المحرر موضوع: من حقيبة الايميل 2 :الزهاوي والحجاب  (زيارة 1678 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
من حقيبة الايميل 2 :الزهاوي والحجاب

د.عامر ملوكا
 
عنوان الايميل :ابيات من شعر الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي حول حجاب المراة
ان ظاهرة الحجاب التي استفحلت في مجتمعانتا العربية ومجتمعنا العراقي بشكل خاص لاتتفق مع النمو الفكري والانساني والتطور الطبيعي للحالة الاجتماعية والاقتصادية وبروز وظهور حركات التحرر وحقوق الانسان والحريات وفي جميع دول العالم وظهورالانترنيت وجعل عملية الاتصال والتواصل بين اية بقعة من العالم واخرى عملية يسيرة جدا وبوقت قياسي وبتكلفة زهيدة جدا.  وكل الدلائل والنتائج تشير الى عدم وجود اية علاقة او رابط بين جعل النساء محجبات وبين القيم العليا والفضائل التي تجعل من الانسان في اعلى درجات سلم الارتقاء والتميز وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على التخلف والفقر والجهل والمرض.
 فلو كانت التجربة الايرانية كنموذج للاقتداء بها بعد ان جعل الحجاب زي اجباري للمراة الايرانية المسلمة وغير المسلمة فنجد ان ايران هذه الدولة الغنية لم تحقق اية شئ يذكر لهذا الشعب وعلى جميع المستويات وهل ممكن ان يختصر الدين الاسلامي في قطعة قماش تضعها المراة على راسها  او تغطي بها وجهها فان كان هذا نافعا قبل 50 سنة اما الان وبعد ظهور عصر الانترنيت والفيس بووك فسوف لن تستطيع قطعة القماش على الراس او الوجه ان (تخفي عوراة المراة حسب ادعاء الاسلام المتشدد) لابل سوف تسطيع اية امراة ان تظهر وجهها والاكثر من ذلك و يطلع عليها ملايين البشر وليس مئات او اللاف وخاصة عندما يكون الحجاب الزاميا وغير نابع من قناعة شخصية وان قواعد الاسلام الخمسة :شهادة أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فالحجاب لم يدخل ضمن هذه القواعد وان الكثير من العلماء المسلمين المعتدلين يؤكدون عدم وجود اية احاديث صحيحة توكد على لبس الحجاب اضافة الى عدم ورود ذكره لا في القرآن ولا في السنة عقوبة لتاركاته من النساء، فلقد ذكر القرآن حدوداً كثيرة لم يكن بينها حداً لترك الحجاب،

أما الدكتور أحمد شوقي الفنجري فيقول في كتابه(قضايا إسلامية: النقاب في التاريخ ,في الدين , في علم الاجتماع) يذكر ان النقاب عادة عرفتها الانسانية قبل ظهور الديانات السماوية فقد عرفه الاشوريين والبابليون ,أن النقاب عادة قديمة جداً تعود إلى ما قبل الديانات كلها: يهودية ومسيحية وإسلامية. عرفه الآشوريين والفرس ولم يكن بدافع التدين وكان يستخدم للحماية من الضروف المناخية او للتخفي والتمويه  وأن المسلمين لم يعرفوا الحجاب والنقاب إلا في عصور انحطاطهم.
يبدوا ان مجتمعاتنا العربية مصرة في اجترار الماضي وتضيع وقت شعوبها بقضايا لاتقدم لابل تؤخر فبعد ان عانت وناضلت اجيال من مثقفينا ومفكرينا ومنذ بدايات القرن الماضي لتحرير المراة وجعلها جزء لايتجزا من المجتمع وبعد ان قطعت اشواطا في هذا المجال يحاول دعاة الدين والمتاسلمون ان يجعلوا العجلة تدور الى الوراء ونضيع قرن اخر لنصل الى ما كنا عليه من قبل وهكذا نحاول ان نجتر الماضي دون ان نقدم شئ يذكر او نشارك كبقية خلق الله في البناء الحضاري للانسان والتي بالتاكيد تشير هذه المشاركة الى الرقم صفر اذ لم تكن  هذه المشاركة سلبية (يعني عدم وجودنا افضل من وجودنا) ورحم الله شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي عندما كتب هذه الابيات  فكم من جميل نحتاج في ايامنا هذه. والى متى نظل مجنمعاتنا تنظر للرجل بانه ذلك الوحش الكاسر يقتنص الفرص للايقاع بضحيته والى متى تظل نظرتنا الى المراءة كونها كتلة وجسد ودورها لايتعدى ارواء واشباع غرائزالرجل الجامحة .
الايميل:
جميل صدقي الزهاوي وهو ابن محمد فيضي ابن أحمد بن حسن بن رستم بن خسرو ابن الأمير سليمان الزهاوي، وهو شاعر وفيلسوف عراقي كبير كردي الأصل، يرجع نسبه إلى أسرة بابان وهي من الأسر المشهورة في شمال العراق
 
 
 
 
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك، حيث قال:
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر            هو داء في الاجتماع وخيـم
كل شيء إلى التــجد د ماض            فلمــاذا يقــــر هــذا القــديم؟
اسفري فالسفورللناس صبح            زاهر والحجـاب ليـل بهيــم
اسفري فالسفور فيه صلاح             للفريقيــن ثم نفـــــع عميــم
زعموا ان في السفورانثلاما           كذبوا فالسفـور طهر سليـــم
لايقي عفة الفتاة حجـــــــاب            بل يقيـها تثقيفــــها والعـلوم
 
 
  وقـــــــــــــــال أيضا
 
مزقي يا ابنة العراق الحجابا            أسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيـــــــه بلا ريث            فقــــــد كان حارسا كـــــذابا
 
 
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
استراليا \ملبورن