المحرر موضوع: امنياتنا واحدة يا سيد كنا ولكن!!!  (زيارة 3384 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
امنياتنا واحدة يا سيد كنا ولكن!!!



تيري بطرس
bebedematy@web.de


نشر موقعي تلفزيون الحرية وراديو سوا، وهما من المؤسسات الاعلامية التي تلتزم الحرفية والموضوعية ولها من المصداقية اضافة الى كونهما غير تابعتان لاية جهة سياسية عراقية، في يوم الجمعة المصادف 15 كانون الثاني 2010  ما يلي:
(رجح النائب المسيحي في مجلس النواب يونادم كنا والمشمول بقرار الاستبعاد من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة بحسب قوانين هيئة المساءلة والعدالة، رجح وقوف دوافع سياسية وراء قرارات الهيئة. ودعا كنا في الوقت نفسه الهيئة التمييزية المشكلة من قبل مجلس القضاء الأعلى والمكلفة بالنظر في طعون المرشحين المستبعدين، إلى الأخذ بنظر الاعتبار المواقف السياسية الايجابية للمرشحين.
وقال كنا في حديث مع مراسل "راديو سوا" إن "هناك توجها لدعم مشروع المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة إلى نسيج المجتمع وربما هناك دوافع سياسية أخرى عدا الجوانب القانونية".
وأشار كنا إلى إمكانية استثناء بعض المرشحين المشمولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة بناء على الصلاحيات المخولة لرئيس الوزراء "نظرا للمصلحة العامة".
يشار إلى أن هيئة المساءلة والعدالة كانت قد استبعدت نحو 500 مرشح للانتخابات من مختلف الكيانات السياسية لارتباطهم بحزب البعث المنحل، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول قراراتها في الأوساط السياسية والشعبية.)1

من الواضح ان السيد كنا في هذا التصريح يؤيد التوجهات العاملة لدعم مشروع المصالحة الوطنية واعادة اللحمة الى نسيج المجتمع، وهو موقف وطني وسليم ولا غبار عليه وكلنا يجب ان نساهم في هذا العمل، لان نسيج المجتمع العراقي قد اعتراه الانقسام والتهرء بسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية منذ اقامة البلد كدولة واحدة مع نهاية الحرب الاولى، ومما زاد في ذلك الانقلابات العسكرية المؤطرة بالايديولوجيات الشمولية، والراغبة لقسر المجتمع للسير في مسار واحد لاغير، لاغية كل الحريات الانسانية ومحولة المواطن الى الة  تسيرها الغرائز ليس الا.

ولكن ما يثير العجب ان مدى حرص السيد كنا لعودة اللحمة الى نسيج المجتمع والمصالحة الوطنية، يقابلها في الطرف الاخر، اي في مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري، العكس تماما. فالسيد كنا لم يكن يوما حريصا على المصالحة واللحمة في نسيج المجتمع. فالذي يبدي هذا الحرص في المجتمع العراقي يعتقد ان السيد كنا كان عاملا طوال عمره على تحقيق المصالحة في المجتمع الاصغر (بالعدد) الذي ينتمي اليه والذي يدعي ليل نهار انه يمثله. فالسيد كنا لم يترك امرا الا ومارسه او اقترفه لكي يقسم نسيج المجتمع ولكي يدمر العلاقات الاجتماعية السلمية والسليمة ويحول المجتمع الى خندقين متناحرين: من معه ومن ضده، ولكن لم يكتفي بذلك بل عمل من اجل ان يحول بعض مؤيديه الى كائنات مسعورة تنهش جسد الامة عاملة على تدمير كل مؤسساتنا زارعة الحقد والكراهية بين ابناء العائلة او القرية او الكنيسة او المجتمع او الشعب الواحد.
ولكي لا يكون الكلام على عواهنه وفقط استرسال في توجيه التهم الى السيد كنا وبعض مساعديه او مؤيديه، فاننا سنشير بالمختصر الى التهم التي وجهت الى بعض مؤسساتنا والشخصيات العاملة على الساحة القومية والوطنية من قبل حركة السيد كنا ومؤيديه.
الحزب الوطني الاشوري، يسمى في ادبيات الحركة بحزب البعث الاشوري!! وتتهم قيادته بالعمالة للبعث (ولم يظهر اسم ايا منها في قوائم الاجتثاث) ومن ثم يتحول الى حزب قومي بعد مؤتمر لندن والى انتهاء مؤتمر بغداد!! ومن ثم يصبح حزبا عميلا للكورد!! (انظر الكراس التثقيفي السابع للحركة، واعلام وتصريحات مؤيدي الحركة)
حزب بيت نهرين الديمقراطي وسكرتيره روميو حكاري، يتم اتهامه  بانهم عميل الكورد، لا بل ان هويات البارتي هي التي يحملوها (رغم ان امتيازات الحركة في اقليم كردستان هي اضعاف امتيازات بيت نهرين وجميع الاحزاب)
حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، يتهم بانه صنيعة كردية وعميل للكورد .
اتحاد بيت نهرين الوطني، اتهم بانه صنيعة حزب العمال الكوردستاني.
المرحوم فرنسو الحريري ، اتهم بانه كوردي
سركيس اغاجان، متهم بانه كوردي.
سركون داديشو، اتهم بانه عميل لصهيونية
البطريرك مار دنخا الرابع متهم بكرديته بل ومنحته الحركة لقب دنخا البارزاني، وكنيسته كنيسة المشرق تابعة للاكراد
دعم ومؤازرة حركة السيد اشور سورو لانشقاق الكنيسة ووصل الدعم الى درجة ان منابر الحركة في غالبيتها كرست او توحدت مع منابر اشور سورو لسب كنيسة المشرق وسب قيادات كنيسة المشرق وقيادات سياسية في شعبنا وقيادات عراقية اخرى
كما وانه وبشكل ملفت للنظر قامت اللجنة الخيرية الاشورية بتوزيع مساعدات انسانية لابناء شعبنا باسم مار باوي (اشور سورو) وقبل انعقاد المجمع السنهاديقي الذي تم ايقاف  اشور سورو فيه، في سابقة خطيرة ان توزع مساعدات باسم اسقف في رعية لا تعود له وسابقة ان توزع المساعدات باسم اسقف ولا توزع باسم الكنيسة او البطريركية كما جرت العادة. (يمكن الرجوع لهذا الغرض وبشكل توثيقي الى موقع شرارا فور يو shrara4u.com)
ناهيك عن دعم صعود اشخاص غير مؤهلين لادارة بعض المؤسسات لكي يتم التلاعب بهم وتسييرهم حسب رغبة قيادة الحركة.

وفي العودة الى نص الخبر المنشور نقول للسيد كنا ان اعادة اللحمة الى المجتمع وترسيخ المصالحة الوطنية لا يمكن ان تتحقق بنسيان الماضي من قبل الضحايا، والا كان مطلوبا من شعبنا ومن الارمن نسيان مذابح السيفو وسميل وصوريا والانفال، ومن الكورد نسيان حلبجة والانفال، ومن الشيعة نسيان جرائم الاهوار، وغيرها من الحالات في تاريخ الشعوب والاوطان.
المعادلة لها طرفان، الجاني والضحية، فعلى الجاني وهو، في موضوعنا، كل بعثي شارك في تاذية ابناء شعبه او ساهم في الاجهزة الامنية المختلفة للنظام السابق ان يتقدم بطلب المغفرة والاعتذار عن ما اقترفوه علنا، ومن ثم على الضحايا ان يعفوا ويسامحوا.
هكذا تتحقق المصالحة وتندمل الجروح، وليس بان تنسى الضحايا الامها ويتمتع الجناة بالحرية والمناصب وبالجاه والسلطة والاموال.
الذي يتمنى عودة اللحمة والمصالحة للمجتمع العراقي، كان الاحرى به ان يعمل من اجل المصالحة في المجتمع الذي يدعي انه يمثله، ويعتذر عن ما اقترفته يداه بحق الشخصيات والمؤسسات العاملة في شعبنا، واني لعلى يقين ان مجتمعنا ومؤسساتنا ستغفر ان طلب الجاني  المغفرة وقدم الاعتذار الر سمي والعلني لذلك.

ان من شروط المصالحة والعفو في كل بقاع العالم هي ان الجاني يحصل على العفو بعد الاعتراف والاعتذار ولكن يستبعد من كل منصب رسمي يتعلق بادارة شؤون الناس على مدى الحياة.
في مقالة عنونتها بـ(جواسيسهم وجواسيسنا)2 ونشرتها على مواقع عدة وبتاريخ 4 تشرين الاول 2006 طالبت السيدين يونادم يوسف كنا ونينوس بثيو زيا بالابتعاد عن قيادة الحركة ولو مؤقتا لكي تتمكن الحركة من العمل بحرية وهي حرة من وصمة الاتهامات التي تساق بين فترة واخرى، ولكي لا تخضع بسبب هذا الملف وهذه الاتهامات الى الابتزاز من القوى السياسية المتنفذة في الساحة العراقية ويتم بالنتيجة التفريط بحقوق شعبنا ثمنا لهذا الابتزاز. الا ان المطالبة ذهبت ادراج الرياح فقرار الحركة كان ان بقاء شخص افضل من بقاء مؤسسة او حتى امة!
حقيقة الامر ومصيبته انه ورغم خروج تصريحات مختلفة تقول بان اسم السيد كنا ليس ضمن المشمولين بالمساءلة، الا ان السيد كنا نفسه اقر ضمنيا وبصراحة فائقة بانه من المشمولين بالمساءلة والعدالة.
وهذا واضح من سياق دعوته: (ودعا كنا في الوقت نفسه الهيئة التميزية المشكلة من قبل مجلس القضاء الأعلى والمكلفة بالنظر في طعون المرشحين المستبعدين، إلى الأخذ بنظر الاعتبار المواقف السياسية الايجابية للمرشحين.)، مثلما هو واضح في دعوته لعدم الاكتفاء فقط بالجوانب القانونية في الاستبعاد بل واخذ المصلحة العامة في الاعتبار!!
ومن ناحية اخرى عندما نقرأ تصريح احد معاوني السيد كنا لجريدة الزمان العراقية والذي يقول فيه:
(وقلل النائب المسيحي يونادم كنا من التاثيرات الفعلية لورود اسمه في قائمة الخمسمئة مرشح الذين طالبت هيئة المساءلة والعدالة شطبهم من قوائم الترشيح.) ولم يذكر المتحدث باسم النائب كنا ورود اسمه في هذه القوائم الا انه اضاف (انها قوائم تفتقر بحسب قوله الي المصداقية فليس كل من تعامل مع النظام البائد واجهزته مشمولا بالاجتثاث)، واضاف ان (النائب كنا كونه رئيس قائمة الرافدين المسيحية واحد نائبين اثنين مسيحيين فقط في مجلس النواب الحالي فان الغاء ترشيحه من هيئة المساءلة سيفسر علي انه استهداف سياسي للمسيحيين العراقيين بعد استهدافهم في حملات العنف والارهاب).3
 اي ان لا خوف على السيد كنا لانه احد المسيحيين الاثنين في مجلس النواب وبالتالي ان استبعاده سيكوم محسوبا ضمن عملية تهميش المسيحيين، لا بل انه يقول ان ليس كل من تعامل مع النظام البائد مشمولا بالاجتثاث في الاقرار الضمني بتعامل السيد كنا مع البعث ولكن ولكونه مسيحي من بين مسيحيين اثنين في مجلس النواب فان ذلك يمنحه حصانة ما.
والاخطر في الامر التساؤل المشروع عن ماهية "المواقف الايجابية" التي يدعو السيد كنا اخذها بنظر الاعتبار لاعفاءه من الاستثناء.1
فالتساؤل مشروع يفرض نفسه، وهو عن معنى المواقف الايجابية ضمن النظام الديمقراطي، فالمفروض ان كل المواقف ايجابية سواء مل كان منها مع الحكومة او معارضا لها.
ولكن القراءة الواضحة لهذه الجملة تعني امور كثيرة فبالاضافة الى نغمة التوسل التي فيها، فان التساؤل هنا يكون عن الغاء دور القضاء واللجوء للاحتماء بمواقف طرحت او سوف تطرح لو تم تجاوز الامر، وهنا يحق لنا التساؤل عن الموقف السياسي الذي دفعه السيد كنا في اعفاءه من الاستثناء في الانتخابات السابقة والمقبلة؟
وهل ان معارضته للحكم الذاتي هي الثمن وانها اتت لهذا السبب ام لسبب ان الحكم الذاتي لم يكن من بنات افكاره؟ وهل هناك اثمان اخرى سيدفعها شعبنا قربانا لاعفاء السيد كنا من الاستثناء؟
ففي الوقت الذي يذكر السيد كنا ان هناك دوافع سياسية وراء ورود اسمه، ومن ثمة الاقرار الضمني، فانه يظهر اطمئنانا لموقفه معتمدا على السيد رئيس الوزراء في انقاذه من الورطة، اي مرة اخرى خارج الاطار القانوني الذي يجب ان يعتمد في مثل هذه الحالات لتبييض الصفحة، بل يلجأ الى السياسة وحيلها مستغلا وضع المسيحيين وما يتعرضون له وتهميشهم في المعادلة السياسية.




1 - http://radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=2140165&cid=24

2- http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=58727.0

3 - http://www.azzaman.com/indexq.asp?fname=2010\01\01-15\98.htm&storytitle

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ