المحرر موضوع: المؤتمر الآشوري والسيد أدورد أوراها  (زيارة 1576 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Jamil Rafael

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 244
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المؤتمر الآشوري والسيد أدورد أوراها
ــــــــــــــــــ
جميـل روفائيـل
     بدايـة ، أنـا لست من هواة مشاحنات ( الإتجاه المعاكس ) ولا أجـد فائدة في اللجوء إلى ( الديماغوجية ) في التوصل إلى حلول تخص قضايا الشعب الذي ننتمي إليه ، مثـل العبارات التي استخدمها السيد أدورد أوراها في موضوعه ( إلى السيد جميل روفائيل ) المنشور في موقع ( كتابات ) الشهير بتأريخ 20 أيار 2008 ، والتي شكلت قسما كبيرا من مطلع موضوعه وأماكن في متـنه ، وذهب زمانها في استهواء الجماهير واستغلال ميولها والتأثير فيها لغرض استمالتها لقبول رأي مـا وتكوين إتجاه عاطفي .   " ويمكن الإطلاع عليها من خلال الرابط :   
http://www.kitabat.com/i39089.htm

      ولـن أرد بشئ على العبارات التي وردت في رد السيد أدورد أوراها  . . وإنمـا فقط أوضح أمرين : الأول ، أنـا صحافي معروف في أشهر وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمرئية والمسموعة منـذ 38 عـاما ولاأزال حتى اليوم أعمل مسؤولا لمكتب جريدة . . في منطقة البلقان ، ولم أكن أبدا لاجئا في أي دولة ولم أتسـلم مساعدة إطلاقا من أي جهة أو منظمة ووجودي في المنطقة  كان ولا يزال للعمل الصحافي الذي هو مصدر رزقي الوحيد ، ولهـذا لا أملك جواز سـفر لأي دولة في العالم غير الجواز العراقي على رغم وجودي في الخارج  منذ 28 عامـا وقـد  عُـرضت عليّ جوازات دول أوروبية عـدة  ومنها سويسرا عندما كنت ملاحقا من نظام صدام المقيت ولكنني رفضتها ، ولي أوراق تشهد بذلك ، مقـتـنعا بإقاماتي من خلال عملي الصحافي في دول البلقان وتوافر لديّ فـيـزا ( شينغن ) الأوروبية للتـنقل التي أحصل عليها من اليونان حيث أن عملي  يشملها لأنها دولة بلقانية ، وسبب رفضي هو هدفي بالعودة إلى قريتي في سهل نينوى وأمل أن تـتحقق قريبا . .

   وثانيـا ، أنـا لست منتميا إلى أي حزب أو تنظيم سياسي وعلاقتي مع كل  تنظيمات شعبنا داخل العراق جيدة ، ومـا أكتبه في شؤون الشعب الآشوري نابع من نظرتي إلى وضعه الراهن والسبل الواقعية لجمع شمله في منطقة جغرافية واحدة شمال العراق وتمتـعه بحقوقه التي تضمن استمرار وجوده ورسوخه في أرض آبائه وأجداده التي تمكن بدمه وعرق جبينه من الحفاظ عليها وصيانتها ، على رغم الكوارث والمحن عبر عهود الإضطهاد والمآسي التي حلّت به ، وأن يقـرر الصامدون اليوم في هذه الأرض مصيرهم بالشكل الذي يجدونه مناسبا لحياتهم الراهنة ومستقبل أجيالهم من دون تدخل أحد خارج مجاله ، بمـا في ذلك الفريق من شعبه الذي غادر هذه الأرض الكريمة خارج العراق واستقر في بلدان المهجر ، وأقام له ولأولاده وأحفاده  حياة ضمن مجتمعات جديدة .

   ولكي يكون القـراء الأفاضل على بينـة من فقرة موضوعي التي حفزت السيد أدورد أوراها لكتابة ردّه . . أرجو الإطلاع عليها  بالنص كما تـم نشرها في 13 موقعـا ، عـادة أنشر فيها مواضيعـي ، من خلال الرابط أدناه  :

  http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=15906
     وتوضيحـا لما كتبته ، أقول ، أنـا لا خلاف  لي مع أي  فرد من شعبنا الآشوري داخل العراق يؤسس حزبا أو ينضم إلى حزب داخل العراق فهذا حقه وقراره ، وفي الوقت نفسه لا إعتراض لي على أي  شخص يمت بصلات لهذا الشعب ويعيش خارج العراق  في تأسيس حزب خارج العراق أو الإنضمام  إلى حزب خارج العراق فهذا حقه وقراره أيضا . . ولكن الأمر يختلف ويصبح غير مقبول عـندما يشكل البعض من المستقر خارج العراق حزبا ويسمح لنفسه من خلاله  التدخل في شؤون جزء من الشعب العراقي  وتخويل نفسه أمـر البت في قراره ومصيره . . أليس هـذا تدخلا لشخص أو جماعة في أمر لا يعنيهم ما داموا خارجه ؟ وهذا واضح بموضوعي الذي ردّ عليه السيد أوراها  ،  فهل في هـذا الكلام ما يتعارض مع حقيقة أنه لايحق لشخص أصبح غريبا أن يتصرف في الدار التي تخلى عنـها ؟ 

    وأؤكـد ، منافاة مع الحقيقة  ما يدعيه السيد أدورد أوراها ، بأن  " المؤتمر كيان سياسي اشوري عراقي تاسس في العراق و له مقره الدائم في بغداد، ويقوم منتسبين ومؤازرين المؤتمر المتواجدين في العراق بأقامة علاقات ونشاطات سياسية وثقافية واجتماعية لخدمة ابناء شعبنا الاشوري. كما وان تنظيمات ومؤازرين المؤتمر الاشوري العام منتشرين في جميع محافظات العراق " وأجدد تأكيدي بعـدم صحة كل هذا الإدعاء ، وإلاّ ليذكر لنا السيد أدورد عناوين مقرات هذا المؤتمر في بغداد والمحافظات ويورد لنا اسم شخص واحد فقط من كل مقر ؟ وإن عجز وتذرع ، فهذا دليل منه على عدم صحة ما ذكره .

    أمـا طلبكم يا سيد أدورد أوراها لكي أزيد إطلاعي على التركيبة السياسية الآشورية ، فأقول : إن كنت تقصد شيكاغو وغيرها من أماكن إستقرار الذين غادروا ، فلست في حاجة لكي أدوخ رأسي بهذا . .  وإن كنت تقصد الساحة العراقية ، فـأنا أدرى بها  من الذين غادروها نهائيا ، فقد  كنت منذ 1971 أحـد ناشطي النادي الثقافي الآثوري وكاتب في مجلـته ( موردنـا آتـورايا ) وكنت أيضا عضوا فاعلا في الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وعضو هيئة تحرير ( ثـم سكرتير تحرير ) مجلتها ( قـالا سـوريايا ) ومجمع اللغة السريانية وجمعيات واتحادات ونوادي أخرى  لأبناء شعبنا  منـها رئيسا للنادي الجامعي السرياني . . ولهـذا فلا أقبل المزايدة عليّ من شخص أو أشخاص  لا يفكرون حتى بالعودة  إلى أرض آبائهم وأجدادهم  .

   أمـا في شأن إقليم آشور ، فأؤكد أنه  طرح غير واقعي وكلام أجوف مهما تذرعوا  خصوصا إذا جاء من قبل أناس ليس من حقهم هذا التدخل ما داموا لم يعودوا واقعيا من سكان العراق ، لأنه لايستند إلى أساس سليم التطبيق  وهو محاولة من  جماعات  لإثارة الضجة المضرة بالشعب الآشوري داخل العراق  ، من خلال ما يقوله السيد أدورد أوراها بأنهم عملوا (  على إيصاله إلى الأوساط السياسية العراقية والدولية المؤثرة في المعادلة العراقية ) لأن ـ كما تفيد المعلومات ـ أن أحدا من هذه الأوساط لم يجاوبهم ولم يصرح  شيئا في شأن ما أوصلوه ، ما يعني عدم الإهتمام بهذا الهراء وإلقائه في سلة المهملات ، لأن أصحاب هذا المشروع  يريدون إقامته في مناطق لم يعد يسكنها آشوريون . . وأكرر نصيحتي لأصحاب المشروع  أن يطالبوا بإقامته  حيث هم ويريحون أنفسهم ويخلصون الشعب الآشوري المتبقي في العراق من أضرار هذه البلبلـة الوهمية التي لا طائل منـها .

   أمـا المادة 125 من الدستور العراقي ، فقد أوضحت نصها في موضوعي السابق ، وأن تفسيرها وتنفيذها منوط بالجهات العراقية ذات العلاقة ، وكذلك أوضحت المادة 140 الخاصة    بالمناطق المتنازع عليها وهي تعالجها على  مراحل تشمل التطبيع  وإجراء إحصاء سكاني ثـم الإستفتاء  ، ففي داخل العراق توجد آراء متباينة بخصوص كيفية  تطبيقها ولا أريد الدخول في جدال هو من شأن خبراء القانون ، وأنا واثق ممـا قلته في موضوعي السابق  بالنص (  ومـع أنني شخصيا لست من الراضين لاقتصار الحكم الذاتي على سهل نينوى وحـده ، كما يشاع حاليا ، من دون مناطق وبلدات وقرى شعبنا الأخرى ، إلاّ أنه  ليس من الصواب أن أرفض الحكم الذاتي بالمطلق وأهاجمه ، وإنما الصائب أن ألتزم به وأظهر ملاحظاتي في شأنه سـاعيا إلى تصحيحه بما يزيد من فائدته لشـعبنا ، وأظهر وجهة نظري بأن الحكم الذاتي لمنطقة معينة من تجمعات شعبنا سيكون مبتورا أي مفيدا جزئيا وليس عـاما شامل المنفعة  ، ولهذا ينبغي تطويره إلى صيغة أخرى مثل الوحدات الإدارية الذاتية ( الكانتونات ) المنتشرة أوروبيا كحل لقضية الأقليات ، تـشمل كل أماكن تجمعات شعبنا ، متجمعة ومتفرقة ، كبيرة وصغيرة ، وتتمتع كلها  بسلطات ذاتية متساوية الحقوق ، توفر العلاقة بينها جميعا وتضمن  وحدة شعبنا في مجالاته الادارية والثقافية والمشاعر القوميـة .  )  .

     ولكن بوضوح كما قلت في موضوعي السابق أيضا  ( . . . إن الخلط بين الحكم الذاتي والإنضمام إلى إقليم كردستان غير صائب . . . ) صحيح لايوجد في دستور إقليم كردستان إشارة إلى الحكم الذاتي ( لشعبنا ) لأن هذا ليس خيار الكرد وإنما خيار الشعوب التي ترغب فيه ، ومسألة النظر في تعديل دستور إقليم كردستان بهذا الخصوص تتم فيما إذا جرت  الموافقة عليه من قبل الراغبين فيه  . . وإذا كان سادة المؤتمر الآشوري يختزنون ضغائن ضد الكرد لقضايا خاصة بهم أو حوادث أكل الزمان عليها وشرب وصارت  من أمور الماضي بالنسبة لجيلنا الحالي ، فأنا لست مع الفصيل الذي ينظر إلى الوراء ، لأنني دائما أحدق نحو الأمام والمستقبل لما هو في مصلحة شعبنا الآشوري أولا وأخيرا .

   وأمـا في شأن  أن يعلمني السيد أوراها مبدأ المواطنة ، فأقول له : دع معلوماتك هذه لمواطنة أهل المؤتمر الآشوري حيث هم  ، فأنا قانع بما أعرفه عن المواطنة العراقية ، ولعلمك أنا كنت عام 1979 في الولايات المتحدة بمهمة صحافية وعرض علي كثيرون في ديترويت وشيكاغو وسانتييغو البقاء في الولايات المتحدة وحصلت لي إحدى الأخوات العراقيات المقيمات في ديترويت قبولا من إحدى جامعات ديترويت لدراسة الماجستير والدكتوراه في إختصاص التربية وعلم النفس ولم أوافق وقررت الرجوع إلى العراق مؤقتا والإنتقال بعد عام إلى يوغسلافيا للدراسات العليا في العلاقات الدولية والعمل الصحافي أيضا . . هذا للعلم فقط مع امتناني وإحترامي وتقديري لكل المغتربين العراقيين سواء في أميركا أو أنحاء العالم الذين لايتدخلون في الأمور المصيرية الخاصة بأبناء شعبنا الآشوري الصامدين في ديار الآباء والأجداد .

    ونأتي إلى رسالة السيد إيشايا إيشو إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، التي هي المسبب في الموضوع الذي كنّـا كتبناه . . وأقول : إن التهم التي وجهها للسلطات الكردية والبشمركة في رسالته لاتهمني شخصيا لأنها بينه وبين تلك السلطات ، ولكن بالنسبة لي أنا من تللسقف إحدى البلدات الرئيسية في سهل نينوى ، وفي تللسقف توجد مقرات علنية ومعروفة ومفتوحة دائما لأحزاب : الحركة الديمقراطية الآشورية والوطني الآشوري والإتحاد الديمقراطي الكلداني والشيوعي العراقي والديمقراطي الكردستاني ( ولو فتحتم مقرا للمؤتمر الآشوري العام لعمل مثلها من دون إعتراض أحد )  وكل منها يعمل بمبادئه  وبكل حرية  وهي تـتـزاور باستمرار وتتباحث في الأمور التي تهم البلدة والمنطقة . . ولـم أر  خلال زياراتي لتللسقف والبلدات والقرى الأخرى في سهل نينوى ولم أسمع من أحد شكوى بوجود تهديدات من الكردستاني أو أي حزب آخر . . وهل يجوز أن يـروج السيد إيشايا ومن معه في الخارج أمورا عن سهل نينوى وإقليم كردستان من دون المشاهدة  منذ سنوات ؟ 

   ونـرد باختصار على الأمور الخمسة التي طلبها السـيد إيشـايا إيشـو من الأمم المتحدة ( على رغم من عدم وجود له حق قانوني  بعرض نفسه ممثلا لشعبنا الآشوري داخل العراق ، من دون أن يخوله أحد بذلك ، وإذا كان لديه تخويل أو تفويض فليتفضل بنشره ) :
   الفقرة 1 ـ   هل من المعقول المطالبة بإجراء استفتاء في المحافظات العراقية الشمالية ؟ وعلى ماذا يطالب حتى الأكراد باستفتاء فيها ؟ هناك استفتاء واحد فقط بالنسبة لشعبنا يشمل أقضية سهل نينوى ( الشيخان ، تلكيف ، الحمدانية ) وسيتم من قبل كل الساكنين فيها حاليا من الآشوريين ( الكلدان السريان الآشوريين ) والإيزيدية والشبك والعرب وغيرهم ، ونتيجته ستقرر الوضع المستقبلي  لها  ، وليس من حق أحد خارج سكانها التدخل المباشر فيه  .
    الفقرة 2 ـ لماذا ينظر الأمين العام للأمم المتحدة في مطلب المؤتمر الآشوري العام بإقامة إقليم آشوري في شمال العراق ، والأقاليم تقام في منطقة جغرافية مناسبة تسكنها غالبية من شعب واحد ؟ فأين هي المنطقة الجغرافية المناسبة للإقليم في شمال العراق التي تسكنها غالبية آشورية اليوم ؟  ثـم لماذا يا أهل المؤتمر الآشوري تجلسون في أبراجكم الوثيرة في الخارج وتطالبون بأمور لا واقع لها ؟ عودوا إلى دياركم واطلبوا ما شئتم بألف رحب وسـعة .
   الفقرة 3 ـ ليست محافظة نينوى وتوابعها وحدها مرتبطة إداريا بالمركز ، فكل محافظات العراق ( باستثناء دهوك وأربيل والسليمانية ) مرتبطة بالمركز وسيشمل غالبيتها استفتاء في شأن رغبتها  بالإنضمام بينها وتشكيل أقاليم أم لا ، والحق نفسه يسري على سكان سهل نينوى وغيره الذين هـم وحدهم بكل أعراقهم أصحاب الحق بالقرار  .
    الفقرة 4  ـ لا أدري ما هو الضرر إذا كانت محافظة دهوك في السابق أحد الأقضية التابعة إداريا لمحافظة نينوى ، فإن محافظات تكريت والنجف والمثنى ( السماوة ) الحالية كانت في السابق أقضية تابعة لمحافظات أخرى ، فلماذا التعمد في عزل دهوك وحدها ؟
   الفقرة 5 ـ تطالبون إدراج محافظة دهوك ضمن المناطق المتنازع عليها ، على رغم من أن نتيجة أي استفتاء فيها معروفة مسبقا لغلبة السكان الكرد فيها ، فهل هذا طلب معقول ؟

      وأخيرا ، هل يوجد إنسان واقعي يطلب أمرا يعرف مسبقا أنه خاسر فيه ؟ وهل تعتقدون أن بان كي مون سيستجيب لطلبكم من دون استفسار ؟ وماذا سيكون مصير طلبكم والرسالة التي تضمنته غير سلة مهملاته  عندما يقف على الحقيقة ؟ فكروا يا أهل البلبلة قبل إثارة الزوابع في الفناجين الفارغة . . غريب أمركم . . غريب . . ولا حاجة لكي أسترسل في المزيـد .