المحرر موضوع: من يريد " وئد " اللغة الآرامية حية ؟ و لماذا ؟  (زيارة 2086 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يريد " وئد " اللغة الآرامية  حية ؟ و لماذا ؟

    من أهم منجزات الإسلام الإجتماعية هي منعه لتلك العادة القبيحة أقصد بها " وئد البنات " و كانت هذه العادة منتشرة بين العرب في الجاهلية . و كان العرب القدامى و لأسباب أهمها الجهل و الفقر يلجئون الى وئد أي دفن بناتهن و هن حيات! اليوم و بعد حوالي 1500 سنة ، نرى بعض إخوتنا السريان ، يحاولون "دفن " لغتهم الآرامية الأم و هي " حية " ! لقد راعني ما كتب أحد الإخوة - تحت إسم مستعار - حول لغتنا الآرامية إذ كتب لي "الآرامية يا أستاذ تسمية ميتة أو هوية ميتة أو محفوظة في كتب التاريخ ، لأن ليس ثمة من يتحدث بها من بين أفراد شعبنا، ومهما فعلت لن تستطيع أن تبث الحياة فيها ."

 الرابط لمشاهدة  الرد كاملا.

http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=2093

السيد  " عزيز " مخطئ في تحليلاته ، لغتنا الآرامية السريانية هي حية بفضل عدد كبير من السريان الذين يعشقون بالتكلم بها. و بفضل الكتاب و الشعراء الذين يكتبون بها .

أولا - هل اللغة الآرامية هي " سليلة " الأكادية ؟

   أ - يدعي السيد " عزيز " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية، و يدعي أن اللغة الآرامية تفوح منها رائحة الأكادية و هو يدعي" طبعا أقول ذلك وأنا أستند إلى المعاجم المتوفرة لدي التي تعود إلى مؤلفين أجانب وعرب، وبعد مقارنات لغوية مستفيضة " . للأسف الشديد ، السيد " عزيز " لم يذكر أسماء هؤلاء العلماء أو المراجع أو حتى القواميس التي تتكلم عن هذا الموضوع .هنالك دراسة مشهورة جدا للعالم KAUFMAN  عنوانهاThe akkadian influences on Aramaic   يجب الإطلاع عليها قبل المغامرة و الإدعاء أن الآرامية هي " سليلة " الأكادية !

ب-  ليس السيد " عزيز " الوحيد الذي يؤمن بهذه النظرية المشبوهة ، لقد أصدر سيادة المطران جورج صليبا الموقر كتابا حول اللغة السريانية عنوانه " معلم اللغة السريانية ". نلاحظ على الغلاف لوحة فيها تطور كتابة الأبجدية الآرامية ، و في أعلى اللوحة كتابات بالمسمارية الأكدية . نحن لا نعرف إذا كان سيادة المطران صليبا هو صاحب هذه اللوحة ، و لكننا نعرف ، و بكل تأكيد ، إن الأبجدية الآرامية و اللغة الآرامية لم تشتق من الكتابة أو اللغة الأكادية . و من المؤسف أن سيادته قد كتب في مقدمته صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة ". ليت سيادته يقدم براهين مقنعة تثبت للمثقفين السريان أن لهجة طور عبدين هي أكادية ! نحن نشك كثيرا أن المطران صليبا  يتقن اللغة الأكادية  أو أن سريان طور عبدين يفهمون اللغة الأكادية !

ج - لقد إلتقيت يوم الجمعة14 تشرين الثاني بالأستاذ أفرام عيسى وذلك ضمن مؤتمر " التأريخ عند السريان " الذي أقيم في باريس . و قد ردد هذا الأساذ أنه بالحقيقة لا يوجد لغة آرامية و لكنها لهجة أشورية ! فأجبته مسرعا " أنت تقصد اللغة الأكادية، لأنك كما تعلم أن الشعب الأشوري كان يتكلم الأكادية و لم يكن له لغة خاصة " فرد علي بالإيجاب ، و هنا قلت له فورا " أنت مخطئ ، اللغة الآرامية هي لغة مستقلة عن الآكادية وإن للدكتور أمير حراق بحث علمي حول اللغة السريانية يثبت فيه أنها سليلة اللغة الآرامية " أجابني الأستاذ عيسى " كيف لا أعرف د. حراق فهو كان تلميذي ، يجب أن نطرح السؤال على العلماء كي تتأكد من ذلك ( إشتقاق اللغة الآرامية من الأكادية ؟)" كنت أحب أن أرد على الأستاذ عيسى " إن التلميذ قد فاق معلمه " و لكنني أجبته " فقط العلماء الذين يجيدون اللغتين الأكادية و الآرامية يحق لهم الفصل في هذا الموضوع ".

د - إن KAUFMAN يؤكد وجود حوالي 300 كلمة أكادية قد دخلت اللغة الآرامية ، و لكنه لا " يدعي " أن الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية لأنه عالم يعرف جيدا ، أن بقية العلماء سوف يطلعون على بحثه و سوف يتعرض للنقد العلمي إذا غامر بطرح نظريات غير علمية . كنت أظن في السابق إن كلمة " نفط " هي كلمة سريانية آرامية قد دخلت الى اللغة العربية ، و لكنني عرفت من خلال أبحاث KAUFMAN أنها كلمة أكادية . لقد أثرت اللغة اليونانية بقوة في لغتنا الآرامية السريانية و هذا واضح في الكتب الطبية المترجمة عن اليونانية . إن عدد الكلمات اليونانية التي دخلت في لغتنا الآرامية السريانية يفوق بكثير الكلمات الأكادية . هل يوجد علماء يطالبون بتسمية لغتنا السريانية باللغة اليونانية؟

ثانيا - ما هي الأسباب التي تدفع البعض الى ترديد هذه الإدعاءات ؟ هنالك مثل يقول " إذا عرفت السبب ، بطل العجب ! " ، إنني لا أتعجب أبدا  لأن بعض إخوتنا يرددون هذه الإدعاءات غير العلمية . إنني لم أطلع - حتى اليوم - على أي بحث علمي  " يشتم منه " (من فعل إشتم) أن لغتنا الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية ! إذا كان صحيحا إن بعض الكلمات السومرية أو الأكادية أو الفارسية أو اليونانية أو العربية قد دخلت الى لغتنا الآرامية السريانية ، فهذه الكلمات قد "أغنت" لغتنا الآرامية و ساعدتها كي تتطور و تصبح لغة علمية و عالمية . من العار يا سيد " عزيز" الإدعاء بدون براهين أنها سليلة الأكادية! لا يوجد مشكلة علمية أو أكاديمية حول إسم أو هوية لغتنا الآرامية ، إذن لما  يصر البعض على أنها " سليلة " اللغة الأكادية ؟

أ - إن إخوتنا الذين يؤمنون بالإنتماء الأشوري ، يحاولون بكل الوسائل أن ينشروا هذه الفكرة " الخاطئة " بين المثقفين .

ب - الشعب الأشوري لم يكن له لغة أشورية خاصة به بل كان يتكلم اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية. الفرس أيضا إستخدموا اللغة الأكادية و تركوا لنا عشرات الكتابات قبل إستخدامهم للغة الآرامية و طبعا كانوا يسمونها اللغة الأكادية و ليس الفارسية .

ج - لقد أخطأ  علماء الآثار في أواسط القرن التاسع عشر في إستخدام تعبير " اللغة الأشورية " بعد فك رموز الكتابة المسمارية ، لأنهم سرعان ما  إكتشفوا  أن إسمها العلمي هو اللغة الأكادية.

 د - القواميس الجديدة و كتب القواعد "مجمعة" اليوم على إستخدام التسمية التاريخية العلمية و هي اللغة الأكادية .

ه - مع إنتشار الفكر القومي " الأشوري " بين السريان المغاربة و السريان المشارقة ، إنتشرت فكرة خاطئة و هي وجود لغة قومية أشورية بينما ثبت لنا أن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم أكادية و ليس أشورية ! مما  أوقع إخوتنا القوميين في مشكلة صعبة : هل إسم لغتنا هو الآرامية أم الأشورية ؟

و - لقد فشل المتطرفون منهم في فرض إسم " اللغة الأشورية " بدل إسمها التاريخي و العلمي " اللغة الآرامية أي السريانية " مما  دفع بعض الأحزاب الأشورية و بعض المواقع الى إستخدام تعبير " اللغة السريانية " .

ز - إنتشرت عدة مقالات " لا يشتم منها رائحة العلم " تردد تعابير جديدة مثل " اللغة الأشورية الحديثة " أو " اللغة السريانية الأشورية " و حتى " اللغة الأشورية الغربية " و " آرامو أشورية " و غيرها ، و أصحاب هذه المقالات يريدون قتل " اللغة الآرامية" .

ح - لا  تزال بعض المواقع تستخدم تعبير " اللغة الأشورية" و هي تدل على تطرفها المتعمد .

ط - إن تطرف بعض إخوتنا في إستخدام " اللغة الأشورية " يدفعنا الى طرح السؤال التالي " هل إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية هم صادقون عندما يصرحون أنهم يتكلمون اللغة السريانية ؟ أم أن قبولهم بهذه التسمية هو موقف سياسي ؟

هنري بدروس كيفا