المحرر موضوع: محنة الاقليات الدينية والاثنية في العراق اليوم  (زيارة 956 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي
محنة الاقليات الدينية والاثنية في العراق اليوم

د.صباح قدوري

تتفاقم يوما بعد اليوم الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق نحو الاسوا. وتتصاعد فيه موجات العنف والجرائم الارهابية المنظمة ، والتي تشارك فيها كل من تنظيم القاعدة ، بقايا ازلآم النظام الديكتاتوري المقبور ، ومجموعة الاسلام السياسي المتطرفة ، و المدعومة من بعض الانظمة الاقليمة ، وعلى راسها النظام الايراني والسوري والسعودي وبعض الدول الخليجية. تمارس هذه المجموعات الارهابية ابشع اساليب العنف والجرائم بحق الشعب العراقي ، وخاصة ضد الاقليات المسيحية والايزيدية والصابئة والشبك . استمرار موجات العنف الطائفي والديني بين المليشيات المسلحة المختلفة ، وذلك بهدف الهيمنة على السلطة والانفراد في ممارسة مزيد من الفساد المالي والاداري ونهب الثروات العامة ، وتكريس سياسة المحاصصة والطائفية والنزعة الشوفينية بين اطياف ومكونات الشعب العراقي ، وفي نهجها لادارة الدولة ، التي تستند اسسها على الافكار الرجعية المتخلفة وتعصب الديني الاعمى والغاء الممارسات الديمقراطية والتعامل مع الاخرين وتاجيج الصراعات بين مكونات الشعب العراقي . في ظل هذا المشهد العنيف والمعقد للحالة العراقية ، تتفاقم اليوم الصراعات والخلافات الفكرية والسياسية بين الاحزاب المشاركة فى العملية السياسية ، التي اخذت على عاتقها مسؤولية ادارة الدولة بعد سقوط الديكتاتورية ، وافاق تطورها المستقبلي للعراق الجديد. تتعمق ازمة قيادة الدولة يوما بعد يوم ،بسبب عجزها في تقديم الحلول الصحيحة لمعالجة الاوضاع الامنية ، استمرار الازمات الاقتصادية في تقديم الخدمات الاساسية في مجالات الكهرباء والماء وشحة السلع الضرورية مع تصاعد المستمر لظاهرة التضخم وتفشي البطالة وتدني الخدمات الصحية والتعليمية مع انهيارات المتعاقبة لما تبقى من البنية التحتية للاقتصاد العراقي المنهار اصلا وفق كل المقايس المعروفة وفي كل فروع منه ، وبذلك اصبح دور هذه الاحزاب ضعيفة جدا ومنشغلة في المشاكل والصراعات الداخلية ، وترك الامور للارهابين بان يفعلوا ما يشأوون بمقدرات الشعب العراقي ، الذي هو الخاسر الوحيد من العملية السياسية الدائرة في العراق بعد الاحتلال. بالامس القريب نفذ الارهابيون ولمرات عديدة جرائم نكراء من القتل والاختطاف وفرض التهجير القسري والاعتداء على الطائفة المسيحية والصابية والشبك وغيرها ، واليوم عادوا مرة اخرى بهجماتهم الجبانة، استهدفت بنات وابناء الطائفة الايزيدية بمجزرة التي تمت يوم 15/8/2007 ،باستخدام تفجير 3-4 سيارات مفخخة في قرى تابعة الى محافظة موصل وبالتحديد في تل عزيز وسيبا شيخدري في قضاء شنكال( سنجار)، والتي يسكنها الاخوة الايزيدية، راح ضحيتها اكثر من 500 ضحية من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ ، ومئات اخرى من الجرحة،وتحويل مساكن اهاليها الطيبين الى أنقاض. وفي وقت قريب ، قتل ايضا منهم اكتر من 20 سخص على طريق الموصل.وحدث ايضا جريمة مماثلة لرجلين من ابناء هذه الطائفة في مدينة كركوك ، ولكن هذه المرة بطريقة (رجم) حتى الموت وليست السيارات المفخخة.ان القائمين على هذه العمليات الاجرامية ، يهدفون الى الابادة الجماعية للاقليات الدينية والقومية التي تهدد وجودهم وبقاءهم في ارضهم التاريخية الاصلية ، ومحاولة ارغامهم اما على الاستسلام والانظمام الى صفوف هؤلاء القتلة والمجرمين ، وهم يرفضون ذلك بالتاكيد، او ترك اماكن سكناهم والالتجاء للتفتيش الى اماكن الهادة في داخل وخارج العراق ، وذلك من اجل البقاء وحماية انفسهم وعوائلهم من هذا الطغيان والارهاب الدموي التي تمارس ضدهم بشكل مستمر ومنظم.ان هؤلاء القتلة والمجرمون ليس لديهم اى قدر من الحس الوطني تجاه العراق ، ولا يمتلكون ذرة من الاخلاق والقيم الانسانية او الدينية ، عملاء بيد الاخرين مخدوعين ومظللين من قبل اسيادهم في تنفيذ هذه العمليات والهجوم الانتحارية ضد الشعب العراقي المجروح ، الذي يعاني منهم ومن المحتلين في ان واحد ، وهو برئ منهم. على الشعب العراقي ان يدين كل الجرائم الارهابية التي تنفذها هؤلاء الخونة والعملاء والمؤجورين واصحاب الضمائر الميته والبعيدين عن كل القيم الانسانية والدينية والحضارية ، وان يقف صفا واحدا للتصدي الى خطط هؤلاء الارهابيين،ويصرخ ويهتف بصوت عالى ، لا للخونة والمجرمين والارهابيين ، بل لوحدة العراق شعبا ووطنا. نحمل الحكومة كامل المسؤولية تجاه ما يجري من الاوضاع الماساوية في العراق اليوم، ونطالب بحماية الاقليات والطوائف الدينية والقومية من هذا الارهاب المسلط على رقاب الشعب العراقي وانقاذه من محنته هذه ، مع تامين ضمان كامل حقوقهم المشروعة ، ومحاسبة المشاركين والمنفذين لهذه العمليات الارهابية الدنيئة ، وتقديمهم الى العدالة لينالوا عقابهم العادل.تقديم كل العون والمساعدات الفورية اللازمة وبالتعاون مع الادارة الفيدرالية في اقليم كردستان العراق للمجروحين، ووضع كل الوسائل والمستلزمات اللازمة من النقل والاسعافات والمستشفيات لمعالجتهم ، ومساعدة عوائل الشهداء ماديا ومعنويا من الدفن واقامة مراسيم العزاء في مناطقهم.نعلن تضامننا مع الايزديين وكل ضحايا الارهاب مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وشبك وكل انسان شريف. ونطالب من كل الاحزاب الوطنية والتقدمية في العراق واقليم كردستان العراق ومنظمات المجتمع المدني  والعالمية والعالم باجمعه ، الوقوف مع ماساة شعبنا العراقي الصابر، وتقديم يد العون اليه لتخليصه من براكين الارهاب الدولي والداخلي ومن الاحتلال الذي طال امده، وتفعيل دور منظمات الامم المتحدة في اعادة الاستقرار وبناء الاقتصاد والمجتمع المتحضر لابناء هذا الشعب الجريح.