجها الفرد في في تعامله اليومي مع العائلة والمجتمع ومن ثم بين الانسان واخيه الانسان في كل مكان وبين الدول والموسسات والاحزاب ويجب علينا نشر هذه الثقافة بين ابنائنا وترديدها في مدارسنا واماكن العبادة وفي بيوتنا الى ان تصبح مفاهيم وعادات وتقاليد موروثة .
واللاعنف لايمكن اعتباره مرادف للضعف كما يفهمه خطا البعض فهناك مثل يقول (تستطيع ان تاخذ الحصان الى النهر ولكنك لا تستطيع ان تجبره على شرب الماء) وجملة اخرى بنفس المعنى(تستطيع ان تكسر راسي ولكن لا تستطيع ان تحنيه). وكما يعتقد (جون ديوي) بان الاصرار على استعمال العنف هو امر سوف يودي الى الحد من استعمال الذكاء الانساني وان استخدام العنف يحد من حرية الاخر ويشل قدراته وهذا منافي لكل الرسالات السماوية وماجاءت به من تعاليم.. ولبيان ان اللاعنف له ايجابياته التي قد تفوق التصورحتى على مستوى النتائج . حيث لعب الكفاح اللاعنفي دورا في تقليل سلطة الانظمة السياسية في العالم الثالث وبلدان الكتلة الشرقية السابقة , حيث يبين( والتي وينك) في عام 1989 شهد اكثر من مليار ونصف مليار من البشر ثورات لا عنيفة حققت نجاحات باهرة مثل (الفيلبين, جنوب افريقيا, ايران, حركة التحرر في الهند) مما ينفي المقولات التي تزعم بان اللاعنف اسلوب فاشل, وما قاله  البابا يوحنا بولس الثاني في هذا المجال ومن كتابه (عبور حدود الرجاء)(تكن الكنيسة الكاثوليكية احتراما كبيرا للمسلمين اللذين يعبدون الله الواحد الحي القيوم مما يبرهن المسلمون انهم قريبون جدا من المسيحين في نظرتهم الى الله الواحد). الم يحن الوقت بعد لادخال هذه المفاهيم في مناهجنا الدراسية  متجاوزين عقدة ان اي شئ قادم من الغرب هو امر يحمل علامات الاستفهام وليس بالضرورة ان نجهد نفسنا كثيرا في تراثنا لنجد ماهو مماثل .وليس عيبا ان نجد ابداعات ومفاهيم كثيرة وعلى كل المستويات ممكن ان يكون لها التاثير الكبير في تغيير كل ماهو مسئ ويحط من قيمة الانسان والاهم من ذلك الغاء كل المفاهيم التي تؤدي الى الغاء الاخر وبالتالي الى العنف المتزايد  ولنلقي نظرة على مايدرس في السعودية كما هو مدون في ملتقى الحوار الوطني السعودي الثاني(1):
-   الوطنية ردة على الإسلام
- الحضارة المعاصرة حظيرة بهائم حيوانية صنعها فريق من الكفار والجهلة
- الأحزاب السياسية عذاب إلهي للكفرة
- ينبغي على المسلم الذي يسافر إلى بلاد الكفرة ليتعلم أو يتاجر أو يتطبب أن يقيم بينهم وهو يظمر العداوة لهم !!
و يقول عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق : - أن المسيحيين اشبه بمرض خبيث معد، يجب على المسلمين أن يظلموهم وأن يسيئوا معاملتهم ويحتقرونهم ويقاطعونهم حتى يضطروا إلى إعتناق الإسلام.
-   وفتوى سيد قطب : لا جنسية لمسلم غير عقيدته، فالمسلم لا يعتز بجنس ولا بقوم ولا بوطن ولا بأرض. فكيف يمكننا ان نربي ابناءنا واجيالنا القادمة على مثل هذه الافكار فان مثل هذه الافكار قد ادت الى تحول 10%الى 15% من تعداد المسلمين في العالم الى متطرفين كما حددهم الباحث دانييل بايبس اي نحو 100 الى 200 مليون متطرف. وان مكمن الخطورة عندما يعتبر المتطرف ان العنف والقتل والارهاب هما متساويان للجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس ومصارعة الطغاة والمستكبرين  مرتكزا في نظريته الى شرعية مايقوم به استنادا على المصادر الاسلامية .

  .
 وقد بدات الكثير من الدول بالاهتمام بمبدا اللاعنف  فنرى فرنسا قد طبقت درس الاخلاق في المناهج الدراسية. وعلى لسان وزيرة التعليم الفرنسي (سيجولين سوايال) ان العنف المتعاظم في مجتمعاتنا يتطلب وقفة جدية لايجاد الوسائل والسبل لكبح جماحه. وتطرقنا الى ان المدرسة لها دور كبير في نشر هذه الثقافات وسوف يتعلم الاولاد والبنات كيفية احترام الجسد الانساني وعدم اللجوء الى العنف او الاعتداء عليه. وتحضرني قصة رواها الدلاي لاما عن صديقه الناسك البوذي وتدور حول اعتقال الصينيين للناسك وتم احتجازه في معتقلات الغولاك الشبيه بنكرة السلمان .وتم اطلاق سراحه بعد عشرين عاما من التعذيب القاسي بعدها التقى بصديقه الدالاي لاما وبدا الحديث عن تجربته المريرة في المعتقل وتوقف قليلا ثم اكمل اني تعرضت لاخطار كثيرة جدا, فساله الدالاي لاما , بالتاكيد على حياتك؟فاجاب بكلمة لا حيث ان حياتي لم تكن مهمة ولكن كدت ان افقد رحمتي وحبي للصينيين عدة مرات فنلتامل هذه الحكاية وكم سنة ضوئية وكونية نحن بعيدين عن مثل هذه الروح.
(1) من مقالة للسيد مجدي خليل


د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

143
اراء ومقترحات حول مستقبل وواقع شعبنا الكلداني الاشوري السرياني

 
 
جميعنا يعلم بما تمر به امتنا وشعبنا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق وهي فترة عصيبة وفي غاية الاهمية حيث الواقع المرير وانتهاكات لحقوق الانسان ولابسط مقومات المواطنة والحريات وسيادة سلطة شريعة الغاب على سلطة القانون وبروز ظواهر وافكار ومعتقدات لم تكن موجودة اصلا في مجتمعنا العراقي الطيب . ففي خضم كل هذا الواقع المرير يتحمل ابناء شعبنا الأمرين الاول وهو الوضع العام للبلد وهذا ما يعانيه كل ابناء شعبنا العراقي المغلوب على امره من نقص في الخدمات والامان والاستقرار وغيرها الكثير , والثاني كون امتنا هي اقلية وسط اغلبية وما يترتب على ذلك  من تبعات . وهنا يجب الاشارة  على ان الاقلية تعني النسبة السكانية وليس الدور او الاهمية التي تحملها هذه الاقلية ولذلك وجب على الجميع من ابناء هذه الامة ان يضعوا  نصب اعينهم ما هو المطلوب للمرحلة القادمة لذلك نذكر بعض من النقاط التي ممكن ان تدفع بالعجلة الى الامام  كي يطلع عليها جميع ابناء امتنا :
1- التوقف عن الكتابة في الشأن القومي  وخاصة تلك الكتابات التي تزيد الهوة والتباعد بين مكونات هذا الشعب ولا ضير من  الكتابة على شرط ان تخدم وتدفع بما هو مفيد من اجل زيادة التكافل والتعاون وتقوية الصفوف  وفي اجواء صحية تتسم برحابة الصدر وقبول الاخر والمسامحة. وقد امضينا اربعة سنوات في الكتابة بالشان القومي وبارك الله بكل الجهود المخلصة والمبذولة في هذا المجال والتي صرف فيها الكثير من الجهد والوقت لاظهار الحقائق والشواهد وقد افرزت المرحلة السابقة على انه لدينا جيش جرار من المثقفين القادرين في حال تبنيهم لفكرة او مفهوم للوحدة ان يبلوا بلاءا حسنا . وما نريد قوله ان الكلداني الذي لا يعتز بكلدانيته لايمكنه الاعتزاز بالمكونات الاخرى لشعبنا, والاشوري الذي لايعتز باشوريته لايمكنه الاعتزاز بالمكونات الاخرى ايضا, ونفس الشئ بالنسبة للمكونات الاخرى .
 
2- الكف والتوقف عن التهجم على اية تكتل او حزب او شخصية او تجمع من ابناء شعبنا وهذا لايعني النقد البناء المبني على ذكر الايجابيات قبل السلبيات مع الحرص على زيادة ونشر الوعي التكافلي والتعاوني بين ابناء امتنا . وهنا وجب التنبيه ان النقد البناء يجب ان يتجاوز الخلافات والمواقف الشخصية لان الهدف ودقة المرحلة تتوجب ترك كل هذه الامور جانبا والتركيز على ماهو اهم ثم المهم وان الموقف الشخصي مع سين ممثل الحزب الفلاني اوالتكتل الفلاني لايمكن ان يعكس على الموقف من الحزب او التكتل والعكس صحيح.
 
3- ان ما يجمعنا الكثير وما يفرقنا القليل, لنجتمع حول ما يجمعنا ونقوي موقفنا لان واقع المجتمعات الان لا يحترم الضعيف وانما القوي يفرض اجندته فليكن شعارنا (لنعمل جميعا من اجل توحيد كلمتنا و تعزيز موقفنا). وليكن هدفنا من الان 10 مقاعد  في البرلمان العراقي حق طبيعي ومشروع لنا.
 
4- ان من يتصور ان نسبة شعبنا في  العراق 3% اكثر او اقل بقليل فهو على خطأ لان الرياضيات هنا لاتصلح و 1+1لايساوي 2 بل 1+1 قد يساوي 5 فصحيح ان شعبنا قد تكون نسبته 3 %لكن حجمه الثقافي والاجتماعي والعلمي وعمقه الحضاري اكثر بكثير من ذلك وقد تفوق نسبته الـ 10% هذا اذا توفرت بيئة ديمقراطية نموذجية وساحة جيدة لقول كلمة الحق والحقيقة.
 
5- على كنائسنا , احزابنا وتكتلاتنا ومثقفينا  وشعبنا البدء من الان للاستعداد والتحضير ونشر الوعي التكافلي والتضامني ولغاية الانتخابات القادمة على ان تدخل كل مكونات شعبنا  بقائمة واحدة رغم كل الاختلافا ت ووجهات النظر  ويوضع لها اسم لكي يحس ابناء شعبنا بوحدتنا وبالتالي يتجرا ويندفع ويذهب الى صندوق الاقتراع ان كان داخل العراق او خارجه (ويشعر بان تصويته للقائمة واجب وطني وديني وقومي). ونعتقد ان للكنيسة دور كبير وفاعل في هذا المجال بشكل مباشر وغير مباشر. ومانريد التاكيد عليه اذا كانت حقوق الانسان غير محمية منذ البداية  فسوف يكون من الصعب حمايتها لاحقا وخاصة اذا كان الدستور لايحمل المرونة الكافية وان ينظر له كبنود قابلة للتغير وليس النظر اليه كنص مقدس.
 
6- على جميع احزابنا وتكتلاتنا ومؤسساتنا ومثقفينا ابراز معاني قبول الاخر والمسامحة وعدم الصراع على الكراسي والسلطة منذ البداية وماذا جنينا من تعميق الخلافات  فقد فقدنا كل شئ ولم نحصل الا على كرسي يتيم في البرلمان ودون اية وزير وصدقوني ان روح المسوؤلية ووضع المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة  واخذ المواقف القومية المسؤولة  من قبل احزابنا وممثلي شعبنا هي التي سوف تجعل لهذه الاحزاب والتكتلات شعبية وتكسبها الاحترام والمصداقية, وعلى جميع احزابنا وتكتلاتنا الابتعاد عن السعي نحو تحقيق مصالحها الخاصة  واهدافها المرتبطة بالمصلحة الشخصية كالوصول الى السلطة والمناصب وخاصة اذا ارادت هذه الاحزاب والتكتلات ان تطلق على نفسها ممثلة لشعبنا وطموحاته وعدم الادعاء باحتكار التمثيل لحزب او تكتل معين وخاصة ان مايمر به شعبنا يستلزم ويتطلب وضع كل الخلافات جانبا وتوحيد كل الجهود لرص الصفوف والجهود من اجل حاضر ومستقبل هذه الامة.
7- نتيجة مايتعرض له شعبنا في الداخل من ممارسات وضغوط كبيرة مما جعلته يلجا الى الهجرة الى اقليم كردستان والى خارج العراق وهذا الوضع ادى الى تقسيم شعبنا الى جزئين رئيسين داخل وخارج العراق في هذه الحالة تكون  تكون نسبة كبيرة من طاقات شعبنا في المهجر ويجب الاستفادة من هذه الظاهرة  والاستفادة من كل القدرات والتكتلات والشخصيات النافذة  التي ممكن ان تلعب دور كبير في دعم وتعزيز موقفنا.
8- تأيد ومناصرة كل المواقف الوحدية والشبيهة بالموقف المشترك للاستاذ يونادم كنا والاستاذ عبدالاحد افرام حول موقفهم من هيئة الانتخابات ومالاقاه هذا الموقف من القبول والاستحسان من قبل الجميع .
 
9- على جميع المواقع (عنكاوة,كلدايا,القوش وزهريرا والمواقع الاخرى) التي تهتم بشؤون وقضايا شعبنا ان تفتح عمود او صفحة للاستفتاء مثال ذلك شخصية عام  2007 من ابناء شعبنا او رأي القراء بالحكم الذاتي لشعبنا وكما هو معمول به في الكثير من المواقع ,حيث ان مثل هذه الاستفتاءات ممكن ان تعطي مؤشر مهم لتوجهات وميول شعبنا بشكل عام وليس النخبة فقط من خلال الكتابة والنشر.
يجب عدم نسيان ان هناك من يقف مع مطالبنا ويشاركنا طموحاتنا واهدافنا ومنهم اخواننا الارمن وايضا الصابئة واليزيدية والتركمان وايضا من اخواننا الاكراد والسنة والشيعة وخاصة الطبقة المثقفة والتي تؤمن بان الامة الكلدانية  الاشورية السريانية هي مكون اصيل وفعال الان وفي المستقبل وهذا ما نلمحه من كتابات المثقفين العراقيين من غير ابناء امتنا.
 
 
ان الخارطة الانتخابية والعملية الديمقراطية القادمة في العراق سوف لن يتوقع لها ان تشهد تغيرات كبيرة وقد تاخذ زمنا طويلا كي تنضج وتصبح ممارسات ديمقراطية نموذجية وذلك نتيجة الكبت والحرمان القومي والديني والطائفي الذي عاناه هذا الشعب لعقود طويلة . فالمتوقع ان الاخوة الاكراد سوف يدعمون احزابهم القومية والاخوة الشيعة سوف يدعمون احزابهم الدينية ايضا ونفس الشئ لاخواننا السنة فما المطلوب منا  ؟؟ لو لاحظنا ما حصل في الانتخابات السابقة ان الفئة التي لم تختار على اساس قومي او ديني او طائفي كانت امتنا الكلدانية الاشورية السريانية فقد منحت اصواتها لعدة قوائم ومنها القائمة العراقية ايماننا منها بان هذه القائمة بعيدة عن الدور الديني والطائفي والقومي ولان هذه القائمة لم تحصل على مقاعد كثيرة ولايوجد اي تكتل قومي كلداني اشوري سرياني ضمنها, فتشتت اصواتنا ولم نفلح في الحصول الا على مقعد يتيم في البرلمان الحالي وكيف افرزت المواقف الاخيرة لهيئة الانتخابات من خلوها من اية ممثل لامتنا خير دليل على ان مقاعدنا في البرلمان هي التي تحدد قوة موقفنا وترسخ وجودنا ودورنا دون ان ننتظر منة من احد. ومما يدعو للاسف ان جميع الاحزاب العراقية كانت اغلبها ان لم نقل معظمها قد قدمت نفسها على انها تمثيل لعرق اوطائفة ولان بلدنا قد خرج من حكم الحزب الواحد والفراغ الامني الذي حصل بعد السقوط مما ولد شعور بان الانتماء الطائفي او القومي هو الطريق الوحيد لتحقيق الغلبة وهذا ماجعل الاحزاب العلمانية وذات الميول المعتدلة ان تخفق في تحقيق مكاسب كبيرة. وهنا يجب ان نسعى لاثبات الوجود والسير مع الركب وتحضرني قصة الملك والوزير اللذان شربا من البئر الذي يحوي على نبات يجعل شاربه يتصف بالجنون فبعد ان وضع احد الاعداء هذا النبات في البئر الذي يشرب منه العامة والذي جعل الشعب مجنون ,بعدها خرج الشعب بمظاهرات عارمة طالبين تغيير الملك والوزير لانهما مجانين(حيث ان الملك والوزير يشربان من بئر خاص) بعدها قرر الوزير ان يشرب من نفس البئر خوفا من العزل فبعد ان شرب طالبت الجماهير بتنحية الملك المجنون وتنصيب الوزير العاقل(من وجهة نظرالشعب) وبعد الذي حصل وجد الملك نفسه امام خيار واحد وهو ان يصبح مجنونا فشرب الماء لتتحول المظاهرات التي تطالب بعزله الى مسيرات تائيد ومناصرة.
 
د.عامر ملوكا
رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
ملبورن/استراليا
 

144
دعونا نقبل جنون بعضنا بشكل متبادل.

ان التسامح بمعناه العام مصطلح متداول ومعروف في البلدان الحضارية المتطورة منذ اواسط القرن السابع عشر ثم تحول الى منهج فلسفي مشتملا على الكثير من مجالات الفكر وحرية التعبير.
 اما في منطقتنا العربية فهي فكرة تكاد تبدو غير مطبقة او معروفة كمفردة او كتطبيق,
التسامح في اللغة العربية ياتي من السماح والسماحة والجود, وسمح له اي اعطاه, والمسامحة المساهلة وتسامحوا اي تساهلوا وسمح اسمح اذ جاد واعطى عن كرم وسخاء .
و التسامح ايضا ممكن ان يعني الرحمة, العفو, المغفرة, الصلح والصفح.

اننا نجد ان ثقافة التسامح حاجة ملحة ومهمة جدا في مجتمعاتنا التي تتميز بمظاهر اختلافات عديدة وتتبع توجهات وميول متنافرة وخاصة اننا لازلنا في الخطوة الاولى من الالف ميل على طريق البناء الحضاري .

لم يكن مفهوم التسامح في عصر التنوير في اوربا شاملا لمعنى المساواة الحقيقية بل كان يتضمن المسامحة مع الاخر الذي ينتمي الى دين اخر مختلف عن الديانة السائدة اما الذي لايؤمن(الوجودي)  فلايجوز مسامحته. فهذا المفهوم للتسامح وان كان ناقصا ولكنه يعد بمثابة انجازا مهما في وقتها ولكن يفتقر الى ان يعدو نطاقا شاملا وعاما للتفاهم .

اما عدم المسامحة السائد بين الاديان الابراهيمية (اليهودية,المسيحية والاسلام) وهو عكس ما هو متوقع من ان يكون هناك اقصى درجات التسامح فيعود تفسير ذلك على ان الناس يميلون للارتباط الانفعالي بالابعاد الطقسية للدين اكثر من الارتباط العقلي المتوازن والمرتبط بالنتائج وماهو مطلوب من وجود الاديان .
 وقد اخذ مفهوم التسامح بالتطور مع تطور  الصراعات الدينية التي اجتاجت دول اوربا بشكل عام ونتيجة لذلك قد اثار الكثير من الفلاسفة والمفكرين هذا المصطلح ومن ضمنهم جون لوك عام 1689 لتفادي مثل هذه الصراعات الدينية الطاحنة التي ادت الى الكثير من الدمار وبالتاكيد الحديث هنا عن الديانة المسيحية والزمان هو عدة قرون مضت هنا اود ان اثير نقطة في غاية الاهمية وهي ان مانشاهده الان في العراق ومناطق اخرى من ظهور صراعات دينية وهذه المرة مشتملة الديانة الاسلامية ولان المسيحية قد سبقت الاسلام باكثر من خمسة قرون وكأن التاريخ يعيد نفسه فالذي مرت به المسيحية قد يمر به الاسلام الان.
 هنا يجب الاستفادة من تجارب التاريخ ونستخلص العبر كي نتجنب الكثير من المأسي والكوارث التي قد تحل بهذه الشعوب.
وتاتي اهمية التسامح من خلال الاهتمام العالمي وايضا من خلال هيئات الامم المتحدة وقد توجت كل هذه الجهود باعلان عام 1995سنة دولية للتسامح واعلن اليونسكو وثيقة التسامح في نفس العام 1995.
وعرف التسامح على انه
الايمان بالتنوع والاختلاف والقبول بهما واستبدال ثقافة الحرب بثقافة السلم.
التسامح ليس تنازل او مجاملة او منة للاخر بل هو موقف يقوم على الاعتراف بالحقوق العالمية للانسان.
التسامح هو الباب لحقوق الانسان والديمقراطية ودولة القانون .
التسامح هو الحرية في اختيار حرية المعتقد .
   
والجدير بالذكر ان  التسامح يولد في رحم التعصب  ويتم ذكره في اشد حالات العنف والارهاب ونظرية سبينو زا في القرن السابع عشر مفادها( ان سلطات الحكومة لاتستطيع ان تؤثر على معتقدات الانسان الدينية وان الرضوخ للحكومة في هذا الامر ينتج اعترافات يحدوها الرياء والنفاق). وينبغي افساح المجال لكل مذهب ومعتقد وفكر وان واجب الحكومة المدنية ان تحقق سعادة الافراد سواء من كانت معتقداته صحيحة او غير صحيحة . ومن البديهي ان تكون الانظمة متسامحة مع المواطنين على اعتبار التسامح احد واجباتها او معتبرين ذلك احد حقوق المواطنة وهو مرتبط مع حق المواطن بالحرية.

ان الله نفسه يبين لنا رغبته في ان يعبده الناس بوسائل شتى واننا نستطيع الوصول اليه من الف سبيل .
وقد ذكر التسامح في الانجيل رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبي من خلال كلمة الحلم حيث يقول ( ان حلمنا يجب ان يكون معروفا لجميع الناس لان الرب قريب لي ). والكلمة الاصلية المترجمة للحلم هي يونانية epeikes وتعني  الروح المستعدة للتسامح والصفح.
ويقول فولتير في التسامح( اننا جميعا من نتاج الضعف كلنا هشون ميالون للخطأ لذا دعونا نتسا مح ونسامح بعضنا بعضا ونقبل جنون بعضنا بشكل متبادل وهذا هو المبدأ الاول للتسامح)  .
التسامح حسب الموسوعة الحرة هو العفو وهي تشير الى عدم التطرف او ملاحقة كل من يتصرف بشكل مغاير او مخالف للمألوف. وايضا التسامح ياتي بمكانه الصحيح عندما تكون لك القدرة على التسامح وانت تمتلك نفس القدرة على ايقاع العقوبة.
وان التسامح الديني والسياسي يشمل معظم جوانب التسامح من حيث الاهمية وخاصة ان الاختلاف في الايدولوجيات الدينية والسياسية قد ادت الى كوارث لاتعد ولا تحصى على مر التاريخ .
ونظرا لكون الاديان قد سبقت السياسة في الظهور فنلاحظ ان معظم فلاسفة عصر التنوير كفولتير وليسينط قد اهتموا بجانب التسامح الديني دون الاهتمام بجانب التسامح السياسي . وخاصة ان تاثير الدين على السياسة في تناقص مستمر وعلى الخصوص في اوربا وامريكا الشمالية. والامر المطروح للنقاش هو كيفية عمل توازن بين المبالغة في التسامح (اللامبالاة الفكرية) وبين المبالغة في عدم التسامح (ضيق الافق). فلا يمكن التسامح مع التعصب والتطرف لفكرة او لدين معين او لتوجه سياسي معين والعكس صحيح . فلعمل موازنة بين هذه المفاهيم نحتاج لوعي حضاري عالي ونضج معرفي واسع   .
ما اريد ان الفت اليه الانتباه بان مصطلح التسامح لازال لم ياخذ معناه في مجتمعاتنا العربية والشرق اوسطية بشكل عام وهذا ما يظهر جليا من خلال الردود والتعليقات التي تظهر على مواقع الانترنيت لمنافشة قضية معينة او طرح معين . فنلاحظ ان الغالبية العظمى من الردود تحت عمود ردود القراء تتسم با لتشجنح والتعصب والعدوانية وعدم الادراك او الوعي الحضاري الذي يتصف بالاتزان وادراك لمعاني التسامح وبقبول الاخر واللاعنف , وهذا يتضمن الردود على المقالات اوالمقالات نفسها,   فهذا حال مثقفينا او المحسوبين على المثقفين فكيف بالانسان العادي؟؟
وان هذه المصطلحات يجب ان ندخلها الى لغتنا كي تصبح مالوفة ومتداولة وبالتالي اعراف وتقاليد قابلة للتطبيق وكم هو مهم ان نجعل من لغتنا مليئة بهذه المعاني الجميلة والايجابية على حساب كلمات لاتجلب لنا سوى التعصب والعنف والانغلاق ونستطيع ان نعبر عن بعض ماهو متداول من الكلمات باخرى اكثر ايجابية وتعطي نفس المعنى ومثال ذلك كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة بدلا من المعاقيين وسن النضوج للمراة بدلا من سن الياس وغيرها الكثير الكثير.
ان التسامح هو تربية نتعلمها في البيت والمدرسة والشارع قبل ان تكون ثوابت نعتز بها وهذا ما نجده لدى الدول المتحضرة والمتقدمة بقبولها بمبدا التعايش مع القادمين الجدد على اراضيها واللذين ينتمون الى اديان ومذاهب واعراق مختلفة وبكل رحابة صدر ,
اضافة الى ذلك منحها للجنسية للمهاجر القادم خلال سنوات قليلة وبعدها يتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الاصلي وتحضرني هنا مقارنة في زمن الحكم الشمولي الدكتاتوري في العراق, كان المواطن الكردي العراقي يمنع من شراء ارض او بيت في 14 محافظة عراقية وبهكذا عقول كانت تقاد الاوطان .وان بداية التسامح تبدا من علاقاتنا البسيطة بمن حولنا ومع اصدقائنا و مجتمعنا وهذا ما يوفر بيئة للتقدم الى الامام من اجل صنع النجاح والعدل والخير والنزاهة ومن خلال ذلك تتسع مساحة ادراكنا على حساب مساحة الجهل بالاخر. ويحضرني في هذا المجال ومن خلال تجربتي التدريسية في الجامعات الليبية ومعايشتنا للشعب الليبي الطيب انك تسمع مفردة سامحنا وسامحونا كثيرا وكثيرا ما كنت اشاهد مشادة كلامية ومن السهل ان تتطور الى عراك بالايدي وال..... ولكن بعد دقائق وبشكل تلقائي كل طرف يبادر بكلمة سامحنا وكل شئ يعود الى حاله دون ان تترك اية اثر أني او مستقبلي.وهناك حكاية اخرى رواها صديق لي عن والده عندما سافر الى بلاد ماوراء البحار ليدرس الطب وبعد سنين من الدراسة والتفوق (كما هو معروف عن العراقي) رجع الى الوطن  وهذا الكلام في بداية الستينات وكان بالتاكيد قد تأثر بالحضارة الغربية هناك  وخرج كي يعمل جولة في شارع الرشيد والمعروف عن شارع الرشيد انه مزدحم بالمارة وقد حصل اصطدام مع شخص اخر فقال له اسف فظن الشخص الاخر يساله عن شئ ما فقال لم افهم سؤالك فبين له بعد جهد  انه يعتذر او يطلب المسامحة لما حصل. واذكر موقفا اخر في سياق الحديث كنت احد الحاضرين في احد المؤتمرات العلمية الدولية في علم الكيمياْء الفيزياوية وكان من بين الحضور عالم امريكي يعتبر ابو الكيمياء الفيزياوية      fathers of physical chemistryفي العالم وحاصل على اكثر من جائزة نوبل وعندما طرح احد البحوث العلمية للنقاش فاراد ان يعطي رأيه فبدا انا اعتقد   (I believe or I think ( نلاحظ هنا التواضع واحترام الاخر والجدير بالذكر ان هذا العرف سائد ومعروف وغالبا مايكون مقدمة لابداء الراي. 
من اهم واجباتنا تعميم مفهوم وقيم التسامح والعيش المشترك من خلال الايمان بحقوق الانسان وتعددية فهم الحقيقة , اي ان للانسان  الحق في تبني فلسفات مختلفة ووجهات نظر مختلفة لكل ما هو حوله وما يخص الانسان والدين والطبيعة والسياسة. وعدم التطرف في الاعتقاد بوجود حقائق ابدية يعرفها القلة من الناس وعلى الجميع ان يؤمن بها ولو بالقوة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان تبني مفاهيم انسانية عامة ومشتركة لا تتعارض مع الاحتفاظ بخصوصيات كل مجموعة او كيان ولتحقيق هذه الرؤى الكل مدعو الى الحوار والى فهم الاخر كما هو لا كما نحن نريد ونقد ومحاسبة الذات من خلال التخلص من النرجسية والانا وجعل الكفة العليا لحوار الكلمة وليس لحوار البندقية,وكما قال السيد المسيح لتلاميذه( لماذا تلاحظ القشة في عين اخيك ,ولكنك لاتنتبه الى الخشبة الكبيرة في عينك؟ .
التطرف هو بمثابة قراءة متوحشة للدين او للسياسة متناسيا كل معاني العدل والاحسان........الخ .
ان التسامح ليس منه او هبة من احد يتفضل به على الاخر انما هو حق تنتزعه المجتمعات حينما تدخل بفعاليات ونشاطات متعددة المستويات والمعاني.ونقطة مهمة جديرة بالذكر تخص التسامح الديني فلو نطرنا الى كل الاديان فسوف نرى اختلافا في الاسماء وتقاربا كبيرا في المعاني وان لمفهوم العدالة ابعاد فلسفية ومنطقية واخلاقية ضاربة في اعماق الفكر الانساني وفي الاديان . ولو تاملنا في حكم الملك سليمان في العهد القديم وحكاية الطفل الذي ادعت امرأتان امومته وكيف قرر الملك سليمان ان يكون عادلا وذلك باخذ قرار بتقطيع الطفل الى نصفين متساويين وكل واحدة تاخذ نصف هنا قررت احداهما التنازل عن الطفل للاخرى لانها لا تريد ذبح ابنها وبهذاالشكل تاكد الملك سليمان بانها الام الحقيقية فاعطاها الطفل . والسؤال المطروح هنا كيف لو ان المراتين تنازلتا عن الطفل كما فعلت الام الحقيقية, هنا سوف يضطر الملك سليمان لمنحه لاحداهما على حساب الاخرى. وهنا سوف نجعل احداهما سعيدة والاخرى عير سعيدة وبالتالي نستنتج من ذلك بان المجتمع لا يمكن ان يحقق كل حاجاتنا بالسعادة وبالتالي العدالة المطلقة وانما العدالة النسبية وتبقى العدالة المطلقة حلم يراود الانسانية.وهنا اود ان ابين للقارئ الكريم ان البلاد المتطورة والحضارية لديهم ايجابياتهم وسلبياتهم ونحن في الشرق لدينا ايجابياتنا وسلبياتنا والمعادلة الصعبة هي كيف نستطيع ان نجمع ايجابياتهم مع ايجابياتنا واعتقد كما قال استذانا المفكر والمصلح الدكتور علي الوردي ان الحضارة ليست كالطماطة تستنقي منها الجيد وتترك الردئ وانما الحضارة تاتي كاملة بايجابياتها وسلبياتها وما اردت التاكيد عليه هنا انهم بايجابياتهم استطاعو ا ان يضعوا بصمتهم في البناء الحضاري و يحفظوا كرامة الانسان واحترامه ونحن بايجابياتنا لم نستطع ان نفعل شئ. وسوف اترك الحديث في هذا الموضوع لمناسبة اخرى.
هناك مقولة مفادها (ان هناك امرا واحدا لااتسامح معه الا هو عدم التسامح) وكم نحن بحاجة الى التسامح مع الاخر ومع الذات. 

             
د.عامر ملوكا
رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
ملبورن/استراليا

145
فلان الفلاني افضل خياط في الشارع.

ان الثقافة ككلمة وممصطلح دخلت اللغة العربية عن طريق المفكروالمصلح المصري الكبير سلامة موسى(1887-1958)  عندما ترجم لاول مرة كلمة culture الى (ثقـــــــافـــة).ولأعطاء هذه الكلمة حقها من التعريف والدراسة سوف تواجهنا صعوبة كبيرة لما لهذه الكلمة من ابعاد ومضامين.
 قد يكون التعريف الاكثر تدوالا للثقـــــافـــة بانها مايحمله الفرد من المستوى العلمي ويكون على اساسها هذا الشخص قد وصل مرحلة متقدمة من التهذيب والتعليم ويكون متمكنا من العلوم والاداب والفنون وكلما ازداد نشاطه وكثرة اطلاعه وخبرته بالحياة (الحياة مدرسة ليس فيها صف منتهي) زاد عنده الوعي الثقافي وبالتالي يصبح الانسان المثقف عنصرا بناءا في المجتمع والثقافة تتناقلها الاجيال وبعدها تصبح قيما تتوارثها الاجيال.

اما ثقافة قبول الاخر فقد دخل هذا المصطلح بعد عام 1997 بعد صدور مسرحية الكاتب الكبير ادوارد البي عن قصة حديقة الحيوان ,وقد جاء على لسان احد شخوصها (ان الجحيم هو الاخر).بعد هذا التاريخ اخذت هذه الثقافة ثقافة قبول الاخر بالظهور لتاخذ حقها من النقاش والحوار وان الاخرهنا هو كل شئ يقف في خلاف مع الانا وقد يكون الاختلاف فكريا او دينيا(او مذهبيا) او ثقافيا.
 اما اللاخر فهي الانا والنحن وتشمل العائلة او الوطن او اتباع الدين الواحد او اللغة الواحدة ........الخ.هذا اذا نظرنا للاخر والااخر من منظور عام وشامل.والذي نلاحظه في عصرنا الحالي ان الاخر قد اصبح من وسطنا ابن البلد الواحد وابن الدين الواحد وابن القومية الواحدة وصولا الى ابن العائلة الواحدة.
 لقد اسستغرق الانسان عشرات الالاف من السنين في بناء حضارته والاستقلال عن بقية الكائنات الحية التي لم تستطيع ان تكون  حضارة لها رغم امتلاكها مقومات كثيرة للبناء الحضاري ولكنها تفتقد الى الوجدان( ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل)  الذي يمتلكه الانسان وهو واحد من اهم عناصر البناء الحضاري اضافة لتميزه الفريد بالعقل والمنطق،   ومحاسبة النفس والتفكير والتخطيط لتحقيق هدف معيّن,  واستشراف المستقبل فضلا عن تفاعله مع الأحداث الحاصلة,  وان كلّ هذه الصفات السلوكية خاصة بالانسان فقط. 
وبعد ان خرج الانسان من الكهوف ليكون العائلة ثم القبيلة  وبعدها المجتمعات وبعد ان عرف الزراعة فظهرت القرى والمدن ثم الدول والاوطان وبعدها ظهرت القوميات والديانات محاولا ايجاد ما يلم شمله ويوحد جهده  وبعدها ظهرت الاحزاب والتكتلات لتصبح اكثر شمولية ساعيا وراء كل ما يمكن ان يجمع الانسان ويوحد جهوده لتصب في خدمة البناء الحضاري.
فالاختلاف مع الانا ,قد يكون الاختلاف فكري او ديني او ثقافي ولان ثقافة قبول الاخر هي نتاج التطور الحضاري وللاسف الشديد فان ما تعلمناه من الحضارة هي حضارة طمس الاخر او احتواءه واننا ما زلنا نعيش هواجس الانا وابعادها على حساب الاخر وقبوله . وللوصول الى ثقافة قبول الاخر يجب ان نبدا مع الصغار  ولاننا قد عودنا مجتمعنا وطلبتنا على ثقافة التلقين وليس ثقافة الحوار وتعليم الطفل الحفظ وليس التنوع في الاجابات معتمدا على القدرة على ايجاد الحلول المناسبة . ولم نتعلم ونعلم ذلك في بيوتنا ومجتمعاتنا ومدارسنا وحتى في اماكن العبادة وكل الذي تعلمناه هو ان الاخر اذا لم يتطابق مع ما انا اهدف اليه فهو عدو لا محال ويجب ان الغيه وامارس كل سلطاتي لالغاءه.
وان مسالة عدم قبول الاخر تقودنا الى التصادم الطبيعي في الاعتقاد وهذا يؤدي الى ظهور غالب ومغلوب ومنتصرين ومهزومين والمحصلة النهائية الرابح فيها خسران ؟؟ وبالتالي تكون النتائج الكثير من التعصب والتقوقع والانعزال . واذا اقرينا بان الاخر دائما موجود لاننا خلقنا على اجناس مختلفة بكل شئ فهذا يعني انه دائما هناك الاختلاف ودائما هناك الاخر الذي يقابل الانا . واذا تصفحنا التاريخ نلاحظ عند ظهور المسيحية كان من نتائجها ضعف الدولة الرومانية القديمة وفي المسيحية ظهرت الارثودوكيسة وثم الكاثوليكية وبعدها البروتستانتية ولاتزال جميعها موجودة ونفس الذي حصل مع الاسلام  وظهرت طوائف ومذاهب متعددة ولازالت جميعها موجودة وهذا يقودنا الى الاستنتاج انه مع الاختلاف والتنوع ممكن ان نعمل ونعيش سويا ولا فضل لاحد على الاخر في ذلك وان مسالة قبول الاخر تنطلق من قبول الذات اولا فالذي يكره نفسه ويمتلا بالحقد كيف يستطيع ان يقبل الاخر . وهنا يجب التركيز على بعض النقاط التي يجب ان نهتم بها كي نخلق ونبني هذه الثقافة لدى مجتمعاتنا وعملية تقرير العيش الواحد هو عمل اسمى وارقى من العيش في ضل التفرقة والبعد عن الاخر والغاءه.
ويجب ان يسود الاحترام والفرح والقبول للاخر كما هو وليس كما نحن نريد من غير اية تمييز فكري , ديني ,طائفي او عرقي ......الخ.
وان تعددية الاراء والافكار والنظريات لاتمنع من العمل سويا للوصول الى كل ما يسعد الانسان على هذا الكوكب.
يجب الاهتمام بسلسلة من الامور والنقاط التي تساعد في قبول الاخر.
تغير وتعديل مناهج التعليم لزرع ثقافة قبول الاخر .
توجيه وسائل الاعلام المختلفة كي تؤكد على ثقافة قبول الاخر ونبذها لكل الثقافات التي تشجع على التعصب والتطرف.
التركيز على ان يكون الخطاب الديني خطاب معتدل ويدعم ثقافة التسامح وقبول الاخر.
خلق مجتمع مدني ديمقراطي اضافة الى تحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة للحاجات البشرية المعنوية والمادية بناءا على هرم ابراهام.
وعلى المستوى الشخصي ترسيخ مفاهيم كالموضوعية على حساب الذاتية ونشر ثقافة التنوع والاختلاف على حساب ثقافة التجانس والتشابه والتحول من ثقافة القهر الى ثقافة المشاركة ومن السلبية الى الايجابية.
اننا بحاجة الى قبول الاخر وتحويل الاخر الى اللااخر عبر ايماننا بان الذي يجمعنا يتجاوز ما هو ظاهري وشكلي.
وبالتاكيد ان قبول الاخر سيقودنا الى التغيير ,ولا نقصد تغيير الاخر بل تغييرنا نحن كي يمكننا من قبول الاخر.
و من العوامل الاخرى التي تساعد على قبول الاخر وذلك من خلال المحبة واحترام الاخر وتشجيعه والانصات اليه وسماعه واعطائه فرصة للتعبير عن رايه وان فن الانصات والحوار من اهم عوامل قبول الاخر والتضحية من اجل الاخر .وتحضرني قصة يسوع لاحد علماء الشريعة حول معنى قبول الاخر (لوقا 10: 30-37) حول الانسان المسافر من اورشليم الى اريحا وتعرضه للاعتداء والضرب وبعد ذلك ترك ملقيا على الارض فلاقاه كاهنا ومضى الى سبيله دون ان يفعل شئ وكذلك فعل عندما مر به لاوي واخيرا قابله سامري مسافرا تحنن عليه وقدم له المساعدة ونقله الى مكان افضل واعتنى به (علمًا أن السامري يعتبر بمثابة العدو للمسافر)    .فساله يسوع اي واحد من هؤلاء الثلاثة اصبح قريبا للمسافر فقال عالم الشريعة  الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا واصنع هكذا. وتاتي وصية المسيح "أحبوا أعداءَكم" (لوقا 6/27) كتتويج لمعنى قبول الاخر .
وتحضرني حكاية اخرى ضمن نفس المعنى,كان في احد شوارع العاصمة الروسية موسكو شارع خاص بامهر الخياطيين في روسيا وكان هناك ثلاثة يتقاسمون المراكز الثلاثة الاولى في الشارع , فجاء الخياط الذي يحمل المرتبة الثالثة في احد الايام حاملا يافطة كبيرة وعلقها على واجهة محله وعنوانها فلان الفلاني افضل خياط في روسيا وعند مرور الخياط الذي يحمل المرتبة الثانية من امام اليافطة ازعجه ماكتب فجاء في اليوم الثاني ليعلق يافطة كبيرة في واجهة محله عنوانها فلان الفلاني افضل خياط في العالم وعند مرور الخياط الذي يحمل المرتبة الاولى ازعجه ماكتب من قبل زملاءه الاقل كفاءة منه فجاء في اليوم الثالث حاملا يافطة كبيرة ليعلقها على واجهة محله وعنوانها فلان الفلاني افضل خياط في الشارع .

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

146
اين نحن من هرم ابراهام ماسلو.

هرم ابراهام ماسلو وهو الهرم الذي يلبي الحاجات الانسانية وبالتسلسل بدأ من القاعدة صعودا الى قمة الهرم. حيث يعتقد ابراهام ان هذا الهرم قابل للتطبيق على كل انسان مع بعض الاستثناءات ويمكن توضيح مكونات هذا الهرم بدا من القاعدة صعودا الى القمة  :


اشباع الغرائزاو الحاجات الفسيولوجية:-
ونعني باشباع الغرائز وهو ان اول ما يسعى له الانسان هو البحث عن اشباع غرائزه والمتمثلة بـغرائز الاكل ,النوم,الحنان,الهواء وغيرها من الحاجات الفسيولوجية والتي يمكن ان نطلق عليها بالاحتياجات الاولية لديمومة الحياة.وهنا نلاحظ بان العقل يكون اساس التحكم بالفعل الغريزي للانسان ولكن هذا التحكم لايمكننا الاعتماد عليه لتهذيب هذا الفعل الغريزي لان العقول البشرية ليست متكافئة , كما ان درجة التحكم ايضا" ممكن ان تأخذ درجات الانضباط العالية وبالمقابل تاخذ درجات التسيب العالية . وهنا تبرز عوامل اخرى لغرض السيطرة والتحكم بالفعل الغريزي او الفعل المخالف للمألوف , وهو القانون (الممنوع), الدين(الحرام), العادات والتقاليد(العيب) . وسوف لن ندخل كثيرا" بالتفاصيل قد نبحث هذا الموضوع مستقبلا.
تحقيق الامن والامان:-
ياتي  تحقيق الامن(الامان الاقتصادي ) من خلال تامين فرصة العمل وتامين الامان (الرغبة في صد الاخطار التي يتعرض لها الشخص  كالحريق , الحوادث, واخطار التهديد), من ضمنها  توفير سكن ملائم له ولعائلته يحميه من الاخطار والمؤثرات الخارجية .
 وما نريد ان نؤكد عليه هنا ان هذا الهدف ياتي بعد اشباع الغرائز ونستطيع ان نضرب مثلا على ذلك تائها في الصحراء تخيره بين قطعة خبز ام فيلا بملايين الدولارات فبالتأكيد سوف يكون الجواب قطعة الخبز, وهنا سوف يسأل ممكن ان تزودني بنفس القطعة غدا كي يعرف كيف يتصرف من خلال انتقاله الى الهدف الثاني وهو تحقيق الامن والامان.

التقدير الاجتماعي  ويقسم الى:-
·   القبول الاجتماعي.
·   التفاعل الاجتماعي.
·   الولاء الاجتماعي.
ويمكن توضيح هذه النقاط بناءا على سعي الانسان بعد ان يضمن ويعبر مرحلة اشباع الغرائز وتحقيق الامن والامان الى التفكير بالتقدير الاجتماعي من خلال الحصول على مركز اجتماعي مرموق كالحصول على درجة وظيفية مرموقة او تحصيل علمي عالي ,او شراء عقار او كماليات تدعوا الى التميز واكتساب الانسان التقدير الاجتماعي والاحترام والاعجاب.
تحقيق الذات والطموح:-
وهنا يصل الانسان الى تحقيق ذاته وطموحاته العليا في ان يكون مايتمنى ان يكون وليس ما يريده محيطه الاجتماعي. ويصل بهذه المرحلة الى درجة مميزة من خلال الاعتداد بنفسه والثقة العالية اضافة الى احترام النفس , وهنا يحاول ان يحقق كل قدراته وطاقاته المحتملة.

كمثال بسيط على ذلك محاولة الانسان تحقيق ذاته من خلال ممارسة رياضة معينة او العزف على الة محببة اليه كان  يحب  ان يحترفها وان يصبح موسيقي لامع   لولا المتطلبات الاجتماعية التي ارغمته كي يختار مجال اخر بعيد عن ما كان يطمح اليه ويجد نفسه فيه. او في ان يصبح مبشرا او مصلحا اجتماعيا او راعيا لدور الايتام او ان يرتقي بشعبه الى اعلى درجات التطور والرقي .
ويحضرني بحث لاحد الزملاء في عام 1988 عندما اراد ان يطبق هرم ابراهام على شريحة من المدراء العامين في العراق زمن الاستبداد الدكتاتوري, فكانت النتائج المتوقعة بان يجد النسبة العالية من هذه الشريحة في مرحلة تحقيق الذات والطموح ولكن جاءت النتائج عكس التوقعات عندما وجد ان النسبة العالية من المدراء العامين هم في مرحلة تحقيق الامن والامان لان معظمهم كان واقعا تحت ضغط التهديد او الطرد  . وتحصل بعض الاستثناءات  لهذا الهرم  فمثلا قد يضطر انسان معين ان يستدين مبلغا كبيرا من المال ليزوج ابنه كي يقيم مراسيم زواج فخمة في حين قد يضطر الى ان يحرم نفسه وعائلته من اشياء كثيرة تقع في مرحلة الحاجات الفسيولوجية او في مرحلة تحقيق الامن والامان كان يبيع بيته او يخسر عمله وذلك من اجل الوصول الى مرحلة التقدير الاجتماعي .


ما اردت الوصول اليه بان انساننا العراقي كان قد عانى الكثير و الكثير في الثلاثة او الاربعة عقود الاخيرة وكان هذا الانسان يعيش في المستوى الاول او الثاني في هرم ابراهام , ففي داخل كل انسان منا حيوان غير مروض والانسان الحضاري هو الانسان الذي يروض هذا الحيوان الى اقصى درجات الترويض ويكون ذلك بالابتعاد اقصى مايمكن عن قاعدة الهرم لماسلو صعودا الى القمة واذا امنا بان كل انسان نلتقيه هو افضل منا بشئ واحد على الاقل فهذا يعني اننا نعيش في حالة تعلم دائمة  فكيف نريد  او نطلب من هذا الانسان بين ليلة وضحاها  ان يعبر الى قمة الهرم وهي تحقيق الذات والطموح والديمقراطية وكل ما توصلت اليه الشعوب المتحضرة بعد ان مرت بمرحلة اشباع الغرائز والحاجات الفسيولوجية ومرحلة تحقيق الامن والامان من خلال الانتعاش الاقتصادي والضمان الاجتماعي وغيرها الكثير الكثير وخير شاهد على ذلك هو مانراه من هروب جماعي لهذا الانسان بحثا عن امل لبلوغ مراحل متقدمة من هرم ابراهام  .

 وهنا بدات ظاهرة الهجرات المنظمة والمستمرة والتي تتزايد كلما اتسعت الهوة بين البلدان الغنية (بلاد الملائكة والجن) والفقيرة ولهذا بدا الكثير من المفكرين في هذه الدول في ايجاد حلول عادلة لجعل اقتصاديات الدول الفقيرة تنمو وتنتعش خوفا من تزايد اعداد هذه الموجات البشرية في النزوح والهجرة المستمرة وبعدها قد تخرج عن نطاق السيطرة.

ان خط الشروع في المجتمعات المتحضرة ا يبدأ من مرحلة التقدير الاجتماعي وصعودا  ولهذا نرى ان هذه الشعوب في تطور دائم ومستمر والفجوة والهوة في كل الميادين بين شعوبنا وشعوبهم تزداد وتتعمق.
 
ويحزنني جدا ان لاارى اية جامعة عراقية او عربية في التصنيف العالمي لافضل 500 جامعة في العالم باستثناء جامعة القاهرة المصرية في المركز 401, بينما حلت الجامعة العبرية الإسرائيلية في المركز الثاني عشر, من حيث المستوى العلمي وعدد الاساتذة والحاصلين على جائزة نوبل والامكانيات وتاتي دول مثل استراليا ذات العشرين مليون نسمة بستة جامعات اما  الولايات المتحدة الأمريكية وحدها كان لها من بين الجامعات المصنفة لأعلى 500 جامعة لعام 2006, 167 جامعة .

هنا ادعوا كل ابناء بلد الحضارات والتاريخ العريق للعمل من اجل خدمة هذا الانسان المبدع بالفطرة وللاسف الشديد  ان العجلة تسير الى الخلف فبعد ان كنا في الثلاثينات من القرن الماضي نبعث طلبتنا للدراسة الى امريكا واوربا كما ذكر لي استاذي المرحوم (نعمان شيت) الحاصل على شهادة الماجستير في الكيمياء الصناعية عام 1935 من امريكا(وحسب علمي انها اول شهادة ماجستير تمنح لطالب عراقي) اصبحنا الان نقتل علمائنا ومفكرينا ومبدعينا,  الثروة الحقيقية للاوطان, فان دول صغيرة بمساحتها وفقيرة بثرواتها والغنية بعقولها مثل اليابان وكوريا الجنوبية والدانمارك والسويد وغيرها الكثير من الدول قد حققت اعلى الميزانيات وقد وصلت الى اكثر من عشرين الف دولار دخل المواطن السنوي , وتطبق مستوى عالي لحقوق الانسان اما دخل المواطن العراقي فكان (300-350) عام 2002 بعد ان كان 4400 دولار عام 1979.

 فهنا يجب التاكيد على الاهتمام بثروة العقل لانها لاتنضب ابدا اما كل الثروات الاخرى سوف ياتي يوم وتزول ولكي نكون منصفين مع انساننا الذي يعيش داخل الوطن فيجب ان يتوفر له الهدف الاول من هرم ابراهام وهو اشباع الحاجات الفسيولوجية  ثم تحقيق الهدف الثاني من خلال الامن والامان (وهنا اود ان اشيد بكافة الجهود المبذولة والمخلصة من خلال سعيها الى تحقيق الامن والامان  لبلدنا العزيز العراق بشكل عام او لابناء شعبنا  الكلداني الاشوري السرياني اذا كان ذلك من خلال بلدنا العراق كوحدة متكاملة وهو الخيار المفضل والاكثر نفعا او من خلال منطقة امنة . لكي يفكر بعدها هذا الانسان بالتقدير الاجتماعي والانتماء الى الاحزاب والاقتراع والتصويت و........الخ ثم التفكير بتحقيق الذات والطموح. والسؤال الذي يطرح نفسه كم نحن بحاجة الى هذا الانسان الحضاري في عراقنا الجديد؟؟

د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا

147
صناعة الامة اولا ام صناعة القائد.

كثرالحديث هذه الايام عن القائد الضرورة او القائد المخلص او القائد الذي تفرضه المرحلة  فهناك من يطرح اسما ويضع المبررات واسباب الترشيح وهناك من يضع اسما" اخر وايضا يضع له المبررات والاسباب مع احترامنا المسبق لكل الاسماء المطروحة.واعتقد اننا دخلنا مرحلة جديدة وهي مرحلة اختيار القادة.
ولابد لنا ان نعرف من هو القائد ومن يقود ومن يرشحه للقيادة وماهي مواصفاته.
معظم القادة العظام عبر التاريخ قد صنعوا انفسهم وبنوا من صبرهم وجلدهم وعلو هاماتهم والمطالعة والدراسة والعبرة والتجارب والنجاحات والعثرات ومقارعة الاحداث ومن كل هذا يبني القائد عصاميته ومعطيات تفوقه ونبوغه ودعائم نجاحه وتوفيقه.وان قيامه بالاختيار الصحيح لفريق العمل المساعد الذي يحيط به ويعينه على ممارسة قيادته ولباقته في الحصول على مؤازرتهم ونجاحه في تقسيم الاعمال وتوزيعها فيما بينهم , كل حسب قابليته وبروزه وميوله دور كبيير في نجاح القيادة.
والقيادة المعاصرة نبوغ فطري ومواهب مكتسبة انها عبقرية تتجلى في المقدرة على الابداع والابتكار ,واللياقة للزعامة وهناك نوعان للعبقرية ,العبقرية المبدعة والعبقرية المنفذة.
ومن مواصفات القيادة ايضا الالمام بالعلوم التي تخص الانسان كعلم الاجتماع وعلم النفس حيث يؤدي ذلك الى تفهم كبير للنفسية البشرية وطبيعة الانسان بوجه عام بحيث يصل هذا التفهم الى درجة الملكة النفسية الحساسة المرهفة.

اضافة الى الاحتفاظ بتوازنه ,اذا هو بحاجة فطرية للشجاعة الهادئة في وجه العواصف وايضا تميزه بالنفس الساكنة الصابرة في حالة الطوارئ اضافة الى رباطة الجأش وسرعة التكيف وان يملك حاسة الممكن ,حاسة معرفة ماهو قابل التحقيق وماهو غير قابل لذلك .
ان يمتلك قوة الملاحظة ,دائب النشاط ,حازما ,رؤوفا قاسيا,بسيطا وداهية,كريما ومقتدرا. اضافة الى الاحساس بالامكانات المتاحة, ملكة تجميع كل معاني الادراك والحصافة.
لقد حاول الكثير من الفلاسفة ان يضعوا مبادئ وأسس الجمهوريات الفاضلة والمدن الفاضلة وبالتالي وضعوا مواصفات القائد الفاضل اللذي سوف يدير شؤون هذه الجمهورية  التي يسود فيها العدل والامان والمساواة, جمهوريات لايوجد فيها شرطة او سجون ولايوجد فيها ظالم ومظلوم و-----------الخ.وقد حاولوا الاقتراب ولو قليلا من جنة الله في السماء ولازات المحاولات مستمرة  والسوال الذي يطرح نفسه هل سوف ياتي اليوم ونرى هذه الجمهورية الفاضلة ؟!!.
الفيلسوف افلاطون اشترط ان يكون القائد او رئيس الجمهورية الفاضلة يحمل المواصفات التالية.
الحكمة,الادراك,الانسانية,الرحمة,العدالة,العلم,الصبر والشجاعة وهذه المواصفات لابد من ان يتحلى بها لغرض تحقيق سبل التقدم والنجاح.
اما الفارابي  فقد وضع مواصفات عديدة للقائد الذي سوف يدير شؤون مدينته الفاضلة.
مواصفات القائد الجسدية:
ان يكون تام الاعضاء وينجز اعماله الخاصة بسهولة.
مواصفات القائد العقلية:
ان يكون جيد الفهم والتصور, جيد الحفظ, جيد الفطنة, حسن العبارة, محب للتعليم والاستفادة.
مواصفات القائد الخلقية:
ان يكون غير شره في اشباع الغرائز. محب للصدق, كبير النفس محبا للكرامة, ان تكون الماديات هينة عنده, محب للعدل واهله, قوي العزيمة. وهل علينا حاليا ان نفكر بصناعة الامة قبل ان نفكر بصناعة القائد؟!
ان الامة الراشدة والحكيمة ستقرر قيادتها الراشدة والامم التي يحل فيها الفساد سوف تقتل قيادتها الراشدة, وان صناعة الامة تتجاوز فكرة الحزبيات الضيقة والافهام القاصرة التي تجعل من فكرة ما او توجه خاص مدخل الامة للنجاة والفلاح.
وقبل اختيار القائد المخلص لابد من صناعة شكل النظام السياسي الذي سيعمل من خلاله القائد وفي ظل ظروف بالغة التعقيد كالتي تمر بها امتنا . فالامر ليس بيد فرد او قائد او مخلص ينهض بالامة بل هو عمل جماعي بالغ التعقيد . ويتطلب ذلك جهود جبارة من العمل المؤسسي السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي.
وهنا يجب ان نؤكد على ان القرارات التي تصدر من هذا القائد يجب ان تكون في خدمة مصالح الامة وتحسن احوالها الاقتصادية وتلبي طموحاتها , لا فقط ارضائها والعزف على الكلام الجميل الذي يحبون سماعه.

اذا تركنا الاحداث تصنع لنا مستقبلنا فانها ستعطي المستقبل الذي تريده وليس المستقبل الذي نريده. ويجب على القائد ان يرى في المستقبل ما لم يراه الاخرين وايضا الرؤى وحدها لا تصنع الحضارات ما لم يترجم الى حقيقة خلال وقت مناسب وهنا نرى ان الرؤى لجميع الاحزاب والتجمعات تتميز بكل ماهو جيد وحضاري ونادرا ماتجد اشياء سلبية فيه ولكن هل هذا وحده يكفي؟ . والكثير من القادة لا يحبون وجود رجل ثاني كفوء ومؤهل بجانبهم وهذا ما يؤدي الى التوجه الديكتاتوري داخل شخصية القائد ومانعرفه ان بداخل كل انسان دكتاتورصغير وان هذا الدكتاتور يكون مهيأ للنمو في اللحظة التي يجلس فيها القائد على الكرسي واذا جاءت الظروف المحيطة بصالح هذا النمو مع عدم وجود مايمنعه من النمو وهناك مؤثران لكبت جماح هذا النمو,  داخلي ونقصد به مايحمله هذا القائد من القيم والمبادئ وخارجي ونقصد به الشعب وهناك امثلة كثيرة على هذا النمو المتطرد للدكتاتور. ولكي يطلع جميع ابناء امتنا الكلدانية الاشورية السريانية على كل التفاصيل المتعلقة باختيار قيادات هذا الشعب ندعوا اولا موقع عنكاوة .كوم والقوش نت والمواقع الشقيقة الى فتح صفحة يتم فيها تسجيل  كافة الاحزاب والمؤوسسات والمجالس والاتحادات والهيئات والشخصيات المستقلة والمثقفين  ونبذة عن هذه المكونات والسيرة الذاتية عن قادة هذه المكونات او الشخصيات المثقفة والمستقلة  وذلك ليتسنى لكافة ابناء امتنا التعرف عن كتب على كافة التفاصيل المتعلقة بهذه المكونات.وبالتالي يتسنى لها دعم وترشيح من تراه مناسبا عملا بالمقولة " الرجل المناسب في المكان المناسب". وايضا نقترح فتح صفحة اخرى لتسجيل جميع شهداء ابناء امتنا الكلدانية الاشورية السريانية تخليدا لهم وان الامم التي لاتعتز بشهدائها اللذين ياتون في مقدمة الصفوف بالتضحية والعطاء سوف لن يكون لها حاضر او مستقبل مشرق ورصين وارجو من الاخوة قارئي هذا المقال ان يدلوا بدلوهم حول المقترحين المذكورين اعلاه  وبالتاكيد هناك العديد من الامور والثوابت التي نجتمع حولها والتي تصب في الصالح العام .

   
المصادر: مجموعة كتب ومواقع



د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا[/b][/font][/size]

148
القومية بين التعريف والتطبيق.
[/color]

قبل ان ابدأ بالكتابة عن موضوع طالما شغل بال الكثيرين من المهتمين بالشان العراقي بشكل عام والشان الكلداني الاشوري السرياني بشكل خاص. سوف ابدا مقالتي باعطاء نبذة مختصرة عن القومية:
القومية بين التعريف والتطبيق:
 كل فرد منا عندما يسال عن قوميته سوف يجيب مباشرة كما السؤال عن الاسم والهوية ومكان الولادة فهي اذا واحدة من مقومات ابراز الهوية والانتماء وقد نشترك في قومية واحدة ونختلف في امور اخرى كالدين واللغة والوطن والعكس صحيح ايضا . قبل ان ندخل في تفاصيل القومية وهل هي ضرورة نبحث عنها ام هي مجرد كلمة تطلق على مجموعة من البشريشتركون في مجموعة من القواسم   فنرى مفهوم القومية عند ادم سمث عرف القومية على انها مكونة من شعب يعيش على ارض الدولة وربط نجاح هذه الامة بعوامل ثقافية تتجسد في قيم العمل الاخلاقية والانتماء والمشاركة.
اما المؤرخ اريك هوبسباوم فيربط نجاح اية امة الى عوامل تتجاوز روابط اللغة والدين والجغرافية والاثنية الى عوامل الاقتصاد والتجارة والسياسة والحرب وهي المرتكزات التي تسستند عليها نشوء القومية.
وان مفهوم القومبة قبل عام 1884 عرف على انه مجموعة من السكان داخل مقاطعة او مملكة  او اقليم وليس للدولة علاقة بهذا التعريف لغاية عام 1884 , اما كلمة وطن التي جاءت بعدهما وارتبطت بالدولة فيما بعد كان لها معنى اخر قبل ذلك العام الا وهو المكان (محل الولادة ) او البلد.
ونرى هاتس كوهن يعرف القومية انها ايدلوجية وعقيدة منزلة من جهة ومن جهة اخرى ظاهرة علمية.اما البروفسور هيوفيستون فيقول ان الامة تختلف عن الدولة وان الدولة عبارة عن كيان قانوني وسياسي وتسعى لكسب الطاعة والولاء من قبل الافراد, اما الامة فعبارة عن مجتمع من الافراد يرتبطون بروابط الاحساس بالتكامل والتضامن والاحساس الحضاري والثقافي والشعور والوعي القومي وخير مثال على ذلك الولايات المتحدة الامريكية.
وهنا كي نسلط الضوء على مسالة كون القومية ظاهرة طبيعية اي بايولوجية او انها ظاهرة اجتماعية تكونت مع تكون المجتمعات. التعريف الاول يقودنا الى التطرف القومي والعرقي والعنصري وهذا ما نجده في بعض القوميات التي لجأت الى مرجعية عرقية مرجعية الاسلاف والدم وخير مثال على ذلك الاجرام النازي , عندما اعتبر القومية الالمانية فوق الجميع. اما لو اعتبرنا القومية كظاهرة اجتماعية وخير دليل على ذلك هو الثورة الفرنسية فالامة الفزنسية احتوت كل المواطنين اللذين يعيشون داخل فرنسا تحت ظل القانون على الرغم من الانتماء الذي يتبع له المواطنين ذوي الاصول والاديان واللغات المختلفة.
وان ظهور الديانات والفلسفات التي وضعت الانسان كقيمة عليا بعيدا عن اية خصوصيات ومنها البوذية والمسيحية والهندوكية والاسلام والكونفوشيوسية والهلينية والتي  ساعدت على نشر المفهوم الشمولي الواسع على حساب المفهوم المحلي الضيق.  ونستطيع ان نضع اربعة تعاريف للامة وهي :

1- الامة الدولة: مثال ذلك الامة الفرنسية والهولندية.وهي الامة التي حققت نفسها سياسيا ضمن حدودها الوطنية حيت تنطبق حدودها السياسية مع حدودها القومية.
 2- الدولة متعددة القوميات : مثال ذلك الامة اليوعسلافية (سابقا) والامة الامريكية والاسترالية فالتاريخ يشير الكثير من هذه الامم انتهت بالانقسام والتفتت كالامة اليوغسلافية او ان تنصهر جميع القوميات في قومية واحدة وشعب واحد كما هو الحال في الولايات المتحدة الامريكية.
3- الامة المجزئة:ومتال ذلك الامة العربية وهنا الشعور القومي يكون اوسع من الشعور الوطني وذلك لكون الحدود القومية اوسع من الحدود السياسية.
4- الامة الممزقة او المغيبة. وهي الامة التي تقاسمتها الامم الاخرى ومثال ذلك امة الباسك التي تتواجد شمال اسبانيا وجنوب فرنسا  والامة المغيبة هي الامة التي كانت لها كل المقومات التي تؤهلها لتكون امة ولكن التعاقب الذي حصل على الارض القومية ليؤول الحق في اخر المطاف الى شعوب وقوميات اخرى لاتمت باية رابط مع الشعوب الاصلية التي عاشت على الارض القومية.وخير متال على ذلك امتنا الكلدانية الاشورية السريانية.         
بعد ه هذه المقدمة الموجزة عن مفهوم القومية والامة والوطن, السؤال الذي يطرح نفسه اين نحن من هذه المفاهيم . انا هنا سوف اتكلم عن الامة الكلدانية الاشورية السريانية وكلما وردت كلمة قومية او امة سوف يكون المقصود التعريف اعلاه.
من التعاريف التي وردت اعلاه اعتقد ان امتنا تصنف ضمن الامم الممزقة او الامم المغيبة. فبعد مرور الاف السنين على هذه الامة العريقة التي وصفت بانها وعاء النتاج الانساني المبدع وان عظمة هذه الامة جعلت الشعوب والامم التي توالت على الارض القومية وعبر كل الحفب ولحد يومنا هذا متمسكة بانجازات تلك الامة والمكاسب التي حققتها   للانسانية جمعاء , فاذا كان ماضي هذه الامة وتاريخها ملئ بكل ماهو عظيم ويدعو الى الاعتزاز والتباهي والجدير بالذكر ان هذه الامة حافظت على الكثير من معالمها واهمها اللغة والقومية , رغم كل هذه القرون الطويلة من التغييب والطمر القومي والاظطهاد الديني والابادة الجماعية والعرقية وخاصة عند انتماء هذه الامة للمسيحية والتاريخ ملئ بالشواهد والادلة التي تسجل قي الصفحات السوداء من التاريخ وبالرغم من كل هذا لازالت امتنا تتحدث بنفس تلك اللغة التي تكلم بها اجدادنا العظماء واستمر هذا التغييب القسري لغاية عام 2003  (عام سقوط الصنم وزوال الدكتاتورية) من العراق فحصل وعي قومي غير مسبوق واسمحوا لي ان ادعوه  بالوعي القومي الانفجاري  كالهواء المضغوط في حيز صغير الحجم وان هذا الضغط قد استمر بالتزايد عبر كل هذه الحقب الزمنية الطويلة , فماذا نتوقع عند حصول منفذ لهذا الهواء المضغوط الذي حصل ان جزيئات هذا الهواء وهي الممثلة لمكونات هذه الامة قد وجدت فرصة تاريخية لها بالانطلاق  فهناك من الجزيئات التي ذهبت بعيدا بعيدا في الهواء الطلق لتغرد خارج السرب وهناك من الجزيئات من ذهبت الى مسافات اقصر خوفا من التوهان وهناك من الجزيئات من خرجت وبقت  قريبة من السطح خوفا من رجوع الضغط مرة اخرى وهناك من الجزيئات من بقت داخل الوعاء خوفا من الدخول في تجربة الحرية والهواء الطلق بعد ان تعودت العيش تحت الضغط لعصور طويلة . فالسؤال هنا هل هذه الظواهر التي حصلت لمكونات امتنا ايجابية ام سلبية فانا شخصيا اجيب بانها ظواهر ايجابية وخاصة انها تجارب جديدة وممارسات اجتماعية حضارية لم يالفها شعبنا سابقا وخاصة الديمقراطية(حكم الشعب) وتحضرني الان طرفة عن عراقي وسويدي وهندي وجه لهم سؤال ما هو رايك باللحم ؟
 فاجاب السويدي بروتين حيواني يستخدم للاكل
اما الهندي فاجاب لم اسمع عنه من قبل( مع الاعتذار لاصدقاءنا الهنود)
والعراقي اجاب لم افهم ما المقصود بما هو رايك (لانه لم يسال عن رايه ابدا).
ما اردت قوله ان كل الذي يجري على الساحة من وجهة نظري هو ضمن مرحلة النضوج وهو شئ مستحب ويستجيب لنظريات الاحصاء( شكل الناقوس او الجرس)فهناك من امتنا من يتطرف باشوريته و البعض بكلدانيته والبعض الاخر بسريانيته  وهناك من هو بالوسط وهناك اللذي يراقب وهناك من لم يؤمن بها جميعا , وحسب اعتقادي ان التطرف اعمى حتى لو كان على حق لان التطرف والمتطرف دائما يدخلان في( جدل) اي يجب عليك القبول بنظريته اما (النقاش)و الذي يناقش فالمسالة تختلف كثيرا لان المناقش هنا قد جاء حاملا نظريته او رايه ويدخل معك في حوار حضاري وقد ينتهي بقبول الفكر الاخر والعكس صحيح. وحتى الحق والعدالة تختلف مفاهيمها باختلاف الزمان والمكان وتحضرني هنا قصة الفارسين اللذان وقف كل منهما بجانب تمثال كبير لحصان وكان هذا الحصان بلونين الابيض و الاسود ,فبعد جدال طويل وحاد حول لون الحصان الاول يقول اسود لانه هذا اللون الذي يراه والثاتي يقول ابيض وهو اللون اللذي يراه ايضا .واستمر الجدال وازداد حدة مما اسفر ان يدعو كل منهم الاخر للقتال والمبارزة وبالتاكيد انتهت المنازلة بموت احد الفارسين وعندما استعد لمغادرة المكان فاذا به يرى ان للحصان لونا اخر وهو اللون الذي اشار له صديقه ولكن بعد ان خسر صديقه. 
الجميع يعمل بما يراه صحيح ولكنه ليس بالضرورة ان يكون الاصح  وكل هذه التجارب ماهي الا تجارب تصب في النهاية في الصالح العام لهذه الامة   وسوف تفرز الفترة القادمة الكثير من الظواهر الايجابية التي تتناسب طرديا مع الخط التصاعدي لتراكم الخبرة .
وان الذي يجمع هذه الامة الكثير الكثير والذي يفرقها القليل القليل وان لديها من الايجابيات ونقاط الالتقاء لايمكن مقارنته بامم وتجارب اثبتت نجاحها وتفوقها بالعصر الحديث ولاتمتلك من المقومات التي تمتلكها امتنا  وخير  دليل على ذلك الامة الاسترالية والامة الامريكية وغيرها الكثير .
وهنا سوف اعرج على تجربة الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا فهنا اريد ان اشيد بهذه التحربة الرائدة ومن نظرة محايدة فبصراحة نحن مع اية جهد وعمل خير يقود الى توحيد الصفوف ولم الشمل وهذا هو المبدا اللذي اتفق عليه جميع الاخوة في الاتحاد مؤمنين بمبدا النقاش وليس الجدال وبمبدا الديمقراطية في اتخاذ ماهو مفيد ونافع ويصب في المحصلة النهائية والذي فيهاالخير لهذه الامة وبعيدا عن حرف النون بين الفين   .اما السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الاتحاد الكلداني وليس الاتحاد الكلداني الاشوري السرياني المتابع لواقع الحال في ولاية فكتوريا يعرف جيدا ان الاغلبية الساحقة لمكونات شعبنا هي من الكلدانيين والنسبة الباقية هي من مكونات امتنا الاخرى اخوتنا الاشوريين والسريان. ونتيجة الحالة التي تمر بها امتنا والتي شبهناها بجزيئات الهواء ذات الميول والاتجاهات المختلفة  مع حداثة التجربة لمعظم ابناء شعبنا وهذا تم توضيحه سابقا كان لابد من عمل شئ  من لم الشمل وتوحيد الجهود فقام جمع خير من الكلدانيين بتاسيس هذا الاتحاد الموقر اللذي يضم الان 10 جمعيات واندية كلدانية مسجلة رسميا وهذه المؤوسسات تمثل الغالبية العظمى من مكونات شعبنا الكلداني وبالتالي من الشعب المسيحي في ولاية فكتوريا منطلقين من مبدا ان كل تقارب كلداني كلداني وتقارب اشوري اشوري او تقارب سرياني سرياني فهو يصب في الصالح العام واذا تكلمنا بشكل عام  وكما نعرف جميعا ان مكونات شعبنا الكلداني  لازالت  تتبع توجهات وميول مختلفة  ونفس الشئ لشعبنا الاشوري والسرياني  فان التقارب الكلداني الكلداني مطلوب ونفس الشئ لمكونات شعبنا الاخرى  وهذا في اعتقادنا سوف يتحقق على مراحل مع عمق التجربة وزيادة الخبرة وهذا مانتامله في المستقبل المنظور بعد ان تكون جميع المكونات قد خاضت تجاربها ومارست ماتراه صحيحا .وان هذا الكم الهائل من الاحزاب والمؤوسسات  سوف يختزل الى ارقام لايتجاوز عدد الاصابع وهذا ماتعلمناه من تجارب الامم الاخرى.فلهذا فان الاتحاد الكلداني مع اية مبدا وصوت ينادي ويطلب بلم الشمل على ان يكون مستندا على ارضية صلبة تؤهله بالاستمرار وليس بحرق المراحل وسلقها دون الاخذ بنظر الاعتبار   الواقع واحكامه ومتطلبات كل مرحلة فمن المعروف للجميع اننا اضعنا مايقارب الاربع سنوات كي نتفق على تسمية موحدة ولازلنا لم نحسم هذا الموضوع ونحن الان بامس الحاجة للعمل الجاد والمثمر وليس للتنظير كما قال الرئيس اليوغسلافي الراحل تيتو في احد اجتماعات الحزب الشيوعي في موسكو نحن بحاجة للكثير من الجرارات الزراعية وليس للكثير من المصطلحات الماركسية والمراقب لواقع حال امتنا فيجد الاحزاب والمؤوسسات والمجالس والتجمعات تكفي لتمثيل امة تتجاوز الـ 100 مليون وحسب معلوماتي الاحصائية فاننا اقل من ذلك بكثير وليست لنا ارض قومية معترف بها وموزعون  على قارات العالم    فقبل ان نتكلم عن تقارب كلداني اشوري سرياني لاضير اذا كان هذا ممكنا فهذه غاية يتمناها الجميع   ولكن هذا لايمنع من ان يكون هناك تقارب كلداني كلداني واشوري اشوري وسرياني سرياني وعلينا جميعا ان نضع حجرا لنقوي البناء لا فقط ان نهاجم وننقد ونهدم مابناه الاخرون ويجب على كل المخلصين والمثقفين من ابناء امتنا تنمية الوعي التكافلي والتضامني من خلال تقوية ودعم كل ماهو نافع ويعزز لم الشمل.   و في الختام نبارك كل جهد مخلص يقدم بروح قومية نقية بعيدة عن اية تطرف محترمة كل مكونات شعبنا والذي يتقدم الخطى من يقدم المزيد المزيد من التضحية والعطاء.                       




 
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا
24  Feb 07[/b][/font][/size]
[/color]

صفحات: [1]