المحرر موضوع: تعقيب على مقال المعدان قادمون ( لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ) ....  (زيارة 7077 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وداد عبد الزهرة فاخر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 131
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تعقيب على مقال المعدان قادمون
( لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ) ولم َ التهجم على أبو هاشم الجلبي ؟!
وداد فاخر *

تناول الأخ الكاتب محمد حسن الموسوي في مقاله المنشور في صوت العراق بتاريخ 26 . 10 . 2005 كلمة ( المعيدي ) التي كانت ضمن سياق مقاله الأنف الذكر المعنون بـ ( المعدان قادمون ) . وجاء في مقاله ( أما المعيدي فلم أقف على تفسير دقيق علمي على أصل هذه المفردة . من أين وكيف أتت ؟!! ) . وللإجابة عن معنى كلمة ( ’معيدي ) فقد جاء في لسان العرب تفسيرا للمثل الذي يقول ( لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ) ، فقد كان الكسائي يرى التشديد في الدال ، فيقول : بالـ ( المعيدي ) ، ويقول إنما هو تصغير رجل منسوب إلى معد يضرب مثلا لمن خبره’ خير من مرآته ِ . وقال ابن السكيت هو تصغير معدي . لذلك قال الشاعر :
           خلتْ حلومهم ’ عنهم وغَرهم ’ ...........   سن المعيدي في رعي ٍ وتغريب ِ
ويضرب للرجل الذي له صيت وذكر فإذا رايته ازدريت مرآته . وقيل : التمعدد التشظف ، وفي حديث عمر ( اخشوشنوا وتمعددوا ) " من خشونة العيش "  . ومعدي ومعدان اسمان ومعد يكرب اسم مركب من العرب  .
أما الخليل بن احمد الفراهيدي فيقول في " كتاب العين " : والمعيدي رجل من كنانه صغير الجنة عظيم الهيبة ، قال له النعمان : أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ، فذهب مثلا .
ويقول الميداني في " مجمع الأمثال " : المعيدي هو نعت أطلقه النعمان بن المنذر بن ماء السماء اللخمي اليمني أمير المناذرة في الحيرة على  ( ضمرة بن أبي ضمرة ) وكان ضمرة قصير القامة ضئيل الوجه لكنه كان مهابا في قومه ، ولما رآه النعمان بعد أن ذاع صيته ضحك من المفاجأة ، وقال ( تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ) ، فذهبت مثلا بين العرب .
وفي رأيي المتواضع أن سكنة الاهوار ممن يطلق عليهم بـ ( المعدان  ) جاء اسمهم من قسوة الحياة في الأهوار ، وشظف العيش ، ويماثل الاسم حديث عمر السالف الذكر . وتقال عدة روايات عن اصل المعدان وترجح رواية كونهم من بقايا السومريين بسبب من عمر الاهوار الضارب في القدم .
لكن مما أثار عجبي أن ينبري المهندس بهاء صبيح الفيلي وينشر ردا لا علاقة له بموضوع المعدان ، وإنما جاء الحديث عن الألقاب والكنى العراقية في سياق مقال محمد حسن الموسوي ، وبعنوان ( إلى محمد حسن الموسوي ممثل الجلبي ) وفي نفس يوم نشر المقال السابق ، ليتناول الأخ بهاء الفيلي سيرة سياسي عراقي له مكانته ومركزه المرموق ، وتعرض لهجمات كل أعداء العراقيين من الداخل والخارج ، وخاصة العروبيين الذين يريدون بالعراق وأهله سوءا ، وهو أبو هاشم الدكتور احمد الجلبي ووصمه بالتركي . وما اعتراضي إلا لاستخدام نفس نغمة البعث الزائل ، وعبارات العروبيين التي عفي عليها الزمن بعد سقوط نظام الغدر والجريمة في 9 نيسان 2003 ، عندما كان النظام يصنف العراقيين حسب أهوائه والقرب من أفكاره ومؤيديه . فهذا فارسي مجوسي ، وذاك كوردي حاقد ، وهذا أصله إيراني يجب أن يلقى على الحدود هو وعياله كما حدث مع مكون مهم وكبير من مكونات الشعب العراقي ، وأنت واحد منهم وهم الكورد الفيلية .
وقد نسي الأخ بهاء الفيلي قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ، بينما قال شاعرنا نزيل معرة النعمان " أبو العلاء المعري " :
            الناس للناس من بدو ٍ ومن حضر ٍ  ...............   كل لكل وان لم يعرفوا خدم ’
ونحن كعراقيين نطمح جميعا لتأسيس جديد لمفاهيم تنضوي ضمن مفهوم الأمة العراقية الواحدة التي تجمع كل العراقيين على مختلف أطيافهم دون النظر لقوميتهم ودينهم ومذهبهم  ، وإنما بمقدار ما يقدمه كل منهم للآمة العراقية ، وبما يساهم بصورة فعلية في تطوير وطن يجمع العراقيين ولهم فيه كل الحق في توزيع السلطة والثروة والحقوق بصورة متساوية ، ودون تمييز .

آخر المطاف  : أتمنى أن نتخلص من كل العنعنات القومية ، والتمذهب الديني والسياسي المتشدد المبني على الجهل ، وان نغرس في أذهان أجيالنا القادمة ومن الآن كره المصطلحات الفاشية والعنصرية وفكر البعث ، وخاصة ما غرسه البعث الساقط في أذهان البعض من مصطلحات عنصرية مقيتة وتصنيف ظالم لمكونات الشعب العراقي .

* شروكي من حفدة ثورة الزنج وبقايا القرامطة [/b][/size] [/font]