المحرر موضوع: الأنتخابات ونتائجها والحكومة المقبلة  (زيارة 555 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طعمة ألسعدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأنتخابات ونتائجها والحكومة المقبلة
طعمة السعدي  / لندن 11 نيسان 2010
ألموقع ألألكتروني ألشخصي:
http://www.t-alsaadi.co.uk/
أبدأ مقالتي هذه بتهنئة كل مواطن عراقي أبي  وطني مخلص معتز بعراقيته ، وكرامته تطاول أعنان السماء ولا يهمه غير العراق وأهل العراق ، كل أهل العراق ، ولا يعمل بأجندة دول جوار السوء و يستجدي الأموال من هذه الدول ، أو عبر المحيطات ،   كالمتسول الذليل أو ما لا أريد تسميتها ( فئة سبعة نجوم) ، أهنىء هذا المواطن يذكرى القاء حكم عصابة العوجة والبعثيين المجرمين (وليس كل البعثيين) حيث يستحقون في مزبلة التأريخ . أهنىء هذا المواطن حيث ما كان سواء في العراق ، أو في دول المهجر ، وخصوصا" ذوي الكفاءات* الذين  يملأون ألأرض وتركوا العراق في العهد السابق والعهد اللاحق ، وتستفيد منهم كل دول العالم ، ولا يستفيد منهم وطنهم ، والذين نساهم حكام المحاصصة ، وطغت عليهم سلطة بعض الجهلة وأشباه المتعلمين الذين يرتعبون من كلمة كفاءة ارتعابهم من قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر أودعيﱠ سياسة وقيادة خاسر. هؤلاء الذين أستأسدوا بعد سقوط الصنم (كالفأر الذي يرقص بغياب القط) وظنوا أنهم هم من أسقط صدام الذي لولا قوات التحالف لحكم هو وأولاده وأحفاده خمسمائة عام كما كان يقول. لكن الله بالمرصاد للظالمين القدامى والجدد ، وهو يمهل ولا يهمل. ولنأخذ من التأريخ القديم والحديث العبر.
نعود الى موضوع الأنتخابات وما أفرزت حيث عاقب الشعب أولئك الذين كانوا هواة سياسة وليسوا بسياسيين و الذين انتفخت خزائنهم بالمال الحرام و من كان شعارهم الفرهود مفقود (مؤقت)  ونعيمه موجود (دائم) ولم يستمعوا الى نصيحة صديق أو تشهير عدو بما كان واقعا" فعلا"، وأحاطوا أنفسهم بجهلة لاخبرة لهم لا في السياسة ولا في أمور الدولة ، فكانت النتيجة مأساوية عليهم وعلى أتباعهم. كما عوقب أولئك الذين كانوا يخزنون المتفجرات ويؤون الأرهابيين في بيوتهم مستغلين حصانتهم البرلمانية التي عراهم الله منها في الدنيا قبل الآخرة ، فلم يحصدوا الا الخيبة ، وهذا بعض عقاب الله العاجل ، وويلهم من العقاب الآجل حيث سيجمع الباري عز وجل شهداء العراق بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم  من ضحايا جرائمهم الأرهابية يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذي حمل حملها ، ويسألهم عن أي ذنب اقترفه هؤلاء الأبرياء ، ويريهم الله بأم أعينهم هول سعير يصهر الفولاذ ويحيله الى بخار وذرات  متطايرة  قبل أن يرتد اليهم طرفهم ، ويا لبئس العاقبة وسوء المصير.
كان هم أغلب نواب الدورة السابقة الحصول على حمايات ومكاسب شخصية  وعائلية على حساب الشعب والوطن وقطع أراضي  وجوازات  سفر دبلوماسية  لهم ولأفراد عائلاتهم (وزعاطيطهم). والمضحك المبكي أن بعض أفراد عوائلهم سافروا بالجواز الدبلوماسي وهم لم يركبوا قطارا" أو طائرة قبل هذا ، ولا يجيدون حتى الكلام بالعربية الفصحى اذا تطلب الأمر ، وليس في ذلك عيبا" بحد ذاته ، ولكن العيب في كيفية تصرفهم في الدول المتقدمة التي لايجيدون أي من لغاتها  وهم يحملون جوازات سفر دبلوماسية تستوجب بحاملها أن يكون متحضرا" (يجيد استعمال المرافق الصحية أثناء سفره بالطائرة وفي دول العالم على أقل تقدير).   و يضاف الى ذلك كل ما أستطاعوا الوصول اليه من الأستئثار بالمال العام ضانين خطأ" أن ما يشرعونه كتاب منزل مقدس متناسين (وأغلبهم من أدعياء الأيمان لغاية في نفوسهم ، وبعضهم يضع –طمغة – في جبينه نفاقا" وكأنه يسجد مرضاة " للناس لا لرضى الله الواحد الأحد ومجموعة خواتم في أصابع يمناه  ) ـ ناسين أو جاهلين  أن حتى القرآن الكريم زاخر بالناسخ والمنسوخ .  فما بالك بالقوانين والشرائع الوضعية التي يمكن أن تبدل وتنقض كما تبدل الأيام وعاديات الزمان؟ فاق جشعهم كل الحدود ، وفي هذا الشعب من لا يجد قوت يومه . ولكن ذلك لم يعد يهمهم وهم في سكرة جاه لم يحلموا به ونعيم  نعمة  كانوا محرومين منها وقعت عليهم فجأة فتكبروا وتجبروا على القريب والبعيد ، ولم يتواضعوا ويشكروا من يعطي بدون حساب ، ويأخذ بأسرع من لمح البصر. فأفقدهم هذا النعيم  توازنهم ،  وظنوا أنه دائم ، ولم يدركوا أن نهايته وزواله أقرب اليهم من حبل الوريد.
 ولعلمهم ، ولعلم من يتبعهم ،  يبلغ راتب عضو مجلس النواب البريطاني مثلا" 5160 باون استرليني شهريا" ، أي ما يعادل سبعة آلاف وسبعمائة دولار شهريا" فقط . ولا مخصصات حماية  بالملايين ولا سيارات عديدة ، وهم نواب في احدى الدول العظمى الخمس ، ومن أغنى دول العالم التي تبلغ ميزانيات بعض شركاتها (وليس حكومتها)  أضعاف ميزانيات مجموعة من الدول العربية ، ان لم يكن كلها دون استثناء.
ومن غرائب الزمان وسوء الحظ أن بعض من يستحقون الأنتخاب حقا" وبجدارة من أعضاء المجلس السابق ممن كانوا مفخرة ، ولم يتغيبوا بحجج واهية ، أو من وجهاء وشيوخ  العشائر من المرشحين الجدد ،  وخصوصا" في الأنبار (بطلة ورائدة القضاء على القاعدة والتكفيريين)  لم يتم انتخابهم ، أو حرموا من مقاعدهم نتيجة التزوير أو جهل الناخبين مع ألأسف الشديد . في حين أن بعض من تمنينا أن لانرى وجوههم مرة أخرى صعدوا الى المجلس الجديد ، رغم عدم حصولهم الا على مئات من الأصوات ، وليس الآلاف . وتقع مسؤولية الأتيان بهؤلاء الذين نبذهم الشعب على رؤساء قوائمهم وأحزابهم ، وهم بهذا أعادوا أخطاء الدورة السابقة التي أتتنا بمزوري الشهادات والملايات وأدعياء الكفاح ضد الدكتاتورية الذين لم يسمع لهم صوتا" ولا أي نشاط ضد صدام وعصابته ، وبعضهم كان من مجاهدي (القوزي واللطميات في الخارج). ولا أعلم لماذا ينتخب الناس شخصا" لم يحضر اجتماعات المجلس السابق الا بقدر ما يظهر هلال الشهر القمري (ولا يظهر أحيانا" لتلبد السماء بالغيوم) أو لم يحضر على الأطلاق استخفافا" بمجلس النواب  والقانون والعلم والدستور والشعب الذي انتخبه لأنه يرى نفسه أرفع وأسمى من المجلس والناخبين  والوطن والشعب غرورا" في وقت معا" . فأي طغيان أكبر من هذا الطغيان والتعالي؟ ولماذا يرشح نفسه للأنتخابات مثل هذا المتعالي المتغطرس؟
ان بعض الشخصيات القيادية في المجلس الأسلامي الأعلى ، و لا نستثني من ذلك حزب الدعوة وبعض مستشاري السيد المالكي الذين ينطبق عليهم قول ( السكوت من ذهب ) بسبب تصريحاتهم الغير موزونة المثيرة للجدل ، كانوا كارثة حقييقية أثبتتها نتائج الأنتخابات بالنسبة للفريق الأول بشكل خاص،  ناهيك عن صبيانية وتخلف جماعات أخرى  تفتقر الى أية ايديولوجية . وكل رصيدهم كم جاهل من المواطنين مدفوعين بطائفية حمقاء وغالبيتهم من أدعياء التدين الذي ينسونه فور وجود أية فرصة للسرقة وسلب الأموال العامة والخاصة ، ويؤون ويوفرون الدعم المالي  واللوجستي للأرهابيين والتكفيريين والقتلة. ان تصرفات غالبيتهم تؤكد أنهم من ورثة القاعدة التي كانت سائدة في الريف والتي تتلخص ب(من لا يسرق ليس برجل ، ولا يستحق الجلوس في المضيف أو الديوان ).
ان تصريحات رعناء كالقول : أن كل من لم يخرج من العراق في عهد صدام  كان بعثيا" كما قال أحد قياديي حزب الدعوة في مجلس ضم ألعديد من المواطنين في منطقته الأنتخابية جعلت الناس تبحث عن بديل عن هؤلاء السياسيين الجهلة الذين لم يحصلوا الا على أصوات حزبهم في منطقتهم الذي هو أقلية بالطبع. ولولا وجود المالكي ، لكانت النتيجة مختلفة حتما". كما أساء بعضهم للمناضلين المكافحين المستقلين في الخارج الذين لم يهدأ لهم بال حتى تم اسقاط نظام صدام ، وكان لهم الأثر الكبير في اقناع الدول الكبرى بضرورة التخلص منه ومن عصابته. ونسوا بسرعة أنهم (أعضاء الحكومة)  كانوا يعيشون على معونات الحكومات الغربية التي آوتهم وأسكنتهم  وأطعمتهم وأشبعتهم من جوع ، وآمنتهم من خوف ، ووفرت لهم ولعوائلهم كل شيء ، وبعضهم لا زال يحتفظ بتلك الأرزاق . والمضحك المبكي أن منهم من ترك زوجته بعد عشرة العمر ومشاركته له حلو الأيام ومرها ،  وتزوج بشابة أو أكثر ، وهذه قمة الوفاء والأمانة ، وأصبح آخر يمتلك عشرات الملايين من الدولارات ومحطة تلفاز فضائية وبيوت ومقرات حزبية ، بعد أن كان (حملدار الى بيت الله وخير الديار ، آملا" أن يكسب الجنة وينجو من النار) !!!! !!!!!!!!!!!!
ذكرت في مقالاتي في ألسنوات الماضية (بعد التحرير)  ما فعله أعضاء جماعة جهة سياسية معينة مما جعل الناس تتمنى رحيلهم عن المنطقة التي احتلوها ، بعد أن استقبلهم الناس كما استقبل أهل يثرب المسلمين المهاجرين ، فخيبوا أملهم وتحولت مودتهم لهم الى كراهية وأثبتت الأنتخابات ما قلت لهم في مقالاتي. ولكن أسمعت ان .........
وفي الجانب الآخر علينا أن لا ننسى سلوكية مسؤولين في أعلى مستويات الحكومة ، فمنهم من كانت هوايته تأخير قرارات مجلس النواب التي في صالح الشعب والوطن وتأخيره القوانين ، فكان مشاكسا" بأمتياز ،   وكالقضبان التي توضع في عجلة التشريع ومسيرة الحكومة. وظهر آخر كان أحد أسباب خسارة جماعته بجوار السيد رئيس الوزراء قبل عدة أيام ، على جانبه الأيسر وهو يبتسم ابتسامة استهزاء برئيس الوزراء وهو يقف الى الى خلفه بزاوية 45 درجة تقريبا". ان هذه الأبتسامة (الغير مناسبة) أساءت للمبتسم وأظهرت مدى تمتع بعض كبار المسؤولين بالكياسة واللياقة والدبلوماسية أمام المشاهدين الذين شاهدوها وأستغربوا منها في كافة أنحاء العالم ، عبر التلفاز ونشرات الأخبار.
ان ما يسر عزة الدوري وأمثاله بفوز قائمة معينة ،  يثير شجوننا ويبعث رسائل واضحة علينا أن نكون شديدي الحذر منها:
لقد دعم البعثيون المعادون للتحرير والمصرون على نهج صدام وجرائمه الأرهاب والتكفيريين منذ البداية ، وشاركوا في الأعمال الأرهابية والقتل الجماعي لأبناء الشعب دون تمييز بكل الوسائل التنفيذية واللوجستية ، فمن العار أن يقوم الناخب بأسناد مرشحين لا زالوا يمجدون البعث وهم في كهولتهم ، وقال المثل ( من شب على أمر  شاب عليه) . فشل الحكومة بكل أطيافها ومحاصصاتها وطوائفها لا يبرر انتخاب أعداء ألمسيرة الديمقراطية.
من جانب آخر ان اثارة موضوع صالح المطلق وظافر االعاني قبيل الأنتخابات كان غلطة كبرى سيئة التوقيت ، وليس المبدأ ، استفادت منها بعض القوائم فائدة كبرى لم تكن تحلم بها على الأطلاق.
ان اثارة هذا الموضوع قبيل الأنتخابات وما صاحبه من تذكير مرﻜﱠﺰ بجرائم البعثيين وعدم التركيز على التمييز بين المجرمين منهم وغير المجرمين ، وعدم دعوة البعثيين السابقين الذين انتموا الى حزب البعث نتيجة الترهيب والترغيب ، والذين انتموا من أجل ضمان معيشتهم وأرزاق عوائلهم وأطفالهم ، وطمأنتهم الى أن العراق وطنهم كأي مواطن آخر ، وأنهم لن يصابوا بأي أذى اذا لم يشاركوا ، ولن يشاركوا ، في أي عمل ضد الدولة ويحاسب عليه القانون بأي شكل من الأشكال ، بل هم مواطنون لهم ما للمواطن وعليهم ما عليه ، جعل البعثيين وعوائلهم يتخندقون الى جانب قوائم معينة كسفينة نجاة لهم يلوذون بها من خطر موهوم. وهذا لعمري أحد ألأسباب الرئيسية لفوز تلك القوائم بهذا العدد من الأصوات ، رغم كوني على شبه يقين أن تزويرا" كبيرا" قد حصل لصالحها في المحافظات التي نالت فيها أغلبية تفوق كل التوقعات حتى بلغ عدد الناخبين في احدى المناطق قرب الموصل مثلا" 96% ، في حين أن نسبة الناخبين في ميسان كانت 50% والمعدل العام 62% تقريبا".
وجدير بالذكر ، وعلينا أن نتذكر ،  أنه اذا كان في العراق مليون ومائتي ألف بعثي قبل التحرير ، واذا أضفنا لهذا العدد أولادهم الذين بلغوا سن الرشد خلال السنوات السبع الماضية وحق لهم المشاركة في الأنتخابات ، يضاف اليه بعض أصدقائهم وآباءهم ، فان من السهولة الحصول على رقم يساوي أربعة ملايين ناخب. وهنا لا غرابة من فوز قوائم معينة بما لم تكن تحلم به نتيجة أخطاء مسؤولي اجتثاث (مجرمي) البعث ، ومستشاري رئيس الوزراء وجهلهم وخطأ حساباتهم التي تؤشر بوضوح على سوء فهم في السياسة وتوقيت ضرباتها ، وأوقات الكر والفر فيها اذا صح التعبير، ناهيك عن أساليب القيادة وادارة الأزمات.
ورغم ما تقدم فانني أرى أن الأيام حوامل” .  وقلت لمعارفي منذ اليوم الأول لأعلان نتائج الأنتخابات أن قوائم معينة ستشهد انشطارات لا تسر ربابنة سفينتها. فبعد أن نال من نال (شخصا" أو كتلة ضمن قائمة) مقعدا" أو مقاعد نيابية لمدة أربعة سنوات ، لم يعد كالطامح الحالم بركوب صهوة جواد أو فرس عربية أصيلة او غير أصيلة أو هجينة في حلبة أو مضمار السباق لتصل به الى خط النهاية المتمثل بقبة مجلس النواب الجديد. وشهدنا في الدورة السابقة خروج نواب عن كتلهم وتمردهم على تعليماتها . ولا أرى سببا" يمنع حدوث ذلك مجددا" قبل وبعد تشكيل الحكومة التي أرى أن من الضروري أن تضم الجميع كمشاركين ، وليس محاصصين بهذه الوزارة أو تلك، ان قبلوا وكان هدفهم خدمة البلاد والعباد ، وليس التسلط والأنفراد ، أو سرقة مال الدولة والفساد . 
وختاما" كان أملي قبل التحرير ، كما قلت مرارا" ، أن رجال الدين سيقضون على الفساد . ووجدت  نفسي بعد التحرير كالمستجير من الرمضاء بالنار بعد أن وجدنا أن كثير من أصحاب العمائم – من كل الجهات - من أكثر الناس فسادا" وجهلا" بالدين والأخلاق والسياسة. فلم ينجحوا في مهنتهم الأصلية ، وأخزونا في ميدان السياسة والوظائف الحكومية.
وأكرر سؤالي للمرتزقة من رؤساء القوائم وبعض المسؤولين الكبار الذين يطرقون أبواب دول الجوار استجداءا" للمال :
أين عزة نفس العراقي واعتداده بنفسه وأنفه الذي كان مرفوعا" الى أعنان السماء؟ وهل أنتم من هؤلاء أم غرباء هبطتم من السماء؟
أخزيتم أنفسكم قبل أن تخزونا.  وأمرنا لله . لعله يسرنا بمصيركم كما أسرنا بمن سبقوكم.

                                                                                  طعمة ألسعدي/ لندن 
*
ليس المقصود بذي الكفاءة من يحمل أعلى الشهادات فقط ، انما من يمتلك القدرة والقابلية والنجاح والتميز في ميدان عمله أو أفكاره أيضا".