المحرر موضوع: حين يصبح للبراز قيمة ..سيولد الفقراء من دون مؤخرة!!  (زيارة 920 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند ناسو السنجاري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقال قصير/ مهند ناسو السنجاري
حين يصبح للبراز قيمة ..سيولد الفقراء من دون مؤخرة!!

هذه ليست مقولة شهيرة للكاتب غابرييل ماركيز فحسب ..بل حقيقة المواطن العراقي الفقير،المواطن الذي كل ذنبه بأنه خلق عراقيا فقيرا لتصبح معاناته وهمومه وسيلة ثراء لأصحاب الكروش الكبيرة
فلم يكتفي الأغنياء بما انعم الله عليهم من أموال حلال كانت أم حرام .. فاخذوا يفتحون حلوقهم صوب بما يملكه الفقير وما يمكن ان يملكه .
ففي زمن النظام السابق كنا نستطيع القول بان جميع العراقيين كانوا متساوون في الظلم والفقر وطبعا ليس الفقر في المال بل في الحرية.. أما اليوم وبعد تحرر العراق فقد بات الفقراء وسيلة للثراء والسلطة وجسورا تدوسها أقدام أصحاب الكروش الكبيرة ليعبروا ضفة الثراء الفاحش فهناك من يصعد الكراسي الوثيرة على سلم معاناتهم ومتطلباتهم بعد ان يبني لهم قصورا وجنائن من الخيال ويذرف الدموع لواقعهم المأساوي ويستمر بذلك حتى انتهاء الحملة الانتخابية .. وان حاول الفقير ابن الفقير ابن 16 فقير ان يتوظف في إحدى المؤسسات ..لكن للاسف  ليس هناك وظيفة شاغرة لان ابن المسؤول فلان قد سبقه إليها ..لان ابن فلان له قدرة خارقة على العمل في أكثر من وظيفة او وظيفتين !
 فيجد الفقير نفسه أمام مؤسسة الرعاية الاجتماعية أملاً  بإدراج اسمه ليتلقى حفنة دنانير تستر عورة زوجته وتسد رمق أطفاله  فيصدم مرة أخرى لأنه تأخر وسبقته مكالمة هاتفية حيث تم أدراج كرش او قرش كبير بدله ،لكن الفقير بطبعه العنيد لايفقد الأمل ويذهب صوب إحدى المنظمات الإنسانية او ما تسمى بمنظمات المجتمع المدني ليشكي واقع حاله وعوزه فتستقبله القلوب الرقيقة والأيادي الحنونة حتى يوخذ توقيعه او بصمته ومن ثم يدعونه  يغادر على أمل الاتصال به في البعيد الآجل ، فيرجع الى كوخه  وأطفاله محملاً بالآمال.. وبعد استراحة قصيرة تقع عيناه على مقال لإحدى الصحف بعنوان(( لكل مواطن عراقي الحق في امتلاك قطعة ارض سكنية)) فتتقد الحماسة في نفسه ويقرر ان يستحوذ على قطعة ارض لاتتجاوز الأمتار ليبني عليها غرفة صغيرة يجمع عائلته تحت سقفها وبهذا يتخلص من عناء دفع الإيجار ..لكن للأسف يصدم المواطن الفقير مرة أخرى  حين يرى بان الأغنياء لم يتركوا قطعة ارض سكنية  إلا واستحوذوا عليها ليشيدوا قصورا تغلفها قطع الرخام ..فيضطر التجاوز على مكب النفايات والمزابل ويبني غرفة أحلامه الصغيرة ..وما ان يستكمل بناءها حتى تفاجئه جرافات البلدية لتزيل غرفته من بين قصور المتجاوزين الشاهقة  تحت شعار ((لا لتجاوز الفقراء على المال العام))
فبعدها يرضى الفقير بواقعه ويقتنع أخيرا بأنه ليس أكثر من رقم على سجل التعداد العام وصوت في سجل الناخبين وجندي باسلاً حين يحتاجه الوطن وجثة حقيرة لانتقام الإرهاب ودعامة لخزائن السادة والساسة ولاجئ في موطنه.