مسرحية "صحنا دساوا" ... تتحدث عن حياة عدد من عائلات المغتربة من ابناء شعبنا
وتفتح باب المسرح في ساندييكو الامريكية
عنكاوا كوم – سان دييكو - ريان نكارا كان لسفر المئات من العائلات الكلدانية السريانية الآشورية من العراق واستقرارها في سان دييكو الامريكية، اثراً لفتح أبواب كانت موصدة لفتراتٍ طويلة، من أهمها المشهد الثقافي المتواضع جداً في هذه المقاطعة، وللمسرح بالتأكيد مكانتهُ المرموقة في هذا المشهد، ولربما لأسبابٍ أخرى حُركت عجلته من خلال عدد من المسرحيات ما زالت في طور الإعداد.
ويبدو أن مسرحية "صحنا دساوا" ستكون باكورة العمل المسرحي (السرياني) في سان دييكو، حيث شارف المخرج (عادل يلدكو) الانتهاء من وضع رؤيتهِ الإخراجية للمسرحية بينما يبدو الممثلون الهواة في المسرحية، متحمسون للعمل الجديد، وهم يقومون بأداء بروفات المسرحية.
وقد حلّ موقع "عنكاوا كوم"، ضيفاً على أسرة المسرحية في إحدى بروفاتها قبل عدة أيام بقاعة كنيسة مار ميخائيل الكلدانية. تثير المسرحية في طرحها وبشكل كوميدي واحدة من أهم القضايا الجوهرية المؤثرة في سلوكيات أبناء الجالية لاسيما الأقدمون منهم، حيثُ تناسى بعضهم ركائز المجتمع الشرقي، وقدسية العائلة، في ظل ظروفٍ جرفتهم فيها تيارات الدولار العاتية..
وفي لقاء أجريناه مع كاتب المسرحية، حدثنا سدير ساكو عن مفاصل المسرحية وأهمية عرضها في هذا الوقت، اذ قال ان "المسرحية في الأساس كانت قصة قصيرة منشورة على صفحات الانترنت ومع قصص أخرى في كتابي "عاصفة القدر".
واضاف، استوحيتُ الفكرة من حكاية قديمة رواها لي جدي أيام طفولتي تأثرتُ بها كثيراً وظلت عالقة في ذهني، حتى صقلتها وصغتها كقصة قصيرة، ومن ثم أعدت كتابتها بإطار سيناريو مسرحي يواكب أحداث اليوم، المسرحية تتمحور حول أهمية العلاقات الأسرية، هنا في الولايات المتحدة نجد الكثير من أسر الجالية (الكلدانية السريانية الآشورية) والعراقية بشكلٍ عام، تأثروا بسلبيات المجتمع الأمريكي، وانشغلوا بشكلٍ خطير في الأمور الدنيوية.
واوضح ان المسرحية، نموذجاً لأسرة عراقية تعيش في أمريكا أنشغل الزوج فيها بجمع المال، بينما انشغلت زوجتهِ بمظاهر البرجوازية المتنامية في المجتمع، وفقد حنان الوالدين وحبهما، في حين ترك الأب العجوز وحيداً منعزلاً في عالمه الخاص يجترُ ذكريات الماضي البعيد.
وتابع، يتعلق الحفيد بجدهِ (بابا يوسب) كثيراً لأنه الوحيد الذي يشعرهُ بأهمية وجودهِ، ويقص عليه الحكايات الجميلة، ومن دروس الحياة تعلم الصغير أموراً صعقت والدهِ، وأعادته إلى رشدهِ، وقال "كان لصحن العجوز واقعة مؤلمة في دواخل الابن".
ووصف المسرحية بانها صورة تعكس السياسات الخاطئة والإهمال الحكومي لغير المنتجين لاسيما المعاقين منهم وكبار السن، وهناك في الواقع حالات كثيرة مشابهة لحالة (بابا يوسب).
في السياق ذاته، أشاد ساكو بدور جمعية مار ميخا الخيرية في محاولة خلق جو ثقافي عام بين أبناء الجالية الذين يفتقدون إليه، رغم وجود عشرات وربما مئات المثقفين والفنانيين والرياضيين بين أوساط الجالية في سان دييكو.
وقال ساكو "نحن بحاجة إلى صعقات كهرباية توقظ فينا النبض لإعادة إحياء الذوق العام، ولكي تأخذ الثقافة مكانتها الطبيعية في هذا المجتمع المادي".
وبينّ الكاتب ان المسرحية ستعرض قريباً في احدى مسارح جامعات سان دييكو، ليومين، متتالين، وسيتم اعلان ذلك للجمهور.