عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - جلال مرقس عبدوكا

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / القرعة أم الإختيار
« في: 11:38 19/04/2018  »

القرعة أم الإختيار

     
بدأت فعليا الحملة الدعائية لمرشحي البرلمان وقد سبقتها إجراءات إستفزازية سواء من الكتل او ممثليها لشراء اصوات الناخبين بطرق خسيسة، لماذا تعقد هذه الصفقات بين طرفين متناقضين على ما يبدو، هل معاناة البائع تزول بكم بخس من الإغراء! هل سينقذ البلد من مصائبه، كم من برنامج المرشحين المليء بالمكاسب اللفظية المعسولة،الم نجرب من سبقوه وما اذاقونا من عذاب والام ، اراني تواقا للمشاركة في هذه الحملة للناخب والمرشح معا لكن باسلوب غير مالوف قد يعده البعض ان الكاتب يسخر من مجمل العملية الإنتخابية التي الفناها، وهم صادقون فعلا فيما ذهبوا.

 ان كنت الاحمق وانت/ت ايضا عذرا لوقع الكلمة، لماذا لا نتراجع عن حماقاتنا وكأن فيها من المتعة افضل من الجدال العقيم، عندما ننفق ساعة من وقتنا لا يمكن اعادتها او تعويضها باخرى فكم حري بنا ان نستغلها لما هو انفع واصلح، رغم الجولات العديدة من الانتخابات التي شاركنا بها لم نفلح في نصب من يخدم الشعب لان الاراءتباينت بتناقض البعض للبعض لسبب ليس مجهولا، قاربنا غير مأمون في لجج البحر الهائج لان ربانه لا يجيد القيادة او يتجاهلها لامر في نفس يعقوب، الحقيقة التي تستحق ذرف الدموع بسخاء قد تستخف لئلا نندم على ضحالة تفكيرنا، عينا الحبلى لا تقر يالاجهاض بل بثمرة بطنها تتباهى، فبمثل هذا المحيط المظلم تحيطنا الحبائل وتشتد طالما نشبك ايدينا خلف ظهرانينا، لذا ليس العيب في الجاني بل نحن من يريد ان يدوم بؤسنا.
             
امامنا جولة جديدة نامل ان تحسم صراعنا مع بطش الفاسدين، جربناهم في مختبر الحياة اليومية، فلا الذي قبلناه كان المطلوب، والذي رفضناه كان الاسوا، فهل من ميزان يكشف لنا مكنونات المرشحين كي نزكيهم. لو غيرنا فهمنا الى عملية التقييم نكون قد وضعنا اللبنة الاولى للتغيير، نحن نستخدم الثلاجة لحفظ الطعام من التفسخ والاسكيمو يستخدمونها لحفظ اطعمتهم من التجمد. هل نتعظ من هذه الفكرة ما يجب فعله، المجال الوحيد الذي ينقذنا من متاهات الانتخابات هو ايجاد البديل الافضل لهذه الممارسة المنبوذة، لو احصينا القسمات بالمقدسات لطالت حدود السماء عند جدران الجنة وكأن ربنا لا يسمع الادعية الا عن قرب.!عجبي ان نتهمه بخذلاننا لان حاجتنا اليه في تنفيذ قصاصه بحق الفاسد وقتما نتمنى لا يؤديه، كما يستغل الفاشل الدين غطاء لفشله علينا ان نستعين به لامرين ساتي لذكرها لاحقا.

 للمراة او بالاحرى للزوجة مكانة مميزة بحسب قانوني الشرعي والمدني، فمن يتجرا تدنيس كرامتها ينال جملة عقوبات انسانية وربانية، لكن قصاص الزوجة هو فوري حازم وصارم، بينما عقاب الرب يؤجل وربما ينفذ والمجرم في القبر، هل حقا      ان مناهج الدساتير والقوانين عقيمة لا تنتج سوى التربص من لا جدوى بتعليماتها ، اذن ما العمل وما هو المطلوب ،

اعود الى العبارة التي نوهت عنها سابقا لو ان كل مرشح نفذ ربع برنامجه الإنتخابي الذي اغناه بعبارات معسولة ومكاسب يحلم بها المواطن لكان وضع البلد في اوج رقييه ونصنع لكل نائب تمثالا في مدينته، لوكان كذلك لما لجأ الى شراء الذمم. نظام الإنتخابات في بلدنا هو تعبئة الصندوق باوراق ربما نتائجها لا تعبر عن رغباتنا او تم تزويرها، فالافضل ان نتبع ما هو انزه واصلح.

اولا: الذي اراه الاجدر ان نسحب من الصندوقين( للرجال وللنساء) بطاقات بعدد النسب المتفق عليها لعدد البرلمانيين، وبمختصر العبارة إجراء (قرعة) بين المرشحين وليس الانتخاب.

ثانيا: احداث تغيير في خطاب القسم بعبارة يتلوها من يتولى مركزا مهما في ادارة الدولة – مدير عام فما فوق – بحضور رفيق/ة حياته ليكون شاهدا على قسمه والقسم يجب ان يتضمن ما يلي( اقسم بشرفي وبالطلاق ان.....الخ ) فمن ينكث قسمه يتعرض الى عقوبات بشرية والاهية معا، فمن يطعن بشرفه بارادته حصرا يتوجب عزله اجتماعيا لأنه إستخف بمقدساته فما بال مقدسات غيره، والعقوبة الصارمة لمن اقسم بالطلاق ولم يلتزم بقسمه تنفذها حالا زوجته بطرده من البيت ومكروها من قبل بقية افراد اسرته، والعقوبة التي يندى لها جبين الزوج الصالح ان يوافق بملئ ارادته ان يدخل رجل غريب على زوجته فيما لو ندم عل قسمه كما شاهدنا حال الزوج في مسرحية (الواد سيد الشغال).

اذن لنتكاتف كي نصون المقدسات من دنس هكذا انتخابات.
جلال مرقس
الأربعاء / 18/ 4/ 2018                                               



2
بين الحق والعدل فسحة مميتة

لئلا تصيدني مطبات المقال بفعل إستقلالية إنتمائي مع إنحيازي التام نحو مفهوم الديمقراطية ،ألج هذا الحقل لا كي أجني ثماره لصالح جانب دون غيره ،لن أُجَمِّلَ ولا أتجامل مع صراع المتناقضات ،بقدر كشف المستور لتبيان حقيقة هذا البيدر المُشَوَّك.

منذ أن وعينا عن الفساد الحكومي الذي كان محصورا بين العصابات وتحاربه السلطات الحكومية بدرجات متفاوتة (الشد والإرتخاء) حسب درجة قرابة الفاسد من المتعقب ،بات الأمر مباحا لدى كل من يستخدم جبروت الحكم أن يستغل قدر المستطاع الإستحواذ على منافع ذاتية ويتباهى لفعلته دون لفتة خوف أو وجل من آخرين ،وكأن الكل شركاء معه ،أين القانون وأين ميزان العدل في تقصي الحقائق ،على مدى عقدين ونحن نتعايش مع أزمة المواطنة سواء في حكومة الإقليم أو المركز ،القلة القليلة الواعية نأت عن نفسها بحثاً عن مخرج للأزمات المتازمة بسبب تعنت المسؤولين لإبعاد هذه النخبة من تفعيل دورها ،وكأن البلد ورثوه بكل خيراته وثرواته يتقاسمونه طاعنين دستورية القانون والعدالة الإجتماعية .

نسمع بين الحين والحين عن هروب مسؤول بعد أن حمل معه ( حصته ) من مناهل الخير المباح ،قد مارس حقه بفعل فوضى الديمقراطية في النهب وتجاهل قانون العقوبات لأنه مقيد بقانون أقوى ( وزن أحزاب السلطة المتنفذة ) ،كما نسمع عن إستجواب وزير أو كبير في الدولة وهو متلبس في الفساد دون إتخاذ إجراءات رادعة بحقه ويغلق الملف بهدوء بارد . هل نحن ضمن دولة ترعى مصالح أبنائها دون تفرقة .!
 
إن كانت الحرية الشخصية مصانة للجميع والنطق بها لا سيف عليه ،لمَ العنف في إبداء راي مخالف في مصير البلد.؟ أين حق المواطن الحريص في كشف الفاسد ومحاسبته .؟ أين مبدأ الخبرة والكفاءة في إشغال المناصب الحساسة .( التكنوقراط ) إنقرض من قاموس السلطة واستبدل بالإنتماء.

نعود الى مسألة إستحوذت على الأوساط المحلية والإقليمية والدولية بوضوح وبتفسيرات متعددة – حق الإقليم في الإستفتاء – قبله وأثناءه وبعده ،ما هي النتائج وكيف تُفسَر ،(أُذَكِّر القراء باستقلالية إنتمائي السياسي)، هذا لا يمنعني من الإنحناء لقرار الشعب ولا أستبعد الديمقراطيين في الوسط والجنوب من إحترام حق المواطن في إبداء رأيه إستفتاءً كان أم أي مطلب جماهيري مُلِح ،منذ إعلان النتائج ،إجتاحت البلد عاصفة إستقطبت الأفكار والمصالح في أكثر من قطب ،بين رافض ومؤيد ووسيط بين الإثنين ،هل يعقل أن يحبس المرء ما يجول في خاطره ليجامل غيره لئلا يستفز.؟ وهل يحق لصاحب (الحق ) أن يصاب بالغرور لأن حقه مصان ضمن القوانين والأعراف الدولية بأن الأخيرة تتأهب لنصرته وقت المحن.! الصعقة أشد من المتوقع أصابت الإقليم بسبب الإفتقار الى الموازنة بين المصالح لكافة الأطراف .! من كان معي اليوم ليس بالضرورة أن يستمر هكذا ،وقد يرفض تحقيق أهدافي .

طالعتنا إحدى النائبات المتشددات وعلى شاشة وسائل الإعلام ،أن على البرلمان ألعراقي أن يخير النائب الكردي فيه ،إما أن يعلن ومن على منصة البرلمان قراره بإلغاء مشاركته في الإستفتاء ،أو يتم إحالته الى القضاء ليحاكم على جرم ( حقه في بيان رأيه) . لك يا سيدتي النائبة ،أنشري إعلانك من على الشاشة ذاتها ومن منصة البرلمان أن يُحاكم المختلس والسجن بانتظاره .هل ستفعل ذلك يا سيادة رئيس الوزراء كما وعدتَّ الشعب أنك عازم على فعله.

لا أتمنى لك أن يغلبك الغرور بما أنجزت من إنتصارات في مجالات عدة لئلا تفقد في خضم معاركك ما نفذته ،نتائج التعامل بمرونة مع الإقليم  مثمرة وفعالة ،فاتعض حتى لا ترضخ كما رضخ الإقليم تحت وطأته يتدحرج نزولا من مكسب الى آخر .

نأمل أن يكون آخر المطاف خيرا للجميع .
جلال مرقس   

3
المنبر الحر / بيدر السياسة
« في: 09:14 04/10/2017  »
البيدر السياسي

العمل مع الغلة ليس امرا سهلا ، إظافة الى جنيها بطرق صحيحة فهي بحاجة الى حفظها من التلف أيضا لئلآّ تفسدها الحشرات.

العمل السياسي ونتائجه هو الآخر مشحون بمدى تفاعله مع الواقع أولا ثم مع أحقية أنشطته ذات الصلة بمديات جانبية، هل تتجاوب بمنطقية الإستحقاق للراي الاحادي.؟غلة البيدر السياسي تنطلق من وعي الظرف الآني كمسند للإنبعاث نحو تنشيط الترابط بين النظرية والعمل الميداني، ليس لدعم الطرف الإيجابي للعملية السياسية بقدر إقناع الطرف السلبي بدرجة مناسبة ليتفاعل لاحقا بوتائر أفضل.
 
إذا كانت السياسة هي عملية مزج الواقع مهما كانت قساوته مع متطلبات الطموحات مصحوبة بالبعض من المرونة، ستكون نتائجها المرجوة مقبولة الى حد ما، ليس من لا يتفاعل مع أصعب الظروف لنيل مكسب ضئيل جدا بِناجٍ من الهفوات الجمة، ولن يكون الخاسر لو هبط درجة من نيل جزء مهم من إستحقاقه.

فمن لا يستطيع إقناع مرؤوسيه لا يستطيع قيادتهم وتتكاثر خلايا المعارضة بوجهه.

يقول آيننشتين: تُقَدَّر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة حريته من سيطرة ذاته.

هل لدى القادة السياسيون في العراق ذاك النفس الطويل كي يمتصوا نقمة الشارع بإجراءات وحلول تخدمهم.! وهل كل الكتل السياسية – دون إستثناء- جادة فيما تطرح من قنوات لكسب منتسبيها قبل معارضيها.! وهل هذه الكتل تتسابق لتقديم الخدمات للشعب أم تتجاذب مع بعضها لكسب منافع شخصية.
 
لا نزكي بالمطلق بيدر الإقليم السياسي وجنى ما جنى وهو فخور بغلته، لوجود تحفظات لا تخلو من إنشقاقات محلية ونقمة على مستوى البلد، ومن جانب آخر، هل من يتبنى تقصي آراء الناس يرتكب جرما كي يعاقب شعب.! ماذا لو جرى في عموم العراق إستفتاء في فرز الآراء حول ( هل أنك راضٍ في توجهات القادة السياسين في طريقة حكمهم ) والجواب يتضمن ثلاثة أجوبة – نعم ، كلا ، الى حد ما – ولتكن طريقة جمع الآراء عن طريق التصويت الألكتروني تحاشيا من التزووير وقلة التكاليف وسرعة إعلان النتائج  هل هذه الممارسة معيبة كي نخجل منها.! نجاح كل مؤسسة أو شركة أو دولة لا تتقدم إلآ بالآراء المخلصة الواعية .
 
يقول ماركس: إن أفكار الطبقة السائدة، هي الأفكار السائدة.
فكم حري بالقادة أن يُنصفوا في توجهاتهم كي تشمل رعايتهم الشعب جميعا.
من تشدد على صواب رأيه ألغى وجود آراء مناهضة وهو أمر مشين .
     
جلال مرقس






4
مزاد علني لمناصب حكومية متدرجة في الأهمية

أُذَكِرُ المُتابع في الشأن العراقي أن بعض المستغلين  في قيادة الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 وأثناء تشكيلها ، كانت تعرض بعض المناصب الحساسة – المدير العام وما فوق - للبيع بأثمان تفوق الخيال .

 ولست هنا اجافي الحقيقة لأن الإعلام المحلي بكافة قنواته كان يروج لها ، ولعل أسوأ نظام شاهده العراق كانت تلك الحقبة ولا تزال مستمرة ، وستنعش أكثر بطريقة المزاد العلني لمناصب حكومية بدرجات متفاوتة بعد أن يقيل أو يستقيل الموظف الكوردي المتواجد في غير المناطق الكوردية ،

ستعم الفرحة والفوضى معا لدي الساسة والإداريين كي يقتنصوا أكبر عدد من المتنافسين للمزاد ، لكن لكل درجة وظيفية سقف محدد بالأثمان ، فالدرجة الدنيا وإن كان الإقبال عليها شديدا لكن الدفع يكون أقل ، وكلما تدرجنا في إرتقاء السلم الوظيفي يتضاعف سلم الدفع أيضا .

ترى بكم سيرسو مقعد الوزير أو عضو البرلمان في الحكومة الإتحادية .! لا تخشى أخي المواطن من طرح مبلغ تظنه مبالغ فيه ، لأن المنافسة هي التي تحدد مقدار المبلغ لإشغال هذا المركز الحساس الذي يدر بالخير الوفير .

ربما المنافسة على منصب رئيس الجمهورية ستنحسر بين الحيتان المتسلطة وقد تخلق شرخا بينها . لذا من واجب الحس المرهف بالوطنية أن ينصح المتصارعين ، ألآّ يستخدموا السلاح الفتاك أو الأسلحة الثقيلة لحسم الأمر ، بل يكتفوا بالرفس واللكم والبصقات ، فمن لديه القوة في الضرب وقذف البصاق والصبر في المواصلة على النزال سيحضى بكرسي الرئيس .

لماذا يا إخوتنا الأكراد خلقتم هذه الفجوة العميقة لدى أشقائكم من العراقيين .! أما كان من الأفضل أن تبلعوا غبنكم لفترة أخرى كما فعلتم سابقا ليكتب لكم التاريخ وقتا أضافيا من الإنتظار .
 
جلال مرقس

5
                          الإستفتاء بين التنفيذ والتأجيل، إستقطاب مرعب

بدءاً أقول أن الإستفتاء حق مشروع لكل الشعوب إستنادا الى الحقوق التي اقرتها الأمم المتحدة بميثاق حق تقرير المصير.
 
زعامة إقليم كوردستان عندما حددت تاريخ (25/ 9/ 2017) لإجراء الإستفتاء، لم تستشر راي شعب العراق غير الكردي ولا دول الإقليم ولا المجتمع الأممي، فجاء قرارا محليا كورديا وهو حق مشروع أيضا، لأنه صاحب القضية والمصير.

ما تبقى من موعد الإستفتاء هو أقل من إحصاء تداعيات الوضع وما ينجم عنها من مشدات بين الأطراف المتنافرة لهذه الممارسة الحقة، الغالبية العظمى من المجتمع الدولي وعلى مستوى الإعلام المكشوف تقترح تأجيل الإستفتاء الى أجل غير محدد، مما شددت رئاسة الإقليم الى التمسك بإجرائه بموعده المعلن لأنها تجاهلت طلب الإقليم بإعطاء ضمانات دولية موثقة يتمسك بها الإقليم دعما لحقه في إجراء الإستفتاء لاحقا، إنها حجة قوية تدعم تدارك الإقليم الى ملابسات وتراجع من قبل الأطراف المناهضة للإستفتاء.

أعود الى بداية قولي، بما أن تحديد موعد الإستفتاء إنطلق من التقويم الكردي(25/9) دون تدخل أية جهة أخرى،فإن تم تأجيل الموعد الى تاريخ آخر كأن يكون ( 1/ 1 / 2019 )سيكون بقرار كوردي كقراره الأول، وسينال هذا التاريخ – أو أي تاريخ تتبناه القيادة – إحترام وتقدير جميع الأوساط المعارضة محليا وإقليميا ودوليا، ولن يعتبر التأجيل تنازلاً مبدئيا بل تجاوبا لإحترام الرأي الآخر.
 
على ضوء هذا التأخير، فإن بارومتر السياسة الكردية سيقيس مدى إستجابة الحكومة المركزية لحل كل المشاكل المتعلقة بين الإقليم والمركز، وسيكون الرابح الأول هو الإقليم لأنه بدهائه تمكن من نيل مطالبه بالشد والتراخي حسب مستحقات الفترة،
 هذه الفترة الزمنية للتأجيل سيستغلها الإقليم ويقيمها بحسابات مصالحه، يتفاعل مع إيجابياتها، وكلما إستاء من تماطل المركز من التقارب مع مطالب الإقليم، سيلوح الإقليم بورقة التأجيل أن آن الأوان لإنهاء فترة التأجيل، وأن الشعب الكردستاني ماضٍ للإستفتاء بعد أن إحترم راي الآخر ولم يحترم أحدٌ تجاوبه مع مطلب التأجيل،
هل عملية تأجيل فترة الإستفتاء ستلغي وجود شعب، أم هي فرصة مراجعة مصداقية الرأي الآخر بما فيها راي الطرف الكوردي المعارض.؟
مقترح يستحق الإنتباه.

جلال مرقس

6
                   24 --*-- 26 / 9
                فاصل، كي نتأمل كيف نواصل.!

في تاريخ كل شعب محطات يعايشها بحلوها ومرها مرغما أو طوعا، فما يجنيه من حصاد حكامه يتفاعل معه كيفما تمليه مصلحته، فينال منها إما ثمارا لذيذة أو شؤما وزؤام، وعلى هذا المرتكز يخطو نحو أقلمة الفرص كلما سنحت تقويمها نحو الأفضل، الفكر السليم هو مخاض التجارب ليتجاوز المحن نحو الإنفراج، هل بعرضه أم بفرضه يُبان الهدف الأسمى من هذا الفكر مهما كان متقدا ونشطاً.؟ تغيير الهدف ليس بالسهولة إن لم نغير الظروف المحيطة به، وأعظم تغيير لدى الفكر البشري هو قدرته على تغيير سلوكه بما يخدم مراده، لأن بالفهم والإدراك نغير أنفسنا وليس بالتعصب الشديد الذي بالنتيجة يؤدي الى الطلاق بين الآراء المتناقضة ونحن بحاجة الى تزاوج الأفكار لخير الجميع يقول جبران.
: إن العادل حقا هو من يحس أنه شريك في النصف من سيئاتك .

هل القيمة الحقيقية لهذا التغيير تفرز مقدار النجاح أو الفشل.؟ ربما الخوف من المجهول عند فقدان الرؤية السليمة هو الذي يقودنا الى الفشل الى جانب إتخاذ القرارات بدون معلومات كافية، وهذا لا يعني أن إحساسنا بالألم هو بسبب وجود خطأ في مسرتنا بل بسبب قلة إدراكنا بما يتحقق، عملية بناء الإنسان لا تخلو من متاعب جمة، كذلك بناء الوطن تتعقبها المطبات ريثما تكتمل العملية.

شعب كوردستان وقبل قرن من الآن تعلق بتربته وجاهد بكل السبل لصيانة أرضه التي ما كان يميزها أحد أنها ملكهم لهم وليس لسواهم، التطورات التي حدثت في المنطقة خلال تلك الفترة منذ عهد الملك محمود الحفيد مرورا بكل المسلسلات من الإقتتال التي نجمت عنها إختلافات وإتفاقات بين قادة الكورد والحكومة ومراحل التسميات من اللامركزي الى الحكم الذاتي الى الفدرالية، كانت إتفاقيات منهجية طُبِقَت بنود بعضها حينها وجُمِدت الأخرى، واستمرت المطالبات بوتيرة تشتد كلما تأزمت العلاقة بين المتصارعَين، هل صحيح أن الأزمة كلما تشتد تقترب من الحل .! فالذي إرتضاه شعب كوردستان متمثلا بقيادة الحركة لا يعني تمسكه بها فقط بل تجاوز سقف المطالب نحو آفاق أوسع. فهل نؤمن بالمقولة : حين تشتد الأزمة تنفرج

أين نحن الآن من المرحلة القادمة، هل تفصلنا تأملات لا نتوقع مداها، هل سيشاكسنا الزمن كي نتنازل عن جزء من أمانينا، وهل للضرورات سطوة على المحذورات كي نستعض بالذكاء نحو المجهول، إن ما يتمتع به الإقليم من موقع متميز عالميا وهو مقبل على خطوة الأمل الإستراتيجية نحو الإستقلال، هل يسهل عليه فقدان ما إمتلكه بعد (25/9) إذا تعذر إختيار الصحيح، وأيهما الأصح.! هل يحق لسلطة الإقليم أن تمد يدها للتوافق وهي على رأس هرم المعارضة.؟
المكونات الغير الكوردية في الإقليم الى ماذا يؤول وضعها لو نجح الإستفتاء بنعم، هل دستور الدولة المرتقبة يرعى مصالحها وخصوصيتها مثلما تتمنى.! نترقب بحذر لا يشوبه خشية من المجهول، نتوق الى فاصل مريح ولكل حادث حديث.

جلال مرقس



7
في الماراثون العالمي في سباق الفساد
من يفوز بالجائزة الأولى

في بلاد العجائب والغرائب، وهي كنية سُمي بها بلدنا لتميز تاريخه وحضارته وطبيعته الجغرافية بها، من الحر اللاهب الى البرد القارص، ومن الصحراء الجرداء الى الخضرة القاتمة، ومن الجفاف في قسم منه الى خزانات من المياه المتدفقة في أقسام أخرى، ومن الفقر المدقع الى تخمة في الحسابات في شتى بقاع العالم، إنقسم سكانه الى فصائل متباينة متصارعة كثيرا ومتعاونة قليلا .

 أعلنت منظمات مهنية دولية، أن العراق يحتل المراتب المتقدمة السيئة في ميادين شتى، فيما يحتل ذيل القوائم في تصنيف الجودة بسبب التخبط العشوائي في التخطيط الإجمالي والمعتمد على النفع الخاص.

في هذا الماراثون المعلن، تُرى من سيشارك به، وما هي شروط المشاركة، وكم هي الجائزة ومن أي مصدر تُمنح، وأخيرا من هم لجنة التحكيم.؟

بدءاً أقول لمن يرغب المشاركة عليه الإطلاع علي القنوات الإعلامية المحلية والأجنبية بما تبث من أخبار معينة للفوز المحتمل. لا نضن اننا سنعاني المشقة في فرز من سيشارك وآخرهم سيكون النصراوي المهرول الأخير في قائمة (الفرار) قبل إعلان ساعة التوقيت، ومن سبقوه من السوداني والشعلان المحترق جهدا في كنس الرذيلة، وجلهم تدربوا على يد من ملك الملك لسنوات عدة ولا يزال ينتظر المزيد بدليل أنه لا يريد ترك المخزون لأفراد آخرين ولم يهرب.!
 
الذين يتولون شؤون المبارات والتحكم بالنتائج هم أسيادهم وأعوانهم (الكتل السياسية) المتنفذة حصرا، وستحاسبهم إن لم يتبوأوا المراكز الأولية فيه. ولكن كيف يمول هذا المشروع المغري وما هي مصادره.؟

أبواب الإرتزاق على مصراعيها مفتوحة أمام الشطار، الجهد القليل مع قليل من الخبرة ممزوجة بحيلة مفبركة تظاف اليها مسحة فرصة الإقتناص، الوجبة الشهية تنتظر من يقطفها ليفوز أولا بالكمية الكبيرة، ثم تتوالى الحصص الأخرى للأقل جهدا وخبرة. وعلى مراكز التمويل وكالآتي – البنوك بأنواعها ، الواردات الحكومية بمختلف مصادرها ، النفط بشكل خاص وبقية الدوائر المنتجة والشركات العملاقة الأجنبية والمحلية والشخصيات الوهمية ملزمة بتوفير ما يلزم هذا المشروع.

 في الختام نقول، ماذا يكون مصير الفائزين.؟ أولا، تبرئة الضمير علنا في قنوات إعلامية أجنبية أن الفساد ضرب أطنابه جسد المجتمع، وهو هارب من وجه العدالة. ثانيا، سيعلن اسمه ضمن أغنياء العالم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهي شهادة عالمية لها وزنها وسمعتها، ثالثا، من خارج البلد يصرح أن الحكومة حاربته، وخشية سوء تصرفها تجاهه ترك البلد مرغما وهو يذرف الدموع الساخنة حسرة على ما تبقى من خيرات لم تطالها يده. مساكين لقد حُرٍموا من إفراغ الخزائن لحسابهم الخاص.
سؤال : من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلد، هل هو المواطن بالمرتبة الأولى أم هي الكتل الأخطبوطية.؟
     
جلال مرقس

8
                                       
                    قراءات في المسرح المعاصر

دراسة تحليلية للنص المسرحي

صدر مؤخرا كتاب في ثلاثمئة صفحة من القطع الكبير للناقد المسرحي المخضرم – صباح هرمز – تناول فيه تشريح حيثيات (26) ست وعشرين مسرحية لكتاب أجانب وعرب بواقع ست مسرحيات للكاتب أوغست سترنبيرغ، وخمس مسرحيات لإبسن، قارنها وتقارب بينها، وثلاث مسرحيات لكل من فريدريش ديرينمات ويوسف الصائغ وتوفيق الحديم ويوسف العاني ومسرحيتين لفليمير لوكيتش .الكتاب لغزارة مادته وعمق إيحاءات وألغاز نصوص مسرحياته يكاد يتحاشى عن قراءته المثقف إذا كانت ثقافته تفتقرة الى النص المسرحي، لكن بخبرة وسعة إدراك وكثافة المعلومات التي يمتلكها الناقد، ذلل الكثير من عقبات طموح القراء لتصفحه، بالإعتماد على الأسلوب الأدبي الرفيع وغزارة المادة اللغوية التي يمتلكها الأخ صباح هرمز. للوهلة الأولى عندما تصفحتُ عددا قليلا من صفحاته ظننتُ إستحالة متابعتي للقراءة بسبب الكم الهائل من تداخلات وشروحات النصوص مع بعضها، بالإضافة الى هوامش المؤلف، وهكذا سيكون مطاف من لا يمتلك قدرا من الإطلاع على فن المسرح – كتابة وقراءة وتمثيلا وإخراجا، ومشاهدة العروض بين حين وحين على أقل تقدير، ولأني من المتابعين للشأن المسرحي، طاوعتُ رغبتي في مسيرة المطالعة وتلذذتُ بصحبة المؤلفين والناقد معا، أعود وأقول ان الناقد سَهَلَّ الطريق أمام من إقتنوه لقراءته والإستمتاع بمادته المغرية لما فيها من مفاجآت أثارها كاتب النص تارة وسلط الناقد خبرته في تحليلها الى أبسطها تارة أخرى .

الكتاب بشكل عام هو أقرب الى المنهجية التحليلية كمادة أكاديمية من كونه معرفة عامة عن النقد المسرحي، وسيكون له رف مهم مع بقية المراجع الهامة التي تتناول هذا الجانب من الفن المسرحي لينهل منه طلاب المعاهد والكليات المعنية لمناقشة اطروحاتهم الدراسية. لا أغالي لو قلتُ أن هذا الكتاب هو أثمن مما إحتواه من مسرحيات البحث، شارحا كل شاردة وواردة من الموجودات الجمادية والإكسسوارات والمخلوقات، مواضعها وحركاتها تفاعلها وتمردها، أحيانا من أجل المشاكسة وأحيانا كي تقرب الدالة على المدلول حتى تضاعف من قوة الحبكة لتصعيد الدراما نحو هدف المؤلف المسرحي.

ضمت المسرحيات الواردة على تفاعلات وتحولات الشخصيات الى حالات متناقضة في الحوار ومضمون النص بذكر دلالات دامغة الى فكرة التحول، كي أجسد لهذه الحالة ما يبررها كما جاء في مسرحية البجعة لأوغست سترنبيرغ، تحول الأم من حالة التسلط على جميع أفراد أسرتها بدون إستثناء،. وكانت تحض صهرها على إبنها لأن والده المتوفي في وصيته الموجهة اليه لم تتضمن إرثا سوى رسالة تحذير من أمه له لسرقتها ماله وخيانتها مع صهرها، والكرسي الهزاز كان الدالة الداعمة بصدق الى حالة القلق واللإستقرار في الحالة النفسية للأسرة بمجملها. ولما علم زوج جيردا بفحوى الوصية ندم الإقتران بها، ظناً منه أن زوجته سترث عن أبيها مالاً يعول عليه في إقامة مشاريعه الطموحة، وهكذا لمّا عرفت الأم حقيقة صهرها وهي في حالة الضعف، تطلب من إبنها ألآّ يتخلى عنها، فيقول لها: أنت لست مذنبة، فتقبل يد إبنها بخضوع، وتطلب من إبنتها جيردا كي تغفر لها خيانتها بسرقة زوجها.

ومن أوجه التشابه بين البجعة وهيدا جابلر لإبسن، شخصية هيدا القوية المتسلطة وبطلة المسرحية هي نسخة من الأم في البجعة، والتشابه الآخر بين هيدا وزوج جيردا زواج الإثنين تم بفعل المصلحة والأنانية، لأن زواج هيدا من جورج تسمان لم يتم بسبب شبابه وثقافته، بل كي لا تصبح عانس وكذلك كي يوصلها الى المكان الذي ترغب الذهاب اليه، وحولته الى فرّاش أو موظف يطيع أوامرها.
من الدلالات والألغاز في ترديد مفردات لغوية لأكثر من مرة في عرض واحد تعطي زخما لقوة النص، لأن المعنى يأتي بأشكال مختلفة نسبة الى موقعها في الحوار، مثلا كلمة – البرد هي تفسير لحالة الطقس، وتُفسر بفتور الحس والعاطفة سواء كانت إجتماعية أو جنسية. وكلمة الحطب تدل على خلق الحماس عبر التدفئة، كما يعبر عن إبداء الكره بسبب رائحته.  والغيرة جاءت بعدة أشكال في أكثر من نص. في البجعة إستنفرت الغيرة بين فريريك وصهره. وفي مسرحية ايولف الصغير لإبسن، وجه الغيرة يبدو من العجب لأن بوادره بانت بين الزوجين الفريد المرز وزوجته ريتا بسبب إبنهما الكسيح الذي يتبنى الوالد رعايته دون امه التي تطمح تعلق زوجها بها وحدها. ذُكِرت مفردة الباب عدة مرات في أكثر من مسرحية، جاءت وسيلة لحجب الصوت والروائح والأعاصير، كذلك للتستر على بعض المعلومات، الوصية مثلاً. وفي مسرحية العودة ليوسف الصائغ إتخذ محمود الجندي من الباب والهارب من جبهات القتال منفذا يغلق على سرداب للإختباء حسب ظن أفراد الأسرة.

في رومولوس العظيم لفيريدريش ديرينمات يبدو أن امبراطور روما رومولوس أراد أن يختتم سلالات الأباطرة الرومان بإسمه ويسلم الأمبراطورية الى الجرمان دون مقاومة بذريعة أن الأمبراطورية متعفنة لابد من سقوطها، هذه النظرة التشاؤمية رافقته طيلة عشرين عاما من حكمه لروما، ولم يعر أي إهتمام لآراء قيادة جيشه أو حاشيته، زوجته من جهتها تقول له : من العار أن أكون زوجتك. والقائد إسبريوس ينعته ب :أنت عار على روما. دخل الجرمان روما دون إراقة قطرة دم، قدمها الإمبراطور هدية على صحن من ذهب الى أودوكور ملك الجرمان، علت الهتافات والصيحات بعد الإعلان عن الإتفاق بين الإثنين وهي تهتف : يحيا رومولوس العظيم بينما يخرج منحني الرأس والجرمان واقفون في غاية الإحترام !

 وقد أعاد التاريخ نفسه في حرب الخليج الثانية عندما وقع صدام وثيقة الركوع تم تلتها حصد رقاب الشعب كما تحصد الحاصودة رقاب السنابل، قدم قائد الضرورة البلد بكامله هدية إنصياعه لأسياده بينما يعتلي سطح سيارته مهددا الأمريكان بالإبادة. رومولوس لم ينتحر وسيفه بجنبه، كذلك صدام ومسدسه معه في المخبأ القذر ولم يقتل نفسه كي يتحول الى شهيد بنظر أتباعه .
     
ومن الرموز التي لها دلالات واضحة ومحددة مثلا – المفتاح ويعبر عن وجود معضلة    بالإعتماد على الوهم والحلم. والمفتاح الحقيقي كما جاء في مسرحية المفتاح ليوسف العاني هو طريق العمل الجماعي في النضال ضد العدو الذي إستغل خلافات الدول العربية لعدم المشاركة الجماعية في حرب تحرير فلسطين عام -1967 -. التفاح هي الفاكهة الرابطة بين إغواء الشيطان بهيأة حية لآدم وحواء وبين الخيانة بكافة أشكالها، والخيانة الزوجية طغت على معظم المسرحيات. الشمعة وإن جاءت وسيلة للحرق فإنها جنس من البخور لإنعاش الحوار.

 توفيق الحكيم إتخذ في مسرحيته – مصير الصرصار- من الحشرات رموزا لشخصياته، الملك يتباهى بطول شاربه وينافس الصرصار بها لذا عين نفسه ملكا، ووزيره لخبرته في إختلاق المشاكل وسبل حلها عين نفسه وزيرا كي يبيد النمل لكرهه الشديد لها. الصرصار بمجساته –الشارب- يتحسس ويتلذذ داخل المجاري وبين القمامة، والملك يستخدمها كمرشح ليفرز بها مناله، أمّا النمل فحياته منتظمة وإجتماعية يعمل تحت شعار – الكل من أجل الكل- لوجود نظام عمل موزع بمهنية مشاركين في تحمل مسؤولياتها، ويرمز به الى الشعب المتكاتف. كأن المؤلف قد كتبها خصيصا لبلدنا في الوقت الحاضر لما يعانيه من ظلم وتعسف على أيدي قادته الفاسدين، فكما يتمنى النمل أن يسقط صرصار على ظهره فتلتم عليه وتلتهمه، هكذا ينتظر الشعب سقوط الفاسدين لينالوا مصيرهم.
جلال مرقس





9
مكافحة الإرهاب أم طمس المعارضة.!

اللعب في السياسة خلط في الأوراق من أجل تمرير موقف حسب الأهداف والنوايا بحيث من السهولة وصف المظلوم بالظالم وبالعكس ،إنها معادلة مشاكسة الحق والمنطق لتنقلب الى سلب الحق باللامعقول ،
العصر الحالي ومنذ عدة عقود يتميز بالإظطرابات السياسية والإجتماعية ،الى العرقية والطائفية ،الى الدينية والقومية ،يكاد لا يخلو بلد ما لا يعاني من نتائجها سلبا ،ويكاد لا يخلو بلد لا يتعاطف مع جماعة مهما تكن ميولها وأهدافها ويعارضها في بلد آخر .

إستقطبت هذه السياسة توجهات تنذر بالويل والماساة على الشعوب عامة بحيث بات سلب الحق مبررا بمسميات وذرائع شتى .

لنستنبط من المحيط العربي بعض الإفتراضات لدحض بعض التوجهات لدى بعض القادة بسبب أن المنطقة بأسرها ملتهبة وما يخشى عليها أن البعض الآخر يغذى لهيب شراراتها بغطاء مشين مندفعا من وخزة آخر .
 
بين الحين والحين تبرز على الساحة السياسية عناوين مرعبة تتغلغل بسرعة داخل النسيج الإجتماعي في هذه المجتمعات بقصد زعزعة الأمن والإنصياع للأمر المفروض باي ثمن كان ،وأن الدول أو الجهات الممولة لهكذا عناوين تتستر تحت يافطات صيانة الحرية والديموقراطية في العالم ،العجب كل العجب أن تحترم حرية الظالم وأفضل تسمية للمظلوم ب – الضحية – نقدمها له لإمتصاص جزء من نقمته .

الهدف من كل هذه المقدمة جاء بسبب موقف النظام التركي من معارضيه المتناثرين في أكثر من بلد ،جاء رد فعل تركيا على منع وإخماد   المانيا لإضرابات قامت بها عناصر موالية لاجئة في ألمانيا دعما لموقف النظام التركي في تعديل الدستور ،كاد أن يصل الوضع الى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين .

تركيا تمنح الحق لنفسها أن تمارس جالياتها في أي بلد تتواجد فيه بالمظاهرات والإظطرابات وتنزعج لو منعت من خلق الفوضى ،بينما تشن حروبا داخل حدود البلدان التي تتواجد معارضيها حتى لو نتجت عنها ضحايا من تلك البلدان ،العراق وسوريا نموذج لذلك ،
ولنتذكر قافلة السفينة (الخيرية) التي أرسلتها تركيا قبل عقد من الآن لإغاثة شعب فلسطين وكيف تصرفت حكومة إسرائيل ببشاعة تجاهها ،وضعت جراءها العلاقة الديبلوماسية بين البلدين في قفص التجميد لفترة.

الهجوم الأخير الذي شنته تركيا قبل اسبوع على قواعد بي كا كا في سنجار والقصف المستمر لطائراتها لمواقع شتى في عمق الأراضي العراقية بذريعة أنها مواقع إرهابية تهدد أمنها .

بدءا نقول من منطق الواقع ،هل تخلو دولة في العالم لا تتواجد فيها معارضة من عدة دول بما فيها تركيا ،ففي تركيا وبعلمها تتواجد على أراضيها معارضة عراقية وسورية وليبية ويمنية وإيرانية ،وربما من دول اسيوية وأفريقية ،هل ستسمح تركيا لهذه المعارضة أن تكثف أنشطتها بالإضرابات والإظطرابات ضد حكوماتها ،وبعبارة أخرى هل توافق أن تشن تلك الدول حربا ضد معارضيها على أرض لجوئها .! وبأسلوب أكثر وضوحا هل تسكت تركيا على تصفية المعارضة على أراضيها من قبل الدول كما كان يفعل صدام بقتل المعارضة عن طريق مندسين داخل السلك الديبلوماسي ،
إنه أمر في غاية الغرابة ،أنها تقودنا الى منطق ( الحرب الكونية ) - الكل ضد الكل- لأن في كل الدول تتواجد معارضة من أكثر من بلد ،إذن وحسب المنطق التركي يحق لكل دولة أن تقتل معارضيها حيثما يتواجدوا .
من هي الجهات والدول الداعمة لداعش في حروبها ضد بعض الدول ومنها العراق ،وقادته على علم بالعناوين والأسماء الداعمة ولا زالت تغازلها .؟هل في اللعبة ألغاز أم إنصياع مفبرك لهدف جليل .؟

الأكثر غرابة أن الموقف الرسمي لحكومة إقليم كوردستان تبرر الفعل القبيح لتركيا بوجود فصائل مسلحة معارضة على أراضي الإقليم ،لكن ألم يكن بمقدور حكومة الإقليم أن تحل هذه الإشكالية بطريقة أسلم وأكثر عقلانية ولا تبرر الهجوم التركي بتجاوز حق إحترام سيادة البلد .!
نخشى ألآّ يكون سكوتنا فاتورة سخية من تركيا لهدف ما .!
جلال مرقس
 

 

 













10
أدب / أفكار وأشلاء
« في: 08:46 16/02/2017  »


أفكار وأشلاء

جلال مرقس عبدوكا

في دولة أضاعت القانون
أجهضتُ ذاكرتي
كي لا أبكيك يا وطن.

تذَمّرتُ حريتي،
عسى أن تزجُرني ومضة بؤسٍ.
الفوانيس لُججاً تضيءعقلي
تجرفني حماقة القانون
لأنسى وزر النواميس
لقوم أغراه الجشع.

تدحرج الزمن بين أرجل السفاهة
بعثرتُ أشلاء أفكارهم
بحثا عن وطن،
بئس لجاه الزينة
لم أرَ أثراً للسكن
بات الوطن ذبيحة
وقادته جزارون

بئس لشلة التشريع
لا تنشد غير الدفوف
ولا تفقه عن القانون
غير الحروف.

عنوة عجنوا الضحية بالجريمة
أسيدٌ مطاعٌ
من ينتزع الرضاعة
ويُبكي الطفل .؟

11
الإستقواء وبمن تتقوى.؟

ليس من بشر لا يتقوى بمصدر معنوي أو مادي ، روحاني أو علماني ، بل هناك من ينجرف لأكثر من تيار يجمع إتجاهات متباينة ، وهو ما يؤدي الى تخلخل توازنه بين صفوف المجتمع لأن تصرفاته تتمايل كغصن شجرة بفعل التيار الأقوى ، ولن يدوم الإعصار لجهة واحدة باستمرار.

ربما يتربع القناص الماهر قمة مجده ،لكن لا ينجو من شكوك الرقيب المحايد أو المنحاز ، وخير ما نتلمس كهكذا مشاهد لدى الإنتماءات الساذجة في فترات محددة بفعل التيارات الجارفة والمغرية .

السياسة المنغلقة تلعب دور البطولة للإستحواذ على أكبر عدد من تلك المجاميع وتشحنها ،ثم تضخها بين صفوف العامة لتبث سمومها . ولمثل هكذا سياسة تتغلغل عبر أضيق المنافذ غير القابلة للتأويل أو التفسير المنطقي . وبصريح العبارة نقصد هنا " إستغلال الدين كواجهة سياسية " أو أي مرجع مغلق آخر .

إحتار البعض من أبناء شعبنا بمن يتقوى ليثبت أقدامه .؟

هل تتقوى أنت أخي المواطن بالمرجع الديني لأي دين وأي مذهب كان (أدياننا ومذاهبنا في شد مع بعضها) والضحية هي أنت.!

هل تتقوى بالإنتماء القومي لأن القومية هي مصدر القوة ومتانة المجتمع ..!

هل تتقوى بحزب أيا كان غطاؤه " ديني علماني قومي مذهبي " .!

أم تتقوى بالإنتماء القبلي لأنها ركيزة المجتمع ومنها تنبعث شهرة جماعتها .!

أمّا القلة القليلة التي تحتل مراكز مرموقة ثقافيا ، إجتماعيا ، وظيفيا ، ربما تتقوى بصفاتها لفترة محدودة وحينما ينكمش ضوءها يسطع نور آخر.

بعد كل هذه الإختيارات ..

حدد أخي بمن ترغب أن تتقوى ولماذا ، وهل بإمكانك أن تتعامل معها لبناء مجتمع حضاري ..؟

أرجو المعذرة إن أحرجتكم بالولوج في هكذا مسلك تائه.
جلال مرقس عبدوكا 

12
في السنة المنصرمة تطرقت الى مسامع المجتمع الدولي نداءات الكورد حول تقرير مصيرهم بما في ذلك حق إعلان الإستقلال .

وفي هذه السنة ومنذ إطلالتها تصاعدت وتسارعت وتيرة تحركات قادة الإقليم محليا وإقليميا ودوليا لإعداد قبول فكرة مصير الكورد نحو الإستقلال .

الكوردستانيون قاطبة يأملون أن يوفر الوضع (الجديد اللاحق) الأمن الإجتماعي والسياسي لجميعهم ، وأن يراعي حقوقهم بالعدل والمساواة.

لكن السؤال المطروح بقوة أيضا، من هي الجهات أو الدول التي تتسابق سواء بالإعتراف أو بالإعتراض على هذه المساعي.؟

وهل أن المناخ الإقليمي المحيط بالكورد يحث قادة الإقليم على الإسراع في تقديم مشروع (الحلم) الإستقلال نحو بساط البحث والتمسك بإعلانه.؟

كيف ستتغير خارطة الشرق الأوسط الحغرافية .؟

هل أن جميع القوى الكوردستانية المتضاربة أفكار بعضها ـ تتحد بعد الإعلان أم يشتد تباعدها للإستحواذ على أكبر قسط من المصلحة.؟

أسئلة كثيرة وجريئة تخطر ببالنا تحتاج الى توضيح من قبل قادة الفكر السياسي والثقافي من مختلف الإنتماءات سواء على نطاق الإقليم أو في مجال أوسع.!!

13
مجلس محافظة أربيل والمكون المسيحي
ما له وما عليه

لا نشك بقدرات ممثلينا في المجلس في تقديم الخدمات المتيسرة لمكونهم كما أعلنوها ضمن برنامجهم الإنتخابي لو توفرت النيات الصافية , وهو طموحنا وأملنا كي نتباهى بهم ونرفع شأنهم . علينا أن نستذكر أين حل مطاف الكتل الكردستانية عندما طغت المنافع الفئوية فوق مصلحة الإقليم وهو مثار القلق فيما سيؤول اليه مصيره  لو إستمر العزف على نفس الوتر . الذي يهمنا وهو مطلب ملح نركنه في تفكيرهم , أن زمن الخلافات الشخصية إن وجدت يجب أن يُجَمد والرواج هو من مستحقات الصالح العام.

 المحاضرة التي ألقاها الأخ صباح بويا سولاقا- يمثل كتلة شلاما في مجلس محافظة أربيل- في ضيافة إتحاد الأدباء والكتاب السريان في قاعة المركز الأكاديمي , سلط  الضوء الكاشف على ما قدمه هو وليس (كتلة المكون) . وبصراحة الكلام المبين عرض ما كان بمقدوره أن يقدم بغض النظر عن إمكانية التنفيذ , وهو شيء مؤسف أن نتلمس أن معوقات التنفيذ هي خارج صلاحيات النائب. وبعبارة أوضح أعلن: أنا قمت بما يجب أن أفعله وإن لم أفلح في جني ثمارها كما يشتهي الناس , لكن هذا هو المجال المخصص لي .

حبذا لو كان الأخ آلان ممثل كتلة المجلس الشعبي حاضرا في الندوة - ويحتل مركزا مرموقا في المجلس بصفة (سكرتير) - كي يعين زميله ويخفف عنه ثقل المعاناة , عسى أن يُضيِّف الأخ آلان نخبة من مثقفي البلدة شارحا لهم تصوراته ومقدار ما يُستجاب لمطالبهم .
إخوتي عضوي المجلس : إسألآ ضميريكما ,هل ما قدمتماه يوازي طموحات ناخبيكم .؟ لا نتمناكم كأقطاب متنافرة وأنتما تمثلان كيانين مهمين , ولا نأمل غير الإلتحام مع أهداف وأمنيات الشعب المنكوب , ما بقي من مدة الدورة يكفي أن نعيد النظر ونستقريء مخاطر وأبعاد تجاذباتنا .
 
مجالس المحافظات باستثناء محافظات الإقليم لها صلاحيات التشريع وفق ما تمليه ظروفها وإمكاناتها ,ما الخشية لو تمتعت مجالس محافظات الإقليم بنفس الإمتيازات كي يتسنى لها تقديم ما تراه مهما في الزمكان المحدد .؟

العبرة في الميزان يا ممثلينا إختارا الكفة الأرجح لتنالا ثقة الجمهور .
 
جلال مرقس


14
ماذا بعد تصعيد وتيرة الإحتجاجات.؟

عندما خرجت مظاهرات بعدة مئات في  شوارع بغداد قبل ما يقرب من خمس سنوات إختزلت طلباتها بأبسط أشكالها ، منها ، توفير العمل ، تحسين الخدمات ، محاربة الفساد ، ثم ما لبثت أن تجاوزت الى تشخيص الفاسدين من المراكز الحساسة في إدارة البلد ، وقبل فترة قصيرة إعتصمت جماهير غفيرة قرب الخضراء بينما أقتحم الصدر حدودها وعلى مشارفها ليمهل المعتصمون مهلة مراجع المسؤولين سياساتهم وتغيير الحكومة بحكومة خبراء نزيهين .

اليوم وفي سابقة من نوعها إعتصم أكثر من خمسي عدد البرلمانيين مطالبين بالإصلاحات ، كي تثمر جهود الأبطال من البرلمانيين المعتصمين يجب تصعيد سقف المطالب حتى ترضخ الكتل المهيمنة على البلد وكالآتي.
 
1-   إقالة الرئاسات الثلاثة في جلسة برلمانية مفتوحة.
2-   تهميش دور رئاسات الكتل السياسية وعزلها عن مهامها الدستورية
3-   تشكيل لجنة من ذوي الكفاءة والنزاهة تتولى إدارة البلد واعتبار تلك الفترة حالة طواريء.
4-   وضع الفاسدين الكبار تحت الإقامة الجبرية ومنع من عليه شبهات في الإختلاس من السفر.
5-   الإسراع في تعديل وتقويم عمل القضاء وفسح المجال أمامه ليمارس عمله وفق القانون.
6-   تجميد أموال المسؤولين المشار اليهم في الفقرة (4) أعلاه سواء في المصارف المحلية أو في الخارج مع إعادة النظر في سلم رواتب موظفي الدولة وتقليل الفوارق .
7-   العمل الجاد من أجل إعادة ثقة المجتمع الدولي بالعراق ليتسنى له جلب الفارين الفاسدين عبر الشرطة الدولية ومساءلتهم .
8-   محاسبة كل مسؤول له دور في فشل القوات العراقية في صيانة الوطن.
9-   إعداد جدول زمني لتنقيح وتعديل قانون الإنتخابات وقانون الأحزاب،
وإعطاء دور أهم للمنظمات المدنية وإشراكها في عملية صناعة القرار.

أمن البلد لا يسلم من المخاطر بوجود نظام قائم على أسس لامنطقية.

وأملنا أن هذا العدد سيتسع ليشمل معظم البرلمانيين كي تتراجع سياسة الإقصاء والتهميش في رسم مسار واضح ومبين لبناء (الوطن للكل).

الويل لمن يقف عثرة أمام الخيول الأصيلة عندما تُطلق عقالها..!





15
المنبر الحر / 1÷ ؟ = !!!!....
« في: 16:16 06/04/2016  »
1÷ ؟ = !!! ...

ليست هذه معادلة في مادة الرياضيات ليتسنى إستخراج مجهولين من عدم .! وليست لغزا لتبيان النتيجة بالعمليات الأربعة .! كما أنها ليست مقاسات لبدلة عرس . بل هي غرفة عمليات تتضمن أسرار ومعلومات في غاية الغرابة .
 
إذا كان الرقم (1) بكامل قيمته يمثل أصغر رقم إيجابي فإن قيمته المكانية على الخريطة السياسية هي عظيمة وغنية المعاني ، هي دلالة لبلد اشهر شهرة من أمريكا التي كانت مقاطعات وشعوبا مظطهدة غزتها أقوام قادمة من مسافات بعيدة ، وهي أسمى مكانة من دول تبوأت أرقى المقامات وكانت مشايخ تتمنى أن تكون مزدهرة ومتقدمة كبغداد قبل أربعة عقود فقط ، واليوم تتمنى أرقى دول المنطقة أن تغمز لها جفن التودد ، وحصل كل ذلك بفضل قاداتها المخلصين ، لكن هذا الرقم السيء الحظ وبفضل ساسة قادته ركع في خاتمة القوائم لمختلف الأنشطة بمقاسات أممية . القلة من جهلاء العالم يجهلون العراق ، أين موقعه ومستوى رقي شعبه ووفرة وتنوع موارده الإقتصادية ؟ إرثه الحضاري وتاريخهه السحيق . اسماء شخصياته اللامعة عالميا متبعثرة في كل الإتجاهات وتحضى بتكريم تلك الدول ومقامهم لدى قادة بلدهم أقل من كسرة خبز في حضن طفل جائع .

لنعد الى حل هذه المعادلة إن كان لها حل ونرى سخرية النتائج .!!!

هذا المقسوم أوقعناه في حيرة ، ترى الى ماذا نقسمه .!؟

هل نقسم البلد استنادا الى قومياته .؟ فقومياته عديدة تجر كل منها أبعادها التاريخية لتنال أكثر ، فالعرب بالمرصاد لكل من يتطاول على عروبة البلد بلمة ترابه ، والأكراد حرمهم التاريخ على مدى قرن مضى يحلمون منتعشين بنسيم دولة طال إنتظارهم بشوق لتثبيتها ، ونحن (الكلدان السريان الآشوريون) كل يرى نفسه انه هو الممثل الوحيد لبقية المسميات الأخرى والبقية من اتباعه ، المحصلة النهائية لهكذا تقسيم ستؤول الى دويلة لكل مدينة أو إقليم متجانس في موقع ومتحارب في آخر ، لنتمعن بنتيجة هذا التقسيم أين يقودنا.؟

هل نقسمه إستنادا الى أديانه .؟ فالمصيبة أكبر لأن قائمة الأديان طويلة وفي كل مدينة تسكن أكثر من ديانة ، حسنا يفعل داعش عندما يفرز الشعب الى أديان فيحضن أتباعه ويشتت أبغاضه ، وقد رسم الخط الأول في عملية التقسيم وعلى بقية القادة تقع مسؤولية تكملة مشوار داعش .
 
هل نقسمه الى مذاهب .؟ يستحق أرفع جائزة من يغربل مكوناته المذهبية ، وما هي المعايير التي سيستند علها ، كم من عائلة تزاوجت مذاهبها بأخرى .!وحسنا فعل داعش أيضا عندما رسم خطا آخر ليسهل لقادتنا مهمة التقسيم المذهبي كما يراها هو . هذا درس رعاه بريمر وبرع داعش بتنفيذه.
 
هل نقسمه الى مشايخ وعشائر ونعود الى عصر البداوة والخيم ورعي الإبل ونقذف حضارتنا وثقافتنا جانبا منبوذا ونلعن رموز بلدنا الأفذاذ من سومريين وأكديين وآشوريين وبابلين .؟ لقّنّا العالم دروسا في القانون والفلك والطب والرياضيات ، بعد أن أوجدنا رموز الكتابة .؟ واليوم نتلقى التوبيخ من صغار السياسة ، فإذا امتلك الغرب أو نهب آثار أجدانا وإبداعاتهم وهم فخر لنا ، ألآ يحتضن تراب البلد رفاتهم .؟
 
لا نشك بقدرة ساستنا بتقسيم البلد الى بيوتات وفقا  لأبراج النفط . فالى ذلك الحين نسترعي إنتباهكم .

جلال مرقس عبدوكا
jalalmabdoka@yahoo.com

16
الخنزير خنزير ربما يبيض .!

أبواب النجاة تحرصها العفاريت

من المستجدات المنبوذة في السياسة العراقية إننا يئسنا مما كنا كرهناه ونبذناه سابقا من تسلط قسري على رقابنا وتجريدنا من حق التنفس والتطلع لأجواء رحبة بفعل سلطة جائرة تأتمر بقائد يرى البلد وكأنه صقر ورعيته أرانب وجرذان يفترسها كلما حنّ لذلك ، بتنا الآن تحت رحمة سياط تفوح منها روائح لم نألفها إلآّ في الآونة الأخيرة بسبب تعدد مسمياتها وإنتماءاتها ،

ساستنا وإن كنا نأمل عفاف رداء بعضهم من سموم الشر والفساد ، لكن الخيط الرابط بينها لا يتقطع وتبقى المجموعة ملتصقة به ضمانا لبقائها .
 
العبادي وإن جازف بطرح فكرة الإصلاح ،لا يمكن تزكيته بصيانة توجهه وتنفيذها وهو قابع تحت نير من يسيرونه . من خلال تشاوره وإستشاراته بقادة الكتل كأنه يتوسل راجيا منهم أن يخففوا الخناق عليه ليشكل حكومة وعد بها إبان توليه المنصب بحكومة الخبراء، ولم يستطع إقناع طرف ما بما ينويه ، لابل يحذرونه بإفشال مخططه في ميدان البرلمان وربما يخسر نفسه إذا تجاسر أو تجازف في تخطي المرجعيات وما أكثرها .

كتلته التي أتت به وهي الأكبر ستعيده الى حيث كان مقيما في الخارج لو خانها ، طائفته المذهبية لا تتوانى في عرقلة مشاريعه وهي مدعومة من دول معنية ، مناهضوه السياسيون داخل قبة البرلمان أو المحاصصات  السياسية متربصون وسيوفها مسلولة لو أهمل حصصها من التقسيم ، وحساب الكورد عسير على من يتحرش بحدود إستحقاقاتها .

إذن بهكذا قيود صارمة يجد العبادي نفسه مغلولا بها ، أين المفر .!؟

إذا كان العبادي صادقا في تنفيذ مشروعه الإصلاحي كما يقر ... وإذا كانت الكتل جميعها صادقة في دعمها للعبادي- حسب إدعائها- ، فمن المؤكد أن جناح المستقلين سيدعمه ، لكن مؤشر الإقرار بها من لدن جميع المتنفذين يميل نحو السلبي وتصريحاتها ما هي إلآّ رغوة ونزوة عابرة دون تأثير.
 
هل دخول التيار الصدري في هذا الوقت الحرج ليذكي نار الإحتجاج نابع من حرص التيار على مستقبل البلد أم كما فعل الإخوان المسلمون في مصر بسحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين بعد أن تنامت قدراتهم وبانت توجهاتهم ، نأمل من التيار المعتصم ويمتلك شعبية واسعة بين صفوف المتظاهرين ألاّ يدرج ضمن خططه اللاحقة سرقة جهود المنتفضين الأوائل ونقع في ذات الخطأ الذي إرتكبه الإخوان.
 
الذي نراه كحل أمثل وهو بعيد التنفيذ ،لو كانت نيات بعض القادة صادقة في إجراء التغيير، أن تعلن رئاسة الدولة والحكومة عن تنفيذ حالة الطواريء لأمد محدود ،وتعطيل الدستور وإلغاء البرلمان وفرض نمط حكم مركزي ، ثم القيام بحزمة إصلاحات سريعة وجذرية ، تعقبها خطوات محارة الفساد ومحاسبة الفاسدين وختام الإصلاحات تتوج بإجراء إنتخابات برلمانية حرة نزيهة.
 
لا تستغربوا بأننا نحلم ،ان الخنزير خنزير ربما يبيض..!
جلال مرقس 

17
الثقافة وهول الأزمات .!
هل نعني أن الثقافة تمر بأزمة خانقة كأزمات الشعب المتنوعة الكثيرة ، هل نبكي خلف تابوت نعشه أزمات وأزمات . هل تشخص الثقافة نوعية الأزمة وتساعد في تخفيف حدتها ، أم نتعض من الأزمات كي ندرك واقع وعينا وثقافتنا .؟
لأن مجال النقاش حول هذا الموضوع ذو أبعاد شاسعة ومتضاربة ، سنحاول من خلال الإجابة على هذه الأسئلة تفكيك بعض المفردات لتبسيط المعنى .
بدءا نقول أن نصف المشكلات التي نصادفها منشؤها أننا نحاول إتخاذ القرارات بشأن معين قبل توفر المعلومات الكافية حولها . هذا يعني هناك ترابط متين بين المشكلة أو الأزمة من جهة وبين الثقافة من جهة أخرى ، علينا ألاّ نفسر أن لكل الثقافات نصيب في إنعاش الأزمات . للثقافة جانبها السلبي والإيجابي دون خلط بينهما ، فالسلبي منها ينحو للتخريب والتدمير بينما الإيجابي ينحاز بشكل مطلق نحو التحضر والبناء والتعمير.. بما أن لها قطبان متنافران ، لابد من وجود آراء تتباين وقد تتضارب مع بعضها ، هذا الإختلاف لا يجب أن يتحول الى خصومة وعداء لأن الإختلاف في الراي ليس جريمة يعاقب عليها المرء ، بل يجب أن ينقل الحوار الى اسلوب التفاهم ، وهو خير وسيلة لإيجاد علاقات وروابط متينة بين الناس ..
لجميع أفعالنا إستحقاقات تحدد سلوكنا وهي مرتبطة مباشرة بمحيطنا تتأثر على عواطفنا وأحاسيسنا أولا ، ثم تحدد نوعية تجاوب المقابل تجاهنا ، وفي الغالب تأتي بأشكال معنوية منطلقة من الأحاسيس أيضا .
إذن ماذا تعني الثقافة بالمفهوم العام .؟
هي حالة إجتماعية شعبية لمجموعة عادات وتقاليد وقيم ، بمعنى أوضح ، هي مدى إدراك الفرد والمجتمع في شتى مجالات الحياة بجوانبها المادية والمعنوية، والبيئة هي الجهة المنتجة لنوعية الثقافة .. بدوية أم حضرية .. منغلقة أم متفتحة .. منتجة أم مستهلكة ، وهي ثمرة التفاعل بين الإثنين ، فهل نشاهد أي مجتمع كان لا يتمتع بأدنى حد من الثقافة .؟ أو بالأحرى هل تتواجد ثقافة دون مجتمع.؟ حتى القبائل البدائية التي تعيش في الكهوف والمغارات لها حد محدد من الثقافة تمارسها ، عادات تراث فولكلور روابط أسرية ...الخ .
يقودنا هذا التفسير الى تعريف أشمل ، وهو أن الثقافة ليست محيطا بل هي فضاء بكل إتساعه ، ولكي يتسنى لنا إدراك هذا الحقل الواسع سنحاول لملمة الأطراف وتضييق المسافات من خلال هذا المثل الذي نواجهه لأكثر من مرة في حياتنا اليومية دون أن نفسرها كظاهرة ثقافية محدودة .. صراخ الطفل أو إبتسامته بوحه الوالدين تعني الكثير ، فصراخه هو نداء إستغاثة كي يستنجدوه بأسرع وقت ، فإذا تجاهلوا صراخه يتحول الى أوامر جبرية لا تقبل التأجيل سواء كانت بسبب الجوع أو قضاء حاجة ملحة يإس منها ، أما إبتسامته تريح الوالدين لعدم وجود ما يضايقه ، أي أن الطفل عبر غريزيا بما يحتاجه جسده عبر عاطفة . وكل عمل جبار لا بد أن تسبقه فكرة تدور في مخيلة بعض الناس قد يراها البعض أنها سخيفة لا تستحق الإنتباه ، بينما في نظر العلماء هي جديرة بالإهتمام وتأخذ حيزا من أنشطتهم . أن التطور الحاصل في العلم والتكنولوجيا كان ولايزال محصلة ما تدور في مخيلة المفكرين أولا تحولت تدريجيا الى نظريات ومفردات لغوية لدى الفلاسفة والفنانين قبل أن يفسرها العلماء علميا . مثال: منذ أن إستقر الإنسان القديم للعيش في أسر مجتمعة معا وزاول الزراعة ودجن الحيوانات والماشية على وجه الخصوص واستفاد من منتوجاتها ، الحليب ثم صنع منه اللبن والجبن ، هل كان يدرك أن للبكتريا دور في عملية التخثر.!؟ وإلى مجيء البكتريولوجيون ففسروها علميا ، كذلك هو شأن الخمر . المثال الثاني: عندما يضيق مكان العيش لدى الإنسان ، يتمنى لو كان طيرا يتنقل بحرية مطلقة ليعيش حيثما يشاء دون إقامة جبرية تسنها حكومات جائرة بحق البعض . حاول عباس بن فرناس أن يقلد الطيور فصنع ريشا  وشدها على جسده  إيذانا بالطيران ، لكنه ام يفلح لأن الفكرة لم تكن بدرجة من الوضوح كي يوازن بين وزن جسمه وحجم الجناحين ودور الذيل في عملية الدوران والإنحناء . ثم إنتقلت الفكرة الى الأخوين رايت فصنعا نموذجا بسيطا لطائرة تمكنا الطيران لمسافة قصيرة ، وبنتيجة جهود العلماء والشركات تطورت صناعة الطائرات والصواريخ ، صار بإمكان البشر أن يغزو الفضاء الخارجي ويحلم العيش في الكواكب الأخرى .
الثقافة ليست جامدة ، بل لها إنتقالات كما لها مسميات وتفسيرات ، تتواجد أنواع منها في محيط ما وتخلو أوتخف في محيط آخر . ركوب الدراجة الهوائية أصبحت لدى بعض الدول حاجة ملحة يمارسها كل فرد في الأسرة بغض النظر عن العمر أو الجنس والهدف منها ممارسة الرياضة وتقليل أستخدام السيارة لصيانة البيئة من التلوث ، كما خصصت لها مرائب للوقوف والإنتظار شأنها كشأن السيارات . لو شاهدنا في بلدنا عجوز يقود دراجة أو سيدة ، سنسخر من الحالة لأنها حالة ننعتها بغريبة الأطوار ، وفي أقل تفسير نقول أنه سلوك غير راقٍ . و" السلوك السيء اساس كل مصيبة" يقول المثل الصيني .
كيف تفسر الشعوب الثقافة .؟ في نظر البعض أنها حالة رفيعة المستوى في النواحي العلمية ، والحالة هذه تدعمها تفسيرات عربية في الغالب ، أي أن الفرد كلما تقدم في إختصاص علمي دقيق تسمو ثقافته ، وهو تفسير صحيح لو حددنا نوعية الثقافة أي جانبها المادي ، وجل ما يعنيه هو ما يخص العلم حصرا ونتائجه ، الطب بكل فروعه وما يحتاجه من أجهزة لخدمة البشرية ، والهندسة بكل منشآتها العمارات والطرق والجسور ، والفيزياء بكل أجهزتها من صواريخ وطاقة وأسلحة . أما التفسير الآخر ويميل الغرب نحوه أي الجانب المعنوي لها ، أن الثقافة هي الأخلاق والعادات والتراث والإقتصاد والمجتمع والقانون واللغة ، ولكل هذه التفسيرات دلالات وتوضيحات وجملة إهتماماتها هي تنمية الجانب الروحي والجمالي والسلوك القويم مستندا على الفكر والفن.
دون تردد نقول أن للثقافة عناوين ومسميات تتجاوز عن(150) نوعا ، ولا يسعنا إلآّ أن نعرض النزر اليسير منها وما نراه يمس حياتنا اليومية مباشرة.
1-. ثقافة التسامح :
التسامح بالمعنى اللغوي هو السكوت المقبول ، فإذا تحول الى سكوت مفروض يتحول الى عداء وعنف ، لست هنا بصدد التسامح الذي تبنته المسيحية ، لكن أنوه الى مقولة قالها المسيح :" ما دمت مع خصمك في الطريق ، فاوض معه في ما هو للصلح" أي أن تحاوره وإن إختلفت الآراء  ، والتباين في الآراء ليست جريمة يعاقب عليها المرء . السماح في كل حين ولكل أمر هو إجحاف بحق العدالة والقانون الدولي ، هناك فرق بين التسامح والتنازل ، التسامح بالعرف اللغوي هو التغاضي عن بعض السلبيات تجاهنا ، أما التنازل هو إسقاط أحقية المستحقات والإقرار بحل وسط ربما يأتي بالمرحلة الثانية أو الثالثة من الإستحقاق .
يقول جبران " ان العادل حقا هو من يحس أنه شريك في النصف من سيئاتك" ويقول برتراند راسل" لا أموت دفاعا عن قناعتي ، فقد أكون مخطئا" التشدد والغضب ينتجان عاطفة سلبية تقودنا الى أخطاء جسيمة ، بينما الحماسة الواعية المدركة هي عاطفة إيجابية نتائجها توعية جماهيرية . عندما نستبسل دفاعا عن الإيمان الشديد ولا نسلم الى وجود آراء تخالفنا يجب أن ندرك أن من حق غيرنا ان يتصرف بنفس المفهوم ، وهذا هو العداء ، لأن معظم الأفكار الواضحة ليست  عند الناس بنفس الدرجة من الوضوح ، فهي كالميزان تتأثر بمستوى الإدراك والظروف البيئية .                                                                  يقول الكاتب والفيلسوف الأمريكي مارك توين " بعض الناس يزينون المكان بحضورهم ، والبعض الآخر بانصرافهم" بمعنى أن معيار تقبل المغاير المسموح به بحدود يتفاعل إيجابيا .
2-. الثقافة التنظيمية أو المؤسساتية:
عندما نقول أن لكل مجتمع ثقافة ، تضم هذه المقولة مجتمع الحيوانات والطيور وتشارك البشر في ممارسة الحد الأدنى من ثقافتها ، وتشمل الحياة الجماعية وتكوين الأسرة وتوفير الطعام لصغارها وحمايتهم وعملية التناسل أيضا ، ولأن البشر يميل بطبعه نحو أرقى أنواع الترابط الإجتماعي باستخدام عواطفه يتأثر تفاعله مع غيره ويعبرها بثقافة معينة حتى لو اصيب بعقم ثقافي لكنه لا ينعزل عن مجتمعه ، فهو يشعر دوما حاجته الى كيان يصونه ، قبيلة كانت أم عشيرة أم كتلة سياسية قومية دينية ، لأن جوهر الحضارة الإنسانية هي الأخلاق ، ومحصلة ذلك أن القيمة الأخلاقية لديه تؤدي الى الفعل المعرفي ولا ينفصلان كمضادتين .
ما هو موقع الفرد داخل هذه الثقافة.؟ في الدول الراعية لحقوق الإنسان ، كرامته مصونة وسندها هو عدالة القانون ، لأن رموزها قد صاغها الإنسان الواعي ولنسميها ب- الثقافة الفرعية – يتحرك المواطن في ميدانها وفق قرارات ثابتة تخدم التنظيم أولا ثم الفرع .
ان الثقافة التنظيمية داخل مؤسسات الدولة هي عبارة عن نماذج مرنة يمكن النفاذ من خلال هشاشة أركانها لزعزعة أمن المؤسسة وحتى نظام الحكم ، ولأن لهذه الثقافات قابلية التحرك والإنتقال بسبب التواضع المفرط والسذاجة الراخية المنطلقة حتى للفوضويين ، ستستغلها ومن يسيرون في ركبهم لغايات دنيئة . ولكن لهكذا ثقافات في تلك الدول لها دور معزز مترابط بحيث تسلخ خلافاتها مع بعضها لو تعرض الوطن الى مخاطر ، لا نستغرب بحملات التشهير بالبعض أثناء الإنتخابات ، لكن بعد إعلان النتائج تنهال على الفائز التبريكات والتهاني .
في أي مسار تتجه ثقافتنا التنظيمية .؟ دون تردد نقول أنها رائجة بل هي منفلتة ودون لجام ، تمارس التخريب حيثما تشاء وفي العلن ولا يحدها شرع ولا عرف والقانون في سبات ، تتبادل أقطابها الأدوار في الإستحواذ على مصير الوطن ، كما تتبادل منح صكوك الغفران لمنتسبيها الفاسدين لتبرئتهم ،
أما المثقف النزيه كالتحفيات مكانه الرفوف للزينة معطل الأدوار .                قال أحمد شوقي " فإذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتما وعويلا"
هل الثقافة المؤسساتية تتغير.؟ بكل تأكيد تتغير من حال ثم ترفضه بعد حين في النقاط التالية. 1- بتغير القيادات وخاصة أثناء الإنتخابات. 2- وجود ثقافات فرعية تؤدي في الغالب الى تمزق وإنشقاق داخل التنظيم. 3- تماسك وتناغم بين النظرية والتطبيق. 4- مراحل تطور العمل والعمر الزمني. 5- قوة التنظيم الثقافي والإداري.
من الأمثلة الحية في تغيير الثقافة لدى المؤسسات نستدل بالآتي *" الجبهة الوطنية " قبل إسقاط النظام الملكي في بلدنا . جميع الكتل والأحزاب فيها إتفقت على أقل تفدير في إسقاط نظام الحكم ، وحال زوال النظام تكاثرت الخلافات بين الأطراف بسبب إختلاف في وجهات نظر في قضايا مصيرية ، بمعنى أوضح ، تبدل في نوعية الثقافة . * كذا الحال في الثورة المصرية وإزاحة اللواء محمد نجيب من زميله وصديقه ورفيقه جمال عبد الناصر في إنجاح الثورة ، * ومن بعده الخصومات بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام ، * ثم ما حل ببكر على أيدي صدام ، * ومراحلنا الأخيرة تتجلى ما حل من تناحر بين الكتل وكيف كانت متظامنة قبل إسقاط نظام البعث ثم دبت الخلافات بينها على أشدها .
هل نحن المتألمون شركاء في الإنحطاط الخلقي لبعض المسؤولين.؟ عندما نشخص المسؤول الفاسد بوعي حقيقي وأدلة دامغة ، من البديهيات أن نحذره ثم نعاقبه لو تمادى في فساده ، لكن أن نزكيه أو بالأحرى نصوت لصالحه في الإنتخابات هو دعم غير محدود كي ينسج على نفس المنوال بمهارة أشد ، وهي مشاركة فعلية لكل سيئاته.
3-. ثقافة الأزمات:
يقول الفيلسوف الألماني  كافكا: ابدأ بما هو صحيح وليس بما هو مقبول. لأن المقبول ليس عند كل الناس بنفس الدرجة من المقبولية في كل حين حتى يعمم ، قد يتضمن في فحواه ما هو مخالف للصحيح ، لأن من المستحيل أن يكون إتفاق إجماعي على معنً واحد لموضوع محدد . يقول ماركس: " إننا لا نحكم على فرد ما بفكرته هو على نفسه " فكل عمل يقوم به الفرد يمكن فهمه على ضوء خلفية بقية أفعاله الأخرى . فالشخص الذي يعيش من أجل خلق فكرة طيبة عنه لدى الآخرين عليه أن يعرف ما هي متطلبات سلب ثقة الناس به رغما عنهم .
ما دور القانون في خلق الأزمات .؟ للقانون ومن صاغوه دور مهم عندما تفسر بنوده بميزاجية مزدوجة تحمل وجهتين متناقضتين أو متجاذبتين حسب الظروف الزمكانية ، للبعض يكون معلقا على شماعة النسيان والإهمال ، وللبعض الآخر يروج كحق مشروع ، لذا ليس صعبا معاقبة شخص لا يقول غير الحقيقة في نظام فاشي ، وما أصعب ذلك في مجتمع ديموقراطي. فالمتنفذ عندنا هو الشخص الأول يلوي القانون لصالحه وتبدأ الأزمات بالتوالد ، فما أن يخرج المواطن من أزمة سالما حتى تجابهه أخرى أشد وأخطر ، من أمنية الى إقتصادية الى خدمية ، وكلما تفاقمت أكثر تتسع شهوة الفساد ويتلذذ الفاسد ويتباهى عندما يقدم فتات مكاسبه صدقة للشعب.
4- ثقافة العواطف والتقليد:
 
الكثير من الناس لا يقبل أن يعيش أقل مما يريد وليس أقل مما يستحق لأن هكذا طموح ينبع من عواطفه وأحاسيسه ، ولكي يوازن بين الحالتين إما أن يقلل من رغباته التي يراها صعبة المنال ويكتفي بالمقبولية ، أو يكثر ويزيد من إمكاناته المادية ، وهو حق مشروع للجميع على أن لا تطال حقوق الآخرين ، ولا  يجب أن ينقاد للضروريات حتى لا يلغي  المحذورات ، كما على المرء أن يوازن بين الأحاسيس والتصرفات في حالات ، وهذه الظواهر تظهر بصماتها على تعبيرات الوجه كعلآمة فارقة وتسمى بالعواطف الستة (السعادة الغضب الحزن الخوف الإشمئزاز الدهشة ) وقد تلعب دورا حاسما في بناء العلاقات الإجتماعية الإيجابية والسلبية ، فالإنبساط ترتسم ملامحه على وجه الإنسان كتعبير عن الرضى   والفرح وهي عاطفة إيجابية يتلقاها المقابل بارتياح ، والإشمئزاز يعكس النفور، المخرجون السينمائيون والمسرحيون يستخدمون الإيحاءات كبديل عن الحوار.

للتقليد الإيجابي ثمار جيدة ، فما يفيدنا لاينقص من منزلتنا لو سرنا على خطى الأبرار وقلدناهم ، الإخلاص في العمل ليس جريمة يعاقب عليها من أداها ، وليست نوعا من الترف لا يقدر عليه الإنسان ، فإن إقتدينا بسيرتهم سنضيف بشحناتهم الى جودة خصالنا ومستوى آدائنا جودة وسرعة في الإنتاج ، لكن الإنقياد خلف التخلف والشر سيزينا تخلفا ، وقد يأتي التقليد نتيجة الغيرة والحسد وتأثيره سلبي على نفسية الحاسد. عندما نحس أن الإنحراف ضروري من أجل التغيير الإيجابي والإنسلاخ من الركود، ندرك أن لذة إنحرافنا كانت نحو الأفضل. 
قال العقاد: " ليس الحاسد هو الذي يطمح أن يساويك بأن يرقى اليك ، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل اليه "


5- ثقافة الإحتكار والإرهاب :

حكم الحكر لغويا تعني الإستحواذ عنوة وقسرا ونتائجها إبداء المظلومية ، وتظهر هذه الحالة عند تفشي الأزمات وخاصة الغذائية والإقتصادية ، فكلما تفشت المجاعة بين عامة الناس تظهر حالات الإختلاس ، فتلجأ شركات ذات الشأن بخزن معمد لبضائعها وتضخ للسوق بالقطّارة بغية رفع الأسعار ، وهو جزء من إرهاب إقتصادي يؤذي المجتمع بأسره ، ليست الشركات وحدها تغذي الإحتكار أجنبية كانت أم محلية ، الأنظمة الجائرة هي الدليل لكل علامات التخلف .
معظم الدول حتى دول العالم الثالث تسعى لإسعاد شعبها وتستغل ثرواتها لبناء أوطأنها وإن كانت متدنية ، ولسوء حظنا ونقولها بأسف مرير أن ثرواتنا تلقن مسؤولينا دروسا في ثقافة الإحتكار والفساد لأن المال العام مباح دون غطاء قانوني يحميه .
والإقصاء هو تهميش وإهمال دور التأثير الإيجابي للمواطن ، فالتعصب الشديد لا يعني الإيمان المسموح ، لأن الذي يؤمن بأن رأيه هو الأصوب ، عليه أن يقر أن هناك آراء أخرى تخالفه ويعتقد ما إعتقده ، وهو منطلق للخصومة والعدائية.
دون شك أن كل متكلم يعرف ما لديه من معلومات لقولها ، وعندما يستمع يحصل على ما لدى الآخرين من معارف ، إلآ أن الفاسد في الغالب لا يريد لأن يستمعلأن بنظره هي نبرات شاذة . بينما شخصية الفرد المتفتح هي التي تستثير إستجابة الغير نحو التجاوب الإيجابي؟   
أما الإرهاب هو التخويف إستخدام العنف المعنوي والمادي، يقول جان جاك روسو: "ولد الإنسان حرا إلاّ أنه مكبل في كل مكان بالأغلال" . القوانين الدولية ثمنت  مكانة وقدسية وكرامة الإنسان مهما كان لونه وجنسه ، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نصت ميثاق حقوق الإنسان إحترام الحقوق بكافة أنواعها ، كما وضعت نصوص قانونية صارمة لمحاسبة من يتجاوزها . وللإرهاب عناوين  والقاب متجانسة يمارس العنف ضد البشر دون تمييز ، يحب التخريب والدمار أي أنه سادي تتجسد لذته بإيقاع الألم في الطرف الآخر. 
هل في طبع الإنسان ميل للعنف .؟
كما في جسد الإنسان أوعية وشرايين قسم منها تغذيه والأخرى تنقيه ، كذلك في طبعه وسلوكه أكثر من قطب يسيره ، ليس الشر مخلوق فينا فطريا ، لكن حب الإقتناء والسيطرة يقودنا للصراع نحو الأقوى كي نبقى ، الحيوانات الآكلة للحوم تنتهي شراستها عندما تحصل على وجبة منه ، لكن البشر تغذى على الطموح المطلق من حوله ويجاهد لإقتباس الأكثر بشتى السبل ، بهذا المعنى يقول  آينشتين : (تقدر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة حريته من سيطرة ذاته)، سباتاكوس عندما قاد ثورة العبيد كان هدفه تحريرهم من الظلم ، لكنه عندما وضع السلاسل في أيدي السادة أضاف آخرين الى جيش العبيد. وعلى نفس السكة تسير الأنظمة عندما تأتي عن طريق إنقلاب دموي عسكري همها الأول والأخير هو الإستحواذ على البلد وخيراته بشتى الوسائل .
كيف تتزاوج الثقافات وما هي قنواتها.؟
عندما نشبه الثقافة بالمحيط الواسع ، فإن البحار والأنهار والروافد كلها مصبها هو هذا المحيط ، بعضها ملوثة وبعضها نقية والمحيط يستقبل هذه المخلفات  والحياة مستمرة فيه ، للثقافة نفس الحديث ، لا توجد فواصل وحدود ثابتة بحيث لا يمكن تجاوزها بأمان ، فعندما نتحدث عن التسامح ، فالإكثار منه يقودنا نحو الخضوع والإذلال ، وعندما نهين ثقافة الإحتكار والإقصاء ، نتجه صوب الإنفتاح ، وليس أغنى معنى من تزاوج هذه القنوات من التناغم بين العاطفة التي تقودنا نحو الحسد والتقلبد ، ومن جملة قنوات تزاوج الثقافات التي لا تمتزج بسبب وجود خلافات استرايجية هي .                                                                           1- ثقافة المحاصصة: هذه الثقافة لم تكن موجودة سابقا ..عطلت القانون والدستور بالتوافق بين الأحزاب والمذاهب والطوائف والقوميات من أجل إبعاد الرأي الحر من ممارسة دوره في بناء الأساس الصحيح لدولة ديموقراطية ، بحيث حبست مجمل القرارات بقيد العفاريت الكبيرة ، إذا تصارعت أو توافقت الأذية تنزل على رأس الشعب.                                                      2- ثقافة المهجر: يكون تأثيرها على المهاجر ضعيفة وصعبة النفاذ الى نفسيته ووجدانه ، وقد تكون سطحية لفترة قد تطول لحين أن يمتزج مع محيطه الجديد. تنتاب المهاجر حالات يأس وكآبة قبل أن يتأقلم مع محيطه الجديد.        3- الإنظمام الى المؤسسات والأحزاب: أن الإنتماء الجديد يعني قبول التغيير، وتغيير طبيعة الإنسان أصعب من تغيير الظروف المحيطة به ، لأن الإعتقاد يمثل أكبر إيطار للسلوك ، فعندما يكون قويا ومتماسكا تكون ثمرة الإنتماء دعما لجهته ومتماشية مع التيار العام للمنظمة ، أما إذا كان إدراك الشخص وفهمه لنظرية الحزب هشة وغير متماسكة ، في الغالب تؤدي الى زعزعة الفكر ويتعرض لصراعات في الأفكار السياسية وتحدث إنشقاقات فكرية خطيرة على مسيرة الشخص داخل الحزب . إذن من الضروري قبل الإنخراط في أي عمل تنظيمي مهني كان أم سياسي أن تكون لدى الشخص علم مسبق باسترتيجيته .

4- الثقافة الغازية: هي الثقافة القادمة من الخارج وتأثيرها قليل في المجتمع                                                         بسبب التباين بين الأيديولوجيتين ، كالهند عندما إستعمرتها بريطانيا حاولت محو الهوية الهندية من عقلية المواطن ، وكذلك الجزائر ودور فرنسا في عزل الإنتماء القومي العربي منها ، ونحن الآن أمام إمتحان عسير بعد أن نمت في شجرتنا براعم شاذة بمسميات متنوعة.
كيف تغزو الثقافات البلد .؟
بلدنا وكسائر البلدان التي تتعرض لكوارث طبيعية أو بشرية تحضى بدعم معنوي ومادي من المجتمع الدولي ، لكن بلدنا إستفحلت وتأزمت نكباته بفضل حكامه السيئين ، لذا إستقبل موجات تحت أسماء متنوعة . 
1-عسكرية اثر نشوب حروب وقدوم قوات غزت البلد ونقلت اليه ثقافات من شتى دول العالم ، ويستحق أن يقال عنه – إحتلال الأرض - لأنه قدم من خارج الأسوار .
2-إقتصادية نتيجة إعادة تأهيله بعد الدمار الذي أحدثته حروب ساساته وتوافد شركات أجنبية عملاقة من شتى أرجاء المعمورة فجلبت معها تفسيرات جديدة للثقافة .،
3-إستقدام خبراء وأيدي عاملة من الخارج بسبب طرح ميازانيات إنفجارية نتيجة إرتفاع أسعار النفط عالميا ، وبطرق ومسميات أخرى تسري في جسد البلد ثقافات وأفكار قد تكون هدامة الى حد ما.
4- الغزو الفكري ، هو أخطر أنواع الغزو لأنه يحتل الإنسان من الداخل ويعتبره من تبعاته الفكرية ، ويتم هذا الغزو عادة عن طريق الإستكشافات والمستشرقين والمبشرين .

ملاحظة: كان هذا عنوان محاضرة القيتها في منظمة –كلدو آشور- للحزب الشيوعي الكردستاني في 18/2/2016


18
المنبر الحر / جندرمة أيام زمان
« في: 08:20 02/12/2015  »
جندرمة أيام زمان
نهج تركيا نحو العزلة الدولية
 
إثر إندحارها في الحرب العالمية ألأولى وانتهاء زمن الخلافة الإسلامية في تركيا ، قام القائد التركي كمال أتاتورك بترقيع مزق وأشلاء الأمبراطورية وقاد البلد نحو العلمانية وزرع نواة الديموقراطية فيها عام – 1924- منذ ذلك التاريخ لم تظهر أحزاب سياسية إسلامية إلاّ على يد نجم الدين أربكان في – 1972- عندما أسس حزب السلامة الوطني ، إزدادت شعبية الحزب ومؤسسه عنما شارك في تأليف الحكومة مع بولند أجويد وتولى أربكان منصب نائب رئيس الحكومة، إلاّ أن العسكر كان يشدد على هذه الأحزاب فتلغى بعضها ويقبض على قاداتها ومن بينها أربكان نفسه ، لكن بمجيء توركت أوزال أطلق سراح أربكان سنة – 1983- وأسس حزب الرفاه ودخل الإنتخابات سنة -1996- وفاز بالأغلبية وأسس الحكومة برئاسته ، إلاّ أن الجيش أوقف نشاطه السياسي لمدة -5- سنوات فاعتزل السياسة حتى وفاته .

من تلاميذه ومن سار على نهجه في أسلمة الدولة والقانون برز كل من عبد الله غول ورجب طيب أردوغان الذان تناوبا على رئاسة الحكومة وانتهجا في تقمص  شخصية شرطة المنطقة باعتبارها وريثة إمبراطورية حكمت جغرافية واسعة من الأرض واستطاعت من إنتزاع الأسكندرونة من حضن الأم وهي تطمع نحو الأكثر وخاصة من العراق باعتبار أن جزءا من سكانه هم أتراك تعتبرهم رعاياها متناسية أن تشكيلة شعبها متنوعة الى قوميات كردية وعربية وأرمنية و... إضافة الى التركية .

منذ ما يقرب من أربع سنوات تستغل الوضع المتأزم في سوريا لنشر ثقافتها الدينية المتطرفة بحجة الحفاظ على أمنها وحدودها بمباركة أطراف عربية وأممية أخرى مستخدمة القوة الجوية لمساعدة المعارضة الإرهابية بحجة ضرب مواقع (ب ك ك) داخل سوريا ، وتمنح لنفسها ذات الحق بالدخول الى إقليم كردستان الى عمق عشرات الكيلومترات بكافة أسلحتها البرية والجوية لملاحقة وإبادة معارضيها خارج أراضيها بينما تحتضن أرضها آلآف المعارضين لسوريا والعراق .

يبدو وبعد تدخل السلاح الجو الروسي لا فقط أفقد توازن تركيا وحلفاؤها داخل سوريا حصرا ، بل أفقدها الصبر على تحمل الهزيمة لاحقا ، فإسقاط الطائرة الروسية كان إنذارا لروسيا كي تكف عن دعمها لأسد وكان سقوطه وشيكا ، لكنها لو تتوقع بموقف روسيا المتشنج وتحرك قطعات ضاربة ومدمرة قبالة سواحلها في البحر المتوسط ، كما أن سفنها الحربية المرابطة في بحر قزوين هو توبيخ شديد اللهجة لتركيا كي تذعن للأمر الواقع ، وختمت روسيا ضبط النفس بقطع جميع العلاقات العسكرية معها .

ماذا تستفيد تركيا من تدخلها السافر في شؤون المنطقة محور( سوريا عراق )

بسبب تواجد سكاني بالملايين من الشعب الكردي ضمن أراضيها ، وتنامي الحس الوطني الكردي في البلدين مع فوز ثمين للأكراد في تركيا بعدد من المقاعد البرلمانية السابقة ، إرتأى أردوغان أن لا مناص من تخطي المعقول كي يمد يده  الى عنق منافسيه في الداخل أولا ، فأعلن إعادة الإنتخابات من جديد بذريعة عدم تمكن تشكيل حكومة إئتلافية من الكتل الفائزة ، وبهذه المناورة الخبيثة إنتزع من حصص الفائزين مقاعد أهلته كي يقود البلد الى ما يريد .

في الوقت الذي لم يتوانَ أردوغان في قمع المظاهرات في الداخل كثف من نوعية التشدد على معارضيه سواء في داخل البلد أم في أرض جيرانه ومول معارضي سوريا بالدعم المادي السخي من سلاح ومنطقة أمان ، فإن كانت يد سوريا مغلولة ، هل يوافق شعب إقليم كردستان أن تُدَمَّر قراه ويقدم ضحايا جراء القصف التركي العشوائي لأراضيه ، أين الموقف الرسمي للإقليم ممّا يحدث، ام هو الآخر مقيد بأغلال.!
 
هل حقا أن قصف روسيا كان من أجل قطع الإمدادات النفطية الداعشية لتركيا أم لإضعاف إقتصاد الإرهابيين من عائدات النفط السوري والعراقي .؟ ولأجل ذلك إنتقمت تركيا من الطائرة ،لأن السياسة الثابتة لتركيا هي بسط النفوذ والأستحواذ على عقلية البسطاء كي يسري المفعول لاحقا في جسد المعارضة .

لنقارن المثّلَ بالمِثل ... في سوريا جبل إسمه (جبل التركمان) ولأنه يُدعى به إذن يحق لتركيا صيانته من غارات روسية ، ألأمر الأغرب ، أن العراقيين فخورون بتنوع تشكيلتهم السكانية ، لكن في عقلية المسؤول التركي يسري دم العنصرية لو تجاوز القانون على شخص يدّعي القومية التركية مثلما يحدث لأية قومية أخرى ، أن ميزان العدل لدى تركيا يجب أن يميل نحو مآربها دون سواها وفي أية بقعة خارج حدودها ، ولم نستغرب بانحيازها تجاه الأخوة التركمان في العراق بينما تحرم الدول الأخرى من مجاملة رعاياها المتواجدين على أراضيها . إنزعجت لابل إستشاطت غضبا عندما عُقًدَ إجتماع عالمي موسع في أرمينيا لإستذكار مذبحة الأرمن على أراضيها . كأن تركيا تسعى بكل دعمها من الغرب وأمريكا حصرا الى تولي مسؤولية أمن المنطقة بتبريك حلفائها من بعض مسؤولي العرب . سوف لن تنجو تركيا من خطر إنزلاقها إلاّ عندما يكرر العسكر بشد الخناق على المتشددين مثلما كان يفعل أيام زمان .!!
جلال مرقس
jalalmabdoka@yahoo.com

19
إصلاحات العبادي في سوق الساسة الكبار لا تُصرف.
جلال مرقس
تزامنا مع قرارات عبادي الإصلاحية التي جاءت نتيجة الشد الجماهيري تجاه الفساد ومروجيه وما رفعه الهيجان الشعبي من شعارات مظلوميته على أيدي المسؤولين الحكوميين والحزبيين ،عقدت عدة إجتماعات وزارية وبرلمانية لدراستها وتقييمها مع إمكانية تنفيذ ما هو ممكن فعلا . وكخطوة أولية لتبيان حسن النوايا وإنطلاقا من الترشيد الإقتصادي الذي أعلنه إجتمع مجلس الوزراء المؤقلمة فروعه النشطة والإبقاء على الفروع المتيبسة خلايا ضميرها ، وبعد القيل والقال والكحة والعطس وتناول الكعك والمشروبات أعقبتها فترة إستراحة بغية تبادل وجهات نظر حول السبل والمواد المشمولة بالترشيد ، نوقش الموضوع بجدية من أجل إخضاع الشغب – عذرا - الشعب بأن الحكومة عازمة في تنبيذ – عذرا - تنفيذ مطاليبه ..
إذا كان العبادي غير مؤهل للطفرات الطويلة لماذا دخل ميدان سباقها ، وإن كان عكس ذلك لماذا يتماطل في خوض غمارها.؟ في كلتا الحالتين خسر أو بات الأقرب منها لأنه لم يتعظ برأي مدربيه (المرجعية والشعب) .نصوغ ما يلي بإسلوب ساخر .
اليكم فحوى الإجتماع كما نتلمسه بحس المراقب بعد أن أذن الرئيس أعضاء المجلس من يريد التصرف بخمسة دقائق خارج مبنى الإجتماع لأي غرض كان بعدها تقفل الأبواب والمفتاح مصون في درج الرئيس وأفهم علنا .
إخوتي أعضاء حكومتي الأجلاء
مثلما ترعى الأسرة أولادها وتسعدهم ،صادقون نحن في عملنا من أجل إسعاد الشعب وهو مصدر الإلهام ينير دربنا ، لا تبخلوا لتنشيط عقالكم – عذرا – عقولكم لتطعيم برنامجنا الخروم – عذرا – الخدوم (لأبنائنا وأسرنا ).برامج عملنا تحتاج الى الدقة في التعبير من أجل التغبير – عذرا – التغيير ، الشعب ينتظر سعة خيالكم في دقة الصياغة لأنه صاحب الحق فيما لحقه من حيف . أوجه ندائي الى الأحزاب والكتل الكبيرة أن تحارب الكساد بالفساد – عذرا – الفساد بالكساد ، وليكن شعار كل واحد منا " نمحي الوطن ونفنيه – عذرا – نحمي الوطن ونبنيه "                     
  نبدأ بأول فقرة باعتبارها الركيزة الأساسية في تقليص النفقات التي باتت زائدة الآن .
1 – تقليص عدد سيارات مواكب الرئاسات الثلاثة من (50) الى (48) سيارة والدراجات النارية من (15) الى (10) دراجة.
2 – تقليص عدد سيارات الوزراء وأعضاء البرلمان من (15) الى (11) سيارة .
"حدثت فوضى لأن التقليص بحق الوزراء هو رقم غير مقبول إقترحوا جعله (13) سيارة ، فتم الإتفاق على (12) سيارة" .
3 – تحديد مخصصات السفر لأغراض السياحة والإستجمام خارج الوطن بنسبة (50%) من التكاليف إستنادا الى المستمسكات الصادرة من ( تذكرة السفر والمنشآت والمطاعم والفنادق والملاهي ...الخ).
4 – عند إقامة وليمة وزارية أو على شرف زائر تضع علبة واحدة من ورق التنظيف (كلينكس) لكل منضدة ل (4) أشخاص
5 – معالجة الهجرة الداخلية بتسهيل منح جوازات السفر.
6 – جعل الحماية الأسرية لأسرة الوزير كالآتي . أ – سيارة برفقة (4) حراس لإيصال الأولاد من الذكور مع حارستين للإناث الى مدارسهم . ب – تعيين (10) حراس فقط للمنزل يتناوبون كل إثنين معا يوميا . ج – تحديد أقل عدد للحراس لزوجته تختارهم من بين أقاربها.
7 – تحديد مبلغ مليون دينار لا أكثر ضمن مصرف جيب لأغراض – تبديل النظارات ، كارتات الموبايلات لجهازين فقط ،مطيبات وعطور ، طلاء الشعر وصبغه ، أحذية وجواريب ، ولكافة الإحتياجات الأخرى .   
8 – تقليص مخصصات نثرية الوزارة الى (85%) مما كانت سابقا وكالاتي ، أ – إلغاء خطوط الهاتف لمكتب الوزير وإبقاء خمسة خطوط فقط ، وثلاثة للسكرتير . ب – حذف كرسيان من كل مكتب بغية تقليل عدد الزوار . ج – شراء أجهزة (لاب توب ) لتعويض إستخدام وتبذير الأوراق والأقلام . د - إلغاء تقديم المياه والقهوة للمراجعين وزوار الدائرة بإستثناء زوار الوزير.
9 – تكثيف عمل الموظفين ليغطوا عن عمل المستغنى عنهم . ويجري الجرد الفعلي لكل وزارة حسب حاجتها الى عدد الموظفين.
10 – مراقبة الموظفين ممن يتعاطون الرشوة داخل الوزارة والضرب على وجوههم بلكمة ملاكم محترف .
11 – قرار الترشيد يشمل كل الوزارات بما فيها وزارة التجارة في ملف البطاقة التموينية .                                     
 " وعندما سأل أحدهم عن مصير حقهم في نوعية وكمية المواد لأسرهم ، إضطرب جو النقاش ومال نحو التحدي والخشونة لأنهم الأولى بهذا الإستحقاق".
12 – يداوم الوزير (4) أيام في الأسبوع لغرض تقليل إستخدام السيارات .
13 – نؤكد ونحن مصرون لمحاسبة المقصرين ممن يتخلفوا عن التواجد في الوزارة بعد الساعة العاشرة صباحا والإنصراف يكون بعد تمام الساعة الثانية عشر.
14 – تنفذ جميع هذه الإصلاحات بحذافيرها بعد (29) يوما فقط من عودة شعبنا البطل الى ممارسة أعماله اليومية.
وفي الختام أوصيكم لمتابعة صدى إصلاحاتنا في الشارع كي نكثف من أمثالها لشعبنا الذي أتعبته الهرولة والرقص والصياح في الشوارع ليعود الى بيته مرتاح البال .
(بعدها أعلن الرئيس عن ختام الإجتماع هرع المجتمعون الى الكافتريا لتناول المرطبات بكميات مفتوحة وعلبة جاهزة للأُسرة.)
ألا تخجل يا متظاهر تنعت مسؤوليك بالفساد والسرقة وتطالب بفرص العمل المريح لك وترى أسيادك كم هو حرصهم على ضمان مستقبل أسرتك.! إليك نصائحي دون أجر وثواب ، أمامك مجال واسع كي تعمل لكنك تعشق الكسل . إقتَدِ بهم وبدوامهم . العمل في أي مهنة ليس عيبا إنتَمِ الى أي فصيل يمتلكونه أو كن إرهابيا .! وما أسهل أن تسرق مال جارك إن تعسَّرت فرص سرقة المال العام أمامك .! إكتَفِ بوجبة أكل واحدة باليوم وسيشكرك العبادي بتنفيذ خططه الرشيدة في تقليل الإنفاق. إستَعِن بالروّاف لترميم وترقيع ثيابك وبشفرة حلاقة أيام زمان لحلاقة شعرك.! جَرِّد خيالك من إقتناء الكماليات ( تلفزيون ثلاجة طباخ مبردة) وعُد الى سالف عهد أجدادك كيف كانت حياتهم وهم سعداء ببساطتها .! بئس لعلم وثقافة نقلتكم الى الطمع والغيرة من الأغنياء أو من أغناهم ربك.!
jalalmabdoka@yahoo.com

إ


      



      

20
المنظمات المدنية في الإقليم بين الواقع والطموح .

جلال مرقس
المنظمات والتيارات السياسية المتباينة في إنتماءاتها تحتل مركزا لا يستهان به لكنها لا تحتك بشكل مؤثر للصالح العام بقدر جهودها المبذولة لصالحها حصرا ، لأن غالبيتها تشارك في صناعة القرار وهي داخل خيمة السلطة الحاكمة ، فكل ما تقره لا يتعدى صيغة حاكم ، وتبقى المنظمات المدنية تابعة الى حد كبير لطموحات المتنفذين من مختلف الكتل حسب الموقع الجغرافي لها وكأنها قد تملكت الإقليم بشعبه ونبعه . المنظمات المدنية قبل إنشائها مكبلة بتعليمات شمولية صادرة مسبقا من جهات إدارية متنفذة مرغمة بتنفيذ بنودها حسب المنهاج المقر الخاص بها وهي خطوط مرسومة.
لنسرد واقع المجتمع المدني والذي يجب أن يكون الضلع المكمل لتشكيلة النظام الديموقراطي الذي نروج له في بلدنا وفي كل مناسبة ، هل هناك إستقلالية بالحد الأدنى لأية مؤسسة مدنية منذ تأسيسها ومرورا بجميع مراحل عمرها .؟
 
أولا : خطوات التأسيس .
 1ـ ولادة كل المنظمات المدنية عسيرة تمر عبر تعليمات متشددة وخانقة يتوجب عليها إتباعها كي تحصل على رخصة عمل في المجال الذي رسمته لنفسها وليس فيه نزعة أو منافسة أو تهديد للسلطة إطلاقا ، بل هو رافد مهم لدعم مسيرة البلد ، على المنظمة أن ترفق دليل عملها ومشروعها ( النظام الداخلي ) الخاص بها وهو مستنبط أصلا من مسودة تعليمات تأسيس هكذا منظمات ويرفع الى وزارة الداخلية لغرض منح الثقة لها لممارسة نشاطها وتكون شرعية بعد مرور شهر واحد من يوم إستلام الوزارة  للمشروع بغض النظر عن الموافقة من عدمها ويتضمن الطلب قائمة بأسماء اللجنة التأسيسية ، والواقع ينطق ، إذا لم تصدر موافقة رسمية من الجهة المسؤولة حتى بعد مرور عدة أشهر من تقديم الطلب فطلبها باطل .
 
2 -  الخطوة التالية لا تتم الموافقة إلاّ بعد عدة إجراءات أمنية لاحقة وكأن السلطة تواجه إنشاء منظمة إرهابية شرسة يتوجب الإحتراس والتأني في ترخيصها ، مارسته سلطة البعث حينها لإبعاد مناهضيها في إبراز أنشطتهم المهنية المخلصة عن طريق ما يسمى ب  ( تحقيق الهوية) السيئة الصيت ولا زال التعامل بها مستمرأ ، وعلى الأسماء التي قدمت لنيل الإجازة يجب أن تمر خلال مرشحات السلطة دون شائبة وغالبا تلجأ هذه المنظمات بإقحام قائمتهم بأسماء مناصري السلطة لتسهيل مهمة الترخيص

3 ـ كل مؤسسة بعد شروعها بالعمل يجب أن تتبنى – وإن كان بشكل مستور – سياسة توافق مع كتلة ويحبذ أن تكون تلك الكتلة ذا شأن ونفوذ كي تواكب نشاطها ثم تلقي الدعم المادي والمعنوي بسخاء ، وسيؤول حالها الى أسوأ لو تمادت في الحفاظ على إستقلاليتها .

4 – الإنتخابات ، وما أدراك ما الإنتخابات ، ما العبرة من رعاية الحاكم المنتدب ومديرية شؤون المنظمات في المحافظة عند إجراء إنتخابات للهيأة الإدارية كل سنتين ، أليس بإمكان المنظمة إجراء انتخاب لمؤسستها بدون تدخل الدولة بمصير إدارتها .! هل في المؤتمرات الحزبية لأي حزب كان حضور للحاكم كي يزكي نزاهة إنتخاباتها .؟

ثانيا : الهدف من التأسيس .
في الغالب ، فكرة تأسيس غالبية المنظمات المدنية نابعة من غاية نفعية بحتة .
1- الإكثار من المنظمات المتشابهة في أهدافها وأنشطتها وهدفها تشتيت طاقاتها .
2- إبتزاز دعم الدولة ماديا لهذه المنظمات ويثقل كاهل الميزانية العامة .
3- خلق جو مشحون بالمنافسات المريبة بين المنظمات المتشابهة في عرض أنشطتها .

 ثالثا : ما المطلوب من الدولة عمله في هذا المجال .؟
على الدولة العمل الجاد لإنتشال هذه المنظمات من محنها بتقليص الروتين الخاص بها

 1- إلغاء إرتباط ترخيصها بموافقة وزارة الداخلية وإبقائها ضمن صلاحية شعبة        مديرية المنظمات الجماهيرية في المحافظة على أن يبت في أمر إجازتها من عدمه في زمن لا يتجاوز أسبوعان مع بيان سبب الرفض إذا رفض طلبها .
2 - إلغاء ( مراسيم ) تحقيق الهوية للأعضاء المؤسسين للمنظمة .
3 - محاولة تقليص إجازات المنظمات المتشابهة وإنضوائها تحت خيمة واحدة حفاظا على وحدة الجهود والطاقات .
4 - إنشاء مجمع ثقافي حضاري في المدن التي تتواجد فيها كثافة نوعية من المنظمات  تمارس فيه مختلف النشاطات الفنية والثقافية ويحتوي على عدة قاعات متنوعة في المساحات والأهداف إضافة الى عدد مناسب من الغرف لكل منظمة تتواجد فيه .
5 - أن تتولى لجنة تشكل من منتسبي المنظمة حصرا للإشراف على إنتخاباتها بعيدة عن تدخل السلطة من خلال مبعوثيها من وزارة العدل وممثل المحافظة.

 رابعا : ما المطلوب من المنظمات المدنية القيام به ؟
لا جدال في تأثيرها على المجتمع لو ساد القانون بشكله الديموقراطي .
1 -  أن يكون الهدف السامي من إنشائها هو تنفيذ برنامجها وفق ما تمليه طاقاتها وخبراتها .
2 -  أن تصون أستقلاليتها الفكرية من تحرش السياسة في قيادة مسيرتها ، وهو أمر جوهري كي تنال ثقة منتسبيها والمتعاطفين من سائر طبقات المجتمع .
3 - أن تتبنى سياسة مالية محصورة ضمن أنشطتها ولابأس أن تتلقى الدعم المالي من جهات حكومية أو خيرية شريطة ألاّ تنصاع لرغباتهم ، إضافة الى الإيرادات السنوية من إشتراكات وتبرعات منتسبيها .
4 - التنسيق فيما بينها في إقامة مهرجانات متنوعة مشتركة لشد أزرها وإبراز دورها بأن لهذه المنظمات شأن في تطوير المجتمع لو سُنِحَت لها فرص ملائمة .
5 - إقامة مؤتمرات مشتركة لجميع منظمات المدينة باشتراك نخب مميزة من كل منظمة لدراسة معوقات تقدمها إن وجدت ، وكيفية رقي تطورها .
6 -  أن تشارك جميعها في إصدارات ودوريات ثقافية موحدة .
7 -  أن تختار كل منظمة شخصا أو إثنين من أعضائها لتشكيل اللجنة العليا لها ،ومن خلالها يتم التنسيق مع الجهات الإدارية للمدينة لتطوير بلدتهم من كافة النواحي .
هذه هي مؤشرات المهتمين بالنشاط المدني لعلها تتدارك مغزاها .!
jalalmabdoka@yahoo.com
 

 

21
حِكَمٌ للعبادي لَعلَّه يَتَّعِظ .!

جلال مرقس
الناس معظمهم يتعلمون في حياتهم من العظة دروسا بليغة ومن الحكمة في تهذيب مسار حياتهم نحو الأستقامة والطهارة ، والقلة منهم ينأون عن السكة مبغاة نفع وإن كان يسيراً منبوذا ، وبقدر مركزهم الإجتماعي أو الإداري أو السياسي يتحملون وِزرَ تصرفاتهم ، فكلما تحسنت تطلعاتهم نحو الأفق المشع ينالون نعمة وثقة الرب وعباده ، ولا أحد يتمنى أن يتصدر قائمة المنبوذين ، فكيف بالحاكم أن يوصف بأقبح المسميات في قاموس اللغات .؟ زينة المال تنفذ وتزول وزينة الضمير خالدة مدى الدهور ، ولا يوصف الغني عن غفلة إلاّ بابشع المفردات وبأحسنها يُلقَّبُ ذو النفس النقية  ، لذا نقول أن الحكمة وحدها تنشط العقل نحو الأحسن فهل يتعظ المسؤول والعبادي حصرا من هذه الحكم .. اليكم حكاياتها .

1 – قيل أن عقربا جرفته ساقية وكاد أن يغرق لكنه تشبث بقشة واستنجد بضفدعة كي تنقله الى شاطيء الأمان ، فحن قلبها واشترطت عليه أن يتخلى عن سيئاته فى اللدغ ، أقر لها ما أرادت فحملته على ظهرها وهي تسبح ، لكنه لدغها فحذرته وذكَّرته بوعده ، ندم العقرب وتأسف ، وبعد فترة ولا زالت الضفدعة وسط الساقية لدغها ثانية ، فقالت الضفدعة ألم تتعظ من تحذيري إياك إياك . فقال العقرب : هذه خصالي كيف أتوب عنها ، وفي الحال غطست الضفدعة في الماء .

إذا كانت خصال البعض من الساسة إيذاء الشعب فلن يكون مصيرهم أحسن من مصير العقرب .
 
2 – وقيل أن سباقا في الجري إقيم بين الأرنب والسلحفات ، سخر الأرنب من سير السلحفات الوئيد وحال بدء السباق إستلقى الأرنب تحت ظل شجرة للراحة وغلبه النعاس في نوم عميق ، بينما السلحفات تحث من السير الثبور ، ولما أفاق الأرنب إنطلق بأسرع طاقته لكنه لم يفلح وفازت السلحفات .
 
لا تتوانَ يا سيد عبادي وتتهاون في محاسبة المهملين ، وقلتها مرارا أنك ستضرب بيد من حديد على الفساد والفاسدين ، أخال أن مضربك إسفنجي الصنع تخدع به شعبك لترضيهم بأنك مصر على التأديب وتجامل المسيئين أيضا كما يجامل الحبيب حبيبته بكفه يمسح خدها تحببا . رمز الوطن "العلم" خلفك شاهد على أقوالك فلا تخن أمانتك ، التخلي عن الفاسدين من كتلتك ليست خيانة لهم.

  3 - ما من أحد لم يسمع عن عرقوب ومواعيده بأنه لم يفِ بما وعده للسائل أن يمنحه بعض التمر من شجرته فوعده حينما تنضج ، ولما نضجت قطفها ولم يرى السائل أثرا للتمر في النخلة . فضرب المثل " وما مواعيد عرقوبا إلاّ الأباطيلا" .

يا سيد عبادي ؛ أما كانت الخزينة خاوية عندما إستلمتها .! أين طارت ، أليس بجناح الغربان وبحرارة الشوق للمال الحرام أُفرِغت في بنوك المحسوبين على ربعك ومن معهم .؟ هل سكوتك يعني رضاك كما قيل سابقا .؟ متى يتم الضرب وإن كان من خشب على أيديهم .؟ أم أن مواعيد عرقوب لا زالت تسري حُقَنَها في مجرى أوعيتكم .

 الشعب يتشبث بالقشة فكن له معينا وانقله الى بر الأمان . حملتك المرجعية المسؤولية كاملة وفوضك الشعب – عدا الفاسدين- عليك أن تمارس صلاحياتك بكل أمانة وصرامة ، ولأنك خضت هذه التجربة الجريئة فإمّا أن تعلن للملأ أنك نادم على قرارات الإصلاح لأنك غير مؤهل لها ولا تستطيع الإنسلاخ من بطش كتلتك ، أو تسير حثيثا في تنفيذها ، عندها لا تجد من في الشارع إلاّ ويساندك ويؤازر لبركة خطواتك ، فأيهما أفظل لك أن تمتص هتافات الجماهير من فياههم تمجيدا لخطواتك ، أم تنال نقمتهم وحساب النقمة مجهول العقاب .!
jalalmabdoka@yahoo.com

22
الحساب العسير متى يصير .!؟

جلال مرقس
إذا كان المدح هبة يستقحها من تجلت منزلته بأدائه الكفوء فإن القدح يجب أن يوازي كقبانٍ معطيات من تواجهه بشرارة القدح ، بديهي أن كل عمل يقوم به شخص ما بغض النظر عن مستواه الثقافي والإداري فإنه سيتلقى قوتين متضادتين معا ، في خانة تصطف شلة معينة وفي الأخرى مشينة معيبة وقد يظن الفاعل إستنادا الى أفق إدراكه أنه ما أتى إلاّ بخير للجميع ، فإذا توالت النقمة تباعا من نفس الشلة فالأمر يحتاج الى وقفة تأنٍ لأن المصادفة لا تحدث هباءً بل بالتقييم والتحري اليقين .

ديمقراطية الإنتخابات عندنا تجعل ركوب الأمواج سهلة لمن يتحقق من خلالها مآرب شخصية أو فئوية ، فعلى الكتلة التي ترعاه أن تتبنى كل ما يصدر عنه وتقيم عمله لو ناصرته بمؤازريها لتستحق إحدى حالتي المتضادات ، إذ لا يمكن الطعن بنزاهة غالبية أنصار الكتلة وهي من عامة الشعب إستثناءً من فئة قيادية كحال معظم القيادات لغالبية الكتل بكل فصائلها ومذاهبها. بارومتر صحة الآداء هو الشعب بكل تأكيد .
 
يقول الفيلسوف الإنكليزي (براتراند رسل ) " لا أموت دفاعا عن قناعتي فقد أكون مخطئا "       
أخي المسؤول ؛ هل ساءلت نفسك يوما عندما تتوالى عليك صفعات اللوم والعتاب ، هل أستحق أن يمرغ شرفي وعرضي في سيان القذارة من أجل حفنة تافهة من المكاسب والرذيلة .!؟ إن كنت لا تخشى عقوبة السماء التي تمهل ولا تهمل ، ألآ تخشى عقوبة شعبك وهي لا ترحم  .؟

أما عن الكتل فالحساب أقسى وأعسر إن تمادت إغفالها لهكذا نماذج دون رادع . هل يستطيع القانون أن يحاسبهم وكيف .؟

في ظل فرز نتائج الإنتخابات حُسِمَت المقاعد وفق النقاط التي حصل عليها كل حزب ، وحُسِمَت أيضا نقاط كل حقيبة وزارية حسب وزن الوزارة ، وهكذا قُسِمَت المقاعد على الحيتان حسب حجمها وأخذت تسبح في المحيط المخصص لها ولا تتهاون لو تجاوزته . في ظل هكذا توافق هرمي وأرضيته هشة ، أليس بمقدور الشعب أن يهز أركان الهرم .؟ وهو ما نتلمسه الآن . لنعد الى قائمة أرقام المستحقات الإنتخابية والحقائب الوزارية ، عندما يشار بالبنان والوثائق أن وزيرا محددا متهم وفاسد هناك وسيلتان لمحاسبته
1- إقصاؤه من منصبه بصلاحية رئيس الوزراء وإحالته للقضاء مع إبقاء نقاطه لصالح كتلته كي تتوب عن الإتيان بمثله وتنوب عنه آخر نزيه
2-  وإذا رفضت الكتلة هذا الإجراء تُسحب عنها نقاط الوزير ويقال دون مقاضاته ولن يتولى أي منصب رفيع في مؤسسات الدولة ، ولرئيس الوزراء تكليف عنصر مشهود له بالنزاهة والكفاءة خارج الكتل المؤتلفة بالحكم . وبهذا الإجراء وعلى مدى فترة قصيرة سنرى سقوط وزارة إثر أخرى لنتعافى من شر فاسد .
على المعنيين في شؤون إصلاح البلد سواء رئاسة الحكومة  أو البرلمانيين والوزراء المعتدلين ألاّ يتوانوا في عزل الفاسدين .

يقول الفيلسوف ( ابن رشد ) "القليل جدا من الحرية يجلب الركود ، والكثير منها يجلب الفوضى " ألا يتجاوز حرية الآخرين من لا يضبط نفسه لو إستمتع بميدان الحرية كما يحلو له .؟ إذن لا مناص من وضع قيود صارمة بحق المتجاوزين على أمن وسلامة البلد ، وعلى الكتل حسبان أمر التفاعل مع الصالح العام خشية سحب ثقة مؤازريها أولا قبل نبذ الشعب لها ،

jalalmabdoka@yahoo.com

23
المنبر الحر / جمل مفيدة ولكن ..!!
« في: 09:25 10/08/2015  »
جمل مفيدة ولكن ..!!

سأُشاكس اللغة بجمل قسم منها " مبني ة " على الفساد الكاسح للضمير الذي يرفرف   كعلم الخيانة فوق سارية " بعض " المسؤولين سياسيين وإداريين كجملة
 
{ نظامُ المحاصصةِ مقيتٌ }.

فإذا بدأنا بالسياسة بكلمة {نظام} وأعربناها قواعديا فهي {مبتدأ} فيخبرنا خبره بال {مقيت} وهو تفسير منطقي وملائم لنظام الحكم في بلدنا وأحدهما يكمل معنى الآخر . فهل تستحق هذه الجملة أن نتداولها إلاّ لهكذا أنظمة.! ألا يخجل المعني عندما يشار اليه بالبنان بأنك بتَّ من المنبوذين . السارق سابقا كان يتردد كثيرا قبل أن يقدم لخطوبة فتاة لأنه مرفوض مسبقا ، وسراق اليوم يتسابقون متباهين ويتبخترون ببطولات السرقة ..!!
 
كل كتلة تحتفظ بأبطالها دون أن يتجرأ رئيس الدولة أو الحكومة تشخيصه بالإسم كونه فاسدأ أو محاسبته ، ليس لأنه يخشى كتلته ، بل كي لا يتحرش أحد غيره بمناصريه من الفاسدين ، فيتعامل الجميع بهذا التوازن في تقبل المحاصصة وهكذا إنتقل مفعولهاعلى جميع الأصعدة .

وكجملة

 { الكتل السياسية تكتلت بالتوافق لتعزيز موقعها }
إذا كان تفسيرالكتلة هو مقدار ما يحتويه الجسم من مادة ، فإن في تكتلها مع بعضها يصعب إختراق مادتها ، وتبقى تستأنس مع مغريات توافقاتها لتوقف مد شعور المواطن أن لا محال للإنصياع تحت رداء الرضوخ لكسب القليل عوضا عن فقدان الكل . هذا الشعور المخجل إلتصق البعض من الميؤوسين من العبث في مسيرة الأصلاح بأن الوقت قد يحين يوما ما لتتحسن سيرة الكتل وتخفف من طموحاتها الآنية الذاتية . عذرا أيها البسطاء النزيهون من عامة الشعب . إن من شابَّ على الفساد ينمو معه كلما سنحت له فرصة لأن سياستها مبنية على مبدأ إقتناص الفرص .
 
والقسم الآخر من الجمل " ممنوعة من الصرف " ولا تخشى -سيبويه أو حمارويه- عندما تتصرف بها بمفهومها ،كجملة .

{ الوزراء والبرلمانيون محصنون}

 فكلمة – الحصانة - هي من مشتقات الفعل –حصن- ويتدحرج في الإشتقاق كي يصل الى كلمة –الحصان- . فإذا كان الغرض منها هو صيانة الشخص فليس هناك فرد في المجتمع مصون إن بدرت عنه الشوائب والشواذ تجاه ذاته أو سواه إن كان منصبه رفيعا في الدولة أو المجتمع لو مَشَّطنا الكل بالعدالة . أجل الحصانة تمنح الشخص المتفاني الحماية من الطعن والإساءة المقصودة وهو آهل لهذه الميزة . هل في دستورنا لمحة تقي الفاسد من عاقبة الجرم . ربما لدى بعض الدول الراعية للرفق بالحيوان نصوص تحرم أذيته لأي سبب كان ومن هذه الحيوانات هو الحصان . فهل الرفق بالفاسد هو من نفس المنبع .!؟ لنعرج قليلا الى نص القسم الذي أداه النائب والوزير قبل المباشرة بوظيفته  .           

( إقسم بالله العظيم أن أصون )

فهل حول كلمة – أصون – الى كلمة -أخون - في قرارة ذاته عندما كان يتلو القسم فنشطت شهيته في إبتكار وسائل الخيانة لديه دون خشية ربه ، وهل صانه ربه فتحصن عن المساءلة القانونية..!؟

والقسم الآخر من الجمل " معربة " حسب الأهواء – يُرفع- شأنها وإن كانت في محل – النصب - والإحتيال و – تُسَكِّتُ – الدستور و- تَجُرُّ- القانون من أُذنيه مُرغماً ولا تلقى رجفة جفن العتب من مسؤول بقدر ما تلقى اللوم من العامة . كجملة

{ الحرية مقدسة }

 ليس في نظامنا ودستورنا أكثر مطاطية في التفسير من هذه الجملة - القبيحة – لأن قباحتها في تفسيرها حسب المراد وليس لكل العباد ، فالذي يجيد قفز الموانع ينجو ويفوز بمقدار ما يستطيع حمله وأمام الملأ لأنه إستخدم حريته المقدسة في النهب ، والفقير الذي إلتقط كسرة خبز من التنور بنفس الحرية دون دفع ثمنها لأنه لا يملكه ويحاسب دون رحمة ، لأن الكلمة ذاتها يتغير معناها حسب الفعل والفاعل .. صاحب الدار لو قتل دون عمدٍ لصا حاول سرقة بيته يسجن الشخص لأنه منع السارق من ممارسة مهنته بحرية مطلقة ، والإرهابي الذي يقتل الشعب دون رحمة وعن عمد يعامل برفق لو وقع أسيرا .

لو تُرك لجام الحرية سائبا لكل البشر كما يحلو لهم فشريعة الغاب ستنتصر لا محال والعار لمن يلتزم بهكذا قدسية .. يا سادة : مارسوا الديكتاتورية حد العظم على أن تشمل الفاسدين والحرامية أيضا لأننا تَمَرَّسنا على تقبل العنف ، فعنف الدولة أرحم من آفة الفساد .

وكجملة

{ الإنتخاب حق وواجب لكل مواطن }

جميل أن يعي الناخب أنه ملزم تجاه حقه وواجبه يمارسه دون إكراه ، وجميل أن يدرك أن لصوته قيمة ترفع من شأن من صوت له ، فهل ستأتي بثمار ينتفع منها عامة الناس ، أم ان الفائز يتجاهل ما قدم من مغريات تجاه ناخبه ويدير له ظهره .!؟ ما لمسناه خلال الدورتين السابقتين لعملية إبتزاز الأصوات لم نرَ سوى تبديل العناع لنفس المنافع ، إذن هل الخلل في الناخب أم في مجمل عملية الإنتخاب .؟

أرى وانطلاقا من واقعهاالمرير ،أننا المعنيون أكثر من تقديس وتثمين صوتنا دون الإنجرار خلف المسميات بكل أشكالها ، لأننا سنكون من المشمولين أولا من نتائج تصويتنا سلبا وإيجابا ، كما لا أجرد المرشحين وكتلهم من اللعب ظاهرا أو خلف الكواليس لقلب الموازين لصالحها بأية وسيلة دون إعتبار لقدسية التشريعات الخاصة بالإنتخابات . إذن لا مناص من توحيد الصفوف أملا في الخلاص من مبدأ الإصطفاف خلف من جربهم الشعب خلال عقد كامل من الفساد ..
  jalalmabdoka@yahoo.com

24
الى إدارة وكوادر وقراء عنكاوا كوم المحترمين
جلال مرقس
 
سأتقبل النقد والرد وإن كان عنيفا لأني أتألم أكثرعندما أمر على ردود بعض الكتاب حول بعض ما ينشر في هذا المنبر الذي إستغله "البعض"للطعن والتحرش بشخص الكاتب لأن موضوعه ما راق له .

أحبتي المتابعين والقارئين لهذا الموقع ، من المؤكد أن من يكتب في هذا الحقل هو من أجل أن يوضح لغيره ما يراه ملائما للنشر وقد يفيدهم ، فإن إقتنعتَ بمردوده الإيحابي فَاثنِهِ وباركه تشجيعا له ، وإن إختلفتَ مع منشوره وضح له مواضع شكك وما هو الأصوب بديلا له ، إذ ليس كل ما يكتب بالضرورة أن يستحسنه الجميع ولابد من رافض له . لذا أرى من المستحسن أن نُقَيِّم جهود من يكتبون وإن كان دون مستوى المطلوب ثم نُقَيِّم ما كتبوه ببصيرة ناقد من أجل التقويم وليس من أجل التحطيم . الردود اللاذعة لا تسيء للكاتب بقدر كشف نيات ناقده تجاهه .

قبل بضعة أيام وطبيخ "الرابطة الكلدانية" على نار هادئة لِتُشَبِّع المشتاقون لحلاوة مذاقها – وأنا أحدهم – ردود البعض طالت السماء تمجيدا لهذه الخطوة المباركة ولا أشك أنها تستحق الأقل من هذا ولكن ليس بطريقة جعلها أنها الأمل الوحيد لإنقاذ الكلدان كما لو كانوا في مأزق ، ومن الجانب الآخر نزلت من ذات السماء دعوات إبتهال ومضمونها لا يخرج عن إفشال هذه الخطوة وكأن الرابطة ما وجدت إلاّ لحسم الموقف بالمبارزة معهم.
 
مررت على كل الطعون بين المتنازعين من كل الأطراف كمتفرج عسى أن أرى أي الجهتين هي الأصوب كي أنحني إجلالا لها . إن كان للكلدان حق مشروع لمنظمة تشدهم نحو بعضهم فلغيرهم عين الحق لشد أواصرهم أقوى وأمتن ، فهل مجيء الرابطة الكلدانية أحجبت رؤية الغير نحو آفاقهم المشروعة .! كل كاتب إمتشق سيفه كلدانيا كان أم آشوريا ليجز آية تفكير غيره ويَعدّون ما يُسَطِرونه إنجازا يخدم قضيتهم ، فإن كان شعاع الكلدان قد بان مؤخرا فشعاع الآشور قد سبقهم ولم يكن الكلدان من الخاسرين حينها ، وسوف لن يكون الآشوريون خاسرين لو توهج شعاع الكلدان .

أقول للرأيين دون تردد وندم : كلاكما ستكونان من الخاسرين لو تماديتما في السير على نفس المسار ، لابل ستعمقان فجوة النفور بينهما وهما الأحوج الى التقارب في هذا الوقت بالذات , فإن خلت ذاكرتك من فكرة الخير لا تدع الشر يقلقك ، فالتعصب ليس هو الإيمان الشديد ، لأن الإيمان الشديد هو أن تتحمس لرأيك وتدافع عنه ، وفي نفس الوقت ترى أن هناك آراء أخرى تختلف معك ، ولا تتباهى بأن لا أراء تعلو فوق رأيك .

أقترح ومن باب صيانة حرمة القناة كي لا تتحول الى منبر إحترابي بين الأفكار المتباينة بألاّ تسمح لهكذا ردود هابطة أن تمر عبر صفحاتها ، وفي نفس الوقت أتوسل بأصحاب الأقلام ألاّ يستخدموا نبال أقلامهم سهاما في عقول غيرهم وإن كانوا من منافسيهم .
كم سيكون رائعا لو إندمجت الشعلتان ونسير على هداها..
فلنتطهر من شر الثقافات المنغلقة .

25
نوبل وصناعة الإرهاب
جلال مرقس

الصناعي والمخترع للديناميت السويدي الجنسية يثير الجدل حاميا حول الذي صنعه ثم ما خصص من ريعها جوائز تحث العلماء لخدمة البشرية ، فهل حقا قد خدمها هو فعلا .!؟ كان شقيقه أول الضحايا في إنفجار حدث داخل مصنعه ، لكنه إستمر في بحثه لتطويرها من الديناميت عام (1867) الى الجلجنيت (1875) الى الباللستيت(1887) .
ألآ يستحق جائزة أقوى وأرفع منزلة عالمية من جائزته بهذه الصناعة التي إستغلها الإرهاب بأبشع إستخداماتها .! كان هدفه هو تسهيل معاناة شق الطرق وخاصة في المناطق الجبلية الوعرة ولم يصنعها كي تستخدم في شق البشر الى أشلاء تتناثر كحبات خرز تقطعت خيوطها .
كلما تقدم العلم خطوة للأمام إستغلها فكر الإرهاب ليبدع ويشدد في توزيع بشاعة سيئاته للغالبية من شعوب الأرض . ألا يستحق الإرهابي الذي يسجل رقما قياسيا في عدد ضحاياه جائزة مضاعفة ويسجل إسمه في ذاكرة مؤسسته ويكافأ بمثيلها من الحوريات في حضرة الرب كما يعتقد .؟ اليس من مهمة المرجعيات الدينية الإسلامية بكل مذاهبها تحريم القتل وتجريد الإرهابي من مزايا الجنة من خمر وعسل وحور العين بعد إتيانه بعمل إجرامي موصوف بعظمة الإستشهاد .!
لماذا لا يصنع علماء الإتصالات جهازا يبطل عمل جهاز السيطرة في حالة إستخدامه للتفجير عن بعد ويظهر للإرهابي على شاشته نتيجة فعله الشرير قبل الإقدام عليه .؟ وأن تخصص جائزة السلام لهكذا أجهزة وليس لرئيس دولة يتبنى مشاريع سلمية في بقعة ويمارس العنف في أخرى ، السلم العالمي مرتبط بحلقات متشابكة مع بعضها في جميع أرجاء المعمورة وللمظلومين حصرا ، فالخيط العلمي الذي يربط بالهدف الإنساني السامي يجب أن يكون كحبل السرة بين الأم وجنينها ، ومتى ما يفقد هذا الإمتزاج تتخلخل مرتبة العلم وتتصاعد وتيرة إستخداماته نحو الأسوأ .
خدعتك مهاراتك وخبراتك يا نوبل عندما كنت تتباهى بما أنتجت ولم تصنه من سوء إستخدامه ، كان يجب أن يحصر التفجير في شخص المنفذ فقط ، إذ كيف تبريء عقلك وتدافع عن تهمة ترويج وسائل إبادة البشرية أمام حكم الرب .؟ أقترح على اللجنة المشرفة لجائزة السلام  { منح قيمة الجائزة وتوزيعها على ذوي الضحايا} كي تتلى على روحك صلوات الرحمة مثلما تتلى على أرواح الضحايا ، وبهذا الفعل تكون اللجنة قد توازنت بين وسائل إستخدام الجريمة ونتائجها .
نقول : لو أن إكتشاف الخلل أمر هين فعلاجه يتطلب مخاض العقل المبدع.!
 
jalalmabdoka@yahoo.com

26
تخمينات الإحصاء المُغيَّب

جلال مرقس

ربما لا يخصب العقل ولن يكون هناك جنين يرى النور بسبب الطلاق  الحاصل منذ عقدين بين صفاء النوايا وأفق التخطيط السليم .
كانت وزارة التخطيط سابقا تنتظر بفارغ الصبر عن إعلان البدء بإجراء إحصاء عام للبلد لِتُشَمِّر عن سواعد خبرائها إستعدادا لتحضير المستلزمات الضرورية لإنجاح العملية كي تبني على نتائجها خطط تطوير البلد من جميع النواحي .
وفق البيانات الرسمية وعداها تنشر وسائل الإعلام المستقلة والمنحازة عن معلومات قريبة من الواقع، إستنبطتُ من فحواها عن كم لا يستهان به ليكون مقدمة عن إحصاء أرقام نخجل أن تنسب الى بلد كالعراق مشهود بخيراته وخبرائه ينطق عن حال نعايشه . لو قمنا بتدوين ما نسمع ونقرأ عن المعلومات المعلنة سنكون أمام كارثة ليس أهونها من تفكيك البلد الى مشايخ وحكم عشائري متخلف وبوادرها لا تحجبها غشاوة الجهالة . سأدون هنا بعض ما لدي من معلومات بسيطة إنتقيتها من هنا وهناك ولن أزكي صدق نطق الأرقام ..
لو قدرنا عدد نفوس العراق في نهاية (2015) ب (32 - 34) مليون نسمة – والله أعلم – سنفرز العدد الى فروع كشجرة هرمة تتدلى غصونها مترهلة .

أولا – الحالة الإجتماعية
* عدد المهاجرين الى شتى بقاع العالم بما في ذلك الدول المتخلفة إقتصاديا وإجتماعيا يتراوح بين (4 -5 ) مليون مواطن وغالبيتهم ذوي خبرة ومهارة علمية وعملية .
* عدد النازحين من شمال البلد الى جنوبه وبالعكس ومن الوسط الى الأطراف يتراوح بين (7 – 8 ) مليون عراقي من مختلف الأجناس والأديان ، ثلث المجموع الكلي كان منتجا تحول ليس الى مستهلك فقط بل الى مشلول ينتظر كسرة خبز يملأ جوفه ومأوً يحميه .
* عدد الأرامل يبلغ بين (2 – 3 ) مليون إمرأة معظمهن بقين دون معيل يلجأن الى مختلف السبل المنحطة للحصول على لقمة العيش .
* عدد الأيتام من الأطفال دون سن الرشد أكثر من (5) مليون طفل مشرد تستغلهم جماعات إرهابية لأعمال خسيسة وغسل دماغ لرفدهم لاحقا بصفوفهم .
* نسبة الأميين من عمر (6) سنوات وما فوق أكثر من 30% من مجموع السكان .
* نسبة المعوقين بسبب الحروب والمتفجرات 0,5% .
* نسبة الشهداء والقتلى من جميع الأطراف المتنازعة 1% .
* أسباب عزوف الشبيبة عن الزواج وازدياد أعداد العناس بينهم، لماذا .؟  .
* أسباب تنشيط شبكات المافيا في مفاصل الدولة لتلقي الرشاوي لأغراض متنوعة .

ثانيا – الحالة الإقتصادية
* سلم الرواتب .
رواتب موظفي الدولة كسُلَّمِ درجات بيت الفلاح ، كلما إرتقيت دَرجاً إرتقيت علوا ومنزلة وارتقى معك مقدار الراتب دون معيار مستوى تقديم الخدمة ، والفرق يزداد إستنادا الى العنوان الوظيفي حسب الجدول أدناه .
أعلى الرواتب هي من حصة الوزير والبرلماني ورؤسائهم ، والحد الوسط لراتبهم يتراوح بين( 20000 – 50000) دولار شهريا .
متوسط راتب الطبقات الوظيفية المتوسطة شهريا بحدود (1000)دولار شهريا .
متوسط راتب الطبقات الفقيرة وبظمنهم الأجور اليومية فلا يتعدى مستوى الدخل الشهري عن (200)دولار .
نخرج بمحصلة ان الفرق بين الأعلى والأدنى هو بنسبة (100 – 500) ضعف.
* نسبة الفساد بين الوزراء أو من بدرجتهم تقترب بين ( 30 – 40 %)هل إتخذت بحقهم الإجراءات .؟
* نسبة الفساد بين أعضاء البرلمان هي مقاربة الى نفس النسبة أعلاه ، هل قام البرلمان بالتحقيق مع أعضائه .؟
* نسبة الأغنياء جدا الذين يملكون بالمليارات والملايين من الدولارات حسب التخمين إستنادا الى تعاملهم مع التجارة العالمية تقدر ب ( 4- 5 %) .
* نسبة الفقراء جدا تبلغ نصف المجتمع إن لم تكن أكثر ، ويبقى الوسط الإقتصادي متذبذبا ويتدحرج غالبا نحو الفقر .
* ميزانية الدولة في العهود السابقة . كان الإحتياطي يفوق ما هو معلن وكانت الحكومات تتباهى بمخزونها وهو قوة إقتصادية داعمة لقوة ومتانة البلد بين الأمم ، وميزانيتنا حاليا إستقرت عند (الخردة) وهي أقل الفئات النقدية قيمة ، أين المال يا صاحب المآل ..!!؟

ثالثا – الحالة الأمنية
* القوات الأمنية في كل العصور ولكل الأمم هي رأس حربة لتوفير الأمن والطمأنينة للبلد ولساكنيه ، دول الجوار مجتمعة كانت تخشى التحرش بجنديٍّ في موقعه مغبة رد عنيف تواجهه – لست هنا بمدح شخص أو رئيس الدولة - بقدر الإنتماء الوطني للجيش . تحولت القوى الأمنية الى وسيلة قمع بيد أحزاب وكتل لمآرب سياسية بحتة حتى بدت الحرب تدور بين فصائله بفعل المذهب والطائفة والقومية ، وساحات المعارك تشهد باندحار مفبرك لتسليم الأرض ومقدساتها إلى مناصريها.
* هل خدمة العلم إجبارية .؟
* ما مقار الإهتمام بتسليحه بما إستجدت التكنلوجيا العسكرية من سلاح متطور .؟
* الى أي مدى يجري الإهتمام بالتدريب واللياقة البدنية .؟   
* ما هي الدرجة التي صنف بها إقليميا وعالميا .؟
* هل لرئيس الدولة أو للقائد العام للقوات المسلحة أو لوزير الدفاع صلاحية تعين أو إزاحة قائد فرقة أو أية رتبة عسكرية مرموقة .؟
* مدى تدخل القيادات السياسية في رسم النظم العسكرية .

رابعا – الحلول إستنادا الى النتائج .
* يقوم معلم التربية الأخلاقية – ونأمل الاّ ينحاز - بإجراء إختبار تحريري وشفوي لكل مسؤول بدرجة وزير وجميع أعضاء البرلمان ممن تم تثبيتهم وظيفيا ، فمن يحصل على درجة (70%) يكون مؤهلا لقيادة البلد ، وستأتي بقية الحلول كسلسلة مترابطة خادمة لعموم طبقات الشعب ، أما الراسبون فيسجلون في القائمة السوداء لمدة ( 10) سنوات كي تصقل أخلاقياتهم .
 jalalmabdoka@yahoo.com

27
تجاوزات نمارسها مع سبق الإصرار
جلال مرقس

ليست محببة ولا قليلة بعض ما نؤدي من ممارسات في مناسبات خاصة أو عامة تسيء الينا أو الى غيرنا . مراجعة بسيطة لها ربما نتحاشى أو نخفف الى حد ما عن جزء ولو يسير . سأوجزها وقد تضيفون اليها المزيد إن أغفلتها.

أولا – إحترام الزمن
" ما بمقدورنا فعله ، بمقدورنا عدم فعله " .
بهذه العبارة التي أطلقها آرسطو أنبش ترسبات بعض ما نمارس من هفوات وزلات تكاد تكون منبوذة لدى أغلب الناس ، ونعلم أن مردودها السيء يُحسب على من يؤديها .
ما من إمرءٍ يأمل بتحقيق آماله وأحلامه إلاّ وله رغبات معينة تحثه للبدء بأول خطوة نحوها بغض النظر عمّا ستتحقق له شريطة الاّ تطال حدود رغبات الآخرين .وأنشطة المنظمات هي ما تعنينا .
في حياتنا اليومية حيثما نؤدي مهمة حضور دعوة مؤسسة أهلية أو حكومية أو جمعية ضمن منظمات المجتمع المدني سواء عن طريق دعوة خاصة منتقاة بعدد محدود من المدعوين، أو عامة يشمل من يريد الحضور، في كلتا الحالتين البعض يلتزم بالحضور والآخر يهمل التواجد عن تعمد .
الوقت أسير لدى البعض يستغله وفق متطلبات فرصه ، وطليق حر فوضويٌّ لدى الآخر يُخضِع ذاته لسيف زمنه ، والتعامل معه مرهون بمدى إحترام مشاعر المجتمع المصغر المعني . هل الإلتزام باحترام الزمن نوع من الترف لا نقدر على تطبيقه .! من المعيب إخفاء حجج البعض عندما يهينون حقوق الآخرين في تبذير أوقاتهم تحت مسميات (المسؤولية) ، لأن المتعالي المتكبر يُعَبِّر عن الفشل الحقيقي لعجزه تثمين الزمن .
ان الساعة لا بل الدقيقة المعلنة لبدء الموضوع الذي لأجله دُعِونا هي نقطة هامة لقياس مقدار إحترام صاحب الدعوة لمشاعر المدعويين الحاضرين ، بينما نرى أن آخر الحاضرين بعد مضي مدة عن الموعد المحدد هو من تحت رعايته يقام النشاط ، ومقدار تأخيره يقاس بقدر مسؤوليته الإدارية ، فكلما كان شأنه عظيما أضاف عدة دقائق على مهلة التأخير ، وعلى هذا المنوال ستتعرف على السيد ومركزه . وهنا أدعو الملتزمين الكرام بالحضور مع الموعد أو قبله بدقائق ، الإنصراف وترك المكان فورا بعد مضي دقائق قليلة والنشاط لم يبدأ بعدُ كي يتعظ الراعي المشرف على النشاط لدروس لاحقة ويكون في مقدمة الحاضرين ، إن كان هذا الإجراء قاسٍ ، فعلى إدارة النشاط البدء به مع إنتهاء آخر دقيقة معلنة بغض النظر عن عدد الحاضرين ، وهو إجراء نُعَلِّم المدعو بإحترام مواعدنا ، وإحترام الزمن دليل التَمَدُّن .

ثانيا - حجز المقاعد.
يقال: كَثِّر الصِعاب كي تُعَوِّد الناس تَحَمُّل العذاب .
عندما تقيم جهة ما نشاطا معينا عبر دعوات خاصة أو عامة ، تلجأ الى فرز المقاعد حسب نوعية المدعوين ومستواهم الوظيفي أو الحزبي ، كأنَّ مقام المدعو لدى البعض يوزن بترتيب مقاعد الجلوس ، فلا غرابة لصق أوراق بمسميات على المقاعد الأمامية وهي من جنس يختلف عن بقية المقاعد الأخرى ، وغالبا ما تبقى بعضها خالية من جالسيها لتخلفهم عن الحضور ، تَمَعَّن في المنظر وفسر ما تراه من ممارسات مؤلمة .
 يقول الصينيون " السلوك السيء أساس كل مصيبة " أفلا تخجل مضايفنا بكل تشكيلاتها التي ذكرناها سابقا أن تطعن في عقل المدعو أن مركزه الإنساني أقل وزنا من المركز الوظيفي ، قيادة المسؤول لشعبه ليست بترتيب جلوسه في الدعوات بل بقيادته نحو تقديم الخدمات الضرورية له . موهبة الإنسان لا تنبع من الكرسي بل هي التي يجب أن تصنع كرسي المسؤولية ، ليست العبرة بإنجاز عمل يتيم أن تُبنى عليها إنطباعاتنا ، بل أن نأخذ من هذا العمل منطلقا لجعل غابة من شجرة واحدةٍ الى غابات مكتظة بالأشجار . ان على المضَيفين واجب إحتراف ضيفهم بأن له كرامة وحرية شخصية ككنز يحتفظ به ، شأنه شأن أي ضيف آخر . كإجراء ربما يفسره البعض بالعمل الإستفزازي ، لو أنَّ كلّ كرسي محجوز بقصاصة ورق وصاحبه تَغَيَّب إبقاؤه فارغا ولصق قصاصة أخرى الى جانب إسمه تحمل كلمة (غائب ) ويتم التركيز عليه أثناء تصوير النشاط مع تعليق مهذب .
 
ثالثا – الهاتف النقال ( الموبايل)
لولا للعدو الداخلي وجود ، فالعدو الخارجي لا يستطيع إيذاءك .
الأجهزة الأمنية في كل مؤسسة حكومية تستقبل المراجعين بالتفتيش والتحري الجسدي ، ثم حجز جهاز الهاتف لدى موظف الإستعلامات ، والإجراء الأخير هو محور إهتمامنا ، هل حقا أنها تتحرى عن إرهابي متورط ، أو هو إجراء إحترازي لتخويفهم وإشعارهم بألاّ يتقربوا من حدود غرفتهم .
على مدى عقدين أو أكثر من الإنتفاضة الكردستانية تُمارَسُ هذه الحجج الأمنية فهل ضبطت أو كشفت عن مُتَلَبِّس يبغي القيام بعمل إجرامي باستحدام الموبايل .؟ لسنا مع التسيب الأمني بعدم تفتيش المراجعين قطعا ، لكن ضد حجز الهواتف لدى الإستعلامات كونه عمل غير مبرر ، وهل هذه الحالة تشمل كل المراجعين .؟ ولا يُستبعد أن ينسى المراجع هاتفه لدى الإستعلامات أثناء مغادرته الدائرة . ومثل هذه الحالات قد حدثت معي لأكثر من مرة ومع آخرين أيضا .
 
الشاعر والفيلسوف الهندي "طاغور" تعلَّم من الأشواك ليتحسس أوجاعها فيتحاشاها ، بعض الإجراءات الدخيلة على الأمن دون مبرر تزيد من معاناة الناس .

كل إنسانٍ خَيِّرٍ يفيض تعبيرا بشكل ما عن هذه التجاوزات المعتمدة  والتي تمارس في أغلب المؤسسات لأن في مسيرتها أخطاء .
 
فمن لا حيلة له حيلته الصبر وهو أنجع دواءٍ .
jalalmabdoka@yahoo.com

28
أدب / الخيانة
« في: 07:49 19/05/2015  »
 


الخيانة


جلال مرقس عبدوكا

                    تعثر المذنب بخطاياه ،
                         فلمّا أفاق
                     وقفت الذنوب بوجهه
                        تدغدغ سجاياه.
                            ...
                  تمدَّدَت الخيانةُ في أحضان
                         ناعس الضمير
                       يُداعبها بارتجاف،
                     ثم تفرض عليه نواياها
                       فيرتعد من الخوف .
                             ...
                   دخلت الخيانة أفئدة المال،
                   لمّا روَّضَتها على فن التقتير
                         إزدادَت شراهةً
                        في إقتناص الكثير،
                    وازداد لَهوُها إغراءً ودلال.
                               ...
                    أجبَرتُ الخيانةَ بحكم القضاء
                          أن تعلن الإفلاس،
                      دافع من أجلها وعن نبلها
                            جمع الوباء،
                           وصدر الحكم ضدي
                              بالإختلاس.!
                                 ...
                  كي أُصارع الخيانة في ميدان النبل
                     تَقَوَّيتُ بعزيمة منشطات العدل،
                           ومن أول مسكة
                            من قبضة الحق،
                       صاح الشعب : يحيا العدل.!
                             ومن خلفي
                          شرذمة الفسق والفجور
                             إقتادوني أسير.!
                                 ...
                        لملمتُ مِن أطرافِ الخيانة
                              بعض الشرور،
                       ومن اللهيب بعض الشرر.
                     تُرى... أيٌّ بالآخر يلحق ضرر.!؟
                    فاحترقَت كلماتي من بعض السطور.

                                                     
   

29
أمواج التسميات تتلاطم وقاربنا يستنجد
جلال مرقس

ليس أهون على إمرءٍ أن يساير من يرغب لو تبخر نصف إرثه ، وأن النصف الآخر المتشبث يتزعزع بفعل التيار القوي مع إختلاف التوجهات والأفكار . ونحن في متاهات البحر تتلاطم حولنا أمواج التسميات ولا نبالي بالمخاطر المتربصة حولنا.
 
عندما بدأت الإستعدادات لإقرار الدساتير وبغية تثبيت مكوناته ، لجأت جميعها الى إيجاد منفذ لتمرير طموحاتها في إدراجها بتسلسل حسب الوزن الذي تريده أو تستحقه ، لكن مكوننا (المسيحي) تخبَّط لإيجاد إسم يجمعهم بقناعاتهم ، فكل تيار قدم ما يخدم فكره ويستبسل لأجله دون هوادة . كما أن معظم كتابنا المحسوبين الى كل كتلة يتشدقون مبارزين بحراب الكلمات الجارحة للطعن بالغير والتمجيد بالذات ، وكأنهم ما تثقفوا إلاّ لأجل هذه المهمة ، كل يتمسك بما لديه من معلومات يعِدُّها كافية ليصدر على ضوئها قراراته.

 نرى ونسمع أبواقا تتعالى تارة بإسم ، أن (الآشورية) لا تُقهر وستبقى منار الأخرين لأن دماء شهدائها تحفزها أن تتبؤأ المكان اللائق بها ، والبقية هي من أتباعها وضمن قطيعها ، لا بل طفقت تردد ذات النغمة على أوتار حادة ماسحة بالمرّة فكرة وجود غيرها . وإرثها الثمين للبشرية دليل دامغ كي تنطق موكلة عن الآخرين . الثور المجنح وأسوار نينوى ستكون بالمرصاد لكل محاولة النيل من هذا المركز .
 
بالمقابل شمَّر الكلدان سواعدهم للذود عن كرامتهم المهينة من بني دينهم ، بأنهم أشبال أسود غطت بجبروتها أصقاع إمتدت في كل الإتجاهات ، وإنها اللبنة الأولى في ترسيخ الكيان المسيحي بحيث باتت هي الأم والبقية نسلها أو بالأحرى خيط في نسيجها . متباهين بشريعة حمورابي بأن قانون العدالة على وجه البسيطة مستنبط من لسان ملكها ، وتعلمت منه الأمم كيف تصون الحقوق الخاصة والعامة ، وما الديمقراطية الغربية إلاّ من إفرازات شرعيتها .
ثم نسمع عن السريان أنهم ورثوا عن المسيح الآرامية شعبا ولغة ويزهون بها في أحاديثهم أينما وُجدوا ، وما بقية اللهجات الأخرى سوى مفردات دخيلة زُوِّرَت أو حُرِّفت بتداخل مع لغات محلية فتَهَجَّنَت يستوجب إستئصال جذورها ، وبما أن جغرافيتهم هي الأقرب الى موطن المسيح ، إذن لهم الحق أن ينتزعوا رداء الولاية من غيرهم لأنهم أكثر إستحقاقا بها .

وحي بركة (المجلس) أسكتت الأبواق فترة بحذف الفوارز والواوات لتشكل إسما يحويهم جميعا رغما عنهم ، فانقطع النحيب على جروح  الثور المجنح ومسلة حمورابي عقب معركة التسميات لحين من الزمن ، لكن لازال الكدر يحز في دواخل البعض في كل صف بأن الوقت ربما يحين لتنسلخ من هذه التسمية (العرجاء) حسب تفسيرهم بعد أن يتقوى عودهم صلابة . قبل الألف الأولى والثانية قامت في بلاد الرافدين إمبراطوريتان عظيمتان أمتد كل منها في جميع الإتجاهات من دول الشرق الأوسط ، كل تسقط الأخرى وتحكم لعدة قرون ، إمتد تبادل الأدوار لحكم المنطقة وكان آخر سقوط للإمبراطورية الآشورية في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد على يد الإمراطورية البابلية.

كل يمارس طقسه المفضل ، الكنيسة (والكلدانية على وجه الخصوص) تتفرج من – جلجلة – تتحسس آلآم المسيح غير مكترثة بمكاسب مركزية  سوى ببعض نصوص يتيمة حول ورود إسم الكلدان لديهم ، بينما الكنيسة الآشورية وضمن الوعظ الكهنوتي لا يتوانَ الكاهن من تكرار إنتمائه الآشوري كأمة لها مذاهب .
أمَّا تياراتنا السياسية (وما أكثرها.!) كل الفكر السيلسي الآشوري يتمحور حول قطبهم والبقية يجب أن تدور حول فلكها . وكل التيار الكلداني ينهج ذات المسار لأن سيدنا إبراهيم كان كلداني الأصل .
في الوقت الذي نحس إننا بأمس الحاجة الى لمّة تحمي وجودنا ، نؤجج هذا التنافر بين القطبين حدة الإنشقاق يوما إثر آخر ، وما نطالعه من على صفحات ( المواقع والتواصل )لا يُبَشِّر خيرا بِقُصرِ مسافة الخلافات ، لابل تزيد لدى البعض من حجم الكراهية . على مثقفينا تقع مسؤولية تهدئة تنشيط الأفكار المتشنجة وهدمها لدى الأطراف المتنازعة ، لأن ما من فئة تنال إحترام الوسط المعتدل وتتبنى نظرة أحادية لتمجيد ذاتها وتمسح الآخر عن الوجود .

في غالبية ندوات الثقافات السياسية والإجتماعية والأدبية التي أُلبي دعواتها ، تشمئز نفسي عندما يلمح المحاضر "كشفا أو مستورا" عن تعصب شديد – حد الغباء – لفكرة محدودة تحمل ذمَّاً لغيره طاعنا في خاصرتهم ، كما لا أرغب عند مطالعاتي مواقع الكترونية أن أُشارك بمداخلاتي مدحاً أو قدحاً لأي موضوع متشنج ، لأن في طيّات نشره هدف لا أَزِنُ سُمُّوَه . رجائي من المثقفين الكرام وأخص كُتَّاب المواقع أن يهدئوا حرارة الإنفعال لأن الهجمة شرسة على المكون بكامله .
 
مشاعل شهدائنا يجب أن تنير أفكار سياسيينا أولا ثم مثقفينا ونستوعب دروسها المُرَّة ، لأن العدو لا يفرق بين دمائنا ، علينا ألاّ نتعصَّب بإيماننا الشديد أننا الأصوب ، بل أن ندرك أن لغيرنا مهما كان حجمه ووزنه حق التفكير كما نحن بصدده وهنا تتقاطع المصالح بغياب صفاء الأفق .

سيأتي يوم تبكي قياداتنا ليس ندما لأنها لم تفلح في كسب ود كامل الشعب ، بل لإستهانتها بحجم  منافسيها ، فخسرت ثقة مناصريها أولا وكسبت نقمة غيرهم ، إذ لا يمكن أن تسري قناعةٌ بإتفاق جماعي على موضوع محدد عندما تكون رؤية الأفكار حولها متباينة الوضوح ، وهكذا" بكى اسكندر لأنه لم يكن هناك عالم أوسع ليقهره ".

ليجعل المثقفون الدنيا وردية في عيون شعبنا .
jalalmabdoka@yahoo.com

30
الأنظمة هجَّرتنا ومنظماتنا في الخارج أعادت لَمَّنا
جلال مرقس عبدوكا
 
على مدى تاريخ العراق القديم والحديث خصَّت أنظمة الحكم المتعاقبة جزءا من سياستها الداخلية العمل بكل السبل الشرعية المتعسفة من أجل تحفيز حس المواطن المسيحي أنه أقل شأنا في الحق والواجبات من بقية مكونات الشعب بالرغم من أنه الأكفأ مهنيا والأخلص إداريا لتطوير البلد ، جاء هذا الإجراء لتحقيق هدفين أحلاهما مر في قاموس الحقوق المدنية للمسيحين ، إما أن نقبل العيش بأقل مما نستحق كوننا  في المراتب الأخيرة من تصنيف المستحقات لأن درجة إنسانيتنا أقل شأنا من غيرنا ، أو الإذعان لقساوة الهجرة القسرية لو تمردنا وامتعضنا على ترتيب موقعنا الإنساني داخل مجتمعنا ، فهل نخفف عن حاجاتنا ورغباتنا المشروعة كي نرضي الحكام بتخليهم عن إهانتا وسلخ حقوقنا بما في ذلك معتقداتنا ، طموحنا في ممارسة تطبيق وتنفيذ الحق يولد لدينا لذة الرسوخ في تربتنا ، لكن في عقلية البعض مطبات تضيق مسافة الطموح في ذاكرتنا نحسها ككرات ساخنة نخشاها ونتحاشاها وهو ما تبتغيه لئلا نُنَجِّس أطراف أفقها القاتم ،  فما السبيل للتمسك بهذا الحق .؟
 
يقول آينشتين : تُقَدَّر قيمة الإنسان بدرجة حريته من سيطرة ذاته .

الإحساس بالمتعة نعمة وبالبؤس كآبة ، عندما يرى أي إنسان نفسه غير مرغوب فيه في بقعة أو بيئة ما ، وبما أن الفهم والإدراك يعني تغيير النفس ، فيلجأ الى أحد الأمرين ، إما قبوله بواقع الحال المتدني معرضا كيانه وعقله وكل أحاسيسه الى إحباط وشؤم ، أو الى ترك الوطن المقدس الى ملاذ يوفر له الأمان والكرامة التي أبخلت أنظمة بلده عليه . لذا نرى أن المئات بل الآلاف من المسيحيين يحلمون أن ينالوا الحظ السعيد بيوم الهروب بسلام وخاصة في الأونة الخيرة بعد إشتداد الهجمات الشرسة على البلد . ليس غريبا أن نرى طوابير المهاجرين تدق أبواب المطارات إيذانا بالسفر نحو المهجر وخيرتهم من خيرة الكفاءات المهنية التي يحتاجها البلد للنهوض من كبوته ، وان الدول التي يؤمَون اليها ترعاهم بمعيار الإنسانية ويُحسَدون عليه .

ان ما هو موجود من نسيجنا خارج الوطن يفوق ما تبقى في داخله موزعين في دول لم نكن نحلم بزارتها سياحيا . ولما إستقر بهم المقام في تلك الدول إنظموا داخل مؤسسات وأندية يمارسون أنشطتهم المهنية والإجتماعية ، والمتتبع لها يشعر بسعادتهم وانتعاشهم الفكري والإجتماعي والجسدي ، ففي كل بلد عندما يتواجد عدد منهم يشكلون وحدة (نادي ، جمعية) لشد الترابط الإنتمائي للدين بغض النظر عن الكنيسة التي ينتمون اليها . في كندا وأمريكا ومعظم الدول الأوربية والسويد على وجه التحديد نسمع ونشاهد بروز طاقات وكفاءات في ميادين شتى (طبية راضية سياسية) ،

ولأنني من المتابعين لأنشطة الجالية المسيحية في أستراليا وخاصة المنظمات والأندية الكلدانية ،لا أفسرها إلاّ عن وجود التلاحم والمحبة والتنسيق من أجل التمسك بانتمائهم ، وكلما أشاهد من على موقع عنكاوا كوم نشاطا إجتماعيا أو ترفيهيا أباركهم على توحيد جهودهم وأقارنها بواقعنا في الداخل . عندما أتذكر أحيانا أيام زمان عندما كنا ننظم سفرات جماعية تظم الأحبة والأقارب والأصدقاء في مناسبات وطنية أو دينية الى ربوع مصايفنا الجميلة ، أعود بالذاكرة عند مشاهدتي الأصدقاء وهم مرحون فرحون مع أغاني مطربيهم بدبكات حامية لأقول ، حكامنا نبذونا ونثروا مكوننا طرداً ،إلاّ أن أنديتنا في الخارج قد أعادت لُحمَتنا من جديد .

هنيئا لكم أحبتي ، وسنكون أهنأ لو نتعانق على تربة الوطن عندما ينبض في عرق المسؤول أن إعادة تقييم جذور بناة الوطن حسب مستحقاتها كفيلة بالكف عن فكرة الهجرة إن لم يكن بالإمكان التفكير في عودة الهجرين . 
jalalmabdoka@yahoo.com

31
     
 
عنكاوا في جنايات الدولة الإسلامية


جلال مرقس

 قصة قصيرة

ليس غريبا أن تُلَبَّس عنكاوا تهمة الإرهاب لمخالفتها - مع سبق الإصرار والترصد- شريعة الدولة العالمية بإقامة كيان يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها بسبب تملك البلدة سلاحا فتاكا يهدد مستقبل كيانها كدولة نامية . كانت الأنظار موجهة اليها من كل المعنيين ، إذ كيف سُمِحَ لها أن تبني ترسانتها من سلاح (السماح) الذي يفوق خطورة على أفتك سلاح صنعته ماكنة الحرب العالمية في كل العصور والدول .!

بعد أن إشتدت سواعد محاربي البلدة المزودين بأنواع البنادق المرسومة على أوراق المزارع المحيطة حول الكنائس ، خشيت الدولة أن يمتد نفوذها وسحر إنفرادها بالبقاء ضمن دائرة محاطة بمقاتلين يحملون الأعلام السود إرتأت الدولة الإسلامية أن تعالج الأمر بإحدى الطرقتين ، ولمحكمة الجنايات الخيار أيهما تتبنى .

أن التهمة هي من العيار الثقيل تستوجب البت بها لدى هذه المحكمة ، وجرت مراسيم المرافعة بغياب المتهم وبحظور الوكيل المعين من قبل الدولة ، وبدأ المدعي العام  بقراءة لائحة الإتهام على مسمع القاضي الشرعي الذي تتبارز علامات الإنزعاج على أساريره بروزا
: إمّا أن تتخلى عنكاوا من مخزونها الاستراتيجي من سلاحها الإلحادي وتتبنى مرونة أكثر في شطف ترسبات الإيمان كي تستنير بالفكر الأحادي ، وهو ما تتمناه دولتنا ، أو ، وهو ما لا خيار غيره ، أن تسقط تحت حرابنا وتتحول ساحاتها الى مستنقعات دم .

نادى القاضي بإحضار الشهود وخلت الجلسة منهم ، نودي على محامي الدفاع عن المتهم ، حضر ملتحٍ كثَّ الشعر حليقَ الشارب تهتز الأرض تحت قدميه وهو يعربد بأنه سيكون في خدمة المحكمة لإحقاق الحق ، ولمّا سأله القاضي عن معلوماته بخصوص هذه البلدة التي يصفونها – بالجمال والوديعة –
وبعد البسملة وذكر بعض الأيات التي تخدم موضوع المحكمة قال :
: شيخنا المحترم ، الذي رايته بأم عيني والله شاهد على ما أقول ، أن عنكاوا كعين ماء نقية وكالخرفان ناسها وديعة .

   أسكته القاضي بكلام بذيء .
: يا أحمق ، لا أريد مقال أنشائي تمدح به عدوك ، هات ما عندك مما تخدمنا .
: شيخنا القدير ، لا أراني أجافي الحقيقة وهي ساطعة . لم أسمع طيلة فترة زيارتي السرية لها صوت إطلاقة طائشة إلآ ومصدرها بعض الحانات وروادها هم من الزوار.   للمرة الثانية أسكته كي تنحى شهادته منحً آخر .

: شيخنا العزيز ، إيماني برسولي وبما أقسمت به يشدني حرصي أن أُسَمِّع مقامكم ما أعرفه بحقيقته ، الطبائع تجري منها الطيبة حيثما وأينما تذهب ، ولمستها نتيجة مصاحبتي لشرائح متباينة في الجنس والعمر والمذهب ، ما أن يبدأ شجار كلامي بين أثنين حتى ينتهي بالمصافحة والقبلات إيذانا بالمصالحة ، ولم ألتمس الخشونة في إستخدام القول أو فرض الرأي قسرا وأن الحوار الإيجابي هو سيد الموقف .
  ولثالث مرة يسكته قائلا .

: يبدو أنك تشكل خطورة على مجريات المحكمة ، شهادتك تهين مقامنا وبت أخطر علينا ممن أَوكلناك عنهم ، للمرة الأخيرة أُحذرك ، إمّا عليك الإلتزام بما هو مقبول وتكف عن الهذيان ، أو الى غسيل عسير في دماغك .
: شيخنا الموقر ، في الحقيقة أن معلوماتي وما لدى من خزين جم عن هذه البلدة سيوفر لمحكمتكم الموقرة فرصة ثمينة للبت في نوعية القرار الذي ستتخذونه بحقها ، لذا أرجو منحي وقتا آخر للحديث وسيكون الأخير .

  بعد أن أمهله القاضي وقتا أخيرا مع تذكيره بشهادة ترضيه وترضى به المحكمة .
: شيخنا ، البلدة باتت المأوى الآمن حتى لأبناء جلدتنا وعمومتنا وهم من ظهر أشرافنا وأجدادنا ، وقد راق لهم الإستمتاع بمرح مع ساكنيها وهو نسيج تجانس مع بعضه البعض ، بحيث بات من العسر فرز من هم أقاربنا ومن هم الأعداء ، إنها تتشبث بسلاحها السحري النفاذ في وجدان زائريها واللاجئين اليها ، وكلما مارسنا حقنا في تربية جيل في محيط ما باتت أعمالنا هذه مبررا مريحا للّجوء اليها عن طيب خاطر ، وكأننا نُجَسِّد ونُظَخِّم حجمها دون إدراك ، وبات أمر بلدنا كالنفاخة بيد الأطفال تبرز دمامل هنا وهناك ، الأمر يحتاج الى دراسة قَيِّمَةٍ كي نمسح من ذاكرتنا ما رسخت في أذهاننا عن طيبتهم ووداعتهم .
    بدت البشاشة تلوح في عيني القاضي وهو يهز رأسه بالرضى لما سمع ، ويحثه نحو المزيد ، وتابع المدعي العام بقوله مستفسرا .

: ماذا يعني التنافس في حجم وعدد الكنائس المقامة أو التي ستُنشأ لاحقا وهي بلدة صغيرة على حد علمنا.! هل في النية جعلها مركز تجمع المسيحيين من جميع أنحاء الدولة الإسلامية ، وهل لنا دور في تكوين هذا التجمع .؟
 
: وما أدرانا أن أولاد عمومتنا النازحين اليها لن يتلقنوا خصالهم ، مع تزايد عدد اللاجئين اليها وغالبيتهم من كوادر وخبرات علمية وإدارية ، لا نستبعد تثبيت كيان مستقل لها كصفة إدارية ، وهذه الفكرة مدعومة محليا ودوليا ، الحذر الحذر من تعاظم شأنها كي لا يستفحل أمر العلاج . لمجموعتنا دراسات وبحوث مقرونة بأدلة وموثوقة ببراهين سنقدما لقضائكم الموقر ، أرجو تأجيل الجلسة الى وقت آخر ليتسنى لنا تنقيحها وتقديمها لمقام محكمتكم الموقرة .

  يأمر القاضي بتأجيل المرافعة الى ( 1/ 4 / 2015 ) .

   هنا عقد قران لعرسان ، وهنا إحتفالية الخطوبة لساكني البلدة أو القادمين اليها ، وفي  قاعات عديدة ندوات ومحاضرات في مواضيع شتى ، تتسابق الجماهير لحجز معقد في الكافتريات والمطاعم والأندية للإستمتاع لفترة ما ذاقوا مثلها في مدنهم منذ عهد مضى . كل ما شاهدوه في البلدة يبعث الأمن والإطمئنان بحيث خلت آمالهم أن يروا لدى عودتهم الى منازلهم أفضل وأحسن مما شاهدوه من نقاء جوهر أهلها ومسامحتهم للبعض مهما اشتد بينهم الخصام . لا سيطرات وهمية لا حواجز كونكريتية لا إستجواب لمن يسهر الى أوقات متأخرة من الليل دون ارتكاب مخالفة ، من كانت ترتدي البرقع أكتفت بغطاء خفيف فوق قمة رأسها تتنزه لوحدها أو مع زميلاتها في شوارع نظيفة ومتنزهات أنيقة دون أن تُسَمَّع كلمة نابية تخدش الحياء ، أطفال ظيوف البلدة تصاحبوا مع زملائهم تلاميذ مدارسهم من مختلف المدن ويتزاورون فيما بينهم ، هذا هو النسيج الحقيقي المطلوب أن يسود البلد .

أُرفق هذا التقرير الذي قدمه موفد إستخبارات الدولة الإسلامية الى عنكاوا يُستدلى بها المدعي العام أثناء قراءة مطالعته في الجلسة القادمة واعتُبِرَت من الوثائق الهامة والرسمية .
 
   في الجلسة الثانية للمرافعة ، القاعة محددة بنوعية وعدد الحضور ، الكل ينتظر دخول القاضي ، وما أن دخل وقف برهة يتطلع نحو الجمهور وكأنه يستنبط دواخلهم كمن يشم رائحة العرق من أجسادهم . تحدث مشيرا الى المحامي بعد جلوسه أن يكون بكامل إستعداده لتنوير المحكمة بما توصل اليه من إجتهادات . بعد البسملة وتلاوة بعض النصوص المباركة إستجمع المحامي طاقته المشحونة لإبهار القاضي بمدى الجهد الذي بذله في خدمة القضية .

: شيخنا المبجل ، لن أنحاز عن حقيقة كجمالية ربيعي ولاية الموصل ولن أدع الشك يخرم مصداقية ثقتكم باختياركم لنا موكلا عن البلدة .

سوف لن تصدقوا أن سحر إيمان أهل البلدة تقوَّى إثر نزوح الألآف من مختلف الملل والأقوام اليها وخاصة أبناء جلدتنا من الوسط والجنوب ، قبل ذلك كادت الكنيستان الوحيدتان آنذاك تخلو من المؤمنين عدا أيام الأعياد ويوم الأحد ، ولمّا ازدادت عدد الكنائس الى ثلاثة أضعاف كلها تراها مكتظة وعلى مدار أيام الأسبوع حتى باتت تستقطب إهتمام وإنتباه جماعتنا ويُخشى أن يعكس مردودها سلبا على توجهاتنا لو تماطلنا في إيجاد حل في زرع فتيل الإنشقاق بين هذه الجموع المتباينة في الدين والمذهب والإنتماء ، لا أغالي إذا قلت أن ما تسمى بحكومة الإقليم سائرة في قطار البلدة الى حيث توجهها .
إن كنا لا ندري أن ثقل مسؤوليها يوازي ثقل أو يفوق على وزن أي مسؤول رفيع في عموم الشمال فتلك مصيبة تقع آثامها على عناصرنا المندسة هناك ، وإن كنا ندري أن لرجل الدين فيها له أفضل مقام لدى السلطات المحلية وحضوره في أي مجلس ومجتمع يحظ بنصيب وافر من الترحيب يفتقر اليه آخرون من أديان أخرى فتلك صاعقة تهز أركان مؤسساتنا .

قُطِع الحديث بطلب من المدعي العام .

: أَنتقلُ بك الى السكنة الأصليين القاطنين منذ أجيال عدة في هذه القرية الصغيرة وتعد الآن مركز نشر الحضارة ، ما سبب  نزوحهم منها الى الخارج بينما النازحون اليها يشعرون بأمان كما ذكرت .؟

: لنعد قليلا الى فترة حربنا مع إيران . أعطت هذه البلدة العشرات من الشهداء وهم غير مقتنعين بها لأنها لا تمس خطورة تواجدهم ، وزجوا بها رغما عنهم ، فأمطرت الخطورة عليهم لأن المسؤولين آنذاك لم ينتبهوا الى فناء المكون وخلو البلد منهم وكانوا حريصين على بقائهم في الوطن .

: وفق المعلومات التي تردنا أن إقتصاد ساكنها من كل الأجناس والأديان يساوي أضعاف بقية سكان البلد ، كيف تفسر ذلك .؟
: لست مبالغا لو قلت أن أكثر الشركات العاملة في أربيل تتواجد هناك وأعدادها في تزايد مستمر كل يوم ، ويُعتبر هذا مردودا إقتصاديا يدعم الأسرة ، وما إنتعاش التسوق إلآّ دليل على قوة القدرة الشرائية لديهم .
 
: نَوِّرنا عن تاريخ البلدة قبل الإحتلال الأمريكي الكافر لوطننا .

: على وجه التحديد وقبل عقدين من الزمن كانت قرية لا تتعدى حدودها عن كيلومترين طولاً وعرضاُ وتعداد نفوسها لم يكن يتجاوز بضعة ألف فقط ، فمع إتساع رقعتها الجغرافية ألهمت رجالها وقاطنيها إيلاء المزيد من الإهتمام والرعاية في إبرازها كمدينة حضارية تضاهي أرقى مدن العراق قاطبة . بل آلت أن تصبح محور إستقطاب المسيحين في ولاياتنا العربية من سوريا والعراق .

   كان القاضي منشغلا في مطالعة ما قُدِّمت له من وثائق ومستمسكات والسكوت يخيم أجواء القاعة .
: طرحت أفكارا نثق بصدقيتها وربما تفيدنا ببعض الشيء ، لكن ما لمسته أنك متعاطف مع سكانها عندما تصفهم بالوداعة ونقاء النفس ، هل حقا نحن نحارب الشخص أم ما يحمله من فكر وعقيدة هدامة .؟  نتمنى أن ننزع عفن تفكيرهم وإبقاء طيبة أخلاقهم .

: تمنيت ما تتمناه حضرتكم لو كان بالإمكان تصريف مجرى إيمانهم ، وليس هذا بالعمل الهين حاليا .
أخذ الحوار الخافت يجري بين رئيس وأعضاء المحكمة إيذانا بإصدار قرار الحكم وبعد برهة أعلن القاضي ما يلى .

: من خلال توجهاتنا كدولة إسلامية ترعى رعاياها ، لابد من إشعار المواطنين أن لا مكان لمخرب يفترش تراب وطننا ولا لمسيء يرتوي من نهرينا أو يستنشق عبق أجوائنا ، أنذرناهم وأمثالهم أن طريق الأمان والسلام لا يمر إلاّ عبر مسالكنا تحديدا ، ولما باتت البلدة مركز إشعاع القلق لدولتنا ، وحرصا منا على سلامة ساكنيها قررنا إيصال إجراء تحذيري مبدئي وستعقبه أخرى صارمة لو شهرت سحرها بوجه دولتنا الفتية ، ومن الله التوفيق .

الخميس 16/ 4 / 2015 
   
   وهكذا نفذ الإنذار بانفجار وسط البلدة يوم الجمعة (17/4/2015)

32
من سيدفع فاتورة المالكي.؟

تولي العبادي زمام الأمور والبلد متخم بالألام من كل صنف ولون فهل سيحقق منهاجه المعلن بالفترة التي تعهد تصحيح المسار .؟

الشعب هو بارومتر نقيس على درجاته نوعية الإجراءات أهي متفتحة كأزهار تنثر العبق ، أم كدخان تزكم العيون والأنوف .! فإن ساير نحو رفاهية الآخر  سيكون في مأمن من غضب ونقمة شعبه ، وإن إنحنى للإتجاه المعاكس لن ينجو من صرخة التذمر .

 على الساحة العربية والعالمية أدلة نعيشها ونتلمسها عن قرب بعد بدء الربيع العربي الذي شاخ مسرعا نحو خريف دموي ، على رجل الدولة وفي كل يوم أن يراجع ذاته من خلال رصد تصرفات الناس ، الخطوة الأولى في كل عمل ينوي إنجازه يحسب لها معيار النجاح ، فإن كان فهم وإدراك المسؤول أن ما ينبغي فعله نابع من أخلاقياته ستطبع بصماته جلية على إفعاله وعلى ضوئها يستجيب الشعب بالتفاؤل أو التشاؤم .

المسؤول لا يخشى عندما يحيطه الشعب بالهلاهل والزغاريد والهتافات ، بل عليه أن يخشاه عندما يقبع في مكتبه سادا أذنيه حد الطرش والجمهور يتوعد بالقصاص لو طالت المظالم حقوقه المشروعة .

 عندما ركب الغرور رأس النظام المباد قرابة أربعة قرون مأساوية ففاتورة قباحته دفعها الشعب .

 وعندما تجاهل النظام السابق مستحقات ناخبيه نبذته نخبته قبل أن يُصَرِّح الشعب أنه بات أخطر من عدو متربص ، لكن طالما أن رأس النظام السابق يسرح ويمرح ويُصَرِّح - مثلما كان أيام عِزِّه – وكأنه لا يزال في المقام الأول ، لا بل أن بجبروت كتلته التي ينتمي اليها العبادي تكاد تحاول شل توجهات الأخير كي لا ينبش خبايا تاريخ قادتها ويبقى صامتا لحين سحب فحوى ما يخزنه فكره من طموح نيرة ، ويبقى أسير ما تتبناه ويسير على سِكَّعتها مرغوما فهل سيدفع فاتورة سلفه المكلفة عادا نفسه بخير خلف لأسوأ سلف وسيقتص منه.؟

لماذا تتستر قيادة دولة القانون على كبائر المالكي ليتحصن تحت عباءتها وهي الأدرى بمنزلقات عهده .! إ

ن قائد البلد ليس معلما يمتحن التلاميذ –الشعب- بل أن الشعب هو من يمتحن القائد ، فعلى ضوء تقييم أعماله تمنح له الدرجة التي يستحقها ولا نأمل لقائد وطننا أن يخذله شعبه ، عليك يا سيد عبادي إن كنت تنوي صناعة تاريخك تُبَجَّل عليه عليك

أولا: أن تنزع رداء الطائفية والمذهب وأن تُعَلم الآخرين بذلك وتلتزم بمعيار المواطنة .

ثانيا : ألآ تخشى من تخسره من الفاسدين لأن الشعب عكازتك يأزرك حيثما يراك حثيثا في تطلعاتك المستقبلية السليمة . ا

لمريض لا يشفى من داء إلآ إذا تجرع مرارة الدواء فكن شجاعا في تقبل مرارة لوم الفاسدين .

يقول الفيلسوف الألماني كانط (إذا كانت الرغبة تتجه صوب معرفة شيء عن الواقع فالأمر يحتاج الى خبرة ) لكن الخبرة تحتاج الى رغبة عارمة كي تتحول الى ممارسة ومهارة . هل لا زلت سيدي أنك جاهل أو تتجاهل أن خشية العثرات المبيتة تشل تفكيرك وتعود متقهقرا حيثما كنت سابقا .؟ أم بالعزيمة المستمدة من الشعب تقهر كل نية تباغتك بسوء ، فإن كان خوفك من الشعب وعليه فأنت مصيب وصادق ، فالمصيبة أن تخشى من يرتعد من أفعالك الحسنة لأنه أغرّ من سعادة الآخرين  . عَلِّم يا سيدي من معك أن ينحرفوا عن المألوف وإن كان لذيذا لأن لذته ستتضاعف لو سار نحو الأفضل .

كن واثقا أن الشعب لا يكف عن المعارضة لو تجاهلت السلطة حقوقه ، ولا يبخل لمد يد العون لها لو حس بحسن نواياها .

 لا تدع مطالب الشعب تتكاثر وتستفحل لأن فاتورتها ستثقل تفكيرك .

jalalmabdoka@yahoo.com   

33
المنبر الحر / الشجرة الخرساء
« في: 19:53 02/04/2015  »
الشجرة الخرساء

بِوِحدانِيتِه الأزلية ركع الله يبتهل
عساه ماذا يفعل.!
تُرى لمن يبتهل وبمن يتوسل .؟
يئِس ومَلَّ من اللهو بِكُراته المُلَوَّنة
ولعاباته النارية والثلجية والغازية ،
كما تلعب الصبايا في ساحة المدرسة
في حلقة،
نفرها ونثرها بعيدا
وهي تدور حول نفسها
وحول بعضها معا ،
 دارت الكرات كما تدور الفتيات ، في فلك شاسع
ولم يبقَ له ما يتسلى بها
سوى الخيال المحصور في ندمه
من العيش منعزلا .
ركع يبتهل كي تعود اليه اللعابات
لمَ لا يصنع هياكل يُعلمها اللهو والعبث معه.!
فتمخض الفكر بخلق جديد
وفي كل يوم نتاج جديد .
وكان البشر من أحسن مخلوقاته ،
هكذا ظن ،

 فصاغه جميلا كمثله ليعشقه
وصاغه بشعا كإبليس ليشاكسه.
صاغه حميدا كي يشكره ،
وصاغه شريرا كي ينهره .
صاغه بجنسين كي ينسله ،
وصاغ له السوء كي يهلكه .
صاغه في أقوام كي يُحبِبَه ،
وصاغه ألوانا لبث الريبة
كل للآخر يجنبه .
حبذا لو نصب لهم قائده ،
لينشر العدل بينه ،
ولمّا كثَّر من أمثاله
عمت الفوضى ديوانه.
حَمى اللهيبَ لِيُحرِقَ ما أنبته ،
وسلط الماء عليه ليطفئه .
سخَّرللبشر ما صنعه ،
وسلط عليه جبروتا ليفترسه .
تارة أقام العدل بينه ،
وتارة نصب القامع ليظلمه.
أضاع حق خَلقِه بما فعله ،
وشاع السوء كُلٌّ للآخر مُتَّهما
أين حقي سائله .؟

طيبُ الشراب لِقَومٍ في دنياهم حرمه
وفي ديوانه حللَّه.
وإبنه الوحيد قربانا قدمه
أغفرانا لزلة حواء 
أم لنسلها لم يرتكبه ،
ثم يقيمه للدينونة حاكما ينصبه.!
عجبي أن أراه مناقضا بما يفعله .!
جنة زَيَّنها بمذاق المطيبات وما زرعه
لنا وما أبخل
فأغرانا بثمار الخلود ثم حذرنا عقاب التناول
بالطرد لأمره  من يخالفه
فلمَ زرعها .!
أهي شِبااك الصيد يوقع الساذج
في المغريات
وهو خالقه .؟





34
تبذير الديمقراطية في الغرب .. من يجني ثمارها.!؟
 
التبذير في أي مجال غبر مستحب ، فما بالك لو طُبِّقَ للنيل من حقوق البعض رغما عنهم لأن القانون ضمَّن لأناس وفي مجال واسع ممارستها وحسب تفسير عقولهم .

لأرشيف الأمم المتحدة خزين هائل حول الحقوق العامة لكل إنسان من أي جنس وقوم تكاد تنزل في مقام المقدسات المحرمة يتوجب على المنظمات الدولية المعنية الحفاظ عليها من كل دنس وشائبة .

عندما تشتد الأزمات الأمنية في أية بقعة يلجأ المسالون الى التمتع بأمان وحضن الدول الراعية لها  وتوفر لهم كل مستلزمات العيش والراحة والطمأنينة . شحنة اللاجئين لا تستبعد أن يستغلها المتشددون لتندس في طابورها مجموعات كي تستنفر جل طاقاتها جراء إنفلات حدود الديمقراطية ، هذه الحرية ضمنت لهم كما ضمنت لأناس مسالمين تبنوا مثلا ( الإلحاد أوالزواج المثلي ) ولا يمس هدفهم أحدا بسوء . كنت في أحد هذه الدول وأنا أتفرج على مهرجان عالمي للزواج بالمثل حضرت اليه وفود من دول عديدة إستغرق طيلة يوم كامل ، كلٌ يحضن مثيله من كلا الجنسين ، وكل ما لمسته هو حرارة جو العشق النابض من المشاركين ، هذا الجو خلق لديَّ تقززا وسألت من معي : كيف تسمح الدولة لمثل هذا النشاط الذي ينافي تعاليم الله.؟ فجاء جوابه مقنعا لحد ما : بما أن الدولة تمنح حق اللجوء للسارق والإرهابي والمتشدد دينيا الهارب من عقوبات بلده وهم يشكلون خطرا على السلم العالمي ، فلِمَ لا تسمح للنشاط الذي تشمئز منه ولا يشكل خطورة لحشرة .!!!

تفرض الدولة غرامات وعقوبات صارمة على مخالفة مرورية مثلا نتيجة قيادة سيارة تحت تأثير مسكر، أو التحرش الجنسي قسرا أو الإعتداء على حيوان أليف أو التعامل بقساوة مع الطفل داخل أسوار البيت لو تقدم الطفل شكوى ضد معنفيه من الوالدين ، كل هذه الإجراءات تنطلق حرصا على حق الإنسان في العيش بالطريقة التي لا تضر الآخرين ...

 لا أدري كيف تقبل هذه الدول لمثل هكذا لجوء حتى بات يمثل خطرا جسيما على مستقبلها ، تنشط في معظم هذه الدول شبكات إرهابية منظمة تقود مظاهرات وتحشدات إستنكارية تنشر فكرا تطال سمومه أجواء المعمورة وتمول الإرهاب العالمي بالمال والبشر في المناطق المتأزمة ،

بات الأمر يخيف الناطق بكلمة حق أو بنشاط ثقافي لئلاّ يخدش إعتقاد الإرهابي ، بل عمَّت فكرة الإرهاب لدى السكان الأصليين من هذه الدول طالما القانون يضمن حقوق الإعتقاد .!

 فما نراه ونسمعه هو جرس إنذار يرن على أبوابها ، فعليها مراجعة الحد من تبذير الديمقراطية .
jalalmabdoka@yahoo.com


35
أساس بناء الوطن هو النزاهة.

جلال مرقس عبدوكا
jalalmabdoka@yahoo.com

يقول مثل إسباني( الخطيئة الصغيرة تتبعها الخطيئة الكبيرة ) كل إنسان إذا تلذذ لزلة بسيطة ولم يراجع ذاته لأجل الندم لن يتراجع عن ممارسة كبائر السقطات لاحقا وقد يجد نفسه في أحضان المبتذلين . فمَن في صغره تربى في بيت الفضيلة تنمو معه أيضا سماتها وخصالها (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر) يستثنى من هذه الحالة مَن أعمى الجاه المزيف بصيرته – منصب ومال – عندما يسيء التصرف بها .
هل يمكن تخصيب مثل هكذا عقول ببذور نقية لتنتج إنسانا جديدا يخشى عقاب الأرض والسماء.!؟ وهل بمقدور الخاطيء أن يُطَهِر نفسه من شر تجذر فيه.؟ وهل عليه أن يكون فاسدا عندما يعيش بين وسط الفاسدين.؟

منهاج أي دين هو من أجل تحقيق الأخلاقيات –الخير والحق والعدل والرحمة والتسامح والسلام بين الناس- وتسعى لتحقيقها كل المنظمات الإنسانية لسكان الأرض دون تمييز . لنأخذ الأسرة الصغيرة مثلا يُحتذى بها، فكما تتعامل مع والديك سيتعامل معك أولادك بنفس الطريقة لاحقا لأنك مَدرستَهم ، وكذا الحال على ممارسات الأحزاب المنتفعة من فقدان قصاص القانون . فكل قانون جيد يليه الأفضل والسيء الى أسوأ إستنادا الى جبروت القوَّة المسيطرة.

لو سخر قائد المسيرة –سياسيا كان أم إداريا أو دينيا- منصبه لمنافع ذاتية ، ويبني علاقته في مؤسسته كعلاقة الصياد بفريسته ، فإن تعاليمه وأفعاله سرعان ما تنتشر بين أقرانه ويغزلون على منواله ، لنمزج بين هذه الأقطاب الثلاثة في شخصية واحدة ، بعض أقطاب السياسة عندما يفرضون (عبادة) نظام سياسي مقنع بقناع ديني فإنهم يسيؤون الى كل الرموز التي يمثلونها وتتضاءل لديهم صفة الإقدام بعمل يخدم الجميع إن تضررت مصالحهم جراءها ، لكنه سيدفع الثمن باهضا لاحقا .
 
التغيير نحو الأفضل تجديد لتنمية الطاقات ويتلذذ بها من يتعامل معها بصدق وإخلاص ، فكل شخص إذا فقد إهتمامه بهواية ما سيجد عادة أن هواية أخرى تحل محلها ويستلطفها  ببشاشة الى حين ، ثم يقيمها ليرى موقعه فيها أيستمر في ممارستها أم يتخلى عنها .؟  هتلر وأمثاله كثيرون ، لو مارس اللهو واللعب في طفولته ما كان ملعب أجساد البشر في كبره.! ولأنه كان القائد الأوحد فإن كل ما يُشَرَّع يجب أن يكون في خدمته وخدمة نظامه ، وهو ما نلمسه الآن في ظل نظام الحيتان ، لا قانون ولا تشريعات تُصدر لو فاحت منها عطور تخدم عامة البشر. إذن ما السبيل الى بناء الوطن.؟

يقول آرسطو( من يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه ، لأن أصعب إنتصار هو الإنتصار على الذات) فمن لا يعرف ذاته حق المعرفة أو يتجاهلها ، عبثا نحاول توضيحها له  فيختبيء تحت عباءات كذئب يَستَنعِجُ ، نزاهة الأخلاق النيرة هي من ترشد وتقود مسيرة بناء الوطن ، فالبناء المتين يبدأ من  الأساس المتين وهو المواطن الغيور الذي يراقب عن كثب منجزات المسؤول ، فيصفق ويهلل لكل ما هو جيد والتذمر يسود وجهه لخلاف ذلك ، ولكلتا الحالتين يستوجب إتخاذ موقف صارم لحث الخدوم كي يستمر في إجتهاده ويحذر المسيء ليعاود النظر فيما يفعل ، وإلاّ فقصاص الشعب يسلط فوق الرقاب عن طريق الإنتخابات ، وهو درس تعلمناه وحفظناه وسنمارسه في كل جولة إنتخابية بعد الآن .

عملية نهب البلد تجري بتوالي الأيام دون خوف أو خجل وكأن السارق مرخص بتشريع ليعبيء قدر إستطاعته من مال مباح ، وكأن عملية إعادة تعمير البلد تخطط من أجل رصد المال كي يُفرَغ في خزائن خاصة ، وكأن الإنسان الصالح آفة جرثومة يجب محاربته وإبعاده عن محيط دائرة بناء الوطن ، وكأن البلد بشعبه ونبعه بخيراته وثرواته هو ملك حفنة فاسدة وحدها تقرر مصيره . فيحرر ويحلل لنفسه وسيتعبد ويحرم آخرين .

كم مصنعا أهَّلنا بعد أن دُمِّر وكان ينتج بضاعة تضاهي ما نستورده الآن .؟ وكاد البلد يتجاوز حدورد الدول النامية نحو الدول الصناعية ، لنتذكر معا جرارات عنتر وبطانيات فتاح باشا المشهورة وأدوية سامراء الجيدة والألبسة القطنية المنتجة في معامل نسيج الكوت ومعامل الألبان المنتشرة في كل المحافظات ومنتج المشروبات الغازية والكحولية والمعلبات وغيرها ما لا تُحصى ، لكن بفضل سياسة السوق الحرة فتحنا البلد على مصراعيه أمام السوق العالمي ليجني بعض النفوس الضعيفة جراء غزو سوقنا بأردأ بضاعة وأهملنا ما كنا ننتج بما في ذلك الخضراوات والفاكهة ونحن أصحاب نهرين عظيمين يخترقان الأرض طولا وعرضا .
 
أخص هنا اقليم كردستان حيث الأجواء الأمنية والبيئية والمالية متوفرة لإقامة صناعة أنتاجية كانت أم تحويلية ، لكن كل الذي نشاهده هي مظاهر تجذب الناظر بتزيين الاقليم بعمارات يتنافس الرأسمال المحلي في الإرتفاعات والمساحات ونسي بناء الوطن المنتج . وبصدد تجارة السيارات أطلق نظام السوق الحرة لجام الشركات الخاصة لإستيراد هذا الكم الهائل وخاصة الشخصية الصغيرة وتُحَوَّل ما نحتاجه الآن من عملة صعبة للخارج ، ولم تعد شوارعنا تستوعب زخمها. بودنا أن نعتبر من دروس قَرَأناها في مراحل دراسية متعددة حول ضرورة صيانة المنتج المحلي بفرض ضرائب عالية على المنتج الأجنبي المماثل تشجيعا  لترويج بضاعتنا ، لكن الذي نلمسه أن البضاعة المستوردة هي أرخص من المحلي وخاصة الفاكهة والخضراوات ولا يخرج تفسير هذا من مبدأ محاربة الفلاح .

يقول ميخائيل نعيمة (عجيب لمن يغسل وجهه مرات في اليوم ولا يغسل قلبه مرة واحدة) هل بهكذا قذارة نبني وطنا نظيفا .؟ ليس هناك وطن لمن لا يحس بأمان في أحضانه ، بل يحس أنه عبيد من أجل الخدمة فقط ، فالى إعادة الوطن نحو حظيرة التمدن ننزع جميعا رداء الخنوع والخضوع ونشد على أيدي النزاهة بقوة مثلما نشدها على أعناق الفاسدين . 

36
هل سيعظ المسيح بمثل ما كان يفعل لو عاد الينا الآن.؟

جلالمرقس عبدوكا
 
ما أجمل ما تحلى بها المسيح من تواضع وحكمة وتسامح في عصر كان البشر أحوج ما يكون الى حنكة داهية كي يرشده نحو طاعة ربه . عندما تحمل أصناف العذابات ليس لأن طاقته مشلولة تجاهها، بل ليعَلِّم  الآخرين أن مشقة الحياة تتطلب التضحيات ، وأن قدرة الإنسان على التسامح تعطي زخما هائلا لعظمة المتاسمح تجاه الآخرين والظالمين حصرا .(ربي إغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون) لنسأل : هل كان الجلادون متيقنين من أن روح رب موسى متجلية في جسد المسيح ويصرون على قتله.؟ اليهود ما كان هدفهم قتل الإله بل محاربة من يتبنى الألوهية ويملكون ربهم المعبود كما وصاهم موسى، لست هنا منحازا لأًبَرِّيء ساحة اليهود من دم المسيح .

 القوانين والأعراف الدولية تمنح الخاطيء فرصة الندم والتوبة بعقوبة معينة عندما يرتكب جرما ، وبخلاف ذلك فإن إنزال العقاب الصارم لا بد منه كي تًجَنِّب الشعب من أضرار جرائمه لو تمادى في ممارستها . إن كان المسيح له المجد غافرا ذنوب المسيء ليس من أجل فرصة إضافية له كي تأخذ سيئاته منهجا ثابتا تشمل الإنسانية بكل تشكيلاتها ، فكم من البشر كالمسيح يحمل الصبر ويرى المنكوبين يتعذبون دون رحمة . لا نرى مبررا أن يحبس المسيح دموعه وعيون غيره جفت دموعها ، هل رجاؤه من ربه أن يغفر المسيئين اليه يجب أن نغفر للجلاد بقتل الأبرياء وإغتصاب النسوة ... معذرة ربي ... لو عًدتَّ الآن والعذراء برفقتك كيف تغفر لعصابة تغتصبها .!!! لا نظن أن ربك يرضى بانتهاك حرمة من إنتقاها لتكون والدتك لأنها الطاهرة النقية .

 نؤمن أن التسامح يًلَيِّن - الى حد ما – قوة الحقد والكراهية لدى بعض من أًغتًسِلَت أدمغتهم كي يعودوا الى رشدهم ، لكن كيف يجب التعامل مع من إتخذ العنف منهجا ثابتا يَعيهِ ويمارسه بإدراك يقين في كل الأزمان وعلى جميع البشر .! هل نًحَقِّنَهم بمورفين الغفران آملين توبتهم .!؟ كيف يتوب المجرم ويستغني عن ملذات جرمه ما دام الغفران ينهمرعليه مدرارا كامطار الربيع ، إذن أين الحكمة عندما نقف جميعا في حضرة الرب للدينونة يوم القيامة فيفرز الصالحين عن الطالحين فيرسل المسيء الى النار ويضم الخيرين الى ديوانه .!

أتوسل اليك ربي ، ألاّ تعود الآن كي لا تندم على ما وعظت به على الجبل وكانت مفتاح نشر تعاليمك النبيلة ، ربما سيطعن بمردودها الإيجابي مَن تأذَّى وقاسى الالام حاليا ، بل ربما سيستغلها المُهرِجون للعنف لِيًرَوِّجوها من أجل تصعيد وتيرة همجيتهم طالما ينالون الغفران تلو الغفران . سوف لن ندير بعد الآن صفحة وجهنا الأخرى لصفعة ثانية ليس لأننا نتمرد على نصائحك بل لنحمي ثبوت إنتمائنا دون إستسلام وخضوع .

37
تضامنا مع حملة شباب عنكاوا

 جلال مرقس عبدوكا

قد لا أضيف شيئا جديدا لِما قيل وكُتِبَ على مدى عقد من الزمن ، لكني سألقي بالنزر اليسير مما أحمل من هَمٍّ فوق كومة الإجراءات المقترحة حفاظا على ما تبقى من قدسية أرض وشعب البلدة ، ولا أدخل في ثنايا الحيثيات لأخرجها طازجة جاهزة للهضم لأن إستباحة حدود المسؤولية تجاوزت العرف والمعقول فأباحت لنفسها أن تغرز مخالبها في كبد المدينة المسالمة.
 
من يتحمل المسؤولية يقع تحت طائلة الحساب والإستجواب من جهتين كلاهما في مرتبة القدسية يُقسَمُ بها ؛ القانون متمثلا بالتشريعات المدنية ، وسلطة الضمير موحاً بها بالتشريعات الإلاهية. ربما القانون المدني يغفل ويتجاهل لبعض الزلات إستنادا الى مكانة الشخص الخاطيء ومقدرته على الإلتفاف على النصوص ، فهل سيتجاوز قصاص ربه وقد وعده بالإلتزام بما أوصاه من مراجعة الضمير فيما ينجزه .

 بعض القيادات السياسية والإدارية سواء على مستوى الإقليم أو محيط البلدة أوَّهَتنا بقساوة إجراءاتها التعسفية في شطب الحدود المسموحة لممارسة الصلاحيات الدستورية والإنسانية ، فكأن من تولى المسؤولية قد ملك عنكاوا بما فيها من بشر وتراب فتصرف كما يحلو له دون إعتبار لحقوق الشعب منزلة واستحقاقا، بحيث إنتزع من المواطنين صفة التملك  للأرض فقطعها كما المفترس يُقَطِّعُ فريسته ليسهل بلعها ، بهكذا سخاء وزع ميراث الأولاد والأحفاد على الغرباء دون خجل أو وجل .
 
عنكاوا الوديعة أُستُبيحت حرماتها وانتُهِكت مقدساتها غيلة وغدرا والقيادات مبهرة بما أنجزته من تطور عمراني غير مسبوق .!! يقول المثل الإيطالي : من يبيع حصانا أعمى يمتدح قوائمه . ليس ما يعنينا من علو شاهق في البنيان بقدر سمو مرموق في خلق أنسان مثمر منتج يستنفر ضميره أولا ثم طاقاته لخدمة بلدته وشعبها

 يقول الكاتب الفرنسي " فيكتور هوغو" :( لا ندرك حقيقتنا إلآ بما نستطيعه من أعمال ) كيف يُقَيِّم المسؤول المحلي والإقليمي عمله من تذمر العنكاوي عندما طالت (إنجازات) الأول كرامة وحق الثاني.! لنتعرج قليلا وبإيجاز الى (مصيدة) عملية توزيع القطع السكنية ، أُمِرَت اللجنة المشكلة (وهي المستفيدة الأولى)عندما رضخت تحت أوامر وليست توصيات من قبل قادة إداريين وسياسيين على مستوى الإقليم أن تزرع في البلدة بذور تفكيك خصوصيتها ، فطُبِّقَ ما رُسِمَ وبزيادة أعداد غير مستحقين في التملك من قبل اللجنة ذاتها وبمباركة الآمرين .

ما العمل حاليا لصيانة ما تبقى من تربة عنكاوا وكان يجب أن يُعمَل به منذ بدء عملية التوزيع وهو إقتراح ليس إلآ ؛ أما كان من الأفضل أن تُستثنى لجنة المجلس البلدي المنتهية صلاحيتها ومفعولها وتشكيل لجنة مؤلفة من وجهاء مشهود لهم بالنزاهة والعفة من (مثقفين في المنظمات المدنية وبمشاركة لجنة مختارة من قبل الأبرشية) مدعومة بصلاحيات مستقلة لذاتها دون الرضوخ لقرار أو أمر خارجي .؟ عسى ولعل من المفيد أن نتأمل أن هكذا إجراء قد ننجو بالبقية القليلة المتبقية من الأراضي المحصورة ضمن محيط مطار أربيل وهو مشيد أصلا على أرض عنكاوا حصرا ، هل تعاد ملكيتها جميعها (قبل إجراء الفرز عليها) ليتصرف بها مالكوها وتعويضهم ببدل ما أستحوذ عليها المطار في إقامة منشئاته وهو حق مشروع لهم بدلا من منحها كهبات من قبل مسؤولين الى متنفذين .؟
 
لازلنا نسمع بين الحين والحين عن عقود لتخصيص مساطحات لناس لا تمت لهم صلة بعنكاوا عدا صلة الإعتداء على كرامتها ورضوخ مسؤولي البلدة خوفا من جبروتهم أو لاستحصالهم حفنة براكاتهم . هل كرسيُّ المسؤولية يُعتبر من أدوات تلوث الضمير .! ياأخوتي مسؤولي البلدة ؛ وَجِّهوا مرة واحدة كلمة (( لا)) بوجه رؤسائكم  إن شعرتم أنها تخدم مدينتكم .
 
يقول بولس الرسول : الحقيقة تستحق الألم .

38
على ذمة البغدادية
أمين بغداد مسيحي
جلال مرقس

لا ندري إن كانت هناك أوليات المفاجأة لدى أرشيف لقاء العبادي بكادر البغدادية أثناء زيارته للقاهرة ، أم إستحصال الضوء الأحضر لدى زيارة ممثل الفضائية لمكتب رئيس الجمهورية لترويج هذه الفكرة التي تبدو غريبة عجيبة ليس لأن المسيحي غير مؤهل لهذه المهمة . لا بل أنها ناشدت قمة هرم رجال الدين المسيحي بكنائسه ومذاهبه كي يختاروا الأكفأ لتولي المنصب.!!!
 
هل نصبت داخل هذه المبادرة شباك تتعلق بها منافسات الأحزاب المسيحية –وما أشد حزازياتها تجاه بعضها- للمنافسة حد التناحر للإستحواذ على هذا المنصب المرموق لتًغذي وهج التباعد أكثر فأكثر.!؟

لو صدَّقنا صحة المعلومة وصدق النوايا .؟هل جاءت بعد أن نفذت ساحة الأطراف الأخرى من  عنصر مقبول كحد أدنى لتستعين بمسيحي.!؟ أم أن تلك الكتل ذاتها تبغي إفراغ شحناتها جراء أخطاء محصنيها برأس المسيحي المسالم كي تبريء فساد ممثليها فيما لو بدرت منه –المسيحي- زلة بحجم نملة.

منذ سقوط النظام الفاشى الصدامي تبوأت شخصيات عدة من مختلف الإنتماءات وبغداد وكل المحافظات الأخرى تنحدر نحو منزلقات خطيرة يحس بها المواطن البسيط ، فكيف بالواعي والمثقف والسياسي والإداري المشمولين بالنزاهة باستثناء كتلهم التي تتغاضى عن سلبيات ومساوىء ممثليها في هذه المؤسسة الهامة.!؟

غريب أن تسكت الكتل الحيتانية على سوء سلوك وتصرفات مندوبيها في أي دائرة ، فما بالك لو كانت بحجم وزارة مثلا .! وغريب أن تتهم الكتل ذاتها بعضها بعضا دون خجل أو حياء وتتستر على قذارة ردائها النتن .!

 وليس أغرب من أن ننخدع مرة إثرَ أخرى ونزكيهم في الإنتخابات في كل مرة ...

أخي المسيحي ، سيكون لي لقاء معك لو كان لابد لتوليك مسؤولية هذه المؤسسة .!!!

39
أعقيدة وايمان أم أخلاق وسلوك .؟

جلال مرقس

لست هنا من أجل تقييم جماعة أو حزب أودين أو مذهب محدد بقدر مزج السلوك الشخصي ليتناغم مع معتقده من أجل ترضية ربه ثم جماعته .

قال الفيلسوف ابن رشد ( لا أموت دفاعا عن قناعتي، فقد أكون مخطئا ). وقيل أيضا أن الإنسان بمعدنه، أي بما  ينسجم ما تنثر يداه من فعل ونًطقِه من قول. لكن الحقيقة المرة التي نلمسها اليوم تنسف الأخلاق والسلوك السليم دون إعتبار العدالة مسندا نوزن بها كم من الحق نمتلك عندما نسيء لغيرنا. يقول الخليفة – أبو بكر الصديق – (حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا)

هل العدالة تخشى نًطق الحق.؟ بالتأكيد يجب أن تكون السيف المسلول على رقاب الظلم والبغضاء، إلاّ ان سيوفهم مسلطة على رقابها وهي مطواعة لأن ما شرعناه أولا لا يحثنا كي نشرع أفضل منها إلاَّ عبر تغيير مشرعينا.

يقول الأديب الفرنسي الشهير –اونوريه دي بلزاك- (القوانين شباك عنكبوت، يجتازها الذباب الكبير ويعلق فيها الذباب الصغير) ومقولته هذه تقودنا الى أخرى من نسجه أيضا(وراء كل ثروة عظيمة جريمة)، فمن خلال هذا المنظار نقيس حجم الثروة كي نستدل على حجم الجريمة، أبطال الجرائم الكبرى في مجتمعنا مًحقَّنة ضد المحاسبة والإستجواب.
جميل أن نرى حكم العدالة يسير مستقيما، وجميل أن نحس أنه يفرز بين الصالح والطالح بعدالة ميزانها.

يقول ميخائيل نعيمة(درست القانون لأعرف كيف تغزل الخيوط التي منها تحاك أكفان الحق والعدالة)، هكذا هو حالنا عندما نتحكم بالإيمان بعيدا عن السلوك القويم كما قال أحمد شوقي.

(وإذا أًصيب القوم في أخلاقهم.......فاقرأ عليهم مأتما وعويلا.. 

40
فوضى أرقام الميزانية

جلال مرقس


من حق البعض أن يتوجس الإسراع في تصديق ميزانية (2015)خشية ملاحقتها من إختلاسات جديدة بسبب نفاذ خزينة الدولة لعام (2014) . وما يؤسف له أن غالبية المسؤولين يبتكرون حلولا مؤذية لعامة الشعب بأن خطة النهوض بالبلد لا تتم إلاّ من خلال الترشيد وفرض ضرائب ويقال أنها لا تمس عامة الناس بسوء .! المسيؤون عامة ينبشون أين تكمن الخيرات كي ينهبونها ، فإذا ما تًسَمَّى بالدولة تقر وتعلن أن نظام الضرائب سيًفَعَّل ، فهل بمقدور أحد أن يحاسب المتلاعبين بقوت ومقدرات الشعب .؟ كل السكاكين جاهزة لتقطع من الخزينة قدر إستطاعتها حال إعلانها . نقترح كبتها كميزانية سابقاتها ويتم صرف المهم من تحت العباءة .
 
يقال والعهدة على من قال : أن تعداد حمايات المسؤولين المسجلين يفوق تعداد جيش دولة نامية ، فلو أًستًغِلَت بمعيار الوطنية لأمكن تحرير كامل الأرض المغتصبة وطرد الغازين الى مزابلهم ، ويقال أن رواتب المسؤولين يفوق رواتب مسؤولي غالبية الدول المتقدمة إقتصاديا والبقية من عامة الشعب بجيوب خاوية ، ويقال أن برامج الخطط التنموية المعلنة تفوق مثيلاتها في دول الجوار لكنها وهمية لا تًرى ولا يمكن التحسس بها وصرفت لها مبالغ طائلة ، ويقال مع التأشير بالأصبع أن فلانا وووووووو مختلسون محترفون وهم أحرار طلقاء وعدالة القضاء في غيبوبة هل ستفيق .!؟ ويقال أننا بلد الحضارة وأصدرنا أولى التشريعات فبتنا بين شروق الشمس وغروبها نجهل المعنى البسيط لحق البشر في العيش الكريم ونلعن يوم مولد صاحب التشريعات .
 
لو أن البرلمانيين قد أقروا بتخفيض – وليس الإدخار الوظيفي - رواتب من هم بدرجة وزير وبضمنهم الرئاسات الثلاثة بنسبة (25%) وكذا الحال مع المدراء العامين والمستشارين بنسبة (10%) لكنا قد تجاوزنا محنة تدني سعر البترول ، مع الأخذ بنظر الإعتبار بالترشيد في مبالغ الإختلاس ، هل سننجو بما قال ويقال ونستقر عند رقم محدد ، أم لازال الوقت مبكرا حتى تمضي دورة إنتخابية أخرى لينأى الفاسدون من طائلة العقاب ، تحلوا بالصبر يا جياع ريثما تنهمر عليكم بركات فًتات المتخمين. 

41
صح النوم يا مجلس الأمن

جلال مرقس

وأخيرا وبقرار مخجل وافق مجلس الأمن على معاقبة الإرهاب بقطع التمويل عنه . أين كان مخبئا قراركم هذا عندما كان (داعش) حديث الولادة لا يقوى على الرضاعة .!؟ فكشفتم عن عورته الآن

عندما أجمعت أكثر من ثلاثين دولة لإسقاط النظام الصدامي القمعي كان هدفه المعلن أن النظام يمتلك أسلحة محضورة دوليا ، وخشية تعرض السلام العالمي الى كارثة إنسانية جراء رعونة النظام لو إستخدم سلاحه الفتاك ، قررت المجموعة بإيعاز من أمريكا إسقاطه ، وتحقق ما خُطِطَ له ، لكن الهدف المخفي كان بسبب دعم صدام للإرهاب الدولي (القاعدة وغيرها) فتحتَ غطاء ذلك السلاح أُزيل نظام عليه إلتزامات دولية بخصوص الأسلحة الفتاكة ورعاية حقوق الإنسان ، ونتيجة عدم إحترام إلتزاماته عوقب بهذه الطريقة ولا غبار على الإجراء إطلاقا ، الآن وبعد أن تقوت وتيرة الإرهاب لدى داعش وباتت في غنً عن التمويل الخارجي ماديا وبشريا إثر تحكيم قبضتها على ثلث مساحة العراق بما فيها من خيرات وموارد إقتصادية ،  باتت هي المؤهلة أن تكون مصدر تبني ودعم جهات إرهابية أخرى ... خابت ضنونكم يا أمناء على السلم العالمي ، كان الأجدر بكم أن تعاقبوا منذ مخاض ولادة داعش وهو قيد الإنجاب من رحم دول تعرفونها ولها مساحات واسعة لدى مراكزكم .

الآن أفقتم يا سادة بعد أن حلت كارثة بشرية غير مسبوقة عالميا لتصفية أعراقٍ بشرية تصرف المنظمات الدولية بمليارات الدولارات من أجل صيانتها من الضياع ..!!
الآن ياسادة أفقتم من سباتكم بعد أن بات الإرهاب قاب شبرين أو أدنى من إرتكاب جريمة بحق البشرية تفوق جرائم الحروب العالمية بكل المعايير لأن من يصيبهم الفناء هم أناس مسالمون فيما لو نفذ داعش تهديده بتفجير سد موصل العملاق .!

الآن يا سادة أفقتم ثم فزعتم بأن فطامكم لهذا الرضيع جاءت متأخرة وما باتت تنفع لأنه شبَّ وتَصَلَّبَ عوده وبِتُّم تخشونه .!!

الإجراء الوحيد الذي يعيد لكم بياض الوجه وإستكانة ضمير الإنسانية نحو الإطمئنان هو ، أن تعلنوا علنا حربكم على كل الجبهات وفي كل بقعة ملائمة لنموهم كي نصدق أنكم ترعون البشرية من دنس الوحوش ، وما عدا ذلك ، فإن قراركم هذا ستمسح به داعش مؤخرة أطفالها ،

عذرا لإستخدامي ألفاظا قاسية ، لكن قساوة الإرهاب وسكوتكم عنها أفقدتنا الصواب.!   

42
الى فخامة رئيس الجمهورية المرتقب المحترم

حُلمنا الوحيد الذي راوَدنا خلال الفترة المنصرمة وما سيعقبها دون أن نعي متى سنطرق باب النجاة لنطل على تشريفات قدوم حكومة تنقذنا والتي كان من المفروض تشكيلها خلال أقصر فترة بعد إعلان نتائج الإنتخابات ، لكن يبدو أن بعض الكتل تتلاعب بمقدرات الشعب إستنادا الى متناقضتين، التوافقية تارة والتنافسية تارة أخرى ،لو إعتمدنا الى إستحقاق الكتلة البرلمانية الأكبر ،فإنها ليست الأكبر قياسا الى حجم بقية الكتل المبعثرة وعدد إعضائها البرلمانيين يفوق عدد ممثلي الإتلاف الوطني،هذا الواقع يقودنا الى التعامل بحرص مع مبدأ الديمقراطية الذي نتباهى بأنه منهجنا وهدفنا،فإذا أسلمنا لصحة الإدعاء ،لماذا لا نطبق مستحقات الديمقراطية كما تطبقها الدول الأخرى وهي تشكل حكومتها بأقل فترة زمنية حال إعلان النتائج.

يا مجاميع كُتلنا...متى نسد منافذ القيل والقال،ومتى تذوب مثلجات تَعنُتكم،أم أن مصالحكم الشخصية أولا ثم لكتلكم هي أولويات نضالكم الدموي...

نقرأ ونسمع أن إختيار رئيس الحكومة هو من صلاحيات رئيس الجمهورية ،لكنه يبدو أنه قد تحول الى توافقات الكتل ،إذن كيف تلاشت صلاحيات الرئيس،وهل أصبح الرئيس – معذرة يا فخامة الرئيس- حجرا في رقعة يتحرك بمزاج الكتل وإن كانت منافسة له ،نطرحها كفكرة قابلة للتأويل والتفسير والتحوير...لو أن دولة القانون أصرت مع سبق الإصرار على تسميتها المالكي ممثلا لها في تشكيل الحكومة ،مع علمنا – حسب ما تدعيه بقية الكتل المناهضة بما فيها أطراف من الإئتلاف الوطني- فإن جلسة وتقعبها جلسات ولا نتيجة تثمر بسبب التصميم على شخصية واحدة ووحيدة ،وكأن ساحة دولة القانون قد خلت من عناصر كفوءة..! في مثل هذه الحالة المستعصية ،ألآ يحق لرئيس الجمهورية أن يكلف شخصا آخر من نفس الكتلة أو من تحالف معها،؟ وإذا تعذر إقتناع الإئتلاف بهذا الإجراء، أين حق بقية الكتل المنتفضة الذي يفوق عدد ممثليها في البرلمان عن عدد ممثلي الإئتلاف.؟ ألآ يحق لها ولرئيس الجمهورية أن يطرح البديل الأفضل من كتلة أخرى.؟ وهكذا تتحول دولة القانون بحكم الواقع والمنطق الى كتلة برلمانية معارضة ، هذا الإجراء سيسجل فخرا لجميع الكتل بما فيها دولة القانون لإصطفافها كفصيل قوي يراقب البرلمان والحكومة معا...

43
عبد الأحد شابو الحكيم... سارية وراية
جلال مرقس

عزيزي أبا فرهاد .. لست أقوى أن أجزيك بمرثية لأنك الأقوى بخصالك الحميدة التي كانت تمطر مدراراً لتزرع الخير في أفئدة محبي الألفة ..

لا يتوارث كنز إلآّ ويزول ، عدا كنز أبي فرهاد ،فما خلفه كإرثٍ أخلاقي راقٍ لا تطمره داعيات الدهر أبداً وسيفتخر به أولاده وذووه على مر العصور، تركت إسماً ورمزاً لامعاً ليس فقط لدى محبيك ومعارفك وأصدقائك ، بل نلت تقديراً حتى لدى من يخالفونك ويختلفون معك في الفكر والتوجهات ، فكنت دوماً مركز المشاورة والنصح...

ذكراك الطيبة ستظل ترفرف بين كل من جالسك حتى لبضعة ساعات فقط واستمتع بسلسلة أحاديثك كأنها خرز في سلسلة مصاغة بإتقان ، لم تُجِد نطق كلمات سيئة حاشا أن تُنسَب اليك، فكبرى شتائمك لمن كان يخطيء : ( ليس ذنبه إنه أبله لا تعاتبوه) وكان يستشهد بأقوال والده: (الشيطان يوسوس في أذنه) و(الشيطان ولج صندوق قلبه). كنت بحق مدرسة خلقتَ كوادر نشطة في مجال السياسة وفي مختلف المواضيع الإجتماعية المتمدنة والنزيهة...

لا أكتب عنك لأنك شقيق زوجتي بقدر عمق علاقتنا القديمة قبل الإقتران وعقد النسابة بيننا، كنا أكثر من أخوين وكنت أستمع بشغف لأحاديثك وخاصة المتعلقة بالسياسة بشكل عام، كنتَ مثال المربي وتركتَ بصماتِك في نفس كل تلميذ حتى في مدينة الرمادي التي نفيت اليها كإجراء قمعي.
 
أبا فرهاد العزيز.. برحيلك ستزين عرشين عزيزين عليك وستمحو عنهم خلوتهم منذ عقود.. الوالدان سيفتحان حضنيهما وربما لا يشبعان التقبيل ليس لأنك الإبن البكر بل لكبر قناعتهم بأنك الإبن البار لـ(آل حكيم) جميعهم لأنهم كانوا يستشيرونك كأنك أستاذهم كما كنت لرفاقك أيضاً، أَعْلِم الوالد أن أرض جدته ( أَرا دتتوتا) قد تحولت وما حولها بآلآف المترات الى أحياء سكنية وطمئنه أن كنائسنا في تزايد وهي عامرة بالمؤمنين من مختلف بقاع واصقاع العراق...

عرشك الثاني ربما يؤذيك مرآه لأنك سترى رفيقيك الغاليين – منير وحنا – مقطعي الأوصال... رافقتك الحسرة والى ساعة رحيلك عندما حذر الجلادون ذويهم وأصدقاءهم من إلقاء النظرة الأخيرة على جثثهم كي لا ينكشف سر همجيتهم، وكنت تكرر: (ليس للقساوة حدود عندما يطلق عنانها) تمعَّن الجثتين يا أبا فرهاد جيداً لتكشف مدى مصداقية عبارتك تلك، أدري أنك ستطعم جلساتكم بنكهاتك الخاصة، وأنك ستبشرهم بزوال جلاديهم، أرجو ألآ تذكرهم بنصائحك لهم بضرورة الإلتحاق بفرق الأنصار في كردستان لأن بقاءهم في بغداد لا يخلو من خطورة على حياتهم، لكن لا تنسى أن تُذَكِّرهم بمأساتك القلبية التي رافقتك منذ تلك الأحداث وما لاحقتها من أزمات صحية أخرى، أعرف أن المرض قد انهمك بعد إجراء عملية فتح الصدر وتبديل الصمام والشريان، فكنت تتكاسل السير ولو لعدة خطوات خشية سقوطك بعد أن خذلك بصرك .

أتعبتَ أجزاءك يا أبا فرهاد ، فقلبك لم يغفل معاناة الشعب وفكرك لم ييأس من كشف الحلول لمعضلاته، وكأنك الأب الروحي له وعليك تقع مسؤولية إنقاذه.
 
حقا مجالس العزاء كانت تضاهرة جماهيرية شاملة عبرت عن عمق منزلتك، أمّا الدقائق الأخيرة من إنتهاء المراسيم فكانت جمهرة المعزين ويقدر عددهم أكثر من مئة شخص بين مسن وشاب منتشرين في الصالة وبهو المجمع الإجتماعي التحمت الجموع تحتضن ذوي المرحوم بالقبلات كأنهم في عرس فاختلطت الدموع ساخنة، حقا كان مشهداً درامياً معبراً قلّ نضيره...

رحلت وتركتنا نرتشف مرارة الفراق لتعمر عرش الوالدين والرفيقين...



الهامة النظيفة

كيف أُرثيك وانت الهامة
وأنت البرج
رايتك تعلو في سماها

من كمثلك يقتني الفخر محتشما
تجذرت ساريتك
فكان الصدق والإخلاص ديدنك
ولا تتباهى

رحيلك دوي
كصهيل الفرسان في الميدان
يشق صمت القبور
وهي تهلهل لهامتك
كي تزين ثراها

يا حكيم الحكيم
مَن مِن بعدك يشاورنه .؟
ولمن تهرع الآهة
فهل من يشفيها..!

لعمري ما سكبت لغيرِك دمعة
أسخن وأصدق وأنقى ..!
ما حزنت لرحيل غيرك
مثلما ألبستني القنوط
دون سواها.

في شدائد أتراحك سحقت الثبور
وفي أبهى أفراحك محقت التبرج
أي زينة تلك
ما أبهاها.!

الرذيلة وشم
كزينة الحلي يرتديها النفاق
وزينة وشمك الكرم
يا أُبَّهة الأخلاق
ما أغلاها ؟

44
المنبر الحر / الربيع الكردي
« في: 17:21 06/07/2014  »
الربيع الكردي

منذ أكثر من ثلاث سنولت ونتيجة تسلط الحكام وتعسفهم في ممارسة القمع الوحشي ضد شعوبها ، إنطلق الربيع العربي من تونس وأخذ مفعوله يسري كانتشار النار في الهشيم ، لكنه سرعان ما تشطَّ نحو منزلق باستحواذ التيار الديني المتشدد فأفرغ الربيع من عطور زهوره التي كادت أن تتفتح وتبعث أريجها في أرجاء المنطقة . لعب الدولار النفطي بخبث كي يفسد جو أنتعاش الجماهير بنسيم ربيعها ، فتحول من محاولة إزاحة الظلم والفساد الى كسح مؤذِ لكل مظاهرالإنفتاح نحو ثقافة المجتمع الديمقراطي ، وهكذا انتقلت عدوى وباء التخلف ال جميع الشعوب المنتفظة وباتت تلعن يوم انطلاق ربيعا الذي ساء حالها من سيء الى أسوأ ...
 
ما يهمنا من هذا الربيع ألآَ يفسد جو ما بان للشعب الكردي منذ قرابة العقدين المنصرمين من أستنشاق نسيم الحرية والأمان والتطور وإن كان أقل من طموح الجماهير . أخذ ربيعه ينشط منذ أكثر من سنة بعد تأزم العلاقة بين الإقليم والمركز ، حيث بدأت أصوات الهمسات شيئا فشيئا تتعالى ، بأن المرحلة القادمة يجب أن تولد حالات مستجدة أستنادا الى كسل المركز في التقرب نحو مشاكل الجماهير بشكل عام ومع الإقليم بشكل خاص .

علينا ألآّ ننسى أن حركة تاريخ الشعوب في أستمرارية تنبعث عنها إفرازات ومعطيات قابلة للهضم بقدر استيعاب القادة الإداريون والسياسيون ، ولا نشك بأن القيادة الكردية غافلة عما يجري ، بل أصبحت محور الحركة الجماهيرية لإستيعاب مجريات المرحلة القادمة بأن للكرد سيكون شأنا أمميا لاحقا ..

أن ما يهم قاطني الإقليم - وهو نسيج سكاني متنوع في كل المجالات والإتجاهات -أن تراعي حركة الربيع نحو تفعيل دور الإنسان كخبرة ونزاهة وليس حالة إنتماء قومي أو سياسي ، وبعبارة أوضح ، إذا كان التعامل مع الشخص سابقا ضمن إعتبارات ثانوية لغرض الكسب السياسي الكمي ، فالحالة الجديدة تفرض نفسها أن بذور هذا الحقل يجب أن تتلف لئلآّ تنكس راية الربيع وينحو الإقليم منحى ما آلت اليه ربيعيات عربية باستثناء مصر بفضل وعي القيادة العسكرية متمثلة ب( السيسي) عندما أنقذ البلاد من التخلف والتفتت..فإلى بستان الربيع الكردي الذي نتمناه بتنوع زهوره لونا وعطرا ...

45
مثلما تاه شيخنا بإبريقه الجديد ، تُهنا بتحديث موقعنا

جلال مرقس

ظنا من المشرفين على الموقع أن باستحداث برمجة جديدة لهذا الموقع سيقدمون خدمة جليلة لمشاركيه وزواره ، فهل كل مستحدث هو الأفضل والمحبب لدى الجميع بنفس المعيار..!؟ إن زوار الموقع ومشاركيه هم في الغالب ممن غطّا الشيب رؤوسهم وزينت أخاديد عرق الكد وجوههم وألبستهم نظارات (جعب استيكان) .. أين ما آل اليه موقعنا من هذه الشريحة التي تعاني جراء هذا التحديث ولم يكن الموقع باليا حتى يستحدث .. إن كان التحديث من أجل شباننا فهم يستحقونه بكل تأكيد ، لكنهم منشغلون بمواقع أخرى مغرية فلا يتلذذون بما نحن الشيب نتلذذ .. أوقعنا التحديث بمتاهات ومعاناة كثيرة مثلما أوقع الإبريق الجديد شيخنا بمشاكل مؤلمة ، اليكم حكاية الشيخ وإبريقه ..

يحكى أن مُسِنّا كان يتعامل بمهارة مع إبريقه المستهلك عند كل إغتسال ، ولم يكن يشتكي من منظرها البشع وثقل وزنه نتيجة التكلسات المتراكمة حوله ، ألحَّ عليه أولاده أن يبدلوه بآخر جديد وجميل وخفيف ، لكنه كان يصر على إبقاء إبريقه القديم لأنه قد تعود إستخدامه رغم قدمه ، وفي الأخير إستسلم بتأثير إلحاح أولاده فآتوه بما أرادوا قال لهم : حقا إنها كما وصفتموها ، لأُجَرِبَها ... إندهش الأولاد لأن والدهم قد بلل ثيابه وكأنه قد خرج من حوض الإستحمام قائلين : ما هذا يا والدنا ، لماذا بللتَ ثيابك ..!؟ فضجر وزعق في وجوههم : ألم أقل لكم دعوني أتلذذ مع القديم ولا أريد أن أعاني من الجديد ، مالي والحداثة التي تتعبني ...!!!
 
نرجوا ألاّ يتعبنا تحديث الموقع كثيرا ...


46
لأنك لم تصوت فلا تتذمر
                                                         
جلال مرقس


من عيوب الديمقراطية في البلدان التي تسير ضمن قافلة الدول الحديثة في ممارستها ،أو التي ترزح تحت نير التبعيات المختلفة المتخلفة ، هي الإنتخابات بعينها ، لأن في الغالب تجهض حقوق المصوتين بسبل تتقنها تلك التبعيات بمهارة .

طالما نحن في الجانب السلبي من هذه العملية الحساسة ، لا يرتجى من جهود غيرنا في إنقاذنا من المحن الملتفة حولنا كشبكة العنكبوت ، وكلما حاولنا الخروج منها تضيق علينا المنافذ ، إذن لا بد من الحيطة والحذر كي لا نكون فريسة الشباك مع يقين علمنا بأن المجهود ربما يكلفنا الكثير الكثير من الوعي والوقت .
ربما يقال بأن المقالة جاءت متأخرة ، لابأس فمرور دورة إنتخابية هي بمثابة رمشة عين لو عزمنا لاحقا أن تكون صورة جهدنا أكثر وضوحا للتغيير الجيد وأمامنا إنتخابات المجالس البلدية ..

اليأس حجة الكسالى ، فلا ثالث أمامهم ، إمّا نفض غبار الكسل نحو تكثيف الهمم ، أو الركون الى دهاليز القنوط ..لو كنت قد مارست حقك في التصويت لك مطلق الحق أن تستجوب من صوتَّ له إن خذلك ..وبخلافه أعطيت مطلق حرية التصرف للمرشح أن يتلاعب بالمقدرات وأنت لست عليه رقيب لأنك خذلت نفسك ..
طالما أن القانون يضمن حق التصويت لكل مشمول ، فاللوم يقع على من تخلف عن ممارسة حقه ، بل أن حقه إستغله غيره لصالحه هو، فهل ترضى أن يسرقك أحد وانت على علم بذلك..!؟

بعد تشكيل الحكومة ، كي نقيس مدى تطور جهودنا عبر الدورات الإنتخابية السابقة مع الدورة الحالية ، هل أن شذوذ تصرفات بعض البرلمانيين قد خفت إن لم تكن قد تلاشت نهائيا ..!؟ ننصب بارومتر النزاهة فوق كل طاولة برلمانية وعلى أثرها نوجه الشكر أو اللوم لمستحقيها جهارا ، لا بل وعبر ممثلينا نسعى وبقوة الى تجفيف قنوات الشك المريبة بغية استئصالها من جذورها ..

كل ما سبق قوله هو تجديد الطاقات والهمم نحو المستقبل القريب للجولة اللاحقة ، لكن لا بد من الوقوف عند منعطف كي لا تتكرر المأساة مجددا ..
كل من لا يتحمل عناء التصويت لا يحق له إبداء أية حالة يأس أو تذمر من نقص الخدمات بشكل عام ، لأنه شارك في شحة تقديمها بمقاطعته عن التصويت..
تذكر جيدا أن صوتك مضاعف سلباً وإيجاباً في التصويت أو الإمتناع..


47
                  صُن عنكاوا في مقلتيك يا أخ لطيف ... هكذا وإلّا بلاش..!!!
                                           
                                                                                 جلال مرقس 23/5/2014
 
   كنا مجموعة من منتسبي منتدى المتقاعدين العائلي في عنكاوا نتجاذب أطراف ما آلت اليها نتائج الإنتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات ، وما تظمنت من تظلمات للبعض وإمتيازات للآخرين .
   يبدو أن مفعول اليأس بدأ يسري في نقاشاتنا بأن لا مفر من الإذعان للأمر المخزي الذي يغزونا ، لكن ما حفز طاقاتنا نحو التنشيط  هو ما نشره موقع (عنكاوا كوم ) عبر نشطاء في فيسبوك من وثائق تبدو غريبة بعض الشيء وخاصة بعد المشاحنات(الدموية) بين مثقفي البلدة ومسؤوليها ظنا بأن الوضع سيستتب نحو الأفظل ، وأن الخروقات إن لم تشطب بالكامل فإنها ستخف حتما ، والأغرب من ذلك أن الوثيقتين المرفقتين في الموضوع هي جديدة قبل وبعد الإنتخابات بفترة محدودة ، وان ما يستغرب أكثر هو طلب دعوة من أحد الغرباء مدعومة من مديرية الشؤون الداخلية لمحافظة أربيل يطلب فيها الشخص قطعة أرض سكنية محددة رقما وموقعا في أفضل المواقع السكنية في عنكاوا ، وطلب آخر مباشر من قبل مديرية الشؤون الداخلية للمحافظة والطلبان مرفوعان من الأخ مدير الناحية الى المجلس البلدي دون تسجيل هامش المديرية عليه ، علما أن المحافظة لا تزال لحد هذه اللحظة دون محافظ حتى يأمر مرؤوسيه بتنفيذ أوامره وإن كانت غير منطقية...

  أخ لطيف .. إن موقفك الشجاع سواء برفض الطلب الموجه لدائرتك أو تجاهله ، هو صيانة إستقلالية الدائرة وقدسيتها ، تشجع نحو هكذا مواقف مشرفة ، ولن تنال إلاّ الدعم والإسناد من شرفاء ومثقفي البلدة ..

  أرجو من كل مسؤول سياسي ومن كل مسؤول لدوائر عنكاوا أن يتكاتفوا مع الأخ لطيف لإتخاذ مواقف جريئة ..
 
كما أرجو من كل المنظمات المدنية أن تتبنى مواقف تأييد وتقديم الشكر والتهاني له لأن عنكاوا بحاجة الى أكثر من م لطيف واحد كي نصون ما تبقى لدينا من تراب نقدسه ...

                                            تحياتي وشكري لك أخي العزيز لطيف وكثر الله أمثالك....

48
                  بعد التهاني .... نسجل الأماني..!
                                                                                         جلال مرقس

بدءا نسجل التهاني والتبريكات للفائزين بمقعد برلماني ..نأمل ألآ يتحول الكرسي الى ساحر يقلب مناهج تبشير الدعايات الإنتخابية الى موسيقى نشاز تشمئز منها الآذان .

كثرت التمنيات والتوسلات بالبرلمانيين كي يعيدوا النظر في توجهاتهم من خلال ما أعلنوا من برامج ومناهج قبل وعشية الإنتخابات ، سنكون منتصرين وفي قمة السعادة لو طبقوا نسبة 75% مما وعدونا تنفيذه .. فإن نسوا أو تناسوا فنحن بين الحين والحين سنذكرها وإياهم .

لا يتحفز النشاط في الشرايين إلاّ من خلال الإنطلاقة الأولى ، وهي آساس البدء الجاد في العمل .. فمن يجيد الصعوبة في لغة القول أن يجيدها في لغة العمل..بودي أن أكون متفائلا ، لأن التشاؤم لا يولد إلآ لهيجان العزيمة وعواقبها غير وخيمة..

فاليكم أيها البرلمانيون الأعزاء أرفع مستذكرا بعض ما رفعتم من لافتات وشعارات آملين أن تسعفونا بمصداقيتكم في تنفيذها ، وهي ..
1-   أن مفتاح جميع المشاكل هو قانون الأحزاب ، لأن بتشريعه ستخضع كلها لمبدأ الإستحقاق كل حسب مساحته ومؤثراته .. ولا أدخل في التفاصيل الدقيقة          حول عقد الكونفراسات الحزبية لإختار قادته التي يجب أن تخضع لمبدا ممارسة الديمقراطية الإنتخابية حسب المواعيد المحددة. كذلك حول ميزانيته                  الخاصة أو التي تخصص من ميزانية الدولة إن كان ذلك مشَرَّعا.
2-   الأمر الثاني المهم هو إجراء تعديل جذري في قانون الإنتخابات ، البرلمانية والبلدية ومجالس المحافظات ، والعمل على عدم إضاعة صوت الناخب                 أو تحويله الى شخص لم ينتخبه بحجة الباقي سواء كان قويا أو ضعيفا كما حدث الآن وما حدث سابقا ، فالصوت هو ملك من صُوِّتَ له .فسرقة الصوت           أقسى من سرقة المال..
3-   الإهتمام بالإستثمارات الصناعية التحويلية والإنتاجية العملاقة ، لأنها اساس تنامي إقتصاد البلد .
4-   إيلاء الإهتمام الزائد بالجانب الخدمي ، الصحي والتعليمي والإجتماعي .
5-   اللجوء الى السكن العامودي لسهولة الإنجاز وتوفير الخدمات ، والشيء الأهم هو المحافظة على الأراضي الزراعية ، أما في إقليم كردستان يمكن إستغلال          المناطق الجبلية والتلال لإقامة مثل هذة المشاريع لقلة جدواها زراعيا. والكف عن تحويل جنس وصنف الأراضي الزراعية الجيدة لغرض الإسكان .
6-   إحياء المادة (140) الخاصة بالمناطق المتنازع عليها ، وحل عقدها بطريقة عادلة وإن كانت توافقية..
7-   الإسراع لتشريع قانون النفط والغاز بما يوازي مصالح الشعب وتطوير البلد .
8-   أما القوانين المعطلة أو المرحلة ، من الضروري المكاشفة عن السبب في ذلك وإخضاع المقصرين للإستجواب .
9-   إجراء إحصاء سكاني شامل تبنى على أساسه الدولة إنطلاقا من مبدأ   المواطنة .
                  أرجو التذكير بما فاتتني من ملاحظات ..
                     

49
                           مفوضية الإنتخابات ، هل هي مستقِلة أم مستَغَلة ...؟
                                                                                                         جلال مرقس

كما يبدو ومن أجل إسقاط البعض وإعلاء الآخر نصبت المفوضية  طاولة المقامرة تتجامل مع مقامر عملاق على حساب آخر متواضع لتعلن في الأخير فوز الأول وتخَسِّر الآخر.. عندما نقول أن الإنتخابات هي من أجل فرز الصالح عن الطالح، نكون قد سلمنا أن التصويت حق وواجب مقدس مصان بالدستور ، ومن هذا المنطلق نطلق بين الحين والحين أن الديمقراطية تمارس على أكمل وجه في عملية التصويت بتأييد من قبل ممثلي الكيانات ومراقبي الهيئات الدولية ، لكن الأصابع الخفية تتلاعب كما يحلو لها في مصير النتائج فتحذف عدة أصفار من فلان لتمنحها هبة لعلان وهذ ما نسمعه ونقرأه من تسرب بعض المعلومات وإن كانت غير دقيقة لكن مدلولها يوعز بالشك لدى الطيبين الذين ينتظرون بشوق معرفة الحقيقة بأسرع ما يمكن ...

ما العبرة من التماطل في إعلان النتائج وقد مضت عشرة أيام على بدء الفرز .؟ ولا تزال المفوضية تغازل الصناديق حسب المؤثرات المسلطة عليها ...
في كل البلدان التي تنادي بالديمقراطية أقل صراخا مما نزعق الأبواق هيجانا بأننا بلد الحضارات والدساتير ، تعلن نتائج إنتخاباتها خلال (72) ساعة في أقصى الأحوال ، بينما (مقوضتنا) أعدت لنا مرجلا مغليا تسلق عظامنا شوقا حتى تزف لنا إفرازاتها كما تصوغها .. فكلما تأخر موعد إعلان النتائج كلما زادت فرص التلاعب بمصيرها ، ديمقراطيتنا كما يقول عنها الكاتب والفيلسوف الإنكليزي :هي عملية تمكن الناس من إختيارالرجل الذي ينال اللوم ..

هكذا أصبحنا عاجزين عن حل معضلاتنا ، يقول طاغور شاعر الهند الكبير: سأل الممكن المستحيل أين تقيم ..؟ فأجاب : في أحلام العاجزين .. كنا بانتظار أن نقيم وليمة دسمة حال إعلان النتائج فباتت
عزيمة وزحمة وطبيخ بلا لحمة..



50
                                   منتدى المتقاعدين العائلي في عنكاوا .. الفكرة والذكرى
                                                      
                                                                                                                         جلال مرقس عبدوكا

أهنيء جميع المتقاعدين وأخص منهم بالذات المنتسبين الى المنتدى بالذكرى السابعة لتأسيسه الذي يصادف في (9/5/2014)..
توجد في عنكاوا لحد الآن (15) مؤسسة مدنية تغطي تقريبا كافة شرائح المجتمع باستثناء الطفولة ، ولا توجد مؤسسة خاصة بالنساء لأنهن منتسبات بحكم واقعهن الوظيفي او الإجتماعي الى منظمات أخرى.. منتدى المتقاعدين بالرغم من قصر عمره إذ لا يتعدى ( 8 ) سنوات منذ إفتتاح مقره في (9/5/2007) إلا أنه من المؤسسات الفعالة والنشيطة لما يقدم من خدمات متنوعة لمنتسبيه...
كيف جاءت ثم تبلورت فكرة التأسيس وما هي ماهية المسمى وما هي مهماته ..؟
دعوني آخذكم في رحلة ممتعة عبر محطات قلّما ترونها إلاّ لدى أنشطة المتقاعدين .  
بدءاً يجب أن نقر بأن شريحة المتقاعدين بالرغم من عددها السكاني الهائل إلآ أنها مهملة من جانب المجتمع المتخلف عموما ، ومن جانب الدولة بشكل خاص ، باعتبار أنها أدت دورها وانتهى مفعولها ، لذا أخذ اليأس يسري في نفوسهم وهم يتابعون الروتين اليومي القاتل بين البيت والمقهى في أحسن الأحوال إذا كانت صحة المتقاعد توفر له - السياحة اليومية - في الذهاب والإياب ، مع وجود القلة القليلة من المال للتمتع بطعم شاي المقهى لو سمح له صاحبها بمقعد متهريء للجلوس..
كانت فكرة إيجاد مكان ملائم يأوي اليه المتقاعد لقضاء وقته والترفيه عن معاناته اليومية تراود مخيلة البعض منا، وتجري حوارات ونقاشات عن جدوى مراجعة المسؤولين الإداريين بهذا الخصوص...
تخمرت الفكرة لدي وكنت سباقا في تبنيها بعد أن إتصلت بنخبة من الزملاء المتقاعدين بضرورة التحرك وبسرعة ، تبرع إثنان آخران مشكوران وهم كل من ( حنا يلدا سوريش المالح و متي بابكه سلمان نباتي ) أن يشاركاني ضمن وفد نزور السيد مدير الناحية حينذاك ألأستاذ فهمي متي سولاقا ، وبدوره أبدى كامل إستعداده لإنجاح الفكرة داعما إيانا ، وحثنا أن نقدم طلبا تحريريا موقعا من عدد من المتقاعين ، وحال خروجنا من مكتب الأخ فهمي تكثفت الجهود وحصلنا على عدد لا بأس من التواقيع ، وبعد مضي أقل من ساعة راجعت الأخ فهمي ومعي الطلب الموقع كما طلبه ، وللأمانة أتذكر قوله : دع الأمر لي واعتبره بحكم المحقق وسأتصل بك في أقرب وقت ممكن ... بدأ الإنفراج يسري في نفوسنا بعد أن خابرني الأستاذ فهمي  بضرورة زيارة وفد مصغر لمكتب الأستاذ سركيس آغا جان الخاص بشؤون المسيحين.. إخترت (6) أشخاص متقاعدين مسنين ، رحب بنا مدير المكتب آنذاك الأخ يوسف عزيز وابدى إستعداد المكتب بإيعاز من الأستاذ سركيس بالنظر في مطلبنا ، وامهلنا لعدة أيام كي يوفر لنا مكانا لائقا وعلينا التهيوء للملمة أمورنا الفنية والإدارية ، ربما يقول البعض هل تسرد لنا قصص من الخيال ..؟ ستعتبرونها كذلك بعد الإطلاع على ما سآتي به لاحقا ..
كنت خلال الأيام اللاحقة على إتصال مباشر مع المكتب ، وكان مفرحا جدا أن حُدِّد لنا موعد لقائنا بالأستاذ سركيس ، ضم وفد الزيارة (10) أشخاص تولى معظمهم إدارة المنتدي لاحقا ، كانت الزيارة مثمرة ومحفزة لنا كي نتحرك نحو تشكيل كيان خاص بالمتقاعد ، بدأ العمل بوضع مسودة النظام الداخلي الذي من خلاله نحصل على إجازة ممارسة العمل من وزارة الداخلية في الإقليم ،
لا زلت في المرحلة الأولى من فكرة التأسيس لأننا بانتظار رد المكتب إثر زيارتنا الأخيرة ، بعد أسبوع عندما إتصل بي الأخ يوسف مدير المكتب بأن أصطحب معي الوفد الزائر لزيارة مكتبه لأمر هام جدا ، زرناه في الوقت المحدد ونُقِلنا بسيارتي لاندكروز الى بناية وكانت حديقتها واسعة بحيث أن الغرف الأربعة المتراصة مع بعضها حسبناها أنها ستكفينا في بداية الأمر ، وربما سنعيد توسيعها فيما بعد ، كانت فرحتنا لا توصف عندما فاجأنا الأخ يوسف بأن هذه البنايا الضخمة الفخمة المؤلفة من أربعة طوابق تكون ملكا لنا منذ هذه اللحظة ... أية فرحة يا متقاعد ستزيل همك الى الأبد..! بعد تجوالنا في مكونات البناية من قاعات وغرف تركنا البناية وتركت في نفوسنا معنويات تبشر بمستقبل يغير حياة المتقاعد وحالته النفسية بحيث يتخذ من هذا المكان البديل الأوحد بعد بيت العائلة  للتمتع بالأمن والراحة نحو الأفضل ..

من هنا سأنتقل الى المرحلة الثانية ، وهي مرحلة إستنفار الطاقات .

بعد أن وضعنا اللبنة الأولى في تأسيس منظمة خاصة بالمتقاعد تحت اسم {منتدى المتقاعدين العائلي في عنكاوا }، قدمنا مشروع النظام الداخلي الى وزارة الداخلية لغرض التصديق على مشروعية إقامة المنتدى واستغرقت الموافقات الأصولية قرابة (10) أشهر كان من المفروض أن تنجز بأقل من شهر ، ونحن خلال هذه الفترة نمارس العمل بجهوث مكثفة وكأننا نحمل صفة رسمية وكان سندنا الأول هو شخص الأستاذ سركيس ، موَّلنا بأول دعم مادي بمبلغ جيد وبوصل إستلام لتغطية تأثياث البناية بأرقى ما تحتاجه من مستلزمات بكافة طوابقها بما يليق بالمتقاعد وكانت الأولوية للآثاث المكتبية ومواد التسلية والترفيه ، وحال إعلاننا عن بدء قبول الإنتساب حتى إنهالت على الإدارة طلبات الإنتماء من مناطق متفرقة من المدينة ومن كلا الجنسين مما دفعنا الى فكرة شراء سيارتي نقل على أقل تقدير لنقل المتقاعدين من والى البيت والمنتدى ولوجبتين صباحا ومساءا ، وتم شراء سيارتين نوع تويوتا سعة (16) راكب لكل سيارة وتم تسييرها على خطوط ثابتة غطت معظم أحياء المدينة وباوقات محددة ذهابا وإيابا ومجانا ، كما تم شراء سيارة تويوتا بيكب دبل قمارة تحت تصرف الإدارة لمتابعة أمور المنتدى حصرا ،
كانت الهيئة الإدارية المؤسسة تعمل كخلية نحل بنكران الذات من أجل توفير الخدمات الراقية للمتقاعد كي نعوضه بما لحق به من غبن فيما سبق وكانت الهيئة مؤلفة بإختيار شخصي وكالآتي..
1-   جلال مرقس بوياعبدوكا ................ رئيسا للمنتدى
2-   جميل صليوا متي نباتي ................. نائبا للرئيس
3-   جورج دنحا بولص كاكا................. محاسب
4-   عبد المسيح سلمان يلدا .................. مدير الإدارة
5-   شمعون مرقس يوسف أوغنا............ سكرتير
6-   متي بابكه سلمان نباتي ...................عضو
7-   أنطوان هرمز يعقوب سنجقلي ..........عضو
8-   شمعون عودو سريوكا.................... عضو
9-   دنحا عيسى مروكي أوغنا................عضو  

كي أوضح معلومة حتى لا تؤول ، بأن الهيئة الإدارية للمنتدى تتكون من (7)أعضاء أصليين و(2)إحتياط ، وأن الإسمين الأخيرين كانا أعضاء احتياط ،   لكننا إرتأينا أن يكون العدد بأكمله أعضاءا أصليين لأنهم لم يأتوا عن طريق الإنتخابات كي يكون الأقل أصواتا عضو إحتياط ولحين إجراء أول دورة إنتخابية..
كان محور كل إجتماع يدور كيف نصون الأمانة وكيف نطورها ..؟ وماذا نقدم للمتقاعد من خدمات كي يشعر بنقلة نوعية في حياته الباقية ..؟
لذا إستقر الأمر أن نولي الجانب الخدمي الأكثر أهمية ومن جميع النواحي الصحية والإجتماعية والترفيهية والثقافية ...

لننتقل معا نحو محطة أخرى في رحاب المشاريع الخدمية بعد أن ثبتنا أقدامنا على أرضية متينة ماديا بدعم متواصل من المكتب ..وكانت الأولوية تميل نحو خدمة المتقاعد أولا وأخيرا عبر ما يأتي..



أولا .. الجانب الصحي.
1-   العيادات الطبية .. جاءت عيادة طب الأسنان الى جانب الصيدلية نقطة الإنطلاق لإقامة عيادة متكاملة بوجود (4) أربعة غرف واسعة مطلة على حديقة المنتدى ، وتم تزويد العيادة بأحدث الأجهزة المتكاملة بإشراف الطبيب المشهور د. سالم قيصر إستشاري يحمل ماجستير في طب الأسنان من بريطانيا منذ فترة طويلة ، كان العلاج في بدايته مجانا –الفحص والدواء- لأن الطبيب كان يتقاضى راتبا من المنتدى وكذلك المشرف على الصيدلية ، وكذا الحال مع طبيب قسم الباطنية ، بعدها تم التعاقد مع أطباء في أقسام الأطفال والأذن والأنف والحنجرة والنسائية والمشرف على الأخيرة كان طبيا يحمل شهادة بورد وهو أستاذ في كلية الطب جامعة بغداد نزح الى بلدتنا مرغما، ضمَّن العقد أن  يشمل المتقاعد المراجع بعد إبرازه هوية المنتدى بتخفيظات الفحوصات حسب النسب المتفق معهم ،
2-   إقامة ندوات في الثقافة الصحية يحاضر فيها إخصائيون في التغذية الملائمة لأعمار المتقاعدين.
3-   إقامة الأنشطة الرياضية الجماعية بالتنسيق مع نادي أكاد عنكاوا الرياضي الذي أبدى مشكورا بإشرافه عليها مع توفير وإستغلال قاعاته لهذا الغرض.  علما أن عدد المشاركين في البداية قد بلغ (70) مشاركا من الرجال و(40) من الإناث وزعت عليهم التراكسوتات والأحذية الخاصة مجانا.
4-   بادرت الهيئة الإدارية الحالية بشمول المنتمين بالتغذية بتوزيع الفواكه المتنوعة والحليب والحساء الى جانب بعض الحلويات.

ثانيا .. الجانب الترفيهي والإجتماعي .
1-   توفير مختلف وسائل الراحة النفسية من خلال إلهائهم بألعاب مسلية قد لا تكلفهم عبئا ماليا إطلاقا مثلا.. ممارسة لعب الطاولة –النرد- الدومينو ، الشطرنج ،الورق ، وفي البداية كانت لعبة كرة المنضدة والبليارد تمارس لكنها أهملت،
2-   إقامة حفلات عائلية ساهرة للمنتمين حصرا ولا تكلف المنتمي سوى الحضور والتمتع بما يشتهي من أكل وشرب والسماع الى أصوات المطربين الشجية التي تحفز فيهم روح الشباب ليشاركوا الدبكات الشعبية ، والأجورمدعومة من قِبل المنتدى..!!!!
3-   إقامة سفرات لأعضاء المنتدى الى مختلف مناطق الإقليم السياحية واجرة النقل يتحملها المنتدى وأقل عدد المشاركين كان يفوق (120) شخصا, كذلك نسق المنتدى في بداية تأسيسه من شركة سكاي تور للسياحة بتنظيم سفرة سياحية الى لبنان وبأجور مخفظة ، بلغ عدد المشاركين قرابة (20) شخصا  وأستمتعوا كثيرا وكلهم من المسنين.
4-   تم إظافة بناية مؤلفة من (5)غرف لأقسام الهيئة الإدارية ، كما أن أعمال صيانة بناية المنتدى مستمرة..
5-   تم تمليك بناية وأرضية المنتدى بعد سنة واحدة فقط من إشغالها باسم المنتدى ومساحتها (2000) متر مربع تقريبا.

ثاثا .. الجانب الثقافي .
بالرغم من أن المسن لا يحبذ الإصغاء الى مواد جافة لفترة طويلة ، لكن الإدارة في بداية التأسيس لم تهمل الجانب الثقافي من خلال .
1-   إقامة ندوات ثقافية في مختلف المواضيع التاريخية والدينية والسياسية
2-   إنشاء مكتبة خاصة بالمنتدى إلاّ أنها تعاني من أزمة القراء الجيدين بالرغم من إحتوائها لكتب ثمينة في مختلف الثقافات.
3-   المشاركة الشهرية لمختلف أنواع الصحف ، وفي صالة المنتدى يوجد ركن مؤثث خاص لمطالعة الصحف اليومية .
4-   شارك المنتدى وبالتنسيق مع الفرق الآتية ، كلكامش ، شمشا ، أور، وجمعية الثقافة الكلدانية بإنتاج وإخراج وعرض مسرحية (حياكا د كجلثا) حكة الصلعة وهي من تأليف كاتب هذه السطور.
5-   إستحداث صندوق باسم ( رعاية المتقاعدين ) لدعم المصابين بالأمراض المزمنة أو نتيجة العمليات الجراحية أو الوفيات ممن يعانون من ضائقة مالية..شكلت لهذا الغرض لجنة من عدة أعضاء من الهيئة العامة يشرف عليها كمنسق أحد أعضاء الهيئة الإدارية.

رابعا .. الجانب الجماهيري .
لما كان هدفه الأول هو تقديم الخدمة ، فإن البلدة أخذت قسطا من إجتهاداته نحو رصد السلبيات ، فكان سباقا الى تجميع طاقات المؤسسات الأخرى فجرى التنسيق بين ممثلي إداراتها وعقدت عدة إجتماعات تحت إشرافه بالتناوب في بناية المنتدى و جمعية مار عودا الزراعية ونادي المعلمين ، تمخضت هذه الإجتماعات عن ضرورة دعوة مسؤولي الوحدات الإدارية لعقد إجتماع موسع لمناقشة واقع البلدة بشكل عام من خلال ..
1-   المحافظة على التركيبة السكانية للمدينة مع التقدير للإخوة النازحين رغما عنهم..
2-   الكف عن تحويل صنف الأراضي الزراعية لغرض تحويلها الى أحياء سكنية
3-   مراعاة شروط الإستحقاق عند توزيع العرصات على المواطنين وتكون الأفضلية للسكنة الأصليين للبلدة..
4-   العمل من أجل نبذ ومحاربة التغيير الديموغرافي المتعمد الذي يمارس من قبل بعض المسؤولين في حكومة الإقليم بالإستحواذ على مساحات واسعة بحجة الإستثمار.
5-   العمل الجاد من أجل تقليل تواجد البارات وأماكن اللهو المشبوهة ، ومراقبتها ومحاسبتها إذا تجاوزت العرف والتعليمات .
6-   تقديم طلب الى مجلس الوزراء بإعفاء البلدة من ضريبة العقار أو جعلها بنسب مقبولة إذا تعذر إلغائها .
لأجل المصارحة عُقِد إجتماع موسع في جمعية الثقافة الكلدانية مع كل من الإخوة ، رئيس المجلس البلدي السيد فرهاد منصور والسيد شكيب يوسف مدير دائرة الكهرباء والسيد بشير لوقا مدير دائرة المياه والمجاري – لم يبق أحد منهم في منصبه حاليا - وحضر جميع مسؤولي ومدراء بقية المؤسسات وجمهور غفير، وكان الهدف هو تقييم العمل فيها ومعاناة البلدة من بعض السلبيات في هذه المؤسسات ..
نقولها والأسى ينخر قلوبنا ، بعد قرابة شهر أو أكثر بقليل جمدت كل هذه الأنشطة الجماهيرية ، والسبب .......!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟

نظام العمل في الهيئة الإدارية..
لست أغالي لو قلت أن نظام العمل لإدارة شؤون المنتدى هو الأرقى من بين جميع المؤسسات المدنية ليس في عنكاوا فقط ، بل في الإقليم وعلى عموم العراق أيضا إستنادا الى بنود النظام الداخلي الذي نُقِّح لمرتين خلال (3) سنوات من عمر تأسيسه ، وأهم هذه البنود هي التي تخص طريقة الترشيح للهيئة الإدارية ، إذ لا يُسمح للترشيح..
1-   لأكثر من دورتين إنتخابيتين متتاليتين ، وبإمكان العضو أن يُرشَح  لدورة ثالثة شريطة إنقطاعه للترشيح لدورة واحدة على أقل تقدير .
2-   يمنع الترشيح لأي عضو وُجَّهت له إحدى العقوبات المنصوصة في النظام الداخلي للدورة اللاحقة بعد تاريخ توجيه العقوبة له..
علما أن عمر الدورة الإنتخابية الواحدة هو سنتين ميلاديتين..
تعاقبت الهيئات التالية لإدارة المنتدى عن طريق الإقتراع السري المباشر .. وأول إدارة جاءت في نهاية تشرين الثاني من (2008) بعد حوالي (6) أشهر من تاريخ إستحصال الموافقات الأصولية للإجازة..وفي ( 14 / 11/ 2008) وزعت الأعمال على الفائزين وكانت كالآتي ..
1-   جلال مرقس بويا عبدوكا ............... رئيس الهيئه الإدارية
2-   بطرس اسحاق عيسى مقدسي .......... نائب الرئيس
3-   صليوا دنحا شمعون عجمايا............. مدير الإدارة
4-   شمعون مرقس يوسف أوغنا ........... سكرتير
5-   جورج دنحا بولس كاكا ................. محاسب
6-   عبد المسيح سلمان يلدا .................. عضو
7-   دنحا عيسى مروكي أوغنا .............. عضو...
8-   جبرائيل بويا عطو قول ..................عضو إحتياط أول
9-   الياس بولس توما هبي ...................عضو إحتياط ثاني..  
إستمرت هذه الهيئة بالعمل الجاد لمدة سنتين كي تفسح المجال لطاقات أخرى تتسابق في تقديم أفضل الخدمات للمنتسبين ..
ففي (11 /1/ 2011) ونتيجة الإنتخابات المباشرة فاز الإخوان بعضوية الهيئة ووزعت الأعمال بينهم كالآتي.
1-   عبد المسيح سلمان يلدا ................ رئيس الهيئة الإدارية
2-   بطرس اسحاق عيسى مقدسي ........ نائب الرئيس
3-   دنحا عيسى مروكي أوغنا ............ مدير الإدارة
4-   قرداغ يلدا بطرس عجمايا ............ سكرتير
5-   حبيب جرجيس أوسا عسكر .......... محاسب
6-   حنا مرقوز دميانموس كاكا ........... عضو
7-   دنحا بويا عطو قول .................... عضو
8-   كوركيس متي توما شعانا ............. عضو إحتياط أول
9-   بنيامين شروين عزيز .................. عضو إحتياط ثاني..
وفي آخر جولة إنتخابية جرت في منتصف شهر كانون الثاني سنة ( 2013) وجرت توزيع الأعمال بينهم في (1/2/2013) وكانت كالآتي.
1-   حبيب فرنسي قجي ......................... رئيس الهيئة الإدارية
2-   حبيب جرجيس أوسا عسكر .............. نائب الرئيس
3-   دنحا بويا عطو .قول ....................... مدير الإدارة
4-   جورج دنحا ويردينا نباتي ................. محاسب
5-   قرداغ يلدا بطرس عجمايا ................. سكرتير
6-   صلا ح خضر عبو حندولا ................ عضو
7-   شمعون مرقس يوسف أوغنا............... عضو
8-   حنا مرقوز دميانوس كاكا .................. عضو إحتياط أول
9-   بنيامين شروين عزيز ....................... عضو أحتياط ثاني..
لا تزال هذه الهيئة مستمرة في مهامها لحين إجرا إنتخاب جديد من المؤمل إجراؤه في بداية (2015) وفق النظام الداخلي ..
أملنا أن يكون نصب عيني الإدارات المتعاقبة هو خدمة المتقاعد بالدرحة الأساس.  
ملاحظة .. الفديو المرفق هو تقطيع من أربعة أفلام
1- حفلة إفتتاح المنتدى .2- محاضرة سياسية تاريخية حول حركة الضباط الأحرار ودورها في إسقاط النظام الملكي . 3- ندوة مع الهيئة العامة عن تطوير المنتدى . 4- حفلة ترفيهية للمنتسبين أحياها الفنان جورج الياس..                                                                        
                                                              

http://www.youtube.com/watch?v=dzJ9SdDy65E
http://www.youtube.com/watch?v=yu12NHCb0O8
http://www.youtube.com/watch?v=JCnuDavm-YY&feature=youtu.be

51
الوطن الجريح ، بناؤه بين الواقع والطموح.!

أستهل لتوضيح فكرة الموضوع بمثل قديم { كل شيء إذا كثر رَخُصَ إلاّ العقل ، فإنه كلما كثر غلا} وهو ما لا تألفه التجارة بمقولة ( العرض والطلب) لأستدل خلالها ما المطلوب من قادة البلد لنضع اللبنة الأولى في بناء الوطن ..؟ يقول أحمد شوقي : { وإذا أصيب القوم في أخلاقه ... فأقم عليهم مأتما وعويلا}
علينا أن نتعلم من الحيوانات والطيور كيف تستميت دفاعا عن كهوف ومغارات وشقق بين الصخور والأشجار متخذة منها مسكنا لبناء أسرها ، وتعود اليها ثانية بعد إنتهاء موسم هجرتها ، ترعاها وتعتني بها ، فكم حري بنا أن نقدس تربتنا التي ستحتضن رفاتنا فيما بعد..!
ألإخلاص والخبرة والنزاهة من طرف ، والخسة والدناءة والفساد من طرف آخر، هي صفات لا تتوارث ، بل تكتسب عبر منافذ إدراكية مستوحاة من منهل تبرز الأخلاقيات كشعيرات تجلي مكنونات الشخص فتنمو بنموه ضمن محيط معايشته ، وبقدر سعة آفاقه  يتفاعل مع مدى إستعداده لتقديم الخدمة المطلوبة ، ولما كنا في مجال بناء الوطن فإن مداركنا يجب أن تنحاز بكامل ثقلها نحو نفس الهدف ، لأن البلد وفي هذا الزمن العصيب هو الأحوج الى صقل توجهاتنا إن كنا أفرادا أو أحزابا وبما نمتلك من كفاءات وإمكانات وخبرات ، وبما نتبنى من منهاج وطني – حب وبناء الوطن –

ما هي الأسس الواجب إتباعها لبناء وطن تأزمت جراحه ..؟

1- على الجميع تقع مسؤولية نكران الذات ، إذن يجب تسخير كل الطاقات والإستنفار الجذري لتفضيل المحاور الإجتماعية العامة على المصالح الخاصة ..إذ ماذا نجني من المنافع الكثيرة إن كانت ممزوجة مع الأضرار..؟ يقول الكاتب المسرحي اليوناني القديم { الوطن هو حيث يكون المرء بخير}، لكن كيف نجعل من وطن متقطع الى ملجأ آمن يدر الخير ..؟
 
2- الحزب القائد هو من يتحمل كامل مسؤولية بناء البلد من خلال سلم الهرم الوظيفي وغالبا هم من مناصريه ، فكلما تسلقنا نحو القمة يزداد ثقل المهام ، ولا يتأتى ذلك إلاّ بممارسة الديمقراطية في إختيار الخبير الملقح بالنزاهة ، ولكن الويل كل الويل من التسيب في ممارسة الديمقراطية فنهاية مطافها هي الفوضى المقيتة يستغلها المفسد بأوسع معانيها ..
من هذا المنطلق نحمل الأحزاب القيادية خطورة هذا المنزلق الذي يسود البلد لأن جميعها نصبت كياناتها بديلة عن المؤسسات المدنية والمكاتب الحكومية ، فالواجب الوطني يحتم ، ألاّ يدس الحزب أنفه في أمور إدارية بحتة حتى لو كان مسؤولها من عناصره ، بل ترك الأمر لشطارة الشخص ما دام يتولى شؤون دائرته. 

3- أن يضع الحزب نصب عينيه  أن الدولة تُبنى بسواعد رجالها ، لا أن يُبنى الحزب  بتسخير كل إمكانات البلد بكامل طاقاتها من أجل إبراز دوره كحزب قائد ، حتى بدأت هذه الأحزاب بفرض سطوتها ليس على الشارع فحسب ، بل شملت بتوصياتها الإرغامية الوطن بجميع مرافقه ، لأن الحزب بنظرهم هو أغلى من الوطن...

4- العمل الجاد من أجل الهجرة المعاكسة بإعداد المستلزمات المطلوبة لحث المهاجرين للعودة باشتياق ورغبة لعرض مساهماتهم في عملية البناء وهم خيرة الكوادر العلمية والإدارية ..
 
5- القانون يضمن المساواة بين أبناء البلد من أقصاه الى أقصاه بجميع الإتجاهات وفي شتى المجالات ، لكن الشعب يعاني من المفاضلة والتمييز ، سواء من قبل الأحزاب أو من التشريعات الدينية ، كفة أولاد الذوات هي الأعلى في كل المستويات في كل الخدمات الإجتماعية والصحية والوظيفية وحتى الترفيهية ، بينما أولاد المظلومين يتفاجأون بجملة معوقات روتينية عقيمة لو طالت مطالبهم أبسط حق وهو التعيين بوظيفة ما إن لم يُزكَّى بوثيقة حزبية..فهل تمشط حقوق الجميع وواجباتهم  بنفس المشط..؟

6- إلغاء فكرة المحاصصة في توزيع المناصب الحكومية وخاصة الحساسة ، وأن تكون الرجحة الى جانب الكفاءة والنزاهة ، بغض النظر عن القومية أو الدين أو المذهب..
 
7- إيلاء الجانب الإنمائي في مجال البنى التحتية لما لها من ثقل جسيم في تطوير البلد .

يقول فيكتور هوكو :{ إذا أَعقتَ مجرى الماء في نهر ، فالنتيجة هي الفيضان }.
                                                           
                                                          جلال مرقس 25/ 4/ 2014

52
هل ستقر عيوننا بخير خلف..؟
                                                               

وإن لم يكن سلفكم كما وعدونا..!

بدءا أرجو من المثقفين إغناء الموضوع بنقاشاتهم وملاحظاتهم لحث الناخبين بضرورة حسن الإختيار ، لأن ما تبقت من فرص الإصطفاف تكاد تكون الأخيرة كي لا نذوق ثانية  مرارة زلاتنا على مدى الأربعة الأعوام القادمة..إنها ليست يومين أو أربعة ، وليست شهرين أو أربعة لنبرر وزر هفواتنا بأنها فترة سرعان ما تزول آثارها ، لا يا أخي الناخب ، إنها حقبة تسري سمومها  وسنظل في وجع من الوخزة طيلة هذه الفترة فحذار من النكسة.!

بعد أيام معدودة سنودع بعض الوجوه وقد الفناها بالمشاكسة والمناطحة بعد أن خلت ساحة التودد بيننا حتى لفترة الإستراحة كي نعيد تقييمهم لو بدر منهم بعض الندم أو الأسف، وكل الذي لمسناه منذ الجلسات الأولى كان الإحتدام في نقاشاتهم سيد الموقف لتقطيع جسد قُبَّتِهم لمآرب نفعوية خاصة بالذات أو بالكتلة الصلدة ،لا تمتص الخير ولا الخير يسيل منها ، لم يبقَ لدينا سوى قيء الصناديق ، فما نُعَبِّئها هو ما يهمنا ، فإلى اللحظة الأخيرة قبل التأشير بـ( √ ) صح على المربع السحري ، لا تزال المبادرة ملك أناملنا ، فهل سنجيد أين يجب أن نثبت الإشارة.؟ هل نهديها للقريب النسيب أم ينتزعها من ضمائرنا كل كفوء نزيه .؟ وهل يشترط أن تتوفر الخبرة والنزاهة في شخص السياسي وخلو معطف المستقل منها .؟

مهما تكن الخيارات ، فبعد أيام معدودات سنستقبل وجوها جديدة نأمل ألاّ نيأس بسرعة من تشريفاتها ، بل أن تملأ قلوبنا بحبهم وتقديرهم ، وأن تقر عيوننا بإطلالتهم عندما تشرق توجهاتهم متبارية في تقديم الخدمة النوعية للبلد والمواطن في شتى الميادين ،

 أيها السادة البرلمانيون القادمون :لا نريدكم التغاضي عن المسيء من بينكم ( لا قدر الرب) والتعامل بالمثل (إحميني سأحميك )..! لا نريدكم بسحب الثقة عن المسيء فقط دون تقديمه للعدالة ..! لا نريد تحديث وتجديد مكاتبكم على حساب إهمال مشاريعها ..! لا نريدكم الإنقياد الأعمى لرؤساء كتلكم ، بل التمرد عليهم إذا إستوجب الأمر ما يهم الصالح العام .! لا نريدكم الغياب المتعمد عن جلسات البرلمان إذا كانت الحجة الإحراج في الإمتناع عن التصويت .! استخدموا نزاهتكم أولا ثم تعاطفكم سلبا أو إيجابا...

نعلم أن تركة سلفكم ستثقل كاهلكم لعدة جلسات إن كنتم صادقين في معالجتها ، وهي مسؤولية جسيمة فشل الأسلاف في حلها فرَحَّلوا بتراكمات أعبائها لكم هروبا من عقاب المحاصصة التوافقية .. أنتم الأدرى أن نقمة الناخب بعد كل {نُزهةٍ} إنتخابية تشتد على مرشحه إن خذله .. فلا نرجو لكم الإنزلاق خلف متعة المغريات ، بل كونوا جريئين في طروحاتكم ، وستنالون أقل غفرانا لو جبنتم .. ينصحكم – إبن خلدون- : يوزن المرء بقوله ويقوَّم بفعله.. نريدها مجتمعة في ضمائركم وعقولكم ، تحاسبونها بعد كل مراجعة : هل نحن راضون بما أقدمنا عليه..؟ ماذا ستكون ردة فعل ناخبينا تجاهنا .؟ وهل أدينا قسمنا حقه المقدس .؟

الإنسان المدرك الصالح قلما يخطأ ، وإن أخطأ يتألم كثيرا على فعله . وتقويمُه ربما يكلفه العناء لكنه سيرث جاه النقاوة ...!

 نترقب بتوجس ، كم ستلتزمون في تنفيذ برامجكم .؟ وكم من شهادات العفة ستنهال على مكاتبكم مباركة صون قسمكم ..!
فإلى ذلك الحين نبتهل من الرب عونا لكم آمين..
                                                    جلال مرقس 17/ 4 /2014

53
القانون الجعفري تحت المجهر
                                                              جلال مرقس عبدوكا

ترسيخا لأسس الديمقراطية وإبراز مظاهرها في عراق ما بعد الديكتاتورية وإستنادا الى المادة(41) من الدستور التي كفلت للعراقيين حرية الإلتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو إختياراتهم ، والمادة (42) منه كفلت حرية الفكر والضمير والعقيدة.......وضمانا لتفعيل حرية الرأي والعقيدة ...... ولغرض إتاحة الفرصة أمام العراقيين لترتيب أحوالهم الشخصية ...... شرع هذا القانون ..
جميلة جدا ما ورد من لغة وعبارات براقة في الأسباب الموجبة للتشريع ، ولكي نقيمه بحيادية مستوحين من الحقوق الشخصية للجنسين معا وللأديان كلها وفق البنود المنصوص عليها في اللوائح الدولية أو الإنسانية ،علينا عرضه لمكاشفة مختبرية ، لذا إرتأيت أن أتدرج بابا بباب  ومادة بمادة حسب ما أستوعبه بمعلوماتي المتواضعة .

في الوصية ..1- في الوصية التمليكية يشترط قبول الموصى له ..2- يشترط في الموصي أن يتم البلوغ وهو عمر (9) سنوات هلالية للأنثى و(15) سنوات هلالية للذكر... 3- الرشد بمعنى القدرة على صرف المال في الأغراض الصحية والعقلانية.. .4– تصح الوصية من الصبي الذي أكمل (10) سنوات هلالية... 5– لا تصلح الوصية التمليكية للموصي له إلا إذا كان موجودا بالفعل في زمان موت الموصي... 6– الوصية التمليكية للجنين في بطن امه صحيحة وإن لم تلج فيه الروح...
هل أن عمر (9---15) سنة هلالية هو حقا سن البلوغ ..! وهل له القدرة لصرف المال للأغراض الصحية والعقلانية ..؟ إن الفجوة الزمنية بين القاصر والبالغ والراشد تكاد تكون معدومة ... أما المتناقضات الموجودة في الفقرتين (5و6) لا تحتاج الى كثير من العناء...عودة للفقرة (5) ضرورة تواجد الموصي له في زمان الموصي ... والفقرة (6)
هل الجنين وهو في بطن أمه أوعز بالموافقة على ما آلت اليه هذه المهمة...

يتكون الجنين حال تلقيح البويضة وتبدا بالنمو ساعة بعد ساعة فهذا الذي نسميه بالجنين ليس كتلة جامدة ميتة ينتظر متى تلج الروح فيه ليتحول الى كائن مستقبلا.
المادة (9) توصي بحفظ تركة القاصر .. بينما تحمله مسؤولي تكوين الأسرة وهو لا يزال دون سن البلوغ قانونا في مواد وفقرات أخرى..

في النكاح ما جاء في المادة (43) أن يكون العاقد بالغا عاقلا رشيدا وبرضى الزوجين . هل العمر المذكورأعلاه مؤهل ذهنيا وجسديا وإجتماعيا لتكوين أسرة قوامها التفاهم والمحبة ..؟ أم هي لعبة يلتهيان بها كما كنا نمارسها ونحن صغار بهذا العمر نوزع بيننا نحن الذكور والإناث الأدوار ونأخذ من الدمى أولادا نلتهي بها فترة ، سرعان ما نتخاصم ويحل البغضاء بيننا ونعاود هذه اللعبة المسلية في كل يوم إنطلاقا من الغريزة النابتة فينا ..

لماذا لا يصح نكاح المسلمة من غير المسلم مطلقا ، بينما يصح نكاح المسلم من غير المسلمة نكاحا مؤقتا للإستمتاع بها فقط وليس زواجا دائما..على الفتاة الغير المسلمة أو المرتدة من الإسلام ، أن تعي بتمام إدراكها أن هكذا زواج لا يملك صفة الديمومة النابع عن المحبة ، وأن الذي من أجله إرتدت من دينها إن كانت من ديانة أخرى سرعان ما يتخلى عنها بعد إشباع رغبته الشهوانية بموجب هذا التشريع..

أما حرمة النكاح بسبب الرضاعة فهي بحد ذاتها كشبكة العنكبوت تخترقها متاهات ..
إذا تجاوز الرضيع السنتين (الحولين) وأكمل الرضاعة بعدها فالحرمة لا تنشر.. وأن يكون اللبن منتسبا بتمامه الى رجل واحد (زوج المرضعة) ، وأن يكون الرضاع مؤثرا وبشكل مستقل في إنبات لحم الطفل ، ومن أجل تثبيت التحريم أن يستدل أما بإخبار شخص أو أكثر للعلم والإطمئنان أو بشهادة رجلين عدلين..
إن لبن المرضعة ناتج عن الحمل مخزون في صدرها لطفلها وقت الولادة ، ولا شأن لرجل ثان زنت معه في صنع لبنها ، كما لا شأن للأخير في نمو الجنين النابت في بطنها من قبل زوجها فلا يسقي زرع غيره.

الحقوق الزوجية .. يحق للرجل فسخ العقد إذا كانت المرأة مصابة بأحد هذه العيوب وأخفتها عن زوجها قبل الزواج (الجنون الجذام البرص العمى العرج والعفل) ، وهو لحم أو عظم ينبت في الرحم يكون مانعا للحمل ، أما حق المرأة في الفسخ فينحصر في( العنن) وهو المرض المانع من إنتشار (إنتصاب) العضو الذكري ، أو مصاب ب(الجب) وهو عبارة عن قطع العضو التناسلي للرجل بحيث لم يبقَ منه ما يمكن تحقيق الوطء..

وكأن المراة خالية من الأحاسيس عندما يصاب زوجها بالعلل الجسدية والنفسية فعليها الإذعان للأمر الواقع بالعيش معه ، لأن مهامها الزوجية هو توفير جو منعش تغري زوجها لممارسة الفعل الجنسي لا غير..
 فللزوج حق 1- أن تمكنه من نفسها للمقاربة وغيرها من الإستمتاعات الثابتة ، وأن لا تفعل أي فعل ينافي حقه في الإستمتاع.. 2- لا تخرج من بيت الزوجية إلاّ بإذن منه ...أما حق الزوجة على زوجها هي جملة من السخافات كالغذاء والكسوة ، وعليه مقاربتها على ان لا تطول مدة الإنقطاع عنها أكثر من أربعة أشهر..

هل واقع الحال يتماشى مع هذا التشريع ..؟ نبدأ من الأقل صعودا نحو مسببات خروجها .. هي موظفة مرتبطة بالوقت والمكان ، شأنها كشأن الرجل كسيدة تدير أعمال إدارية أو تجارية ، هي عالمة ضمن إختصاص محدد يتوجب عليها حضور مؤتمرات محلية أو دولية تغيب عن البيت لأيام عديدة ... هي وزيرة أو برلمانية تشارك أخيها الرجل بتشريع قوانين تخدم البلد والشعب..فخروجها مضمون بعملها وليس باستئذان زوجها ..
 
تكون حضانة الطفل من مسؤولية الأب إذا إفترق الزوجان وتزوجت أمه من رجل ثانٍ حتى وإن تفرقت عن الأخير. هل يتحلى الأب بالصبر والحنان على الأولاد كما تمتلك الأم حتى يسلخ الطفل عن حضنها..؟

لا يكون الزوج ملزما بالإنفاق على زوجته في إحدى الحالتين ، 1- إذا كانت الزوجة صغيرة غير قابلة لإستمتاع زوجها ، 2- إذا كانت الزوجة كبيرة وزوجها صغير غير قابل لأن يستمتع فيها.. نصيحتي للزوج حتى يتسنى له الإستمتاع بالصغيرة أن تجلب معها  لعاباتها من عرائس الدمى ، وتشعرها أنك والدهم لتخدعها أو تقنعها بقبولها التقرب اليها. مسكينة أنت يا زوجة . صغيرة كنت أم كبيرة عليك الإنقياد لأمر الأستمتاع مجانا حتى من نفقة الأكل والكسوة...!!

الإرث وإشكالاته.. يحق للمسلم أن يرث من غير المسلم ولا يرث غير المسلم من المسلم حتى وإن كان الأقرب للميت... كيف تحل هذه الإشكالية فيما لو كان لسوء الأخلاق دور فيها ، كالطمع مثلا.. لو فرضنا أن لعائلة غير مسلمة ولد مشاكس منحرف أخلاقيا وله طمع في ثروة ابيه الغني ولا يزال حيا ، فيرتد عن ديانته مشهرا إسلامه بغية الإستلاء على كامل تركة والده بعد وفاته لأن الشرع يحرم توريث غير المسلم من المسلم  وينتقل الإرث الى أولاد المرتد دون غيرهم...

إستحقاق الوالدين من تركة إبنهم الأعزب يكون الثلث للأم والباقي للأب .. والزوج يرث جميع ما تركته المتوفاة منقولا كان أم غير منقول ، أما الزوجة فلا ترث من زوجها إلا من المنقولات ويدفع لها من قيمة الأشياء الثابتة في الأرض من أبنية وأشجار وآلات وهي ملزمة بقبول القيمة.. لاحظ التمييز بين الزوجين في الإستحقاق وهو نتيجة جهدهما معا .

ما بين السطور ..
1- ان زواج الصغيرات يؤدي الى إزدياد عدد الأميين بشكل مخيف ، لأن الصغيرة ليست مؤهلة جسديا ولا عقليا للأمور المنزلية (الزوجية وتربية الأطفال) ، فلو كانت تلميذة وفي هذا العمر تكون في المراحل الأولية من الدراسة الإبتدائية ، عليها ترك التعليم مرغمة للأسباب أعلاه وهي لم تتقن الأبجدية...
2- نكاح الزوجات الصغيرات يولد آثار صحية لجسدها لأنه غير مهيء لممارسة الجنس معها.
3- يولد فساد خلقي إذا كان الزوج مسنا عند عقده على الصغيرة ، فعندما يشيخ تتلاشى قدرته الجنسية بينما لا تزال زوجته في عز شبابها ، فتدفعها غريزتها للبحث عن الإشباع خارج منزلها..
4- يؤجج القانون النعرات والحزازيات بين الأديان وبين المذاهب بانحيازه الكامل نحو مذهب محدد ، بينما التشريع يشمل كل العراقيين ..
5- لم يعالج القانون التناقضات الواردة وإشكالاتها في ممارسة الحق والحرية في المعتقد والفكر والرأي ، والأفضلية في التشريعات صيغت لصالح المسلم فقط مع الإجحاف بحق غيره سواء في الميراث أو الزواج ..
6- عدم الإقرار بشرعية التبني وخاصة لليتامى من الأبوين يضيع الفرص أمام هذه الشريحة المسحوقة من الإنخراط وسط المجتمع كأطفال يتمتعون بالحضن والرعاية والتربية ، وجل ما تفعل الدولة كإجراء ليس أفضل منه هو إيواؤهم في ملاجيء خاصة بالأيتام .. وليس مستغربا أن تحتضنهم جماعات إرهابية ولعلهم يتسابقون للإنظمام اليهم نجاتا من مأساتهم .. فلو كان للمشرع أفقا أبعد لأنقذ حرمان عوائل كثيرة تحلم بطفل يتعذر عليها أنجابه إذا كانت العلة من الرجل..! ترى ما الضير في التبني..؟؟
7- اللجوء الى الإجراءات المتخلفة لتثبيت صحة من عدمها لحالة ما ، والنتيجة مشكوك فيها ، إذن أين دور العلم والتكنلوجيا المتطورة من الأشعة والسونار والرنين والمفراس في التشخيص .؟ أين دور العلوم النسائية والتوليد في الحمل وعمر الجنين ومتى تدخل فيه الروح ..!!؟ وهل وجود الفقيه يلغي دور العلم في التحقيق بعلامات البلوغ ..؟ وهل الصغيرة بعمر أقل من تسع سنوات تحتاج الى فقه أو علم لتفرزها أهي بالغة أم لا ..؟
8- لماذا أطلقت كلمة النكاح بدلا من الزواج . هل الغرض من الزواج هو العمل الجنسي فقط ..! فإذا كان هذا هو الهدف الأساسي فإن أماكن اللهو توفر مستلزماته ..أم أن الهدف الأسمى هو تكوين الأسرة وتربية الأولاد..!؟
                                                                  جلال مرقس عبدوكا

54
سيدتي حلمت أنك الرئيسة المقبلة..!

جلال مرقس عبدوكا

هل نحن على أبواب عرس أم إحـتراب إنتخابي دامٍ .؟
سيكون عرسا جماهيريا سارا بمشاركة الجميع لو سادته المعايير النزيهة أثناءه وقبله وبعده ، يقول بسمارك مستشار المانيا الأول : "يكثر الكذب عادة قبل الإنتخابات" ليس لأن الدعاية الإنتخابية تخدع الناخب ، بل لأن المرشح يعرف أنه يخدع نفسه أيضا ..إن اللص الأكبر في السطو على أصوات الناخبين هو ذاته الذي له اليد الطولى في العبث بالنتائج باتجاه مصالحه قدر المستطاع .. وهذا ما لمسناه أثناء الحملات الجهادية السابقة ، وكأن البلد هو ساحة معركة وليس ميدان عرس كما يحلو لنا أن نسميه إعتزازا بقدسيتها ..لماذا ينفر البعض المشاركة في –سمِّه ما شئت- هل خشية أن تصيبه شضية مقولة مِن كائن مَن كان يجتهد باستماتة للتربع على عرش الأحلام .؟ أم أن لا جدوى من هذه (المخاطرة) لأن النتائج في الصدور وليست في الصناديق ، قد تتبدل الوجوه لكن المنهج ذاته قابع على صدورنا لا محال .. وكلما إقتربنا من موعد إقامة هذا الموكب ، تشتد حماسة الجماهير الواعية بضرورة المشاركة من أجل إحداث تغيير جذري بالتصويت لصالح الكفوء النزيه الذي يثرثر بقوة بأفعاله لا ببلاغة أقواله ..

الكوتا النسائية التي ضمن لها القانون بنسبة محددة هل حقا أستُغِلَت وفق إستحقاقها في إشغال مركز مهمة أو إقرار قوانين وتشريعات لصالح عامة الشعب ، كقانون تقاعد البرلمانيين ، أم انها تنقاد خلف قناعات كتلتها حتى وإن لحق الحيف حقوقها كقانون الأحوال الجعفري .؟ لو يتم التفعيل بالتنسيق بين عنصر النزاهة من البرلمانيين الكفوئين وبين أعضاء الكوتا لو التزمت بالحيادية ، لتمكن من خلق تكتل يفشل كل الإنحرافات .. لكن أين إستحقاق الكوتا من الحقائب الوزارية السيادية .؟ أليس من المفروض أن تشغل عدد من المقاعد بنفس النسبة.؟ وطموحها يغفر لها سعيها أن تشغل منصب رئيسة ( للجمهورية ، لمجلس الوزراء ، للبرلمان) أم أن المنصب حكري على الرجال.؟

سجل المرأة حافل بقدراتهن في ادارة أمور الدولة .

(تاتشر) الحديدية يشهد لها التاريخ بدورها في إدارة الحرب مع الأرجنتين لإستعادة جزر الفوكلاند الخاضعة للإدارة البريطانية ودورها لا ينسى لإعلاء شهرة بلدها في الساحة الدولية إبان حكمها ..

(أنديرا غاندي)  رئيسة ثاني دولة من حيث عدد النفوس  قادت البلد بجدارة ، تولت لثلاث فترات متتالية رئاسة الوزارة ، وكانت تعد للرابعة لكنها أُغتيلَت على يد أحد المتطرفين السيخ في 31/ اكتوبر/ 1984..

( بنازير بوتو) تولت رئاسة الوزارة لفترتين وكانت تعد للثالثة لكنها أُغتيلَت في 27/ ديسيمبر / 2007مع إشتداد الحراك الديني المتشدد في بلدها..

وقائمة المتميزات تطول ، نأمل أن تظهر طاقات نسائية فعالة في الدورة القادمة وتحتل إحدى المواقع القيادية المهمة ونأمل طموحين أن يشملنا قلب الأم الحنون تحت رعاية السيدة الرئيسة...كم لذيذ ما حُلِمتُ به...!!!

55
التوازن في القتل ضروري لإستكمال شروط المحاصصة

                                                                             جلال مرقس عبدوكا /3/4/2014

قبل أن أدخل في صلب الموضوع كان لا بد من إجراء إحصاء سكاني لتسهيل مهمة السادة النواب وغيرهم ممن يطلقون تصريحات غير دقيقة .

يعتبر شعب العراق من قلائل شعوب العالم تنوعا ، دينيا ، مذهبيا ، طائفيا ، قوميا ..الخ. أمّا بعدد الأحزاب فحدث ولا حرج ، يكاد لكل فخذ من العشيرة تشكيلة مذهبية كانت أم سياسية .. هذا التنوع الأثني الجميل هو الذي يجب أن يشمله التنافس الإيجابي لإبراز طاقات كل مكون فيه ، والمحصلة النهائية هي رقي البلد بأجمعه.. لكن ..!!!!! مشروطة بأن يشمل معيار المواطنة كل فرد فيه .. إلا أن هذا التوازن قد أحدث شرخا جسيما في تجسيده مما أدى الى إستقطاب القوى حسب المكونات..هناك قطب قومي عربي وكردي وبقية القوميات الصغيرة ، وقطب طائفي ومذهبي شيعي وسني وبقية المذاهب الأخرى، وقطب الأديان الأخرى مسيحي ايزيدي صابئي .. بات الإنتماء لها أرجح وأفضل من الإنتماء للوطن ، أي المواطنة والحس الوطني ، وكان نتيجة ذلك ما لمسناه من مأساة الحرب الأهلية بعد سنتين من سقوط النظام "القتل الإنتمائي "على الأسم والدين والهوية والمذهب والقومية .. بمعنى آخر أن الكل شمله مشروع القتل دون إستثناء ، إلاّ أن النائبة السيدة {حنان الفتلاوي } وفي حوار تلفزيوني لفضائية السومرية على خلفية أحداث الأنبار تجاوزت أتكيت الحوار بقول يحملها مسؤولية إثارة النعرات.

" أشو آنا أريد التوازن باليستشهدون ، من يقتلون (7) شيعة ، أريد كبالهم يقتلون (7) سنة "..

هي معادلة منطقية لدى البعض قي ظل حكم العشائر حسب تفسير قانون  "دولة القانون"ومجحفة بحق الآخرفي ظل حكم المحاصصة حسب تفسير المشاركة في تشكيل الحكومة في كل مؤسسة ودائرة.. فالنائبة الفتلاوي توازنت وجنحت للحل العشائري "الدم بالدم "مؤيدة قول زعيمها أثناء إلقاء القبض على قاتل الصحفي "الدكتور البديوي" هذا من جهة ، وأجحفت بنفس الوقت بتهميشها مكونات أخرى بعدم شمولها  بمبدأ المحاصصة الإستشهادية من جهة أخرى ، فلو كان للنائبة معلومات دقيقة عن عدد كل مكون لسهل لها تشريع قانون ملزم بالتصديق يقر كم سيصيب كل مكون من عدد القتلى .؟هل الكرد السنة من ضمن المجموع العام للسنة في البلد وكم يجب أن تكون حصتهم من الضحايا ..؟! أمّا المكون المسيحي وغيره من الأديان باستثناء المسلم وإستنادا الى المعيار الديني والإجتماعي فإن وزنه أخف واقل قيمة ، عليه ومن أجل إستحقاق الحق الفتلاوي لا بد أن يتضاعف نصيبهم من القتل لتتوازن كفة عدالتها.. فللفتلاوي مطلق المسؤولة لتقرر أي جزء من الجسد يجب قطعه لأن حصة المكون هي أقل من شخص واحد يتوجب قتله فإذا شمله قطع عضوين من أطرافه فالتوازن أيضا ضروري بأن يجمع الأعلى والأسفل معا..!!!!! وهل أن هذه النسبة ستبقى ثابتة شهريا واجبة الدفع رغم أنف المكون وحاشيته.؟

يا للمصيبه السوده ، على من يتخيل هذا المنظر أن يترقب نظام حكم قرقوشي قادم لا محال..!!

 ولأن نظام الإنتخابات يقر بنسبة ثابتة  ل الكوتا النسائية فإن نسبتها يجب أن تثبت ضمن المحاصصة الإستشهادية أيضا ، ولأن شهادة إمرأتين تعادل شهادة رجل واحد إذن المنطق يقول بوجوب مضاعفة عدد النساء اللاتي يشملهن القتل ليتعادل التوازن الإستشهادي الفتلاوي ..!

السيدة فتلاوي نلتمس منك الرحمة بعدم شمول المرأة بهذا التوازن لأنها الآداة الرئيسية في عملية الإنجاب ، وبخلافه لا يستبعد أن نرى بعد قرن من الان أن أرض
السواد قد خلت من ساكنيها يا للمصيبه السوده ..!!!!!

السيدة حنان .. نرجو إعادة النظر ومتابعة الموضوع بجدية وعدم إطلاق بيانات غير دقيقة كيلا يقاضيك الطرف المهمش في إزاحته من قائمة المحاصصة الإقتتالية..!



56
حقول عنكاوا لم تعد منتجة 
                                                     
                                                    جلال مرقس عبدوكا /1/2/2014

" لا تتجاوز حقوقك ، فحقوقك ستصبح قريبا غير محدودة": روسو..

حينا من الزمن وقبل إجتياح جراد الديموغرافية بلدتنا ، كانت سمعة حقولنا بما تنتجه من محصول وافر وبنوعية ممتازة نتباهى أمام جيراننا من البلدات الأخرى بمدى خصوبة تربتنا ونسبة الإنتاج ، فكان يقال مثلا أن نسبة المحصول وصل الى 20/1 أو تجاوزها ، أي أن كل وزنة بُذِرَت في الحقل أنتجت عشرين ضعفا أو أكثر ، وهي نسبة عالية جدا قياسا الى الزراعة الديمية .

ولما كسح الجراد المفبرك أرضنا شح إنتاجها كما ونوعا ، وتخلينا عن التباهي إلا بما علت عمارات اللهو والترف على حساب قامات السنابل ، فلم نعد نستنشق طيب عبقها ، حتى غدا عشقنا لمذاق الملذات الخادشة للحياء بديلا دون بديل أفضل ، فتحولت جودة إنتاجنا بنظر الجيران الى الإنحراف المبتذل .

هل هذا كل ما كنا نصبو اليه من رقي في العلم والثقافة وحشمة الأخلاق الإجتماعية كي تتحول البلدة الى حقول تجارب لا تنتج إلاّ أسوأ الأثمار..!!؟ وأن ما يثير دهشتنا أن هذه الحقول باتت هي الأخرى مصدر مصائبنا ومغصاتنا ولم تحصد إلاّ ما يعزز خزينها من الأرصدة الرديئة الأثمار...وكلما تخبطنا في كيفية الخروج من هكذا إنحرافات خطيرة نلقي اللوم على من أساء الى السمعة الطيبة التي كان يتحلى بها العنكاوي الموظف وخاصة في مدينة أربيل وضواحيها بما يتميز من كفاءة وإخلاص ونزاهة في آداء عمله ، وكان مضرب المثل في الإخلاق والتواضع ..

بأسف وحسرة تفاجأنا أن الجينات المستحدثة حولت جراد الحقول الى جراد كاسح محا مسحة الفضيلة عن الضمير ، حتى بات سحر الكرسي مبعث الإنشراح لمن تطال قدماه لسبق كسب مِنَحه..

يقول غاندي : "إذا تم رد الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة .؟" ليست العبرة بتبديل ديكور القابع على الكرسي أو بعدد السكرتيرات المختارات كي نجازي المواطن بخدمات أفضل ، بل بمن سيخلف من أساء التصرف وما يحمل من ميزات في الإخلاص والنزاهة أولا، ثم الكفاءة في المسلك الوظيفي ، هل نقل موظف مشكوك بنزاهته الى موضع آخر تزول عنه شكوك الإنحراف ، أعني ، هل يمر عبر مراحل غسيل كي يزكى والإكتفاء بإجراء أداري وليس قضائي .؟ هل يؤتى بالسلف كي يتعظ مما لحق بخلفه ويتحاشى المنزلق الذي أودى به نحو الهاوية ، أم ليتعلم أسلوبا حضاريا جديدا في إقتناص الفرص .!؟ أين قصاص الطرف المكلف بتعيين مسؤول ما ثبت فشله .؟ هل يفترض من يشغل مركز إداريا رفيعا أن يكون منتميا لمبدا سياسي معين أم لمبدأ الإخلاص الوظيفي.؟ لست هنا للتشهير بحالة معينة أو لتشخيص جهة معينة ، بل ما ألمسه كحقيقة مرة تفرز الردود السلبية لدى الشارع للطرف الذي يتبنى الفاسد..

 يقول أبو قراط : " الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع ". من الضروري إعادة النظرفي كيفية الإختيار بغض النظر عن ثقل وتأثير الدائرة على الجماهير .. فكلما كان المرشح كفوءا ونزيها وظيفيا ، سياسيا كان أم مستقلا ، ستنال الجهة التي رشحته ثقة وتقدير الشارع ، والعكس صحيح أيضا..
 
منذ الإنتفاضة المباركة ولحد الآن تجري بين فترة وأخرى - طال مداها أو قصر- تعديلا وتبديلات على المراكز القيادية الوظيفية – وهو أمر وارد إن لم يكن بسبب سوء الإدارة - أمّا إن كان السبب خلاف ذلك فإن العمل السلبي في المعركة يجب أن  يحسم بشكل عقابي وليس التفرج على حمل الحقيبة من مكتب إلى آخر وربما يكون أرفع ، وهكذا إجراءات لا تخفف من وطأة السلبيات ولا يحترس المسؤول من تبعاتها..يقول سقراط: " إذا وُليتَ أمرا أو منصبا فابعِد عنك الأشرار ، فإن جميع عيوبِهم منسوبة اليك " .

حان الأوان كي نُذعِن الى سحر قول المسيح (من ثماره تعرفونهم ) ..

57
الحرية شيك بدون رصيد .

                                                                        جلال مرقس عبدوكا

للحرية مضامين عدة ، منها ما هو مطمح بعيد المنال لأنه تحقيقه مكلف ، ومنها ما هو مشاع يمارس في مجالات شتى لأغراض مخجلة..

فلو كانت الحرية شيكا في عقول ومخيلة زارعي الشر ، فلا تنبت الفضيلة في حقولهم ويبقى الشيك دون رصيد ، أما إن كان الشيك مفتوح الرصيد ، فلا يمليه إلا المتعطش لنسيمها ، ولا يصرف في أي مصرف إلا بتصديق من حقيقتها معبرة أنها الفرصة المؤاتية لتقود الشعب نحو حياة أفضل..

يقول روسو : " حرية الإنسان لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد ، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد "

الإرغام والقهر هو السائد في خنق الحرية المرجوة ، وعلى المظلوم أن يستسلم ويذعن لواقع الحال حاملا حلولا تزرع في دواخله الشك بأن قدراته هشة لا يرتجى منها نفع .. لذا يتوجب أن يقَيِّم الإنسان قدرته الحقيقية بالحد من سيطرة ذاته إذا إختل توازن تقييمه في تفسير محيطه ، ويدرك أن للنجاح المبرمج طريق واحد ووحيد يقوده للتناغم بين الحرية من جانب والإطمئنان والأمان من جانب آخر، وإذا تم الفصل بينهما فُقِدا معا..

الحرية بمضمونها المضيء تشق طريقها بمخاض عسير تكلف في الغالب الالآم والأوجاع والدماء والدموع..فلا هي هبة ولا تحملنا منة لذي السلطة القهرية ،فحريتها نابعة من تشريع مبتور مبطن بتنفيذ شرير . ففي ظل قوانين جائرة لا تلد الحرية إلا بهيئة مشوهة ، لكن القوانين الجيدة تصدر عنها تعليمات وتفسيرات تعزز الجودة وترسخ مبدأ الحرية ، في حين أن دساتيرنا ما أُقِرَّت إلا "لغرض ترتيب مناصب الحكم "كما يقول آرسطو ، وتوزيع الغنائم هي من أولى مهامها..

بعض أنواع الحريات في بلدنا لها أسواق رائجة يتبارى المتعطشون لإقتنائها .. فللإرهابي مطلق الحرية في إختيار الزمكان المناسب لممارستها ، وللفساد أيضا أبواب الخزائن مفتوحة ليحمل قدر إستطاعته إن تحلى بذرة من العدالة ، أمّا لو كان معدنه خالٍ منها فإنه سيعاود التحميل حتى نفاذ مخزونها ، ولمثل هكذا حريات إختيارات أخرى ، كالإقصاء والمحسوبية..

والحرية التي نتمناها نختصرها بكلمة ( الإنتماء ) نستمتع ونتمتع بإنتماءآتنا ، فكرية كانت أم دينية ، مذهبية كانت أم طائفية ، نمارس شعائرنا وطقوسنا بإعتدال وإحترام الآخر قبل إحترامنا لذاتنا ، لكن كيف الوصول الى هذه الأمنية..؟

يقول طاغور : "لا تظهر رائحة البخور إلآ إذا إكتوت بالنار" هل يجب أن نؤدب أنفسنا إحتراما لسكوت الظالم دون أن يخفف من رتبة جوره حتى يستفيق ضميره من وسادته الوثيرة ..أجل العدالة لاتموت لكن الى متى تبقى في غيبوبة .؟ هل نغذيها بمنعش الضمير.؟عبر الأعوام العشرة الماضية أسلمنا أمرنا بأن المستحيل يعشعش في تصوراتنا ، وما نطمح له هو مجرد احلام نلتمس خلالها الهدوء حينا إيذانا ببدء شوط آخر من التذمر واليأس.

يقول ميخائيل نعيمة: " درست القانون لأعرف كيف تغزل الخيوط التي منها تحاك أكفان الحق والعدل " ..!!

58
الإستضافة المشروط .!                               

                                                     جلال مرقس عبدوكا /ت2 / 2013

من أهم الأتكيتات المتبع إقامتها عند الإستضافة لأناس بمقام رفيع فإن المضّيِّف يعد
الترتيبات اللازمة لإظهار التناغم بين الحضور ومواد المأدبة ، ولا يشترط المضَيَّف بنوع المأكولات أو بمن يجب حضورهم حصرا...!

لا أتذكر تحديدا متى كانت أول دعوة وجهتها اللجنة الأمنية البرلمانية لإستضافة القائد العام للقوات المسلحة وقادته الأمنيين ،( ونسياني دليل قدمها) والغرض من الدعوة هو مناقشة الوضع الأمني المتدهور بشكل عام ، ولم تستجاب الدعوة لحد الآن، إلا أن شوكة الإرهابيين كلما تلكز مؤخرات المسؤولين عندما تشتد شهية الإرهاب لمزيد من الضحايا الأبرياء، تستذكر اللجنة تلك الدعوة وضرورة مواجهة الشعب بالكلام الصريح المباح أن كان هناك كلام لا يجب أن يباح به في حضرة البرلمانيين جميعا ، لذا إشترط الضيف لحضور رؤساء الكتل حصرا ، لأن بقية البرلمانيين ليسوا بموضع الثقة ، كما ورد في جواب الدعوة أو في رد بعض نواب دولة القانون، فجاء تملص القادة حاملا وجهة أمنية قانونية من جهة بإتهام بقية البرلمانيين بعدم الأمانة حفاظا على سرية الإجراءات الرادعة ضد الإرهاب ثم ( تجفيف منابعه ) حسب قول بعضهم من جهة أخرى ..

يا سادة يا حكام ...ألا تناقشون ضمن كتلكم ما يجري في البلد من خراب ودمار ..؟ أم أن الشراكة في بناء الوطن هي من إختصاص رؤساء الكتل فقط .؟هل تجرى نقاشاتكم في صناديق مقفلة لئلا تصل وشوشاتكم الى أذان الإرهابيين..؟ اليس رؤساء الكتل يقبعون على رؤوس وأفكار زملائهم .؟ اليسوا جميعا مسؤولين أمام كتلهم وأحزابهم فيما يطرح وما يقال...؟ إن أنجح السبل للخروج من المحاججة هي التشبث من خشية تسرب الإجراءات الأمنية، هل تزكي بنزاهة وإستقامة أفراد كتلتك لتتهم بقية الكتل بمقولات غير منطقية...؟

والى الكتل البرلمانية أقترح ، ماذا لو قبلتم بالشرط وقبلَته اللجنة البرلمانية أن يقتصر الحضو على رؤساء الكتل ، هل ستبقى الحوارات والنقاشات بمنأى عن التجاذبات والفضائح ، وإن سلمنا بأن الإجتماع أثمر عن مجمل من الإجراءات الجيدة ، ألآ يناقش رئيس كل كتلة مع كتلته ما دار وما صار .!؟ إذن أين مبدأ التستر على المعلومات اللامباحة ..؟

إن حججكم كحجج ذلك الجار الذي طلب من جاره إعارته حبلا لحاجة مؤقتة فقال الجار : آسف ، لقد فرشت فوقه الطحين ..!! إفهموا ووعوا يا طالبي النجدة ، إن حبل البرلمانيين مفروش بخطط أمنية لا يحبذ إعارته لأحد لقضايا أمنية بحتة..

 تقيمون خطط الإرهابيين بأنها متراصة ومتينة وتمتاز بحنكة وذكاء..هل إخترقتموها .. أم أن أجهزتكم مخترقة تتعشعش بين خلاياكم الزنابير بإعتراف القادة أنفسهم..؟ بل أن أحزابكم مخترقة أيضا ، فلا تستغربوا هروب بعض قادتكم  عندما تكشف التحقيقات تورطهم بالفساد والإرهاب.. نظفوا ساحاتكم من أشباه القادة المتزمتين المتخلفين الطامعين قبل أن تتهموا بعضكم بعضا بضلوعكم بدعم الإرهاب .

أشم رائحة الطبخة شارك الجميع في إعدادها وموادها تتمحور بين الهدف والوسيلة بضرورة توزيع الأدوار ، تارة بالتنسيق معا خفية إن تعلق الأمر بذاتهم لكنس المغانم،  أما لو همَّ الأمر عموم الشعب يتظاهرون بوجود خلافات جسيمة تطفو والنزاعات تفور كل يُحَمِّل الآخر مسؤولية معاناة الشعب..الغاية منها إمتصاص نقمة المظلومين ،وهذا ما نلمسه من خلال القرارات التى ( تبصمها ) بين الرفض والإقرار..

عيب وعار يا سادة .. قليل من الخجل والحياء يكفي لتغسلوا ضمائركم...!!!
إذا ذهب الحياء حل البلاء..!!!!!!

                                                           جلال مرقس عبدوكا



59


العراق هو الأول في العالم في كل المجالات..!

                                                                                جلال مرقس عبدوكا / ك2/ 2014

يحكى أن الجاثليق مار(آبا) ، عندما كان منفيا الى أذوربيجان في زمن الملك الفارسي (خوسرو الأول) حوالي سنة (594)م حدث إنشقاق بين – آنو شيروان – وإبنه – آنو شازاد- من أم مسيحية ، وبسبب إختلاق فتنة صاغها بعض المجوس لإيقاع مار آبا فيها تؤدي الى قتله ، هرب مار آبا من منفاه عائدا الى موطنه ، وأثناء مقابلته مع الملك وعن سبب عودته من منفاه دون أمر منه ، قال مار آبا : أريد أيها الملك أن أسأل حبركم مسألة.. قال الملك : افعل..فقال : تصور أيها الملك أن كانونا عليه قدر مملؤءة بالماء تفور وتحتها الحطب والنار تشتعل ، فماذا تقول الماء للقدر ، وماذا تقول القدر للحطب ، وماذا تقول النار للإناء.. ؟! فاحتار الملك وضحك ... بعد بضعة أيام قال لمار آبا : لا يحظر لمجلسنا أعلم منك فهات الجواب ، قال مار آبا : ان الماء تقول للقدر ، أليس الطين الذي عُمِلتِ منه بي قد جُبِل ..؟ ولولاي لما صرتِ قدرا فلمَ تؤذيني .؟! وقالت القدر للحطب ، أليس بالماء نبت شجرك ونمت أغصانك ، فلم صرت تحرقني ومن أجل جورك صرتُ أؤذي الماء الذي به تمت جبلتي ..؟! وقال الحطب للنار ، ليس أحد جار على هؤلاء سواكِ ، لأنكِ تُحَمِّلينا على أن نؤذي آباءنا...

أي مأساة تمر بها هذه الرموز المباركة .؟ كل يشكو حاله من الآخر..فإذا كانت المياه مصدر الحياة على الأرض ، وإذا كان الحطب مصر الطاقة للبشر ، وإذا كانت القِدر من إبداع البشر ومن أجل خدمته ، فأي مصيبة تحل بالإنسان لو حورت وسائل راحته الى مصادر شقائه.؟!

عندما نهتدي بالمغزى العام لما روي ونحوم حول منهجية تفكيك وجدانية وطهارة نفسياتنا (ضمائرنا) ، نكون قد أدركنا أن شطف عار الغسيل ليس بمنأى عن تبرئة الذات والإيقاع بالغير .. ومن البديهيات المسلم بها ، لو إجتمع المال والفساد في حضرة ناعس الضمير سيختل قانون العدل الى أسوأ تصرف، وكل منهم يحث الآخر للإمتزاج معا لأن الوجدان فقد عنصر النزاهة من مكوناته ، فلا غرابة أن يتسابق الفساد للإستحواذ على مقدار ما يطمح به من مكسب إذا لم يكن هناك رادع لكبته ، ولأن المال وفير ويكاد يكون مباحا لمن تفتحت شهيته فالأمر يهون، لأن عملية تقسيم الغنيمة ستتم بمعيار الوزن الشخصي .

في كل المنافسات العالمية نحن في المراتب المتقدمة دوما ، ونطمح أن نكون الأول..اليكم الميادين التي أحرزنا فيها هذه الأوسمة...

بلدنا المشهور عالميا ببلاد النهرين يخترقانه طوليا وبمياه غزيرة تجري بأمان دون إزعاجها بإنشاء مشاريع زراعية أو صناعية لئلا تتلوث بيئتنا...كم نحن أوفياء تجاه هبة الرب...؟!! نمشط شعر المياه كي تسري على كتفي العروسة وتتبختر بسحر إسترسال خريرها..

وبلدنا هو الأول في إستيراد الخضراوات والفواكه الطازجة من عدة مناشيء ، ولأننا
 حريصون على راحة الفلاحين بعدم إنشغالهم في أمور تافهة كفلاحة الأرض مثلا ، فارتأت الحكومة أن تحولهم الى جوالين يحصون أبعاد الشوارع طوعا ، تضامنا مع جيش الخريجين.

وبلدنا هو الأول في إستهلاك السيارات عن طريق تفجيرها كي نرفد أسواقنا بأحدث الموديلات ، لأننا نملك مخزونا إضافيا من الوقود ، وخشية نفاذ صلاحية إستخدامه(اكسباير) كان لابد من تكثيف عمليات التفجير لنعوضها بالجديد..

وبلدنا هو الأول في عدد الحروب التي خاضها مع (المتمردين) في الداخل أو مع (المعتدين) من الخارج ، كذلك في عدد المتبرعين بأطرافهم من (الأرجل والأيادي) للكلاب السائبة من أجل تدريبها بالمهام البوايسية وهي تقوم بشم ولعط المارة لكشف الإرهابين بعد فشل الأجهزة المستوردة ..

وبأسف نقول أننا تأخرنا وتخلينا عن المرتبة الأولى في عدد التلاميذ الذين إستاءوا من الجلوس على المقاعد المتهرئة وفي هذه البنايات المدرسية القديمة، لكننا نعدكم بأن المنافسة على أشدها بيننا وبين الصومال ويجب أن نفوز بالمرتبة أيا كانت التضحيات...

وبلدنا والى وقت قريب كان الأول في عدد سكانه الذين تركوا ديارهم من أجل النزهة الممنهجة سواء في الخارج أو الداخل ، لكن لسوء حظنا قد خسرنا المركز لصالح سوريا بعد أن نالت دعم أشقائها..

وبلدنا هو الأول في منح الهبات للكسالى المنحدرين من أصول.......!! لنكسب المناصرين المجاهدين ، طالما أن هذه المكرمات لا تؤثر على موجودات مخزوننا...

أما المسميات الأخرى لمنح المكرمات يمكن حصرها في الحملة الإعلامية العالمية حول إجراء تجارب على بعض العمليات الجراحية  (المستعصية). مثلا ، الباوسير، آلام الأسنان المزمن ، سوء الهضم ، إزالة القباحة – التجميل- وأخيرا فتح الشهية ، تجرى في أرقى الدول ، فمن يتبرع بجسده لإجراء هكذا تجارب (ويعرض نفسه للخطر ) تدفع له جزية بضعف فاتورة العلاج ... ويدخل اسمه في سجل الرواد ، ألا ينبغي المتبرع من المسؤولين أن ينال  الإحترام والتقدير الخيالي من خزينة الباشوات .؟! ولا نستغرب من إرسال قوائم المتبرعين من البرلمان لإجراء هذه التجارب المخيفة عليهم ...؟ أستر يا رب...!!!

ألا يحق لنا أن نقاضي (موسوعة غينس العالمية) لأنها لم تدرج اسم بلدنا في صدر قائمتها بالرغم من تبوئنا لهذا العدد من المراتب العليا في مختلف المجالات..!!؟؟

كم كنا نتمنى لو أن بلدنا كان فقيرا يشحذ من المارة خلف الحدود ، لَكان المسؤولون أطهر وأنقى مما هم فيه من إنحراف...

 لم لا نخنق آبارنا كي تَكُفَّ عن قيء الإغراء المفسد حتى نبرر أسباب كثافة طابور المتقاعدين في البنوك لإستلام بضعة دنانير.. بينما المسؤولون يقفون في طابور حول الآبار ليتقاسموا السحت الحرام ، وبهذا الأسلوب الحضاري في السرقة يكونون في منجى من التُهم الباطلة لأنهم يلجأون الى العدالة البرلمانية في توزيع الغنائم من المصدر ذاته  ..

إذن لا يجب تبرئة ذمة المال ، لأنه هو المتهم الأول حسب نظرية التوازن ، أي أن كلما زاد المال في كفة يقل وزن الضمير في الكفة الأخري من الميزان .
 


60
البترودولار = النزاع على المتنازع                             

 جلال مرقس عبدوكا/ ك2/2014

إذا كانت الطائفية والمذهبية والعشائرية هي المغذي الرئيسي لتشتيت المكون السكاني للبلد ، فإن دور سموم بعض التشريعات (المنحازة)هو الأفعل في تغذية وتجديد وتشديد التفرقة وصولا الى حد التناحر...
نورد هنا على سبيل المثال بعض هذه التشريعات ...

1 - قانون الأحزاب ربما يكون المفتاح لكل المعضلات لو تم إقراره. (بالمشمش).   2 - قانون النفط والغاز هو الآخر متشابكة أساليب حله لأمر في غاية الأحزاب...  3- المناطق المتنازع عليها ربما تكون الضلع الآخر وليس الأخير لهندسة كيفية تفكيك الشعب الى كتل متنازعة يستبعد إيجاد حدود جغرافية مرضية لكل محافظة .. 4 - وقانون البترودولار قد لا يكون في ذيل قائمة المنبوذات ولكنه لا ينقص وزنه في شحذ الهمم لكسب أكبر مورد مالي مما يستخرج من باطنها أو يصدر عبر منافذها ..كل هذه القوانين تندرج في أحقية من يجب أن يتولاها .؟ هل لمركزية الدولة أم سلطة الأقاليم أم مجالس المحافظات صلاحيات إدارتها..!؟

في هذا النقاش المقتضب سأركز على الفقرتين الأخيرتين لإرتباطهما ببعض ..

لازالت المادة (140) وبنودها الخاصة بالمناطق المتنازع عليها و( القانون يقر بالنزاع فكيف تحل.؟) لا تزال هذه المناطق تعاني من عدم تثبيت الحدود الجغرافية لها وعائدية المناطق المشتركة بينها...وقد غذَّى تشريع البترودولار هذه النزعة الى ممارسة عدائية وكأن المدينتين الجارتين هما دولتان متنازعتان على الحدود الدولية، مما أدى هذا التشريع الى التزمت بالمواقف من أجل نيل الحصة المقررة من منحة الدولارالنفطية، فلا نستغرب بأن تطالب مدينة ما حد الإستماتة بعائدية ما تشاركها مدينة أخرى بما يحاذي حدودهما إن كانت متخمة بالمخزون النفطي، وستغدو هذه المناطق في حالة مستعصية دون حل جذري لترسيم الحدود بينها حتى لو شرعت من قبل المشرعين.

إن الأنظمة السابقة لعبت دورا خبيثا في تفضيل منطقة على أخرى ومدينة على أخرى ومحافظة على أخرى استنادا الى طائفة وعشيرة الحاكم..هكذا تعامُلٌ مع الشعب أثار حفيظة الجزء المهمش ، وبدأ يبحث عن مبررات- ربما تكون مقنعة الى حد ما- لو اثيرت قد تثمر بجهد ضاغط ، فتم استغلال ما مخزون من ثروات ضمن هذه الرقعة أو تلك أن جزءا منه يجب أن ترثه هي دون منازع، فخرجت وصية الدولار النفطي، فمن لا يملك برميل نفط لا يستحق التكريم لأن الله لم ينعمه بها، فجاء عقاب هذا الشعب من السماء والأرض معا،

كما أن التغيير الديموغرافي الذي جرى قبل أكثر من أربعة عقود قد غذى النعرة التنازعية باستقطاع جزء من هذه المحافظة وأهدائها الى جارتها ضمن عملية قلع جذور الإنتماء وغسل الدماغ..

إن وجود حقل نفطي في مدينة ما هي إلاّ نعمة تباركت بها الطبيعة لكل البلد وليس حصرا للمدينة وحدها ، فعلى الحكام المخلصين الواعين توزيعها الى المحافظات إستنادا الى..
1 – عدد سكان المحافظة .
2 – مدى تعرضها الى الدمار جراء الحروب والإرهاب .
3 – أهميتها من الناحية السياحية .
4 – حاجتها الى المشاريع الخدمية .
5 – تواجد مقومات إقامة مشاريع صناعية متنوعة على أرضها .

لو أدركنا بأهمية وأسبقية هذه المؤشرات تكون الخطط الإستراتيجية قد قطعت شوطا كبيرا في كيفية ومكان  إستثمار ثروتنا ، عندها نخفف المطالبات بالإستحقاق النفطي المستخرج أو المصدر طالما الخير يعم الجميع حسب الحاجة وليس حسب الطلب. لكن مندوبي المدينة المتمثلين في مجلس النواب ، هم الأكثر شدا وتجاذبا نحو تفعيل الأزمة وإستنفار الحسد والحقد بين أكثر من جارتين ..

61
في عرس باهت زُفّت عروسة كوردستان

جلال مرقس عبدوكا / ك/2/ 2014

تعتبر السياحة منظومة متكاملة لإنعاش إقتصاد البلد من جهة ولإعلاء شأنه دوليا من جهة أخرى إذا ما توفرت مستلزماتها ، وتكاد تكون موجودة في معظم محافظات الإقليم من مياة جارية وغابات وأماكن تسلية وطبيعة جغرافية في غاية الجمال لو إستثمرت بخبرة متطورة..
ومن العوامل المساعدة لإزدهار السياحة أيضا، أن يتمتع السائح حيثما يحل  بالأمان والراحة وحرية التصرف بما يليق وجه السياحة ، إن السائح لا يزور بلدا تُصَدُ رغباته المقبولة جملة من الممنوعات بسبب العقيدة أو الدين أو العرف الإجتماعي .. فلو نزعنا رداء التخلف عن مداركنا لجعلنا من ربوع كوردستان قبلة للسياحة العالمية على مدار السنة ، وستكون منطلقا لهدف سياسي يعزز ثقل الرقعة في الساحة الدولية ..
إن شتاءنا يُلَبِّس جبالنا ثوب العرس لعدة أشهر تضاهي جغرافيتها مزالج ما موجود في أكثر الدول تقدما في هذا المجال. ألا ينبهر السائح عندما يرى العين السحرية في جنديان قضاء سوران نموذجا وهي تتفجر بينبوع ماء غزير وبارد جدا ليراها بعد فترة أنها قد جفت لتعاود الجريان ثانية.. وأمثال هذه المناطق الجميلة والأثرية موجودة في كل مناطق كوردستان ، هولير حقا تستحق أن تزين كعروسة ، نأمل أن تحضى بقية بلداتها وآثارها ومؤسساتها السياحية بنفس الرعاية والإهتمام كي يبرز وجه الإقليم كإحدى المراكز السياحية المهمة في العالم...
      وجه السياحة يصقله نظام المرور المتطور، إذ بدون هذا لا تبزغ شمس السياحة.. ولأن عاصمة الإقيم تتمتع بعرسها السياحي العربي هذا العام (2014) فمن الأولى أن يكون إستعدادها لهذا المهرجان العالمي  موازيا لسبب إختيارها الذي جاء إستنادا الى معايير خاصة تؤهلها لنيل هذا التقدير من قبل المجتمع العربي، إن فرصة كهذه لا تعوض ولا يجب أن تزول دون ترك أثر إيجابي لمستقبلها . العين ترتاح للجمال والنفس تطمئن براحة البال ، فالسائح أيا كان ومن أي بلد وأي زمان يبحث عن مصدر التمتع في إستخدام حريته وخاصة في سهولة وسرعة تنقله وترحاله...
نركز في هذه السطور القليلة على نظام المرورالذي يجب أن يخدم حركة السياحة بشكل خاص والبلد بشكل عام.
نظام المرور عندنا يتراوح وببطء في تنظيم السير للمركبات بكافة أنواعها والمشاة والدراجات، شوارعنا وإن وسعنا في طولها وعرضها لا تزال تخطط لمبدأ العبور الجماعي لطابور من المركبات للشارع بكامل مسارات الجانب لمختلف الإتجاهات مما يؤدي الى فوضى في العبور لا تحمد عقباه بسبب تسابق المركبات للإجتياز دون مراعات إتجاهات مسارات الشارع والإلتزام بها، فلا نسغرب لجوء سائق ما الإنتقال من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وبالعكس متخطيا حقوق زملائه من السواق في الإستخدام الأمثل للعبور.
لا أدخل في سلبيات السوق الحرة لتجارة السيارات - أو بالأحرى – لإستيراد السيارات وما تسببه من الإختناقات المرورية في غالبية الشوارع الداخلية للمدينة ، لكن بودي أن أرسم صورة أخرى لشوارعنا علها تؤدي الى إنسيابية سلسة وتخفف من ظاهرة الطوابير المنتظرة في التقاطعات..
لو أمعنا النظر في المخطط رقم [1] لإحدى التقاطعات الرباعية الكبيرة المنتشرة على الشوارع الرئيسة في مختلف أنحاء المدينة ، الشارع مقسم الى قسمين وفي كل قسم أكثر من مسارين محددة الإتجاهات . بإمكاننا تشغيل أكثر من مسار واحد من نفس الخط أو الخطوط الأخرى وفي آن واحد دون وجود عائق لحركة مركبة لأخرى من خط آخر..
لنعيد الدقة في المخطط ٍ[1ٍ] المركبات في المسار رقم (1) في انسيابية مستمرة وهو معمول لدينا بشكل جيد، لكن لو أظفنا مسارالرقم (4) في كل من (ا- ب) الإنطلاق معا ثم نفس الرقم (4) في كل من( ج- د) معا ، ستكون عملية إفراغ الشارع من زخم تواجد السيارات بسيطة وآمنة في نفس الوقت . كذلك بإمكان المسارات المحصورة بين الإتجاهين المحددة بالإستقامة سيرا حصرا في كل من(ا- ب) الإنطلاق معا ثم نفس أرقام المسارات في (ج- د) معا . ربما نصطدم بمشكلة وتتأزم حالة الفوضى المرورية في حال إنقطاع التيارالكهربائي ، والحل يكاد يكمن في إجرائين ،
1-  نصب مصابيح قابلة للشحن في التقاطعات بالإعتماد على الطاقة الشمسية..
2- ربط خطوط الأضوية المرورية بخطوط التغدية الدائمية وما أكثرها.
  لكن يبقى السؤال الأهم مثيرا للجدل هل نحن سواق المركبات مؤهلون لهكذا نظام .؟      على السائق إيا كان مركزه وبدون تحديد المسميات الوظيفية أن يتواجد في المسار المراد اللجوء اليه بمسافة لا تقل عن (50) مترا ولا ينحرف عنه لحظة الإنطلاق إطلاقا.. بهذا النمط في توجيه المسارات سنخفف من طوابير المركبات المنتظرة ، لأن حركة السير مستمرة في أكثر من إتجاهاته الأربعة وفي أكثر من مسار واحد في آن واحد، إلا أن الوعي المروري بشكل عام  سيبقى سيد الشارع ، فإذا تطاول كائن من كان على هكذا نظام ، فللشوارع حرمة وللقانون قدسية وليس أفظل من فرض عقوبات صارمة لحماية الممتلكلت العامة والخاصة.

أبدا بالسؤال الأهم ، هل أعد المسؤولون إنسيابية مرورية سلسة توفر الجهد وتقلل الحوادث وترشد السائح..!؟ السياقة فن تاجه الأخلاق ثم الوعي المروري ، والأخير ما وجد إلاّ لخدمة الناس أولا ثم المركبة وصاحبها .. هو دليل يرشد السائق ما عليه من واجبات لضمان أمن وسلامة المواطنين وإطاعة الأنظمة والقوانين ، وما له من حقوق يتمتع بها وفق المعطيات المقبولة..بإمكاني القول أن النظام المروري لدينا لا زال في طور النمو ولكنه متخلف قياسا بما هو متبع في الدول المتقدمة من تخطيط الشوارع وتطبيق الأنظمة التي لا تسمح بالتطاول عليها من أي من كان ومهما كانت مكانته ، وشوارعنا مباحة المسارات لكل المخالفات قد نراها هينة ، لكن بعرف القانون تسجل مخالفة ،
يجب ألآّ نشبك أيدينا خلف ظهورنا .. إن كنا عاجزين عن العمل الجاد فلا يجب  أن يغلبنا العجز عن التفكير ، ربما ملحوظة بسيطة تفجر فينا بركان العمل..
لنعد ثانية الى المخطط رقم [4] الذي هو خاص للطرق الخارجىة التي يتفرع منها مسار فرعي وخاصة بالجهة المعاكسة لخط السير .. لو أراد السائق الولوج الى الشارع الفرعي , عليه أن ينحرف نحو اليمين بقوس يتراوح قطره حوالي (50) مترا تاركا الشارع مفتوحا للسيارات التي خلفه وينتظر خلو الشارع من الجانبين ثم يعبر بسلام..أو إنشاء جسر معلق  لمثل هذه الحالاات.
والمخطط رقم [3] هو الآخر مخصص للطرق الخارجية التي يصعب التوسع في عرضها إما لأسباب فنية - منطقة جيلية صخرية شديدة الإنحدار- مثلا، أو لأسباب إقتصادية، وهي عملية ذكية جدا لمستها في إحدى الدول التي زرتها ، يستحق الخط الذي يقسم الشارع الى (3) مسارات فقط  بتسميته بالخط السحري ، تارة يفسح الطريق لمسارين في إتجاه واحد وبمسار واحد للإتجاه الآخر ولمسافة لا تتجاوز(5) كيلومترات ، ثم يبدأ الخط السحري بالزحف نحو الجانب الآخر يضيق المسافة على ذي المسارين فيتحول الى مسار واحد فاسحا المجال للجانب الآخر ليتحول الى مسارين ولنفس المسافة ، هذا التحول هو لأجل الإجتياز فقط وليس لعبة- الميكانو-..
يبقى المخطط رقم [2] وما أحوجنا اليه وخاصة في الأزقة والشوارع الداخلية ذات المسار الواحد وبإتجاهين متعاكسين، يتم وضع مرءآت أو أي قرص مصقول في الركن المشرف على المسار يعكس رؤية الخطين للقادمين من الجانبين دون لجوء السائق الى إستخدام منبه الصوت أو الرمش الضوئى..
لا زلنا في كيفية العبور الأمثل للمركبات.. لكن كيف تحل الإختناقات في الشوارع الداخلية للمدينة ..؟ الحل الأمثل وعلى مدى سنين قادمة ستخفف الأزمة بإنشاء جسور عملاقة معلقة للنقل السريع تطوف في فضاء المدينة التي تحتاج الى ميزانية مكلفة والى خبرة خاصة ، أطرحها كفكرة قابلة للتنفيذ في كل المدن الكبيرة وفي أربيل على وجه التحديد ، فلو أقمنا أحد هذه الجسور طرفه عند المنطقة الصناعية الشمالية على طريق مصيف صلاح الدين  ونهايته عند كلية الهندسة طريق كركوك ، والجسر الثاني يربط طريق كويسنجق عند ماجدي مول بطريق الموصل دوارة (100) مترعلى أن تتفرع منها وإليها شوارع للتغذية والتصريف، ستمتص هذه الجسور زخم الإزدحام داخل المدينة بشكل ملحوظ ، إظافة الى إعطاء جمالية خاصة للتطور العمراني للبلدة..
من الضروري جدا إستخدام وسائل الإعلام المرئية والبوسترات والجداريات لحث السواح وإرشادهم الى المرافق السياحية في المدينة والإقليم على حد سواء..
تبدأ الدول في تقنين أساليب النقل وإحدى هذه الوسائل هي خطوط السكك الحديدية لربط المدن ببعضها لنقل المسافرين والبضائع كي تخفف من إستخدام المركبات الخاصة المكلفة،  تُرى متى ترى مصايفنا قطارا يقل المصطافين من كل الأقوام والجنسيات..؟!
أما الخط الكهربائي الناقل – تليفريك – فهو الأرخص وهو الأروع في التمتع بجمال الجو وطبيعة كوردستان الساحرة من فوق قمم الجبال فيما لو ربطت ببعضها .والحديث عن الأنفاق ربما سيكون الأروع عندما ينتهي العمل منها وقد بدأ الجهد الهندسي منذ قرابة السنة التي ستخدم سهولة وسرعة الإنتقال..
 



62


سيدي المسؤول... لو تفضلت اقرأ ما يلي رجاءأً...

جلال مرقس عبدوكا

كتب الكثيرون من قبلي ، وسيكتبون من بعدي أكثر حول المراكز القيادية والمسؤولين الكبار في الدولة وعن آدائهم الوظيفي ..لأننا نحملهم وزر تخلف البلد وتقهقره ، وكأنهم آفة إبتلى بها الشعب ...!

لا يا إخوان ليس وحدهم هم السبب ..! سامحوني لو غيرت حديثي بإتجاه آخر وباسلوب موازٍ..

تعلمنا في المدارس ونحن صغار ( القرش الأبيض لليوم الأسود ). من أجل ماذا يفني الشباب زهرة شبابهم .؟ أليس لإنعاش خريف عمرهم.؟ فما الفرق لو تحول القرش الى أحمر أو الى – قرش وحش - .؟ المسؤولون وزملاؤهم البرلمانيون كذلك تعبوا وتحملوا المشقات ليسهروا ( لا تسألوني أين كانت سهراتهم ) شاكرين لهم التضحيات والمتاعب الجمة من أجل تفسير جدالاتنا العقيمة حول مدى جدوى ما نسطره من إنفعالات غير مبررة تجاه ما يبذلونه ، ويتحملون قساوتنا ومشاكستنا لمنهجية مداركهم التي ربما لم نرتقِ الى مبتغاهم بسبب هشاشة وضحالة تفكيرنا ..

نشكركم يا سادة.. لأنكم كنتم الكشّاف أين يجب أن يكمن موضع آمالنا وأمانينا ..؟ شكرا لكم من عمق نكباتنا التي تستنجد بالمخلص ، أين أنت من المآسي والمسيئين .؟ بالحق والحقيقة نزف لكم بشرى فوزكم بعد أن حورتم القسم بشرف الذين لا يستحق تسميتهم أنكم أحفادهم الميامين في كل مجالات النعمة المسلوبة .. ليتنا أنعمتمونا بما ترونه أنعم من مقدار حبة فول مما وفرتموه ولا نحسدكم لأننا إخوة ، أنتم في السراء ونحن في الضراء. أنتم السادة وأنتم ثروتها ، وأنكم القادة الكبرياء ، ولا منزلة تغير مما تستحقون من سخط الفقراء المنحوسين.. هنيئا لكم ، ليس لتعبكم ، لكن لما جنيتموه وتستحقون الأطنان والإطناب لأن مهنة الجوع قد فارقتكم وولت دون رجعة والحمد لرب الخزائن الفائضة .. ليس ذنبكم بما آل اليكم من كرم .! حاشا أن تهرولوا خلف حفنة بخسة من المال ، لكن بما أن الخميرة في خزائننا قد أفسدت عجينتها فتكدست وفاضت ، لا بد من يضحي بالغالي والنفيس من أجل إنقاذ بنوكنا من الإنفجار، فكنتم السباقون والمضحون الأوائل لإنقاذها من التلف ( لقد نسيت اسم المصرف الذي أودعتموه المال ) شكرا لأمانتكم وكنتم خيرة الشطار والأذكياء حينما ذكَّيتم وطيس الحماسة في سباق لم الكنوز في سلاّتكم ..

إن مسلككم المستقيم - وليس السقيم – كان دليل وعيكم لعلاج فواجعنا ، أبعدكم ربكم عن كل مكروه الإثم وأدخلكم نعيم المزهريات وطقوس الجحود، لأن مقامكم أرفع وأسمى من أبراج الفلك ورابيات الدرك ،


 هنيئا لكم إستحقاقاتكم من حانات بلدنا التي يجب أن تفوق بارات أعرق الملاهي والمراقص في كل العالم باستثناء الشرق الهابط من متعة ساحرة لإفراغ شحنات أتعابكم ..

سادتنا .. نحن حريصون على راحتكم ، وراحة بالكم من راحة جيوبنا الخاوية.. لا تقلقوا على المستقبل الزائف ، سنجني لأنفسنا سيئاته ولكم مباهجه لأنكم أهل لكل مُيَسِّرة تغتنموها بألفة واسترخاء الضمير الذي لا يزال يغفو منذ زمن بسبب ألإعياء في تسييس مساره .. هكذا نقيم جهودكم .. حاشا أن يغريكم مال ذو أصفار قليلة ، لأنها لا تؤازر طموحاتكم ، فأنتم أصحاب المقام وأشراف المراتب العليا...كونوا معنا لما بعد نهاية نيسان القادم...!!

جلال مرقس عبدوكا / شباط 2014



63




    ألا يكفي أن نقضم أصابعنا ندما ..!!!؟؟

إذا كان للندامة أصبع يتوجب عضها كلما لمسنا تجاوزا يطغي على آمالنا وأمنياتنا لأننا نلطخها لتنصيب مرشحينا ، فإننا سنرى أنفسنا بعد حين أننا فقدنا جميع أصابعنا بما فيها الأرجل، بسبب جسامة وكبر المعضلات والنكبات التي تلاحقنا من لدن مسؤولينا ، لأننا لم نتعظ ولم نعتبر من مصدر مآسينا المجحفة بحقنا ، ومرد ذلك هو قصر تصورنا من جهة، وإنخداعنا بالشعوذات والشعارات المزيفة التي يطلقها الفاسدون من أجل تزيين قباحاتهم ، باعتبارهم النخبة الواعية التي يمكن الوثوق بها ، كالشحاذ يسترحم المارة بحفنة من المال  يستلطفوننا ، كونها تجاوزت سلبياتها الماضية، وانها بصدد تقليص مسافة البؤس حولنا لو أعدنا الثقة بها من جديد أثناء الإنتخابات..

 ومع إقتراب كل جولة إنتخابية جديدة تطل من على الشاشات لمختلف الفضائيات برامج حوارية مع المسؤولين تثير عواطف الناس، بأن الوقت قد حان لإقصاء المارقين في الفساد من واجهة المسؤولية، ولسان حالهم يقول ، لابد من أخطاء ترافق العمل والذي لا يعمل هو من لا يخطأ، وقد أفادتنا التجربة السابقة لنتجاوز أخطاءنا.. وكأن بركاتهم قد أنزلت من السماء علينا، وعلينا جميعا التبرك بها عساها أن تجبل فينا روح التسامح ناسينا أو متناسينا حجم معاناتنا من هذه الزمرة التي أفتيناها بالتسلط على رقابنا.

نتأسف أننا ننخدع بالكلام المبطن المعسول ، ولم نعد نتذكر آخر الأصابع التي أذيناها لنجيز للديناصورات أن تلتهم أصواتنا ونعيد كَرَّة العذابات من جديد تغزو مباهجنا، وهكذا نتحمل الجزء الأكبر من مشقة الحياة بإنحيازنا تجاه الديكتاتوريات (الطائفية، العشائرية، المذهبية، الحزبية الضيقة ) وتعود نفس الوجوه والعقول دون تغيير إلا في الزينة المزيفة ..

أما تعبنا من اللهاث خلف التسميات المقيتة التي هي دون شك سبب تفرقة الشعب الى شُعبٍ مهزوزة.؟!

متى يستيقظ فينا الضمير والقيم الرفيعة كي نرتقي الى مستوى المسؤولية الواعية في فرز الصالح من الطالح..؟! الى متى نُسَلِّم حياتنا للواقع المر المنكر..؟!

إذا كنا لا نملك عصا موسى للتغيير، فمن المؤكد أننا نملك الإرادة الحرة والعقل الراجح لو تملكنا زمام أمورنا بمحض إرادتنا دون الإنجرار خلف المسميات..


أي غباء نعيشه عندما نثق بشخص يخون أمانته وضميره وقسمه ، بأنه الشخص الملائم للخدمة كي نُزَكّيه..؟؟!!!!

يظن البعض من هؤلاء أن البلد وما فيه من خيرات وعقول وحقول مناجم ما هي إلآ أكشاك خاصة تستثمر على هواهم..

قلما نتذكر وعلى مدى عمر البلد منذ قرن تقريبا ، أن سارقا حتى للمال الخاص كان بمأمن من الملاحقة والعقوبة، وكان الخزي والعار يلاحقه وهو خجلان بدرجة ما... لكن السارق للمال العام في الوقت الحاضر يصول ويجول متباهيا بالبطولات التي أنجزها،  وبالكميات التي إستحوذ عليها في وضح النهار وكأن القانون ما هو إلا سطور غبية عقيمة الإجراء تجاهه..!

أي عصر من الفساد نعيشه..!! أي لقمة حرام تتذوقونها يا سادة السراق..!! أي قبر سيضم تفاهاتكم المخزية يا ......!!!

كمعادلة لِتَساوي الطرفين ، من لا يحترم قدسية الله ، لا يخشى القانون = لا يخلص لتربة وطنه ..

إذن لنتذكر أن موعد الإنتخابات يقترب من نهاية الموعد ، بنفس السرعة علينا الإبعاد عن المغازلات الزائفة ، لئلا نعض أصابع أطفالنا في المهد وأجدادنا في القبور أيضا ، لذا نقول وبصريح المنطق والمثل المشهور - جيف السمكة مبعثه الرأس-


جلال مرقس عبدوكا

64
بين جذوة الحسم وجدوى القسم

( لابد أن يدخل بها )



حينما يتراءى لامريء ما أن لا مناص من التعثر لنيل مكسب مبتذل ولا يراهن طاقته ،لأنه غير ملزم لإبراز جل مخزونه،  بما أفرغه من جوف عباءته  طالما لم يتذمر أو يصده أحد عن ذلك، وكأنه في حقل مهجور يزخر بالمطيبات، لهكذا نماذج نقول عساهم أن يتذكروا، أن الفرح بالنجاح يتأكد بقيمته وليس بمقداره..فالذي يخسر حبة ضمير لا يلقى التعويض بها في كل المتاجر، وتبقى الكمية ناقصة في وجدانه والى يوم الحساب، إلا أن خسارة المادة سهلة التعويض وبأضعاف شريطة التزام نقاوة المسلك..

لأن للموضوع صلة بالبرلمان ونقاشاته –التقويضية- نقول لأي برلماني عراقي، عندما تريد أن تكون بطلا وتكون في الصورة دائما، عليك أن تعتقد وتؤكد بأعمالك الطيبة المنتجة بأنك الأحسن والأفضل، وبخلافه فالخسارة جسيمة تطال الشرف والعرض..

لعنوان الموضوع صلة ب –الإجتهادات و الإجراءات-

عندما تتسع للبرلماني فرص الإجتهادات –وما أكثرها- قد يتيه في مغرياتها متناسيا تبعات القسم القانوني الروحية، لأن المنهجية في تفسير الإجراء تجيز له التنصل عن إلتزاماتها كونها غير رادعة يمكن تعويضها بشعوذات تشريعية، وهكذا تلعب الإجتهادات بعجالة على محاور عدة لنيل أكبر قدر من المكاسب والمعطيات، وعليه قبل أن يحزم حقائبه حسم مشروع النهب لصالحه بإقرار قانون التقاعد المشؤوم.

 كيف السبيل الى خلق جهاز رادع لإيقاف موجة الجهد الذاتي المؤجج لإيقاف السطو المفضوح ،والحفاظ على ما تبقى من الكياسة والأناقة لسمعة برلماننا الذي ذيل قائمة أسوأ البرلمانات أداءا..

ربما أن معظم البرلمانيين قد آمنوا بالمثل القائل- حدِّث الناس عن نفسك سيستمعون لك ، حدِّثهم عن أنفسهم سيحبونك – لا أحد ينكر أن كل فضائية عندما تستضيف برلمانيا (وفي الغالب تكون الضيافة مفبركة) لا يخرج الحوار عن مظلومية الشعب وأنه بحاجة الى رعاية واهتمام أكثر، وعلى الدولة واجب توفير الخدمات الضرورية له ...وقائمة الإحتياجات تأخذ مديات عديدة بين اليسر والعسر ...كأننا نعيش في عالم آخر نتجاهل خططهم ولم نختبر ضمائرهم..لا يا سيدي البرلماني ،إن كنت بهذه الدرجة من الإخلاص لشعبك ماذا قدمت خلال الجولة الدسمة من خدمة لشعبك باستثناء حاشيتك.؟ وما هي التشريعات الحيوية التي شرعتها وهي بتماس مباشر مع البلد والوطن.؟ وكم من المقصرين وبختهم لسوء أدائهم.؟ تقول فرجينا وهي إختصاصية في حل مشاكل الأسرة ( نحن نحتاج الى-4- ضمّات مملوءة بالحب و-8- لصيانة كيان الأسرة و-12- للنمو...)لا نطمح الى هذا العدد من الضمّات،لأننا لسنا بحاجة الى حضن دافيء بقدر حاجتنا الى عقل راجح..تصرفوا بالضمّات لموائدكم .

أما الجزء الثاني من عنوان الموضوع –جدوى القسم-

لنناقش أخي القاريء مازحين وباسلوب ساخر- أو سمِّه ما شئت – حول القسم.

أن كان في ذهن المشرع في أية دولة ولأية مؤسسة،أن القسم ضروري كي يلتزم المسؤول البارز بمفردات ما أقسم عليه، وأن للمقسوم به قدسية لا يغتفر من يتجاوز حدوده، نكون قد أسلمنا بواجب القسم..لكن يبدو أن حضرات البرلمانيين تجاوزوا محنة الخوف من شبح قدسية القسم، لأن الله غفور رحيم، وأن بإمكانهم ترضية رب العالمين بمغريات أخرى كي يخفف أو يزيل بالكامل تأثير القسم حتى عن حاشيتهم، وإلآ كيف بلمحة بصر إنحرف مؤشر الإخلاص عكسيا وبات من يسير على منواله يعتبر من الأبطال في إنتهاز الفرص.؟!

ضمن دعوة موجهة الى الشحاذين لغرض الإستفتاء لدعم مشروع مساعدة الفقراء من البرلمانيين .. أن يخصص كل شحاذ على مستوى البلد إيراد يوم يدخل في الحساب الجاري لكل برلمان حسب الحاجة. والغرض من ذلك كي نحمي خزينة البلد من عيون الحاسدين.

سيدي البرلماني ، هل قاموسك يحوي أقدس وأنبل وأنقى من رب العالمين ومن كتبه كي تجانبه وتتخلى عن قسمك..من المؤكد أنك سمعت وقرأت عن محاكمة شخص بسبب كذبة تستر بها عن أمر ما ، إذن ماذا يكون قصاص من يكذب على الله ويتستر تحت غطاء التأويل.؟!

ولكي ينقذ نفسه من كشف أمره في التصويت لموضوع ما، يلجأ الى التغيب عن حضور هكذا جلسات، لكن بإجراء تشريعي قضائي ملزم التنفيذ تحل هذه الإشكالات، بحسم من الراتب نسبة مؤثرة عن كل غياب، فإذا تجاوزت عدد الغيابات عن (3) جلسات عمدا يحرم من إستحقاق الراتب لذلك الشهر، وفي المحصلة النهائية لو تجاوزت الغيابات طيلة الدورة الواحدة (4) سنوات عن (100) يوم يمنح (1/4) الراتب التقاعدي المستحق إن لم يكن موظفا ، رحمة بأسرته ، ويعود الى راتب وظيفته إن كان موظفا..

لذا من الأرجح، ولأننا تعودنا على عدم خشية القسم ، ألآ يمكن أن نصوغ من بعض بنود القانون حكما قاطعا بمحاسبة من أفسدت أعماله قيمة قسمه، وربما تأخذ مجراها لو تتبعنا قوة الحجة المرافقة لها - أكرر، من باب المزحة البريئة ألج في النص الشرعي للقسم.

على مفوضية النزاهة والإنتخابات تزويد الراغبين بالترشيح بإستمارة تتضمن معلومات شخصية عن المرشح ،إن كان أعزبا أو متزوجا وللجنسن معا، بذكر أسم الزوج أو الزوجة والعمر، وعلى الأعزب ذكر أسم الوالدة .. لحد هذه السطور يبدو الأمر طبيعيا ، لكن الغرابة تكمن عند إعلان النتائج

. على الفائزين وأثناء آداء القسم إحضار الزوجات والأزواج والأمهات لتلك المراسيم كشهود على ذويهم لمحاسبتهم إذا نقضوا قسمهم الذي يتضمن في مقدمته ( أقسم بالطلاق المبين.......الخ) بالنسبة للمتزوجين والمتزوجات، ولغيرهم يتضمن (أقسم بشرف وعرض أمي.....الخ). عقاب المخالفين مرهون ببنود الشريعة بالتطليق القسري ليدخل مصيدة عادل إمام (ينصر دينك...لا بد أن أدخل بها) فيما لو ندم وتاب..! أو يحرم من دفء الحضن الزوجية، ويعتبر فاسقا منبوذا لدى أفراد أسرته.. إنه عقاب يدخل في عداد نصوص الدراما بحلة جديدة، لكن كيف يتسنى لنا كشف اسماء المصوتين.؟ و لأننا متخلفون في أمور النزاهة، لابد من إجراء يدلينا كالآتي...

يجب أن يتم التصويت بطريقة فردية بإتباع أسلوب تسلسل الحروف الهجائية برفع الأيدي وبصوت جهوري ..لسنا هنا من أجل إثارة النزاعات داخل الأسرة إلآ من باب صيانة قدسية العلاقة الزوجية حسب الشريعة... وبهذا الأسلوب المأساوي نكف عن ذرف الدموع على مصير البلد من غطرسة وبطش الفاسدين لأن سيف الزوجية أفتك وأسرع قصاصا من عدالة الرب..!

جلال مرقس عبدوكا

65
وأخيرا فاز منتخب البرلمان على النزاهة بضربات مجحفة


كي نذوق طعم هذه الوجبة الدسمة، أضيف اليها قليلا من المطيبات الساخرة من أجل الخروج عن المألوف ، لأن ما سُطّرتْ حوله هي أكثر بكثير مما سأتناوله..وكل ما أرجوه أن تروق مذاقكم..

قد لا يصدق أن للبرلمان فريق مدرب لتمرير أهدافه بغفلة من الرأي العراقي العام ..لا بل أن له أكثر من فريق يلعب في ميدان المكاسب لإقتناص الفرص للصالح الخاص، وأن تغطيته الإعلامية المدسوسة هي التي تمول المناولات العابرة من فوق رؤوس المتفرجين البؤساء بالمراوغة والإحتيال ،بأن الأهداف التي تحرز في كل جولة ما هي إلآ نتيجة الجهد التدريبي المتواصل لحث المأجورين لإخماد مشاعر المغفلين البسطاء..وأن خشونة المتفرجين وزيف المتظاهرين بإلغاء بعض الأهداف ما هي إلا رعونة وسخافة..!

إن رفس البرلماني لإي مقترح من الخلف لا ينبغي للحكم أن يشهر بوجهه بطاقة التأديب،لأن الرفس حسب تفسير البرلماني هو جزء مصاحب للعب ..ماذا جنى سخط المتفرجين من سوء آداء الفريق..؟ ألم تصرخ بملء الحناجر..ألم تعتصم في الميادين والساحات نازفة الدموع والدماء.؟! ألم ترفع شعارات ولافتات تندد وتدين المنتخب والمدرب والمسؤولين بأن يرتقوا لمستوى المسؤولية في تقديم الخدمات.؟

لنعد الى سير الحدث... إذا كان البرلمانيون أصحاب التشريع وإليهم تنسب الصياغة القانونية، ألم يتذكروا نص ما قسموا به.؟ إذا كان البرلمانيون –وكما كانت نواياهم- أن لا مصلحة فوق مصالحهم ، أو بالأحرى ، لا أحدا ينتظر خيرا يسحب من بين أصابعهم ما دام مفتاح الفرج بأيديهم..ألا يقودنا هذا الكلام بأن لا لأية جهة الطعن فيما يشرعونه حتى لو طالت المظالم عموم الشعب..أليس من الضرورة أن التحكم بمصير الأمة إيجاد منفذ لسن قانون النقض لأي تشريع –مهزلة- يهضم حقوق الشعب.؟ كيف مارس البرلمان حق الفيتو ضد قرار المحكمة الفدرالية بخصوص الرواتب التقاعدية للرؤساء وأعضاء البرلمان.؟بينما كان من المنتظر من الفدرالية إسكات الصوت النشاز..

بما أن المنتخب البرلماني الحالي هو فريق قناص ، فاستغل ما تبقى من أيام معدودة من فرص النهب فشرع بما يروق له..حقا إن هكذا برلمان هو بر لأمان وسلامة منتسبيه لا غير، فهل نتّعض ونعضّ أصبع الندامة بأن لخيارنا القادم ألف حساب وحساب..


جلال مرقس عبدوكا

66
المنبر الحر / هل يورث المجد..؟
« في: 09:46 03/02/2014  »
هل يورث المجد ..؟

المجد على الصعيد الشخصي أو الأممي لا يتأتى عبر التأريخ لينتقل وراثيا عبر الأجيال . بمعنى هل أن سليل الماضى المشرق سيبقى مشرقا رغم الظروف التي أحاطته والنكبات التي أصابته،  أو أن سليل المراكز الدنيا سيبقى متدنيا بموقعه لأنه مصدر إنتمائه رغم الإنتعاش والرقي الذي ناله بفضل إنتهاجه السليم في تجاوز المحن والإنتكاسات..؟ لو كان الأمر كذلك لسلمنا الى إستحالة التوازن بين الرغبة والإمكانية، وهي حالة يخضع لها المستسلمون البائسون أن لا جدوى من تجاوز حدود موطئنا، ولا شأن بالإجتهادات والإبداعات للإنتقال من حالة الدنيا الى الرقي، ويسري الحال كذلك نزولا نحو الإنحطاط إذا تشبثنا بعرق الأمجاد دون الإنبعاث المستمر نحو الأمام..

قرأنا الكثير ونسمع الأكثر كلما نتحدث عن ماضينا التليد بأننا أحفاد كذا وكذا أبطال سطروا التاريخ بالأمجاد والزهو – مع كل الفخر والإعتزاز بدورهم المشرف – هذا التذكار لا يسعفنا بالحفاظ على تلك الحقبة بنفس الشموخ إذا لم نستلهم من أفكارهم وأعمالهم في تخصيب عقولنا في حياتنا اليومية..يقول آينشتين : تقدر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة حريته من سيطرة ذاته -. فإذا أفلتت ذاته من سيطرته ستنحرف بإتجاهات متباينة، بعضها تقوده نحو الضياع والإنحطاط ، وبعضها نحو الشهرة والسمو حسب تعامل كل فئة مع حالة ما،   وبمقدار تغيير النظرة الذاتية ستتغير الشخصية والسلوك... من هذا المنطلق يقاس مدى التجاوب الشخصي نحو بناء الكيان أو تحطيمه، ويقاس الحال على الدول والشعوب، فكم من دولة بعلمها وجبروتها شاخت وتقطعت الى ولايات ودويلات بفعل النظرة الذاتية الخاطئة   وممارساتها اللامنطقية تجاه الغير..

شواهد التاريخ القريب والبعيد يعيد ذاكرته بأشكال داعمة، الإمبراطرية العثمانية حكمت نصف كل من قارتي آسيا وأفريقبا وجزءا كبيرا من أوربا لمدى قرون عديدة، المانيا الهتلرية سيطرت على معظم الدول الأوربية بحروبها الشرسة، وعظمة الإتحاد السوفيتي سابقا كلها نماذج مؤطرة ضمن هذا التوجه..وهي إشعاعات وأمثلة حقيقية بأن المجد في حالة تغيير دائم..نظرة سريعة الى حقبة صدر الإسلام ، بعد قرون من توسيع جغرافيتها، كان مستوى العلم في مختلف المجالات في أوج رقيه ونشاطه، لأن نظرة الدولة ونهجها كان لمصلحة هذا التوجه، وما أن تغيرت نظرتها نحو مناهج أخرى تغير مستوى مجدها ، فهل من المنطق والمعقول أن نتباهى بما كنا وننسى واقعنا الحالي وهذا المستوى العلمي المتدني..؟ وماذا تجني شعوبها من هذا التباهي اللآمجدي..؟! وما آلت اليه من تفكيك في هيكليتها حتى وصلت الى أدنى درجة ،وتاريخ الخليج العربي قبل قرن أو أقل كان مبعث الرثاء لأن المستوى المعيشي ما كان يتعدى حياة البداوة وتربية الإبل..لكن ما أن تغييرت النظرة الذاتية لقادتها لمستقبل حياة نحو الأفضل تغير الوضع الإجمالي لنمط الحياة بما فيها عقلية الإنسان والبنى التحتية للبلد، فبدأت الحضارة تدخل اليه من أوسع أبوابها ..هل تتباهى شعوب المنطقة بحياة البداوة أم بما آلت اليه الآن..؟

لنأخذ مثالا آخر من التخلف ونقارنه بوضعه الحالي..
أمريكا ذات النفوذ الأوسع في العالم في شتى المجالات، كيف كانت قبل خمسة قرون مضت .؟ سكانها الأصليون كانوا يمتهنون تربية المواشي والزراعة، هل بقدرة قادر حلموا فاستفاقوا ورأوا أنفسهم بما هم عليه الآن.؟ أم كان ثمرة تغيير النظرة والفكر سواء من لدن الشعب أو من الكفاءآت المهاجرة اليها .؟

إذا كان التمجد بالماضي مجرد تذكير مرحلة معينة من التأريخ ، فلا نظن أنه يستحق التوقف والتأمل به إذا لم يصاحبه الإعتبار من دروسه لنضيف اليه مقامات أخرى من التطور.!!

كل الدول التي إكتوت بنار الحروب قديما وحديثا، خرجت بدمار شمل الأرض والبشر..هل باقتصادها المتدهور، أم بنبذ فكرة العراقة والتعالي ونفخ الريش كان سندها في اليقضة والنهوض بمهام جسام لإنتشال البلد من مأساته..؟!

تقدم الأمم لا يقاس بمعيار ماضيها، بل بمدى تأثيرها وتفاعلها في الوسط الدولي وبما تقدم من خدمات لشعبها ..

بلدنا الحبيب(كان) من أوائل الأقطار التي إبتكرت الكتابة وتشريع قوانين تنظيم حياة الشعب، إهتم بميادين التعليم وبرزت إختصاصات في الرياضيات والطب والفلك ، واهتم بتطوير الزراعة بفتح الترع وبناء أسس الدولة المدنية..عندما نتذكر هذا المجد العظيم ،هل نزيح القليل من مأساة الشعب .؟كفاكم من تلطيخ رموزنا بأنكم أحفاد كذا وكذا أبطال  إن لم تعيدوا مجدهم بصيغة أروع.؟!

حاشا أن يتشرفوا ببنوتكم لئلا تشمئز نقاوة سيرتهم...


جلال مرقس

67
مأزق الفن في عنكاوا

جلال مرقس عبدوكا

عندما نتحدث عن الكم الهائل من المثقفين ورواد الثقافة في بلدتنا – ونخص هنا الثقافة الفنية – نكون قد وضعنا أنفسنا وبلدتنا منزلة الحسد نظراً لما يحملون من بصمات شاخصة وشهادات إختصاصية وخبرة جيدة في مجال الفن المسرحي بكل ملحقاته، بحيث  يحق لهم أن يتنافسوا مع أقرانهم على مستوى الإقليم.

لكن – وربما هذه الـ (لكن) ستحملنا الكثير من الأقاويل المتناقضة لو حاولنا الوقوف على الحقيقة المرة لهذا المأزق العصيب، ويكاد الخروج منه بسلامة الرأس صعب المنال لأننا لا زلنا نتمسك بأمورنا الشخصية أكثر فأكثر..

عند هذا الحد وجب علينا نزع رداء الحسد لأن المخبوءات وما تحويها من نوايا قد لا ننجو من الغفران لو تمادينا في تجاهلنا بأن مصير الفن في عنكاوا سيواجه المخاطر، والخاسر الأكبر يكون المتعصب عندما يتخيل أن ايمانه الشديد يجعل من رأيه الأرجح نحو الصواب، والخسارة الجسيمة ستشل العمل الفني بكل ملحقاته، لذا على من يرى الإخلاص في وعيه لفنه أن يتجاوب لما نطرحه وقد طرحناه مرات ومرات بغية تجاوز عتبة الأزمات بألاّ نجعل من الفن غنيمة نتسابق للحصول على أكبر منفعة منه.

لا يا زملائي وأحبتي .. بالقدر الذي تحترم فنك عليك التقرب ممن يحمل رايته والكل يدا بيد لرفع شموخها.. عنكاوا التي ما برح القاصي والداني بسماعه عنها وعن طيبة شعبها حتى تحولت الى مرصد لإحتضان النازحين الآتين من كل المدن والأديان في البلد بسبب الوضع الأمني المزري هناك، هي نفسها التي قدمت قبل (40) عاما – من الآتي - وبإمكانات متواضعة لكن بخبرة عظيمة، ولا يزال هذا العرض يثار كلما يحتدم النقاش سخونة بين الفنانين بأن المقدرة متوفرة لكن فرص إبرازها تخنقها تلاطم الحزازيات...

في عنكاوا تتلاعب في ميدان الفن(4) أربع فرق مجازة قانونياً وتحظى بدعم مادي ولم تصل في ذروة نشاطها الى ما كان إبان السبعينيات من رقي، باستثناء فرقة (شمشا) لفترة ما عند بداية تأسيسها قبل (15) عاما كأول فرقة أبدت نشاطاً ملحوظاً خدمت مجال عملها بكل ثقة واقتدار، وقد لمّت تحت خيمتها خيرة أهل الفن وهم النخبة المميزة على مستوى المحافظة... إلا أن التجاذبات سرعان ما فكت عرى التلاحم بين منتسبيها فتحولت الى شذر مذر، ولا زالت الفرقة تعمل بتواضع وهي الآن في بئس أحوالها شأنها شأن بقية الفرق التي باتت جسداً لا تحركه إلا رياح الخصوصية حسنة كل سنة ..

أين دور هذه الفرق المسرحية في خلق جمهور مسرحي؟ قد يقال أن قاعة العرض أحيانا لا تسع لحشود المشاهدين وهذا صحيح ، لكن مع جزيل تقديري لهم، أن غالبيتهم هم من خارج  الوسط الفني ويفتقرون الى أبسط المفردات المرافقة للعرض من إنارة وحركة الجسد أو بقية المؤثرات، وكل ما إستمتعوا به هو قهقهات الضحك على المشاهد الفكاهية وقد لا تخرج من السوقية المبتذلة.

هل أبدت أكثر من فرقة إستعدادها لإنتاج وتقديم عرض مشترك مع فرق أخرى كي نسجلها بادرة طيبة من أجل التقارب ، باستثناء عرض مسرحية – حياكا د كجلثا – (حكة الصلعة)  التي قدمت على خشبة مسرح أور قبل أكثر من سنة ومن تأليف كاتب هذه السطور، حيث شاركت (3) فرق في الإنتاج والتمثيل، وكان لنا رأي في خطة الإخراج

لماذا سلخت خيرة الفنانين وشاح الفن الذي تزينت به حينا من الزمن .؟ هل يمارس العمل الفني من خلال إدارة الفرقة فقط.؟ أم أن ميدانه شاسع واسع يلبي طموح من يحرص على وضوح مسيرته.؟ لكل هؤلاء نوجه دعوة صادقة بضرورة مراجعة ذاتية للعمل الجاد لإنتشال الجهد الفني من مأزقه..ولا نظن أن من في عروقه تسيل نسمات زخات المسرح حصرا، يمتلك أعصاب السكوت والتفرج لما يراه، وكأن ماضيه المشرف كان نزوة لا غير..!!!

من المؤسف أن نلجأ الى إخفاء عيوبنا لأنها سرعان ما تفضح للآخرين، بالرغم من المحاولات العديدة لإقناع الأطراف المفترقة بضرورة التقارب لم نلمس الاستجابة من أي طرف بما في ذلك المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، وتُركتْ شأن هذه المؤسسات تنخرها النزاعات والتباعد بحجة قانونية الفرق، وكأن المديرية تجني من شرفتها موضعاً لتتودد نحوها كي تنال سبق التعاطف، مع علمي اليقين بأن ليس للمديرية حق فرض الرأي عليها، لكن أليس لها الحق بمطالبتها لتنفيذ برنامجها الذي من أجله تأسست ، كأن تطلب بعرض مسرحي واحد في كل موسم على أقل تقدير، وطموح المديرية يجب أن يفوق هذا العدد.

العظمة ليست بما تعتقد، بل بما تقدم، فلا يحبذ أن يستحوذ المخرج على مجمل مفردات العرض من نص وإخراج وتمثيل ومؤثرات وألحان ..الخ، وكأن البلدة قد خلت من هذه الكوادر..

لنتعرج قليلاً نحو الجانب المالي للفرق، كلها دون تمييز مخصص لها ميزانية شهرية تأتيها بركات من الدولة أو من جهات أخرى وتتحمل أيضا نفقات ايجار مقراتها وتخصيصات اخرى لنتاجاتها .. سؤال نطرحه أمام المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، أليس من واجب المديرية إن لم يكن مهنياً فمن باب تجميع الطاقات ، أن تعمل جاهدة لتوحيد هذه الفرق طالما أن الهدف هو خدمة الفن بكافة أبعاده وملحقاته كي ننقذ تشتت الكوادر في أروقة التنافرات؟ أولا، ثم الترشيد في صرف المالية .. حتما ستتوج الأعمال الجماعية بنتاجات وإبداعات لو توحدت الصفوف .

أمنية نرجوها بملىء عواطفنا أن تتجه النوايا نحو لمة المواهب والخبرات في إطار التفوق والتجديد ..

يقول الفيلسوف لاوتسو – من يفهم الناس فهو حكيم، ومن يفهم نفسه فهو متفتح الذهن - لذا اكرر المقولة، تجنب التعصب لرأيك بأن ايمانك الشديد يجعلك أصوب رأياً..!!


صفحات: [1]