عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - كريم إينا

صفحات: [1] 2 3
1
 إطلالة مار قرياقوس.. لكن ماذا تقولُ: للأحزانْ؟!
كريم إينا

الفسحة جميلة هذه الأيام أيّها الأحبة، أخذتُ نفسي طائراً إلى صومعة القديس مار قرياقوس قبل إسبوعين وقفتُ خاشعاً أمام الصليب المقدس بصلاة أبانا الذي... والسلام عليك يا مريم.. لامسني القديس في حلم قال: بأنّه غير راضي على هذا الوضع لذا رفعتُ عيني إلى السماء وأدرتُ نفسي بقياس 90 درجة، أحنيتُ رأسي إلى الأسفل وحولي وخلفي فرأيتُ العجب العجاب، شظايا من زجاج، القناني والأواني الملونة المبعثرة هنا وهناك كإشارات المرور، بالأحمر، والأخضر، والأصفر، على قبّة غار قدّيسنا المسكين. وذكرى عيده قادمة الأحد الموافق 17/ 3/ 2024 وأطفالنا فلذات أكبادنا قادمون للتبرّك وفسحة المشاهدة، ما تشكلُ خطراً عليهم ومن الجروح. وشيئاً غير حضاري أيّها الشباب المتطوعون أنتخيكم إنزعوا الأشواك من أرجل الأطفال، أنثروا البسمة ليعلو البنيان، إشعلوا الشموع وصلّوا لتدمع بالحنين والخشوع أمام مذبح قدّيسنا مار قرياقوس. فلتنتصب أعمدة الخيمْ، وتنشدُ المزاميرْ، وتعلو صرخات المرتلينْ في غار المؤمنينْ. الرفقُ بمزارع الجيرانْ وكلٌ من موقعه في أيّ مكان، لنجمع فضلات الطعام في أكياس القمامة، ووضعها في المكان المخصص لها. بغديدا الحندقوقْ والسركالي كلا لبست حلّتك بذكرى مار قرياقوس، سنرشف عطرك وأزهار البيبون تكلّلك سينزل القره قوشيون سنة 2024 كالمطر متعطّشين للتبرّك منك والصليب المقدس جلّ حمايتك، فأشعلوا الشموع وأعطوا النذوراتْ يا أبناء عاصمة السريان، الحاضرين والغائبين في المهجر. مار قرياقوس غار المؤمنين لنكن زوار خاشعينْ.

 
            جزء من قصيدتي: بدخذرن
كمرن ماثي بكــل عدّانـــا
محكيثا دماخورا شطرانـا
كثون محرا مخ إيلانــــــا
أكّارا كزارء وكنوئن آنــا

وشوبــــــا تقيــــلا ئريلي
وكبيرا بمكيخوثا محكيلي
وتناي دمريــا ميــــــــري
وبإيتاثا دمذيتي مصلـيلي
ســـــــــــاج بكبايا بشموري
خطيّ قلـــــــــــيّ محضوري
بقداشــــــــا نثياثن بـصوثي
مار قرياقوس زلّن بكندوري
نشيد مار قرياقوس
نسخة مأخوذة من الأخت باسمة
مزمروخ بقالي وقنياثا                       سهذا نطورة إدماثا
طالوخ إموسقخ صلواثا                      وكلّنْ هاوخ خنواثا
إيذلهْ دمرقرياقوس                            سهذا زورا وكبارا
منيمنه دملكا ديللي إيشوع                   أورخا إدخايي وإبشارة
قمْ ملكا حننيا بيلي                            طالح بوساما إمليلي
محُبد ألاها رويلي                            وقم سلطانا لربيلي
يوليطا قبلا والي                             بوني هادخ أمرالي
ألاهوخ لمنشتي                              صليوا ليشوع طائنتلهْ
حنانيا لقرياقوس إقتطلي                    كيانا منح لشقلي
كيانا لملكا ممتيلي                           تلميذخ هادخ ميري
قرياقوس ميمنه تولي                      مربواثا إدسهذي كليلي
من ملكا كليلا شقلهْ                        وخاي خاثي مشونيلي

2
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 22:30 05/03/2024  »
شكر وعرفان للمنظمة المصرية الدولية لسفراء السلام والعلوم الإنسانية لمنحي لقب سفير الثقافة  لمساهمتي بنصوص أدبية  في المنظمة والشكر موصول لسعادة السفيرة الدكتورة إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام

3
الرحلة إلى تايلاند : ( بانكوك ) بلاد الغرائب والعجائب + ( ماليزيا ) : ( كوالا لمبور) بلاد المتناقضات...
كريم إينا
اليوم الأول: الخميس: 8 / شباط / 2024
إنطلقنا أنا والعم سامي جرجر من بغديدا الساعة التاسعة صباحاً إلى مطار أربيل أقلعت بنا الطائرة الساعة الثانية وعشرون دقيقة إلى الشارقة، بواسطة طيران الخطوط الجوية العربية، وصلنا الشارقة الساعة السادسة عصراً، بقينا ترانزيت فيها لمدة أربع ساعات، مع وجبة عشاء فاخرة، ثمّ أقلعت بنا الطائرة من الشارقة التابعة للخطوط الجوية العربية إلى بانكوك الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلاً.
اليوم الثاني: الجمعة: 9 / شباط / 2024 
 إستمرت الرحلة تسع ساعات في الجو، حيث هبطت بنا الطائرة في مطار بانكوك الدولي صباح يوم الجمعة الموافق 9 / شباط، حجزنا في فندق" نانا سيتي" ( ***) نجوم وضعنا حقائبنا فيه، شربنا قهوة عند الوصول في أحد المطاعم القريبة من الفندق، بعدها شربنا جعة بيرة المانية مثلجة، ثمّ الرجوع للفندق للسباحة في مسبحه والإستراحة، بعد الظهر تجولنا في أحد شوارعها الذي تكثر فيه المأكولات الشعبية، يتميز الشعب التايلاندي بالبساطة والطيبة وحب المزحة، لا يضجر أبداً ولا ينام ليلاً يقضيها سهرات وشرب في البارات والكافتيريات، يحترم الزوار القادمين من دول مختلفة، أخذنا بعض الصور لتلك المحلات والبارات ومحلات الصرف والكافتيريات وعربات الأكلات السريعة.

اليوم الثالث: السبت: 10 / شباط / 2024
بعد الفطور خرجنا من فندق" نانا سيتي" ( ***) نجوم وتوجهنا بواسطة سائق إسمهُ مستر ( سوتين سانجاكاتيب) إلى حديقة الحيوانات سفاري أجرة النقل ( 400) بات، قطعنا تذكرة الدخول لكل المناطق السياحية مقدارها ( 3000 بات) تقريباً (80 ) دولار، صعدتُ على ظهر الفيل بمبلغ( 30 بات) والتجول في البساتين واليابسة، والعوم في الماء والصعود للأماكن المرتفعة لمدة ربع ساعة، إلتقطوا لي صورة أثناء الركوب، عملتُ فيديو مع النمر الأفريقي الضخم، مقابل مبلغ من المال(1000) بات،حاولتُ عمل لهُ مساج كي لا يأكلني، ثمّ الذهاب إلى ساحل المنطقة بواسطة القوارب السريعة مع سحب صور للحيوانات والمناظر الخلابة، بعدها الرجوع إلى معبد بوذا والبقاء فيه مدة عشر دقائق لغرض التصوير، ثمّ المرور بأشجار المانكا والكوكونات، والمحلات التجارية التي تبيع الفواكة، والخضراوات، والأنتيكات، الحقائب الملونة، والقبعات، والمشروبات الغازية، والأطعمة التي تفوحُ منها الرائحة الزكية كسمك السلمون، السرطان،الديدان، الأخطبوط،الضفادع، الروبيان. بعدها رجعنا إلى اليابس للصعود بنفس التكسي، كانت الساعة حوالي الرابعة عصرا،ً ثمّ التوجه إلى محلات الفضة والذهب للنظر وإقتناء بعض الحلي، ثمّ الذهاب إلى فندق نانا سيتي لأخذ دوش بارد في الفندق كون درجة الحرارة مرتفعة في المنطقة ( 38) درجة، الذهاب إلى أحد البارات لشرب جعة الهينيكن للإنتعاش من تعب الرحلة، الخلود إلى النوم الساعة الحادية عشر، النهوض مبكراً صباحاً من أجل الذهاب إلى منطقة أخرى تسمى أيضاً السفاري( حديقة الحيوانات)، 
اليوم الرابع: الأحد: 11 / شباط /  2024 بعد الفطور في فندق نانا سيتي الذهاب إلى منطقة السفاري، تتضمن الزيارة مجموعة من القردة، الفيلة، بحيرة الأسماك، الخيول، فرس النهر، الكنغر، الببغاء، السلحفاة، الزرافة، الأسود، النسور، البوم، أبو العرس، كلب البحر، الدولفين ، اللامة، الحمار الوحشي،البجع، اللقالق،البلابل،النمور، الدب، الغزلال، التماسيح، الكركدان، الغوريلا، وحيد القرن، الثعالب، الذئاب، البطريق، السنجاب، الجمال،الفقمة. كل منطقة تُسحب فيها صور تكونُ مقابل مال عن طريق تذكرة الدخول، بعدها وجبة الغداء في مطعم السفاري وشرب الكوكونات والمانكا، ثمّ الرجوع إلى الفندق الساعة السادسة عصراً للإستراحة، بعد ذلك التوجه إلى إحد المطاعم والتجول في شوارع بانكوك لمدة نصف ساعة بواسطة" التك تك" للتعرف على المعالم الحضارية وثقافة تلك المنطقة،عند ذلك الرجوع الساعة الثامنة مساءً إلى الفندق للإستراحة والإستجمام.
اليوم الخامس: الإثنين: 12 /شباط / 2024 بعد الفطور في الفندق توجهنا صباحاً إلى إحدى الكافتريات ( بص 10 بي) لشرب الشاي والقهوة، والذهاب بواسطة سائق الدراجة النارية إلى معالم القصر الملكي لإلتقاط بعض الصور، وشراء الملابس، ثمّ التوجه بعدها بساعة إلى مطعم قريب من الفندق للغداء ( بانكو سيتي)، بعد ذلك المبيت في الفندق لحد الساعة السابعة مساءً، ثمّ الخروج من فندق نانا سيتي للعشاء وشرب الجعة في بار ومطعم" نانا سيفود"، بعد ذلك الذهاب إلى بعض المحلات التجارية لشراء بعض اللوازم الضرورية وإلتقاط صور جميلة عن مناظر تلك المنطقة.
اليوم السادس: الثلاثاء: 13 / شباط / 2024،  الخروج من فندق نانا سيتي (***) نجوم صباحاً بعد الفطور والذهاب بواسطة سائق الدراجة النارية سيام إلى" سي لايف بانكوك أوشن وورلد" معرض الأحياء المائية، المسافة تقريباً (20) دقيقة أجرة النقل ( 150) بات، دفع تذكرة الدخول ما يقارب (1983) بات، زيارة الأسماك، سوبر ماركت، سيام ديسكوفري، مدام دوماس، سنم سبنر، صالة الملابس، لشراء تي شيرت بمبلغ ( 800) بات ما يعادل بالعراقي ( 36000) ألف دينار، وصالة الرياضة والمطاعم، مع أخذ وجبة غداء لذيذة من الأسماك بمبلغ (150) بات، إلتقاط صور وفيديو لتلك الأماكن، التعرف هناك على صديق سوداني وتايلاندي اللذان ساعدوني بتخفيف أجرة النقل عند الرجوع إلى الفندق بواسطة باص رقم (48) أو (15) لم أكن أعلم به، أصبحوا أصدقائي على الفيس، التايلاندي لم يتركني لوحدي بل أوصلني لحد غرفتي ( 402) في الفندق،أخذت دوش دافىء نوعاً ما مع شرب الشاي، بعدها النوم لمدة 3 ساعات والخروج من الفندق للتجول ليلاً في شارع العرب رقم (3)، الذي توجد فيه مطاعم ومحلات تجارية للجالية العربية، وفي الجانب الآخر يظهر شارع رقم (4) يسمى( شارع جهنم) الذي تكثرُ فيه الإباحيات والبارات والمخدرات وبيع المأكولات السريعة، والحيوانات الغريبة والحشرات العجيبة كالعقارب، والسحالي، وكبد الأخطبوط، والسرطانات، والمحار، والقريدس، والروبيان، والتماسيح...إلخ، بسبب الحرية المطلقة الممنوحة لهم من قبل الحكومة للشعب التايلاندي، بعدها الذهاب إلى" مطعم بص توب" لأكل سمكة دائرية مشوية بمبلغ" 200 بات"، مع شرب بيرة هينيكل الأصلية بمبلغ "130" بات مع سحب الصور من قبل عامل المطعم، بعدها الذهاب إلى محل التحفيات لشراء فيل خشبي بـ (250) بات وماكنة الحلاقة الأصلية بـ (400) بات ولعب للأطفال كالضفدع والقرود بـ ( 100 ) بات، بعد ذلك التوجه للفندق لغرض الراحة والمبيتْ.
اليوم السابع: الأربعاء: 14 / 2 / 2024، الخروج من فندق (نانا سيتي) (***) نجوم والذهاب إلى سوق " بيتونيم" سوق نهاية الإسبوع، لغرض شراء هدايا وملابس للعائلة، والصعود إلى طوابق المول لتمتيع النظر، والبحث عن الأشياء التي نحتاجها، بعد ذلك تناولنا وجبة الغداء سمك مشوي بنفس السوق، ثمّ ركوب الباص والتوجه إلى فندق نانا سيتي للراحة والإستجمام، بعدها الخروج من الفندق السادسة مساءً والذهاب إلى مكتب الحجوزات، لغرض السفر إلى ماليزيا وعاصمتها " كوالا لمبور".
اليوم الثامن: الخميس: 15 / 2 / 2024، الفطور في فندق نانا سيتي صباحاً، بعدها وجبة الغداء الساعة الثانية عشر، ثمّ الخروج من الفندق لتسليم الغرف والذهاب بواسطة التكسي بمبلغ (500) بات، ما يقارب "22500 " ألف دينار عراقي إلى المطار الدولي الخاص بتايلاند ( بانكوك)، يسمى مطار" دون موينج" التابع لشركة طيران آسيا، سجلنا وصولنا الساعة الرابعة عصراً، لإتخاذ إجراءات الشحن والتفتيش، أقلعت بنا الطائرة الساعة 5:55 الحصول على وجبة طعام في الطائرة، وصلنا كوالالمبور الساعة التاسعة ليلاً، أخذنا تكسي إلى فندق" ترانسيت كول" ( ****) نجوم، حجزنا فيه لمدة أربعة أيام لغاية 19 بالشهر، أجور حجز الغرفة ليوم واحد لشخصين بمبلغ ( 170 رنك)، تقريباً ( 51000) ألف دينار عراقي.
اليوم التاسع: الجمعة: 16 / 2 / 2024، بعد الفطور في فندق " ترانسيت كول" ( ****) نجوم ذهبنا إلى منطقة  هاي لاند عن طريق الباص الأحمر، فيها مطاعم، صالات لعب القمار، وقرود تسيرُ في الشوارع ، معارض، محال تجارية، صعود التلفري لمدة ساعة في الجبل إضافة إلى المناظر الطبيعية والغابات والأبنية، ذهبنا إلى القرية الصينية، فيها سوق شعبي رخيص تجد فيه كل حاجياتك من الخيط إلى الأبرة، جلسنا في أحد المطاعم لشرب الجعة وتناول الأسماك الطازجة، بعدها الذهاب سيراً على الأقدام إلى بنك في شارع العرب إسمهُ ( ببلك بانك ) لغرض تبديل عملة الدولار إلى الرنك الماليزي 100 دولار مقابل 468 رنك حيث 10 رنك تساوي بالعراقي 3500 دينار عراقي.
اليوم العاشر: السبت: 17 / 2 / 2024، الخروج الساعة التاسعة صباحاً بعد الفطور من فندق ترانسيت (****)، للذهاب إلى برج التوأم " بيتروناس توين توير" المشهور في كوالا لمبور، التجول فيه مع شرب القهوة الأمريكية الساخنة، ثمّ الصعود بواسطة السلالم المتحركة إلى عدد من طوابقه للإستمتاع بمناظرة وإيقوناته الجميلة، مع إلتقاط صور وفيكات حديثة للبرج، ثم التجوّل في حدائق البرج، وساحة التنين، والنافورات العامرة بإلتقاط صور جميلة، بقينا في البرج نصف ساعة، الدخول إليه مجاني، بعدها أخذنا تكسي بمبلغ ( 100) رنك للذهاب إلى حديقة الطيور ثمن تذكرة الدخول (85) رنك، تجولنا في أرجاء الحديقة ذات الممرات العديدة، بحيث يحتار الإنسان كيف يرجع؟، ولكنّهم مرتبين كلّ شيء كي لا نتيه بإعطائنا خارطة مع رسومات وأسماء الطيور لغرض الوصول إلى كراج السيارات بسرعة، إلتقطنا عدّة صور مع الفيديو: عن الطاووس، البوم، النعامة، القردة، الطيور الملونة، اللقالق،البجع، الحمام، الديكه،البلابل، النسور...إلخ. أخذنا تكسي للرجوع إلى فندق ترانسيت (****)، الغداء في أحد المطاعم، ثمّ الصعود للفندق للإستراحة والإستجمام. النهوض من النوم الساعة الخامسة مساءً والذهاب إلى شارع العرب لرؤية إستعراض التنين وجلسات الزبائن في المطاعم مع الإحتفالات بيوم عيد الحب، إطلاق البالونات والألعاب النارية، ثمّ الوقوف بالطابور، قبلي 15 واحد من أجل الحصول على فطيرة لحم أو دجاج بسعر رخيص جداً (6) رنك للواحدة لذيذة جداً مع شراب البرتقال، ثمّ التمتع برؤية إحتفال صغير أمام الناس بملابس الحيوانات، شراء بعض اللعب للأطفال، ثمّ السير مسافة (2) كم للوصول للفندق، أثناء الطريق المرور بالمحلات التجارية لشراء الحليب والماء والفواكه لوضعها في براد الغرفة التابعة لفندق ترانسيت كول، الصعود بالمصعد إلى الطابق (12) في غرفة ( 1201)،
اليوم الحادي عشر: الأحد: 18 / 2 / 2024، الخروج من فندق ترانسيت كول الذي هو في منطقة السنتر (****) بعد الفطور الساعة العاشرة صباحاً ذهبنا إلى حديقة بيردانا النباتية، وباتو كيفيس " كهف الخفافيش) بواسطة السائق الماليزي سام، بعدها الذهاب إلى مكتب تبديل العملة من الدولار إلى رنك، حيث (100 دولار) يساوي (465) رنك، إلتقطنا مقاطع فيديو وصور للقردة وتماثيل البوذا والمعبد والرهبان الذين يقيمون الصلاة في المذبح، هناك مفارقة بوجود الطيور بكثرة وإختباء الخفافيش داخل الكهف، كذلك زرنا النافورات والأشجار العالية والنباتات الملونة بوجود الطيور الصغيرة، الدخول مجاني، بقينا ساعة في تلك الأماكن لحد الساعة الواحدة ظهراً، ثمّ الرجوع مع السائق الظريف سام الذي يضع حلقة في أذنه إلى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء، ثمّ الوصول للفندق، الخروج من الفندق الساعة 6 مساءً للذهاب إلى القرية الصينية لشرب الجعة والتجول في محلاتها والتبضع من أسواقها، بعد ذلك الذهاب بمسافة 200 متر لتناول وجبة العشاء برياني مع السمك في المطعم الهندي المشهور ( كلبهار)، ثمّ الذهاب إلى فندق ترانسيت كول ( ****) نجوم للراحة والإستجمام.
اليوم الثاني عشر: الإثنين: 19 / 2 / 2024، الخروج من الفندق الساعة 9 صباحاً بعد الفطور، والذهاب إلى برج كوالا لمبور المشهور، التمتع بالمناظر الخلابة ورؤية معالم العاصمة كوالا لمبور، قطع تذكرة الصعود إلى قمّة البرج بمبلغ (40) رنك والتنقل بواسطة المصاعد والسلاسل الحديدية أعلى البرجْ، إلتقاط عدد من الصور حول المدينة، وأخذ مقاطع فيديو حول البرج، ثمّ النزول للأسفل لأخذ بعض الصور في حدائق البرج، بعدها الذهاب سيراً على الأقدام بمسافة (2) كم نحو مطعم ( جالان) للغداء لأكل الدجاج المقرمش، بعدها التوجه نحو فندق ترانسيت كول (****) نجوم، لأخذ دوش حار والنوم ظهراً، النهوض الساعة الخامسة عصراً، ثمّ شرب القهوة والتوجه نحو شارع العرب، الوقوف في الطابور يوم الإثنين الموافق 19 / 2 / 2024، عند مطعم الفطائر ( لحم ودجاج) سعر فطيرة اللحم 6 رنك، وسعر فطيرة الدجاج 5 رنك، الذهاب يوم الإثنين الموافق 19 / 2 / 2024 إلى محل لتغيير العملة حيث 100 دولار مقابل 474 رنك، كل يوم شكل تتغير أسعار العملة، بعدها التوجه للفندق في تمام الساعة الثامنة ليلاً لغرض الراحة والإستجمام.
اليوم الثالث عشر: الثلاثاء: 20 / 2 / 2024، الخروج بعد الفطور من فندق ترانسيت كول ( ****) نجوم، الذهاب إلى القرية الفرنسية مسافة ساعة بين الفندق والقرية،التجول في طبيعتها الخلابة، سحب صور ومقطع فيديو مع الببغاء وطيور الحب، ثمّ النزول داخل الغابات حيث البخار الأبيض وسماع أصوات القرود والطيور البرية، الدخول لصالات السينما واللعب في السفينة الفضائية، شراء فواكه مجففة والعسل الطبيعي مع بعض الحلويات، سماع الموسيقى من قبل فرقة أجنبية، بعدها الذهاب إلى كرانتس هاي لاند تبعد عنها 20 دقيقة بنفس المساحة بواسطة سام سائق التكسي الظريف بمبلغ (90) رنك ذهاباً وإياباً، ثم الركوب بالقطار ( تلفريك) وجولة في صالات القمار والمحلات التجارية والصعود للقمة،النزول إلى المطاعم مع أكلة المعكرونة بلحم الخنزير، بقينا ثلاث ساعات هناك ثمّ الرجوع إلى الفندق للمبيت ظهراً، النهوض الساعة السادسة مساءً كان الجو مفاجئاً ممطراً في كوالا لمبور العاصمة،التجول في منطقة القرية الصينية لشراء حاجيات للبيت، مع صرف العملة ثمّ الرجوع إلى الفندق للراحة والإستجمام.
       اليوم الرابع عشر: الأربعاء:21 / 2 / 2024، الخروج من الفندق بعد الفطور صباحاً إلى الحي الصيني وشارع العرب، مع أكلة لذيذة من قطع الإخطبوط والضفادع التي يقولون عنها مضرة وغير مستساغة، والحقيقة أكلة شهية يفوحُ منها البخار الزكي، بعد ذلك شراء الفواكة الغريبة اللذيذة التي لم أراها في حياتي الموجودة في كوالا لمبور، والبقاء في الإستعلامات لغرض تجييك الغرفة لغرض المغادرة بواسطة سائق تكسي بشير إلى المطار الدولي تي1 أجرة النقل (80) رنك أقلعت بنا الطائرة الساعة 2:55 فجراً من كوالا لمبور إلى مطار الشارقة إستغرقت الرحلة (3) ساعات وصلنا الشارقة الساعة السادسة والنصف صباحاً، بقينا ترانزيت فيها ( 5) ساعات، ثمّ أقلعت بنا الطائرة الساعة ( 11) وأربعين دقيقة من الشارقة وصلنا إلى أربيل الساعة (1:40)، ثمّ أخذنا سائق التكسي مسعود أكرم العجيل من مطار أربيل الدولي إلى بغديدا الحبيبة والشكر لله دوماً، السفر أيّها الأحبة يطول العمر وبه الإنسان يشتهر.

4
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 19:57 11/02/2024  »
شكر وعرفان للأديب والشاعر الكبير منذر عبد الحر لنشر ورقتي النقدية لمجموعة الشاعر الموصلّي علي نهاد بعنوان: منولوج يهمسُ في قلوب المحبين في جريدة الدستور  الغراء العدد (5800) مع وافر التقدير والإحترام

5
المنبر الحر / شكر وتقدير
« في: 22:33 28/01/2024  »
شكر وتقدير لموقع ملتقى أدباء الشرق لتصميم ونشر نصّي الذي بعنوان: همسة الورد والشكر موصول لمدير إدارة الموقع محمد منصور الموسى مع وافر التقدير والإحترام.

6
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 22:58 23/01/2024  »
الدمعة الأخيرة
كريم إينا
 
فقدتُ نجومَ السماء
فصارت دروبي طويلة
لتثمر ثغر الزهور
أمام قيامتها في الصخور
فأجلسُ في العشب منتحباً
أتقلّبُ بين المهالك
أُوصل بالصبح أوردة
وإذا شحبت دمعتي
تتناسلُ لوعتها
تذرفُ الدمعة
المستفيقة...

7
أدب / رد: خطاة
« في: 22:56 23/01/2024  »
شكراً لك أخي الكريم لمرورك على قطعتي الأدبية مع محبتي

8
المنبر الحر / شكر وتقدير
« في: 23:23 22/01/2024  »
شكر وتقدير للمنظمة المصرية لسفراء السلام والعلوم الإنسانية لنشر صور الدفعة الأولى للأدباء المتميزين بكتاباتهم الماسية التي ترفد نشاطات المنظمة ومن ضمنها صورتي والشكر موصول لسعادة السفيرة د. إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام.

9
أدب / خطاة
« في: 23:44 21/01/2024  »
خطاة
كريم إينا
يدورُ الفضاءُ أمامَ
اليباب
يلومُ معايبهُ
يتناسخُ ذنب الخطاة
أمام ملذاتهم من ظلال الروابي
فتنسجُ منهم
غباراً
لتبقى عيوب خطيئتهم
ملجأً في لهيب...

10
إحتفالية توقيع كتابي المعنون: ( بدخذرن – سأدورْ) باللغة السريانية في قاعة مركز دار مار بولس للخدمات الكنسية يوم السبت الموافق 13 / كانون الثاني/ 2024 الساعة الرابعة عصراً. شكر خاص للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لطبعها هذا الكتاب.

11
إحتفالية توقيع كتابي المعنون: ( بدخذرن – سأدورْ) باللغة السريانية في قاعة مركز دار مار بولس للخدمات الكنسية يوم السبت الموافق 13 / كانون الثاني/ 2024 الساعة الرابعة عصراً. شكر خاص للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية لطبعها هذا الكتاب.

12
المنبر الحر / تشكرات ومحبات
« في: 00:13 17/01/2024  »
تشكرات ومحبات لمجلّة المبدعون التابعة للمنظمة المصرية الدولية لسفراء السلام لنشر نصّي الذي بعنوان : " غصن"  والشكر موصول لسعادة السفيرة د. إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام

13
المنبر الحر / شكر خاص
« في: 01:24 06/01/2024  »
شكراً لإدارة موقع ملتقى أدباء الشرق لجمالية تصميم نصّي المعنون: سيمفونية مع وافر التقدير والإحترام.

14
المنبر الحر / شكر وتقدير
« في: 19:51 04/01/2024  »
شكر وتقدير لأكاديمية سفراء السلام الدولية التابعة للمنظمة المصرية الدولية لمنحي شهادة أفضل شخصية دولية لعام 2023 لما قدمت من إسهامات في مجال الإبداع الأدبي على الساحة العالمية والشكر موصول للدكتور  السفير ميشال وجيه يعقوب والدكتورة إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام.

15
أدب / شكر
« في: 19:47 04/01/2024  »
شكراً لإدارة موقع ملتقى أدباء الشرق لجمالية تصميم نصّي المعنون: سيمفونية مع وافر التقدير والإحترام.

16
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 21:01 27/12/2023  »
شكر وعرفان للمنظمة المصرية الدولية لسفراء السلام والعلوم الإنسانية بتكريمي بسفير الثقافة من قبل مجلس المنظمة والشكر موصول لسعادة السفيرة الدكتورة إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام.

17
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 01:11 21/12/2023  »
شكر وعرفان للأكاديمية الذهبية للقلم الحر للشعر والأدب لمنحها لي مرتبة الشرف العليا لمشاركتي في موقعها بنص أدبي بعنوان : اللؤلؤة المفقودة والشكر موصول لسعادة الدكتور عودة الحجامي مدير إدارة الموقع ولسفيرة النوايا الحسنة الدكتورة ليلى مراد مع وافر التقدير والإحترام.

18
أدب / اللؤلؤة المفقودة
« في: 21:48 19/12/2023  »
اللؤلؤة المفقودة
كريم إينا
 
دخلت موج البحر
يخال لي زمرّدا.
وجدت عند قاعه ِ
لؤلُؤة.
وعبيرا ً يفوح ُ
وقبل أن تلمسَ
كفي القاع
أدرت ُ وجهتي ... !

19
أدب / حفلة
« في: 22:42 18/12/2023  »
حفلة

كريم إينا

من دهشتي
دمع العيون يفيض ُ
أبقيت أحلامي بساعات ِالنهار
وودتت ُ أرتحل ُ الكواكب والنجوم المذهلة.
لا حلم يوقظني
بلى سأعيد قنديل المنازل ِ للضياء
الموج ُ ساريتي الوحيدة والسفينة ُ نجدتي
نجم من الأجرام ِ يحمي وردتي
لي نسمة ستنتميْ
عند المساء
لحفلتي ...!

20
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 23:39 17/12/2023  »
شكر وعرفان لموقع بيتنا الثقافي لمنحه لي شهادة تقديرية لمساهمتي في إثراء أدبيات الموقع والشكر موصول لسعادة الدكتور المهندس جبرائيل موسى مدير إدارة بيتنا الثقافي مع وافر التقدير والإحترام.

21
أدب / إحتراق
« في: 22:21 16/12/2023  »
إحتراق
كريم إينا
لا أريد اللّظى
إنّ عهدَ الهوى ساكن في الشجونِ
أجنة ليل الخراب
تُعانق ثَغر المآثرِ
في هيبة حبنا
جرحهُ نزَّ عيناً الى الدمعِ
رجفتهُ حضنت زهرةً
في السماءِ
فأسنت على الأرضِ
إنبعثت خضرةً في الخفاء
*    *    *
لا أريد الندى
عبرةً خجلت أن تسيل
فغنّت بلابل أرض اليباب
لشمسٍ تُشاكسنا
وإِنتهتْ للظلال
وحب يعود الى الأرض
يلمعُ ضوءاً
غبار خيولٍ تعود بما حصدتْ
عجلات الزمان
السحيقْ...!

22
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 02:08 09/12/2023  »
شكر وعرفان
أشكرُ المجلس الإداري للرابطة السريانية للأدب والإبداع بمنحي بكلّ فخر شهادة شكر وتقدير للمشاركة القيمة في مجال الإبداع والرفع من شأن الرابطة، والشكر موصول لرئيس الرابطة د. المهندس جبرائيل موسى، وإدارة صفحة الرابطة د. مراد كوركيس مراد، والمهندس صبري مسعود،  مع وافر التقدير والإحترام.

23
الرحلة إلى مصر (أم الدنيا)
 
كريم إينا
اليوم الأول: الأربعاء 22 / 11 / 2023 
خرجنا من بغديدا الساعة الخامسة فجراً، توجهنا إلى مطار أربيل، إنطلقت الطائرة بنا الساعة الثامنة إلاّ ربع طولت الرحلة ساعتين وأربعين دقيقة، وصلنا إلى مصر الساعة 10 ونصف في مطار القاهرة، ثمّ أخذنا الدليل علاء المصري بسيارته إلى شارع عدلي في وسط البلد سكنّنا فندق نيو هوتيل القاهرة سعر الغرفة ( 900) جنيه، تجولنا عصراً في شوارع وسط البلد، حولنا فئة مئة دولار إلى الجنيه المصري بـ (4750) جنيه في ذلك اليوم، ثمّ إشترينا بعض الحاجات البسيطة وتوجهنا إلى مطعم تجي ناكل للعشاء ثمّ إلى الفندق مباشرة للراحة.
 اليوم الثاني: الخميس 23 / 11 / 2023
الفطور في فندق نيو هوتيل القاهرة، والذهاب إلى المتحف الوطني القديم، سعر بطاقة الدخول للمتحف ( 30) جنيه للفرد الواحد، بعدها الذهاب إلى مطعم الساحة الكبرى في منطقة شارع الكورنيش كان الأكل لذيذ جداً، بعدها توجه دليلنا السائق إلى منطقة الأهرام الثلاثة المشهورة في الجيزة ( خوفو،خفرع، منقورع) بمسافة ساعة بين فندقنا في شارع عدلي والأهرامات حيث كان هناك زوار أجانب من مختلف الدول، دخلنا سعر البطاقة (20) جنيه، تجولنا وإلتقطنا الصور، ثمّ الذهاب إلى منطقة الصقارة لزيارة أبو الهول دخول المعابد سعر البطاقة ( 10 ) جنيه، بعدها ركبنا الحنطور بمبلغ (25) جنيه مصري، ثمّ الركوب على الجمل ( سفينة الصحراء) بمبلغ (50) جنيه، ثمّ التوجه إلى ساحل المنيل في نهر النيل ( تحت كوبري عباس) سعر بطاقة الركوب في اليخت ( 30 ) جنيه. بعدها وجبة غداء في مطعم تكي ناكل، والتوجه إلى منطقة ناصر لزيارة الأصدقاء خاصة العم شريف المصري الذكر الطيب والأستاذ حسن إبنهُ، أمام صالون حلاقة شريف وقد ضيفونا بكرمهم شربنا الشاي،
اليوم الثالث: الجمعة: 24 / 11 / 2023
الذهاب من فندق نيو هوتيل القاهرة الرابعة فجراً والصعود بحافلة راقية تسمى ( كو باص) متوجهة نحو شرم الشيخ فيها كافة وسائل الراحة والإستجمام من حمام وتلفزيون وشاي وماء وينسون ولفّات إضافة إلى خفة دم السائق إسلام، والوصول إلى فندق شاركيز بي أوسيس ( ساحل القرش) قرب كوفي بساطة في منطقة شرم الشيخ بعدها تناول وجبة الغداء قرب الساحل من رز البسمتي الأصفر والفراخ المصرية اللذيذة، بعدها الذهاب إلى السوق القديم بواسطة التكسي بمبلغ 150 جنيه مصري لشراء بعض الملابس والحاجيات والتحف الفرعونية وإلتقاط الصور، ثمّ الذهاب إلى منطقة خليج نعمة، بعدها أوصلنا صاحب التكسي إلى شالي الفندق في تمام الساعة الثامنة مساءاً لتناول وجبة العشاء،
اليوم الرابع: السبت 25 /11 / 2023
تناول وجبة الفطور الرئيسية ثمّ النزول لشط ساحل البحر المتوسط لغرض السباحة وإستكشاف معالم منطقة شرم الشيخ، ثمّ الصعود بالتكسي للذهاب إلى السوق القديم كونه سوق كبير يحتاج إلى ثلاثة أيام للتجول فيه وسحب الصور، بعدها توجهنا إلى مطعم المصريين لتناول الغداء من الفروج والحمام وكباب وكفتة، وتكملة التسوق في نفس السوق لشراء العطور وأنواع متنوعة من الشاي، إضافة إلى الملابس والأحزمة والتحف، بعدها توجهنا ليلاً إلى متنزه سوهو المنبهر بأضويته وتماثيله وحفلاته، إضافة إلى محلات الملابس والعطور والتحف والزيوت والفواكة الغريبة علينا، كان المتنزه مزدحم جداً بسبب كثرة الزوار الأجانب، جلسنا في كافتريا لشرب العصائر من مانكة وأناناس وشاي البرتقال وكركدي واليانسون مع تناول أنواع مختلفة من الكيك، بعدها الذهاب لرؤية النافورة الراقصة وحفلة رقص الأجانب والرياضة ( الكروباتيس). ثمّ الرجوع إلى الفندق لغرض الراحة والإستجمام.
اليوم الخامس: الأحد 26 / 11 / 2023
تناول الفطور في فندق شاركيز بي أوسيس ( ساحل القرش)، ثمّ الذهاب إلى مسبح الشالي بواسطة بطاقة السكن لغرض السباحة بعدها تناول الغداء، ثمّ ترك الشالي والذهاب إلى كراج الحافلات للذهاب إلى القاهرة ( وسط البلد)، إستغرقت السفرة 7 ساعات، وصلنا الساعة العاشرة بسلام إلى القاهرة، وسكنّنا في فندق نيو هوتيل القاهرة مرّة أخرى لأنّه قد أودعنا حقائبنا الزائدة فيه سابقاً، وحجزنا في غرفة أخرى رقمها (109) و( 110)، تجولّنا ليلاً في أسواق القاهرة ومناطقها الجميلة الخلابة لغرض التبضع، وأيضاً إلتقينا بالشاعر الموصلي الكبير د. هشام عبد الكريم مع أخيه عصمت في غرفتهم( 220) الطابق الثاني، أجرينا أطراف الحديث معهم، وعن مشاركتنا في الأمسية الشعرية التي أقامها إخواننا المصريين، خرجنا من الفندق بعد الفطور صباحاً للتسوق مررنا بسوق الرويعي وأوّل الموسكي ومنطقة العتبة، لشراء الحقائب والأحذية والملابس لحد الساعة الثانية عشر ظهراً، والذهاب إلى الفندق لأخذ حقائبنا والتوجه إلى كراج سيارات مدينة الإسكندرية تسمّى ( كو باص) تحركت الباصات الساعة الثالثة والربع من الكراج.
اليوم السادس: الإثنين 27 / 11 / 2023
وصلنا الإسكندرية الساعة الخامسة مساءاً إستغرقت مدّة الرحلة ساعتين، حجزنا في فندق سمير أميس ليلتين، الليلة الواحدة( 650) جنيه، ثمّ خرجنا من الفندق لعمل جولة حرة في مدينة الإسكندرية، زرنا في البداية بطريركية الأقباط الأرثوذكس في محطة الرمل وهي قريبة من الفندق الذي نسكنُ فيه، بعدها تناولنا الشاورمة المصرية مع شرب شاي الكوشرات، ثمّ التحلية بالحلويات، كان تعامل ناس الإسكندرية معنا بلطف وخفة دم وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّه يدّلُ بأنّ شعب مصر شعب حي مليء بالطيبة، ثمّ العودة إلى الفندق للراحة والإستجمام،
اليوم السابع: الثلاثاء 28 / 11 / 2023
بعد الفطور في فندق سمير أميس أخذنا تكسي وأثناء الطريق ألقينا نظرة على الجوامع الموجودة في المدينة منها جامع أبو العباس، وجامع إبراهيم، ثمّ الذهاب إلى المتحف الروماني الإغريقي في محطة الرمل شارع المسلحة قريب من الفندق سعر البطاقة لكل فرد (15) جنيه، إلتقطنا صور لتلك الآثار والتحف الأثرية القديمة، الركوب بالحنطور والذهاب إلى القلعة التركية (قتيباي) أو كوف باي فيها الأسلحة كالمدافع والبنادق والملابس والعتاد إلخ، كذلك الذهاب إلى منتزه قصر الملك فاروق والتجول في حدائقه الجميلة مع إلتقاط الصور، والذهاب إلى سابا باشا سان إستفانو رشيدي، وإلى مول إسمهُ( أنتو)، لم يسعفنا الوقت للذهاب إلى متحف المجوهرات في 27 شارع أحمد يحيى.. سان ستفانو، ومتحف الصيد بمنطقة بحري المنشية.. قريب من الأوتيل والساحل الشمالي الذي كانت أجواءهُ هادئة، ولكن توجهنا حينها إلى إحدى مطاعم الإسكندرية لتناول وجبة كشري المشهورة الساخنة اللذيذة، بعد ذلك التجول في شارع الكورنيش، والذهاب إلى إحدى الكافتريات على الشاطىء، كانت الأجواء لطيفة جداً في الصباح، سحبنا صور أمام الجندي المجهول، قمنا بالتسوّق وشراء بعض الحاجيات الخفيفة، بعدها رجعنا إلى فندق سمير أميس بواسطة الحنطور للمبيت فيه. 
اليوم الثامن: الأربعاء: 29 / 11 / 2023
 الأربعاء آخر يوم بقينا فيه في الإسكندرية، بعد تناول الفطور صباحاً في فندق سمير أميس، توجهنا إلى مكتبة الإسكندرية العظيمة، سعر تذكرة الدخول (25) جنيه، دخلنا أجنحة المكتبة الحديثة بترتيبها ومدرجاتها، شاهدنا بداخلها شخصيات مشهورة قديمة وحديثة وعصرية، سواء من الشخصيات أو الكتب، واللوحات، والصور، والمخطوطات، والقراطيس من البردي وأقلام القصب، وكل ما يتعلق بعلم الإنثرولوجيا، وعلم النفس، والإجتماع، والكيمياء، والمخطوطات إلخ، إضافة إلى اللقى الأثرية تم إلتقاط صور لها، ثمّ تجولنا في الشوارع القريبة من المكتبة كبائعين البالة وغيرها، بعدها سرنا قريباً من خط محطة الترام سحبنا صور للمحطة، بعدها توجهنا إلى شارع الكورنيش قريباً من محطة الرملة دخلنا مطعم قدورة للأسماك بالمنشية لتناول الغداء، ثمّ شربنا أحلى ىشاي في إحدى المقاهي المصرية، رجعنا بعد الظهر إلى فندق سمير أميس، أخذنا حقائبنا للتوجه إلى محطة الحافلات (كو باص) للحجز فيها، لغرض السفر إلى القاهرة في وسط البلد في 21 شارع عدلي للحجز في فندق نيو هوتيل القاهرة بعد الوصول أخذنا إستراحة فيه، ثمّ خرجنا من الفندق للذهاب إلى مطعم ( كيت في وقتك) لتناول وجبة الغداء المتأخرة، ثمّ السير قليلاً في شارع عدلي القريب من الفندق لغرض تصريف الأكل وشرب الشاي في إحدى المقاهي القريبة من الفندق، بعدها الرجوع إلى الفندق لتبديل مئة دولار ب (5000) جنيه مصري ثمّ المبيت فيه.
اليوم التاسع: الخميس: 30 / 11 / 2023
بعد الفطور في فندق نيو هوتيل القاهرة، ذهبنا إلى سوق العتبة وسوق أوّل الموسكي والرويعي، تناولنا الغداء الساعة الواحدة والنصف في مطعم كيت في وقتك للمرة الثانية، ثمّ شربنا الشاي في الفندق تليه الإستراحة، إلتقينا مع أصدقاء مصريين أمامير حلوين محمد وعبدو في صالة الفندق، شربنا ماء زلال من نهر النيل تشبه مياههُ مياه نهر دجلة العذب، وقد شاركنا أنا ودكتور هشام عبد الكريم مساء يوم الخميس بأمسية شعرية وجلسة نقدية عن رواية بعنوان: كرستالة للروائي د. محمد عبد العزيز عبد الدايم، أدارت الجلسة الشاعرة السورية ناهدة شديد، وتم مناقشة الرواية من قبل أساتذة نقد الأدب الحديث، محمود صلاح السروي، ودكتور أحمد سرحان، بعدها تم توزيع شهادات تقديرية للنقاد من قبل صالون أتيليه القاهرة مع أخذ صورة جماعية للأدباء الحاضرين من سوريا، العراق، الأردن، الجزائر، مصر. بعدها توجهنا إلى الفندق للمبيت فيه.
اليوم العاشر: الجمعة: 1 / 11 / 2023 بعد الفطور في الفندق صباحاً ركبنا الأتوبيس وتوجهنا من وسط البلد إلى منطقة خان الخليلي للتبضع، ومن ثمّ إلى حي المهندسين الراقي، وإلى شارع شريف ومنطقة التوفيقية التي تباع فيها أشكال متنوعة من الفواكه: كالحرنكش، وبلح، ودوم، وسيد قشطة، وأبو فروة الإيطالي، إضافة إلى الحلويات والبقلاوة كـ ( الرموش، والكنافة، والبقلاوة المشكلة وغيرها) حقيقة حلويات مصر لذيذة، آخر يوم بقينا فيه في مصر كان الجمعة، كان صوت تكبير الآذان من الجوامع القريبة والبعيدة واضحاً، وبعد ذلك سافرنا في تمام الساعة الرابعة فجراً بالطائرة المصرية إلى أربيل وصلنا بسلامة والشكر للرب دائماً. أنصح أخواني العراقيين السياحة إلى مصر لتبديل الأجواء وتخفيف التعب عن كاهلهم، كونها بلد جميل، وتاريخها عريق، زاخرة بالمعرفة، ناسها طيبين ومتعاونين لحد كبير، تحيا مصر العروبة ( أم الدنيا).                                                 

24
أدباء الموصل يشاركون في أمسية شعرية وجلسة نقدية في أتيليه القاهرة
كريم إينا
شارك أدباء نينوى الشاعر الدكتور هشام عبد الكريم والشاعر كريم إينا وبحضور عصمت عبد الكريم أخ الشاعر هشام والصحفي حميد النعيمي ممثل الجمعية لفعل الخيرات في الموصل لدعم فلسطين بالمواد الغذائية، مساء يوم الخميس الموافق 30 / 11 / 2023، الساعة السادسة في أتيليه القاهرة، قرب ساحة تمثال طلعت حرب، بأمسية شعرية وجلسة نقدية عن رواية كرستالة للدكتور الروائي محمد عبد العزيز عبد الدايم، وتم مناقشة الرواية من قبل أساتذة نقد الأدب الحديث، محمود صلاح السروي، ودكتور أحمد سرحان، وجرت مناقشة مستفيظة من قبل الحاضرين وخاصة مناقشة د. هشام بإسهاب عن الرواية بإظهار مدلولاتها البيانية والفنية، إضافة إلى الراوي والمؤلف الذي طغى في تحكمه بالشخصيات في الرواية، ونالت مداخلته إعجاب الحاضرين، بعدها تم توزيع الشهادات التقديرية للروائي وأساتذة النقد، مع أخذ صورة جماعية للأدباء الحاضرين للأمسية من سوريا، العراق، الجزائر، الأردن، مصر. أدارت الجلسة الشاعرة السورية ناهدة شديد.

25
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 01:06 22/11/2023  »
شكر وعرفان
 لجريدة الدستور الغراء لنشرها ورقتي النقدية التي بعنوان: " كيفية إنسجام المغزى البنيوي والحكائي في أرض من عسل" في عددها ( 5733) للقاص الكبير هيثم بهنام بردى عن مجموعته القصصية التي بعنوان: ( أرض من عسل)، والشكر موصول للشاعر والروائي الكبير منذر عبد الحر أمين الشؤون الثقافية وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. مع وافر التقدير والإحترام. 

26
أدب / إنتماء
« في: 00:29 18/11/2023  »
إنتماء

 كريم إينا
 
 
هنيئا ً لنا
النهار والليل ُ
في الصباح أسمعُ
صوت ديك فجري
ومن هياكل الحب ِ
تسطع اللآلئ.
فأنزلَت منا ً
يشربُ النباتُ ماء ً
على حضيض أرضي
سأنتمي إلى ضوء ِ
نجمة ٍ
 سنتْ من سواد
ليلْ ... !

27
أدب / غصن
« في: 23:34 14/11/2023  »
غصن

كريم إينا


غسق في صباحي
غمام ينيرُ الزمانَ
على الأرضِ 
عصفورةٌ تجلب ُ الحظّ
خلفَ أناملك الذهبية 
تغدو المسلّاتُ ُ فكر العظام ِ
ولونُ المواكب يخضرُّ
يرحل ُ عاما ً ونيفَ سنينْ
لنْ يزولَ شعاعي إلى الظلمات ِ
كعطرِ الخليقة ِ في قعر ِ جُب ٍ
كما يختفي الخلق ُ
في غابة ٍ محزنهْ
طيفها يلبسُ العشقَ
مرتعشا ً من ظلال ٍ
وإيهامُ نفسي يظلُّ
لحب ٍ جميل... ٍ
*    *     *
أشدّ على ظهرِ قلبي عبيرا ً
ليترك لي وردةً يانعهْ
أجعلُ العمرَ منتجعا ً وجنون،
لا تضيء ُ القناديل ُ بينَ مرايا
النفوس ِ
جرارٌ تضمُّ ُ كنوزَ الجبال ِ
فيأتلقُ الليل ُ قبلَ النهار ِ
لتسقط أمطار َ مملكتي
لسويعات ِ عصري،
فيحملني فلكٌ معتمٌ
عندَ نورِ الظهيرةِ
كالومضةِ الخاطفهْ ...
كانَ جرما ً على سفني
وأنا لا أسابق ُ ظلَّ الرحيل ِ
إلى دُرر  ٍ مذهلهْ.
صار فكري رخاما ً
لمملكة الأزمنهْ ...
*      *       *

28
المنبر الحر / شكر وعرفان
« في: 04:51 14/11/2023  »
شكر وعرفان للمنظمة المصرية الدولية لسفراء السلام والعلوم الإنسانية لمنحها لي شهادة سفير الثقافة وذلك لدورنا المتميّز في نشر الثقافات المتعددة والشكر موصول لسعادة السفيرة الدكتورة إبتسام الروبي مع وافر التقدير والإحترام

29
أدب / رد: بغديدا.. لأجلكِ من جديد
« في: 01:47 11/11/2023  »
مساء الخير إنهاء
نص جميل فيه كل مقومات الجمال دام التألّق فقط لي ملاحظة صغيرة وهي:  لم أداة جزم تصبح لم تبق تحذف الألف المقصورة مع محبتي

30
أدب / إستهلال لإسطورة مقدّسة
« في: 00:23 11/11/2023  »
إستهلال لإسطورة مقدّسة
كريم إينا

الأرض تمتصُ أحشاءها
بسحب صيفية
تداعبُ جدائل نجوم السماء
بأنفاس البخور...
***
تحملُ على راحتيها
قناع المرايا
وهي تطبعُ خدودها
بخمرة معتّقة
هكذا تدقّ الصنوج أوتارها
في كبد السماء البعيدة
***
أوردة روحي تعبرُ أغلفتها
نحو مساء الوحشة
متأقلمة بكحل النهار
***
ما زالت لغات الأرض
تحني قاماتها لشذى الحكمة
ومن سحر جمالها
يندلقُ الرحيق
***
قمرُ ذاتي يأمرُ ملائكتهُ
بتقييد الهواء الملوث
لتعيش المملكة بسعادة
تهرعُ الدموع نحو ترنيمة الخلود
***
أسحبُ ظلّي نحو خيطي المتحمحم
كي يزغردُ وتري المنفرد
***
أفخرُ من الطين
آلهةً من القرنفل
لتلوح للراقصين سطوع الشمس
***
أتوسّدُ ينابيعاً مقدّسة
لتضيء فوق خاصرتي المتربة
***
لعاب السحاب يرفرفُ
نحو موجاتي المزرقة
يغرسُ في ثنايا المحيط عصا موسى
***
ظلامٌ يحيطُ ظلّهُ دائرة ضوئي المتّقدة
يغزو أشرعة الليل
ويحيلها صومعات للصلاة
***
ما زلتُ أعانقُ مساكني الفضّية
بأرديتها المنيرة
وهي تحلمُ عندما تغرغرُ غسقها
***
أسرجة تحفّ سنابلها
بملاقط المزمار
وتعبأ دنانها بخمر السماء
تسقيني من خمر المذبح
لتزيل رعشة خطاياي
***
 
في مواقد السكارى
الكون يفهرسُ عاصفة جنونه
ويشحذُ ظهيرة الشجر المتسربلْ
إشارات لامعة لأفواه الجنّيات
وهي تتثاءبُ من نومها المفرط
***
نبرات البارحة تحولّت إلى هجرات الطيور
وهي تزقزقُ بحقول البصل
لتصنع أزرارها من ريش ناعم
***
أجران ولادتي الذهبية
تسربلها لقالقُ أربيل
نحو رذاذ العشب وأكمام الصباح
ربّما تناغي أقرانها المهاجرة
عن بروز غصن أخضر
بعد طوفان نوح
***
لن يصبح قرميدي مقفراً بالماء
بل دواخلهُ ذبيحة مقدّسة
تنتظرُ كهربة الألوان
وبلورة أشعة الروح
كي تنبجسُ الينابيع...

31
أخبار شعبنا / شكر وعرفان
« في: 01:21 07/11/2023  »
شكر وعرفان لمجلة رواد الشعر والادب لمنحهم لي شهادة فخرية عليا وذلك لجهودي المباركة في دعم المجلة بأجمل النصوص الأدبية وأخصّ بالذكر : أ مازن المحمد رئيس مجلس الإدارة والشكر موصول لمديرة المجلة مع وافر التقدير والإحترام.

32
أدب / إضاءة
« في: 23:18 26/10/2023  »

إضاءة


كريم إينا
 
أعد فرحي يا حبيب
الفؤاد ِ
وأبعث ضياك،
ولمّ الظلال بسهدي
وحلِّق كثيرا ًورائي
مُزيلا ً رسومي
فيغدو على الكون ِ
ضوئي...

33
أدب / رحيق الطفولة
« في: 22:16 24/10/2023  »
رحيق الطفولة
كريم إينا
               
وضعت أشرعتي عُلوَ
الجبال ِ
فلن أحني لغير ِ
شراع ٍ
أبصر َ القمما
لو كان شعري
من صنع البحار ِ
إذن تفجرَ الشعر ُ
حتى أخرج الحمما .
لو جفَّ نهريَ
عن زهر ِ الخمائل ِ
ما أنبت ُ زهري
ولا أشممته ُ لكما
هذا رحيقي .
وإن زال َ الرحيق ُ
لكم ولادتي ,
وأنا فلم أزل
حُلُما ...

34
أدب / أمنية
« في: 23:27 23/10/2023  »
أمنية
كريم إينا



لو يزرع في حقلي ورد
قدْ يبعثُ لي عطرا
لو أسكرُ لو لحظة قد أدري
ما لا يدرى
لو أنّ طريقي أشواك
وتغيرُ لوني أزمانٌ
فكأنّ على يدها ومضهْ
تضيءُ علي وتختفيْ
فيموتُ بقلبي النبضُ
هنا المعضلة...

35
أدب / قبلة
« في: 23:37 22/10/2023  »
قبلة
كريم إينا
 
إمنحيني شرابا ً
لهذا الغرام الأليم
لأن مساراتنا
تائهة,
إجعليني أصابع شمام 
قيظ ٍ
يفوح أمام أصابعك 
ينسج العطر
من إلتقاء ِ
الأحبة ...

36
أدب / بكاء
« في: 21:28 16/10/2023  »
بكاء

كريم إينا

 
بكيت ِ لأن فؤادي
تمزّق
من أجل ِ دمعة ِ حب ٍ
هوَت .
في دواخل نفسي
بكيت ِ دما ً
فتجرعت ُ منه ُ
كؤوسَ الممات ِ
بكيت ِ فصار فضائي
لك الغيمَ
والفرقد ...

37
أدب / عتمة
« في: 20:51 15/10/2023  »
عتمة
كريم إينا


أدخل ظلّي في أرض ٍ عبقهْ

أدنو من مصطبة ٍ
لمرايا الصمت ِ
أشاهد أحلامي زائلة
فألملم حبا ً
من حدقات عيوني
أصقل نابا ً
من أنياب فمي
لأحيل بياضي
قنديلا ً للعميان
وأقفز ظلمة ذاتي
عبر الأزمنة...

38
أدب / مناداة
« في: 22:45 14/10/2023  »
مناداة

كريم إينا
 
لك لعبتك الخاوية،
وأنا لي ضياء يعانقني
مشرق في الصباح ِ
على شرفاتي
بعيدا ً ..  بعيدا ً
إلى أنجمي
سأرى ليلة تحمل ُ الوهم
أشجان حب ٍ ينادي ..

39
أدب / رقصة الموت
« في: 00:13 14/10/2023  »
قصة قصيرة
رقصة الموت
كريم إينا
لا يعرف ماذا يفعل بأمواله الكثيرة، فكّر بمشروع تجاري، أن يشتري قطعة أرض زراعية تسقى مطراً، إنشغل بالتفكير عدّة مرات ماذا يفعل بها؟. وأخيراً خطرت في باله فكرة جهنمية ببناء قاعة للحفلات فيها، ظلّ يراجع دوائر الدولة لغرض الحصول على الموافقات الرسمية لإنشاء القاعة، إعترضتهُ عدّة صعوبات من قبل مدراء الدوائر بعدم الموافقة، لكنّهُ لم يستسلم أو يضعُ لها حساباً في نفسه، بل قرر رشوة موظفي الدوائر بأموال خيالية من أجل الحصول على الموافقة، وبعد صراع طويل بينهُ وبعض الشخصيات الإدارية لتلك الدوائر، إستطاع على إستحصال الموافقة بإنشاء قاعة فيها، كانت من معدن الألمنيوم والبلاستك، تكنى بـ ( صاندويج بنل) السريعة للإستعال، ونتيجة لرخصها في السوق عمد البناء بها بسرعة بأقلّ كلفة، كانت القاعة قريبة من أعمدة الضغط العالي، ممّا يشكّلُ خطراً على المارة والساكنين في تلك المنطقة، رغم جشعه المستمر ظلّ مصرّاً لبنائها بهذا المعدن الشديد الحساسية للحرارة، وضع لها تصميم خرافي يخلو من أبواب طوارىء، إضافة إلى إنعدام نظام رش المياه ببخاخات من السقف عند حدوث الحريق، بل رصّع سقف قاعته بورود من البلاستك والقش الصناعي إضافة إلى قماش من النايلون والستن المبخوخ بسبري مثبت سريع الإشتعال، مرّت سنين طوال وهو على هذه الحالة يجني من القاعة أموال طائلة، وفي يوم من الأيام، أتى ختن وعروسهُ إلى القاعة، ينويان إقامة حفلة زفافهم فيها بعد إتمام مراسيم الزواج في الكنيسة، فرض عليهم صاحب القاعة إيجاراً بمبلغ أربع عشرة ورقة، أمّا الطعام والتصوير والكوشة بسعر آخر يقع على عاتق العريس، بدأت الحفلة يوم الثلاثاء 26 / 9 / 2023، حضر إلى القاعة أكثر من ألف شخص من المدعوين، من الرجال والنساء والأطفال إضافة إلى بعض من كبار السن، غمر جو المدعوين فرصة ترفيهية للرقص والفرحة، أمامهم ما لذّ وطاب، عندما دقّت الساعة الحادية عشر ليلاً تم إشعال الشعالات بواسطة جهاز كهربائي لا يؤذّي أحد، رغم أنّ والد العريس أصرّ وبلّغ صاحب القاعة بعدم إشعال الشعالات داخل الحفلة خوفاً من إحتراق فستان العروسة، ومن الصدف في تلك الأثناء لم تكن هناك طائرة مسيّرة تصور فوق الجميع كدليل دامغ لذلك، صعدت إحدى الشعالات إلى سقف القاعة كالبرق، بعد برهة من الزمن لامست الورود المعلقة في دائرة السقف، مجرّد ثواني بدأت الأضواء تقدح، والنيران تلتهم السقف، كان العرسان منشغلين برقصة السلو، نظرا إلى الأعلى شاهدوا تناثر قطع من النيران على رؤوس الموجودين في الحفلة، ظنّ المدعوين بأنّها فيكة العصر فلم يعيروا لها أهمية، وفجأة إعترى الإحتراق ترشّح ونزول موجة من الدخان الأصفر الذي نشر الرعب بين صفوف المدعوين، إجتاحت النيران مساحة واسعة من القاعة ما أدّى إلى نفاذ الأوكسجين، بدأ الغثيان يلمس المدعوين، خرج عدد كبير من الناس إلى الخارج بواسطة الباب الضيق، ثمّة باب آخر عن طريق المطبخ لا يعلم به أحد فقط عمال القاعة، بعد هنيهة أبلغ أحدهم صاحب القاعة بوجود حريق في الحفلة، قدمت أرجله قبل يديه بإطفاء كهرباء القاعة، ساد الصمت داخل القاعة وحلكة قاتلة وفزع كبير بين صفوف المارة، ممّا جعلهم واحداً يصعدُ على ظهر الآخر، وسط ذلك اللغط الكبير، كان الأطفال الضحية الأكبر عند تمرّغها تحت الأرجل، إستطاع أحدهم النجاة والخروج من نافذة القاعة بعد كسرها، وهو يرتجفُ مذعوراً مسك الموبايل خابر قسم الدفاع المدني، بعد ثلث ساعة وصلت الإطفائية وهي مزودة بنصف تانكر من الماء فقط، المسافة التي وقفت فيها الإطفائية كانت بعيدة كلّ البعد عن القاعة، ممّا حال وصول ضخ خرطوم الماء على كلّ الجهات داخل القاعة، صراخاتٌ وأنينْ وأصواتٌ تنبىءُ برقصة الموت، بين فينة وأخرى إزداد لهيب النار وسط المدعوين، حضرت القوات الأمنية والشرطة لإسعاف الضحايا من حالات الإغماء التي إنتشرت بينهم، رغم تلوث الجو بالدخان كان هناك شاب شجاع بعقده الثالث وجد فتحة في الحمامات قام بتوسيعها، إستطاع من خلالها أن ينقذ ثلاثون شخصاً خارج القاعة، ولكنّهُ في نهاية المطاف أغمي عليه سقط داخل القاعة وأحترق هكذا تكونُ التضحية عندما يشعرُ المرء بنكران الذات، عائلة معزومة إلى العرس، أبقت أطفالها لأوّل مرّة في البيت دون الندم عليهم، وكأنّهم كانوا يعرفون بما سيحدثْ، وأخرى عُزمت لكن إنشغالها بمرض أحدهم ذهبوا إلى أربيل ولم يحضروا العرس، إضطر إبنهم الأكبر الذهاب إلى الحفلة لإعطاء ظرف الصبحية للعريس والخروج من القاعة فحالفهم الحظ بالنجاة، عندما خيّمت ظلال الظلمة لمدّة نصف ساعة، توقفت أجهزة التبريد عن العمل لإحتراقها بالكامل، الكل يخفق من العذاب داخل القاعة، أمّا خلف القاعة يوجد خزان للمياه الثقيلة مفتوح، ونتيجة دخان الظلام الذي خيّم على القاعة، خرج رجلٌ مسن من القاعة والدوار برأسه، لا يرى شيء وجد نفسهُ واقعاً في خزان الصرف الصحي، صاح بدهشة، صدفة توجّسهُ شاب فأخرجهُ بصعوبة، كالعادة تكوّمت عدّة جثث في نفس المكان لا يعلم بها أحد، أخرجوا بعد ذلك في اليوم الثاني، والنظرات تلجّ في تلك الأعين، كان شبح الموت يحومُ فوق رؤوس الضحايا، كانت كلمات المحترقين تتدحرج كالجمرات المشتعلة يلفظها بركان غاضب، الكل لم يحتمل النار المشتعلة في عروقهم، إزداد عدد المفقودين والموتى إلى مائة وخمسون شخص، الكل يركض رجالاً ونساء، شباباً وأطفال للنجاة بأنفسهم، قبل الذهاب إلى الحفلة أوصى الأب إبنهُ وقال: لهُ بني عندما تكون في الحفلة وتشعرُ بوجود هزّة أرضية أو حريق إهرب إلى الخارج، فعلاً عمل الإبن بما قال: لهُ والدهُ، رغم ذلك سقطت شعلة صغيرة من النار على رقبته ظلّ يقفز هنا وهناك إلى أن تخلّص منها ثمّ نفذ بجلده إلى الخارج، أمّ تبحثُ عن طفلها لا تراهُ، الأب يذهب إلى مشفى أربيل ومشفى السلام بنينوى للبحث عنهُ لكن دون أثر، ثمّة صوت من بعيد يردّد ويقولُ: فحواهُ بابا.. بابا.. يلتفت الأب إلى الخلف فيرى إبنهُ المحروق بلون أسود لم يتعرّفُ عليه بأمّ عينه، قد شاءت الصدف في تلك الأثناء حضنهُ وقال: لهُ أنا آسف يا بني لما عانيت من ويلات الفاجعة، سوف لن أتركك بعد الآن وحيداً، أرسلت الحكومة المحروقين بدرجة 80 بالمئة إلى تركيا لإنقاذهم حسب قرار الأطباء العراقيين، أمّا البعض الآخر تم إرسالهم إلى مشفى دهوك ومشفى الجمهوري في الموصل، وسط الظلمة الحالكة والضجيج الصاخب، كان صاحب القاعة مشوّش يشربُ الكحول في غرفة الإدارة، يضربُ الأخماس بالأسداس، مرّت ساعة على هذا المنوال والمعازيم دون عشاء بل أصبحوا عشاءاً فاخراً لتلك النار الملتهبة، في صباح اليوم الثاني دفنت الكنيسة عدد كبير من الضحايا الذين سقطوا داخل القاعة في مقبرة بغديدا، كان الصراخ مزدحم، وأنين المتألمين يأتي ثمّ يبتعد، خرج عامر مع زوجته من باب القاعة الكبير بعد كسره من قبل بعض الشبان، قالت: لهُ زوجته أين إبنك وإبنتك؟!... في تلك اللحظة هرع عامر مسرعاً داخل القاعة للبحث عنهما، وفي تلك الأثناء دخلت زوجته وراءهُ داخل القاعة، خرج عامر فرحاً بإنقاذ أولاده، ولكن زوجته لم يراها البتّه، قرّر دخول القاعة مرّة أخرى للبحث عنها وأوصى أولاده بالبقاء خارج القاعة، وفي تلك الأثناء سقطت قطعة ثقيلة من الحديد الساخن على رأس عامر فقد الوعي وألسنة النار ظلّت تلتهمُ به لحدّ التفحم، إمرأة مزيونة بشال بغديدا المزركش الجميل إختفت، كادت النيرات تلتهم الزجاج والعظام والحديد، لم يسلم منها شيء، وصلت درجة الحرارة داخل القاعة  إلى 800 درجة فهرنهايتية، كأنّ القاعة ضربت بقنبلة هيدروجينية، طفق وميض إبنها البكر يبحثُ عنها هنا وهناك، وهو يصرخ ويبكي ماما.. ماما..، لمح من تحت الأنقاض قطعة صغيرة باقية من شال والدته التراثي، ظلّ يبكي عليها بألم، أصبح الفساد في تلك اللحظة حاضنة لكل كارثة، والضحايا أصبحوا كبش فداء، كان هناك تسويف لقضية الفساد وأنفاس الضحايا ظلّت تحتقن، لقد طال صبر الجميع رغم لفح الهواء الحار وجوههم، فأخذت ثورتهم تموت، بينما مالك القاعة فراح يتمخطر ويستأنفُ التطلّع إلى واجهات القاعة بكامراته الأربع التي تشعّ نيراناً، تكادُ تقلبُ سواد الليل نهاراً ساطعاً يبهرُ العيون، عزم على أن يبقى في غرفة الإدارة للتحكم بالكامرات والأضوية، بعد معرفته بوجود تماس كهربائي قد أخلّ في أجهزة التبريد فبدأت تطلقُ غازها المسموم، نهض مسرعاً صعد على عدّة كراسي ليصل ويأخذ جهاز الهارد من الكومبيوتر، قام بعدها بمسح مقاطع الفيديو لإزالة الشبهة عنهُ، وبدم بارد خرج من نافذة الشباك كاللص وترك باب غرفة الإدارة مغلق، في لحظة نشوب الحريق كان هناك شاب يرفع أصابع يدهُ اليمنى واليسرى مشيراً بعلامة النصر، تلك الحركة الرمزية ممّا أثارت شكوك وغضب المراقبين في شبكة سوشيل ميديا، وبدا التساؤل فيما بينهم ربّما قد تكونُ حادثة الحريق مكيدة مدبّرة بفعل فاعل، شابٌ لا يقوى على فتح عينيه، سار وسط المدعوين وشُعل النار تسقطُ عليهم، عند قطع التيار الكهربائي صاحبها دخان أصفر، ما أزاد في الطين بلّة، في تلك الأثناء كانت إمرأة واقفة خارج القاعة، رأت صاحب القاعة يخرج من غرفته يدورُ حول نفسه، ثمّ يصحو ليهربُ بسيارته إلى محافظة أربيل، بعد التبليغ عنهُ مجرد بضع ساعات تم القبض عليه متلبساً بالجريمة في مدينة عينكاوا، أثناء الحفل الكل كانوا يرقصون وفرحين، وفي لحظة خاطفة بدأت رغوة النيران تتساقطُ على الأطفال والرجال والنساء دون رحمة، الكل يركض صوب النور، أصبح جسد البعض جسراً لعبورالآخرين، جرى للبعض حالات إختناق والموت البطيء، بدأ رجال الإطفاء والشرطة بإخلاء الموتى والجرحى، إعترت الفاجعة فزعة وطنية من لدن رجال الأقضية والنواحي المتاخمة لبغديدا، وهنا إسدل الستار بالهتاف بالتصفيق لتلك الجريمة، أصبحت ألوان الطيف مسلّطة على مسرح الجريمة كلّما وقعت عليها الأضواء، بعد ثواني معدودات، أصبحت الأجسام تتمايل، والعيون تخاطب العيون والأذرع المقطوعة مع اللحن تتحرك، والحزن يمورُ في جوفهم والأرواح تسبحُ في عالم مسحور، مرّت لحظات كلّها قلق بين الختن وعروسه، كادت حلبة الرقص خالية، ليست وهماً، إنّها حقيقة، وما أبشع الدنيا لو خلت منها، كأنّ المدعوين يعيشون في غابة وبين الأدغال يظهر فيلم الأكشن بينهم، القوي يلتهم الضعيف، هناك سكتت أمّ طفل لترخي دموعها وهي ترقصُ رقصتها الأخيرة بموت فلذّة كبدها، فراحت تبكي وتزفر وتندبُ حظّها العاثر، وا أسفاه... على زوجها الذي مات بلحظة، وهي صامتة بشحوبها ونسمة الموت الباردة التي خطفت زوجها، فأطفأتْ حياتها إلى الأبد!. كانت ضائقة الحياة ثقيلة على عيشها، طفلها وزوجها كأنّهما في نضارتها زهرتان يافعتان، وفي لحظة من اللحظات كادت تستعيدُ كلماتها بقولها: أيُّ خطيئة إرتكبنا كي يسخرُ منّا القدر، ما زالت تردّدُ مقولتها: مات ذلك الذي كان يروي ظمئي، ويشبع أطفالي، وترك الحرمان يلسعُ في ...!، لعلّ البلاء إزداد عنفاً وسط الأطفال، تلك النفوس التي أزهقت بلمحة بصر، كانت أعين الزمن الغادر تحلمُ بالخديعة وتُغيّبُ عن أنظارها أسى الضحايا، كادت الفاجعة واضحة بشكل فظيع تكتبُ على قصاصة من ورق، تعلنُ فرارها عن مسرح الجريمة، كانت الضحايا تُساقُ إلى المذابح والهياكل لتعيش في الظلام، أصبح الطفل لافان وحيداً وسط كتلة النار، يخفقُ قلبهُ في خيال مضطرب، أصبحت الساعات التي إبتعد بها عن عائلته غير داخلة في حساب العمر!. بدت عيناهُ مفتوحة نحو الأفق البعيد، لكنّ شعلة النار جعلتهُ مشغول البال ولاهياً عن الدنيا المتحركة بين أربعة جدران..، ومنذُ ذلك اليوم يقولُ: والدهُ آهِ يا ولدي الصغير... أين أنت الآن؟!... أنظرْ والدك كيف إنقلبت عيشتهُ دونك، لم أتحرك من مكاني، ما زلتُ أنتظر قدومك يا ولدي العزيز، أحسّ بخدر في عروقي، وألعابك إستحالتْ بشكل لا يطاق...، سيلٌ من الصور والأحداث تمرّ أمامي بسرعة كشريط سينمائي، آهِ يا قاعة الهيثم، متى ستعلن طبول الحق، كي يتمزّق صمت الليل، متى يسقطُ الجلاوزة من فعلتهم الشنيعة؟!... ربّما صدفة القدر ستتعرّفُ على الجناة، وهناك يكونُ البكاء وصريرُ الأسنان. لا بدّ أن يبقى من الفجر ساعة، ويكونُ الفراقُ قدراً ومصيراً لتلك الضحايا، أحياناً لحظات الصحو توحشُ في عالم الإغتراب، ما بين الإغفاءة المخادعة، واليقظة الموجعة، ينفجرُ صوت الحقيقة، حين ذاك سيعلو السوط وينخفض بشدّة على ظهور الظالمين.

40
عن فاجعة بغديدا ( الحمدانية)
 
هذا ما خطر في ذهني
الباحث النفسي
رفيق حنا
 
سحقا للقدر
سحقا للموت
في أعماق الليلة القاسية
إختفت ألوان السماء، تحولت إلى ألسنة النار، ترتفع نحوها أعمدة الدخان الخانقة كأنّها أعمدة إعدام الروح وتتعالى صراخات تائهة في الفلك، و نحن نجد أنفسنا أمام فاجعة بغديدا تفوق قدرتنا على وصفها بالكلمات،  في هذه اللحظات الفارغة من الزمن.
تتعقد الأفكار والأسئلة في أعماق الوجدانْ
لماذا يجب أن يتعرّض الأبرياء لهذا الرعب المدمر؟ يا إلاهي هل هناك منطق؟.
في هذا العذاب الجماعي؟.
هل تعلم النيران القاسية؟.
الأماني والأحلام التي كانت تحملها قلوب هؤلاء الضحايا؟.
وماذا كانت تحمل عروسة بغديدا في قلبها لحبيبها عندما شاهدت النيران ترقصُ في ليلة عرسها تحول أحبابها إلى رماد بدلاً من تراهم وهم يرقصون بيوم عرسها؟.
هنا يحضرني سؤال يبدو بلا إجابة...
لماذا يجب أن تختفي الأماني والاحلام؟.
في ألسنة النيران؟.
في النهاية يبقى صوت الصمت يصرخ .. لكنّهُ عاجز على إجابة سؤال لماذا يحكمنا الألم؟.
وسط هذه المآسي يظهر سؤال آخر...
لماذا يكرهُ الإنسان أخيه الإنسان رغم علمه أنّه من طينته؟.
لماذا يقتل الإنسان أخيه الإنسان بسبب ديني أو قومي أو طائفي؟ رغم علمه أنّ الله خلق الشمس والحرية لكلّ الأديان، الا يكفي قساوة القدر؟.
أليس من المفروض أن تكون هذه المأساة درساً يجعلنا أن نبذل ما بوسعنا في سبيل حماية البشر؟.
موت العشرات أو المئات بحرائق لا تعرف الرحمة يجعلنا أن نواجه حقيقة مرة، تجبرنا على التفكير العميق حول إعادة النظر... في وضع الحد من حقد البشر 
والرحمة والسلام لضحايا حريق بغديدا
ونتفاعل مع ذوي ضحايا حريق بغديدا
من القلب .. نواسيهم
ونساندهم لأنّنا لسنا
مصنوعين من الصخر
يا أهل بغديدا نحن معكم ونساندكم
إلى أبد الدهر

41
أدب / الصياد
« في: 22:19 09/10/2023  »
الصياد
كريم إينا 
قد أرى ليلة،
فوق أفلاك جرمي
أصيدُ الفراشة ما بين
عتبة بيتي.. وأهلي!
شمخت نخلة العزّ في أرضها..
وتأوّه في الليل عزفُ الظلام..
وطار الفراشُ على غصن أزهاره...

42
رحلتي إلى السليمانية: 8- 9- 10 / 9 / 2023

43
المنبر الحر / الرحلة إلى لبنان
« في: 22:08 08/10/2023  »
الرحلة إلى لبنان
فريق إستكشاف الوطن
كريم إينا 
24 / 9 / 2023 اليوم الأول الأحد 
إنطلقنا من بغديدا الساعة الثانية والنصف إلى مطار أربيل، بعد التفتيس وإجراءات الشحن أقلعت بنا الطائرة الساعة السابعة والربع إلى مطار رفيق الحريري في بيروت لمدة ساعة ونصف وصلنا الساعة التاسعة، أخذتنا الحافلة إلى فندق ماديسون لأخذ الراحة.
اليوم الثاني من الرحلة إلى لبنان
في 25 / 9 / 2023 يوم  الإثنين  حصلنا على وجبة فطور من فندق ماديسون 4 نجوم بعد ذلك توجهنا بالحافلة إلى دير مار شربل وقبل دخول الدير ذهبنا إلى المحبسة صلينا وقدّمنا النذور وسحبنا صور ثمّ نزلنا إلى الدير لزيارة مكتبته وضريحه ثمّ توجهنا إلى نهر إبراهيم للسباحة ومنهُ إلى مطعم طبرجه لتناول السمك والمشويات ثمّ إلى سوق التسسوق وأخيراً العودة إلى الفندق في تمام الساعة السادسة للراحة.
اليوم الثالث من الرحلة إلى لبنان
26 / 9 / 2023 يوم الثلاثاء
الفطور الساعة السابعة صباحاً والصعود إلى الحافلة الساعة التاسعة وإنطلاقها نحو أجمل الأقضية اللبنانية وهو قضاء الشوف ثمّ التوجه لزيارة قصر وقلعة موسى موقعه الخلّاب تكلفة الدخول إليه للفرد الواحد 5 دولار ونكمل المشوار لرؤية قصر بيت الدين ( المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية) بعد ذلك التوجه إلى دير القمر وإلى غابات ومحمية أرز الباروك لنتعرّف على شعار العلم اللبناني بعدها وجبة غداء في مطعم عيش وملح وأخيراً رست بنا الحافلة في خليج زيتونة باي لرؤية السفن والمراكب البحرية وفي الختام الرجوع إلى الفندق لغرض الراحة والإستجمام.
اليوم الرابع من الرحلة إلى لبنان
27 / 9 / 2023 يوم الأربعاء
الفطور في الفندق الساعة 7 صباحاً ثمّ الصعود إلى الحافلة الساعة 10 بعدها الإنطلاق وإقامة صلاة الوردية عن أرواح ضحايا قاعة الهيثم في بغديدا تحركت الحافلة إلى مغارة جعيتا ذات منظر صخري طبيعي تكلفة الدخول 9 دولار لم يسمحوا بإصطحاب الموبايلات كون الإضاءة هناك ستزيد من كثرة الطحالب في الصخور، وصلنا إليها عن طريق القطار أثناء المسير رأينا الصخور الجلمودية والعنقودية والتماثيل بعدها الصعود في المراكب داخل المغارة بمسافة كيلو متر واحد ثمّ الرجوع بعدها للوصول إلى المنشأة والتحرك نحو دير يسوع الملك ومرحلة الصعود بواسطة تلفريك إلى منطقة جبلية لسيدة حريصا سعر البطاقة للفرد الواحد 6 دولار، وبعدها إلى مطعم ومن ثمّ الرجوع بالحافلة إلى الفندق للراحة.
اليوم الخامس من الرحلة إلى لبنان
28 / 9 / 2023 يوم الخميس
بعد الفطور التوجه إلى الحافلة ومن ثمّ التحرك إلى قضاء زحلة لزيارة كنيسة سيدة زحلة مع برجها وإيقوناتها ثمّ الذهاب إلى معمل كسّارة للنبيذ والعرق وهو مشروع ضخم على مستوى العالم قدّمت لنا إحدى اللبنانيات محاضرة عن المشروع  مع رؤية فلم وثائقي عن كيفية صناعة المشروبات الكحولية ثمّ التوجه إلى نهر البردوني الذي سمي بذلك نسبة إلى البرد أو السياح يبردون أو يستلطفون أنفسهم في أجوائه، بعدها الذهاب إلى مطعم ومتنزه ثمّ العودة للفندق للراحة.
اليوم السادس من الرحلة إلى لبنان
29 / 9 / 2023 يوم الجمعة
بعد الفطور في فندق ماديسون 4 نجوم تم التوجه بالحافلة لزيارة أمّ المراحم وبعدها إلى مزار القديسة ماريا غوريتّي ثمّ رؤية بيت الطيارة بعدها وجبة الغداء في مطعم قضاء زغرتا، وحسب الوقت زيارة مزار القديسة نورية ومن ثمّ العودة إلى الفندق للراحة.
اليوم السابع من الرحلة إلى لبنان
30 / 9 / 2023 يوم السبت
بعد الفطور في الفندق التوجه إلى دير القديسة رفقة في جبل لبنان ومن ثمّ إلى منطقة البترون والتجول والتبضع في أسواقها، ثمّ الذهاب إلى منطقة المراكب والزوارق للصعود فيها ولكن في ذلك اليوم البحر كان هائجاً لم نستطع الصعود خوفاً من الغرق، ثمّ الذهاب إلى مطعم خان بغداد الجميل الذي تتوفر فيه الأكلات العراقية والسعر بالدولار أو بالعملة اللبنانية بعدها الذهاب للفندق للإستراحة.
اليوم الثامن من الرحلة إلى لبنان
1 / 10 / 2023 يوم الأحد
بعد الفطور في فندق ماديسون أخرجنا حقائبنا وتم تدقيق الغرف من قبل الإستعلامات، بعدها ذهبنا بالحافلة إلى صخرة الروشة في وسط البحر بقينا هناك حوالي ساعتين لأخذ الصور والتعرف على المنطقة، ثمّ ذهبنا إلى المطار ننتظر الصعود إلى الطائرة بعد الوصول إلى أربيل بسلام أخذتنا الحافلة إلى مدينتنا العزيزة بغديدا بسلام  والشكرللرب دائماً.     

44
أدب / مرآة الليل
« في: 20:16 04/10/2023  »
مرآة الليل
كريم إينا

سأنبتُ وردي المطمور
سأنشقُ عطرهُ المخضرّ،
ألثمُ شكل نفسي في مرايا الليل
أنسجُ بساتينها المدلهمة
سأحوي الحزن بكفّي
كدخول التفاصيل بالغصون!..

45
أدب / رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 22:11 03/10/2023  »
شلاما رابي بطرس خيّيت وبعد
 آني تنياثا بسيمي وتحليل عقلاني ومؤازرة أهالي بغديدا وإستنفنار الهمم بدعوة الشعراء كلّ من موقعه لتفادي الأزمة والكتابة عنها شكراً لك من القلب لأنّك صاحب قلب كبير عندما ذكرت أسماء شعراء بغديدا أحبائك وخاصة الرواد الموتى شاكر سيفو وزهير بردى رحمهم الله دمت بود مع وافر التقدير والإحترام. 

46
أدب / مأساة بغديدا
« في: 21:49 03/10/2023  »
مأساة بغديدا
كريم إينا
كان يوما مشؤوما
عندما تركت عصافيري
بلا عشاء
وأفواهها ترقب مجيئي
كان يوما حزيناً
عندما إشتعلت الأضواء
سقط قرص الموت
كان يوما ليس بالمألوف
حرك الجمود بإشتعاله
صرخات وأنين
لا أحد يفهمها
شعلة غبية كومت أجسادهم كالرماد
كان يوما يتيما
يبحث عن طفلة وسط اليباب
ظلمة حالكة أربكت إبتسامات الأطفال
أيها الموت الجارح
متى تدعنا نستريح؟
لننام بأمان
عند روضة باسمة
أصبح وطني رقما قياسيا للمفقودين
وهوية ضائعة لليتامى
عذرا أبا الحكم قد ضاعت منّا الحكم
من يصدّ العاديات بعزمك؟
كأنّ الضياع أخفى وجهه المحروق
من خصلة نسرين الوهاجة
أيتها الشرارة كوني برداً وسلاماً على الجرحى
ربّما ما زالوا يتعطّرون برائحة الدخان
أو ينتظروا مرهم الإسعافات
لتعود أرواحهم للأبد...
أرى مريم ترقصُ من شدّة الألم
ورفل ترفرفُ مع عصافير الملكوت
للوصول إلى السماوات السبع
يقولُ: نور الضجيجُ يلمحني
يلسعُ قطعةٌ من كياني
أصوات تردّدُ مأساتها
في الأخدار السماوية بين القديسين
والعم صليوا يتلو صلاته الأخيرة في العليين
ينادي كفاء هل وصلت مدار الجنان؟
إمسكي بيدي فلم أعد أرى خطوط كفّي
أوّاه.. أوّاه لافان يا طفلي الصغير
لم تتحمل الجرم المشهود بأفتقادك
متى يكونُ الحساب
يا قاعة الهيثم؟
لنبقى بأمان...

47
" المخرج المبدع رفيق حنا عطاء نوعي مستمر..."
نقد: كريم إينا

أقام إتحاد الأدباء والكتاب السريان بالتعاون مع خورنة كنيسة مار أدي في كرمليس يوم الثلاثاء 22 / 8 / 2023 في قاعة مركز مار يوسف الثقافي عرض مسرحية بعنوان:" صوت الشهيد" وفيلم" الدمية العجيبة"، وهما من تأليف وإخراج الفنان رفيق حنا، في البداية ركّز المخرج على ممثلي أدوار المسرحية بالدرجة الأولى، لغة المسرحية السريانية لغة المسيح ومترجمة للعربية يبدأ الحوار بين الموتى والأحياء، وهم في قبورهم لامست أرواحهم عواطف وأحاسيس الجمهور الذي صفق لهم بحرارة، فكرة المسرحية هو مغزى يدعو إلى التكاتف وعدم الهجرة والتمسك بالجذور الأصيلة قبل فوات الأوان، المقتل جميل.. ولكن!! يا حبذا لو المخرج أخرج بخار أو دخان من بين القبور لكان قد ترك أثراً أقوى وأعتى في نفس المتلقي، أمّا عن المؤثرات الفنية فقد إستخدم موسيقى صاخبة.. تأثيرية.. وأصوات تترددُ هنا وهناك ممّا أطاحت بعبرات الجمهور، فأدمعت العيون لما لمسوا فيها من هدف سامي ينشدهم ويشدّهم لتلك المشاهد، وهذا ما جعل الكثير من الحاضرين رجال الدين والمثقفين من الأدباء بأن يعلّقوا عليها بعد العرض، من ناحية أخرى إختيار الممثلين وأستخدام المؤثرات الصوتية وترتيب الديكور الذي أرجعنا إلى الموروث الديني، الإجتماعي، الحضاري، لما أثبته الشهيد الكلداني السرياني الآشوري للعالم أجمع بحقيقة موته والظلم والحيف الذي قد وقع عليه، من هنا تبدأ روح المواطنة والوحدة بين المكونات، وصوت الشهيد لا زال يشدّ من عزم الأمة، إستغرق عرض المسرحية 20 دقيقة كانت كافية لإيصال فكرة المسرحية برسالة للعالم بما يجري بحق الشعوب الأصيلة الضعيفة، لم يمل الجمهور من مشاهدتها وهم مركزين عليها بشوق. أمّا فيلم الدمية الخالدة القصير كان باللغة السريانية من إنتاج فضائية عشتار، يحكي الفيلم إصرار وثبات الدمية بملابسها التراثية ورجوعها عدّة مرات إلى شكلها الطبيعي بعد خذلها، وإهانتها، وسلبها من يد طفلة صغيرة من قبل بودي كارد لأحد المسؤولين المتنفذين في المنطقة ورميها بين الصخور، حتى مصاصة الحليب لطفلة لم تسلم من بين أرجلهم، قصة الفيلم إجتماعية تحكي عن عائلة بسيطة تتكون من أب وأم وطفلة، عندما يغيب الأب عن بيته ويسجن ومن ثمّ يقتل كونه كاتب سياسي شريف حر يكشف عيوب القتلة أمام الرأي العام، ويعرّي الفساد والظلم المستشري في البلد، رغم الأم كانت حامل تتعرض إلى وعكة صحية بين فترة وأخرى، وهي تجلب القهوة لزوجها جاءها المخاض بدأت تصرخ من شدّة أوجاعها نقلت بالإسعاف الفوري ترافقها إبنتها إلى المشفى، ولدت طفل بعد معاناة كبيرة، وطفلتها ما زالت عند الممرضات واقفة تبكي على والدها المسجون وأمّها الموجوعة القريبة منها، حقيقة لم أرً في المشهد قسوة أو ألم تتعرض لهُ الدمية الخالدة من قبل حماية عضو البرلمان، كان من المفروض من رئيس الحماية وهو يقطع الخيار بسكين حادة ويأكلهُ.. أن يقطع الدمية إلى عدّة قطع متناثرة كمظهر من مظاهر الشر، يظهر أنّ المخرج إختار أشخاص ليس لديهم خبرة بالتمثيل وهم حماية أحد أعضاء مجلس النواب، رغم ذلك كان ذكاء المخرج لهم بالمرصاد، درّبهم على التمثيل بحركات إيمائية بسيطة تفي الغرض بصورة غير مباشرة، وخاصة عندما كانت الدمية كلّما تسقط من قبل الحماية ترجع وتقف على أرجلها مرة أخرى، ممّا خلقت الخوف والذعر في نفوس حماية عضو مجلس النواب، ولم تكف عن ذلك إلاّ أن أوقعت رئيس الحماية في حفرة سببت لهُ كدمات وأوجاع وكل ذلك كان بتدبير من قبل تلك الطفلة التي رافقت والدتها بإصرار إلى المشفى، وهذا الرمز الدميوي يعني لنا أمور كثيرة منها أنّ جذور أمتنا حيّة لا تموت حتى لو قطعت سوف تنبتُ أخرى في مكانها، لأنّ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري إذا ما توحد لن تقوى قوى الشر عليه أو حتى المساس بوحدته، وهنا يكمنُ الدرس لتعطيه تلك الدمية العجيبة لأحزابنا العاملة على الساحة في مناطق شعبنا، أن تتمسك بنظام الكوتا وأن تختار ممثلها المسيحي مهما كان إسمهُ وموقعه لخدمة أفراح وأتراح شعبه، حقيقة أنا أشد على يد الفنان القدير رفيق حنا لتقديمه هذين العملين المبدعين وهما بمثابة رسالة إلى العالم كي يعرفوا المجازر التي أرتكبت بحق هذا الشعب، وأن لا بدّ أن يأتي يوم الدول المعتدية على شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أن تعترف بتلك المجازر التي إرتكبوها وتدفع الثمن مثل: مجزرة سيفو، نكبة سميل، صوريا، مجزرة سيدة النجاة، حادثة باصات الطلبة، إضافة إلى إستشهاد آبائنا الكهنة، ولا زالت أمتنا تنزف بدمائها إلى أن يتحقق النصر على الأعداء وأن يحصل شعبنا على كامل حقوقه في دستور الدولة العراقية وأخيراً أقول كلمتي لن يضيع حق شعب ووراءهُ مطالب وهذا يرجع للدراما التي يصنعها الفنانون فيوقظوا الشعب من سباته ويسقطوا الأعداء المتربصين حول ثروات الشعوب، وسبق أن قال أحد الفلاسفة اليونانيين وهو عراف الإسكندر المقدوني عندما تفتح بلاد ما فأنظر إلى فنانيها وكتاب أغانيها هم الذين تكمن القوة فيهم.

48
أخبار العراق / أيّها العلمُ
« في: 00:49 10/03/2023  »
أيّها العِلْم
ُ
كريم إينا

أيّها العِلْمُ علْمُكَ خبزٌ
هنيءْ
يا موجةً يعلو زبدها.. ليعودَ
البريقْ
أيّها العِلْمُ سرْ حيثما شئتَ
في الدنياْ
كُنْ حجراً يتعلق في عُنقيْ.. كُنْ عقيقْ
أيّها العِلْمُ كُنْ حبرَ أغلفتيْ
أنتَ محبرتي وشرابي كلما
أستفيقْ
هذا العِلْمُ نورهُ لا يزولْ
العوالمُ من علمها.. أملاً.. والعلوم مدونةٌ بالمحافلْ
فاتنا العِلْمُ .. في فكرهِ كيْ يُعانقَ غيمَ السماءْ
كي يُمطرَ فوقَ اليبابِ جداولْ!
هكذا يَشرئبُّ الجنونُ بعيداً.. بعيداً لمسكِ عُقولِ
الظلالْ...
هكذا العِلْمُ... يَصنعُ في جوفهِ إبتهاجْ
لَمْ تَصلهُ ميادينُ أيّ إختراعْ...
هكذا العِلمُ ... أشبهُ ماْ بالعصافيرْ
أجمل ماْ بالخيالْ!
أيّها العِلْمُ يا مسنديْ.. أنتَ شرفةُ النجمةْ
على وشكِ الوقوعِ والأحتقارْ
أنتْ شُرفة طيرٍ على الغصنِ
 تَرتابُ خائفةً عنْ خطوطِ  يديْ.. أنتَ نارْ"
نَهضتَ خارجَ نجمٍ يتهاوىْ فوقَ صهيلِ الخيولِ
فصرتَ عبيراً... وصارتْ فنارْ
تُحلّي فميْ بأناملكَ
ليصيرِ فميْ حُلوَ المذاقْ!
لتصيرَ يديْ حبرَ الحياةْ !...

49
أدب / شكر وعرفان
« في: 00:14 10/03/2023  »
شكر وعرفان

أشكر جريدة العراقية الأسترالية الغراء في عددها (835) 2023، لنشرها نقدي الموسوم:" مدوّنة حرب طاحنة تتوّج رحاها بالأيتام" وهي مجموعة للشاعر الشاب جميل الجميل، والشكر موصول لرئيس تحريرها الدكتور المبدع موفق ساوا ونائبة رئيس التحرير هيفاء متي مع وافر التقدير والإحترام. 

50
أخبار شعبنا / شكر وعرفان
« في: 23:40 09/03/2023  »
شكر وعرفان

أشكر مجلة شراغا الغراء في عددها (60- 61) 2022، ص90 لنشر مقالتي التي بعنوان:" لنكن موسوعيين لنضمن المستقبل الغامض" والشكر موصول لرئيس تحريرها منذر حبيب كَله وهيئة التحرير مع وافر التقدير والإحترام. 

51
أخبار شعبنا / شكر وتقدير
« في: 01:23 25/01/2023  »
شكر وتقدير
لملتقى الثقافات الدولية التابع للمنظمة المصرية الدولية لسفراء السلام والعلوم الإنسانية في مناسبة اليوم العالمي للتعليم لمنحي تكريم صناع الثقافة والشكر موصول لسعادة السفيرة الدكتورة إبتسام الروبي لمساهمتي بنصوص أدبية مع وافر التقدير والإحترام. 

52
أخبار شعبنا / شكر وعرفان
« في: 00:45 21/01/2023  »
شكر وعرفان للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في أربيل لنشرها قصيدتي بعنوان: عنكاوا باللغة السريانية في مجلتها الغراء بانيبال مع وافر التقدير والإحترام     

53
أدب / زهرة البيبون
« في: 22:47 07/01/2023  »
زهرة البيبون
كريم إينا             

ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    *   
ليتكِ حبّاتٌ تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتح
*    *    * 
عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   
مازالت السماء
مستمرة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   
الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *
أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *
فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 
فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 
أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 
ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   
الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
 
لطيرانِ فراشة
*      *   *
من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 
في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *
في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *
حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *
أُصغي إلى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها أتيهْ 
* *  *
 
أَنظرُ إلى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *
ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *
أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *
في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *
أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردد
أُغنيتي القديمة
*    *      *
من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 
السحاب الأبيض
انشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *
في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *
شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *
ما أَعظم ابتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *
ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *
أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *
الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *
عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *
تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *
الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *
النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *
أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *
عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *
تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *
أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *
بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *
أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *
شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *
الضحكات تتدحرج
مثل الاطفال
السِمانْ
*     *     *
ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *
زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *
البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *
هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *
ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج... وتفتح زهرة... والثالث عندما
أذهب إلى المدرسة
*      *     *
الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *
البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة
*      *      *

*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في منطقة بغديدا

54
أدب / الكلب المسعور
« في: 22:38 05/01/2023  »
قصة قصيرة 
الكلب المسعور
كريم إينا

الكلاب السائبة خطرة على المجتمع، كان التلميذ خالد يتجوّل بعد خروجه من مدرسته الإبتدائية في ضواحي إحدى القرى ويمرّ بسواقيها ليرعى الغنم، وفجأة خرج من بين الحشائش كلبٌ أبيض من ساقية مصلصلة، وظلّ يركض وراءهُ إلى أن عضّهُ في رجله مرتمياً بنفسه تحت ظلّ أحد البيوت الخربة، ظلّ صامتاً لمدّة ثمانية وعشرون يوماً لا يحركُ ساكناً، لم يخبر أهلهُ بما جرى، ظهرت على جسمه علامات التغيير، كإنتفاخ الوجه، وإرتفاع درجة الحرارة، وتقليد الكلاب بالنباح، بعد أن عرف والده وأخيه الأكبر بالأمر، ألبستهُ والدته يشماغاً أحمراً، ثمّ أرسل إلى المشفى، تم إعلان الحجر الصحي عليه بعد ضربه أربعين أبرة في بطنه لمدة ثلاثون يوماً، لم يستطع خالد مقاومة داء الكلب إلى أن فارق الحياة، بينما الكلب المسعور وجدهُ الأصدقاء يتجولُ على هواهُ وسط إحدى السواقي، دفن خالد في قبر بباحة الكنيسة بعمق ثلاثة أمتار مع وضع مادة خرسانية من الإسمنت فوقهُ كي لا ينتقل مرض داء الكلب على بقية تلاميذ مدرسته، الوقت شتاء، كانت الساعة الرابعة مساءاً، كنّا ثلاثة نزلنا من أعلى نقطة من سقف بيت خرب، رأينا كلباً أبيضاً نائماً يعاني من إنطوائه، يحلمُ بعظمة سميكة يسدّ بها جوعهُ القاتل بعد هروبه من فعلته إياها، أو ربّما يعاني من برد شديد، يعلوهُ العثير، حينها مسكتُ بيدي قضيب من الحديد، العصا الغليظة بيد ماجد والماسحة بيد سمير، أحدثنا لهُ ضجة مفزعة مدوّية بواسطة الطرق على صفائح من النحاس، نهض من طوله يضربُ جدران الغرفة الأربعة يبحثُ عن مخرج لينفذ منهُ، ولكن هذا محال، كلّ الأبواب موصدة بوجهه، وغضبنا نازل عليه من سقف الدار، بدأ ينبح بشدّة ولعاب فمه يسيل ويتطاير في الهواء،هل هذه مجرد تسلية نخوضها بضع ساعات؟، أم من أجل الإنتقام لصديقنا خالد، حدث شيء لم يكن بالحسبان، لتعرضي لإغماء مفاجىء في باحة البيت، لم أجد نفسي إلاّ وأنا أمام رأس طويل فاغراً فاههُ، يريدُ إلتقاط قطعة لحم منّي، ضربهُ ماجد بعصاهُ الغليظة على فمه، بدأ يعوي ثانية بشدة، وأظافر يديه تحفرُ بالأرض من لهف التشبث، لم أتوان لحظة من غضبه رغم سجيّته المجنونة، وقفتُ لمواجهة الشرر الذي يتطايرُ من عينيه، إبتعدتُ عنهُ قليلاً بضع خطوات، مسكتُ بقضيب الحديد مجدداً،بدأتُ بوخزه بطعنات مؤلمة، لم أكن متخيلاً مدى شراستهُ، ومن حلاوة الروح ضرب الباب الخشبي الموصد بشدّة إخترقهُ هارباً إلى عالمه المجهول، كنتُ في صراع ثبور معهُ، أترددُ ذعراً، أرمي بنفسي من سقف شاهق وأتدحرجُ على قارعة الطريق، سؤال واحد يترددُ في أصداء ذاكرتي ماذا أفعل؟!. إتخذتُ قراري باللحاق به مع زملائي بإتجاه الساقية،الحيرة تقتلنا من خوف عميق يعمي البصيرة لوجود مجموعة كبيرة من الكلاب في تلك الساقية، ربّما ذهب ليشكي حالهُ لقائده، وما أن وصلنا هناك رأينا كلباً أسوداً بدت أصابعهُ وشعرهُ كأنّها سهامٌ مسمومة، يتحمحمُ بين حجر وطين، وكأنّهُ يقول: لنا تراجعا وإلاّ سيحلّ عليكما زمن الألم، نظرتُ إليه وحييّتهُ بأحجار جامدة، هجم عليّ وفي عينيه عتب كبير لإعتدائنا على أحد أفراد فصيلته، مجرد تسلية ليس إلاّ، ولكنّ القدر لا يرحم، إنسحقت أحلامي، وغابت كلّ الصور الجميلة التي كانت تتراءى لي، جاء صوت ماجد أنقذوني...! أبعدتهُ من أحدهم بضربة صارمة على وجهه، رغم ذلك نال ماجد عضّة غمرتهُ بالصياح، فإمتلأت روحهُ بالغثيان، وكأنّها تريدُ الصعود إلى السماء، تراجعنا أنا وسمير وأسلحتنا بيدنا لحين الوصول إلى عتبة الدار نقلنا ماجد إلى المشفى، كلّ ذلك كان نتيجة لهونا في لحظة الكبرياء، بعد أن رأينا الكلب ميتاً في ساقية الصلصال، ومنذُ تلك اللحظة لم نعد نعتدي على أيّ كائن كان، بل عملنا العكس، نأوي ونطعم من يمرّ في طريقنا من الكلاب، تحت وساطة الأدعية وتوسلات أمهاتنا بالكف عن ثني عزيمتنا، وإحترام الأقدار أكثر من أي وقت مضى.     

55
أدب / زخة المطر
« في: 22:38 02/01/2023  »
زخة المطر
كريم إينا

أُلامس زهرةً
في ندى الصباح
تشرقُ أخرى
في وادي الظلام،
تجف دموعي
وأرى الأشياء
على طبيعتها
وهْماً كانت أَم
حقيقه!...

56
أدب / قصائد قصيرة
« في: 21:08 29/12/2022  »
قصائد قصيرة
كريم إينا

إختناق
هنا عصر الدخان
لا قناع لي
ولا عطراً جميل!...
إنّي غبار سيق
في قلب
الطريق.
***
إرتواء
سأشدّ النهر على قمري
وأفكّ الغيم عن الأعشاب
أتسلّقُ أشجاراً
وأضاربُ ماءً بالهوجاء
لأعشّش كالأطيار
***
ثورة
برقٌ بهذه الليلة
                   البهيمة
هدّ السكون:
ألقى ضفائري أعلى الصخور
فتمّ كسرُ
صمتي...
***
فاو1
إرتطم الظلّ القاني
قارورة الدمع الوهاج
أتى من أعلى نقطة
                     في دمي!
ألقى بارود الزمان
                   خلف السكون،
أيقنتُ إذاً إندحارُ الطغاة
***
إنتصار
ما بين حنايا...
                 الفجر
سأغنّي أغنيتي ...
دعني أتمطى بشمسك
في مرآتي شاجورٌ
                     يضىء!...
يحمي صدر الليل
                   من وقت
                             أسود،
تتقاذفهُ الريح
وتعيد الليل
سلاماً حبّ
            في النصر...     

57
أدب / الدمية المنتشلة
« في: 21:29 28/12/2022  »
قصة قصيرة
الدمية المنتشلة
كريم إينا
في إحدى ليالي الشتاء الممطرة في أفغانستان،وأنا أسير في الشارع المقابل للفناء والحزن قد ملأ قلبي بلون الدم، الذي سال من زوجتي حينما قتلها من لا قلب له، والأمر المحزن بالموضوع أن لا شاهد على كلامي، فلم يحاسب الظالم على جريمته، بل ألقي اللوم عليّ أنا كوني كنتُ أحبها أضعاف حبّي لنفسي وقضيتُ أعواما كثيرة في صندوق مظلم أقسى من شارع يعيشُ فيه متشرد، في كلّ ليلة كان يترددُ صوتها إلى مسمعي وتقول: لي كم تمنيتُ أن أنجب منك بإبنة عيناها زرقاوتين كعيناك الجميلتين، واليوم أنا خارج الصندوق، لكن أنا في الأرض وأنت هناك في السماء، فمتى معك أطير يا ملجئي، وكأنني خلقتُ في هذا العالم لأفقد الأشياء التي أحبّتها زوجتي.. أمّي.. أبي.. كان البؤس في حياتي أشبه بشعرة رمش دخلت عين مبتور اليدين، تظلّ في عين صاحبه ليال طوال يحاولُ محاربتها نفسياً وتلك الأيام تمنيتها في حياتي حبّاً طويلاً، فدام الحب ورحل الحبيب في ذلك الشارع المظلم، وقتها تناهى إلى مسمعي صوت طفلة تبكي بكاء الأرملة، إتجهتُ نحو صدى صوتها، لعلّها تحتاج مساعدة لم يكن لها أثر لكن صوتها الصارخ كان يجول الشوارع الفارغة، لم يمض كثيراً من الوقت حتى كاد الليل يسّورُ ليالي الدجى الممطرة، والصوت بدا يختفي عن مسمعي، إلتقطتُ أنفاسي البطيئة والطرقات تلونت بصرخات مبلولة، إنتبهتُ إلى ثغرة غريبة لم تكن ثابتة، بل تدور وتدور لم أشعر بنفسي غفيتُ على الأرض مع سرعة الضوء مضت ثواني قليلة، نهضتُ من طولي في تلك الأثناء أحاطتني دمية جامدة زرقاء العينين ترصدُ كل تحركاتي، وضعت خطوتها الأولى نحو ظلّي بكل حنكة ودراية، نسجتُ شباكها بإحكام لترديني، يتلونُ وجهها كقطع الشطرنج مرةً بهيئة فيل.. ومرةً تقفزُ كالحصان..وأخرى كالوزير.. تنتشر هنا وهناك من كلّ الجهات مليئة بالطاقة والحركة، لا أعرف كيف أتخلصُ من شراسة مخالبها الحادة، مرّت ساعات وصرختها ما زالت ترنّ في صدري كالبرق في السماء، سألتُ نفسي هل السبب هو الجوع.. أم الخوف؟. مجرد كلمات تتردّد هنا وهناك، طال الإنتظار لنطق كلامها وهي تشعرني بكآبة وملل، كان هناك بيت قديم مسكون تفوحُ منه رائحة الأموات، ولكن إلى متى أظلّ أبحثُ عن خارطة الطريق لأصل بأمان؟، ما زلتُ أنظرُ إلى الدمية بهدوء، عسى ولعلّهُ تحركُ ساكناً لأحظى بخيط بسيط لفك أسرار غموضها، تحرك مرة أخرى صوت تلك الطفلة الساكنة لمدة ثانية في الظلام، وهي تبوح لتلك الدمية بتحريك سكونها، رغم إختبائها في دهليز خفي، ينبعثُ منها صوت متقطع، بعد هنيهة خرجت أصوات قلبها من الماضي، وهي تدورُ نحو جسد الدمية القلقة، كان المكان يعجّ بالحجارة التي تغطيها أكوام من الأجساد المهترئة، ربّما كانت ذاكرتي في تلك اللحظة معلّقة، لا أرى حشرجة لصوتها الأخير، ظللتُ أتابع الصوت إلى آخر كابوس يصفعُ خدّهُ، وسط كلّ الرعب والظلام هذا صدحت عيني بفراشة ذهبية.. وهي تطيرُ مفعمة بالحيوية، كأنّها تقول: لي مهما إشتدّ الظلام، النور موجود دائماً يوحي بالأمل..سرتُ وراءها لعلّها تنجيني من هذه الظلمة، لكنّها دخلت عمق البحيرة وهي تضيءُ أمامي، أردتُ اللحاق بها لكنّي خفتُ من الغرق، تراني لم أحقق غايتي بسبب الخوف الذي ملأ قلبي، في تلك الأثناء وقفت شعيرات جسمي فإرتعشتُ من الخوف، متيقناً أنّ ملك الموت حضر لينتشلني، سمعتُ صوتاً يقول: لي إنْ ساعدتني سأجعلك تشعُ نوراً كتلك الفراشة التي رأيتها من قبل!..إستدرتُ نحوهُ، رأيتهُ رجلاً قصير القامة ينظرُ إليّ بعيون جائعة، كان الشيب يملأ رأسه، قد أخذ التعب منهُ مأخذاً، لم تمرّ دقائق وهو يمسك بلعبة شقراء، يحرك رأسها في كلّ الإتجاهات، تيقنتُ في تلك اللحظة بأنّ هذه اللعبة هي نفس الدمية الجامدة التي كانت ترصدُ كل تحركاتي، يا ليتني إنتشلتها أنا أولاً، لتراقبني ونطير أنا وهي كالعصفور الرقيق في فضاء السماء. ولكن القزم سقط من طوله بدون حركة لعلّهُ مات لا أدري ما السبب؟، ولكن الدمية التي كانت بيده وقفت من طولها وهي تتمشّى على ظهره، ركضتُ نحوها قبل أن تبلعها الأرض، أنتشلتها بسرعة خاطفة، صدر منها صوت خافت يقولُ: لي فتّش في داخلي، وقد ردّدتها عدّة مرات، ما باليد حيلة، حين ذاك فكرتُ أن أفتحها، وهنا كانت المفاجأة، ياقوتة حمراء من الزمرد داخل جسمها، لم أشعر بساقيّ من شدّة الفرحة التي غمرت قلبي، يا لها من ثروة كبيرة وهي تناديني لسعادة مبجلة، قررتُ بيع الياقوتة لشراء بيت فاخر وسيارة آخر موديل، ومن ثمّ الإحتفاظ بتلك الدمية الجامدة الغائرة العينين التي أصبحت بنظر الناس تحفة فنية ثمينة لا تقدر بثمن التي ربّما ينتشلها منّي أحدهم.

58
معاً لخدمة الأدب والثقافة إنتخبوا مرشحكم الشاعر كريم إينا تسلسل رقم: (5)

59
شلاما وإيقارا رابي نزار
ܟܝܐܢܘܞ ܒܣܝܡܬܐ ܡܐܚܘܪܐ ܫܦܝܪܐ ܕܡܪܘܪ ܕܝܘܞ ܕܡܓܡܘܥܬܝ ܕܡܚܪܐ
أرجو أن تكون بصحة جيدة ومزيداً من الإبداع والرؤى أتمنّى أن تزورك السعادة مع وافر التقدير والإحترام سوف أنزلُ إسمك بكتاب عن الذين كتبوا عنّي 

60
روعة خيو تحياتي والود

61
أدب / نتراقصُ كالظل
« في: 01:18 05/04/2022  »
نتراقصُ كالظل
كريم إينا

يجلسُ الوردُ بإرجوحتك
فيتناثرُ الطيبُ على خديك
يلمعُ منك قوس قزح
وينهمرُ الشلال كمناديل العطسة
مرّ حبيبتي لي
ككروم جدي النعساء
ضحكتها تموجُ تفترشُ سريرنا الأخضر
من نرجس الأودية
كلانا نتعفرُ بالدمع والقبلات
حين يفيحُ النهار تنهزمُ الظلال
تشعُ الشمسُ على طريقنا الخزفي
حبيبتي البعيدة إليّ قريبة
كنا نتراقصُ كالظل
نغدو شعاعاً للأعاصير المنكسرة
نتمسكُ بجدائلها
ثمّ نلتحفُ بالمساء
من قلبينا تضيءُ الشموع
ومن أسفل أقدامنا ينبتُ الزهر
حين يأتي الخريف
تنزعُ الريحُ جلدها
ويزولُ من الغيوم عماها
أتمرّغُ بالظلّ كدمية بالية
وحبيبتي ما زالت تحصي الأفق البعيد
وهو يكتظّ بالدخان
غرقت عيناي بحبّها
وهي تغوصُ في أصداف ميته
نغني ونرصفُ اللحظات ونصافحُ الدموع
علّه الشوق يخبئنا خلف التلال
من متاهات عينيك
أمخرُ ذاكرتي العاطلة
فيعلو الغبار من معابد عتيقة،
بدون خطى أو نشيد، غداً تشرقُ الشمسُ
ويزولُ من السحب الخجل والدموع
نجومٌ تحزّ الأفق بظلال الخطى
يعترينا غموضٌ شرس
وحشرجةٌ عمياء
لمشهد مختصر
وطينٌ يضاجعُ الموت
بنيران تلهبُ الشهوة
فيحترُ الشفق ويحترق
الفلاسفة يتنبأون بمزاريب المطر
كعيون لامعة في مياه ضحلة
من أبراج الشمس الشقراء
أرى الماعز يعلكُ الوقت
بين السراب والأفق
وكلّما ولد صباح جديد
نمت بين أحضانه الورود
العصافير من حولها تلونُ القبلات
أنفاسُ حبيبتي كالفراشات
تشهقُ كفضة في عيوني
حينها كساني الصمتُ بالحكمة
كان صمتاً ينوسُ شعاعات من حرير
وحيداً أتيه في مرام عشقها
مشاهدٌ تبكي تلتوي كشموع
تهتزّ وتنضحُ دموعاً
أقنعة تطمرها النشوى
خلف شموع الإنتظار
 تتقمصُ أحلامها بسكون
القمرُ يتدحرجُ مرحاً
وكلانا نطيرُ إلى بقاعه الملونة
لنلمس همساته السجينة
وهي على بساط أخضر
يطيرُ خلف شهواتنا
هياكلٌ مصطنعة وزوابع
 تخضّ الموج حدّ الزرقة
كي تدبُ البسمة في شفتينا
يسيلُ القرنفلُ من عيوننا
كأنّنا في رعشة الميلاد...



62
أدب / قصائد قصيرة
« في: 21:34 03/04/2022  »
قصائد  قصيرة
كريم إينا
صمود

           
منذ ُ نما
وردي بين يدي
أمسى حجرا ً
يتقاذفه ُ أطفال ُ الحيِّ
وذاك الطفل ُ الواقف ُ
أصبحَ صخرة َ
جندّل،
يتعرّى فيها الموج الكاسحُ
من فيضان ِ الصيف..
***
أمنية



لو يزرع في حقلي ورد
قد يبعث لي عطرا
لو أسكر لو لحظة قد أدري
ما لا يدرى
لو أن طريقي أشواك
وتغير لوني أزمان
فكأنّ على يدها ومضهْ
تضيء علي وتختفي
فيموت بقلبي النبض
هنا المعضله...
***
عتمة


أدخل ظلّي في أرض ٍ عبقه

أدنو من مصطبة ٍ
لمرايا الصمت ِ
أشاهد أحلامي زائلة
فألملم حبا ً
من حدقات عيوني
أصقل نابا ً
من أنياب فمي
لأحيل بياضي
قنديلا ً للعميان
وأقفز ظلمة ذاتي
عبر الأزمنة...
***
مناداة
 
لك لعبتك الخاوية,
وأنا لي ضياء يعانقني
مشرق في الصباح ِ
على شرفاتي
بعيدا ً .. بعيدا ً
إلى أنجمي
سأرى ليلة تحمل ُ الوهم
أشجان حب ٍ ينادي ..
***
*     *     *

قبلة
 
إمنحيني شرابا ً
لهذا الغرام الأليم
لأن مساراتنا
تائهة,
إجعليني أصابع شمام 
قيظ ٍ
يفوح أمام أصابعك 
ينسج العطر
من إلتقاء ِ
الأحبة ...
*     *     *
بكاء
 
بكيت ِ لأن فؤادي
تمزّق
من أجل ِ دمعة ِ حب ٍ
هوَت .
في دواخل نفسي
بكيت ِ دما ً
فتجرعت ُ منه ُ
كؤوسَ الممات ِ
بكيت ِ فصار فضائي
لك الغيمَ
والفرقد ...
*      *      *

رحيق الطفولة
               
وضعت أشرعتي عُلوَ
الجبال ِ
فلن أحني لغير ِ
شراع ٍ
أبصر َ القمما
لو كان شعري
من صنع البحار ِ
إذن تفجرَ الشعر ُ
حتى أخرج الحمما .
لو جفَّ نهريَ
عن زهر ِ الخمائل ِ
ما أنبت ُ زهري
ولا أشممته ُ لكما
هذا رحيقي .
وإن زال َ الرحيق ُ
لكم ولادتي ,
وأنا فلم أزل
حُلُما ...









63
أديبان  من القوش وبغديدا يزوران الأب الدكتور العلامة الفاضل الخور أسقف بهنام سوني

زار الأديبان أدمون لاسو من ألقوش وكريم إينا من بغديدا الأب الدكتور العلامة الفاضل الخور أسقف بهنام سوني صباح يوم الخميس الموافق 31 / آذار / 2022، وذلك للإطمئنان على صحته وإهدائه كتبهم المطبوعة الجديدة في داره العامر.

64
ليل طويل يركض وراء صرخات الحروف
كريم إينا

صدر للشاعر هشام عبد الكريم  مجموعة شعرية بعنوان: " ليل أطول"  الطبعة الأولى سنة 2017 تصميم الغلاف: جيهان خير طبعت المجموعة في مطبعة دار الينابيع في دمشق يقع الكتاب بـ (100) صفحة إحتوت المجموعة على (15) قصيدة والكتاب من الحجم المتوسط كتبت قصائد المجموعة في الفترة الواقعة بين عامي 2002- 2003  كتب مقدمة نقدية عن المجموعة الشاعر والناقد الأكاديمي د. فيصل القصيري بدأ الشاعر بأوّل قصيدة علاقات ص21  وهو يقول: // وقف الرسام أمام اللوحة // حدّق في الألوان // كان اللون الأسود يزهو! // مجمل القصيدة تنام على نار هادئة لوقع خطى الخبب، فنرى الرسام يضع التفاصيل على اللوحة بينما الشاعر يحرك ما في داخلها من تفاصيل حسب دلالة الألوان في الخلط ينتج لدينا تلميحات الأنف والعين بلون حنطي ولكن اللون الأخضر ما زال يشع في اللوحة حسب قوله: // مات اللون الأسود // والأخضر غطى نصف اللوحة//. التصوير الشعري لدى هشام هو بونارامي يتقمّص قيم روحية تتسارع أحداثها لتنزع من الجمهور تصفيق الإعجاب بدموع الفرح رغم أنّها ممزوجة بآهات الألم. يتقاسم ضفائر الملكات بين الطفل والشيخ كقوله: في سور أبي زيد الموصلي ص25 // وبعيد هذا اليوم// يتفقون// مثل النهر والشطآن//. لا يكتفي الشاعر بالمعاني اللغوية والصور البيانية للألفاظ والتراكيب بل يعتبر قطعهُ الأدبية ثمرة طبيعية تنقسم إلى قسمين: البيئة والأديب أهم ما تحمل من معنى لتشمل جميع المؤثرات الطبيعية والإجتماعية والسياسية والفنية والعلمية لشعب ما. وهذا يرجع لتربته الصالحة التي أنضجت أدبه. ما زال يقاسم صرخته الأولى لربّما تفتح له نافذة للنور، حيث يقول: في نفس القصيدة ص26،27 // في اليوم الثاني إنطفأت // بعض مصابيح الحي// وحيداً، كنتُ أفتشُ // عمّن يأخذ بالكف// ويفتح نافذة للنور. أمّا في ص28 قصيدة مشاهدات يستذكر جهوده المتواضعة التي كرست تعليم الصغار وبعد مغادرتهم أصبحوا جيلاً ثر يكادُ يمسك بالبحر كضرورة لمسايرة العصر لأنّها إشارة إلى الوعي الذي يغير باب من أبواب الإبداع. فالبحث عنده يثلج الصدور ولكن لا زال الزمان ديدنه الأول. فهو يختار الصورة الشعرية على أقصى طاقته كنتيجة لسعادة الفرد ورقي المجتمع. ففي ص40 قصائد منها: أخطاء فهو يقول: // كيف أعدّ؟ دروباً لا تحصى// أشجاراً تتناسلُ كلّ مساء// في يوم ما// ربّتما يحصيني نفر ما //. عندما تعمّقتُ بألفاظ قصائده إكتشفتُ في أحشائها معنىً مدّخر يكمنُ فيه الجمال. يناقض الشاعر واقعهُ بإمتلاكه الوطن حيث يقول: في ص50 // أنا لي وطن طافح بالندى// طالع كالنهار// لي أمانٌ وحلمٌ// تخلقُ عبر السنين//. يقال أنّه إذا ما إجتمع الوعي والخيال والأساطير في قصيدة ما لأي متأدّب ستفوقُ شاعريته الحد المألوف ويلقّب بصياد ماهر للأشياء دون علم الغير. أيضاً نرى في ص78  صورة إستذكار الشاعر وهو يرفلُ ويقول: // مذ تناءى التينُ // عن أغصانه قبل الأوان// مذ تقاسمت النساء الخبز في سوق النخاسة//. تتكرّر كلمة مذ عدّة مرات في شعر شاعرنا هشام وأذكرُ مرّةً أهداني الشاعر الرائد المرحوم معد الجبوري ديوانه الموسوم " إعترافات المتهم الغائب" الذي تقول: إحدى قصائده: (صورة) // مذ هوى رأسي بين يدي..// أمسى كرةً،// يتنازعها صبيان الحي..// أصبح ذاك الوجه الشاحبُ،// لوحة إعلان..// يتمرّى فيها الزمنُ الضائعُ، // تحفرها بصماتُ حزيران..// هذا دلالة على أنّ شاعرنا مطّلع كلّ الإطلاع على دواوين الشاعر الراحل معد الجبوري. الميزة التي يمتاز بها الشاعر هشام عبد الكريم أنّه يحملُ ذوقاً في إختيار كلماته لا يبتعد عن الواقع أو المجتمع المعيش. إذاً ليس الصدى يضعُ السؤال وكأنّ الذكرى ترسمُ أشياء لا تحصى. إنّ المسحة الشعرية في قصيدة شجرة الأسى ص55 تتأرجح بين الحب، البكاء، الخجل ثمّ تتوارى كل هذه الكلمات لتخرج من أعماق بركان. ما زال إيقاع الشاعر يلائم فسحته المتجذرة ويلذع سنين الجمر. تراهُ يصفُ ما يشاهد من وصف وتحليل ويعرف كيف يستخدم المفردة والعبارة الشعرية ضمن محاسن الإسلوب. يحرك الشاعر بالقلوب أكثر ممّا يحرك بالعقول ويحرص كلّ الحرص على المعنى بعد عامل الصياغة. فتراهُ يفيضُ من القلب أكثر ممّا يفيضُ من جوانحه الطامحة. ينسجم جمال الوزن مع أنفاس الشاعر إضافة إلى تلاؤمه مع الأفكار التي يفصح عنها طولاً وعرضاً. ربّما يميل الشاعر إلى الإنزياح الدلالي في النص الشعري ويهدف ذلك إلى إبهار المتلقي وشدّه إلى القصيدة بإعتبار أنّه خرج عن المألوف، والقارىء عندما يسمع كلمة( ليل) يتوقع أن يسمع موصوفاً مناسباً له ككلمة (مظلم) لكنّه يفاجأ بسماع كلمة ليل أطول وهي كناية عن عدم يقظة الشاعر وبداية إضطرابه. إنّ للصورة الشعرية أهمية كبيرة في القصيدة الحديثة لأنّ الصورة مفردة تحملُ أكثر من دلالة. لذا قد تكونُ في منهاج علم النفس إستعادة لذكريات مدركة أو إعادة إنتاج عقلية ما. إذاً الدلالة ترتبط بنوع من الأحاسيس التي تتعلّق بالحقل الأدبي من زاوية التعبير المجازي ولا تقف عند هذا الحد بل تتمايز بين الشعراء. تعد الصورة الشعرية مقياساً تقاس به موهبة الشاعر. يفكك هنا الشاعر جملة// ويملأني بالفرح الغض// ليزيد من زمن الفرح الغامر رغم إندلاق القطرات الحارقة في زمكانيته. لا زال يحفرُ في الصخر المائج فبهذا الإسلوب يتمّ إختيار طريقة للتعبير عن المعاني بهدف التأثير والتوضيح. عاطفة الشاعر صادقة وعميقة وثائرة. فيبدأ بالنداء بعد فوات الأوان // أي أيّها الوجه المحدق// في الزمان// أما كفى ؟//. ومن أجل ذلك أصبحت لهُ محاولات للبحث في المعابد العتيقة. لكل شاعر فضاء تنعكس فيه شخصيته في الكتابة فعندما يركض وراء النص المفتوح يرى روحه في خانة خاصة تمنحهُ نزعة شعرية لإجتراح طقوس ممزوجة بالإرث الإسطوري. ربّما تفكيك اللغة يحتاج إلى ذاكرة منسوجة من الطبيعة لدعم فكرة التأمل وإصطناع دهشة المتلقي. الشاعر كالساحر وهو أيضاً كالفنان متمرد على الحياة بسلبها الموجع على كل مظاهر الظلم والتخلف. الشاعر هشام ذو هوية عظيمة تحملُ في طياتها طاقة الذهن المفتوح ودائماً تكونُ بيمناهُ شحنة الغضب ضدّ الظلم أينما ذهب. معظم قصائدهُ مملوءة بالرؤية تبوحُ لنا أطياف متنوعة كـ (العين، الجسد، الأشجار، الشمس، الموت) تكتملُ فيها قصة التكوين التي ينفخ أبواقها ليل نهار كرذاذ الحلم ملؤها حلوه ومرارته فيكونان ذائقة لملكوت الكلمات. حقيقة أنا معجب بكتاباته وصمته المشاكس وهذا ليس تبجحاً أو تزلفاً لعلّ الليل أزاد من ثقل الدمع إلى أعماق حامله فبدأ بجراحات وإنكسارات تلحفُ حضيض التراب فيربط الليل بالعالم بخارطة تكاد تكون عيون الحبيبة فيها أو يقصد العصر الذي نعيشُ فيه. تظهر مثلاً قصيدة جنون ص43 متزامنة مع الأحلام لها مرفأ لتختفي فيه خلف الأسوار وتعانقُ أكفّ الأغصان بفرط محبته وهو يقول: // كيف ستنمو أشجار التين// وأشجار اللوز// وأشجار الرمان// لكن الأغرب من هذا// أنّ الحارس لا تأتيه سينة النوم// حتى يشعلُ بعضاً من أشجار البستان//. إنّه شاعر يتقدّم شعرياً بالشكل القديم للقصيدة بناءً وعروضاً وهو كثير الإنفتاح على الشكل الشعري لأنّه يقيم حفريات في العروض وهذا يقودهُ في البداية عندما درس الشعر القديم بكل ألوانه وتوصل إلى بعض التفرعات العروضية وهذا مؤكد سيتراكم في ذاكرته ومخيلته في تكوين جسد القصيدة شكلاً وبناءً وإسلوباً وهذه حميدة تضاف لهُ في عمر متفتح. نرى في قصائده يقدّم نصائح وحكم وهذا هو إسلوب تقوم عليه ركائز القصيدة وأعطى زمنية داخل النص كإلتماس الجروح والحزن. هو قريب كلّ القرب مع تحولات جماليات اللغة والصورة يتأكد بنفسه عندما يرجع للشكل الأفقي الخليلي أنّه متفاعل وجدانياً وروحياً في الإيقاع والجميل يختار شعرهُ بشفافية حيث إستخدم المثل والنصائح والحكمة التي تمثلُ الشكل القديم يكمل للشكل الحديث وقوام الشعر هو الدهشة. الإنفتاح لدى الشاعر تتعدّد فيه الإيقاعات وبالتالي يفضي البعض إلى البعض ومن هنا يظهر الكم الشعري في القصيدة. قد تظهر فجوات في إشباع النص مثلاً مفردات ظلامية موحية من عتمة الليل أو كلمات قديمة موغلة بالقدم لو تخلصت منها القصيدة لأصبحت أكثر طراوة وحميمية. الشاعر هنا يتأسّس ويتأهل بإستمرار هذا الحضور الذي يأتي على شاكلتين كتابة النص المستقر أي مشدود للشكل وضرورة إشتراطاته في الشعر. إنّ تطور الأدب لا يتمّ بمعزل عن المجتمع وأنّ دمج الصورة مع الفكرة تظهر طاقة شعرية تكاد تخلق شكل جديد من الإبداع. إنّ إستقلال المقاطع يمنح الحوار الموظف بصورة جيدة لبناء القصيدة وهنا يظهر تساؤل ما إلى أي مدى يكون عمق الترابط بين الأفكار المراد إيصالها عبر القصيدة وما مدى تحمّلها اللمحات الفكرية؟ قد تؤدي إلى إرهاقها ربّما يظهر إدخال النص في سردية مقصودة لغرض تلوين المعاني. مهما كان الشعر عمودياً أو حديثاً المهم الشاعرية وقدرة الإنسان على تحديد المعنى والصورة والأفكار والأهم من ذلك تجربة الشاعر الذي يكتب القصيدة بحس شعري صادق عن محيطات الحادثة. وخلجات الشاعر هي محطة تستوقف القارىء على نبضات القصيدة وكيفية رصف الكلمات والتلاعب بها كألفاظ وجمل ممّا يجعل الشاعر يحلّق نحو السماء بعد أن كانت أقدامه تلامسُ الأرض. ولشاعرنا طريقة عجيبة في إختيار الكلمات ببساطة وروح مرحة قد يواجه صعوبات عندما يخوض هذه التجربة. إنّ عين القارىء تلجأ إلى الإعتماد على الصورة في أغلب قصائد هشام رغم إمتلاكه أدوات شعرية مبعثرة. تظهر كلمات في قصيدة الزائر ص48- ص49 // فجأةً، دخل البيت// قادتهُ عيناهُ// لم يعد ذلك البيت// غير نوافذ مغلقة// وأيضاً في قصيدة أنا ص50 والمدينة ص51 توسع تشكيلة الجمل لتومض عطرهُ العابث في أنفاسه. أيضاً في قصيدة حسن شهاب ص52 تنقلُ الشاعر إلى سحاب النعاس والتثاؤب لأنّه يحتاج إلى قريحة منفتحة ممّا تعيق صلة الإندماج في الخاصية الثقافية، يطرح الشاعر تهويمات شعرية تغفو تحت ظل النص الشعري التي لا تخلو من الوجدانية وخبرات نفسية ضمن مفهوم الزائر والمدينة ويحددهُ في ذلك التوجه نحو الطمأنينة لمفهوم الضياع. ويستمر الشاعر مع شجرة الأسى 55 بدمع العين الذي سوف يبعد عنه الملذات من ذاكرته. الشاعر هنا منهمك في طرح قضيته ولن يتحدّد إلاّ بمجىء هذا الذي لن يأتي، رغم عتمة المشهد الشعري فهو متكيف ما يفتن القلب من إنثيالات كلماته وما يطرّز ذاكرته منذ زمن الطفولة وتظهر قصائد أخرى لا يغفو فيها اللمعان كـ ( ترانيم، أخطاء إملائية، أيشوم، أغنيات من محلة الخراب، بلدان، ذهول إلخ... كلّها قصائد تكاد تنقشع عنها الضبابية لخفّة جماليتها. أتمنّى لهُ الموفقية والنجاح لما آل إليه من جهد بإضافة جميلة مبدعة خدمة للمشهد الشعري العراقي والعربي  والله من وراء القصد.



65
أدب / الدوامة
« في: 02:21 18/03/2022  »
الدوامة
كريم إينا

منذ أن إلتقيتُ بسلمى بدأ الربيع يقتحمُ حياتي، ومنذ أن أرزقني الله بتوأم كاترين وسما أحسستُ حينها بأنّي أسعد مخلوق على وجه الأرض، وحينها قررت مهما واجهت من الصعاب والألم في حياتي، سأبقى الرجل ذو الثمانية والستون عاما، سأتخطاها ولن أسمح لشيء بأن يقتحم حياتي  بدا لي كلّ شيء متغير في شهر أيلول،ذلك الخريف المتمثل بصباح بارد يعجّ بالأوراق البرتقالية المتناثرة من الأشجار، وهي تنهي حياتها لتبدأ بحياة جديدة وجيل جديد ينمو مكانها،كأنّ حياتنا كلها مقتبسة من الطبيعة، سبحانك ربّي كم أنت عظيم في كلّ شيء،إستيقظتُ باكراً ليس كعادتي،لأنّ ذلك اليوم كان مهماً لا حدود لهُ، أعتبرُ نفسي أسعد رجل في العالم،أمتلك أطفال وزوجتي جميلة ولي عمل أشعرُ بأنّ الله راض علي، حياتي ما زالت سعيدة، تغيرت الحياة فجأة، في أحد الأيام وأنا أودّعُ زوجتي سقطتُ على الأرض في غيبوبة لمدة ساعة،وعندما صحت روحي رأيتها تصعدُ للسماء والأحياء لا يشعرون بها، وهي تراقب تصرفات عائلتي، بأنّها كانت تخونني، وأولادي ليسوا نابعين من دمي، كلّ ذلك مرّ بآذاني كمذياع أخرس، لا أريدهُ أن ينقطع، رغم ذلك ما زلتُ بهذا العمر لا أستطيع أن أقنع نفسي، ظلّت روحي تدورُ حولي لطرد الأشباح التي تساقطت كقطرات المطر، كأنّه ذنبي لما يحدثُ لي، فأضحيتُ أضربُ رأسي بعنف قاطعاً الطريق من أعماق عقلي،أحدّثُ روحي بعقلانية لما كل هذه الآثام تنزلُ على جثتي الجامدة،أمشي في الشارع وأنا أتلوّى بكارثتي، إضطرب قلبي بشدة لما رأيت وما سمعت أهكذا تكون الحياة رخيصة، أحسستُ بروحي تقتربُ منّي وهي غير راضية على ما حصل،رغم أجواء الشتاء الباردة، بحتُ لنفسي ساعة واحدة كي أراقبُ ما ضاع منّي من عمر هرم، في لحظات عصيبة إمتلأت براكين غضبي بالكراهية والعنجهية، صبرتُ في غضون أسابيع وأرى نفسي في المرآة بلون داكن، لأحدد معالم وجهتي نحو الفردوس، ولكن ثمّة خيوط تتشربُ من رأسي الضائع، هكذا تهرب نفسي بدون قانون، وتجعلُ لها مسكناً للأتقياء، هل أنا عائد من الجحيم، أم خطوات تطرقُ ميزان موتي لا أدري كيف أسامحها؟!. أذابت قلبي ولم أستطع أن أحرك ساكناً، ما زال الدهر يمازحني ويغرقُ في صمته، ألهذا الحد أصبحت إبتسامتي غامضة؟. بئساً لحياتي التعيسة التي جلبت لي رفيقة حياتي الخائنة، أصبحتُ كالشارد في عالم الخيال، ولكن إلى متى؟، ربّما ألمحُ ظلّي بمعجزة النار التي ما زالت تلتحفُ بأوردتي من جديد، هل ذنبي أنا لأنّي كنتُ مغرماً بها؟. أم دناءتها الجسدية أقفلت مقلتاي. لم يخطر ببالي إلاّ أن أخنق نفسي بكلمات لا تنطفىء، قلتُ لها هل أنا في عوامة؟. لم تبق منها غير ذكريات على قارعة الطريق، لا أستطيعُ البقاء، لقد سحبت منّي الدفء ورحلت إلى أجل غير مسمّى، خاطبتها بألفاظ نابية وتوعدتها بالقصاص كضرب مطرقة على الطاولة، ضاغطاً عليها بقوة كطرد الخفافيش من كهف مهجور. لكن خيالها المتمرد ما زال يبعثُ ذكريات عابرة.


67
إتحاد أدباء وكتّاب نينوى يقيم أمسية تأبينية للشاعر السرياني الكبير شاكر سيفو
متابعة: كريم إينا
أقام إتحاد أدباء وكتّاب نينوى أمسية تأبينية للشاعر السرياني الكبير شاكر سيفو مساء يوم الثلاثاء 15 / آذار / 2022، ضمّ الحضور الشاعر زهير بردى عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين المركز العام ومسؤول المكتب السرياني في بغداد،عبد المنعم الأمير رئيس إتحاد أدباء وكتّاب فرع نينوى، د. روبن بيت شموئيل المدير السابق للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، عدد كبير من الشعراء والكتاب والنقاد، عائلة الفقيد، وجمع غفير من محبي الشعر، بدأ بكلمة الأمسية الشاعر عبد المنعم الأمير رئيس إتحاد أدباء نينوى بعدها الوقوف دقيقة صمت على روح الفقيد، ثمّ صاحبتها ترتيلة الصلاة أنشدها الشاعر نوئيل جميل، تلتها كلمة إتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين المركز العام قرأها الشاعر زهير بردى عضو المكتب التنفيذي للإتحاد، ثمّ قرأ بهجت إبن الشاعر الفقيد كلمتهُ،بعد ذلك تلاها أول إستذكار قدّمه الشاعر د. هشام عبد الكريم وسط الشموع الموقدة، ثمّ شهادة الشاعر نمرود قاشا الذي إسترسل بحياة الشاعر بمقاطع من شعره، ثمّ قصيدة حزينة للشاعر عبدالله نوري عن الفقيد، ثمّ شهادة الشاعر السرياني الكبير د. روبن بيت شموئيل، تلتها كلمة د. فيصل القصيري، بعدها قصيدة الشاعر نوئيل جميل، ثمّ كلمة حزن وأشتياق للفقيد ألقاها القاص والكاتب المبدع يعرب السالم، ومسك الختام قصيدة للشاعر كريم إينا، ثمّ قدّم رئيس إتحاد وأدباء نينوى درع الخالدون سلّمهُ الناقد شاكر الجميلي لبهجت إبن الفقيد، هذا وقد صرّح الشاعر زهير بردى من قبل الإتحاد بأنّه سيصدر قريباً كتاب نقدي عن الشاعر المرحوم شاكر سيفو.هذا وغطى الأمسية عدد من القنوات العراقية ووسائل الإعلام. 

68
وفد من مجلس أعيان قره قوش / بغديدا يزور وزير النقل والإتصالات في أربيل
زار وفد من مجلس أعيان قره قوش / بغديدا وزير النقل والإتصالات في أربيل صباح يوم الثلاثاء 15/ آذار 2022،ضمّ الوفد رئيس المجلس صبري مجيد زاكي ونائب رئيس المجلس نجاح جميل حبش وعدد من أعضاء المجلس، كان بإستقبال الوفد سيادة الوزير آنو جوهر عبد المسيح عبدوكا،قدّم الوفد باقة ورد بمناسبة تسنّم سيادته المنصب الجديد.

69
وفد من مجلس أعيان قره قوش / بغديدا يزور مقر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
زار وفد من مجلس أعيان قره قوش / بغديدا مقر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري صباح يوم الثلاثاء15/ آذار 2022،ضمّ الوفد رئيس المجلس صبري مجيد زاكي ونائب رئيس المجلس نجاح جميل حبش وعدد من أعضاء المجلس، كان بإستقبال الوفد رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري جميل زيتو وعدد من أعضاء المجلس، جرى بينهما حوار ودّي ملؤه المحبة والإحترام.

70
أدب / أمواج لإقتناص البياض
« في: 00:49 09/03/2022  »

أمواج لإقتناص البياض
كريم إينا

بأناقته يجذبُ آلاف النظرات متهندماً في الحفلة، بإستطاعته أن يلبس الحفلة ذاتها، بأناقته تتجلّى أنوثته على الطريق وهو يدوّن الفقر ويحلّقُ بإتجاه الزمان، وهو يصحو من كبوته ويدّعي أنّ الدهاليز قرب وسادته وأنّ الحبّ الذي يتمطّى في الأحداق سماءهُ وحنينه إلى ما لا نهاية، جرح أضلاعه في متاهات الخلجان والمضايق، صار يرحلُ مع كلّ رجفة أومأت خطوها، بين المياه والأعشاب رؤىً تعبت خطاها من التحليق... تجلّت عن حبّها المستباح مع هجعة الطيور، كان ربيعاً قرمزياً يطفو على زبد الأمواج الذي كان رأسهُ يشبه قدح زجاج، وكنت وحيداً تجابهك الرمال الصحراوية هذا حب يتركُ نزواته في لجّة الأحلام، سنرقصُ وترقصُ العيون ننتشي تحت ظلّ الشجيرات، أينع الماءُ المعدني من نوافذ الشطآن، يكوّنُ سعفة في ثقب الغيوم، أقابلُ نفسي وجهاً لوجه في المرآة أمام عدسات عائمة تحتملُ السقوط ينمو منها الشعاع. كان ليلاً لازوردياً تناثرت فيه نسيمات الصباح، مرّ الجنوب عليها فإلتمس آفاق السماء، وحشاشات أنفاس الرياح دعتني نحو أفق الدماء، كانت يداها تدخلُ قصيدتي المفعمة من طين مجبول أو عصف مأكول. يسألني النور عن بياض رأسي وتأجّجات زفراته المتيّمة تظلّ تندبُ خاطري المضطرم نحو مقامات الحريري. أقتنصُ البياض بأمواجي القادحة نحو سكرات الناي، حان الوقت لتشرع طاحونتي في الرحيل، المروج ساتر مرح يجري على قبعة الشمس وزهرة اللبلاب وقعت في غرام بزر الخشخاش الأحمر. إنحنى بياضي المنعكس نحو غابات مورقة، هرولت السعادة نحو الأفق فإنساب الضوء على صفحة الماء. كان البياض عبثُ الأطفال مسحة من الجنون فسالت دماء التعاسة نحو صباح أشدّ سطوعاً ولمعاناً، سطع مصباحي على وجه الليل النحيل فصاح بإنحناءة عميقة، ظلّ الصوت الغامضُ يرنّ كموسيقى سحرية تعبرُ وادي الظلال. ذات مرة إقتنص لوني الرمادي صمت الأمكنة وهو يتنفسُ صور ذهنية مألوفة الملامح. تحركت أسراب الطيور صوب السماوات المتوهجة بالزعفران والنرجس، كلّما أمرّ نحو البياض راكضاً بإشعاع طيفي تبتهل الزهور وترقص. في تلك الساعة المعتمة نهض الليلُ من سباته وصفّق بجناحيه عويلُ العاصفة. أشكال رمادية صاخبة مرصّعة بالنجوم يعتريها رصيف مصغر يعلو زبدهُ نحو مظلة الأماكن. الشموع في أيدينا وعيوننا رخام يُبحلقُ بالأرجوان. طائرٌ أنا كورقة خريف تفرشُ كلماتي لأزمنة ضائعة. أحصنة حمراء تسابقُ ريح طروادة بلمحة البصر، إندثر الغيم خلف الريح وبصيص عتمة المساء رحل نحو الضفاف البعيدة يشرعُ العطش والنذور، زحام الأمواج يدججُ روح الأصيل كانت خصلاته كمنطاد هلامي يحوي بداخله عناوين الذاكرة، بلّلني المطر بينما الأفق يسحبُ دخان أعضائه نحو مملكة الفردوس، البحرُ يقتنصُ بأمواجه فوانيساً هرمة وأرصفة اللحظات تمرّ دموعها بشوق من متاهات لقياي، بدأ النهار يتهندم كالشمس وينكر المدى في قوس قزح، المرايا تجلسُ خلسة في معبد غريق جرسهُ يرفلُ كالموتى، القبور تتنفسُ الأحياء والأموات بدون خطىً أو نشيد، ما زالت واحات نفسي البنفسجية تنافسُ زركشة الغبار وهو قابع على أحلام أرض غائمة، عبقُ الدروب يحلقُ رأسه في صالون الضحكة، خشخشة عمياء تركلُ العصافير بذيول الشهوة  شفق محترق وكواكب شاردة تبكي على هواتفي الحزينة التي بلّلتها مزاريب المطر، يحملُ الموج خطاهُ وهو يتبعثرُ كالشموع البيضاء. كلّما تلدُ الأمواج زبداً تهبطُ سفن السماء فيها. فتزدادُ رؤيا البياض وهي تجولُ في كهوف مظلمة تشعلُ قنديلها الشاحب، يتموّج  ينطفىء ثمّ يرتدي رمل البحر كتمثال هرم يغورُ في سفر عتيق، مشاهد تبكي لفائف النور وهي تتدلّى من شرفة الأيام تذبلُ قطرة قطرة في الرمل كزهرة تقتنصُ البياض من شمس الخريف فلا يجفّ ينبوع زرقتها. عندما تمطرُ الليالي يجولُ في خاطري إندلاق نبض القلب ذاك الجزء المتبقي من البياض فور إقتناصه حلم اليقضة.



71
أدب / شكر وأمتنان
« في: 22:38 08/03/2022  »
شكر وأمتنان لمجلة رواد الشعر والأدب لنشرهم نصّي بعنوان: الكلب المسعور ومنحي شهادة شكر وتقدير والشكر موصول لرئيس مجلس الإدارة مازن المحمد مع وافر التقدير والإحترام.

72
أدب / الوحدة القاتلة
« في: 00:25 05/03/2022  »
الوحدة القاتلة
   كريم إينا
كانت الحياة جميلة فيها سعادة لا توصف، لكن بمجيء الظلاميين أصبحت الحياة لا تطاق، العوائل تفككت، الإبن لا يطيع والده، البنت غاضبة على والدتها، الكل مستنفر الطاقات، دخول داعش بفصائله الإرهابية هي السبب في تغيير المقاييس، خلال فصل الصيف الحار، تم إختراق حدود العراق، وتحت أجواء قنابر الهاون والقاذفات أصبح الكل يركض من أجل النجاة، كلام كثير.. غضب يجول في خاطره، فقط من كان سنداً له في بؤسه، كلام لا يفهمه أحد، رفع رأسه ونظر نحو السماء، رأى هذا البرق، وهذا الغضب والمطر الصاعق، وكأنّ كلّ هذا الكلام الذي بداخله تفسّرهُ السماء، وتقول: لهُ أنا أتفهمك، بدأ الضباب يجتاحُ حياته منذُ أن غادرته شريكة حياته، لقد كبر في العمر إبنهُ الوحيد تركهُ ورحل عنهُ ليكمل دراسته في إحدى الجامعات العراقية، ما زال يعزفُ على رثائها، ظلّ بائساً يخنقهُ الضجر، تاه بين الأزقة، والمطرُ يلطم وجناته، مرّ بسوق الغزل يمشي مثقل الجسم خائرة قواهُ، فجأة لمح متجراُ لبيع الطيور، سار نحوهُ، سمع صوتاً عذباً لتغريد ببغاء، عجبه هذا الصوت ذو المنظر الأخاذ بغاية الجمال، إبتاعهُ، عسى أن يحظى بصحبة جيدة ليؤنس وحدته لبقية أيام حياته، أينما يذهب يرى شبح وجه زوجته، لا يعرف ماذا يفعل؟، كان سكان القرية يلقبونه بغريب الأطوار نتيجة صمته البائس، يتذكر رقصات زوجته الناعمة عندما كان يعزف للناس والنقود تنهالُ في وعائه، هكذا كان يعيش، لم تعد الموسيقى والرقص يحركان كيانه كالسابق،لم يثرهُ أيّ شيء، لذا قرر السفر نحو بلاد الشمس ومحطات الأنس، لينسى سنوات الحرمان، رافقه الببغاء أينما ذهب برحلته إلى لندن، رغم ثرثرته المبالغة كان مؤنساً لهُ، الحياة هنا مترفة، أموال تخرجُ من الصراف الآلي بمجرد كتابة كلمة السر!... بدأ يفكرُ بمصدر المعيشة، إختار حيلة لكسب المال بواسطة صديقه الببغاء، ظلّ يدربهُ شهر كامل كيفية حفظ كلمة السر للزبائن الذين يمرون كلّ يوم من أمام الحاسوب المالي، في اليوم الأول أخطأ الرقم، في اليوم الثاني سقط من جدار عالي، أرسلهُ إلى طبيب بيطري عالج رجله اليسرى المكسورة، ما زال بإستطاعته الطيران، كرّر العملية عدّة مرات، وأخيراً جلبت له نتائج مبهرة، أصبح غنياً سعيداً في تلك اللحظة لما تدرُ عليهم من أموال، إستمر الببغاء بحفظ كلمات السر لخمس زبائن يومياً، يرددها على مسامعه ثمّ يذهب لضرب الأرقام بالصراف الآلي، تبدأ النقود تنهالُ داخل كيسه، كان يطعم الببغاء بسخاء، أصبحا عام كامل على هذا النعيم، أطعمهُ ما لذّ وطاب، وفي يوم من الأيام تعكر مزاج الببغاء قلّ عطاءهُ بإعطاء كلمات السر لصديقه، ممّا إضطر بمعاقبته بإعطائه وجبة طعام واحدة فقط خلال اليوم، بدأ جسمهُ يهزل لا يقوى على الطيران، فكرّ بأن يضعهُ في قفص حديدي، ظلّ وحيداً يكلمُ نفسهُ ليس من مجيب، وفي ليلة شتاء باردة قرر معاقبتهُ بأن يخرجهُ من القفص كي يشعر قليلاً بالبرد، ولكن تصرفه هذاُ لم يكن بالحسبان، في تلك اللحظة تسلّل قطٌ أرعن من حاوية النفايات قفز إلى حديقة البيت، وهو يراقب حركات الببغاء الهزيلة بعد خروجه من القفص، حينها إنقضّ عليه، نفش ريشه نصفه أصبح في بطنه، والنصف الآخر ما زال ينظر إليه، دخل صديقهُ عتبة الدار،شاهد منظراً غريباً، بقايا ريش ملون بالأخضر والأحمر بينما جسم الببغاء إختفى. وضع يديه على رأسه وهو يولولُ من شدّة حزنه عليه لأنّهُ مصدر رزقه، شعر بالإثم الذي إرتكبهُ قال: بتجهم ماذا فعلت بحق صديقي؟، لملم بقية أجزاءهُ المتبقية في الحديقة، حفر حفرة صغيرة ثمّ دفنها فيها، بعد هنيهة طرق أحدهم الباب، فتح الباب رأى أمامهُ ثلاثة أشخاص، قال: لهم ماذا تريدون؟. قال: أحدهم أنا جابي أجور الماء، والثاني قال: أنا جابي الكهرباء، والثالث قال: أنا جابي الإنترنيت، إنحرج أمامهم وقال: لهم سوف أذهب لأسدد الديون، خرج من هذا المأزق مثل الشعرة من العجين، وهو يقولُ: في نفسه كيف أدفعُ أجور الخدمات وأنا لا أملك أيّ مورد؟. حينذاك قرر أن يسافر ويرجع إلى العراق ليبحث عن إبنه ربّما يساعدهُ في محنته، الوحدة عندهُ أصبحت قاتلة لا يستطيع مقاومتها، تاه  بين الأزقة والشوارع، بحثاً عن إبنه الوحيد، القدر لم يستجب له، ظلّ يتسكّع بين الحانات، ينتظر من يرأف بحاله بقطعة نقود ولكن دون جدوى، مرت شهور وهو على هذا المنوال إلى أن نفذت كلّ الأموال التي بمعيته، حاول الذهاب إلى مقهى الرشيد في الجانب الآخر من الشارع، وفجأة صدمته سيارة سوداء، سقط من طوله على الأرض، لامست إحدى وجنتيه الشارع، شعر بسخونة كبيرة نتيجة لحرارة الشمس في ذلك اليوم سافر به شريط سينمائي عن رفيقة حياته، شعر بدفىء غريب يحسدُ نفسه عليه، ظلّ يبتسمُ  رغم كلّ آلام الحادث، تمنّى لو كان كلّ شيء ينجلي، ويعود به الزمن إلى تلك الذكريات الجميلة مع سلوى زوجته، وعينه ما زالت تراقبُ الحدث، أغلق جفني عينيه في أمل أنّ كل تلك المعاناة والمأساة كانت كابوساً مزعجا،ً نام بغيبوبة لمدة يومين، وفي اليوم الثالث رأى زوجته وهي برداء أبيض ناصع البياض والببغاء متكئاً على كتفها الأيمن، فقالت: لهُ أليست الوحدة قاتلة يا عزيزي، ما رأيك في أن تنضم إلينا، أجابها بكل تأكيد، فتح عينيه رأى إبنه ممسكاً بيده المبلولة من الدموع المتساقطة عليها، فقال: له الأب، يا بني لا تبكي فأنا لا أستحقُ دموعك الثمينة لأنّي إنسان خاطىء، أنصحك بأن لا تكون مثلي، نزل إبنه من السيارة حمله بسرعة إلى المستشفى، وقتها أصيب بغيبوبة، بعد ساعتين من كشف الطبيب له صحا من النوم نظر إلى إبنه وتفاجأ، قال: ولدي ولدي، لفظ أنفاسهُ الأخيرة ثمّ فارق الحياة.



73
أدب / زهرة البيبون
« في: 00:13 01/03/2022  »
زهرة البيبون
             
 كريم إينا

ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    *   
ليتكِ حبّاتٌ تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتح
*    *    * 
عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   
مازالت السماء
مستمرة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   
الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *
أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *
فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 
فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 
أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 
ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   
الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
 
لطيرانِ فراشة
*      *   *
من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 
في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *
في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *
حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *
أُصغي إلى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها أتيهْ 
* *  *
 
أَنظرُ إلى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *
ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *
أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *
في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *
أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردد
أُغنيتي القديمة
*    *      *
من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 
السحاب الأبيض
انشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *
في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *
شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *
ما أَعظم ابتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *
ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *
أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *
الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *
عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *
تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *
الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *
النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *
أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *
عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *
تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *
أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *
بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *
أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *
شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *
الضحكات تتدحرج
مثل الاطفال
السِمانْ
*     *     *
ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *
زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *
البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *
هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *
ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج... وتفتح زهرة... والثالث عندما
أذهب إلى المدرسة
*      *     *
الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *
البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة
*      *      *
*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في منطقة بغديدا.



74
أدب / المعذرة
« في: 00:07 01/03/2022  »
المعذرة
كريم إينا 

ما زال عطرك لي يفوحُ                   
وقد شممتُ الأعطرهْ
وغفرت لي لثم الخدود                     
فقد حسبتك آلههْ
فبعثت بنبضة قلبك                         
ها قد ملكتُ المقدرهْ
وكشفتُ لغزاً منك                         
يوصلني غداً للمعرفهْ
فوددتُ حباً قد ينيرُ                         
على الفضاء وأنجمهْ
ولقيتُ في صفحاتك                       
 سحر الكلام بأسطرهْ
وإساءتي لك زلّة                           
ثغر فأرجو المعذرهْ

75
الأماني والأهواء معطيات معنونة بين الدين والدنيا
كريم إينا

صدر للباحث والكاتب والمترجم الموسوعي المرحوم يعقوب أفرام منصور كتاب بعنوان: "الأماني والأهواء بين الدين والدنيا" يقع الكتاب في (798) صفحة من القطع الكبير تصميم الغلاف فريد منصور الطبعة الأولى 2015 طبع في مطبعة منارة/ أربيل يحمل الكتاب بطيّاته إهداء إلى جميع الشهداء الذين سقطوا ضحايا العنف والإرهاب. ورسم يمثّل شعار المؤلف يمزج به ما بين الإيمان والموسيقى كتب مقدمته سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية إستند المؤلف ببحثه على ستة محاور متنوّعة ففي المحور الأول يورد أماني الحياة وأهواؤها يؤكد الكاتب على الإلتزام بالقضايا الإنسانية وتنمية الروحاني تأمله وإطلاعاته حسب ما ذكر في مقدمته وما أظهر في عالمه المتمنّي بشهادته عن وجوب فصل الدين عن السياسة لكتاب المهاتما غاندي الموسوم" قصّة تجاربي مع الحقيقة" حيث يؤكد قدّيس السياسة بوجود علاقة بين الدين والسياسة والذي يقول: لا توجد لا يعرف معنى الدين. ركّز المؤلف خلال العالم الذي يتمنّاهُ على كلمة المحبة ومن خلال حديثه بيّن أسفه الشديد لبعد الحياة عن حضارة المحبة وتبنّي حضارة الكراهية ومن خلال البلاد المحجوبة أضاف شفافية ماهرة لقصيدة جبران خليل جبران الذي أوضح فعلاً في مناداته " يا من يُعادينا" قال: كثيرون يضيفون ذرعاً بالعقل الرصين ومن خلال دروس التسامح لعالم مضطرب تبقى المسامحة في المناورات السياسية عملية عميقة في الواقع. فالمسامحة على حد قوله: تجعل التغيير ممكناً روحياً وإجتماعياً فالعفو يحرر من يعفو ويخرج المسامح من كابوس الآخرين. أيضاً المسامحة تظهر عند السود في جنوب الولايات المتحدة الذين عفوا عن جميع أعمال الأذى التي لحقت بهم في الماضي وأصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع من خلال مجابهة العنف ودفع عملية الأمن المشترك قدماً ببيان كيوتو تبين بأنّ الدين هو لم يفشل قضية السلام بل المتديّنون أنفسهم. وقد غدا الدين غنيمة للمتطرفين يستخدم من قبل الساسة ووسائل الإعلام لغرض العنف والكراهية وتقوية الصدامات الطائفية. أمّا قصّة الإنسان الأسعد كلّما كان الإنسان بسيطاً يقنع بالقليل ترتاح روحهُ ويأتمن على الكثير، أمّا المحور الثاني ضمّ شؤون وهموم عن الإنسان في الترف والعمى الروحي يقول: هناك أناس كثيرون يبصرون للحياة ولكن في دواخلهم عمى روحي لإنبعاث الخطيئة منهم متمثلة بالروائح والجيف الراكدة في المستنقعات ولو كان هذا العمى الروحي مما يصيب من ليس لهم نصيب من معرفة وثقافة، وممن لم يتلقوا أحسن إرشاد وتوجيه وتبصرة في صباهم وشبابهم ومطالع رجولتهم، لأنّه أدرك أنّ الحقيقة الجوهرية في جميع الأديان هي محاولة إظهار واقع الروح، وبمقابل ذلك لا أهمية لمشاكل عالمنا الزمانية والمكانية، ويستطرد في السؤال هل في الإمكان إنقاذ الحضارة الغربية؟ فكان جواب توينبي هو جواب برنارد شو في مسرحيته العودة إلى ميتوشالح، أي العودة إلى الإتجاه الديني. إنّ خلاص الغرب لا يكون إلاّ بالإنتقال من الإقتصاد إلى الدين. ويقول: الفيلسوف الإنكليزي (برتراند رسل) بمقولة مفادها:" إنّ الفوائد التي تجنى من وراء الأديان، لا تعدل الأضرار التي تنشأ عنها". ويقول: أرسطو" لو ساد روح الصداقة بين البشر، لأغنى عن فضيلة العدالة". وفعلاً تحقّق الآن ما قالهُ الكاتب في عدم التجمّل والصبر والصمود إزاء الإرهاب والتضحيات والتفجيرات أوضاع تحمّلهم على النزوح من العراق ومن أقطار عربية أخرى. تخلّصاً من الظروف السيئة التي خطط لإحداثها قصداً لحمل المسيحيين على مبارحة ديارهم ويكاد هذا مخططاً لا بدّ منه بدأ كبار رجال الدين إكتشاف المخطط الآن. الأشرار يبغضون النور لذا تراهم في دهاليز وأقبية وسراديب هي رمز العتمة، وتطرّق إلى العين كونها سراج الجسد وتختلف بين الإنسان الصالح والطالح ويستطرد (رسل) قائلاً:" إنّ الحكومات تصرفُ مبالغ معينة على البحوث الخاصة بمنع السرطان، ولكنّها تصرف مبالغ هائلة للتسبّب في حدوثه". الكثير من التجارب الفلسفية والإغناءات الفكرية وبصمات الفكر الإنساني لا زالت مشروعاً لإحقاق الحق عن طريق لوائح القوانين التي تتمسّك بالمحبة والسلام، وإستلّ الكاتب من تراكمات التاريخ شواهد فلسفية وفكرية وأدبية وإصلاحية لتسود العدالة بين البشرية ويقول: الكاتب مخاطباً العصر كونه عصر النور وهل يعني ذلك إنحسار لقاء القلوب، وطغيان خبث الصدور؟!. إنسان التقنية وحرب النجوم أيرتضي مجدك شيوع الرذيلة، وإنحسار الفضيلة؟!. وسط عصر علّته الأنانية قاتلة الحب التي لا تدع الحب عنصر خلاّق شديد الفاعلية. أمّا المحور الثالث إحتوى على ذكريات- تراثيات- بلدانيات يستطرد فيها عن المكونات الفكرية والحركة العلمية في البصرة كانت هناك مؤثرات في النتاجات الأدبية والفلسفية والدينية لتكوين العقل البصري في القرنين الهجريين الأول والثاني. لذا تحتّم على كل شعب أصيل ومدرك أن يعرف جيداً إيجابيات تاريخه السالف وجذوره في تربته. وما برح إلاّ أن بيّن الإحتفال والتهاني والتآخي في الأعياد والتطلّع للإرث الديني نحو المستقبل ورغم الإضطهادات للمسيحيين في أنطاكيا نراها تكاد تكون ملتقى الحضارات وثمّة أضواء على الخلاص- الأبدية- الملكوت وتكلّم المؤلف أيضاً عن حجاب المرأة في العصور المختلفة كالبرقع الضيق أو الشفّاف والخمار والنقاب والقناع والستار ترى هل مسألة الحجاب هي من أهم المسائل لستر العورة ولها مكان عظيم في شؤون الأمة؟. ويظهر المحور الرابع بمجموعة من الأبحاث والمحاضرات كخلاصة آراء أرسطو في الإنسان بإعتباره وجود لما هو موجود بتقبّل رؤية العالم الذي يتجلّى عند التأمل في المنقول المأثور المتخيّر والتحسّس فاعلية نفسية، وليس مجرّد حدث بدني،وكان لغاندي سمة إيمانية تتحلّى بالكرامة لتشعر الإنسان بالسعادة، وتكلّم عن العمى الروحي الذي هو قرين الجهل والحمق والغباء ونقص الفهم، فالمتعامي عن رؤية الحق والصواب والفضيلة، لهو أحق باللوم وبأن يعاب من صاحب العمى الروحي الكائن فيه. وما تكلم عنه بوذا الأكبر بالرغم من البوذية لا تعد ديناً ضمن مفهوم الديانات السماوية الإلهية الموحدة. أيضاً تكلّم عن الكتاب المقدس والتنقيبات الآثارية الأخيرة وبعضاً من الأساطير الكورية، وذكر شيئاً عن مقبرة المسيحيين القدامى في النجف،وموطن إبراهيم أبو المؤمنين والرحيل إلى أرض كنعان وتاريخ صيدنايا والمدن والقرى المحيطة بها. أمّا المحور الخامس ضمّ أشعار وقصص وإنثيالات له والقسم الآخر ترجمها إلى اللغة العربية والشعر الذي إستهواني جرس الكنيسة وكأنّ أحيقار الحكيم يتكلّم إلى بنيه ومن القصص قصّة عازفة الأرغن وقصّة بائعة الصحف وتل حنين المرفوعة لصديقه جمال الخياط. ويظهر المحور السادس والأخير وجوه وأعلام يبدأ بشخصية الأب العلامة أنستاس الكرملي ذاكراً أعماله وألقابه وأعلام من كنيسة العراق كالخوري بطرس سابا والأب فرنسيس المخلصي والمسيح في كتابات جبران ويوسف غنيمة وغيرهم كثيرين وقد أشمل نهاية الكتاب بملحق صوري لدعم مادته وأكثرية نصوصه هذه حظيت طريقها للنشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية إضافة لنشرها في مواقع الإنترنيت منتديات الأدب موقع عنكاوا كوم وموقع عشتار والفيس بوك. وقد حظى هذا الكتاب على تقديم ثر جميل من قبل الأديب الكبير بطرس نباتي الذي مهد الطريق للحاضرين لتوقيع الكتاب وما عزّزه من رؤى وأفكار تخدم المشهد الثقافي في العراق. رحمهُ الله لما أكمل ونشر من أعمال ومخطوطاته الموسوعية والفكرية الغير المنشورة.



76
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 22:29 24/02/2022  »
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
  كريم إينا
                                 
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي
أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضيءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي
برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور
من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبهما يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: قومٌ من الفضاء الخارجي.



77
أدب / رد: أبا بهجت
« في: 21:14 23/02/2022  »
صدقت أستاذنا الغالي

78
أدب / ناجي 1700
« في: 00:31 21/02/2022  »
قصة قصيرة
ناجي 1700*
كريم إينا 


كانت شمس آب تسطع على معسكر تكريت، رنّ الهاتف أجاب سعد نعم من أنت؟، أنا من جماعة العجيل لدي عائلة معي في السيارة سمعت بأنّك محاصر من قبل مسلحي القاعدة، سوف أمرّ عليك لأخذك من تكريت إلى الدوز، فكر سعد أبقى هنا سيحضون بي ويقتلوني، أذهب مع العائلة بالسيارة سيمسكون بي في السيطرة، كان تفكيري مركزاً في نفسي،
- أنا شخصياً لا أخلو من الشعور بالخوف، وصلنا مقدمة الفندق الذي أسكنُ فيه، رأيت رجلين مصريين طلبتُ منهم فتح الفندق رفضوا ذلك، عصّبتُ عليهم خافوا منّي إعتقدوا بأنّي عسكري، دخلت الفندق رأيتُ تسعة جثث مرمية في رواق الفندق مغطاة بصناديق الكارتون، رائحة نتنة تنبعثُ منهم، وقتها كان عدد مسلحي القاعدة في تكريت قليل جداً لا يتجاوز العشرين، يقودهم شخص واحد سواء كان سعودي، مصري، أفغاني، تركماني، شيشاني من مختلف الجنسيات، ركبت السيارة قال: لي السائق ماذا عنالسيطرات؟ أجبت: توكل على الله، كانت لوالدي مقولة" كن ناصحاً ولا تهتم لعبارات التخويف والإحباط من حولك، واصل عملك بإجتهاد"  خرجنا من تكريت وصلنا فلكة العلم، واجهتنا نقطة سيطرة، قال: العسكري للسائق إذهب، مررنا بثلاث سيطرات عبرنا بدون محاسبة، وصلنا عند مزرعة صغيرة نحو منطقة الزركة القريبة من الدوز في جبل حمرين، وأخيراً وصلنا السيطرة الرئيسية، بدأت الناس تنزل جماعات.. جماعات من السيارات منها الشيعي والسنّي قسم منّا يرجع للسيارات وقسم آخر يتجه نحو مبزل النهر مصيرهُ الموت، قالوا لنا إنهض.. إجلس سحبت علينا الأقسام، قال: لي السائق سلم روحك لله، قلت لا حول ولا قوة إلاّ بالله..، ما باليد حيلة، رميت رصاصات عشوائية، أسقطتُ نفسي بالأرض كالميت وإحتميتُ بجثّة ما، في تلك الأثناء رنّ الهاتف كانت نبرتهُ تختلف عن بقية الهواتف من نوع موترلا دولي، بعد دقيقة ذهب المسلحون نحو سياراتهم وصوتهم بدا يبتعد، وإذا بصوت طائرة من بعيد، قال: لي السائق بسرعة سعد إنهض وتوجه نحو السيارة، تحركنا بسرعة، في تلك اللحظة وصلنا منطقة الدوز، دخلنا عند عائلة كانت لنا معها صلة قرابة، تعشينا عندهم وبتنا، قال: صاحب العائلة في الصباح الباكر يجب أن تذهبوا كي لا يحاسبوننا، سنعطي لسعد دشداشة ومبلغ من المال لوجه الله، في تلك اللحظة خابرتُ والدي في بغداد، قلتُ: لهُ أنا سعد متوجه الآن نحو كركوك، قال: لي والدي لدينا أقرباء هناك سأتصل بهم كي تنزل عندهم، بعد هنيهة وصلنا سيطرة كركوك قال أحدهم قف!.. أعطني الهوية، لمّا عرف مسقط رأسي الكوت، جنّ جنونهُ قال: لي إرجع كما كنت، توسلتُ به ولكن دون جدوى، أعتقد كان بزي بيشمركة من منطقة الداقوق، وقفتُ على جادة الطريق أنتظر، مرّت من أمامي صدفة سيارة أسايش أشرتُ لهم، قالوا: لي ما مشكلتك؟، إبتدعتُ قصة حكيمة قلتُ: لهم سيارتي خطفت أريدُ الذهاب إلى كركوك لأبلّغ عنها أرجو مساعدتي، حملوني معهم ووصلوا السيطرات كافة تكلموا معهم باللغة الكردية عبرنا، وصلنا كركوك الساعة السادسة عصراً. ذهبتُ عند أقربائي بقيتُ عندهم يومين، طلبتُ منهم حجز بطاقة سفر بالطائرة من السليمانية إلى بغداد، وقتها خابرني صديقي بصوت خافت متقطع، قال: لي سعد أين أنت؟، قلتُ: لهُ أنا في كركوك وأنت، قال: أنا مصاب في صحراء، قلتُ لهُ صفها لي، قال: يوجد بستان قريب منّي، قلتُ لهُ حاول أن تصل البستان، ومن ثمّ تنزل نحو الشاطىء، ربّما تحظى ببلم أو خشبة تمسك بها وتسبح بمحاذاة النهر، ثمّ إنقطع الخط عسى أن يكون على قيد الحياة، خابرتُ أهلي لم يصدقوا بأنّي قد وصلتُ بغداد، لإعتقادهم بأنّي ميت حسب حديث الناجين، وصلتُ البيت إنصدمت والدتي عند رؤيتي، لم أصدقُ نفسي بأنّي على قيد الحياة، والله يكونُ بعون الناس التي لا تعرف شيء عن أبنائها.
..................................................
* حادثة سبايكر



79
شكر وأمتنان لملتقى الثقافات الدولية لمنحي نجمة السلام لأصحاب الأقلام الماسية والشكر موصول للدكتورة إبتسام الروبي

80
شكر وتقدير لمجلة رواد الشعر والأدب لمنحي شهادة شكر وتقدير لمشاركتي بنص أدبي والشكر موصول لرئيس مجلس الإدارة مازن المحمد

81
شكر وأمتنان لسعادة السفيرة الدكتورة إبتسام الروبي لمنحي وسام جمهورية مصر العربية لمشاركاتي الأدبية مع وافر التقدير والإحترام.

82
أدب / رعشة خوف
« في: 23:54 28/01/2022  »
رعشة الخوف
كريم إينا 

أشياء كثيرة تمرّ في أذهاننا عن الظلمة والأشباح وما يعتريها من خوف لأجسادنا الزائلة نحو فردوس الكلمات، ونوائب الدهر تحمرّ بخوار ظلالها، فإذا ما تعاظمت الأمور طأطأت نحو رعشة مخيفة، وما هي إلاّ نوبات تكادُ تصرعني من الخوف حين أسيرُ في حلكة الظلام وحيداً أكلّمُ نفسي حول الخطر الرابض لمهجتي الرقيقة، ربّما أقفُ أمام شبح يشرأبُ برأسه المميت سائراً بين ثكنات الرفوف وهو يلفّني بقسوة، ويحاولُ خنقي بلا رحمة، وأنا أترقبُ كلّ القضايا بالصحف والمجلات عن مخالفات إرهابية وتشهير ومشاجرات، وفي كلّ صباح أقفُ أمام حادثة جديدة بإحساس عميق مليء بالبلاهة، بعدها عدتُ أدراجي خاسراً كل مراهناتي بالظفر مع مزيد من السأم، الخوف عندي وباء مشحوب لم يقدر عليه الأطباء، أقفلتُ راجعاً لأسبق أنفاسي المنقطعة بلا هوادة، حينها وجدتُ نفسي أرددُ بلا إنقطاع خ..و..ف إبتسم ظلّي لما يمرّ به شجني من سرّ مكنون وكأنّهُ يعزفُ أنامل الفراق أو يداعبُ بأصابعه أوتار آلة هندسية الأضلاع، لم أعرف ما هذا التشرّد الذي يضحى فراغاً في جو السماء؟. كأنّ عنتر الإستهلاك البشري أو خفقة رجل حدّ الإختناق، وحين أستيقظُ من نومي أجدُ نفسي وراء القضبان فأصرخُ لماذا الأزمنة تخيفني؟. أسمعُ صوتاً يأخذني بقهقة ساخراً بمرارة وهو يقول: عجيب هذا الليل الذي ترقصُ فيه الجنّيات، ربّما أغيرُ بعض الأحكام فأضربُ الأخماس بالأسداس حسب خطوات المارين بلغة مرتجفة وقاماتها المتوسطة في آن واحد، مشى نحوي الخوف بضع خطوات شعرتُ أنّهُ سيفقد وزني، قمتُ من وراء سريري وأسرعتُ لأضيء النور، ساندتُ نفسي حتى وصلتُ إلى الكرسي وجلستُ أتأملُ ما بين السرير والكرسي نظرات ذهول المصدومين، أو واهمٌ أنا في تخيّل الأنفاس اللاهثة لبعض المتعبين، لم أرَ شيئاً سوى دهشتي فهي ليست واهنة في الرؤية، بل هي قريبة منّي حسب علامات التكبير وبقيتُ أتأمل وأصغي ليشهق زفيري كأصوات تركضُ لتحرّك وجداني، تذكرني بأنفاس مخنوقة لقطة مائته ألقيت توّاً خارج المنزل فيصفى بها الدهر بحاوية القمامة، فتحتُ عيني لوداع تلك الصورة الناشفة بدم بارد ونظرة وداع أسكرت المساء الأخير لسفر طويل، ولا مجال للرجوع إلى ذلك المكان ثانية، بدأت ذاكرتي وحدها تقوم بعملية التأليف والإخراج على حين غرّة، بدأ خوفي العميق يسترسلُ في تأليف حدث جديد، أحضرتُ شاش ومعقّم لأسعف القطة، قبل أن أنبسّ بحرف واحد صمتتُ وبعد ثانية عاد بها لهاثها، أمّا أنا فقد تاق شوقي للحياة بإحيائها، عندما لمحتُ في وجهها تقاسيم النبضة الواثبة وبقيتُ للحظات أتأملُ وأصغي، تلاقت نظراتها بنظراتي فأومأت برأسها الإمتنان، حينها زفرتُ فكانت زفرةً فريدةً من نوعها، وهناك الكثيرين من أمثالي الذين يعتريهم الخوف ويجعل بعضهم ينتظر الموت بلهفة، رأيتُ عجوزاً على قارعة الطريق يستنبطُ الخلاص من الخوف، صمتتُ للحظة، جاءني صوتهُ وكأنّهُ يتحدث بلا وعي فرحتُ ألملمُ بقايا ذكريات مخيفة، بعثرت بعضاً منها ريح الخوف تحت همهمات زمجرتها، زفرتُ بكآبة معلنة لا يطلقها إلاّ الخوف الأرعن، فتلاشى بعض منها بلون الغياب، أردتُ أن أعرف ما يفضي إليه بكلّ ما لديه من حكاية لكنّ القسوة أصبحت سيف إنتقامه وهذا مصير كلّ حي، ولكن قدر الخوف لا يرحم مع الضعفاء غايته النهم الجشع برغباته وأوامره، فإنطفأت نظراته الخاصة لي وأغمض عينيه بالسفر، أجبته لا تذهب وتخيّل ما تحمّلت من شقاء ووحشة نحو غيابه الذي نبّه حواسي للقوانين المشرّعة نحو شريعة الغاب، وقبل أن أوقّع أوراق خوفي تفاخرتُ بإسراف، وأنا أقاتلُ غربتي وصدى صوتي غير قادر على تجاوز المسافات، هزّ العجوز رأسهُ بحزن وأضاف بقوله: ما زالت تذوي أمامي أيّامي وتنتقلُ نظراتي بين جدران مكتبي وآثاثه، أترى الخوف هناك؟، فهو ما زال يتربّصُ يحاولُ إستعادة شيئاً يخصّهُ كطيف مرّ من أمامي هارباً من شعاع الشمس، فبقيتُ في حيرة شديدة من أمر هذا الرجل!.. حاولتُ إستقراء أفكاره بدقّة بالرغم من ألمه المزدوج كالحزن والنقمة والخيبه، بلعتُ نشفة ريقي ثمّ عدتُ أسند ظهري بين عينين دامعتين فيهما نظرات عتب حارقة تطلقها سهام إتّهاماتي لذلك الشبح الظلّيل الذي أسميه" الخوف"، لن يحصل ذلك الشيء أبداً في أيّ مكان كان حتى لو وصلت إلى آخر الدنيا، ومع ذلك تحمّلتُ ذلّ الشعور بعين مجرّدة غريبة، ولكي أصرفُ النظر عن كبريائي، ردّدتُ مزاميراً ذات رنين مجلجل قد يفتحُ لي واجهات التاريخ، ربّما يجعلُ المرء يصرخُ على نفسه بدون شعور، أطرقتُ رأسي لحظة، ثمّ رفعتهُ بنظرة أمل وارفه تتحاينُ الفرص، فإبتسم القدر لي لمرّة واحدة بهذه المسوغات، أقنعتُ نفسي بصرف النظر عن بدائل مفقودة أصلاً.. نظر العجوز نحوي وكأنّهُ يبحث عن جواب ملفوف كإلتفاف الحباب بالغة الثقة، كنتُ مخدوعاً به تنهّدتُ فخرجتُ من صدر مصحوب بدمعة سقطت من هموم نفسي الحزينة وقسوة غربتي لا تجهد نفسها بقدومي مهما شاءت الأقدار، أغريتُ نفسي بقناعة مجهولة في تابوتي! وحين رأيتُ رعشة خوفي ركضتُ نحو الشارع لألحق بها، ولكنّها كانت سريعةً فسبقتني، أردتُ أن أتحدّثُ معها بكلمة واحدة... شهقتُ بنبرة مواسية، لا حدود لها، قدّمت لي عنوان مكانها وخطوط بياناتها على الخريطة كي لا أضيع أبداً لتسوية حساباتي معها، أو ربّما سأجعلُ من نفسي إضحوكة بين القراء لما أمسكتُ بالقلم وشرعتُ بكتابة رعشتي المخيفة هذه.         

83
أخبار شعبنا / شكر وأمتنان
« في: 21:28 27/01/2022  »
شكر وأمتنان لمنحي ثقتكم ملتقى أدباء الشرق من رئيسها فرانسواز بديرة والكاتبة نفيسة العبدلي بشهادة تقديرية لنشر نصوصي في الملتقى مع وافر التقدير والإحترام.

84
أدب / طنين
« في: 01:11 27/01/2022  »
طنين
كريم إينا 

كان نائماً على ظهره في السرير لم تمرّ فترة خمسة أشهر على تحوله إلى البيت الجديد، وفجأةً مرّت من أمامه ذبابة، كان الدار موحشاً لا أنس ولا جنس سوى هو، ربّما فكّر قدمت الذبابة لمؤانسته وهي تئزّ بهدوئها العميق لإرتعاشة جسمها من البرد وسط شهر كانون الثاني من عام 2016، بدأ يفكّرُ ويقول: ويداهُ تضربُ الأخماس بالأسداس.
-   أنا هارب وهي هاربة ولكن ألا يعقل أن تكون حاملة أوباء بأرجلها وهي أتت من قبلداعش خصيصاً لقتلي. صمت برهة من الزمن وقال: إحتمال كبير.
الذبابة بدأت تطنّ إن..إن... وهي تعرضُ أجنحتها أمامه أثناء الطيران. قال:
كيف دخلت من زجاج النافذة وإجتازت الشبكة السلكية المحكمة؟، ربّما هناك تواطىء ما لإدخالها، بدأ يفكرّ هل أقتلها أم لا، وإذا قتلتها هل ينتهي الذباب من الكون؟، لا يجب أن أحتكم على رأي... نظر بوجل أعلى الرف من غرفته كان هناك جهاز الميكروسكوب أراد أن يراها بجسامتها ويتعرف على مزايا أرجلها الشوكية ونحافة جسمها كي يتأكد خلوها من الأمراض المعدية أم لا. مدّ يدهُ فإلتقط الميكروسكوب الذي قد إشتراهُ له والدهُ هدية بمناسبة نجاحه وتخرجه من الكلية. كانت ترتجف من البرد طفقت تبحثُ عن لمسة حرارة أو إنبعاث حزمة ضوء... دخلت غرفة النوم والأضوية مشتعلة،جلست على المصباح والخوف بعينيها من المجهول؟!. بدأت تسمع خطوات بطيئة نحوها قد تودي بحياتها ولكنّها لا تعر لها أهمية بقدر حاجتها للدفىء من حرارة المصباح، بدأ يتقدّم نحوها بعد بحث مرير في أرجاء البيت، وأخيراً لمحها في غرفة النوم وبيده المجهر، المصباح الذي تجلسُ عليه كان قريباً على الطاولة، قطع أنفاسه لبرهة من الزمن وهو يمشي ببطىء كي لا يخيفها وهمّه الوحيد وضع المجهر فوقها لمعاينتها والتلذذ بكشف مكنوناتها، لم تعرهُ أهمية مرة أخرى، فكانت الحرارة لاصقة في جسدها ممّا أطابت لها الإقامة عليه وكأنّها في غرفة لفندق خمس نجوم، بدأ يدير عتلة المجهر يقرّب ويبعّد إلى أن يحصل على صورة مجسّمة لها. فتفاجأ وقال:
-   هل أنا في حلم أم حقيقة؟. ما هذا الكائن الذي أراهُ أمامي أملس خال من الشعيرات لا يحمل بأرجله أيّة جراثيم وميكروبات، ربّما الله أرسلها لي كي تؤنّسني في وحدتي، ظلت العلاقة مستمرة قائمة بين الطرفين لا يقترب منها ولا تقترب منهُ، عندما نام في سريره، قالها: - بملىء فمه فعلاً كائنة غير مؤذية، ربّما هي جائعة، سوف أضعُ قليلاً من السكر والماء على الطاولة كي تنزل وترشف منهُ، فعلاً فعل ما أراد وهو ينظرُ إليها نزلت بجناحيها المفروشين لسلّة الغذاء التي أعدّت لها أخرجت إنبوبهاالأسطوري وكأنّه خرطوم الفيل عندما يشفطُ المياه من البحيرات، أخذت رشفة بعد رشفة وقالت: في نفسها،
-   الله ما أطيب هذا السكر! هل هو مستورد أم منتوج الحقل؟. وهي تقهقه على نفسها، مرّ يومان على هذه الحالة، وهو يراقبها عن كثب بمجهره المحبّب لنفسه، بدأ النهار يقصر والليل يطول والنعاس قد أهلك جفنيه كتأشيره للنوم متيقناً بأنّه سيكون في أمان بعد إطعام ذبابته المؤنّسة. وهو نائم بدأت تدورُ حولهُ وهو يحلم تصدرُ صوتاً: طن..طن..طن وهو يضحك بنومه ويقول: لها
-   سأمسكُ بك وأخلعُ أسنانك، وهي تضحك منهُ وتقولُ: له:
-   إث..إث.. صحا من نومه مبكراً على صوت ديك مزعج، نظر أمامه إلتفت يميناً ويساراً لا يوجد أحد حتى الذبابة ليست في مكانها، طفق يبحث عنها في كلّ الأروقة والممرات وأخيراً عثر عليها في حوض المغسلة غارقة في الماء ربّما كانت تريدُ شرب الماء بعد أن إحترق قلبها من أكل السكر، حزن عليها حزناً شديداً، أخذها وحفر لها حفرة في الحديقة ودفنها بأمان علّهُ يحظى بأخرى تزيلُ وحدته لبقية أيام عمره.

85
أدب / الحلم المعلّق
« في: 01:35 26/01/2022  »
الحلم المعلّق
كريم إينا

على أوراق الشجر المرتجفة برياح الجو، كانت سيما متلثمة الوجه تحلم بالزواج وهي تجرّ عربتها الخشبية المنمنمة نحو الأفق، بين خيوط الشمس المنفردة تشبه أصابع المعكرونة الطويلة بلا نهاية، وكلب نائم متخدّر من جوعه إلى اليسار، تبدو ساقية تخرخرُ ماءها نحو واحات الخضار وأعشاب البرسيم والجت الحار العشن، كانت أوراق اللهانة المزهرة تخفي لونها المتعرنش، تنغمر الفتاة بضحكة جادة أمام بستان الكروم المتعنقد،وكالصمّاء كانت لا تسمعُ أصواتاً غير خرير المياه المنحدرة من الضفة الأخرى، ترشّح في تلك اللحظة كسرات شعاع الشمس لأغصان متدلية تغسلُ دبقها بحنّاء السكون ذي الحيوات المتربّصة، إنهمرت أدخنة  ملتهبة كأنّها تدورُ في تنّور الغياب تعكسُ جبهتها ببقعة ثابتة غير بعيدة عن الساقية، ظهرت سيما غائرة الهندام وهي تنظرُ من بعيد دونَ أن تشنّف مسمعها بكلمة واحدة. كانت حركة الفراشات ترسمُ ظلّها في الماء وهي تبوحُ لها برسالة عن حبيبها الذي تحلم به، عبرت منحدر الطريق وهي تراقبُ بعينيها الذابلتين سكون الهواء، تركت عربتها الخشبية مغموسة بالطين المتعربد، مدّت راحتيها المكوّرتين وهي تنصتُ لأقدام خافتة إقتربت منها، إرتجفت متخيلة فكي تمساح يعترضا أسلاك البستان الشائكة، تذكرت بغتة أمّها وكم تمنّت أن تكون معها هذه الساعة لتحضنها إلى صدرها لدرء الخطر المحدق بها، وفجأة ظهر راكب دراجة نارية فأخذت تلوّحُ بيديها طالبة النجدة منه فحملها معهُ، بدت المشاهد التي تمرّ أمام ناظريها كأسماك ملونة قافزة في النهر، كصفائح التنك اللمّاعة عندما تعكسُ أشعة الشمس بها، وأثناء عبورهما الجسر شاهدت سرباً من الحمام الزاجل يتجه نحوها كانت تنظرُ صوبها لعلّ من أحدها رسالة من حبيبها. في غفلة لامعة طلبت من صاحب الدراجة التوقف، نزلت من الدراجة بإبتسامة وادعة إلى أن تلاشت من أمام ناظريه، وهي في طريقها سائرة في البستان رأت بطيخة صفراء أطفأت بها نار غليلها، في تلك اللحظة كانت قطرات المطر تترجرجُ عليها ممّا جعلت نبضات قلبها المشتعل من الحر الشديد تزدادُ خفقاناً، كان شعرها يتلاطم على وجنتيها بفعل الهواء العليل، راودتها أفكار عن صورة حبيبها الموعود، وكم تمنّت في هذه اللحظات السارحة أن يظهر حبيبها الذي رسمتهُ في مخيلتها، وهي متشوقة لرؤيتها ممَا حال الرؤية إنكسار الظلال نحوها، سائلة نفسها متى يعطفُ عليّ الزمن وأرجعُ إلى الذي يحبّني؟، في تلك اللحظة راودتها ثانية زخات المطر الباردة كادت تثلجُ صدرها وهي تموّه نظرها نحو رماد الجرف الذي يمسّ قاع النهر،مرددة مع نفسها كلمات خافتة: تيار.ثمار.قطرات.بطيخة. مسافرة بأفكارها كالباخرة التي تشقّ عباب البحر، فرأت صورة غريبة يؤرجحها حبيبها الآتي من بعيد وهي في حضنه متلهفة تشبه حقيبة خرساء معلّقة على جدار الهواء، بعد هنيهة من الوقت هزّتها رغبة ساخنة بإنتظاره وهي تحلّق بإرجوحة نسجت حبالها من الحرير الناعم، إعترفت بحبّها للدخان الصادرة من كوّة محرقة مهجورة بأنّها ما زالت داخل حقيبة مقفلة تنتظرُ حلمها المعلّق كي يأتي ويدخل إليها بمفتاحه، ولكنّ الأشياء سارت عكس تعويذتها المتيمة وهي تقولُ لها: واصلي السير إلى الأمام وبينما هي تسير أصبحت تسبح في الفضاء الفسيح بين النجوم، وفي لحظة من الزمن أحسّت بأنّها قد هوت في نفق مظلم تدفّق منهُ سربٌ من الغربان، بعد برهة من سقوطها صحت من إغمائها فتحت عينيها وإذا أمامها دهليز ضيق يسع لشخص واحد. سارت فيه لمدة ربع ساعة حتى وصلت إلى قبّة مشعّة تخرج منها رائحة المسك، قالت: في نفسها يا ترى هل أنا في حلم؟. تهيأ أمامها رجل قصير يعتمر قبّعة ووشاحاً أبيضاً قال لها: تعالي ورائي لكي أوصلك بسيدي. تراءت في نفسها وهي حائرة بقولها: هل أنا ألس في بلد العجائب؟. قادتها قدماها نحو سيد القزم وهي ترى أشياءاً مرصّعة غير مألوفة تفوقُ عالم الخيال كاللآلىء والمجوهرات والذهب، أصبحت عطشة ممّا دفعها الفضول لتعرف المزيد عن هذه الدنيا الغريبة. أشّر لها القزم بأن تذهب مع إحدى الجواري لإستقبال ملك الجن. سارت في طرقات مستقيمة وملتوية، غريبة... جميلة... وساحرة. إلتقت بأناس يختلفون كثيراً عن النماذج الإنسانية التي تألفهم في الخارج. وقف أمامها شاب بكامل أناقته وتألّقه مبتسماً لها بإبتسامة عريضة. بدأت الوساوس تنهشُ في براكين أحلامها تمالكت نفسها لوضع حد فاصل بينها وبينهُ لتخترق حدودهُ اللامرئية، لكن منظرهُ كان يهدهدُ في عينيها كالبرق المنهمر. حاول لمس راحة يديها وهي تستنشقُ منه رائحة مسك فوّاح لم تستطع تحمّل الوقوف تمايلت بين ذراعيه كأنّ الشهوة تملّكتها، غفت لعدة أيام بعتمتها الوردية وهي سابحة بأفكارها حول مراسيم الزواج إنبعث صوت بائع الفرارات مدوّياً يعرضُ بضاعتهُ للناس ممّا جعلها تستفيقُ من نومها، لقد كان كلّ ذلك سراباً ووهماً أوّاه..أوّاه لذلك النعيم الذي كانت تعيشهُ!، إذ كان كلّ ذلك نتيجة التعويذة المعلّقة في رقبتها. لم يكن هناك قزمٌ، ولا ملك الجن، وإنّما كانت مجرّد أوهام عذبة عاشتها على عربتها الخشبية وسط بستان الكروم لكنّها لحدّ الآن تحلم بفارس أحلامها.     


86
أخبار شعبنا / شكر وإمتنان
« في: 00:13 26/01/2022  »
شكر وإمتنان للرابطة السريانية للأدب والإبداع لمنحها لي شهادة شكر وتقدير لمشاركة نصوصي في الرابطة كما أشكر رئيس الرابطة الدكتور المهندس جبرائيل شيعا والشكر موصول  لكل العاملين في المجلس الإداري في الرابطة مع وافر التقدير والإحترام .

87
أدب / يعسوبتي
« في: 22:39 20/01/2022  »
قصة قصيرة
يعسوبتي
كريم إينا
كانت ليلة قارصة، لم أرَ مثلها في شهر شباط، حيث ضوء القمر الرائع ينيرُ سماء قريتي (بغديدا) الجميلة، زالت الظلال الشاحبة من بين الأشجار، وإنقشعت الظلمة في كلّ زاوية من زوايا القرية، وهربت حلكة اليأس من النوافذ الخشبية القديمة، ليسكنُ محلّها ضوءَ القمر المنير. الوقتُ فجراً.. ومصابيحُ أعمدة الكهرباء تذرذرُ نحوي ضباب إشعاعاتها المضيئة. همتُ بها وشعرتُ بشحنة خوف وقشعريرة، ربّما تحذّرني؟ كأنّ زمهريراً هائلاً يشقّ ثلجة أعماق صدري، منذُ يومين، يحاول خنقي، يحشرُ وسادة هوائه المصفر في أنفي حدّ الثمالة.. ولكن دون جدوى، حرّرتُ نفسي منه تسلّقتُ قمة شجرة التوت لأستلف الصعداء، هدأت نفسي قليلاً أمام ثمار الشجرة مصدر غذاء العائلة.. أسندتُ رأسي على أغصانها الكثيفة لأحلم بمستقبل بعيد. تلتفُّ حوله الغيوم علّه وأنا أسرحُ لألتقط كوّة مبهرة تنداحً في الظلمة الغامضة.. يعسوبتي المنمنمة فاردة جناحيها نحوي ساطعة تلتفّ حولي برذاذ جناحيها الناعمي الملمس.. تعلو وتهبط كطائرة هليكوبتر، تنيرُ العتمة بصورها البراقة، ودفؤها يقفقفُ برودة الجو، ونثيثُ الرياح سعيد بتمايلها وإنفلاتها من بين الأغصان، للحظة تصطدمُ بخيوط العنكبوت فيختلّ توازنها يضؤبها الهواء والعدّ التنازلي لهبوطها بات وشيكاً.. زايلها شبح الموت رغم المسافة البعيدة التي بيني وبينها، خفتُ عليها، قفزتُ من مكاني مذعوراً لإلتقاطها أو نجدتها.. وهي ترمقني وتتهادى لترشف قدرها المحتوم الذي ما زال بضع خطوات بيني وبينها.. حاولتُ إنتشالها كالأخطبوط أمدّ ذراعي لأحتويها.. ولكن عصب الضباب عمى بصيرتي، فإستشرى الخوف بي، بدأ القمر يخفتُ ويخيّم على سماء قريتي هدوء مقيت، كأنّها تدخلُ في دائرة الفوضى، جسمها الإرجواني الرطب ينجذبُ بشدّة مطبقة على أريكة الحديقة بلا حراك، تعتريني حسرة وإكتئاب وأنا سائر لإنقاذها.. ما زالت مرارة الأقدار ودياميس الكون تحومُ حولي لتتجسّد بهيئة يعسوبة صغيرة، تتملّكني نفحة الشلل والعجز عن الحركة، لأتخيّلها بقفزتي الطائرة من شجرة التوت روح بلا جناح تفقدُ الأمل بالحياة..
رغوة متكسّرة في وريدي.. نبض ورهبة.. جستُ نبضها برفق فأومأت لي تفاصيل وجهها بالحركة من جديد. تلفظ أنفاسها بذبذبات طائرة تهتزّ هنا وهناك كالطاقة الشمسية التي تبعثُ إشعاع الحياة لبقية الحشرات الطائرة.. تبدأ مرة أخرى تحملُ خيالها الموجوع لتطير في فسحة الفضاء المقمر يصبغها الغروب بالسحب. وأنا وراؤها أتبع حركاتها المتمايلة خوفاً عليها من السقوط،عدتُ أدراجي من شجرة التوت والوقتُ ينفذُ مني وأشباح رؤياي تضيقُ بي تُدخلني في جدرانها وتخرجني مجبول الخاطر.. فلتحملني الملائكة إلى هوائها الطلق الذي ما زالت تنسجُ منه نولاً من الحرير.. حرصتُ أن لا أسرع كي لا أصدمها بسرعتي وهي في ذيل الطريق، الآن إرتاحت نفسي المتمرّدة وهي تجولُ حقول بغديدا النديّة الزاهية، هناك بصيصُ أمل لملاقاتها لتحديد موعد نظرة حب بيني وبينها أحدّثها تحدّثني علّنا نصل إلى خيط مرئي يربطُ بين هواجسنا وذكرياتنا اليقظة، إنّها تصغي إليّ بحنان وتعرفُ ما يجولُ في خاطري من كآبات متمرّدة، فتأتيني بنسماتها الشتائية العليلة، تدغدغني بقهقهاتها الغضّة، ولكن ثمّة حشرجة كبيرة توشوشُ بآذاني إنّه سربُ الجراد جاء لينسفَ كل ما زرعتُ من خضرة الحياة، تستوقفني حمامتي عند مبنىً قديم، كتب على حجارة سوداء كلمة أتأمّلُ قراءة فحواها ليرسو إسم يعسوبتي الصغيرة على طابع بريدي صغير، الذي غطّته الأزمنة الغابرة، كانت ملتصقة بضوع زهرة، حاولتُ شمّ رائحتها المخملية وكأنّها تفاحة نيوتن، جذبتني إليها من أعلى قامتي حتى أخمص قدمي، دنوتُ منها كثيراً فطالعتني بنبرة كلامها الممشوق. وقالت:من أنت؟ يوشكُ البرقُ أن يلتمعُ وبخار البرد يخرجُ من فمها بكل عناية.. سحرني بنعومته المداعبة،قلتُ لها: أنا عيناك المحترقة تكمن عذوبتك الناعسة في فضاءات جسدي فألتقطها بسرعة الفهد، أطلتُ المكوث عندها وصدى كلماتها يَرنّ في وحدتي الجارفة، خطفتُ أرجلي النائية أمامها وصوتها الخفي خلفي يتململُ في كلّ الجهات شكرتني لخوفي عليها من السقوط وصوتها الإنثوي يترقرقُ ساعة هطول المطر وهو يتوهّجُ في ثنايا يوم شجي، كانت النشوة تغمرُ جوانحها ثمّ بدأت تنأى عني بمسافات غير مرئية حدّ التلاشي حينها أقفلتُ راجعاً إلى بيتي الموحش وعلامات الحزن تدّبُ من جسمي كشرارة سنا ضياؤها للعاشق الآتي من بعدي، وبعد هنيهة ضربتُ أوراق اللعب بالأرقام، علّها تخرجُ لي ثانية ونعيدُ حلم الحب الأبدي، ولكن تراني كنتُ مجرّد أحلمُ فقط حين أيقظني طنين ناقوسَ كنيسة بلدتي العجيب وهو يقول لي: حقاً.. حقاً ستأتي مرةً أخرى وبعد هنيهة من الوقت دُقّ جرس الهاتف حملتَهُ بيدٍ ٍ مثقلة وأنا أسترقُ السمع بدا لي صوتاً غريباً وهو يقولُ لي: سوفَ آتي وإنقطع الخط... فجأةً سمعتُ ضربةً خفيفة على مصراع باب بيتي المصنوع من شجر البلوط، إنذهلتُ بدوران لم يحدثُ لي من قبل، أسر قلبي وهو يعدو مسرعاً سابقاً أرجلي للوصول إليه، وعندما فتحتُ الباب، رأيتُ حلمي الضائع يعسوبتي الحزينة، وهي تتلهّفُ لرؤيتي، رحبتُ بها دخلت وعيناها البرونزيتين تقدح حناًناً غير متناهي، حينها لملمتُ أوراقَ حلمي الأخير، وكلانا نتشوّق بفرحة اللقاء التي ما زالت تضوعُ بيننا حتى مجيء المشيب.


88
أدب / أبا بهجت
« في: 23:16 13/01/2022  »
أبا بهجت*
 
شعر:كريم إينا


أبا بهجد،قُلْ ليْ،فكيفَ التغزّلُ؟
                        أردتُ السلامَ الحرّ من غير ما ردّ!
ولم ترغب الأفراحَ والعُرسَ والهوى
                           كذاك الجليسُ المعتلي قبّة اللحد
يُعاني من الهمّ الحياة المُناغصهْ
                         لشوق زهير يضربُ الحظ ّبالنرد
رمتكَ الدهورُ السودُ عنها برمية
                     عَدَتْ حُلمُك الغافي من النوم والسهد
فصرتَ الغريبَ التائه،الأصل والنوى
                             وكُنتَ المعافى يا جليساً بلا ندّ
خلت من سماء الكون كلّ الكواكب
                 عدا كوكب الشعر البهي لم يزل عندي
طريقي بعيدٌ في شجون قريحتي
                        يُنيرُ على ما كانَ من هامش الحقد
عسى عنبرُ الحيتان منك يعطّرُ
                        فأحظى بعطر من أديب على الخدّ
أقولُ لخلّي ما لشاعرنا رحل؟
                         وقد طارَ ذاك البلبلُ الآنَ من يدي
...............................................................
*  المرحوم شاكر سيفو: شاعر سرياني كبير من بغديدا.

أبا بهجت

89
أدب / أبا بهجت
« في: 23:12 13/01/2022  »
أبا بهجت*
 
شعر:كريم إينا


أبا بهجد،قُلْ ليْ،فكيفَ التغزّلُ؟
                        أردتُ السلامَ الحرّ من غير ما ردّ!
ولم ترغب الأفراحَ والعُرسَ والهوى
                           كذاك الجليسُ المعتلي قبّة اللحد
يُعاني من الهمّ الحياة المُناغصهْ
                         لشوق زهير يضربُ الحظ ّبالنرد
رمتكَ الدهورُ السودُ عنها برمية
                     عَدَتْ حُلمُك الغافي من النوم والسهد
فصرتَ الغريبَ التائه،الأصل والنوى
                             وكُنتَ المعافى يا جليساً بلا ندّ
خلت من سماء الكون كلّ الكواكب
                 عدا كوكب الشعر البهي لم يزل عندي
طريقي بعيدٌ في شجون قريحتي
                        يُنيرُ على ما كانَ من هامش الحقد
عسى عنبرُ الحيتان منك يعطّرُ
                        فأحظى بعطر من أديب على الخدّ
أقولُ لخلّي ما لشاعرنا رحل؟
                         وقد طارَ ذاك البلبلُ الآنَ من يدي
...............................................................
*  المرحوم شاكر سيفو: شاعر سرياني كبير من بغديدا.


90
أدب / غصن
« في: 01:35 11/01/2022  »
غصن
كريم إينا
غسق في صباحي
غمامٌ ينيرُ الزمان
على الأرض
عصفورة تجلبُ الحظ
خلف أناملك الذهبية
تغدو المسلاتُ فكر العظام
ولون المواكب يخضرُ
يرحلُ عاماً ونيف سنين
لن يزول شعاعي إلى الظلمات
كعطر الخليقة في قعر جبّ
كما يختفي الخلقُ
في غابة محزنه
طيفها يلبسُ العشق
مرتعشاً من ظلال...
وإيهامُ نفسي يظلّ
لحب جميل
***
أشدّ على ظهر قلبي عبيراً
ليترك لي وردةٌ يانعهْ
أجعلُ العمر منتجعاً وجنون،
لا تضيءُ القناديلُ بين مرايا
النفوس
جرارٌ تضمّ كنوز الجبال
فيأتلقُ الليل قبل النهار
لتسقط أمطار مملكتي
لسويعات عصري،
فيحملني فلكٌ معتمٌ
عند نور الظهيرة
كالومضة الخاطفة...
كان جرماً على سفني
وأنا لا أسابقُ ظلّ الرحيل
إلى درر مذهلهْ.
صار فكري رخاماً
لمملكة الأزمنة...

91
أخبار شعبنا / إصدار جديد
« في: 22:27 10/01/2022  »
صدر لي حديثا مجموعة شعرية باللغة السريانية بعنوان: (بدخذرن) (سأدور) من قبل المديرية العامة للثقافة السريانية في أربيل للعام ٢٠٢١ وتم استلامها يوم الاحد ٩ كانون الثاني ٢٠٢٢.
شكر وأمتنان لمديرها السابق الشاعر السرياني الكبير الدكتور روبن بيت شموئيل لطبعه هذه المجموعة والشكر موصول للمدير الحالي الأستاذ هلكود مع وافر التقدير والاحترام.

92
أدب / قصيدتان
« في: 22:52 06/01/2022  »
قصيدتان
كريم إينا

الدمعة الأخيرة

فقدتُ نجوم السماء
فصارت دروبي طويلة
لتثمر ثغر الزهور
أمام قيامتها في الصخور
فأجلسُ في العشب منتحباً
أتقلبُ بين المهالك
أوصلُ بالصبح أوردة
وإذا شحبت دمعتي
تتناسلُ لوعتها
تذرفُ الدمعة
المستفيقة...
***
 
خطاة

يدورُ الفضاءُ أمام
اليباب
يلومُ معايبهُ
يتناسخُ ذنب الخطاة
أمام ملذاتهم من ظلال الروابي
فتنسجُ منهم
غباراً
لتبقى عيوب خطيئتهم
ملجأً في
لهيب...

93
أدب / قصيدتان
« في: 23:40 01/01/2022  »
سيمفونية
كريم إينا

أسمعني
عزفاً تذرفُ منهُ
الأعينُ،
أغنيةً يتغازلها بدر السياب...
أسمعني همساً
في منتجع الأفلاك يطير...
شيئاً بين وجوه الأطفال ينير
فلتتعجّلُ في ليل الحزن المنخور
يوم تنشّقتُ نداهُ
صرتُ أحلّقُ في كون
بين الأغلفة البيضاء
أدورُ...
***
قيامة

أختلي في الظلام بأقنعتي
قفزتْ أنجم الكون معلنة
ألم الموت فوق الرماد
أزادت وقارتها غبطة
صوتها داخل النور يلمعُ
كالشمس تبعثُ أضواءها
في فضاءاتنا ومضةٌ
أعلنت في طريق الخلاص
قيامتنا... 


94
أدب / قصائد قصيرة
« في: 22:10 21/12/2021  »
قصائد قصيرة
نظرة
كريم إينا

سأنامُ على
حلمات قبابك
أقتلُ بين تفاصيل
العنقود الملتهب
لأرى وشم
الصدر
كنجم يسقطُ من ثغر
الكون..
***
مناداة
لك لعبتك الخاوية.
وأنا لي ضياءٌ يعانقني
مشرق في الصباح
على شرفاتي
بعيداً بعيداً
إلى أنجمي
سأرى ليلة تحملُ الوهم
أشجان حبّ ينادي..
***
بزوغ
النهارُ يمدّ صباحاً
جميلاً
على بقع معتمة.
عند غصن هزيل
يجىءُ النسيمُ
قبيل طلوع الشتاء
لتنبعثُ الزهرة
المائتة...

95
أدب / عتمة
« في: 00:12 21/12/2021  »
عتمة
كريم إينا

أدخلُ ظلّي في أرض
عبقة.
أدنو من مصطبة
لمرايا الصمت
أشاهدُ أحلامي زائلة
فألملمُ حباً
من حدقات عيوني
أصقلُ ناباً
من أنياب فمي
لأحيل بياضي
قنديلاً للعميان
وأقفزُ ظلمة ذاتي
عبر الأزمنة..

96
أدب / قصائد قصيرة
« في: 22:42 02/12/2021  »
قصائد قصيرة
                 كريم إينا

نفير

أفعى..
لا تشبه قرص الشمس
لمّا شعرت خطوي
قذفت بلسان
سماً
يرديني...
***

إنقاذ

حين أحرث مزرعة
يلبس القطن من حولها
حلّة
لو أراك أمامي
سأملأ كل سلالك
قطناً
وأعبّرك ِ البحر
من غدره
***
الخلاص

كيف يأتي الخلاص وأفكارنا
ألقيت في ظلال ٍ رهيب
تجلّى المسيح
بنور الحياة
وذاق المرار
بقدر ذنوب خطيئتنا
لو نسبّح لله نحظى
بتقوى المحبة
نشّد عزائمنا
نستعد مجىء الخلاص
إلى أبد الآبدين!
***

إرتواء

سأشّد النهر على قمري
وأفلّ الغيم عن الأعشاب
أتسّلق أشجاراً
وأضارب ماءً بالهوجاء
لأعشش كالأطيار...
***

إختناق

هنا عصر الدخان
لا قناع لي ولا عطر
جميل
إنّي غبار سيق في
قلب الطريق...

97
قوّة الإصرار والتفوق
 
ألف ألف مبارك إبنتي الحلوة صوفي نجاحك وتفوقك بمعدل 99.17 بعد التعب والمثابرة حققت طموحك الباهر الشكر للرب دائماً.

98
أدب / قصائد قصيرة
« في: 23:33 23/11/2021  »
قصائد قصيرة   
كريم إينا
 
إنبعاث
في الشروق العجيب
حين يختنقُ السقام
               تهلّ الفرحة،
يحكمُ النهار ليل الوداع
تشرقُ الشمسُ للصباح
حزمةً
حزمةً  وزيتونات..
لنورانية بيضاء..
ينسابُ منها الفجرُ الجميل
حين ذاك
يسمو الغصنُ
              بينَ
                 الصخور!..
***
المستقبل
 
دمٌ يلبسني كلّ مساء
يتراقصُ في حلته
                 الأبدية،
يدنو كزخات مطر
لزمان يغني
مشرقاً راية خفاقة..
سيظهرُ اليوم
          ليخطف المستقبل
هو الزمن الآتي
          يزهو
تلبسُ أطيافهُ
       ضوء
             الشمس!..
***
جشع
 
أقذىً بعيني
أم بعينيك،
أم
  الزمان
أصبح لك
في كلّ
       مكان؟..
***
إنقطاع
 
العمرُ كلّهُ
قطع الجليد
على شعري،
خانني
الزمان
كما حضيضُ
             الظلام
يلغي الوجود..
صار دمي لوناً
               أبيض
يرابضُ الموت،
حين ودّعتها
أرادت منّي
            الخلود،
وقبل الكبر
سلسلتي ذوت ثمّ
                  إنقطعت!..     

99
أدب / سجل حافل
« في: 21:37 17/11/2021  »
سجل حافل
كريم إينا
يا فاكهةً في داخلها العشاق
                     نام بأصابعها الفجرُ
كادت أوجاعي تعدي
                   نفسي
                   الملتهبة،
يا حبّي ...
طال الشوقُ في بحر العشق
كيف الأملُ الراسي في أحلامي؟
حرفٌ في أعماقي
ساد النبضُ الباكي في أشجاني
وكتاباتٌ خالدة
             كتبت للوطن
قولي لا .. للحالم في درب الأحزان
حبّ قاس الظلم
              بسيوف مرصوصة
                   ورماح معتوهة
نشرتُ أشعاري للأبطال
سيبقى تاريخاً مرسوماً بالذكرى
وسجلٌ طرّز أرضي
                  شوكاً في
                        عين الأعداء... 



100
أدب / الربيع الأخضر
« في: 21:56 14/11/2021  »
الربيع الأخضر
كريم إينا

غابتان
   إخضرتا
         بماء الليل
           حام بداخلها شوك
                           الغرام ...
تحومُ حول الطرائف
ثمّ تمرُ وتحومُ ثانيةً
              حول الوطن،
لتدقّ الأجراس
         عن الفتوح .. وعن الأمل
فيزهو الكلام
        بعين العاشقين
                          ويتسلسل ثمّ
يسري قلادة
              في عنق طفلة بريئة
  هنا السعادة
تبدو في الربيع الأخضر!..
بعد لحظات
تتركني وتعبر
سنيناً بعيدة ...
يا قارب النجاة
                 إلى العقول المتجمدة
أوصلني،
إلى الدماء
الحنطية المملوءة
                    بدموع البحر الأحمر.
الذي كان
في السماء
يتراقصُ مع النجوم
           في الهواء
                      الطلق...

101
أدب / قصيدتان
« في: 21:25 07/11/2021  »
إنبعاث
كريم إينا
في الشروق العجيب
حين يختنقُ السقام
             تهلّ الفرحة،
يحكمُ النهار ليل الوداع
تشرقُ الشمس للصباح
                 حزمة
                 حزمة –  وزيتونات
لنورانية بيضاء..
            ينسابُ منها
                    الفجر
                         الجميل،
حين ذاك
يسمو الغصنُ
               بين
              الصخور!..
***
المستقبل
 
دمٌ يلبسني كلّ مساء
يتراقصُ في حلّته
                   الأبدية،
يدنو كزخات مطر
لزمان يغنّي
         مشرقاً راية خفاقة..
سيظهرُ اليوم
         ليخطفُ المستقبل
هو الزمنُ الآتي
             يزهو
تلبسُ أطيافه
ضوء
الشمس!.. 
 
 


102
أدب / الطعنة الأولى
« في: 20:14 07/11/2021  »
الطعنة الأولى
كريم إينا
يا ويحي لقد سمّروني
               على الشجرة
من يحلُّ قيودي من النائبة؟
العفاء أسدى
              حبّي
لماذا أصبتموني بالكربة،.
الطعن راق
         منظرهُ بعيني
كيف الوهنُ أفلَ
            وجاءت القوة،
أبحثُ عن أعماق الليل
أبحثُ عن الساكنين
إلى متى يلومني الجرح
يطلبُ الروح
           من كيان أعماقي
من لوعة أحزاني
لا أدري كيف أصفُ
                    الطيف؟
لا أستطيع أن أصارح
               عن قرب الموت الجارح
تبّاً لك يا موت
إلى متى سوف تبعد
                 وتحلّ عنّي
لأنامُ كالمستهام
عند روضة باسمة
إلى الطرق النائية
لطفلة يائسة!...

103
أدب / قصائد قصيرة
« في: 23:01 02/11/2021  »
قصائد قصيرة

كريم إينا

 إلتواء

كنظرةٍ مشرقهْ
تلهو
خلف الموجة البيضاء.
ويمتدُ الطريق مجهداً
يتوترُ في المنعطفات
الدقيقة...!
*    *    *

ترابط
وإِشارات محزنة
تجفل
مثل الخيول البرية
هنا الأحلام الثقيلة
تتصل بعضها ببعض
كالقلادة.
*    *    *
الغيمة
تنقلبُ جانباً
لتنام،
كالروح المتقدة
خارج سبيلها..
لا أسمع صوتها
متدّلية من بخار الماء
مثل الأشياء الغريبة
مودعةً الحياة
المظلمة.
*    *    *
نغمة
تسحبُ مجسّاتها
بخجل..
تتكىءْ على كرسيٍّ
طوال الليل،
برق يشبه برق
غائراً عن أنفاس المساء
بروحٍ أفضل...
ونغمة دائمة سائبة
كالريح ترمقني إلى
نجوم الكون
تذكرني بالحياة               
الزائلة...!

إبتسامة
حيث لا يوجد مكان
تتلّوى النظرات،
ممشوقة كالسارية..
جاءت من سكون
مثل نسمةٍ هامسة
وقبلة منذوية
تعشق المطر..
*    *     *


إحتراق
 
لا أريد اللّظى
إنّ عهدَ الهوى ساكن في الشجونِ
أجنة ليل الخراب
تُعانق ثَغرالمآثرِ
في هيبة حبنا
جرحهُ نزَّ عيناً الى الدمعِ
رجفتهُ حضنت زهرةً
في السماءِ
فأسنت على الأرضِ
إنبعثت خضرةً في الخفاء
***

104
أدب / ثلاثة ثقال
« في: 23:01 26/10/2021  »
ثلاثة ثقال..!!
كريم إينا

الشهيد
إنّني أتلطفُ قلب السحر
أحملُ الحمل كبر السماء
يكادُ نهاري يخادعني
يدخلُ النفس كالسقيم
هو الحملُ دام على الظهر أحملهُ
ورؤوس النجوم أزحمها
لتدارك ليلي..
***
المتسول
صرتُ صاخباً
جزعتُ عزف ليلي:
ويلثمُ سهدي قنوطي
وراء الروائح
وهي تنادي القلوب
بشر تائه يستجيرُ المكان..
***
الرذيلة
إنّي رجلٌ واغل...
هدّ الليل
أوجستُ الفضل ثرى
حدثني بشخير الليل
كاد الكيسُ يتمرّغُ في الطين
فيصيرُ جدار الكيس
قماشاً رثّاً.. 


105
أدب / فراغات منعشة
« في: 20:16 21/10/2021  »
فراغات منعشة
كريم إينا
1 – إعجاب:
أمحو وشماً
       أخضر في
                    خدّي
حين القمر
           الأحمر
                   أدهشني..
2- رحلة
دعي عيني تجولُ الموت
بأذنيك النحيفتين
كي ترى
نجماً حنوناً
      يشبه الأرض..
               الأسيرة
       في كلام الصم..

106
أدب / غربة الوطن
« في: 01:03 20/10/2021  »
غربة الوطن
كريم إينا

إعتبرناك طير السعد
أخرج النور
من قفص النار...
أتركيني بذوراً
نمت
وردةً أزلية بداخلها
لا تباعد أزمنة بيننا
فهناك حقول
جنت حجراً من
                  يديها
وحقل أفاض ثماراً هنية
أحومُ حواليك
يا نخلة الأم
أهذي جذوع الرجوع؟
أهذي زهور الذهاب؟
فليلي تشتَتّت يا ويح
قلبي لأمري
أريدُ الرجوع إلى وطني
أزرعُ الأرض
زهراً فعطرا
غريبٌ أنا بين دربي
وأتراب آدم..
أرافقُ عين المها
من بعيد أماهلُ
لحظة داري
ويا دارَ عزّتنا
هل سلختُ الأمومة
من جسدي؟... 

107
أدب / قصائد قصيرة
« في: 21:28 17/10/2021  »
قصائد قصيرة
كريم إينا

إختناق
هنا عصر الدخان
لا قناع لي
ولا عطراً جميل!...
إنّي غبار سيق
في قلب
الطريق.
***
إرتواء
سأشدّ النهر على قمري
وأفكّ الغيم عن الأعشاب
أتسلّقُ أشجاراً
وأضاربُ ماءً بالهوجاء
لأعشّش كالأطيار
***
ثورة
برقٌ بهذه الليلة
                   البهيمة
هدّ السكون:
ألقى ضفائري أعلى الصخور
فتمّ كسرُ
صمتي...
***
فاو1
إرتطم الظلّ القاني
قارورة الدمع الوهاج
أتى من أعلى نقطة
                     في دمي!
ألقى بارود الزمان
                   خلف السكون،
أيقنتُ إذاً إندحارُ الطغاة
***
إنتصار
ما بين حنايا...
                 الفجر
سأغنّي أغنيتي ...
دعني أتمطى بشمسك
في مرآتي شاجورٌ
                     يضىء!...
يحمي صدر الليل
                   من وقت
                             أسود،
تتقاذفهُ الريح
وتعيد الليل
سلاماً حبّ
            في النصر...     


108
أدب / زهرة لا تهوى برد الشتاء
« في: 20:34 15/10/2021  »
زهرة لا تهوى برد الشتاء
كريم إينا

صحراء- دفلى
غصوني
دفلى
فالظلالُ هشّة
وهشٌ هو الخمر
يمخرُ النغمات سكون الفراق
والطيور تحصو برفق
صخور الروافد
أطبقت رأسها التلال
والقلبُ أبدى حطاماً
يلاقي أضلع الماء
والموجُ أزرقٌ
ما زال في المحنة سور
وزبدة الموج الرقيقة
تحلمُ في السكون
كانت أو لا تكون زحمة الليل
على ظهر الرياح
في السماء والأرض
زهرة لا
         تهوى
               برد الشتاء

109
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 23:34 14/10/2021  »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكأنّ على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...

110
أدب / أيّها العلم
« في: 21:10 11/10/2021  »
أيّها العِلْمُ
كريم إينا


أيّها العِلْمُ علْمُك خبزٌ
هنيء
يا موجة يعلو زبدها.. ليعود
البريق
أيّها العِلْمُ سر حيثما شئت
في الدنيا
كن حجراً يتعلق في عنقي.. كن عقيقْ
أيّها العِلْمُ كنْ حبرَ أغلفتي
أنت محبرتي وشرابي كلما
أستفيقْ
هذا العِلْمُ نورهُ لا يزولْ
العوالمُ من علمها.. أملاً.. والعلوم مدونة بالمحافل
فاتنا العِلْمُ.. في فكره كي يعانق غيم السماء
كي يمطر فوق اليباب جداول!
هكذا يشرئبّ الجنون بعيداً.. بعيداً لمسك عقول
الظلالْ...
هكذا العِلْمُ... يصنع في جوفه إبتهاج
لم تصله ميادين أيّ إختراع...
هكذا العِلمُ... أشبهُ ما بالعصافير
أجمل ما بالخيالْ!
أيّها العِلْمُ يا مسندي.. أنتَ شرفةُ النجمة
على وشك الوقوع والإحتقار
أنت شرفة طير على الغصن
" ترتاب خائفة عن خطوط  يدي.. أنتَ نارْ"
نهضت خارج نجم يتهاوى فوق صهيل الخيولْ
فصرتَ عبيراً... وصارتْ فنار
تحلّي فمي بأناملكَ
ليصير فمي حلوَ المذاقْ!
لتصير يدي حبر الحياة!

111
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 23:42 07/10/2021  »
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
كريم إينا
                                 
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي
أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضيءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي
برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور
من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: قومٌ من الفضاء الخارجي.

112
أدب / ما أجمل التصفيق
« في: 23:52 05/10/2021  »

ما أجمل التصفيق
كريم إينا
 
ألبسُ روحك معاطف
من برد الشتاء تقيك 
علّقيني كصورة في الملجأ
وقت الخطوب تحميك
أرشديني للطريق الصحيح
أكونُ طائعاً ليك
علميني أن لا أكون جباناً
شجاعاً يلبّي أمانيك
أضحكت ثغر ورودي
ومن ضحكها عطرها تهديك 
قالت: ما زال يتبعني
قلتُ:  وهكذا دواليك
القلبُ ينبضُ من صمتك
والظفائر تطيرُ فيك
من غيهب الهموم مرقت
ما أحلى تجلّيك
خدودك من زهر جلّنار
خجولة في تعاليك
منثورة كقوس قزح
عروستي أبغيك
لا شكّ في حبّك
ولا شكّ في تفانيك
كغصن بالروض تميلين
بدون أمر وتصريح 
فلنصفّقُ لك تصفيقاً
ما أجمل التصفيق



113
أدب / من ظلّ القراط
« في: 21:53 03/10/2021  »

من ظلّ القراط


كريم إينا                             

من علّم الحبّ
أسرار الوجود
أو رجفة الليل
في صندوق خشبي
المكان المخضرّ بالآس
صارخ من بعيد
نحو سبائك العسجدْ
دم يتوغّلُ في القيظ
يترجّلُ من صورته
بياض البارحة
لكنّه الخجل
يجتازُ لوعة الأحزان
مشيعاً كخبر عاجل
في بريد الحمام
نعم أعرفُ البحر
ونرجسة الأحلام
الفراشة تدنو
من أجل فتىً
قتلوهُ قبلَ أن يكبر
أمسكتُ به ذاتَ يوم
داعبني النعاس
وإلتصق بزجاج النافذة
أتفتّحُ فجأة
تحتَ أنفاس الحياة
كثلوج الربيع
بالحبّ أو بالعشق
أغرسُ ريحاناً
في منتصف الليل
ينبتُ في الصباح
يشبه جيوشاً وثّابة
أدعو العشاق
عند الأعراس
وعلى الطيور أحملُ كتبي
سأرى صوتي يطاردني
يتدحرجُ على السهل
ها هو القدر
يظهرُ أمامي
كغبش الأنفاس
يزهو في المدى
لن أنسى نظرةً ذاهلة
في إمثولة التعقّل
تعزّزُ قلبيّ المفطور بمقبض الباب
نسيتُ مساء الروح
عذراً فالحيرة جهاتي
أمضي خلف يومي
أتذكّرُ صديقاً لي
يملأ الفضاء بالنحيب!..



114
ربّ صورة تعكس ظلّ شكلي المتأرجح
 كريم إينا                                               

ما زلتُ شريراً
ما كنتُ لأشرد من عالمي المرير
بل أستعيدُ شمعة نهاياتي
في لحظة من الزمن
وحدي أعانقُ الشوك في الظلام
تعلو فوقي فراشة بلا أجنحة
تخدشُ بأظافرها شعري الأبيض
نادتني الأحلام من ضوع السراج
وهي تنبؤني بليل المجاعات
تلمعُ نجمة المساء في مرايا نفسي
كيف أُرجع ضوء الشمس الذي يغيب
هل شربته الأرض جرعة واحدة؟
ربّما ذرات التراب عكست صورتي
بها فكان الضياع
أيّ زقاق أدلفُ ودراويش روحي
تنهرني عن موكب الزقاق
يجيء صاحبُ الموكب راكباً
جماد الأشياء الصدئة
فتقدحُ عينيه بحجر اللازورد
فيرقصُ كسكران على أسمال الموت
أطأ سمائي البعيدة ببطاقة يانصيب
لا شيء يغريني سوى المعجزات
لا أدري أيّ رغبة
تقطعُ حلم هالتين متناثرتين
وسط إنفجار خرائب خورسباد
رؤىً تترنّحُ بخصلاتها الذهبية
نحو صحراء الظل الهارب
ها هو المخلوق الأسود
يدخلُ عاصفته الزائفة
يوميءُ بطوفان مجهول
وجوهٌ تفلتُ من زوايا الخضار
تسرقُ حصتي التموينية
بوابل من رصاص
أرفسُ الظلام بوجه النهار
كي يزحف ظلي المخشوشب عني
في وجهي ريحٌ تبرقُ من السراديب
تمتد في ساحات مقفرة
تفرشُ الجماد في عزّ الظهيرة
كهالة بيضاء تقبلُ الفجر
في تهويمة النسر المتعب
الذي ما زال يترجرجُ
ظلّه على الجدران
آخر جليس يزردُ دوائراً
من فم القمر المدهش
كنتُ أبحثُ عن خارطة الرجل المقنع
الذي يطبخُ جمراته في هوّة الذاكرة
أشربُ نخباً من قامة التمرّد
وهو يوصفني بنون القاسية
التي خطها ماردٌ جبان
وهو يتقيأ بعفونته في مدن السلام
سكرانة إشراقات نهاري المتيبس
أحاولُ إيقاف نزيف طماطم الأنفال
أطرقُ بمساميري المجوفة أمواساً
تلمعُ في سراديب صدئة
صعرني الليلُ بتسكعاته النازفة
جوع جسدي يبحثُ عن مأوى
في عنكاوا مول المظلم
بطونٌ خاوية تمسكُ مفتاح جيبي الفارغ
أقداح الماء تصعدُ إلى المغسلة
لتزيل بقايا آثار القهوة
أفتحُ ثقوب المطر برسالة مشفّرة
لتزيل غيمة أوهامي المفاجئة
بنور من الشعور المغمغم للحياة
أعمدة الشمع تتساقطُ من عيني طفلة
تحاصرُ ظلّي الطيني المسكون
أعبرُ مدن الريح برنّة ناقوس
كي أصل قلعة أوروك
لأرى وجهي المزهر
وسط إيقاعات مزدوجة
تنزلقُ الآهات كصرخات الخيول
هذا عالمي المزهو
وسط محطات الإنتظار
تلك الساعات النافقة
تقطرّت في مائدة الغربة
الوقتُ يمتصّ عزلة سراديبي
أتكأ على عصا موسى
لتنير النجوم أمامي
أحيا مع الريح لأصنع لي
مظلة في الصحراء
 أدورُ نحو متاهة المعنى
أبحثُ عن روحي
ما بين الأحياء والموتى
لتنكشف التجاعيد في مستنقع الطوفان
حينها تدّق الطبول في صمت روحي
نحو ملامح مذاهبي الفاضلة
تقدّست أرواح تعويذتي النازلة
من سياج جثثي الهاربة؟
إرتمى لونها نحو الضياء الأخير
لا أسمعُ أنين نصب حريتي
لأنّ جواد سليم سبقني
في تجسيد ملامح الأرواح الكادحة
على ضوء الفوانيس الخافتة
أصغي إلى أحاجي وباحات البيوت
لأدخل في غفلة زوايا المكان
في تلك اللحظة
حين يتقمّصني الوضوح أعرفُ
سرّ فتح أبواب النور
ما زلتُ وشاحاً الآتي من رفرفة الرياح
أيّ إيقاع يدخلُ في خيالاتي النازفة
أبدو مشدوهاً مع لمعة تقطّبُ أحزاني
وهكذا تتجمّدُ حلقات قاربي الضائع
تحت نجوم القهوة
 قديسٌ يمرقُ عبر الكون
أتوجسُ عيني الأزلية
 تتلعثمُ بصفحة بيضاء
أطفو على السكينة في وسط البرابرة
أطردُ الصدى بخيط منسي
يرفرفُ على أريكة ملؤها البياض
أفرشُ على نار جشعي مروحية الإبادة
التي باتت تجولُ بين الخرائب
أينما كنتُ في وسط الكأس أو على ضباب الطفولة
ستدورُ الأرواحُ من أطياف العابرين
معلّق في رأسي ناقوس الغيوم
ليقلّم أظافر تفاصيلي
آنئذ أتذكّرُ بوصلتي الفاتنة من بلاط العرافة
هي بحريقها تلتهمُ فراشات الليل
ذات يوم تنطلقُ الحمامات من كوخي القديم
من يدري أين وقع حذائي؟
كيف إختفى بلمح البصر؟
ألفاظ نور تتشرّبُ في لغتي
كي ترجع لي شكلي المتهالك
مذ هبطت شظايا الزجاج تصحّر بيتي المتشجّر
تقودني شمعة الحكمة نحو بوابة المستقبل
أجري في الظلام بعيداً من قيد السلاسل
أفرشُ رغبة مواعيدي الهاربة من بخار أنواري
أجمعُ أسرار الزمن بين يدي
كي يتنفّسُ غدي الحالم
عبرتُ في هذا العالم مثل حلمة ضائعة
وينهضُ من مكانها تابوت موميائي
عمق الليل يبحثُ في نفق النفايات
في كلّ أمسية تغادرُ الأشياء متعتها
في لبّ الهواء
أدخلُ ظلّي كاللبلاب
أصوات متناهية تلفّ
دماغي وراء كوابيسي
ها هي الكلمات تستيقظُ 
من مائدة صباحي
وفي كلّ مرة تنفلتُ أوتادي المتخيّمة
أتركُ حركة لعبتي في دياجين الظهيرة
لن أتمكن من رفع منطاد الأقاصي
إنّه الفجر يتقهقرُ في شوارع المدينة
يظلّ يترجّلُ ثمّ يتلاشى...

115
ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة
كريم إينا

أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...

116
أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري
  كريم إينا                                     

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوة
وسهام تسرّحُ كواكبها
ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها
 بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد
عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب
وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندلة
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها
 بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج
 تمسّدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي
على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة
 نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو
عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ
في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقة
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسماوات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي
المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة
 فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعة
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء
 تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ
فم الأمواج المستعرة
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري
المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمس المشرقة...

117
أصوات تستند على عكّازة الفصول
  كريم إينا
         
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
   تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة
تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة
 أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني
في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسه
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

118
أخبار شعبنا / شكر وإمتنان
« في: 23:00 26/09/2021  »
شكر وإمتنان للأكاديمية الذهبية للقلم الحر للشعر والأدب لتكريم نصّي الذهبي: الفجر المنشود مع مرتبة الشرف العليا. شكراً للمدير العام د. ليلى مراد ومدير مجلس الإدارة د. عودة الحجامي مع وافر التقدير والإحترام.   

119
أخبار شعبنا / شكر وإمتنان
« في: 22:53 26/09/2021  »
شكر وإمتنان لملتقى أدباء الشرق لتوثيق نصّي الشعري: الفجر المنشود. شكراً لرئيس مجلس الإدارة محمد منصور الموسى ومديرة التوثيق فرانسواز بديرة مع وافر التقدير والإحترام.

120
أدب / الفجر المنشود
« في: 20:47 23/09/2021  »
الفجر المنشود
كريم إينا

ومنك تسودُ الصور
بها تلوّن السكينة
يظلّ صوتي
كموسم القطاف
لعاشق الدروب
نزيّن العصور
فرحة الخمائل
لفجرنا المنشود
نملأ الأرض
حنين الجذور
نتوارى
أمام درب القمر
ندرّمُ أظافر الزمان
الموبوء
ونقذفه في نهر
نجسدُ رؤيتنا
عند رحيق كلّ زهرة
لا بدّ أن تعود الطيور
وتعودُ الخضرة إليها
ستمضي الأمواج
لشهوة الشاطىء
فلنسرع
في ومضة الريح
كي نرى الأمان
الأبعاد طرّزها
بيرقُ الذرى
نحو وجهنا المسحور
الذي ما زال يعصر
نهارات الجدران..
 


121
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا
ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمس الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسم ُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابي المشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة
 داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي
عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً
وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...

122
ظل الحياة يستأنسُ بخرافة الماضي
كريم إينا


ظلّ الحياة يأسرُ مخيّلتي
أنثرُ حافظتي أحلاماً وردية ليشهق القنوط
أشفطُ تيار الأيام بنظرة حب
أقطعُ المسافات بأشباح اليقظة
فتحضرني الأرواح الظامئة
فوق ملابس البكاء
وصباح الغد خال من اللازورد
يجلسُ على هيبة الكواكب
أسجو نوراً مظلماً
لم تشهدهُ أدخنة الرياح
كنتُ بالأمس ملتصقاً في زوايا النسيان
أصغي لأغنية الحياة
عبر بلّور نافذة الآلهة
الفضاء لا يسعني
ربّما أزهرت نفسي
على قارعة الطريق
يذوبُ الشفقُ أمامي
مخلّفاً وراءهُ مروجاً خضراء
تحوي كؤوساً شفافة تهزجُ بالخمر
بين السكينة والضجيج أنين وعويل
ينتظران ألفية الزمان المعطوبة
يقضمُ نهاري ثماراً صامتة
وهي محدّقة إلى زرقة الفضاء المتسربل بيقظة الأحلام
أتفرّسُ في وجه الظلام
علّهُ أصلُ قامتهُ المتصعلكة
أستئنسُ بشمعدان الحياة
قبل أن يوصد صومعتهُ بضوء القمر
أنثرُ هباء نواميسي وراء المجرّة
لمراقد محاطة بالأشباح
التي ما زالت مغمورة بالسكون
تنتظرُ ماضيها البعيد
صنوجٌ مزدانة بالنواقيس
تلتفُ حولي بأصواتها البالية
تمزّقُ سكون اليائسين بدخّان لهيب الشموع
أردّدُ في ظلمة الليل تنهّداتي العميقة
كي أدرج كآبة جوارحي بأفراح الناس
يأتي المساء فوق جبال الأحزان ليلثم زهرة البنفسج
أعصرُ عنقود الزمان غذاءً للياسمين
في أعماق نفسي ألفاظاً أتنهّدها
كي تعكس شعاع نجمي
ترمقني عيون النهار لترتدي البساطة
كرشفة أولى ملأتها الآلهة
من خرافة الماضي
ألثمُ أجفانك الذابلة يا سلطانة البحار
أتشبّبُ بدمع العيون نحو السواقي المترنّمة
أفتحُ عيون البغض بضمّة وعناق
أستلفُ العطر من أذرعي النائية
فتشعّ أنواري بلون قوس قزح
لصوص الكتمان تسرقُ منّي أجنحة النوم
كوني ثوب السماء مرصّع بجواهر النجوم
يا لقلبي الخفوق أراهُ سابحاً في فضاء الزرقة
أرسمُ ذكرى نواميسي
المبعثرة ببراقع الأحلام
ينأى الحزنُ من صحيفتي الخالية
ليسكنُ الأمواج المنقشعة من الغيوم
حينها تخرجُ من قلبي عصافيراً مغرّدة
نسدّ الشطآن في قرارة أرواحنا
ونلوذُ بالصمت برقّة متناهية
تنثالُ أشعة أفكارنا كالثلوج المتناثرة
تمتصّ رذاذ الأرض في ليلة ناعسة
كقطرة الندى ينزلقُ النور منها كالكرة في الشفق
أشربُ كأس الصمت من حليب السماء
وأحوكُ أنامل المدى ليبصر النور
أصارعُ العواصف كي يرى العميان بالمرايا
من خلال الليل الزاحف ألمحُ ظلّ الحياة
يتحرّكُ فوق الغمامة ليكشف سرّ الخرافة
سأطمرُ آثار أقدامي بحلاوة الماضي
وأكنسُ الليل الأصم بعيداً عن الضوضاء
أبهرجُ المرئيات بوشاح النهار
لأمحو الليل من عالم الوجود
أنفخُ بأنفاسي الملتهبة قرباناً لمخاوفي الصمّاء
أستقي مخاوفي من أرض اليباب
أغامرُ بقيثارة شجية
للوصول إلى النول المقدّس
أصطادُ النهار من ندى الأقداح
أحبسُ بفضائي رقصة الأنوثة
أتيه كراهب يبحثُ عن خالقه
علّهُ أعكسُ وجهي في مرآته
ليتوق الصمت للأباريق المهشمة*...
..........................................
*الأباريق المهشمة: مجموعة شعرية للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي.

123
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 20:55 19/09/2021  »
حضارة مطلسمة بغربال العتمة
كريم إينا

فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدوّية
يومض برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاة

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي
 نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلاّة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي
نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ
بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات
قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ
أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...

124
نبضات تشردُ من عباءة الصدور
كريم إينا
سمعتُ أشواق الشواطىء
تتمرّغُ بأحقاد الظلام
تتراقصُ البسمات كسرب العصافير
نحو جدائل المساء
***
تنسلُ أحلامي أدراج الغياب
نحو عباءة النسائم المزهرة
يختفي الضباب من جمالها
ويرتوي ماء العيون
من حقل ضبابها
تنفّست ذاكرة الأيام
بباقات البيبون المنعشة
***
أيّها الشوق الجميل
كم تلوذُ الوجنات لأحداقك
مجرّد مرسى يحصدُ شلال الدموع
من ظمأ الحرمان
***
يصحو قارب أحلامي
من قطاف المواسم
أجوبُ السكون نحو
ضواحي الجراحات المندملة
ما زالت الآهات تحدّقُ
في رؤى المسافات
ألتمسُ نبضات مسافرة
في الأفق المترنّم
إختمرت عناقيد العنب
عبر أزمنة مغبرة
أراوغُ ظلّي المحترق
كما يرقدُ بوذا في حديقة الزهر
***
تستغيثُ الفصول
بنبضات الشهداء
أسرابُ المصابيح
تشعلُ حدقات الآهات
تحاورُ رؤى السنين
إختفى سرّنا المؤطّر
نحو سنابل المواكب الفضية
تراودني إفتراضات العشق الفضي
تنزو وسط طقوس التعاويذ المستهلكة
***
تلهثُ الحرائق بعري التنبؤات
فوق مجاذيف الأساطير الحالمة
شموع المواسم تشتهي دموعها
بوح الصرخات اللاهثة
تسافرُ بنا حشود الزوابع المربربة
***
تبدأ المسافات تنحتُ بحدقات القصائد
تشردُ بعد إنهيار رماد الشموع
وتنأى الشهقات بطواحين النجوم المقندلة
تشدّ الوجوه على فراش الصمت
تصطفُ برؤيا الترانيم المنحوتة
التي ما زالت تنحتُ في الصخرة الصلدة
وصوت الموجات
يحملً بقايا ذبذبات الصدور
إلى الأبد...

125
أدب / نازح في رئتي غيمة
« في: 00:58 15/09/2021  »
 نازح في رئتي غيمة
كريم إينا

سماءٌ مريّشه
يفيضُ وجهها بيقضة الأحلام
تستّرت عيونها في رئتي غيمه
يخالُ لي صورة قايين
تمطرُ بصوت هابيل
غرابٌ موغلٌ في التصحّر..
يشبهُ أعقاب السكائر المنبوذة
تنتظرها أكتافُ الحاويات
جسدٌ يقتلعُ ريح الدروب
نحو الصمت الذائب البعيد
ينثرُ رماد النار
وسط خرائب الضوء
باقة من رماده
 تزهرُ نحو السراب
دمٌ يملأ الطرقات
بأنياب الملثمين
وهم يخترقون أجسادنا الجائعة
عرشٌ أسود يتراقصُ
على طريدته في سوق النخاسة
يبعدُ أحبائي عن ملائكة الروح
يسرّحُ الغازي لحيته
بجمرة الخطيئة
أغلقت شوارع مدينتي بالكونكريت
ليصبح المارة كالأسماك في السنارة
هكذا شعبي كائنٌ
متناهي  من لظى الأيام
رصاصٌ لا يدلسُ على بوابة الليل
أقندلُ بمنجلي المكسور حدّ اللمعان
وألصقُ بالحاضر فجري المقلوب
أنامُ على صفحة الماء
كفراشة محترقة
أجيىء من سفر الخروج
 معصوب الأعين
أصبح لي خيمة ولافتة
كلاهما موطني
نازحٌ يعثرُ. ينفرُ من الحياة
بكلّ الإتجاهات
يجدُ نفسه في نهايات العبور
بشرٌ تلوّن بحقيبة سفر
تشردُ الإبتسامة  خلف الكواليس
خوفاً من إله الظلام المارد
حتى الغيوم بدأت تغلقُ نوافذها
لتمنع دخول العبوات الناسفة
على قطرات المطر
أصبحت رائحة بلدتي توابل
تزيدُ عطستي اللامتناهيهْ!..
أيّها العدمُ قاتلٌ
يفتّشُ عن القاتلْ
يحملُ قنبلةً صوب وجهي بدل القبلهْ
أسمعُ خطاهُ الرثّة المتلاشية
كالمسامير تدقّ
على صليب حياتي
ووجه الوطن دامعٌ
كزجاج النوافذ مسحوق
يحاكي آلامهُ عبر الدروب
الخبر المنفجر أمس
يدخلُ الأذن بكلمات ٍ يابسهْ
الحيوات تحت تأثير الحرارة والبرودة
تبحثُ عن السلام في ملامح الريح
لا يوجدُ شرطيّ المرور
ليوقف الإشارات العاطلة
مصابيحُ السيارات توشوشُ للمارة
الآفلين من مرايا الظلال
الوجه مكوّرٌ كالغربال
 يلتحفُ بعباءة الليل
أحفرُ ساتراً بعين فارغة
كي يصبحُ للعراة رداءً دافئ
أقلّمُ أظافر الجوع كي ينزل المنّ من السماء
يباغتني الكره عند الأرصفة الممسوخهْ
مسافرٌ في جوف الغربة
كأصابع البيانو وهي ت..ر..ن!
ما من فسحة للنازح في الخيال
ستبقى التنهدات في الريح مستمرة
ترعبُ ظلّ الجسد المثقل
 بالصراخ...

126
أدب / زمن مر
« في: 01:01 13/09/2021  »
زمن مر
 كريم إينا
إبتلعتُ لون الشعر
عندما جسدي إمتلأ بالقروح
مثل إبريق نحاسي
أبصرُ شيطاناً أسود
إنكمش قلبي مثل أهوار العراق
وختم الأصابع أصبح بطارية بغداد
تنيرُ تابوت العهد
وأظلّ بإنتظار الترياق
لأغرغر فمي من ألم الزمان
توقف النهرُ ثانية من الزمن عن الجريان
ودخل بقلب الزجاج
طائرٌ متوحّش عزل الأب عن الأم
والأخ عن إخته
والكنة من حماتها
أو جنّ دخل بين الجد والجدّة
مثل الجذام مليء بالجراثيم
مثل الجراد الذي يأكل الزرع
جلستُ بين الجفاف
وكأنّي شربتُ جعة
أدارتني داخل الجرّة
أبحثُ عن نفسي حائراً
في الجنائن المعلّقة
وأينما أجدُ جيفة يكونُ الغربان
حكتُ حالوب الحديقة مثل حزمة
مملوءة بحقائق القانون
مثل خرز الرقاب
إن وقعت واحدة منهنّ
تصبحُ الدنيا مثل حاذلة
تدوس الكبير والصغير
أسيرُ مع السراب
أشعرُ بسخونة الأرض
تصلُ سقف الحلق بلا شخير
صرختُ بكل صوتي من عطشي
فإنفتحت غيمة سال منها
حزمة ضوئية
قالت: حكمة" كل الناس يموتون أنا إنسان إذا أنا أموت"
ونزل المطر بغزارة
أصبحتُ أخمنُ خطيئة شعبنا
عندما خفاش أسود
نزل خلسة على شعبي خلق الدمار
دعوتُ العالم لنجدتنا من دنس داعش
حدث ذعرٌ  وذهول وهروب داخل بيتي
نريدُ الرجوع لبيوتنا
ريثما يسقطُ داعش
ذاك الذي سرق نقودنا
وذهبنا وحاجياتنا
الذي هجم على بغديدا وسهل نينوى
سينزع شرنقته
وكلّ الشر يصبحُ جرّة فارغة
بلا قنبلة أو شيطنة
يبقى الصالحُ والصالحات
ونسمعُ حين ذاك صوت الدجاجة
صوت الناقوس
يعطي صورة لأصوات: النحاس، الفواخت، والضبع
إلى الأبد...

127
أخبار شعبنا / شكر وإمتنان
« في: 23:50 12/09/2021  »
شكر وإمتنان لمدير ملتقى أدباء الشرق الأستاذ فرانسواز بديرة لمنحي شهادة تقديرية لنصّي المميز بعنوان: ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة والشكر موصول للأديبة الراقية نفيسة العبدلي مع وافر التقدير والإحترام

128
ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة
 كريم إينا                                   

من أنا لأصرخ في وجه الرمح
يُدخلني بالخوف
وأدخلهُ بالرعشة
أطيرُ بأجنحة الورد
خلف جدران الظلام
ألوك ملامحَ وجهي
كحلم ليل...
***
من أنا كي أداعب
البوح من عطره
راحت رؤى الأحلام
تنأى من خاصرتي
تبثّ الغد خريفاً
يتململُ بقلب الصباح
بحثاً عن مرايا صورتي
التي طواها الردى الصدأ
***
أستدلّ السواد من أرغفة اليأس
أرقبُ أجنحة الليل الميتة
وهي تجسّدُ شتائي بصمت الخطيئة
أقضمُ أظافر إبليس
بكلمات الحق
وأسكنُ ليلة في الفردوس
كي لا أبقى منشغلاً عن الريح
***
أغرسُ حشاشة لغتي
بينَ خدود الشمس
وتبقى الأضواءُ مفتاحاً لعتمتي
ورقة تبحرني نحو بركة ذاكرتي
يهبطُ البياضُ الباردُ منّي
فيستحيلُ أرتالَ الغيوم
مزناً براقة تغمرُ
فوهة الإغتراب
***
يرتجفُ السنونو على عزائي الطويل
تسكبُ الريحُ نسماتها
على السواحل المرشرشة
لتطلّ على شناشيل الباشا
***
أراجيحُ مأتمي
تتراكضُ خلفي لا تنام
أتهجّى خوفي
بشظايا لاهثة
تطيرُ من عينيك
لطلل مجهول
***
بتُ أغارُ الحسن
هل أنا صاح أم ثمل؟
أخافُ أن أدنو من نفسي
غدا عتابي وضح الصباح
لاحَ في الدجى قتلي
أليس الموت مرٌ
وراء الغيوم أراهُ
أثقلَ من حملي
***
الروحُ بجسمي زفراتٌ معلّقة
تكشفُ أنينَ الجنّ
عدتُ وحدي أركبُ الغمائم
***
أينَ هي عربتي؟
لأذيقَ الأرض ثقل مهجتي
تخلّيتُ عن لهوي
ألوذُ من مطرح إلى مطرح
عطشانٌ لوجه الموت أرتمي
***
    البان غصنٌ مرّ بي 
هو سقاني ثمّ أحياني
جننتُ به بلا شك
أهتفُ بإسمه بين الفقراء
لينضح من بياضه جوهرُ الأمان
***
أمحو أذرعي الفارغة
لأصاحب ألوان الزمان
على شفتي وطن
يُطلقُ أنينَ الحضارات
لنجوم الليل الراكضة
***
سقاني الراحُ بيديه
فجئتُ به كالريح بين الغصون
طابَ للحالم ورداً
لينعش من ضوعه خضرة الروح
***
طفتُ وهم خاطري
فهدى لساني إليه
وكانت الحقيقة ورائي
تعرضُ مشهدي الأخير بعد توقّفي
تقدّمتُ لأخترق مبتدأ إنطلاقي
علّهُ أكشفُ أطوار أفراحي
***
أمسيتُ مساءاً
لم يبح دمهُ لجوعها
فأحسبها نديمتي
تحنّ الأترابُ لبلسمها صفاء غفوتي
***
أفتحُ غسق المقابر
بقلب مكلوم
لأشاهد إرتطام الصباحات مع بعضها
وألحقُ بخفية
خرائط العسجد المحروقة
***
حينَ كنتُ نسر الغصون
كشفتُ ضوء القمر
وهو يرخي سدوله بمرايا الأزمنة
إستنار فنائي
وإقتربت لحظة الخلوات
لأنفخ في جلدي
كنفخ الكاروبيم في الصور
غبتُ عن ضميري
وغاب وهمي عن حضوري
***
خمائلٌ أزهرت
وعن سرّ غيبتك أفصحت
ركبت البحر
ولساني معجونٌ بعصا موسى
أعلّقُ أحلامي في بطن اليمّ
وأمدّ نظري في بحر
الخطايا...

129
أدب / نازح على سرير الغربة
« في: 22:38 10/09/2021  »
نازح على سرير الغربة
كريم إينا
سهام لحظة تلبسُ
أزقة عيونك التراثية
تشردُ مزامير التجلّي بعزلة ميلادي
أتراني جثة هامدة على سرير الغربة؟
أم ثقب في سقف نازح
تنزلُ منهُ قطرات المطر؟
****
أحملُ تنّوري على نبض قلبي
لتضيء علامة إنبعاثي
على مدرسة القديس إيريانوس
من وطن الناقوس
أطفأ كأس عرقي بلسان الضاد
فيتهامسُ عويل النساء
من حمرة نهر دجلة
وإحتراق بساتينه المورقة
****
ألبسُ عصر قصيدتي
بصوم صامت
طالما أفعمُ بخيمتي الجديدة
أتأمّلُ جنازة زارع
تسدّ جوعي المبحلق
****
حين إستفقتُ من فضاء الكون
توقفت الشمس لتملأ
بطنها من فتات شعاعي
من منّا لا يتشرّد
ويتدحرج كجمرة نار
****
هكذا يبقى الزمن فارغاً
يحمي لونهُ المقمّط وصراخ الأفكار
تعزوها رائحة الوقت البالي
وحدها تغطي السحاب
بصياح الديكة لفجر جديد
****
الظلام يلفّ حبال الحرب
لمقتل قابيل
ويحتسي من دمه خمراً فاسداً
يعطّلُ المخّ ويشلّ اللسان
الأعين تبحثُ بين الجثث
عن مجد مفقود
يقضي أيّامهُ الواهية
لتنهدات السماء
****
سأطلقُ شرارة النهار في شهر نيسان
لتصل فقاعات البرق
في شوارع غربتي الصامتة
أعانقُ أكتاف الجنّيات
وهي تصرخُ من ضياع
نينوى..كالح.. وخورساباد
****
نشيد أوردتي يسكنُ مقعداً شاغراً
بعد أن يلحفه الموت
كانت رائحة الأرض تلحسُ ظلّي
تنشرُ أجنحتها برائحة الملكوت
البارحة تختفي من قساوة الظلام
تمزج الشرّ كغراب أعمى
****
بدا نقائي كروماً يانعة
تدورُ في قواميس الجمال
ليس للبكاء مكاناً عندي
سوى أجنحة الفرح
كسنابل الحنطة الصفراء
تدخلُ مملكة الضباب
المشرقة...

130
أخبار شعبنا / شكر وعرفان
« في: 21:00 09/09/2021  »
شكر وعرفان لمجلة الفؤاد الدولية للأدب الراقي  لإختيارهم نصي الشعري والذي بعنوان: قبعات تتمرد على النبوءة كأفضل نص للموقع شكرا لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ أحمد فواز مع وافر التقدير والإحترام

131
أدب / مرايا تسقطُ من برج الكلمات
« في: 16:47 08/09/2021  »
مرايا تسقطُ من برج الكلمات
كريم إينا

أبواب الآلهة غادرت رمادها
وخاطت من طهرها
لوحات العالم السفلي
***
تبتسمُ للماضي وتحزنُ على المستقبل
تمضغ رمادها السماوي
وهي تعزمُ الرحيل بهيئة عصافير
مرّت ذكرياتي الصدئة أمامي
وهي تحملُ تجاعيد إنتظاري الغامض
هكذا تضحك الشمس من تقاويم عهدي العابسة
***
منذ إنهمار الضوء على الكون
كنتُ أتجولُ في مؤخرة الهواء
علّه أعثرُ على جسدي المتغيّم
تحت يافطتي ذهول إمرأة
تستيقظ من عتمتها
***
هذا الهواء لم يدلق حرارته على معبدي
مجرد غيمة تبردُ زخاتها
لتحوي كأسي
***
مرايا الليل تبعثرُ أشلائي
بفوهة مصباح
كلّ ليلة أحملُ عكّازي المقوّس
أرفسه في زجاج الرغبات
كي ينير لي كوكب الأمنيات
لا أقدر أن أتخلّص من نومي
وعيونك ترتعشُ من برد الشتاء
***
جفّت دموع الأبرياء
وما قلبت الغيمة نفسها للنماء
كان الظل يسقط كنجم من السماء
يتدحرجُ خلسة عبر ثقوب الماء
***
أنحني بظلّ عكازة إجلالاً لعناوين الحب
أتلاشى في مجرات الكون
لأخلط الهواء بالغبار
ألتقطُ مرايا نفسي الملتهبة
وهي تسكبُ النبيذ في جرار العمر
***
سأزيل الظلام بذيل الفجر
وأتقرفصُ بخفوت داخل فردوس الكلمات
حتّام يبقى الظلام يلامسني؟
وأنا في العقد الخامس من عمري
كلّ الكائنات تركضُ خلفي
كطبشور ينثرُ فتاته للمتعلمين
***
أدخلُ رصيف الذاكرة براية بيضاء
لتغدو إيماءاتي قهقهات ضوئية
يتسلّى بها الجمال بنظارات فارغة
***
أصيخُ السمع لتماثيل جردت في نينوى من تفاصيلها
أستلفُ رأس سنطروق
ليقف خشية أمام إله الشمس
***
كنتُ يوماً ألوحُ بأكمام السماء
لألمس الظهيرة المشبعة بالأنفاس
أتمايلُ كلّ لحظة بظلال متكسرة
***
ما زال قوس روحي أخضر
يتعثر بلحية آشور
وهو ينقشُ شعارات
يحسدني الغرب عليها
***
أسمعُ اليوم يباب قبّرة موشّحة
أذهلت رخام قببي
وقفتُ أمامها كضريح يلمعُ في خزانة المومياء
تلك الأصوات تدخلني في أنياب عاجية
***
تمرّ أمامي كشقائق النعمان
تتدلّى حلماتها في فم النحل
حينها يسري الشهد بروح منحوتاتي
تخرجُ من خزانتها كفراشات الأساطير
تتحركُ بأنفاس لاهثة
مقمرة كالقناديل
***
أشاكسُ عالمها المألوف في سوق عكاظ
كأنّ سرّتها قيثارة بابل
تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ
مرّت سنين وقرابين المعبد لا زالت
تنسجُ خيوط حريرها بنوافذ أحلامي
***
كلّ مساء أعقدُ صفقة
لتأويل إيقاعاتي المنسية
ربّما أمشي على الموج كقشة
تبرقُ فضاءاتها في راسن الغد
كإسطورة تنزلُ من برج الكلمات...

132
أدب / قبعات تتمرّد على النبوءة
« في: 23:48 06/09/2021  »
قبعات تتمرّد على النبوءة
كريم إينا


أبصمُ ممرّاً في ظلّ الأشجار
لتمضي كهرباء نفسي
عبر أسلاك العالم
أقترحُ قبعات تغطي بلاهة الليل
خلف صلصال الضوء
ترحلُ يقظة الألف والباء إلى الأسطورة 
لا تبعد نظراتي نحو ثقوب الخرافة
أنفخُ في مقصّ التعاسة وأرى
كيف ينثرُ تماثيله البالية
نحو تجاعيد الألم
لوطن حر وشعب سعيد
لم تبق حزمة واحدة
إلاّ وجمعت يومياتها الماضية
لم يعد فمي يتلمّس الأشياء
لفقدان شهيته المطلية
بصمت المارة
أفقدُ لمعان النوافذ
وهي تحكي عن ستائرها البالية
هكذا يغربُ مكاني بعتمة الزوايا
المثلجة بالبرد الداكن
تمرقُ مناديل الفوضى على أناقة هندامي
الماء والهواء يطلّ منهما مردوخ وإنليل
يأتيان من العالم السفلي
ليحطموا أوثان الجنّيات
ويعيدوا أجور العمال المسلوبة
مساءات الهذيان
في ذلك المكان العجيب
تفيضُ رؤياي بهما من الحب
لا تخشى الهيبة
كلّما طال المساء
يمدّ نعاسي نغمة الصحو
نحو الشرفات
منذُ ألف ليلة وليلة تتبعثرُ خطواتي
نحو عفريت يجثو على بساط الريح
وأنا وحدي
أملأ الذاكرة بغياب متمرّد
الكون يحلقُ صالون السماء
بماكنة النبوءة وسط مخيلة الأشباح
وهي تخطفُ إصحاحاتي الخرساء
ربّما أتسلّقُ نفس ذاتي
لبريد عاجل...

133
أدب / مركبٌ آخر لشفاه موجه
« في: 22:42 05/09/2021  »
 مركبٌ آخر لشفاه موجه
  كريم إينا                           

مراكبٌ أخرى
تنتظرُ رحيلي
أتيه بجنب موجة
أحلمُ بسر غربتنا
أخافُ أن تقلب موجة البحر مركبي
فيضيعُ حبّي عند آخر سن
يرسو على الشاطىء
لقد أخطأتُ المسافات المحبوسة
سأنازعُ صمت دواخلي
وأبوحُ للأجيال
ما يتهكّمُ بوجهي من ظلم
الحب أسير في الجب
يجيء بلا إحساس
يغورُ الصبح في عمق غرفتي
ينسيني ما أريدُ من حياتي
فسّرتُ كلّ شيء
إلاّ الاكتئاب الفظيع
ما زال يغورُ في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس
كأنّ إشتياقي ليلٌ أسود
يجري على صدري في وهن
يقلعُ ظلّي من خلفي
كالسوط يطبعُ آثارهُ على ظهري
كالقطة الوحشية عندما
تغرزُ مخالبها في عيني
يا كأساً أجرعهُ
أطرحُ كلعبة مستهلكة كئيبة
تهزّ الكون بجناح ذبابة
أرقصُ رقصة مريبة
فيبدأ كأسي يرقصُ ويغني معي
كلّما تلتفّ شفاهي حولهُ
ينسابُ بصري في النور
أنامُ بين راحتي السنين
وفي قلبي رؤية بعيدة للرجوع
أنا هنا بأشيائي بإنتظار
ربّ قطار يحملني من هذا الدمار
فأرى الحياة تلوحُ على رصيف
محملة أمواجها بشائر في حقائب
لن أعود ثانية
ما دام الوعد والعهد مهددان
لن أولدُ إلا في درب مطعون
رأيتُ الأطياف تنقلُ نشوة المآقي
كانت الرياح بلا حفيف
والصحراء كانت رمالها أوسع من عقلي
كلّ ذرة تدخلُ في عيني
تصطفُ في مشارف ظلي
في زمن زحف اللون الأسود ورائي
وسمعتُ خطاهُ
تمزّق نيرانه سمائي
المزركشة
إلى آخر طلل
يرشفُ وجنات الصباح
بلا نظارات
أو عدسات الزمن
السحيق...

134
أدب / لي فضاء في مكان ما
« في: 16:06 03/09/2021  »
لي فضاء في مكان ما
كريم إينا
 
سطع التهوّعُ يبطىء فراري
من هجرة الدم
وإزميل الشظايا يمدّ نعوشه
على أحشاء الأزل بإتجاهات العدم
أعلو فوق أبخرة الضحايا
كبخار الحماقات الذي يخرجُ
من عمى النار
***
أنفلتُ في أحضان شرودي الغامض
وعيناي مثقلة بمراقبة أدغال العالم
أرتدي عتمة وطني بمواجع صامتة
أمرقُ من أحشاء الأزقّة
إلى فضاء فقد لوناً من ألوانه
يرتجفُ بعراء مرير
***
أمامي جريمةٌ غامضة
تحاصرُ بمديتها قتلٌ مجاني
بسلطة اللون الأسود
يرقدُ جنوني في أبجدية السماوات
أملأ فراغ المكان بلون صدأ
كي لا يشتّتني نحو خراب جديد
***
ألقوا روحي كسمكة تتلعبط في ملح البحر
علّهُ نبي يونان يرسيني
نحو سواحل اليقطين
أنظر إلى أفراخ السنونو
وهي تعومُ تائهة في الدروب
كالشموع المذابة في زوايا الليل
أغسلُ ضوء الشمس في طقس ملكي
كي تزدهي ذاكرتي باللمعان
***
إمتدّ صراخ بلدتي
 نحو إقليم كوردستان
ذاك الصوت المبتل
 بسواد الليل البارد
وهبني تاجاً بلون الصلاة
أنا داخلٌ رغم الحرائق بوابة بغديدا
لأرسم البسمة على وجوه الأطفالْ
آتٍ بنكهة البكاء
لأصوغ أعياداً وقصائد
وأرفع على مداخل نينوى راية السلام
***
هيا بغديدا إنهمري في مرايا جسدي
تحسّسي قدوم دفئي لأزقّتك المحرّمة
يا عصب القلب يملأُ كنائسك صلاةً حزينة
آت ٍ إليك بخطوي نحو صحوك الطيني
لأغتسل بجرن عمادك الروحي
آنَ الأوان لأوقظ طوفان نوح
وأضعُ حدائق عينيك في زوارق أحلامي...
***
لا يستطيع الإغتراب
أن يمحو هامة الأرض
ما زلتُ أتنفّسُ طقوسك البيضاء
عبر لوحات الغربة
ما زال الغموض يحاصرُ أختام تمزّقي
وأنا أنتظر شعاع الرغد الإلهي
في خارطة التكوين
يا وجع الترحال الأزلي قل: لي كيف حال كنائسنا؟
(الطاهرة،مار يوحنا،بهنام وسارة،مار يعقوب،مار مارزينا،سركيس وباكوس، مار كوركيس) كيف حال دير ناقورتايا،دير الشهيدين بهنام وسارة، دير مار قرياقوس، القديسة شموني، القديسة بربارة،
إحتوتني ملامح القديسين بتهاليل نابضة
يا لغة التموّج بعثري دمي
في سطوح المسافات
وحدي أتسلّق ذاكرة الغليان
أشتاقُ لمنظرك الخرنوبي
المدهون بكعكة الميلاد
أنقلُ نبضاتي إلى طيور السماء
كي تحكي لي ما يغورُ في البراري
من ذهول وتعب وإبادة...


135
أدب / أول الغرام
« في: 22:17 02/09/2021  »
أوّل الغرام
كريم إينا

أرى العشق أمكنة تجعلُ
الحبّ ضوءاً
على وجهه المندثر.
شممتُ نسيم الصبا بالبريد
المحمل بالعطر والخمر
بعد السفر.
إليك الطيور أتت تنسجُ العشّ وهماً
وقد أوهمتك يديك
على مسكن للبشر
تعثرّتُ بين الحصى العالقات
وبين النهود يزولُ الحياءُ
سأعتصرُ القبل
أناملها في يد الليل
تبحثُ عن عشقها لحظ
عزف الوتر.

136
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 00:08 02/09/2021  »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكان على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...



137
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 12:50 01/09/2021  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
  كريم إينا                             

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبئين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى...

138
تم إختيار نصّي وتقييمه من قبل ملتقى الأدباء والمثقفين العرب الذي بعنوان: مرآة الليل شكراً لهم مع محبتي 

139
أخبار شعبنا / شكر وأمتنان
« في: 11:05 01/09/2021  »
شكر وأمتنان للأديب القدير الدكتور موفق ساوا ونائبة رئيس التحرير ست هيفاء متي لنشر قصيدتي سفر من الأعماق في جريدة العراقية الإسترالية مع وافر التقدير والإحترام

140
خيالات متناثرة من قصيدة الأمس
 كريم إينا                                       

أرى رياحاً تشعلُ
كراس جدي القديم
لا أتذكّر يدي اليسرى
هل ستبقى داخل النهار ممدودة؟
لا أدري
لو كان طريقي
نحو خريف عينيك
كنتُ أحبّ وردتك المتناثرة
خلتُ المارة يخدّشن
بقايا المرايا المبصرة
كنت عيناً لامعة
تسطعُ في ظلام جسدك المهترىء
في أمسية ما
أهرولُ أمام شخصك الأسطوري
لا ألومُ عادتك بقضم الغيوم
صمتي يوصدُ بابه بوجهك
كي لا أحترق
بالأمس كنا روحان غامضتان
واليوم جسدان ناعسان
يحتضنُ واحدنا الآخر
لا فرق
الكل يذرفُ الدموع
عندما تنفتح صخرة الأزل
متّشحة ببياض النوارس الضائعة
أرويك من شعاع الشمس
كي تشحذي سكينك
لقتل هيدرا ذو سبعة رؤوس
بعدها أبدو زوجاً حميماً
لقصيدتك المبتسمة
القدر أنساني رأسي المجهول
نحو عالم الطفولة
تاركاً في بسمته خيالات ثملة تتطاير
مع قطرات الندى
منذُ ذلك اليوم
بدأتُ أنسجُ قصيدة
من أعماق أحلامي
كي أتنفسُ من جمال عينيك
المسكرة...

141
أدب / تذكار لإبادة مزركشة
« في: 00:20 30/08/2021  »
تذكار لإبادة مزركشة
 كريم إينا                       

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
أدخنة ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة
كبالونات الحلوى الدبقه
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...

142
أدب / قصائد قصيرة
« في: 22:46 28/08/2021  »
مرآة الليل
كريم إينا 

سأنبتُ وردي المطمور
سأنشقُ عطرهُ المخضرّ،
ألثمُ شكل نفسي في مرايا الليل
أنسجُ بساتينها المدلهمة
سأحوي الحزن بكفّي
كدخول التفاصيل بالغصون!..
***


الصياد

قد أرى ليلة،
فوق أفلاك جرمي
أصيدُ الفراشة ما بين
عتبة بيتي.. وأهلي!
شمخت نخلة العزّ في أرضها..
وتأوّه في الليل عزفُ الظلام..
وطار الفراشُ على غصن أزهاره
***
 

إضاءة

أعد فرحي يا حبيب الفؤاد
وأبعث ضياك، ولمّ الظلال بسهدي
وحلّق كثيراً ورائي،
مزيلاً رسومي
فيغدو على الكون
ضوئي .
***



143
أدب / تتوالى السنوات
« في: 01:05 27/08/2021  »
تتوالى السنوات
كريم إينا 

أفقدُ وعي نهاري ليستيقظ ليلاً
آملُ أن أرتمي بحضن أبي
وأخبىء رأسي الفارغ به
أنتزعُ فمي من ندبة الحب
فتتوالى السنوات مشحونة بغيبوبة
في عين حمئة
يتسلّلُ الحنين من ثقوب الناي
ليحرث صبر ذاتي
أراهُ يسرح في خيال الفضاء
مضى الخريف وهو
يتلاعبُ بأقدام المارة
يغمزُ كوجنتي طفل رضيع
فينضحُ ثغرها بالضحكات
وهي تزمزمُ وجه الريح
برائحة الحنين
تفوحُ منها مساحات غناء
الواو التي بيني وبينها
قد نزعتها الأقدار
فغرقت في بحر الظلمات
لم ينقذها أحد إلاّ أنا 
فهي ما زالت تشهقُ من لمسات يدي
ساعتها يقرصُ الجوع صبري
وجودها أضفى الجمال على الوجود
فتسللّت خيوط المساء من تحت حجابها
فأحسّت بعباءة المساء
تلتحفُ شمساً
هزيع الفجر الأخير
حينها ترجّل المساء يطردُ بقايا النهار
أنا وأنت نلملمُ الليل من أطرافه
ونوسدُ الحرمان الثرى
يا عطر الأماكن
آثرتُ أن أزمجر البحر طرباً
كانت الأرصفة هادئة
وأضواء السيارات مسترسلة
كخصلات حبيبتي
وجهها المضيء يتجلّى
من قوس نخيل باسق
فالقدرُ يرتدي الليلة معطف الأحلام
إذاً سألملمُ أطراف الليل
وأرتشفُ خمرتي في سكون ...
* هذه القصيدة منشورة في مجلّة رديا كلديا العدد (55) شباط 2017

144
أدب / أضرحة خلف بالونات مفركشة
« في: 21:35 23/08/2021  »
أضرحة خلف بالونات مفركشة
كريم إينا

تغيبُ سماوات الشمس
بحجم حبّة الخردل
لا حياة لنا بين الرصاص
أمهاتٌ بين جفلة أبواب الأزمنة
بياض الماضي يحوّل أضرحتي
إلى شظايا متناثرة
ثمّ يعبّئها في بطين الذاكرة
مرّت لحظات تعاسة
تنفضُ أوراق الخريف في سوران ستي
وهي تبحثُ عن علامات الجوع المنسي
لا زالت الأقنعة لا تموت
ربّما حين يزفرُ رقادها الأخير
تنبعُ من مهدها شموع الآهات
وهي تغزلُ خيوط
مقامات القانون العراقي
تهبُ لي من نغماتها
 ترنّحي المستمر
قفز الليلُ على عكازته الصدئة
ليخبرنا بآخر نبأ تاه في العتمة
حين أستنجدُ مخيلتي
لا أديرُ وجهي
نحو جنازات المارة
تتلو لي نشيداً عن أرومة الحب
تدثّرني فراشات الفجر
وهي تحلّقُ في بؤبؤ نظرتي الأولى
حتى آخر دمعة تعزلُ النسيان
من جرّاء طبخة العاصفة
تباطأت خطواتي نحو دمية المقصلة
لن تمنعُ هروبي بإختباءات الكواليس
ذالك الزجاجُ يشبهني
عندما يستنشقُ الأدخنة
تتهاوى أحلامي بقية أيام النهار
بحثتُ عن سواحل قواميصي المبعثرة
وهي تستغربُ من بالونات الهواء المفركشه
بدأتُ أحركُ صورتي نحو قبعة الغياب
أراها تخرجُ من بريد
طابعي الغير المختوم
هكذا أركبُ في قطار مشهدي التمثيلي
وأنهارُ بفاجعة كما ينهارُ
سقف ملامحي الغريبة
أتهاوى بعين ساحر من بعيد
كي يمنحني الوصول إلى مدينة آين*
كأنّ الخلاص كان أو لم يكن
حين أتذكرُ مرآة والدي الوحيدة
أطوي جناح لوني المتبخر
ليفوح عبير زهرتي في السماء السابعة
يحدثني الليل عن صراخ عطوري المسكينة
وهي تزهو من غرابة الصيف القادم
لا شيء يقطرُ الوقت غير قسوة الأيام
لتأتي رؤى حكايتي الضائعة
نحو حدائق الكلام الهاربة
التي ما زالت ترقصُ من أنين وحدتها
في جو عالم الخيال السفلي...
.......................................................
* مجموعة شعرية للشاعر الراحل سركون بولص

145
أدب / تواشيح في مقهى الرشيد
« في: 21:58 22/08/2021  »
تواشيح في مقهى الرشيد
كريم إينا

أشعرُ بسفري
قرب مقهى الرشيد
متنكراً بقبعة سوداء
أتعقّبُ الهارب منّي
ليقضي نهاره
مع نرجيلة الليل المستهام
أخرجُ خاسراً
بين أحضان الفجر
أشقّ طريقي نحو حمائم مقعدة
إتخذتُ ظلّي عنواناً راكضاً خلفي
يعانق خطى المنايا
في أيّ يوم تبيضُ أثوابي؟
ليس متسع من الوقت
كلّما مرّ صوت نافذتي
تترهلُ خرائط تقواي
الكل يتلهفُ لقرابيني
وكأنّ القيامة تتربّصُ بي
ألبسُ رعشة البوح
قد تبرقُ شظايا شجني
وهي تبصقُ جنون آثامي
ربّما العمى يرتّبُ سلّم نسياني
على ملاذات الدخان
ما عدتُ متهرئاً
بل منطفئاً في الملاجىء
تصارعُ أشواقي بعضاً من رغباتي
وهي توزعُ ترانيماً مهجّرة للعاشقين
من أذرعي رائحة الكتابة تفوحُ
إلى شوارع خاوية
جعلتُ عويل أرواحي
يصعدُ قطرة قطرة في الغيوم
ما لا أدركهُ
بوصلة أفكاري توقفت
عند نصف غيمة نائمة
أشتهي موسم الكلمات
وهو يوزعُ أرغفة للعراب
تذكرتُ ليلة موت أضلاعي الصدئة
كلّما أنثرُ لوعةً يتأملني الغياب
ولطافة حلمي تخبو على خدود الأطفال
رزمتُ كلّ كراريسي وهي
تهتزّ بتسابيح وجودي
ربّما تفتحُ جداول إسمي فسحة أمل
ترتعشُ نوارسي بنومها العميق
علّها تأخذني بأحلام الفجر
أنا أكثرُ حزناً
من عتمة الظلام
أرقبُ دنياي مكوّمة بالموتى
ويظلُ أمسي
يعشقُ لمعان أفكاري
أمضغ نفسي بأصابع العطر
وهي تشيخُ من توسّد فردوسي
كانت نقطة بدايتي
تفوحُ بالحناء
كلون ينقرُ صمت حروفي
رائحة الأنفاس توقظ عزمي
تكمّم عواصف الليل فمي
لتقايض حرقة الإنتظار
كأنّها رقصة الخريف
ساكنة بتواشيح اليقين
أنهضُ بظهر مرتعد لرؤية
حرائقي المنسية
يا ملامح وجهي المبعثر
عرفتك وأنت تحملُ فانوساً
في أروقة الذاكرة
أباغتُ طعنة صحوي عبر الأمكنة
لا مواعيد لإهتزازي
يمشي الرشيد فيتبعني
لنجمة الأمل المضاءة
حينها تنفخُ الأشجار في بوق عزلتي
أرّختُ وقع خطى الثكالى
وهي تجلو ممرّ شراييني
سأبقى أنثرُ قصاصاتي
بمرايا الوقت
ترشقني المسافات
وتهربُ أفكاري
إلى ما لا نهاية...

146
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 22:31 20/08/2021  »
الدمعة الأخيرة
كريم إينا 
                 

فقدتُ نجوم السماء
وصارَ دربي طويلْ
أسألُ تلك الزهور
عن موتها بينَ الصخورْ
***
الحبّ خفقة قلب
غنّت لها الدنيا
                بأسى وشجون
قبّلتها كما يلثمُ الوردُ المَطرْ
***
أنامُ على عشق العشب
كموجة تُعانقُ البحرْ
أصغي لصمت الكون
           أوقضُ لهفتي
وبينَ المهالك أرمي حجارتي
***
أوصلُ الصبحَ بالوريد
وإذا دارت المدافعُ وإحمرّت الحدودْ
تغادرني الدمعة الأخيرة
***
تغلي دماؤنا... فأرى وميضَ الوقت في عيون الفراشات
وقبلَ أن تطيرَ.. أنا في وجهها أطيرْ
***
وتطيرُ الأوراقُ باحثةً عنّي
تسيرُ في نعشي الأحلامُ
تعلو في رأسي الأفكارُ
وينأى الليلُ المخيفْ
تغفو نفسي في كؤوس المنام
فأحاولُ أن أنيرَ أضواءَ المدينة
ليبقى الغدُ
حلمنا القريبْ



147
أدب / نتراقصُ كالظل
« في: 21:13 18/08/2021  »
نتراقصُ كالظل
كريم إينا 

يجلسُ الوردُ بإرجوحتك
فيتناثرُ الطيبُ على خديك
يلمعُ منك قوس قزح
وينهمرُ الشلال كمناديل العطسة
مرّ حبيبتي لي
ككروم جدي النعساء
ضحكتها تموجُ تفترشُ سريرنا الأخضر
من نرجس الأودية
كلانا نتعفرُ بالدمع والقبلات
حين يفيحُ النهار تنهزمُ الظلال
تشعُ الشمسُ على طريقنا الخزفي
حبيبتي البعيدة إليّ قريبة
كنا نتراقصُ كالظل
نغدو شعاعاً للأعاصير المنكسرة
نتمسكُ بجدائلها
ثمّ نلتحفُ بالمساء
من قلبينا تضيءُ الشموع
ومن أسفل أقدامنا ينبتُ الزهر
حين يأتي الخريف
تنزعُ الريحُ جلدها
ويزولُ من الغيوم عماها
أتمرّغُ بالظلّ كدمية بالية
وحبيبتي ما زالت تحصي الأفق البعيد
وهو يكتظّ بالدخان
غرقت عيناي بحبّها
وهي تغوصُ في أصداف ميته
نغني ونرصفُ اللحظات ونصافحُ الدموع
علّه الشوق يخبئنا خلف التلال
من متاهات عينيك
أمخرُ ذاكرتي العاطلة
فيعلو الغبار من معابد عتيقة،
بدون خطى أو نشيد، غداً تشرقُ الشمسُ
ويزولُ من السحب الخجل والدموع
نجومٌ تحزّ الأفق بظلال الخطى
يعترينا غموضٌ شرس
وحشرجةٌ عمياء
لمشهد مختصر
وطينٌ يضاجعُ الموت
بنيران تلهبُ الشهوة
فيحترُ الشفق ويحترق
الفلاسفة يتنبأون بمزاريب المطر
كعيون لامعة في مياه ضحلة
من أبراج الشمس الشقراء
أرى الماعز يعلكُ الوقت
بين السراب والأفق
وكلّما ولد صباح جديد
نمت بين أحضانه الورود
العصافير من حولها تلونُ القبلات
أنفاسُ حبيبتي كالفراشات
تشهقُ كفضة في عيوني
حينها كساني الصمتُ بالحكمة
كان صمتاً ينوسُ شعاعات من حرير
وحيداً أتيه في مرام عشقها
مشاهدٌ تبكي تلتوي كشموع
تهتزّ وتنضحُ دموعاً
أقنعة تطمرها النشوى
خلف شموع الإنتظار
 تتقمصُ أحلامها بسكون
القمرُ يتدحرجُ مرحاً
وكلانا نطيرُ إلى بقاعه الملونة
لنلمس همساته السجينة
وهي على بساط أخضر
يطيرُ خلف شهواتنا
هياكلٌ مصطنعة وزوابع
 تخضّ الموج حدّ الزرقة
كي تدبُ البسمة في شفتينا
يسيلُ القرنفلُ من عيوننا
كأنّنا في رعشة الميلاد...

148
أخبار شعبنا / شكر وإمتنان
« في: 14:19 18/08/2021  »
شكر وإمتنان للدكتور موفق ساوا رئيس تحرير جريدة العراقية الأسترالية ونائبة رئيس التحرير ست هيفاء متي لنشر مادتي النقدية بجريدتكم الأسترالية الغراء دمتم بود.

149
أدب / زهرة للبحر وأخرى للريح
« في: 22:13 17/08/2021  »
زهرة للبحر وأخرى للريح
للشاعر حيدر محمود عبد الرزاق
كريم إينا

تقدم هذه المجموعة صور لحياة إنسان راحل منذ طفولته حتى الغياب. وسرد التفاصيل الحزينة والمفرحة بلغة إخبارية يبدو فيها الشجن شاحبا رغم قوة العاطفة. أما الفرح فيطلعه إلى محطات حياتية في نغز الذاكرة الحية  وفي إعتصار كل خزانتها الوجدانية عندما يقول في قصيدة اللقاء عند باب الأفندي.│ خذ ترابا ، وتنشّق │ ينفتح باب المحلة │ وتراني عند ذاك الطاق  من باب الأفندي │ في إنتظارك. فهو يصف طفولته واللقاءات التي كان يلتقي بها مع الشاعر الرائد معد الجبوري وما يظهر من مفردة │ أنا وأنت │ للتذكر. ثم يزرع الشاعر تفاصيل الزمن بلغة جياشة تخلق الاستجابة في الشد الشعري الجيد. وقصيدة الزمن خير مثال لذلك فيقول: │ جرس العمر رن │والزمن │ عاد من حيث جاء│ ومضى في كفن │ لقد صور الشاعر ذاته، وهو يجد في حلمه للسكون  والمسجون تلاحقه الرؤى والأشباح ففي قصيدة: على أبواب مملكة الشعر يقول:│ أنا المنظور للأحلام │ أنا المسكون │ والمسجون بالشعر│ تلاحقني الرؤى زمراً │ قتيلات على صدري │ فالشاعر يعاند البحر والريح بأن تبقى أمنياته حقيقية كما هو العراق على حقيقته الجميلة. فهو يحب الشعر يأتي لنا بتساؤلات طالعة وخارجة من البحر مرة أخرى يطير محلّقاً عاليا قدر ما تهف به الريح ففي قصيدة: وأعقد صلحا مع البحر يقول: │وأعقد صلحا مع البحر │ يقترب البحر مني │ وأدخله قاتما │ أما في قصيدة شجرة كانت بصدري  فهو  يومئ إلى الريح بقوله:│ كنت تأتين مع الريح وتعطين القمر │ قبلة من فمك النهر، بقي الشاعر في صيرورة إنتظار دائم بعد أن يكون قد فقد مناعته وأحترق من لهيب الشمس بعد أن كان يذكر الظل وهو وراء الجدار هاربا من رؤاه. ففي قصيدة هارب من زمان بعيد يقول:│أحتمي في حريق │ وإذا إحمرت الشمس │أعرف كيف تكون │ وكيف تجيء. يعيش الشاعر هنا في حالة خلق التجانس في الصياغة الشعرية بحصانة الذات أمام العزلة التي يفرضها في قصيدة صمت الطبول فهو يقول:│ ياروحي الشريدة │أيها القلق الذي ينمو بجسمي │مثل أعشاش الطيور يمشي معي │ وهذا الاقتران يتحول إلى نغمة يقضمها الاعتراف في حضرة الشعر. فهو يحدث ثيمة الفوضى عندما يقول في قصيدته:│أعترف في حضرة الشعر أنت أقوى أيها الشعر من الفوضى التي تسكنني فهو يصنع مشهداً شعرياً تكتمل فيه إشتراطات الزمان لخلق لغة تنبئ عن جدلية الموقف الشعري فهو غير محكوم بمفردات حياة يومية ضاغطة بقدر قبوله الأشياء والتعامل معها بدقة وحذر حسب قناعته الرؤيوية. وتجيء مجموعة الشاعر بحوار صعب يمتلك طاقة شعرية قادرة على الخلق والإستبطان المضمر والمجهول فهو تارة  يشدّنا إلى عذاباته  وأخرى يغسل وردته بماء البحر. حقاً وردته مازالت متفتحة رغم مرور الغبار عليها منذ آلاف السنين. وأتساءل عن مواطن الخوف لدى الشاعر لا نجده مطارداً من قوى سياسية بل يعيش في عصر مزدهر تنبعث فيه الحرية عبر الثورات المتحررة من العبودية والاستغلال. لقد سما الشاعر بتجربته وتخطاها بالشعر بعد أن أحرق شمعته اللا متناهية وتوالد في فضاء الرمز الديني تحديداً. وتبنى عليه الدلالات والإحالات لوحي يتضامن مع معاناة الإنسان العراقي حالياً. ففي قصيدته اللجوء إلى البحر يقول:│ ماذا فعلت؟│ وكيف إجترأت علي؟│ أنت عمر مضى │ إن شعريته تجربة تنساق نحو لغة شفافة وإيقاع جذاب وصور شعرية ذات ديباجة خاصة يدل على أصالة شاعريته المعروفة في أكثر من عمل إبداعي. فهو يلقي الاستجابة المعرفية والوجدانية في النفس الإنسانية حين ذاك تصبح القصيدة عنده ذات معرفة شعرية أو شعراً معرفياً. لقد نجح الشاعر في خلق توافق بين الجمال والحقيقة. إذا قد إنطبقت المقولة المعروفة (إن الجمال هو الدليل الأمين في البحث عن الحقيقة ) فشاعرنا حيدر مبدع تسمو حياته الإنسانية مكتوبة بقلمه.
ولم يكن غريبا في هذه الحالة لما يظهر من نزوات وصرخات وفوضى تؤوله البطولة الفردية أمام الجميع. إستطاع شاعرنا أن يلعب دوره الحاسم في سرعة الاستجابة الشعرية مذ كان في الجزائر وقصائده السبعينية 1976 ( مخاصرة الأشجار الأولى و...الخ من المجاميع الأخرى. و المهم هنا ذكره لمسألة الوعي المسبق بمواقع القوى السائدة و إمكانياتها. والشاعر الثوري الذي يصوغ تجربته الشعرية في المرحلة  الراهنة يجد التغيير و التثوير بإعتبارهما شاهدان محفزان و مبشران لابد من حصولهما لجني الثمار اليانعة. ويحكي الشاعر عن سحابته الحزينة ويكتم حنينه نحوها في دمه وينتظر حتى قدوم المطر. ففي قصيدة السحابة يقول:│لا تحزني │ أنت معي │تخوّضين في دمي │ تفكرين بي وتنكرني│. وفي قصيدة  ما أهمله ساعي البريد: تحدث مفارقات بينه والوجه الآخر حين يقول: │فيطل هنالك عمري في زي الفتى │ يتأمل في المرآة │ يرى وجهك │هل تذكر. إن التمسك في اليوم الأول من كل عام  يأخذ شكل الفصول والمعانات القادرة على الاستبصار الشعري العميق والشغل الشاغل لشمولية الابتداء والانتهاء يضرب مثلا موسعاً يفوق حدود الخيال ففي قصيدته عام آخر يقول:│ اليوم الأول من بدء العام │ نحصي زمناً │ والكرة الأرضية لاتدري │ وفي قصيدة يجيء المحبون يقول:│ أذكرهم │ تجيء المحبة تجوعني │ أما في قصيدة إمرأة  فيقول:│ يا إمرأة ، أنت تهزين قناعتي، وتمحين دمي │ وتموتين │ فهو يضرب لنا مثلا في المناجاة التي يؤديها أمام النصف الآخر. أما قصيدة اللجوء إلى مملكة النسيان نجده رافعاً الوجود الإنساني في نهاراته الحرة. فهو ينادي الذاكرة المنبعثة من حدائق النسيان فهو يقول: │ آه من ذاكرتي المصدوعة │فلماذا بدلنا │ لا أذكر شيئا من تلك الأيام │. أما قصيدة الشعر يقول بها: │ أمنته │ هذا العصي النزق المجنون │ يحول في صمتي │ فيملا المكان بالضجيج، قد يتفق أو يختلف مع أفق المكان والجنون نحو صمته المنتظر. وقصيدة هوية لمملكة الشعر تناظر أختها مملكة النسيان فهو يقول:│ كنت تراقبنا أو تنتهز الأوقات المطوية فوق العتبات │ وتجالسنا │ وقصائد أخرى هنا وهناك لا يضام بريقها ويبقى بصيصها لكل من إعترته العتمة وأضلّ الطريق وقد أثارت إنتباهي في مجموعة  د. حيدر محمود عبد الرزاق طريقة الإهداء فهو يقول: إلى صباحات الشعر الجميلة، إلى اللمَّة الرائعة لما نكتب، إلى المحلة التراثية وذاكرة الطفولة، إلى دجلة منبع الحياة إلى السفر والرجوع إلى النساء والأكباد. ولكي لا أطيل الحديث أقول هذه الإهداءات بحد ذاتها قصيدة.أتمنى له دوام الصحة والمزيد من الإبداع والإشراق لجيلنا نحن والأجيال القادمة ويبقى علماً من أعلام الشعر في العراق. .




150
أدب / إستهلال لإسطورة مقدّسة
« في: 00:46 17/08/2021  »
إستهلال لإسطورة مقدّسة
كريم إينا 


الأرض تمتصُ أحشاءها
بسحب صيفية
تداعبُ جدائل نجوم السماء
بأنفاس البخور
***
تحملُ على راحتيها
قناع المرايا
وهي تطبعُ خدودها
بخمرة معتّقة
هكذا تدقّ الصنوج أوتارها
في كبد السماء البعيدة
***
أوردة روحي تعبرُ أغلفتها
نحو مساء الوحشة
متأقلمة بكحل النهار
ما زالت لغات الأرض
تحني قاماتها لشذى الحكمة
ومن سحر جمالها
يندلقُ الرحيق
***
قمرٌ ذاتي يأمرُ ملائكتهُ
بتقييد الهواء الملوث
لتعيش المملكة بسعادة
تهرعُ الدموع نحو ترنيمة الخلود
***
أسحبُ ظلّي نحو خيطي المتحمحم
كي يزغردُ وتري المنفرد
أفخرُ من الطين
آلهةً من القرنفل
لتلوح للراقصين سطوع الشمس
***
أتوسّدُ ينابيعاً مقدّسة
لتضيء فوق خاصرتي المتربة
لعاب السحاب يرفرفُ
نحو موجاتي المزرقة
يغرسُ في ثنايا المحيط عصا موسى
***
ظلامٌ يحيطُ ظلّهُ دائرة ضوئي المتّقدة
يغزو أشرعة الليل
ويحيلها صومعات للصلاة
***
ما زلتُ أعانقُ مساكني الفضّية
بأرديتها المنيرة
وهي تحلمُ عندما تغرغرُ غسقها
***
أسرجة تحفّ سنابلها
بملاقط المزمار
وتعبأ دنانها بخمر السماء
تسقيني من خمر المذبح
لتزيل رعشة خطاياي
***
 
في مواقد السكارى
الكون يفهرسُ عاصفة جنونه
ويشحذُ ظهيرة الشجر المتسربلْ
إشارات لامعة لأفواه الجنّيات
وهي تتثاءبُ من نومها المفرط
***
نبرات البارحة تحولت إلى هجرات الطيور
وهي تزقزقُ بحقول البصل
لتصنع أزرارها من ريش ناعم
***
أجران ولادتي الذهبية
تسربلها لقالقُ أربيل
نحو رذاذ العشب وأكمام الصباح
ربّما تناغي أقرانها المهاجرة
عن بروز غصن أخضر
بعد طوفان نوح
***
لن يصبح قرميدي مقفراً بالماء
بل دواخلهُ ذبيحة مقدّسة
تنتظرُ كهربة الألوان
وبلورة أشعة الروح
كي تنبجسُ الينابيع...



151
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 23:52 13/08/2021  »
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
كريم إينا
                                 
إعتليت حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي
أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي
برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور
من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: قومٌ من الفضاء الخارجي.



كريم إينا
                                 
إعتليت حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي
أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي
برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور
من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: قومٌ من الفضاء الخارجي.



152
أدب / نفحة الكارينا
« في: 02:01 12/08/2021  »
نفحة الكارينا*
كريم إينا

من صمت أزرع حقلي
فينيرُ الليلُ لي
من خدود الياسمين
أنعسُ
تفيضُ شفتاي بالتقبيل
عبرتُ الحقول
لأملأ جعبتي
من ثمار الحياة
. . .
أطلّ بجناح مكسور
على مدينتي
وأرمّمُ في الصباح شفتي
تظلّلني مطالع الصبح
كظل مائل يمضي
لم أكن صائراً إلى الخراب
ما زال الحضيضُ عطري
يلملمُ العطر من قلبي
ويعطيه للبائسين
. . .
أيّها البحرُ
أشتاقُ إلى أمواجك
أشتاقُ إليها
عندما تكتسي المروج
كزيتونة خضراء
تنهضُ أمام الشمس
وشفتاها تنطقُ بالحياة
عطشى تستجيبُ للقدر
. . .
تنفتحُ الأرض
بعزّ الظهيرة
تلتمسُ نوراً في
زمن السوء
تحملُ البشرى الآتية
من أحشاء السماء
فتسيلُ المياه وينبتُ
العشب في الجبال
. . .
تجرفني هنيهة الليل
فأغفو كعشب عند المساء
وأزهو في الصباح
تمرّ سنواتنا كالسراب
يحملها التعب والعناء
. . .
في كنف الليل أحتمي
من ظلّ الأشرار
ولمّا تسودُ الظهيرة
أطأ الصلّ فيتبدد
الزيت الطري
. . .
الأنهار رفعت عجيجها
في أرض تلتهب
لأنّ الموت حلّ عليها
سارت المياه في القفر
فغسلت الأرض
من الدماء
. . .
أنصتُ إلى صيحتي
أسكن إلى جوارها
فأحتمي بستر جناحيها
ترتاح نفسي
حينها
أذهبُ بنفحة ريح
كالذباب
في الهواء
أتشبّثُ بالسماء
فتنزل أمطارها
على التلال والأودية
. . .
عينايِ تراقبان النيران والمياه
تراقبُ قلماً وورقة
فالنيران تبدد الدخان
والمياه تطفىء النار
والقلم سلاح الأبطال
والورقة سجل تاريخ الأبطال
تراءت مواكبي
من بين الغيوم
والسيلُ يغمرني
فأرى أزهار العشب
في الأرض
. . .
ما زالت الشمس
تذيب الثلج على الأعشاب
فيحيا الزهر
ليعطي من عبيره ذهباً
فنركضُ وراءهُ كلّ حين
رغم زيغ خطواتنا
في الطين
نرتدي ثياب العنف
حتى يتمرمرُ قلبنا
فنعود كلّ صباح
إلى ثياب الطهر
فتنغسلُ الغشاوة
بالنقاوة
من لي في الحياة سواك
لا أريدُ غيرك
لأنّك رسمت صورتي
وأبدعت الإله الصانع للعجائب
أرى آثار أقدامك
تخبرُ الجيل الآتي
عن مسكني ومسكنك
وطيور الحب
مجنّحة على رمل البحار
تركض أفواهها
وراء الطعام
الذي يسقط
من فمي وفمك
كأنّهم ريح عابرة
لا تعود
. . .
أنا نفحة الكارينا
هداني الله ميراثاً
أشارك فيه حبيبتي
لتفرح كباقي الفتيات
أسقيها ماء العيون
لتطربني مثل
كنّارة مطربة
" أو موسيقى بيت هوفن"
أتفقدُ هذه الزهرة الطيبة
فتراني من جمالها أنفخُ
بالبوق
أسمعُ صوتها
وتسمعُ صوتي
وكلانا نفحة
من رحم السماء
نزلت
. . .
ماء العيون
ينيرُ بوجهك
يفيضُ فيخطفُ
كلّ عابر سبيل
يمهّد سبيلاً
لخطواتي
يشدو قلبي
في الظلمات والظلال
فترقصُ الأشباح
والجنّيات
بإسمك يصنعون
الهتاف لك
لا أخلّ بعهدي
مثل القمر أثبت
على الدوام
إتّقد كالنار لشدة جمالك
المساء يذبل
والصباح يزهر
عندما تمرين سريعاً
كمرور الطير
أنا نفحة تطيرُ في النهار
ليتك تنظرين إليّ
لأعرف إسمك
لأنّ القداسة تليق به
ولأجل إسمك
أكسرُ مغاليق الحديد
لأحرر البائسين
هنيئاً لإسمك أيّتها الحبيبة
به تفيقُ نفسي
فيبادلني الحبّ
كندى الغابات
الذي يحيطُ به النحلُ
في الليل أذكرُ إسمك
فأناجيك
لتحدّق عيناي إلى جمالك
كما يحبّ الطفل الطيور
على الصفصاف علّقنا
محبتنا
وتعلّقت أفكارنا من بعيد
أتت بأجنحة السحر
تحسب خطواتي
نحو خطواتك
حينها يفرشُ الثلج
على رماد النار
. . .
ألهجُ نهاراً وليلاً
لأصون طريق حبيبتي
من الماكرين
أتأهّبُ وأنتظر
المغنين على القيثارة
فأغمرُ بها
أنفاسي
وأرتلُ " كمزمور داود"
. . .
تتوارى لي
ألسنة بيضاء
ترفعُ نشيدي
إلى عالم الغيبوبة
وبه أعاين
الغيوم الممطرة
التي
ستطفىء نار حبي
الأبدي
. . .
الكارينا: إسم مستعار للشاعر كريم إينا*


153
أصوات تستند على عكّازة الفصول
كريم إينا
           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
   تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة
تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة
 أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني
في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسة
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

154
قوة الإصرار والتفوق
كريم إينا
نالت الطالبة دانيلا رفيق حنا من سكنة أربيل/ عنكاوا المرتبة الأولى في كلية الطب.. جامعة هولير.. وحصلت على أعلي معدل لطيلة ست سنوات دراستها في مراحل كلية الطب، والجدير بالذكر كانت دانيلا رفيق من الأوائل على دفعتها منذ الدراسة الابتدائية ولغاية المرحلة الجامعية. تستحق أن نرفع القبعات لها لأنها  فخرعنكاوا والوطن.. وهي موهوبة ً منذ نعومة أظافرها وطفولتها البريئة، من هواياتها فن الرسم والنقش والحرق على الخشب.. ألف ألف مبارك لها ولوالديها وأحبتها وأصدقائها، نتمنّى من الجهات المعنية الحكومية والتربوية إيلاء الاهتمام الخاص بها وبمثيلاتها المتفوقات والمبدعين بصورة عامةَ. هكذا طاقات هم ثروة للوطن ومستقبل باهر نتمنّى أن تزورها السعادة ومزيداً من العطاء الدائم.


155
انطباعات نقدية لمجموعة الشاعر زهير بهنام بردى
والتي بعنوان: (غدا يكون الوقت قد فات)
كريم إينا 

هذه ملاحظات وإنطباعات نقدية قد تذوقتها في مجموعة الشاعر زهير بهنام بردى والتي هي بعنوان: (غداً يكون الوقت قد فات ) تظهر للشاعر قصائد متفردة هنا وهناك وفي المستوى الآخر تكون القراءة على طريقة النص تلو النص وتبعاً للقدرة الفنية للشاعر، تنبئ لنا نصوص أقرب إلى النثر ولا أدري زميلنا الشاعر زهير لماذا إبتعد عن جمرة الشعر العمودي الذي هو الأقرب للأولين الشعراء؟ وهذا الانطباع متأت ٍ من فاعلية الوزن وتواتر الروي وربما القافية، وقد يكون ماراً بسرعة خاطفة بسبب الدهشة والتوتر النفسي للصورة الشعرية والإيقاع. تظهر في بعض قصائده خاصية لتحولات بعض رموز الشعر الجميلة البسيطة، نسي إنتشار هذه الفجوة على مساحة أكثر:│درجة حرارتي 40 حصانا │ وأشباح دبقة بين نبض الظلام│وأصابع ضرورية لترويض الهياكل│ تتفاعل القصيدة مع الرمز الديني، وتبني عليه الحالات الدلالية والمفاجأة بقوله:│ فضاء أبيض │قربان لصلاة الغيوم الكسولة │البذور أعمال ملائكة │والثمار عيون القديسين النقية الطاهرة │ وفي قصيدة إجراءات تلويث المخيلة تظهر مدى حرص الشاعر على وصف أبياته ليحمي جسد القصيدة لابتعادها عن قواعد الشعر:│ البراءة شكل لتفسير حكمة صالحة للفطام جاءت بترتيب مدروس ومريح، يمسك بالخيط الذي يلف عنق القصيدة ببراعة منقذه للتكرار، بعض الأفعال تحتم عليه دلالة مركبة لم ينتبه إليها الشاعر مثال:│ المكتبة تقبضني لتسلمني حسين مردان │ الذي صار هزيلاً لاهياً بتعرية الموت، وسر نجاح الشاعر وقدم شاعريته إن صيغة الأمر لا تكمن في قصائده. رغم ذلك فقد إنتابها شحنات لامعة من الحكم والمواعظ  كـ :│ المستقبل فاخر وأنا فخور به جداً│ لأنه مختبئ في قنبرة تنوير │ أو في قوة عقل لازال يؤجل سعادته │. بعض القصائد لم تستثمر موضوعها الجميل كحكاية ألف ليلة وليلة: │الزهور التي ظهرت في التلفزيون سرقتها ربة البيت │ يشير إلى تلميحات بديهية لم ترقَ القصيدة إلى مستواها الفني في ( خرائب البراءة ) بعض الأحيان يناجي المرأة بحرارة │ الشقاوة ترفرف بين التفاح وحواء │ يظهر إهتمامات لغوية لمخيلة المتلقّي وعرضه الحروف المشبّهة بالفعل أضافها طاقة تعبيرية في القصيدة الحديثة: │ لان السماء ترتكب الأخطاء │ حين تسمح للغيوم بأن تكون قناديلها المطفأة  │ يعنون الشاعر أسماء نكرات مثل  عفونة – رطوبة – شبقة و...الخ تعطي قوة الدلالة وإستنفار الذات │ تسقط كصور فوتوغرافية من عفونتها بين التوابيت والخرائب │ مرة أخرى ستكون الرطوبة │ آخر الأضرحة في ترقيم البرد، تلتزم بنصوصه إلى عنصر الحكاية والقصة القصيرة في الشعر. مما يكثّف شعرية النفي وطريقة إستثمارها في قالب سردي │ يركض مسرعاً خارج الأورام وقرب الشعر │بعد منتصف الليل يركض مجنون بإتجاه زقاق الخرائط مكرّساً خططا عاطلة │ وتارةً يحتفل بذكريات السفر والرحلات الممتعة:│ المسافر ينسى ساقيه ومقياس الرسم وأدوات لتجميع البيوت │ يستشف من عالم الطفولة أدواته المتواجدة في إثارة النفوس، يظهر سوادا ًقاتماً مليئا بالرعب والقلق لأمكنة الزمان:│ مراسيم الموتى في هاجس رصاصات │ النسور والكواسر الفظيعة والحشرات وعنكبوت البيوت │ بينما في إنتقالات أخرى يشعرنا بالبراءة والطفولة │ كالحلم اللذيذ والطفولة الثملة في المنافي البعيدة │ البراءة شكل لتفسير حكمة صالحة للفطام │ لقد نجح الشاعر بقابليته الفكرية بجذب القارئ إلى ممرات مضيئة هادئة، إنه شاعر مرهف الإحساس وربما يخضع إلى الجنون والهذيان في مقاطع أخرى │ الهذيان حواس عاطلة │ وفراغات محطات تركت المجانين غارقين في تفسير إلتواءات العقل │، ونتيجة لهذا الإطراء يقف شاعرنا كومضة خاطفة  نحو المستقبل أتمنى له التوفيق والله من وراء القصد.

156
أدب / بياض يبعثرُ رحلة الغياب
« في: 23:48 28/07/2021  »
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
كريم إينا

أبعثرُ بياضي
على شعرة الظلام
أسرقُ صحوة الذاكرة
لحظة دخول البياض
سأنتظرُ طلاء الأنوثة
رُغم مكر وزيف الأصدقاء
وليلُ القسوة يصنعُ
خيال الماء
فأراهُ كالمرآة
يتوسّلُ من بؤس غبار الأيّام
إئتلقتُ يوماً أبحثُ عنّي
فقرّرتُ أن
أدخلَ الظلّ المثقوب
الذي ما زال ماسكهُ" علي خيّون"*
كدمعة خجولة
إنهمرت وتلاشت
أمشي لأرهن قلبي
لقمصانك العاطلة
وأغسلَ ذنوبي بحروف القافية
كلانا يفترقُ في ظلمة النفق
على مرايا عاكسة
يتشابكُ الرحيلُ بيننا بخمرة الماء
وفي حلقي غبارٌ
جعل المساء ينثّ صمتهُ ويتبدّد
فتخرجُ منه الشرايين النابضة
ها هي إرتعاشة الحب
مزروعة في شفاه النسيم
تنتظرُ صوتك الرنّان
مرّة واحدة
جَلَستْ قصيدتي تسمع إنبعاج الحلم
كأنّه طين تكوّر قوتاً
لأحزان الشتاء
الظلّ الداخلُ خافقٌ مصباحهُ
يضاجعُ صحوة الغياب...
وروحي خجلة
تلطّخُ وجهَ كلّ ذهاب وإياب
أنشدُ خطاي وأصرخُ لمسافات الفراق
أشمّ رائحة التقبيل
فتراودني ظنونٌ وذكريات معزوفة
تؤجّلُ رحلتها لزمن إفتراضي
صفعَ الغيمُ ثقل أمواج الظلامْ
شقّ بقايا غربتهُ المشتعلة
يبقى القلبُ منزوياً
فوق رفوف الغياب
كلّما مسّ شواطئها المنسية
صاحت ياقاتها بألسنة من نار
وتحتَ عويل الظلام تهبط الكلماتْ
تتخطّى براعم الأوراق
كصوت المطر المغسول
لم أرَ سوى البريق
يهدرُ من عواصف رعدية
تنحتُ لها مومياوات معلّبة
كان البياض يوماً ينيرُ ظلمة العبيد
زهاءَ تنهّد الأذهان
في ذلك المساء كانت نكهة البياض
تتمشّى مغبرّة حمراء
تهرولُ خلفنا تتلعثمُ كأرملة
أجنحة النوارس ترتعشُ
تحتضرُ منفصلة عن جسدها
لم أرَ سوى شهوة البريق
مرّت داخل قطرة العلق
تطوي الحزن مخلّفة وراءَها
قطيع دخان أبيضْ
تغربلُ ضجيجَ المغاليق ْ
بإمكان الريح الطيران
على مغاليق القمر
دونَ توقّف
ترسمُ ملامح المسافة
دونَ جدوى
قد يأتيني
عاشق الغابات الوسواس
يحكي عن الحب
الذي ما زالَ ينتظرُ أفولَ
الظلام وبعثرته
إلى غياب غير
مسمّى...
....................
*"علي خيّون" قاص وروائي عراقي

157
أدب / قصائد قصيرة
« في: 23:40 25/07/2021  »

قصائد قصيرة
يوم الحساب
كريم إينا

عند الصباح
تتصاعد هيئة الإنسان
حول النار كالبريق
مثل قوس قزح
في يومٍ ممطر
مات كل جسدٍ حي
ومالت الشمس إلى
المغيب
ولما طلع الصبح
صارت نفسي عمود ملح
توقفت الشمس والقمر
عن غزل السحاب
في النهار
وها أنا
أبني بيتاً
إلى الأبد!






إلتواء

كنظرةٍ مشرقهْ
تلهو
خلف الموجة البيضاء.
ويمتدُ الطريق مجهداً
يتوترُ في المنعطفات
الدقيقة...!
*    *    *









ترابط
وإِشارات محزنة
تجفل
مثل الخيول البرية
هنا الأحلام الثقيلة
تتصل بعضها ببعض
كالقلادة.
*    *    *
الغيمة
تنقلبُ جانباً
لتنام،
كالروح المتقدة
خارج سبيلها..
لا أسمع صوتها
متدّلية من بخار الماء
مثل الأشياء الغريبة
مودعةً الحياة
المظلمة.
*    *    *
نغمة
تسحبُ مجسّاتها
بخجل..
تتكىءْ على كرسيٍّ
طوال الليل،
برق يشبه برق
غائراً عن أنفاس المساء
بروحٍ أفضل...
ونغمة دائمة سائبة
كالريح ترمقني إلى
نجوم الكون
تذكرني بالحياة               
الزائلة...!

إبتسامة
حيث لايوجد مكان
تتلّوى النظرات،
ممشوقة كالسارية..
جاءت من سكون
مثل نسمةٍ هامسة
وقبلة منذوية
تعشق المطر..
*    *     *

158
أدب / سنديانة بغديدا
« في: 23:27 17/07/2021  »
سنديانة بغديدا
إلى الشهيدة ساندي
كريم إينا

يا سنديانة بغديدا
رفرفي من غيبوبتك
وجهك الوضّاح يثيرُ جنوني
لقد سرقت قلوب الثكالى
ومزجت الحنان والرحمة زيتاً
على أوراق الزيتون
نامي قريرة العينين
في محفل العلّيين
وزمّري مع القديسين
مجد الآب...
أعطيت دفئك للموتى
يتلاطم جراحك وسط عالم الخوف
من نقطة التفتيش مزّقوا
ثوبك الأبيض
من نافذة الحافلة صاح الجرحُ
وأنت تخفين تحت جلدك
أوراق الغياب...
من ظلمات النهار الحزين
إنشطر وجهك المذبوح
من الحياة إلى الموت
كإنفصال خيط القلادة المريمية
بين الظلمة والضوء
ها هو الدمار واقف
بين عينيك والأشلاء المنتظرة
لتفتح السماء وتنخر هذا الصمت
كانت الشظايا أشباح الإرهاب الخرساء
تطالُ أذرع قافلة الفقراء
وسط الزهور الذبيحة
يا سنديانة الوطن المذبوح
من الأرض إلى السماء
تُرى كيف أضعت الطريق؟.
أم التيه أضاع نعش فضائك
بعد ذبول عطرك
يحارُ الموتُ من نورك
ما أجمل هذي الروح
وأنا نائم تحوم حولي
وهي مقطوعة الأذرع
تقتفي سلّم الخلاص...

159
أدب / صرخة الحضارة
« في: 17:29 13/07/2021  »
صرخة الحضارة
كريم إينا

يدنو قمري
وسط النور
يغمرُ روحي
شذى العراق
•   *
صوتُ يعلو فيَّ
يخفقُ في ثيابيْ
يبتّلُ مسافة فيذوب
•   *
هاجس يمحو الذكرى
خلف الأسفار
وينهضُ منْ
تراب الوطَن
أُوتوحيكالْ...

160
أدب / هو آت
« في: 23:05 07/07/2021  »
هو آتٍ

هو آتٍ ووجههُ كالشمس
بيديهِ مفاتيح الخلاص
يمنح الحق إكليل الحياة ،
وينقش العرش بحوراً
شفافة
يشبهُ النسر الذهبي
يفتح السماء بحصانهِ الملائكي،
رأيت زوايا الأرضِ تهتزُ ليلاً ونهاراً
ونجمَة كبيرة تخرج من دخان العتمة تسجد لهُ .. 
صوت سمعتهُ
يصرخ من زلزالٍ عظيم
يتهمهم بين حجرٍ وطين
يحرقُ الليل أبَد الدهور ..
هو آتٍ
يشبع الطيور من خيره
يحمل مصباحه وسط نهر الظلام
ليأخذ من إستحق الحياة الأبدية...


161
أدب / زحة المطر
« في: 17:04 03/07/2021  »
زخة المطر
كريم إينا

أُلامس زهرةً
في ندى الصباح
تشرقُ أخرى
في وادي الظلام،
تجف دموعي
وأرى الأشياء
على طبيعتها
وهْماً كانت أَم
حقيقهْ!...



162
أدب / غصن
« في: 23:10 30/06/2021  »
غصن


 
كريم إينا



غسق في صباحي
غمامٌ
ينيرُ الزمان
على الأرض،
عصفورة
تجلبُ الحظَ
خلف أناملك الذهبية ِ
تغدو المسلاّتُ فكر العظام ِ
ولونُ المواكب ِ
يخضرُ يرحلُ
عاماً ونيف سنين،
لن يزول شعاعي
إلى الظلمات ِ
كعطر الخليقة في قعر جبّ
كما يختفي الخلقُ
في غابة ٍ محزنة
طيفها
يلبس العشق مرتعشاً
من ظلال...
وإيهامُ نفسي
يظلّ لحبّ ٍ جميل ٍ
أشدّ على ظهر قلبي
عبيراً
ليترك لي
وردة يانعة
أجعل العمر منتجعاً وجنون
لا تضيءُ القناديلُ بين مرايا النفوس
جرارٌ تضمّ
كنوز الجبال ِ
فيأتلقُ الليلُ قبل النهار ِ
لتسقط أمطار
مملكتي لسويعات عصري،
فيحملني فلك معتمٌ
عند نور الظهيرة
كالومضة الخاطفة
كان جرماً على سفني
وأنا لا أسابقُ
ظلّ الرحيل ِ
إلى درر ٍ مذهله.
صار فكري
رخاماً
لمملكة الأزمنة.

163
أدب / شؤم
« في: 12:48 28/06/2021  »
شؤم
كريم إينا

غدكم دافىء
وغدي بارد
قد عبرنا مخاوفنا
ومشينا معاً مرةً واحدة
ربّما صار فخاً
ولكنني أحمل الآن
أثقل قنبلة ٍ في جيوبي
وأرحل يومي
تعثّرت ُ في حلمي
وكأني أحرقت مدينة
رأيت الفضاء وراء معابر ساريتي
والغراب يحلّق
حول عيوني
قلق.. قلق.. قلق.

164
قمّة الإبداع في إثراء الكتاب

                                                         كريم إينا


يقالُ لنا ما فائدة الأدب؟. ونحن نقول: الأدب هو الكلام الجيد المنظوم والمنثور وما يتّصل به من تفسير أو تعليل، لا يمكن التعبير عن الأدب بكلمات أو جمل بدليل أنّه يحوي نوعان مهمان من الإبداع هما: الشعر والنثر وكلاهما يشكّلان عاطفة جياشة ونغماً عذباً وأسلوبا جزلاً قوياً حيث يجب تقييمه. فعندما كان الأدب تعبير وإبداع إذن هو كالنحت على الحجر وكالرسم على اللوحة وكالموسيقى عند عزفها على الآلة، ما حاجتنا به؟. حاجته كبيرة من الناحية الفكرية والثقافية والروحية، فعندما نكتب قصيدة ما نفهم أوّل شيء منها المعنى أي الفكرة والغرض الموحد أمّا الشكل فهو الإسلوب الذي يحتوي المعنى والصياغة التي تقدّم بها الأفكار ويتناسب إسلوب الشاعر وحالته النفسية وما وصل إلينا من شعر الجاهلية كان قد بلغ حدّ الكمال، متى يثبت الشاعر قمته الإبداعية؟. يثبت ذلك عندما يقوى في قصيدته الخيال والصدق الفني والعاطفة الجياشة وعمق التجربة، إذن إنطلق روح الخيال ونما نموّاً عظيماً ممّا دفع الناس بخيالهم الخصب إلى المخاطرة بكلّ شيء من أجل تحقيق الأماني السعيدة وهذا ما يشبه العرب في جاهليتهم عندما أسرفوا في الخيال مثل الإسراف في الميسر(الخمر)، فعملية إثراء الكتاب نشأت منذ نشأة الإنسان لإرتباط حاجاته وطبيعة حياته من خلال البيئة وعن طريق القراءة ينقل الإنسان معرفته وآثاره الأدبية وهي وسيلة للإتّصال بين أفراد المجتمعات، وهي سبب تكسّبهم المعارف والعلوم وترابطهم وتقاربهم عبر صور الجمال الكامنة في نفس الكاتب والماثلة في خياله عبر المتلقّي، فكلّما قرأنا شيئاً بسيطاً في كتاب ما كلّما توسّع فكرنا وتعلّمنا حماية أنفسنا من الأخطار وبها نعرف كيف نبني الأوطان ونخلّصها من الشرور والفوضى وبه نميّز التعصّب والتطرّف والعنف ونستذكر الماضي المبكّر من التاريخ الذي يخصّنا وما علينا إلاّ أن نستمدّ الأفكار وإثارة وجهات نظر الناس المختلفة ومناسبتها لأغراض التعليم والتثقيف، فقمّة الإثراء في الأدب هي أداته (اللغة) التي تعتبر حلقة من حلقات الإتّصال والتطور المستمر المنسجمة مع روح العصر الذي يعيشه الإنسان فكما الأدب سجل لمآثر الأمم أيضاً الكتاب يصوّر جوانب من حياة الإنسان الإجتماعية والفكرية والثقافية والدينية وبما جادت قريحة الأدباء بذلك الإثراء وما سجّله العظماء من الإبداع الفكري وما نقلوه بأدبهم صورة ناطقة عن حياة الشعوب عبر العصور.

المصادر:- كتاب المطالعة والنصوص: د. باقر جواد محمد، د. سمير كاظم الخليل. كتاب تاريخ الأدب العربي: حنا الفاخوري.
 كتاب فن التقطيع الشعري والقافية للدكتور صفاء خلوصي. كتاب الأدب: للدكتور صبحي ناصر حسين.

165
أدب / قصص قصيرة
« في: 23:31 24/06/2021  »
قصص قصيرة

عبد المسيح بدر حنو

1- ظلال .. ربّما!! ولكن؟
عندما دخلتُ، كانت وحدها، حتى أنّ شعاع الأضوية المبهر لم يصنع لها ظلاً، وهي تتيه بين ألوان الأزياء والعطور، عندما خرجتُ كان يتبعها ظلاّن: ظلّها الشفاف، وظلّ رجل عاشق بقي هناك مذهولاً بها، فهرب ظلّهُ منهُ إليها، وبقي هو بلا ظل. 

2- حب
بقيا هكذا لساعات طويلة، كلاهما ينظر للآخر بينما النهر يجرفُ الزمن أمام أعينها، خرج من بينهما ظلّهُ ساحباً معهُ ظلّها، توغّل الظلان بعيداً عن الشاطىء، قالا كلّ شيء ومرحا، وسبق أحدهما الآخر، وعندما كادت الشمس أن تغيب عاد الظلاّن، وما أن دخلا إلى شكليهما حتى ضحكا بعمق، فقد كان ظلاّهما قد حدّثهما عن قصة حب جميلة.
3- زيارة
طرق باب الدار.. فتحت الأم الدار، دلف شيء ما دون أن تعرف من الذي دخل إلى البيت، أغلقت الأم الباب، سأل الأب، من في الباب، قالت: الأم لا أحد هناك، بينما كان ظلّهُ يتسلق درجات السلم نحو غرفتها، حيثُ كانت تنامُ مثل أميرة، إندسّ قربها وراح يوشوشُ بأذنها قصائد حب.. نامت عميقاً وهي تحلمُ به، دون أن تدري بأنّهُ أرسل إليها ظلّهُ.

 



166
أدب / رمز العين في الشعر
« في: 22:51 23/06/2021  »
رمز العين في الشعر

                        كريم إينا


العين مرآة الإنسان , بها يرى, وبها يكتب ويقرأ ويتمتع بالحياة. هي الحاسة الأولى من الحواس الخمسة للإنسان لأهميتها للحياة منذ الولادة إلى حين ألحق المطلق في نهاية الحياة. والعناية بصحّة العين ضرورية جدا ً.. وهي أهم شيء ما في أجزاء الجسم فالأمراض التي تصيب الكبد قد تؤثر على العين وفي الغدد الصماء والجيوب الأنفية وغير ذلك من الأمراض التي تؤثر على العين. الدخان يؤثر على العين وإحدى قصائدي تؤكد ذلك والتي بعنوان: إختناق أقول: فيها / هنا عصر الدخائن لا قناع لي / ولا عطر جميل / إنّي غبارٌ سيق في قلب الطريق... إلخ. تتأثر العين بما نأكل وبما نشرب وبما ندخن وبما ننفعل ونقلق ونحزن ونفرح. والعين هي في صندوق ٍ في جمجمة الإنسان؛
هناك العدد الكبير من الشعراء سواء كانوا في عصر الجاهلية أو في عصر الإسلام في العصر العباسي والأموي أو في عصر النهضة والشعراء المعاصرين الذين ذكروا العين في شعرهم ودافعوا عنها مثلاّ يقول: خليل مطران: / إنما العين أبصرت / فصبا القلب وأكتوى عرضا ً / أبصرت ولا ذنب إلا لمن نوى /. إذا ً يظهر حسن المنظر بالعين ما يسمى بالرواء أي ماء الوجه, وأن موضوع العين في الشعر هو الحياة والنفس والوجود ومن ذلك الموضوع الرئيسي تتفرع سائر الموضوعات. وحكاية العين لدى المتنبي هي: قال ورّاق جاءني رجل بكتاب يقع في 30 ورقة ليبيعه فتناوله منه هذا الصغير المتنبي وأخذ ينظر فيه بإمعان فتضايق منه صاحب الكتاب ونهره آخذاً الكتاب قائلا ً: أيّها الفتى أنا لم آت ِ بهذا الكتاب لتطالعه وإنما لأبيعه قال له الشاب المتنبي وماذا تعطيني إذا حفظت ُ ما فيه وأتلوهُ لك فقال الرجل هازئا ً به: أنت.. أنت تحفظ هذا الكتاب ؟ إذا حفظته وقلت لي ما فيه أعطيتك إيّاه ُ. فقال له الفتى. إذا ً تناول كتابك وأسمع مني ما فيه وراح يقرأ المتنبي صفحاته ِ سطرا ً سطرا ً بدون توقف ولا إرتباك وبعد إنتهائه خطف المتنبّي الكتاب من يدي الرجل ووضعه في كمه. جل َّ الله في قدرته ِ وما لعين المتنبي من قوة ثاقبة وقدرة ٍ أخاذة على التركيز لحفظ الحروف والكلمات والأرقام وحتى النقاط والفوارز ويزيد على ذلك بقول: الشاعر جرير عن العيون: / إن العيون التي في طرفها حورٌ قتلننا ثم لم يحيين قتلانا / يصرعن ذا اللب ِ حتى لا حراك به ِ / وهنَّ أضعف خلق الله إنسانا / ولدعم الكلام وتثبيت الأقدام تظهر إنشودة المطر لبدر شاكر السياب لتكتمل العيون بقوله: / عيناك غابتا نخيل ٍ ساعة السحر / أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر / ... إلخ وقصائد كثيرة للشاعر نذكر منها قصيدة والتي إسمها مدينة بلا مطر: / عيونكم الحجار كأنها لبنات أسوار / بأيدينا, بما لا تفعل الأيدي , بنيناها / عذارانا حزانى ذاهلات حول عشتار / يغيض الماء ُ شيئا ً بعد شيء من محيّاها/. وتزيد ُ المناظرة بين جرير وأحمد شوقي الذي يقول: / من كل بيضاء أو سمراء زَّينتا للعين ِ, والحسن في الآرام كالعصم ِ / يُرَعنَ للبصر السامي, ومن عجب ٍ / إذا أشرنَ أسّرنَ الليث بالغنم ِ /. وكما نعلم بأن للعيون ألوانها كالأسود والأزرق والنرجسي والأخضر ولا زالت مهددة من الأجسام الخارجية سواء كانت غريبة أو دخيلة حشرات أو ديدان فالذباب يهجم على عين الإنسان عندما يسير في طريقه  تاركا ً جراثيمه في بؤبؤ العين لذلك لكي نحافظ على رمز العين في الشعر يجب أن نهتم صحيا ً وإجتماعيا ً وحتى شعريا ً عند الكتابة بأن ننقل صورة الإشراق من العيون مثلما أقول: / يا حلوتي صدقيني بأن عينيك السوداوين حديقة اليمنى شمس واليسرى بدر وكلا البؤبؤين شهبا / جبينك بحرٌ محتواهُ الرمل لو يصفّى بمنخل تظهرُ اللؤلؤة كأنّها منغزلة وختم المقال يأتينا إبن الفارض بأحسن مثال من محسناته البديعية وبلاغته الواضحة ببيتين من قصيدته عن العين وهو يقول: / وباسطة ٍ بلا عصب ٍ جناحها / تسبق ما يطير ولا تطير / إن ألقمتها حجرا ً إستطابت / وتكره أن يلامسها الحرير / حقا ً العين هي رمز مهم في الشعر يجب أن نبرز لها إهتمامنا الكبير؛

167
حداثة النص وإسلوبية الثقافة الشعرية

                                           
كريم إينا

لكل إنسان فضاء واسع ذو واقعة رؤيوية تدهش شخصية الكتابة وماهيتها محاكياً عالم الجمال بدهشة جمالية ترتقي إلى إسلوب القصيدة المتحررة، أو بالأحرى الركض وراء النص المفتوح الذي يضع المتأدّب في خانة خاصة تمنحهُ نزعة شعرية لإجتراح طقوس ممزوجة بالإرث الإسطوري، ربّما تفكيك اللغة يحتاج إلى ذاكرة منسوجة من الطبيعة لدعم فكرة التأمل وإصطناع دهشة المتلقّي وما يوحي به من إرادة متمرّدة لرؤى الخيال يبدأ المبدع بالإبصار عن تفاصيل أفكاره ومجسّاته الحداثوية مظهراً قوّة الإفصاح في إتساع الرؤى لدوام كينونة الزمن وما تصنعهُ من إغتراب الإنسان في فلسفته الوجودية تراهُ يضع توهجات روحه المحبوسة في ملاحم رومانسية تتجسّد فيها تصورات العقل التي تتحرّر من تعقيد المعنى نحو فصاحة سلسلة من لغة جامدة إلى لغة قابلة لصيرورة التحول.
لماذا يحتاج الإبداع إلى شجاعة؟
في كل عمل إبداعي يخوض الفنان تجربة جديدة يلتقي مع زاوية جديدة من الحقيقة والفنان المبدع يشارك في بلورة وعي الشعب. الإبداع الفني عملية لا تتعدّى مجرّد التخلص من الرموز التي لم يعد لها مدلول فماتت. وهكذا تتّضح حاجة الفنان المبدع إلى شجاعة نادرة حتى يقدّم الأعمال القوية والجميلة التي تستطيع أن تساهم في القضاء على كل مظاهر الظلم والتخلّف وفي خلق الإنسان الجديد. الفنانون المبدعون إذاً متمردون، لذلك فالفنان المبدع ذو هوية عظيمة. فيه طاقة الذهن المفتوح، وطاقة الشعر يحمل معه أينما ذهب شحنة الغضب ضد الظلم. إن القرن الواحد والعشرين يتطلّب أن نفتح نوافذنا، وأبوابنا، ومسامعنا، وحواسنا للعلم. فتظهر الحداثة وإسلوب النص بأنهار من كلام.

168
أدب / صمود
« في: 22:00 10/06/2021  »
صمود
كريم إينا

           
منذ ُ نما
وردي بين يدي
أمسى حجرا ً
يتقاذفه ُ أطفال ُ الحيِّ
وذاك الطفل ُ الواقف ُ
أصبحَ صخرة َ
جندّل،
يتعرّى فيها الموج الكاسحُ
من فيضان ِ الصيف..

***

169
أدب / صدى للرحيل
« في: 14:42 09/06/2021  »
صدى للرحيل
كريم إينا

قلبي يحمرّ
كزهر الجلّنار
عند رؤيته للشموس
مقبلة بخدّها الميّاد
أراها تحولُ نحلة
وتقبّل أخرى عبيرها
وما زلت أحبّ الذكرى والجمال
شفاه النسيم
على ذكريات الحنين
ظمأى تترك لي عبيراً
منعشاً
إلى شقائق النعمان...
وهي تحاصر ظلّي
برهة من الزمن السحيق
ثمّ تخلع ثيابها المعطّرة
وترحل!..


170
أدب / بصمة بدم الشهيد
« في: 11:07 08/06/2021  »
بصمة بدم الشهيد
كريم إينا


ما بين الضجيج
                  تلمحني
في وسط الزحمة
                    أرقبك
تنال قناديلاً
               بتضحية المجد
أترقبك داخل رأسي
                أشمّ عبيرك لحظة
                               الحبّ
صنعت إكليلك
حينما سمعت دقة الناقوس
             في كنيسة المسيح..
صبغت يديً
بحنّاء الرحيل
نزعت جلدي
ليدخل في جسدك..
أريد بصمة دم
يا أخي منك
يبقى نصري
               الأكيد..

171
أدب / إنتقام القط
« في: 22:16 06/06/2021  »
قصّة قصيرة
 
إنتقام القط
                                                  كريم إينا

دائماً تتعثّرُ بنا المفاجئات وجهاً لوجه، تدخلُ في زمننا الغائب الحاضر، ربّما الخوف هو السبب في البحث عن حكاية جديدة، رأيته جالساً تحت الحافلة وذيلهُ الممشوق يتدلّى يبرقُ من الجهة الأخرى، وقتها كنتُ جندياً في الجيش العراقي دفعني الفضول لإستفزازه بأنف بسطالي الضخم الذي هرس ذيلهُ إلى حدّ الصرخة، في تلك اللحظة نهرني بقبضة من فكيّ فمه على رجلي اليسرى مسببّاً لي ألماً فاجعاً ولولا جواريبي العسكرية السوداء الثخينة لأصبحتُ في عدّاد الموتى،هربَ بلونه الداكن وكأنّ الأمر لا يعنيه، أو ربّما عبّر في عضّته هذه لي درساً لن أنساهُ تجاهلتُ عضّته المتعمّدة،أردتُ وبكلّ إصرار متابعته حتى لو كلّفني حياتي كلّها  كحركاته، تنقلاته وكأنّه حلم يراودني دائماً بالإنتصار، ولكن لا يهمّني ما حصل،المهم أن أعثر على مضجعه،إلتقيتُ بإمرأة عجوز سألتها عنه قالت: يأتي عندي في الليل أطعمهُ ينام في الطابق العلوي ثمّ يذهبُ في الصباح الباكر، يا لهُ من قطّ ذكي يفتحُ الأواعي وثلاجات البيوت وينهمُ الطعام بما لذّ وطاب والناس ينصبون له الفخاخ هنا وهناك ولكن دون جدوى، وبعد حيرة طاغية إستطعتُ أن أجدهُ عالقاً بكيس من أكياس القمامة وهو ما زالَ يتعاملُ مع جلد وأحشاء الدجاج الفاطس،لا يبالي فهو يتأرجحُ ما بين الحياة والموت. دام صمتي خلال شروده حيثُ تلاقت نظراتنا معاً ببريق الشمس، وأظلّ ألاحقهُ بأرجلي إلى أن يشعر بالضجر فيلقي بما في فمه من لحم مسروق دفعة واحدة، والجميل فيه ولعهُ الدائم بالهرولة عندما يرجع إلى المرأة العجوز تراهُ يهرولُ مسرعاً من أطياف تلاحقهُ،إمتدّ الوسواسُ في ذاكرتي، خيّلَ لي إحساسٌ بالذنب أتحدّثُ مع نفسي بصوت مرتفع إنّه مجرّد هرّ، قد يعودُ ونلتقي ثانية، قبل لحظات قليلة شاهدته يرتدّ بدهشة نفاثة إلى مطبخ بيتي علماً أنّي لا أملكُ ثلاجة ولا حتى قطعة لحم فكّرتُ بمحاصرته، تذكّرتُ مقولة أحدهم: إيّاكَ أن تحاصرُ قطّاً أو قطةً في زاوية ما فإنّهما قد ينقلبا إلى نمر، لم أستطع مضغ كلام صديقي، نظرتُ إليه فرأيتُ الألم يتدفّقُ من نظراته ويواجهني بحقيقة الحزن، قلتُ ببرود إنّك تلاحقُ فقاعات الغليان، قد تكونُ لكَ نقمة وإنتقام،إعترتهُ قسوة الجوع،تراهُ يقفزُ من غرفة إلى غرفة في كلّ بيوت المحلة، ومنذُ تلك اللحظة عرفتُ أنّ عليه أن يعيشَ في غفلة لن يقتحم خلوتهُ أحد، لونهُ الأسود المنقّط بالأصفر أيقظَ في نفسي سرّهُ العميق وكلّ ما تخفيه دقائق الأمور، مرّ من أمامي بسرعة خاطفة ككرة نارية عاودتُ النظر به وبصورته الغامضة فضاع من أمامي قطع حبلَ تأمّلاتي فإمتعضتُ كثيراً، حاولتُ اللحاق به ولكنّي عدتُ أدراجي لأفكّر به ثانية، مرّت أيّام وليالي والقط ما زالَ يسكن بيت العجوزة وفجأةً دخلَ ثلاثة رجال متخفّينَ إلى بيتها لسرقته والقط ما زال في الطابق العلوي يراقبُ ما يحدث وفجأةً سُمعَ صوت صرخة كبيرة مع قبضة الفولاذ في آن واحد ولكن الرأس لم يتحرّك مشدوهاً ببكاء مكتوم يصدرُ منهُ،وكأنّهُ يُسبرُ أغوار الزمان بلا رحمة.بدت المرأة العجوز بأيدي اللصوص كمومياء فرعونية،إنطفأت شمعتها النيّرة، حفظ القط ملامح اللصوص الثلاثة وبدأ يتعقّبهم وهم يدفنوننها بعد أن أخذوا كلّ مجوهراتها ومقتنياتها الثمينة، بعد ثلاثة أيّام من الحادثة كان أحد اللصوص يحومُ حول الجريمة صاعداً من فوق العمارة كعادته ليحصل على المال من أحدهم ولكن تراهُ قد فوجىء بقفزة على وجهه بأصابعه الحادة ممّا شوّه وجهه فلم يستطع أن يرى بدأ بالصراخ عالياً بشدّة وهو يسقط طائراً في الهواء يجثو على صخرة كبيرة حتى الموت، ذهب لصٌ واحد بقي إثنان ما زالَ القط ينوي الإنتقام ويتحاينُ الفرص لردّ جميل مربّيته، في وحشة الليل وضباب الأمكنة بدأ ظل أو ربّما هيئة شخص قادم يتسلّق أنابيب مجاري المياه ينوي سرقة بيت الجيران وفي تلك الأثناء كان الروبوت الآلي للقط الأسود يتربّص له بحذر عندما يدخل وبدخوله قفز على عينيه فإنغلقت الدنيا بوجهه بدا كالأعمى يمسكُ عكّازه ليهرب وعند نزوله من السلالم هجم عليه مرّة أخرى فسقط من الطابق الثالث وهو يتدحرج ويتقلّب إلى آخر درج في العمارة حتى أمسى كالفزاعة، لحدّ الآن قتل القط لصّين ولن يشفي غليلهُ إلاّ حين يعثر على اللص الثالث، كانَ القط يتجوّل في حدائق المتنزهات يبحثُ عن طعام في القمامة وفجأة لمحت عيناهُ وجه اللصّ الثالث وهو يدخّنُ سيكارة،بدأ يهجم عليه ولم يكترث للعصا الغليظة التي بيده اليمنى غرز بها أسنانهُ وهو يشدّ بقوّة ترك العصا مهرولاً والخوف يعمي أبصارهُ توجّه نحو دار العدالة والقط وراءهُ دخل عند القاضي يطلبُ منه الرحمة والسماع بما يدليه من إعتراف كامل بالجريمة التي إرتكبها مع زملائه بقتل المرأة العجوز حينَ ذاك حكم عليه القاضي بالسجن المؤبّد مع الأشغال الشاقة، وبهذا تيقّنَ أنّهُ سوف يقضي نحبهُ في السجن بعيداً عن القط ولكن تخمينهُ لم يكن في محلّه، ذات مساء وفي ليلة بلهاء ظهر القط المتهرهر من فتحة التهوية لغرفة اللص السجين وهو ينفخ نفسهُ كالنمر قفز طائراً على اللص الثالث وهو يقضم عنقهُ حدّ التخمة لم يفارقهُ القط حتى إنقطع نفسهُ الأخير حينها قفلَ راجعاً طائراً معبّراً عن سعادته بهذا الإنتصار.     

172
أدب / حلم
« في: 11:52 05/06/2021  »
حلم
      كريم إينا

أنا المشلول
أتمطّى في السماء
أجلس على كرسيٍّ
فوق البنايات
وفي صحوة الصباح
يتوهج الليل نهاراً
وأرى أمامي ما أريد
أشرعة الموت
المعتمة
قد أتت
والأجسام بدت لي قلقة..
وأحيائي تحللت
عبر العصور إلى
فضاء الظلال
الأسود
والأبنية تحطمت
أمامي
وعيوني.
وكل ذلك أني سقطت
من أعلى نقطة في بنايتي
فتناثرت جزيئاتي
وتلاشت!...
وفي لحظات
صعدت روحي إلى
السماء..
وقبل الوصول
أيقظتني أمي
من النوم...
 


173
أدب / الغريب
« في: 01:52 05/06/2021  »
الغريب
كريم إينا

لا تبعد نهاري
صفني كما تراني
أنا الورد الجميل
مقطوف بيد الأطفال
مطوّقة خصري الظلال!
تهرب الشمس مني
كوني أنا الغريب
طبعي برق ورعد
وهما منحوتان
ليس ذنبي أنا
عمّا يحدث
لكني
سأكون حذراً...



174
أدب / اللحن الحزين
« في: 12:23 04/06/2021  »
اللحن الحزين
كريم إينا

صار سهري شبح النوم يجول الليل
فجراً
وينمي العشب في قلبِ الروابي
لا تلمني في مماتي
وأسأل الموت الذي
يسرق روحي من أزاهير الفيافي
وإذا زرتُ نجوماً خذلتني فستبقى
الروح تعلو في المجرة
*    *     *
فإجعليهِ وردةً من زمن الإقحوان الآتي
فقد كنت جبلتُ بالطينِ
يوماً في الظهيرة
*    *    *
وسمعتُ الصوت يحلو صلوى الغائِبين
قد يتهامزنَ على الإذن...
فضيّعت الأنينْ!
*    *    *
فإذا صحت على الحلم
وردي من ضياءٍ قد غدا لي
لم يكن يعرف الحياة
*    *    *
بين جذعِ النخلِ..
كالأثمار نبدو
حين نمشي..
فإلى القبّرةِ الخرساء نمضي
ووراء الظلِ نجري!
فإِطمريهِ مع أحلامي … وظلّي
وإمسحيهِ قبل موتي
لم يكن أجمل لحنِ...


175
أدب / أجراس الرحيل
« في: 21:09 03/06/2021  »
أجراس الرحيل
كريم إينا
(مهداة إلى الغرقى السبعة)

كلَّ يوم أحد
كنّا نعلم قياس السواقي
وفجأة ً،
إرتمت رجلي بخفَّة،
ورقرقة الماء الباردة
قطعت أنفاسي.
كدت أصيح أخي سمير
آن الرحيل فمدَّ لي يدك،
رحل هو أيضاً بسهولة.
أحبتّي أدركوني
ضاق بي الرحيل
وتحت الأنفاس
دقت أجراس الرحيل.
أمير أقبل
وألثم الموت
في متاهات الحفر
لا تبتعد كثيراً
فالنجوم السبع
محت ضوءها عن الليل
تقلع حرشفة الماء
تطعم الأسماك.
في وجه الصباح،
عند الدخول
وبعد الخروج
دار الكون دورته.
يداً بيد ٍ
مع حفنة تراب
كنَّا أبرياء
صادفتنا المنيَّة.
 

 



176
أدب / أنا والجني
« في: 23:00 01/06/2021  »
قصة قصيرة
                            أنا والجنّي
             
                                            كريم إينا
كانت جدّتي تحكي لي عن جنّيات أيّام زمان وما يعتريني من خوف أثناء النوم لذا كنتُ أنامُ بحضنها كي أشعرُ بالأمان لأنّ جدّتي كانت تملكُ دبوساً توخزُ به أياد الجنّيات الليّنة الناعمة الملمس، تقابلنا معاً عندما سحبَ حبلَ سرّتي داخلَ السرداب الجنّي وأنا للوهلة الأولى، كنتُ طفلاً،أرفرفُ كالفراشة الناعمة عندما يزهو بها المكان، لمّا وقفتُ أمامهُ وهو يخرجُ من مصباح علاء الدين السحري ناداني، ربّما خفتُ منهُ فشختُ على ملابسي البيضاء، فرميتُ بنفسي بينَ تفاصيل لحيته الرمادية لأعرفَ مدى إنفعاله وتردّده اللامحدود،عندما فتحتُ عيوني تيقّنتُ مدى إشعاع قوّته اللامتناهية،عرفتُ حينَ ذاك أنّهُ يسبقني بآلاف السنين الضوئية نحو المستقبل وبالرغم من أنّي قصير القامة لا أستطيع أن ألمسَ شعرة رأسه، إلاّ أنّه إنحنى أمامي وعاملني بلطف ورقّة، وجعلَ حجمي الصغير يكبر أمامهُ، فبالغتُ في الغرور، وإعتقدتُ أنّي أصبحتُ سيّدهُ، فروحهُ بيدي متى ما شئتُ أفركُ الفانوس عند الحاجة وكنتُ أرددّ مقولتي المفضّلة"وقل للجنّي أسكن الآنَ أنتَ ملك يدي"،وظلّت صورة الجنّي تتراءى في مخيلتي وأصبحت مدّة طويلة بيني وبينهُ، حتى يكادُ الزمان والمكان لا يسعا حدود ذاكرتي وأنا لا زلتُ أحسّ بأنّه ما زالَ يتذكّرني، وشاءت الصدف أن نلتقي ثانية، ولكن هذه المرة في مكان بعيد وبزمان مغاير، وما أن نظرتُ إليه وهو أيضاً يبادلني نفس الشعور ترانا ينكرُ واحدنا الآخر، وكأنّنا لم نلتق، وقفتُ أمامهُ نظرتُ إليه بعين مختلسة رغم الصمت الرهيب الذي ينتابني وأنا واقفٌ أمامهُ، أشعرُ ببعض العنفوان زفرتُ بعمق وقلتُ لهُ: يخالُ لي أنّكَ سحرَ هذا الكون الذي ليس لملكه إنقضاء. أيّها الجنّي المحبوس إلى الأبد، لا شيء يحتويك غير هذا المصباح الذي يصوّرُ تاريخ حياتك... بقيتُ أبحثُ عن لغز يُبهرني كخرافة الملاحم ولكنّي إكتشفتُ مدى خيبتي أمامه. أيّها الجبّار بلا منازع، لا شيء يُقاس بعظمتك وسحرك. أمامك تظهرُ صور مراهقتي وأنا أتحدّى الحياة ما زلتُ أحيطُ روحي بمتاهات وهمية وأنا أظهرُ نفسي فيها بدور البطل الذي سيظلّ الأسمى وضوءهُ الأنقى، وكلّما تمرّ الليالي أكتشفُ ضعفي أمامهُ مليء بالخيبة والخذلان، صوتٌ ناداني من داخلَ المصباح عبرَ موجة قصيرة عدتُ إليها لأستمعها ثانية وفي رؤيتي حدسٌ عميق من الرهبة، فضؤبتُ بيديَ على المصباح... وأنا أشعرُ بالوحدة اليتيمة مع جنّيّ،لأنّه حلمي ومنقذي يحقّ لك أيّها الماردُ أن تسخرَ منّي وأن تمارسَ السلوك الذي تبتغيه، فعندما أنظرُ بالمرآة ينعكسُ الصباح بصورة المساء، والشرايينُ ما زالت تخفقُ بلون العقيق، يعجزُ لساني عن وصفه، يُخيّلُ إليك وأنّك بداخل المصباح كالسطح الهلامي الذي ينتشرُ بمجرّد الملامسة، فتتحوّلُ أعضاؤكَ إلى أشكال هندسية بلا حدود وتعلو رغوة زفيرك العبق الذي يُدغدغُ خلايا جسمي اليانعة. يهبني شعورٌ غير عادي كبات مان... أتذكّرُ سحرهُ وزبدهُ المنزلق،ربّما يمنحني السعادة والإمتنان. أعشقكَ لأنّكَ ذكريات طفولتي وقصص ألف ليلة وليلة التي كانت تقصّها علينا ميلدا زوجة عمّي حبيب.أنظرُ إليكَ وأنا واجمٌ في روعتك وجمالك عملاقٌ أنتَ،لأنّك تسترسلُ ذاكرتي وتعرضها كشريط سينمائي ممتع. تهبُ لي نسمات عبيرك فتتناثرُ شعيراتُ لحيتكَ الرمادية كموج مسترسل في وسط البحر، إيّاكَ أن تطلبَ منّي شيئاً!.. عندما أكتشفُ أنّ الأيّام التي مرّت بك غيّرت تاريخ مولدك الحقيقي،أصبحتُ أنا أتحكّمُ بأحلامك المتبخترة، بواسطة الفانوس مع رشفة واحدة تظهرُ أمامي لتتباهى وتسجّلُ ما أحتاجُ إليه من الإنجازات والأسمال الضائعة. أنتَ الكل في الكل، ألا تُعلنُ عن عجزك أمامي لتفوّقي وتحكّمي بمحطّات حياتك،أنا أعرفُ بما تفكّر،أشعرُ بكَ وبسطحيّة إدّعائكَ الساحر. كما ترى يا جنّي... أنا أرى نفسي فيكَ تكمنُ في طغراب ذكائكَ، ولكن سلوككَ العنفواني يعانقني يبعثُ بي روحَ الدعابة، وخفّة الحركة، فأرى النور في عينيك. عندما تمدّ ذراعيكَ لي تصبحُ هيئتي مميّزة، تتراقصُ مع ذاتك المائعة، في كلّ وقت قدماي تسيران إليك دُونَ وعي بدون مقاومة، كيفَ السبيل لأتحرّر من سحرك؟. غمرني الجنّي بحنانه فتذوّقتُ طعمهُ المالح وتناسيتُ قدميه الإسفنجيتين اللتين تتمطّى هنا وهناك وكأنّهُ البحر أتى ليبتلعني فأصبحُ جزءاً صغيراً يرتمي نحو القاع دُونَ مقاومة. ولكنّي لم أستسلم. إستعدتُ رباطة جأشي كمحاولة لتثبيت أقدامي جيداً في القاع والبدأ بالنفخ بوجه الرمال. ربّما بقيتُ زمناً طويلاً هكذا ولكن عندما نزعتُ عن وجهي المياه،إستدرتُ نحوهُ وبكلّ ثقة قلتُ له:شكراً لك أيّها الجنّي... الآنَ فقط إكتشفتُ قوتكَ الكبرى،إحترامي لكَ وعشقي لكَ أرجو أن لا ننسى بعضنا البعض وأن لا يكونَ الأوان قد فات لأتعلّم منكَ نفحةً صغيرة تساعدني في إسعاد الناس.   

177
أدب / صلصال من سواقي الصمت
« في: 21:13 31/05/2021  »
صلصال من سواقي الصمت
نص: كريم إينا

في لحظة النور يمتدّ نهر يستقبل ورد العمر، لا يرمق للخلف̤ حرف الضاد ينضج من أعاصير الفجر يقدّس اللمسات الشاحبة، بين الليل والنهار تنضج دموع الثلج بوشاح الغبطة.. أرواحنا أهذلت إنكسارات الإقحوان وسنبلة تهمس الخجل المستباح، الأعين أكوام المقاعد تتوارى وسط الجبين. في الظل تختبىء تشكو حزنها من نزيف الأكتاف.. يشتعل الشمع من يدين توقد رؤية الميلاد،غداً تأتي غيمة الصحو ناصعة من آخر الدنيا تعرّج في وقت البلاهة، أخطط بيتاً سياجاته نهارات عينيك، من أشجار الزيتون تنهض أشرعة السحب ترقى في سواقي الصمت تشدّ عتمتها تتناثر ناراً ورماداً والشوارع أنهكها سير الحافلات.. وكائنات لبنية شدّت على ظهرها تجاعيد التخوم، غمامة تطوف ترخي سدولها تتوهج من مسامات الثقوب... علامات تزّين أنفاس الذكريات تنكمش روحي وتفتح منافذها لشظايا الحديد.. في الشاطىء الظليل مشاجب الليل ملآنة بالأعتدة المتفجرة وعتمة الأزقّة عناء الأمّهات، وكركرات في أحشاء الأرض... تصرخ من جذوة الأيام، وجوه النسوة إستفزّت وما زالت تترصد نقطة إنطلاقي... بعيدة طرقاتي والروح تنحت طينها المصلصل تسجد لقارعات الطريق.
 


178
أدب / عتمة
« في: 22:55 30/05/2021  »
عتمة
كريم إينا


أدخل ظلي في أرض ٍ
عبقة،
أدنو من مصطبة ٍ
لمرايا الصمت ِ
أشاهد أحلامي زائلة
فألملم حبا ً
من حدقات عيوني
أصقل نابا ً
من أنياب فمي
لأحيل بياضي
قنديلا ً للعميان
وأقفز ظلمة ذاتي
عبر الأزمنة...
***

179
أدب / ظل صديق
« في: 21:47 22/05/2021  »
ظلّ صديق



                                            كريم إينا 




وحدهُ كانَ يتجوّلُ في أزقّة حيّ المربّعة في بغداد، خرج نحو شارع الجمهورية وبيده عجلة باسكليتة وهو يركضُ وراءها بواسطة قضيب ملتوي من النحاس، كانَ يراقبهُ زميلهُ الخائف القلق عليه. أمضى وقتهُ يلهثُ وراءَ حدث كبير كان يتوقّعهُ بأصدق تأمّل، وبأعظم إبتهال ويتمنّى لهُ أن تكلّل حياتهُ بالنجاح والموفقية دوماً، وحينَ حانَ موعد الحدث، نسي كل تداعيات الذاكرة ليتجهّد بها في ذلك الفجر اللعين، تحدّث بلسان خاشع كي يبعدهُ عن ملابسات الحادث ولكن دونَ جدوى، حانت الساعة منذُ سنين طويلة وهو ينتظرها بدقّة حينَ تشاجر مع أحدهم. ومنذُ ذلك الوقت بدأ يتعرّض لنوبات محمومة على ذاته، فجأة سقط بعجلته أمام سيّارة الإطفاء فضربتهُ عنها بضع خطوات فقد الوعي ركضَ صديقهُ إليه والدموع تذرفُ من محيّاهُ صعد معهُ في سيارة الإسعاف التي نقلتهُ إلى المشفى وهو في تلك الصورة المأساوية حتى يصبحُ الوجع والأنين ظلّ وجدانه المتفرّد، في تلك اللحظة حضرت إمرأة جميلة يُقال: أنّها والدتهُ،أقسم لها بأنّه نصح إبنها بعدم النزول إلى جادة الشارع، وحتماً قد بالغ في نظرها فنون اللياقة والمنطق، بهذا المنطق لم تكتمل أصوات أحلامه وهي تعزفُ أنينَ زميله، رغم تفاؤله بكلّ ما كانَ يعكّرُ صفوهُ، فسادت أمامهُ رؤىً مشرقة بنجاة صديقهُ ربّما قد يهدي لهُ عربون المحبّة. لم يكن صعباً الحديث مع والدته، بل جعلها تؤمنُ بالمرآة التي تعكسُ أفعال إبنها المحزنة. وبدأت الحياة تأخذُ هويتها من الفشل إلى عالم الأحلام المغلوط، من يُعمّقُ مفاهيم الصداقة. ويتسرّبُ في حنايا الليل المرتحل إلى دروب الفجر، وحدهُ وقع على سكّة الموت فخلطت دماؤهُ بنفحة مترجرجة، صارت فجيعة أخرى موجعة شهدت جلباب الهيبة، والدموع تتسرّب بقسوة لحجم أنانية الإنسان. ومنذُ ذلك الصباح وأنا أشعرُ لذنبي اليتيم الذي لا يعرفهُ أحد إلاّ هو،صارَ الغيظُ يُعشّشُ فيّ إلى حدّ الإنهيار. كيفَ سمحتُ لنفسي بأن يحدث ذلك؟. هذا العالم الوقح الغريب الذي ركلني بقدمي إلى موقف يعلو حدود طاقتي. وحتّى إن حاولت...فلن أسمح لنفسي يوماً ما بأن أقتصّ منها ووجداني، فقد أغلقت كلّ الأبواب بوجهي ولا زالَ صديقي في غرفة الإنعاش. بدأتُ أراجعُ صور الماضي الجميل وكيفَ كنّا وإلى أينَ أصبحنا؟. وا..عجبي هل هذا زمنُ الخسارة؟. بعد الإتّزان والإطمئنان على صحّة صديقي بدأت نظرتي عنهُ تخفّ مع بعض الشرود الآني. ربّما هذا عقابُ الله لي عندما أدركتُ أنّ مغالاتي هذه قد تجلبُ لي إضحوكة للآخرين، وبحزن حارق لم أتمكّن يوماً ما من شراء حمقي المتلاشي، وفي كلّ مرة أرى حلمي رافعاً إيّاهُ في أفئدة السخرية. عاش صديقي في دوّامة الحلم، ما بين الحياة أو الموت، وأنا لم أستطع أن أحقّق لهُ أيّ رغبة للنجاة، كنتُ أستبسلُ دفاعاً عنهُ، رغم قناعات الأصدقاء الآخرين بفلسفتي العجيبة، أعتقدُ أنّي تعثّرتُ في الدروب التي ليس فيها من مجيب ليهدي لي الطريق، وما زالَ غدر الزمان بي، بعد إصابتي بخيبة أمل والثقة العمياء على تحقيق المستحيل، لم أتنازل أبداً لصفعة القدر، بعثرتُ أحلامي المنبوذة وصغتُ لي قلائداً مزخرفة. أمضيتُ سنوات من عمري وأنا أبحثُ عن ظلّ صديق، كانَ إكتشافي لتلكَ الظلال النائية بأنّها تهربُ من أصحابها أيضاً. وحلمي الوحيد كانَ إسترداد صديقي من قبضة الموت، حتى ولو كانَ ذلك آخر ما أفعلهُ في حياتي، بدأتُ أتلوّى في نفسي ودمائي تغلي في عروقي. قلتُ كلماتي الأخيرة وعيوني محدّقةً نحو السماء الصافية بإستغراب، ربّما جرحتُ كبرياء أمّ صديقي عندما سألتني عن إبنها وشعورها كانَ بعدم الرضا لما يمتدّ في نفسي من أحاديث مستترة، حينها سرتُ ورأسي مرفوع، لم أستطع تصديق ما أرى والد صديقي المصدوم واقفاً أمام الباب ينظرُ إليّ بعين جاحظة. لم أتمكّن من ترجمة نظراته الصامته. خجلتُ منهُ وقلبي يدقُ كجرس الكنيسة في صباح الآحاد والأعياد، لا بل رقصت روحي وعيناي تلمعان بوميض منارة يبزغُ شررها بهيئة إنسان. إقتربَ إليّ بحنان وقال: لي هل أنتَ صديق إبني الحميم؟ قلتُ بهمس مطبق نعم حينها زالَ إرتباكي وشعرتُ بدفء كلماتي التي كانت حينها لا تنسجم قبلَ لحظات إبتسم فتلألأت أسنانهُ، وقال: لي بنبرة فاخرة أنتَ إبني الثاني قل: لي كيفَ أجعلكَ إبناً سعيداً وأخاً لإبني؟،حقّاً هذه المرة صدّقت وزلزلت جدران ذاكرتي فتسمّرت حيادية مشاعري. لو يدري صديقي كم أنا فخورٌ بأبيه، صارَ أطلالاً وكبرياءاً يمنعهُ من التأنّي، قلتُ نحنُ البشر مجرّد ضحية لمجتمع مكتوف اليدين والشيء الأهم تأكّدتُ من إستعادة صديقي إلى أبيه والإفتخار بالإبوّة بقلب نابض وملامح حنونة وظلّ دافىء، تعافى صديقي الودود وعادت الضحكة ترتسمُ في وجهه وقال: لي هيا نلعبُ يا صديقي سويةً رُغم غدر الزمان بنا.

180
أدب / أمنية
« في: 22:35 21/05/2021  »

أمنية

شعر: كريم إينا
 

لو يزهرُ في حقلي وردٌ

قد يبعثُ لي عطراْ

لو أَسكرُ لو لحظهْ

قد أَدري ما لا يُدرىْ

لو أَنَّ طريقي أَشواكٌ

وتغيُّرُ لوني أَزمانٌ

فكأنَّ على يدها ومضهْ

تُضيءُ علي وتختفي

فيموت بقلبي النبضُ

هنا المعضله !. . .


181
 
لنكن موسوعيين لنضمن المستقبل الغامض
                                                     كريم إينا

يعتبر المستقبل آمال وتطلعات وأهداف وغايات الشعوب التي تطمح للوصول إليها. إنّ ما يحصل اليوم الآن من تغيرات جذرية في كلّ مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، والتقدّم العلمي في كلّ الإختصاصات يتطلّب من كلّ واحد منا أن يسرع في خطواته كي يلحق بما يدور حوله ويكون على علم وإتّصال بالعالم الخارجي لأنّ الذي يتباطأ تدوسه أنياب الأقدام الراكضة والتاريخ لا يرحم أحد لذلك يجب أن نواكب المسيرة نحو الأحسن والأمثل في بناء مستقبل أجيالنا، ويجب أن نبدأ من الصفر أي لا بدّ من وجود إرث حضاري يرتكز على الماضي والحاضر ولكن رغم ذلك الإنسان لا زال مهدداً بسبب متغيرات العصر سواء كانت ديموغرافية أو التصحّر أو دخان المصانع أو الإرهاب والمجاعة أو مسألة ثقب الأوزون والحرارة المنبعثة منه الذي ربّما سوف يأتي يوم لا نستطيع أن نتحكّم بها عندما تزداد المساحة ناهيك عن تأثيرات ومخلفات الأسلحة النووية وإشعاعاتها التي تؤثر بشكل سلبي على الإنسان والنبات والحيوان. أيّ شعب كان إذا عاش على أرض معينة يجب أن يكون له تاريخ وحضارة وأمجاد وعادات وتقاليد وكيان يعتزّ به سواء كانت قومية كبيرة أو صغيرة. ما الفائدة ياما دول وإمبراطوريات كبيرة سقطت وإضمحلّت ولم يبقّ منها شيء سوى الأطلال بينما الشعب الذي يمتلك الجذور الأصيلة يستطيع أن يفتخر بأمجاده وحضارته ونشأته وأسرته التي تربّى فيها وما هو عليه من مكانة إجتماعية ومبادىء يرتكز عليها وتعتبر هدف حزبه المنشود ويبذل كل طاقاته وإمكانياته وما ورثه من إرث مادي ومعنوي وعلمي لبناء مستقبل خالي من الضبابية ويحاول بكلّ الطرق وشتّى الوسائل كي يعيش في بحبوحة وأمان وإستقرار ولكن يبقى هناك الناس الغرباء(الدخلاء) الذين يحاولون إستمكان المنطقة بطرق ملتوية وحجج واهية وإعتداءاتهم المتكرّرة بحجّة أنّه يحقّ لهم العيش كغيرهم في تلك المدن والأقضية أو لا زالوا يفتقرون في قراهم إلى أبسط مستلزمات الحياة وهم الآن بأمسّ الحاجة إليها. فنلاحظ بعض الدول المجاورة تفرض إملاءات وتناحرات بين الأحزاب والطوائف ممّا تؤثّر على مستقبل العراق الزاهر فتخلّف مسرحاً للأحداث تزجّ به ظلماتها الواهمة ينبغي أن نبحث عن الثقة وهي الجوهرة التي لا تصقل والإنسان لا يفطن للمؤامرات إلاّ عندما تهذبه التجارب. نحنُ الآن نعيش على ضوء تحقيق الديمقراطية والدول التي تجاورنا لا تسمح بتحقيقها لماذا؟ السبب هو إذا ما تحقّقت الديمقراطية في العراق فلسوف تطالبُ الشعوب العربية والأجنبية حكّامها أيضاً بالديمقراطية لذلك فهي تعارض هذه التجربة الجديدة. إذاً يجب أن نبحث عن الموسوعية لنضمن المستقبل الغامض وبمعنى آخر حصول الشعب إلى تناسق فكري فلا يمكن أن يكون جهل وحماقة إلى جانب المعرفة والحكمة لأنّه نتيجة هذا التفاوت يعرقل ماهية الشعب في إتّخاذ القرارات والإصلاحات وأهمّ شيء في ذلك هو رأي الشعب في إتّخاذ القرار. هذه هي القيمة الثقافية العامة للشعب والقيمة الشخصية للفرد كي لا نصطدم بالغريب في ديارنا. نكونُ موسوعيين عندما نصبح عالميين بمناشدتنا تلك المثاليات العالمية الكبرى فنحقّق لأنفسنا الرقي الروحي الذي ينبعث منه النضال بشخصية جهادية متطورة لا يقف أمامها الشر. إنّ الإشارة التي يستهدف بها العراق ترجع من خلال أطراف خارجية وداخلية. وتشهد العملية السياسية في العراق خلافات حادة بين مختلف كلّ الكتل السياسية فالجميع متسببون ومسؤولون عمّا يحدث من مشاكل ولا زال الإعلام الغربي والعربي يلعبُ دوراً مهماً في خلق جو من التضليل والنفاق السياسي لإحداث شرخ كبير في البرمجة المعلوماتية للبنى التحتية في عراقنا العزيز. الكتابة هي إحدى المنجزات الجوهرية والثقافية للإنسان. إذاً الهوية الثقافية تمثل العادات والتقاليد وخصوصيات الشعوب فضلاً عن الثقافة والتربية الوطنية أو القومية حقوقاً أساسية للإنسان وتعتبر المائز الرئيسي في تنوّع المجتمعات البشرية. إنّ مشكلة التذويب والصهر الثقافي يجعل العديد من القوميات والأقليات المتقاربة والمنسجمة طواعية أو كرهاً أكثر إنسجاماً مع غيرها من الثقافات المهيمنة ودائماً الناس يتجهون بصورة متزايدة نحو جذورهم الثقافية ليستمدّوا منها زادهم الروحي وإستقرارهم في عالم سريع القفز من أجل الكشف عن عالم المستقبل الغامض.

                                                     

182
أدب / الصورة
« في: 22:52 17/05/2021  »
الصورة


كريم إينا


قصّة قصيرة


كلّ شيء كانَ ساكناً في مكانه، إلاّ الأشياء التي كانت تحرّكُ رغبتها للبحث والتقصّي عن الصورة السحرية بكلّ ثقة وإصرار، وعند الفشل في الوصول إليها يسكنك الإغتراب عنوةً، تغيبُ معالمك ويحجبُ أفقكَ، فتصبحُ مجرّد ظلّ مسجون في زنزانة هذا العالم الفسيح، دائماً كانَ عمّها يفاجئها بهداياهُ الجميلة فتخرجُ أمامهُ على مفارق الطرق حينَ تراه تتراكضُ للوصول إليه بسرعة وإنتشال لعبتها المفضّلة منهُ، وغالباً ما تمضي النهار كلّهُ محتضنة في مخيلتها تلك الصورة التي تتمنّى أن تجدها. ولكن ما كلّ ما يتمنّاهُ المرء يدركه..... إلخ. ظلّت زمناً تمارسُ لعبتها تلك بحميمية مفرطة، إلى أن نسيت نفسها، لم تعد تشعرُ بالشيء الذي إفتقدتهُ، وكلّ ما يهمّها ما تشعر به حينَ تتلمّس لعبها من عمّها أيوب. وحينَ حانَ الموعد قالَ:لها عمّها إذهبي يا بنيّتي إلى غرفة جدّتك وأجلبي لي ماسحة التنظيف كي أنظّف بها باحة البيت حيثُ كانت الماسحة موضوعة هناك،عندما ذهبت الطفلة إلى الغرفة ساد عليها الحزن فبدأ يسري في أعماقها صمتٌ رهيب، وهي تجلبُ الماسحة من غرفة جدّتها نظرت إلى الأعلى فشاهدت جدّتها تتحرّك وتحدّثها من داخل الصورة، أصابها الهلع فأصبحت في حكم الغياب المؤبّد.لم تملك في تلك اللحظة غير الدهشة والسكينة فوقفت عاجزةً عن الكلام أمام الصورة وهي تحدّثها قالت: جدّتها لها ماذا تفعلين هنا يا بنيتي؟. حينها ردّت عليها أريدُ أن أجلبُ الماسحة لعمّي أيوب كي ينظّف باحة البيت بها، وفي تلك اللحظة غابت الجدّة المتحرّكة وأصبحت صورتها الجامدة داخل الإطار كما هي. لم تملك الطفلة حينها سوى الدموع الغزيرة لما جرى لها من مخاض عسير، وحين تهافت عليها القدر، قالت: لعمّها خذ الماسحة وهي تبكي بحزن عميق.نظر إليها بتحنّن وقال: لها لماذا تبكين؟. ما القصّة؟، ومن بريق عينيها ورفّة جفنها بدأت تقصّ عليه الحادثة والمياه المالحة تتسرّبُ من تحتها حتى تكادُ لا تعرفُ صورة وجهها! ولهذا كانَ موقفها هوالأصعب، وحلمها يتلاشى نحو المغيب، بدأ عمّها يقهقهُ من حلمها الساخر ويقول: لها أنت تحلمين. ما هذا الهراء؟. لم يكن لديها الجواب لأيّ سؤال عنها أو عن جدّتها، مجرّد كانت تتخيّلها مرسومة داخل إطار الصورة. وكانت تشردُ في صور أخرى ما عدا صورة جدّتها التي يظلّ السؤال يتردّدُ في نفسها: هل ما فعلتهُ جدّتي حقيقة أم كذب؟.بدأ اللون الأبيض يمتدّ في عينيها على مساحات الجدران، وبلمح البصر عادَ كلّ شيء إلى الحياة. ربّما إخترقت بوابة التاريخ المغلقة بنظرتها وحزنها وهزيمتها، ذات يوم إستيقظ الحزن من سكونها الأبدي رغم تعثّر نافذتها المشرقة ووحشتها الصامتة، بدأت تغسلُ وجهها بدموعها، ولكنّها لم تفلح في جرّ تلك الأصوات خارج ذاكرتها.لأنّ ما رأتهُ هو خارج حدود لياقتها وكأنّها تذوّقت من سحر الإكتشاف لم يكن كافياً لإرواء نفسها العنيدة الظامئة. كانت الكلمات توسوسُ في ذاكرتها، تُصدرُ أصواتاً صاخبة، تارةً ترى جدّتها جالسة على التنّور وتارةً أخرى عندما تغفو توقظها جدّتها من نومها. إنّ وقع خطى جدّتها بأذنيها ما زالت تستقطبُ موجات الحياة، وتترك قدميها تتولّيان القيادة. بعد عشر سنوات من الحادثة خدعتها ذاكرتها وفقدت قدماها المصداقية، أطلّ الصباح فإستقبلتهُ بقبلة مشرقة، وقطرات الندى تتغلغلُ بينَ أفكارها المخملية، وتخرجُ من سجن ذاتها، الصورة كانت أولّ إمتحان لها يتكوّرُ في نفسها. شعرت بالإرتياح أو ربّما بالإنتماء إلى تلك الصورة التي إكتضّت الأحداث فيها كجزء هام وضروري تستطيع التمرّد وإعلان عصيانها على كوّة فراغها. ولكن تلك الفكرة باتت لتجاوز عالم الوحشة بينها وبين عالم جدّتها،راحت ترسمُ بريشة صوتها عوالم أو مجسّات ملموسة كلّما سمعت المزيد عن تلك الصورة فتزدادُ إشراقاً في ذاكرتها،الآن لم يعد ما يشعرها بالإرتباك الذي كان يعتريها حينَ تقفُ متأملة بتلك الصورة في غرفة جدّتها، ولفرط سعادتها راحت تسمعُ أصواتاً تلتصقُ في ذاكرتها وكأنّها ترى بتلك الإذن صورة جدّتها، من يفنّدُ تلك الصورة ويُحافظُ عليها من الغبار وضباب الأزمنة، أعتقدُ أنّها نموذج متفرّد في عالم الصور، لا يمكن أن يمرّ يوم دونَ أن تتشوّقُ فيه لرؤية صورة جدّتها، ولكنّها حافظت على ثباتها رغم ثنايا قلبها البائس، مدّت ذراعها إلى الصورة طالبة من جدّتها التحدّث معها ولكن ليسَ من مجيب، إنتظرت سنين طوال على هذه الحال وهي متسائلة ببراءة متى سيأتي النور كي أرى جدّتي؟. قاطعتها بفرح جدّتها وقالت:سأكونُ هناك ضيفة شرف كلّما ناديتني، ومن شدّة فرحها بنطق الصورة جلبت سلّماً وصعدت إليها وقبّلت جدّتها بحب فوق جبينها وهي تغالبُ في إنفعالها لتكون على إتّصال مباشر مع روح جدّتها التي ما زالت تؤكّدُ للجميع بأنّها مجرّد ضيفة شرف جامدة في إطار الصورة ذهبت من هذه الحياة وستأتي في يوم الآخرة لتلتقي بها ثانية.   

183
أدب / المبشرون بالسلام
« في: 22:23 16/05/2021  »
المبشرون بالسلام
                     نص:  كريم إينا

أذن الليل دخول الضباب إلى النفوس الباردة، يلملم أحاسيس النهار.. تدخل الرمال الرمادية إليه بقناديل السماء البراقة، يتخذون رؤى الكواكب سبيل ترحالهم.. العشب الأخضر يتنفس من مخلّفات الحيوانات، سماوية كانت أم أرضية، تمتد الجذور إلى الأعماق.. جسد الظلالة يجلس فوق أقراط النساء، يتحّدث ولا يتحّدث، المسافات تتقطع في قلب السنين، تشم روائح الجّنيات الخفية، الذئاب تتابعها أينما نزلت، وتحاصرها ربما تنقلب إلى حصى غريبة، تجرفها الشفلات والآليات، ثم تجلب لتسقيف البيوت، المتاهات تبحث عن حجراتها، سرب من القطا يفزع، يترك بيوضه تحت عبث المارين، الأجسام قلقة تتدحرج، تفقد موازنتها، ثم تتشقق وتزول، الشيء الطويل يسير وهو يحمل آلاف النقاط والدوائر، وبقية الأشكال الهندسية ما زالت تتمرّد، إنه يسير على الماء، كاليراعات المنمنمة تنتقل قطرات الماء من الثقوب.. بشكل جسيمات مجهرية، المارة يعبرون، ولا يعيرون الإشارات الملونة أهمية، المركبات تسرع، ولا تنظر إلى الأجسام الطرية، عقارب الساعة تبحث عن مأوى تستوطن فيه، ترسم فيه قبة فلكية للأجيال، الأمواج تتلاطم مع بعضها البعض تصنع الحركة للجّنيات الهزيلة المتسّكعة في أسرار الجدران.. النساء في الأزقة، يبكين على أطفالهنَّ بسبب الجوع، مجموعة من الفتيات تبشر بواقعة الطريق، كادت أحلام الملوك.. تتذكر وتستعيد مجدها العريق، قارئوا الكف والفناجين على الأرصفة يصنعون واقعهم الزائف، رؤيا تقترب ولا تصل، الأفق يجلس على ركبتي الأرض والسماء، ملكا بابل وسومر يستفيقان، الطبول تقرع، الأميرة تنتظر حلمها الوّضاء.. النفوس الحجرية متوّقدة، تمسك ثرياتها على التلال الخضراء، تنتظر رحلة المبشّرين، حين وصولها إلى أرض السلام في العراق.

184
أدب / جرأة بوم
« في: 21:02 09/05/2021  »
قصة قصيرة
جرأة بوم
 
كريم إينا
 
منذُ صغري وأنا معجبٌ بالبوم،يشدّني منظرها وحركاتها وهي تنتقلُ من شجرة إلى أخرى،أسمعُ صوت نعيقها المتقطّع،وفي أحد الأيّام رأيتها جالسة على شجرة بيت جاري،سألتهُ:هل هذه البوم حقيقية أم محنّطة؟. لأنّي كنتُ أراقبها لا تتحرّك أبداً ردّ جوابهُ عليّ إنّها محنّطة وهو يضحكُ بسخرية. وفجأةً وأنا أنظرُ إليها إلتفتت إلى الخلف بسرعة خاطفة فشدّت كياني،وهي بمثابة محط إعجابي،راودتني فكرة التفرّد معها لأنّها كانت تقتحمُ مخيّلتي دائماً. عندما تنزلُ من أعلى الشجرة لترتعي غذاءها من الضفادع والفئران والعصافير أراها كصقر يستعرضُ أمامَ الطيور كانت تلوذُ بالصمت، أحدّثُ نفسي بتبنّيها لتسلّيني في أوقات الضجر أو تبقى معي بقيّة سنوات عمري الباقية بإستثناء صديقي البلبل الذي يُغرّدُ في فضاء مملكتي الكاملة،إستمرّت صداقتنا بقيت وطيدة وعميقة. والغريب في الأمر كيف تجتمع البوم مع البلبل؟. كانت ترغبُ بإصطياده عندما تختلي به ولكنّهُ كانَ داخل القفص يظلّ مطلياً وحيداً ضعيفاً كضعاف النفوس فأصبحَ هدفاً حيوانيا تنتظرُ لحظة الجوع لإفتراسه بصورة مقرفة.نسيتُ أنّها لا تملكُ جناحي النسر،إلتقطت أنفاسها لشهوة الصيد كلّ ما يهمّها الطعام لأنّها خلقت أنثى،أحياناً أحرمُ نفسي من رؤيتها،لم أتمالكُ نفسي لما ينتابني من حزن وشقاء لبلبلي الوحيد وهو في لحظة إرتباكي،لم أستطع أن أسيطرَ على إنفعالاتي حينَ ظهرت رغبة متمرّدة ملتفتة للتوّ من النوم. حاولتُ إنارة الظلام من حولي توقّفتُ فجأةً بضع خطوات عنها فرأيتُ أمامي ما رأيتُ من مرمى الألم يصوّرُ رؤى أحلامي ويهمسُ في أعماقي،وبكلّ جرأة تجلسُ بومتي المفضّلة تنزع ينبوع فكّيها بطعم لم تتذوّقهُ أبداً،وحينَ طالَ صمتها تصرخُ بصوت مغرور الذي ينذرُ بالشؤم لموت أحد ما،قلتُ:في نفسي كلّ حيوان حرّ في تصرّفاته طالما لا تؤذّي أحداً،رددتُ بسرعة كي أتّخذَ قراراً جامداً يسترجعُ جبروتي عن وجهي بثقة كبيرة،صمتت بومتي قليلاً ولم تنبسّ بحرف واحد،هززتُ رأسي أمامَ البلبل مدّعياً إستغرابي منها،كانَ صوتها يسري في أوردتي رائعاً ونبراتهُ تحزّ في نفسي تمنحني إحساساً عميقاً،ومع مرور الوقت،بدأت تومىءُ برأسها باسمة،إستيقظَ البلبلُ في تلكَ اللحظة متابعاً صوتها الحنون،كانَ صوتها يقطّرُ حناناً،رغم مصارعتها عصبَ الجوع القاتل،أردتُ أن أستفزّها قليلاً بصمتي المتحرّك حينها ضاقت ذرعاً منّي بنظراتها الواسعة،خفقَ قلبي بسرعة كبيرة بإنفتاح القفص،وتشنّجت أعضائي عندما رأيتُ البلبل في فمها يتقرقرُ بلهفة متحشرجة،خسارة كم كانت تغريدتهُ لطيفة،لزمتُ الصمت المطرود كي يوقضَ شرودي المتلاشي،وفجأةً سقط البلبلُ من فمها فتغيّرت ملامحها عندما غابَ عن ناظريها،فرحتُ كثيراً بإنطلاقته نحو الحرية في كبد السماء،حاولتُ إصلاح الأمر بإهداء قطعة لحم لها كي تنسى فريستها المفقودة،الآن أشعرُ بودّ حميم بيني وبين البوم لا تدّعي بالإصطياد ولم تكن خائفة ولا مضطربة،بل تتقدّم بثبات كما كانت على عهدها السابق جالسة على غصن شجرة جارنا القديم يطبقُ على ملامحها الصمت،أدرتُ ظهري ومشيتُ وظلّ عنفوان اليوم يعثرُ بكيانه وهي وحدها صاحبة القرار في الطيران أو الهبوط أو الصيد،ورغم الظلام الذي يهمي على ذاكرتي قرّرتُ إستبدال بعض الصور القديمة التي إنطبعت في مخيلتي،حاولتُ جاهداً إسترجاع جرأتها المنهمرة،أحياناً كنتُ أشجّعُ نفسي وأراقبها ملياً فأراها مجرّدُ طير يتأرجحُ على غصن الشجرة وقد لفّت رقبتها بحبل من الغرور،ومع ذلك فهي تستبسلُ دفاعاً عن أملها الضائع في لجّة السراب،ولها طريقتان لتحقيق ذاتها،الأولى تسعى جاهدةً وتُحاربُ بمخالبها ومنقارها الحاد وبكلّ ثبات،والثانية تصرّ بصبرها من أجل البقاء رغم تعثّرها بين أغصان الأشجار وغدر الزمان بها،ما زالت تردمُ الفراغ بقسوتها المهملة وأحلامها المنبوذة،سرتُ ورأسي مرفوع،وعندما تعثّرتُ بحجرة صغيرة حدّقتُ إلى الأعلى،رأيتها واقفةً أمام بصري،مددتُ يديّ إليها لأنيرَ الظلال التي ظلّلتها بسوادها القاتم ولكن لجرأتها تجهّدتُ في مخاض الفجر،تخيّلتُ موقفها العاجل تجاهي تيقّنتُ بالقهر منها ومنذُ ذلك الصباح وأنا أشعرُ بجرأتها،صارَ الغيظ يُعسكرُ فيّ لإحساسي العميق بها وكأنّي أقعُ بينَ الفزاعة أو فريسة الجزع،سمعتُ صوتاً يُراودُ هاجسي،ورُغم ذكائها المتواضع رجعت إلى مكانها القديم وما زالت تلوذُ بجرأتها الصامتة بوحدة قاتلة إلى ما لا نهاية.


185
أدب / الحواس الخمس
« في: 21:13 08/05/2021  »

الحواس الخمس
كريم إينا


لي خمس وريقات
بيض..
تبدو الأولى حبراً
على البصر..
وثانية عند الوشوشة
الحلوة..
يطّن الصدى
بأذني مسمع..!
والثالثة ذوق..
في ملاذ البطون
مطمع،
ورابعة عند اللمس
عودها يرتمي بيّ
ويرتفع،
وخامسها شم العبير
من سوسن..
حين يصحو الأفق السامي
والشفق..
ولي أخرى نائية
حلمها عني مقترب
جن كان أم
بشر..!



186
أدب / ثلاثة أكياس ثقال
« في: 20:37 07/05/2021  »
ثلاثة أكياس ثقال
كريم إينا                     

كيس رقم: (1)
 
إنني أتلطف قلب السحر
أحمل الحمل كبر السماء
وبناني شديدٌ
يكاد نهاري يخادعني
يدخل النفس كالسقيم
وهو الكيس دامي على الظهر أحمله
ورؤوس النجوم أزاحمها
... لتدارك ليلي
***
كيس رقم: (2)
 
إننّي رهج صاخبٌ
رقع غامقة
جزعت عزف ليلي
ويلثم سهدي
قنوطي وراء الروائح،
وهي تنادي القلوب
بشر تائه يستجيرُ المكان
***
كيس رقم: (3)
 
إنّي رجلٌ واغلٌ
هدَّ الليل
أوجستُ الفضل ثرى
هو حدّثني بشخير الليل
كاد الكيس يتمرَّغ في الطين
فيصير جدار الكيس
قماشاً رثاً
***

187
أدب / الطعنة الأولى
« في: 22:06 06/05/2021  »
الطعنة الأولى

كريم إينا

يا ويحي لقد سمّروني
 على الشجرة   
من يحلّ قيودي
من النائبة؟
العفاء أسدى
حبّي
لماذا
أصبتموني بالكربة،؟
الطعن راق
منظره بعيني
كيف الوهن أفلَّ
وجاءت القوّة،؟
أبحث عن أعماق الليل
أبحث عن الساكنين
إلى متى يلومني الجرح؟
يطلب الروح
من كيان أعماقي
من لوعة أحزاني
لا أدري كيف أصف
الطيف؟
لا أستطيع أن أصارح
عن قرب الموت الجارح
تبّاً لك يا موت
إلى متى سوف تبعد
وتحلّ عنّي...
لأنام كالمستهام
عند روضة باسمة
إلى الطرق النائية
لطفلة يائسة!..
 


188
زيارة إلى دير يسوع الفادي
كريم إينا
بتاريخ 26/ 4/ 2021 الموافق يوم الإثنين الساعة السادسة مساءً زرنا أنا وزميلي الشاعر عبدالله نوري دير يسوع الفادي العامر برهبانه الذي يقع مقابل محطة الكهرباء في بغديدا.إستقبلنا الراهب الجليل وسام مارزينا كرو وقمنا بإهدائه مجاميعنا الشعرية الصادرة من قبل الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق/ المركز العام لإثراء مكتبة الدير بالمعرفة. ومن جانبه أهدانا مجلة الليتورجية التي تصدر عن الدير تحدثنا كثيراً عن الدير وفكرة تأسيسه وعملنا جولة حول الدير وزيارة كنيسته التي يقام القداس فيها كل يوم الساعة الحادية عشر. وإلتمسنا من فسحتنا في حدائقه صلاة وخشوع هدوء ونظافة إضافة إلى نضارة الزهور في حدائقه ورقي ضيافته حقيقة دهشنا من تصميمه وزينته، نتمنّى لكل الرهبان القائمين فيه الصحة والسلامة وأن تزورهم السعادة لخدمة البشرية جمعاء
.


189
المنبر الحر / زيارة محبة
« في: 01:00 25/04/2021  »
زيارة محبة
بتاريخ 4/24/ 2021 الموافق يوم السبت زرنا الشاعر الكبير المبدع شاكر مجيد سيفو الذي يشتغل في مجال الحداثة للنص المفتوح للإطمئنان على صحته والتداول في مجال الأدب. أهدينا لهُ مجاميعنا الشعرية: ( أمواج لإقتناص البياض للشاعر كريم إينا) و( جغرافية الورد للشاعر عبدالله نوري) وهما مجموعتان صادرتان عن إتحاد  العام للأدباء والكتاب في العراق/ المركز العام، لكي تؤانسهُ في وحدته متمنين لهُ دوام الصحة والعافية.

190
الإحالة على التقاعد
اليوم الخميس 21/4/2021  كان آخر يوم في حياتي العملية..اليوم تركت وظيفتي إلى غير رجعة..اليوم تم إحالتي على التقاعد بعد خدمة مباركة تقدر ب 28 سنة ما عدا العسكرية  لبلوغي السن القانوني 60 سنة .. وبعد أن أرضيتُ ربّي وضميري وطلابي ..أقولُ وألم الفراق يعتصرني. وداعا يا مدرستي متوسطة تغلب للبنين وداعاً مديرية تربية الحمدانية وداعاً مديرية تربية نينوى وداعاً مدارس النازحين في أربيل/ عنكاوا وداعا لكل المدارس التي درّستُ فيها (شمر عجيل، برزان، عقرة، كرمليس، ثانوية الحمدانية للبنات، متوسطة قره قوش للبنين، متوسطة تغلب للبنين) وداعا طالباتي وطلابي الأحبة.. وداعا زملائي التدريسيين الطيبين وزميلاتي المدرسات الفاضلات .. أعتذر منكم جداً في حالة كوني قد أسأت إلى أحد منكم دون قصد.. وداعا مدير مدرستي أستاذ جلبرت كوركيس  وداعاً زملائي المدرسين المتقاعدين وداعاً مدراء مدرستي الأحياء والرحمة للأموات.. وداعا مشرفي التربوي الإختصاصي لمادة الإجتماعيات أستاذ أحمد والأستاذ علي أكبر وداعاً بقية المشرفين الأحياء والرحمة للأموات. وداعاً يا جميع العاملين في القطاع التربوي من أعلى موظف إلى أصغر عامل فيه. وداعاً موظفي الخدمات في مدرستي .. تحياتي للجميع.

191
أدب / نشيد المزامير
« في: 22:47 28/03/2021  »
نشيد المزامير

كريم إينا 


في الغداة سمع الرب تضرّعي
لا يتزعزع أبد الدهر
أحبك يا رب أنت خلاصي
نجني من عدوّي
وأرسل العون لي من ملائكتك
إليك أصرخ في رجزة الجمر
دعني أسكن في بيتك
لأبصرك بكل إيماني
كثيرة هي هفواتي
أفترق وأجوع وأنهض إلى معونتك
أملي بصيص نورك الأبدي
رأيت الزمن يلتمس من ميتته جهالتي
أنا لست غريباً عندك
أرني عن يمينك وما تحمله شمالك من الأعاجيب على الأرض
أترنّم بقصيدة الحكمة
وهذيذ قلبي يكاد يقبل الفهم .
أفتخر بك لأنك أفضل من الشرّ
أعترف لإسمك يا رب
إستجب لي وأجعلني من سفر الحيوة
أشبع نفسي الخاوية
بللني بحبّك كالقميص المبلل
وأقبل نذوري قدر المستطاع
لأصوغها نشيد المزامير...




192
أدب / من ظلّ القراط
« في: 23:06 25/03/2021  »
من ظلّ القراط
كريم إينا
                           

من علّم الحبّ
أسرار الوجود
أو رجفة الليل
في صندوق خشبي
المكان المخضرّ بالآس
صارخ من بعيد
نحو سبائك العسجدْ
دم يتوغّلُ في القيظ
يترجّلُ من صورته
بياض البارحة
لكنّه الخجل
يجتازُ لوعة الأحزان
مشيعاً كخبر عاجل
في بريد الحمام
نعم أعرفُ البحر
ونرجسة الأحلام
الفراشة تدنو
من أجل فتىً
قتلوهُ قبلَ أن يكبر
أمسكتُ به ذاتَ يوم
داعبني النعاس
وإلتصق بزجاج النافذة
أتفتّحُ فجأة
تحتَ أنفاس الحياة
كثلوج الربيع
بالحبّ أو بالعشق
أغرسُ ريحاناً
في منتصف الليل
ينبتُ في الصباح
يشبه جيوشاً وثّابة
أدعو العشاق
عند الأعراس
وعلى الطيور أحملُ كتبي
سأرى صوتي يطاردني
يتدحرجُ على السهل
ها هو القدر
يظهرُ أمامي
كغبش الأنفاس
يزهو في المدى
لن أنسى نظرةً ذاهلة
في أمثولة التعقّل
تعزّزُ قلبيّ المفطور بمقبض الباب
نسيتُ مساء الروح
عذراً فالحيرة جهاتي
أمضي خلف يومي
أتذكّرُ صديقاً لي
يملأ الفضاء بالنحيب!...   




193
أدب / نتراقصُ كالظل
« في: 19:47 23/03/2021  »
نتراقصُ كالظل
كريم إينا 

يجلسُ الوردُ بإرجوحتك
فيتناثرُ الطيبُ على خديك
يلمعُ منك قوس قزح
وينهمرُ الشلال كمناديل العطسة
مرّ حبيبتي لي
ككروم جدي النعساء
ضحكتها تموجُ تفترشُ سريرنا الأخضر
من نرجس الأودية
كلانا نتعفرُ بالدمع والقبلات
حين يفيحُ النهار تنهزمُ الظلال
تشعُ الشمسُ على طريقنا الخزفي
حبيبتي البعيدة إليّ قريبة
كنا نتراقصُ كالظل
نغدو شعاعاً للأعاصير المنكسرة
نتمسكُ بجدائلها
ثمّ نلتحفُ بالمساء
من قلبينا تضيءُ الشموع
ومن أسفل أقدامنا ينبتُ الزهر
حين يأتي الخريف
تنزعُ الريحُ جلدها
ويزولُ من الغيوم عماها
أتمرّغُ بالظلّ كدمية بالية
وحبيبتي ما زالت تحصي الأفق البعيد
وهو يكتظّ بالدخان
غرقت عيناي بحبّها
وهي تغوصُ في أصداف ميته
نغني ونرصفُ اللحظات ونصافحُ الدموع
علّه الشوق يخبئنا خلف التلال
من متاهات عينيك
أمخرُ ذاكرتي العاطلة
فيعلو الغبار من معابد عتيقة،
بدون خطى أو نشيد، غداً تشرقُ الشمسُ
ويزولُ من السحب الخجل والدموع
نجومٌ تحزّ الأفق بظلال الخطى
يعترينا غموضٌ شرس
وحشرجةٌ عمياء
لمشهد مختصر
وطينٌ يضاجعُ الموت
بنيران تلهبُ الشهوة
فيحترُ الشفق ويحترق
الفلاسفة يتنبأون بمزاريب المطر
كعيون لامعة في مياه ضحلة
من أبراج الشمس الشقراء
أرى الماعز يعلكُ الوقت
بين السراب والأفق
وكلّما ولد صباح جديد
نمت بين أحضانه الورود
العصافير من حولها تلونُ القبلات
أنفاسُ حبيبتي كالفراشات
تشهقُ كفضة في عيوني
حينها كساني الصمتُ بالحكمة
كان صمتاً ينوسُ شعاعات من حرير
وحيداً أتيه في مرام عشقها
مشاهدٌ تبكي تلتوي كشموع
تهتزّ وتنضحُ دموعاً
أقنعة تطمرها النشوى
خلف شموع الإنتظار
 تتقمصُ أحلامها بسكون
القمرُ يتدحرجُ مرحاً
وكلانا نطيرُ إلى بقاعه الملونة
لنلمس همساته السجينة
وهي على بساط أخضر
يطيرُ خلف شهواتنا
هياكلٌ مصطنعة وزوابع
 تخضّ الموج حدّ الزرقة
كي تدبُ البسمة في شفتينا
يسيلُ القرنفلُ من عيوننا
كأنّنا في رعشة الميلاد...

194
أدب / ضباب في وسط أبخرة الضحايا
« في: 20:11 20/03/2021  »

ضباب في وسط أبخرة الضحايا
كريم إينا


راجعٌ نحو شمعدان دموعك
يا مدينة ظلّلها السافهون بلا هوادة
بغديدا لا أكون إلاّك
سأعلنُ علامات إهتزازي المستعرة
أمدّ نعوش الهواجس
نحو رغوة الدماء القانية
يا بيت الحدأة كانت ترفرفُ به قصائدي
وترسو فطائر ضبابي
في مرارة الرعب الأول
ينسدلُ اليأسُ عند رأس التكوين
عبقُ الدم المسكين يرسمُ عريهُ
عبر وجه أبخرة الضحايا
مرايا تعكسُ نبوءات الفرح المحروق
عند الرعب الثاني
يتدفّقُ اللهيب البربري
نحو عيون الهواء المبحلقة في تلاوين العذابات
حداءٌ وجههُ مسلوبٌ
لأقنعة الأدغال
يا فرحة النجوم الغامضة
وهي تلمعُ في دجى الخراب
شيءٌ ما يتناسخُ
في سماوات الخوف المنسي
يتراكضُ كي
تخفي الأحلام هروبها
في فوهات الإغتراب...




195
المنبر الحر / إطلالة مار قرياقوس
« في: 19:55 20/03/2021  »
إطلالة مار قرياقوس
 
كريم إينا
 
الفسحة جميلة هذه الأيام أيّها الأحبة،أخذتُ نفسي طائراً إلى صومعة القديس مار قرياقوس قبل إسبوعين وقفتُ خاشعاً أمام الصليب المقدس بصلاة أبانا الذي... والسلام عليك يا مريم لامسني القديس في حلم قال: بأنّه غير راضي على هذا الوضع لذا رفعتُ عيني إلى السماء وأدرتُ نفسي بقياس 90 درجة أحنيتُ رأسي إلى الأسفل وحولي وخلفي فرأيتُ العجب العجاب شظايا من زجاج القناني والأواني الملونة المبعثرة هنا وهناك كإشارات المرور بالأحمر والأخضر والأصفر على قبّة غار قدّيسنا المسكين. وذكرى عيده قادمة الأحد الموافق 21/ 3/ 2021 وأطفالنا فلذات أكبادنا قادمون للتبرك وفسحة المشاهدة ما تشكلُ خطراً عليهم. وشيئاً غير حضاري أيّها الشباب المتطوعون أنتخيكم إنزعوا الأشواك من أرجل الأطفال أنثروا البسمة ليعلو البنيان إشعلوا الشموع لتدمع بالحنين والخشوع أمام مذبح قدّيسنا قرياقوس. فلتنتصب أعمدة الخيم وتنشد المزامير وتعلو صرخات المرتلين في غار المؤمنين. الرفق بمزارع الجيران وكلٌ من موقعه في أيّ مكان لنجمع فضلات الطعام في أكياس القمامة ووضعها في المكان المخصص لها. بغديدا الحندقوق والسركالي كلا لبست حلّتك بذكرى مار قرياقوس سنرشف عطرك وأزهار البيبون تكلّلك سينزل القرقوشيون كالمطر متعطشين للتبرك منك والصليب المقدس جلّ حمايتك فأشعلوا الشموع وأعطوا النذورات يا أبناء عاصمة السريان الحاضرين والغائبين في المهجر. مار قرياقوس غار المؤمنين لنكن زوار خاشعين.
 
جزء من قصيدة: بدخذرن
كمرن ماثي بكــل عدّانـــا
محكيثا دماخورا شطرانـا
كثون محرا مخ إيلانــــــا
أكّارا كزارء وكنوئن آنــا
وشوبــــــا تقيــــلا ئريلي
وكبيرا بمكيخوثا محكيلي
وتناي دمريــا ميــــــــري
وبإيتاثا دمذيتي مصلـيلي
ســـــــــــاج بكبايا بشموري
خطيّ قلـــــــــــيّ محضوري
بقداشــــــــا نثياثن بـصوثي
مار قرياقوس زلّن بكندوري


196
ربّ صورة تعكس ظلّ شكلي المتأرجح
كريم إينا
                                               

ما زلتُ شريراً
ما كنتُ لأشرد من عالمي المرير
بل أستعيدُ شمعة نهاياتي
في لحظة من الزمن
وحدي أعانقُ الشوك في الظلام
تعلو فوقي فراشة بلا أجنحة
تخدشُ بأظافرها شعري الأبيض
نادتني الأحلام من ضوع السراج
وهي تنبؤني بليل المجاعات
تلمعُ نجمة المساء في مرايا نفسي
كيف أُرجع ضوء الشمس الذي يغيب
هل شربته الأرض جرعة واحدة؟
ربّما ذرات التراب عكست صورتي بها فكان الضياع
أيّ زقاق أدلفُ ودراويش روحي
تنهرني عن موكب الزقاق
يجيء صاحب الموكب راكباً جماد الأشياء الصدئة
فتقدحُ عينيه بحجر اللازورد
فيرقصُ كسكران على أسمال الموت
أطأ سمائي البعيدة ببطاقة يانصيب
لا شيء يغريني سوى المعجزات
لا أدري أيّ رغبة
تقطعُ الحلم هالتين متناثرتين
وسط إنفجار خرائب خورسباد
رؤىً تترنّحُ بخصلاتها الذهبية
نحو صحراء الظل الهارب
ها هو المخلوق الأسود
يدخلُ عاصفته الزائفة
يوميءُ بطوفان مجهول
وجوهٌ تفلتُ من زوايا الخضار
تسرقُ حصتي التموينية بوابل من رصاص
أرفسُ الظلام بوجه النهار
كي يزحف ظلي المخشوشب عني
في وجهي ريحٌ تبرقُ من السراديب
تمتد في ساحات مقفرة
تفرشُ الجماد في عزّ الظهيرة
كهالة بيضاء تقبلُ الفجر
في تهويمة النسر المتعب
الذي ما زال يترجرجُ ظلّه على الجدران
آخر جليس يزردُ دوائراً
من فم القمر المدهش
كنتُ أبحثُ عن خارطة الرجل المقنع
الذي يطبخُ جمراته في هوّة الذاكرة
أشربُ نخباً من قامة التمرّد
وهو يوصفني بنون القاسية
التي خطها ماردٌ جبان
وهو يتقيأ بعفونته في مدن السلام
سكرانة إشراقات نهاري المتيبس
أحاولُ إيقاف نزيف طماطم الأنفال
أطرقُ بمساميري المجوفة أمواساً
تلمعُ في سراديب صدئة
صعرني الليلُ بتسكعاته النازفة
جوع جسدي يبحثُ عن مأوى في عنكاوا مول المظلم
بطونٌ خاوية تمسكُ مفتاح جيبي الفارغ
أقداح الماء تصعدُ إلى المغسلة
لتزيل بقايا آثار القهوة
أفتحُ ثقوب المطر برسالة مشفّرة
لتزيل غيمة أوهامي المفاجئة
بنور من الشعور المغمغم للحياة
أعمدة الشمع تتساقطُ من عيني طفلة
تحاصرُ ظلّي الطيني المسكون
أعبرُ مدن الريح برنّة ناقوس
كي أصل قلعة أوروك لأرى وجهي المزهر
وسط إيقاعات مزدوجة
تنزلقُ الآهات كصرخات الخيول
هذا عالمي المزهو وسط محطات الإنتظار
تلك الساعات النافقة تقطرّت في مائدة الغربة
الوقتُ يمتصّ عزلة سراديبي
أتكأ على عصا موسى لتنير النجوم أمامي
أحيا مع الريح لأصنع لي مظلة في الصحراء
 أدورُ نحو متاهة المعنى
أبحثُ عن روحي ما بين الأحياء والموتى
لتنكشف التجاعيد في مستنقع الطوفان
حينها تدّق الطبول في صمت روحي
نحو ملامح مذاهبي الفاضلة
تقدّست أرواح تعويذتي النازلة
من سياج جثثي الهاربة؟
إرتمى لونها نحو الضياء الأخير
لا أسمعُ أنين نصب حريتي
لأنّ جواد سليم سبقني
في تجسيد ملامح الأرواح الكادحة
على ضوء الفوانيس الخافتة
أصغي إلى أحاجي وباحات البيوت
لأدخل في غفلة زوايا المكان
في تلك اللحظة
حين يتقمّصني الوضوح أعرفُ
سرّ فتح أبواب النور
ما زلتُ وشاحاً الآتي من رفرفة الرياح
أيّ إيقاع يدخلُ في خيالاتي النازفة
أبدو مشدوهاً مع لمعة تقطّبُ أحزاني
وهكذا تتجمّدُ حلقات قاربي الضائع
تحت نجوم القهوة قديسٌ يمرقُ عبر الكون
أتوجسُ عيني الأزلية تتلعثمُ بصفحة بيضاء
أطفو على السكينة في وسط البرابرة
أطردُ الصدى بخيط منسي
يرفرفُ على أريكة ملؤها البياض
أفرشُ على نار جشعي مروحية الإبادة
التي باتت تجولُ بين الخرائب
أينما كنتُ في وسط الكأس أو على ضباب الطفولة
ستدورُ الأرواحُ من أطياف العابرين
معلّق في رأسي ناقوس الغيوم
ليقلّم أظافر تفاصيلي
آنئذ أتذكّرُ بوصلتي الفاتنة من بلاط العرافة
هي بحريقها تلتهمُ فراشات الليل
ذات يوم تنطلقُ الحمامات من كوخي القديم
من يدري أين وقع حذائي؟
كيف إختفى بلمح البصر؟
ألفاظ نور تتشرّبُ في لغتي
كي ترجع لي شكلي المتهالك
مذ هبطت شظايا الزجاج تصحّر بيتي المتشجّر
تقودني شمعة الحكمة نحو بوابة المستقبل
أجري في الظلام بعيداً من قيد السلاسل
أفرشُ رغبة مواعيدي الهاربة من بخار أنواري
أجمعُ أسرار الزمن بين يدي
كي يتنفّسُ غدي الحالم
عبرتُ في هذا العالم مثل حلمة ضائعة
وينهضُ من مكانها تابوت موميائي
عمق الليل يبحثُ في نفق النفايات
في كلّ أمسية تغادرُ الأشياء متعتها
في لبّ الهواء
أدخلُ ظلّي كاللبلاب
أصوات متناهية تلفّ دماغي وراء كوابيسي
ها هي الكلمات تستيقظُ  من مائدة صباحي
وفي كلّ مرة تنفلتُ أوتادي المتخيّمة
أتركُ حركة لعبتي في دياجين الظهيرة
لن أتمكن من رفع منطاد الأقاصي
إنّه الفجر يتقهقرُ في شوارع المدينة
يظلّ يترجّلُ ثمّ يتلاشى...




197
أدب / نازح على سرير الغربة
« في: 23:26 11/03/2021  »
نازح على سرير الغربة
كريم إينا 

سهام لحظة تلبسُ
أزقة عيونك التراثية
تشردُ مزامير التجلّي بعزلة ميلادي
أتراني جثة هامدة على سرير الغربة؟
أم ثقب في سقف نازح تنزلُ منهُ قطرات المطر؟
****
أحملُ تنّوري على نبض قلبي
لتضيء علامة إنبعاثي على مدرسة القديس إيريانوس
من وطن الناقوس
أطفأ كأس عرقي بلسان الضاد
فيتهامسُ عويل النساء
من حمرة نهر دجلة
وإحتراق بساتينه المورقة
****
ألبسُ عصر قصيدتي
بصوم صامت
طالما أفعمُ بخيمتي الجديدة
أتأمّلُ جنازة زارع
تسدّ جوعي المبحلق
****
حين إستفقتُ من فضاء الكون
توقفت الشمس لتملأ
بطنها من فتات شعاعي
من منّا لا يتشرّد
ويتدحرج كجمرة نار
****
هكذا يبقى الزمن فارغاً
يحمي لونهُ المقمّط وصراخ الأفكار
تعزوها رائحة الوقت البالي
وحدها تغطي السحاب
بصياح الديكة لفجر جديد
****
الظلام يلفّ حبال الحرب
لمقتل قابيل
ويحتسي من دمه خمراً فاسداً
يعطّلُ المخّ ويشلّ اللسان
الأعين تبحثُ بين الجثث
عن مجد مفقود
يقضي أيّامهُ الواهية
لتنهدات السماء
****
سأطلقُ شرارة النهار في شهر نيسان
لتصل فقاعات البرق
في شوارع غربتي الصامتة
أعانقُ أكتاف الجنّيات
وهي تصرخُ من ضياع نينوى..كالح.. وخورساباد
****
نشيد أوردتي يسكنُ مقعداً شاغراً
بعد أن يلحفه الموت
كانت رائحة الأرض تلحسُ ظلّي
تنشرُ أجنحتها برائحة الملكوت
البارحة تختفي من قساوة الظلام
تمزج الشرّ كغراب أعمى
****
بدا نقائي كروماً يانعة
تدورُ في قواميس الجمال
ليس للبكاء مكاناً عندي
سوى أجنحة الفرح
كسنابل الحنطة الصفراء
تدخلُ مملكة الضباب
المشرقة...
 
 
 


198
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُ دخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابي المشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***



199
ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة
كريم إينا
                                   

من أنا لأصرخ في وجه الرمح
يُدخلني بالخوف
وأدخلهُ بالرعشة
أطيرُ بأجنحة الورد
خلف جدران الظلام
ألوك ملامحَ وجهي
كحلم ليل...
***
من أنا كي أداعب
البوح من عطره
راحت رؤى الأحلام
تنأى من خاصرتي
تبثّ الغد خريفاً
يتململُ بقلب الصباح
بحثاً عن مرايا صورتي
التي طواها الردى الصدأ
***
أستدلّ السواد من أرغفة اليأس
أرقبُ أجنحة الليل الميتة
وهي تجسّدُ شتائي بصمت الخطيئة
أقضمُ أظافر إبليس
بكلمات الحق
وأسكنُ ليلة في الفردوس
كي لا أبقى منشغلاً عن الريح
***
أغرسُ حشاشة لغتي
بينَ خدود الشمس
وتبقى الأضواءُ مفتاحاً لعتمتي
ورقة تبحرني نحو بركة ذاكرتي
يهبطُ البياضُ الباردُ منّي
فيستحيلُ أرتالَ الغيوم
مزناً براقة تغمرُ
فوهة الإغتراب
***
يرتجفُ السنونو على عزائي الطويل
تسكبُ الريحُ نسماتها
على السواحل المرشرشة
لتطلّ على شناشيل الباشا
***
أراجيحُ مأتمي تتراكضُ خلفي لا تنام
أتهجّى خوفي
بشظايا لاهثة
تطيرُ من عينيك
لطلل مجهول
***
بتُ أغارُ الحسن
هل أنا صاح أم ثمل؟
أخافُ أن أدنو من نفسي
غدا عتابي وضح الصباح
لاحَ في الدجى قتلي
أليس الموت مرٌ
وراء الغيوم أراهُ
أثقلَ من حملي
***
الروحُ بجسمي زفراتٌ معلّقة
تكشفُ أنينَ الجنّ
عدتُ وحدي أركبُ الغمائم
***
أينَ هي عربتي؟
لأذيقَ الأرض ثقل مهجتي
تخلّيتُ عن لهوي
ألوذُ من مطرح إلى مطرح
عطشانٌ لوجه الموت أرتمي
***
مرّ بي غصنٌ البان
هو سقاني ثمّ أحياني
جننتُ به بلا شك
أهتفُ بإسمه بين الفقراء
لينضح من بياضه جوهرُ الأمان
***
أمحو أذرعي الفارغة
لأصاحب ألوان الزمان
على شفتي وطن
يُطلقُ أنينَ الحضارات
لنجوم الليل الراكضة
***
سقاني الراحُ بيديه
فجئتُ به كالريح بين الغصون
طابَ للحالم ورداً
لينعش من ضوعه خضرة الروح
***
طفتُ وهم خاطري
فهدى لساني إليه
وكانت الحقيقة ورائي
تعرضُ مشهدي الأخير بعد توقّفي
تقدّمتُ لأخترق مبتدأ إنطلاقي
علّهُ أكشفُ أطوار أفراحي
***
أمسيتُ مساءاً
لم يبح دمهُ لجوعها
فأحسبها نديمتي
تحنّ الأترابُ لبلسمها صفاء غفوتي
***
أفتحُ غسق المقابر
بقلب مكلوم
لأشاهد إرتطام الصباحات مع بعضها
وألحقُ بخفية
خرائط العسجد المحروقة
***
حينَ كنتُ نسر الغصون
كشفتُ ضوء القمر
وهو يرخي سدوله بمرايا الأزمنه
إستنار فنائي
وإقتربت لحظة الخلوات
لأنفخ في جلدي
كنفخ الكاروبيم في الصور
غبتُ عن ضميري
وغاب وهمي عن حضوري
***
خمائلٌ أزهرت
وعن سرّ غيبتك أفصحت
ركبت البحر
ولساني معجونٌ بعصا موسى
أعلّقُ أحلامي في بطن اليمّ
وأمدّ نظري في بحر
الخطايا...


200
ظل الحياة يستأنسُ بخرافة الماضي
كريم إينا


ظلّ الحياة يأسرُ مخيّلتي
أنثرُ حافظتي أحلاماً وردية ليشهق القنوط
أشفطُ تيار الأيام بنظرة حب
أقطعُ المسافات بأشباح اليقظة
فتحضرني الأرواح الظامئة
فوق ملابس البكاء
وصباح الغد خال من اللازورد
يجلسُ على هيبة الكواكب
أسجو نوراً مظلماً
لم تشهدهُ أدخنة الرياح
كنتُ بالأمس ملتصقاً في زوايا النسيان
أصغي لأغنية الحياة عبر بلّور نافذة الآلهة
الفضاء لا يسعني
ربّما أزهرت نفسي على قارعة الطريق
يذوبُ الشفقُ أمامي
مخلّفاً وراءهُ مروجاً خضراء
تحوي كؤوساً شفافة تهزجُ بالخمر
بين السكينة والضجيج أنين وعويل
ينتظران ألفية الزمان المعطوبة
يقضمُ نهاري ثماراً صامتة
وهي محدّقة إلى زرقة الفضاء المتسربل بيقظة الأحلام
أتفرّسُ في وجه الظلام
علّهُ أصلُ قامتهُ المتصعلكة
أستئنسُ بشمعدان الحياة
قبل أن يوصد صومعتهُ بضوء القمر
أنثرُ هباء نواميسي وراء المجرّة
لمراقد محاطة بالأشباح
التي ما زالت مغمورة بالسكون
تنتظرُ ماضيها البعيد
صنوجٌ مزدانة بالنواقيس
تلتفُ حولي بأصواتها البالية
تمزّقُ سكون اليائسين بدخّان لهيب الشموع
أردّدُ في ظلمة الليل تنهّداتي العميقة
كي أدرج كآبة جوارحي بأفراح الناس
يأتي المساء فوق جبال الأحزان ليلثم زهرة البنفسج
أعصرُ عنقود الزمان غذاءاً للياسمين
في أعماق نفسي ألفاظاً أتنهّدها
كي تعكس شعاع نجمي
ترمقني عيون النهار لترتدي البساطة
كرشفة أولى ملأتها الآلهة
من خرافة الماضي
ألثمُ أجفانك الذابلة يا سلطانة البحار
أتشبّبُ بدمع العيون نحو السواقي المترنّمة
أفتحُ عيون البغض بضمّة وعناق
أستلفُ العطر من أذرعي النائية
فتشعّ أنواري بلون قوس قزح
لصوص الكتمان تسرقُ منّي أجنحة النوم
كوني ثوب السماء مرصّع بجواهر النجوم
يا لقلبي الخفوق أراهُ سابحاً في فضاء الزرقة
أرسمُ ذكرى نواميسي المبعثرة ببراقع الأحلام
ينأى الحزنُ من صحيفتي الخالية
ليسكنُ الأمواج المنقشعة من الغيوم
حينها تخرجُ من قلبي عصافيراً مغرّدة
نسدّ الشطآن في قرارة أرواحنا
ونلوذُ بالصمت برقّة متناهية
تنثالُ أشعة أفكارنا كالثلوج المتناثرة
تمتصّ رذاذ الأرض في ليلة ناعسة
كقطرة الندى ينزلقُ النور منها كالكرة في الشفق
أشربُ كأس الصمت من حليب السماء
وأحوكُ أنامل المدى ليبصر النور
أصارعُ العواصف كي يرى العميان بالمرايا
من خلال الليل الزاحف ألمحُ ظلّ الحياة
يتحرّكُ فوق الغمامة ليكشف سرّ الخرافة
سأطمرُ آثار أقدامي بحلاوة الماضي
وأكنسُ الليل الأصم بعيداً عن الضوضاء
أبهرجُ المرئيات بوشاح النهار
لأمحو الليل من عالم الوجود
أنفخُ بأنفاسي الملتهبة قرباناً لمخاوفي الصمّاء
أستقي مخاوفي من أرض اليباب
أغامرُ بقيثارة شجية للوصول إلى النول المقدّس
أصطادُ النهار من ندى الأقداح
أحبسُ بفضائي رقصة الأنوثة
أتيه كراهب يبحثُ عن خالقه
علّهُ أعكسُ وجهي في مرآته
ليتوق الصمت للأباريق المهشمة*...
..........................................
•   الأباريق المهشمة: مجموعة شعرية للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي.


201
نبضات تشردُ من عباءة الصدور
كريم إينا

سمعتُ أشواق الشواطىء
تتمرّغُ بأحقاد الظلام
تتراقصُ البسمات كسرب العصافير
نحو جدائل المساء
***
تنسلُ أحلامي أدراج الغياب
نحو عباءة النسائم المزهرة
يختفي الضباب من جمالها
ويرتوي ماء العيون
من حقل ضبابها
تنفّست ذاكرة الأيام
بباقات البيبون المنعشة
***
أيّها الشوق الجميل
كم تلوذُ الوجنات لأحداقك
مجرّد مرسى يحصدُ شلال الدموع
من ظمأ الحرمان
***
يصحو قارب أحلامي
من قطاف المواسم
أجوبُ السكون نحو ضواحي الجراحات المندملة
ما زالت الآهات تحدّقُ
في رؤى المسافات
ألتمسُ نبضات مسافرة
في الأفق المترنّم
إختمرت عناقيد العنب
عبر أزمنة مغبرة
أراوغُ ظلّي المحترق
كما يرقدُ بوذا في حديقة الزهر
***
تستغيثُ الفصول
بنبضات الشهداء
أسرابُ المصابيح
تشعلُ حدقات الآهات
تحاورُ رؤى السنين
إختفى سرّنا المؤطّر
نحو سنابل المواكب الفضية
تراودني إفتراضات العشق الفضي
تنزو وسط طقوس التعاويذ المستهلكة
***
تلهثُ الحرائق بعري التنبؤات
فوق مجاذيف الأساطير الحالمة
شموع المواسم تشتهي دموعها
بوح الصرخات اللاهثة
تسافرُ بنا حشود الزوابع المربربة
***
تبدأ المسافات تنحتُ بحدقات القصائد
تشردُ بعد إنهيار رماد الشموع
وتنأى الشهقات بطواحين النجوم المقندلة
تشدّ الوجوه على فراش الصمت
تصطفُ برؤيا الترانيم المنحوتة
التي ما زالت تنحتُ في الصخرة الصلدة
وصوت الموجات
يحملً بقايا ذبذبات الصدور
إلى الأبد...



202
أدب / شكر وإمتنان
« في: 00:38 16/02/2021  »
شكر وإمتنان للدكتور موفق ساوا رئيس تحرير جريدة العراقية الإسترالية ونائبة رئيس التحرير  الإعلامية هيفاء متي لنشرهم قصيدتي مرايا تسقطُ من برج الكلمات مع محبتي.

203
سلام وإحترام
رابي بطرس نباتي
ألف مبارك على هذا التحليل ولكن خلال كلماتك هناك أخطاء لغوية فيها مثل معانات والصحيحة معاناة والظاء في كلمات كثيرة جعلتها ض وهناك أخطاء أخرى أتركها لك أرجو تصحيح كلّ الأخطاء مع الحب

204
أدب / قبعات تتمرّد على النبوءة
« في: 02:09 05/02/2021  »
قبعات تتمرّد على النبوءة
كريم إينا


أبصمُ ممرّاً في ظلّ الأشجار
لتمضي كهرباء نفسي
عبر أسلاك العالم
أقترحُ قبعات تغطي بلاهة الليل
خلف صلصال الضوء
ترحلُ يقظة الألف والباء إلى الأسطورة 
لا تبعد نظراتي نحو ثقوب الخرافة
أنفخُ في مقصّ التعاسة وأرى
كيف ينثرُ تماثيله البالية
نحو تجاعيد الألم
لوطن حر وشعب سعيد
لم تبق حزمة واحدة
إلاّ وجمعت يومياتها الماضية
لم يعد فمي يتلمّس الأشياء
لفقدان شهيته المطلية
بصمت المارة
أفقدُ لمعان النوافذ
وهي تحكي عن ستائرها البالية
هكذا يغربُ مكاني بعتمة الزوايا المثلجة بالبرد الداكن
تمرقُ مناديل الفوضى على أناقة هندامي
الماء والهواء يطلّ منهما مردوخ وإنليل
يأتيان من العالم السفلي
ليحطموا أوثان الجنّيات
ويعيدوا أجور العمال المسلوبة
مساءات الهذيان
في ذلك المكان العجيب
تفيضُ رؤياي بهما من الحب
لا تخشى الهيبة
كلّما طال المساء
يمدّ نعاسي نغمة الصحو
نحو الشرفات
منذُ ألف ليلة وليلة تتبعثرُ خطواتي
نحو عفريت يجثو على بساط الريح
وأنا وحدي
أملأ الذاكرة بغياب متمرّد
الكون يحلقُ صالون السماء
بماكنة النبوءة وسط مخيلة الأشباح
وهي تخطفُ إصحاحاتي الخرساء
ربّما أتسلّقُ نفس ذاتي
لبريد عاجل...

205
أدب / مرايا تسقطُ من برج الكلمات
« في: 01:06 03/02/2021  »
مرايا تسقطُ من برج الكلمات
كريم إينا


أبواب الآلهة غادرت رمادها
وخاطت من طهرها
لوحات العالم السفلي
***
تبتسمُ للماضي وتحزنُ على المستقبل
تمضغ رمادها السماوي
وهي تعزمُ الرحيل بهيئة عصافير
مرّت ذكرياتي الصدئة أمامي
وهي تحملُ تجاعيد إنتظاري الغامض
هكذا تضحك الشمس من تقاويم عهدي العابسة
***
منذ إنهمار الضوء على الكون
كنتُ أتجولُ في مؤخرة الهواء
علّه أعثرُ على جسدي المتغيّم
تحت يافطتي ذهول إمرأة
تستيقظ من عتمتها
***
هذا الهواء لم يدلقُ حرارته على معبدي
مجرد غيمة تبردُ زخاتها
لتحوي كأسي
***
مرايا الليل تبعثرُ أشلائي
بفوهة مصباح
كلّ ليلة أحملُ عكّازي المقوّس
أرفسه في زجاج الرغبات
كي ينير لي كوكب الأمنيات
لا أقدر أن أتخلّص من نومي
وعيونك ترتعشُ من برد الشتاء
***
جفّت دموع الأبرياء
وما قلبت الغيمة نفسها للنماء
كان الظل يسقط كنجم من السماء
يتدحرجُ خلسة عبر ثقوب الماء
***
أنحني بظلّ عكازة إجلالاً لعناوين الحب
أتلاشى في مجرات الكون
لأخلط الهواء بالغبار
ألتقطُ مرايا نفسي الملتهبة
وهي تسكبُ النبيذ في جرار العمر
***
سأزيل الظلام بذيل الفجر
وأتقرفصُ بخفوت داخل فردوس الكلمات
حتّام يبقى الظلام يلامسني؟
وأنا في العقد الخامس من عمري
كلّ الكائنات تركضُ خلفي
كطبشور ينثرُ فتاته للمتعلمين
***
أدخلُ رصيف الذاكرة براية بيضاء
لتغدو إيماءاتي قهقهات ضوئية
يتسلّى بها الجمال بنظارات فارغة
***
أصيخُ السمع لتماثيل جردت في نينوى من تفاصيلها
أستلفُ رأس سنطروق
ليقف خشية أمام إله الشمس
***
كنتُ يوماً ألوحُ بأكمام السماء
لألمس الظهيرة المشبعة بالأنفاس
أتمايلُ كلّ لحظة بظلال متكسرة
***
ما زال قوس روحي أخضر
يتعثر بلحية آشور
وهو ينقشُ شعارات يحسدني الغرب عليها
***
أسمعُ اليوم يباب قبّرة موشّحة
أذهلت رخام قببي
وقفتُ أمامها كضريح يلمعُ في خزانة المومياء
تلك الأصوات تدخلني في أنياب عاجية
***
تمرّ أمامي كشقائق النعمان
تتدلّى حلماتها في فم النحل
حينها يسري الشهد بروح منحوتاتي
تخرجُ من خزانتها كفراشات الأساطير
تتحركُ بأنفاس لاهثة
مقمرة كالقناديل
***
أشاكسُ عالمها المألوف في سوق عكاظ
كأنّ سرّتها قيثارة بابل
تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ
مرّت سنين وقرابين المعبد لا زالت
تنسجُ خيوط حريرها بنوافذ أحلامي
***
كلّ مساء أعقدُ صفقة
لتأويل إيقاعاتي المنسية
ربّما أمشي على الموج كقشة
تبرقُ فضاءاتها في راسن الغد
كإسطورة تنزلُ من برج الكلمات...






























206
أدب / أمواج لإقتناص البياض
« في: 22:52 29/01/2021  »

أمواج لإقتناص البياض


كريم إينا

بأناقته يجذبُ آلاف النظرات متهندماً في الحفلة، بإستطاعته أن يلبس الحفلة ذاتها، بأناقته تتجلّى أنوثته على الطريق وهو يدوّن الفقر ويحلّقُ بإتجاه الزمان، وهو يصحو من كبوته ويدّعي أنّ الدهاليز قرب وسادته وأنّ الحبّ الذي يتمطّى في الأحداق سماءهُ وحنينه إلى ما لا نهاية، جرح أضلاعه في متاهات الخلجان والمضايق، صار يرحلُ مع كلّ رجفة أومأت خطوها، بين المياه والأعشاب رؤىً تعبت خطاها من التحليق... تجلّت عن حبّها المستباح مع هجعة الطيور، كان ربيعاً قرمزياً يطفو على زبد الأمواج الذي كان رأسهُ يشبه قدح زجاج، وكنت وحيداً تجابهك الرمال الصحراوية هذا حب يتركُ نزواته في لجّة الأحلام، سنرقصُ وترقصُ العيون ننتشي تحت ظلّ الشجيرات، أينع الماءُ المعدني من نوافذ الشطآن يكوّنُ سعفة في ثقب الغيوم، أقابلُ نفسي وجهاً لوجه في المرآة أمام عدسات عائمة تحتملُ السقوط ينمو منها الشعاع. كان ليلاً لازوردياً تناثرت فيه نسيمات الصباح، مرّ الجنوب عليها فإلتمس آفاق السماء، وحشاشات أنفاس الرياح دعتني نحو أفق الدماء، كانت يداها تدخلُ قصيدتي المفعمة من طين مجبول أو عصف مأكول يسألني النور عن بياض رأسي وتأجّجات زفراته المتيّمة تظلّ تندبُ خاطري المضطرم نحو مقامات الحريري. أقتنصُ البياض بأمواجي القادحة نحو سكرات الناي، حان الوقت لتشرع طاحونتي في الرحيل، المروج ساتر مرح يجري على قبعة الشمس وزهرة اللبلاب وقعت في غرام بزر الخشخاش الأحمر. إنحنى بياضي المنعكس نحو غابات مورقة، هرولت السعادة نحو الأفق فإنساب الضوء على صفحة الماء. كان البياض عبثُ الأطفال مسحة من الجنون فسالت دماء التعاسة نحو صباح أشدّ سطوعاً ولمعاناً، سطع مصباحي على وجه الليل النحيل فصاح بإنحناءة عميقة، ظلّ الصوت الغامضُ يرنّ كموسيقى سحرية تعبرُ وادي الظلال. ذات مرة إقتنص لوني الرمادي صمت الأمكنة وهو يتنفسُ صور ذهنية مألوفة الملامح. تحركت أسراب الطيور صوب السماوات المتوهجة بالزعفران والنرجس، كلّما أمرّ نحو البياض راكضاً بإشعاع طيفي تبتهل الزهور وترقص. في تلك الساعة المعتمة نهض الليلُ من سباته وصفّق بجناحيه عويلُ العاصفة. أشكال رمادية صاخبة مرصّعة بالنجوم يعتريها رصيف مصغر يعلو زبدهُ نحو مظلة الأماكن. الشموع في أيدينا وعيوننا رخام يُبحلقُ بالأرجوان. طائرٌ أنا كورقة خريف تفرشُ كلماتي لأزمنة ضائعة. أحصنة حمراء تسابقُ ريح طروادة بلمحة البصر، إندثر الغيم خلف الريح وبصيص عتمة المساء رحل نحو الضفاف البعيدة يشرعُ العطش والنذور، زحام الأمواج يدججُ روح الأصيل كانت خصلاته كمنطاد هلامي يحوي بداخله عناوين الذاكرة، بلّلني المطر بينما الأفق يسحبُ دخان أعضائه نحو مملكة الفردوس، البحرُ يقتنصُ بأمواجه فوانيساً هرمة وأرصفة اللحظات تمرّ دموعها بشوق من متاهات لقياي، بدأ النهار يتهندم كالشمس وينكر المدى في قوس قزح، المرايا تجلسُ خلسة في معبد غريق جرسهُ يرفلُ كالموتى، القبور تتنفسُ الأحياء والأموات بدون خطىً أو نشيد، ما زالت واحات نفسي البنفسجية تنافسُ زركشة الغبار وهو قابع على أحلام أرض غائمة، عبقُ الدروب يحلقُ رأسه في صالون الضحكة، خشخشة عمياء تركلُ العصافير بذيول الشهوة  شفق محترق وكواكب شاردة تبكي على هواتفي الحزينة التي بلّلتها مزاريب المطر، يحملُ الموج خطاهُ وهو يتبعثرُ كالشموع البيضاء. كلّما تلدُ الأمواج زبداً تهبطُ سفن السماء فيها. فتزدادُ رؤيا البياض وهي تجولُ في كهوف مظلمة تشعلُ قنديلها الشاحب يتموّج ينطفىء ثمّ يرتدي رمل البحر كتمثال هرم يغورُ في سفر عتيق، مشاهد تبكي لفائف النور وهي تتدلّى من شرفة الأيام تذبلُ قطرة قطرة في الرمل كزهرة تقتنصُ البياض من شمس الخريف فلا يجفّ ينبوع زرقتها. عندما تمطرُ الليالي يجولُ في خاطري إندلاق نبض القلب ذاك الجزء المتبقي من البياض فور إقتناصه حلم اليقضة.


207
أدب / قصائد قصيرة
« في: 23:07 26/01/2021  »
قصائد قصيرة
                      كريم إينا

إرتياب

مرتاب
حين أجيء ُ إلى أهلي..
لن أفزع هذا الكلب الأشرس
أقفز ُ
فوق جدار البيت
ولكن
هذا الكلب الواقف
لن يفزعني بعد الآن
***
إطمئنان

إنها
راجفة, وأنا راجف
قد تركنا مخاوفنا. وأخذنا
جنوداً لخوف ٍ
كبير
***
زخة المطر

ألامس زهرة
في ندى الصباح
تشرق أخرى
في وادي الظلام
تجف دموعي
وأرى الأشياء
على طبيعتها
وهما ً كانت أم حقيقة...!
***
نعاس

ورد من حقل ٍ أخضر
يتشّوق لمس بناني والنوم
أجعل من وردي
عطراً يسري
ألحق فحل النحل بأقدامي
وأضم رحيق الزهر بأروقتي
أغفو بين فراشي والنار
نوماً هانىء
***
يوم الحساب

عند الصباح
تتصاعد هيئة الإنسان
حول النار كالبريق
مثل قوس قزح
في يوم ٍ ممطر
مات كل جسد ٍ حي
ومالت الشمس إلى المغيب
ولما طلع الصبح
صارت نفسي عمود ملح
توقفت الشمس والقمر
عن غزل السحاب في النهار
وها أنا
أبني بيتاً
إلى الأبد!
***
شؤم

غدكم دافىء
وغدي بارد
قد عبرنا مخاوفنا
ومشينا معاً مرةً واحدة
ربّما صار فخاً
ولكنني أحمل الآن
أثقل قنبلة ٍ في جيوبي
وأرحل يومي
تعثّرت ُ في حلمي
وكأني أحرقت مدينة
رأيت الفضاء وراء معابر ساريتي
والغراب يحلّق
حول عيوني
قلق.. قلق.. قلق.

208
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 03:03 25/01/2021  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
كريم إينا
                             

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبئين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى
***







209
أدب / حشرجات دبقة
« في: 16:20 20/01/2021  »
حشرجات دبقة
كريم إينا
                   
الغصن منكسر الجناح
يخفي لونه
ويرتمي في الغابات
أغني أغنية الضحك
وأدخل داخل الغصن
كالعصفور وأتمرّد..!
تغلبني حشرجات
دبقة
أفتح ستارها
وأغرق في شذوها
ولحنها
ونهارات الليل المظلم متأخرة
عن موعد
العزف
مختبئة مرة ترشدني
وأخرى عني
تغيب...

210
أدب / الحواس الخمس
« في: 23:48 18/01/2021  »
الحواس الخمس
كريم إينا


لي خمس وريقات
بيض..
تبدو الأولى حبراً
على البصر..
وثانية عند الوشوشة
الحلوة..
يطّن الصدى
بأذني مسمع..!
والثالثة ذوق..
في ملاذ البطون
مطمع،
ورابعة عند اللمس
عودها يرتمي بيّ
ويرتفع،
وخامسها شم العبير
من سوسن..
حين يصحو الأفق السامي
والشفق..
ولي أخرى نائية
حلمها عني مقترب
جن كان أم
بشر..!

211
أدب / قصائد قصيرة
« في: 22:34 15/01/2021  »

قصائد قصيرة
كريم إينا
 
حلم

أنا المشلول
أتمطّى في السماء
أجلس على كرسي
فوق البنايات
وفي صحوة الصباح
يتوهّج الليل نهاراً
وأرى أمامي الذي لا أريد
أشرعة الموت
المعتمة
قد أتت
والأجسام بدت لي قلقة..
وأحيائي تحللّت
عبر العصور إلى
فضاء الظلال الأسود
والأبنية تحطّمت أمامي
وعيوني
وكلّ ذلك أنّي سقطت
من أعلى نقطة في بنايتي
فتناثرت جزيئاتي
وتلاشت..!
وفي لحظات
صعدت روحي إلى
السماء..
وقبل الوصول
أيقظتني
أمي
من النوم...
***
حفلة
من دهشتي
دمع العيون يفيض
أبقيت أحلامي
بساعات النهار
وودتّتُ أرتحلُ الكواكب
والنجوم المذهلة
لا حلم يوقظني
بلى سأعيد قنديل المنازل للضياء
الموج ساريتي الوحيدة
والسفينة نجدتي
نجم من الأجرام يحمي وردتي
لي نسمة ستنتمي عند المساء
لحفلتي...
***
الغريب
لا تبعد نهاري
صفني كما تراني
أنا الورد الجميل
مقطوف بيد الأطفال
مطوّقة خصري الظلال!
تهرب الشمس مني
كوني أنا الغريب
طبعي برق ورعد
وهما منحوتان
ليس ذنبي أنا
عمّا يحدث
لكني
سأكون حذرا...


212
ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة
كريم إينا 


أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...


213
أدب / نازح في رئتي غيمة
« في: 22:28 11/01/2021  »
نازح في رئتي غيمة
كريم إينا

سماءٌ مريّشه
يفيضُ وجهها بيقضة الأحلام
تستّرت عيونها في رئتي غيمه
يخالُ لي صورة قايين
تمطرُ بصوت هابيل
غرابٌ موغلٌ في التصحّر..
يشبهُ أعقاب السكائر المنبوذة
تنتظرها أكتافُ الحاويات
جسدٌ يقتلعُ ريح الدروب
نحو الصمت الذائب البعيد
ينثرُ رماد النار وسط خرائب الضوء
باقة من رماده تزهرُ نحو السراب
دمٌ يملأ الطرقات بأنياب الملثمين
وهم يخترقون أجسادنا الجائعة
عرشٌ أسود يتراقصُ على طريدته في سوق النخاسة
يبعدُ أحبائي عن ملائكة الروح
يسرّحُ الغازي لحيته بجمرة الخطيئة
أغلقت شوارع مدينتي بالكونكريت
ليصبح المارة كالأسماك في السنارة
هكذا شعبي كائنٌ متناهي  من لظى الأيام
رصاصٌ لا يدلسُ على بوابة الليل
أقندلُ بمنجلي المكسور حدّ اللمعان
وألصقُ بالحاضر فجري المقلوب
أنامُ على صفحة الماء كفراشة محترقة
أجيىء من سفر الخروج  معصوب الأعين
أصبح لي خيمة ولافتة كلاهما موطني
نازحٌ يعثرُ. ينفرُ من الحياة بكلّ الإتجاهات
يجدُ نفسه في نهايات العبور
بشرٌ تلوّن بحقيبة سفر
تشردُ الإبتسامة  خلف الكواليس
خوفاً من إله الظلام المارد
حتى الغيوم بدأت تغلقُ نوافذها
لتمنع دخول العبوات الناسفة على قطرات المطر
أصبحت رائحة بلدتي توابل
تزيدُ عطستي اللامتناهيهْ!..
أيّها العدمُ قاتلٌ يفتّشُ عن القاتلْ
يحملُ قنبلةً صوب وجهي بدل القبلهْ
أسمعُ خطاهُ الرثّة المتلاشية
كالمسامير تدقّ على صليب حياتي
ووجه الوطن دامعٌ
كزجاج النوافذ مسحوق
يحاكي آلامهُ عبر الدروب
الخبر المنفجر أمس
يدخلُ الأذن بكلمات ٍ يابسهْ
الحيوات تحت تأثير الحرارة والبرودة
تبحثُ عن السلام في ملامح الريح
لا يوجدُ شرطيّ المرور ليوقف الإشارات العاطلة
مصابيحُ السيارات توشوشُ للمارة
الآفلين من مرايا الظلال
الوجه مكوّرٌ كالغربال يلتحفُ بعباءة الليل
أحفرُ ساتراً بعين فارغة
كي يصبحُ للعراة رداء دافىء
أقلّمُ أظافر الجوع كي ينزل المنّ من السماء
يباغتني الكره عند الأرصفة الممسوخهْ
مسافرٌ في جوف الغربة
كأصابع البيانو وهي ت..ر..ن!
ما من فسحة للنازح في الخيال
ستبقى التنهدات في الريح مستمرة
ترعبُ ظلّ الجسد المثقل بالصراخ...






214
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 22:24 10/01/2021  »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا


جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكان على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...

215
خيالات متناثرة من قصيدة الأمس
كريم إينا 
                                       

أرى رياحاً تشعلُ
كراس جدي القديم
لا أتذكّر يدي اليسرى
هل ستبقى داخل النهار ممدودة؟
لا أدري
لو كان طريقي
نحو خريف عينيك
كنتُ أحبّ وردتك المتناثرة
خلتُ المارة يخدّشن
بقايا المرايا المبصرة
كنت عيناً لامعة
تسطعُ في ظلام جسدك المتهرىء
في أمسية ما
أهرولُ أمام شخصك الأسطوري
لا ألومُ عادتك بقضم الغيوم
صمتي يوصدُ بابه بوجهك
كي لا أحترق
بالأمس كنا روحان غامضتان
واليوم جسدان ناعسان
يحتضنُ واحدنا الآخر
لا فرق
الكل يذرفُ الدموع
عندما تنفتح صخرة الأزل
متّشحة ببياض النوارس الضائعة
أرويك من شعاع الشمس
كي تشحذي سكينك
لقتل هيدرا ذو سبعة رؤوس
بعدها أبدو زوجاً حميماً
لقصيدتك المبتسمة
القدر أنساني رأسي المجهول
نحو عالم الطفولة
تاركاً في بسمته خيالات ثملة تتطاير
مع قطرات الندى
منذُ ذلك اليوم
بدأتُ أنسجُ قصيدة
من أعماق أحلامي
كي أتنفسُ من جمال عينيك
المسكرة...

216
أدب / لي فضاء في مكان ما
« في: 23:41 08/01/2021  »
لي فضاء في مكان ما
كريم إينا

 
سطع التهوّعُ يبطىء فراري
من هجرة الدم
وإزميل الشظايا يمدّ نعوشه
على أحشاء الأزل بإتجاهات العدم
أعلو فوق أبخرة الضحايا
كبخار الحماقات الذي يخرجُ
من عمى النار
***
أنفلتُ في أحضان شرودي الغامض
وعيناي مثقلة بمراقبة أدغال العالم
أرتدي عتمة وطني بمواجع صامتة
أمرقُ من أحشاء الأزقّة
إلى فضاء فقد لوناً من ألوانه
يرتجفُ بعراء مرير
***
أمامي جريمةٌ غامضة
تحاصرُ بمديتها قتلٌ مجاني
بسلطة اللون الأسود
يرقدُ جنوني في أبجدية السماوات
أملأ فراغ المكان بلون صدأ
كي لا يشتّتني نحو خراب جديد
***
ألقوا روحي كسمكة تتلعبط في ملح البحر
علّهُ نبي يونان يرسيني نحو سواحل اليقطين
أنظر إلى أفراخ السنونو
وهي تعومُ تائهة في الدروب
كالشموع المذابة في زوايا الليل
أغسلُ ضوء الشمس في طقس ملكي
كي تزدهي ذاكرتي باللمعان
***
إمتدّ صراخ بلدتي نحو إقليم كوردستان
ذاك الصوت المبتل بسواد الليل البارد
وهبني تاجاً بلون الصلاة
أنا داخلٌ رغم الحرائق بوابة بغديدا
لأرسم البسمة على وجوه الأطفالْ
آتٍ بنكهة البكاء لأصوغ أعياداً وقصائد
وأرفع على مداخل نينوى راية السلام
***
هيّا بغديدا إنهمري في مرايا جسدي
تحسّسي قدوم دفئي لأزقّتك المحرّمة
يا عصب القلب يملأُ كنائسك صلاةً حزينة
آت ٍ إليك بخطوي نحو صحوك الطيني
لأغتسل بجرن عمادك الروحي
آنَ الأوان لأوقظ طوفان نوح
وأضعُ حدائق عينيك في زوارق أحلامي...
***
لا يستطيع الإغتراب أن يمحو هامة الأرض
ما زلتُ أتنفّسُ طقوسك البيضاء عبر لوحات الغربة
ما زال الغموض يحاصرُ أختام تمزّقي
وأنا أنتظر شعاع الرغد الإلهي في خارطة التكوين
يا وجع الترحال الأزلي قل: لي كيف حال كنائسنا؟
(الطاهرة،مار يوحنا،بهنام وسارة،مار يعقوب،مار مارزينا،سركيس وباكوس، مار كوركيس) كيف حال دير ناقورتايا،دير مار قرياقوس، دير الشهيدين بهنام وسارة، القديسة شموني، القديسة بربارة،
إحتوتني ملامح القديسين بتهاليل نابضة
يا لغة التموّج بعثري دمي في سطوح المسافات
وحدي أتسلّق ذاكرة الغليان
أشتاقُ لمنظرك الخرنوبي المدهون بكعكة الميلاد
أنقلُ نبضاتي إلى طيور السماء
كي تحكي لي ما يغورُ في البراري
من ذهول وتعب وإبادة...









217
أدب / مركب آخر لشفاه موجة
« في: 21:06 06/01/2021  »
مركبٌ آخر لشفاه موجه
كريم إينا
                           

مراكبٌ أخرى
تنتظرُ رحيلي
أتيه بجنب موجة
أحلمُ بسر غربتنا
أخافُ أن تقلب موجة البحر مركبي
فيضيعُ حبّي عند آخر سن يرسو على الشاطىء
لقد أخطأتُ المسافات المحبوسة
سأنازعُ صمت دواخلي
وأبوحُ للأجيال
ما يتهكّمُ بوجهي من ظلم
الحب أسير في الجب
يجيء بلا إحساس
يغورُ الصبح في عمق غرفتي
ينسيني ما أريدُ من حياتي
فسّرتُ كلّ شيء
إلا الإكتئاب الفظيع
ما زال يغورُ في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس
كأنّ إشتياقي ليلٌ أسود
يجري على صدري في وهن
يقلعُ ظلّي من خلفي
كالسوط يطبعُ آثارهُ على ظهري
كالقطة الوحشية عندما
تغرزُ مخالبها في عيني
يا كأساً أجرعهُ
أطرحُ كلعبة مستهلكة كئيبة
تهزّ الكون بجناح ذبابة
أرقصُ رقصة مريبة
فيبدأ كأسي يرقصُ ويغني معي
كلّما تلتفّ شفاهي حولهُ
ينسابُ بصري في النور
أنامُ بين راحتي السنين
وفي قلبي رؤية بعيدة للرجوع
أنا هنا بأشيائي بإنتظار
ربّ قطار يحملني من هذا الدمار
فأرى الحياة تلوحُ على رصيف
محملة أمواجها بشائر في حقائب
لن أعود ثانية
ما دام الوعد والعهد مهددان
لن أولدُ إلا في درب مطعون
رأيتُ الأطياف تنقلُ نشوة المآقي
كانت الرياح بلا حفيف
والصحراء كانت رمالها أوسع من عقلي
كلّ ذرة تدخلُ في عيني
تصطفُ في مشارف ظلي
في زمن زحف اللون الأسود ورائي
وسمعتُ خطاهُ
تمزّق نيرانه سمائي
 المزركشة...

218
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 00:14 06/01/2021  »
سفر يصرخ من الأعماق
كريم إينا 
                           

كتب الطينُ أسماءنا 
ليوم أسود
تبرز ملامحه لموت الخلائق 
أصرخُ من الأعماق   
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان 
أحتارُ في تخمين 
بزوغ الضياء 
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين 
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس 
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر 
وهي تلوّن شكل خيالاتها المظلّلة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية 
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة 
بنبضات الوقت المكتوبة
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة 
تحجزني العتمة في ليلة
 يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة 
كي يرتوي من ظمأ أخير 
بعد مجىء الأغراب   
إزداد عدد المسوخ في وطني 
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي 
ويرقصوا أمام خوفي المائت 
أشيائي الجميلة مهددة
 لزمن محشو رماداً 
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير 
لنتف ريشها في لمح البصر 
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة 
وهي تصرخُ أمام 
آلة الحرب الصامتة 
يجري في الظلام 
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب 
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي 
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت 
تخرجُ من مائدة الأحلام 
أمشطُ موجة البحر 
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة 
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخله الشمس 
كنتُ دائماً في حلمي 
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي 
أتطوّحًُ يميناً وشمالاً 
حتى ينسدلُ المساء 
وتحمرّ قباب الخرائب 
بشرارات العقبان الجائعة 
لا رحمة للفريسة أينما وصلت 
على حافة الموت 
أصابع الليل تمشي
على أبواب المدينة 
تسترعي إنتباه النوارس 
نحو خرائب نمرود العتيقة 
المملوءة بالأسرار 
سفنٌ تكدست كرماد السيجارة 
باحثة عن شطرها الآخر 
المليء بقلق الحصى 
من يعلم طيف العرافة 
كيف يدخنُ وسط الأزقة 
يعتريه دخان الأبراج العالية 
المملوء باليتم والرخام 
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة 
ترجعُ ساعة مطري 
محشوة برماد هارب 
وهي تنفتلُ حول
 رؤية وداع الإنتظار 
الغياب يهطلُ إلينا 
سكران كساعي البريد 
لن تهدأ أفكاري الماسية 
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة 
هذا النعيقُ في الظلام 
يلفّ زعيق العجلات 
بإنتظار سفر طويل 
في آخر الدنيا...


219
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 21:07 04/01/2021  »
نوافذ تهربُ من شروقي
كريم إينا
                           
نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجرُ الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهمُ صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضاءتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 

220
أدب / ما أجمل التصفيق
« في: 22:52 03/01/2021  »
ما أجمل التصفيق 
كريم إينا
 
ألبسُ روحك معاطف
من برد الشتاء تقيك 
علّقيني كصورة في الملجأ
وقت الخطوب تحميك
أرشديني للطريق الصحيح
أكونُ طائعاً ليك
علميني أن لا أكون جباناً
شجاعاً يلبّي أمانيك
أضحكت ثغر ورودي
ومن ضحكها عطرها تهديك 
قالت: ما زال يتبعني
قلتُ:  وهكذا دواليك
القلبُ ينبضُ من صمتك
والظفائر تطيرُ فيك
من غيهب الهموم مرقت
ما أحلى تجلّيك
خدودك من زهر جلّنار
خجولة في تعاليك
منثورة كقوس قزح
عروستي أبغيك
لا شكّ في حبّك
ولا شكّ في تفانيك
كغصن بالروض تميلين
بدون أمر وتصريح 
فلنصفّقُ لك تصفيقاً
ما أجمل التصفيق...


221
مبارك لك أستاذ مروان على هذا التحليل في مجال السرد القصصي وأعتقد وفقت به في كلّ المجالات والأصعدة دمت بود

222
أدب / محبة
« في: 22:02 02/01/2021  »


محبة
 
كريم إينا

نتجوّل حول
فضاء محبّتنا
ونسيمات ٍ متناثرة سطعت
في أعيننا
تنتحر الخلجاتُ
وأبقى في لوحات الرسم
مخلّداً
تتذكّرني موسيقى الليل
أنا الآتي
أتنافى في أقبية ٍ
هزّت أركان العزلة
قد ترسو أرصفتي
ضدّ التيار
تأسرني رهبتها عند نداءاتي
فيطيرُ الزبد الرائقُ
من شاطئها
فأسمّي ليلي
حبّي الآتي...

223
أدب / خجل
« في: 14:49 02/01/2021  »
خجل
كريم إينا       

خجلٌ ينامُ على فضاء خيالها
أتقيأ الآلام من أفعالها
مرسومة خطواتها لغد مرير
حزني على هفواتها قد تستعر
أصبحتُ أُفهمها رزايا الإغتراب
لو تعرفي ماذا يخبأ لي الغراب؟
أمشي على خيط المياه مرفرفاً
أغفو على شرفاتك المستعصية
لأزيل كلّ مخاوفي من غدرك...


224
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
كريم إينا
                                 
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: وهم قومٌ من الفضاء الخارجي.


225
أدب / نفحة الكارينا
« في: 22:57 30/12/2020  »
نفحة الكارينا*
كريم إينا

من صمت أزرعُ حقلي
فينيرُ الليلُ لي
من خدود الياسمين
أنعسُ
تفيضُ شفتاي بالتقبيل
عبرتُ الحقول
لأملأ جعبتي
من ثمار الحياة
. . .
أطلّ بجناح مكسور
على مدينتي
وأرمّمُ في الصباح شفتي
تظلّلني مطالع الصبح
كظل مائل يمضي
لم أكن صائراً إلى الخراب
ما زال الحضيضُ عطري
يلملمُ العطر من قلبي
ويعطيه للبائسين
. . .
أيّها البحرُ
أشتاقُ إلى أمواجك
أشتاقُ إليها
عندما تكتسي المروج
كزيتونة خضراء
تنهضُ أمام الشمس
وشفتاها تنطقُ بالحياة
عطشى تستجيبُ للقدر
. . .
تنفتحُ الأرض
بعزّ الظهيرة
تلتمسُ نوراً في
زمن السوء
تحملُ البشرى الآتية
من أحشاء السماء
فتسيلُ المياه وينبتُ
العشب في الجبال
. . .
تجرفني هنيهة الليل
فأغفو كعشب عند المساء
وأزهو في الصباح
تمرّ سنواتنا كالسراب
يحملها التعب والعناء
. . .
في كنف الليل أحتمي
من ظلّ الأشرار
ولمّا تسودُ الظهيرة
أطأ الصلّ فيتبدد
الزيت الطري
. . .
الأنهار رفعت عجيجها
في أرض تلتهب
لأنّ الموت حلّ عليها
سارت المياه في القفر
فغسلت الأرض
من الدماء
. . .
أنصتُ إلى صيحتي
أسكن إلى جوارها
فأحتمي بستر جناحيها
ترتاح نفسي
حينها
أذهبُ بنفحة ريح
كالذباب
في الهواء
أتشبّثُ بالسماء
فتنزل أمطارها
على التلال والأودية
. . .
عينايِ تراقبان النيران والمياه
تراقبُ قلماً وورقة
فالنيران تبدد الدخان
والمياه تطفىء النار
والقلم سلاح الأبطال
والورقة سجل تاريخ الأبطال
تراءت مواكبي
من بين الغيوم
والسيلُ يغمرني
فأرى أزهار العشب
في الأرض
. . .
ما زالت الشمس
تذيب الثلج على الأعشاب
فيحيا الزهر
ليعطي من عبيره ذهباً
فنركضُ وراءهُ كلّ حين
رغم زيغ خطواتنا
في الطين
نرتدي ثياب العنف
حتى يتمرمرُ قلبنا
فنعود كلّ صباح
إلى ثياب الطهر
فتنغسلُ الغشاوة
بالنقاوة
من لي في الحياة سواك
لا أريدُ غيرك
لأنّك رسمت صورتي
وأبدعت الإله الصانع للعجائب
أرى آثار أقدامك
تخبرُ الجيل الآتي
عن مسكني ومسكنك
وطيور الحب
مجنّحة على رمل البحار
تركض أفواهها
وراء الطعام
الذي يسقط
من فمي وفمك
كأنّهم ريح عابرة
لا تعود
. . .
أنا نفحة الكارينا
هداني الله ميراثاً
أشارك فيه حبيبتي
لتفرح كباقي الفتيات
أسقيها ماء العيون
لتطربني مثل
كنّارة مطربة
" أو موسيقى بيت هوفن"
أتفقدُ هذه الزهرة الطيبة
فتراني من جمالها أنفخُ
بالبوق
أسمعُ صوتها
وتسمعُ صوتي
وكلانا نفحة
من رحم السماء
نزلت
. . .
ماء العيون
ينيرُ بوجهك
يفيضُ فيخطفُ
كلّ عابر سبيل
يمهّد سبيلاً
لخطواتي
يشدو قلبي
في الظلمات والظلال
فترقصُ الأشباح
والجنّيات
بإسمك يصنعون
الهتاف لك
لا أخلّ بعهدي
مثل القمر أثبت
على الدوام
إتّقد كالنار لشدة جمالك
المساء يذبل
والصباح يزهر
عندما تمرين سريعاً
كمرور الطير
أنا نفحة تطيرُ في النهار
ليتك تنظرين إليّ
لأعرف إسمك
لأنّ القداسة تليق به
ولأجل إسمك
أكسرُ مغاليق الحديد
لأحرر البائسين
هنيئاً لإسمك أيّتها الحبيبة
به تفيقُ نفسي
فيبادلني الحبّ
كندى الغابات
الذي يحيطُ به النحلُ
في الليل أذكرُ إسمك
فأناجيك
لتحدّق عيناي إلى جمالك
كما يحبّ الطفل الطيور
على الصفصاف علّقنا
محبتنا
وتعلّقت أفكارنا من بعيد
أتت بأجنحة السحر
تحسب خطواتي
نحو خطواتك
حينها يفرشُ الثلج
على رماد النار
. . .
ألهجُ نهاراً وليلاً
لأصون طريق حبيبتي
من الماكرين
أتأهّبُ وأنتظر
المغنين على القيثارة
فأغمرُ بها
أنفاسي
وأرتلُ " كمزمور داود"
. . .
تتوارى لي
ألسنة بيضاء
ترفعُ نشيدي
إلى عالم الغيبوبة
وبه أعاين
الغيوم الممطرة
التي
ستطفىء نار حبي
الأبدي
. . .
الكارينا: إسم مستعار للشاعر كريم إينا*   
 







226
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 21:50 29/12/2020  »

حضارة مطلسمة بغربال العتمة
كريم إينا

فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدوّية
يومظُ برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاه

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي
 نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلاّة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي
نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ
بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات
قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ
أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...





227
أدب / تذكار لإبادة مزركشة
« في: 21:38 27/12/2020  »
تذكار لإبادة مزركشة
 كريم إينا                       

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
دخانٌ ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة كبالونات الحلوة الدبقة
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...

228
أدب / تتوالى السنوات
« في: 19:23 26/12/2020  »
تتوالى السنوات
كريم إينا 

أفقدُ وعي نهاري ليستيقظ ليلاً
آملُ أن أرتمي بحضن أبي
وأخبىء رأسي الفارغ به
أنتزعُ فمي من ندبة الحب
فتتوالى السنوات مشحونة بغيبوبة
في عين حمئة
يتسلّلُ الحنين من ثقوب الناي
ليحرث صبر ذاتي
أراهُ يسرح في خيال الفضاء
مضى الخريف وهو يتلاعبُ بأقدام المارة
يغمزُ كوجنتي طفل رضيع
فينضحُ ثغرها بالضحكات
وهي تزمزمُ وجه الريح
برائحة الحنين
تفوحُ منها مساحات غناء
الواو التي بيني وبينها
قد نزعتها الأقدار
فغرقت في بحر الظلمات
لم ينقذها أحد إلاّ أنا 
فهي ما زالت تشهقُ من لمسات يدي
ساعتها يقرصُ الجوع صبري
وجودها أضفى الجمال على الوجود
فتسللّت خيوط المساء من تحت حجابها
فأحسّت بعباءة المساء
تلتحفُ شمساً
هزيع الفجر الأخير
حينها ترجّل المساء يطردُ بقايا النهار
أنا وأنت نلملمُ الليل من أطرافه
ونوسدُ الحرمان الثرى
يا عطر الأماكن
آثرتُ أن أزمجر البحر طرباً
كانت الأرصفة هادئة
وأضواء السيارات مسترسلة
كخصلات حبيبتي
وجهها الوضيء يتجلّى
من قوس نخيل باسق
فالقدرُ يرتدي الليلة معطف الأحلام
إذاً سألملمُ أطراف الليل
وأرتشفُ خمرتي في سكون ...
* هذه القصيدة منشورة في مجلّة رديا كلدايا العدد (خمسة وخمسون)/ شباط 2017

229
أدب / اللحن الحزين
« في: 21:23 25/12/2020  »
اللحن الحزين
كريم إينا

صار سهري شبح النوم يجول الليل
فجراً
وينمي العشب في قلبِ الروابي
لاتلمني في مماتي
وإسأل الموت الذي
يسرق روحي من أزاهير الفيافي
وإذا زرتُ نجوماً خذلتني فستبقى
الروح تعلو في المجرة
*    *     *
فإجعليهِ وردةً من زمن الإقحوان الآتي
فقد كنت جبلتُ بالطينِ
يوماً في الظهيرة
*    *    *
وسمعتُ الصوت يحلو صلوى الغائِبين
قد يتهامزنَ على الاذنِ...
فضيّعت الأنينْ!
*    *    *
فإذا صحت على الحلم
وردي من ضياءٍ قد غدا لي
لم يكن يعرف الحياة
*    *    *
بين جذعِ النخلِ..
كالأثمار نبدو
حين نمشي..
فإلى القبّرةِ الخرساء نمضي
ووراء الظلِ نجري!
فإِطمريهِ مع أحلامي … وظلي
وإمسحيهِ قبل موتي
لم يكن أجمل لحنِ...

230
أدب / زهرة البيبون
« في: 00:41 25/12/2020  »
زهرة البيبون
 كريم إينا             


ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    *   
ليتكِ حبّاتٌ تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتح
*    *    * 
عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   
مازالت السماء
مستمرة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   
الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *
أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *
فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 
فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 
أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 
ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   
الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
 
لطيرانِ فراشة
*      *   *
من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 
في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *
في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *
حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *
أُصغي إلى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها أتيهْ 
* *  *
 
أَنظرُ إلى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *
ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *
أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *
في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *
أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردد
أُغنيتي القديمة
*    *      *
من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 
السحاب الأبيض
انشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *
في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *
شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *
ما أَعظم ابتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *
ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *
أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *
الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *
عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *
تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *
الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *
النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *
أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *
عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *
تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *
أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *
بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *
أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *
شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *
الضحكات تتدحرج
مثل الاطفال
السِمانْ
*     *     *
ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *
زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *
البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *
هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *
ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج … وتفتح زهرة … والثالث
عندما
أذهب إلى المدرسة
*      *     *
الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *
البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة
*      *      *
*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في منطقة بغديدا.



231
أدب / بياض يبعثرُ رحلة الغياب
« في: 00:12 24/12/2020  »
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
كريم إينا

أبعثرُ بياضي
على شعرة الظلام
أسرقُ صحوة الذاكرة
لحظة دخول البياض
سأنتظرُ طلاء الأنوثة
رُغم مكر وزيف الأصدقاء
وليلُ القسوة يصنعُ
خيال الماء
فأراهُ كالمرآة
يتوسّلُ من بؤس غبار الأيّام
إئتلقتُ يوماً أبحثُ عنّي
فقرّرتُ أن
أدخلَ الظلّ المثقوب
الذي ما زال ماسكهُ" علي خيّون"*
كدمعة خجولة
إنهمرت وتلاشت
أمشي لأرهن قلبي
لقمصانك العاطلة
وأغسلَ ذنوبي بحروف القافية
كلانا يفترقُ في ظلمة النفق
على مرايا عاكسة
يتشابكُ الرحيلُ بيننا بخمرة الماء
وفي حلقي غبارٌ
جعل المساء ينثّ صمتهُ ويتبدّد
فتخرجُ منه الشرايين النابضة
ها هي إرتعاشة الحب
مزروعة في شفاه النسيم
تنتظرُ صوتك الرنّان
مرّة واحدة
جَلَستْ قصيدتي تسمع إنبعاج الحلم
كأنّه طين تكوّر قوتاً
لأحزان الشتاء
الظلّ الداخلُ خافقٌ مصباحهُ
يضاجعُ صحوة الغياب...
وروحي خجلة
تلطّخُ وجهَ كلّ ذهاب وإياب
أنشدُ خطاي وأصرخُ لمسافات الفراق
أشمّ رائحة التقبيل
فتراودني ظنونٌ وذكريات معزوفة
تؤجّلُ رحلتها لزمن إفتراضي
صفعَ الغيمُ ثقل أمواج الظلامْ
شقّ بقايا غربتهُ المشتعلة
يبقى القلبُ منزوياً
فوق رفوف الغياب
كلّما مسّ شواطئها المنسية
صاحت ياقاتها بألسنة من نار
وتحتَ عويل الظلام تهبط الكلماتْ
تتخطّى براعم الأوراق
كصوت المطر المغسول
لم أرَ سوى البريق
يهدرُ من عواصف رعدية
تنحتُ لها مومياوات معلّبة
كان البياض يوماً ينيرُ ظلمة العبيد
زهاءَ تنهّد الأذهان
في ذلك المساء كانت نكهة البياض
تتمشّى مغبرّة حمراء
تهرولُ خلفنا تتلعثمُ كأرملة
أجنحة النوارس ترتعشُ
تحتضرُ منفصلة عن جسدها
لم أرَ سوى شهوة البريق
مرّت داخل قطرة العلق
تطوي الحزن مخلّفة وراءَها
قطيع دخان أبيضْ
تغربلُ ضجيجَ المغاليق ْ
بإمكان الريح الطيران
على مغاليق القمر
دونَ توقّف
ترسمُ ملامح المسافة
دونَ جدوى
قد يأتيني
عاشق الغابات الوسواس
يحكي عن الحب
الذي ما زالَ ينتظرُ أفولَ
الظلام وبعثرته
إلى غياب غير
مسمّى...
....................
•   "علي خيّون" قاص وروائي عراقي


232
أدب / أيّها العِلْمُ
« في: 21:32 21/12/2020  »
 
أيّها العِلْمُ
كريم إينا



أيّها العِلْمُ علْمُك خبزٌ
هنىء
يا موجة يعلو زبدها.. ليعود
البريق
أيّها العِلْمُ سر حيثما شئت
في الدنيا
كن حجراً يتعلق في عنقي.. كن عقيقْ
أيّها العِلْمُ كنْ حبرَ أغلفتي
أنت محبرتي وشرابي كلما
أستفيقْ
هذا العِلْمُ نورهُ لا يزولْ
العوالمُ من علمها.. أملاً.. والعلوم مدونة بالمحافل
فاتنا العِلْمُ.. في فكره كي يعانق غيم السماء
كي يمطر فوق اليباب جداول!
هكذا يشرئبّ الجنون بعيداً.. بعيداً لمسك عقول
الظلالْ...
هكذا العِلْمُ... يصنع في جوفه إبتهاج
لم تصله ميادين أيّ إختراع...
هكذا العِلمُ... أشبهُ ما بالعصافير
أجمل ما بالخيالْ!
أيّها العِلْمُ يا مسندي.. أنتَ شرفةُ النجمة
على وشك الوقوع والإحتقار
أنت شرفة طير على الغصن
" ترتاب خائفة عن خطوط  يدي.. أنتَ نارْ"
نهضت خارج نجم يتهاوى فوق صهيل الخيولْ
فصرتَ عبيراً... وصارتْ فنار
تحلّي فمي بأناملكَ
ليصير فمي حلوَ المذاقْ!
لتصير يدي حبر الحياة!

233
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 00:47 18/12/2020  »
الدمعة الأخيرة

كريم إينا 
                 

فقدتُ نجوم السماء
وصارَ دربي طويلْ
أسألُ تلك الزهور
عن موتها بينَ الصخورْ
***
الحبّ خفقة قلب
غنّت لها الدنيا
                بأسى وشجون
قبّلتها كما يلثمُ الوردُ المَطرْ
***
أنامُ على عشق العشب
كموجة تُعانقُ البحرْ
أصغي لصمت الكون
           أوقضُ لهفتي
وبينَ المهالك أرمي حجارتي
***
أوصلُ الصبحَ بالوريد
وإذا دارت المدافعُ وإحمرّت الحدودْ
تغادرني الدمعة الأخيرة
***
تغلي دماؤنا... فأرى وميضَ الوقت في عيون الفراشات
وقبلَ أن تطيرَ.. أنا في وجهها أطيرْ
***
وتطيرُ الأوراقُ باحثةً عنّي
تسيرُ في نعشي الأحلامُ
تعلو في رأسي الأفكارُ
وينأى الليلُ المخيفْ
تغفو نفسي في كؤوس المنام
فأحاولُ أن أنيرَ أضواءَ المدينة
ليبقى الغدُ
حلمنا القريبْ
*** 


234
أدب / أضرحه خلف بالونات مفركشة
« في: 02:02 17/12/2020  »
أضرحه خلف بالونات مفركشة
كريم إينا 

تغيبُ سماوات الشمس
بحجم حبّة الخردل
لا حياة لنا بين الرصاص
أمهاتٌ بين جفلة أبواب الأزمنة
بياض الماضي يحوّل أضرحتي
إلى شظايا متناثرة
ثمّ يعبّئها في بطين الذاكرة
مرّت لحظات تعاسة
تنفضُ أوراق الخريف في سوران ستي
وهي تبحثُ عن علامات الجوع المنسي
لا زالت الأقنعة لا تموت
ربّما حين يزفرُ رقادها الأخير
تنبعُ من مهدها شموع الآهات
وهي تغزلُ خيوط
مقامات القانون العراقي
تهبُ لي من نغماتها
 ترنّحي المستمر
قفز الليلُ على عكازته الصدئة
ليخبرنا بآخر نبأ تاه في العتمة
حين أستنجدُ مخيلتي
لا أديرُ وجهي
نحو جنازات المارة
تتلو لي نشيداً عن أرومة الحب
تدثّرني فراشات الفجر
وهي تحلّقُ في بؤبؤ نظرتي الأولى
حتى آخر دمعة تعزلُ النسيان
من جرّاء طبخة العاصفة
تباطأت خطواتي نحو دمية المقصلة
لن تمنعُ هروبي بإختباءات الكواليس
ذالك الزجاجُ يشبهني
عندما يستنشقُ الأدخنة
تتهاوى أحلامي بقية أيام النهار
بحثتُ عن سواحل قواميصي المبعثرة
وهي تستغربُ من بالونات الهواء المفركشه
بدأتُ أحركُ صورتي نحو قبعة الغياب
أراها تخرجُ من بريد
طابعي الغير المختوم
هكذا أركبُ في قطار مشهدي التمثيلي
وأنهارُ بفاجعة كما ينهارُ
سقف ملامحي الغريبة
أتهاوى بعين ساحر من بعيد
كي يمنحني الوصول إلى مدينة آين*
كأنّ الخلاص كان أو لم يكن
حين أتذكرُ مرآة والدي الوحيدة
أطوي جناح لوني المتبخر
ليفوح عبير زهرتي في السماء السابعة
يحدثني الليل عن صراخ عطوري المسكينة
وهي تزهو من غرابة الصيف القادم
لا شيء يقطرُ الوقت غير قسوة الأيام
لتأتي رؤى حكايتي الضائعة
نحو حدائق الكلام الهاربة
التي ما زالت ترقصُ من أنين وحدتها
في جو عالم الخيال السفلي...
.......................................................
* مجموعة شعرية للشاعر الراحل سركون بولص






235
أصوات تستند على عكّازة الفصول
كريم إينا 
           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
تطوفُ روحي بنسيم السماء    
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة
تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة
 أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني
في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسه
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

 
 


236

أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري

كريم إينا
                                       

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوه
وسهام تسرّحُ كواكبها
ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها
 بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد
عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب
وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندله
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها
 بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج
 تمسدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة
 نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو
عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقه
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسماوات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة
 فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعه
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ
فم الأمواج المستعره
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري
المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمش المشرقة...





237
أدب / إستهلال لإسطورة مقدّسة
« في: 23:23 07/12/2020  »


إستهلال لإسطورة مقدّسة


كريم إينا


الأرض تمتصُ أحشاءها
بسحب صيفية
تداعبُ جدائل نجوم السماء
بأنفاس البخور
***
تحملُ على راحتيها
قناع المرايا
وهي تطبعُ خدودها
بخمرة معتّقة
هكذا تدقّ الصنوج أوتارها
في كبد السماء البعيدة
***
أوردة روحي تعبرُ أغلفتها
نحو مساء الوحشة
متأقلمة بكحل النهار
ما زالت لغات الأرض
تحني قاماتها لشذى الحكمة
ومن سحر جمالها
يندلقُ الرحيق
***
قمرٌ ذاتي يأمرُ ملائكتهُ
بتقييد الهواء الملوث
لتعيش المملكة بسعادة
تهرعُ الدموع نحو ترنيمة الخلود
***
أسحبُ ظلّي نحو خيطي المتحمحم
كي يزغردُ وتري المنفرد
أفخرُ من الطين
آلهةً من القرنفل
لتلوح للراقصين سطوع الشمس
***
أتوسّدُ ينابيعاً مقدّسة
لتضيء فوق خاصرتي المتربة
لعاب السحاب يرفرفُ
نحو موجاتي المزرقة
يغرسُ في ثنايا المحيط عصا موسى
***
ظلامٌ يحيطُ ظلّهُ دائرة ضوئي المتّقدة
يغزو أشرعة الليل
ويحيلها صومعات للصلاة
***
ما زلتُ أعانقُ مساكني الفضّية
بأرديتها المنيرة
وهي تحلمُ عندما تغرغرُ غسقها
***
أسرجة تحفّ سنابلها
بملاقط المزمار
وتعبأ دنانها بخمر السماء
تسقيني من خمر المذبح
لتزيل رعشة خطاياي
***
 
في مواقد السكارى
الكون يفهرسُ عاصفة جنونه
ويشحذُ ظهيرة الشجر المتسربلْ
إشارات لامعة لأفواه الجنّيات
وهي تتثاءبُ من نومها المفرط
***
نبرات البارحة تحولت إلى هجرات الطيور
وهي تزقزقُ بحقول البصل
لتصنع أزرارها من ريش ناعم
***
أجران ولادتي الذهبية
تسربلها لقالقُ أربيل
نحو رذاذ العشب وأكمام الصباح
ربّما تناغي أقرانها المهاجرة
عن بروز غصن أخضر
بعد طوفان نوح
***
لن يصبح قرميدي مقفراً بالماء
بل دواخلهُ ذبيحة مقدّسة
تنتظرُ كهربة الألوان
وبلورة أشعة الروح
كي تنبجسُ الينابيع...

 


238
أدب / تفتح وردة
« في: 22:30 06/12/2020  »

تفتح وردة

كريم إينا


وضعتُ أوراقي على مكتبي
وردةٌ أرسمُها للغد
كخصلة في رأسيَ نبتت
تبرقُ كالذهب
حين أشمّ رائحتها
أزكى من القرنفل
أشمّها كلّ يوم
غداءً وعشاءً لا أشتهي
غدت كوكباً يدورُ
كعقرب الساعة الملتوي
يعجبني رؤيتها كلّ يوم
متفتحة في ملعبي
أمنحك ماءً وسماداً
لبّيك ما شئت فأطلبي
رحيقك أطيبُ من مسك
يغنيني عن مأكل ومشرب
لو حامت حولك نحلة
كأنّها ترشفُ من ظبي
هي الدنيا وفحواها
خير لناسك يهتدي
أوراقها نُسجَت من حرير
لم تَنسَجُها آلة أو يد
تتنفسُ زفيرَ الخلق
وتزفرُ شهيقاً أبدي
ملكةٌ تلبسُ حلّتها 
كتاج سليمان النبي
خصوبةُ تراب غيّر سماتُها
من يابس إلى ندي
وإن بالغتُ في وصفها
ملكةُ فارس وهند
عقلي مسلوبٌ من جمالها
أتحرّقُ شوقاً وأصطلي
مجنون بخلائق الزهر
بيضاءُ صفراء أحلى حُلي
أصلّي ليبقى عطرُهَا في العلا
هي ودّي ودوائي ومشربي
أضمّها بومضة لمّاحة
تلمّنُي بعد تشتّتي
كلّما كتبتُ سطراً عنها
أبقى في خيالها أهتذي
عطرَك يا وردتي مزهريةٌ
تلمعُ في طريقي وتزدهي

 

 
   

 

239
أدب / طنين
« في: 13:29 24/11/2020  »
قصة قصيرة
طنين
كريم إينا

كان نائماً على ظهره في السرير لم تمرّ فترة خمسة أشهر على تحوله إلى البيت الجديد وفجأةً مرّت من أمامه ذبابة، كان الدار موحشاً لا أنس ولا جنس سوى هو، ربّما فكّر قدمت الذبابة لمؤانسته وهي تئزّ بهدوئها العميق لإرتعاشة جسمها من البرد وسط شهر كانون الثاني من عام 2016، بدأ يفكّرُ ويقول: ويداهُ تضربُ الأخماس بالأسداس.
-   أنا هارب وهي هاربة ولكن ألا يعقل أن تكون حاملة أوباء بأرجلها وهي أتت من داعش خصيصاً لقتلي. صمت برهة من الزمن وقال: إحتمال كبير.
الذبابة بدأت تطنّ إن..... وهي تعرضُ أجنحتها أمامه أثناء الطيران. قال:
كيف دخلت من زجاج النافذة وإجتازت الشبكة السلكية المحكمة؟، ربّما هناك تواطىء ما لإدخالها، بدأ يفكرّ هل أقتلها أم لا وإذا قتلتها هل ينتهي الذباب من الكون؟، لا يجب أن أحتكم على رأي... نظر بوجل أعلى الرف من غرفته كان هناك جهاز الميكروسكوب أراد أن يراها بجسامتها ويتعرف على مزايا أرجلها الشوكية ونحافة جسمها كي يتأكد خلوها من الأمراض المعدية أم لا. مدّ يدهُ فإلتقط الميكروسكوب الذي قد إشتراهُ له والدهُ هدية بمناسبة نجاحه وتخرجه من الكلية. كانت ترتجف من البرد طفقت تبحثُ عن لمسة حرارة أو إنبعاث حزمة ضوء... دخلت غرفة النوم والأضوية مشتعلة،جلست على المصباح والخوف بعينيها من المجهول؟!. بدأت تسمع خطوات بطيئة نحوها قد تودي بحياتها ولكنّها لا تعر لها أهمية بقدر حاجتها للدفىء من حرارة المصباح، بدأ يتقدّم نحوها بعد بحث مرير في أرجاء البيت، وأخيراً لمحها في غرفة النوم وبيده المجهر، المصباح الذي تجلسُ عليه كان قريباً على الطاولة، قطع أنفاسه لبرهة من الزمن وهو يمشي ببطىء كي لا يخيفها وهمّه الوحيد وضع المجهر فوقها لمعاينتها والتلذذ بكشف مكنوناتها، لم تعرهُ أهمية مرة أخرى، فكانت الحرارة لاصقة في جسدها ممّا أطابت لها الإقامة عليه وكأنّها في غرفة لفندق خمس نجوم، بدأ يدير عتلة المجهر يقرّب ويبعّد إلى أن يحصل على صورة مجسّمة لها. فتفاجأ وقال:
-   هل أنا في حلم أم حقيقة؟. ما هذا الكائن الذي أراهُ أمامي أملس خال من الشعيرات لا يحمل بأرجله أيّة جراثيم وميكروبات، ربّما الله أرسلها لي كي تؤنّسني في وحدتي، ظلت العلاقة مستمرة بين الطرفين قائمة لا يقترب منها ولا تقترب منهُ عندما ينام في سريره، قالها: - بملىء فمه فعلاً كائنة غير مؤذية، ربّما هي جائعة، سوف أضعُ قليلاً من السكر والماء على الطاولة كي تنزل وترشف منهُ، فعلاً فعل ما أراد وهو ينظرُ إليها نزلت بجناحيها المفروشين لسلّة الغذاء التي أعدّت لها أخرجت إنبوبها الإسطوري وكأنّه خرطوم الفيل عندما يشفطُ المياه من البحيرات، أخذت رشفة بعد رشفة وقالت: في نفسها،
-   الله ما أطيب هذا السكر! هل هو مستورد أم منتوج الحقل؟. وهي تقهقه على نفسها، مرّ يومان على هذه الحالة، وهو يراقبها عن كثب بمجهره المحبّب لنفسه، بدأ النهار يقصر والليل يطول والنعاس قد أهلك جفنيه كتأشيره للنوم متيقناً بأنّه سيكون في أمان بعد إطعام ذبابته المؤنّسة. وهو نائم بدأت تدورُ حولهُ وهو يحلم تصدرُ صوتاً: طن..طن..طن وهو يضحك بنومه ويقول: لها
-   سأمسكُ بك وأخلعُ أسنانك، وهي تضحك منهُ وتقولُ: له:
-   إث..إث أي لا تملكُ أسنان صحا من نومه مبكراً على صوت ديك مزعج، نظر أمامه إلتفت يميناً ويساراً لا يوجد أحد حتى الذبابة ليست في مكانها، طفق يبحث عنها في كلّ الأروقة والممرات وأخيراً عثر عليها في حوض المغسلة غارقة في الماء ربّما كانت تريدُ شرب الماء بعد أن إحترق قلبها من أكل السكر، حزن عليها حزناً شديداً، أخذها وحفر لها حفرة في الحديقة ودفنها بأمان علّهُ يحظى بأخرى تزيلُ وحدته لبقية أيام عمره.
................................................................................
*  القصة منشورة في جريدة العراقية الأسترالية العدد (772).

240
أدب / حياتنا كالكرة
« في: 01:26 24/11/2020  »


* حياتنا كالكرة


كريم إينا

أصفّي الحمرة من القبلة
كي أضمّ الفراشات تحت إبطي
وأقلبُ النجوم كفنجان قهوة
لتفصح العرافة عن بختي
الرسوم على الجدران تزول
ولكن إلتماع خطوط يدي لا يزول
كلّما أنظرُ إليك لا أبصر
وكلما أزرعُ حباتك تكبر
فتصيرَ شجرة وارفة
تنامُ طيور السماء في ظلّها
فالشجرة كالوالدُ والأطفال أغصانها
اليوم ممطر
لأنّ سمائي السابعة حمراء وسوداء
***
دعيني أشربُ ممّا تعصرين
وألبسُ ممّا تنسجين
كلّما أعثرُ على خطواتك
تشهدين أنّي ملاّحٌ أمين
إمنحي لي ثمرة حبّك
كي أمنحك تفاحة المعرفة
لتفرقي بين الملائكة والشياطين
أنا قدّيس السياسة ... غاندي المسكين
أثور على القيم البالية
القادمة من بطن تنين
التي تحاولُ أسر شعبي
وإيقاعه في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس المنير
***
في هذه الحياة من دونك
ليس لدي شكوى
أنا سعيد لأترك قلبي
بين عينيك
قلبانا يرتجفان
بحاجة إلى الدفىء
أمام عتبة بابك
***
جميلٌ عزفك
وأجملُ من ذلك
مقطوعتك الموسيقية التي
لم تعزف بعد
وأجملُ التفاهات
التي لم تخرج من فمي
سأمرّ على أصص النسناس
ربّما تمرّ نحلة قلبك
لتشمّ رائحة مروري
عندما تبتعدين أبصرُ ما تشعرين به
وعندما أضعُ مزهريتك على الأرض
تخرجُ منها ذكريات عابرة
تدغدغُ فوضاي المشتعلة
لم أزل داخل جسدي
أفكرُ في نفسي  كيف دهشتي تكسرُ المألوف؟!
وكيف البياض جعل النحلة تستقرُ
على زهرة اللبلاب خاصتي
سأمنحك أمثالاً بجمل قصيرة
تستندُ إلى خبرة طويلة
إذا رأيت وهج ضوئي فإتبعيني
وإن كذبتُ عليك فصدقيني
الحب لعبة الكرة نشتركُ فيها أنا وأنت
مرة أقذفك ومرّة تقذفيني
  فإمّا أن أخسر أو تخسري أنت
أو كلانا نخسرُ معا
حياتنا كالكرة نقذفً مرّة بعيداً
وأحياناً ندخلُ المرمى
أنا وأنت نقترفُ حماقات
لأن حبّنا أعمى
الحب لا يقتلنا نحنُ العاشقين
بل يجعلنا بين الحياة والموت  معلّقين

إنّ حبي لك جعلني أخترع
هواءً نقياً ينقذك عند الإختناق
وسأحرق أناملي كي أضيء لك الطريق
وسأمتصّ حزنك عندما تعثرين
ذبل النرجسُ في وجنتيك
لا تنكري أنك حورية
كلّما أقتربٌ منك
تغرّدُ المياه صفيراً
تخطيت أجنحة الشمس
بمقلتيك المشعتين
أسلمك للرياح وألتمسُ منك البصر
من أين جئت يا حوريتي الهائجة؟!
فهيجت شرايين دمي الراكدة
أشغلتني بإلتفاتتك المحمومة
وهي تمخرُ عباب الموج الغاضبة
من يملك عيناً لا ينام؟
ومن يملكُ قلبا قد يسري فيه الغرام؟
كان لي بومةً كبيرة
وبلبلٌ صغير
تتحاينُ الفرص لإصطياده كلّما يطير
كان لقطتي الحلوه ذيلاً طويل
يُشيرُ لصاحبها وهو يميل
كان لي جرذاً قبيحاً وحقير
يأكلُ ممّا لا ينتجُ
يتلفُ المزارع والمحاصيل
كان لي قبّعة تغطي صلعتي
وذو الشعر لا تجلسُ أو تستكين
أنا أجملُ صديق لنفسي أنتقي
وندامتي في الإنتقاء جميل
نحنُ نثرثرُ ولا نسكتُ
ولا يسدّ فمنا غير التراب ودوده المفسد
نحنُ العراقيين لا نسكتُ
لظلم يتفشّى في بلادنا ويقعد
لا أنفخُ في قراب جيراني
إذا الجيران لا ينفخون في قرابي
حياتنا كالكرة تطولُ مخالبها على
من يحكّهُ الألم
لا يستطيعُ ردّ هجمتها
إلاّ الذي يرفعُ العلم
..........................................
* القصيدة منشورة في جريدة العراقية الإسترالية العدد (773).   
 
 
 

 
   


241
مطران خاثا
كريم إينا

ماد ئاجبلي آلاها
بدئاوذ باذي ماثا
درشملي مطران خاثا
مكامل نواقص دإيتن
مار بطرس شولح خلصلي
مار نثنائيل مشوريلي
صهولوا يا إنشي دماثا
بشليلن مطران خاثا
بدلايم ناشي دماثا
إبيشخ كولاّن خونواثا
سيمتح ديلا عجبوثا
بئثاثتت طلال خاثا

242
مجلس أعيان قره قوش / بغديدا
يقدّم التهاني بمناسبة عيد الفطر  المبارك
كريم إينا

قام مجلس أعيان قره قوش / بغديدا يوم الأحد الموافق 9/ 6/ 2019 بزيارة إلى عدد من الدوائر الحكومية في مركز قضاء الحمدانية وذلك لتقديم التهاني والتبريكات إلى رؤسائها ومنتسبيها بمناسبة عيد الفطر المبارك متمنّياً لهم دوام الصحة والسعادة وبلدنا العراق يرفلُ بالأمن والأمان والخير والبركات على جميع أبناء الشعب العراقي.
ومن الدوائر التي شملتها الزيارة دائرة كاتب عدل الحمدانية ومجلس قضاء الحمدانية ودائرة الهجرة والمهجرين ودائرة الجنسية والأحوال المدنية ومديرية شرطة الحمدانية ورئاسة جامعة الحمدانية. حيث أبدى منتسبيها شكرهم الجزيل لهذه الإلتفاته من مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا.
ترأّس الوفد نائب رئيس مجلس الأعيان إبراهيم يوسف حنو والسادة أعضاء الهيئة الإدارية متي فرنسيس وسامي خضر سمعان وفاضل يوسف متوشا وكريم إينا عضو الهيئة العامة للمجلس.

243
مجلس أعيان قره قوش / بغديدا
يهنىء الأسقف الجديد نثنائيل نزار وديع عجم إبن بغديدا البار بمناسبة رسامته أسقفاً معاوناً مع حق الخلافة لأبرشية السريان الكاثوليك في الموصل وكركوك وكوردستان متمنياً له التوفيق للخدمة في حقل الرب له المجد.

مبروك سيدنا الجزيل الإحترام

244
مجلس أعيان قره قوش / بغديدا
يزور الشاعر شاكر سيفو في داره يوم الثلاثاء 28/5/2019 للإطمئنان على صحته متمنّياً له الشفاء التام.

245
أدب / سرى
« في: 11:04 21/05/2019  »


سرى*


رثاء إلى الشابة سرى 

كريم إينا

يا هل ترى
أترى فيما أرى
قل لهم يسوع فيما ترى
عن هذه المعضله 
سرى قد إنهلّ عليها الثرى
الموتُ خاطفُ الأجساد عند المقدره
زالَ الضبابُ أين أختك يا رؤى؟
سنموتُ تباعاً في الآخره
حتماً نلتقي يا سرى المقمره

.....................

إبنة الشاعر زهير بهنان بردى
 



246
أدب / نازح في رئتي غيمة
« في: 06:30 13/05/2019  »
نازح في رئتي غيمة
كريم إينا
سماءٌ مريّشه
يفيضُ وجهها بيقضة الأحلام
تستّرت عيونها في رئتي غيمه
يخالُ لي صورة قايين
تمطرُ بصوت هابيل
غرابٌ موغلٌ في التصحّر..
يشبهُ أعقاب السكائر المنبوذة
تنتظرها أكتافُ الحاويات
جسدٌ يقتلعُ ريح الدروب
نحو الصمت الذائب البعيد
ينثرُ رماد النار وسط خرائب الضوء
باقة من رماده تزهرُ نحو السراب
دمٌ يملأ الطرقات بأنياب الملثمين
وهم يخترقون أجسادنا الجائعة
عرشٌ أسود يتراقصُ على طريدته في سوق النخاسة
يبعدُ أحبائي عن ملائكة الروح
يسرّحُ الغازي لحيته بجمرة الخطيئة
أغلقت شوارع مدينتي بالكونكريت
ليصبح المارة كالأسماك في السنارة
هكذا شعبي كائنٌ متناهي  من لظى الأيام
رصاصٌ لا يدلسُ على بوابة الليل
أقندلُ بمنجلي المكسور حدّ اللمعان
وألصقُ بالحاضر فجري المقلوب
أنامُ على صفحة الماء كفراشة محترقة
أجيىء من سفر الخروج  معصوب الأعين
أصبح لي خيمة ولافتة كلاهما موطني
نازحٌ يعثرُ. ينفرُ من الحياة بكلّ الإتجاهات
يجدُ نفسه في نهايات العبور
بشرٌ تلوّن بحقيبة سفر
تشردُ الإبتسامة  خلف الكواليس
خوفاً من إله الظلام المارد
حتى الغيوم بدأت تغلقُ نوافذها
لتمنع دخول العبوات الناسفة على قطرات المطر
أصبحت رائحة بلدتي توابل
تزيدُ عطستي اللامتناهيهْ!..
أيّها العدمُ قاتلٌ يفتّشُ عن القاتلْ
يحملُ قنبلةً صوب وجهي بدل القبلهْ
أسمعُ خطاهُ الرثّة المتلاشية
كالمسامير تدقّ على صليب حياتي
ووجه الوطن دامعٌ
كزجاج النوافذ مسحوق
يحاكي آلامهُ عبر الدروب
الخبر المنفجر أمس
يدخلُ الأذن بكلمات ٍ يابسهْ
الحيوات تحت تأثير الحرارة والبرودة
تبحثُ عن السلام في ملامح الريح
لا يوجدُ شرطيّ المرور ليوقف الإشارات العاطلة
مصابيحُ السيارات توشوشُ للمارة
الآفلين من مرايا الظلال
الوجه مكوّرٌ كالغربال يلتحفُ بعباءة الليل
أحفرُ ساتراً بعين فارغة
كي يصبحُ للعراة رداء دافىء
أقلّمُ أظافر الجوع كي ينزل المنّ من السماء
يباغتني الكره عند الأرصفة الممسوخهْ
مسافرٌ في جوف الغربة
كأصابع البيانو وهي ت..ر..ن!
ما من فسحة للنازح في الخيال
ستبقى التنهدات في الريح مستمرة
ترعبُ ظلّ الجسد المثقل بالصراخ...






247
نبضات تشردُ من عباءة الصدور
كريم إينا

سمعتُ أشواق الشواطىء
تتمرّغُ بأحقاد الظلام
تتراقصُ البسمات كسرب العصافير
نحو جدائل المساء
***
تنسلُ أحلامي أدراج الغياب
نحو عباءة النسائم المزهرة
يختفي الضباب من جمالها
ويرتوي ماء العيون
من حقل ضبابها
تنفّست ذاكرة الأيام
بباقات البيبون المنعشة
***
أيّها الشوق الجميل
كم تلوذُ الوجنات لأحداقك
مجرّد مرسى يحصدُ شلال الدموع
من ظمأ الحرمان
***
يصحو قارب أحلامي
من قطاف المواسم
أجوبُ السكون نحو ضواحي الجراحات المندملة
ما زالت الآهات تحدّقُ
في رؤى المسافات
ألتمسُ نبضات مسافرة
في الأفق المترنّم
إختمرت عناقيد العنب
عبر أزمنة مغبرة
أراوغُ ظلّي المحترق
كما يرقدُ بوذا في حديقة الزهر
***
تستغيثُ الفصول
بنبضات الشهداء
أسرابُ المصابيح
تشعلُ حدقات الآهات
تحاورُ رؤى السنين
إختفى سرّنا المؤطّر
نحو سنابل المواكب الفضية
تراودني إفتراضات العشق الفضي
تنزو وسط طقوس التعاويذ المستهلكه
***
تلهثُ الحرائق بعري التنبؤات
فوق مجاذيف الأساطير الحالمة
شموع المواسم تشتهي دموعها
بوح الصرخات اللاهثة
تسافرُ بنا حشود الزوابع المربربة
***
تبدأ المسافات تنحتُ بحدقات القصائد
تشردُ بعد إنهيار رماد الشموع
وتنأى الشهقات بطواحين النجوم المقندلة
تشدّ الوجوه على فراش الصمت
تصطفُ برؤيا الترانيم المنحوته
التي ما زالت تنحتُ في الصخرة الصلده
وصوت الموجات
يحملً بقايا ذبذبات الصدور
إلى الأبد...



248
أدب / نازح على سرير الغربة
« في: 11:46 29/04/2019  »
نازح على سرير الغربة
كريم إينا
سهام لحظة تلبسُ
أزقة عيونك التراثية
تشردُ مزامير التجلّي بعزلة ميلادي
أتراني جثة هامدة على سرير الغربة؟
أم ثقب في سقف نازح تنزلُ منهُ قطرات المطر؟
****
أحملُ تنّوري على نبض قلبي
لتضيء علامة إنبعاثي على مدرسة القديس إيريانوس
من وطن الناقوس
أطفأ كأس عرقي بلسان الضاد
فيتهامسُ عويل النساء
من حمرة نهر دجلة
وإحتراق بساتينه المورقة
****
ألبسُ عصر قصيدتي
بصوم صامت
طالما أفعمُ بخيمتي الجديدة
أتأمّلُ جنازة زارع
تسدّ جوعي المبحلق
****
حين إستفقتُ من فضاء الكون
توقفت الشمس لتملأ
بطنها من فتات شعاعي
من منّا لا يتشرّد
ويتدحرج كجمرة نار
****
هكذا يبقى الزمن فارغاً
يحمي لونهُ المقمّط وصراخ الأفكار
تعزوها رائحة الوقت البالي
وحدها تغطي السحاب
بصياح الديكة لفجر جديد
****
الظلام يلفّ حبال الحرب
لمقتل قابيل
ويحتسي من دمه خمراً فاسداً
يعطّلُ المخّ ويشلّ اللسان
الأعين تبحثُ بين الجثث
عن مجد مفقود
يقضي أيّامهُ الواهية
لتنهدات السماء
****
سأطلقُ شرارة النهار في شهر نيسان
لتصل فقاعات البرق
في شوارع غربتي الصامتة
أعانقُ أكتاف الجنّيات
وهي تصرخُ من ضياع نينوى..كالح.. وخورساباد
****
نشيد أوردتي يسكنُ مقعداً شاغراً
بعد أن يلحفه الموت
كانت رائحة الأرض تلحسُ ظلّي
تنشرُ أجنحتها برائحة الملكوت
البارحة تختفي من قساوة الظلام
تمزج الشرّ كغراب أعمى
****
بدا نقائي كروماً يانعة
تدورُ في قواميس الجمال
ليس للبكاء مكاناً عندي
سوى أجنحة الفرح
كسنابل الحنطة الصفراء
تدخلُ مملكة الضباب
المشرقة...
 
 
 


249
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 20:42 28/04/2019  »
نوافذ تهربُ من شروقي
  كريم إينا
                         
نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجرُ الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهمُ صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضاءتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 نشرت القصيدة في جريدة الموصل الثقافية

250
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 01:41 25/04/2019  »
نوافذ تهربُ من شروقي
     كريم إينا                       
نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجرُ الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهمُ صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضاءتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 

251
أدب / محبة
« في: 21:04 18/04/2019  »


محبة
 
كريم إينا

نتجوّل حول
فضاء محبّتنا
ونسيمات ٍ متناثرة سطعت
في أعيننا
تنتحر الخلجاتُ
وأبقى في لوحات الرسم
مخلّداً
تتذكّرني موسيقى الليل
أنا الآتي
أتنافى في أقبية ٍ
هزّت أركان العزلة
قد ترسو أرصفتي
ضدّ التيار
تأسرني رهبتها عند نداءاتي
فيطيرُ الزبد الرائقُ
من شاطئها
فأسمّي ليلي
حبّي الآتي...

252
أدب / مركبٌ آخر لشفاه موجه
« في: 22:21 16/04/2019  »
مركبٌ آخر لشفاه موجه
كريم إينا

مراكبٌ أخرى
تنتظرُ رحيلي
أتيه بجنب موجة
أحلمُ بسر غربتنا
أخافُ أن تقلب موجة البحر مركبي
فيضيعُ حبّي عند آخر سن يرسو على الشاطىء
لقد أخطأتُ المسافات المحبوسة
سأنازعُ صمت دواخلي
وأبوحُ للأجيال
ما يتهكّمُ بوجهي من ظلم
الحب أسير في الجب
يجيء بلا إحساس
يغورُ الصبح في عمق غرفتي
ينسيني ما أريدُ من حياتي
فسّرتُ كلّ شيء
إلا الإكتئاب الفظيع
ما زال يغورُ في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس
كأنّ إشتياقي ليلٌ أسود
يجري على صدري في وهن
يقلعُ ظلّي من خلفي
كالسوط يطبعُ آثارهُ على ظهري
كالقطة الوحشية عندما
تغرزُ مخالبها في عيني
يا كأساً أجرعهُ
أطرحُ كلعبة مستهلكة كئيبة
تهزّ الكون بجناح ذبابة
أرقصُ رقصة مريبة
فيبدأ كأسي يرقصُ ويغني معي
كلّما تلتفّ شفاهي حولهُ
ينسابُ بصري في النور
أنامُ بين راحتي السنين
وفي قلبي رؤية بعيدة للرجوع
أنا هنا بأشيائي بإنتظار
ربّ قطار يحملني من هذا الدمار
فأرى الحياة تلوحُ على رصيف
محملة أمواجها بشائر في حقائب
لن أعود ثانية
ما دام الوعد والعهد مهددان
لن أولدُ إلا في درب مطعون
رأيتُ الأطياف تنقلُ نشوة المآقي
كانت الرياح بلا حفيف
والصحراء كانت رمالها أوسع من عقلي
كلّ ذرة تدخلُ في عيني
تصطفُ في مشارف ظلي
في زمن زحف اللون الأسود ورائي
وسمعتُ خطاهُ
تمزّق نيرانه سمائي المزركشة

253
أدب / مرايا تسقطُ من برج الكلمات
« في: 20:50 14/04/2019  »
مرايا تسقطُ من برج الكلمات
كريم إينا

أبواب الآلهة غادرت رمادها
وخاطت من طهرها
لوحات العالم السفلي
***
تبتسمُ للماضي وتحزنُ على المستقبل
تمضغ رمادها السماوي
وهي تعزمُ الرحيل بهيئة عصافير
مرّت ذكرياتي الصدئة أمامي
وهي تحملُ تجاعيد إنتظاري الغامض
هكذا تضحك الشمس من تقاويم عهدي العابسة
***
منذ إنهمار الضوء على الكون
كنتُ أتجولُ في مؤخرة الهواء
علّه أعثرُ على جسدي المتغيّم
تحت يافطتي ذهول إمرأة
تستيقظ من عتمتها
***
هذا الهواء لم يدلقُ حرارته على معبدي
مجرد غيمة تبردُ زخاتها
لتحوي كأسي
***
مرايا الليل تبعثرُ أشلائي
بفوهة مصباح
كلّ ليلة أحملُ عكّازي المقوّس
أرفسه في زجاج الرغبات
كي ينير لي كوكب الأمنيات
لا أقدر أن أتخلّص من نومي
وعيونك ترتعشُ من برد الشتاء
***
جفّت دموع الأبرياء
وما قلبت الغيمة نفسها للنماء
كان الظل يسقط كنجم من السماء
يتدحرجُ خلسة عبر ثقوب الماء
***
أنحني بظلّ عكازة إجلالاً لعناوين الحب
أتلاشى في مجرات الكون
لأخلط الهواء بالغبار
ألتقطُ مرايا نفسي الملتهبة
وهي تسكبُ النبيذ في جرار العمر
***
سأزيل الظلام بذيل الفجر
وأتقرفصُ بخفوت داخل فردوس الكلمات
حتّام يبقى الظلام يلامسني؟
وأنا في العقد الخامس من عمري
كلّ الكائنات تركضُ خلفي
كطبشور ينثرُ فتاته للمتعلمين
***
أدخلُ رصيف الذاكرة براية بيضاء
لتغدو إيماءاتي قهقهات ضوئية
يتسلّى بها الجمال بنظارات فارغة
***
أصيخُ السمع لتماثيل جردت في نينوى من تفاصيلها
أستلفُ رأس سنطروق
ليقف خشية أمام إله الشمس
***
كنتُ يوماً ألوحُ بأكمام السماء
لألمس الظهيرة المشبعة بالأنفاس
أتمايلُ كلّ لحظة بظلال متكسرة
***
ما زال قوس روحي أخضر
يتعثر بلحية آشور
وهو ينقشُ شعارات يحسدني الغرب عليها
***
أسمعُ اليوم يباب قبّرة موشّحة
أذهلت رخام قببي
وقفتُ أمامها كضريح يلمعُ في خزانة المومياء
تلك الأصوات تدخلني في أنياب عاجية
***
تمرّ أمامي كشقائق النعمان
تتدلّى حلماتها في فم النحل
حينها يسري الشهد بروح منحوتاتي
تخرجُ من خزانتها كفراشات الأساطير
تتحركُ بأنفاس لاهثة
مقمرة كالقناديل
***
أشاكسُ عالمها المألوف في سوق عكاظ
كأنّ سرّتها قيثارة بابل
تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ
مرّت سنين وقرابين المعبد لا زالت
تنسجُ خيوط حريرها بنوافذ أحلامي
***
كلّ مساء أعقدُ صفقة
لتأويل إيقاعاتي المنسية
ربّما أمشي على الموج كقشة
تبرقُ فضاءاتها في راسن الغد
كإسطورة تنزلُ من برج الكلمات...






























254
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسم ُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابي المشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***



255
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 23:57 12/04/2019  »
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
 كريم إينا                                 
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: وهم قومٌ من الفضاء الخارجي.
***


256
أدب / لي فضاء في مكان ما
« في: 15:11 12/04/2019  »
لي فضاء في مكان ما
كريم إينا
 
سطع التهوّعُ يبطىء فراري
من هجرة الدم
وإزميل الشظايا يمدّ نعوشه
على أحشاء الأزل بإتجاهات العدم
أعلو فوق أبخرة الضحايا
كبخار الحماقات الذي يخرجُ
من عمى النار
***
أنفلتُ في أحضان شرودي الغامض
وعيناي مثقلة بمراقبة أدغال العالم
أرتدي عتمة وطني بمواجع صامتة
أمرقُ من أحشاء الأزقّة
إلى فضاء فقد لوناً من ألوانه
يرتجفُ بعراء مرير
***
أمامي جريمةٌ غامضة
تحاصرُ بمديتها قتلٌ مجاني
بسلطة اللون الأسود
يرقدُ جنوني في أبجدية السماوات
أملأ فراغ المكان بلون صدأ
كي لا يشتّتني نحو خراب جديد
***
ألقوا روحي كسمكة تتلعبط في ملح البحر
علّهُ نبي يونان يرسيني نحو سواحل اليقطين
أنظر إلى أفراخ السنونو
وهي تعومُ تائهة في الدروب
كالشموع المذابة في زوايا الليل
أغسلُ ضوء الشمس في طقس ملكي
كي تزدهي ذاكرتي باللمعان
***
إمتدّ صراخ بلدتي نحو إقليم كوردستان
ذاك الصوت المبتل بسواد الليل البارد
وهبني تاجاً بلون الصلاة
أنا داخلٌ رغم الحرائق بوابة بغديدا
لأرسم البسمة على وجوه الأطفالْ
آتٍ بنكهة البكاء لأصوغ أعياداً وقصائد
وأرفع على مداخل نينوى راية السلام
***
هيّا بغديدا إنهمري في مرايا جسدي
تحسّسي قدوم دفئي لأزقّتك المحرّمة
يا عصب القلب يملأُ كنائسك صلاةً حزينة
آت ٍ إليك بخطوي نحو صحوك الطيني
لأغتسل بجرن عمادك الروحي
آنَ الأوان لأوقظ طوفان نوح
وأضعُ حدائق عينيك في زوارق أحلامي...
***
لا يستطيع الإغتراب أن يمحو هامة الأرض
ما زلتُ أتنفّسُ طقوسك البيضاء عبر لوحات الغربة
ما زال الغموض يحاصرُ أختام تمزّقي
وأنا أنتظر شعاع الرغد الإلهي في خارطة التكوين
يا وجع الترحال الأزلي قل: لي كيف حال كنائسنا؟
(الطاهرة،مار يوحنا،بهنام وسارة،مار يعقوب،مار مارزينا،سركيس وباكوس، مار كوركيس) كيف حال دير ناقورتايا،دير مار قرياقوس، دير الشهيدين بهنام وسارة، القديسة شموني، القديسة بربارة،
إحتوتني ملامح القديسين بتهاليل نابضة
يا لغة التموّج بعثري دمي في سطوح المسافات
وحدي أتسلّق ذاكرة الغليان
أشتاقُ لمنظرك الخرنوبي المدهون بكعكة الميلاد
أنقلُ نبضاتي إلى طيور السماء
كي تحكي لي ما يغورُ في البراري
من ذهول وتعب وإبادة...









257
أدب / قبعات تتمرّد على النبوءة
« في: 10:22 08/04/2019  »
قبعات تتمرّد على النبوءة

كريم إينا

أبصمُ ممرّاً في ظلّ الأشجار
لتمضي كهرباء نفسي
عبر أسلاك العالم
أقترحُ قبعات تغطي بلاهة الليل
خلف صلصال الضوء
ترحلُ يقظة الألف والباء إلى الأسطورة 
لا تبعد نظراتي نحو ثقوب الخرافة
أنفخُ في مقصّ التعاسة وأرى
كيف ينثرُ تماثيله البالية
نحو تجاعيد الألم
لوطن حر وشعب سعيد
لم تبق حزمة واحدة
إلاّ وجمعت يومياتها الماضية
لم يعد فمي يتلمّس الأشياء
لفقدان شهيته المطلية
بصمت المارة
أفقدُ لمعان النوافذ
وهي تحكي عن ستائرها البالية
هكذا يغربُ مكاني بعتمة الزوايا المثلجة بالبرد الداكن
تمرقُ مناديل الفوضى على أناقة هندامي
الماء والهواء يطلّ منهما مردوخ وإنليل
يأتيان من العالم السفلي
ليحطموا أوثان الجنّيات
ويعيدوا أجور العمال المسلوبة
مساءات الهذيان
في ذلك المكان العجيب
تفيضُ رؤياي بهما من الحب
لا تخشى الهيبة
كلّما طال المساء
يمدّ نعاسي نغمة الصحو
نحو الشرفات
منذُ ألف ليلة وليلة تتبعثرُ خطواتي
نحو عفريت يجثو على بساط الريح
وأنا وحدي
أملأ الذاكرة بغياب متمرّد
الكون يحلقُ صالون السماء
بماكنة النبوءة وسط مخيلة الأشباح
وهي تخطفُ إصحاحاتي الخرساء
ربّما أتسلّقُ نفس ذاتي
لبريد عاجل...

258
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 00:42 08/04/2019  »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكان على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...

259
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 09:55 07/04/2019  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
  كريم إينا                             

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبأين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى
***







260
ظل الحياة يستأنسُ بخرافة الماضي
كريم إينا

ظلّ الحياة يأسرُ مخيّلتي
أنثرُ حافظتي أحلاماً وردية ليشهق القنوط
أشفطُ تيار الأيام بنظرة حب
أقطعُ المسافات بأشباح اليقظة
فتحضرني الأرواح الظامئة
فوق ملابس البكاء
وصباح الغد خال من اللازورد
يجلسُ على هيبة الكواكب
أسجو نوراً مظلماً
لم تشهدهُ أدخنة الرياح
كنتُ بالأمس ملتصقاً في زوايا النسيان
أصغي لأغنية الحياة عبر بلّور نافذة الآلهة
الفضاء لا يسعني
ربّما أزهرت نفسي على قارعة الطريق
يذوبُ الشفقُ أمامي
مخلّفاً وراءهُ مروجاً خضراء
تحوي كؤوساً شفافة تهزجُ بالخمر
بين السكينة والضجيج أنين وعويل
ينتظران ألفية الزمان المعطوبة
يقضمُ نهاري ثماراً صامتة
وهي محدّقة إلى زرقة الفضاء المتسربل بيقظة الأحلام
أتفرّسُ في وجه الظلام
علّهُ أصلُ قامتهُ المتصعلكة
أستئنسُ بشمعدان الحياة
قبل أن يوصد صومعتهُ بضوء القمر
أنثرُ هباء نواميسي وراء المجرّة
لمراقد محاطة بالأشباح
التي ما زالت مغمورة بالسكون
تنتظرُ ماضيها البعيد
صنوجٌ مزدانة بالنواقيس
تلتفُ حولي بأصواتها البالية
تمزّقُ سكون اليائسين بدخّان لهيب الشموع
أردّدُ في ظلمة الليل تنهّداتي العميقة
كي أدرج كآبة جوارحي بأفراح الناس
يأتي المساء فوق جبال الأحزان ليلثم زهرة البنفسج
أعصرُ عنقود الزمان غذاءً للياسمين
في أعماق نفسي ألفاظاً أتنهّدها
كي تعكس شعاع نجمي
ترمقني عيون النهار لترتدي البساطة
كرشفة أولى ملأتها الآلهة
من خرافة الماضي
ألثمُ أجفانك الذابلة يا سلطانة البحار
أتشبّبُ بدمع العيون نحو السواقي المترنّمة
أفتحُ عيون البغض بضمّة وعناق
أستلفُ العطر من أذرعي النائية
فتشعّ أنواري بلون قوس قزح
لصوص الكتمان تسرقُ منّي أجنحة النوم
كوني ثوب السماء مرصّع بجواهر النجوم
يا لقلبي الخفوق أراهُ سابحاً في فضاء الزرقة
أرسمُ ذكرى نواميسي المبعثرة ببراقع الأحلام
ينأى الحزنُ من صحيفتي الخالية
ليسكنُ الأمواج المنقشعة من الغيوم
حينها تخرجُ من قلبي عصافيراً مغرّدة
نسدّ الشطآن في قرارة أرواحنا
ونلوذُ بالصمت برقّة متناهية
تنثالُ أشعة أفكارنا كالثلوج المتناثرة
تمتصّ رذاذ الأرض في ليلة ناعسة
كقطرة الندى ينزلقُ النور منها كالكرة في الشفق
أشربُ كأس الصمت من حليب السماء
وأحوكُ أنامل المدى ليبصر النور
أصارعُ العواصف كي يرى العميان بالمرايا
من خلال الليل الزاحف ألمحُ ظلّ الحياة
يتحرّكُ فوق الغمامة ليكشف سرّ الخرافة
سأطمرُ آثار أقدامي بحلاوة الماضي
وأكنسُ الليل الأصم بعيداً عن الضوضاء
أبهرجُ المرئيات بوشاح النهار
لأمحو الليل من عالم الوجود
أنفخُ بأنفاسي الملتهبة قرباناً لمخاوفي الصمّاء
أستقي مخاوفي من أرض اليباب
أغامرُ بقيثارة شجية للوصول إلى النول المقدّس
أصطادُ النهار من ندى الأقداح
أحبسُ بفضائي رقصة الأنوثة
أتيه كراهب يبحثُ عن خالقه
علّهُ أعكسُ وجهي في مرآته
ليتوق الصمت للأباريق المهشمة*...
..........................................
•   الأباريق المهشمة: مجموعة شعرية للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي.


261
أدب / ضباب في وسط أبخرة الضحايا
« في: 21:57 04/04/2019  »
ضباب في وسط أبخرة الضحايا
كريم إينا

راجعٌ نحو شمعدان دموعك
يا مدينة ظلّلها السافهون بلا هوادة
بغديدا لا أكون إلاّك
سأعلنُ علامات إهتزازي المستعرة
أمدّ نعوش الهواجس
نحو رغوة الدماء القانية
يا بيت الحدأة كانت ترفرفُ به قصائدي
وترسو فطائر ضبابي
في مرارة الرعب الأول
ينسدلُ اليأسُ عند رأس التكوين
عبقُ الدم المسكين يرسمُ عريهُ
عبر وجه أبخرة الضحايا
مرايا تعكسُ نبوءات الفرح المحروق
عند الرعب الثاني
فيتدفّقُ اللهيب البربري
نحو عيون الهواء المبحلقة في تلاوين العذابات
حداءٌ وجههُ مسلوبٌ
لأقنعة الأدغال
يا فرحة النجوم الغامضة
وهي تلمعُ في دجى الخراب
شيءٌ ما يتناسخُ
في سماوات الخوف المنسي
يتراكضُ كي
تخفي الأحلام هروبها
في فوهات الإغتراب...




262
ملامح الإغتراب بشظايا لاهثة

كريم إينا


من أنا لأصرخ في وجه الرمح
يُدخلني بالخوف
وأدخلهُ بالرعشة
أطيرُ بأجنحة الورد
خلف جدران الظلام
ألوك ملامحَ وجهي
كحلم ليل...
***
من أنا كي أداعب
البوح من عطره
راحت رؤى الأحلام
تنأى من خاصرتي
تبثّ الغد خريفاً
يتململُ بقلب الصباح
بحثاً عن مرايا صورتي
التي طواها الردى الصدأ
***
أستدلّ السواد من أرغفة اليأس
أرقبُ أجنحة الليل الميتة
وهي تجسّدُ شتائي بصمت الخطيئة
أقضمُ أظافر إبليس
بكلمات الحق
وأسكنُ ليلة في الفردوس
كي لا أبقى منشغلاً عن الريح
***
أغرسُ حشاشة لغتي
بينَ خدود الشمس
وتبقى الأضواءُ مفتاحاً لعتمتي
ورقة تبحرني نحو بركة ذاكرتي
يهبطُ البياضُ الباردُ مني
فيستحيلُ أرتالَ الغيوم
مزناً براقة تغمرُ
فوهة الإغتراب
***
يرتجفُ السنونو على عزائي الطويل
تسكبُ الريحُ نسماتها
على السواحل المرشرشة
لتطلّ على شناشيل الباشا
***
أراجيحُ مأتمي تتراكضُ خلفي لا تنام
أتهجّى خوفي
بشظايا لاهثة
تطيرُ من عينيك
لطلل مجهول
***
بتُ أغارُ الحسن
هل أنا صاح أم ثمل
أخافُ أن أدنو من نفسي
غدا عتابي وضح الصباح
لاحَ في الدجى قتلي
أليس الموت مرٌ
وراء الغيوم أراهُ
أثقلَ من حملي
***
الروحُ بجسمي زفراتٌ معلّقة
تكشفُ أنينَ الجنّ
عدتُ وحدي أركبُ الغمائم
***
أينَ هي عربتي؟
لأذيقَ الأرض ثقل مهجتي
تخلّيتُ عن لهوي
ألوذُ من مطرح إلى مطرح
عطشانٌ لوجه الموت أرتمي
***
مرّ بي غصنُ البان
هو سقاني ثمّ أحياني
جننتُ به بلا شك
أهتفُ بإسمه بين الفقراء
لينضح من بياضه جوهرُ الأمان
***
أمحو أذرعي الفارغة
لأصاحب ألوان الزمان
على شفتي وطن
يُطلقُ أنينَ الحضارات
لنجوم الليل الراكضة
***
سقاني الراحُ بيديه
فجئتُ به كالريح بين الغصون
طابَ للحالم ورداً
لينعش من ضوعه خضرة الروح
***
طفتُ وهم خاطري
فهدى لساني إليه
وكانت الحقيقة ورائي
تعرضُ مشهدي الأخير بعد توقّفي
تقدّمتُ لأخترق مبتدأ إنطلاقي
علّهُ أكشفُ أطوار أفراحي
***
أمسيتُ مساءً
لم يبح دمهُ لجوعها
فأحسبها نديمتي
تحنّ الأترابُ لبلسمها صفاء غفوتي
***
أفتحُ غسق المقابر
بقلب مكلوم
لأشاهد إرتطام الصباحات مع بعضها
وألحقُ بخفية
خرائط العسجد المحروقة
***
حينَ كنتُ نسر الغصون
كشفتُ ضوء القمر
وهو يرخي سدوله بمرايا الأزمنه
إستنار فنائي
وإقتربت لحظة الخلوات
لأنفخ في جلدي
كنفخ الكاروبيم في الصور
غبتُ عن ضميري
وغاب وهمي عن حضوري
***
خمائلٌ أزهرت
وعن سرّ غيبتك أفصحت
ركبت البحر
ولساني معجونٌ بعصا موسى
أعلّقُ أحلامي في بطن اليمّ
وأمدّ نظري في بحر
الخطايا...

263
إطلالة مار قرياقوس
كريم إينا

الفسحة جميلة هذه الأيام أيّها الأحبة، أخذتُ نفسي طائراً إلى صومعة القديس مار قرياقوس قبل إسبوعين وقفتُ خاشعاً أمام الصليب المقدس بصلاة أبانا الذي... والسلام عليك يا مريم لامسني القديس في حلم قال: بأنّه غير راضي على هذا الوضع لذا رفعتُ عيني إلى السماء وأدرتُ نفسي بقياس 90 درجة أحنيتُ رأسي إلى الأسفل وحولي وخلفي فرأيتُ العجب العجاب شظايا من زجاج القناني والأواني الملونة المبعثرة هنا وهناك كإشارات المرور بالأحمر والأخضر والأصفر على قبّة غار قدّيسنا المسكين. وذكرى عيده قادمة الأحد الموافق 7/ 4/ 2019 وأطفالنا فلذات أكبادنا قادمون للتبرك وفسحة المشاهدة ما تشكلُ خطراً عليهم. وشيئاً غير حضاري أيّها الشباب المتطوعون أنتخيكم إنزعوا الأشواك من أرجل الأطفال أنثروا البسمة ليعلو البنيان إشعلوا الشموع لتدمع بالحنين والخشوع أمام مذبح قدّيسنا قرياقوس. فلتنتصب أعمدة الخيم وتنشد المزامير وتعلو صرخات المرتلين في غار المؤمنين. الرفق بمزارع الجيران وكلٌ من موقعه في أيّ مكان لنجمع فضلات الطعام في أكياس القمامة ووضعها في المكان المخصص لها. بغديدا الحندقوق والسركالي كلا لبست حلّتك بذكرى مار قرياقوس سنرشف عطرك وأزهار البيبون تكلّلك سينزل القرقوشيون كالمطر متعطشين للتبرك منك والصليب المقدس جلّ حمايتك فأشعلوا الشموع وأعطوا النذورات يا أبناء عاصمة السريان الحاضرين والغائبين في المهجر. مار قرياقوس غار المؤمنين لنكن زوار خاشعين.
 
            جزء من قصيدة: بدخذرن
كمرن ماثي بكــل عدّانـــا
محكيثا دماخورا شطرانـا
كثون محرا مخ إيلانــــــا
أكّارا كزارء وكنوئن آنــا

وشوبــــــا تقيــــلا ئريلي
وكبيرا بمكيخوثا محكيلي
وتناي دمريــا ميــــــــري
وبإيتاثا دمذيتي مصلـيلي
ســـــــــــاج بكبايا بشموري
خطيّ قلـــــــــــيّ محضوري
بقداشــــــــا نثياثن بـصوثي
مار قرياقوس زلّن بكندوري
 

264
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 21:49 28/03/2019  »
سفر يصرخُ من الأعماق
كريم إينا
                           

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىء الأغراب   
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا...

265
أدب / ما أجمل التصفيق
« في: 18:07 27/03/2019  »
ما أجمل التصفيق 
كريم إينا
ألبسُ روحك معاطف
من برد الشتاء تقيك 
علّقيني كصورة في الملجأ
وقت الخطوب تحميك
أرشديني للطريق الصحيح
أكونُ طائعاً ليك
علميني أن لا أكون جباناً
شجاعاً يلبّي أمانيك
أضحكت ثغر ورودي
ومن ضحكها عطرها تهديك 
قالت: ما زال يتبعني
قلتُ:  وهكذا دواليك
القلبُ ينبضُ من صمتك
والظفائر تطيرُ فيك
من غيهب الهموم مرقت
ما أحلى تجلّيك
خدودك من زهر جلّنار
خجولة في تعاليك
منثورة كقوس قزح
عروستي أبغيك
لا شكّ في حبّك
ولا شكّ في تفانيك
كغصن بالروض تميلين
بدون أمر وتصريح 
فلنصفّقُ لك تصفيقاً
ما أجمل التصفيق


266
أدب / سباعية الرحيل
« في: 02:13 01/03/2019  »
سباعية الرحيل
رثاء إلى  المشرف التربوي المرحوم طلال وديع عجم 
كريم إينا

طفا سراجك لم تضيء هنا يا نجم              قد أبكى موتك يا طلال عشيرة عجم
نرى الشقاء على وجوه أطفالنا                 ترى نعيماً في الفردوس عكس العدم
أشقاك أن تبقى على سرير الدما                واليوم يبقيك الله بحضن النعم
لن تحضن المال يوماً ما عدا الإنجيل           كلامه حقٌ لربّنا الأرحم
ومن بنى في صرح العلم منزلةً                 لتبك بغديدا على أديب أشم
هذا قصيدي يرثي برعماً قد ذبل                هذا حقيقه وليس مزحة أو وهم
وما سكنتَ محاق البدر بل نورهُ                 يبقى عطاؤك للخيرات أسمى علم   
 


267
أدب / أبي
« في: 22:32 22/02/2019  »
    أبي*
كريم إينا


الموت نقياًً للطهراء            أرواحهم بخدر السماء
طوى عمود خيمتي                    ويلٌ لي لهذا البلاء
يا صديقاً للصدوق                      من الأغنياء والفقراء
تُقفلُ الجفون وتمسحُ الدموع           ومحيّاك يبقى في الضياء
 لو تنقصُ منك إبوّةً                     تزدادُ إباءاً في إباء
الموتُ في الأرض حقٌ                  صباحا قدً غدا أو مساء
صرت في جنّة النعيم مرتاحاً           بعد كلّ آلام الشقاء
لم يبق في البيت أبٌ                    يملأ الحنان بالأرجاء
علّمتنا أنّ السلام خيرٌ                   يزدهي به الآباء والأبناء
كنت خير نصوح لنا                     معيناً في السرّاء والضراء
توقّف النبضُ من عجز                 فأمسينا كلّنا في عزاء
...................................
* رثاء لوالدي المرحوم بولص داود بهنام إينا.


               


268
أدب / زهرة البيبون
« في: 09:34 19/02/2019  »
زهرة البيبون
             كريم إينا 


ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    *   
ليتكِ حبّاتٌ تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتح
*    *    * 
عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   
مازالت السماء
مستمرة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   
الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *
أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *
فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 
فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 
أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 
ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   
الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
 
لطيرانِ فراشة
*      *   *
من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 
في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *
في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *
حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *
أُصغي الى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها
أتيهْ
 
* *  *
 
أَنظرُ الى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *
ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *
أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *
في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *
أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردد
أُغنيتي القديمة
*    *      *
من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 
السحاب الأبيض
انشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *
في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *
شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *
ما أَعظم ابتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *
ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *
أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *
الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *
عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *
تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *
الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *
النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *
أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *
عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *
تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *
أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *
بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *
أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *
شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *
الضحكات تتدحرج
مثل الاطفال
السِمانْ
*     *     *
ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *
زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *
البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *
هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *
ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج … وتفتح زهرة … والثالث
عندما
أذهب الى المدرسة
*      *     *
الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *
البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة
*      *      *
*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في بغديدا



269
ربّ صورة تعكس ظلّ شكلي المتأرجح
 كريم إينا                                               

ما زلتُ شريراً
ما كنتُ لأشرد من عالمي المرير
بل أستعيدُ شمعة نهاياتي
في لحظة من الزمن
وحدي أعانقُ الشوك في الظلام
تعلو فوقي فراشة بلا أجنحة
تخدشُ بأظافرها شعري الأبيض
نادتني الأحلام من ضوع السراج
وهي تنبؤني بليل المجاعات
تلمعُ نجمة المساء في مرايا نفسي
كيف أُرجع ضوء الشمس الذي يغيب
هل شربته الأرض جرعة واحدة؟
ربّما ذرات التراب عكست صورتي بها فكان الضياع
أيّ زقاق أدلفُ ودراويش روحي
تنهرني عن موكب الزقاق
يجيء صاحبُ الموكب راكباً جماد الأشياء الصدئة
فتقدحُ عينيه بحجر اللازورد
فيرقصُ كسكران على أسمال الموت
أطأ سمائي البعيدة ببطاقة يانصيب
لا شيء يغريني سوى المعجزات
لا أدري أيّ رغبة
تقطعُ الحلم هالتين متناثرتين
وسط إنفجار خرائب خورسباد
رؤىً تترنّحُ بخصلاتها الذهبية
نحو صحراء الظل الهارب
ها هو المخلوق الأسود
يدخلُ عاصفته الزائفة
يوميءُ بطوفان مجهول
وجوهٌ تفلتُ من زوايا الخضار
تسرقُ حصتي التموينية بوابل من رصاص
أرفسُ الظلام بوجه النهار
كي يزحف ظلي المخشوشب عني
في وجهي ريحٌ تبرقُ من السراديب
تمتد في ساحات مقفرة
تفرشُ الجماد في عزّ الظهيرة
كهالة بيضاء تقبلُ الفجر
في تهويمة النسر المتعب
الذي ما زال يترجرجُ ظلّه على الجدران
آخر جليس يزردُ دوائراً
من فم القمر المدهش
كنتُ أبحثُ عن خارطة الرجل المقنع
الذي يطبخُ جمراته في هوّة الذاكرة
أشربُ نخباً من قامة التمرّد
وهو يوصفني بنون القاسية
التي خطها ماردٌ جبان
وهو يتقيأ بعفونته في مدن السلام
سكرانة إشراقات نهاري المتيبس
أحاولُ إيقاف نزيف طماطم الأنفال
أطرقُ بمساميري المجوفة أمواساً
تلمعُ في سراديب صدئة
صعرني الليلُ بتسكعاته النازفة
جوع جسدي يبحثُ عن مأوى في عنكاوا مول المظلم
بطونٌ خاوية تمسكُ مفتاح جيبي الفارغ
أقداح الماء تصعدُ إلى المغسلة
لتزيل بقايا آثار القهوة
أفتحُ ثقوب المطر برسالة مشفّرة
لتزيل غيمة أوهامي المفاجئة
بنور من الشعور المغمغم للحياة
أعمدة الشمع تتساقطُ من عيني طفلة
تحاصرُ ظلّي الطيني المسكون
أعبرُ مدن الريح برنّة ناقوس
كي أصل قلعة أوروك لأرى وجهي المزهر
وسط إيقاعات مزدوجة
تنزلقُ الآهات كصرخات الخيول
هذا عالمي المزهو وسط محطات الإنتظار
تلك الساعات النافقة تقطرّت في مائدة الغربة
الوقتُ يمتصّ عزلة سراديبي
أتكأ على عصا موسى لتنير النجوم أمامي
أحيا مع الريح لأصنع لي مظلة في الصحراء
 أدورُ نحو متاهة المعنى
أبحثُ عن روحي ما بين الأحياء والموتى
لتنكشف التجاعيد في مستنقع الطوفان
حينها تدّق الطبول في صمت روحي
نحو ملامح مذاهبي الفاضلة
تقدّست أرواح تعويذتي النازلة
من سياج جثثي الهاربة؟
إرتمى لونها نحو الضياء الأخير
لا أسمعُ أنين نصب حريتي
لأنّ جواد سليم سبقني
في تجسيد ملامح الأرواح الكادحة
على ضوء الفوانيس الخافتة
أصغي إلى أحاجي وباحات البيوت
لأدخل في غفلة زوايا المكان
في تلك اللحظة
حين يتقمّصني الوضوح أعرفُ
سرّ فتح أبواب النور
ما زلتُ وشاحاً الآتي من رفرفة الرياح
أيّ إيقاع يدخلُ في خيالاتي النازفة
أبدو مشدوهاً مع لمعة تقطّبُ أحزاني
وهكذا تتجمّدُ حلقات قاربي الضائع
تحت نجوم القهوة قديسٌ يمرقُ عبر الكون
أتوجسُ عيني الأزلية تتلعثمُ بصفحة بيضاء
أطفو على السكينة في وسط البرابرة
أطردُ الصدى بخيط منسي
يرفرفُ على أريكة ملؤها البياض
أفرشُ على نار جشعي مروحية الإبادة
التي باتت تجولُ بين الخرائب
أينما كنتُ في وسط الكأس أو على ضباب الطفولة
ستدورُ الأرواحُ من أطياف العابرين
معلّق في رأسي ناقوس الغيوم
ليقلّم أظافر تفاصيلي
آنئذ أتذكّرُ بوصلتي الفاتنة من بلاط العرافة
هي بحريقها تلتهمُ فراشات الليل
ذات يوم تنطلقُ الحمامات من كوخي القديم
من يدري أين وقع حذائي؟
كيف إختفى بلمح البصر؟
ألفاظ نور تتشرّبُ في لغتي
كي ترجع لي شكلي المتهالك
مذ هبطت شظايا الزجاج تصحّر بيتي المتشجّر
تقودني شمعة الحكمة نحو بوابة المستقبل
أجري في الظلام بعيداً من قيد السلاسل
أفرشُ رغبة مواعيدي الهاربة من بخار أنواري
أجمعُ أسرار الزمن بين يدي
كي يتنفّسُ غدي الحالم
عبرتُ في هذا العالم مثل حلمة ضائعة
وينهضُ من مكانها تابوت موميائي
عمق الليل يبحثُ في نفق النفايات
في كلّ أمسية تغادرُ الأشياء متعتها
في لبّ الهواء
أدخلُ ظلّي كاللبلاب
أصوات متناهية تلفّ دماغي وراء كوابيسي
ها هي الكلمات تستيقظُ  من مائدة صباحي
وفي كلّ مرة تنفلتُ أوتادي المتخيّمة
أتركُ حركة لعبتي في دياجين الظهيرة
لن أتمكن من رفع منطاد الأقاصي
إنّه الفجر يتقهقرُ في شوارع المدينة
يظلّ يترجّلُ ثمّ يتلاشى...




270
ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة
كريم إينا

أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...


271
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 00:38 07/02/2019  »

حضارة مطلسمة بغربال العتمة
كريم إينا

فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدويّة
يومظُ برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاه

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلّاة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...





272
أدب / تواشيح في مقهى الرشيد
« في: 22:07 05/02/2019  »
تواشيح في مقهى الرشيد
كريم إينا

أشعرُ بسفري
قرب مقهى الرشيد
متنكراً بقبعة سوداء
أتعقّبُ الهارب منّي
ليقضي نهاره
مع نرجيلة الليل المستهام
أخرجُ خاسراً
بين أحضان الفجر
أشقّ طريقي نحو حمائم مقعدة
إتخذتُ ظلّي عنواناً راكضاً خلفي
يعانقُ خطى المنايا
في أيّ يوم تبيضُ أثوابي؟
ليس متسع من الوقت
كلّما مرّ صوت نافذتي
تترهلُ خرائط تقواي
الكل يتلهفُ لقرابيني
وكأنّ القيامة تتربّصُ بي
ألبسُ رعشة البوح
قد تبرقُ شظايا شجني
وهي تبصقُ جنون آثامي
ربّما العمى يرتّبُ سلّم نسياني
على ملاذات الدخان
ما عدتُ مهترئاً
بل منطفئاً في الملاجىء
تصارعُ أشواقي بعضاً من رغباتي
وهي توزعُ ترانيماً مهجّرة للعاشقين
من أذرعي رائحة الكتابة تفوحُ
إلى شوارع خاوية
جعلتُ عويل أرواحي
يصعدُ قطرة قطرة في الغيوم
ما لا أدركهُ
بوصلة أفكاري توقفت
عند نصف غيمة نائمة
أشتهي موسم الكلمات
وهو يوزعُ أرغفة للعراب
تذكرتُ ليلة موت أضلاعي الصدئة
كلّما أنثرُ لوعةً يتأملني الغياب
ولطافة حلمي تخبو على خدود الأطفال
رزمتُ كلّ كراريسي وهي
تهتزّ بتسابيح وجودي
ربّما تفتحُ جداول إسمي فسحة أمل
ترتعشُ نوارسي بنومها العميق
علّها تأخذني بأحلام الفجر
أنا أكثرُ حزناً
من عتمة الظلام
أرقبُ دنياي مكوّمة بالموتى
ويظلُ أمسي
يعشقُ لمعان أفكاري
أمضغ نفسي بأصابع العطر
وهي تشيخُ من توسّد فردوسي
كانت نقطة بدايتي
تفوحُ بالحناء
كلون ينقرُ صمت حروفي
رائحة الأنفاس توقظ عزمي
تكمّم عواصف الليل فمي
لتقايض حرقة الإنتظار
كأنّها رقصة الخريف
ساكنة بتواشيح اليقين
أنهضُ بظهر مرتعد لرؤية
حرائقي المنسية
يا ملامح وجهي المبعثر
عرفتك وأنت تحملُ فانوساً
في أروقة الذاكرة
أباغتُ طعنة صحوي عبر الأمكنة
لا مواعيد لإهتزازي
يمشي الرشيد فيتبعني
لنجمة الأمل المضاءة
حينها تنفخُ الأشجار في بوق عزلتي
أرّختُ وقع خطى الثكالى
وهي تجلو ممرّ شراييني
سأبقى أنثرُ قصاصاتي
بمرايا الوقت
ترشقني المسافات
وتهربُ أفكاري
إلى ما لا نهاية...

273
أدب / تذكار لإبادة مزركشة
« في: 23:07 03/02/2019  »
تذكار لإبادة مزركشة
 كريم إينا                       

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
دخانٌ ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة كبالونات الحلوة الدبقة
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...

274
أدب / تتوالى السنوات
« في: 12:48 03/02/2019  »
تتوالى السنوات
كريم إينا

أفقدُ وعي نهاري ليستيقظ ليلاً
آملُ أن أرتمي بحضن أبي
وأخبىء رأسي الفارغ به
أنتزعُ فمي من ندبة الحب
فتتوالى السنوات مشحونة بغيبوبة
في عين حمئة
يتسلّلُ الحنين من ثقوب الناي
ليحرث صبر ذاتي
أراهُ يسرح في خيال الفضاء
مضى الخريف وهو يتلاعبُ بأقدام المارة
يغمزُ كوجنتي طفل رضيع
فينضحُ ثغرها بالضحكات
وهي تزمزمُ وجه الريح
برائحة الحنين
تفوحُ منها مساحات غناء
الواو التي بيني وبينها
قد نزعتها الأقدار
فغرقت في بحر الظلمات
لم ينقذها أحد إلاّ أنا 
فهي ما زالت تشهقُ من لمسات يدي
ساعتها يقرصُ الجوع صبري
وجودها أضفى الجمال على الوجود
فتسللّت خيوط المساء من تحت حجابها
فأحسّت بعباءة المساء
تلتحفُ شمساً
هزيع الفجر الأخير
حينها ترجّل المساء يطردُ بقايا النهار
أنا وأنت نلملمُ الليل من أطرافه
ونوسدُ الحرمان الثرى
يا عطر الأماكن
آثرتُ أن أزمجر البحر طرباً
كانت الأرصفة هادئة
وأضواء السيارات مسترسلة
كخصلات حبيبتي
وجهها الوضيء يتجلّى
من قوس نخيل باسق
فالقدرُ يرتدي الليلة معطف الأحلام
إذاً سألملمُ أطراف الليل
وأرتشفُ خمرتي في سكون ...
* هذه القصيدة منشورة في مجلّة رديا كلدايا العدد (خمسة وخمسون)/ شباط 2017

275
مجلس أعيان قرة قوش / بغديدا
يعقد إجتماعه الشهري يوم 1/2/ 2019
كريم إينا
عقدت الهيئة الإدارية لمجلس أعيان قره قوش / بغديدا إجتماعها الشهري يوم 1/2/ 2019 برئاسة نائب رئيس المجلس إبراهيم يوسف حنو وحضور غالبية الأعضاء. نوقشت أثناء الإجتماع العديد من الأمور التي تخصّ الأوضاع العامة في مدينة بغديدا / قره قوش. ومن أبرزها الواقع الخدمي الذي يعاني منه أبناء المدينة بعد تحررها. كما أكّد المجتمعون على التنسيق مع الإدارة في القضاء لتنفيذ ما يمكن تنفيذه وحسب الإمكانيات المتاحة. حيث أبدى المجتمعون تعاونهم الكامل بهذا الخصوص.

276
أدب / بياض يبعثرُ رحلة الغياب
« في: 23:03 01/02/2019  »
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
كريم إينا
أبعثرُ بياضي
على شعرة الظلام
أسرقُ صحوة الذاكرة
لحظة دخول البياض
سأنتظرُ طلاء الأنوثة
رُغم مكر وزيف الأصدقاء
وليلُ القسوة يصنعُ
خيال الماء
فأراهُ كالمرآة
يتوسّلُ من بؤس غبار الأيّام
إئتلقتُ يوماً أبحثُ عنّي
فقرّرتُ أن
أدخلَ الظلّ المثقوب
الذي ما زال ماسكهُ" علي خيّون"*
كدمعة خجولة
إنهمرت وتلاشت
أمشي لأرهن قلبي
لقمصانك العاطلة
وأغسلَ ذنوبي بحروف القافية
كلانا يفترقُ في ظلمة النفق
على مرايا عاكسة
يتشابكُ الرحيلُ بيننا بخمرة الماء
وفي حلقي غبارٌ
جعل المساء ينثّ صمتهُ ويتبدّد
فتخرجُ منه الشرايين النابضة
ها هي إرتعاشة الحب
مزروعة في شفاه النسيم
تنتظرُ صوتك الرنّان
مرّة واحدة
جَلَستْ قصيدتي تسمع إنبعاج الحلم
كأنّه طين تكوّر قوتاً
لأحزان الشتاء
الظلّ الداخلُ خافقٌ مصباحهُ
يضاجعُ صحوة الغياب...
وروحي خجلة
تلطّخُ وجهَ كلّ ذهاب وإياب
أنشدُ خطاي وأصرخُ لمسافات الفراق
أشمّ رائحة التقبيل
فتراودني ظنونٌ وذكريات معزوفة
تؤجّلُ رحلتها لزمن إفتراضي
صفعَ الغيمُ ثقل أمواج الظلامْ
شقّ بقايا غربتهُ المشتعلة
يبقى القلبُ منزوياً
فوق رفوف الغياب
كلّما مسّ شواطئها المنسية
صاحت ياقاتها بألسنة من نار
وتحتَ عويل الظلام تهبط الكلماتْ
تتخطّى براعم الأوراق
كصوت المطر المغسول
لم أرَ سوى البريق
يهدرُ من عواصف رعدية
تنحتُ لها مومياوات معلّبة
كان البياض يوماً ينيرُ ظلمة العبيد
زهاءَ تنهّد الأذهان
في ذلك المساء كانت نكهة البياض
تتمشّى مغبرّة حمراء
تهرولُ خلفنا تتلعثمُ كأرملة
أجنحة النوارس ترتعشُ
تحتضرُ منفصلة عن جسدها
لم أرَ سوى شهوة البريق
مرّت داخل قطرة العلق
تطوي الحزن مخلّفة وراءَها
قطيع دخان أبيضْ
تغربلُ ضجيجَ المغاليق ْ
بإمكان الريح الطيران
على مغاليق القمر
دونَ توقّف
ترسمُ ملامح المسافة
دونَ جدوى
قد يأتيني
عاشق الغابات الوسواس
يحكي عن الحب
الذي ما زالَ ينتظرُ أفولَ
الظلام وبعثرته
إلى غياب غير
مسمّى...
....................
•   "علي خيّون" قاص وروائي عراقي
***


277
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 03:11 11/01/2019  »


الدمعة الأخيرة


كريم إينا                  

فقدتُ نجوم السماء
وصارَ دربي طويلْ
أسألُ تلك الزهور
عن موتها بينَ الصخورْ
***
الحبّ خفقة قلب
غنّت لها الدنيا
                بأسى وشجون
قبّلتها كما يلثمُ الوردُ المَطرْ
***
أنامُ على عشق العشب
كموجة تُعانقُ البحرْ
أصغي لصمت الكون
           أوقضُ لهفتي
وبينَ المهالك أرمي حجارتي
***
أوصلُ الصبحَ بالوريد
وإذا دارت المدافعُ وإحمرّت الحدودْ
تغادرني الدمعة الأخيرة
***
تغلي دماؤنا... فأرى وميضَ الوقت في عيون الفراشات
وقبلَ أن تطيرَ.. أنا في وجهها أطيرْ
***
وتطيرُ الأوراقُ باحثةً عنّي
تسيرُ في نعشي الأحلامُ
تعلو في رأسي الأفكارُ
وينأى الليلُ المخيفْ
تغفو نفسي في كؤوس المنام
فأحاولُ أن أنيرَ أضواءَ المدينة
ليبقى الغدُ
حلمنا القريبْ
*** 


278
أدب / أضرحة خلف بالونات مفركشة
« في: 09:31 07/01/2019  »
أضرحة خلف بالونات مفركشة
كريم إينا

تغيبُ سماوات الشمس
بحجم حبّة الخردل
لا حياة لنا بين الرصاص
أمهاتٌ بين جفلة أبواب الأزمنة
بياض الماضي يحوّل أضرحتي
إلى شظايا متناثرة
ثمّ يعبّئها في بطين الذاكرة
مرّت لحظات تعاسة
تنفضُ أوراق الخريف في سوران ستي
وهي تبحثُ عن علامات الجوع المنسي
لا زالت الأقنعة لا تموت
ربّما حين يزفرُ رقادها الأخير
تنبعُ من مهدها شموع الآهات
وهي تغزلُ خيوط مقامات القانون العراقي
تهبُ لي من نغماتها ترنّحي المستمر
قفز الليلُ على عكازته الصدئة
ليخبرنا بآخر نبأ تاه في العتمة
حين أستنجدُ مخيلتي
لا أديرُ وجهي نحو جنازات المارة
تتلو لي نشيداً عن أرومة الحب
تدثّرني فراشات الفجر
وهي تحلّقُ في بؤبؤ نظرتي الأولى
حتى آخر دمعة تعزلُ النسيان
من جرّاء طبخة العاصفة
تباطأت خطواتي نحو دمية المقصلة
لن تمنعُ هروبي بإختباءات الكواليس
ذالك الزجاجُ يشبهني عندما يستنشقُ الأدخنة
تتهاوى أحلامي بقية أيام النهار
بحثتُ عن سواحل قواميصي المبعثرة
وهي تستغربُ من بالونات الهواء المفركشة
بدأتُ أحركُ صورتي نحو قبعة الغياب
أراها تخرجُ من بريد طابعي الغير المختوم
هكذا أركبُ في قطار مشهدي التمثيلي
وأنهارُ بفاجعة كما ينهارُ سقف ملامحي الغريبة
أتهاوى بعين ساحر من بعيد
كي يمنحني الوصول إلى مدينة آين*
كأنّ الخلاص كان أو لم يكن
حين أتذكرُ مرآة والدي الوحيدة
أطوي جناح لوني المتبخر
ليفوح عبير زهرتي في السماء السابعة
يحدثني الليل عن صراخ عطوري المسكينة
وهي تزهو من غرابة الصيف القادم
لا شيء يقطرُ الوقت غير قسوة الأيام
لتأتي رؤى حكايتي الضائعة
نحو حدائق الكلام الهاربة
التي ما زالت ترقصُ من أنين وحدتها
في جو عالم الخيال السفلي...
.......................................................
* مجموعة شعرية للشاعر الراحل سركون بولص






279
أصوات تستند على عكّازة الفصول
  كريم إينا           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسة
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

 
 


280
قصيدة جميلة لكن فيها أخطاء مطبعية وتكرار

281
قائممقام قضاء الحمدانية يزور مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا يوم السبت12/8 /٢٠١٨
كريم إينا
 زار المهندس عصام بهنام دعبول قائممقام قضاء الحمدانية مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا،، كان في إستقباله نائب رئيس المجلس إبراهيم يوسف حنو وسكرتير المجلس بهنام ججوالقصاب وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية وضيوف المجلس، خلال الزيارة تم التباحث في أمور عديدة ومن أهمها تحسين الواقع الخدمي الذي تعاني منه البلدة، كما نوقشت أثناء الجلسة العديد من الآراء والمقترحات التي تفضل بها السادة الحضور، فيما أبدى سيادة القائممقام إرتياحه وتفهمه لها وذلك لجدولة تنفيذها حسب الأهمية بموجب الإمكانيات المتاحة، كما وعد خيرا بأنّ الأوضاع الأخرى سوف يشملها التحسين باعتبارها عاملا مهما من عوامل الإستقرار، داعيا الجميع إلى التعاون من أجل الرقي بمدينة بغديدا.
في ختام الزيارة، شكر السادة مستقبليه لما لقيه من حفاوة وحسن الإستقبال وما عرضوه من آراء ومقترحات التي تصب في خدمة المنطقة بشكل عام وبغديدا بشكل خاص.

282
لجنة الإشراف التربوي لتقييم الجودة تزور متوسطة تغلب للبنين
كريم إينا

بتاريخ 29 /11/ 2018 الموافق الخميس زار وفد من لجنة الإشراف التربوي متوسطة تغلب للبنين لمدة ثلاثة أيام (الخميس، السبت، الإثنين) تضمن الوفد علي أكبر المشرف الإختصاصي لمادة الإجتماعيات ولجنة المتابعة، بشار هادي جبو المشرف الإختصاصي لمادة اللغة السريانية، حيدر محمد سليمان المشرف الإختصاصي لمادة اللغة العربية. حيث كان بإستقبالهم البير نوح سليمان مدير المدرسة وجلبرت كوركيس خضر معاون المدرسة بحضور الكادر التدريسي. تضمن الإجتماع عن الإطلاع على سير العملية التعليمية في المدرسة ومتابعة سجلات المدرسة الدورية مع عقد إجتماعات مع المدرسين وبعض من أولياء أمور الطلبة حول تشجيع الطلبة للتعلم وزيادة قدراتهم الذهنية وإجراء لهم إختبارات نظرية للكشف عن مواقع الضعف لديهم بغية إرشادهم من أجل الإبداع والتحفيز ورفع المستوى العلمي لدروسهم اليومية. والجدير بالذكر أولى المشرفين شكرهم وتقديرهم لإنتظام سجلات المدرسة ومدى التعاون والألفة الموجودة بين مدير المدرسة ومعاونه من جهة وبين المدير والمدرسين من جهة أخرى. كما أكّد المشرفين خلال إجتماعهم بالمدرسين الذين لم يكن لديهم دروس على مراعاة الفروق الفردية للطلبة ومشاركتهم على السبورة والإهتمام بالنشاطات اللاصفية وكيفية تحبيبهم للمادة العلمية عن طريق الوسائل التعليمية. كما بين الأستاذ بشار هادي مواقف الضعف والقوة لدى الطلبة وحثّ المدرسين بكشفها وتشخيصها وعدم الضغط على الطلبة بتكثيف الدروس في يوم واحد وعدمإجراء إمتحانين للمادة في يوم واحد.  وفي الختام شكرت اللجنة المشرفة أعضاء الهيئة التدريسية لما بذلوا من جهود مضنية لرفع المستوى العلمي لأبنائنا الطلبة مع التذكير بإرسال تقريرهم (الجودة) لوزارة التربية وإيعازه بنسختين من قبل الوزارة نسخة للمدرسة وأخرى للإشراف التربوي. 

283
مجلس أعيان قره قوش / بغديدا
يزور قسم من المؤسسات الحكومية في مركز قضاء الحمدانية
يوم الأحد 12/2/ 2018
كريم إينا

قام وفد من مجلس أعيان قره قوش / بغديدا برئاسة نائب رئيس المجلس إبراهيم يوسف حنو بزيارة إلى العديد من المؤسسات الحكومية في مركز قضاء الحمدانية للإطلاع على ما توصلت إليه تلك الدوائر من إنجاز المشاريع التي تهم الحياة اليومية لأهالي بلدة بغديدا. حيث نقل الوفد آراء ومقترحات المواطنين بخصوص تحسين الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن في الظرف الحالي بعد العودة من التهجير القسري الذي عانت منه المنطقة بشكل عام وبغديدا بشكل خاص حيث شملت الزيارة مجلس قضاء الحمدانية ومديرية بلدية الحمدانية ودائرة الهجرة والمهجرين، كما أكد مدراء الدوائر التي شملتها الزيارة بالإستمرار ببذل الجهد ومن أجل تحقيق ما يصبو إليه المواطن في بغديدا حسب الإمكانيات المتاحة مبدين ترحيبهم بالوفد الزائر على هذه الإلتفاتة من لدن مجلس أعيان قره قوش / بغديدا. ومتابعته لمعاناة المواطنين.
أثناء الزيارة تم اللقاء بالمهندس عصام بهنام دعبول قائممقام قضاء الحمدانية، الذي أكد بدوره بالإستمرار على تقديم أفضل الخدمات للمدينة وأهلها الأعزاء.
في ختام الزيارة أعرب مدراء الدوائر التي شملت بالزيارة عن شكرهم وإمتنانهم للوفد الزائر مؤكدين على إهتمام المجلس وأعضائه بمتابعة معاناة المواطنين في بغديدا.   

284
مجلس أعيان قرة قوش / بغديدا يعقد أجتماعا لهيئته الإدارية يوم السبت 12/1/ 2018
عقد مجلس أعيان قرة قوش بغديدا اجتماعه الشهري لهيئته الإدارية،، ترأس الاجتماع نائب رئيس المجلس ابراهيم يوسف حنو بحضور سكرتير المجلس بهنام ججو القصاب والسادة أعضاء الهيئة الإدارية، نوقشت أثناء الاجتماع الفقرات المدرجة في جدول الأعمال والتي تركزت في مضمونها على تحسين الواقع الخدمي الذي يعاني منه أبناء بغديدا، وذلك من خلال متابعة ذلك لدى الجهات الحكومية والجهات ذات العلاقة في مركز قضاء الحمدانية، وفي الختام قرر المجتمعون متابعة ذلك للوصول إلى نتائج مرضية لأهلنا في بغديدا العزيزة،،،.

285
بعد توقف قسري ...... إذاعة  " صوت السلام " تعود من جديد
كتابة : نمرود قاشا
تصوير : صفاء الجميل
بعد توقف قسري لسنوات أربع بعد أن إمتدت إليها أصابع داعش الصفراء، ها هي إذاعة " صوت السلام " تعود من جديد.
فقد إفتتح المطران مار يوحنا بطرس موشي راعي أبرشية الموصل وكركوك وكردستان الجزيل الإحترام مبنى الإذاعة بعد تهيئة مستلزماته الإدارية والفنية.
وقال الراعي عند قص الشريط : باسم يسوع رب السلام وملك السلام في إحلال السلام وتحقيقه في بلدنا والعالم أجمع نفتتح هذه الإذاعة باسم الأب والابن والروح القدس.
وبعد قطع الكعكة الخاصة بالإذاعة ألقى سيادته كلمة قصيرة جاء فيها : سلام المسيح معنا جميعا، في هذا اليوم العاشر من تشرين الثاني وبعد هجرتنا وتوقف عملنا في إذاعة صوت السلام تباشر اليوم بفتح هذه الإذاعة لتكون فعلا ناقلة السلام إلى جميع مستمعيها، وأملنا أن يصل بثها ليس فقط للعراق ولكن أيضا إلى العالم أجمع لأن أبنائنا هناك مشتاقين أن يسمعوا صوتنا وأخبارنا، وكل ما يصدر من إذاعتنا كما كان لها في وقتها من ترحاب وتقبل لدى الجميع ومن المؤكد إن كادر الإذاعة يعملوا جهدهم حتى تكون فعلا صوت الكنيسة والمسيح ولتكون ذخرا لأبرشية الموصل وكردستان وأربيل.
بعد ذلك إنتقل الحضور إلى قاعة عمانوئيل بني في دار مار بولس للخدمات الكنيسة حيث ابتدأت الاحتفالية بترتيله " يا رب السلام " قدمتها جوق مار افرام السرياني.
 ثم كلمة ترحيبة قدمها الإعلامي نمرود قاشا جاء في جانب منها
حضورنا الجميل مسائكم .. ورد وجمال .. ربيع وسلام.  كيف لا ونحن نحتفل بمنصة إعلامية تتخذ من السلام عنوانا ومنهجا،  كان لها دور كبير في نشر تاريخ وتراث وأخبار أهلنا منذ انطلاقتها الأولى في الأول من آب 2006 . ومنذ ذلك التاريخ كان هذا المنبر الإعلامي صوتا للوطن الجميل صوتا لأهلنا أينما كانوا صوتا للحقيقة في عصر تعز فيه الحقيقة.
وأضاف قاشا : وبعد أيلول 2014 توقف هذا الصوت حاله حال أجراس كنائسنا وتراتيل جوقاتنا ولكن توقف كان مرحلة ترقب لينهض من جديد قويا صافيا معافى، يقولون أن الملاك جبرائيل هو شفيع المذيعين والمخبرين بالسلام، لأنه حمل أعظم خبر من السماء إلى الأرض، عندما بشر مريم بيسوع، فحمل مع هذه البشرى الفرح والأمل والثقة للبشرية جمعاء. بحيث إنضمّت إلى صوته أصوات زملائه الملائكة يوم ميلاد الرب يسوع فرنّمت هذه الترنيمة الرائعة: “المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام والأمان والرجاء الصالح للناس” ، ومع انطلاق صوت السلام نعيد ترديد ترنيمة السلام هذه.
ثم قراءة من نص من الإنجيل المقدس قدمه الأب اغناطيوس أوفي،  بعده قدم السيد صائب داؤد مدير الإذاعة كلمة بهذه المناسبة جاء في جانب منها : هذه كانت رسالتنا ولا تزال حملناها إلى كل الربوع عبر أثير إذاعة صوت السلام من بغديدا.
عدنا متلهفين للسلام ... عدنا متلهفين لكي تصدح الحناجر من جديد بهتافات الفرح والسلام . لا سلام العالم المبني على الاتفاقيات والمصالح بل سلام الله المبني على بذل الذات من اجل الآخر السلام المبني على المحبة والتسامح والأخوة ليصبح هو قوة للبناء والعودة والولادة الجديدة.
وأضاف داؤد : نحن جميعا مدعوون لنحمل رسالة السلام والمحبة وليساهم كل واحد منا حتى لو بابتسامة أو كلمة طيبة من اجل إعلاء صوت الحق صوت السلام لينعم شعبنا وبلدنا العراق بالسلام والأمان والحياة ألحقه.
ما فائدة إعلان السلام إن بقي سجينا بين هذه الجدران وما هي قيمة السلام إن بقي مدفونا داخل أجسادنا .لنكتشف سلامنا الداخلي ولنعلنه لإخوتنا جميعا ولنلمس حرارة الأخوة الحقيقية التي يدعونا الله ان نعيشها جميعا . لنعلن بشرى السلام كل من موقعه مهما اختلفت أعمالنا ووظائفنا أو مسوولياتنا  بهذا فقط ينتشر عبق السلام والمحبة.
بعد ذلك قدم ريبورتاج بعنوان ( صوت السلام ... رسالة بشرى وجسر محبة. )
لتختتم الاحتفالية جوق مار افرام بترتيله  ( يا رب السلام أمطر علينا السلام). )

286
إحتفاءاً بالذكرى" 165" لميلاد الصحافة السريانية
تجربة الصحافة الورقية في منطقة سهل نينوى
                                         كريم إينا                               
الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلّقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الإجتماعية وغيرها، وقد أكّد السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق على أهمية دور الإعلام في بناء المجتمع وإستقراره، ونرى الصحافة السريانية كونها تنمّي الثقافة وترسم لها خطوات حثيثة لشق الطرق عبر الصعوبات وحسب مقولة المؤرخ والفيلسوف الصحفي" البير كامو" عن الصحفي بأنّه" مؤرخ اللحظة الحاضرة". والآن نحنُ بحاجة إلى أن نكونَ أحراراً لكي نبدع ونخترع ونبني حضارة إنسانية. إنّ التاريخ أفرز إرثاً من التقاليد والقيم الدينية المتوارثة التي تعمل بموجبها في وضع حدود عدائية بين الجماعات والأفراد. فلابدّ أن ندرسهُ بكل مصداقية وعلمية ونعلن النتائج الحقيقية بشجاعة، ثمّ نسنّ قوانيننا بما يناسب إعادة اللحمة والعلاقات الطبيعية بين أبناء الشعب الواحد وفي المقدّمة من هذه القوانين حرية المعتقد ويليها الحريات الأخرى المتنوعة والمتشعّبة، كان للسريان في العراق دورهم في بناء الدولة الجديدة وكان لهم دورهم الريادي في الثقافة والصحافة العراقية خلال ما ينيف عن القرن (1902- 2003) حيث برز العشرات من أولئك الرواد الذين سطروا صفحات بيضاء في سجل تاريخ الشعب والوطن وما زالت نتاجاتهم وآثارهم محفوظة في أروقة المكتبات الوطنية العامة في بغداد والمدن العراقية الأخرى. قبل سقوط النظام الدكتاتوري كانت حرية الصحافة مقيدة ولم يملّ عليها الأوامر والأخبار سوى رجل واحد فقط متنفّذ بالحكم ولكن بعد زوال الطاغية تغيّرت الصحافة في العراق عموماً حيث وجد المثقفون ورجال الدين السريان في العراق المجال واسعاً أمامهم، بعد التغيير الذي حصل في البلاد، لتنطلق أقلامهم في التعبير عن طموحات وآمال الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية. في البداية صدرت مجلات ذات طابع ديني كنائسي من قبل الأبرشيات وبعد ذلك بدأت الصحف تتوالى في النشر سواء كانت مستقلة أو تابعة لحزب ما أو لمؤسّسة مدنية. وأصبحت الصحافة السريانية في منطقة سهل نينوى بعد التاسع من نيسان عام 2003 ترصدُ ذلك الكم الكبير من الصحف والمجلات الذي غطّى مساحات كبيرة من واقعها، وهو ما لم يحدث في تاريخ العراق وتاريخ منطقة سهل نينوى، حيثُ إنتشرت الصحف على مختلف مسمّياتها وأصحابها بشكل لافت للإنتباه والدليل على ذلك ما ورد في ملاحق المطبوعات المسجّلة لدى نقابة الصحفيين العراقية منذُ عام 2003 وهذه الفترة تعتبر مرحلة مهمة من مراحل الصحافة العراقية حيثُ قبلَ عام 2003 تم تحويل جمهور الصحفيين قسراً إلى قطاعات من الكتبة والعمال والموظفين والمتملّقين والسعاة ومدوّني العرائض بالإضافة إلى الأخطاء التي كانت ترتكب بتعبير أحدهم عن رأيه لم تكن تغتفر لينتهي به الحال ميتاً لكن من دون جثّة فرغم التشكيك بنوايا السلطات بإقرار الحقوق الثقافية للسريان، إلاّ أنّ شعبنا إستثمر هذا الظرف، فأسّس في بغداد فقط (نادي أور العائلي/الوطني الآشوري/ نينوى/المشرق/ سومر/ بابل الكلداني/ الإخاء/ الرافدين/ النادي الثقافي الآثوري.. مجمع اللغة السريانية/ إتحاد الأدباء والكتاب السريان/ الجمعية الثقافية السريانية/ جمعية الفنانين السريان/ إذاعة بغداد- القسم السرياني.  وكما تعلمون الصحافة السريانية قبل عام 2003 بعد أكثر من ثلاثة عقود من الرعب والمسح والتشويه كانت تحت قبضة دكتاتورية التنين ولكن بعد سقوطه إمتلكت تلك الصحافة الفرصة الذهبية السانحة لتقفز مجدداً على عرشها الجديد" السلطة الرابعة" رغم بعض المعوّقات التي إعترتها بعد عام 2003. كقوات الإحتلال، الحكومات المتعاقبة، الأحزاب السياسية،معنية بجوهر الديمقراطية بدليل قبل السقوط لم تتوفر الحرية ومساحة النقد أو كشف الحقائق كون الحكومة السابقة لا تحتمل النقد. ولا ننسى هناك صحف إندثرت وأسماء غابت وعيون أغمضت قبل أن ترى الشمس. وحسب المادة التاسعة عشرة من نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام (1948) على أنّ لكلّ فرد الحق في قول ونشر رأيه دون تدخّل ولكلّ مواطن الحق في التعبير بما يحصل من معلومات،كذلك تغيّر المشهد الإعلامي رأساً على عقب بعد أن أقدم الحاكم الأمريكي المدني لسلطة الإئتلاف" بول بريمر" على حل وزارة الإعلام العراقية والتي كانت جزءاً من المشهد السياسي العراقي فوجدت وسائل الإعلام العراقية نفسها فجأة في مواجهة وضع جديد لم يعشه العراق طيلة العقود الماضية. فبعد الرقابة الصارمة التي كان النظام السابق يمارسها في إدارته لمختلف وسائل الإعلام المرئية،المسموعة والمقروءة والتي كانت أشبه بنوع من أنواع الدعاية والوصاية، أصبحت الساحة الإعلامية في العراق متاحة لكلّ من يُريد أن يصدر جريدة أو يُنشأ إذاعة أو يؤسّس قناة تلفزيونية من دون رقيب وبهذا تجسّدت في البداية حالة من الفوضى والإنفلات الإعلامي وأبرزت عدداً هائلاً من الصحف والمنشورات أوّل الأمر حتى تراوح عددها من (180-200) صحيفة يومية وإسبوعية وأخرى نصف إسبوعية وشهرية وكذلك صحف تصدر بين يوم وآخر متباينة في التوجهات السياسية والأيدلوجية والمذهبية والقومية وكلّ منها تتبع الجهة الصادرة عنها، ويتشكّل المجتمع الإعلامي العراقي في الوقت الحالي كما ذكرت أكثر من " 200" جريدة ومجلة بين يومية وإسبوعية وشهرية وما يقارب (70) قناة تلفزيونية بين فضائية وأرضية وإذاعية تتوزّع على لغات البلد الرئيسية ( العربية،الكردية،التركمانية،والسريانية) مثلما تتوزّع على ألوان الطيف العراقي الإثني والديني، إذاً رُغم كل ذلك تنوّعت إتجاهات التحرير الصحفي في صحف ومجلات العهد الجديد بحيث إتّصفت كل صحيفة بخصائص تميّزها عن غيرها فظهرت صحف خبرية وصحف الرأي وصحف الإنترنيت التي تستقي مادتها الإخبارية والثقافية من الإنترنيت ما عدا المقال الإفتتاحي، وصحف تعيشُ في الماضي بإجترار الذكريات الصحفية والسياسية في القرن العشرين مع ظهور صحف شبابية وأخرى هزلية وصحف فضائح سياسية وصحف الإعلانات وتوقفت الكثير من الصحف عن الصدور بعد فترة زمنية قصيرة وركّزت بعض الصحف على الخدمات البلدية والكهربائية والنفطية والإتصالات والمالية التي تقدّمها الحكومة، قدّمت الصحافة عدداً كبيراً من الشهداء وكان أوّلهم الشهيد الصحفي آشور خربوت من أجل الكلمة الحرة وتلاهُ شهداء آخرين من بعده، تقولُ نقابة الصحفيين العراقيين إنّ أكثر من (270) صحفياً وإعلامياً قد قتلوا في العراق على مدى خمس سنوات منذُ السقوط لحد عام 2008 كل هذه العوامل أدّت إلى نزوح موجة جديدة من الصحفيين إلى خارج البلاد للنجاة بحياتهم وبحياة أسرهم فشكل الصراع اليوم ناتج عن جرح عميق الجذور في داخل الإنسان، مصدرهُ عقد نفسية تظهر من خلال جانب لا منطقي وعنيف في ما يفعلهُ البعض أثناء ممارسة وحشية القتل بإسم المبدأ. والأسوأ من ذلك يكمنُ في تصوير القتل وعرضه على شاشات وسائل الإتصال وكأنّه دعاية لصناعة الموت. وللمؤرّخ اليوناني هيرودوت (484-425 ق.م) مقولة تقول: " لا أحد يفضّلُ الحرب على السلام إلاّ إذا كان مجنوناً!". حرية الصحافة في العراق لم تأت على طبق من ذهب فقد كلّفت الصحفيين أرواحهم إذ شهدت أعوام ( 2005،2006،2007) مقتل (262) صحفياً بينهم عشرون صحفياً أجنبياً بحسب إحصائيات مرصد الحريات الصحفية. وبلغ عدد الشهداء الصحفيين منذ سقوط النظام البائد عام 2003 ولحدّ الآن عام 2014 حوالي (343) صحفياً. وقد صدر كتابان الأول بعنوان: موسوعة الصحافة السريانية في العراق،تاريخ وشخصيات/ أربيل 2013 للدكتور فائق بطي طبع الكتاب في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية. الكتاب من الحجم الكبير يقع في(461) صفحة إحتوى على ثمانية فصول: تضمّن الفصل الأول على البدايات أمّا الفصل الثاني ركّز على دور السريان في تطور الصحافة العراقية بينما الفصل الثالث تكلّم عن السريان بين السياسة والصحافة أمّا الفصل الرابع تطرّق موضوعهُ عن السريان يواكبون تطور الصحافة وفي الفصل الخامس يتحدّث عن نمو وتعدّد إصدارات الصحافة السريانية والفصل السادس يصف صحافة الحركات والأحزاب السياسية أمّا الفصل السابع يتكلّم عن الصحافة السريانية بعد سقوط نظام صدام حسين وفي الفصل الثامن والأخير إحتوى على الصحافة السريانية في المهجر والمنافي وقد قدّم شرحاً مفصلاً لكل باب تطرّق إليه مع صور ومخططات للجرائد والمجلات مع ذكر أصحاب الإمتياز ورؤساء التحرير لحد أصغر محرر والمواد العلمية والإجتماعية والدينية والرياضية وغيرها من الفقرات الأخرى المنشورة لكل عدد تطرّق له.  والثاني صدر عام 2006 في الموصل للمؤلف والصحفي سعد الدين خضر بعنوان: صحف العراق بعد العاشر من نيسان عام 2003 وهذا الكتاب يُوردُ أسماء بعض الصحف الخاصة بأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بالإضافة لصحفيي محافظة نينوى وإحتوى الكتاب على التقديم وتوطئة والحدث ومهام الصحف وملاحظات أولية ومفارقات في الصحافة العراقية ورعب الصحافة وموت الصحفيين والصحف الصادرة بعد الإحتلال مع مراعاة السبق الزمني، وذكر الباحث أسماء الصحف العراقية ومن ضمنها الصحف السريانية لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري مع نبذة عن صدورها وصاحب الإمتياز ورئيس التحرير وعدد صفحاتها والصحف هي: بهرا، صوت بخديدا، نيشا، نينوى الحرة، قويامن. بعد ذلك توالت الصحف والمجلات الصادرة في منطقة سهل نينوى بدرجة لا تصدّق مثل: جريدة بيت نهرين، جريدة ميزلتا، جريدة نهرينيتا، جريدة بيث عنكاوا، جريدة صورا، جريدة صدى السريان، جريدة صوت القوش، جريدة السهل الأخضر، جريدة زهرة الجبل، جريدة طريق السلام، جريدة نركال، جريدة سورايا، جريدة الحياة الجديدة، جريدة  الحمدانية الثقافية، جريدة كلديا، جريدة البشرى، وهذا بمثابة كشف إحصائي للصحف والمجلات السريانية الصادرة بعد آذار / 1991. أمّا المجلات ما عدا مجلّة الفكر المسيحي، مجلّة نجم المشرق، مجلّة بانيبال، مجلّة الكاتب السرياني، توالت مجلات أخرى منها: مجلّة سفروثا، مجلّة نوهدرا، مجلّة زاخوثا، مجلّة نجم بيث نهرين، مجلّة معلتا (المدخل)، مجلّة سيمثا، مجلّة قالا دمرعيتا (صوت الرعية)، مجلّة هباوي، مجلّة رديا كلدايا، مجلّة موتوا عمّايا، مجلّة عنكاوة، مجلّة أوبتا دشوري، مجلّة أوراق من الوطن، مجلّة تراثنا الشعبي، مجلّة قالا كلدايا، مجلّة الإبداع السرياني، مجلّة أوبقا، مجلّة نبوثا، مجلّة شراغا (السراج)، مجلّة قيثارة الروح، مجلّة أتا، مجلّة هيزل، مجلّة العائلة، مجلّة الكرمة، مجلّة شراع السريان، مجلّة الحقيقة، مجلّة النواطير، مجلّة أور، مجلّة الصخرة، مجلّة الشبيبة، مجلّة المرأة، مجلّة الليتورجية، مجلّة المثقف السرياني، مجلّة الإبداع السرياني، مجلّة الأعيان، مجلّة الينابيع، مجلّة صوت الشباب، مجلّة ديانا، مجلّة إنانا. مجلّة تشبوحتا (التسبيح)، مجلّة كرملش، مجلّة الجوهرة، مجلّة الديار، مجلّة خويادا (الإتحاد)، مجلّة بين النهرين، وفضائيات ظهرت مثل: فضائية آشور وفضائية عشتار وفضائية سورويو تيفي أمّا الإذاعات فهي إذاعة آشور وإذاعة السلام. والعدد الآخر لا زال مستمراً بالعمل. ونشط الإعلام بدرجة كبيرة منذُ (2009 لحد الشهر الرابع من عام 2014) ويبدأ العد التنازلي لها. القسم منها بالصدور رغم التحديات والآخر بالتوقف بسبب توقّف التمويل وصحف أخرى توقفت بسبب التهديد من قبل جماعات مسلّحة إلى أن ظهر الغول الجديد ما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي أربك الموازين الإعلامية ممّا أدّى إلى هجرة أصحاب الإمتياز ورؤساء التحرير ومحرريها من مقرات الإصدار والنجاة بحياتهم. بعض الصحف والمجلات إستمرّت في النشر كالموجودة حالياً في إقليم كردستان، وبسبب سياسة الحكومة الإتحادية أدّى إلى عدم توفر سيولة نقدية كافية لتغطية النفقات الواجبة السداد. مثل حصّة إقليم كردستان التي لم يتسلّم منها إلاّ الشيء القليل وحصّة المحافظات الأخرى المنتجة للنفط من قانون البترودولار حيث أثر على الحياة الإقتصادية لعدم تقرير الميزانية لحدّ الآن ونتيجة ذلك توقفت كافة المجالات الإعلامية والصحفية وأثرت على صدور الصحف والمجلات بل وحتى على رواتب المدرسين والأطباء ودوائر الدولة والأدباء والصحفيين والفنانين وحتى الجيش. ونأمل بأن يصل صوتنا هذا للحكومة الإتحادية لفتح البؤرة الضبابية التي تقف حائلاً بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان بإعتباره جزءاً مهماً من العراق العزيز. وهو لا يزال يقاتلُ بشرف لضمان حقوق الأقليات وإثبات وجودهم ويضحي بالغالي والنفيس من أجل تربة وطن الحضارة والأنبياء، ورغم التحديات الكبيرة لا زال العديد من الصحفيين السريان والأدباء يشاركون في المرابد الشعرية التي تقام في بغداد وإقليم كوردستان والمؤتمرات التي تعقدُ سنوياً وهذا دليل دامغ بأنّ الصحافة السريانية لن تموت ما دام هناك إصرار من قبل شريحة مثقفة لإثبات وجودها وحقيقة شعب أصيل لا زال يتنفّس الصعداء يحبّ الحياة والعمل من أجل تعبير كلمة الحق لإسعاد الآخرين وبهذا لن تبقى الصحافة السريانية منغلقة على نفسها بل منفتحة على اللغات الأخرى لكي تسهل على الآخرين معرفتها وأن تشترك بها أربع لغات" ( سريانية، عربية، كردية،إنكليزية) وجعل صحافتنا السريانية بأن تكون إسبوعية بدلاً من الشهرية كي لا تضيع الأخبار عن المتلقي يوم بيوم وأن لا يصفها البعض بالقديمة. وأيضاً وضع حد للخلل الكامن في عدم وجود دعم مؤسّساتي حكومي أو منظماتي وهذا كان السبب الرئيسي في توقف العدد من الصحف والمجلات السريانية عن الصدور. وكنّا نعقدُ الآمال لمتّسع من الحرية بعد عام 2003 وتواصلنا مع الإعلام يعتريه سلسلة من المآسي والعذاب تأثيرهُ يصل على كلّ المجالات وخاصة العمل الصحفي في الوقت المأساوي الذي يعيشهُ الشعب الكلداني السرياني الآشوري خاصة بعد أحداث الموصل ومنطقة سهل نينوى. لذا فالصحافة الصادرة بالسريانية واجهت تحديات عديدة أبرزها الشحّة في المنشور كإنعكاس طبيعي لقلّة القراء لا بسبب قلّة عددهم إنّما قلّة من يجيد منهم القراءة والكتابة بالسريانية مقارنة بالعدد الإجمالي،إذ تنحصر هذه الإجادة عند الإكليروس والشمامسة العاملين في المجال الكنسي. وعند بعض الأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين باللغة. إنّ الشأن الأدبي يبقى وحدهُ الأبرز في الصحافة السريانية ويمكن إعتباره شرياناً مهماً لإستمرار نبض هذه الصحافة وهذه اللغة وثقافتها وأدبها. أمّا باقي الشؤون ولا سيما السياسية والقومية والعامة فجلّ ما ينشر من الأخبار والتقارير إنّما هو ترجمة عن العربية أو أخبار أو سرد لأحداث. أمّا الصحافة الصادرة باللغة العربية والمعنية بالكلدان السريان الآشوريين. فإنّ الصادرة منها عن الأحزاب والتنظيمات السياسية ظلّت عند رسالتها في حمل القضية القومية والتوعية بها. فالصحافة الورقية عموماً نالت لقب ( السلطة الرابعة) بعد السلطات الثلاث القضائية والنيابية والتنفيذية وكادت في بعض البلدان والمجتمعات أن تزاحم هذه السلطات من خلال إثارة والكشف عن قضايا معينة والتأثير على الرأي العام وتوجيهه بإتجاه معين كان له تأثيراً هاماً على هذه السلطات ومواقفها وقراراتها والمعروف عن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري حيويته، وإمكانية تحقيقه الريادة، خصوصاً في مجالات الفنون والرياضة والصحافة وغيرها. وأخيراً فإنّ الصحافة السريانية تبقى جزءاً مهماً من منظومة الصحافة العراقية والإقليمية بل والعالمية أيضاً. ورافداً مهماً من الروافد النابعة من بحر الحضارة العريقة ذات اللغة والثقافة التي أغنت الإنسانية في مختلف المجالات.
.................................................................................................
المصادر والمراجع:-
1-  موسوعة الصحافة السريانية في العراق تأريخ وشخصيات أربيل 2013 د. فائق بطي،مطبعة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية. 
2- كتاب صحف العراق بعد العاشر من نيسان عام 2003 للصحفي الموصلي سعد الدين خضر.
3- تقرير في ذكرى (165) لميلاد الصحافة السريانية عن إتحاد الأدباء والكتاب السريان/ أربيل- عنكاوا.
4- معلومات من السيد حميد مراد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتّحدة الأمريكية عن عدد الشهداء الصحفيين منذ عام 2003 ولحد عام 2014.
5- جريدة سورايا من إصدارات المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري العدد( 12) ص2 – الأحد 9 نوفمبر 2014.
6- مجلّة سفروثا العدد (5) من إصدارات إتحاد الأدباء والكتاب السريان2014
ص(320) أربيل/ عنكاوا.
7- مجلّة الفكر المسيحي العدد (495-496)- مطبعة الأديب البغدادية أيار- حزيران 2014 ص140.


     

   

287
مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا يعقد إجتماعه الشهري
كريم إينا
عقدت الهيئة الإدارية لمجلس أعيان قره قوش/ بغديدا إجتماعها الشهري يوم الخميس الموافق1/11/2018 ترأس الإجتماع النائب الثاني لرئيس المجلس إبراهيم يوسف حنو وسكرتير المجلس بهنام ججو القصاب بحضور غالبية الأعضاء. نوقشت أثناء الإجتماع الفقرات المدرجة في جدول الأعمال والتي تضمنت العديد من الأمور العامة التي تعنى بحياة أبناء بلدة بغديدا بعد العودة من التهجير القسري.

288

الذكرى السنوية الثامنة لجريمة العصر حادثة كنيسة سيدة النجاة 31 تشرين الأول 2018
كريم إينا

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين ✞
قال الرب يسوع :
أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حيَاً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (إنجيل يوحنا 11 : 25 ، 26).
يا أخوتي، تقدست كنيستنا في العراق بدماء الشهداء، في مثل هذا اليوم من عام 2010 كان يوم الاحد (احد تقديس البيعة) هجمت مجموعه ارهابية على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك / بغداد في وقت القداس الالهي وأخذوا بالتنديد بالديانة المسيحية وتم أستشهاد عدد كبير من أبناء شعبنا المسيحي وهم يحضرون قداس الأحد .. قداس لم يكتمل على الأرض حيث امتزج الدم البشري مع الخمر(دم المسيح) وامتزج اللحم البشري مع الخبز(جسد المسيح) فكانت ذبيحة بشرية والهية صعدت الى الرب. لقد بدأت كنيسة سيدة النجاة سنتها الطقسية بدماء الشهداء واليوم ها نحن نعيد ذاكرتنا ونتذكر دماء شهدائنا في ذلك اليوم ونكمل مسيرتهم متذكرين ان الكنيسة تـُعّمر وتتجدّد، وتتقدّس بقداستنا لأننا نحن حجارتها، وسقفنا هو المسيح يسوع .. كلمة الله الآب واثقين كل الثقة انه لا أحد يستطيع أن يغلب كنيسة المسيح حتى لو تم إضطهادها ولكن لا أحد يقدر أن يغلبها .. فمن يغلب من قال عن نفسة ” ثقوا أنا قد غلبت العالم ” . ولا تنسون ان تصلوا من أجل شهدائنا متذكرين ان دمائهم بذار للحياة.
و تطاول أحفاد الشيطان على خليقة الله وكرّروا أفعالهم الدنيئة التي لا يرضى عنها لا دين لا شرع ولا قانون .. تطاول هؤلاء المجرمين في هجمةٍ إرهابية أستهدفت أناس آمنين عـُـزّل من كل شئ إلا من الايمان بالله الواحد الأحد و يحملون صبرهم في ضمائرهم ومحبتهم في قلوبهم
تجاوزوا هؤلاء المؤمنيــن كل الموانع ليصلوا لبيت الله ويقيموا صلاة قداس يوم الأحد 31/ 10/ 2010 الساعة السادسة مساءا ولكنهم لم يسلموا من الإعتداء الجبان الذي قام به شياطين الأرض الجبناء الذين دخلوا الكنيسة بعنف متسلحين بأسلحة قاتلة ليمسسوا بأرواح أناس أبرياء .. و ليذبحوا ملائكة بعمر الزهورفي كنيسة سيدة الشهداء وليقتلوا عوائل بأكملها بغمضة جفن و بلمح البصر.. أسلحتهم الفتاكة وجهّوها بوجه طفلة لم تتجاوز ربيعها الرابع وملاك آخر عمره ثلاثة أعوام ليُـذبحوهما ذبحاً على مذبح الكنيسة حيث نقيم صلواتنا ونصلي من أجل اعدائنا ولمغفرة ذنوبهم
أغتالوا كهنة عــُـزّل ، كرّسوا حياتهم لبث روح المحبة والتسامح
وسعوا جاهديــن لدعم ومساعدة كل الفقراء والمحتاجيـن من أبناء العراق المسيحيين وغير المسيحيين .. عوائل بأكملها أبيدت عن بكرة أبيها ، لسبب واحد لانهم جاءوا للصلاة و التعبــّــد لله .
ليس لنـا الا ان نقول :
ايهـا الشهداء الأبرار كونوا شفعـاء لنـا وانتم في عليائكم ، ولتكن ذكرى استشهادكم حافزا لوحدة ابناء شعبنـا المبارك ..
نسأل المولى القدير ان يسبغ نعمه السماوية على وطننـا الحبيب العراق ويسود الأمن والأستقرار في ربوعه المضطربة ، لكي يعيش شعبنـا الأصيل بكل اطيافه ومكونـاته عيشة حرة كريمة تليق به كونه صاحب اعرق حضارة عرفهـا الأنسان في التاريخ .
المجد والخلود والرحمة و الإكرام لأرواح شهداء كنيسة سيدة النجاة الأبرار وجميع شهداء المسيحية على مر العصور.. ذكراكم ستبقى ماثلة أمام عيوننا وحية في ضمائرنا حيث ان المغروسون في بيت الرب يزهرون في ديــار الملكوت .
صلوا لأجل شهدائنــا الأبرار .. الصبر والسلوان لعائلاتهم الكريمة ومحبيهم وجميع المؤمنين .. هنيئا ً لهم شرف الشهادة .. يا ليتني كنتُ معهم .. لأنعم بما ينعمون به الآن .. حضن الآب و الاخدار السماوية
✞ الراحة الأبدية أعطهم يا رب ونورك الدائم فليشرق عليهم ✞

289
الأدباء السريان وجلسة حوارية حول نتائج  مؤتمر لبنان  للعلامة جبرائيل القرداحي
كتابة : نمرود قاشا
شهد المركز الأكاديمي الاجتماعي في اربيل – عنكاوا مساء الثلاثاء 9 تشرين الأول 2018 جلسة حوارية حضرها عدد من المهتمين في الشأن الثقافي وبعض ممن  حضر مؤتمر العلامة الاباتي جبرائيل القرداحي والذي عقد في بيروت للفترة من 12 – 14 آذار 2018 وعلى أروقة الجامعة اللبنانية الدولية وبالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب السريان ، وكانت الجامعة قد أصدرت كتابا تضمن البحوث التي ألقيت في المؤتمر .
وقد بدأت الجلسة بكلمة  مدير الجلسة الكاتب والإعلامي أكد مراد أوضح فيها الصدى الكبير الذي لقيه المؤتمر من الأوساط الثقافية والأكاديمية في العراق ولبنان , وهذا التجمع هو سلسلة من ملتقيات ومؤتمرات عقدها الاتحاد داخل وخارج القطر والتحضيرات قائمة لعقد المؤتمر  الثاني للدراسات السريانية والآرامية بالتعاون مع جامعة القاهرة في آذار القادم  ، بعد ذلك ألقى الأديب روند بولص رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان  كلمة شرح فيها الاتصالات التي اجراها الاتحاد مع عدد من الجهات اللبنانية والتي تمخضت عن عقد المؤتمر وأهمية البحوث والشخصيات التي شاركت فيه مع سعي الاتحاد الجاد والحثيث في عقد هكذا مؤتمرات تخدم التاريخ واللغة السريانية .
بعد ذلك قدمت ورقتي بحث الأولى للإعلامي نمرود قاشا استعرض في مقدمتها نبذة عن المؤتمر والنجاح الذي حققه سواءا من تنوع المشاركات فيه من نخب الباحثين والأكاديميين من العراق ، لبنان ، سوريا ، مصر ، تونس ، استراليا ، ايطاليا ،ألمانيا وأرمينيا ، إضافة إلى الجانب الإداري الذي قامت به الجامعة اللبنانية والدولية ثم الكتاب الذي صدر عنها متضمنا البحوث والدراسات التي ألقيت في المؤتمر .
بعد ذلك استعرض قاشا عناوين البحوث وأسماء الباحثين وإدارة الجلسات العشرة التي عقدت على أروقة الجامعة واختتمت الورقة بتوصيات المؤتمر  ونبذة عن المحتفى به والذي حمل المؤتمر اسمه العلامة " جبرائيل القرداحي "
الورقة الثانية قدمها الكاتب والإعلامي مال الله فرج  بعنوان ( متابعة نقدية – القرداحي يحلق بالأحفاد في فضاءات حضارة الأجداد ) ابتدأها بمدخل عن المطبوع الذي صدر عن المؤتمر والذي اختص ظاهريا بتوثيق وقائع المؤتمر إلا انه في الواقع يمثل بوابة للإطلالة على واحدة من الحضارات الإنسانية التي ولدت وازدهرت وشمخت وتناسلت هنا في بلاد أجدادنا .
وتضمنت ورقة الباحث مال الله تمهيد ومقدمة استعرض فيها البحوث ال ( 32 ) التي قدمت في المؤتمر من ناحية العناوين واللغة التي قدم فيها وجنسيات الباحثين : فقد كانت للغة العربية حصة الأسد حيث شملت 28 بحثا والانكليزية بثلاث بحوث والسريانية ببحث واحد للباحث أكد مراد من العراق .
بعدها استعرض الباحث مواضيع الموسوعة من حيث : اللغة ، الشعر ، الأدب والثقافة والمسرح ، التربية والتعليم , مواضيع متفرقة .
واختتم الباحث فرج مال الله ورقته بخلاصة تضمنت الجوانب السلبية والايجابية في هذا المؤتمر مع عدد من المقترحات .
بعدها تحث الحضور عن ملاحظاتهم بخصوص ما ورد في الورقتين وأية ملاحظات أخرى عن المؤتمر واقتراحاتهم في هكذا ملتقيات حيث أجاب مدير الجلسة أكد مراد ورئيس الاتحاد روند بولص عن مجمل الملاحظات التي طرحها الحضور



290
ذكراك يا عروسة خلدها الفنان
                                   وصوت جرسك الرنّان
    حقك على الموصل ثميناً
                                         لتبقى أتعابك مثالاً
                                                            الفنان: صليوا عبّا
كريم إينا 

الفنان صليوا عبّا متواصل في أعماله التراثية الشعبية، حيث أنجز أعمالاً كثيرة أثناء فترة النزوح فقد زارته عدّة قنوات فضائية.
شارك في أعماله التراثية بمعارض في أربيل كما أغنى متحف القلعة في أربيل بعدد كبير من المواضيع التراثية حيث كانت أعماله تشملُ حرف قديمة: كردية وعربية بأزيائها التراثية مثل جاغلي بغداد – حرف موصلية قديمة وحرف سريانية وكردية مثل: الحلاق القديم، وبائع الخضر، وصباغ الأحذية، والنجار، والحمام،والحائك،وبائع البهارات،والمقهى وحرف نسائية ومنها رجالية وها هو يبدأ بإكمال نهجه التراثي رغم طعنه في السن.   


291
أدب / رد: السياب يقف وحيدا
« في: 23:34 28/09/2018  »
الشاعرة إنهاء
تحية عطرة
 حقيقة بقصيدة السياب تبين ما تنمّ عن شاعرة واعدة ذات خيال خصب مجلجل يكمنُ في داخله رؤية مليئة بتساؤلات فلسفية دمت بود
كريم إينا

292
شلاما رابي إيفان
حقيقة أنا أشيد على أفكارك العلمية لما تقدّم وأرجو أيضاً بأسرع وقت ممكن من الدكتورة إعطاء مسوغ تبرر ما نشرت في جعبة بحثها وهذه أمانة تاريخية بحق شعب قومي ينتمي إلى الأجداد الآشوريين الأبطال وتصحيح بحثها للرجوع إلى نقاط النقد كي يصبح بحثها موثقاً لا شائبة فيه وهي دائماً تنشر بحوثها عن الأديرة وهناك عدّة إلتفاتات عليها لذا الإعتراف بالخطأ فضيلة ولا يصحّ إلإّ الصحيح ودمتم بود جميعاً.

293
إختتام دورة التعليم السرياني لطلبة الابتدائية لتجمع عشتار
نمرود قاشا 

شهدت قاعة الشهيد يشوع مجيد هداية فعالية اختتام تخرج دورة اللغة السريانية لطلبة المدارس الابتدائية والتي أقيمت من قبل تجمع عشتار لمنظمات المجتمع المدني وضمن نشاطات مركز السريان لرعاية مواهب الطفولة عصر يوم الجمعة 7 أيلول 2018 وبرعاية سيادة راعي الأبرشية المطران مار يوحنا بطرس موشي وحضور سيادة المطران صليبا شمعون المستشار ألبطريركي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وشخصيات دينية ومدنية من مسؤولي الدوائر والمؤسسات الجماهيرية  ابتدأت الاحتفالية. بالنشيد الوطني العراقي باللغة السريانية " اثروديل اثروديل " ، ثم قدمت الآنسة كاترين عصام ميخا نبذة عن الدورة تلتها عدد من الفعاليات للطلبة الخريجيين باللغة السريانية وأختتمت بتوزيع الجوائز على الطلبة المتخرجين ومن الجدير بالإشارة إليه إلى أن الدورة كانت قد بدأت للفترة من 1 آب ولغاية 1 أيلول 2018 وضمت ( 72 ) تلميذا لطلبة وطالبات المرحلة الابتدائية فقد اشرف على الدورة الشماس ( عصام ميخا ياكو ) فيما كانت السيدة ( هدى برنار شيتو ) مرشدة الدورة والآنسة ( كاترين عصام ياكو ) معلمة . قدم الاحتفالية : كاترين عصام , أنس عولو


294
بقايا متناثرة على أعتاب السنة
نقد: كريم إينا
صدر للقاص غسان سالم شعبو مجموعة قصصية  بعنوان: " بقايا متناثرة" تحوي على قصص قصيرة يقع الكتاب في (82) صفحة من الحجم المتوسط ضمّت مجموعته القصصية على ثمان عشر قصّة سنة الطبع 2018 طبعت المجموعة في مطبعة" دار نون" للطباعة والنشر والتوزيع،العراق- نينوى في محافظة نينوى، لقد قرأتُ مجموعته القصصية مرة واحدة كانت خيوط كلّ قصة على حدة. أبدأ أولاً بقّصة صوت من الأعماق يعمُّ فيها غالباً ثيمة السرد حيث يقول" في ص11 " للمرة الأخيرة نشرتُ بصري على سطحه فتحسستُ عظمته فهالني صخب البحر وجنونه" بإسلوب النص الشعري وهو يستخدم مفردات جزلة تؤثّرُ في نفس المتلقّي، كما وصف القاص القمر والنجمة بالإشعاعات القرمزية، ثمّ توالت لحظة الوداع من قبل القتلة لروح البار الشهيد المطران بولس فرج رحو. مرّت بها موجة بكاء لفحت الجميع بينما الجنازة مضت لتشقّ الطريق إلى الفردوس الأبدي. بعدها حملت قصة بقايا متناثرة عنوان المجموعة التي أثارت جدل كتاب عديدين مثل الدكتور ذنون الأطرقجي حين قال: يسرّني أن ألتقي بسطورك الجميلة وهي تبشرني بولادة كاتب. بل إنّها تشير إلى تمرّس لا بأس به بالكتابة وللعديد من جملك ومعانيك. ليست طرية غضّة بل  تضربُ بجذورها في تربة الوعي...أمّا عن قصّة المجهول  يرسم لها قدرها الأخير بخطوات مثقلة بالموت والهلع لإستشهاد رديف وساندي. اللذان إستيقظ الغد من بينهما على أعتاب الملكوت، هكذا حلم القاص غسان بالسهل الأخضر بكل مسمّيات الحياة نحو المدينة التي كانت على طابع الأزقّة وكنائسها القديمة رغم الريح العاتية التي باتت تترنّحُ أمام زخات المطر الخفيفة.ثمّ حاءت قصّة ساعة الرهبة لكنيسة سيدة النجاة. بعدها تبعت قصّة المطر القصة الفائزة في المسابقة والتي نظمها دار السكرية للقصة القصيرة في مصر 2018 وقصص أخرى توالت عليها السنين: كالغريب،وفتاة القاعة،وهديل الحمائم،ورسالة أم،وعلى أعتاب السنة،والنافذة،والغبراء،والصورة التذكارية،وفي القلعة،وعد يا أنكدو. كلّها قصص قصيرة تحملُ في طيّاتها الأمل ونبذ التفرقة قسم منها من واقع الحياة والبعض الآخر يرتبط بالخيال. أقدّرُ جهد الكاتب على ما دلى بدلوه من مفردات وجمل رنّانة هنا وهناك أتمنّ لهُ الموفقية والنجاح في عمله خدمة للمشهد الثقافي في العراق. 

295
مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا
عقدت الهيئة الإدارية لمجلس أعيان قره قوش/ بغديدا إجتماعها الشهري يوم السبت1/9/2018
ترأس الإجتماع النائب الثاني لرئيس المجلس إبراهيم يوسف حنو وسكرتير المجلس بهنام ججو القصاب بحضور غالبية الأعضاء. 
 نوقشت أثناء الإجتماع الفقرات المدرجة في جدول الأعمال والتي تضمنت العديد من الأمور العامة التي تعنى بحياة أبناء بلدة بغديدا بعد العودة من التهجير القسري، وبعض الأمور الخاصة المتعلقة بالإعمار ومتابعة معاناتهم لدى الجهات ذات العلاقة في إدارة قضاء الحمدانية والدوائر الخدمية الأخرى التي تبذل جهودها في تقديم الخدمات العامة التي لها مساس بحياة المواطن اليومية في بلدة بغديدا.

296
أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري
كريم إينا 
                                       

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوة
وسهام تسرّحُ كواكبها ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندلة
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج تمسدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقة
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسموات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعة
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ فم الأمواج المستعرة
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمش المشرقة
***





297
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابيالمشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***



298
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 22:21 15/08/2018  »


حضارة مطلسمة بغربال العتمة


كريم إينا

فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدويّة
يومظُ برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاه

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلّاة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...


299
أدب / الطائر المأكول
« في: 05:33 10/08/2018  »
لطائر المأكول *

كريم إينا


يا أيّها الطائرُ ما أجملك
                 صوتك مبحوح خجول قلق
جناحك الفضفاضُ تحت الندى
              رطباً مهيباً قد يضاهي الألق
تجولُ بالمنقار كي ترتعي
                   تجمعُ أكلاً أينما قد علق
وتجلسُ الغصن على أنّه
                 بيت وتنسى أنّهُ من ورق
يا طائراً يسجو غصون الشجر
             ما أروع النور الذي قد مرق
كنحلة ٍ تدخلُ في زهرة
               وعطرك الفوّاحُ شهد عبق
يا طائراً عبرَ بلاد الورى
               تدعوكَ أطياري هنا للسبق
أسائح أنت بجوف السما
             أم أنت نجم قد أضاء الغسق
يا أيّها المسكينُ من ملجأ
            خال ٍ ستبقى حائراً في الأفق
لا تتبع النسر إلى وكره
              إنّ الذي يُرديك ها قد طرق
أهواكَ دونَ الطير من دونه
           كما صحت أطيارنا في الشفق
يا طيريَ الباكي فما أجملك
             نصفاك مأكول ورأس سرق
..............................................
* أشبّه هذا الطائر بالعراق الجريح 


300
لا حرمتلي من حوبّخ
                        كريم إينا

دماهي كمحرمتلي متفقتا
ولْهيلخ بْطعولتخ سْبقتا
قَي من ناشي رحوقا برشتا
دقرو منّي خليبخ زدوئثا
خزيلي حشّا بصلمخ بديا
زْرقلي شْئثلي خشلي قنيا
خلمن بشلي قطرا ئصيرا وشريا
لكنابىء حوبّخ دفقير وغنيا
لكمفرقت بينث كثوته ومشوحته
خشلي حوبّخ شلاّ وسمْيا
كمجنكر بْنثياثي بيوما وليلْيا 
             

301
نتاجات بالسريانية / خرسا وطرشي
« في: 08:00 07/08/2018  »
خرسا وطرشي
كريم إينا 

خشولا طرشيون لكشمي نثياثي
وآهي خرسي قالا مكومّح لكاثي
بئيلي دمشمئنح حكيثة وتفهمالي
مجرّد نشوقتا مسبثح بئيلي كمنئسالي
يا براتا وردي دروخي صهينا
مئيذخ طاسي دمايا مشتيلي
بشلي مخ شيّرتا دهوا بيذخ كمبهرا
ومخ نونيثا دلا مايا كمفوقا
حوبّن كرك زونا بدمْبادلّي
بيشن خرسا وآهت طرشي

302
تراثيات وأزياء للفنان صليوا عبّا من بغديدا
كريم إينا
لم يسلم شيء من جرائم داعش حتى المتاحف الخاصة وأنّ هذه الأزياء التي نعرض صورها لكم الآن ما هي إلاّ جزء من محتويات المتحف التراثي الخاص العائد للفنان صليوا عبّا في قره قوش، حيث عبث داعش بمحتوياته كما عبث في المتحف التراثي الموصلي، نهبَ التحف النادرة والثمينة وحطّم المجسمات التي تمثل حرف سهل نينوى القديمة رجالاً ونساءً ولم يسلم من عبثه إلا القليل التي لا يستفاد منها أمّا الأعمال التراثية الأخرى التي تمثل حياة سكان الموصل وسهل نينوى فحطمت كلياً وقطعت رؤوس شخصياتها. إنّ الموهبة والقابلية لا تقف. حيث قام بعمل نفس الحرف والشخصيات والمواضيع التراثية. في موقع نزوحنا كما ترون في هذه الصور المعروضة أمامكم زوّد متحف القلعة في أربيل بعدد كبير من المواضيع التراثية. كما وشارك بعدد من المعارض في أربيل ونالت إعجاب المشاهدين وبالأخص السيد وزير التربية في إقليم كوردستان حيث قال أمام الحاضرين هذه حرف موصلية أصيلة كما أجريت معه مقابلات عديدة وزيارات في موقع عمله من قبل وسائل الإعلام والقنوات الفضائية العديدة وكذلك إعلاميين من سهل نينوى وبغداد والإقليم. أمّا الملابس المنشورة يتجاوز عمر القسم منها (120) عاماً والقسم الآخر(100) عام بدليل أصحابها وبعضها أكثر من (90) عام وبالأخص القميص النيلي المطرّز بالشمع. هذه الأزياء القديمة هي  جزء ممّا إستطاع جمعها من متحفه الشخصي بعد عبث داعش المجرم به حيث سلمت من يده لعدم درايته بقيمتها ولا يستفاد من بيعها تشمل  بقايا ملابس تراثية  نادرة بعد التأكد من أحفاد أصحابها الأصليين. كالقميص والشال واليلك والزبون الأسود المطرّز بالحرير الأصلي (البريسم). ولكن التحدي كان شعاره فعاد إلى العمل في موقع الهجرة وكان بعض إنتاجه المواضيع المنشورة في الموقع ما زال يعمل بنفس الروحية والأهم هو لإحياء تاريخ وتراث أبائنا وأجدادنا ونعتز بإرثنا ونحنُ ما زلنا أحفادهم وها هو لمس العودة من راسن بغديدا.

303
نتاجات بالسريانية / شوبهرانيثة
« في: 23:45 27/07/2018  »
شوبهرانيثة
كريم إينا

ما قدّا خزْيتلا روخخ
يعني ليثن ناشا بختروثخ
إرشوما خْتروثا بزالا
وبيشا ختروثا دروخا
ما خزيتلا روخخ ميديّت خترتا
وليثن مخواثخ تتيء بمذيتا
ما قدّا كمّضيقتلي مريروثا
ودنخرايا كمخلت دوشا
وخايي دعمر رْشوما فيتي
وبدمكتفيهن خايخ بموثا
وتاما بدضيقت طئما دوشا
ودنخرايخ مْشتخ آخا مريروثا

304
أخي سرهد هوزايا
تحية قلبية أنا ممتن جداً لدخولك قطعتي الأدبية مع الحب

305
نبوخ لبكويني
كريم إينا

مهمنّي بحوبّا وما دكمّكويلي
وأرعا ونهرا مادخلّي وشتيلي
ولكتبن كل أرخا بسْ مشيحا وديني
شدئرن لبغديدي دركوشتي وقوري
يا نورا لا خمدت بوش بنباخا لْبكويني
آنا صهيا من خميموثخ مايا مشتيلي

306
حقّه سريقتا
كريم إينا
طؤون أقلخ من شميا
وأبهر خشكا من أرئا
شوقلي بشمّي دبرخن
وهلّي من صلمخ بهرا
إسري شنّي تويرا مكلي
مخصاذا بأرخ دليبا زرئا
دماهي كمثيتلي إمّمي ماحورا
دلا هايبي دماثن مئيوا مطرا
شلطانوثا مباثر موثي لكبئالي
ماقدّا دمصالن هر بيشن بخشكا
كمرن دصهري إيكيلا دوكثي
مسكيري من أرئا وناشي منّح سبقتا
ماد كبت بيونّخ من أذ دني
بس لبيشت إمسطانا سمختا
كجيلن إلّخ بيثواثا هجيري
لخشَوتلي شيذانة
بس هوني بشلي
حوقّا سريقتا   

307
نتاجات بالسريانية / منّخ بدمخن
« في: 21:36 15/07/2018  »
منّخ بدمخن
كريم إينا
خيري مخ شوبرخ بغديدي ليثن
وكمحسديلخ خورياثخ لختروثخ كليهن
مخ الماص لكتورت إمّد كو جكّج كديقن
بشلخ خدالي بوخا صبيا دمنفسن
برقيوت بمحقا آنا لكمدكلن
وبرقا دشمّي كمبهر لبّي وكمدرمن
بلطلخ مخ شبوقا دبهرا مطرئا دكبلطن
صلولخ كبابي دصبري وآنا منّخ لكجكرن
ما قدّا درحقي لبّواثا مخذاذي
هر بداثي يوما وآنا منّخ بدّمخن

308
نتاجات بالسريانية / مهما
« في: 13:54 14/07/2018  »
مهما
كريم إينا
مهما تغيبت بهرا دصلمخ بدلامع
وماقدّا دخورت نورا دلبّخ بدسامق
مهما تغيبت بيشه إينخ زونا
كبارق بخيالي حبّا دعلما
وماقدّا ديئلت بينث إلئاثي
شمشا بلكد سهرا كمسلما
ميكا بلطلخ وكداني سيكي بنورا
آذي بلطتا ئريلا روخي
ثيلا مبثختا دطرئا بليلي
وماقدّا درحقت بأورخا دخشكا
هر بدقروت مبيثن أتيقا
كمرت كمجرحتلي
لخزيلي آثار دمّا بصلمخ 


309
لبّا مْدكلانا
كريم إينا

إيئلّي لبّا إخذاء إيئلتا
ودقلي حوبّا نطّبتا نطّبتا
لبّا دمكيخا من دمّا وبصرا
ولبّا دخريوا كبايش بصلا
لبّا شتيرا مكوخوي دْشمّي
وكمحاكي مْصبري كل مندي
فضلا شمّي من مطرا
شاتا غدالي وغدالغ شنّي
مْلململي غدالخ كذاذي دْوَهما
وربطلي لبّخ بخولي دْصبرا
وموبلّي زدوثا من كالوثي بيئلتا


310
شقولّي كولي
كريم إينا

شقولّيْ كولي وهلّيْ مْكشمخ خناوا
شْتي دمئي وهلّي نطبّتا دْمايا
آهت عليثا وآنا ختيا
برقا دْإينخ بلهايا
كمشوقتلي غريقا بدمئي
ودمّي كجاري كلاهي مخ كْبايا
شقولّي كولي ودريلي بقورا
دْلا بيشن إلّخ بلايا

311
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 23:51 26/03/2018  »
سفر يصرخُ من الأعماق
كريم إينا
                           

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىءالأغراب   
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا...







312
نتاجات بالسريانية / سورايا
« في: 15:14 14/03/2018  »
سورايا
كريم إينا

بدبثخن خدالخن لبّي
بخيلي ومشيلي دمئي
لتلي ناشا دعاينّي بس ربّي
بينث أرعا وكوخوا
بدبرخن مخ دبشتا بْبوخا
يا أمثي كمنونن دمخن بخباقخ
ومشخنّي من قرثا
وخطياثي زديهن لبثرا
كد خاين أمثح وكمايث لقّاري إلّح صلوثا
يا دشتت ننوي قي بس آهت إيئلاّ لْكرمخ قرثا
وبارخ وخيراتخ صبيهن بكاسد دهوا
بشهن دمئن ملوخي كنخثي مخ مطرا
بكل دوكا كنبلي وعلما ببخايا ونوحا
قي سورايا من دون دناشي بشلي نزحا
وقي كبّن مخ براني كديوم بقووجي ونطحا
وداعش كدما دخّازي سورايا كامر (لازم أذبحا)
عمّن كلدنايا سريايا آشورايا ليلي نخبا
أمثن آهيلا شرشا وإن كريا بسورايا بدربحا

313
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 19:27 13/03/2018  »
الدمعة الأخيرة
                 كريم إينا

فقدتُ نجوم السماء
وصارَ دربي طويلْ
أسألُ تلك الزهور
عن موتها بينَ الصخورْ
***
الحبّ خفقة قلب
غنّت لها الدنيا
                بأسى وشجون
قبّلتها كما يلثمُ الوردُ المَطرْ
***
أنامُ على عشق العشب
كموجة تُعانقُ البحرْ
أصغي لصمت الكون
           أوقضُ لهفتي
وبينَ المهالك أرمي حجارتي
***
أوصلُ الصبحَ بالوريد
وإذا دارت المدافعُ وإحمرّت الحدودْ
تغادرني الدمعة الأخيرة
***
تغلي دماؤنا... فأرى وميضَ الوقت في عيون الفراشات
وقبلَ أن تطيرَ.. أنا في وجهها أطيرْ
***
وتطيرُ الأوراقُ باحثةً عنّي
تسيرُ في نعشي الأحلامُ
تعلو في رأسي الأفكارُ
وينأى الليلُ المخيفْ
تغفو نفسي في كؤوس المنام
فأحاولُ أن أنيرَ أضواءَ المدينة
ليبقى الغدُ
حلمنا القريبْ
*** 

314
أصوات تستند على عكّازة الفصول
كريم إينا 
           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسة
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

 
 

315
أدب / مرايا تسقطُ من برج الكلمات
« في: 19:25 30/01/2018  »
مرايا تسقطُ من برج الكلمات
كريم إينا


أبواب الآلهة غادرت رمادها
وخاطت من طهرها
لوحات العالم السفلي
***
تبتسمُ للماضي وتحزنُ على المستقبل
تمضغ رمادها السماوي
وهي تعزمُ الرحيل بهيئة عصافير
مرّت ذكرياتي الصدئة أمامي
وهي تحملُ تجاعيد إنتظاري الغامض
هكذا تضحك الشمس من تقاويم عهدي العابسة
***
منذ إنهمار الضوء على الكون
كنتُ أتجولُ في مؤخرة الهواء
علّه أعثرُ على جسدي المتغيّم
تحت يافطتي ذهول إمرأة
تستيقظ من عتمتها
***
هذا الهواء لم يدلقُ حرارته على معبدي
مجرد غيمة تبردُ زخاتها
لتحوي كأسي
***
مرايا الليل تبعثرُ أشلائي
بفوهة مصباح
كلّ ليلة أحملُ عكّازي المقوّس
أرفسه في زجاج الرغبات
كي ينير لي كوكب الأمنيات
لا أقدر أن أتخلّص من نومي
وعيونك ترتعشُ من برد الشتاء
***
جفّت دموع الأبرياء
وما قلبت الغيمة نفسها للنماء
كان الظل يسقط كنجم من السماء
يتدحرجُ خلسة عبر ثقوب الماء
***
أنحني بظلّ عكازة إجلالاً لعناوين الحب
أتلاشى في مجرات الكون
لأخلط الهواء بالغبار
ألتقطُ مرايا نفسي الملتهبة
وهي تسكبُ النبيذ في جرار العمر
***
سأزيل الظلام بذيل الفجر
وأتقرفصُ بخفوت داخل فردوس الكلمات
حتّام يبقى الظلام يلامسني؟
وأنا في العقد الخامس من عمري
كلّ الكائنات تركضُ خلفي
كطبشور ينثرُ فتاته للمتعلمين
***
أدخلُ رصيف الذاكرة براية بيضاء
لتغدو إيماءاتي قهقهات ضوئية
يتسلّى بها الجمال بنظارات فارغة
***
أصيخُ السمع لتماثيل جردت في نينوى من تفاصيلها
أستلفُ رأس سنطروق
ليقف خشية أمام إله الشمس
***
كنتُ يوماً ألوحُ بأكمام السماء
لألمس الظهيرة المشبعة بالأنفاس
أتمايلُ كلّ لحظة بظلال متكسرة
***
ما زال قوس روحي أخضر
يتعثر بلحية آشور
وهو ينقشُ شعارات يحسدني الغرب عليها
***
أسمعُ اليوم يباب قبّرة موشّحة
أذهلت رخام قببي
وقفتُ أمامها كضريح يلمعُ في خزانة المومياء
تلك الأصوات تدخلني في أنياب عاجية
***
تمرّ أمامي كشقائق النعمان
تتدلّى حلماتها في فم النحل
حينها يسري الشهد بروح منحوتاتي
تخرجُ من خزانتها كفراشات الأساطير
تتحركُ بأنفاس لاهثة
مقمرة كالقناديل
***
أشاكسُ عالمها المألوف في سوق عكاظ
كأنّ سرّتها قيثارة بابل
تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ
مرّت سنين وقرابين المعبد لا زالت
تنسجُ خيوط حريرها بنوافذ أحلامي
***
كلّ مساء أعقدُ صفقة
لتأويل إيقاعاتي المنسية
ربّما أمشي على الموج كقشة
تبرقُ فضاءاتها في راسن الغد
كإسطورة تنزلُ من برج الكلمات...





























316
أدب / قبعات تتمرّد على النبوءة
« في: 00:45 11/01/2018  »


قبعات تتمرّد على النبوءة


كريم إينا


أبصمُ ممرّاً في ظلّ الأشجار
لتمضي كهرباء نفسي
عبر أسلاك العالم
أقترحُ قبعات تغطي بلاهة الليل
خلف صلصال الضوء
ترحلُ يقظة الألف والباء إلى الأسطورة 
لا تبعد نظراتي نحو ثقوب الخرافة
أنفخُ في مقصّ التعاسة وأرى
كيف ينثرُ تماثيله البالية
نحو تجاعيد الألم
لوطن حر وشعب سعيد
لم تبق حزمة واحدة
إلاّ وجمعت يومياتها الماضية
لم يعد فمي يتلمّس الأشياء
لفقدان شهيته المطلية
بصمت المارة
أفقدُ لمعان النوافذ
وهي تحكي عن ستائرها البالية
هكذا يغربُ مكاني بعتمة الزوايا المثلجة بالبرد الداكن
تمرقُ مناديل الفوضى على أناقة هندامي
الماء والهواء يطلّ منهما مردوخ وإنليل
يأتيان من العالم السفلي
ليحطموا أوثان الجنّيات
ويعيدوا أجور العمال المسلوبة
مساءات الهذيان
في ذلك المكان العجيب
تفيضُ رؤياي بهما من الحب
لا تخشى الهيبة
كلّما طال المساء
يمدّ نعاسي نغمة الصحو
نحو الشرفات
منذُ ألف ليلة وليلة تتبعثرُ خطواتي
نحو عفريت يجثو على بساط الريح
وأنا وحدي
أملأ الذاكرة بغياب متمرّد
الكون يحلقُ صالون السماء
بماكنة النبوءة وسط مخيلة الأشباح
وهي تخطفُ إصحاحاتي الخرساء
ربّما أتسلّقُ نفس ذاتي
لبريد عاجل...

317
أدب / نازح على سرير الغربة
« في: 18:38 04/01/2018  »
نازح على سرير الغربة
كريم إينا

سهام لحظة تلبسُ
أزقة عيونك التراثية
تشردُ مزامير التجلّي بعزلة ميلادي
أتراني جثة هامدة على سرير الغربة؟
أم ثقب في سقف نازح تنزلُ منهُ قطرات المطر؟
****
أحملُ تنّوري على نبض قلبي
لتضيء علامة إنبعاثي على مدرسة القديس إيريانوس
من وطن الناقوس
أطفأ كأس عرقي بلسان الضاد
فيتهامسُ عويل النساء
من حمرة نهر دجلة
وإحتراق بساتينه المورقة
****
ألبسُ عصر قصيدتي
بصوم صامت
طالما أفعمُ بخيمتي الجديدة
أتأمّلُ جنازة زارع
تسدّ جوعي المبحلق
****
حين إستفقتُ من فضاء الكون
توقفت الشمس لتملأ
بطنها من فتات شعاعي
من منّا لا يتشرّد
ويتدحرج كجمرة نار
****
هكذا يبقى الزمن فارغاً
يحمي لونهُ المقمّط وصراخ الأفكار
تعزوها رائحة الوقت البالي
وحدها تغطي السحاب
بصياح الديكة لفجر جديد
****
الظلام يلفّ حبال الحرب
لمقتل قابيل
ويحتسي من دمه خمراً فاسداً
يعطّلُ المخّ ويشلّ اللسان
الأعين تبحثُ بين الجثث
عن مجد مفقود
يقضي أيّامهُ الواهية
لتنهدات السماء
****
سأطلقُ شرارة النهار في شهر نيسان
لتصل فقاعات البرق
في شوارع غربتي الصامتة
أعانقُ أكتاف الجنّيات
وهي تصرخُ من ضياع نينوى..كالح.. وخورساباد
****
نشيد أوردتي يسكنُ مقعداً شاغراً
بعد أن يلحفه الموت
كانت رائحة الأرض تلحسُ ظلّي
تنشرُ أجنحتها برائحة الملكوت
البارحة تختفي من قساوة الظلام
تمزج الشرّ كغراب أعمى
****
بدا نقائي كروماً يانعة
تدورُ في قواميس الجمال
ليس للبكاء مكاناً عندي
سوى أجنحة الفرح
كسنابل الحنطة الصفراء
تدخلُ مملكة الضباب
المشرقة...
 
 
 

318
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 23:11 06/12/2017  »
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
  كريم إينا
                               
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: وهم قومٌ من الفضاء الخارجي.
***


319
نتاجات بالسريانية / كيلي فرق
« في: 00:42 26/11/2017  »
كيلي فرق
 كريم إينا
 
خوارا وكوما كيلي فرق
عوفلي أهت وشوقلي بدرد
كياوا روخا كبشلا كنفرا
كيئلا إلبّا مخ برقا
إللوش بدلة كومتا
بدخزيت خواروثا دتلكا بئينخ
إبثخهن كليهن طرواثا مزونا
وعرقهن زدئياثا مكاود هونا

وقلبهن باري كليهن بإيذخ
صلما دملكا بشلي ختايا
وصلما دبهرا بشلي ئلايا
وهاذخ مبينّي فرق
كوما آهولي خوارا
مباثر ما ديقذلي
كيلي فرق... 

320
نتاجات بالسريانية / لختروثخ
« في: 00:33 20/11/2017  »
لختروثخ
            كريم إينا


آنا دخاتر دإينخ
بشلي بختروثا كفهمن
وإمّد دخزيلي كونا دتهن
بقميثا كمحكنوا ودها بشلي 
خرسا بحكي كمتئتئن
لكيذن ما بريلي بكاوي
دمت سحر آهي كمسحرالي
وهوني من ريشي برخلي
ولشاني قلّوطح ئلقلي
إختروثخ ليثن منّح
وألاهة كمهيولّخ دوشا كولي
ثيلي لبابخ كبن طلبنّخ
وما قدّا دهاوي يقرا دْكشمخ
من دهوا بيونّي 

321
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 21:43 14/11/2017  »
في كلّ لحظة تراني
كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكان على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...

322
أدب / تواشيح في مقهى الرشيد
« في: 09:05 09/11/2017  »
تواشيح في مقهى الرشيد
كريم إينا

أشعرُ بسفري
قرب مقهى الرشيد
متنكراً بقبعة سوداء
أتعقّبُ الهارب منّي
ليقضي نهاره
مع نرجيلة الليل المستهام
أخرجُ خاسراً
بين أحضان الفجر
أشقّ طريقي نحو حمائم مقعدة
إتخذتُ ظلّي عنواناً راكضاً خلفي
يعانقُ خطى المنايا
في أيّ يوم تبيضُ أثوابي؟
ليس متسع من الوقت
كلّما مرّ صوت نافذتي
تترهلُ خرائط تقواي
الكل يتلهفُ لقرابيني
وكأنّ القيامة تتربّصُ بي
ألبسُ رعشة البوح
قد تبرقُ شظايا شجني
وهي تبصقُ جنون آثامي
ربّما العمى يرتّبُ سلّم نسياني
على ملاذات الدخان
ما عدتُ مهترئاً
بل منطفئاً في الملاجىء
تصارعُ أشواقي بعضاً من رغباتي
وهي توزعُ ترانيماً مهجّرة للعاشقين
من أذرعي رائحة الكتابة تفوحُ
إلى شوارع خاوية
جعلتُ عويل أرواحي
يصعدُ قطرة قطرة في الغيوم
ما لا أدركهُ
بوصلة أفكاري توقفت
عند نصف غيمة نائمة
أشتهي موسم الكلمات
وهو يوزعُ أرغفة للعراب
تذكرتُ ليلة موت أضلاعي الصدئة
كلّما أنثرُ لوعةً يتأملني الغياب
ولطافة حلمي تخبو على خدود الأطفال
رزمتُ كلّ كراريسي وهي
تهتزّ بتسابيح وجودي
ربّما تفتحُ جداول إسمي فسحة أمل
ترتعشُ نوارسي بنومها العميق
علّها تأخذني بأحلام الفجر
أنا أكثرُ حزناً
من عتمة الظلام
أرقبُ دنياي مكوّمة بالموتى
ويظلُ أمسي
يعشقُ لمعان أفكاري
أمضغ نفسي بأصابع العطر
وهي تشيخُ من توسّد فردوسي
كانت نقطة بدايتي
تفوحُ بالحناء
كلون ينقرُ صمت حروفي
رائحة الأنفاس توقظ عزمي
تكمّم عواصف الليل فمي
لتقايض حرقة الإنتظار
كأنّها رقصة الخريف
ساكنة بتواشيح اليقين
أنهضُ بظهر مرتعد لرؤية
حرائقي المنسية
يا ملامح وجهي المبعثر
عرفتك وأنت تحملُ فانوساً
في أروقة الذاكرة
أباغتُ طعنة صحوي عبر الأمكنة
لا مواعيد لإهتزازي
يمشي الرشيد فيتبعني
لنجمة الأمل المضاءة
حينها تنفخُ الأشجار في بوق عزلتي
أرّختُ وقع خطى الثكالى
وهي تجلو ممرّ شراييني
سأبقى أنثرُ قصاصاتي
بمرايا الوقت
ترشقني المسافات
وتهربُ أفكاري
إلى ما لا نهاية...

323
أستاذ كاظم حبيب تحية قلبية وبعد
سيدي العزيز نسيت إسمي " كريم إينا" المتعاون معك أراك غير منصفاً معي مع محبتي.

324
أدب / poems
« في: 13:00 09/08/2017  »
Calling
Writer:  Kareem Eena
You have your empty game
And I have a light that hugs me
Bright in the morning
On my balconies
Far away.. far away
To my stars
I will see a night
That bear the illusion
The sadness of  love
Calling
***
Darkness
Writer: Kareem Eena
I will enter my shadow in a land
Fragrant,
I will approach a terrace
For mirrors of silence
I will see my dreams fleeting
I will collect love
From my eyeballs
I will polish a fang
From my mouth’s fangs
To make my light
A lamp for the blind
And I will jump the darkness of myself
Through the time
***





325
أدب / Calling
« في: 23:58 07/08/2017  »
Calling
Writer:  Kareem Eena
You have your empty game
And I have a light that hugs me
Bright in the morning
On my balconies
Far away.. far away
To my stars
I will see a night
That bear the illusion
The sadness of  love
Calling
***
Darkness
Writer: Kareem Eena
I will enter my shadow in a land
Fragrant,
I will approach a terrace
For mirrors of silence
I will see my dreams fleeting
I will collect love
From my eyeballs
I will polish a fang
From my mouth’s fangs
To make my light
A lamp for the blind
And I will jump the darkness of myself
Through the time
***





326
نتاجات بالسريانية / محرا
« في: 21:32 25/07/2017  »
محرا
       كريم إينا

محرا بكالوثا وريذح كنوئي وكراوي
ومحرا بغديدي كيقذي وريذح وكساوي
نخريتوثا كبلطا مبركاكي دْبوخا
ودشتت ننوي كيئلا بركاكي دْنورا
بكالوثا كبنا وسخارا ليلي عجبوثا
وزدقا دننوي سليبيلي بناموس حقوثا
ناشي بإيجار وناشي بْمجمّع وناشي بخيمت برزلوثا
هلمّا يا ربّي بيشخ باذي حالي
وْدنخراي كموخلخوا برزي وخلوثا
كنطرخ ياما وبرقا ددبيشي مخ إيوا كْزيخي
ودْ بلطا شمشا دناوء زرئا ويرقوثا
شدّأْرخ لْدشتت ننوي شدْ بيشا كيانن بفقروثا

327
نتاجات بالسريانية / بثخلي طرئا
« في: 12:48 14/07/2017  »
بثخلي طرئا
              كريم إينا 

بثخلي طرئا وْلبّي زديئا مبثختا
بلطلا قامي مخ برقا كخكا
دريلا وسْوَسْتا بْلبّي وهوني بشلي لْبثرا
مبهيرخ إجّو يومي ومخشكلك شمشا
شوقلخ كومّي بْشتقا ئصيرا
وآذا مندي ليلي شبيرا
كلّلا دْبهار ما قدّا ديشتلي بقلخ
وما قدّا توراليْ علعالا
بدناوء خرتا نقا دلئيل
بدزامر ديرقوثح وطئما دْحشّا
بغديدي ما قدّا دْمئرقيلخ
ول قلعة أربل وهل ريشد طورا
هر بْدئري وريذي دوردخ إلّخ
وْما قدّا تهويت بسجن خشكانا
هرْ بدبهرا رزنتخ مْقبّي ئقتاْ

328
أدب / المعذرة
« في: 21:05 08/07/2017  »
المعذرة
كريم إينا 

ما زال عطرك لي يفوحُ                   وقد شممتُ الأعطرهْ
وغفرت لي لثم الخدود                      فقد حسبتك آلههْ
فبعثت بنبضة قلبك                          ها قد ملكتُ المقدرهْ
وكشفتُ لغزاً منك                          يوصلني غداً للمعرفهْ
فوددتُ حباً قد ينيرُ                         على الفضاء وأنجمهْ
ولقيتُ في صفحاتك                        سحر الكلام بأسطرهْ
وإساءتي لك زلّة                            ثغر فأرجو المعذرهْ

329
أدب / شهيق النفّاخات
« في: 11:33 25/06/2017  »
شهيق النفّاخات
                                   

كريم إينا


قصة قصيرة

عند مدخل قوس بوّابة حديقة الحيوانات في دلهي، وسط ملاهي اللعب وإزدحام الزوّار المتلهّفين للدخول،وبينَ لغط المزدحمين ووقع خطى الناس المتعجّلة للتسلية في مدينة الألعاب،كانت حزمة من النفّاخات الملوّنة المنفوخة تتطايرُ في الهواء،حاول بائع النفّاخات إختيار واحدة لطفلة صغيرة،إنقطعت حزمة النفّاخات بكاملها وسقطت على الأرض،حضر في تلك اللحظة فجأةً لصٌ شرس فإنتشلها من الأرض وركضَ بها بسرعة خاطفة والحزمة بيده تتطايرُ من ورائه بلّغ صاحب الحانوت الشرطة عن ذلك اللص فأخذت تطاردهُ ومن خوفهِ سقطت منه حزمة النفّاخات كلّها على الأرض ما عدا ثلاث نفّاخات بقيت بيديه ،بعد خروجه من مدينة الألعاب بسلام من قبضة الشرطة ترك النفّاخات الثلاث على مصطبة خشبية حينها ذهب ليقضي حاجتهُ،يتوسّط المصطبة كشك صغير لبائع شعر البنات وحوض كبير من البلاستيك يحوي بداخله أسماكاً صغيرة ملوّنة ومتنوّعة،وحولَ المصطبة بقايا تمثال كلب منحوت من الخشب المحروق،كانَ الوقتُ ضحى،وكانت النفاخات الثلاث جالسات على المصطبة تتنفّس الصعداء موليات ظهورهنّ لظلّ شجرة صنوبر طويلة،وعلى وجوههنّ تلوحُ علامات الخوف واليأس.ربّما كان ذلك بسبب إفراغ الهواء من بطونهنّ الذي كان يبعثُ في عظامهنّ نفحة الحياة الوردية.أو ربّما كان سبباً آخراً هو فواجع الدنيا وأهوالها التي باغتت حظّهم العاثر خلال الفترة القصيرة الماضية التي مرّت بهنّ.كانت إحدى النفّاخات كبيرة الحجم ناحلة الجسد مثقلة ترتدي لوناً أحمراً شاحباً بثيابها.بقت جالسة على المصطبة بجانب حوض السمك،تنفخُ نفسها إلى ما لا نهاية،أمّا النفّاخة الوسطى الأخرى كانت ترتدي مئزراً وردياً.. تنظرُ بخوف إلى المارة في المتنزّه دونَ إكتراثها بما ترى من الأشياء التي أمامها.أمّا النفّاخة الثالثة كانت صغيرة جدّاً لونها أصفر لا يتجاوز عمرها السنة مجاورة لبائع شعر البنات،نحو ساعة من الزمن كنّ ثلاثتهنّ ينتظرنّ أحد ما لينتشلهنّ من محنتهنّ ويحسنُ إليهنّ أو يخفّف من آلامهنّ وجوعهنّ،بدأت ذكرياتهم تمرّ كالشريط السينمائي مواضيع جديدةً ليتكلّمنّ فيها. تنبّهت النفّاخات الثلاث على جلبة أصوات وإذا برجل يجلسُ على النفّاخة الكبيرة محدثةً صفيراً مشفوفاً وهو غارقٌ بالضحك لمصدر الصوت،كان ممدّداً ساقيه على الأرض ضاق النفسُ بالنفّاخة الكبيرة وهي تختنقُ تتذّكرُ بقايا الحديقة التي كانت تتطايرُ من فوقها أغمي عليها وغفت لبرهة من الزمن،بدأ صوتُ المشي يصلً إلى آذان النفّاختين الأخريتين وإذا بطفل يخطفُ النفّاخة المتوسّطة راكضاً بها إلى مالىء الغاز وكأنّها عنده طائرة ورقية يتسلّى بها كيفما شاء يملؤها لحدّ التخمة،بدأت عيونها تدمعُ من غاز الهليوم العديم اللون والطعم والرائحة ودموعها تسقطُ على ملابسه دُونَ أن يكترث لذلك.أمّا النفّاخة الصغيرة الصفراء فتابعت جلستها الساكنة على المصطبة. بعد قليل أطفأ الرجل الجالس على المصطبة عقب سيكارته بجسدها الصغير الرقيق.ومن شدّة ألم الكوية طلبت من السماء بلهفة لتسقط زخّات مطر صيفي كي يبردَ ألمها وتبقى كما كانت على عهدها في السابق تتلاطمُ مع قطرات المطر وهي تستنشقُ هواء الحرية ولكن الآن من دُون جدوى. كان صوتها المخنوق لا يكادُ يُسمَع ورغم ذلك رفعت رأسها نحو السماء فأخرجت صوتها من حنجرتها المحترقة،تمتمَ الرجل الجالس دُونَ أن تُفهَم كلماتهُ وهي ما زالت تدمدمُ في إستياء،بعدَ قليل ألقت النفاخة المتوسطة التي بيد الطفل نظرة وداع أليفة على وجه النفّاختين الباقيتين،بدأت النفاخة الكبيرة ذات الصوت المخنوق تنظرُ من خلف دابر الرجل المنبطح عليها دُونَ إهتمام،وفي تلك الأثناء حدثت زوبعة شديدة أثارت معها الأتربة على شكل دوّامة عالية تشبه حيواناً خرافياً قديماً مثل الديناصور إلتهمت معها كلّ شيء صادفتهُ،حتى كادَ الرجل الجالس على المصطبة أن ينهضَ من مكانه ويرتادُ لهُ مكاناً آخراً غير مُسمّى،وفي تلك اللحظة جلبَ الهواء معهُ النفّاخة المتوسّطة التي كانت بيد الطفل إلى المصطبة أمّا النفّاخة الصغيرة إلتصقت سرّتها بأحد مسامير المصطبة الصدىء وهي ما زالت تصارعُ شدّة هبوب الرياح،بدأ العدّ التنازلي للرياح وهي تهدأ رويداً.. رويداً بعد هدوئها بدأت تظهرُ علامات الحركة المزدحمة بين الناس وهم يقومون بجمع أغراضهم المبعثرة،أمّا النفّاخات الثلاث ألقينَ نظرة أمل لما حولهنّ من الأشياء ولكن لا شيء هناك سوى بعض أوراق الأشجار المتساقطة والتمثال الخشبي للكلب المحروق الذي ما زال شاخصاً كما هو في مكانه ينتظرُ عويل الأصدقاء،بدأت النفّاخات بالتحرّك وإستجماع الطاقات والقوى لغرض البحث عن ملاذ أمين كي يشهقنّ فيه هواءاً نقياً لعلّهُ يوماً ما قد يعودوا إلى حانوت بائع النفّاخات وهنّ يساهمنّ في رفرفة الحزمة الجديدة المعلّقة في مدينة الألعاب من جديد وأن تشرق على وجوههن سيماء شمس الحرية بعيدينَ عن العنف والمصائب وأن ترتسمَ في سمائهنّ ألواناّ زاهية سعيدة معهم إلى الأبد.

330
نتاجات بالسريانية / لا معنتت
« في: 12:28 24/06/2017  »
لا معنتت
                          كريم إينا

لا آهت كنشيتلي
ولا آنا كناشينخ
ما إيبا عيشتّن يا عمري
بدباخينخ وبدبخيتلي
ودمئي إيوشهن من إيني
ودمئخ مطرا كمتريلي
يا سفينتا كرخشا بدمّي
ويا نْقرتا بلكد بكويني
آهت عطرا دكمدر روخا
وشئثا دلبّخ كمرخشا لبّي
يا نورا رحوقا كموقذلي
ماني بداثي مْباسملي
عْنتّخ كْمشتيالي كاسه مرتّا
ورحقا من كالوثا
هيّو مخالصليْ   




331

كنيستي الواحدة، كنيسة المسيح
شعر: كريم إينا

" أقولُ ودمعُ العين يغلي ويلهبُ
ومنهُ أصوغُ الشعر أمراً وأكتبُ"
ولا خيرَ إلاّ بالمسيح- وعدله
محبّتهُ للناس، تعلو وتغلــــــــــــبُ
ويعجبني صوتٌ غــدا مترنّماً
يدعو أناساً على الحقّ ِ يرقــــــــــبُ
فللوحدة في ديننا مطلبٌ أكيد
وعنـــــــــدَ الإله أجرها لا ينضبُ؟
صلاةٌ وطقسٌ أو كلامُ عقائد
تعلّمنا اليــــومَ حكمةً وتذهـــــــــــبُ
ولي لبني قومي رجاءٌ أبثّهُ
ليسمعهُ قسٌ كلامي وراهــــــــــــــبُ
شعوري لشاهدٌ على توبة ِ الضمير
نزمّـرُ لله ِ نشيداً محــــــــــــــــبُ
إنّ الصلاةَ صلاحٌ بعينـــــــــــــه ِ
بإيماننا قد نجعلُ الخيرَ مطلــــــــبُ
نعقّدُ أمراً إقتضى حلّـــــــــــــهُ
سيبعدنا عن بعضنا ليسَ يصعـبُ
لقد أتعبتنــــــــــــا كلّ أحمالنــا
لحقد ٍ دفين ٍ علّـــــــهُ يُشطـــــبُ
فلا يهنأ الأشرارُ في عيشـــــهم
بغير ِ السلام ِ شعبُنَا لا يرحّــــــبُ

332
أدب / تذكار لإبادة مزركشة
« في: 00:29 21/06/2017  »
تذكار لإبادة مزركشة
  كريم إينا                       

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
دخانٌ ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة كبالونات الحلوة الدبقة
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...

 

333
نتاجات بالسريانية / نفاسخ
« في: 22:33 19/06/2017  »
نفاسخ
         كريم إينا

شخيننا كفّافاتخ
وقريرنا أصّاصاتخ
إن كذت كومّي ما قدّا نفاسخ إكارشليْ
بيشن خبقن بهرا دْإينخ
وإنيّن سميا بداثي يوما مْقشئلي
ما قدّا دبيشي أرخاثخ سيكي
هرْ بديائل بوخخ بوقاقي ومرئشليْ
وبدعيشخ مخ يوني دكمبقبقي
هر بشتائر عطرا دنفاسخ
لْنفاسي ومركخليْ

334
أدب / الصورة
« في: 15:09 14/06/2017  »
الصورة


كريم إينا


قصّة قصيرة


كلّ شيء كانَ ساكناً في مكانه،إلاّ الأشياء التي كانت تحرّكُ رغبتها للبحث والتقصّي عن الصورة السحرية بكلّ ثقة وإصرار،وعند الفشل في الوصول إليها يسكنك الإغتراب عنوةً، تغيبُ معالمك ويحجبُ أفقكَ،فتصبحُ مجرّد ظلّ مسجون في زنزانة هذا العالم الفسيح،دائماً كانَ عمّها يفاجئها بهداياهُ الجميلة فتخرجُ أمامهُ على مفارق الطرق حينَ تراه تتراكضُ للوصول إليه بسرعة وإنتشال لعبتها المفضّلة منهُ،وغالباً ما تمضي النهار كلّهُ محتضنة في مخيلتها تلك الصورة التي تتمنّى أن تجدها. ولكن ما كلّ ما يتمنّاهُ المرء يدركه..... إلخ ظلّت زمناً تمارسُ لعبتها تلك بحميمية مفرطة،إلى أن نسيت نفسها،لم تعد تشعرُ بالشيء الذي إفتقدتهُ،وكلّ ما يهمّها ما تشعر به حينَ تتلمّس لعبها من عمّها أيوب. وحينَ حانَ الموعد قالَ:لها عمّها إذهبي يا بنيّتي إلى غرفة جدّتك وأجلبي لي ماسحة التنظيف كي أنظّف بها باحة البيت حيثُ كانت الماسحة موضوعة هناك،عندما ذهبت إلى الغرفة ساد عليها الحزن فبدأ يسري في أعماقها صمتٌ رهيب،وهي تجلبُ الماسحة من غرفة جدّتها نظرت إلى الأعلى فشاهدت جدّتها تتحرّك وتحدّثها من داخل الصورة،أصابها الهلع فأصبحت في حكم الغياب المؤبّد.لم تملك في تلك اللحظة غير الدهشة والسكينة فوقفت عاجزةً عن الكلام أمام الصورة وهي تحدّثها قالت:جدّتها لها ماذا تفعلين هنا يا بنيتي؟. حينها ردّت عليها أريدُ أن أجلبُ الماسحة لعمّي أيوب كي ينظّف باحة البيت بها،وفي تلك اللحظة غابت الجدّة المتحرّكة وأصبحت صورتها الجامدة داخل الإطار كما هي.لم تملك الطفلة حينها سوى الدموع الغزيرة لما جرى لها من مخاض عسير،وحين تهافت عليها القدر،قالت: لعمّها خذ الماسحة وهي تبكي بحزن عميق.نظر إليها بتحنّن وقال:لها لماذا تبكين؟. ما القصّة؟،ومن بريق عينيها ورفّة جفنها بدأت تقصّ عليه الحادثة والمياه المالحة تتسرّبُ من تحتها حتى تكادُ لا تعرفُ صورة وجهها!ولهذا كانَ موقفها هو الأصعب،وحلمها يتلاشى نحو المغيب،بدأ عمّها يقهقهُ من حلمها الساخر ويقول:لها أنت تحلمين. ما هذا الهراء؟. لم يكن لديها الجواب لأيّ سؤال عنها أو عن جدّتها،مجرّد كانت تتخيّلها مرسومة داخل إطار الصورة. وكانت تشردُ في صور أخرى ما عدا صورة جدّتها التي يظلّ السؤال يتردّدُ في نفسها: هل ما فعلتهُ جدّتي حقيقة أم كذب؟.بدأ اللون الأبيض يمتدّ في عينيها على مساحات الجدران،وبلمح البصر عادَ كلّ شيء إلى الحياة. ربّما إخترقت بوابة التاريخ المغلقة بنظرتها وحزنها وهزيمتها،ذات يوم إستيقظ الحزن من سكونها الأبدي رغم تعثّر نافذتها المشرقة ووحشتها الصامتة،بدأت تغسلُ وجهها بدموعها،ولكنّها لم تفلح في جرّ تلك الأصوات خارج ذاكرتها.لأنّ ما رأتهُ هو خارج حدود لياقتها وكأنّها تذوّقت من سحر الإكتشاف لم يكن كافياً لإرواء نفسها العنيدة الظامئة. كانت الكلمات توسوسُ في ذاكرتها،تُصدرُ أصواتاً صاخبة، تارةً ترى جدّتها جالسة على التنّور وتارةً أخرى عندما تغفو توقظها جدّتها من نومها. إنّ وقع خطى جدّتها بأذنيها ما زالت تستقطبُ موجات الحياة،وتترك قدميها تتولّيان القيادة. بعد عشر سنوات من الحادثة خدعتها ذاكرتها وفقدت قدماها المصداقية،أطلّ الصباح فإستقبلتهُ بقبلة مشرقة،وقطرات الندى تتغلغلُ بينَ أفكارها المخملية،وتخرجُ من سجن ذاتها، الصورة كانت أولّ إمتحان لها يتكوّرُ في نفسها. شعرت بالإرتياح أو ربّما بالإنتماء إلى تلك الصورة التي إكتضّت الأحداث فيها كجزء هام وضروري تستطيع التمرّد وإعلان عصيانها على كوّة فراغها. ولكن تلك الفكرة باتت لتجاوز عالم الوحشة بينها وبين عالم جدّتها،راحت ترسمُ بريشة صوتها عوالم أو مجسّات ملموسة كلّما سمعت المزيد عن تلك الصورة فتزدادُ إشراقاً في ذاكرتها،الآن لم يعد ما يشعرها بالإرتباك الذي كان يعتريها حينَ تقفُ متأملة بتلك الصورة في غرفة جدّتها، ولفرط سعادتها راحت تسمعُ أصواتاً تلتصقُ في ذاكرتها وكأنّها ترى بتلك الإذن صورة جدّتها،من يفنّدُ تلك الصورة ويُحافظُ عليها من الغبار وضباب الأزمنة،أعتقدُ أنّها نموذج متفرّد في عالم الصور،لا يمكن أن يمرّ يوم دونَ أن تتشوّقُ فيه لرؤية صورة جدّتها،ولكنّها حافظت على ثباتها رغم ثنايا قلبها البائس،مدّت ذراعها إلى الصورة طالبة من جدّتها التحدّث معها ولكن ليسَ من مجيب،إنتظرت سنين طوال على هذه الحال وهي متسائلة ببراءة متى سيأتي النور كي أرى جدّتي؟. قاطعتها بفرح جدّتها وقالت:سأكونُ هناك ضيفة شرف كلّما ناديتني،ومن شدّة فرحها بنطق الصورة جلبت سلّماً وصعدت إليها وقبّلت جدّتها بحب فوق جبينها وهي تغالبُ في إنفعالها لتكون على إتّصال مباشر مع روح جدّتها التي ما زالت تؤكّدُ للجميع بأنّها مجرّد ضيفة شرف جامدة في إطار الصورة ذهبت من هذه الحياة وستأتي في يوم الآخرة لتلتقي بها ثانية.

335
نبوخ لبكويني
كريم إينا

مهمنّي بحوبّا وما دكمّكويلي
وأرعا ونهرا مادخلّي وشتيلي
ولكتبن كل أرخا بسْ مشيحا وديني
شدئرن لبغديدي دركوشتي وقوري
يا نورا لا خمدت بوش بنباخا لْبكويني
آنا صهيا من خميموثخ مايا مشتيلي
 

336
نتاجات بالسريانية / مسكيرن
« في: 22:46 11/06/2017  »
مسكيرن
كريم إينا

شنّي حيلي كمسكريلن
ليلي بأمرخ ولا بأمري
أمر دحوبّخ  كمكاتفلي
كثيويلي لْكيبخ مخ أيوب سيبرتي
وآذي عنتّخ لكفيدالي
بشلي كشاتن محوبّخ ول دكجلي
بس إمّد دشمئلي ديقتا دْلبّخ صحيلي
آهت موجة دمايا كلطمالي
ومطرا دشمّي كْمسخيلي
بشلي تيها منّخ مضيعتخ
ولكذن لْمَاني زالي
ولكذن دمحاكن ألماني
أورخا سكلا قامي
ومثهن بريشي كليهن خلمامي
لكن آهت لمثلخ
وخايخ برسمتيلا كملهيا شمئي
بدهادينخ إيني وحكّيثي ولبّي



337
نتاجات بالسريانية / عولمة
« في: 20:33 09/06/2017  »
عولمة

كريم إينا
 
إلوشلخ حجّاثا دكلثا
وصبري كليهن مبربرهن بدرتا
لبيشت كمدلّت حيلي
وْكمدَريت قرشا بأرئا
دريلخ ملخا بْشيكر
وآذي ليلا خوش طلعه
كمطعنتلي بسكينا خربتا
كعايز دميلن عنتر وعبله
شوقلخ إلاناتي دنوئي متناني
خشلخ فيروس دعولمه
كمسلميتوا تروثنيخن لخذاذي
وْلكميتن دناشي مرحبهْ
 
 

338
نتاجات بالسريانية / شميرام
« في: 23:27 01/06/2017  »
شميرام
كريم إينا

ثيلا بعراقا مزدوئثح ذهلتا
مخ طويثا مشباكا فلتلا
سمخلي كباخن إلّح
وآهي مشتيرا دمئثا مئينح خشلا بشرتا
كطلبن مألاها دمدر نينوي وآشور
دْبيشا قم ناشي مخ دهوا شؤوثتا
شديّن كريا وآهت يرختا
هر بيشت بنظاري شميرام ملكثا
لكفايت يوما من يوماثي دلا حكمتلي
ود لا آهت بيشن يتوما دحوبّا   

339
نتاجات بالسريانية / بدخذرن
« في: 00:55 25/05/2017  »
بدخذرن
            كريم إينا 

خذيري بمــــــاثي وكليلي
وشوبــــــا تقيــــلا ئريلي
وكبيرا بمكيخوثا محكيلي
وتناي دمريــا ميــــــــري
وبإيتاثا دمذيتي مصلـيلي
            ***
كمرن ماثي بكــل عدّانـــا
محكيثا دماخورا شطرانـا
كثون محرا مخ إيلانــــــا
أكّارا كزارء وكنوئن آنــا
           ***
ديكي بقرايــــــا بقدمتـــا
وطفالي ببخايا بدركشـتا
بغديدي مليثا حشّـــــــــا
بقطلا دقاشح بدشتـــــــا*
مريـــا أوبشلا إيذا بشتـا
           ***
خبرا سوسياثا كمحكـيلي
دناشي دماثا ميريلــــــي
نشواثن هاور مــا بريلي
ما ليلي كومــــــا آذيلــي
ونورا بلبّواثن لهيـــلــي
          ***
بدخذرن بــــدرا بــــــدرا
بدركون لخاصد سوستـا
بدشاتن خليـــا صبيـــــا
شد بيشن بزونــــا طبيا
          ***
خزوا ما خزيلي بحذيرا
كركرا كخاذر بشيــــــرا
لقرشا كساحق مختيــرا
وتونا بخرّارت صيــــرا
          ***
قلخ يــــــــــــــا نعّوم حدادة مقورخ
وأخــــــــــرب مكلي دساوي خورخ
وأبـشــــــــــر قيناغي أتيقي بنورخ
وإيصر بلطت بكركرا محسيا سوتخ
          ***
ســـــــــــاج بكبايا بشموري
خطيّ قلـــــــــــيّ محضوري
بقداشــــــــا نثياثن بـصوثي
مار قرياقوس زلّن بكندوري
          ***
دني كهرشـا بكاون هراشـا
مخ خمرا دكوذيلي مأبشاثا
كشاتخ وريشـــــــن بخذارا
مخ دقمق كهابش هباشــــا
          ***
نخثلن كســاخخ بشقيثا
مخ بلعوطتا دلتلا هديثا
كيانن خشـــــلا نونـيثا
كسخيا بمايـا دشلهبيثا
          ***
بخشيمي دساوي نظيفا
كشتئري خطّح لكوبــــا
مأرا دقوبّــــا ودجوبـــا
بخصاذا ليلي ويومـــــا
          ***
دخ براني كنحطي خذاذي
وإزّت قمصي لكودانــــي
وزاكهن كراين بنثيـــاثي
كوســــا وأمـــرا دخدالي
          ***
خوني ئمذلي بكرنَــــــــا
وبشلي كراوي مزونــــا
خادم إيتــــــــــا بعدّانـــا
بمحقّا بشلي مهيمنــــــا
          ***
شتيلي دوئي بسيمــــــي
وكوذا لخاصي صيــــري
بخضرا بطيخي خزيـــلي
خلّـــــــي ولكمّســـوئيلي
          ***
ببرزاثا بلكــــا بلكـــــا رخشــلي
ولبيئي ديائـي منقشي مقربشلي
مكبني لخمــــــا وكبتـــ،ـــا خلّي
وردا دبيبوني منّــــــح مخــــلي
          ***
قيبو وزائَـــــح بلقاطا
وعقبرا بخطّي بقراطا
وقطوثا توتا بدرتـــــا
كنطرا داثيوا قاطــــــا
          ***
صورتا دقاميثا خوَرتـا
بوراقتّح مختيرتــــــــا
وأخني زوري كو درتا
مليي فكـــــر وتخملتـــا
         ***
بأمريكا دماهي بركلوخ وتولخ
قي ئكمـــــــــا شنّي خيـــــلوخ
نخريتوثا مــــــــا بدوذالـــــــخ
كرمــــــــــــا مبصرا بدعزلالخ
بغديدي كمـــــــــرا هالـــــــــخ
         ***
سقلن لكوداني بيثــــــــد عجّـــا
كجيلخ رزناثا ديوني عجّـا عجّـا
لبيئي وفرخي إيذن كمبجــّـــــــا
مبلّن ملئيل لريشــــــــد كجّــــــا
         ***
شرائــا بقطرتا كلهيــــــا 
وكناوا كارق مبـــهــــــرا
مخ سكرن كراخش مقفلا
وسطانـــــا بلبّح مشهــرا 
         ***
تونا كزاديوا مبرباوي ورزناثا
وخلويوا إزّت وئوانت وتوراثا
وكلاثا كملبشيولهن هبريــــاثا
ولسوسياثا كمخذريولهن بماثا
         ***
آنا وخورواثي كخلمخ بدراثا
كخذرخ كزمرخ كرقذخ لإداثا
ليثن ما عدا صلاخا بحجّاثــا
وبابي بثرن بقمجي ودبياثــا
         ***
بشلخ غريقا بمايـــــــا**
كصرخت خلصوا غديدايا
كمشوقتلن ببلايـــــــــــــا
حيلي تيوي بعزايــــــا
أذ زونا مــــا مريـــــرا
لبّن مفقروثا نهيــــــرا
بارا ليثن كــــو جيبـــا
كنطرخ دحايــــن أتيرا
        ***
..................................
*حادثة مقتل الكاهنين القره قوشيين القس يوسف سكريا والقس بهنام خزيمة يوم 28/ 6/ 1915 بسبب إندحار الحكومة العثمانية وإشراكها الحرب العالمية الأولى مع المانيا. المصدر: كتاب قره قوش في كفّة التاريخ ص202 للمرحوم عبد المسيح بهنام المدرّس.
**ذكرى حادثة الغرقى الخمسة في بغديدا.








340
أدب / زهرة البيبون
« في: 23:23 20/05/2017  »
زهرة البيبون
 
كريم إينا
ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    *   
ليتكِ حبّات تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتّح
*    *    * 
عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   
مازالت السماء
مستمرّة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   
الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *
أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *
فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 
فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 
أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 
ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   
الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
لطيران فراشة
*    *     *
من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 
في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *
في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *
حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *
أُصغي إلى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها
أتيهْ
*        *          *
 
 
*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في بخديدا
 
أَنظرُ إلى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *
ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *
أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *
في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *
أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردّد
أُغنيتي القديمة
*    *      *
من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 
السحاب الأبيض
إنشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *
في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *
شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *
ما أَعظم إبتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *
ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *
أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمّان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *
الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *
عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *
تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *
الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *
النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *
أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *
عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *
تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *
أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *
بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *
أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *
شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *
الضحكات تتدحرج
مثل الأطفال
السِمانْ
*     *     *
ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *
زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *
البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *
هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *
ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج … وتفتّح زهرة … والثالث
عندما
أذهب إلى المدرسة
*      *     *
الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *
البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة...

341
شوقلي بحالي
كريم إينا

شوقلي ليلواثا
ورخوش رحوقا
شوقلي بحالي
وسْهور رْخوذخ
رحوقا تاما
بسّا بصخوثا
حوبّي وحوبّخ
ليلا زدوئثا
شوقلي دبرشن روخي من روخخ
كرخشن بأورخي وآهت بأورخخ
كطابن زوني دعبيري
سبيري إلّخ ظلمياثخ
نشيلخ حوبّخ ديلي بْبالي
بشمنتي إلّخ وبشمنتخ إلّي
خولا بشلَن
كاصر وكشاري
دخلي شمئي
مباثر دمئثخ
منهيري خمشا
مدخلخ ئصرا
مبثرخ خلمًن بشلي بصلا
 
     
 

 

342
نتاجات بالسريانية / بدندمت
« في: 08:48 19/05/2017  »
بدندمت
كريم إينا

ماني كمولبلخ يا حوبّا لْبيثن
رحوقا ومرتّا كاست أوقانا شتيلن
ولَرْبحلي بعشرتخ غير حشّا
رْخملن غذاذي ويا ريت لرْخملن
برسلي قمي أورخخ وردي كخكي
وختروثخ ليثن منّح بأرن
كمّخزيتلي وردا كناوء بخيالخ
كمزديتلي مباثر ما دكمّيختلي
ألاها ما قدّا كمّخزيتلي حشّا ودرد
إن كاوي أتيرا بخلما آذا لبّا بدغاني
بعد لقشن فيتخ قمي بلّتن
ميومد دبهيري صهري وكمخيلي
وإنيَت زعلتا لمطشيت زعلتخ
منداذي زعلتا لكاثي لبالي حوبّخ
أقشئلي أورخد حوبّح وميلي سبب
كمسخرتلي مباثر ما دكمخزينخ
دماهي كمزعلت لبّا كْبرخي كبّابح منّخ
بداثي يوما بدندمت ما دوذلخ     
 

343
المنظمة التعاونية الإيطالية تقيم دورة  تدريبية عن الإنضباط الإيجابي والدعم النفسي الإجتماعي
كريم إينا

بتاريخ 13/ أيار/ 2017 لمدة يومان أقامت المنظمة التعاونية الإيطالية(تي دي اج) دورة ثقافية عن الإنضباط الإيجابي والأزمة والدعم النفسي الإجتماعي. شارك في الدورة (27) متدرّباً من الهيئة التدريسية بمختلف إختصاصاتها في ثانوية الرافدين للبنين التابعة لمخيم هرشم بحضور مديرها جمال بتي ومعاونيه نبيل كبو وفرج البناء. تخللّت الدورة توجيه أسئلة وإستفسارات من قبل المحاضر والمتدربين وكيفية تقييم مستوى الدورة إضافة إلى تحديد حالة القلق والخوف والمرونة والضبط النفسي للعوائل المهجرة. كما تم توزيع إستمارات على الحضور لإبداء رأيهم عن الإستبيان وكيفية وضع حلول له وتقييمه من قبل كوادر المنظمة مع تحديد الإحالات المستعصية وسبل تحويلها إلى لجان بإستطاعتها تقديم الخدمات لذوي الإحتياجات الخاصة وقد وفرت المنظمة كافة مستلزمات الدورة من القرطاسية وأجهزة العرض (أوفرهيد).     

344
عهد دحوبّا
كريم إينا

تتي شنّي فتلخ مقامي يا روخي
وعطرخ لكزالي من كومّي
لكزالا حلاوتّح
خشلي كدامخ كو قرقمتي
إنْ كاوي كوسخ بيذد بوخا
بايش كومّخ حطابا دنوري
مونخثلخ بكومّي نورا دْجهنّم
شعيري بسبثخ كرخشا لقوري
كم ممريلي ناشي كومّح بدقاطلّخ
وبدلهما كرمامخ ووريذخ
يا براتا دكمناشقنح نقله قميثا
وخنقلي بريقح شروقا دبلوتي
كتخرت يا براتا عهد دحوبّا
 كذاذا وكمربطالي بداثن حزيقا سوتي

345
نتاجات بالسريانية / خرسا وطرشي
« في: 23:26 13/05/2017  »
 خرسا وطرشي
كريم إينا
خشولا طرشيون لكشمي نثياثي
وآهي خرسي قالا مكومّح لكاثي
بئيلي دمشمئنح حكيثة وتفهمالي
مجرّد نشوقتا مسبثح بئيلي كمنئسالي
يا براتا وردي دروخي صهينا
مئيذخ طاسي دمايا مشتيلي
بشلي مخ شيّرتا دهوا بيذخ كمبهرا
ومخ نونيثا دلا مايا كمفوقا
كرك بدمبادلّي زونا حوبّن 
بيشن خرسا وآهت طرشي
***

346
أدب / قصة قصيرة
« في: 02:11 11/05/2017  »
قصّة قصيرة
                                يعسوبتي
                                                 كريم إينا                     
كانت ليلة قارصة، لم أرَ مثلها في شهر شباط،حيث ضوء القمر الرائع ينيرُ سماء قريتي (بغديدا) الجميلة، زالت الظلال الشاحبة من بين الأشجار وإنقشعت الظلمة في كلّ زاوية من زوايا القرية وهربت حلكة اليأس من النوافذ الخشبية القديمة ليسكنُ محلّها ضوءَ القمر المنير. الوقتُ فجراً.. ومصابيحُ أعمدة الكهرباء تذرذرُ نحوي ضباب إشعاعاتها المضيئة. همتُ بها وشعرتُ بشحنة خوف وقشعريرة. ربّما تحذّرني؟ كأنّ زمهريراً هائلاً يشقّ ثلجة أعماق صدري. منذُ يومين، يحاول خنقي،يحشرُ وسادة هوائه المصفر في أنفي حدّ الثمالة.. ولكن دون جدوى، حرّرتُ نفسي منه تسلّقتُ قمة شجرة التوت لأستلف الصعداء، هدأت نفسي قليلاً أمام ثمار الشجرة مصدر غذاء العائلة.. أسندتُ رأسي على أغصانها الكثيفة لأحلم بمستقبل بعيد. تلتفُّ حوله الغيوم علّه وأنا أسرحُ لألتقط كوّة مبهرة تنداحً في الظلمة الغامضة.. يعسوبتي المنمنمة فاردة جناحيها نحوي ساطعة تلتفّ حولي برذاذ جناحيها الناعمي الملمس.. تعلو وتهبط كطائرة هليكوبتر تنيرُ العتمة بصورها البراقة ودفئها يقفقفُ برودة الجو ونثيثُ الرياح سعيد بتمايلها وإنفلاتها من بين الأغصان. للحظة تصطدمُ بخيوط العنكبوت فيختلّ توازنها يضؤبها الهواء والعدّ التنازلي لهبوطها بات وشيكاً.. زايلها شبح الموت رغم المسافة البعيدة التي بيني وبينها. خفتُ عليها. قفزتُ من مكاني مذعوراً لإلتقاطها أو نجدتها.. وهي ترمقني وتتهادى لترشف قدرها المحتوم. الذي ما زال بضع خطوات بيني وبينها.. حاولتُ إنتشالها كالأخطبوط أمدّ ذراعي لأحتويها.. ولكن عصب الضباب عمى بصيرتي. فإستشرى الخوف بي.بدأ القمر يخفتُ ويخيّم على سماء قريتي هدوء مقيت. كأنّها تدخلُ في دائرة الفوضى، جسمها الإرجواني الرطب ينجذبُ بشدّة مطبقة على أريكة الحديقة بلا حراك،تعتريني حسرة وإكتئاب وأنا سائر لإنقاذها.. ما زالت مرارة الأقدار ودياميس الكون تحومُ حولي لتتجسّد بهيئة يعسوبة صغيرة، تتملّكني نفحة الشلل والعجز عن الحركة،لأتخيّلها بقفزتي الطائرة من شجرة التوت روح بلا جناح تفقدُ الأمل بالحياة..
رغوة متكسّرة في وريدي.. نبض ورهبة.. جستُ نبضها برفق فأومأت لي تفاصيل وجهها بالحركة من جديد. تلفظ أنفاسها بذبذبات طائرة تهتزّ هنا وهناك كالطاقة الشمسية التي تبعثُ إشعاع الحياة لبقية الحشرات الطائرة.. تبدأ مرة أخرى تحملُ خيالها الموجوع لتطير في فسحة الفضاء المقمر يصبغها الغروب بالسحب. وأنا وراؤها أتبع حركاتها المتمايلة خوفاً عليها من السقوط. عدتُ أدراجي من شجرة التوت والوقتُ ينفذُ مني وأشباح رؤياي تضيقُ بي تُدخلني في جدرانها وتخرجني مجبول الخاطر.. فلتحملني الملائكة إلى هوائها الطلق الذي ما زالت تنسجُ منه نولاً من الحرير.. حرصتُ أن لا أسرع كي لا أصدمها بسرعتي وهي في ذيل الطريق. الآن إرتاحت نفسي المتمرّدة وهي تجولُ حقول بغديدا النديّة الزاهية. هناك بصيصُ أمل لملاقاتها لتحديد موعد نظرة حب بيني وبينها أحدّثها تحدّثني علّنا نصل إلى خيط مرئي يربطُ بين هواجسنا وذكرياتنا اليقظة. إنّها تصغي إليّ بحنان وتعرفُ ما يجولُ في خاطري من كآبات متمرّدة، فتأتيني بنسماتها الشتائية العليلة. تدغدغني بقهقهاتها الغضّة.ولكن ثمّة حشرجة كبيرة توشوشُ بآذاني إنّه سربُ الجراد جاء لينسفَ كل ما زرعتُ من خضرة الحياة. تستوقفني حمامتي عند مبنىً قديم كتب على حجارة سوداء كلمة أتأمّلُ قراءة فحواها ليرسو إسم يعسوبتي الصغيرة على طابع بريدي صغير الذي غطّته الأزمنة الغابرة كانت ملتصقة بضوع زهرة حاولتُ شمّ رائحتها المخملية وكأنّها تفاحة نيوتن جذبتني إليها من أعلى قامتي حتى أخمص قدمي دنوتُ منها كثيراً فطالعتني بنبرة كلامها الممشوق وقالت:من أنت؟ يوشكُ البرقُ أن يلتمعُ وبخار البرد يخرجُ من فمها بكل عناية.. سحرني بنعومته المداعبة. قلتُ لها: أنا عيناك المحترقة تكمن عذوبتك الناعسة في فضاءات جسدي فألتقطها بسرعة الفهد. أطلتُ المكوث عندها وصدى كلماتها يَرنّ في وحدتي الجارفة، خطفتُ أرجلي النائية أمامها وصوتها الخفي خلفي يتململُ في كلّ الجهات شكرتني لخوفي عليها من السقوط وصوتها الإنثوي يترقرقُ ساعة هطول المطر وهو يتوهّجُ في ثنايا يوم شجي. كانت النشوة تغمرُ جوانحها ثمّ بدأت تنأى عني بمسافات غير مرئية حدّ التلاشي حينها أقفلتُ راجعاً إلى بيتي الموحش وعلامات الحزن تدّبُ من جسمي كشرارة سنا ضياؤها للعاشق الآتي من بعدي وبعد هنيهة ضربتُ أوراق اللعب بالأرقام علّها تخرجُ لي ثانية ونعيدُ حلم الحب الأبدي ولكن تراني كنتُ مجرّد أحلمُ فقط حين أيقظني طنين ناقوسَ كنيسة بلدتي العجيب وهو يقول لي: حقاً.. حقاً ستأتي مرةً أخرى وبعد هنيهة من الوقت دُقّ جرس الهاتف حملتَهُ بيدٍ ٍ مثقلة وأنا أسترقُ السمع بدا لي صوتاً غريباً وهو يقولُ لي: سوفَ آتي وإنقطع الخط... فجأةً سمعتُ ضربةً خفيفة على مصراع باب بيتي المصنوع من شجر البلوط إنذهلتُ بدوران لم يحدثُ لي من قبل أسر قلبي وهو يعدو مسرعاً سابقاً أرجلي للوصول إليه وعندما فتحتُ الباب رأيتُ حلمي الضائع يعسوبتي الحزينة وهي تتلهّفُ لرؤيتي رحبتُ بها دخلت وعيناها البرونزيتين تقدح حناًناً غير متناهي حينها لملمتُ أوراقَ حلمي الأخير وكلانا نتشوّق بفرحة اللقاء التي ما زالت تضوعُ بيننا حتى مجىء المشيب.

347
منّخ بدّمخن
                                كريم إينا

  خيري مخ شوبرخ بغديدي ليثن
وكمحزديلخ خوَرياثخ لختروثخ كليهن
مخ ألماص لكتورت إمّد كو جكوج كديقن
بشلخ غدالي بوخا صبيا دكمنفسن
برقيوت بمحقّا آنا لا كمدكلن
وبرقا دشمّي كمبهر لبّي وكمدرمن
بلطلخ مخ شبوقا دبهرا مطرئا دكبلطن
صلولخ كبّابي دصبري وآنا منّخ لكجكرن
ما قدّا درحقي لبّواثن مغذاذي
هر بداثي يوما وآنا منّخ بدّمخن
***

348
لا حرمتلي من حوبّخ
                        كريم إينا

دماهي كمحرمتلي متفقتا
ولْهيلخ بْطعولتخ سْبقتا
قَي من ناشي رحوقا برشتا
دقرو منّي خليبخ زدوئثا
خزيلي حشّا بصلمخ بديا
زْرقلي شْئثلي خشلي قنيا
خلمن بشلي قطرا ئصيرا وشريا
لكنابىء حوبّخ دفقير وغنيا
لكمفرقت بينث كثوته ومشوحته
خشلي حوبّخ شلاّ وسمْيا
كمجنكر بْنثياثي بيوما وليلْيا 

349
أدب / قصة قصيرة جرأة بوم
« في: 00:40 07/05/2017  »
قصة قصيرة
                         جرأة بوم
           
                                     كريم إينا
منذُ صغري وأنا معجبٌ بالبوم،يشدّني منظرها وحركاتها وهي تنتقلُ من شجرة إلى أخرى،أسمعُ صوت نعيقها المتقطّع،وفي أحد الأيّام رأيتها جالسة على شجرة بيت جاري،سألتهُ:هل هذه البوم حقيقية أم محنّطة؟. لأنّي كنتُ أراقبها لا تتحرّك أبداً ردّ جوابهُ عليّ إنّها محنّطة وهو يضحكُ بسخرية. وفجأةً وأنا أنظرُ إليها إلتفتت إلى الخلف بسرعة خاطفة فشدّت كياني،وهي بمثابة محط إعجابي،راودتني فكرة التفرّد معها لأنّها كانت تقتحمُ مخيّلتي دائماً. عندما تنزلُ من أعلى الشجرة لترتعي غذاءها من الضفادع والفئران والعصافير أراها كصقر يستعرضُ أمامَ الطيور كانت تلوذُ بالصمت، أحدّثُ نفسي بتبنّيها لتسلّيني في أوقات الضجر أو تبقى معي بقيّة سنوات عمري الباقية بإستثناء صديقي البلبل الذي يُغرّدُ في فضاء مملكتي الكاملة،إستمرّت صداقتنا بقيت وطيدة وعميقة. والغريب في الأمر كيف تجتمع البوم مع البلبل؟. كانت ترغبُ بإصطياده عندما تختلي به ولكنّهُ كانَ داخل القفص يظلّ مطلياً وحيداً ضعيفاً كضعاف النفوس فأصبحَ هدفاً حيوانيا تنتظرُ لحظة الجوع لإفتراسه بصورة مقرفة.نسيتُ أنّها لا تملكُ جناحي النسر،إلتقطت أنفاسها لشهوة الصيد كلّ ما يهمّها الطعام لأنّها خلقت أنثى،أحياناً أحرمُ نفسي من رؤيتها،لم أتمالكُ نفسي لما ينتابني من حزن وشقاء لبلبلي الوحيد وهو في لحظة إرتباكي،لم أستطع أن أسيطرَ على إنفعالاتي حينَ ظهرت رغبة متمرّدة ملتفتة للتوّ من النوم. حاولتُ إنارة الظلام من حولي توقّفتُ فجأةً بضع خطوات عنها فرأيتُ أمامي ما رأيتُ من مرمى الألم يصوّرُ رؤى أحلامي ويهمسُ في أعماقي،وبكلّ جرأة تجلسُ بومتي المفضّلة تنزع ينبوع فكّيها بطعم لم تتذوّقهُ أبداً،وحينَ طالَ صمتها تصرخُ بصوت مغرور الذي ينذرُ بالشؤم لموت أحد ما،قلتُ:في نفسي كلّ حيوان حرّ في تصرّفاته طالما لا تؤذّي أحداً،رددتُ بسرعة كي أتّخذَ قراراً جامداً يسترجعُ جبروتي عن وجهي بثقة كبيرة،صمتت بومتي قليلاً ولم تنبسّ بحرف واحد،هززتُ رأسي أمامَ البلبل مدّعياً إستغرابي منها،كانَ صوتها يسري في أوردتي رائعاً ونبراتهُ تحزّ في نفسي تمنحني إحساساً عميقاً،ومع مرور الوقت،بدأت تومىءُ برأسها باسمة،إستيقظَ البلبلُ في تلكَ اللحظة متابعاً صوتها الحنون،كانَ صوتها يقطّرُ حناناً،رغم مصارعتها عصبَ الجوع القاتل،أردتُ أن أستفزّها قليلاً بصمتي المتحرّك حينها ضاقت ذرعاً منّي بنظراتها الواسعة،خفقَ قلبي بسرعة كبيرة بإنفتاح القفص،وتشنّجت أعضائي عندما رأيتُ البلبل في فمها يتقرقرُ بلهفة متحشرجة،خسارة كم كانت تغريدتهُ لطيفة،لزمتُ الصمت المطرود كي يوقضَ شرودي المتلاشي،وفجأةً سقط البلبلُ من فمها فتغيّرت ملامحها عندما غابَ عن ناظريها،فرحتُ كثيراً بإنطلاقته نحو الحرية في كبد السماء،حاولتُ إصلاح الأمر بإهداء قطعة لحم لها كي تنسى فريستها المفقودة،الآن أشعرُ بودّ حميم بيني وبين البوم لا تدّعي بالإصطياد ولم تكن خائفة ولا مضطربة،بل تتقدّم بثبات كما كانت على عهدها السابق جالسة على غصن شجرة جارنا القديم يطبقُ على ملامحها الصمت،أدرتُ ظهري ومشيتُ وظلّ عنفوان اليوم يعثرُ بكيانه وهي وحدها صاحبة القرار في الطيران أو الهبوط أو الصيد،ورغم الظلام الذي يهمي على ذاكرتي قرّرتُ إستبدال بعض الصور القديمة التي إنطبعت في مخيلتي،حاولتُ جاهداً إسترجاع جرأتها المنهمرة،أحياناً كنتُ أشجّعُ نفسي وأراقبها ملياً فأراها مجرّدُ طير يتأرجحُ على غصن الشجرة وقد لفّت رقبتها بحبل من الغرور،ومع ذلك فهي تستبسلُ دفاعاً عن أملها الضائع في لجّة السراب،ولها طريقتان لتحقيق ذاتها،الأولى تسعى جاهدةً وتُحاربُ بمخالبها ومنقارها الحاد وبكلّ ثبات،والثانية تصرّ بصبرها من أجل البقاء رغم تعثّرها بين أغصان الأشجار وغدر الزمان بها،ما زالت تردمُ الفراغ بقسوتها المهملة وأحلامها المنبوذة،سرتُ ورأسي مرفوع،وعندما تعثّرتُ بحجرة صغيرة حدّقتُ إلى الأعلى،رأيتها واقفةً أمام بصري،مددتُ يديّ إليها لأنيرَ الظلال التي ظلّلتها بسوادها القاتم ولكن لجرأتها تجهّدتُ في مخاض الفجر،تخيّلتُ موقفها العاجل تجاهي تيقّنتُ بالقهر منها  ومنذُ ذلك الصباح وأنا أشعرُ بجرأتها،صارَ الغيظ يُعسكرُ فيّ لإحساسي العميق بها وكأنّي أقعُ بينَ الفزاعة أو فريسة الجزع،سمعتُ صوتاً يُراودُ هاجسي،ورُغم ذكائها المتواضع رجعت إلى مكانها القديم وما زالت تلوذُ بجرأتها الصامتة بوحدة قاتلة إلى ما لا نهاية.   

350
تراثيات وأزياء للفنان صليوا عبّا من بغديدا
كريم إينا

لم يسلم شيء من جرائم داعش حتى المتاحف الخاصة وأنّ هذه الأزياء التي نعرض صورها لكم الآن ما هي إلاّ جزء من محتويات المتحف التراثي الخاص العائد للفنان صليوا عبّا في قره قوش، حيث عبث داعش بمحتوياته كما عبث في المتحف التراثي الموصلي، نهبَ التحف النادرة والثمينة وحطّم المجسمات التي تمثل حرف سهل نينوى القديمة رجالاً ونساءً ولم يسلم من عبثه إلا القليل التي لا يستفاد منها أمّا الأعمال التراثية الأخرى التي تمثل حياة سكان الموصل وسهل نينوى فحطمت كلياً وقطعت رؤوس شخصياتها. إنّ الموهبة والقابلية لا تقف. حيث قام بعمل نفس الحرف والشخصيات والمواضيع التراثية. في موقع نزوحنا كما ترون في هذه الصور المعروضة أمامكم زوّد متحف القلعة في أربيل بعدد كبير من  المواضيع التراثية. كما وشارك بعدد من المعارض في أربيل ونالت إعجاب المشاهدين وبالأخص السيد وزير التربية في إقليم كوردستان حيث قال أمام الحاضرين هذه حرف موصلية أصيلة كما أجريت معه مقابلات عديدة وزيارات في موقع عمله من قبل وسائل الإعلام والقنوات الفضائية العديدة وكذلك إعلاميين من سهل نينوى وبغداد والإقليم. أمّا الملابس المنشورة يتجاوز عمر القسم منها (120) عاماً والقسم الآخر(100) عام بدليل أصحابها وبعضها أكثر من (90) عام وبالأخص القميص النيلي المطرّز بالشمع. هذه الأزياء القديمة هي  جزء ممّا إستطاع جمعها من متحفه الشخصي بعد عبث داعش المجرم به حيث سلمت من يده لعدم درايته بقيمتها ولا يستفاد من بيعها تشمل  بقايا ملابس تراثية  نادرة بعد التأكد من أحفاد أصحابها الأصليين. كالقميص والشال واليلك والزبون الأسود المطرّز بالحرير الأصلي (البريسم). ولكن التحدي كان شعاره فعاد إلى العمل في موقع الهجرة وكان بعض إنتاجه المواضيع المنشورة في الموقع ما زال يعمل بنفس الروحية والأهم هو لإحياء تاريخ وتراث أبائنا وأجدادنا ونعتز بإرثنا ونحنُ ما زلنا أحفادهم.

351
نتاجات بالسريانية / عطرا مسكرا
« في: 13:57 05/05/2017  »
عطرا مْسكرا
               كريم إينا

كمسكريلن بكوليهن دشتاثا
وشقلّن مريخد وردي نْهاثا
كْمبهرت من صلمد خشكا
 ولريشد ديدخ كخلن أبشاثا
وكحكيا شمّي دصبري
  إكما نْشقياقا مكومّح نشقلي
كمرا إمّي قي آنا زورتا
كبن دروين ودبيشن ربثا
درقي جونقي بثري
   ودشقلي عطرا منّي
ليلي ويوما ويوما وليلي
ريخد عطرا كبالط منّي 



352
منحتُ شهادة باللغة الإنكليزية ليفل ون من المنظمة اليسوعية جي رس

353
نتاجات بالسريانية / شوبهرانيثة
« في: 22:22 04/05/2017  »
شوبهرانيثة
               كريم إينا 
ما قدّا خزيتلا روخخ
يعني ليثن ناشا بختروثخ
إرشوما خْتروثا بزالا
وبدبيشا ختروثا دروخا
ما خزيتلا روخخ ميديّت خترتا
وليثن مخواثخ تتيء بمذيتا
ما قدّا قمّضيقتلي مريروثا
ودنخرايا كْمخلت دوشا
فيتي خاي دعمر رْشوما
وبدمكتفيلا خايخ بموثا
وتاما بدضيقت طئما دوشا
ودنخرايخ مْشتخ آخا مريروثا

354
وادعْلي ولمدئرت زْعلتخ
كريم إينا

وادعلي ولمدئرت زعلتخ
وادعلي ولا زدت ندمتخ
وادعلي يا خليثي  وسامحلي يا نخريثا
إنْ كمجارحنايخ يومد دفتلي
هاذخ بيشا دني
كطلبن تغقتن بيشا قروتا
لا ضينت بدموادعنايخ
وبيناثن إخذا دقيقة
مزونا حوبن ضعلي
وليذئلن بحقيقة
تروينن بشلن سراب
كخلخ من داذا عذاب
وادعلي يا خليثي وسامحلي يا نخريثة
 إن كمجارحنايخ يومد دفتلي
هاذخ بيشا دني
كمنونن تفقتن قروتا
وادعلي إبرسمتا بهرح كموبل حشّا
وشوقلي بشلاما
بيشن خدالخ ممنون
واعدلي ولنشيت
قصّت حوبّن
ودخ لكنشيت أمانتخ
هاذخ إنشي جراح
إن كمجارحنايخ مندي دفتلي
هاذخ بيشا دني
بلكي بدأرخ لخذاذي
مخ وردا ودبشتا بأرعا دخيروثا


355
   

مصممّة الأزياء الشابة بولين عبد الأحد تتألق في معرض بابيلون ...
رفيق حنا / عنكاوا

ضمن معرض شبيه بمهرجان الخاص بمستلزمات الحفلات المتنوعة كالأعراس والتناول وغيرها من ثياب وآثاث إضافة إلى الجهود المبذولة من قبل شركة بابيلون لتقديم المستلزمات... والذي أقامته بطريقة حضارية وراقية لعدد كبير من المحلات المعنية بتجهيز كل ما يحتاجه الفرد من حاجيات خاصة عند إقامته حفلات كالخطوبة والزواج.. إلخ وصالونات النساء.. حيث شاركت مصمّمة الأزياء المعروفة صاحبة أزياء بإربي ( فاشين ) بولين عبد الأحد من عنكاوا.. بصورة فعالة حيث تم عرض فساتين العرس في المعرض والتي صممتها على صالة بابيلون بحضور جمع غفير... وعشاق الموديلات وجنبا إلى جنب تم الكشف عن عروض مختلفة تخدم محلات معروفة في إقليم كوردستان.
العروض كان شيقة ورائعة...
كذلك تميّز بها عرض أزياء باربي فاشين بصورة تبشر بذوق راقي وصيحة المستقبل في الإنتقاء والتصميم واللون... نتمنّى لها مزيداً من الإبداع والموفقية للجميع... ومزيدا من التألّق للشابة بولين عبد الأحد مع أطيب التمنيات لشركة بابيلون.


356
أدب / قصة قصيرة أنا والجنّي
« في: 06:48 19/04/2017  »
قصة قصيرة
                            أنا والجنّي
             
                                            كريم إينا
كانت جدّتي تحكي لي عن جنّيات أيّام زمان وما يعتريني من خوف أثناء النوم لذا كنتُ أنامُ بحضنها كي أشعرُ بالأمان لأنّ جدّتي كانت تملكُ دبوساً توخزُ به أياد الجنّيات الليّنة الناعمة الملمس،تقابلنا معاً عندما سحبَ حبلَ سرّتي داخلَ السرداب الجنّي وأنا للوهلة الأولى،كنتُ طفلاً،أرفرفُ كالفراشة الناعمة عندما يزهو بها المكان،لمّا وقفتُ أمامهُ وهو يخرجُ من مصباح علاء الدين السحري ناداني،ربّما خفتُ منهُ فشختُ على ملابسي البيضاء،فرميتُ بنفسي بينَ تفاصيل لحيته الرمادية لأعرفَ مدى إنفعاله وتردّده اللامحدود،عندما فتحتُ عيوني تيقّنتُ مدى إشعاع قوّته اللامتناهية،عرفتُ حينَ ذاك أنّهُ يسبقني بآلاف السنين الضوئية نحو المستقبل وبالرغم من أنّي قصير القامة لا أستطيع أن ألمسَ شعرة رأسه،إلاّ أنّه إنحنى أمامي وعاملني بلطف ورقّة، وجعلَ حجمي الصغير يكبر أمامهُ،فبالغتُ في الغرور،وإعتقدتُ أنّي أصبحتُ سيّدهُ،فروحهُ بيدي متى ما شئتُ أفركُ الفانوس عند الحاجة وكنتُ أرددّ مقولتي المفضّلة"وقل للجنّي أسكن الآنَ أنتَ ملك يدي"،وظلّت صورة الجنّي تتراءى في مخيلتي وأصبحت مدّة طويلة بيني وبينهُ،حتى يكادُ الزمان والمكان لا يسعا حدود ذاكرتي وأنا لا زلتُ أحسّ بأنّه ما زالَ يتذكّرني،وشاءت الصدف أن نلتقي ثانية،ولكن هذه المرة في مكان بعيد وبزمان مغاير،وما أن نظرتُ إليه وهو أيضاً يبادلني نفس الشعور ترانا ينكرُ واحدنا الآخر،وكأنّنا لم نلتق،وقفتُ أمامهُ نظرتُ إليه بعين مختلسة رغم الصمت الرهيب الذي ينتابني وأنا واقفٌ أمامهُ،أشعرُ ببعض العنفوان زفرتُ بعمق وقلتُ لهُ: يخالُ لي أنّكَ سحرَ هذا الكون الذي ليس لملكه إنقضاء. أيّها الجنّي المحبوس إلى الأبد،لا شيء يحتويك غير هذا المصباح الذي يصوّرُ تاريخ حياتك... بقيتُ أبحثُ عن لغز يُبهرني كخرافة الملاحم ولكنّي إكتشفتُ مدى خيبتي أمامه. أيّها الجبّار بلا منازع،لا شيء يُقاس بعظمتك وسحرك. أمامك تظهرُ صور مراهقتي وأنا أتحدّى الحياة ما زلتُ أحيطُ روحي بمتاهات وهمية وأنا أظهرُ نفسي فيها بدور البطل الذي سيظلّ الأسمى وضوءهُ الأنقى،وكلّما تمرّ الليالي أكتشفُ ضعفي أمامهُ ملىء بالخيبة والخذلان،صوتٌ ناداني من داخلَ المصباح عبرَ موجة قصيرة عدتُ إليها لأستمعها ثانية وفي رؤيتي حدسٌ عميق من الرهبة،فضؤبتُ بيديَ على المصباح... وأنا أشعرُ بالوحدة اليتيمة مع جنّيّ،لأنّه حلمي ومنقذي يحقّ لك أيّها الماردُ أن تسخرَ منّي وأن تمارسَ السلوك الذي تبتغيه،فعندما أنظرُ بالمرآة ينعكسُ الصباح بصورة المساء،والشرايينُ ما زالت تخفقُ بلون العقيق،يعجزُ لساني عن وصفه،يُخيّلُ إليك وأنّك بداخل المصباح كالسطح الهلامي الذي ينتشرُ بمجرّد الملامسة،فتتحوّلُ أعضاؤكَ إلى أشكال هندسية بلا حدود وتعلو رغوة زفيرك العبق الذي يُدغدغُ خلايا جسمي اليانعة. يهبني شعورٌ غير عادي كبات مان... أتذكّرُ سحرهُ وزبدهُ المنزلق،ربّما يمنحني السعادة والإمتنان. أعشقكَ لأنّكَ ذكريات طفولتي وقصص ألف ليلة وليلة التي كانت تقصّها علينا ميَلدا زوجة عمّي.أنظرُ إليكَ وأنا واجمٌ في روعتك وجمالك عملاقٌ أنتَ،لأنّك تسترسلُ ذاكرتي وتعرضها كشريط سينمائي ممتع. تهبُ لي نسمات عبيرك فتتناثرُ شعيراتُ لحيتكَ الرمادية كموج مسترسل في وسط البحر،إيّاكَ أن تطلبَ منّي شيئاً!.. عندما أكتشفُ أنّ الأيّام التي مرّت بك غيّرت تاريخ مولدك الحقيقي،أصبحتُ أنا أتحكّمُ بأحلامك المتبخترة،بواسطة الفانوس مع رشفة واحدة تظهرُ أمامي لتتباهى وتسجّلُ ما أحتاجُ إليه من الإنجازات والأسمال الضائعة. أنتَ الكل في الكل،ألا تُعلنُ عن عجزك أمامي لتفوّقي وتحكّمي بمحطّات حياتك،أنا أعرفُ بما تفكّر،أشعرُ بكَ وبسطحيّة إدّعائكَ الساحر. كما ترى يا جنّي... أنا أرى نفسي فيكَ تكمنُ في طغراب ذكائكَ،ولكن سلوككَ العنفواني يعانقني يبعثُ بي روحَ الدعابة،وخفّة الحركة،فأرى النور في عينيك. عندما تمدّ ذراعيكَ لي تصبحُ هيئتي مميّزة،تتراقصُ مع ذاتك المائعة،في كلّ وقت قدماي تسيران إليك دُونَ وعي بدون مقاومة،كيفَ السبيل لأتحرّر من سحرك؟. غمرني الجنّي بحنانه فتذوّقتُ طعمهُ المالح وتناسيتُ قدميه الإسفنجيتين اللتين تتمطّى هنا وهناك وكأنّهُ البحر أتى ليبتلعني فأصبحُ جزءاً صغيراً يرتمي نحو القاع دُونَ مقاومة. ولكنّي لم أستسلم. إستعدتُ رباطة جأشي كمحاولة لتثبيت أقدامي جيداً في القاع والبدأ بالنفخ بوجه الرمال. ربّما بقيتُ زمناً طويلاً هكذا ولكن عندما نزعتُ عن وجهي المياه،إستدرتُ نحوهُ وبكلّ ثقة قلتُ له:شكراً لك أيّها الجنّي... الآنَ فقط إكتشفتُ قوتكَ الكبرى،إحترامي لكَ وعشقي لكَ أرجو أن لا ننسى بعضنا البعض وأن لا يكونَ الأوان قد فات لأتعلّم منكَ نفحةً صغيرة تساعدني في إسعاد الناس.

357
الأديب الكبير والغالي على قلوبنا نزار الديراني
شكراً لمرورك على قطعتي الأدبية لك ذلك ولا يهمّك مع الحب

358
أخبار شعبنا / شهادة تقديرية
« في: 00:18 30/03/2017  »
شهادة تقديرية
منحت مساء يوم الأربعاء الموافق 29/ 3/ 2017  شهادة تقديرية  في مجال الإتيكيت في إقليم كوردستان. 


359
الأخ بهنام
هذه ليست قصيدة بل نثر ولا تستحق بأن نقول عليها شعر فقط القصيدة العمودية تحياتي

360
زيارة مدير تربية الحمدانية موظف خدمات العائد من قبضة داعش
كريم إينا

زار مساء يوم الثلاثاء الموافق 21/3/2017 السيد باسم حبيب ميخو مدير تربية الحمدانية موظف الخدمات المحرر والعائد من قبضة داعش وليد بولص داود إينا، ومن خلال اللقاء وعد مدير تربية الحمدانية بإكمال معاملة مباشرته في إحدى المدارس التابعة للتربية كذلك أكّد دور الحسابات لإسترجاع كافة رواتبه التي قطعت عنه ومستحقاته التي لم يستلمها منذ سنتين ونصف منذ خطفه.   


361
تكريم الأوائل على قسم اللغة الإنكليزية  من أبناء شعبنا
كريم إينا
في الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد الموافق 19/3/2017 تم تكريم إبنتي الغالية ميرنا كريم بولص إينا الأولى على قسم اللغة الإنكليزية جامعة الحمدانية / كلية التربية من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى بشهادة تقديرية في قاعة أحمد بن فضل في بغداد وأنا أعتزّ بهذا التكريم.

362
شكر وتقدير لكلّ المهنئين....
أشكر كلّ المهنئين لزيارة أخي بعد وصوله وتحريره من قبضة داعش المكالمات من داخل العراق وخارجه عن طريق الموبايل والجات والفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي. كما أخصّ بالذكر إبن عمتي هدية الأب الفاضل بهنام رفو للو وأخيه فوزي وعمتي هدية وإبن عمي عدنان ميخائيل. دائماً أبونا الغالي لا ينسى المريض والسجين والمضطهد والمحتاج وزيارة العوائل وحل مشاكلهم. حقاً هو كاهن يحب رعيته ويخدم الصغير والكبير أدامه الله ذخراً لنا نتمنّى له السعادة وأن ينال بركة الرب بترقيته إلى درجة الخوري أو المطران أو الأسقفية.

363
الحمد لله والشكر وصول أخي وليد بولص داود بهنام إينا يوم 16/3/2017   من حمام العليل ثمّ إلى بغديدا على يد قوات أبناء شعبنا البطلة ومن ثمّ  إلى ناحية عنكاوا التابعة لإقليم كوردستان حيث جلس وسط إخوانه ليكتمل لم الشمل في بيت أخي صباح وإقامة مأدبة غداء بهذه المناسبة، وهو موظف خدمات لم يستلم رواتبه لمدّة سنتين ونصف عند داعش  كما أشكر كل من ساعد أخي لوصوله إلينا مع محبتي لكل المهنئين من داخل وخارج العراق.

364
مشحياثا كريي
كريم إينا
   
ألقيت في مهرجان الجواهري الحادي عشر يوم 25/12/2014 في بغداد وترجمت للعربية.
           
قنتا دخاي
 

كسَاخن بزلكا دهوّخْ
وكمشاهن عطرا  دْيهْوَخْ
شقول لبّي وخشولّيْ مسهمَخ
مخ طربا بدنوئن بلكدْ بغرخْ
دري طلنيثخ بثري وزدي طلنيثي بثرخْ
دخ سهري بشلي كباخي وسهرخ كامر هيو دْبَصخخْ
طبيلا  روخخ بلكد روخي
مخ مايا دخوخهن بكو خَمرخْ
بهري مرحقتخ بشلي مبربْزا
ونهاثخ كمتكيلي لجكانا تورتاْ
كبَاخن دقلبلخ خلما دْرمشي ْ
وقريلي بإينخ ما دكمبخيلي ْ
بشلي كديقن بخشكا قيناثيْ
مخ وردي كنوئي بشمشا مشحياثيْ
سكلي بْصلمد حُبّخ رزناثيْ
دْلا مايخلخ نَخيري
ودْلا خازيلخ إيناثي
***
شبعوثا

بدأسرن نهرا علْ سهري
وبّثخن عَيوا من كلاّ
بَسقن إيلاني
وماخن مايا بوخا
ددبَانن قنّا مخ برخيْ...

...

قوعيتا

قالخ طعلتا سريقتا،
وآنا قالي بهرا كخابقلي
دمدنحا بقدمتا
عل طاقا دبيثي
رْحيقا..رْحيقا
ليكد كوكْبا،
بدخازن للْيا
طئينا
طلّا  دْحشّي
دخوبا
قرايا...
...

خزوا

بدطوئن عل خديا دبوركاثخ
كْقطليلي بينث بوسقاني طوطيثا
لْهيثا
دخازن شامه دصدرا
مخ كوكبا
كنابل من
بزعا
دإيثوثا...

...
نباخا

خوّيثا
لا كدميه
خودارا  دشمشا
إيمن رْعشلَى بمَبشاطي
مخيلا بلشانح
ساما كمقاطلّي...
ميثلي
...

بْصايا

إيمن بلخن بكَو مزرعتا
كلاوش كتانا خدروانح
خليوثا
إن خازنّخ قدمي
بدمالن سلثخ
كتانا
وبدمقطئنخ
يمّا
من نَخولوثه..



365

فكرة جميلة وراقية وتقليد حضاري تم تنفيذه في أربيل عاصمة كوردستان

اربيل / الفنان رفيق حنا

في تمام الساعة الحادية عشر من صباح يوم السبت الموافق 2017/3/11 وبحضور محافظ أربيل الأستاذ نوزاد هادي والدكتور سالار عثمان وكيل وزير الثقافة و الشباب لحكومة إقليم كوردستان..  حضر جمع غفير من فناني الإقليم وطلبة معهد وكلية الفنون الجميلة حيث تم إفتتاح شارع الفنانين.. شارك في الإفتتاح من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الفنان الكبير ( باكوري ) في قلب أربيل قرب القلعة بجوار مقهى مجكو مقهى الفنانين والأدباء.. وبدورنا نحن فناني منتدى عنكاوا للفنون شاركنا أيضا بهذا الطقس الرائع.. الجو بديع والدنيا ربيع تنهالُ منها الحان الموسيقى والبهجة وهي ترسم الفنان الأكاديمي وهناك تعزف فرقة موسيقية معزوفات كلاسيكية.. وهكذا على طول الشارع وعلى الهواء الطلق لاحظنا عدد كبير من الفنانين يمارسون فنونهم وأمام الجميع...
وجهة نظري الخاصة كسايكولوجي وفنان...
فكرة حضارية رائعة جداً ...تعزز إرتقاء الذائقة الفنية للشعب وتعطي جواً نفسياً بهيجاً يساعد أيضا في تعزيز الصحة النفسية للمتلقي ...
من جانب آخر.. هذا الشارع.. (شارع الفنانين) سيصبح مكان مشجّع مناسب جداً لكل فنان... بهدف تعريف فنّه للجميع من خلال عمله في الشارع .. ويعطي واجهة مشرقة ومشرّفة حضاريا للسائحين والزوار من خارج الإقليم... لكن.. إقتراحي بهدف إستمرارية هذا المشروع تحديداً بما يخصّ المرأة الفنانة.. أقترح أن تكون هناك حماية غير مباشرة من قبل الحهاز الأمني ..على أن تكون الفنانة المرأة على علم بهذه الحماية حتى تطمئن نفسياً من تعليق هذا أو ذاك أثناء ممارستها لفنّها في الشارع... ومن جانب أخر ممكن أن يضع أي فنان صندوق التبرعات على الأرض أثناء تقديم نتاجه الفني... وربما الشعب سيتعلّم سلوك تشجيع الفنان بإسلوب حضاري... وثقتي كبيرة بشعبنا العريق مبروك لأربيل عاصمة كوردستان هذا الإنجاز، وتحية كبيرة لكل من ساهم في إنجاح وتتفيذ هذه الفكرة وسيكون لها مكانة خاصة في تاريخ هذا الشعب.. شعب كوردستان بكل أطيافه وقومياته وأديانه... نتمنّى التوفيق للجميع.

366
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 00:16 10/03/2017  »
سفر يصرخُ من الأعماق
   كريم إينا                         

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىء الأغراب
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا







367
مسرحية ..الحياة عادت إلى المسرح    
وبأسلوب مسرح السينما..
جديد الفنان والسايكولوجي رفيق حنا

 صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/2/2017 عرضت مسرحية بعنوان: (الحياة عادت إلى المسرح) على قاعة مسرح معهد الفنون الجميلة من تأليف وإخراج الفنان رفيق حنا حضرها جمهور..غفير..ونخبة من فناني إقليم كوردستان وطلبة كلية الفنون الجميلة نال ...هذا العرض إعجابا ملموساً..من الجمهور بصورة واضحة.. ملخص المسرحية هو صراع الفنان مع المجتمع عندما المجتمع يصفق للفنان ويقول: له أنت مبدع وراقي لكنّه يرفضه عندما يطلب الفنان يد بنت أحدهم. حيث أحد الآباء يشاهد مسرحية" كاوا الحداد" مع إبنته يشاهدا العمل ويبهرهم الممثل بتمثيله وبعد العرض يقول الأب للممثل أنت مبدع بعدها يذهب الممثل لخطوبة إبنة هذا الأب تراهُ يستخف به ويقول: بإستخفاف كلمة (لا) هل من المعقول أن أعطي إبنتي للفنان (دمكجي)  يتشاءم الفنان بأن ليس له قيمة في الحياة وهو يهمس لن أعود إلى الفن. وبصورة مفاجئة تخرج حبيبته وإسمها حياة تقول له لا يا مسرح.. وهو إسمه أصلاً مسرح وتقول له: لا الحياة بدون فن لا معنى لها.. تنتهي المسرحية وتعود حياة إلى المسرح. حدث تشويق للجمهور  حيث قاعة المسرح كانت ممتلئة حتى مكان للوقوف لم يكن  إلى درجة بعض مدرسي المعهد دخلوا بدقائق متأخرين للعرض إضطروا أن يجلسوا على الأرض. وقد إستخدم المخرج السايك والديكور لشاشة السينما بالإضافة إلى المشاهد السينمائية وهذه أول مرة يستخدم بها هذا الإسلوب في المعهد. المسرحية من تمثيل يانا جبار التي مثلت بإقتدار ومحمد كامل بدور توانا ومحمد إسماعيل بدور حمه وجيا مثل دور الفنان وزيلة مثلت دور الأمريكية بصورة رائعة ومثل بدور الأب مدرس اللغة الإنكليزية أدريس  ودائماً المخرج رفيق حنا بين فترة وأخرى تخرج من بين أنقاض يديه أفكار مبدعة كزميله الراحل عوني كرومي. تعمل على توعية الشباب بعدم الإنزلاق وراء الفساد والتهور وإتّباع العقلانية بالتصرف 
شكرا ..لجميع المشاركين من الطلبة وأساتذة الممثلين ..وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل من تقنيات الديكور والإنارة والتصوير حيث إستخدم الآخرون قبله إلى جانب المسرح كفيلم وثائقي أو قلاش باك وعدد الفضائيات التي غطت العرض المسرحي.


368
نتاجات بالسريانية / بغديدا
« في: 23:12 03/03/2017  »
بغديدا
كريم إينا 

بغديدي(راسن) إميثن لخايخ
وخايي دبستنانخ وإيلاناتخ
كرخشن دئرن لأبرخ بمياثا
ودقوريلي بطلنيثا ديرواثخ
مئيني دمايخ شتيلي بغري
وبدزقري كفاني مشالواثخ
مكباني دمار قرياقوس بدخبري شمّي
وشخنوثا دلبّي بيشا غدالخ
بدمايع تلكا دمخوكا من خميموثخ
وبدبشري شمئي بصينيت دإيتاثخ
وابرخ كمشة خذرا بدني
ناشي كميثي وناشي كرخشي
لصورتخ مشوحتا خترتا كثولي
خدروانح شمشا دمخشكا خزيلي
بشلي كرشن خولا ددايق ناقوس
وخولا مرشاشي كارق وكنابص
خشلي سوسي كارق وكرافس
بصيخا كجم قاشا كناصح
دكل خطايا دلكصالح
إيناثخ راسن دوشا دشخنوثا
وإيناثي رعشة قريروثا
إيما منّن بدبارخ بصاروخ
وإيما منّن بديائل بشلطنوثا


369
أدب / تتوالى السنوات
« في: 22:05 21/02/2017  »


تتوالى السنوات


كريم إينا

أفقدُ وعي نهاري ليستيقظ ليلاً
آملُ أن أرتمي بحضن أبي
وأخبىء رأسي الفارغ به
أنتزعُ فمي من ندبة الحب
فتتوالى السنوات مشحونة بغيبوبة
في عين حمئة
يتسلّلُ الحنين من ثقوب الناي
ليحرث صبر ذاتي
أراهُ يسرح في خيال الفضاء
مضى الخريف وهو يتلاعبُ بأقدام المارة
يغمزُ كوجنتي طفل رضيع
فينضحُ ثغرها بالضحكات
وهي تزمزمُ وجه الريح
برائحة الحنين
تفوحُ منها مساحات غناء
الواو التي بيني وبينها
قد نزعتها الأقدار
فغرقت في بحر الظلمات
لم ينقذها أحد إلاّ أنا 
فهي ما زالت تشهقُ من لمسات يدي
ساعتها يقرصُ الجوع صبري
وجودها أضفى الجمال على الوجود
فتسللّت خيوط المساء من تحت حجابها
فأحسّت بعباءة المساء
تلتحفُ شمساً
هزيع الفجر الأخير
حينها ترجّل المساء يطردُ بقايا النهار
أنا وأنت نلملمُ الليل من أطرافه
ونوسدُ الحرمان الثرى
يا عطر الأماكن
آثرتُ أن أزمجر البحر طرباً
كانت الأرصفة هادئة
وأضواء السيارات مسترسلة
كخصلات حبيبتي
وجهها الوضيء يتجلّى
من قوس نخيل باسق
فالقدرُ يرتدي الليلة معطف الأحلام
إذاً سألملمُ أطراف الليل
وأرتشفُ خمرتي في سكون ...

370
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 01:41 21/02/2017  »
نوافذ تهربُ من شروقي
كريم إينا
                           
نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجرُ الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهمُ صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضاءتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 

371
شقولّي كولي
كريم إينا

شقولّيْ كولي وهلّيْ مْكشمخ خناوا
شْتي دمئي وهلّي نطبّتا دْمايا
آهت عليثا وآنا ختيا
برقا دْإينخ بلهايا
كمشوقتلي غريقا بدمئي
ودمّي كجاري كلاهي مخ كْبايا
شقولّي كولي ودريلي بقورا
دْلا بيشن إلّخ بلايا

372


ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة


كريم إينا


أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...


373


ربّ صورة تعكس ظلّ شكلي المتأرجح


كريم إينا                                             

ما زلتُ شريراً
ما كنتُ لأشرد من عالمي المرير
بل أستعيدُ شمعة نهاياتي
في لحظة من الزمن
وحدي أعانقُ الشوك في الظلام
تعلو فوقي فراشة بلا أجنحة
تخدشُ بأظافرها شعري الأبيض
نادتني الأحلام من ضوع السراج
وهي تنبؤني بليل المجاعات
تلمعُ نجمة المساء في مرايا نفسي
كيف أُرجع ضوء الشمس الذي يغيب
هل شربته الأرض جرعة واحدة؟
ربّما ذرات التراب عكست صورتي بها فكان الضياع
أيّ زقاق أدلفُ ودراويش روحي
تنهرني عن موكب الزقاق
يجيء صاحبُ الموكب راكباً جماد الأشياء الصدئة
فتقدحُ عينيه بحجر اللازورد
فيرقصُ كسكران على أسمال الموت
أطأ سمائي البعيدة ببطاقة يانصيب
لا شيء يغريني سوى المعجزات
لا أدري أيّ رغبة
تقطعُ الحلم هالتين متناثرتين
وسط إنفجار خرائب خورسباد
رؤىً تترنّحُ بخصلاتها الذهبية
نحو صحراء الظل الهارب
ها هو المخلوق الأسود
يدخلُ عاصفته الزائفة
يوميءُ بطوفان مجهول
وجوهٌ تفلتُ من زوايا الخضار
تسرقُ حصتي التموينية بوابل من رصاص
أرفسُ الظلام بوجه النهار
كي يزحف ظلي المخشوشب عني
في وجهي ريحٌ تبرقُ من السراديب
تمتد في ساحات مقفرة
تفرشُ الجماد في عزّ الظهيرة
كهالة بيضاء تقبلُ الفجر
في تهويمة النسر المتعب
الذي ما زال يترجرجُ ظلّه على الجدران
آخر جليس يزردُ دوائراً
من فم القمر المدهش
كنتُ أبحثُ عن خارطة الرجل المقنع
الذي يطبخُ جمراته في هوّة الذاكرة
أشربُ نخباً من قامة التمرّد
وهو يوصفني بنون القاسية
التي خطها ماردٌ جبان
وهو يتقيأ بعفونته في مدن السلام
سكرانة إشراقات نهاري المتيبس
أحاولُ إيقاف نزيف طماطم الأنفال
أطرقُ بمساميري المجوفة أمواساً
تلمعُ في سراديب صدئة
صعرني الليلُ بتسكعاته النازفة
جوع جسدي يبحثُ عن مأوى في عنكاوا مول المظلم
بطونٌ خاوية تمسكُ مفتاح جيبي الفارغ
أقداح الماء تصعدُ إلى المغسلة
لتزيل بقايا آثار القهوة
أفتحُ ثقوب المطر برسالة مشفّرة
لتزيل غيمة أوهامي المفاجئة
بنور من الشعور المغمغم للحياة
أعمدة الشمع تتساقطُ من عيني طفلة
تحاصرُ ظلّي الطيني المسكون
أعبرُ مدن الريح برنّة ناقوس
كي أصل قلعة أوروك لأرى وجهي المزهر
وسط إيقاعات مزدوجة
تنزلقُ الآهات كصرخات الخيول
هذا عالمي المزهو وسط محطات الإنتظار
تلك الساعات النافقة تقطرّت في مائدة الغربة
الوقتُ يمتصّ عزلة سراديبي
أتكأ على عصا موسى لتنير النجوم أمامي
أحيا مع الريح لأصنع لي مظلة في الصحراء
 أدورُ نحو متاهة المعنى
أبحثُ عن روحي ما بين الأحياء والموتى
لتنكشف التجاعيد في مستنقع الطوفان
حينها تدّق الطبول في صمت روحي
نحو ملامح مذاهبي الفاضلة
تقدّست أرواح تعويذتي النازلة
من سياج جثثي الهاربة؟
إرتمى لونها نحو الضياء الأخير
لا أسمعُ أنين نصب حريتي
لأنّ جواد سليم سبقني
في تجسيد ملامح الأرواح الكادحة
على ضوء الفوانيس الخافتة
أصغي إلى أحاجي وباحات البيوت
لأدخل في غفلة زوايا المكان
في تلك اللحظة
حين يتقمّصني الوضوح أعرفُ
سرّ فتح أبواب النور
ما زلتُ وشاحاً الآتي من رفرفة الرياح
أيّ إيقاع يدخلُ في خيالاتي النازفة
أبدو مشدوهاً مع لمعة تقطّبُ أحزاني
وهكذا تتجمّدُ حلقات قاربي الضائع
تحت نجوم القهوة قديسٌ يمرقُ عبر الكون
أتوجسُ عيني الأزلية تتلعثمُ بصفحة بيضاء
أطفو على السكينة في وسط البرابرة
أطردُ الصدى بخيط منسي
يرفرفُ على أريكة ملؤها البياض
أفرشُ على نار جشعي مروحية الإبادة
التي باتت تجولُ بين الخرائب
أينما كنتُ في وسط الكأس أو على ضباب الطفولة
ستدورُ الأرواحُ من أطياف العابرين
معلّق في رأسي ناقوس الغيوم
ليقلّم أظافر تفاصيلي
آنئذ أتذكّرُ بوصلتي الفاتنة من بلاط العرافة
هي بحريقها تلتهمُ فراشات الليل
ذات يوم تنطلقُ الحمامات من كوخي القديم
من يدري أين وقع حذائي؟
كيف إختفى بلمح البصر؟
ألفاظ نور تتشرّبُ في لغتي
كي ترجع لي شكلي المتهالك
مذ هبطت شظايا الزجاج تصحّر بيتي المتشجّر
تقودني شمعة الحكمة نحو بوابة المستقبل
أجري في الظلام بعيداً من قيد السلاسل
أفرشُ رغبة مواعيدي الهاربة من بخار أنواري
أجمعُ أسرار الزمن بين يدي
كي يتنفّسُ غدي الحالم
عبرتُ في هذا العالم مثل حلمة ضائعة
وينهضُ من مكانها تابوت موميائي
عمق الليل يبحثُ في نفق النفايات
في كلّ أمسية تغادرُ الأشياء متعتها
في لبّ الهواء
أدخلُ ظلّي كاللبلاب
أصوات متناهية تلفّ دماغي وراء كوابيسي
ها هي الكلمات تستيقظُ  من مائدة صباحي
وفي كلّ مرة تنفلتُ أوتادي المتخيّمة
أتركُ حركة لعبتي في دياجين الظهيرة
لن أتمكن من رفع منطاد الأقاصي
إنّه الفجر يتقهقرُ في شوارع المدينة
يظلّ يترجّلُ ثمّ يتلاشى...




374
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 00:49 03/01/2017  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
 كريم إينا                             

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبئين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى
***







375
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابيالمشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***




376


أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري


  كريم إينا                                      

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوة
وسهام تسرّحُ كواكبها ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندلة
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج تمسدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقة
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسموات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعة
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ فم الأمواج المستعرة
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمش المشرقة
***





377
سفير جمهورية كرواتيا ..في العراق
يزور منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي
كريم إينا
في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم السبت الموافق 12/11/2016 زار السيد إيفان يورتش..سفير جمهورية كرواتيا في العراق والوفد المرافق له ..مقر منتدى عنكاوا للفنون الكائن في المركز الأكاديمي الإجتماعي ..كان في إستقباله السيد جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا ورئيس المركز والسيد عماد متي عضو الهيئة الإدارية للمركز ..والفنان رفيق نوري حنا رئيس منتدى عنكاوا للفنون وأعضاء الهيئة الإدارية ومنتسبي المنتدى ..حيث تفقد تمارين قسم الموسيقا ..والنشاطات الدرامية للمنتدى .. نالت إعجابه والوفد المرافق له ..ثم تفقد بناية المركز وقاعاته ..بعدها تم الحديث عن الحركة الثقافية والفنية في عنكاوا بشكل عام ...ونشاطات المنتدى بشكل خاص ...التي وضحها رئيس المنتدى .. وتم الإتفاق على تبادل الزيارات بهدف تطوير الحركة الفنية بين نشاطات المجتمع المدني لشعبنا والمؤسسات المدنية في كرواتيا ...يبدو أنّ نتائج الزيارة كانت مثمرة.

378
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 08:11 08/11/2016  »
نوافذ تهربُ من شروقي
كريم إينا
                           
نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجرُ الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهمُ صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضاءتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 

379
تحية حب وإجلال
لزميلي الأديب الناقد والساخر إبراهيم الخياط من طبيعة الظلم هذا بوري قوي للذين يتحلون بلحاياهم في النهار وفي الليل يشربون العرك بالقندرة

380
أدب / ضباب وسط أبخرة الضحايا
« في: 07:59 24/10/2016  »


ضباب وسط أبخرة الضحايا


كريم إينا


راجعٌ نحو شمعدان دموعك
يا مدينة ظلّلها السافهون بلا هوادة
بغديدا لا أكون إلاّك
سأعلنُ علامات إهتزازي المستعرة
أمدّ نعوش الهواجس
نحو رغوة الدماء القانية
يا بيت الحدأة كانت ترفرفُ به قصائدي
وترسو فطائر ضبابي
في مرارة الرعب الأول
ينسدلُ اليأسُ عند رأس التكوين
عبقُ الدم المسكين يرسمُ عريهُ
عبر وجه أبخرة الضحايا
مرايا تعكسُ نبوءات الفرح المحروق
عند الرعب الثاني
فيتدفّقُ اللهيب البربري
نحو عيون الهواء المبحلقة في تلاوين العذابات
حداءٌ وجههُ مسلوبٌ
لأقنعة الأدغال
يا فرحة النجوم الغامضة
وهي تلمعُ في دجى الخراب
شيءٌ ما يتناسخُ
في سماوات الخوف المنسي
يتراكضُ كي
تخفي الأحلام هروبها
في فوهات الإغتراب...




381
نتاجات بالسريانية / بغديدا
« في: 21:31 18/10/2016  »
بغديدا
كريم إينا 

بغديدي راسن إميثن لخايخ
وخايي دبستنانخ وإيلاناتخ
كرخشن دئرن لأبرخ بمياثا
ودقوريلي بطلنيثا ديرواثخ
مئيني دمايخ شتيلي بغري
وبدزقري كفاني مشالواثخ
مكباني دمار قرياقوس بدخبري شمّي
وشخنوثا دلبّي بيشا غدالخ
بدمايع تلكا دمخوكا من خميموثخ
وبدبشري شمئي بصينيت دإيتاثخ
وابرخ كمشة خذرا بدني
ناشي كميثي وناشي كرخشي
لصورتخ مشوحتا خترتا كثولي
خدروانح شمشا دمخشكا خزيلي
بشلي كرشن خولا ددايق ناقوس
وخولا مرشاشي كارق وكنابص
خشلي سوسي كارق وكرافس
بصيخا كجم قاشا كناصح
دكل خطايا دلكصالح
إيناثخ راسن دوشا دشخنوثا
وإيناثي رعشة قريروثا
إيما منّن بدبارخ بصاروخ
وإيما منّن بديائل بشلطنوثا

382
حفل تأبيني للفنان الراحل المسرحي العراقي الكبير يوسف العاني
عنكاوا / أربيل
كريم إينا
أقام منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي مساء يوم السبت الموافق 15/ 10/ 2016 حفلاً تأبينياً للفنان المسرحي العراقي الكبير " يوسف العاني". قدّمه عريف الحفل الفنان رفيق حنا معد ومقدّم برنامج "سايكولوجي"  تخلّل الحفل ترتيلة بالمناسبة قدّمتها المرنّمة داليدا أنور تلتها كلمة للفنانة القديرة سليمة خضير مشحونة بالدموع، ثمّ كلمة هيوا سعاد مدير دائرة الفنون المسرحية ورئيس نقابة الفنانين في أربيل، تبعها كلمة الفنانة القديرة إبتسام فريد. مع فقرة الغناء والعزف عن بغداد على العود من قبل الفنان جمعة العربي. تلتها كلمة مشهودة بحق الفنان المرحوم من قبل الكاتب والناقد التشكيلي الكبير حسن عبد الحميد. بعد ذلك تم عرض فلم بعنوان يوسف العاني... المسرح بسعة الحياة) من إنتاج دائرة السينما والمسرح عام 2014 بإخراج الفنان المبدع علي البصام كتابة وإعداد وتعليق على الفيلم من قبل الناقد التشكيلي الكبير حسن عبد الحميد. وفلم قصير لمدّة دقيقتين عن تسليم الفنان يوسف العاني روحه للقبر. حضر التأبين هيوا سعاد رئيس نقابة الفنانين في أربيل وشخصيات من منظمات المجتمع المدني والوسط الفني والأدبي والإعلامي." 89" عاماً مرّوا على حياة العاني بالتمثيل الدرامي مملوءة بالحب والعشق إزدان المسرح العراقي ألقاً بالنخلة والجيران،والمفتاح،بين الجدّ والهزل...إلخ. حيث فتح باب المداخلات: شارك فيها المهندس عمر العبيدي،الشاعر ناجي عكولة،الكاتب الإعلامي نمرود قاشا،الصحفي نوزاد الحكيم،الشاعر أسامة نافع،الشاعر أمير بولص،القاص والروائي الكبير هيثم بردى، الشاعر عماد الشمّري. غطّى الحفل التأبيني عدد من وسائل الإعلام منها جريدة سورايا والقنوات الفضائية:عشتار، سورويو tv، سامراء، السومرية،الشرقية، الفلوجة، صلاح الدين.   

383
أدب / الدمعة الأخيرة
« في: 22:21 14/10/2016  »

الدمعة الأخيرة
كريم إينا
                 

فقدتُ نجوم السماء
وصارَ دربي طويلْ
أسألُ تلك الزهور
عن موتها بينَ الصخورْ
***
الحبّ خفقة قلب
غنّت لها الدنيا
                بأسى وشجون
قبّلتها كما يلثمُ الوردُ المَطرْ
***
أنامُ على عشق العشب
كموجة تُعانقُ البحرْ
أصغي لصمت الكون
           أوقضُ لهفتي
وبينَ المهالك أرمي حجارتي
***
أوصلُ الصبحَ بالوريد
وإذا دارت المدافعُ وإحمرّت الحدودْ
تغادرني الدمعة الأخيرة
***
تغلي دماؤنا... فأرى وميضَ الوقت في عيون الفراشات
وقبلَ أن تطيرَ.. أنا في وجهها أطيرْ
***
وتطيرُ الأوراقُ باحثةً عنّي
تسيرُ في نعشي الأحلامُ
تعلو في رأسي الأفكارُ
وينأى الليلُ المخيفْ
تغفو نفسي في كؤوس المنام
فأحاولُ أن أنيرَ أضواءَ المدينة
ليبقى الغدُ
حلمنا القريبْ
*** 


384
حوبّا بلشانا دكوخوي
كريم إينا

قَمْ ما دخازن حشّا بصصياثخ
كْجمكي إيني
وإيني  بليلي كوما كبيشي مبلبزي
إنقشتا دإينخ مْطشيلا بكاوي
كشوقالي بسْفنتا بياما مسكرا
بارقلي من حوبّا دكوخوي
وبثوخ كثاوا دخايي
وشتور لشمّي مَخْ كوخوي
هاذخ شباكه دنوني بثخلا
وعرقلا منح كل شيذانتا
تْوُورْ قتاثا دْطرئي وباتش بيثي
وخور دخ وردي كبثخي وكموردي
جعلّن أخنواثا
وبوخن بشلي شئيثا برخد نيسان
وبلشاني تنيثا كميثا
ومن إيني كيائل بهرا لقورا
وبلشاني محكيثا كميثا
وطربي دإيلانا بشهن شؤوثي
مخ نطبتّا بنهرا
وقيطي تريلي من مطرا
كرقه بثري وراقهْ
وكشقليلي حشّي دزونا
ددمخن بمشحياثي  حيلي لْريشد كوخوي
نخرايون من شتقي
كمسكرن بكالوثا دكوني
وكمسكرن تخيثد مطرا
وبلكد دْمطرا طعلياثي
آنا أبرا دْإيلاين
دكشاتي وريذي مدمئد طلّا
كمايث لبّي بينث وردي وكتوي
وكنوئا بصخوثا بلبّد محري
آنا وآهت بيشخ كيبد سهرا أرخي
كرخمخ كليهن زوني
آنا خدالخ بوخا ومايا
لشمأت قالا دكاثي منخرايا
كرحقت ودني منّخ غيبتا
وقطي إكذاذي دشمشا
وبّيشا بريثا شؤوثتا
لكناشينخ وآهت زورتا
خشلي خاصي طبيا بكوينخ
كلامع مخ خبوشا خليا...


385
إعلان ...إعلان .. إعلان ...إعلان مهم.
لكل محبي الراحل الكبير يوسف العاني رحمه الله ويدخله فسيح جناته
منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الاجتماعي يعلنان عن إقامة حفل تأبيني للراحل الفنان المسرحي الكبير..يوسف العاني ...
يتخللّه عرض فيلم خاص عن الراحل ويعرض لأول مرة...
اليوم : السبت 15/10/2016
الساعة : السادسة مساء
المكان : قاعة المركز الأكاديمي/ عنكاوا / أربيل 
والدعوة عامة للجميع.

386
الف ألف مبروك
مزبداً من التألق والإبداع أستاذ نوزاد مع الحب

387
المطربة المتألقة  سعاد الياس...
تمثل دور البطولة في مسرحية ( كوكب الشرق )
مع المخرجة  السويدية  يوهانا هووس
 
رفيق حنا
تم تشخيص المطربة سعاد الياس من قبل المخرجة السويدية ( يوهانا هووس )  للقيام بدور المؤدية لأغاني أم كلثوم في عمل مسرحي كوميدي بعنوان: ( أم كلثوم)  يحكي حكاية أم كلثوم وبأسلوب يخاطب الأطفال.. لكون العمل موجه للأطفال.. وتحديداً الأطفال اللاجئين والنازحين.. بعد تمارين إستمرت 30 يوما.. تم عرض المسرحية بتاريخ 26/ 8 / 2016 ضمن المهرجان الصيفي الدولي في الإسكندرية / مصر.. وإستمر لمدة (7) أيام متتالية..  بعد  أن  أصبح نجاح العرض موضع المهتمين والمسؤولين ممّا لاحظوه من فرحة الأطفال بهذا العرض المسرحي الشيق الذي تميز بأداء المثير تمثيلا وغناءاً للفنانة سعاد الياس  بصوتها الشجي  والألحان المؤثرة والملائمة لأحداث المسرحية التي كانت قد خرجت من مخيلة الفنان السوري الملحن  المبدع  موسى الياس والفنان فرات حسين الذي مثل وعزف على آلة الطبل ممّا جعل إنتباه المتفرجين متفاعلا.. يتابعون أحداث المسرحية بشغف.. تقرر إعادة العرض في مملكة الأردن / عمان.. تم عرض المسرحية بتاريخ 2/9/2016 على المسرح الكبير في عمان ضمن مهرجان الحكاية الذي يقام سنويا في مركز هيا للأطفال اللاجئين... وإستمر العرض لغاية 7/9/2016.. حيث تم العرض الأخير وبنجاح كبير في مخيم اللاجئين في عمان.
نبارك الجهود المبذولة لهذا العمل الجميل.. للمخرجة السويدية  ( يوهانا هووس ) والملحن المبدع موسى الياس والفنان  فرات حسين..
ونتمنّى للفنانة المتألقة سعاد الياس  مزيداً من الإبداع.

388
أدب / بياض يبعثرُ رحلة الغياب
« في: 20:59 26/09/2016  »
بياض يبعثرُ رحلة الغياب
كريم إينا
أبعثرُ بياضي
على شعرة الظلام
أسرقُ صحوة الذاكرة
لحظة دخول البياض
سأنتظرُ طلاء الأنوثة
رُغم مكر وزيف الأصدقاء
وليلُ القسوة يصنعُ
خيال الماء
فأراهُ كالمرآة
يتوسّلُ من بؤس غبار الأيّام
إئتلقتُ يوماً أبحثُ عنّي
فقرّرتُ أن
أدخلَ الظلّ المثقوب
الذي ما زال ماسكهُ" علي خيّون"*
كدمعة خجولة
إنهمرت وتلاشت
أمشي لأرهن قلبي
لقمصانك العاطلة
وأغسلَ ذنوبي بحروف القافية
كلانا يفترقُ في ظلمة النفق
على مرايا عاكسة
يتشابكُ الرحيلُ بيننا بخمرة الماء
وفي حلقي غبارٌ
جعل المساء ينثّ صمتهُ ويتبدّد
فتخرجُ منه الشرايين النابضة
ها هي إرتعاشة الحب
مزروعة في شفاه النسيم
تنتظرُ صوتك الرنّان
مرّة واحدة
جَلَستْ قصيدتي تسمع إنبعاج الحلم
كأنّه طين تكوّر قوتاً
لأحزان الشتاء
الظلّ الداخلُ خافقٌ مصباحهُ
يضاجعُ صحوة الغياب...
وروحي خجلة
تلطّخُ وجهَ كلّ ذهاب وإياب
أنشدُ خطاي وأصرخُ لمسافات الفراق
أشمّ رائحة التقبيل
فتراودني ظنونٌ وذكريات معزوفة
تؤجّلُ رحلتها لزمن إفتراضي
صفعَ الغيمُ ثقل أمواج الظلامْ
شقّ بقايا غربتهُ المشتعلة
يبقى القلبُ منزوياً
فوق رفوف الغياب
كلّما مسّ شواطئها المنسية
صاحت ياقاتها بألسنة من نار
وتحتَ عويل الظلام تهبط الكلماتْ
تتخطّى براعم الأوراق
كصوت المطر المغسول
لم أرَ سوى البريق
يهدرُ من عواصف رعدية
تنحتُ لها مومياوات معلّبة
كان البياض يوماً ينيرُ ظلمة العبيد
زهاءَ تنهّد الأذهان
في ذلك المساء كانت نكهة البياض
تتمشّى مغبرّة حمراء
تهرولُ خلفنا تتلعثمُ كأرملة
أجنحة النوارس ترتعشُ
تحتضرُ منفصلة عن جسدها
لم أرَ سوى شهوة البريق
مرّت داخل قطرة العلق
تطوي الحزن مخلّفة وراءَها
قطيع دخان أبيضْ
تغربلُ ضجيجَ المغاليق ْ
بإمكان الريح الطيران
على مغاليق القمر
دونَ توقّف
ترسمُ ملامح المسافة
دونَ جدوى
قد يأتيني
عاشق الغابات الوسواس
يحكي عن الحب
الذي ما زالَ ينتظرُ أفولَ
الظلام وبعثرته
إلى غياب غير
مسمّى...
....................
•   "علي خيّون" قاص وروائي عراقي
***


389


خيالات متناثرة من قصيدة الأمس



كريم إينا
                                       

أرى رياحاً تشعلُ
كراس جدي القديم
لا أتذكّر يدي اليسرى
هل ستبقى داخل النهار ممدودة؟
لا أدري
لو كان طريقي
نحو خريف عينيك
كنتُ أحبّ وردتك المتناثرة
خلتُ المارة يخدّشن
بقايا المرايا المبصرة
كنت عيناً لامعة
تسطعُ في ظلام جسدك المهترىء
في أمسية ما
أهرولُ أمام شخصك الأسطوري
لا ألومُ عادتك بقضم الغيوم
صمتي يوصدُ بابه بوجهك
كي لا أحترق
بالأمس كنا روحان غامضتان
واليوم جسدان ناعسان
يحتضنُ واحدنا الآخر
لا فرق
الكل يذرفُ الدموع
عندما تنفتح صخرة الأزل
متّشحة ببياض النوارس الضائعة
أرويك من شعاع الشمس
كي تشحذي سكينك
لقتل هيدرا ذو سبعة رؤوس
بعدها أبدو زوجاً حميماً
لقصيدتك المبتسمة
القدر أنساني رأسي المجهول
نحو عالم الطفولة
تاركاً في بسمته خيالات ثملة تتطاير
مع قطرات الندى
منذُ ذلك اليوم
بدأتُ أنسجُ قصيدة
من أعماق أحلامي
كي أتنفسُ من جمال عينيك
المسكرة...

390
الأخ والصديق الحنون الياس متي
الذي أتى إلى أربيل ولم يتسنّى لي الظرف كي أراه أنت بالقلب شكراً لمرورك الكريم على قطعتي الأدبية وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلُ على مدى مثابرتك ومتابعتك لأبناء جلدتك مع محبتي الخالصة

391
حوقّا سبقتا 
كريم إينا

طئون أقلخ من شميّا
وأبهر خشكا من أرئا
شوقلي بشمّي كبرخن
وهلّي من صلمخ بهرا
إسري شنّي تويرا مكلي
مخصاذا بأرئخ دليبا زرئا
دماهي كمثيالي إمّي ماحورا
دلاهايبي دماثن مئيوا مطرا
شلطنوثا مباثر موثي لكبئالي
ما قدّا دمصالن هر بيشن بخشكا
كمرن دصهري إيكيلا دوكثي
مسكيري من أرعا وناشي منّح سبقتا
ماد كيبت بيونّخ من آذ دني
بس لبيشت إمسطانا سمختا
جلّي إلّخ بيثواثا هجيري
لخشوتلي شيذانه
بس هوني بشلي
حوقّه سبقتا

392
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 21:06 06/09/2016  »
حضارة مطلسمة بغربال العتمة
كريم إينا

فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدويّة
يومظُ برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاه

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلّاة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...




393
نتاجات بالسريانية / محرا
« في: 12:49 02/09/2016  »
محرا
      كريم إينا

إيموري محرا تنيثيلا
كنبلهْ مكومّا
وميكا كل آني تنايي بدلايمنا
نطبتا دمايا إمبلّا إللوردي
بمحقا، دكلا
روخاثن طبقهن ليّن مهيمنا
كليهن كميلي لبّخ بحبّح ذبلي
وبآذا خوشابا بريخا
قاشا مئمذلا بكرنا
إن طويئا، وإن صحيا
مرهن إرويلخ وعمرخ فتلي
وبشلخ ساوا ليبخ دوذت مندي
وردي نثيري بكنثخ
درقذي مدهول وزرنة
حبّخ كمكاويلي كوايا
وحشّخ كم ممرئلي
لنشيت يا براتا محرا هاذخيلي
كوليهن خايخ بيشت كمجربت

394
ألف ألف مبروك دكتور روبن على هذه المسؤولية الكبيرة نتمنّى أن تزورك السعادة

395
لا حرمتلي من حوبّخ
                        كريم إينا

دماهي كمحرمتلي متفقتا
ولْهيلخ بْطعولتخ سْبقتا
قَي من ناشي رحوقا برشتا
دقرو منّي خليبخ زدوئثا
خزيلي حشّا بصلمخ بديا
زْرقلي شْئثلي خشلي قنيا
خلمن بشلي قطرا ئصيرا وشريا
لكنابىء حوبّخ دفقير وغنيا
لكمفرقت بينث كثوته ومشوحته
خشلي حوبّخ شلاّ وسمْيا
كمجنكر بْنثياثي بيوما وليلْيا

396
نتاجات بالسريانية / قنتا دخايي
« في: 21:44 27/08/2016  »
قنتا دخايي
كريم إينا 

كسَاخن بزلكا دهوّخْ
وكمشاهن عطرا  دْيهْوَخْ
شقول لبّي وخشولّيْ مسهمَخ
مخ طربا بدنوئن بلكدْ بغرخْ
دري طلنيثخ بثري وزدي طلنيثي بثرخْ
دخ سهري بشلي كباخي وسهرخ كامر هيو دْبَصخخْ
طبيلا  روخخ بلكد روخي
مخ مايا دخْلطهن بكو خَمرخْ
بهري مرحقتخ بشلي مبربْزا
ونهاثخ كمتكيلي لجكانا تورتاْ
كبَاخن دقلبلخ خلما دْرمشي ْ
وقريلي بإينخ ما دكمبخيلي ْ
بشلي كديقن بخشكا قيناثيْ
مخ وردي كنوئي بشمشا مشحياثيْ
سكلي بْصلمد حُبّخ رزناثيْ
دْلا مايخلخ نَخيري
ودْلا خازيلخ إيناثي
...

397


ظل الحياة يستأنسُ بخرافة الماضي


كريم إينا


ظلّ الحياة يأسرُ مخيّلتي
أنثرُ حافظتي أحلاماً وردية ليشهق القنوط
أشفطُ تيار الأيام بنظرة حب
أقطعُ المسافات بأشباح اليقظة
فتحضرني الأرواح الظامئة
فوق ملابس البكاء
وصباح الغد خال من اللازورد
يجلسُ على هيبة الكواكب
أسجو نوراً مظلماً
لم تشهدهُ أدخنة الرياح
كنتُ بالأمس ملتصقاً في زوايا النسيان
أصغي لأغنية الحياة عبر بلّور نافذة الآلهة
الفضاء لا يسعني
ربّما أزهرت نفسي على قارعة الطريق
يذوبُ الشفقُ أمامي
مخلّفاً وراءهُ مروجاً خضراء
تحوي كؤوساً شفافة تهزجُ بالخمر
بين السكينة والضجيج أنين وعويل
ينتظران ألفية الزمان المعطوبة
يقضمُ نهاري ثماراً صامتة
وهي محدّقة إلى زرقة الفضاء المتسربل بيقظة الأحلام
أتفرّسُ في وجه الظلام
علّهُ أصلُ قامتهُ المتصعلكة
أستئنسُ بشمعدان الحياة
قبل أن يوصد صومعتهُ بضوء القمر
أنثرُ هباء نواميسي وراء المجرّة
لمراقد محاطة بالأشباح
التي ما زالت مغمورة بالسكون
تنتظرُ ماضيها البعيد
صنوجٌ مزدانة بالنواقيس
تلتفُ حولي بأصواتها البالية
تمزّقُ سكون اليائسين بدخّان لهيب الشموع
أردّدُ في ظلمة الليل تنهّداتي العميقة
كي أدرج كآبة جوارحي بأفراح الناس
يأتي المساء فوق جبال الأحزان ليلثم زهرة البنفسج
أعصرُ عنقود الزمان غذاءاً للياسمين
في أعماق نفسي ألفاظاً أتنهّدها
كي تعكس شعاع نجمي
ترمقني عيون النهار لترتدي البساطة
كرشفة أولى ملأتها الآلهة
من خرافة الماضي
ألثمُ أجفانك الذابلة يا سلطانة البحار
أتشبّبُ بدمع العيون نحو السواقي المترنّمة
أفتحُ عيون البغض بضمّة وعناق
أستلفُ العطر من أذرعي النائية
فتشعّ أنواري بلون قوس قزح
لصوص الكتمان تسرقُ منّي أجنحة النوم
كوني ثوب السماء مرصّع بجواهر النجوم
يا لقلبي الخفوق أراهُ سابحاً في فضاء الزرقة
أرسمُ ذكرى نواميسي المبعثرة ببراقع الأحلام
ينأى الحزنُ من صحيفتي الخالية
ليسكنُ الأمواج المنقشعة من الغيوم
حينها تخرجُ من قلبي عصافيراً مغرّدة
نسدّ الشطآن في قرارة أرواحنا
ونلوذُ بالصمت برقّة متناهية
تنثالُ أشعة أفكارنا كالثلوج المتناثرة
تمتصّ رذاذ الأرض في ليلة ناعسة
كقطرة الندى ينزلقُ النور منها كالكرة في الشفق
أشربُ كأس الصمت من حليب السماء
وأحوكُ أنامل المدى ليبصر النور
أصارعُ العواصف كي يرى العميان بالمرايا
من خلال الليل الزاحف ألمحُ ظلّ الحياة
يتحرّكُ فوق الغمامة ليكشف سرّ الخرافة
سأطمرُ آثار أقدامي بحلاوة الماضي
وأكنسُ الليل الأصم بعيداً عن الضوضاء
أبهرجُ المرئيات بوشاح النهار
لأمحو الليل من عالم الوجود
أنفخُ بأنفاسي الملتهبة قرباناً لمخاوفي الصمّاء
أستقي مخاوفي من أرض اليباب
أغامرُ بقيثارة شجية للوصول إلى النول المقدّس
أصطادُ النهار من ندى الأقداح
أحبسُ بفضائي رقصة الأنوثة
أتيه كراهب يبحثُ عن خالقه
علّهُ يعكسُ وجهي في مرآته
ليتوق الصمت للأباريق المهشمة*...
..........................................
•   الأباريق المهشمة: مجموعة شعرية للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي.


398
إفتتاح منظمة أتري للتعاون والتنمية في عنكاوا
من موقع المنظمة
بتاريخ 21 من شهر آب 2016 تم بعون الله إفتتاح منظمة أتري للتعاون والتنمية في مقرها بعنكاوا بحضور أعضاء الهيئة الإدارية كاملة وعدد من الضيوف المشاركة في الإفتتاح. تخلل الحفل إلقاء كلمة بالمناسبة من قبل رئيسة المنظمة صوفيا صليوو مبينه فيها دور المنظمة في تقديم المساعدات الإنسانية للمهجرين واللاجئين في إقليم كوردستان للتخفيف عن معاناتهم وإقامة النشاطات الإجتماعية والندوات الثقافية والتعليمية حسب جدول المنظمة الشهري.تلتها فقرة تقطيع الكيك وتوزيع المرطبات إحتفاءً بهذه المناسبة.

399
حفل ختام دورة الموسيقى للمبتدئين في منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي...
كريم إينا

إختتم منتدى عنكاوا للفنون دورة الموسيقى الأولى للمبتدئين لآلة العود، والكمان، والأورك، يوم الخميس 18 من شهر  آب الجاري 2016 بحفل مميّز أدّى فيه المشاركون لأول مرّة معزوفات فردية نالت إستحسان الحضور وسط جو من البهجة والفرح للمشاركين وأولياء أمورهم. ويبدو للمتابع أنّ الدورة قد حققت نتائجها وأثمرت وكان ذلك واضحاً من خلال إستجابة طلبة الدورة المتّسمة بالحب والموسيقى حيث إستوعبوا المبادىء الأكاديمية للموسيقى. وهذا ما يدلّ بنشاطات المنتدى بأنّها مثمرة ومتميّزة. تخلّل الحفل توزيع الشهادات التقديرية للمشاركين والمحاضرين وقسم الإدارة والإعلام من قبل الفنان رفيق حنا رئيس منتدى عنكاوا للفنون. وقد شكر رئيس منتدى عنكاوا للفنون الهيئة الإدارية للمركز الأكاديمي الإجتماعي في كلمة عندما إفتتح بها حفل توزيع الشهادات التقديرية لما قدّمته من مستلزمات نجاح الدورة.
أسماء الطلبة المشاركين في الدورة هم:
1-   رادة منير إسحاق.
2-   نسمة سمير مسيح.
3-   مروان فهمي جرجيس.
4-   سان سفين عبدالله.
5-   ماركوس حكمت حنا.
6-   يوسف فؤاد توما.
الأساتذة المحاضرين هم:
1-   د. عمار المرواتي.
2-   مجيد خوشناو.
3-   ليث أنور فرج.
4-   والمدرب سافين صباح. بإدارة الفنانة ندى إيشايا.

400
أدب / أضرحة خلف بالونات مفركشة
« في: 20:28 10/08/2016  »

أضرحة خلف بالونات مفركشة
كريم إينا

تغيبُ سماوات الشمس
بحجم حبّة الخردل
لا حياة لنا بين الرصاص
أمهاتٌ بين جفلة أبواب الأزمنة
بياض الماضي يحوّل أضرحتي
إلى شظايا متناثرة
ثمّ يعبّئها في بطين الذاكرة
مرّت لحظات تعاسة
تنفضُ أوراق الخريف في سوران ستي
وهي تبحثُ عن علامات الجوع المنسي
لا زالت الأقنعة لا تموت
ربّما حين يزفرُ رقادها الأخير
تنبعُ من مهدها شموع الآهات
وهي تغزلُ خيوط مقامات القانون العراقي
تهبُ لي من نغماتها ترنّحي المستمر
قفز الليلُ على عكازته الصدئة
ليخبرنا بآخر نبأ تاه في العتمة
حين أستنجدُ مخيلتي
لا أديرُ وجهي نحو جنازات المارة
تتلو لي نشيداً عن أرومة الحب
تدثّرني فراشات الفجر
وهي تحلّقُ في بؤبؤ نظرتي الأولى
حتى آخر دمعة تعزلُ النسيان
من جرّاء طبخة العاصفة
تباطأت خطواتي نحو دمية المقصلة
لن تمنعُ هروبي بإختباءات الكواليس
ذالك الزجاجُ يشبهني عندما يستنشقُ الأدخنة
تتهاوى أحلامي بقية أيام النهار
بحثتُ عن سواحل قواميصي المبعثرة
وهي تستغربُ من بالونات الهواء المفركشة
بدأتُ أحركُ صورتي نحو قبعة الغياب
أراها تخرجُ من بريد طابعي الغير المختوم
هكذا أركبُ في قطار مشهدي التمثيلي
وأنهارُ بفاجعة كما ينهارُ سقف ملامحي الغريبة
أتهاوى بعين ساحر من بعيد
كي يمنحني الوصول إلى مدينة آين*
كأنّ الخلاص كان أو لم يكن
حين أتذكرُ مرآة والدي الوحيدة
أطوي جناح لوني المتبخر
ليفوح عبير زهرتي في السماء السابعة
يحدثني الليل عن صراخ عطوري المسكينة
وهي تزهو من غرابة الصيف القادم
لا شيء يقطرُ الوقت غير قسوة الأيام
لتأتي رؤى حكايتي الضائعة
نحو حدائق الكلام الهاربة
التي ما زالت ترقصُ من أنين وحدتها
في جو عالم الخيال السفلي...
.......................................................
* مجموعة شعرية للشاعر الراحل سركون بولص





401
نتاجات بالسريانية / بغديدا
« في: 10:43 03/08/2016  »
بغديدا
         كريم إينا

بغديدي إمّيثن لخايخ
ويرقا دبستنانخ وإيلاناتخ
كرخشن دئرن لأبرخ بمياثا
ودقوريلي بطلنيثا ديرواثخ
مئيند دمايخ شتيلي بغري
وبدزقري كفاني مشالواثخ
مكباني دمار قرياقوس بدخبري شمّي
وشخنوثا دلبّي بيشا غدالخ
بدمايع تلكا دمخوكا من خميموثخ
وبدبشري شمئي بصينيت دإيتاثخ
وأبرخ كمشة خذرا بدني
ناشي كميثي وناشي كرخشي
لصورتخ مشوحتا خترتا كثولي
وخدروانح شمشا دمخشكا خزيلي
بشلي كرشن خولا ددايق ناقوس
وخولا مرشاشي كارق وكنابص
خشليْ سوسي كنافر وكرافسْ
إبصيخا كجّم قاشا كناصح
دكل خطايا دلكصالح
إيناثخ راسن دوشا مشخنوثا
وإيناثي رعشة قريروثا
إيما منّن بدبارخ بْصاروخ
وإيما منّن بديائل بشلطنوثا

402
أعتقد القصة الأخيرة دعوى قضائية هي المتفوقة تكمن فيها كل مستلزمات السرد آسف على هذا التصريح مع الحب لكلا القاصين

403
دورة موسيقية أقامها منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي في عنكاوا...
كريم إينا

دورة موسيقية أقامها قسم الموسيقى التابع لمنتدى عنكاوا للفنون يوم الجمعة المصادف 22/7/2016 الساعة السادسة مساءً. تخلّلت الساعة الأولى من الدورة شرح نظري حول دراسة النوطة ومواضيع نظرية أخرى مختلفة عن الموسيقى أمّا الساعة الثانية جرى فيها تطبيق عملي للطلبة الدارسين على آلة: العود،الكمان،الأورك. مدرّسي الدورة أساتذة أكفاء في مجال الموسيقى: د. عمار أحمد المرواتي، الأستاذ مجيد خضر سعيد،الأستاذ ليث أنور فرج الرافدين، إضافة إلى المدرب على آلة الأورك الفنان سافين صباح عزيز. مدة الدورة شهر بحدود (32) ساعة فقط يوم الخميس والجمعة مساءً. الطلبة المشاركين في الدورة هم: ماركوس حكمت حنا، رادة منير إسحاق،يوسف فؤاد توما، نسمة سمير مسيح، مروان فهمي كوركيس، سان سفين عبدالله، مدير الدورة الفنان رفيق نوري حنا شكراً للهيئة الإدارية في المركز الأكاديمي الاجتماعي لتوفير مستلزمات نجاح الدورة
علما ان منتدى عنكاوا للفنون  قام بالعديد من الدورات في مجال الفنون المسرحية والتشكيلية سابقاً.

404
شلاما رابي لطيف
بسما كيانخ لآذي قصيدة بس إتلي ملاحظة على العنوان كرمانن بيواشا كرومنا تتيبّس وليس تحترق حسب ما دكثولخ بعنوان مع الحب. 

405
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُدخاناً على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابيالمشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***


406
 عرض فلم ماريانا في المركز الأكاديمي الإجتماعي
كريم إينا
عرض مساء يوم السبت الموافق 2016/7/16 فيلم ماريانا بشاشة سكوب ملون على قاعة المركز الأكاديمي الإجتماعي في عنكاوا لمدة ساعة من الساعة السابعة والنصف ولغاية الساعة الثامنة والنصف شاهد الفيلم راوند بولص رئيس إتحاد الأدباء والكتاب  السريان وعدد من الأجانب والأساتذة الأكاديميين وعوائل مجمعات النازحين من مجمع الأمل والكرمة وأشتي 2 إضافة إلى عوائل الأطفال المشاركين في الفيلم. عرض الفيلم في ألمانيا وهولندا والسويد ولاقى ترحيباً لافتاً للنظر علماً الفيلم باللغة السريانية من تأليف وإخراج الفنان الأكاديمي رفيق حنا معد ومقدم برنامج سايكولوجي في قناة عشتار الفضائية وقد ترجم إلى اللغة الإنكليزية والعربية وقد تفاعل الجمهور مع الفيلم كونه يخصّ حياتهم اليومية حيث عرض على شاشة 4 في 3.

407
نتاجات بالسريانية / بدخذرن
« في: 10:52 16/07/2016  »
بدخذرن
            كريم إينا 

خذيري بمــــــاثي وكليلي
وشوبــــــا تقيــــلا ئريلي
وكبيرا بمكيخوثا محكيلي
وتناي دمريــا ميــــــــري
وبإيتاثا دمذيتي مصلـيلي
            ***
كمرن ماثي بكــل عدّانـــا
محكيثا دماخورا شطرانـا
كثون محرا مخ إيلانــــــا
أكّارا كزارء وكنوئن آنــا
           ***
ديكي بقرايــــــا بقدمتـــا
وطفالي ببخايا بدركشـتا
بغديدي مليثا حشّـــــــــا
بقطلا دقاشح بدشتـــــــا*
مريـــا أوبشلا إيذا بشتـا
           ***
خبرا سوسياثا كمحكـيلي
دناشي دماثا ميريلــــــي
نشواثن هاور مــا بريلي
ما ليلي كومــــــا آذيلــي
ونورا بلبّواثن لهيـــلــي
          ***
بدخذرن بــــدرا بــــــدرا
بدركون لخاصد سوستـا
بدشاتن خليـــا صبيـــــا
شد بيشن بزونــــا طبيا
          ***
خزوا ما خزيلي بحذيرا
كركرا كخاذر بشيــــــرا
لقرشا كساحق مختيــرا
وتونا بخرّارت صيــــرا
          ***
قلخ يــــــــــــــا نعّوم حدادة مقورخ
وأخــــــــــرب مكلي دساوي خورخ
وأبـشــــــــــر قيناغي أتيقي بنورخ
وإيصر بلطت بكركرا محسيا سوتخ
          ***
ســـــــــــاج بكبايا بشموري
خطيّ قلـــــــــــيّ محضوري
بقداشــــــــا نثياثن بـصوثي
مار قرياقوس زلّن بكندوري
          ***
دني كهرشـا بكاون هراشـا
مخ خمرا دكوذيلي مأبشاثا
كشاتخ وريشـــــــن بخذارا
مخ دقمق كهابش هباشــــا
          ***
نخثلن كســاخخ بشقيثا
مخ بلعوطتا دلتلا هديثا
كيانن خشـــــلا نونـيثا
كسخيا بمايـا دشلهبيثا
          ***
بخشيمي دساوي نظيفا
كشتئري خطّح لكوبــــا
مأرا دقوبّــــا ودجوبـــا
بخصاذا ليلي ويومـــــا
          ***
دخ براني كنحطي خذاذي
وإزّت قمصي لكودانــــي
وزاكهن كراين بنثيـــاثي
كوســــا وأمـــرا دخدالي
          ***
خوني ئمذلي بكرنَــــــــا
وبشلي كراوي مزونــــا
خادم إيتــــــــــا بعدّانـــا
بمحقّا بشلي مهيمنــــــا
          ***
شتيلي دوئي بسيمــــــي
وكوذا لخاصي صيــــري
بخضرا بطيخي خزيـــلي
خلّـــــــي ولكمّســـوئيلي
          ***
ببرزاثا بلكــــا بلكـــــا رخشــلي
ولبيئي ديائـي منقشي مقربشلي
مكبني لخمــــــا وكبتـــ،ـــا خلّي
وردا دبيبوني منّــــــح مخــــلي
          ***
قيبو وزائَـــــح بلقاطا
وعقبرا بخطّي بقراطا
وقطوثا توتا بدرتـــــا
كنطرا داثيوا قاطــــــا
          ***
صورتا دقاميثا خوَرتـا
بوراقتّح مختيرتــــــــا
وأخني زوري كو درتا
مليي فكـــــر وتخملتـــا
         ***
بأمريكا دماهي بركلوخ وتولخ
قي ئكمـــــــــا شنّي خيـــــلوخ
نخريتوثا مــــــــا بدوذالـــــــخ
كرمــــــــــــا مبصرا بدعزلالخ
بغديدي كمـــــــــرا هالـــــــــخ
         ***
سقلن لكوداني بيثــــــــد عجّـــا
كجيلخ رزناثا ديوني عجّـا عجّـا
لبيئي وفرخي إيذن كمبجــّـــــــا
مبلّن ملئيل لريشــــــــد كجّــــــا
         ***
شرائــا بقطرتا كلهيــــــا 
وكناوا كارق مبـــهــــــرا
مخ سكرن كراخش مقفلا
وسطانـــــا بلبّح مشهــرا 
         ***
تونا كزاديوا مبرباوي ورزناثا
وخلويوا إزّت وئوانت وتوراثا
وكلاثا كملبشيولهن هبريــــاثا
ولسوسياثا كمخذريولهن بماثا
         ***
آنا وخورواثي كخلمخ بدراثا
كخذرخ كزمرخ كرقذخ لإداثا
ليثن ما عدا صلاخا بحجّاثــا
وبابي بثرن بقمجي ودبياثــا
         ***
بشلخ غريقا بمايـــــــا**
كصرخت خلصوا غديدايا
كمشوقتلن ببلايـــــــــــــا
حيلي تيوي بعزايــــــا
أذ زونا مــــا مريـــــرا
لبّن مفقروثا نهيــــــرا
بارا ليثن كــــو جيبـــا
كنطرخ دحايــــن أتيرا
        ***
..................................
*حادثة مقتل الكاهنين القره قوشيين القس يوسف سكريا والقس بهنام خزيمة يوم 28/ 6/ 1915 بسبب إندحار الحكومة العثمانية وإشراكها الحرب العالمية الأولى مع المانيا. المصدر: كتاب قره قوش في كفّة التاريخ ص202 للمرحوم عبد المسيح بهنام المدرّس.
**ذكرى حادثة الغرقى الخمسة في بغديدا.







408
حفل ساهر لمنتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي
كريم إينا
بتاريخ 7/13/ 2016 الموافق يوم الثلاثاء أحيا منتدى عنكاوا للفنون والمركز الأكاديمي الإجتماعي حفلاً ساهراً لمجموعة من المطربين لفرقة سوناتا الموسيقية الفنان ليث الرافدين والفنان يوبرت هرمز, تخلّل الحفل أغاني عراقية تراثية وأغاني باللغة الكوردية والسريانية ممّا تفاعل الحاضرين معها وسط خضار العشب ونسائم عذبة المنبعثة من نافورات حدائق الأكاديمي. هذا وقد جدّد رفيق حنا رئيس منتدى عنكاوا للفنون ومعد برنامج سايكولوجي لقناة عشتار الفضائية نشاطات المنتدى بعد غياب لفترة قصيرة.

409
نتاجات بالسريانية / بدندمت
« في: 09:23 11/07/2016  »
بدندمت
كريم إينا
 

ماني كمولبلخ يا حوبّا إلبيثن
رحوقا ومرتّا كاست أوقانا شتيلن
أوْ لربحلي بعشرتخ غير حشّا
إرخملن غذاذي ويا ريت لرخملن
برسلي قمي أورخخ وردي كخكي
وختروثخ ليثن منّح بأرن
كمّخزيتلي وردا كناوء بخيالخ
كمزديتلي مباثر ما دكمّيختلي
ألاها ما قدّا كمحملتلي حشّا ودرد
أن كاوي أتيرا بخلما آذا لبّح بدغاني
بعد لقشن فيتّخ مقمي بلّتن
ميومد دبهيري سهري وكمّخيلي
وإنيت زعلتا لمطشيت زعلتخ
منداذي زعلتا لكاثي إلبالي حوبّخ
أقشئلي أورخد حوبّخ وميلي سببْ
كمسكرتلي إمباثر ما دكمخازينخ
دماهي كمزعلت لبّا كبرخي كبّابح منّخ
بداثي يوما بدندمت ما دوذلخ 
 
 
 

410
أدب / ضباب في وسط أبخرة الضحايا
« في: 12:26 09/07/2016  »
ضباب في وسط أبخرة الضحايا
كريم إينا

راجعٌ نحو شمعدان دموعك
يا مدينة ظلّلها السافهون بلا هوادة
بغديدا لا أكون إلاّك
سأعلنُ علامات إهتزازي المستعرة
أمدّ نعوش الهواجس
نحو رغوة الدماء القانية
يا بيت الحدأة كانت ترفرفُ به قصائدي
وترسو فطائر ضبابي
في مرارة الرعب الأول
ينسدلُ اليأسُ عند رأس التكوين
عبقُ الدم المسكين يرسمُ عريهُ
عبر وجه أبخرة الضحايا
مرايا تعكسُ نبوءات الفرح المحروق
عند الرعب الثاني
فيتدفّقُ اللهيب البربري
نحو عيون الهواء المبحلقة في تلاوين العذابات
حداءٌ وجههُ مسلوبٌ
لأقنعة الأدغال
يا فرحة النجوم الغامضة
وهي تلمعُ في دجى الخراب
شيءٌ ما يتناسخُ
في سماوات الخوف المنسي
يتراكضُ كي
تخفي الأحلام هروبها
في فوهات الإغتراب...



411
‫إعلان:
كريم إينا

يعلن منتدى عنكاوا للفنون  والمركز الأكاديمي الإجتماعي في عنكاوا عن قيامهما بتقديم النشاطات الآتية:

عرض فيلم (ماريانا) باللغة السريانية والمترجم إلى العربية  من إخراج رفيق حنا وعلى شاشة قاعة المركز الأكاديمي والدعوة عامة للجميع.. يوم السبت 16/7/2016 الساعة 7:30

مسابقة لأفضل فيديو كليب باللغة السريانية فعلى من يرغب بالإشتراك مراجعة إدارة مقر منتدى عنكاوا الكائن في بناية المركز الأكاديمي الإجتماعي أو الإتصال بالرقمين:

07503081373    و  07504513314

علماً أنّ جميع الكليبات المشاركة ستعرض من على شاشة سينما قاعة المركز...

دورة موسيقية ( نظري وعملي ) على الآلات ( الكمان والعود والأورغ ) ويحاضر فيها أساتذة مختصون، تبدأ الدورة يوم الاثنين 18/7/2016، فمن يرغب بالاشتراك مراجعة إدارة مقر منتدى عنكاوا الكائن في بناية المركز الأكاديمي أو الإتصال بالرقمين:      07503081373     و     07504513314

412


ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة



كريم إينا


أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...


413
منّخ بدّمخن
كريم إينا

خيري مخ شوبرخ بغديدي ليثن
وكمحزديلخ خْورياثخ لختروثخ كليهن
مخ ألماص لكتورت إمّدْ كو جكوج كْديقن
بشلخ غدالي بوخا صبيا دكمنفسن
برقيوت بمحقا آنا لا كمدكلن
وبرقا دشمّي كمبهر لبّي وكمدرمن
بلطلخ مخ شبوقا دبهرا مطرئا دكبلطن
صلولخ كبّابي دصبري وآنا منّخ لكجكرن
ما قدّا درحقي لبّواثن مغذاذي
هر بداثي يوما وآنا منّخ بدّمخن

414
أدب / قبعات تتمرّد على النبوءة
« في: 00:43 15/06/2016  »


قبعات تتمرّد على النبوءة


كريم إينا 


أبصمُ ممرّاً في ظلّ الأشجار
لتمضي كهرباء نفسي
عبر أسلاك العالم
أقترحُ قبعات تغطي بلاهة الليل
خلف صلصال الضوء
ترحلُ يقظة الألف والباء إلى الأسطورة 
لا تبعد نظراتي نحو ثقوب الخرافة
أنفخُ في مقصّ التعاسة وأرى
كيف ينثرُ تماثيله البالية
نحو تجاعيد الألم
لوطن حر وشعب سعيد
لم تبق حزمة واحدة
إلاّ وجمعت يومياتها الماضية
لم يعد فمي يتلمّس الأشياء
لفقدان شهيته المطلية
بصمت المارة
أفقدُ لمعان النوافذ
وهي تحكي عن ستائرها البالية
هكذا يغربُ مكاني بعتمة الزوايا المثلجة بالبرد الداكن
تمرقُ مناديل الفوضى على أناقة هندامي
الماء والهواء يطلّ منهما مردوخ وإنليل
يأتيان من العالم السفلي
ليحطموا أوثان الجنّيات
ويعيدوا أجور العمال المسلوبة
مساءات الهذيان
في ذلك المكان العجيب
تفيضُ رؤياي بهما من الحب
لا تخشى الهيبة
كلّما طال المساء
يمدّ نعاسي نغمة الصحو
نحو الشرفات
منذُ ألف ليلة وليلة تتبعثرُ خطواتي
نحو عفريت يجثو على بساط الريح
وأنا وحدي
أملأ الذاكرة بغياب متمرّد
الكون يحلقُ صالون السماء
بماكنة النبوءة وسط مخيلة الأشباح
وهي تخطفُ إصحاحاتي الخرساء
ربّما أتسلّقُ نفس ذاتي
لبريد عاجل...

415
رابي لطيف الورد
إمهانينايخ لاذي زمّورتا شطرنتا ماخورا بريخا دائماً لقاما وصحة وعافية

416
عهد دحوبّا
 كريم إينا

تتي شنّي فتلخ مقامي يا روخي
وعطرخ لكزالي من كومّي
لكيزاله حلاوتح
خشلي كدامخ كو قرقمتي
إن كاوي كوسخ بيذد بوخا
بايش كومّخ حطابا دنوري
منخثلخ بكومّي نورا دجهنّم
شعيري بْسبثخ كرخشا إلقوري
كمّمريلي ناشي كومّح بدقاطلّخ
بدلهمه كرمامخ أوْ وريذخ
يا براتا دكمناشقنايا نقله قميثة
وخنقلي بريقح شروقا دبلوتي
كتخرت يا براتا عهد دحوبّا
كذاذا كمربطالي حزيقا سوتي

 

417
  وجهة نظر .. على فيلم ماريانا للمخرج رفيق حنا
عرض: كريم إينا

بعد العرض الأول لفيلم ماريانا على شاشة ميكا مول في أربيل في الأول من شهر حزيران الجاري 2016 والذي من تأليف وإخراج الأستاذ الأكاديمي والمحلل النفسي رفيق حنا معد ومقدّم برنامج سايكولوجي في قناة عشتار الفضائية، قد حقّق حضوراً مزدحماً ومشرّفاً من قبل الكبار والصغار وكان من الأفضل عرض الفيلم على جنس واحد إمّا الكبار أو الصغار. الفيلم أنجز قبل بضعة سنين  وعرض في عدّة دول منها: (بلجيكا،النمسا،السويد) وهو باللغة السريانية وقد ترجم إلى اللغة العربية والإنكليزية. شارك في تمثيل الفيلم تقريباً (25) طفل بمختلف الأعمار وتم تدريبهم بشكل جيد وعمل البروفات لمدّة شهر رغم عدم إحترافهم في التمثيل فقد بذلوا جهوداً مضنية في هذا الفيلم ويبدو ان مشغل السينما يفتقر إلى الخبرة لكون حجم الشاشة لم تكن مناسبة لنظام التصوير مما جعل الصورة تظهر غير طبيعية... شبه مشوّهة.. في حين شاهدنا الإعلان لنفس الفيلم.. في التلفزيون والصفحات الإلكترونية كانت الصورة طبيعية وجميلة.. وهذا يعني مشغل السينما أثرّ سلبيا على جودة الفيلم.عرض الفيلم بشاشة سكوب ممّا جعل المتلقّي يشعر بالضيق رغم حلاوة فكرة الفيلم وقفزته النوعية قياساً لعالم العروض السينمائية الأخرى وقد ركّز على شخصيات الطفولة ولامس قلوب المشاهدين وخاصة الفرد الكلداني السرياني الآشوري الذي ما زال مهدّداً بالهجرة قسراً ويعيش في نفس البيئة الإجتماعية. تم توزيع الشخصيات على الأطفال:الكاهن،الطبيب،الضابط،الأب،الأم، الطفل، المعلم،الأعمى،الشرطي، الأصدقاء، الجيران، بمختلف تسمياتهم يعالج الفيلم قصة إجتماعية لحياة عائلة تتعرّض إلى خطر محدق من نكبات وضغوطات الحياة لربّ الأسرة الذي يزاول مهنة القمار ويستلف أموال من أصدقائه ويسرق ذهب زوجته من أجل تفريغ لعبة القمار المدمنة لديه فتنقلب الموازين عندهُ فيضطر إلى إتخاذ سلوك عدواني تجاه زوجته وبالتالي إنعكاس نتائجها على الأبناء وخاصة إبنته ماريانا التي لعبت دورها الطفلة دانيلا. حقيقة هكذا قصص نراها مطروحة في المجتمع المصري بكثرة ولم تضيف شيئاً جديداً لعالم السينما لأنّ القصة لم تؤخذ بمنظور فلسفي من أجل الوصول للغاية المنشودة في تحقيق هدف ما. لكن الذي حصل نرى لأول مرة على الأقل في العراق يستخدم المخرج المبدع رفيق حنا ممثلون صغار العمر بدور الكبار.. وبمعالجة مقنعة....التي جعلت الأطفال يوزعون شخصيات الكبار فيما بينهم...ومن خلال اللعب ..
لاول مرة تميز تمثيل الأطفال..أغلبهم.. حعلونا نعيش جو الشخصية رغم عمرها الزمني الطفولي خاصة.. الطفل أندي عدنان الذي مثل دور الأب ودانيلا رفيق التي مثلت دور ماريانا وهكذا الحال دور النقيب والمحامية أطفال صغار لا  تتجاوز أعمارهم بين 9 إلى 11 سنة .. يستطيعون أن يشدون المشاهد لمدة ساعة..هذا يدل على القدرة الإخراجية الناجحة  للفنان رفيق حنا...الذي دائما يبحث عن الجديد ..و المؤثر.

 المهم في ذلك أنّه منذ البداية طرأت فكرة إتخاذ إسم للفلم من قبل الأطفال والعمل من أجل تثبيت العيوب التي تقفُ حائلاً أمام حقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. يظهر في بداية المشهد دور الأب المولع بلعب القمار لا يتفاهم مع زوجته يحاسب إبنته ماريانا على كل صغيرة وكبيرة وبدم بارد يضرب أعز مخلوقة لديه التي هي من دمه ولحمه كذلك يأتي دور أخوها يوسف الذي كان يتهرّب من غسل ذنوبه بحمام حار. أصبحت ماريانا تكتمُ مأساتها في قلبها وهي تفكر مستندة على عمود المدرسة كيف زميلاتها فرحين؟ يلعبون ويمرحون تحسدهم لإمتلاكهم على آباء جيدين. في إحدى اللقطات عند الغداء بدأت الأم بالتحدث مع إبنتها ماريانا لفك عقدتها لكنّها أصرّت على الكتمان، وخروج الأطفال من المدرسة كان صباحاً جميلاً وهم يتسلّون بالألعاب ويغنون ما عدا ماريانا التي أتعبها الحزن ونتيجة ألمها لم تحصل على كلمة حب أو فرح من والدها وصديقتها نينا بدأت تحكي لها قصتها كيف هي وأخيها ركبا سيارة والدهم بدون علمه وتعرضا إلى حادث وتستمر الشخصيات بالسرد بنقد دور المعلم القاسي الذي يعتبره الأطفال وكأنّه رجل بوليس يعاقبهم بإستخدام العصا العمياء وفجأة خلال المشهد نرى كيفية تبديل المعلم الأول بمعلم ثاني أكثر ليونة تجاه الطلاب يتمتع بروحية طيبة يستخدم إسلوب علمي في التعليم يعرف كيف يجذب التلاميذ إليه ممّا يجعلهم يحبونه وبالتالي يحبون مادته. وقد أظهر الفيلم بعض المثالب والعيوب عند الأطفال أثناء مسيرتهم الدراسية في المدرسة عندما كذبوا على المعلم الأول بسبب الخوف من العصا. أمّا الأغاني كانت مطابقة لحدّ ما لمشاهد الفيلم ودور الموسيقى ممّا أغنى وأثرى روحية تحرك الشخصيات بإعتبار الموسيقى كغذاء روحي تخطف الألباب وفي لقطة أخرى نرى ظاهرة تلاحم الأطفال (الممثلون) مع بعضهم البعض وهم في سفرة مدرسية إلى جبال كوردستان الخلابة ممّا يعطي لنا دلالة القوة عن التجمّع والضعف عند التفرّق وإستمرّ الحال حيث لعب أحد الأطفال دور المصور كي ينقل الأحداث كما هي بحقيقتها.المهم من ذلك وصلنا إلى نهاية الحبكة بإعطاء لأب ماريانا درساً قاسياً في الحياة بعد تعرّضة إلى وعكة صحية جعلتهُ يستفيق من ذاكرته تجاه أخطائه وفي النهاية بروز صحوته من كابوسه العميق المجحف بحق زوجته وأولاده. نتمنّى للكاتب والمخرج رفيق حنا الموفقية والنجاح في عمله وأن نراهُ مبدعاً في عمل آخر يبهر العالم ويحصل على نتائج طيبة خدمة للمتلقّي في إقليم كوردستان خاصة وفي العراق عموماً والله من وراء القصد.   


418
برجه من كياني
                  كريم إينا

مسكرهن برخد حشّا تنياثي
ورشملي بصلمد خشكا نهاثي
وقريلي بلكد إينخ مشحياثي
إيذئلي بشلخ برجا من ذاتي
وشمئلي قالخ بغابا يرقتا
خشلا دندنتخ كْشبها قالي
ميكا نْخثلخ لمشحياثي
قالخ كراين كمبهر أرخاثي
بشلي كمصيثن لرينتح
كودمخشكا كمخلّلن بكاوح باثي

419
نتاجات بالسريانية / خشوفتا
« في: 09:06 01/06/2016  »
خشوفتا
كريم إينا

كرخشا مخ شخورا محمصا
كطوئا يوما كولي
وبليلي قيما كبرخا صوبا دشقياثا
كمخذرا نيوح بدمّد ناشي
أخ طَيَستا بيشتا...
كمشحلبا كيانح
كبرسا بيثواثا خريوي
قريوي من مايا
كميخا دمّد حيواني
إيمن دكطوئا
كاسح شولخيثا كويا
كدمخا كولي ليلي تليثا
كبرخا بليلي موسمختا دنوح وكوبّابح
كموئلا رخشي وبروخي بكو كومّح
آيا دخروا بستناني
كخلا  بلكد يوقروثح
من دذوي وتولئي وصرصري
ريقح كوذي شوبا
ممرئنيثا خشلا مومياء
قيصا ريشد ناشي
سريختا خنقا ريشواثا أمينايي
ريشح مخ ريشد تئلا كناوا دكثياثا
بريشح ذبذبتا دسونار
كيوا مخيثا دبرقا
بكاوح كوذا دبحا
إنئستح كاود نيوح
كوذي كورهانا دكلبا
كدمخا وأقلاثح إلّئيل
وريشح إلتيخ
ميطول دلا بارق خيلح
ريشح كسامق إلبصرا دمانا
 

 
 

420
أدب / أيّها العِلْمُ
« في: 00:48 01/06/2016  »
أيّها العِلْمُ
كريم إينا

أيّها العِلْمُ علْمُك خبزٌ
هنىء
يا موجة يعلو زبدها.. ليعود
البريق
أيّها العِلْمُ سر حيثما شئت
في الدنيا
كن حجراً يتعلق في عنقي.. كن عقيقْ
أيّها العِلْمُ كنْ حبرَ أغلفتي
أنت محبرتي وشرابي كلما
أستفيقْ
هذا العِلْمُ نورهُ لا يزولْ
العوالمُ من علمها.. أملاً.. والعلوم مدونة بالمحافل
فاتنا العِلْمُ.. في فكره كي يعانق غيم السماء
كي يمطر فوق اليباب جداول!
هكذا يشرئبّ الجنون بعيداً.. بعيداً لمسك عقول
الظلالْ...
هكذا العِلْمُ... يصنع في جوفه إبتهاج
لم تصله ميادين أيّ إختراع...
هكذا العِلمُ... أشبهُ ما بالعصافير
أجمل ما بالخيالْ!
أيّها العِلْمُ يا مسندي.. أنتَ شرفةُ النجمة
على وشك الوقوع والإحتقار
أنت شرفة طير على الغصن
" ترتاب خائفة عن خطوط  يدي.. أنتَ نارْ"
نهضت خارج نجم يتهاوى فوق صهيل الخيولْ
فصرتَ عبيراً... وصارتْ فنار
تحلّي فمي بأناملكَ
ليصير فمي حلوَ المذاقْ!
لتصير يدي حبر الحياة!

421
أدب / رد: دَعْوَى كيْدِيَّة
« في: 00:33 01/06/2016  »
مساء الورد ست شذى وبعد
لقد قرأتُ قصتك الظريفة دعوة كيدية وهي حسب تقديري حقيقية تلمسُ شخصاً مقرّباً لك على ما أظن ورغم قصرها فهي جميلة وإذا سمحت لي ببعض الملاحظات:
1- لم نعرف عمر الطفل رغم ذكرك بأنّه صغير السن وهو يتكلّم ويأكل الحلوة.
2-كتبت لم يتبقى من مالها نتفة والصحيح لم يتبق لأنّ لم أداة جزم تحذف حرف العلّة وتعيدهُ إلى أصله يتبقَ.
3- كان بالأحرى قراءتها عدّة مرات قبل نشرها كي تعصريها وتصقليها جيداً كي لا تتكرّر الكلمات وأيضاً الإبتعاد عن الإطناب والمباشرة في السرد كونهُ يقتل القصّة الحيّة. مع محبتي

422
شوبهرانيثة
كريم إينا 

ما قدّا خزْيتلا روخخ
يعني ليثن ناشا بختروثخ
إرشوما خْتروثا بزالا
وبيشا ختروثا دروخا
ما خزيتلا روخخ ميديّت خترتا
وليثن مخواثخ تتيء بمذيتا
ما قدّا كمّضيقتلي مريروثا
ودنخرايا كمخلت دوشا
وخايي دعمر رْشوما فيتي
وبدمكتفيلا خايخ بموثا
وتاما بدضيقت طئما دوشا
ودنخرايخ مْشتخ آخامريروثا

423
شقولّي كولي
كريم إينا

شقولّيْ كولي وهلّيْ مْكشمخ خناوا
شْتي دمئي وهلّي نطبّتا دْمايا
آهت عليثا وآنا ختيا
برقا دْإينخ بلهايا
كمشوقتلي غريقا بدمئي
ودمّي كجاري كلاهي مخ كْبايا
شقولّي كولي ودريلي بقورا
دْلا بيشن إلّخ بلايا

424


أصوات تستند على عكّازة الفصول


كريم إينا
           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّها تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخل نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة غير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسة
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...

 
 

425
أدب / إستهلال لإسطورة مقدّسة
« في: 11:44 13/05/2016  »


إستهلال لإسطورة مقدّسة


كريم إينا

الأرض تمتصُ أحشاءها
بسحب صيفية
تداعبُ جدائل نجوم السماء
بأنفاس البخور
***
تحملُ على راحتيها
قناع المرايا
وهي تطبعُ خدودها
بخمرة معتّقة
هكذا تدقّ الصنوج أوتارها
في كبد السماء البعيدة
***
أوردة روحي تعبرُ أغلفتها
نحو مساء الوحشة
متأقلمة بكحل النهار
ما زالت لغات الأرض
تحني قاماتها لشذى الحكمة
ومن سحر جمالها
يندلقُ الرحيق
***
قمرٌ ذاتي يأمرُ ملائكتهُ
بتقييد الهواء الملوث
لتعيش المملكة بسعادة
تهرعُ الدموع نحو ترنيمة الخلود
***
أسحبُ ظلّي نحو خيطي المتحمحم
كي يزغردُ وتري المنفرد
أفخرُ من الطين
آلهةً من القرنفل
لتلوح للراقصين سطوع الشمس
***
لكن أتوسّدُ ينابيعاً مقدّسة
تضيءُ فوق خاصرتي المتربة
لعاب السحاب يرفرفُ
نحو موجاتي المزرقهْ
يغرسُ في ثنايا المحيط عصا موسى
***
ظلامٌ يحيطُ ظلّهُ دائرة ضوئي المتّقدة
يغزو أشرعة الليل
ويحيلها صومعات للصلاة
***
ما زلتُ أعانقُ مساكني الفضّية
بأرديتها المنيرة
وهي تحلمُ عندما تغرغرُ غسقها
***
أسرجة تحفّ سنابلها
بملاقط المزمار
وتعبأ دنانها بخمر السماء
تسقيني من خمر المذبح
لتزيل رعشة خطاياي
***
 
في مواقد السكارى
الكون يفهرسُ عاصفة جنونه
ويشحذُ ظهيرة الشجر المتسربلْ
إشارات لامعة لأفواه الجنّيات
وهي تتثاءبُ من نومها المفرط
***
نبرات البارحة تحولت إلى
هجرات الطيور وهي تزقزقُ بحقول البصل
لتصنع أزرارها من ريش ناعم
***
أجران ولادتي الذهبية
تسربلها لقالقُ أربيل
نحو رذاذ العشب وأكمام الصباح
ربّما تناغي أقرانها المهاجرة
عن بروز غصن أخضر
بعد طوفان نوح
***
لن يصبح قرميدي مقفراً بالماء
بل دواخلهُ ذبيحة مقدّسة
تنتظرُ كهربة الألوان
وبلورة أشعة الروح
كي تنبجسُ الينابيع...

 

426
أدب / نشيد المزامير
« في: 23:10 08/05/2016  »
نشيد المزامير
كريم إينا

في الغداة سمع الرب تضرّعي
لا يتزعزع أبد الدهر
أحبك يا رب أنت خلاصي
نجني من عدوّي
وأرسل العون لي من ملائكتك
إليك أصرخ في رجزة الجمر
دعني أسكن في بيتك
لأبصرك بكل إيماني
كثيرة هي هفواتي
أفترق وأجوع وأنهض إلى معونتك
أملي بصيص نورك الأبدي
رأيت الزمن يلتمس من ميتته جهالتي
أنا لست غريباً عندك
أرني عن يمينك وما تحمله شمالك من الأعاجيب على الأرض
أترنّم بقصيدة الحكمة
وهذيذ قلبي يكاد يقبل الفهم .
أفتخر بك لأنك أفضل من الشرّ
أعترف لإسمك يا رب
إستجب لي وأجعلني من سفر الحيوة
أشبع نفسي الخاوية
بللني بحبّك كالقميص المبلل
وأقبل نذوري قدر المستطاع
لأصوغها نشيد المزامير...



427
هل الإنسانية فقدت أم ما زالت تحت وطأة الأزمة السياسية؟
كريم إينا
إنّ وحدة الشعب الكلداني السرياني الآشوري يؤكّد نجاحها، عندما يكون هناك موقف وحدوي بين الكيانات السياسية العاملة ضمن ساحة مناطقه. ورغم العقبات التي تواجه مسيرة شعبنا، نرى ضرورة الجلسات التحضيرية وإعطاء الملاحظات المهمة التي تمنع العصف بحقوقه ضمن لائحة الدستور، لأنّ الإلتزام بقانون الدولة ما هو إلاّ ركيزة أساسية لحل المشكلات المطروحة، وفي هكذا ظرف نحتاج إلى تكاتف الجهود وجعل الإنسانية نصب أعيننا بالدرجة الأولى كي نستطيع تفتيت الأزمة السياسية. نحنُ شعبٌ أصيل نحبُ الحياة والإنسانية. ومن حقّنا تقرير مصيرنا، لأنّ عراقتنا تكتمل في جميع صفات المقومات الأساسية من حضارة وتاريخ وديانة وأرض ولغة. وشبابنا اليوم مبدع كونهُ ولد من رحم المعاناة ويمتلك صفة إنسانية متفرّدة للعمل والتطوير في مختلف المجالات الثقافية،العلمية،الإجتماعية،الإقتصادية ولكن مع الأسف لحدّ الآن هم ضائعين لعدم تفاؤلهم بالمستقبل الزاهر. ومن هذا المنطلق، نحتاج إلى ربيع إنساني لمناطق شعبنا بسبب ما يحصل اليوم، فالإستيراد مفتوح على مصراعيه رغم أنّه كان لنا مصانع ومعامل ضخمة تعمل إضافة إلى صناعات خفيفة بأعلى الجودة وبأيدي عراقية مبدعة بحكم ضميرها الإنساني، ولكن ماذا جرى لنا؟.

 لماذا تعطّلت المصانع والمعامل والآن ترانا نفتح الإستيراد بدل التصدير وتتركنا العقول المدبّرة يا عراق؟ قسم منها يذهب بالقتل بيد إرهابية والقسم الآخر يهاجر إلى الخارج للعمل، وشبابنا لا زالوا عاطلين بعد تخرّجهم لا تعيين لهم، بل كل ما هنالك هو إحداث بؤرة كبيرة في المجتمع العراقي والخروج عن الدورة الإقتصادية. شباب العالم هم ليسوا أولى بنا وبثرواتنا لنرى عقود مشاريع اليوم  تتمادى ما بين دول الجوار وبلا فائدة، لماذا نبقى عالة على مجتمعنا ولا نهتم بالصناعة؟ فهناك دول كثيرة تنفق الملايين من أجل التقدّم العلمي ورفاهية شعوبها، لنبتعد عن جدران التخلف كي تكون إنسانيتنا جديرة بنا للذكر، ولنتطلّع إلى الأمم كيف كوّنت إقتصادها وزخرت مكتباتها العلمية والفكرية بالكتب والمعلوماتية عن طريق الإنترنيت كونها حلحلت أزماتها السياسية وبدأت تهتم بفئة الشباب والكهول والمسنين والأطفال والرجل والمرأة، وعكفت بتأسيس جمعيات خيرية أهلية" غير حكومية" تساعد في إبراز الطاقات المبدعة وتنتشل من الحضيض فشل الكثير وتقرض المحتاجين بينما نرى في بلدنا عدم وجود ذلك، وإذا ما وجد فهو على أسنّة الحراب وها نحنُ المكوّن الصغير (الأقليات في العراق) لا يلتمس من الحكومة الرسمية ولو ذرّة إنسانية لحمايته، ولا يتلقّى دعم من المنظمات الإنسانية ووزارة حقوق الإنسان التي تعني بحقوق الإنسان وإحترام كرامته ومحاسبة من يحاول إنتهاك حقوقه والتجاوز على تطبيق القوانين والأنظمة. ومثلما المواطن يدفع الضرائب التي يفرضها القانون، كذلك من واجب الدولة توفير الحماية والأمن لشعبها، وإشباع حاجات المواطنين مع مراعاة مستويات مدخولات فئات الشعب.

ولكي تستطيع الدولة القيام بمهامها، عليها إعتماد مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، وإعتماد الشخص المناسب في المكان المناسب لكي يستطيع كل مواطن أن يضع قدراته الطبيعية في ميدان العمل الذي يتوافرُ فيه النجاح وبما يحقّقُ تماسك المجتمع من ناحية وتحقيق مبدأ التسامح والعدالة بين أفراده من ناحية أخرى. والأهم أن تستقرّ روح الإنسانية بأمان وأن يكون أبناء الشعب متساوين في الحقوق والواجبات أمام القانون.

إنّ القوميات المتآخية في العراق، رغم كل ما تعرضت لهُ من ظلم وتعسّف، ظلّت متماسكة بحبّ وطنها العراق ووحدتها وتآلفها. وها نحنُ ننتظر الديمقراطية بترقّب إلى أين ستوصلنا، هل ستبينُ لنا بصيص شكل الحكم في الدولة وتنظمُ عمل السلطات الثلاث أم لا؟ إذ لا زال بعض الساسة يعزمون تهميش وحدة شعبنا( الكلداني السرياني الآشوري)، هذا الشعب الأصيل الذي وضع أمام المفرقعات وترك على حافة الطريق دون السماح لهُ بالمشاركة في العمل المؤسّساتي والعلمي والمهني وغيرها من الأمور، ولا ننسى بأنّ شعبنا الأصيل ساهم في بناء حضارة العراق في كلّ الأزمنة بدون الإشارة إلى تسميتها، ولا زلنا نستغربُ من هذا الصمت الإنساني القاتل الذي ليس لهُ حدود أو الأصح القول: ليس لهُ حول ولا قوّه. ولكي نضمنُ وجوده وإبداعه، يجب أن تأخذ الديمقراطية مجراها وحقّها في تسيير الأمور، وهذه التجربة لا زالت صعبة على المسؤولين ولم يمضغوها بصورة جيدة، وما زلنا ننتظر فارس الأحلام كي ينقذ هذه الأمة من الضياع.

428
أدب / في كلّ لحظة تراني
« في: 16:22 02/05/2016  »


في كلّ لحظة تراني


كريم إينا

جراحات حزني توضأت
بأصداء الأنين
ترقدُ فيها الشموع
لتغسل النهار
غرستُ أقدام ظلّي
لتنبت لي عناقيد الوداع
ما زلتُ على رصيف الأمس عارياً
أزدهرُ كسحابات ممطرة
***
في كلّ لحظة يظلّ
نبض روحي أوتاراً مستعارة
أهتفُ
أمضي
لتبقى أمنيات خلاصي
أصداء الربابات الحالمة
تيقنتُ برؤى البسمات
وصورة أسفاري ترحلُ مع الأشرعة
كان النسيمُ يمتطي ذاكرتي المكبكبة
يغفو على وسائد الريح
يترنّمُ بزهو زهرتي
وهي تعانقُ نهر الحياة
***
أرتابُ ممّا أرتدي
ظلال النهار
أو ضياء الليل
تصرخُ الرعشات تحت شراع خطواتي
ربّما تتقمّصُ مزامير آلامي
***
لكلّ واحد بصمة تلبسهُ
وتطوّقُ أذرعهُ الدافئة
أشدني إليك رغم أنفاسك المريبة
وهي تحملُ القبلات الوردية
تلك المرايا
ما عادت تعكسُ صورتي في الظلمات
أو تقبعُ في أكمام الأثرياء
ما زالت تصرخُ بلا نوافذ
وتلهثُ بحرقة بلا رحمة
ربّما غابت دموعي
وتناثرت أهرائي في برزخ السماوات
تقضي عطلة مترنّمة
ثمّ تكادُ تعودُ فوق أكتافي الجائعة
تظلُ المسافات تأخذني تحاورني
هل من نبع للرعشات؟
أظلّ أسألُ وأسألُ
أحاورُ شفاه الفراشات
وهي تقبّلُ الزهور
***
أرتابُ.. أتثاءبُ..أتقيأ
من صرخات شفتيك
لو تدرين كم تغريني أعماقك
ولكن دمع أمواجي يلطمني
فيعيد إليّ النور
***
أغصّ في ذعر الأنفاس
وهي تغازلُ رياح السواقي
كزخات المطر
***
إيماءات تغفو بعباءات الأوجاع
تلوحُ برغبات مرتعشة
وكان على أحداقي
أنامل المواسم المؤرقة
تؤرجحني بنفحاتها نحو
أسوار الطقوس الذاوية
***
يراودني شكل مصقول بلا أذرع
وخريف يستمرُ إنهمارهُ
في التجاعيد المعتمة
تشدّنا بسنوات الزرقة
لا تجف فصوصها المضاءة
بل تقع كمزن
على رصيف الظهيرة
بياضٌ يزيحُ ثلجهُ
بقرقعة رعد
سحابة منشورة
على حبال الغسيل
تحاور هفواتها
أدركُ مدى إرتعادُ الآخر
ينسلخُ من هفيف الروح
عندما تلاحقه أشباحي
كنتُ أخمّن رؤيا
عمار المرواتي داخل الغيوم
أقيسُ مدى تأثيرها
على أشلائي اللمّاعة
هكذا تهرسُ مطاحني
نغمات الآهة والجوع...

429
أدب / تواشيح في مقهى الرشيد
« في: 00:21 23/04/2016  »


تواشيح في مقهى الرشيد


كريم إينا


أشعرُ بسفري
قرب مقهى الرشيد
متنكراً بقبعة سوداء
أتعقّبُ الهارب منّي
ليقضي نهاره
مع نرجيلة الليل المستهام
أخرجُ خاسراً
بين أحضان الفجر
أشقّ طريقي نحو حمائم مقعدة
إتخذتُ ظلّي عنواناً راكضاً خلفي
يعانقُ خطى المنايا
في أيّ يوم تبيضُ أثوابي؟
ليس متسع من الوقت
كلّما مرّ صوت نافذتي
تترهلُ خرائط تقواي
الكل يتلهفُ لقرابيني
وكأنّ القيامة تتربّصُ بي
ألبسُ رعشة البوح
قد تبرقُ شظايا شجني
وهي تبصقُ جنون آثامي
ربّما العمى يرتّبُ سلّم نسياني
على ملاذات الدخان
ما عدتُ مهترئاً
بل منطفئاً في الملاجىء
تصارعُ أشواقي بعضاً من رغباتي
وهي توزعُ ترانيماً مهجّرة للعاشقين
من أذرعي رائحة الكتابة تفوحُ
إلى شوارع خاوية
جعلتُ عويل أرواحي
يصعدُ قطرة قطرة في الغيوم
ما لا أدركهُ
بوصلة أفكاري توقفت
عند نصف غيمة نائمة
أشتهي موسم الكلمات
وهو يوزعُ أرغفة للعراب
تذكرتُ ليلة موت أضلاعي الصدئة
كلّما أنثرُ لوعةً يتأملني الغياب
ولطافة حلمي تخبو على خدود الأطفال
رزمتُ كلّ كراريسي وهي
تهتزّ بتسابيح وجودي
ربّما تفتحُ جداول إسمي فسحة أمل
ترتعشُ نوارسي بنومها العميق
علّها تأخذني بأحلام الفجر
أنا أكثرُ حزناً
من عتمة الظلام
أرقبُ دنياي مكوّمة بالموتى
ويظلُ أمسي
يعشقُ لمعان أفكاري
أمضغ نفسي بأصابع العطر
وهي تشيخُ من توسّد فردوسي
كانت نقطة بدايتي
تفوحُ بالحناء
كلون ينقرُ صمت حروفي
رائحة الأنفاس توقظ عزمي
تكمّم عواصف الليل فمي
لتقايض حرقة الإنتظار
كأنّها رقصة الخريف
ساكنة بتواشيح اليقين
أنهضُ بظهر مرتعد لرؤية
حرائقي المنسية
يا ملامح وجهي المبعثر
عرفتك وأنت تحملُ فانوساً
في أروقة الذاكرة
أباغتُ طعنة صحوي عبر الأمكنة
لا مواعيد لإهتزازي
يمشي الرشيد فيتبعني
لنجمة الأمل المضاءة
حينها تنفخُ الأشجار في بوق عزلتي
أرّختُ وقع خطى الثكالى
وهي تجلو ممرّ شراييني
سأبقى أنثرُ قصاصاتي
بمرايا الوقت
ترشقني المسافات
وتهربُ أفكاري
إلى ما لا نهاية...

430
زربانا من أوبرا
كريم إينا

كْمَديري قالخ
لمشوحتهْ خْوّرتَا
كمبلطالي من أثري
كمشتئرالي بلكد عيما
...
من زونا رحوقا...
لكئورن ملكوثا دمايا
وتولئي حشاني كخلي بكاوي
آنيون مايي صبيي
دكجلطي لْبسقي
مخ ميصورتا دفقحي
من زونا فيتا
مبربزلي طربي دْوردي لْريشي
لطملي صلمي بْصلما خنّا
ولكمايخلي ناشا،
خرزلي بختي بيذي
وكمبارسنايي بخولد شمشا
وروخي كنهجا
كوليهن خورواثي تيوي بطلنيثا
بس آنا روخي بشلا بوَهما
ومشوحتا كومتا
كشقلا قذيلا منّي
بأورخا سبقتا
خزيلي قطيلي بأورخاثا
ورْئلّي لبّي مخ طفلا
طبقلا إيني بمركنيثا
مخ كوخوا كلمعا بأوبرا
كمطيمالا علعالا
وخشكا دْطرئي مخ صبرا كبرخا
شوقلي يا ماري دئورن بكنثا دخايخ
إسري شنّي ليّن دميخا
من كلوي دجمن سريخي
يا إيذا كروش ريخا من وردخ
وشتولّي بقرنيثا نظيفتا
لبش كتخرن كوخوي زرقا
وكونا دأرخاثا
مخ كشرا تليا
كمكرجن طبراثا دروخي
وكرشن تتن أتيقا
خورواثي بدشتاثا
وآنا بشطرنج لهيا
كشاتي خمرا وكسكري
وآنا كريالي كيجتا
ما بشلي من رخموثا
قطلتن بيذد كبوري محلّلتا
شئثا إسَر تيوا بيثا
وعمّا بعراقا ليّن مهيمنا
مخ خوّيثا دكجحفا لكاسح
هاذخ رشملي خلمي قمايا
وهاذخ كئورن بلبّد بوخا
كئورن من رزناثا دحوبّا
وكلوشن شوقتا دموثا
بيشن كنطرن من زونا
بلطتا دزربانا من أبرا
هاذخ بيشا صرختي
وئمذتا دطفلا بكل كرنا 

431
شلاما رابي نزار
بسما كيانخ ماخورا وناقد بريخا لقصائد يونان الهوزي فقط لي ملحوظة أرجو تصحيحها تقول وأغلب الضن الصاد هي أخت الطاء هكذا الظن  لقد إستمتعتُ  بقراءة هذه الدراسة مع وافر التقدير والإحترام.

432
أدب / نفحة الكارينا*
« في: 16:48 08/04/2016  »
نفحة الكارينا*
 كريم إينا

              من صمت أزرع حقلي
فينير الليل لي
من خدود الياسمين
أنعس
تفيض شفتايَ بالتقبيل
عبرت الحقول
لأملأ جعبتي
من ثمار الحياة

*   *   *
أطلّ بجناح مكسور
على مدينتي
وأرمّم في الصباح شفتي
تظللني مطالع الصبح
كظلّ مائل يمضي
لم أكن صائراً إلى الخراب
مازال الحضيض عطري
يلملم العطر من قلبي
ويعطيه للبائسين

*   *   *
أيّها البحر
أشتاق إلى أمواجك
أشتاق إليها
عندما تكتسي المروج
كزيتونة خضراء
تنهض أمام الشمس
وشفتاها تنطق بالحياة
عطشى
تستجيب للقدر

*   *   *
تنفتح الأرض
بعزّ الظهيرة
تلتمس نوراً في
زمن السوء
تحمل البشرى الآتية
من أحشاء السماء
فتسيل المياه وينبت
العشب في الجبال

*   *   *
تجرفني هنيهة الليل
فأغفو كعشب عند المساء
وأزهو في الصباح
تمرّ سنواتنا كالسراب
يحملها التعب والعناء

*   *   *
في كنف الليل أحتمي
من ظلّ الأشرار
ولمّا تسود الظهيرة
أطأ الصلّ فيتبدّد
الزيت الطري

*   *    *
الأنهار رفعت عجيجها
في أرض تلتهب
لأنّ الموت حلَّ عليها
سارت المياه في القفر
فغسلت الأرض
من الدماء

*   *   *
أنصت إلى صيحتي
أسكن إلى جوارها
فاحتمي بستر جناحيها
ترتاح نفسي
حينها
أذهب بنفحة ريح
كالذباب
في الهواء
أتشبّث بالسماء
فتنزل أمطارها
على التلال والأودية

*   *   *
عينايَ تراقبان النيران والمياه
تراقب قلماً وورقة
فالنيران تبدّد الدخان
والمياه تطفىء النار
والقلم سلاح الأبطال
والورقة سجلّ تاريخ الأبطال
تراءت مواكبي
من بين الغيوم
والسيل يغمرني
فأرى أزهار العشب
في الأرض

*   *   *
مازالت الشمس
تذيب الثلج على الأعشاب
فيحيا الزهر
ليعطي من عبيره ذهباً
فنركض وراءه كل حين
رغم زيغ خطواتنا
في الطين
نرتدي ثياب العنف
حتى يتمرمر قلبنا
فنعود كل صباح
إلى ثياب الطهر
فتنغسل الغشاوة
بالنقاوة
من لي في الحياة سواك
لا أريد غيرك
لأنك رسمت صورتي
وأبدعت الإله الصانع للعجائب
أرى آثار أقدامك
تخبر الجيل الآتي
عن مسكني ومسكنك
وطيور الحب
مجنّحة على رمل البحار
تركض أفواهها
وراء الطعام
الذي يسقط
من فمي وفمك
كأنّهم ريح عابرة
لا تعود

*   *   *
أنا نفحة الكارينا
هداني الله ميراثاً
أشارك فيه حبيبتي
لتفرح كباقي الفتيات
أسقيها ماء العيون
لتطربني مثل
كنّارة مطربة
أو موسيقى"بيت هوفن"
أتفقّد هذه الزهرة الطيبة
فتراني من جمالها أنفخ
بالبوق
أسمع صوتها
وتسمع صوتي
وكلانا نفحة
من رحم السماء
نزلت
*   *   *
ماء العيون
ينير بوجهك
يفيض فيخطف
كلّ عابر سبيل
يمهّد سبيلا
لخطواتي
يشدو قلبي
في الظلمات والظلال
فترقص الأشباح
والجنّيات
بإسمك يصنعون
الهتاف لك
لا أخلُّ بعهدي
مثل القمر أثبت
على الدوام
أتّقد كالنار لشدّة جمالك
المساء يذبل
والصباح يزهر
عندما تمرّين سريعاً
كمرور الطير
أنا نفحة تطير في النهار
ليتك تنظرين اليَ
لأعرف إسمك
لانّ القداسة تليق به
ولأجل إسمك
أكسر مغاليق الحديد
لأحرّر البائسين
هنيئا لإسمك أيتّها الحبيبة
به تفيق نفسي
فيبادلني الحبّ
كندى الغابات
الذي يحيط به النحل
في الليل أذكر إسمك
فاناجيك
لتحدّق عيناي إلى جمالك
كما يحبّ الطفل الطيور
على الصفصاف علقنا
محبتنا
وتعلقت أفكارنا من بعيد
أتت بأجنحة السحر
تحسب خطواتي
نحو خطواتك
حينها يفرش الثلج
على رماد النار

*   *   *

ألهج نهاراً  وليلاً
لأصون طريق حبيبتي
من الماكرين
أتأهّب وأنتظر
المغنّين على القيثارة
فأغمر بها
أنفاسي
وأرتلّ كمزمور "داود"

*   *   *
تتوارى لي
ألسنة  بيضاء
ترفع نشيدي
إلى عالم الغيبوبة
وبه أعاين
الغيوم الممطرة
التي
ستطفىء نار حبي
الأبدي

*    *     *

* الكارينا : إسم مستعار للشاعر كريم إينا



433
أدب / مرايا تسقطُ من برج الكلمات
« في: 10:02 27/03/2016  »
مرايا تسقطُ من برج الكلمات
كريم إينا

أبواب الآلهة غادرت رمادها
وخاطت من طهرها
لوحات العالم السفلي
***
تبتسمُ للماضي وتحزنُ على المستقبل
تمضغ رمادها السماوي
وهي تعزمُ الرحيل بهيئة عصافير
مرّت ذكرياتي الصدئة أمامي
وهي تحملُ تجاعيد إنتظاري الغامض
هكذا تضحك الشمس من تقاويم عهدي العابسة
***
منذ إنهمار الضوء على الكون
كنتُ أتجولُ في مؤخرة الهواء
علّه أعثرُ على جسدي المتغيّم
تحت يافطتي ذهول إمرأة
تستيقظ من عتمتها
***
هذا الهواء لم يدلقُ حرارته على معبدي
مجرد غيمة تبردُ زخاتها
لتحوي كأسي
***
مرايا الليل تبعثرُ أشلائي
بفوهة مصباح
كلّ ليلة أحملُ عكّازي المقوّس
أرفسه في زجاج الرغبات
كي ينير لي كوكب الأمنيات
لا أقدر أن أتخلّص من نومي
وعيونك ترتعشُ من برد الشتاء
***
جفّت دموع الأبرياء
وما قلبت الغيمة نفسها للنماء
كان الظل يسقط كنجم من السماء
يتدحرجُ خلسة عبر ثقوب الماء
***
أنحني بظلّ عكازة إجلالاً لعناوين الحب
أتلاشى في مجرات الكون
لأخلط الهواء بالغبار
ألتقطُ مرايا نفسي الملتهبة
وهي تسكبُ النبيذ في جرار العمر
***
سأزيل الظلام بذيل الفجر
وأتقرفصُ بخفوت داخل فردوس الكلمات
حتّام يبقى الظلام يلامسني؟
وأنا في العقد الخامس من عمري
كلّ الكائنات تركضُ خلفي
كطبشور ينثرُ فتاته للمتعلمين
***
أدخلُ رصيف الذاكرة براية بيضاء
لتغدو إيماءاتي قهقهات ضوئية
يتسلّى بها الجمال بنظارات فارغة
***
أصيخُ السمع لتماثيل جردت في نينوى من تفاصيلها
أستلفُ رأس سنطروق
ليقف خشية أمام إله الشمس
***
كنتُ يوماً ألوحُ بأكمام السماء
لألمس الظهيرة المشبعة بالأنفاس
أتمايلُ كلّ لحظة بظلال متكسرة
***
ما زال قوس روحي أخضر
يتعثر بلحية آشور
وهو ينقشُ شعارات يحسدني الغرب عليها
***
أسمعُ اليوم يباب قبّرة موشّحة
أذهلت رخام قببي
وقفتُ أمامها كضريح يلمعُ في خزانة المومياء
تلك الأصوات تدخلني في أنياب عاجية
***
تمرّ أمامي كشقائق النعمان
تتدلّى حلماتها في فم النحل
حينها يسري الشهد بروح منحوتاتي
تخرجُ من خزانتها كفراشات الأساطير
تتحركُ بأنفاس لاهثة
مقمرة كالقناديل
***
أشاكسُ عالمها المألوف في سوق عكاظ
كأنّ سرّتها قيثارة بابل
تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ
مرّت سنين وقرابين المعبد لا زالت
تنسجُ خيوط حريرها بنوافذ أحلامي
***
كلّ مساء أعقدُ صفقة
لتأويل إيقاعاتي المنسية
ربّما أمشي على الموج كقشة
تبرقُ فضاءاتها في راسن الغد
كإسطورة تنزلُ من برج الكلمات...





























434
أدب / زهرة البيبون
« في: 00:28 19/03/2016  »


زهرة البيبون



كريم إينا


ها قد عدت بزهوكِ
الجميل
لمخاطبة أَعماقي
*    *    * 
 
ليتكِ حبّاتٌ تزرع
في سنادين الحديقة
أُحسُ بها
تنمو وتتفتح
*    *    * 

عند الشروقِ في الصباح
تتهامز الزهور
عند النهر
لملتقى الطوفان
*    *    *   

مازالت السماء
مستمرة الهطول
لكن البيبون تسلّل
خلف جدران بيتي
وإِستلقى على
أريكة
*    *    *   

الوردة الجميلة
يَدورُ حولها النحلُ
وهي هائِجة
ما أجملها وهي
متفتحة
*    *    * 
 
مازالت الشموع
توقد في أيام الربيع
الواحدة بعد الأخرى
*   *    *

أيتها الدودةُ المرحةْ
إِغرسي في وادي
أحلامي بزر
شجيرات الكرز
*    *    *

فرخ النعامةِ
يقفزُ حولي
ليرى كيف
أنثر الطعام
*    *    * 

فراشة ناعسة
مضيئة تنيرُ
الحقل في الليل
الداكنْ
*    *    * 

أَحلمُ كالفراشِ
الصامتِ المتنقلِ
بين الزهور
*    *    * 

ما أَجمل الأزهار النضرة
التي قطفتْ من الحدائق
في الصباح الباكر
*    *    *   

الخيول التي أَمتطيها
تفزُ من بين
الأعشاب الصامتة
 لطيرانِ فراشة
*      *   *

من أزيزِ الحشرات
أَستنبط أنغاماً
موسيقية
*    *    * 

في الصيف تحت
الشمسِ الحارقة
الزرع الأخضر يصْفَّرُ
في أَراضي قريتنا
معلناً موعد
الحصادْ
*     *     *

في بلدتي
ينبت حندقوق وسركالي كلا*
مزهوانِ كالسماء
*    *      *

حفار القبور
لا يزال يحفر عند
الشفق
في قبرِ ذاتهِ
*      *      *

أُصغي الى
تنهدات البحر
موجة تأسرني
وأخرى بها
أتيهْ
 * *  *
 
أَنظرُ الى التلال
لا تزال تخضَّرُ
تحت وطأة
 الثلوج
*    *    *

ضوء شكلي
ينهمرُ على
عندليب مغَرِّد
*    *    *

أَيها الشكل القلقُ
أُنظر هنا
كي ترى ما ضاع
منك
*     *     *

في تلك البراري الخضراء
المتّسعهْ
يُشرقُ الربيع
*     *     *

أَقفُ في العتمةِ أَسمعُ
أنشودة الضفادع
وهي تردد
أُغنيتي القديمة
*    *      *

من هذا النعش
السافر
أَفتح فمي الجائع
طعاماً لأفراخِ
السنونو
*     *     *
 
 السحاب الأبيض
انشّق
فتناثر الضوء والمطر
معاً
*     *     *

في غبشِ الليلِ
أُرتِّب أَزهار
الإناءِ
*    *      *

شَجَرتَيْ التفاح
تزهران بولادة
أبنائها الصغار
*     *     *

ما أَعظم ابتسامتك
أَنظرُ إليها وهي
تُزهرُ
واحدةً أراها صباحاً
وأُخرى في المساء
*     *     *

ما أجمل جبال كردستان
عندما تكسوها
أكوام الثلوج
*     *     *

أُعلِّقُ ملابسي الطرية
على ذاك الغصن المزهو
بزهرِ الرمان
فأراها بعد وهلةٍ
ناشفةْ
*     *    *
 
المطرُ يجمع قطراتهُ
لإستقبال نهر الحياة
*     *     *

الضوء الأصفر ينهمرُ
يلمسُ طائر الشفق
*     *     *

عربات الخيول
تئِزُ ومن صريرها
 يغفلُ النرجس
*     *     *

تخورُ قوايَ
عندما أدخل دائرة
البدر
*    *     *

الرعدُ يُدَّوي
والبرقُ يلمع
أمام كوخي
الحزين
*     *     *

النجمُ يلمع .. يختفي
وأنا أنتظر
في جلدِ السماء
لمعانه مرةً
أُخرى
*     *     *

أُدَّثرُ نفسي من برد
الشتاء
عكس الأشجار
التي تنفضُ
أوراقها عندما تشعرُ
بالبرد
*     *     *

عالم محزن
يشبه الطيور
عندما تهاجر
أوكارها
*     *      *

تحت رماد النار
أُكوِّنُ مظلةٍ
رغم إحتراق
معطفي الجميل
*    *      *

أيتها القطراتُ الصغيرة
حاذري
من مرور الطائرات
والريح العاتية
*     *       *

بلبلٌ أخضر يطيرُ
يشقُ بصدرهِ الجميل
أزهار البيبونَ
*     *     *

أيها الغرابُ الأسود
أدعوكَ لتبقى
حارساً على قبري
الجميل
*     *     *

شلاّل كلي علي بك
الصافي
يغسلُ في أمواجهِ
قمري الجميل
*    *    *
 
إنهضي فالطيور هاجرت
فلم يبق في بيتي
غير ذلك الخفاش
الأعرج
*     *     *

الضحكات تتدحرج
مثل الاطفال
السِمانْ
*     *     *

ناقوسٌ يرّنُ
من كنيسةِ بلدتي
يصدرُ أصواتاً : حقاً . حقاً . حقاً .
*     *      *

زهرة نائمة
تعانق بنان يدي
وهي خائفة
*      *     *

البحر يهيج بالأمواج
يا لها من أصوات
مرعبة
تصرخ وتدور
بلا إنتهاء
*     *      *

هسهسة حشرةِ
تلفتني النظر
أمام زهرة
النرجس
*      *     *
 
أخبو في العاصفةِ
الثلجية
واقفاً لن أحني
رأسي
*      *      *

ثلاثة أشياء رائعة
سقوط الثلج … وتفتح زهرة … والثالث
عندما
أذهب الى المدرسة
*      *     *

الحياة رائعة
لكنها زائلة
بزوال أسمالها
*      *     *

البردُ قارص ، قارص
وأنا راقد في سريري
أذكر ذكرياتي
الهرِّمة
*      *      *


*نباتات طبيعية تنمو من تلقاء نفسها في بخديدا


435
أدب / نازح على سرير الغربة
« في: 22:43 07/03/2016  »
نازح على سرير الغربة
كريم إينا

سهام لحظة تلبسُ
أزقة عيونك التراثية
تشردُ مزامير التجلّي بعزلة ميلادي
أتراني جثة هامدة على سرير الغربة؟
أم ثقب في سقف نازح تنزلُ منهُ قطرات المطر؟
****
أحملُ تنّوري على نبض قلبي
لتضيء علامة إنبعاثي على مدرسة القديس إيريانوس
من وطن الناقوس
أطفأ كأس عرقي بلسان الضاد
فيتهامسُ عويل النساء
من حمرة نهر دجلة
وإحتراق بساتينه المورقة
****
ألبسُ عصر قصيدتي
بصوم صامت
طالما أفعمُ بخيمتي الجديدة
أتأمّلُ جنازة زارع
تسدّ جوعي المبحلق
****
حين إستفقتُ من فضاء الكون
توقفت الشمس لتملأ
بطنها من فتات شعاعي
من منّا لا يتشرّد
ويتدحرج كجمرة نار
****
هكذا يبقى الزمن فارغاً
يحمي لونهُ المقمّط وصراخ الأفكار
تعزوها رائحة الوقت البالي
وحدها تغطي السحاب
بصياح الديكة لفجر جديد
****
الظلام يلفّ حبال الحرب
لمقتل قابيل
ويحتسي من دمه خمراً فاسداً
يعطّلُ المخّ ويشلّ اللسان
الأعين تبحثُ بين الجثث
عن مجد مفقود
يقضي أيّامهُ الواهية
لتنهدات السماء
****
سأطلقُ شرارة النهار في شهر نيسان
لتصل فقاعات البرق
في شوارع غربتي الصامتة
أعانقُ أكتاف الجنّيات
وهي تصرخُ من ضياع نينوى..كالح.. وخورساباد
****
نشيد أوردتي يسكنُ مقعداً شاغراً
بعد أن يلحفه الموت
كانت رائحة الأرض تلحسُ ظلّي
تنشرُ أجنحتها برائحة الملكوت
البارحة تختفي من قساوة الظلام
تمزج الشرّ كغراب أعمى
****
بدا نقائي كروماً يانعة
تدورُ في قواميس الجمال
ليس للبكاء مكاناً عندي
سوى أجنحة الفرح
كسنابل الحنطة الصفراء
تدخلُ مملكة الضباب
المشرقة...
 
 
 

436
ولو أستاذنا الكبير بطرس نباتي أنت مخوّل بما تجودُ قريحتك من إبداع

437
الأديب الكبير: بطرس نباتي
تحية وبعد
لك كلّ الحق بأن تعلن الحرب على الحب لأنّ الشاعر يحق لهُ أن يقول ما لا يحقّ لغيره.وكما تعلم الشعراء يتبعهم الغاوون تراهم في كلّ واد يهيمون يقولون ما لا يفعلون يقول: شاعر ما لحبيبته سأبني لك قصراً من الزمرّد وهو لا يستطيع ذلك. سيدي العزيز نحنً البشر الكلدان السريان الآشوريين حتى لو نحرقُ أصابعنا العشرة لهذا المجتمع المتخلّف سوف نتلقّى الطعنات والمسبّة فكيفْ بالأحرى نحنً المسيحيون نعتبر كسمكة بالماء تحبّ الحب والحياة ولكن الشر يزحف عليها بحزام ناسف ومثل قولي بقصيدة سريانية إرهيبايي
           كريم إينا

إيثن ناشي لكرخمي رخموثا
دريهن بأثرا بلبلتا ورهيبوثا
ميكا ثيهن ودخ ثيهن؟
مقم ما داثي أرعا كيّاوا رْوختا
مقامي منهن شلطانا قم شعبه لثوالي إتبثتا
إلاّ دكشاقل حلّي ورضا دأمثا
إبقميثا لثوا إلكيبن رهيبوثا
ولثوا كيبد ناشي بأثرا كالوثا
طئمد مريروثا كيبن كيّاوا خليثا
وبوخد دشميّا صبيا طليقا
ثيلا رهيبوثا من كل دوكا
خاء قاري بجامع خطبة!
وخنّا إكشارح قرآن إللبّا
وخنّا كطائن طسما إمفخّا
وخنّا كاوذ كيانح عبد ربّة!
آخ منهن منبلاني دعيراق دولتا
وخيطّيثا خذاء لسورايا كوذيلا كبّا
وإن كزادتهن بحبس
كمري تناشي بشلي أثرن حقّة
وإن كماختهن خانقا
بدخذري إللّخ كوليهن بمخايا وصؤرتا
وإن كسبي خا يوما بإنتخابات
بد بايش حكم بيذهن خشلي طعولتا
بشمّد آبا وأبرا وروحا دقجّا
ربّي لقبلت منهن توبي إلّخ ودئرتا

438
أدب / نوافذ تهربُ من شروقي
« في: 17:10 20/02/2016  »


نوافذ تهربُ من شروقي



  كريم إينا


نوافذ خشبية
تلفّ الكون بالبخور
تزمجر الريحُ براعم الورد
لم أرَ عمق الفضاء
إلاّ في عينيك البارقتين
أتسلّقُ الجبال الشاهقة
لأكسر دموع الثكالى
أحومُ كالفراشة
لأتلّوى كالأفياء الغافية
وهي تتبعثرُ كأسراب السنونو مع الشروق
أصوغُ شمعدانات الضياء
لتحكي لي عن حكايات النجوم النائية
أرسمُ نهاياتي بياضاً للثلج
وهي تبعثُ جدائل رحلتي الأولى
يغرقُ صوتي في نواميس النسيان
كلقمة خبز بلسان الجياع
كان لي علامة إنبعاث
يداهم صداها أمواج البحار
روحي تعلّقت بكأس الزوال
لتطفأ لهيب وجودي
كان ظلّي يهزّ رأسهُ
يرقصُ من صحرائه القاحلة
تقولبت رؤاي في أنف الشعر
لحدّ يوم الآخرة
تخليتُ عن أجنحة العنقاء
وإستعنتُ بأجنحة العصافير
عدتُ إلى خيمتي
أصغي لعزفي المنفرد
وكأنّهُ يقمّطُ كفني
كمذياع أخرس
أطوفُ في بطن الضباب
كشعرة معلّقة في منجل الحصاد
أيّها المنجمون إقرأوا
خطوط يدي البيضاء
ستجدون الهروب.. القلق
يتوشّحان بالبراءة المزهرة
السماء تمطرُ ربيعاً
ووجهك في المرآة يرى صورتي
يمشطُ شعري من التفاصيل
كخيوط الشمس الدافئة
تلمسُ جسمينا معاً
فتزدحمُ الأنجم لإضائتنا
نصفان: أنا وأنت
يضحكان لتكتمل القبلة
ننشرُ الحب
ليسري عطر الورد
لكلّ البرايا...

 

439
أدب / لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
« في: 23:30 06/02/2016  »

لي نظرة في مرآتك لم تألفيها


كريم إينا


إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...


*الغاؤولد: وهم قومٌ من الفضاء الخارجي.


440
هل مصير كنيستنا التلاشي والموت؟!...
                                                          كريم إينا

أشعر اليوم بمدية تفتحُ جرحاً عميقاً في أضلعي. الوقوف بوجه الثقافة وتحديها هو الموت بحد ذاته. نركضُ دائماً نحو الهوية وننسى الجوهر لرسالتنا المستقبلية بسبب إختلافات قاسية تجمّدُ حركة رسالتنا المسيحية. فالمرء الآن تراهُ يفكرُ ويبحث ويعمل من أجل ذاته، وهذا ينطبق على الكل يشمل الصغير والكبير. كنا سابقاً نتغنّى بالماضي كأفضل زمن ونرفضُ التجديد كوننا نخافُ من الحاضر والمستقبل أو الخوف على الكرسي كونه الإرث البديل عن حالة الإغتراب التي نعيشها الآن. نحنُ اليوم نعيشُ في وطن أصبح خيمة تفتقرُ إلى أبسط مستلزمات الحياة. تركنا المبادىء السامية وأصبحنا نعدو خلف الجهل والأوهام. الله خلق العالم بلا تمييز ألم يستطع الله أن يخلق العالم كلّهم إسلام؟. أو أن يخلق العالم كلّهم مسيحيون؟. أو يزيدية أو صابئة نعم يستطيع ولكن الله خلق الجميع كفسيفساء متنوعة لأن لهُ إرادة بذلك. ربّما يقال بفضل الحوار والتلاقي والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وغيرهم من الإثنيات يشكّلُ خبرة أساسية وعودة للتآلف وهذا جزءاً من مشيئة الله حيث ترسو المعرفة على الجميع. هل وحدنا نمتلك الحق والآخرين مجرّد فقاعات تنفجرُ أمام أشعة الشمس؟. لا تتمّ المعرفة إلاّ بالإنفتاح وقبول الآخر. هل ضياع هويتنا يكمنُ في خيمة التي تفتقرُ لأبسط مستلزمات الحياة تسبّب لنا القلق والسأم والهرب من الواقع. من نحنُ وماذا نريد؟ لماذا نهاجر؟. هل وضعنا رؤية واضحة لنا وخطة عمل دقيقة لمستقبل أولادنا؟. يجب الوقوف على بارقة أمل تهدينا للسبيل، ما هذا الصمت من قبل الجميع إزاء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لا يحقّ لسلطاتنا الحاكمة أن تتنصّل من واجباتها ومسؤولياتها تجاه شعبنا وكنيستنا لما يحدث لها الآن من تهجير قسري وقتل وخطف وتسليب. أين هو الطبيب الذي يداوي جراحاتنا؟. أين المسؤول السياسي الذي يأوينا من برد الشتاء وحرّ الصيف؟. أين أصحاب منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان في إيصال مستحقاتنا من الدولة بأمانة؟. أين ذهبت الأموال والمساعدات التي أتت من الخارج؟. سواء أصبحت بأيدي مسؤولي الدولة أو بأيدي رجال الدين المسؤولون عن الكنائس في العراق. هذه الأموال الضخمة إذا لم تصرف ويساعد بها شعبنا المهجر والمهدد فمتى يتم توزيعها؟. عندما يفرغ العراق من الوجود المسيحي أقول أسفي على هكذا أفعال وسياسات خاطئة. الكنيسة بين الضياع والتطرّف ومصير الكل مجهول، الكل مسؤول عن ضياع أنفسنا وخسارة أطفالنا وكنوزنا ما زالت هدايتنا تائهة.ومعاناتنا كبيرة. هل اللجوء إلى الهجرة هو حلّ أسلم؟. نحنُ السكان الأصليون لا تقتلع جذورنا بهذه السهولة، لا نترك ساحة المعركة مهما كلّف الأمر، نعم لقد هجّرنا من بيوتنا ونهبت أموالنا وتعرضنا للقتل والجوع والسبي والإغتصاب ورغم ذلك لا نديرُ ظهرنا للجميع ونهاجر. فكرنا وإيماننا وحضارتنا مطبوعة في ذواتنا نعلم بأنّه هناك تزمّت فكري، ديني،مذهبي،سياسي،إجتماعي ربّما نتيجة مآرب إقتصادية أو سياسية تتحكّم فيها مصالح دول وشركات أجنبية وأجندات خارجية وفئات وأفراد متواطئين أو منتفعين قد صاغوا أكلتهم المحببة بقدر مستتر. إنّ هضم حقوق شعبنا الأصيل ونفاذ صبره يولّد أزمات قد تفتقر إلى الديمقراطية لأنّه تصبح مجرّد شعارات يتغنّى بها أصحاب المزاج الغريب. أين نحنُ؟. وإلى متى نبقى مع كنيستنا بالتلاشي والموت البطىء؟. لحدّ الآن نحنُ المواطنين الأصليين لا نشعر في بلدنا بالتساوي في الحقوق والواجبات مع بقية المكونات الأخرى. دائماً ينعتوننا بالأقلية هذا المصطلح المجحف بحق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. رغم التحديات والضغوط غير ممكن إقتلاع الأقليات والجماعات الأخرى من مواطنها الأصلية. ما زلنا منفتحين بحداثتنا ولحمتنا الداخلية إذا نحنُ قومية صغيرة ولسنا أقلية شأننا شأن بقية القوميات الكبار. هنا نشأت كنائسنا لا يمكن إخلاء حدائق العراق من المسيحية لأنّه إذا ما حصل ذلك تصبح حدائق العراق أشواكاً تخنقُ أزهارها. وهذا ما لا نقبلهُ والعالم أيضاً يرفضُ ذلك يجب الحفاظ على هويتنا والتمسك بقيمنا وعاداتنا الإنسانية. بدأ تناقص عدد المسيحيين الآن في المنطقة بدرجة كبيرة ولا سيما في العراق وسوريا وهذا ما جعل رجال كنيستنا ينبئون بموت المسيحية وتلاشيها في المنطقة أولائك السريان والكلدان والآشوريين الذين ما زالوا يذوبون في بوتقة القومية العراقية ويا حبذا لو كان هناك حزب واحد أو كيان سياسي يجمعنا في خيمة واحدة وفي ظل وحدة العراق حقهم مكفول بالدستور العراقي ومضمون بالعقد الإجتماعي. لقد عانى المسيحيون، أوضاعاً صعبة منها: التهميش والإختطاف والتهديد بالتخلي عن الديانة والتهجير والتصفية الجسدية.هذا ما حدث بإسم الحرية والديمقراطية، ودفع إلى الفوضى التي مزقت نسيج الشعب العراقي وجعلت منهُ شعباً منقسماً ومن خلال هذه المراجع التاريخية تعرضت العديد من الكنائس والأديرة في العراق إلى إعتداءات مباشرة نُفذ الكثير منها خلال إقامة الصلوات والقداديس كحادثة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد في خريف 2010 وتعرضت الأسر المسيحية لتهديد حقيقي من مجاميع متطرفة ومليشيات طائفية وخاصة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فأجبر العديد منها على ترك منازلها وأموالها ومدنها وواجه العديد من الأساقفة والكهنة والعلمانيين عمليات خطف وتصفية جسدية بسبب إيمانهم ومعتقداتهم وتوجب على البعض منهم دفع فدية باهضة إزاء إختطافهم وها نحنُ الآن مرة أخرى نترك منطقة سهل نينوى ونهربُ إلى إقليم كوردستان في كل محافظاته ومدنه( أربيل،دهوك،سليمانية) بسبب بطش داعش المقيت ولحدّ الآن لا زلنا ننتظر ونترقّب ما يحدث هل نرجع لديارنا أم نهاجر خارج العراق أم نُحاصر ونقتل في أماكننا؟.
..............
المصادر:-
1-   مستقبل المسيحية في العراق- الأب الدكتور يوسف حبي- إعداد وتقديم أدمون لاسو- مطبعة نصيبين- الشرفية- نينوى2014 .
2-    مجلّة الفكر المسيحي العدد (495- 496) أيار- حزيران 2014- مطبعة الأديب البغدادية- ص122.


441
أدب / مركبٌ آخر لشفاه موجه
« في: 20:07 21/01/2016  »
مركبٌ آخر لشفاه موجه
                            كريم إينا

مراكبٌ أخرى
تنتظرُ رحيلي
أتيه بجنب موجة
أحلمُ بسر غربتنا
أخافُ أن تقلب موجة البحر مركبي
فيضيعُ حبّي عند آخر سن يرسو على الشاطىء
لقد أخطأتُ المسافات المحبوسة
سأنازعُ صمت دواخلي
وأبوحُ للأجيال
ما يتهكّمُ بوجهي من ظلم
الحب أسير في الجب
يجيء بلا إحساس
يغورُ الصبح في عمق غرفتي
ينسيني ما أريدُ من حياتي
فسّرتُ كلّ شيء
إلا الإكتئاب الفظيع
ما زال يغورُ في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس
كأنّ إشتياقي ليلٌ أسود
يجري على صدري في وهن
يقلعُ ظلّي من خلفي
كالسوط يطبعُ آثارهُ على ظهري
كالقطة الوحشية عندما
تغرزُ مخالبها في عيني
يا كأساً أجرعهُ
أطرحُ كلعبة مستهلكة كئيبة
تهزّ الكون بجناح ذبابة
أرقصُ رقصة مريبة
فيبدأ كأسي يرقصُ ويغني معي
كلّما تلتفّ شفاهي حولهُ
ينسابُ بصري في النور
أنامُ بين راحتي السنين
وفي قلبي رؤية بعيدة للرجوع
أنا هنا بأشيائي بإنتظار
ربّ قطار يحملني من هذا الدمار
فأرى الحياة تلوحُ على رصيف
محملة أمواجها بشائر في حقائب
لن أعود ثانية
ما دام الوعد والعهد مهددان
لن أولدُ إلا في درب مطعون
رأيتُ الأطياف تنقلُ نشوة المآقي
كانت الرياح بلا حفيف
والصحراء كانت رمالها أوسع من عقلي
كلّ ذرة تدخلُ في عيني
تصطفُ في مشارف ظلي
في زمن زحف اللون الأسود ورائي
وسمعتُ خطاهُ
تمزّق نيرانه سمائي المزركشة

442
نتاجات بالسريانية / سورايا
« في: 22:10 18/01/2016  »
سورايا
كريم إينا

بدبثخن خدالخن لبّي
بخيلي ومشيلي دمئي
لتلي ناشا دعاينّي بس ربّي
بينث أرعا وكوخوا
بدبرخن مخ دبشتا بْبوخا
يا أمثي كمنونن دمخن بخباقخ
مشخنّي من قرثا وخطياثي زديهن لبثرا
كد خاين أمثح وكمايث لقّاري إلّح صلوثا
يا دشتت ننوي قي بس آهت إيئلاّ لْكرمخ قرثا
وبارخ وخيراتخ صبيهن بكاسد دهوا
بشهن دمئن ملوخي كنخثي مخ مطرا
بكل دوكا كنبلي وعلما ببخايا ونوحا
قي سورايا من دون دناشي بشلي نزحا
وقي كبّن مخ براني كديوم بقووجي ونطحا
وداعش كدما دخّازي سورايا كامر (لازم أذبحا)
عمّن كلدنايا سريايا آشورايا ليلي نخبا
أمثن آهيلا شرشا وإن كريا بسورايا بدربحا

443
المنبر الحر / أرصدة المهجرين
« في: 17:58 10/01/2016  »

 أرصدة المهجرين
 مهجّر خديدي
 إلحاقاً بمقالتي المنشورة بجريدة (سورايا) المدافعة عن حقوق وقضايا شعبنا بعددها (32) الصادر يوم الأحد 13/ أيلول/ 2015 تحت عنوان( المهجّرون قسراً من أبناء شعبنا يطالبون بسحب أرصدتهم من مصرف الرافدين) وإضافة إلى الخطوات الواردة فيها وهي:-
 * التظاهر بمسيرة ضمن منطقة محددة بعد أخذ موافقة الجهات المختصة والأمنية في عنكاوا وفي أربيل للحصول على غاياتنا وأهدافنا.
 * تشكيل وفد أو لجنة قانونية من الحقوقيين والمحامين الذين لهم خبرة قضائية جيدة وعميقة بمواد القانون لا يستهان بها لمراجعة الجهات المالية في بغداد وكذلك حكومة وبرلمان إقليم كوردستان والعراق، وإن إقتضت الحاجة ودعت الضرورة تقديم شكوى إلى القضاء الأعلى (في حالة عدم التوصل إلى حل عادل ومنصف لمستحقي الحسابات).
 * جمع تواقيع لمن لهم حسابات في مصرف الرافدين/ فرع الحمدانية (236) وفروع المصرف الأخرى للدلالة والتأكيد لحاجتنا إلى هذه المبالغ وذلك بإعلام المواطنين بذلك بتوصية من توصيات يوم الأحد في القداديس لمراجعة كرفان رقم (1) بالقرب من كنيسة مارت شموني أو أي موقع آخر يحدد من قبل الكنيسة. ويبدو لي بأنّه لم يتّخذ أي إجراء من الإجراءات المقترحة من قبلي وإن إتخذت بمناقشات وحوارات على شاشة الفضائيات وخاصة فضائية عشتار وبكتب إدارية بين الجهات المعنية فإنّها لم تأت بنتيجة فعلية لصالحنا. لذا أحثُ الجهات الإدارية والسياسية والحزبية والكنسية والتي تمثلنا في حكومة ومجلس النواب في إقليم كوردستان والحكومة المركزية ومجلس محافظة نينوى أن تتخذ إجراءات حاسمة وقوية لحل هذه المشكلة ذات التأثير السلبي على أبناء شعبنا المهجّر قسراً.
 وبهذه المناسبة نشكر الأستاذين أنور هدايا ورائد إسحاق لما بذلاه وسيبذلان من جهود مضنية في عرض هذه القضية بصورة خاصة وقضايا شعبنا الأخرى بصورة عامة في مجلس النواب العراقي ومجلس محافظة نينوى.
 وأريد أن أوضح النقاط والملاحظات التالية:-
 أولاً- قال المسيح من كثرة إلحاحكم يستجاب لكم فكانت إستجابة الحاكم للمرأة المظلومة وإستجابة الصديق لصديقه في منتصف الليل بإعطائه الأرغفة الثلاثة التي بحاجة إليها فإذا كان هناك إستجابة بالأمور الفردية فكيف لا يكون إستجابة لمطلب جماهيري كبير ونحن في ظروف طارئة وإستثنائية بإلحاحنا على المسؤولين لإستجابة مطاليبنا العادلة والدستورية والقانونية.
 ثانياً- لقد تضامنا نحن المكونات الأصلية في العراق من المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين وحققنا بما قمنا به من مظاهرة أمام مكتب الأمم المتحدة في أربيل ورفعنا مطاليبنا إليه بواسطة لجنة قابلت مسؤول المكتب وإستمرت نداءات المسؤولين السياسيين والدينيين ومنهم غبطة البطريرك ساكو ونتيجة لهذه الجهود كان هناك تغيراً في الرأي العام وخاصة رئيس الجمهورية الذي تعاطف مع مطاليبنا بتغيير الفقرة الثانية من المادة السادسة والعشرين أو إلغائها من قانون البطاقة الوطنية الموحدة.
 ثالثاً:- كيف يمكن للدولة أن تعلن بإعطاء قروض للمشاريع الصغيرة، علماً بأنّ المقترضين السابقين لم يسددوا ما بذمّتهم؟. أم هذا سيكون طريقاً من طرق الفساد الإداري والمالي (وآلاف الملفات على الرفوف في هيئة النزاهة لم تُحلْ إلى الآن) فكيف يمكن للدولة أن تمنح قروضاً في الوقت الذي هناك عجز مالي كبير يقدر بالمليارات في الميزانية. المطلوب تسديد ما بذمة الحكومة التي هي مدينة بمبالغ ضخمة لمواطنيها. في الوقت الذي تريد أن تكون دائنة فسدّدي أيّتها الدولة ديونك ( وأقصد المسؤولين الذين يهتمون بمصالحهم الخاصة والضيقة ولا يعيرون أهمية لمصالح العراقيين عامة) ومن ثمّ بإمكانك أن تمنحي قروضاً لمن يطلب ويكون فعلاً في نيته إقامة مشروع صغير يستفيد منه ويستفيد منه العراقيون ( لا أن يستغلّها المقترضون لأغراض أخرى وما أكثرهم) ونحنُ على إستعداد لإقامة مشاريع صغيرة في حالة الحصول على إستحقاقاتنا من أرصدتنا وليس إعطاء قروض لغيرنا وهي تعودُ لنا ( لتقرض لنا وليس لغيرنا) علماً بأنّنا متمرسون بهذه الأعمال ويشهد لنا ذلك بإنتاجنا الحيواني والنباتي وغيره في بغديدا (قره قوش) بصورة خاصة وفي قرانا في سهل نينوى بصورة عامة.
 رابعاً:- نحنُ المسيحيين نعيشُ بعرق جبيننا ونعملُ بكل جهد كما أوصانا الله في سفر التكوين حيث قال: لآدم ( إحرث الأرض وإزرعها) ليكون خبز لك منها. ولم يعلّمنا آباؤنا وأجدادنا أن نكون معتمدين على غيرنا أو مستهلكين. حيث نعتمد اليوم على أتعاب غيرنا من مساعدات تأتينا من منظمات إنسانية خيرية مختلفة (ونحنُ نشكرُ كلّ الخيرين ومن دعا وساهم وشارك في إيصال كل المعونات إلينا وخاصة آباؤنا الكهنة والأساقفة والبطاركة) وهذا لم نقبله على أنفسنا ولكن إضطررنا إضطراراً من قبل داعش الذي هجّرنا من أرضنا، التي هي حياتنا وإلتجأنا إلى ملاذ آمن وهو كوردستان العراق. لقد عطلتم يا دواعش عوامل الإنتاج من البشر والأرض، يا جناة وأشرار القرن الحادي والعشرين، ولتكونوا في الأرض تائهين كما كان قائين بعد مقتله لأخيه هابيل ولكن نطلب من الله أن يغفر لكم إن عدتم إليه تائبين.
 خامساً:- لقد ودّعنا أموالنا لدى البنوك ونحنُ على ثقة ورجاء تامين بأنّنا سنحصل عليها متى ما نشاء وبالمقدار الذي نحتاجه، ولكن بسبب هذا التلكؤ والتأخير والتجميد أو بالأحرى عدم مقدرتنا على التصرف بأموالنا لعدم السماح لنا بسحبها من المصارف فإنّه تولّد لدى الكثير من المودّعين في قرارة أنفسهم بأنّهم لم يعد لهم ولا لأولادهم رغبة بالإيداع في المصارف لما أصابهم من يأس وقنوط وهذا ما سيؤثر على أعمال البنوك بصورة عامة في المستقبل.
 سادساً:- نظراً للمفاوضات المستمرة بين الحكومة العراقية والبنك الدولي طالبة منه مبالغ ضخمة لتسديد العجز في الميزانية لهذا العام 2016. فأنا أرى ضرورة أن يكون أحد الشروط التي يضعها البنك الدولي من بين الشروط الأخرى على الحكومة العراقية هو تسديد ما بذمة الحكومة ( أقصد البنوك) لمواطنيها النازحين والآخرين ومن ثمّ الموافقة على الإقتراض لحاجة النازحين والمهجرين وخاصة المسيحيين منهم إليها لتمشية أمور حياتهم اليومية. أو إستقطاع مبالغ الأرصدة للمهجرين قسراً من المسيحيين من الموصل وسهل نينوى من المبلغ الذي ستقترضه الحكومة العراقية من البنك الدولي في حالة الموافقة على القرض. مع مبالغ الأضرار التي لحقت بنا من سرقة أموالنا المنقولة وعدم إستغلالنا لأراضينا الزراعية وحقول الماشية التي كنّا نمتلكها في مدننا وقرانا.
 سابعاً:- في حالة عدم الحصول على نتيجة بالحوار والمناقشة مع الجهات المالية الحكومية ومن مجلس القضاء الأعلى تدويل القضية وتقديم شكوى إلى مكتب الأمم المتحدة في أربيل أو شكوى مباشرة إلى المحاكم الخاصة في المحافل الدولية لإتخاذ القرار النهائي ضد الحكومة العراقية. ودعوة محامين من ذوي الإختصاص في القانون الدولي لإستحصال إستحقاقاتنا من حساباتنا في مصرف الرافدين وذلك بحجز إستحقاقاتنا من النفط المباع من قبل الحكومة العراقية كما كانت الحالة عندما خضع العراق لأحكام البند السابع حيث كانت هناك لجنة مالية تتصرف بالأموال الواردة نتيجة بيع النفط العراقي وكانت تسمى لجنة (الغذاء مقابل النفط) وإستمرت اللجنة في عملها عدّة سنوات. إضافة إلى إستحقاقاتنا المودعة في مصرف الرافدين أو غيره فبإمكان نفس المحامين أن يطالبوا بتعويضاتنا التي تقدر بالمليارات من قيم أراضينا الزراعية وبيوتنا وعماراتنا (وأموالنا المنقولة المسروقة) التي تركناها في بيوتنا ومحلاتنا التجارية والتي كانت تقدّر بعشرات الملايين للعوائل الفقيرة وقل مئات الملايين للعوائل الغنية الذين أفنوا أعمارهم بالعمل ليل نهار وبدون راحة. نحنُ نطالبُ اليوم بحقوقنا أفضل من غد حيث أنّ الحكومة تسير بحالة إقتصادية من سيء إلى أسوأ بسبب الإنخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية (وبالسرقات التي لا تحصى ولا تعد من قبل المسؤولين والدليل الواضح هو الملفات في هيئة النزاهة وما يستجد منها ويعلن على شاشات التلفزة المختلفة إسبوعياً إن لم نقل يومياً علماً بأنّنا المسيحيون لسنا طرفاً في النزاع لأنّنا أناس مسالمون نريد أن نعيش بسلام ونطلبه لغيرنا أيضاً. أرجو أن تؤخذ إقتراحاتي هذه على محمل الجد من قبل مسؤولينا السياسيين والمدنيين والدينيين ونحنُ لم نطالب بأكثر من حقوقنا لأنّ الدولة مسؤولة عن إعادة إستحقاقاتنا من البنوك كمطلب أول وحفظ الأمن للحفاظ على حياتنا وأموالنا المنقولة وغير المنقولة حسب الدستور والقانون الدولي ثانياً.
 وبإمكان إحدى المنظمات الإنسانية الحقوقية والقانونية أن تتحمل مصاريف المحاماة والإجراءات القانونية والمقاضاة كما تحملت وتبرعت منظمات إنسانية بمختلف الجنسيات أعباء مالية ضخمة منذ تهجيرنا في 6/8/2014. سواءً كانت مواداً عينية أو نقدية أو إقامة مؤسسات مختلفة تعليمية أو دينية أو مجمعات سكنية. كما نطالب بتعويضنا عمّا فقدناه بعدم زراعة أراضينا خلالا الموسمين 2014- 2015 و2015- 2016 والتي تقدر بملايين الأطنان من المحاصيل الزراعية ( الحنطة والشعير والعدس وغيرها) ضمن أراضي سهل نينوى والتي هي نعم من نعم السماء إضافة إلى ما كنّا ننتجه في حقولنا وحظائر ماشيتنا من ملايين من بيض المائدة ومن آلاف الأطنان من لحوم الدجاج مع لحوم العجول المسمّنة وكميات كبيرة من حليب الأبقار والأغنام  أصبحت كلّها تحت تصرف داعش. لذا من الضروري أن يخصّص قسم من أموال الميزانية لعام 2016 والأعوام القادمة لتسديد هذه الديون أو الحسابات في فروع المصارف مع التعويضات المذكورة قبل التوجه إلى مجلس القضاء الأعلى والمحاكم الدولية.
 ثامناً:- تبارك كلّ جهد ووقت يصرفه المخلصون من أبناء شعبنا للتخفيف من معاناته والحصول على حقوقه وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمرّ بها، من نزيف الهجرة التي إزدادت بعد التهجير القسري. بخطوة مهمة وجادة من قبل الأساتذة خالص إيشوع (النائب السابق في مجلس النواب العراقي) وكامل رفو وصباح رفو من الخديديين (الذين يكونون دائماً في المقدمة في كل عمل صالح ومثمر إنّهم أغصان في كرمة المسيح الثابتة، إضافة إلى الأساتذة الآخرين فارس يوسف، نوزاد بولص، رفيقة إيليا، عامر دانيال، باسم روفائيل، طاهر سعيد، ريميل سومو، وكامل زومايا الناشط المدني في أوربا وقد سعى وسيسعى من أجل الدفاع عن شعبنا في الداخل والخارج وقد إشترك في مؤتمري أربيل وجنيف للإبادة الجماعية وصاحب فكرة إنشاء الأمانة العامة لمنظمة شلومو من السادة المذكورين). الذين تحملوا عبء عدّة إجتماعات في عنكاوا وألقوش ومن ثمّ مؤتمر صحفي في جمعية الثقافة الكلدانية يوم السبت 19/كانون الأول/ 2015 أعلن فيه عن تشكيل منظمة لغرض توثيق ما جرى لشعبنا من إبادة جماعية وتطهير عرقي في عموم العراق وخاصة بعد 2003 وسقوط الموصل وسهل نينوى في 2014 بيد عصابات داعش الإرهابية أطلق عليها منظمة (شلومو للتوثيق) والتي تعني منظمة السلام للتوثيق.
 أرجو وأطلب أن تضاف الأفكار التي وردت في المقالين السابق والحالي بعد تدقيقها وتقييمها ومراجعتها لتصبح صالحة لتوثيقها ضمن الملف المنوي عمله وتقديمه إلى الجهات المختصة محلياً ودولياً من أجل إنصاف شعبنا. كما أرى ضرورة تنسيق وحوار منظمتكم مع القيادات الكنسية والسياسية والإدارية ومنظمات المجتمع المدني في العراق والخارج لتعمل معاً في توحيد المواقف أمام الرأي المحلي والإقليمي والدولي أرجو الإعتذار إن أخطأت دينياً أو قانونياً أو سياسياً أو إقتصادياً في تقديري ورؤيتي للأمور.
 

444

الحكمة والقوة في الحياة
 أبلحد حنا فلوج / منشورة في جريدة سورايا
   
 نشكر كافة المنظمات والهيئات الإعلامية لعقدها عدّة لقاءات حول مذابح سيفو، حيث ألقى عدد من الإختصاصيين والمسؤولين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان محاضرات قيمة عن آلاف الشهداء الذين سقطوا فيها إضافة إلى ما تركته من آثار نفسية سيئة في نفوس آبائنا وأجدادنا وخاصة من الأرمن والطوائف الأخرى من الآشوريين والسريان والكلدان كما نشكر المنظمة المشرفة على جريدة سورايا الصوت الصارخ بالحق لإيصاله إلى كل شعبنا في الداخل والمهجر. وسيفو هذه تتكرر اليوم كالأمس والتاريخ يعيد نفسه بشكل من الأشكال ( والتاريخ ذاكرة الزمن) وها من نفذ سيفو ولد من جديد ممثلاً بداعش وبغيره من منظمات إرهابية، نحن لا نحب الشر ولا نتعاون مع الأشرار ولا نشجعهم، ولكن المطلوب من الشر والأشرار أن لا تضرنا، لأنّنا لم نطرق باب الشر ولكن إذا طرق الشر باب الخير، على الخيّر والأخيار أن يردعوه. أؤمن بالسلام، ولكن يجب أن نتذكّر حادثة غضب يسوع على باعة الهيكل، وهذا يكفينا، عندما تدنّس المقدسات بهذا الشكل. لقد دُنّست كنائسنا، بيوتنا، أرضنا وربّما كان الأمر يصل إلى سبي وتدنيس أمهاتنا وأخواتنا ونسائنا. بسوع صخرة حياتنا، وأرضنا حياتنا. وإنطلاقاً من هذا كلّه علينا مقاومة الشر بكلّ أشكاله. عام وربع عام منذ تهجيرنا من سهل نينوى في 6/8/2014 مرّ، ولم نسمع يوماً من الأيام كاهناً من كهنتنا أو أسقفاً من أساقفتنا عقد ندوة أو لقاءاً ودعا الشباب خاصة والمؤمنين عامة للإنخراط في المقاومة المسلحة. وإنّما كلّها مواعظ تدعو إلى الصلاة والدعاء إلى الله لعودة الضالين إلى الطريق الصحيح، ونسأل الله أن يضع الرحمة في قلوبهم فقط. يجب علينا أن نردع الشر، وإلا فإنّ الشر ينتشر ويتفشّى إن لم يقاوم منذ ولادته وفي عقر داره. علينا أن نبدأ بتوعية الشباب وحتى الأطفال والفتية أن يتحلّو بروح الشجاعة والقتال والثبات في الأرض وحبّها والإلتزام بإعادتها. ويبدو لي من الواقع المرير الذي نعيشه بأنّ روح التواضع والوداعة لم تفد في عصرنا الحاضر. والظروف التي نمرّ بها.
أطلبُ من قادة ورؤساء الدول وأنا مواطن عادي لستُ عسكرياً ولا رجل سياسة، إتخاذ إجراءات عسكرية رادعة وبقوات دولية برية سريعة التدخل مع إنزال جوي حيث إقتضت الحاجة ودعت الضرورة لحل المشكلة لئلا تطول وقد طالت، حيث تبين عدم جدوى الضربات الجوية للتحالف أو قلّة تأثيرها على العدو وقد حصّن العدو مواقعه بحفر خنادق وعمل سواتر ترابية مع كسب آلاف من الأطفال والشبابد والرجال والكهول ليكونوا حطباً لنيران أشرس حرب ضروس إستعر أوارها منذ عدة سنوات بادئة من الرمادي وممتدة إلى صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وشاملة ثلث أرض العراق فالتأخير ليس من صالح العراقيين وخاصة النازحين منهم، ونحنُ مقبلون إلى فصل الشتاء فصل الأمطار والثلوج والبرد ممّا يجعل العمليات العسكرية صعبة. وخوفي أن يبقى حالنا كحال إخوتنا الفلسطينيين الذين شرّدوا وتشرّدوا وسكنوا في مخيمات في سوريا ولبنان والأردن، وتشتتوا في الأرض كلّها، ولا ننسى ما تعرضوا له من مشاكل خلال العقود الماضية ولا زالت مشاكلهم مستمرة إلى يومنا هذا. نحنُ ليس في نيتنا أن نغتصب أرضاً أو نغزوا أرضاً، ولا نعتدي على أحد غايتنا وهدفنا ورجاؤنا هو التحرير ثمّ العودة إلى ديارنا والعيش بسلام. يجب أن تكون حكمتنا في الحياة ممزوجة بالقوة، وإلاّ ما فائدة الحكمة إن لم تكن ممزوجة بالقوة؟.
والحكمة والقوة وجهان لعملة واحدة  تسيران معاً في الحياة. ولذا نجد الإمبراطوريات القديمة قد أنشأت لها جيوشاً قوية للدفاع عن حدودها وقمع الجماعات الإرهابية أو المعارضة داخل الأقاليم التابعة لها ولا زالت الدول تصرفُ نسبة كبيرة من ميزانياتها على الجيش وتدريبه وتسليحه وبعض منها بإسراف وحتى الدول الفقيرة. نشكر كهنتنا وأساقفتنا الذين رافقونا في غربتنا وعملوا على توفير مستلزمات حياتنا المعيشية" من المنظمات الإنسانية ومن المتبرعين ذوي الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة". والروحية، كما لا ننسى بطاركتنا الذين زارونا أكثر من مرّة وعرضوا قضيتنا على المحافل الدولية مطالبين بالتحرير والعودة والحماية والتعويض، وعلى رأسهم الكاردينال ممثل البابا، أتوّج مقالتي بشكرنا الجزيل لحبرنا الأعظم قداسة البابا الذي يصلّي من أجل العراق الجريح وسوريا الممزقة ويدعو للشرق الأوسط بالسلام في مناسبات عدّة وقد أبدى رغبته بزيارة عراقنا ونتمنّى أن تسمح له الظروف بزيارة قريبة للعراق وسوريا ولتحلّ نعمة الله بالسلام على جميعنا مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين. إستجب لنا يا رب.

445

الحكمة والقوة في الحياة
 أبلحد حنا فلوج / منشورة في جريدة سورايا
   
 نشكر كافة المنظمات والهيئات الإعلامية لعقدها عدّة لقاءات حول مذابح سيفو، حيث ألقى عدد من الإختصاصيين والمسؤولين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان محاضرات قيمة عن آلاف الشهداء الذين سقطوا فيها إضافة إلى ما تركته من آثار نفسية سيئة في نفوس آبائنا وأجدادنا وخاصة من الأرمن والطوائف الأخرى من الآشوريين والسريان والكلدان كما نشكر المنظمة المشرفة على جريدة سورايا الصوت الصارخ بالحق لإيصاله إلى كل شعبنا في الداخل والمهجر. وسيفو هذه تتكرر اليوم كالأمس والتاريخ يعيد نفسه بشكل من الأشكال ( والتاريخ ذاكرة الزمن) وها من نفذ سيفو ولد من جديد ممثلاً بداعش وبغيره من منظمات إرهابية، نحن لا نحب الشر ولا نتعاون مع الأشرار ولا نشجعهم، ولكن المطلوب من الشر والأشرار أن لا تضرنا، لأنّنا لم نطرق باب الشر ولكن إذا طرق الشر باب الخير، على الخيّر والأخيار أن يردعوه. أؤمن بالسلام، ولكن يجب أن نتذكّر حادثة غضب يسوع على باعة الهيكل، وهذا يكفينا، عندما تدنّس المقدسات بهذا الشكل. لقد دُنّست كنائسنا، بيوتنا، أرضنا وربّما كان الأمر يصل إلى سبي وتدنيس أمهاتنا وأخواتنا ونسائنا. بسوع صخرة حياتنا، وأرضنا حياتنا. وإنطلاقاً من هذا كلّه علينا مقاومة الشر بكلّ أشكاله. عام وربع عام منذ تهجيرنا من سهل نينوى في 6/8/2014 مرّ، ولم نسمع يوماً من الأيام كاهناً من كهنتنا أو أسقفاً من أساقفتنا عقد ندوة أو لقاءاً ودعا الشباب خاصة والمؤمنين عامة للإنخراط في المقاومة المسلحة. وإنّما كلّها مواعظ تدعو إلى الصلاة والدعاء إلى الله لعودة الضالين إلى الطريق الصحيح، ونسأل الله أن يضع الرحمة في قلوبهم فقط. يجب علينا أن نردع الشر، وإلا فإنّ الشر ينتشر ويتفشّى إن لم يقاوم منذ ولادته وفي عقر داره. علينا أن نبدأ بتوعية الشباب وحتى الأطفال والفتية أن يتحلّو بروح الشجاعة والقتال والثبات في الأرض وحبّها والإلتزام بإعادتها. ويبدو لي من الواقع المرير الذي نعيشه بأنّ روح التواضع والوداعة لم تفد في عصرنا الحاضر. والظروف التي نمرّ بها.
أطلبُ من قادة ورؤساء الدول وأنا مواطن عادي لستُ عسكرياً ولا رجل سياسة، إتخاذ إجراءات عسكرية رادعة وبقوات دولية برية سريعة التدخل مع إنزال جوي حيث إقتضت الحاجة ودعت الضرورة لحل المشكلة لئلا تطول وقد طالت، حيث تبين عدم جدوى الضربات الجوية للتحالف أو قلّة تأثيرها على العدو وقد حصّن العدو مواقعه بحفر خنادق وعمل سواتر ترابية مع كسب آلاف من الأطفال والشبابد والرجال والكهول ليكونوا حطباً لنيران أشرس حرب ضروس إستعر أوارها منذ عدة سنوات بادئة من الرمادي وممتدة إلى صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وشاملة ثلث أرض العراق فالتأخير ليس من صالح العراقيين وخاصة النازحين منهم، ونحنُ مقبلون إلى فصل الشتاء فصل الأمطار والثلوج والبرد ممّا يجعل العمليات العسكرية صعبة. وخوفي أن يبقى حالنا كحال إخوتنا الفلسطينيين الذين شرّدوا وتشرّدوا وسكنوا في مخيمات في سوريا ولبنان والأردن، وتشتتوا في الأرض كلّها، ولا ننسى ما تعرضوا له من مشاكل خلال العقود الماضية ولا زالت مشاكلهم مستمرة إلى يومنا هذا. نحنُ ليس في نيتنا أن نغتصب أرضاً أو نغزوا أرضاً، ولا نعتدي على أحد غايتنا وهدفنا ورجاؤنا هو التحرير ثمّ العودة إلى ديارنا والعيش بسلام. يجب أن تكون حكمتنا في الحياة ممزوجة بالقوة، وإلاّ ما فائدة الحكمة إن لم تكن ممزوجة بالقوة؟.
والحكمة والقوة وجهان لعملة واحدة  تسيران معاً في الحياة. ولذا نجد الإمبراطوريات القديمة قد أنشأت لها جيوشاً قوية للدفاع عن حدودها وقمع الجماعات الإرهابية أو المعارضة داخل الأقاليم التابعة لها ولا زالت الدول تصرفُ نسبة كبيرة من ميزانياتها على الجيش وتدريبه وتسليحه وبعض منها بإسراف وحتى الدول الفقيرة. نشكر كهنتنا وأساقفتنا الذين رافقونا في غربتنا وعملوا على توفير مستلزمات حياتنا المعيشية" من المنظمات الإنسانية ومن المتبرعين ذوي الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة". والروحية، كما لا ننسى بطاركتنا الذين زارونا أكثر من مرّة وعرضوا قضيتنا على المحافل الدولية مطالبين بالتحرير والعودة والحماية والتعويض، وعلى رأسهم الكاردينال ممثل البابا، أتوّج مقالتي بشكرنا الجزيل لحبرنا الأعظم قداسة البابا الذي يصلّي من أجل العراق الجريح وسوريا الممزقة ويدعو للشرق الأوسط بالسلام في مناسبات عدّة وقد أبدى رغبته بزيارة عراقنا ونتمنّى أن تسمح له الظروف بزيارة قريبة للعراق وسوريا ولتحلّ نعمة الله بالسلام على جميعنا مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين. إستجب لنا يا رب.

446

الحكمة والقوة في الحياة
 أبلحد حنا فلوج / منشورة في جريدة سورايا
   
 نشكر كافة المنظمات والهيئات الإعلامية لعقدها عدّة لقاءات حول مذابح سيفو، حيث ألقى عدد من الإختصاصيين والمسؤولين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان محاضرات قيمة عن آلاف الشهداء الذين سقطوا فيها إضافة إلى ما تركته من آثار نفسية سيئة في نفوس آبائنا وأجدادنا وخاصة من الأرمن والطوائف الأخرى من الآشوريين والسريان والكلدان كما نشكر المنظمة المشرفة على جريدة سورايا الصوت الصارخ بالحق لإيصاله إلى كل شعبنا في الداخل والمهجر. وسيفو هذه تتكرر اليوم كالأمس والتاريخ يعيد نفسه بشكل من الأشكال ( والتاريخ ذاكرة الزمن) وها من نفذ سيفو ولد من جديد ممثلاً بداعش وبغيره من منظمات إرهابية، نحن لا نحب الشر ولا نتعاون مع الأشرار ولا نشجعهم، ولكن المطلوب من الشر والأشرار أن لا تضرنا، لأنّنا لم نطرق باب الشر ولكن إذا طرق الشر باب الخير، على الخيّر والأخيار أن يردعوه. أؤمن بالسلام، ولكن يجب أن نتذكّر حادثة غضب يسوع على باعة الهيكل، وهذا يكفينا، عندما تدنّس المقدسات بهذا الشكل. لقد دُنّست كنائسنا، بيوتنا، أرضنا وربّما كان الأمر يصل إلى سبي وتدنيس أمهاتنا وأخواتنا ونسائنا. بسوع صخرة حياتنا، وأرضنا حياتنا. وإنطلاقاً من هذا كلّه علينا مقاومة الشر بكلّ أشكاله. عام وربع عام منذ تهجيرنا من سهل نينوى في 6/8/2014 مرّ، ولم نسمع يوماً من الأيام كاهناً من كهنتنا أو أسقفاً من أساقفتنا عقد ندوة أو لقاءاً ودعا الشباب خاصة والمؤمنين عامة للإنخراط في المقاومة المسلحة. وإنّما كلّها مواعظ تدعو إلى الصلاة والدعاء إلى الله لعودة الضالين إلى الطريق الصحيح، ونسأل الله أن يضع الرحمة في قلوبهم فقط. يجب علينا أن نردع الشر، وإلا فإنّ الشر ينتشر ويتفشّى إن لم يقاوم منذ ولادته وفي عقر داره. علينا أن نبدأ بتوعية الشباب وحتى الأطفال والفتية أن يتحلّو بروح الشجاعة والقتال والثبات في الأرض وحبّها والإلتزام بإعادتها. ويبدو لي من الواقع المرير الذي نعيشه بأنّ روح التواضع والوداعة لم تفد في عصرنا الحاضر. والظروف التي نمرّ بها.
أطلبُ من قادة ورؤساء الدول وأنا مواطن عادي لستُ عسكرياً ولا رجل سياسة، إتخاذ إجراءات عسكرية رادعة وبقوات دولية برية سريعة التدخل مع إنزال جوي حيث إقتضت الحاجة ودعت الضرورة لحل المشكلة لئلا تطول وقد طالت، حيث تبين عدم جدوى الضربات الجوية للتحالف أو قلّة تأثيرها على العدو وقد حصّن العدو مواقعه بحفر خنادق وعمل سواتر ترابية مع كسب آلاف من الأطفال والشبابد والرجال والكهول ليكونوا حطباً لنيران أشرس حرب ضروس إستعر أوارها منذ عدة سنوات بادئة من الرمادي وممتدة إلى صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وشاملة ثلث أرض العراق فالتأخير ليس من صالح العراقيين وخاصة النازحين منهم، ونحنُ مقبلون إلى فصل الشتاء فصل الأمطار والثلوج والبرد ممّا يجعل العمليات العسكرية صعبة. وخوفي أن يبقى حالنا كحال إخوتنا الفلسطينيين الذين شرّدوا وتشرّدوا وسكنوا في مخيمات في سوريا ولبنان والأردن، وتشتتوا في الأرض كلّها، ولا ننسى ما تعرضوا له من مشاكل خلال العقود الماضية ولا زالت مشاكلهم مستمرة إلى يومنا هذا. نحنُ ليس في نيتنا أن نغتصب أرضاً أو نغزوا أرضاً، ولا نعتدي على أحد غايتنا وهدفنا ورجاؤنا هو التحرير ثمّ العودة إلى ديارنا والعيش بسلام. يجب أن تكون حكمتنا في الحياة ممزوجة بالقوة، وإلاّ ما فائدة الحكمة إن لم تكن ممزوجة بالقوة؟.
والحكمة والقوة وجهان لعملة واحدة  تسيران معاً في الحياة. ولذا نجد الإمبراطوريات القديمة قد أنشأت لها جيوشاً قوية للدفاع عن حدودها وقمع الجماعات الإرهابية أو المعارضة داخل الأقاليم التابعة لها ولا زالت الدول تصرفُ نسبة كبيرة من ميزانياتها على الجيش وتدريبه وتسليحه وبعض منها بإسراف وحتى الدول الفقيرة. نشكر كهنتنا وأساقفتنا الذين رافقونا في غربتنا وعملوا على توفير مستلزمات حياتنا المعيشية" من المنظمات الإنسانية ومن المتبرعين ذوي الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة". والروحية، كما لا ننسى بطاركتنا الذين زارونا أكثر من مرّة وعرضوا قضيتنا على المحافل الدولية مطالبين بالتحرير والعودة والحماية والتعويض، وعلى رأسهم الكاردينال ممثل البابا، أتوّج مقالتي بشكرنا الجزيل لحبرنا الأعظم قداسة البابا الذي يصلّي من أجل العراق الجريح وسوريا الممزقة ويدعو للشرق الأوسط بالسلام في مناسبات عدّة وقد أبدى رغبته بزيارة عراقنا ونتمنّى أن تسمح له الظروف بزيارة قريبة للعراق وسوريا ولتحلّ نعمة الله بالسلام على جميعنا مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين. إستجب لنا يا رب.

447
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 23:42 01/01/2016  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
                              كريم إينا

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبأين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى...







448
مواساة
 برحيلك أيّها الأديب والشاعر يونان هوزايا جعلت السماء تحزن على الأرض برحيلك حلّ اليباب بالشعر نم قرير العينين هكذا الدنيا سنوافيك فيما بعد الصبر والسلوان لأفراد إسرتك

 كريم إينا

449
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 08:02 27/12/2015  »
سفر يصرخُ من الأعماق
                            كريم إينا

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىء الأغراب
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا...






450
لبّا مْدكلانا
               كريم إينا 

إيئلّي لبّا إخذاء إيئلتا
ودقلي حوبّا نطّبتا نطّبتا
لبّا دمكيخا من دمّا وبصرا
ولبّا دخريوا كبايش بصلا
لبّا شتيرا مكوخوي دْشمّي
وكمحاكي مْصبري كل مندي
فضلا شمّيا من مطرا
شاتا غدالي وغدالغ شنّي
مْلململي غدالخ كذاذي دْوَهما
وربطلي لبّخ بخولي دْصبرا
وموبلّي زدوثا من كالوثي
بيئلتا




451
أدب / رد: مجدا لكم
« في: 22:53 10/12/2015  »
تحية للأوفياء

 هناك يأوي الشهيد وتأوي حوله عصافير الجنة وهي مرددة أنغاماً بديعة للنصر الحتمي ترتمي في حضنه ألف بيت وقصيدة ونشوى سكرى تبحرُ بي في عصر المعادن. سلام مطروح لشهيد مجروح يهوى وينوح لمجد صبوح إنّه خلود.خلود.خلود.دمت بود

452
نتاجات بالسريانية / إرهيبايي
« في: 00:49 09/12/2015  »
إرهيبايي
           كريم إينا

إيثن ناشي لكرخمي رخموثا
دريهن بأثرا بلبلتا ورهيبوثا
ميكا ثيهن ودخ إيئلهن؟
مقم ما داثي، أرعا كيّاوا رْوختا
مقامي منهن شلطانا قم شعبح لثوالي إتبثتا
إلاّ دكْشاقل حلّي ورضا دأومثا
إبقميثا لثوا إلكيبن رهيبوثا
ولثوا كيبد ناشي بأثرا كالوثا
طئمد مريروثا كيبن كيّاوا خليثا
وبوخد دشميّا كيوا صبيا طليقا
ثيلا رهيبوثا من كل دوكا
خاء قاري بجامع خطبه!
وخنّا إكْشارح قرآن إللبّا
وخنّا كطائن طسما إمفخّا
وخنّا كاوذ كيانح عبد ربّة!
آخ منهن رْهيبايي منبلاني دعيراق دولتا
وخطّطيثا خذاء لسورايا كوذيلا كبّبتاْ
وإن كزادتهن خاء يوما بحبس
كمري تناشي بشلي أثرن حقّهْ
وإن كماختهن خانقا لخاصهن
بدخذري إللّخ كوليهن بمخايا وصؤورتا
وإن كسبي خا يوما بإنتخابات
بد بايش حكم بيذهن خشلي طعولتا
بشمّد آبا وأبرا وروحا دقجّا
ربّي لقبلت توبتهن إلّخ ودئرتا

453
حوبّا بلشانا دكوخوي
كريم إينا

قَمْ ما دخازن حشّا بصصياثخ
كْجمكي إيني
وإيني  بليلي كوما كبيشي مبلبزي
إنقشتا دإينخ مْطشيلا بكاوي
كشوقالي بسْفنتا بياما مسكرا
بارقلي من حوبّا دكوخوي
وبثوخ كثاوا دخايي
وشتور لشمّي مَخْ كوخوي
هاذخ شباكه دنوني بثخلا
وعرقلا منح كل شيذانتا
تْوُورْ قتاثا دْطرئي وباتش بيثي
وخور دخ وردي كبثخي وكموردي
جعلّن أخنواثا
وبوخن بشلي شئيثا برخد نيسان
وبلشاني تنيثا كميثا
ومن إيني كيائل بهرا لقورا
وبلشاني محكيثا كميثا
وطربي دإيلانا بشهن شؤوثي
مخ نطبتّا بنهرا
وقيطي تريلي من مطرا
كرقهْ بثري وراقهْ
وكشقليلي حشّي دزونا
ددمخن بمشحياثي  حيلي لْريشد كوخوي
نخرايون من شتقي
كمسكرن بكالوثا دكوني
وكمسكرن تخيثد مطرا
وبلكد دْمطرا طعلياثي
آنا أبرا دْإيلاين
دكشاتي وريذي مدمئد طلّا
كمايث لبّي بينث وردي وكتوي
وكنوئا بصخوثا بلبّد محري
آنا وآهت بيشخ كيبد سهرا أرخي
كرخمخ كليهن زوني
آنا خدالخ بوخا ومايا
لشمأت قالا دكاثي منخرايا
كرحقت ودني منّخ غيبتا
وقطي إكذاذي دشمشا
وبّيشا بريثا شؤوثتا
لكناشينخ وآهت زورتا
خشلي خاصي طبيا بكوينخ
كلامع مخ خبوشا خليا...

454
أدب / خجل
« في: 19:46 17/11/2015  »

خجل


   
كريم إينا

خجلٌ ينامُ على فضاء خيالها
أتقيأ الآلام من أفعالها
مرسومة خطواتها لغد مرير
حزني على هفواتها قد يستعر
أصبحتُ أُفهمها رزايا الإغتراب
لو تعرفي ماذا يخبأ لي الغراب؟
أمشي على خيط المياه مرفرفاً
أغفو على شرفاتك المستعصية
لأزيل كلّ مخاوفي من غدرك...

455
أدب / المعذرهْ
« في: 02:27 13/11/2015  »
المعذرهْ
          كريم إينا

ما زال عطرك لي يفوحُ                   
وقد شممتُ الأعطرهْ
وغفرت لي لثم الخدود                     
فقد حسبتك آلههْ
فبعثت بنبضة قلبك                         
ها قد ملكتُ المقدرهْ
وكشفتُ لغزاً منك                         
يوصلني غداً للمعرفهْ
فوددتُ حباً قد ينيرُ                         
على الفضاء وأنجمهْ
ولقيتُ في صفحاتك                       
سحر الكلام بأسطرهْ
وإساءتي لك زلّة                           
ثغر فأرجو المعذرهْ

456
 مفاهيم وطرق تعليمية للصحفي الناجح
" إيجاز لا يضرّ بالخبر وتفاصيل دون شعور القارىء بالملل "
عرض: كريم إينا

صدر للكاتب والصحفي الكوردي زيد محمود علي كتاب من القطع المتوسط بعنوان: " مفاهيم وطرق تعليمية للصحفي الناجح عام 2004 يقع الكتاب في (84) صفحة طبع في مطبعة المكتب الجامع الحديث في مصر/ الإسكندرية تضمنت إفتتاحية الكتاب إهداء إلى الشعب المصري المناضل والمكافح في حياته، وتخللت على مقدمة بقلمه عن دور المؤسّسات الإعلامية عامة والصحفية خاصة حيث لمّح أهم شيء ركّز عليه هو تناول المسألة الفنية في مجال الصحافة والصحفي الذي يرومُ الحصول على النجاح والعمل في الصحافة المعاصرة هو أن يطلع على جميع فنونها دون الإقتصار على إسلوب واحد في التعليم.وقد تطرق في كتابه أيضاً عن الإمبراطوريات الخالدة ومن هو الصحفي والثقافة العامة وكيفية ممارسة الصحفي الكتابة وما هي الإستعدادات المطلوبة لممارسي مهنة الصحافة من الناحية الميدانية والمؤهلات الشخصية الأساسية للصحفي إضافة إلى تعريف الخبر وكيفية كتابة المانشيت والعنوان. حيث وصف الصحافة بالكلمة الحرة التي حكمت ضمير الأمم وهي مهنة ورسالة وليست تجارة على حد قوله إذن من واجبات الصحافة تكمن في نقل الأخبار دون تحيّز شخصي. ومن الشروط الأساسية التي يجب أن يتحلّى بها الصحفي هي الثقافة العامة الحقيقية التي فيها شيء من الأبيض والأسود. فالصحافة إذاً هي أنفاس تكتب على الورقة ربّما تكون زهرة تتحول إلى خنجر. والكتابة هي ترجمة حقيقية للأفكار التي تتوالد في الذهن المتفاعل مع حواس الحياة. حقيقة هذا الكتاب بصفحاته النيرة لهو درّة غائرة في قاع المحيط وسعيد ذاك القناص الذي يلتقطها من القاع. وأكّد بقوله لأي إعلامي واعد مهما كان تخصّصه يجب أن تكون له القدرة العامة لإكتشاف الحقائق الأساسية وعزلها عن الحقائق الهامشية ويبين أيضاً في هذا الكتاب قدرة الصحفي على حسن الإصغاء وفي كلّ الأحوال يكون مصغياً لا متحدثاً. وكما نعلم الصحافة هي السلطة الرابعة في كل مجتمع ولها تأثير كبير على الرأي العام وبمفارقة حدسه وتأييده بأنّ قلّة هم الذين يجيدون فن الكتابة وذلك بسبب عدم تكليف الكتّاب بأنفسهم بالكتابة من أجل عملهم. لذا يعتبر الخبر العلاقة المتغيرة بين الإنسان وبيئته وبهذا الكتاب المنجز الجميل تطرّق الكاتب والصحفي زيد محمود إلى كيفية تعريف الخبر والمانشيت وأخلاقية ممارسة المهنة عن طريق العنوان القوي الذي يثير ويجذب القارىء بالإضافة إلى المقال الإفتتاحي أو التحليلي والنقدي وكيفية تحريره وكل ممارس لمهنة الصحافة يجب أن يتحلّى بالأخلاقية إضافة لما ذكر من قواعد مهمة لطريقة كتابة الخبر بعد الإطلاع لتجارب الآخرين. والشيء الظريف الذي بيّنه الكاتب زيد هو لا يحق للصحفي أن يستخدم سلاح الصحافة في التشهير والقذف والإساءة والعدوان ضد الأشخاص والجماعات فقد نبه الكاتب إلى مسألة لماذا نكتب؟. ربّما لسبب هو كوسيلة عيش أو الإحساس بالراحة والطمأنينة حين تتحول الفوضى إلى شيء منظم مسجل على الورق أو الكتابة لمعرفة ما نجهله. ومن هذا المنطلق تنطبق المقولة القائلة: " صف ما شاهدت" كون العملية بالغة الأهمية لأنّ التوصيف هو التشخيص الدقيق للموضوع حيث يعطي للقارىء فكرة واضحة وجلية تجمع بين الوصف والتحليل. كما تطرّق بأمثلة عن الصحف الأجنبية الصادرة مثل ( واشنطن بوست) و( نيويورك تايمز) وشخصيات مارست العمل الصحفي سواء من العرب أو الأجانب منهم: المصري مصطفى أمين وأمين الرفاعي ووسام باكلي وليو تولستوي وأبسن وبلزاك ونيكولاي يفنو كيموف ووستلي والصحفية الأمريكية المشهورة دوروثي تومبسون والألماني غونتر فالراف والصحفي دومان ونورديسكي الدانماركي وعلاقة الصحافة بآنست همنغواي. يتمتّع الصحفي زيد بقدرات ورؤية نافذة في المجال الصحفي. أمّا في مجال الإذاعة والتلفزيون والإنترنيت التي تخضع إلى جملة من المعايير تقدم بطريقة راقية تثير الدهشة والتأثير على المشاهد والمستمع وحبذا هذا الكتاب أن يعرض على شاشات الفضائيات العراقية والكوردية المقروءة والمسموعة بالصورة والصوت لم أسجّل على هذا الجهد مثلباً واحداً سوى تكرار للصفحة ص69،ص70 ربّما السبب يرجع لكادر المطبعة الذي غلّف الكتاب وقد إعتمد مؤلف هذا الكتاب على (19) مصدراً إنّي أشدّ على يديه بهذا المنجز الثقافي والإعلامي الذي سيخدم الصحفيين الشباب وحتى القراء أتمنّى له الموفقية والنجاح في عمله خدمة للصحافة في كل أرجاء العالم.   

457
أصوات تدعو للإنفتاح وقبول الآخر إحتفاءً بالسلام العالمي...
 أبلحد حنا فلوج

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً مكرّساً لتعزيز مُثل وقيم السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها. إجعلوا شعاركم دائماً وأبداً هو منع نشوب النزاعات وحلّها بالوسائط السلمية والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم. فالشباب والشابات في العالم يريدون البلوغ إلى مزاولة الكرامة وحقوق الإنسان. فليكن المستقبل مستقبلاً مليئاً بالسلام. إنّ اليوم العالمي للسلام يمنح لجميع شعوب العالم مناسبة مشتركة لكي ينظموا أعمالاً تمجد أهمية السلام. في عام 1981، تم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 67/ 36 تعيين الإحتفال باليوم العالمي للسلام، ليكون متزامناً مع موعد الجلسة الإفتتاحية لدورة الجمعية العامة التي تعقد كل سنة في ثالث يوم الثلاثاء من شهر أيلول/ سبتمبر وقد أحتفل بأول يوم للسلام في أيلول 1982. وفي عام 2001 صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 8282/ 55 الذي يعيّن تاريخ 22/ أيلول سبتمبر يوماً للإمتناع عن العنف ووقف إطلاق النار. تتوق جميع شعوب العالم إلى السلام. نتعهّد بأن نعلّم أطفالنا قيم التسامح والإحترام المتبادل. ويأتي الموعد هذه السنة في وقت ما زالت فيه مناطق عديدة وشعوب كثيرة حول العالم تعاني ويلات الحروب والصراعات الأهلية وما تتركه من مضاعفات على البشر والحجر. والشرق الأوسط من بين مناطق العالم التي تستعر فيها الصراعات وإذا كان صوت المدافع يطغي على صوت العقل في أغلب الأحيان.إلاّ أنّ ثمّ ولحسن الحظ أصوات تدعو إلى التسامح والتقارب ووقف العنف بكل أشكاله. ويتخذ اليوم العالمي للسلام شعاراً معيناً في كل عام منذ عام 2007 بحيث أنّه في كل سنة يتخذ شعاراً مختلفاً عن السنة الأخرى بحيث يكون مفهوم الشعار مرتبطاً بالسلام وأهدافه، ومن الشعارات التي جاءت في اليوم العالمي للسلام. إنّ السلام هو أسمى دعوى للأمم المتحدة
السلام والديمقراطية
السلام والتعليم
سلام مستدام لمستقبل مستدام وغيرها. نحنُ الآن مهجرون قسراً من قرانا ومدننا إلى كوردستان منذ مدة تجاوزت العام، لقد توفر لنا المأوى الآمن فيه، ما أحلاك أيّها السلام على قلب الإنسان، فإنك تملأ قلبه الفرح،وما أمرّك أيتها الحرب على قلب الإنسان فإنّك تملئيه بالحزن والألم. بنيت كوردستان خلال ثلاثين عاماً كما فعل الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، خلال عشر سنوات في الثمانينات من عملي الوظيفي في كوردستان الحبيب إختبرتُ حياة الحرب والدمار، واليوم أختبر حياة السلام والأمان في أربيل خاصة وفي كوردستان عامة. كوردستان في الثمانينات كانت محافظاته الثلاث بلدات صغيرة وصغيرة جدا أصبحت اليوم تضاهي مدن أوربا في الإعمار والبناء،ومسؤولوه عملوا على نشر الديمقراطية والإنفتاح وقبول الآخر والتعامل مع كل شعوب وأقطار العالم فبارك الله بالمخلصين الوطنيين من أهله، ونأمل أن تستمر الجهود بهذا الإتجاه من قبل البرلمان وحكومة الإقليم والأحزاب العاملة فيه. أوقف يا رب الإنقسامات والنزاعات والحروب في عراقنا وفي بلدان شرقنا الأوسط. إملأنا يا رب محبة بعضنا للبعض مع الإيمان والفرح والرجاء في الحياة. نحنُ اليوم بحاجة إلى رجل الساعة بطل من أبطال التاريخ لكي يوقف النزيف في العراق، بلاد الخير، بلاد الرافدين، بلاد الأنبياء، بلاد الحضارات،بلاد الكنائس والجوامع، بلاد آبائنا وأجدادنا. منذ قديم الزمان سعت جميع الحضارات إلى تحقيق السلام كما دعت جميع الديانات السماوية إلى السلام أيضاً الدين الإسلامي الحنيف (وقبله الدين المسيحي دين محبة الأعداء بستة قرون تقريباً) اللذان دعا البشرية إلى تجنب العنف والتطرف، لقد أعطى المسيح الطوبى في موعظة الجبل لفاعلي السلام. فقال للبشر لكلّ البشر منذ ألفي عام " طوبى لفاعلي السلام، فإنّهم أبناء الله يدعون". الطوبى تعني الخير والهناء والفرح والنعيم في هذه الحياة وفي حياة السماء. وأخيراً أتوّج مقالي هذا بترنيمة الملائكة في يوم ميلاد رسول السلام والمحبة ملك الملوك يسوع المسيح (المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وللناس المسرّة الصالحة".   

458
نتاجات بالسريانية / بغديدا
« في: 19:22 24/10/2015  »
بغديدا
         كريم إينا

بغديدي إمّيثن لخايخ
ويرقا دبستنانخ وإيلاناتخ
كرخشن دئرن لأبرخ بمياثا
ودقوريلي بطلنيثا ديرواثخ
مئيند دمايخ شتيلي بغري
وبدزقري كفاني مشالواثخ
مكباني دمار قرياقوس بدخبري شمّي
وشخنوثا دلبّي بيشا غدالخ
بدمايع تلكا دمخوكا من خميموثخ
وبدبشري شمئي بصينيت دإيتاثخ
وأبرخ كمشة خذرا بدني
ناشي كميثي وناشي كرخشي
لصورتخ مشوحتا خترتا كثولي
وخدروانح شمشا دمخشكا خزيلي
بشلي كرشن خولا ددايق ناقوس
وخولا مرشاشي كارق وكنابص
خشليْ سوسي كنافر وكرافسْ
إبصيخا كجّم قاشا كناصح
دكل خطايا دلكصالح
إيناثخ راسن دوشا مشخنوثا
وإيناثي رعشة قريروثا
إيما منّن بدبارخ بْصاروخ
وإيما منّن بديائل بشلطنوثا

459
ربّ صورة تعكس ظلّ شكلي المتأرجح
                                               كريم إينا

ما زلتُ شريراً
ما كنتُ لأشرد من عالمي المرير
بل أستعيدُ شمعة نهاياتي
في لحظة من الزمن
وحدي أعانقُ الشوك في الظلام
تعلو فوقي فراشة بلا أجنحة
تخدشُ بأظافرها شعري الأبيض
نادتني الأحلام من ضوع السراج
وهي تنبؤني بليل المجاعات
تلمعُ نجمة المساء في مرايا نفسي
كيف أُرجع ضوء الشمس الذي يغيب
هل شربته الأرض جرعة واحدة؟
ربّما ذرات التراب عكست صورتي بها فكان الضياع
أيّ زقاق أدلفُ ودراويش روحي
تنهرني عن موكب الزقاق
يجيء صاحبُ الموكب راكباً جماد الأشياء الصدئة
فتقدحُ عينيه بحجر اللازورد
فيرقصُ كسكران على أسمال الموت
أطأ سمائي البعيدة ببطاقة يانصيب
لا شيء يغريني سوى المعجزات
لا أدري أيّ رغبة
تقطعُ الحلم هالتين متناثرتين
وسط إنفجار خرائب خورسباد
رؤىً تترنّحُ بخصلاتها الذهبية
نحو صحراء الظل الهارب
ها هو المخلوق الأسود
يدخلُ عاصفته الزائفة
يوميءُ بطوفان مجهول
وجوهٌ تفلتُ من زوايا الخضار
تسرقُ حصتي التموينية بوابل من رصاص
أرفسُ الظلام بوجه النهار
كي يزحف ظلي المخشوشب عني
في وجهي ريحٌ تبرقُ من السراديب
تمتد في ساحات مقفرة
تفرشُ الجماد في عزّ الظهيرة
كهالة بيضاء تقبلُ الفجر
في تهويمة النسر المتعب
الذي ما زال يترجرجُ ظلّه على الجدران
آخر جليس يزردُ دوائراً
من فم القمر المدهش
كنتُ أبحثُ عن خارطة الرجل المقنع
الذي يطبخُ جمراته في هوّة الذاكرة
أشربُ نخباً من قامة التمرّد
وهو يوصفني بنون القاسية
التي خطها ماردٌ جبان
وهو يتقيأ بعفونته في مدن السلام
سكرانة إشراقات نهاري المتيبس
أحاولُ إيقاف نزيف طماطم الأنفال
أطرقُ بمساميري المجوفة أمواساً
تلمعُ في سراديب صدئة
صعرني الليلُ بتسكعاته النازفة
جوع جسدي يبحثُ عن مأوى في عنكاوا مول المظلم
بطونٌ خاوية تمسكُ مفتاح جيبي الفارغ
أقداح الماء تصعدُ إلى المغسلة
لتزيل بقايا آثار القهوة
أفتحُ ثقوب المطر برسالة مشفّرة
لتزيل غيمة أوهامي المفاجئة
بنور من الشعور المغمغم للحياة
أعمدة الشمع تتساقطُ من عيني طفلة
تحاصرُ ظلّي الطيني المسكون
أعبرُ مدن الريح برنّة ناقوس
كي أصل قلعة أوروك لأرى وجهي المزهر
وسط إيقاعات مزدوجة
تنزلقُ الآهات كصرخات الخيول
هذا عالمي المزهو وسط محطات الإنتظار
تلك الساعات النافقة تقطرّت في مائدة الغربة
الوقتُ يمتصّ عزلة سراديبي
أتكأ على عصا موسى لتنير النجوم أمامي
أحيا مع الريح لأصنع لي مظلة في الصحراء
 أدورُ نحو متاهة المعنى
أبحثُ عن روحي ما بين الأحياء والموتى
لتنكشف التجاعيد في مستنقع الطوفان
حينها تدّق الطبول في صمت روحي
نحو ملامح مذاهبي الفاضلة
تقدّست أرواح تعويذتي النازلة
من سياج جثثي الهاربة؟
إرتمى لونها نحو الضياء الأخير
لا أسمعُ أنين نصب حريتي
لأنّ جواد سليم سبقني
في تجسيد ملامح الأرواح الكادحة
على ضوء الفوانيس الخافتة
أصغي إلى أحاجي وباحات البيوت
لأدخل في غفلة زوايا المكان
في تلك اللحظة
حين يتقمّصني الوضوح أعرفُ
سرّ فتح أبواب النور
ما زلتُ وشاحاً الآتي من رفرفة الرياح
أيّ إيقاع يدخلُ في خيالاتي النازفة
أبدو مشدوهاً مع لمعة تقطّبُ أحزاني
وهكذا تتجمّدُ حلقات قاربي الضائع
تحت نجوم القهوة قديسٌ يمرقُ عبر الكون
أتوجسُ عيني الأزلية تتلعثمُ بصفحة بيضاء
أطفو على السكينة في وسط البرابرة
أطردُ الصدى بخيط منسي
يرفرفُ على أريكة ملؤها البياض
أفرشُ على نار جشعي مروحية الإبادة
التي باتت تجولُ بين الخرائب
أينما كنتُ في وسط الكأس أو على ضباب الطفولة
ستدورُ الأرواحُ من أطياف العابرين
معلّق في رأسي ناقوس الغيوم
ليقلّم أظافر تفاصيلي
آنئذ أتذكّرُ بوصلتي الفاتنة من بلاط العرافة
هي بحريقها تلتهمُ فراشات الليل
ذات يوم تنطلقُ الحمامات من كوخي القديم
من يدري أين وقع حذائي؟
كيف إختفى بلمح البصر؟
ألفاظ نور تتشرّبُ في لغتي
كي ترجع لي شكلي المتهالك
مذ هبطت شظايا الزجاج تصحّر بيتي المتشجّر
تقودني شمعة الحكمة نحو بوابة المستقبل
أجري في الظلام بعيداً من قيد السلاسل
أفرشُ رغبة مواعيدي الهاربة من بخار أنواري
أجمعُ أسرار الزمن بين يدي
كي يتنفّسُ غدي الحالم
عبرتُ في هذا العالم مثل حلمة ضائعة
وينهضُ من مكانها تابوت موميائي
عمق الليل يبحثُ في نفق النفايات
في كلّ أمسية تغادرُ الأشياء متعتها
في لبّ الهواء
أدخلُ ظلّي كاللبلاب
أصوات متناهية تلفّ دماغي وراء كوابيسي
ها هي الكلمات تستيقظُ  من مائدة صباحي
وفي كلّ مرة تنفلتُ أوتادي المتخيّمة
أتركُ حركة لعبتي في دياجين الظهيرة
لن أتمكن من رفع منطاد الأقاصي
إنّه الفجر يتقهقرُ في شوارع المدينة
يظلّ يترجّلُ ثمّ يتلاشى...



460
هل الإنسانية فقدت أم ما زالت تحت وطأة الأزمة السياسية؟
كريم إينا
إنّ وحدة الشعب الكلداني السرياني الآشوري يؤكّد نجاحها، عندما يكون هناك موقف وحدوي بين الكيانات السياسية العاملة ضمن ساحة مناطقه. ورغم العقبات التي تواجه مسيرة شعبنا، نرى ضرورة الجلسات التحضيرية وإعطاء الملاحظات المهمة التي تمنع العصف بحقوقه ضمن لائحة الدستور، لأنّ الإلتزام بقانون الدولة ما هو إلاّ ركيزة أساسية لحل المشكلات المطروحة، وفي هكذا ظرف نحتاج إلى تكاتف الجهود وجعل الإنسانية نصب أعيننا بالدرجة الأولى كي نستطيع تفتيت الأزمة السياسية. نحنُ شعبٌ أصيل نحبُ الحياة والإنسانية. ومن حقّنا تقرير مصيرنا، لأنّ عراقتنا تكتمل في جميع صفات المقومات الأساسية من حضارة وتاريخ وديانة وأرض ولغة. وشبابنا اليوم مبدع كونهُ ولد من رحم المعاناة ويمتلك صفة إنسانية متفرّدة للعمل والتطوير في مختلف المجالات الثقافية،العلمية،الإجتماعية،الإقتصادية ولكن مع الأسف لحدّ الآن هم ضائعين لعدم تفاؤلهم بالمستقبل الزاهر. ومن هذا المنطلق، نحتاج إلى ربيع إنساني لمناطق شعبنا بسبب ما يحصل اليوم، فالإستيراد مفتوح على مصراعيه رغم أنّه كان لنا مصانع ومعامل ضخمة تعمل إضافة إلى صناعات خفيفة بأعلى الجودة وبأيدي عراقية مبدعة بحكم ضميرها الإنساني، ولكن ماذا جرى لنا؟.

 لماذا تعطّلت المصانع والمعامل والآن ترانا نفتح الإستيراد بدل التصدير وتتركنا العقول المدبّرة يا عراق؟ قسم منها يذهب بالقتل بيد إرهابية والقسم الآخر يهاجر إلى الخارج للعمل، وشبابنا لا زالوا عاطلين بعد تخرّجهم لا تعيين لهم، بل كل ما هنالك هو إحداث بؤرة كبيرة في المجتمع العراقي والخروج عن الدورة الإقتصادية. شباب العالم هم ليسوا أولى بنا وبثرواتنا لنرى عقود مشاريع اليوم  تتمادى ما بين دول الجوار وبلا فائدة، لماذا نبقى عالة على مجتمعنا ولا نهتم بالصناعة؟ فهناك دول كثيرة تنفق الملايين من أجل التقدّم العلمي ورفاهية شعوبها، لنبتعد عن جدران التخلف كي تكون إنسانيتنا جديرة بنا للذكر، ولنتطلّع إلى الأمم كيف كوّنت إقتصادها وزخرت مكتباتها العلمية والفكرية بالكتب والمعلوماتية عن طريق الإنترنيت كونها حلحلت أزماتها السياسية وبدأت تهتم بفئة الشباب والكهول والمسنين والأطفال والرجل والمرأة، وعكفت بتأسيس جمعيات خيرية أهلية" غير حكومية" تساعد في إبراز الطاقات المبدعة وتنتشل من الحضيض فشل الكثير وتقرض المحتاجين بينما نرى في بلدنا عدم وجود ذلك، وإذا ما وجد فهو على أسنّة الحراب وها نحنُ المكوّن الصغير (الأقليات في العراق) لا يلتمس من الحكومة الرسمية ولو ذرّة إنسانية لحمايته، ولا يتلقّى دعم من المنظمات الإنسانية ووزارة حقوق الإنسان التي تعني بحقوق الإنسان وإحترام كرامته ومحاسبة من يحاول إنتهاك حقوقه والتجاوز على تطبيق القوانين والأنظمة. ومثلما المواطن يدفع الضرائب التي يفرضها القانون، كذلك من واجب الدولة توفير الحماية والأمن لشعبها، وإشباع حاجات المواطنين مع مراعاة مستويات مدخولات فئات الشعب.

ولكي تستطيع الدولة القيام بمهامها، عليها إعتماد مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، وإعتماد الشخص المناسب في المكان المناسب لكي يستطيع كل مواطن أن يضع قدراته الطبيعية في ميدان العمل الذي يتوافرُ فيه النجاح وبما يحقّقُ تماسك المجتمع من ناحية وتحقيق مبدأ التسامح والعدالة بين أفراده من ناحية أخرى. والأهم أن تستقرّ روح الإنسانية بأمان وأن يكون أبناء الشعب متساوين في الحقوق والواجبات أمام القانون.

إنّ القوميات المتآخية في العراق، رغم كل ما تعرضت لهُ من ظلم وتعسّف، ظلّت متماسكة بحبّ وطنها العراق ووحدتها وتآلفها. وها نحنُ ننتظر الديمقراطية بترقّب إلى أين ستوصلنا، هل ستبينُ لنا بصيص شكل الحكم في الدولة وتنظمُ عمل السلطات الثلاث أم لا؟ إذ لا زال بعض الساسة يعزمون تهميش وحدة شعبنا( الكلداني السرياني الآشوري)، هذا الشعب الأصيل الذي وضع أمام المفرقعات وترك على حافة الطريق دون السماح لهُ بالمشاركة في العمل المؤسّساتي والعلمي والمهني وغيرها من الأمور، ولا ننسى بأنّ شعبنا الأصيل ساهم في بناء حضارة العراق في كلّ الأزمنة بدون الإشارة إلى تسميتها، ولا زلنا نستغربُ من هذا الصمت الإنساني القاتل الذي ليس لهُ حدود أو الأصح القول: ليس لهُ حول ولا قوّه. ولكي نضمنُ وجوده وإبداعه، يجب أن تأخذ الديمقراطية مجراها وحقّها في تسيير الأمور، وهذه التجربة لا زالت صعبة على المسؤولين ولم يمضغوها بصورة جيدة، وما زلنا ننتظر فارس الأحلام كي ينقذ هذه الأمة من الضياع.

461
نتاجات بالسريانية / مردوثا
« في: 08:36 28/09/2015  »
مردوثا
                                   كريم إينا   

نازح وكيّن عيشا بلكد غابهْ
إمّي كميلذالي مدركوشتهْ لْوراقهْ
برخيّن.. دبشتيّن.. ماحوريّن
لكدمخن وئْخالي توثا دشتاثا
ما كْطلبت يا روخا وآهت كمعذبتْ
هر كيّت كخكت وآهت بعراقهْ
بشلي تنيثا كثوتا الوراقهْ
وبهرا كبارس بينث طلّنيثخ ببراقهْ
نازحيّن وعمري ألبا شنّي
نقيرنا بينث إلئاثي مشوحياثا
تنيثي مخ مشخيلا كلمعهْ
معناتح مردوثا لكذا دماخا

462
نتاجات بالسريانية / عولمه
« في: 10:36 27/09/2015  »
عولمه
         كريم إينا

إلوشلخ حجّاثا دكلثا
وصبري كليهن مبربرهن بدرتا
لبيشت كمدلّت حيلي
وْكمدَريت قرشا بأرئا
دريلخ ملخا بْشيكر
وآذي ليلا خوش طلعه
كمطعنتلي بسكينا خربتا
كعايز دميلن عنتر وعبله
شوقلخ إلاناتي دنوئي متناني
خشلخ فيروس دعولمه
كمسلميتوا تروثنيخن لخذاذي
وْلكميتن دناشي مرحبهْ
 
 

463
أدب / عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
« في: 11:37 25/09/2015  »
عيونٌ تعتمرُ أغلفة محنّطة
                              كريم إينا

عيون باشقة تنفضُ رملها
من حكمة الزمن
تقبعُ أفواه الجراثيم على جيفة متفسّخة
تخنقُ أعماق رؤياي
***
البياضُ يرحّبُ بجنازة صليبي
يخضوضرُ ثمّ يموت بإشعاع علّيقة
أنشدُ صخرة ضحكي
نحو مرفأ لسفينة عريي
***
أسطعُ حين أخيّط
نواقيس الكنائس برنّة غامضة..
أذرعٌ تتسربل منها أدعية النجوم
على نغمة باكية
أعربدُ ضلوع كوّتي
نحو خراطيم العقارب المحشرجة
***
رائحة البارود
تحصدُ معدتي المتسرطنة
فتظهرُ ندبٌ في أفلاك أعماقي
أتبعُ شخير الأنفاس
نحو عبيد الحرية
الذين جندلهم جفاف الغبطة
ذاك اليوم وكأنّه البارحة
***
إقفرّت عفونة الأموات
في وريد الصباح
كتفعيلة سير الجمال
أشدّ جفاف أشعتي
بسنّارات صيادي الموصل
اللون الأزرق يترجمُ حركاتي
يدفنُ عرق الجبين
في فوهة الظل
***
ورق الجمّيزة
يتأخرُ عن درب القافلة
أترمّقُ آهاتي
في أحداق الناردين
حبّة البطم تحلقُ رأسها الأخضر
عند صاحب الزمان الأصم
***
رنينُ الجرس يبني عشّهُ
من حروف الأبجد
خيالات تصنعها أجنحة النوارس
من أثداء معلّبة
تتأرجحُ فوق أسوار الخليج
وهي تعطّرُ نسمات أمسية
مشعّة بالنهارات
***
أوقاتٌ مزمجرة تشتهي الجسد
نحو أعمدة منفية
وهي تطيرُ نحو حنجرة الزوابع
أعودُ مرّة لقفائر الرياح
وهي معبّأة بأكياس
من كلمات طيبة
حبقٌ شتوي يرمدُ عيون الأقحوان
قرباناً لفراشة الكلمات
***
قفصُ الذاكرة يراودُ صمتي
كسارية الخجل
متسلّقاً جبهة الينابيع
مكوّناً شرايين ملتوية
لهذا العالم المجنون
يخشخشُ دعاء مخيّلتي
نحو أمراس المحبة
أمتصّ بهارات مواكب عقلي المقفر
وأحشوها بأوراق مزهريتي العانسة
سفرُ الزمان يغذي
قريحتي من شعائر اللغة 
أرتّقُ زوايا نسياني المتعثرة
بأزرار ممنوعة من الصرف
***
أعرّجُ على شاطىء الإنصهارات
إطلالة القفاز المغمور
وأحاورُ فارزة العصر المنسي
أصلّي بين الشبابيك المعذّبة
كي أصل قلباً مجوّفاً
يرحلُ صوب نهارات الذاكرة
إكتوتهُ صاعقة بابلية
تعتمرُ شذى قناديل البحر
ومن راحتي الدنيا تسمو
نسمات الصباح
أرغفةٌ محنطة، في دهاليز النسيان.
تفرشُ سقف النفس كأرجوحة طبشورية
تضعُ راكبيها في ميازيب الظهيرة
***
يجوبُ الليل قشعريرة جوع الصحراء
على سندان محدودب
يرقطُ أنفاس الشفق
خيول فوارسها نصوص وحشية
تتجوّلُ في بلاط الملوك
محمّلة بالبابونج والحندقوق
من أمّ الربيعين
***
من ورقة الروح
تنضبُ أشيائي الصغيرة
الليلُ يلبسُ لؤلؤة النبوءة
كي يستوعبُ حلمي الفارغ
تكوّر أطرافي الأخيرة
داخل خيوط الأزمنة
نعودُ من أصابع الموانىء
معبأين بالأمل كقنوات التلفاز
العالم عائلة تتأرجحُ كأرجوحة " محمد خضير"
وهو يتوارى عن الأنظار
***
يرتعشُ الضوءُ على حرير ساقية
عندما تشتهي بوتقة الزمن
أنظرُ إلى مذابحي المسكينة
ماذا فعلت الخشونة بأحاسيسها العذراء؟
تبقى عارية كالكناري
" لكاثرين مانسفيلد"
يندملُ جرحها بعد إرتدائها بدلة النجوم
ستحينُ الساعة لأطلق مزامير قصائدي
وهي تستنشقُ ضوع البيلسان
عبر طبلة النسيان
مغادرة صوب الحقول المزهرة
نحو بغداد بعصرها الذهبي المدوّر
***
أسفارٌ مقدّسة ترشّ الظلمة
بكلمات نيّرة نحو الأفق
أغسلُ الدموع من صدر الغيوم المتضبضبة
وأرشفُ مواكب الفرعون
بعصا موسى الملتوية
هكذا أصنعُ أصابعي العشرة عهداً
للوصايا العشرة
وأغمرُ قناديل السفر
بشذى سلاهب مستنيرة
أصنعُ مرساة لأزمنة محنطة
ربّما تتأرجحُ ميازيب ماء
أو أسمعُ صفيراً ملثّماً
مكفهراً بثلج الظهيرة
***
وحدي أذودُ عن نهايات أطرافي الملتهبة
أبقى كغابة ترمقُ
عيونها ظمأ المارين
ما زلتُ أمخرُ عباب مخيلتي المحدودبة
نحو خطوط البرزخ
أيّتها المساءات تقمّصي
رشاقة البيبون في كبد الأطفال
هناك تبدأ شموع الكنائس
تسقطُ من كواكب السماء
كزبد محلّى
***
   

 



464
تاريخ أوربا في العصور الوسطى

عرض: كريم إينا

صدر كتاب مشترك بعنوان: تاريخ أوربا في العصور الوسطى للدكتور محمد حمزة حسين والدكتورة لبنى رياض عبد المجيد وهو بمثابة أطروحة لهما يقع الكتاب في (478) صفحة من القطع الكبير طبع في دار إبن الأثير للطباعة والنشر/ جامعة الموصل- الطبعة الأولى 2013 تم إهداءهُ إلى إبنتهما (ودق) قدّم الكتاب الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف وهو أستاذ متمرّس في جامعة الموصل يحكي عن شغفه بمادة العصور الوسطى مع أنّها مادة صعبة كتبت مصادرها بلغات أوربية شتّى حيث ركّز الأستاذان على تعريف مصطلح العصور الوسطى الأوربية وظهور المسيحية وإنتشارها في الإمبراطورية الرومانية وأيضاً إحتوى الكتاب على مقدمة من قبل المؤلفين إقتضى ما نقلته التطورات من التاريخ القديم إلى التاريخ الحديث وما إقتضاهُ رجال القانون في فرنسا وما تراهُ الكنيسة في العالم الوسيط والمحاكم الدولية التي تقع بين الدول وبعضها. باشروا بكتابهم في البداية بالفصل الأول: ضمّ معالم العصور الوسطى وتحدثوا عن المجتمع البيزنطي وأملاك الإمبراطورية الرومانية ودور المجتمع الأوربي في المجتمع الثاني ممّا يصعب برأيهما تحديد بداية ونهاية مرحلة التاريخ الطويلة. أمّا المبحث الثاني: شمل على بداية ونهاية العصور الوسطى وأهم الآراء التي تدور حول أعمال بعض الأباطرة من أسباب دينية وعسكرية ونظم إدارية والأفكار التي كانت تتعلّق بمدينة روما وآراء أخرى تتعلّق بمنصب الإمبراطور الغربي ونهاية العصور الوسطى وأيضاً آراء تدور حول الجوانب العسكرية وآراء أخرى حول عصر النهضة وما يشملها من الجانب الديني وأفكار الكشوف الجغرافية ثمّ الكشف عن أربع مراحل للعصور الوسطى بعدها الخوض في الفصل الثاني: الإمبراطورية الرومانية كنظرة في أموالها. وعوامل ضعفها وكيفية سقوطها عام 476م لأسباب منها: سياسية، عسكرية، إقتصادية، إجتماعية والعامل الإداري وغيرها والتكلم عن عهد المجددين كالإمبراطور قسطنطين الأول وما بعدهُ. أمّا الفصل الثالث كان من حصّة الديانة المسيحية وكيفية إنتشارها وموقف الإمبراطورية الرومانية منها سواء عن طريق الإضطهاد أو مرحلة الإنتصار أو الهرطقة أو صحوة الوثنية والعلاقة الجدلية بين الإمبراطورية والمسيحية ودور نشاط البابوية. أمّا الفصل الرابع كان عن موقف الإمبراطورية الرومانية من البرابرة، كالقوط الغربيون والبرجنديون والوندال وقبائل الهون والفرنجة ووضّحا تاريخ الفرنجة إلى قسمين: 1- الدولة الميروفنجية والدولة الكارلونجية وكلوفس وقصة إعتناقه المسيحية وما طرأ من خصائص وحروب ضد أعدائه. أمّا المبحث الثاني ضمّ الإمبراطورية الرومانية الشرقية وكيفية دخول الإصلاحات الداخلية والسياسية المستخدمة لخلفاء جستينيان الأول أمّا الفصل الخامس ظهرت فيه الدولة الكارلونجية في عهد شارلمان عام 768- 814م سياسته وحروبه وعلاقته بالمسلمين في إسبانيا وكيفية إحيائه الإمبراطورية الرومانية سنة 800م ونظام الحكم الذي إتبعه بعد ذلك بروز الحضارة الكارلونجية سواء بالصيغة الدينية والنهضة العلمية والفنون. أمّا الفصل السادس كان من نصيب الإمبراطورية الرومانية المقدسة ودور آرنولف ولويس الطفل وكونراد الأول وهنري الأول الصياد. أمّا المبحث الخامس ظهر أوتو الأول (العظيم). أمّا المبحث السادس ضمّ أوتو الثاني والمبحث السابع أوتو الثالث والمبحث الثامن بدأ بـ (هنري الثاني) والمبحث التاسع كونراد الثاني وظهور الأسرة الفرانكونية والمبحث العاشر هنري الثالث والرابع والخامس لحد المبحث الخامس عشر إلى هنري السادس وأخيراً المبحث السادس عشر ظهر فريدريك الثاني. في الفصل السابع ظهر آل كابية في فرنسا وظهر المبحث الأول هيو كابيه (987- 996م) وآخر الملوك فليب الرابع. ثمّ تعيين الفصل الثامن إيطاليا بين ثلاث قوى (اللمبارديون- البابوية- الدولة البيزنطية). الأوضاع العامة في إيطاليا ودور البابوية والكنيسة الغربية. أمّا الفصل التاسع تضمّن إنكلترا ودور الإقطاع فيها وظهور ريتشارد الأول ويوحنا وإدوارد الأول. وفي الفصل العاشر ضمّ نشأة المؤسسات الإقطاعية لحد الحروب الصليبية التي شنتها أوربا المسيحية على البلاد العربية وما تمخّض من دوافع الحروب الصليبية ودور المقاومة العربية الإسلامية بوجه الحملة الصليبية الثانية والثالثة والرابعة بعدها حملة فردريك الثاني والحملة الصليبية السادسة والسابعة وفي المبحث الثالث تم نهاية دور الصليبيين وتحدث المؤلفان عن الدول الأوربية الكبرى في القرنين الرابع عشر والخامس عشر ودور فرنسا وحرب المائة عام. وفي المراحل الأخيرة  تحدثوا عن الزواج والمرأة ومنازل العصور الوسطى. حقيقة هذا المجلد جهد كبير سعى به المؤلفان لإضافة معلومات قيمة وخدمة كبيرة للبشرية أتمنّى لهما الموفقية والنجاح في عملهما التدريسي.

465
نتاجات بالسريانية / سورايا
« في: 00:28 19/09/2015  »
سورايا
           كريم إينا

بدبثخن خدالخن لبّي
بخيلي ومشيلي دمئي
لتلي ناشا دعاينّي بس ربّي
بينث أرعا وكوخوا
بدبرخن مخ دبشتا بْبوخا
يا أمثي كمنونن دمخن بخباقخ
مشخنّي من قرثا وخطياثي زديهن لبثرا
كد خاين أمثح وكمايث لقّاري إلّح صلوثا
يا دشتت ننوي قي بس آهت إيئلاّ لْكرمخ قرثا
وبارخ وخيراتخ صبيهن بكاسد دهوا
بشهن دمئن ملوخي كنخثي مخ مطرا
بكل دوكا كنبلي وعلما ببخايا ونوحا
قي سورايا من دون دناشي بشلي نزحا
وقي كبّن مخ براني كديوم بقووجي ونطحا
وداعش كدما  دخّازي سورايا كامر (لازم أذبحا)
عمّن كلدنايا سريايا آشورايا ليلي نخبا
أمثن آهيلا شرشا وإن كريا بسورايا بدربحا 
         

466
شوبهرانيثة
               كريم إينا 

ما قدّا خزْيتلا روخخ
يعني ليثن ناشا بختروثخ
إرشوما خْتروثا بزالا
وبيشا ختروثا دروخا
ما خزيتلا روخخ ميديّت خترتا
وليثن مخواثخ تتيء بمذيتا
ما قدّا كمْضيقتلي مريروثا
ودنخرايا كمخلت دوشا
وخايي دعمر رْشوما فيتي
وبدمكتفيلا خايخ بموثا
وتاما بدضيقت طئما دوشا
ودنخرايخ مْشتخ آخا مريروثا

467
عطرا مْسكرا
               كريم إينا

كمسكريلن بكوليهن دشتاثا
وشقلّن مريخد وردي نْهاثا
كْمبهرت من صلمد خشكا
ولريشد دْديدخ كخلن أبشاثا
وكحكيا شمّي دصبري
إكما نْشوقياثا مكومّح إنشقلي
كمرا قَيْ إمّي آنا زورتا
كبن دروين وبيشن ربثا
درقي يالي بثري
ودْشقلي عطرا منّي
ليلي ويوما ويوما وليلي
ريخد عطرا كبالط منّي 


 

468
نتاجات بالسريانية / لا معنتت
« في: 23:15 24/08/2015  »
لا معنتت
                          كريم إينا

لا آهت كنشيتلي
ولا آنا كناشينخ
ما إيبا عيشتّن يا عمري
بدباخينخ وبدبخيتلي
ودمئي إيوشهن من إيني
ودمئخ مطرا كمتريلي
با سفينتا كرخشا بدمّي
ويا نْقرتا بلكد بكويني
آهت عطرا دكمدر روخا
وشئثا دلبّخ كمرخشا لبّي
يا نورا رحوقا كموقذلي
ماني بداثي مْباسملي
عْنتّخ كْمشتيالي كاسه مرتّا
ورحقا من كالوثا
هيّو مخالصليْ   



469
نتاجات بالسريانية / محرا
« في: 17:18 07/08/2015  »
محرا
       كريم إينا 

محرا بكالوثا وريذح كنوئي وكراوي
ومحرا بغديدي كيقذي وريذح وكساوي
نخريتوثا كبلطا مبركاكي دْبوخا
ودشتت ننوي كيئلا بركاكي دْنورا
بكالوثا كبنا وسخارا ليلي عجبوثا
وزدقا دننوي سليبيلي بناموس حقوثا
ناشي بإيجار وناشي بْمجمّع وناشي بخيمت برزلوثا
هلمّا يا ربّي بيشخ باذي حالي
وْدنخراي كموخلخوا برزي وخلوثا
كنطرخ ياما وبرقا ددبيشي مخ إيوا كْزيخي
ودْ بلطا شمشا دناوء زرئا ويرقوثا
شدّأْرخ لْدشتت ننوي شدْ بيشا كيانن بفقروثا

470
نتاجات بالسريانية / بثخلي طرئا
« في: 12:03 07/08/2015  »
بثخلي طرئا
              كريم إينا 

بثخلي طرئا وْلبّي زديئا مبثختا
بلطلا قامي مخ برقا كخكا
دريلا وسْوَسْتا بْلبّي وهوني بشلي لْبثرا
مبهيرخ إجّو يومي ومخشكلك شمشا
شوقلخ كومّي بْشتقا ئصيرا
وآذا مندي ليلي شبيرا
كلّلا دْبهار ما قدّا ديشتلي بقلخ
وما قدّا توراليْ علعالا
بدناوء خرتا نقا دلئيل
بدزامر ديرقوثح وطئما دْحشّا
بغديدي ما قدّا دْمئرقيلخ
ول قلعة أربل وهل ريشد طورا
هر بْدئري وريذي دوردخ إلّخ
وْما قدّا تهويت بسجن خشكانا
هرْ بدبهرا رزنتخ مْقبّي ئقتاْ

471
نتاجات بالسريانية / نفاسخ
« في: 00:25 06/08/2015  »
نفاسخ
         كريم إينا

شخيننا كفّافاتخ
وقريرنا أصّاصاتخ
إن كذت كومّي ما قدّا نفاسخ إكارشليْ
بيشن خبقن بهرا دْإينخ
وإنيّن سميا بداثي يوما مْقشئلي
ما قدّا دبيشي أرخاثخ سيكي
هرْ بديائل بوخخ بوقاقي ومرئشليْ
وبدعيشخ مخ يوني دكمبقبقي
هر بشتائر عطرا دنفاسخ لْنفاسي ومركخليْ

472
شقولّي كولي
                 كريم إينا

شقولّيْ كولي وهلّيْ مْكشمخ خناوا
شْتي دمئي وهلّي نطبّتا دْمايا
آهت عليثا وآنا ختيا
برقا دْإينخ بلهايا
كمشوقتلي غريقا بدمئي
ودمّي كجاري كلاهي مخ كْبايا
شقولّي كولي ودريلي بقورا
دْلا بيشن بريشخْ بلايا

473
ماني كْشبهن

كونا دمخشكا كو نفق إيئلّي
كشابه مخ بغرا دمشيحا دبرخلي
كباخن وبلكد دمئي قرقتا ودردي
مخ لبّا دناشي دلقابل كل مندي
مخ قالا شتيقا من جرحا كصارخ
وموثي كشابه خلما
إمّد دكعاكس صورتي بإينح
كشابه قالا دْياما
وخرخرتا دمايا ولشولاما
وكشابه إمّا
إمّد دكْخبقا أبرحْ 
 

 

474
نتاجات بالسريانية / لختروثخ
« في: 21:03 29/07/2015  »
لختروثخ
            كريم إينا


آنا دخاتر دإينخ
بشلي بختروثا كفهمن
وإمّد دخزيلي كونا دتهن
بقميثا كمحكنوا ودها بشلي 
خرسا بحكي كمتئتئن
لكيذن ما بريلي بكاوي
دمت سحر آهي كمسحرالي
وهوني من ريشي برخلي
ولشاني قلّوطح ئلقلي
إختروثخ ليثن منّح
وألاهة كمهيولّخ دوشا كولي
ثيلي لبابخ كبن طلبنّخ
وما قدّا دهاوي يقرا دْكشمخ
من دهوا بيونّي 

475
بشليلي كبّابي بصلمد زونا
                                    كريم إينا
             
بليلي إمّد دقاري ديكا
كبالط منّح يوما
كمايث وآهو خالم بيثواثا
كذاذا دبريسم كيائل بكل بيثا
كموئل حوبّا ددقاري ديكا
مطينا هويلن كليهن شنّي
من آون آدم شلخايا
***
بلطلي ستوا وثيلي ريخد قيطا
دوش يا دياشا
ما قدّا دإتلوخ من حيلا
وقطوء كولي نفاسخ
ددْسمخت بصلمد قطالا
حزيقيّت ليّت إثيا من خاصد سوسي
كاثت هديا وقالح دميا
كعزلا مدكلانا من حقوثا
آني صلمامي مطشيي بستناني
كنطري بثختا دقورا
ددبالط دمّا من شريروثا
***

كيّت يا عمكا
وقالخ ديوا مليا من حشّا وبصخوثا
وكيّتوا كوخوا بشميّا
بلطتخ ثيلا كملبشا دني جلّي دخيروثا
آهيلا بوخا وإيوا
دني آهيلا موثا وساما
ولخّاء لكمسم بالا صرختا ديتوما
قلخ يا سعدي مقورخ
دني كنطرا حكيّاثخ
لبشلي عمكا خرتا دخبقخ
ولبشلي بْصختا دمليا عمّن
قالا وشتقا كرخشي بخامندي
مخ خبوشي دكنبلي مئلاين
مخ روخي دنيوتن وآهي كمدندلا من روزنتا
خشكا كرشا تخملتا من ريشح
يا سهرا خور دخ هدهن قورواثن
وشقلهن ما دئيثن بصدرن
دمرهن بيثواثن
وزدقن بشلي دكلا
وسوتي خزيلا بشميا صاروخ
لمصيلا دمطشيا بثر إيلانا
قطلهن كلبا دبيثن كوما
بشليلي كبّابي ددْبارخ مخ برخي
بينث قرنياثا وطرواثا
بلطلي طوفانا مغرقلي ألبا جونقي
مخ تنانا كلاهي وكبرخي من موخد جان
مخ دمئثة شخنتا دكجريا بأرا يوشتا
***
ما قدّا دمرن وآهت دمرت
لكفايد حكي بينث خلمامي
خيلن ضعلي بينث كرها وبراشا
وأمثا كبخيا غرقتا بياما عموقا
كمذكرن يومي دمبلّي بيثن مخ خرسا
ويالي زوري عرقهن مكونا من كبنا
قالي دروخا شميئا
وقالخ كمساكر مزونا
***




476
حوبّا بلشانا دكوخوي
                               كريم إينا

قَمْ ما دخازن حشّا بصصياثخ
كْجمكي إيني
وإيني  بليلي كوما كبيشي مبلبزي
إنقشتا دإينخ مْطشيلا بكاوي
كشوقالي بسْفنتا بياما مسكرا
بارقلي من حوبّا دكوخوي
وبثوخ كثاوا دخايي
وشتور لشمّي مَخْ كوخوي
هاذخ شباكه دنوني بثخلا
وعرقلا منح كل شيذانتا
تْوُورْ قتاثا دْطرئي وباتش بيثي
وخور دخ وردي كبثخي وكموردي
جعلّن أخنواثا
وبوخن بشلي شئيثا برخد نيسان
وبلشاني تنيثا كميثا
ومن إيني كيائل بهرا لقورا
وبلشاني محكيثا كميثا
وطربي دإيلانا بشهن شؤوثي
مخ نطبتّا بنهرا
وقيطي تريلي من مطرا 
كرقه بثري وراقهْ
وكشقليلي حشّي دزونا
ددمخن بمشحياثي  حيلي لْريشد كوخوي
نخرايون من شتقي
كمسكرن بكالوثا دكوني
وكمسكرن تخيثد مطرا
وبلكد دْمطرا طعلياثي
آنا أبرا دْإيلاين
دكشاتي وريذي مدمئد طلّا
كمايث لبّي بينث وردي وكتوي
وكنوئا بصخوثا بلبّد محري
آنا وآهت بيشخ كيبد سهرا أرخي
كرخمخ كليهن زوني
آنا خدالخ بوخا ومايا
لشمأت قالا دكاثي منخرايا
كرحقت ودني منّخ غيبتا
وقطي إكذاذي دشمشا
وبّيشا بريثا شؤوثتا
لكناشينخ وآهت زورتا
خشلي خاصي طبيا بكوينخ
كلامع مخ خبوشا خليا...
 

477
تحية طيبة أستاذ مال الله
نهنئك بهذه المناسبة السعيدة لحصول إبنتك على شهادة الماجستير ونتمنّى أن تزورها السعادة

478
كهف شانيدر من معالم كوردستان حلم أم حقيقة؟! 

  كريم إينا
يعتبر كهف شانيدر من أشهر وأوسع الكهوف في كوردستان العراق. ويقع كهف شانيدر في منطقة بارزان ضمن محافظة أربيل، حيث يبعد عن مدينة أربيل مسافة حوالي 125 كم شمالا، ويقع في جبال برادوست ضمن سلسلة جبال زاكروس. ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 1830م وبدأت أعمال الكشف والتحري في الكهف لأول مرة عام 1951 من قبل بعثة أثرية تابعة لجامعة كولومبيا والمعهد السمثوني الأمريكي برئاسة العالم الأثري المعروف "رالف سوليكي" وبمشاركة ممثل المديرية العامة للآثار العراقية. حيث قامت البعثة بإجراء التحري والتنقيب في الكهف لأربعة مواسم وبصورة متقطعة. ووصلت التنقيبات إلى عمق (14م) حيث تضمن الكهف من أربع طبقات سكنية وأدوار حضارية هي من الأعلى إلى الأسفل وتكمن أهمية الكهف شانيدر بأن رالف سولوكي ألف كتابا سمى فيه قاطني المنطقة (باوائل شعوب الورد) إستناداً إلى ما إكتشفه في هذا الكهف وتمثل من العصر الحجري القديم والوسيط والحديث، وأعطت نتائج أعمال التنقيب معلومات مهمة عن الطبيعة والأحوال البيئية والإقتصادية والبشرية لمنطقة برادوست خلال العصور الحجرية القديمة، إذ توصلت إلى أكتشاف أقدم إنسان عاش في الكهف هو إنسان شانيدر (نياندرتال) ويعود سبب ذلك إلى توفير المصادر للعيش والحياة بالنسبة للإنسان في تلك الفترة في منطقة شانيدر وكذلك بسبب التكوين والتركيب الطبيعي للكهف حيث أنّ فتحته مثلثة الشكل ويصل عرضها إلى (25) مترا وإرتفاعها إلى (8) أمتار مما ساعد إلى دخول أشعة الشمس لفترات طويلة خلال النهار وجعل الكهف ملائما لإيواء الإنسان سيما أثناء فترة البرد الشديد في فصل الشتاء خلال العصور الحجرية القديمة. وضمن زيارة لجريدة سورايا لكهف شانيدرحيث لم تر ذلك الإهتمام الكبير بهذا المعلم الأثري من حيث الخدمات الإجتماعية والإدارية والصحية وحتى من ناحية السياحة. والجدير بالذكر يقبل إلى هذا الكهف سنوياً وفود عديدة من الزوار الأجانب والعرب والعراقيين.
 

479
أدب / مركبٌ آخر لشفاه موجه
« في: 22:18 04/07/2015  »


مركبٌ آخر لشفاه موجه




كريم إينا


مراكبٌ أخرى
تنتظرُ رحيلي
أتيه بجنب موجة
أحلمُ بسر غربتنا
أخافُ أن تقلب موجة البحر مركبي
فيضيع حبّي عند آخر سن يرسو على الشاطىء
لقد أخطأتُ المسافات المحبوسة
سأنازع صمت دواخلي
وأبوحُ للأجيال
ما يتهكّمُ بوجهي من ظلم
الحب أسير في الجب
يجيء بلا إحساس
يغورُ الصبح في عمق غرفتي
ينسيني ما أريدُ من حياتي
فسّرتُ كلّ شيء
إلا الإكتئاب الفظيع
ما زال يغورُ في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس
كأنّ إشتياقي ليلٌ أسود
يجري على صدري في وهن
يقلعُ ظلّي من خلفي
كالسوط يطبعُ آثارهُ على ظهري
كالقطة الوحشية عندما
تغرزُ مخالبها في عيني
يا كأساً أجرعهُ
أطرحُ كلعبة مستهلكة كئيبة
تهزّ الكون بجناح ذبابة
أرقصُ رقصة مريبة
فيبدأ كأسي يرقصُ ويغني معي
كلّما تلتفّ شفاهي حولهُ
ينسابُ بصري في النور
أنامُ بين راحتي السنين
وفي قلبي رؤية بعيدة للرجوع
أنا هنا بأشيائي بإنتظار
ربّ قطار يحملني من هذا الدمار
فأرى الحياة تلوحُ على رصيف
محملة أمواجها بشائر في حقائب
لن أعود ثانية
ما دام الوعد والعهد مهددان
لن أولدُ إلا في درب مطعون
رأيتُ الأطياف تنقلُ نشوة المآقي
كانت الرياح بلا حفيف
والصحراء كانت رمالها أوسع من عقلي
كلّ ذرة تدخلُ في عيني
تصطفُ في مشارف ظلي
في زمن زحف اللون الأسود ورائي
وسمعتُ خطاهُ
تمزّق نيرانه سمائي المزركشة...
[/size]

480
مجمع ئاشتي 2 في عنكاوا  للنازحين .. المشاكل والمعوقات ..  من المسؤول وماهي الحلول؟

تقرير: من المسؤول عن عدم إستيعاب كرفانات السكن (البيوت الجاهزة) لأعداد النازحين المتزايد؟...
سورايا/ خاص
زارت جريدة سورايا العوائل النازحة الساكنة في كرفانات مجمع عنكاوا (2) ئاشتي تحت إشراف (الأب عمانوئيل عادل كلو) وأعضاء اللجنة.
إنّ الكرفانات المعيشية التي تخدم مجالات الحياة في مختلف بلدان العالم المنكوبة ونحنُ في العراق وخاصة في إقليم كوردستان نرى قلّة في الكرفانات السكنية وعدم وجود حلول حقيقية لإسكان العدد الكبير من العوائل النازحة، إذ تعتبر مشكلة كبيرة ليس لها حل لوجود أعداداً كبيرة من النازحين لا زالوا بدون سكن حيث لم يحصل كل فرد على حصته من الكرفانات (البيوت الجاهزة)، ولا نعلم أين المالية التي خصصت لإسكان تلك العوائل؟. وبلدنا يملك ميزانية إنفجارية، حيث لا زلنا بحاجة لبناء (10) آلاف كرفان لسد النقص الظاهر أمام العوائل المزدحمة.
 اللجنة المشرفة لمجمع عنكاوا (2) ئاشتي المؤلفة من الأب عمانوئيل عادل كلو،إبراهيم شابا إبراهيم للو، عامر فاضل عطالله، صباح زكو، عمار حازم، كندي حميد مجيد، ثامر كوركيس، عمر بطرس طالبت  وزارة الهجرة والمهجرين بتوفير أعداد أخرى من الكرفانات، وقد إلتقينا بالسيد إبراهيم شابا إبراهيم للو فتحدث عن المجمع قائلاً بأن المجمع يحوي الآن (1000) كرفان، مشيداً بدور اللجنة الحثيث في العمل من أجل خدمة أبناء شعبنا سورايا بدون الرضوخ لتوصية أحد، مشيراً الى تقديم أسماء من قبل مدير ناحية عنكاوا وطلب من سيادة المطران مار نيقوديموس بـ (50) كرفان للسريان الأرثوذكس وأيضاً عن طريق السيدة فيان من لجنة النازحين التابعة لمحافظة أربيل والشماس جمال حاوة، ولكن القرار الأول والأخير يرجع للجنة المسؤولة وهي التي تقدر ظروف العوائل النازحة وحاجاتهم المستحقة لغرض الحصول على الكرفانات.
 المجمع يضمّ عدداً كبيراً من العوائل المهجرة في مجمعات مماثلة لهذا المجمع لغرض إسكانهم، والمجمع  مزود بحماية من قبل الحراسات لكن هناك بعض الصعوبات التي تعترض المجمع منها إنقطاع التيار الكهربائي لمدة (4-6) ساعات يومياً ويتم حالياً الأتصال بعدد من المؤسسات والدوائر الحكومية في حكومة إقليم كوردستان لإيجاد حلول بديلة لنصب مولدات أهلية من قبل المهجرين المتبرعين وبإجور رمزية. أمّا الماء متوفر ويتمّ عن طريق سحب المياه من بئر بعد تحليته وتعقيمه بمادة الكلور.
جدير بالإشارة إلى أنّ  العوائل الوافدة إلى مجمع عنكاوا (2) ئاشتي هي من عدة مجمعات: عنكاوا مول (420) عائلة، مدرسة أكيتو (108) عائلة ومدرسة عنكاوا (57) عائلة، مدرسة حدياب (من 27- 30) عائلة، قاعة هولي عنكاوا (58) عائلة، قاعة عشتار من شقلاوة من (80- 100) عائلة، والعوائل الساكنة في منطقة أرموطا. حيث سجلت اللجنة (600) عائلة من المهجرين المؤجرين في أربيل وعنكاوا. علماً أنّ الكرفانات لا تسع هذا العدد الهائل من المهجرين كما أنّ المواد الغذائية قليلة. وتوزع الكرفانات حسب عدد أفراد العائلة نصف كرفان لعائلة واحدة تتكون من شخصين أي غرفة واحدة، ومن 4- 5 أفراد يعطى لهم كرفان أي غرفتين ومن 7 أفراد يعطى لهم كرفان ونصف أي بمعدل ثلاث غرف. أمّا العائلة التي تتكون من (9) أفراد يعطى لهم كرفانين أي أربع غرف.
 إنّ معاناة إسكان النازحين من الشباب الذين سيتزوجون والنساء الحوامل الذين ستولدنّ ستسبب أزمة سكنية إجتماعية في المستقبل، وقال السيد عامر فاضل عطالله إنّ مجمعنا زارته عدّة منظمات من المجتمع المدني من ( يو إن) واليونيسيف و( يو بي) لغرض الإحصائيات والجرودات أمّا منظمة حقوق الإنسان لم تزر المجمع بتاتاً وقد تم الإتصال بهم في الفترة الأخيرة لغرض تشكيل لجنة بهذا الخصوص. وقد تم إضافة ملحق فارغ من (44) كرفان ليصبح العدد الكلي (1200) عائلة  أي ما يقارب (5500) شخص.
وفي متابعة لجريدة سورايا لأوضاع المجمع فهناك الكثير من المشاكل والمعوقات وخاصة نحنُ على مشارف فصل الصيف من إرتفاع لدرجات الحرارة وإنقطاع التيار الكهربائي المستمر بحاجة إلى تقصّي لإحتياجات المجمع من قبل المنظمات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني، كما تدعو جريدة سورايا فرق الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان زيارة هذا المجمع للإطلاع على معاناتهم ومطالبهم اليومية لإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية في محافظة أربيل المشرفة على هذه المجمعات، كما توصلّنا إلى بعض الملاحظات منها عدم وجود إهتمام من قبل الجهات المشرفة على الأحوال اليومية للمجمع الذي يكبر يوماً بعد آخر بسبب إزدياد الطلب للسكن في المجمع وخاصة من قبل العوائل المؤجرة في عنكاوا وأربيل حيث لم يعد لديها من الإمكانيات لدفع الإيجارات الغالية في المدينة، لذلك تلتجأ إلى هذا المجمع لحاجتهم الماسة للسكن وهذا حق طبيعي لهم.. فمن المسؤول ومن المستجيب؟.. وأين تذهب الأموال التي تصرف بإسم النازحين... سورايا 

481
مختار قرية ناف كندالا يضع كل الإمكانيات في خدمة الوافدين بل وأهم من ذلك أنّه قريب من كل المهجرين من منطقة سهل نينوى (بغديدا)  المتواجدين في قرية ناف كندالا الذين أثبتوا أنهم رمزاً للمحبة والتآخي والتضحية من أجل أرضهم وإرثهم ومقدساتهم...
                         أجرى الحوار: /طلال بهنان زرا
تصوير: جلال سولاقه إسحاق

قرية ناف كندالا تبعد حوالي (30)كم عن قضاء زاخو وهي على شكل وادي ما بين قرية ليفو ومركصور حيث تعاونوا أهل القرية ببنائها عام (1919) بعد أن كانوا مستوطني قرية مركا الواقعة على الحدود العراقية التركية وبسبب الإضطهاد الذي كان يمارس ضدّهم من قبل الدولة العثمانية كانت القرية بحدود (35—40) عائلة يعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي. وحسب إحصاء عام (1957) بلغ تعدادها أكثر من (348 ) نسمة تعرض أهالي القرية عام (1986-1987) إلى حملات الظلم والإضطهاد والطغيان التي قادها النظام البائد قد مرت منازلهم وجرفت بساتينهم وأرغموهم على ترك قريتهم ليشتّت أهاليها في العديد من المناطق وإبان حملة الإعمار التي قادها ودعمها الأستاذ الفاضل سركيس آغا جان شهدت نهضة عمرانية بإنشاء (65) دار وترميم أكثر من (17) دار أخرى تم إعمار وترميم الكنيسة القديمة التي يعود تاريخ بنائها للعام (1933) تم تأثيثها وتجهيزها بكافة المستلزمات بعدها تم بناء قاعة للمناسبات هي الأخرى جهزت وأثثت تم إيصال الماء للقرية عبر شبكة مياه صحية ومن ثم الكهرباء الوطنية كما زودت بمولدة لتكون بديلة في حالة إنقطاع التيار الكهربائي ومن الصفحات المشرقة لأهل القرية أنّهما إحتضنوا الوافدين إليها وفتحوا أبوابهم لإستقبالهم وتمت مساعدتهم حسب القدرات المتيسرة وتقريباً يتواجد (67)عائلة من بغديدا أثبتوا أنّهم رمزاً للمحبة والتآخي والتضحية من أجل أرضهم وإرثهم ومقدساتهم كذلك الإخوة الأيزيديين وأربعة من إخوتنا الإسلام يبلغ مجموع العوائل (85) عائلة هناك الأخت أم كرستيانا والأخت نور صبري حبيب موميكا تقومان بتأدية الخدمة مجاناً بزرق الأبر ومداواة المرضى وأيضا الأخ خالد عزيز مروكيل الذي يقدّم الدعم النفسي والمعنوي وهو من قرية بيرسفي نكنّ له كل التقدير والعرفان كذلك نشكر الأخ باسم مختار القرية الذي وضع كل إمكانيات القرية في خدمة الوافدين بل وأهم من ذلك أنّه قريب من الكل يتفقد بسيارته الخاصة العوائل وكيفية إيصال جميع المساعدات ولا يبالي الأجواء سواء كانت حارة أبو باردة يعمل بصمت بدون كلل أو ملل كما تحدث الأب المهندس جمال يوخنا أوشانا راعي كنيسة مار يوسف في قرية ناف كندالا مشكوراً بالإضافة إلى خورنة مار كوركيس  بيرسفي وكنيسة مريم العذراء هيزاوا يقول ضمن وجودي أقوم بالخدمات الروحية من خلال القداديس والصلوات في جميع المناسبات لجميع الإخوة الساكنين في هذه القرى وأنا شخصيا لي الفخر أن أرى الحياة تجربة لمقياس صبر وإيمان الإخوة الوافدين من أهالي بغديدا وجميع مناطق سهل نينوى بالرغم من الظروف الصعبة التي تعرضوا لها من قبل أعداء المحبة. لذا نرى ونلمس الحب في وجوههم طبعا المسيحي لا يستطيع العيش بدون محبة كما قال أحد العلماء" الإنسان كائن حي يعيش بالحب فإذا جردناه من الحب أصبح من أكثر الحيوانات المفترسة في العالم" ومن لا يحب لا يعرف الله نطلب من الرب له كلّ المجد القادر على كل شيء أن يجعل هذه الظروف سبب بركة وعشرة حقيقية بين الجميع نتمنّى العودة إلى بيوتنا ونحنُ نسبّح إسم الرب عالياً وإنشاءاللة نلتقي بزيارات مستمرة والرب يبارك الجميع بعدها تحدث الأخ باسم جبرائيل حميد مختار قرية ناف كندالا قائلاً: إستلمت مسؤولياتي عام 2008  عندما كانت القرية مكتظة بأهلها بدأ الإستنزاف إلى الخارج (الهجرة) بحجة تحسين الوضع المعيشي للقرية إدارياً تابعة إلى ناحية باطوفة إحتضنت القرية عوائل من أهل بغديدا وسهل نينوى من تهجير قسري وقتل وتهميش تركوا كل مقتنياتهم وهربوا من بطش داعش ورعونته ووحشيته وقساوته نحن نضع كل إمكانياتنا في خدمة الوافدين ونخفّف العبء عن كاهلهم النفسي والمعنوي من حيث الإيواء بشكل جيد حسب المتيسر. القرية تعدادها الآن أكثر من (643 نسمة) يتم متابعة أهلنا جميعا في حالة أي إخفاق من المنظمات المانحة للمساعدات أو عدم ظهور أسمائهم في القوائم حيث أكون قريب وسند وعون ولمثل هذه الحالات يتم تسويتها في الحال تم شطب العوائل المكررة أو المسجلة في أكثر من منطقة وإعتمدنا على العوائل كواقع حال هناك معاناة لدى أهالي القرية أهمها تبليط الشارع الخدمي الذي يربط بالشارع الرئيسي بطول (2700)متر بين فترة وأخرى يتم تسوية الحفر بالقشط لكن بدون جدوى النقطة الثانية القرية بحاجةإلى سيارة إسعاف وتخصيص كادر صحي لها لأنّها تفتقر لهذا المفصل أو الشريان الحيوي الذي تعيشُ حولهُ الأفاعي والعقارب السامة وإذا ما تظافرت الجهود لمعاناتنا سوف تزول. كذلك كانت لدينا وقفة مع شباب القرية تحدث السيد جلال سولاقه إسحاق شماس القرية قال: نحن شباب لدينا طاقات ببناء جسور المحبة والتعايش الأخوي زادنا فرح عندما نلتقي بشباب بغديدا نمضي أوقات الفراغ بالذهاب إلى الملعب في قرية بيرسفي ومثله في هيزاوا لكرة القدم لمزاولةهوايتنا كذلك لدينا نشاطات أخرى في الكنيسة كالجوقة حيث تتواجد الصبايا معنا لتكون تجمعاتنا أخوية والشيء الذي يقلقنا هو البطالة لأن أكثر الشباب وأصحاب العوائل بحاجة إلى مصدر رزق لكي تتوفر لهم لقمة العيش للعائلة. كلامي موجه إلى أصحاب ذات العلاقة نحن نؤازر جميع العوائل نطلب من الرب له المجد العودة إلى ديارنا بأقرب فرصة لنمثل بلداتنا وخدمتها بالمحبة والإخلاص والتفاني.

482
   
ربّ شهيق يرشفُ وسادتي الضائعة


  كريم إينا

أرتشفُ صدر الأرض
بعين جائعة
وإبتسامات تتلوّى
من حواسر قلب بلا مشاعر
أيّ أمان أطلبهُ
ما دام الليل يزلزلني
بين نار وقاتل
أرومُ الخلاص من لجج الأورام
غريبٌ معجون وجهك
يطلقُ قرابين التسبيح الملونة
أتيه في العتمة رغم الهواجس المخنوقة
تخفّف دغدغات أضلعي المعصوبة
أنفٌ يحرّك بريد دمي
ويصيرُ بعضاً من أليافي الممزقة
بلدٌ يجولُ به الوحشُ
مستخفّاً بربّ العرش
أوجاع مرتهنة لا تليقُ
بحلم الأيتام الفقيرة
تعبت وجوه الحياء
من ضبابية الجنون
نظري يعجنُ الأوحال بعبق الخليج
من دمع العيون تدخلُ
وسادتي مهجة الحياة
تلعقُ الجرح من جوانح الدروب
وتطلقُ خيطاً مغسولاً بشعاع الشمس
ألمحُ من عينيك موجاً في جذع نخلة
تتسلّقُ بعض الخيوط
فجر الأنفاس المتأرجحة
تصقلُ أوتاد الغيم بأجنحة القرابين
ندخلُ ميدان الممنوعات
وسط أزيز العربات
فتمضي الريح في ميدان رؤياي
ما بين الظمأ تزهو أسارير المستهام
عند قمر من بلّور
فتمخرُ الخطوات عباب السحاب
نحو محطات النجوم المتلألئة
المواويل تعصفُ بشفاه العيون المتربة
أحسبُ مويجات الشروق الغريب
تعانقُ خدودك اللاهثة
كأوراق الورد الأحمر المطعّم 
بأزيز الكلمات المثقوبة
ربّ شهيق تتدافعُ به الأفلاك
خلف المطر المبلول
هناك عصبُ الزمان
يكشفُ وسادته الضائعة...

483
نتاجات بالسريانية / سخورا
« في: 00:07 02/06/2015  »
سخورا
             كريم إينا

ماني سخورا مهديلي
وسر دمهنتّح مقشئلي
لا بلسي كبن ولا رزق طميئا
ولا كبن أرعا ولا كبن مذيتا
كبن قتّا من قرنيثا دسمْيا
دتاكن إلّح كمليالي
إكجيلن وكفيتن لشواوي
وكل دوكا كايب بكاوح بكويني
يا سخورا عاطفي وحنّان بدزقرن
دلبّي درحقلي  منّي وكمناشيلي
إينخ مخ وردي وريحاني
زوري نقلة بشاتا
دخاتر دْألاهه كمقطلتلي 

484
نبضات تشردُ من عباءة الصدور
                                      كريم إينا

سمعتُ أشواق الشواطىء
تتمرّغُ بأحقاد الظلام
تتراقصُ البسمات كسرب العصافير
نحو جدائل المساء
***
تنسلُ أحلامي أدراج الغياب
نحو عباءة النسائم المزهرة
يختفي الضباب من جمالها
ويرتوي ماء العيون
من حقل ضبابها
تنفّست ذاكرة الأيام
بباقات البيبون المنعشة
***
أيّها الشوق الجميل
كم تلوذُ الوجنات لأحداقك
مجرّد مرسى يحصدُ شلال الدموع
من ظمأ الحرمان
***
يصحو قارب أحلامي
من قطاف المواسم
أجوبُ السكون نحو ضواحي الجراحات المندملة
ما زالت الآهات تحدّقُ
في رؤى المسافات
ألتمسُ نبضات مسافرة
في الأفق المترنّم
إختمرت عناقيد العنب
عبر أزمنة مغبرة
أراوغُ ظلّي المحترق
كما يرقدُ بوذا في حديقة الزهر
***
تستغيثُ الفصول
بنبضات الشهداء
أسرابُ المصابيح
تشعلُ حدقات الآهات
تحاورُ رؤى السنين
إختفى سرّنا المؤطّر
نحو سنابل المواكب الفضية
تراودني إفتراضات العشق الفضي
تنزو وسط طقوس التعاويذ المستهلكة
***
تلهثُ الحرائق بعري التنبؤات
فوق مجاذيف الأساطير الحالمة
شموع المواسم تشتهي دموعها
بوح الصرخات اللاهثة
تسافرُ بنا حشود الزوابع المربربة
***
تبدأ المسافات تنحتُ بحدقات القصائد
تشردُ بعد إنهيار رماد الشموع
وتنأى الشهقات بطواحين النجوم المقندلة
تشدّ الوجوه على فراش الصمت
تصطفُ برؤيا الترانيم المنحوتة
التي ما زالت تنحتُ في الصخرة الصلدة
وصوت الموجات
يحملً بقايا ذبذبات الصدور
إلى الأبد...
 

485
  موقف مستقبل العراق من فلسفة الإقتصاد الجديدة...
                                                             كريم إينا

إنّ أساليب إقتصاديات العراق تختلف عن الدول المجاورة لأنّ الفلسفة التي يسير عليها العراق تسيرُ حسب إقتصاد السوق الذي يتولّاهُ القطاع الخاص لإدارة البلد كونهُ يحوي رجال الأعمال والأكاديميين بعدّة إختصاصات، ولكن لحدّ الآن لا زال إقتصادنا غير شمولي بسبب عدم التشجيع المقدّم من قبل البنوك الأهلية وهذا يلزم الدولة على تقديم الإقتراض بعد أخذ ضماناتهم. الدولة سواء تدير القطاع الخاص أو الإشتراكي عليها أولاً أن تتخلّص من الإقتصاد السابق ووضع فلسفة جديدة للإقتصاد الحالي والقيام بالمتابعة لحل مجمل السلبيات المتعلقة بإقتصاد الدولة لكي يتسنّى لها الإستفادة من أفكار الدول الأخرى في العالم لوضع الحلول والمعالجات من المشاكل الناجمة من القطاع الرأسمالي والإشتراكي، ربّما الإقتصاد الإسلامي لهُ نظرة أخرى بهذا الخصوص وقد يؤمن بالخصخصة أو لاء علماً أنّ ميزانية العراق كبيرة توزع على المحافظات كل محافظة حسب إحتياجاتها وسعتها ولكن بلا دراية قسم منها يصرف والقسم الآخر يرجع إلى حسابات الدولة والقسم الآخر تلامسها أيد خفية تسرقها والله بعون النزاهة تحتاج إلى جيش من الأرواح كي تكشف ذلك! ولا ننسى دور عمل المصارف الأهلية والحكومية من أجل النهوض بمستقبل البلد. وتسيرُ بعض المصارف في الدول العربية الغير الإسلامية بدون فائدة أو تكاد تكون رمزية فهذه النافذة الإقتصادية تخلق جواً من الفائدة المريح للمواطن بطريق المرابحة والمشاركة عكس ما موجود لدى مجتمعنا العراقي. إنّ من أهم مميزات وخصائص العالم المعاصر هي أنّهُ يقومُ أساساً على العلم والمعرفة وكما نعلم بأنّ الجغرافية الإقتصادية هي علم إقتصادي يدرسُ التوزيع الجغرافي للقوى المنتجة وما نشاهدهُ اليوم سير إقتصاد العراق إلى الهاوية بسبب قتل رجال الأعمال المستثمرين والعلماء والرأسماليين والذي بدوره يظهر نوع من الركود في تطور القوى المنتجة ممّا يخلق مناخاً لبطالة مقنعة مرتفعة ومزمنة وبمستوى دخل عام منخفض للعائلة. لا شك أنّ حلّ الأزمة السياسية في البلد تفسح المجال للإستقلال السياسي ومن هذا المنطلق يمكن فك البلاد من التبعية الإقتصادية ويكون دور الدولة هاماً في التطور التكنيكي للإنتاج الرأسمالي وتأخذ على عاتقها جزءاً كبيراً من النفقات لتمويل الأبحاث العلمية كي تساعدُ رجال الأعمال على الإستثمار وتقدّم التسليفات والتسهيلات الضريبية وخاصة عندما يتعلّق الأمر بإكتشاف علمي جديد.إنّ أهم شيء هو الموازنة في الإقتصاد العراقي وخاصة نحنُ في خضم عام" 2015" كي يساعد الحكومة على إنشاء ميزانية نموذجية للوزارات لغرض هيكلة البنية التحتية وتقديم الخدمات بالرغم من أنّ البلاد تواجه أزمة سياسية عصيبة من قبل تنظيم مسخ منذُ فترة ليست بالقصيرة وهذه الأزمة لا تخدم سوى المتّجرين بالقضايا الشعبية وإستخدام الشعارات الزائفة ويسبّبون في تلثيم المزيد من الجرح وزرع الحقد والكراهية بين الناس بدلاً من توفير الراحة والأمان والتخطيط للمستقبل من أجل مقارعة الظلم وإبعاد الأذى ما بين فئات الشعب وقتل جرثومة النعرة الطائفية والفقر والحرمان والعودة لبناء هيكلة العراق من جديد وبهذا نستطيع أن نضمن فلسفة جديدة للعراق إقتصادياً. يعد رأس المال البشري من أهم الموارد والمتطلبات الضرورية لأعمار وبناء البلدان فمن غير توفر الكفاءات البشرية المتنوعة في مختلف الاختصاصات العلمية والهندسية والزراعية والطبية وغيرها من الاختصاصات تكاد تكون مشكلة. إنّ توفير رأس المال الكافي لعمليات الأعمار وإعداد الخطط الناجحة ممّا توفر الإرادة السياسية الكاملة من قبل صانع القرار في البلد.
والعراق في وقتنا الحالي هو أحوج ما يكون إلى الكفاءات العلمية والفنية والتقنية وغيرها من الاختصاصات لأنّها تعتبر من أهم مرتكزات إعادة البناء والإعمار، فيمكن إستثمار الطاقات البشرية العراقية المهاجرة في مجالات البناء والانشاءات والتوسع العمراني وإنشاء المدن الحديثة وبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية وتأسيس المصانع وإعادة العمل بالمصانع المتوقفة وبناء المستشفيات ورفدها بالكفاءات الطبية والفنية والتقنية والعمل على بناء المدارس لمختلف المراحل وتطوير الجامعات العراقية عن طريق إستثمار الكفاءات العلمية العراقية المهاجرة والاستفادة من خبراتها وإمكاناتها العلمية المتراكمة التي حصلت عليها بواسطة الاحتكاك بالكفاءات العلمية الأجنبية على مدى عدة عقود.
فضلاً عن ضرورة الاستفادة من الكفاءات الزراعية العراقية في مجالات تحسين وتطوير واقع الزراعة في العراق وجعلها ذات مردود إقتصادي جيد لما تشكّله الزراعة في العراق من موارد كبيرة إذا ما أحسن إستثمارها وتطوير واقع الري في العراق وإستثمار الموارد المائية بصورة إقتصادية تعود بالنفع على سكانه والمحافظة على هذا المورد القابل للنفاد.
كلّ ذلك يحتاج إلى ضرورة إعداد الخطط الستراتيجية اللازمة لكيفية إستثمار وتوظيف الكفاءات العلمية العراقية المهاجرة في إعادة بناء وإعمار العراق ووضع الخطط التفصيلية لذلك وتهيئة الأجواء المناسبة لعودتها وهو ما يتطلّب إتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. إنّ حالة الاقتصاد العراقي بعد التغيير تشبه حالة بلدان المعسكر الاشتراكي ومن كانت تنهج نفس المنهج من سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج... لذلك أعتقد أنّ رجوع الاقتصاد العراقي إلى الطريق الاشتراكي مستحيل في المرحلة الحالية وما حدث من نجاحات في هذا المجال خلال النصف الثاني من القرن العشرين لا أعتقد ينجح في هذه الحقبة خاصة وأن نظام العولمة وظهور الشركات عابرة للقارات كما أنّ إنهيار المنظومة الاشتراكية فكراً وتطبيقاً يزيد الأمر تعقيداً على المخطط الاقتصادي العراقي. إذا إستطاع الاقتصاد أن يجتاز مرحلة اللاهوية في الوقت الحاضر هو محاولة المزاوجة بين نظام إقتصاد السوق وتحكّم الدولة في بعض الأمور الأساسية في موارد الإنتاج القومي العراقي كالنفط وتشجيع الإستثمارات الأجنبية ونظام الخصخصة لخلق أرضية إقتصادية ولو كان على مدى عشرين سنة قادمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لصالح موقف العراق إقتصادياً.

   



     



486
أدب / سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 18:42 09/05/2015  »
سفر يصرخُ من الأعماق
                            كريم إينا

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىء الأغراب
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا...






487
خيالات متناثرة من قصيدة الأمس
                                       كريم إينا

أرى رياحاً تشعلُ
كراس جدي القديم
لا أتذكّر يدي اليسرى
هل ستبقى داخل النهار ممدودة؟
لا أدري
لو كان طريقي
نحو خريف عينيك
كنتُ أحبّ وردتك المتناثرة
خلتُ المارة يخدّشن
بقايا المرايا المبصرة
كنت عيناً لامعة
تسطعُ في ظلام جسدك المهترىء
في أمسية ما
أهرولُ أمام شخصك الأسطوري
لا ألومُ عادتك بقضم الغيوم
صمتي يوصدُ بابه بوجهك
كي لا أحترق
بالأمس كنا روحان غامضتان
واليوم جسدان ناعسان
يحتضنُ واحدنا الآخر
لا فرق
الكل يذرفُ الدموع
عندما تنفتح صخرة الأزل
متّشحة ببياض النوارس الضائعة
أرويك من شعاع الشمس
كي تشحذي سكينك
لقتل هيدرا ذو سبعة رؤوس
بعدها أبدو زوجاً حميماً
لقصيدتك المبتسمة
القدر أنساني رأسي المجهول
نحو عالم الطفولة
تاركاً في بسمته خيالات ثملة تتطاير
مع قطرات الندى
منذُ ذلك اليوم
بدأتُ أنسجُ قصيدة
من أعماق أحلامي
كي أتنفسُ من جمال عينيك
 المسكرة...

488
نتاجات بالسريانية / كالوثا
« في: 20:00 28/04/2015  »
كالوثا
        كريم إينا

ركخْته وريذخْ بمايا كميصي
مخ ميصورتا دْوردي كْخابقنَح
طرئا سيكه لكْباثخنايي
مَخْ حلقته دهْوا لكشامطنخْ
يا براتا كليْ مندي بلبّي كياقذ
خشلي كومّي مكومّخْ كناشقْ
روخخ مخ طبّي كرقذَهْ
وهل كالوثا بيشن كْباخن بثرخْ   

489
برجه من كياني
                  كريم إينا

مسكرهن برخد حشّا تنياثي
ورشملي بصلمد خشكا نهاثي
وقريلي بلكد إينخ مشحياثي
إيذئلي بشلخ برجا من ذاتي
وشمئلي قالخ بغابا يرقتا
خشلا دندنتخ كْشبها قالي
ميكا نْخثلخ لمشحياثي
قالخ كراين كمبهر أرخاثي
بشلي كمصيثن لرينتح
كودمخشكا كمخلّلن بكاوح باثي

490
الأستاذ الفاضل حميد مراد
تحية إنسانية
نعم هكذا الكتابة وإلاّ فلا مقالة في مكانها ورد جميل وحضاري يتخذ الحكمة لمحاسبة الناس المسيئين المتخلفين عن القيم الحضارية والقوانين الدولية. أنا أشيد على يدك وبكل جرأة مع محبتي

491
نتاجات بالسريانية / بدندمت
« في: 23:36 15/04/2015  »
بدندمت
            كريم إينا

ماني كمّولبلُخ يا خوبّا إلبيثَن
رحوقا ومرتا كاست أوقانا شتيلن
ولرْبحلي بعشرتخ غير حشّا
رخملن خذاذي وياريت لرخملن
برسلي قمي أورخخ وردي كخكي
وختروثخ ليثن منح بأرن
كمخزيتلي وردا كناوء بخيالخ
كمزديتلي مباثر ما دكم ميختلي
ألاهه ما قدّا كمحملتلي حشّا ودرد
إن كاوي أتيرا بخلمح آذى لبّح بدغاني
بعد لقشن فياتّخ قمي بلتّن
ميوما دبهيري صهري وكمَخيلي
وإنيّت زعلتا لمطشيت زعلتخ
منداذي زلعتا لكاثي إلبالي حوبّخ
أقشئلي أورخد حوبّخ وميلي سبب
كمسكرتلي مباثر ما دكمخازينخ
دماهي كْمزعلت لبّا كبرخي كبابح منّخ
بداثي يوما بدندمت ما دوذلخ   


492
أدب / تذكار لإبادة مزركشة
« في: 08:41 12/04/2015  »
تذكار لإبادة مزركشة
                        كريم إينا 

عالمٌ يرتوي من زمهرير الإبادة
يسافرُ نحو الصفر
يجهلُ وجهة الصباح
يغسلُ أردانهُ
من قرميد الدهاليز
يعبأ جروح عقله
من أصابع المغفلين
وحكايات مذهلة تتنفّسُ كبرياء العنفوان
ممزوجة بليال مستطيلة
تخرجُ منها حشرجة الظلال
والآهات تتطلّعُ إلى مناجل الإبادة
تعشّشُ بخيوط اللحم المقدّد
وهي ترسو على حافة النهر
ما هذا الدخان؟
أراهُ يخنقني بأبرة المجانين
التي تبعثُ عاصفة حارة كالتنانين
أغمضُ أجفان الرياح قرباناً لقامة النار
عدتُ مع الوقت حاضراً لظلّي المتثعبن
وهو يهرهرُ عند ظهيرة النسيان
سكرة تختمرُ في ألواح العقل
أهتزّ بزمجرة غربال شعاع الشمس
وهو يصدرُ رصاص قرون وعل بري
ملح الحياة يتحنجرُ بأجراس قصيدتي
أنسجُ الصدفات
كي يتأكسد دبق شهوتي
أدلقُ خمر السواحل على نجمة الخيمة
وأضعُ فوارزاً تهدهدُ
معطف أرواح الرصيف
دخانٌ ضريرة تصدمُ وجهي ببلادة
فأودّعُ أرصفة عمري الضريرة
تذكاراً لشيخوختي المزركشة
أفتحُ سوراً من إيقونات الفجر المرئية
كي تتكأ مدني وسط مسحاة الليل
تسري أركيلة عمري في شرارات الظهيرة
وهي محملة علامات الزمن المتأخر
مقهقهة نحو الأفق البعيد
علّهُ ترشفُ زنابق الفرح المنمّق
أهرولُ نحو
قفل فضاءاتي المجرّدة
وهي تطبعُ صورتي في أنفاس الغيوم
أرحلُ من قارة إلى قارة
أدخلُ قارورة خمري
أسألُ قواميس الرياح
هل مرقت من هنا حدقات قيثارتي
تأملّتُ تحررات سجني الداكنة
وهي تخزنُ أسرار المزامير
على سارية عواصفي المتربة
ثمّة بكاءٌ أخير
تلسعهُ شذرات النار
وهي مصلوبة على سنابل الخوف
أرجعُ من محطاتي المشفّرة
لأضفرَ بأكاليل المجرات المنفوضة كبالونات الحلوى الدبقة
أتيهُ من صباحات الفجر
أهتدي لجذوري بمتابعة دخان القطار
ها قد إكتمل هزيعي الأخير
كغيمة يتحولُ بخارها كأذرع لمناطيد الهواء
الحياة كوردة نضرة تهمسُ في أذني
إيقاظ رمزية النبض المتحجّر...

493
أدب / نازح في رئتي غيمة
« في: 21:20 09/04/2015  »
نازح في رئتي غيمة
                                    كريم إينا

سماءٌ مريّشه
يفيضُ وجهها بيقضة الأحلام
تستّرت عيونها في رئتي غيمه
يخالُ لي صورة قايين
تمطرُ بصوت هابيل
غرابٌ موغلٌ في التصحّر..
يشبهُ أعقاب السكائر المنبوذة
تنتظرها أكتافُ الحاويات
جسدٌ يقتلعُ ريح الدروب
نحو الصمت الذائب البعيد
ينثرُ رماد النار وسط خرائب الضوء
باقة من رماده تزهرُ نحو السراب
دمٌ يملأ الطرقات بأنياب الملثمين
وهم يخترقون أجسادنا الجائعة
عرشٌ أسود يتراقصُ على طريدته في سوق النخاسة
يبعدُ أحبائي عن ملائكة الروح
يسرّحُ الغازي لحيته بجمرة الخطيئة
أغلقت شوارع مدينتي بالكونكريت
ليصبح المارة كالأسماك في السنارة
هكذا شعبي كائنٌ متناهي  من لظى الأيام
رصاصٌ لا يدلسُ على بوابة الليل
أقندلُ بمنجلي المكسور حدّ اللمعان
وألصقُ بالحاضر فجري المقلوب
أنامُ على صفحة الماء كفراشة محترقة
آجيىء من سفر الخروج  معصوب الأعين
أصبح لي خيمة ولافتة كلاهما موطني
نازحٌ يعثرُ. ينفرُ من الحياة بكلّ الإتجاهات
يجدُ نفسه في نهايات العبور
بشرٌ تلوّن بحقيبة سفر
تشردُ الإبتسامة  خلف الكواليس
خوفاً من إله الظلام المارد
حتى الغيوم بدأت تغلقُ نوافذها
لتمنع دخول العبوات الناسفة على قطرات المطر
أصبحت رائحة بلدتي توابل
تزيدُ عطستي اللامتناهية!..
أيّها العدمُ قاتلٌ يفتّشُ عن القاتلْ
يحملُ قنبلةً صوب وجهي بدل القبلة
أسمعُ خطاهُ الرثّة المتلاشية
كالمسامير تدقّ على صليب حياتي
ووجه الوطن دامعٌ
كزجاج النوافذ مسحوق
يحاكي آلامهُ عبر الدروب
الخبر المنفجر أمس
يدخلُ الأذن بكلمات ٍ يابسة
الحيوات تحت تأثير الحرارة والبرودة
تبحثُ عن السلام في ملامح الريح
لا يوجدُ شرطيّ المرور ليوقف الإشارات العاطلة
مصابيحُ السيارات توشوشُ للمارة
الآفلين من مرايا الظلال
الوجه مكوّرٌ كالغربال يلتحفُ بعباءة الليل
أحفرُ ساتراً بعين فارغة
كي يصبحَ للعراة رداءٌ دافىء
أقلّمُ أظافر الجوع كي ينزل المنّ من السماء
يباغتني الكره عند الأرصفة الممسوخة
مسافرٌ في جوف الغربة
كأصابع البيانو وهي ت..ر..ن!
ما من فسحة للنازح في الخيال
ستبقى التنهدات في الريح مستمرة
ترعبُ ظلّ الجسد المثقل بالصراخ... 
 
 
   


494
نتاجات بالسريانية / محرا
« في: 15:34 07/04/2015  »
محرا
      كريم إينا

إيموري محرا تنيثيلا 
كنبلهْ مكومّا
وميكا كل آني تنايي بدلايمنا
نطبتا دمايا إمبلّا إللوردي
بمحقا، دكلا
روخاثن طبقهن ليّن مهيمنا
كليهن كميلي لبّخ بحبّح ذبلي
وبآذا خوشابا بريخا
قاشا مئمذلا بكرنا
إن طويئا، وإن صحيا
مرهن إرويلخ وعمرخ فتلي
وبشلخ ساوا ليبخ دوذت مندي
وردي نثيري بكنثخ
درقذي مدهول وزرنة
حبّخ كمكاويلي كوايا
وحشّخ كم ممرئلي
لنشيت يا براتا محرا هاذخيلي
كوليهن خايخ بيشت كمجربت   

495
ما كنتُ لأطير لولا أسئلتي الصدئة
                                       كريم إينا

ما كنتُ أطيرُ على فضاء موتي
بل ألتفّ كلّ ساعة بوجه آخر
أطلقُ شمسُ الظهيرة
على ظلام مول عنكاوا
كي تخرج الأشباح من جسدي المتحجّر
***
عبرتُ غابة حلمي
نحو مقهى الفنجان
جواز سفري يمرقُ ممرّات وقتي المنهارة
من يعيدُ لي قواربي الضائعة
من مدينة الظل
***
أشحذُ نومي نظارةً لبصري
أدلجُ عقاب سكائري المعدمة في بطاقة النسيان
الأسفار تراقبُ رحلتي نحو هجيع المطر
لا شيء يوقفني سوى ومضة ريحي الظمئة
أستطيعُ أن أرشف لمعان الفضة
من وجوه الشحاذين
أمّا البقية سيسلّمهم وجه جلاد المقصلة
***
من هموم علاماتي
أنصتُ على أسئلتي الصدئة المتخفية
في مداخل الحيطان
أسوقُ بياض الثلج نحو ساريتي المشتعلة
كي أبرّد ظهر أبديتها من هموم الإحتراق
***
أتيه دائماً من أصوات الطبل المجوّف
أرسمُ دخاناً  على قسمات رفوف اليقضة
أو على قدح القهوة
فتضربُ كفّة الموت
على بطن إنتظاري
فأصبحُ أوّل الحالمين
نحو لمسة الماضي المجهول
أحصي مآثر الحرائق
وهي تقفُ بوجه الريح المستعرة
***
هكذا شئتُ أحملُ إكذوبة تقويمي وراء السحاب
لأعانق عالمي المتيّم
وهو يضحكُ على رحيق شبابي المشرّد
فينخرُ بها قلبي مئات المرات
كمرايا الزجاج المتناثرة
على سراب زاويتي المشلولة
***
بين أقدام المساء
أعلنُ كوابيسي السرية
لتحلّق في فضاء عزائي
تتفرّسني علبة كبريت
في محرقة الأمراء
وهي تفتحُ سفر الخروج
***
يجدني الليلُ
وأنا أتقيأ بياض جلدي المريب
كانت عبرتي تحدّقُ داخل نهاياتي
لتلطم موجة عتمتي المظلمة
مخلوقات لا تتوقّف
عن حصد رؤوس آبائنا العميان
أتأمّلُ غروباً في شمعدان الروح
لا يضاهيه فضاء الكون
يبتعدُ الطوفان عن أسنان الحوت
ويفتحُ قفّازهُ المعدوم الأصبع
***
مجرّد ستارة تنتقلُ
بينَ بالوعات الأجنحة الصدئة
وأحياناً أسمعُ نزوح ذبابة
من مقهى العالم المنسي
تسمّرُ عيونها
تسترقُ النظر من تورية الطفولة
***
كانَ مساءً يهزّ زاوية ضوئي الصدىء
يهدلُ روحهُ بين الطوفان والجوع
أطرقُ على سنواتي الباقية
لتحرّك ريشة الذاكرة
أنا الذي هرب
في حالة إنذار الأجراس
لم أتحمّلُ جمرة أصابعي المدفونة
كعاصفة في مقهى بغديدا
تهتزّ تمخرُ جسد المدينة
***
أغمضُ عيني الفارغة داخل نفق منعطف
فأرى ليل وجهي الأسود
معلّقاً بين خيالاتي المتشظّية
كان أبي يلهمني أخبار الطوفان
عندما كان يحصي لي عدد مناجل الحصاد
وهي تطيرُ في مناقير الهواء المرفرفة
مرةً تقذفُ طيناً وأخرى جلداً أزرق
تغلي أحشاءهُ من باطن الأرض
***
صدفةً وأنا وحدي في الليل
أنادي بقية عظامي
لتحتفل في لمّ الشمل
حتى الفجر يسافر
ضمن صحني الفارغ
يعكسُ صورتي المجعّدة
وهي تبحثُ عن دم يعانقُ الغبار
عند طواحين الهواء
تبدو الدنيا خالية من مجلس الأمن
لمناقشة خبر إقتلاع
جذوري من آثار أجدادي...
***
   

496
أشباح التنانير تقضمُ مشهد طهري
                                       كريم إينا

أرضٌ ترابها عقارب
تستقبلُ أصناماً مجنّحة
تتركُ شرائعها لقوافل الظل
ترابٌ ينتظرُ قطرات المطر المغسول
لتحملهُ أجنحة السماء
نحو نبع الخلود
***
أشلاء بسلالم صفراء
تبحثُ عن أزمنة براقة
من جيكور السياب
هكذا أنهاري تبكي دماً
من براثن حبال الأفاعي
رقرقة الزيت تعلو فوق وحشة الطاوة
وسهام تسرّحُ كواكبها ليراعات مشعّة من رقائق الذهب
سماء تسطعُ مناظرها بميازيب الحرية
تسدلُ الستار لآخر مشهد عن الطهر والقداسة
***
كهرمانة الأربعين
تشهدُ لصوص الغاب وهي تعبثُ بأجنحة الصليب
أصنعُ قضمة مغسولة بدموع الثكالى
وهي تتقطّرُ ببكائها لأعوام هرمة
تنتظرُ مراثيها قبال الشمس
فضاء الفاء والضاد يحويان
ملح الألف وهمزة الإحتراق
إشراقات تتخثّرُ تخرجُ من فم الغيوم المجندلة
خفقات وآهات تنشقُ رحيق العمر المنسي
***
الليلُ يشلحُ صحراءهُ الوردية من ماء وطين
ريح عاصفة تنفجرُ وسط موجة معتصرة
لا يوقفها شعاع الشمس
شتاء الرياح يبعثُ خنافسهُ
لتعرقل قوافل روحي المشرقة
ينابيع مقدّسة تمسحُ دمعها بعد تغيير أشلائها
من يد الكف الأسود
أقانيم روحي الكلية تكشفُ جوهرها
من خلال أشباح التنانير
دمالجٌ موعودة لرؤية الغروب
عظامٌ وأجسادٌ بالية
تنتظرُ غثيان الوحدة
العودة تكمنُ لبقايا رتوش
تتحوّلُ أفواهها إلى مومياء مدفونة
وتنتظرُ حلّ حلمها من بقايا خيوط
عيونٌ تراقبُ سفناً فضائية
تحتسي طاقات حمراء
معزولة من أشباح الغروب
تتفصّدُ ذاكرة الدم
إذعاناً لمواكب السلام
لي هامة الأهازيج تمسدُ وجع الذاكرة
تجيشُ رعشات قلبي المشرّد
نحو قماطات المحبة
بريدٌ مهمل يستلقي على أريكة الآلهة المغبرة
وردة نيسان تتشبّث برموش البحر
وهي تطلق صرختها المجنّحة نحو ربوة الموت
***
في الصباح ينهضني نومي
وتحضنني قامتي نحو عطور السحاب الفسيحة
صوت آخر يترصّدني في الجهة الأخرى
لمعانقة إخدود الوجنات
أبدي فاتحاً يديّ لربّ السماء
لأحصل على بركة الغلبة الملائكية
أناقشُ أحاسيس ربطة الحزن
لتشعرني بلمساتها العذبة
أصرخُ باكياً من وحوش الليل
وهي ما زالت تسرحُ وتمرحُ في شوارع راسن الحزينة
المساء سوسنة تكتملُ بماء الكوثر
حرير ملابسي يرشفُ لمعانهُ
عند حرث مساءات فسائلي
أبراج العبودية تلفّها أكفان الرياح السامقة
وهي ما زالت أوعية
تقطرُ دمي من منبر الروح...
أتوشّحُ حرير المساءات
ممزوجة بينابيع الأزل
أجتاحُ أبجدية السماوات بأحرف سحرية
الصمتُ لا تحدّهُ المسافات
لأشباح ظلالها ممغنطة من أعصاب التاريخ
بذرات راكضة بسموات موشّحة
أحملُ سرادق الوديعة بعوسج الرداء
أتسلّقُ نور الفضاء بشهقات الشفاه
أترمّدُ بكحل المآقي المتشرشرة بالنور والنار
لم أتوار من خمرة الكؤوس
كوشم رسوماته متقطعة بشحنات الآجر الأصفر
يسكبني طلسم ٌ مبقع بالدم حدّ التعرجات
يتثاقلُ من وداعة الليل المضني
تأتيني تترهات نازفة لنواقيس متنهدة
مكتوبة بضلوع الموت
أجعلُ بريد الكتابة فضاء خيالي الموعود
أحاورُ صمتي بتجليات أشباح مكهربة
تتردّدُ على نواعير مائي الأزلي
تتدفّقُ من الأعماق نحو أسوار روحي المكتئبة
أسلحة فتّاكة تشوّه عواصف وجهتي
أرحلُ نحو مواكب دموعي العابرة
وهي تصفُ مذابح هضاب روحي السابعة
الظلام يجفّفُ أجنحة شمسي المكوّرة
عجلات أحادية سوداء تحلّقُ فوق سماء بغديدا
أفلاك السفن تفتحُ فم الأمواج المستعرة
كنتُ شاهداُ على أسئلة الهذيان الأبيض
وهو يصفُ صليب معموديتي
المعلّق بأثداء النجوم البراقة
هكذا تدقُ ساعة طهري المرصّعة بالذهب الخالص
حين أرتّبُ موسيقى حلمي
تتراءى لي رتابة البرق والرعد
وهما يعلنان إبادة عروق الأشجار الندية
فتأتي رقرقات إغترابي
ملاصقة لجدائل الشمش المشرقة
*** 
   
 
 

497
نتاجات بالسريانية / كيلي فرق
« في: 00:05 28/03/2015  »
كيلي فرق
             كريم إينا

خوارا وكوما كيلي فرق
عوفلي أهت وشوقلي بدرد
كياوا روخا كبشلا كنفرا
كيئلا إللبّا مخ برقا
إللووش بدلة كومتا
بدخزيت خواروثا دتلكا بئينخ
إبثخهن كليهن طرواثا مزونا
وعرقهن زدئياثا مكاود هونا

وقلبهن باري كليهن بإيذخ
صلما دملكا بشلي ختايا
وصلما دبهرا بشلي ئلايا
وهاذخ مبينّي فرق
كوما آهولي خوارا
مباثر ما ديقذلي
كيلي فرق 

498
نتاجات بالسريانية / بغديدا
« في: 13:18 22/03/2015  »
بغديدا
         كريم إينا

بغديدي إمّيثن لخايخ
ويرقا دبستنانخ وإيلاناتخ
كرخشن دئرن لأبرخ بمياثا
ودقوريلي بطلنيثا ديرواثخ
مئيند دمايخ شتيلي بغري
وبدزقري كفاني مشالواثخ
مكباني دمار قرياقوس بدخبري شمّي
وشخنوثا دلبّي بيشا غدالخ
بدمايع تلكا دمخوكا من خميموثخ
وبدبشري شمئي بصينيت دإيتاثخ
وأبرخ كمشة خذرا بدني
ناشي كميثي وناشي كرخشي
لصورتخ مشوحتا خترتا كثولي
وخدروانح شمشا دمخشكا خزيلي
بشلي كرشن خولا ددايق ناقوس
وخولا مرشاشي كارق وكنابص
خشليْ سوسي كنافر وكرافسْ
إبصيخا كجّم قاشا كناصح
دكل خطايا دلكصالح
إيناثخ راسن دوشا مشخنوثا
وإيناثي رعشة قريروثا
إيما منّن بدبارخ بْصاروخ
وإيما منّن بديائل بشلطنوثا

499
أدب / صدى للرحيل
« في: 21:52 21/03/2015  »
صدى للرحيل
                 كريم إينا

قلبي يحمرّ
كزهر الجلّنار
عند رؤيته للشموس
مقبلة بخدّها الميّاد
أراها تحولُ نحلة 
وتقبّل أخرى عبيرها
وما زلت أحبّ الذكرى والجمال
شفاه النسيم
على ذكريات الحنين
ظمأى تترك لي عبيراً
منعشاً
إلى شقائق النعمان...
وهي تحاصر ظلّي
برهة من الزمن السحيق
ثمّ تخلع ثيابها المعطّرة
وترحل!..

500
أدب / حضارة مطلسمة بغربال العتمة
« في: 20:22 19/03/2015  »
حضارة مطلسمة بغربال العتمة
                                    كريم إينا
فوق تاج الليل
أجترّ ذبذبات الرصاص المدويّة
يومظُ برج ذهني
نحو خاصرة الفصول المسمّرة
أشربُ دهاقاً من أدخنة المدافع المدوّية
أرفسُ إزدواجية منعطفات الطريق
صمتٌ يلفّ جرار المنزل بدم مرقّط
كإنشلاح جلد الأفعى المشرنق
وزوفا الأرصفة
تتطهّرُ من برازخ مجنونة في عالم اللامبالاه

***
تلك الذاكرة تهيم نحو شموع السلام
أهداب مسمرّة داخل وعاء الأزل
أفواه تبحث عن أسوار المدن الشفافة
ترقص عارية بقلب شاعر
تستيقظ ظهيرة اليوكاليبتوس
نحو شرائع الملح المنسي
أوردة الزمن تخرم ربوة صمتي نحو غربال العتمة
تسحقُ أختام حضارتي المقدّسة
ملائكة تبرقُ برزانة نحو مفتاح العتمة
تشعّ وجوهها كأسنان المنشار
تطاردُ أوثان المارد من كلّ الجهات
***
سحابةٌ تتنفّسُ من ضلوع الحق
تغلي فيها ألسنة وقبائل غير معروفة
في تلك الساعة يقدحُ من عينيها سيولٌ عارمة
يندملُ منها معجزات وآيات خارقة
لونٌ أبيض وأسود
ممزوجان بكنّارات مشعّة
محلّاة بطعم النرجس
فصولي تجترحُ وصول روحي نحو فضاءات بعيدة
تحملُ معها تيجان وصولجان لا يخفتُ نورهُ
مطعّم بالزمرّد واللآلىء العظيمة
سماءٌ جديدة ينطّ منها المزمار والقيثار
بأصوات رخيمة تبعثُ بطيّاتها رعشة أبدية
***
أخبأ دغدغات أنفاسي في إسطوانات قشرتها من ذهب
بخورٌ لوزية تفتحُ أضرعها لندى الصحراء
أحملُ رعشة الأرض
وأرسلها في بريد دمي
كي يصفى الضوء من صباحاته المترنّمة
تحملُ لوحتها بصمات النبوءة مواكباً
تلمسُ شعاع الشمس
محطات تقلعُ نهارها ببصمات البصر
تغدقُ لنا أحلاماً مطلسمة
أقنان تجففُ سنابلها
في منازل النجوم...
 
 
 

صفحات: [1] 2 3