المحرر موضوع: إكرام الميت دفنه  (زيارة 1091 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل زومايا

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 730
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إكرام الميت دفنه
« في: 13:16 05/09/2010 »
إكرام الميت دفنه
كامل زومايا / kamelzozo@hotmail.de

أستفاق من حلمه الذي ضله منذ قرون من السنين ملتحفا بلوثة امجاد تاريخه الاخرس ..
فلم يعد في مجلسه من يقوى الشكوى في سرقة غلة من الشعير هنا
أو البوح بأسرار "العروس " في ثنايا الليل هناك..
ولم يعد في مجلسه من يكفكف دموعه بمقثل احيقار الحكيم ومنازلته لفرعون مصر ، فمن أين يأتي بالطائر النينوي ليبني دارا في اعالي السماء...؟
أو يبحث عن حقيقة ذلك الجواد الذي اجفل قطط مصر  في تلك الظهيرة المتبخترات  بين اهراماتها الفرعونية .. 
لم يعد....
 ولم يعد  مجلسه يحفظ اسراره ولو بشربة ماء من عيون قوجانس وصعقة سالامس الجريحة..... فطريق  الموت بدأ بالف ميل من الجثث تتزاحم في قارعة الطريق من هكاري الى بعقوبة وغلطة الشاطر بألف الف من احلام العصافير ..
لم يعد
ولم يعد  في مجلسه من يلقنه بنفائس اللغة... ادركته المنية على حين غرة  باعالي دجلة الموصل ، كما لم يعد يبحث في مجلسه عن حكايات سعرد والخاتم المغلوب لأدي شير وصوته المدوي في البرية ..
لم  يعد
ولم يعد  يذكر شيئا من حلمه الا تلك الجلسة الباردة باجوائها فها هو كلكامش يبحث عن خلوده ولو بقي وحيدا يبكي انكيدوا طول الدهر ..
لم يعد
ولم  يعد يستنجد بـ أدد بالمزيد من الصواعق والرعد وأمطار  من كل صوب لغسل آثام بابل وآشور ...
لم يعد ....
ولم يعد...فقد ترك كل احاديث الكبرياء والشموخ والعجلة والقلم ساحبا السيفون  ليتخلص منها ومن نفاقها الزائف  ...
لم يعد
ولم يعد يقوى للبحث عن من  سيعلن  موته في اي موقع الكتروني قيد الانشاء لتنتصر نبوءتهم  في تشريد اهل بابل وآشور كبلابل في اقفاص دول اللجوء......
وقف  منتظرا بنعليه... لايقوى ان يتذكر كلمة واحدة عن سفر تاريخه الذي اغتسلناه مع الريح....
لم يعد احدا من اهله معارضا للتسمية  الموحدة...
ولا حتى المنقسمة على نفسها والمأزومة في ثرثرتها فوق سطوحنا الرطبة 
 في وضح النهار ....فجأة 
سمع صوتا لمخالب قوم تبحث غنائم في دفاتر التاريخ دون رقيب..............
 صاح احدهم ...يا قوم... يا قوم ....   انهم  نيام .. نيام ... نيام .. بل انهم امواتا أجسادهم باردة ...
لا احساس
لا هوية
لا علم
لا وطن يطالب بهم .... ...
اجابه احدهم هيا  لنكسب الاجر فيهم  في  الدنيا والآخــــرة
 فأكـــــــرام الميــــــت دفنـــــــــــــــــــــه
حقا اكــــرام الميــــت دفنـــــــــــــــــــــه
اذا بقينا على هذا الحال فأكـــــــرام الميــــــت .......