المحرر موضوع: رسالة لأبناء شعبي في يوم الشهيد  (زيارة 992 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ثائرة شمعون البازي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 132
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة لأبناء شعبي في يوم الشهيد


منذ صغري وأنا استمع لحديث الكبار ولكلمات ترددت كثيرا لم افهم معناها ولا مقصدها كلمات مازالت ترن في اذناي.
بت نهرين, ارضنا , أمتنا , تاريخنا ,أمجادنا وحضارتنا . لم افهم حينها ماتعني...ولكنها زرعت بذرة لشعور عارم في داخلي وأدركت ورغم ذلك العمر البرئ انها تعني الكثير لأهلنا وأحسست من تلك الأصوات التي تنطقها ومن تعابير الوجوه تلك كم كانت هذه الكلمات تعني الكثير.
 ومرت السنين والحديث عنها لم ينقطع بل كثرت القصص والروايات فحديث يسوده الألم عن الشهداء الذين قدموا دماءهم الطاهرة قربانا لهذه الأرض, وقصص مريرة عن من زج بهم في السجون لأنهم نادوا بحقوق أمتهم , وحكايات مخيفة عن من عذب لأنه رفض القيود.
وكبرت وكبر حلمي معي, اذن سيكون لي وطنا وستعود أمجاده وسيحيا تاريخه وسيكون لي بيتا صغيرا جميلا في سفوح جبال كارا أو متين, يحوطه بستانا جميلا لأزرع فيه القداح والجنبد والياسمين وسياجا جميلا ليس من الطابوق بل من الياس والريحان...
ومرت سنوات اخرى وانا انتظر ولم افقد الأمل مادامت هناك روح طيبة , مادامت هناك روح الوطنية , مادام هناك من يستعد للتضحية. وكبرت احلامي وطرت بها للسماء... الى اعالي السماء .
ولكن مرت السنون وبدا الشيب يغطي راسي وماذا ارى اليوم , اصبحنا بدون وطن, وكثرت التسميات لأمتي , وذاك يقول أنا وآخر يقول نحن وتلك الجموع المسكينه التي لا قوة لها.... ضاعت بين أنا.... ونحن وبين هم وأنتم ...
ماذا ارى اليوم؟!   شعبنا تشتت على بقاع الأرض... وأجيال تبرأت من حقها...
وناس نست او تناست تاريخها .
انا اليوم أقف حزينة أمامكم والألم يعتصر قلبي فلم اعد اهتم ان كان لي بيتا في ذلك الوطن ام لا ...
ولا يهمني ذلك البيت الذي حلمت به ولا تلك الحديقة المزهوة بالأزهار. اريد وطنا يجمعني معكم ويحميني لأني تعبت من غربة الطرقات الوعرة.
انا اتألم عندما ارى شعبي يسكت على الحق وأتالم اكثر عندما أرى ذلك المخرب يطيح بحيطان بنائي ولا يجد من يردعه.
أتألم عندما لا اسمع صوتكم يوصل للعالم قصة شهداءنا.
أتألم عندما لا توصلون صوتكم للعالم كيف ضاع حقنا.
أتالم عندما ارىالجميع في الوطن يطالب بحقه وانتم لا.
إذن اين تلك القصص والروايات التي سمعتها من اجدادي واين تلك المطالب التي تنازلنا عنها اين انتم واين نحن وهم من كل ذلك.
أريد ان نصبح يدا واحدة... واريد من السياسي أن ينزل الى الساحات ويحتك بالناس ... واريد من كنيستنا أن تبحث عن الخروف الضال وأن تفي مالله لله ومالقيصر لقيصر,
اريدكم أن تخرجوا وتجمعوا أبناء شعبكم تحت راية واحدة ... بدلا من تحبسوا انفسكم في قصر ملكي بدون مملكة
اريد نفوسنا تخلوا من الأنانية.... واريد ان تردعوا كل من يخرب جدران مؤسساتنا.
واذا كتب لأمتنا يوما ما.....أن  نتنازل لبعضنا...أن نتصافح مع بعضنا ...ففي ذلك اليوم سينام
الشهيد نوما هنيئا وسيعرف ان دماءه لم تذهب سدى.