المحرر موضوع: نعال ابو تحسين وحذاء الزيدي والهم العراقي  (زيارة 753 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نعال ابو تحسين وحذاء الزيدي والهم العراقي
كوهر يوحنان عوديش

لا بد لذاكرة العراقيين ومعهم شعوب العالم التي شاهدت الحدث على الفضائيات ان تحتفظ بمنظر المواطن العراقي الذي كان يمسك بصورة الرئيس العراقي السابق بيد ويضربها بنعاله باليد الاخرى ويبكي بحرقة ويقول :- هذا دمر العراق، فلم يمر على ذلك التاريخ سوى خمسة اعوام!، وعندما تناول المحللين والصحافيين والسياسيين وغيرهم من العامة هذا الحدث وتطرقوا اليه قالوا انه رد فعل طبيعي تجاه رئيس قاد البلد الى الدمار.

اليوم يعيد التاريخ نفسه مع رئيس اخر، ليس أي رئيس بل هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية الذي قاد الحملة العسكرية ضد الرئيس العراقي السابق واسقط نظامه ومن ثم اعتقلته قواته وحوكم بالاعدام، وليس المشهد مع صورة بل مع رئيس بلحمه ودمه وعلى ارض يعتبرها محررة بفضله! وفي مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء دولة العراق تتناقله عشرات الفضائيات مباشرة دون قص او زيادات.

ردود افعال وتحليلات وتصريحات ومواقف واراء متباينة برزت على الساحة الاعلامية عقب نقل الفضائيات لمشهد الصحفي العراقي وهو يرشق الرئيس الامريكي بحذائه، فمنهم من ارتاح للمشهد ودافع عنه وتمنى ان تكون يده اصبعاً من يد الصحفي ومنهم بالعكس عارض الموقف بشدة ووصفه بلا عقلاني وغير اخلاقي ومشين وغيرها من الصفات التي اطلقت على تصرف الصحفي تجاه الرئيس الامريكي ورئيس وزراء العراق تعبيراً عن رفضها واستنكارها للحدث.

الفرق الوحيد بين ابو تحسين والزيدي هو ان ابو تحسين مواطن بسيط عبر عن مشاعره وغضبه بنعاله، والزيدي صحفي ومراسل لقناة فضائية تبث عبر الاقمار الصناعية، والا فان الرئيس الامريكي ( محرر العراق! حسب تعبير بعض المنتفعين ) لم يفعل للعراق شيئاً يستحق الثني والتقدير، بل بالعكس دمر البلد وارجعه الى الوراء الاف السنين وبفضل سياسته العوجاء قسم البلد وحصصت وارداته ومزق نسيجه الاجتماعي وهجر كرهاً ملايين من ابنائه واصبحت معاناة شعبه كفاً في كل ميزان وقياساً عندما يتعلق الامر بالمآسي والمظالم.

ربما كان الاحرى بالصحفي ان ينتقم من الرئيس الامريكي على جرائمه ضد الشعب العراقي عن طريق احراجه بأسئلة واقعية قاسية ( رغم معرفتنا المسبقة بان مثل هذه الاسئلة لن تلقى جواباً حقيقاً مقنعاً ) لان الصحافة تعني التحاور والنقاش وكشف الحقائق وليس التعارك والتراشق والانتقام عن طريق الاحذية والسواعد وكاتمات الصوت، نعم نعود ونكرر بان الرئيس لم يكن يستأهل ويستحق حذاء الصحفي او غيره من العراقيين على جرائمه ضد الانسان العراقي ككل، لكن في الوقت نفسه علينا ان نقول ونشدد بانه يستحق محاكمة دولية كمجرم حرب والدلائل على ذلك غزوه لبلد مستقل وتدمير بنيته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتسبب بمقتل ما يقارب مليون مواطن وتهجير اكثر من ثلاثة ملايين شخص ونهب مئات المليارات من المال العام وكل ما حدث ويحدث للعراق منذ احتلاله.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com