المحرر موضوع: اتبعني وكلام سيدنا لويس!!  (زيارة 1054 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مسعود هرمز النوفلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 240
    • مشاهدة الملف الشخصي
اتبعني وكلام سيدنا لويس!!
« في: 01:55 13/06/2010 »
اتبعني وكلام سيدنا لويس!!
لا يوجد في الكون انساناً يعلم جميع الحقائق الخاصة بالتربية من أجل التجديد وطُرق التعامل معها ، حيث يبقى أحياناً عاجزاً ومُندهشاً لِما يجري حوله من التأثير على شخصيته إن كان ايجابياً أم سلبياً ،  احيانا نراه مُنفّذاً للأوامر ومُطيعاً بدون المناقشة والجدل وأحياناً اخرى نراه داخلاً في جدالات عقيمة وعنيداً ولا يرغب الأستفادة من الآراء المطروحة حوله ويجعل من رأيه الأصوب دائماً ، وهناك من يقوم بتنفيذ اوامر الآخرين بعد المناقشة والقناعة التامة والوصول الى حالة مُرضية للجميع ، من بين هؤلاء مجموعة من البشر تعمل بكل قناعة ودراية وتُنفّذ التوجيهات فوراً لأنها تؤمن بكل الآراء والأفكار التي تُطلق من أجلِ مصلحتها وكينونتها ، من هؤلاء كان البعض من المسيحيين الأوائل ، من ضمنهم الأنجيلي القديس مار متى عندما تبع يسوع ونفّذ أمره وكلامه عندما قال له " اتبعني" .
المؤمن بالكتاب المقدس يجب أن يتعلّم منه ويستفاد من كل كلماته في الحياة وبعد ذلك تطبيق ما اختزنه من الآيات الرائعة . السؤال هو لماذا تبع مار متى يسوع فوراً وذهب معه؟
كان القديس متى موظفاً جابي ضرائب ، أي كان نوعاً ما مُتّسماً بثقافة أفضل من الآخرين وكان يستطيع تمييز كل صوت يأتيه من الأوامر من مسؤوليه وعلاقتهم مع الشعب ، وبالتأكيد كان يقوم بتحليل الوضع ودراسته بحُكم واجبهِ ، وبحسب الخبرة التي كان يمتلكها استطاع فوراً تمييز الصوت الإلهي من غيره ، ونهض تاركاً كل شئ وراءه والتحق مع يسوع. هل نحن نستطيع تمييز صوت أي مطران مثلاً أو أي قائد سياسي مُتجرّد من المصالح الشخصية وهمّه الوحيد وحدة الكنيسة بكل فروعها أو وحدة الشعب بكل طوائفه ونذهب خلف قيادته بدون أية مناقشة أو جدال ؟ هل نصل الى حالة القديس متى ونتوكل على الله وبدون تردد ونقتنع بكل ما يقوله لنا المطران أو الرجل السياسي ؟ في الحقيقة لو كان عندنا تمييزاً صحيحاً بين هذا وذاك من خلال ثقافتنا وعِلمَنا وخبرتنا مع الآخرين أقول نعم نذهب ونؤيد المطران في طروحاته ، ونشدُّ على يد السياسي في دعوته الوحدوية للشعب مهما كانت النتائج . نتبعك يا سيدنا المطران لويس بكل قوتّنا وأفكارنا وأحاسيسنا لأنك الطبيب الذي يشفى مَرضانا ويُنقذ كنيستنا من الضياع والأضمحلال والتدهور ، كما عاهدناك عندما كُنت في بغداد قدوة لنا في كل صغيرة وكبيرة ، هكذا الآن نُعاهدك لنكون جنوداً وتلاميذاً تحت أمرتك وبخدمتك وشكرا لتوضيح مأسآة الكنيسة الروحية وما تُعانيه وتقبل فائق التقدير والأحترام من كل الأخوة والأخوات الذين فرحوا وتهلهلوا لكلماتك الراعوية في التجدد نحو الحياة الأفضل وقيامتها من حالة الترنّح التي تمُرّ بها لتُعانق كنائسنا جميعاً بعضها البعض في كل طقسٍ يُرَتّل وفي كلِّ بوقٍ يُرّنِم للرب مُتشابكين الأيدي ورافعيها للسماء ، يوم العرس سيكون قريباً بجهودكم الوحدوية في كنيسةٍ واحدة جامعة مقدسة رسولية ليتناول الشعب المبارك من بركة القربان المقدس في كنيسة واحدة ، بجهودك تنقل الموتى الى القيامة الحقيقية بصوتٍ نبيٍ أو رسولٍ والمجد لله دائماً ، ودمتم بحفظ الرب يسوع الى الأبد .
مسعود هرمز النوفلي
11/6/2010