المحرر موضوع: كلداني سرياني أشوري ثلاثة وليس واحد...!  (زيارة 1045 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ظافر نوح

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
كلداني سرياني أشوري
ثلاثة وليس واحد...!

                                                                                         الإعلامي ظافر نوح

    إنّ الشوق إلى هدف وحدوي منشود يجمع أبناء شعبنا المسيحي، أو كما يسمى الآن بعد جهد جهيد بشعبنا "الكلداني السرياني الآشوري"، وأتساءل هنا أين هي الوحدة ونقطة الاشتراك  بينهما؟
    لعلنا قد أضعنا جيلنا اليوم بكامله حيث سيقضي وقته متشضيا ومتسائلاً من نحن؟ ومن نُسمى؟ أن كل واحد فينا قد صنع له قناعة مبنية على حساب قناعات الآخرين ، بينما قل عدد الذين يسعون جاهدين في الوصول إلى ما يجمعنا ويعبر عنه في تسمية واحدة. لقد آن الأوان لنسعى بجدية في بحث مستنير لما هو مشترك بيننا "كشرقيين كعراقيين ككنائس كتراث"، عاملين من أجل توحيد التسمية وخطابنا السياسي وإقرار وجودنا الاجتماعي في هذا البلد. لقد آن الأوان لإزالة كل الملابسات المؤثرة والتي تؤكد على الخصوصية التي تؤدي إلى قوقعة الذات لتشكل فئة ضد فئة أخرى. فذلك سيرسخ الاختلاف ويزيد التناقض وهنا سنفهم بدلالة حقيقية إنّ الثلاثة هي ثلاثة "كلداني سرياني آشوري" وليست واحد كما يقال لها وهي أدت إلى ظهور تباين وجدل من باب التنافي والتكامل للحفاظ على الخصوصيات والمكونات بشكل مستقل واحد عن الأخرى خوفا من الانصهار والذوبان.
    إنّ اللغة هي وسيلة تفاهم بين البشر، ولابد لها أن تؤدي دورها في خلق الانسجام والتحاور أو التباين والنفور والاختلاف بالراى، ولغتنا برغم الاختلافات البسيطة وتعدد لهجاتها فهي لغة واحدة ذات أصل مشترك وهي التي حافظت ونقلت طقوسنا وفكرنا وأدبنا إلى يومنا هذا،
ألا يمكننا التركيز عليها كعامل مشترك وكمفتاح الفرج في إنجاح تسمية واحدة، معتمدين عليها كأن نقول (سورايا) أو نعود إلى أصلها الأول (آرامايا) مما سينقذنا من السباحة في الماء الراكد في بحيرة من الخلافات المذهبية والطائفية التي تنخر اليوم بنية مجتمعنا وجسم الكنيسة ذات الإيمان والتراث الواحد.
  إنّ تجاوز ما يحدث سيعطينا الفرصة التاريخية للتفكير في حاضرنا ومستقبلنا كي نخرج من النفق الضيق إلى مناخ العالم المعاصر لخدمة إنسان اليوم، فما نتمناه هو وحدة حقيقية وليست شكلية تشكل اتحاد حقيقي في روحية وإيمان واحد. وإن حدث هذا فسيعدُّ طفرة نوعية تاريخية في حياة شعبنا المسيحي في بلدنا العراق.
    في الختام أتوجه بعاطفة تقدير إلى كل الذين سعوا ويسعون إلى إحياء دور ثقافتنا لتشكل ألا ساس في وحدتنا وإنجاح قضيتنا والإسراع في اكتشاف ما هو مشترك ثقافي وحضاري كي يجمعنا ولا يفرقنا إلى فئات وقبائل وقد تصل إلى العشائر والبيوت. وهنا سيحقق المثقفون مااخفق في تحقيقه  السياسيون...