ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: مسعود هرمز النوفلي في 10:56 21/11/2009

العنوان: دُعاة القومية الكلدانية والمجلس الشعبي الى أين ؟
أرسل بواسطة: مسعود هرمز النوفلي في 10:56 21/11/2009
دُعاة القومية الكلدانية والمجلس الشعبي الى أين ؟
تقول موسوعة ويكيبيديا بأن حضارات العالم قبل نهاية القرن الثامن عشر قد بُنيت على أسس دينية ولم يكُن هناك مفهوم القومية كما هو معمول به حالياً ، وبعد ذلك التاريخ وفي بداية القرن التاسع عشر تم تكوين وانشاء دول على اساس الهوية القومية بعد بزوغ ثلاث نظريات في العالم لمفهوم القومية وهي :
1- القومية على اساس وحدة اللغة ، مثال المانيا وايطاليا ،
2- القومية على اساس العيش المشترك أي وحدة الأرادة الشعبية ، مثال ما طرحه المفكر الفرنسي أرنست رينان واضع مفهوم الأمة في السوربون عام 1882 والذي اضاف الى الأرادة المشتركة في العيش عُنصري التاريخ والتراث .
3- القومية على اساس الوحدة الأقتصادية ، مثال ماركس .
لقد نشأ مفهوم النزعة القومية للمرة الأولى في ايطاليا عام 1835  من قبل الزعيم السياسي الأيطالي ماتزيني بحسب موسوعة ويكيبيديا ، حيث قال "  إن القومية هى انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شريطة أن يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة في أرض هذا الوطن " ، بعد ذلك أضاف الألمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة العامة النابعة من اللغة ووحدة التأثير الروحي الديني في المجتمع ومن ثم جاء ماركس وأضاف وحدة السوق الأقتصادية والتكوين النفسي .
عندما نُقارن نحن المسيحيين هذه المفاهيم مع بعضها البعض نستنتج ما يأتي :
1- نستطيع ربط مفاهيم النظريات الثلاث بالنسبة الى الآشوريين بصورة سريعة وشاملة وذلك لتوفر أغلب ما جاء به المُفكرين من وحدة اللغة والتاريخ والتراث والأرادة والعنصر المهم جداً هو الأرض لأنه كما نعلم بأن أغلب القرى المسيحية في الشمال كانت آشورية فعندما يطلب أي حزب أو تجمع سياسي بذلك فانه سيكون على حق بناءً على كل المعطيات التاريخية والجغرافية والسُكانية .
2- عند ربط المفاهيم الثلاثة بالنسبة الى الكلدان ستتضح لنا مُشكلة كبيرة جداً لا يُمكن حلّها أبداً مهما عملنا وطالبنا والسبب هو الأرض ، هل يستطيع الكلدان أن يُبرهنوا لشعبهم وللعالم بأن أرضهم هي ضمن الحدود التي يرغبون بها ؟ إذا كان الجواب بنعم فإنهم بالتأكيد سيقولون بأن كرمليس وتلكيف وتللسقف والقوش وعنكاوا وبعض القرى الأخرى كانت كلدانية ! بالرغم من ان نفوس تلكيف حالياً ليسوا بمسيحيين وغالبية شعبنا السورايا يعلم جيداً تاريخ تلكيف والقوش وتللسقف وغيرها وكيف كانت الأمبراطورية الآشورية الحاكمة في الشمال وكيف كانت كنيسة المشرق الوحيدة تقريباً في الساحة الى يوم تأسيس البطريركية الكلدانية من قبل أحد الباباوات الراحلين الى السماء ، من هنا فمن العدالة واحقاق الحق وإعادته الى نصابه يجب ان تأتي القومية الآشورية في المطلب الأول والأخير في الدستور ولكن شعبنا لا يرضى بالتفريق والأنشقاق والخراب وهو مُتحمّس الى الوحدة بين الأخوة بغض النظر عن الأسم القومي المُركب الموجود حالياً وهو المؤقت الى يوم الأتفاق النهائي لأسم واحد يجمع الكل مهما كان هذا الأسم ، عند خلق الأسم سيكون لنا اسماً قومياً يشمل الجميع من السريان الآشوريين الكلدان ولا يكون اعتراض عليه ، بالأسم الجديد ستتحقق غالبية الشروط التي جاءت بها النظريات الثلاث للقومية أعلاه .
3- من حق الكلدان إذا رغبوا باسم خاص بهم فقط إدراج ذلك في كل دساتير العالم ولكن عليهم أن يحسبوا الف مليون حساب لكي يقولوا لكل من يُؤمن بأنه كلداني بأن أرضك هي بجوار الحلة في بابل والناصرية والديوانية وغيرها من الأراضي التي كان يحكمها نبوخذنصر! ، يجب ان نكون واقعيين ولا نطير في السماء بدون اجنحة ، أين هي أرضكم أيها الأخوة الكلدان ؟ ان ارضكم ليست بعددكم وليست في قُرى نينوى الآشورية أبداً ، أرضكم معروفة للجميع ولا تستطيعون الأقتراب منها أو المطالبة بها الى أبد الآبدين هذا إذا كانت لكم إثباتات وبراهين بأنكم كلدان حقاً ضمن التسلسل الوثائقي الذي يعود الى الكلدة ، الكثير من الكلدان الحاليين جاء اليهم اللقب بالوراثة ولا ننسى أن القسم منهم كانوا آراميين وكانوا آشوريين وكانوا سريان من جماعة مار يعقوب وكانوا وكانوا ، البعض من الكلدان انهزموا من جنوب العراق ولجأوا الى شمالهِ والقسم الآخر ذهب الى سوريا والى تركيا والى قبرص واليونان والى اماكن أخرى .
4- أبحثوا أيها الأخوة الكلدان الى ما يجمع الأمة ، أمة السورايي بأي اسم يكون قبل فواة الأوان ولا تتعالون لأن كما قال لنا قبل أيام أحد الأخوة سيأتي يوم ويقولون لكم ان أرضكم ليست في سهل نينوى ، هذه الأرض ليست ارض كلدانية كما تدعون ، تفضلوا وأذهبوا الى أرضكم التاريخية التي تتكلمون عنها ، وعندها يكون خراب البيت والله يرحم الراحمين .
5- لقد جاءت المسيحية كبُشرى عامة لحياة البشر على الكرة الأرضية بدون التفريق بين الجنس واللون والعنصر والقوم ، هذه البُشرى لا تعطي تفضيلاً أو امتيازاً لشعب مُختار عن الآخر ، انتشرت تعاليم السماء بسرعة بين اليهود والقبائل المتواجدة بالقرب من فلسطين وسوريا والسعودية ومصر ومن ثم بدأت الأنتشار تدريجياً نحو العراق وتركيا والدول الأخرى ولكل أقاصي الكون ، لقد أصبحت الديانة المسيحية أممية بهذا المعنى من التوسع ولا يجوز حصرها في بقعة معينة من الأرض ، ان دعاة القومية يُحاولون دائماً النيل من القوميات الأخرى والأنتقاص منها بحجج مُختلفة ، منها بأنهم الأصل وأنهم أهل الشريعة وأنهم أهل القانون وأنهم أهل الحضارة وأنهم الذين علّموا البشرية القراءة والكتابة وغير ذلك من الكلمات المتعالية على الآخرين من أجل غاية واحدة وهي النيل من الآخرين والبرهان والأثبات بأنهم القوم الأول ونقطة البداية في نشوء الكون ومنهم انطلق كل شئ والآخرين يجب أن يصبحوا خدماً لهم !! هذا التعالي يتناقض تماماً مع تعاليم الرب له المجد التي تدعونا الى التواضع والوداعة .
6- أي انسان في أي بلد يجب أن يكون مُخلصاً لوطنهِ في كل شئ مهما كانت قوميتهِ . وكل انسان ينظر الى بني قومهِ بالفخر والأعتزاز ويكون دائماً المُضحّي والمُتفاني من أجل القريب والصديق مهما كانت قوميته ولونه وشكله وهذه هي الوطنية التي يجب ان يحب ابناء وطنه كما يحب الوطن .
7- كل مُؤمن بيسوع المسيح ينظر الى أخوتهِ من السريان والكلدان والآشوريين والأرمن بعين الرضى والوفاق والحُب العذري لأنه يؤمن بأن الجميع اخوته بالأيمان وبتطبيق تعاليم السماء من خلال الكتاب المقدس .
من هنا فان المؤمن المسيحي ينظر الى أبناء وطنه من خلال ايمانه بالمبادئ والعدل والمساواة في اتجاهين مُترابطين لا ينفصلان وهما الأيمان المسيحي كمسيحي والأيمان بالوطنية كوطني مُخلص . أما إذا تم تجزئة الشعب الى قوميات ، عندها سيكون لنا ثلاثة اتجاهات والتي هي الأيمان والقومية والوطنية . عندها يجب على المسيحي أن يكون متوازناً في كل أعماله وتصرفاته لكي تصب خدمتهِ في وعاء واحد يخدم الأيمان والقومية والوطنية بدون أن يميل الى اتجاه واحد فقط . على الأنسان المسيحي المؤمن بالقومية أن ينظر من خلال ايمانه الى الوحدة مع اخوته بالأيمان قبل النظر الى المصالح القومية لأن الأيمان بالرب يسوع هو الأهم من كل شئ آخر ولهذا علينا أن نضع نصب أعيُننا بأننا مسيحيين قبل أن نكون قوميين وكل ما يُفرّقنا ويُبعدنا عن البعض الآخر نضعه في سلّة المهملات حتى لا ننظر اليه ونُفكّر بهِ لكي لا ننجرف باتجاهات لا تخدم الشعب والمصير الواحد .
8- لو نُقارن حالنا الآن مع أجدادنا في الماضي سنرى بأن كل شئ مُختلف تماماً عن الماضي ، من حيث الأيمان واللغة والعادات والسكن وحتى الملابس والتصرفات اليومية ، كل شئ تغيّر ولكن يبدو ان العقلية عند البعض لن ولم تتغير مع شديد الأسف ، وعندما نعود الى الأسباب نراها تافهة ومتعالية وأحياناً يغلبها التعصب والكراسي والمال الذي هو السبب الرئيسي في تشتتنا وتفرقتنا كنسياً وشعبياً ، ما نُلاحظه الآن عند البعض من العلمانيين وبعضاً من رجال الدين من اكتشافات بخصوص القومية لغايات وأهداف لا تمُت الى المسيحية بصلة لا وبل بدأت تتطور الى أمور خطيرة هدّامة تؤدي الى تهديم البيت الواحد وتفليش كل ما بناه أجدادنا في الوحدة من اجل كنيسة مشرقية واحدة وشعباً مسيحياً واحداً ، المطلوب من عندنا الآن التفاوض مع أصحاب القرار في الدولة بسن قوانين تخدم حياتنا الأيمانية السماوية ولا نطلب الأرضيات الزائلة ، فمثلاً نطلب التساوي في كل الحقوق التي نحن مغبونين بها ، منها : عطلة الأحد للمسيحي وعطلة ايام الأعياد بنفس عدد ايام الأعياد للمسلمين والأهم عندنا هو التعليم الميسحي في المدارس اسوة بالآخرين وفي جميع المدارس التي يتواجد فيها أبناء شعبنا وكذلك تدريس لغتنا الآرامية السريانية للطلبة المسيحيين ولا ننسى قوانين الجنسية والمحاكم والقسام الشرعي والأرث وغير ذلك ، فبدلاً من أن نُطالب بالقومية الفلانية التي قد ينتمي اليها ابن البصرة وابن الناصرية وابن الموصل وغيرها من مختلف الأديان علينا المُطالبة بما هو لنا فقط وليس لحقوق غيرنا من الأخوة في الوطن ، العرب لهم كل حقوقهم والأكراد كذلك وبقي المسيحيين وبعض الأقليات الأخرى ، فلماذا لا نُطالب بحقوقنا الكاملة في جميع مؤسسات الدولة ؟
9- الأخوة الكلدان أين هي قوميتكم ؟ القومية التي تطلبونها سيكون بضمنها العربي الكلداني والفارسي الكلداني واليهودي الكلداني والمسيحي الكلداني وغيرهم ، فهل تترجون أن تتوحدون في يوم من الأيام وأنتم بهكذا مجموعة غير مُتجانسة من البشر ؟ لماذا لا تبحثون عما يوحدكم بصورة أعمق فكرياً من حيث الأيمان الواحد واللغة الواحدة والتاريخ الواحد وغيرها من الأمور الهامة جداً ؟
الأخوة الأعزاء من المسؤولين العلمانيين والدينيين ، عندما تكتبون أحياناً في المواقع عن الفكر القومي التعصبي فانكُم بذلك تضعون المسيح خلف ظهوركُم وخاصة عند التحدث عن الأمجاد والشرائع والتراث في عراقنا القديم ، إنكُم تعملون ذلك بتعمُد من أجل القضاء على كل ما جاء بهِ رب المجد ، إن أغلب كتاباتكم توحي للكثيرين بأنكم لا تُعيرون للأيمان أهمية تُذكر ، انكم دُعاة القومية فقط وللأسف بدأت أهدافكم تتضح يوماً بعد يوم في سبيل القضاء على الأيمان المسيحي وأعتباره من المخلفات والخرافات ، أنتم تعلمون بأن الفكر القومي قد نشأ حديثاً وغايته الرئيسية التوجه نحو الرابطة القومية بعيداً عن الدين ، بعبارة اخرى فان الدين يصبح عندكم ثانوياً وليس أساسياً بحجة أن القومية تجمع أناس من اديان مختلفة ولهذا يحاول الكلداني المتعصب أن يقول بان الكلدانية هي دينه وليس غير ذلك .
10- الأخوة الأعزاء في المجلس الشعبي وخارجه أين أنتم ؟  كم يتمنى المسيحي اليوم أن تكونوا جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً كما كُنتُم قبل أكثر من سنتين ، لا تتسرعون في اتخاذ القرارات التي تندمون عليها ، المثل يقول " الحق يعلو ولا يُعلى عليه " ، أحياناً نهدم كل ما بنيناه بقرار غير مدروس وخاصة عند الأنفعالات والغضب ، كل انسان يخطأ وعندما يعود الى قدرته العقلية يتعجب من القرار الذي اتخذه في حالة من الحالات ، عندها يقوم بتحليل المشكلة ودراسة المُسببات وبعد ذلك يستنتج بأنه كان على خطأ ويجب عليه العدول عن القرار الذي بدر منه وعندما يعترف بالخطأ مع صاحبه يبدأ العناق وتبدأ أواصر المحبة الأخوية الصادقة أفضل بكثير من سابقتها ، الآمال التي بُنيت والتي أفرحت الكثيرين لا تجعلوها تتهدم وتنتكس ، بل حاولوا اعمار الجسور التي تهدمت وبسرعة لكي تُعيدون الفرحة لأخوتكم ، لا يوجد انسان يملك الحقيقة كلها والتعصب الى أمر ما يُعتبر الخروج عن الطريق ، المُناقشة بمحبة تقودكم حتماً الى الأنتصار على مرض التعصب ، لتكُن المُصارحة وكشف الأخطاء بقلوب مفتوحة وبطُرق واضحة ، يجب أن لا نسمح بالأفكار العقيمة التي تقودنا الى الطرق المسدودة ومن الشجاعة أن نعترف بأخطائنا مهما كانت كبيرة أو صغيرة وكما يقول المثل " الأعتراف بالخطأ فضيلة " ، حافظوا على المحبة بينكم مثل ما تُحافظون على عيونكم وعندما تتخذون قراراتكم الصائبة سوف تُعيدون الفرحة لأخوتكم وتُبعدون عنهم الأحزان والآلام التي صدمت وجوههم بالأنسحابات والتكتلات ، اليوم يومكم بالتعبير عن الوحدة مهما غلت التضحيات حتى لو عُدنا عن القرارات التي لا تخدم المصلحة العليا ، وبعد هذا ليعمل الجميع بأخلاص ومحبة كما أرادها الله وعندها سنكون أوفياء وقدوة الى شعبنا الذي ينتظر منكم لم الشمل واكرر لم الشمل وشكراً .
11- وختاماً أكرر ما اقوله للأخوة الكلدان اعلمونا أرضكُم وحدودها قبل أن تسألون عن القومية والأفضل للجميع العمل المشترك الأخوي الصريح مهما كانت الأسباب والغايات ، حيث من خلال العمل والمناقشة المشتركة وبرغبات صادقة مع الجميع نصل الى نتائج يفرح بها الشعب المسكين المُتلهّف الى الوحدة كنسياً وشعبياً ، المطلوب من الآن المشاركة في إعادة بناء أمة السورايي على الركائز المشتركة والصفات الخلاقة التي يتمتع بها شعبنا الواحد ، أنظروا كيف يتعب أخوتكم في الداخل والمهجر ، القيادة والحل والربط بأيديكم ، قولوا نعم للحل الذي يرضى بهِ الغالبية من شعبنا السوريايي أو السورايي أو آرامايي كلدايي آشورايي أو أي أسم آخر ، شاهدوا أستفتاء قناة عشتار الذي يدعو بالغالبية المطلقة الى وحدة الصف  والرب يوفق الجميع من ذوي الأهداف الجامعة الواحدة وشكرا لمن يقرأ المقالة .
مسعود هرمز النوفلي
20 \10\2009