المحرر موضوع: اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم  (زيارة 866 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
كوهر يوحنان عوديش

بعد الهدوء النسبي الذي شعر به ابناء شعبنا في بغداد والموصل الذي كنا نتمنى ان يكون بداية جديدة لعراق جديد يسوده القانون ويعمه السلام، تلقى المسيحيون عامة ضربة موجعة اخرى وهي اختطاف المطران بولس فرج رحو وقتل مرافقيه الثلاثة.

اختطاف رجل دين كبير بمكانة المطران، حتى لو كان الغرض من الخطف الابتزاز والضغط على مراجعنا الدينية واهل المطران المختطف لتلبية مطالب الخاطفين والتي هي المال اولاً واخيراً، يعتبر تهديداً ورسالة واضحة لجميع المسيحيين بترك المدينة وعدم البقاء فيها لان مصيرهم سيكون مشابهاً لمصير المطران ومرافقيه الثلاثة، وفي نفس الوقت رسالة واضحة للحكومة والراقصين على طبولها بأن الامن الذي تتحدث عنه الشخصيات المرموقة في حكومتنا الموقرة ليس سوى تصريح اعلامي حفظه هؤلاء السادة مثل الببغاء ليرددوه على مسامعنا كلما اتيحت لهم الفرصة، هذا اذا استثنينا تورط رجالهم وميليشياتهم التي تقتل وتخطف وتهجر علناً.

لم تكن هذه المرة الاولى التي يتعرض لها رجال ديننا الى عمليات مشابهة من قتل وخطف وتهديد، ولن تكون الاخيرة ما دام يعيش بيننا رجال لا يزال الجهل يطوق عقولهم والافكار البالية والمرقعة تملأ نفوسهم المريضة، لكن لنسأل انفسنا كيف تعاملنا مع الحالات السابقة ؟؟؟ وما هو السبيل الى منع حدوث ذلك مستقبلا ؟؟؟

من المؤكد ان الذي يقتل بدم بارد دون التفكير بالأيتام والأرامل الذين هم من مخلفات عمله الجنوني هذا لا يفكر بالصوم والصلاة او بوجه الله وتعاليم انبيائه، لذلك لن تؤثر الصلوات والدعوات وصرخات الاستغاثة في نفوس حاقدة همها الاول والاخير الوصول الى غايتها ممارسة كل الاساليب لتحقيق اهدافها، ولما كان كان شعبنا يؤمن بالسلام وينبذ العنف اساساً، واقلية بلا ميليشيا تحمي مصالحه ودور عبادته، اضافة الى كونه منقسما على نفسه الى مجموعات وكنائس واحزاب طائفية، بفضل هذا كله مضافاً اليه انعدام القانون والفوضى التي تعم البلاد اصبحنا لقمة سائغة للمجرمين واولاد الجهل واحفاد الظلام الذين تعلموا القتل وتفننوا في التعذيب في كهوف تورا بورا.

مأساة شعبنا ومعاناته ليست من الخطف والقتل والتفجير فقط ، بل هناك اعمال وتصرفات اخرى تزيد الطين بلة ومنها، السكوت على هذه الاعمال ( اقصد بالسكوت الاكتفاء بتصريح اعلامي او بيان او توضيح، وعدم اتخاذ اجراءات اكثر حدة وشدة منها الانسحاب من الحكومة والبرلمان .... ) وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه العامة من ابناء وخاصة الفقراء والمعوزين منهم من قبل المسلطين على رقابنا، فقبل ايام نشر موقع عشتار الالكتروني صورا لعائلة مسيحية ببغداد تعيش في سرداب مظلم !!! وتتكون هذه العائلة من سبعة افراد اكبرهم فتاة عمرها ثمانية عشر عاماً وهي طالبة في الثانوية حيث تتولى امور البيت بعد اختطاف والدها قبل عام ونصف، الصور كانت تتحدث وتقول لكل انسان شريف لا زال ضميره حياً وصاحياً :- نحن ايضاً بشر واطفال ونستحق الحياة !!!

لا اعرف بالضبط تفاصيل عيش هذه العائلة ومواردها ومن يساعدها ( هذا اذا كانت تستلم أية مساعدة أصلا )، لكن المبكي والمحزن ترك مثل العائلة في وسط النار لتدبر امورها وحيدة دون معين، اليس من حق هذه العائلة ان تسأل عن حصتها من المساعدات التي وزعت ظلماً على الاقرباء والاصدقاء او صرفت على الغانيات لقاء ضحكة !!! ماذا سيكون مستقبل هذه العائلة والى من تلجأ ؟؟؟

ربما تكون هذه العائلة والكثير من امثالها، ومعها نحن ايضاً، يائسين من احزابنا القومية وقادتها وممثلينا في الحكومة والبرلمان واخوانهم من الذين يتصرفون بمصيرنا ومساعداتنا ومستقبل اولادنا على هواهم واصحابهم من مسؤولي اللجان ومدراء المنظمات الانسانية الذين يفكرون بكيفية استغلال هذا الظروف الاستثنائية وتكديس الملايين على حساب العوائل الفقيرة والمحتاجة، لكن الم يكن بامكان رجال ديننا الكرام مساعدة هذه العائلة او نقل وابراز معاناتها للمسؤولين الكرام ؟؟؟  

لا اظن بأن افراد - اطفال – هذه العائلة يطمحون بامتلاك الملايين والسكن في القصور والفيلات يحاط بهم الخدم والحراس  ( في الوقت الحالي تحديداً )، لكن يحلمون بسكن لائق وطعام مناسب الذي يمكن توفيره لو غير السيد سكائر مالبورو بسكائر اخرى اقل سعراً ومن نفس النوعية ( بالمناسبة هذا السيد موديل جديد نزل في الساحة السياسية، يمسك علبة السكائر بيد وبالاخرى يتحدث بالموبايل ليظهر سلسلته الذهبية !!! )

كان يمكن مساعدة هذه العائلة بآلاف الطرق كل من طرفه، لكن من يكون الاول ؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش