المحرر موضوع: شبطوط ................ ؟  (زيارة 1212 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شبطوط ................ ؟
« في: 16:23 22/08/2010 »
  شبطوط ................ ؟
من يستطيع اطالة لفظ هذه الكلمة هو من ينتصر في لعبة الاطفال المعتمدة على النفس الطويل والقدرة على الاستمرار حتى لو كانت الأطالة أتيه من المقطع الأخير من الكلمة طووووووووووووووووط . ربما البعض لم يمارس هذه اللعبة أو ربما مارسها ولكن ما أستعمل فيها كلمة مغايرة لما ورد أعلاه  ولكنها كانت لعبه رائجة خصوصا في مجال المسابقات وأبراز المهارات .
شبطوط لعبه جميلة تبين بأن المتبارز لن يدوم طويلا في النزال مهما طالت قدرته على تلفظ الكلمة ومهاراته في لفظها بأستخدام كل ما يحتويه جسده من غازات مضافا اليها ما قد يسرقه من اوكسجين أثناء المسابقة والذي يظهر بأنكسارات الصوت المتأتية في ثوان الأطالة الأخيرة ولكن دائما الخاتمه تكون بالتزام الصمت مع نفس عميق لياتي دور المتبارز الثاني والثالث ولتستمر اللعبة .
شبطوط تنطبق أيضا على السياسة ومن يرفض الأنصياع لقدرات صوته وجسده مؤكد سيصاب بالبحة كصدام مثلا الذي فقد صوته نهائيا وهو يحاول الأنتصار في شبطوط العراق المهمة . وبعده أصبحت اللعبه شعبيه جدا في بغداد حتى اكثر من لعبة المحيبس وأنضم وينضم اليها في كل يوم أوجه جديدة واخرى ذات خبرة . فحول السياسة العراقية الجديدة لم يتركوا طاقة في جسدهم وهم يزئرون ليل نهار مبرهنين على قدراتهم حتى وصل الأمر إلى أغراق بلدهم بالضجيج , لا تعرف متى بدأ هذا او كم أستغرق ذاك في نفسه الطويل قبل ان يعاود الكره , والشعب أشبه ما يكون بالمصاب بداء الشقيقة .
شبطوط لا تعني انك لو سكت الأن فقد فقدت فرصتك للأبد في العودة إلى المضمار من جديد لا بل العكس يمكن أن تتنحى قليلا وتجلس وتراقب وتحارب سياسيا وأعلاميا وتعود لتثبت انك أنت الأجدر ولكن المهم أن يأخذ الأخرون أيضا دورهم في قياس مهاراتهم ويسمعونا أصواتهم كل على حدى والمراقبين هم من سيحكم إذا كان صوت المالكي أطول أو الجعفري أو علاوي أو أو أو مع الأخذ بنظر الأعتبار بأن اللعبه مستمرة لن تنتهي فرصتك بعد ولست بحاجة لأثارة الفوضى كلما أقتربت من نهاية قدراتك الصوتية والسياسية في البقاء على سدة الحكم . ليس الشعب مجبرا على دفع عشرات الشهور والسنوات من عمره ورفاه بلده ثمنا لكل تحول قد تنجبه العملية الديمقراطية . لست مجبرا على رؤية خصمك وهو يحكم ويعلي صوته مبينا جداراته. أمر طبيعي يحق لك المتابعة والمعارضة والتحالف والتأمر أي شيء في السياسة يمكن أستعماله وأستغلاله وكما كنت بالامس على سدة البرلمان تعاني من المعارضة الشديدة لقراراتك تحول اليوم إلى الصفوف وعارض وعرقل ما تشاء . أفضح وحرض وأكذب ونافق . المهم أن لا يكون من يحكم منفردا في السلطة دون مراقبة ومحاكمة وحساب فوري ولاحق لكل قرار قد يتخذه . أما أن تأخر مسيرة أمة وشعب كامل في طريقه نحو حياة افضل وتزعجنا بصوتك المتطاول حتى بعد فشلك في تحقيق أجماع في العملية الأنتخابية فهو امر غير مقبول . ليست حياة واحدة تلك التي تؤثر عليها وليست مساله هينه تلك التي ينتظرها بلدك الضعيف امنيا ووطنيا والمنهك أقتصاديا والمحطم خدميا .
الرئيس الروسي تحول من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الوزراء  (( لأن الدستور لم يمنحه فترة أنتخابية أضافية )) في غضون ليله وضحاها وكل العالم يعلم بانه سيعود رئيسا للجمهورية بعد ولاية الرئيس الحالي في حين تنحي الجعفري عن راس الحكومة وتغييره لأنه واجه رفض الكتل السياسية الأخرى كلف العراقيين المزيد من الدماء على كل يوم يمر دون التوصل إلى تسوية سياسية تستوعب الجميع وتحقن الدماء . كلف العراقيين ساعات أطول في القطع المبرمج للتيار الكهربائي وأنعدام الخدمات . كلف العراقيين أهمالا على أهمال في الأهتمام بقضاياهم المستقبلية حالهم في ذلك حال الشعوب الأخرى حتى المجاورة وليس الأوربية فلنقارن العراق مثلا بالاردن وسوريا وليس بدول اخرى مشابهه له رغم كونه في نفس درجة الغنى مع الامارات والسعودية التي تدفع مصاريف اقامة خيالية  لطلبتها المبعوثين للدراسة في الخارج حتى المقيمين في الدول الغربية لا يحلمون بها  . ماذا فعل صدام ومن لحقه بدأ بمن يحكم أقليم الشمال وأنتهاء بمن يدير عصابات الصدر والفضيلة في الجنوب للطلبة العراقيين , للأطفال , لكبار السن, للشباب الذين يقتلون بعبوات ناسفة وهم في طوابير طويلة للتطوع في الجيش أو الأمن في بلد اللاأمن هروبا من الفقر والبطاله .
كم سيدفع العراقيين أكثر لرؤية تحول سياسي بسيط يجب أن يحدث سواء ببقاء المالكي رأسا للحكومة أو تنحيه . هل يعلم العراقيين بأن السياسيين في الكثير من دول العالم الديمقراطية كدولة العراق الجديد  يسقطون في ليله وضحاها على امور تافهة لو قورنت بمشاكلهم . كتغييرات المناخ والضرائب على الدخل كالبترول الذي طفح في خليج المكسيك وقلب حياة اوباما وحكومته  راسا على عقب .
في تركيا المجاورة حل الجيش المدافع عن العلمانية حزبا اسلاميا لأنه أسلامي وفي ساعات أعاد الحزب نفسه تحت أسم ثاني ودخل بقوه في البرلمان ويجلس أحد أعضاء ذلك الحزب الاسلامي اليوم كرئيس على سدة الحكم في تركيا ونفس الرئيس مد يده مصافحا احد قادة الجيش التركي الذي رفض مصافحته أمام كامرات التلفزة لأن زوجته محجبة  . فهي شبطوط سياسة ودول محكومة بوقت ثمين عدا العراق الذي عليه دائما ان يدفع ثمن رعونة سياسيه وقسوة عقولهم وعدم قدرتهم على الأنحناء وقبول حقائق الواقع ومرونة التغيير وكما يقول شاعرنا العربي .
صاح هذه جبابرتنا وحكامنا تملأ الارض
                                                                  فأين الأباطرة  من عهد عاد
وإذا كان المالكي يرفض التنحي بحجج ودوافع وطنية على حد زعمه رافضا الأنصياع لصوت جسده الذي يقول وصلت إلى نهاية الطوط فأفسح المجال لصوت اخر ليختبر نفسه في العراق حتى لو أعتقدت بانه ليس جديرا بالحصول على فرصه . المهم أن يسمع الأخرين مديات شبطوطه هو الأخر والتي بالتأكيد لن تدوم إلى الأبد وإذا كنت حتى ذلك الوقت متيقضا مثمرا يمكنك ان تعود بحزبك ولونك بشخصك او بمن ينوب عنك لتسمعنا صوتك مره اخرى أما الأن فقد تجاوزت ولا يحق لك ازعاج مسامع العراقيين بتراخي نغمات صوتك المكلفة لحياتهم السياسية والأقتصادية والأجتماعية .



عصام سليمان  _ تلكيف
سدني _ استراليا
Assyrian_publisher@yahoo.com