المحرر موضوع: لنضع السيوف في أغمادها  (زيارة 820 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لنضع السيوف في أغمادها
« في: 20:14 18/05/2009 »
لنضع السيوف في أغمادها
إبراهيم يوسف حنو
سكرتير تحرير مجلّة الأعيان

الممارسة الديمقراطية في كل بلدان العـــالم هـي حق شرعي للمـواطن وهـذا ما لمسناه في إنتخابات مجالس المحافظات في 31 كانون الثاني من هـذا العـام. حيث جــرت أعظـم ممارسة ديمقراطية في معظم أنحـاء العراق، فهبّ أبنــاء الشعب بحريــة ومصداقية إلــى صناديـق الاقتراع وهذه ظاهـرة حضارية لهــا مدلولاتها السياسية والثقــافية والاجتمـــاعية والتي برهنت بأنّ المواطن العراقي توّاق لترميـم بيته من الداخل لأنّه رسّخ شعوره بحاجتة إلى ذلك. والــذي حلّ ببلدنا ليس بالقليل وقادنا إلـى ما هو واضــح للجميع، والمهم ليـس الـــذي فات ولكن القادم هو الأهم. ومن خلال ما لوحظ يبرهن بان جذور التماســك بين مكونـات الشعب كانت موجودة ولكنها بحاجة إلــى من يرويها ماء الحياة ليبعث فيهــا النمو من جديد وهـذا ما كنا نشعر به. وبدأ الوعــي الفكـري والثقافي يسري في عروق أبناء شعبنـــا وهــذه حالة صحية أصبح الشعب يعيشها والحمد لله. وما النتائج التي ظهرت وأعلنت للملأ إلا دليلاً قاطعاً بأن القوائم التي تقدمت وحملت بين ثناياها أسماء رجالاً منتخبين بإرادة شعبهم وما عليهم إلا احترام إرادة هذه الجماهير التي اختارتهم واعتبرتهم ممثلين لها لخوض مسيرة البناء والأعمار وما بلدنا اليوم إلا بأمس الحاجة إليها .. والفترة المقبلة سوف تكون مكرسة للوفاء لهذا الشعب الذي عانى وما يزال، ونبذ كل ما حصل في الماضي من أعمال عنف وهدم لبنية العراق التحتية. لذا فإن متطلبات المرحلة القادمة هي التوجه بكثافة وعزم أقوى لانتخاب أعضاء مجالس الأقضية والنواحي والتركيز على المرشحين الذين تتوفر فيهم مواصفات الخبرة والاندفاع والنزاهة والسيرة الذاتية الناصعـــة و  . . . الخ، لان ذلك يعتبر مكملاً للذي حدث يوم 31/1/2009 في انتخابات مجالس المحافظات وتعتبر هذه مرحلة إضافة قوة إلى قوة أخرى وأقصد قوة الخير، وبهذا نكون قد أنجزنا إنجازاً عظيماً لأبناء شعبنا لكوننا قد استفدنا من الأخطاء السابقة وخطونا خطوة جريئة نحو التقدم والرُقي،ولكن على العكس إذا لم نهتم بهذا الموضوع سوف تضيع منا فرصة ثمينة لا تعوض. ومن الأمور التي هي في غاية الأهمية وعلى المجالس القادمة الاهتمام بها هي الجوانب الأمنية والخدمية لكي تجعل أبناء الشعب يجوبون البلاد لمزاولة أعمالهم  وحرفهم ومهنهم ومتابعة شؤون عوائلهم وبنائها من جديد. لأن بناء الإنسان شيء أساسي وبهذا نكون قد وضعنا لبناة متينة لهذا البلد الجريح الذي هو بحاجة إلى اهتمام الساسة والقادة الذين يتسلمون زمام الأمور ودعاؤنا من الرب أن يساعدهم ويكون في عونهم لان شعبنا تحمّل الكثير وعانى من الويلات والكوارث وخسارة الوقت الذي لم يستغل بالشكل المطلوب. العراق بلد عزيز على أهله وما أجمل اسمه وأرضه بجبالها وروابيها وسهولها وأهوارها وترابها وأن الذي يزيده جمالاً هو تنوع مكوناته التي تزين مزهريته بإعتبارها فسيفساء متعددة الألوان والإبداعات . . لذا يكون لزاماً على كل من يعتبر نفسه أصيلاً ويعتز بهويته أن يكون سباقاً لأخيه في مطاردة كل ما يلحق بشعبنا من أذى. وبهذا نكون قد عالجنا جزءاً من الخلل الذي جعلنا نبتعد قليلاً عن الشعوب الأخرى وشغلنا عن مبادئنا ووطنيتنا. يا أهل العراق شمروا سواعدكم وأبدعوا وعمّروا وعلموا الأجيال على الأخلاق الرفيعة والعلم والإبداع وبهذا تكونوا قد أورثتموهم أغلى ميراث وهذه الأمانة وسام شرف لكل واحد منا من أجل رفعة وعزة العراق ...