المحرر موضوع: الأديب والباحث د.عدنان الظاهر نصفُ قرنٍ من الإبداعِ في العلم، والبحث، والكتابة  (زيارة 1676 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمود الوندي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 159
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأديب والباحث د.عدنان الظاهر
نصفُ قرنٍ من الإبداعِ في العلم، والبحث، والكتابة


أجرى الحوار: حكيم نديم الداوودي
                                                     
كلّ شيءٍ له طقوسه الخاص، ومن لا يفهم سر كينونة تلك الطقوس ربما سيقحم نفسه في تيه ٍ مّمضٍ لقصوره في إدراك كل المعرفة مع عوالم المشاهير. أقلام ٌوعقولٌ وتجاربٌ ثرةٌ تمّتد جذوربعضها الى نصف قرن أو أكثر عبر رحلاتهم وكدهم أوسهرهم الطويل . ومن أجل الوصول الى فناء أيكة إبداعهم علينا السفراليهم للتفيء بظلهم الوارف. وبدأت فكرة السفر لمملكة الروائي والباحث الكبير عدنان الظاهر عن طريق التواصل مع أديبنا الروائي د. الداوودي زهدي، وكان هذا الحوار من ثمرة المكالمة الاولى مع د. الظاهر وبداية مشوارالمودة لتقليب صفحات إبداعات أديبنا د.الظاهر. فالسمو والإرتقاء مع فكر هذا الروائي والباحث المتألق يتطلب منك حتماً الوقوف ِبَرويةٍ على شاطي بحر أفكاره، وتذكيره ببعض المشاهدوالأماكن والوجوه والمواقف والأسماء المتعلقة بأستار ذاكرته المتقدة بكل حيويةٍ ودئبٍ في مواصلة نشاطه الكتابي والنقدي. مثلما نتابعه ويتابعه محبي مقالاته الزاخرة بالمتعة الذهنية وإجادته في إستنطاق كائنات ممالكه الفنطازية.  وعبر حوارنا مع د. عدنان الظاهر إستوقفتنا جملة من الأسئلة التي تنوعت ما بين الوقوف على عتبة دار مولده،  وعلى مراحل أيام الطفولة والشباب، ومراحل التعليم العالي، وسنوات التدريس، وحكاية مشواره مع الصعاب في وطنه بعد تركه لموطن الحلم والطفولة، وقصة غزله مع هموم أفواه أبناء وطنه الجائعة وتضامنه مع أصحاب مناداة تلك الحقوق التي تطالب بالرفاه الإجتماعي أسوة بثراء دول البترول في العالم. مع شكرنا المتواصل لسعة صدره، وطول صبره في الوقوف على معاني ومغازي أسئلتنا المطروحة وفق مقاسات تحليلنا الشامل لتجربته الطويلة في البحث والكتابة.                                                                                                                                           

                           

س 1: ماذا بقيت لديك من الشواهد الرسمية تؤشر لميلادك والى مسقط رأسك بابل مدينة الطلاسم وينبوع الشعر والفن والصفاء، وموجز أطلس الإنسانية؟                                                                       
                                                                                       
ج س1 : السؤال غامض يا عزيزي ويحتمل أكثر من إجابة واحدة . فما المقصود بالشواهد الرسمية ؟ دفتر النفوس ؟ دفتر الخدمة العسكرية ؟ شهادة الجنسية العراقية ؟ ما زالت هذه الوثائق معي حلّت حيثُ حللتُ وارتحلتْ حين ارتحلت . أو تقصد ذكرياتي عن مدينتي حلّة بابل ؟ ذكرياتي عن الحلة ما بين الأعوام 1942 ـ 1962 ما زالت حيّة نابضة في رأسي وقلبي ووجداني .  طالباً في المدرسة الإبتدائية الشرقية ثم متوسطة الحلة للبنين فثانوية الحلة للبنين حيث شهادة بكالوريا الخامس العلمي . بعد تخرجي في دار المعلمين العالية عام 1959 قضيت ثلاثة أعوام مدرساً بين متوسطة الكفل للبنين ثم متوسطة الحلة للبنين.لم أنسَ زملائي ولا أصدقائي ولا أقاربي قط  بل وحتى الكثير من طلبتي . ووفاء مني لمدينتي وأهلي وذكرياتي فيها كتبت 15 حلقة تتعلق بمدينة الحلة : مدارسها وأبرز معلميها ومدرسيها وعن صنائعها ومختلف حرفها وباعتها المتجولين وحلاقيها وأطبائها لاقت إستحساناً لم أكن أتوقعه  حتى جاءتني رسائل الشكر والتهاني من مختلف الأقطار . في شهر آذار من عامنا هذا [ 2010 ] كرّمتني جامعة بابل في ملتقى خاص في أحد قاعاتها  إفتتح الملتقى رئيس الجامعة الدكتور نبيل الأعرجي وتكلم عدد من الأساتذة وبعض الأصدقاء القدامى  وطلبوا مني كلمة كرسالة تلفونية فقرأت كلمة بهذه المناسبة . كانت إبنتي حاضرة هناك لتمثيلي فتكلمت نيابة عني وقرأت كلمة أعددتها لها . منحتني جامعة بابل درع الجامعة وقررت تسمية إحدى قاعات المحاضرات بإسمي . هذا جواب الحلة على حبي لها وتعلقي بها وبأهاليها وبكل ما يمتُّ لها بصلة. غادرت الحلة شهر آب عام 1962 ولم أرها بعد ذلك إلا مرات قليلة جداً في سبعينيات القرن المنصرم .  أما عن تأريخ مولدي فجرى تثبيته كما يلي : أولاً / الوالد : يتذكر عام مولدي ( 1935 ) لأنه كان عام مولد الملك فيصل الثاني ثانياً / الوالدة : لا تعرف عام مولدي بالضبط لكنها تتذكر جو وطقس مولدي . تقول المرحومة الحاجّة : جئتَ للدنيا في ليلة عاصفة باردة ممطرة لذلك ، تضيف الحاجّة ، تشاءمتُ منك ومن ساعة ميلادك ! ثالثاً / شهادة أخينا الأكبر عبد الجبّار : قال لي إنك جئتَ دنيانا في شهر كانون الأول عام 1935 .رابعاً / وماذا عن يوم مولدي ؟ لا أحد يعرف ! لذا إخترتُ أنا هذا اليوم ولمناسبة سعيدة جلبت لي حظاً كبيراً في حينه ، وكان ذلك في 17 من كانون الأول فتمّت [ السبحة ] هذه التواريخ مُثبّتة اليوم في كافة وثائقي الألمانية بما فيها جواز السفر17.12.1935 .                                                                                                           

س2 : في الطريق لتسجيل الطالب عدنان الظاهر في مدرسته الأولى، ماذا بقي لديه  من طموحات براءة سني الطفولة، أول معلم أهدى لك إبتسامته الأولى بإعتباره رسول ٌ من ُرسل العلم والمعرفة؟                                                                                  

ج س2 :  لم أبدأ دراستي الإبتدائية في مدينة الحلة ، ثم يتعذر على طفل في الخامسة من عمره أنْ يتذكّر إسم أول معلم . كان المعلمون كثاراً يتبدلون ويتنقلون بين المدارس أو بين المدن . قضيّتُ أغلب سني المدرسة الإبتداية في ناحية المحاويل [ الآن قضاء المحاويل ]. هناك أتذكر أسماء لا أنساها من الرجال الأجلاّء الكرام على رأسهم مدير المدرسة السيد أحمد عباس ( أبو شهاب وثاقب ) وأخوه السيد لطفي سلمان ثم المربي الفاضل محمد جواد الدهيمي والأستاذ نعمة عباس الزبيدي . كما لا أنسى أستاذ العربية عبد الأمير محمد الذي أهداني كتاب " الشاعر الطموح " عن المتنبي وكان لهذا الأستاذ فضل تعلّقي بالشاعر العراقي الكوفي المتنبي .                                                                                                                                               
 
س3: ما علاقتكَ بالشعر وأنتَ نهلْتَ مبكراً من معين علوم الكيمياء العضوية وغير العضوية؟ وكيف نمت تلك العلاقة عند رسمك لأول لوحة شعرية بالكلمات ؟                                                       
           
  ج س3: بدأت علاقتي بالشعر عام 1948 ومع كتاب الشاعر الطموح . قرأت هذا الكتاب وحفظت ما فيه من شعر المتنبي  وكان مدير المدرسة يختارني لإفتتاح  تحية العلم الأسبوعية لأقرأ بعض الشعر . أتذكر مرّة طلب مني المدير أنْ أقرأ قصيدة المتنبي [ ذو العقل يشقى في النعيم بعقله / وأخو الجهالةِ في الشقاوة ينعمُ] فقرأتها بطلاقة ومقدرة .الكيمياء لم أخترها بمحض إرادتي إنما فرضتها عليَّ ظروف خاصة جداً . أجبرني الأهل على دخول الفرع العلمي ومن هناك بدأت مشكلتي التي يحلو لي أنْ أسميها كارثتي .                                                                                                             

س 4: ماذا أضافت لخزينك الشعري دواوين عمالقة الشعر العربي من المتنبي الى الجواهري؟                                                                                                  
                                                                                           
ج س4:  حفظتُ الكثير من شعر المتنبي لكني كنت دوماً أجهدُ نفسي وأجبرها على الإبتعاد عنه لئلا يقع شعري تحت تأثيره فأفقد شخصيتي وخصائصي الفنية والإنسانية . نعم ، كتبت الشعر العمودي في بداياتي الأولى وكان هوايَ مع بحري البسيط والطويل لكني هجرته للعالم الجديد الذي طغى خلال خمسينيات القرن الماضي ، أعني الشعر الحر أو الشعر المرسل أو شعر التفعيلة الواحدة وتعدد القوافي .  لم أزل عبداً مكبّلاً بقيود هذا الضرب من الشعر لأنني لا أستطيع عبور المرحلة لكتابة شعر قصيدة النثر ، لذا أعتبرُ نفسي متخلفاً ! ديناصوراً لا يصلحُ إلاّ لمتاحف التأريخ الطبيعي.                                                                                     
                                                                                                 



س5 : كيف وجدت الشعر عبر دواوينك المتعددة، هل أدى الشعر لديك رسالته في المجتمع باعتباره وعلى حد تعريف الشاعرة نوار عماد إنعكاس لـ " سيرة حياة البشرية كأداة تعبير منذ القدم"؟

ج س5: ليس في قناعاتي أني وشعري قادران على إحداث أي تغيير في المجتمع . ذلك شأن سياسي صرف . نعم ، في شعري إشارات قوية وأخرى ضعيفة في نقد بعض الأوضاع السياسية الراهنة اليوم لكنَّ شعري أساساً لا أضعه في خدمة السياسة ولا الإيديولوجيا هذه قناعتي . لو تقرأ شعري الحالي المنشور في العديد من المواقع لأقتنعتَ بما قلتُ . أنهجُ في الوقت الراهن نهجاً جديداً عليَّ فقصائدي معقدّة قليلاً لطبيعة بنائها وهندستها وما يتخللها من فضاءات وظلال وتلاوين وتلاعبات بالزمن تقديماً وتأخيراً فضلاً عن الكثير من التراكيب الصوفية ـ الميتافيزيكية وأرجحة الألفاظ  من خلال قوانين اللغة نفسها . على العموم إني لا أعدُّ نفسي لأكونَ شاعراً معروفاً بين الشعراء ولا لديَّ طموح في منافستهم لأني أساساً منصرف لنقد الأعمال الروائية ومجاميع قصائد شعر النثر، أي أفتخر بكوني أحد النقّاد وأصر أنْ أكون أحدهم بينهم .
 
س6 : أية مدرسة نقدية جذبتك أثناء قراءتك لاعمال الشعراء والادباء قديما وحديثا؟

ج س6: قلت دائماً أني لا أنتمي لأية مدرسة نقدية والسبب هو رأيي وقناعتي الراسخة أنَّ النظريات النقدية تُسيء للنصوص وتجمّدها في قوالب قاسية تعسفية والإبداع لا حدود له ولا إبداع بدون حرية مطلقة والنظريات قيود وزناجيل وقوالب من الفولاذ والأسمنت . قلتُ دائماً إنَّ النص هو الذي يوجّهني ويفرض عليَّ منهج دراسته وآليات تحليله ثم اللغة التي أعالجه بها . أعالج النصوص المختلفة بلغات مختلفة لكنَّ العربية تبقى اللغة الوحيدة من حيث القواعد والنحو والصرف والإشتقاق.



س7 : الرحيل و حمل حقائب السفر الى المجهول، ماذا تتذكر من تلك الوجوه والاسماء والمدن التي دونتَ لهم في مسيرتك الأدبية عبارات التمني للقاء بهم كرة أخرى؟

ج س7: الوداع الأول الكبير في حياتي كان صباح السادس من شهر آب عام 1962حيث غادرت مطار بغداد للدراسة في جامعة موسكو بزمالة دراسية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا .  كان على أرض المطار جمعٌ كبير من الأهل والأصدقاء غير أنَّ ما رأيت في ذلك الوقت من حال والدي أفقدني سيطرتي على نفسي . كان واقفاً بجانبي ويسأل الناس : لَعَدْ وينه عدنان أي [ أين عدنان ] ؟ ثم والدتي التي تهاوت على أرض المطار بعباءتها السوداء متشبثة بأطراف سروالي تبكي وتعاتبني أمرّ عتاب : ليش صخيت بفراكنا يُمّة عدنان ؟ أي ( كيف سخوت بفراقنا أو كيف هان عليك فراقنا ) ثم أضافت : ليش ما دللناك ما تعبنة عليك ... ربيتك بدمع عيني وما جرى ؟ ( ألم ندللك ألم نتعب عليك ربيتك بدمع عيني وما كان يجري ) . تأثرت كثيرا بموقفي والدي ووالدتي ولم يفارقني ذلك التأثير لعدد من السنين . الرحيل الثاني والأخير كان فجر التاسع من شهر تموز عام 1978 هروباً أشبه بالمعجزة ... لم يكن في وداعي إلاّ الصديق الذي تبرع بحملي بسيارته إلى مطار بغداد وأصرّت زوجتي ومعها طفلانا أمثل وشقيقته قرطبة أنْ يكونوا في وداعي . كان الولد شجاعاً غير مبالٍ برحلة والده شبه المجهولة المصير لكنَّ شقيقته قرطبة ضعفت قليلاً ... إلتصقت بي في السيارة وفي عينيها ظلال دموع لكنها لم تسمح لها بالسقوط !

س 8 : الأم وكما في تعبير كل النفوس الطيبة حاضنة الأمل والشوق والألم والحنان، فيها تختصر كل مسالك وممالك الانسان، ألستَ القائل لها في ديوانك رمل وبحر " أماه ليتك ما غبتِ عني ، فبعدكِ تأتي الليالي ، وبعدكِ تمضي الليالي ، وهيهات بعدكِ يأتي القمر".

ج س 8: كتبت قصيدة رثاء لأمي منشورة في ديوان [ رملٌ وبحر ] كما تفضّلت عزيزي أستاذ حكيم . وذكرتها في عدد من قصائدي ولم أزل أذكرها حيثما وجدتُ مناسبة لذكرها كما خاطبتها في بعض أشعاري في بيت أو بيتين من قبيل :
أمّي معي قلبها في الليلِ يحضنني
غيباً كما يحفظ الأعمى أغانيهِ
الأم في الدنيا واحدة فكيف ينساها أولادها ؟ كيف ينسون إقامتهم تسعة أشهر في رحمها سكناً وطعاماً وشراباً كأي فندق خمس نجوم [ فل بانسيون ] . كيف ينسون حليب صدرها ؟
 
س9 : هل هناك جدارمن العتاب المضبب بين عالمك الأدبي  وعالم السياسة وهل ترى ان السياسة ما تزال هي فنٌ لخداع الذات، وتحايل من أجل تحقيق مآرب  (الأنا) . ما تقييمك لأداء بعض رجال السياسة في العالم وفي عراق اليوم؟

ج س9: لا من علاقة قائمة بين عالمي الأدب والسياسة خاصةً في مجالات الشعر . ربما أكتب حوارية خيالية فيها رموز وإشارات تتناول أوضاعاً سياسية معينة لكني لا أعتبر هذا نوعاً من أنواع السياسة . أتذكر نقاشاً مع شخصية مهمة جداً اليوم في العراق جرى ربيع عام 1981 قال بالحرف الواحد [[ السياسة قحبة ! ]] . ليس لي تعليق على قول هذا الرجل. السياسات تتغير بتغير الزمان والظروف السياسية المحلية والعالمية . لا من ثبات على وجه الأرض وأمامك ما يجري في العراق !
 

س10: كُتبٌ عشت معها، وأية من تلك الكتب أثّرت فيك، وتركتْ آثارها العميقة في مسيرتك الأدبية؟

ج س 10: القرأن وديوان المتنبي لا يفارقانني أبداً ، ثم كتب طه حسين في تأريخ الأدب العربي وكتب أخرى لا يسعني تعدادها في هذه اللحظات . من الشعراء الأجانب تأثرت كثيراً بكل من شكسبير كروائي ثم لورد بايرون وما قرأتُ من ترجمات لبعض أشعار لوركا ورامبو وبودلير . لم أتأثر كثيراً بما قرأتُ من الشعر الروسي ، لا بوشكين ولا ماياكوفسكي ولكن أعجبني  شعر يفتوشنكو وترجمت له قصيدة [ نعم ولا ] إلى العربية ونشرتها مجلة الآداب اللبنانية في نيسان 1967 .
 
س11 : هل تملك طقساً معيناً من طقوس كتابة القصيدة؟ أم أن القصيدة تأتيكَ كزخات المطر تبلّل روحك قبل إحتضانها لجمال المكان والطبيعة ؟

ج س 11: لا تأتيني القصيدة مجاناً لوجه الله ! أنا أذهبُ إليها سعياً على الرأس لا مشياً على القدم . لا طقوس خاصة عندي لكتابة الشعر . ثم لا أكتب قصيدة ناضجة جاهزة [[ ملبلبة ]] كما نقول في العراق . القصيدة معي ليست مشروعاً جاهزاً كاملاً أتناولها مثلما أتناول كتاب من على الرف . تأتيني أفكار ... تبقى معي فترة قصيرة ... تفارقني ... أحاول اللحاق بها فأنجح حيناً وأخفق أحيانا . نعاود في اليوم التالي الصراع والمماطلة والكر والفر أخادعها وتخادعني . وحين أستقر على رأي محدد أو التوقف لدى فكرة أو مجموعة أفكار مترابطة أو متشعبة عن أصل واحد وجذر واحد أشرع بالكتابة وأترك ما أكتب لفترات متباينة قد تطول وربما تقصر . في نهاية كل هذا المرار أعيد النظر فيما كتبت ! يا للمصيبة ! غالباً ما أمزق حصيلة جهدي وصراعي وأصرف النظر عن مشروع هذه القصيدة العصية على أنْ تكون قصيدة .  أحياناً أخرى أجد فيما كتبت شيئاً يستحق تسميته شعراً . أجلس طويلاً لأعيد كتابة أو تبييض ما سوّدت سابقاً فأشطب وأحوّر وأضيف وأعدّل حتى يستوي بين يدي شيء لا علاقة له بأصل ما كتبت في أول الأمر .  لا أفكر بالكلمات إنما الكلمات تفرض نفسها على الجملة الشعرية فهي اعرف مني وإنها هي الجديرة باخذ مقودي وزمام أمور القصيدة التي أطمح إلى كتابتها . ميلاد الشعر عندي عملية أشق من الولادة المتعسرة بكثير .


س 12: هناك قصائد تصف غائلة الشيب، وما نصيبها في قصائد د.عدنان الظاهر، وهل أنت في ولهٍ لأيام الصبا "أينَ الشبابُ ؟ و أيَّةً سلكـا - لا أين يُطلبُ ؟ ضلَّ بل هلكا"؟

ج س 12 : أكره سماع مثل هذا الشعر . لا أخاف الزمن ومرّ الزمن ولا أتشبث بالحياة تشبث الجبناء . بين عينيَّ ما قال المتنبي : فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ، كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ .
 
س 13: ماهي مشاريعك الأدبية القادمة التي لم تكتمل، وأنت ترفل دائما بالعطاء متخطيا ًعقابيل تقدم العمر ؟
ج س 13: أحلم أنْ يتم طبع مذكراتي وهي في سبعة فصول . وطبع حوارياتي الطويلة مع أبي الطيّب المتنبي وأكثرها منشور في المواقع وبعض الصحف . ثم طبع مقالاتي الأدبية وابحاثي في نقد الشعر والرواية ولقد أنجزتُ منها الكثير للعديد من الروائيات والشواعر العربيات والروائيين والشعراء العراقيين والعرب .


س14: ماذا تعني لديك هذه الأسماء في عالم الفن والأدب والسياسة ؟

1—  امرؤ القيس: المتنبي :   الرصافي :الجواهري : نازك الملائكة: ناظم حكمت:  بوشكين: بابلو نيرودا:بودلير: شيللر: لوركا :السياب :
 نجيب محفوظ :: لميعة عباس عمارة:
2 –  علي الوردي:علي جواد الطاهر:طه حسين :عبد العزيز الدوري : طه باقر:مسعود محمد :عبد الجبار عبدالله :سلامة موسى:كمال مظهر:
تشيخوف :مصطفى جواد : آرثر ميللر: سارتر:عدنان الظاهر:
3 –  ميكافلي: لينين: تيتو : إنشتاين :: الفرد نوبل :عبد الناصر: الملك غازي: عبد الرحمن البزاز: كاسترو : ديكول ، فرانكو : عمر المختار::كورباتشوف :
4-  بيكاسو: جواد سليم :: بول سيزان: فائق حسن ::الخطاط هاشم البغدادي: رائد المقام محمد القبانجي:


ج س 15: 1 - لا شيء 2 ـ طه حسين وطه باقر [ إبن الحلة ] و عبد الجبار عبد الله . أما عدنان الظاهر فلا يعجبني !  3ـ جمال عبد الناصر وكاسترو   4ـ بيكاسو في الغيورنيكا فقط ورامبرانت في كل لوحاته ورينوار في كافة لوحاته ... ثم محمد القبانجي .
 
س15: هل من كلمة أخيٍرة ؟

ج س 15:  الشكر الجزيل للأخ الأستاذ حكيم نديم [ جامع الحكمة والمنادمة ] ولكافّة قرّائه ومحبي أدبه فأدبه وروحه جامعان شاملان .





بطاقة تعريف :

الإسم : عدنان عبد الكريم الظاهر [ دكتوراه كيمياء وبروفسور مشارك ]الإقامة : ميونيخ / ألمانيا تأريخ ومحل الولادة : 17 / 12 / 1935 ( الحلّة ـ بابل ـ  عراق )الدراسات الجامعية والأبحاث :1955 ـ 1959 / بكالوريوس علوم ـ كيمياء / دار المعلمين العالية / جامعة بغداد ، العراق.1962 ـ 1968 / دكتوراه كيمياء / جامعة موسكو / روسيا ( متمتعاً بإحدى زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ). 1968 ـ 1969 / أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية / جامعة كالفورنيا في إرفاين / الولايات المتحدة الأمريكية. 1988 ـ 1990 / أبحاث في حقل الكيمياء غير العضوية / أكاديمي زائر في قسم الكيمياء في جامعة ويلز / مدينة كاردف البريطانية. 1990 ـ 1993 / أبحاث في حقل كيمياء المعادن العضوية ( الفيروسين ) / باحث علمي مشارك / جامعة شفيلد / مدينة شفيلد البريطانية.نشرتُ سبعة أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية والكيمياء غير العضوية في مجلات إختصاص عالمية.                                       

الوظائف التي شغلتُ في حياتي :1959 ـ 1962 : مدرس تعليم ثانوي في مدينة الحلة / بابل / العراق 1970 ـ 1978 : مدرِّس كيمياء في كلية علوم جامعة بغداد. تدريس الكيمياء لطلبة الدراسات الأولية والعليا ( الماجستير ) وعضو لجنة الدراسات العليا في قسم الكيمياء.(( 1974 ـ 1978 : عضو الهيئة الإدارية لنقابة الكيميائيين العراقية )). 1978- 1984 : أستاذ مشارك في قسم الكيمياء في كلية علوم جامعة الفاتح في العاصمة لليبية طرابلس. تدريس الكيمياء غير العضوية والنووية لطلبة الدراسات الأولية والعليا ( الماجستير ) ورئيس لجنة الدراسات العليا في القسم.                                                                                       

الكتب المنشورة :                                                                                                                                             


1960 / ديوان شعر بعنوان ( إحساسي يًصيب الهدف ). صدر في بغداد / الناشر : خالد العاني.
- 1998 / ديوان شعر باللغة الإنجليزية بعنوان ( سورنكاث ). صدر في لندن عن دار " منيرفا ". تُرجِمت بعض قصائده إلى اللغة الألمانية ونُشِرتْ في مجلة دورية تصدر في مدينة ميونيخ. كما قرأتُ منه الكثير في بعض المحافل والأمسيات الأدبية في ميونيخ ومدن ألمانية أخرى.
 2000 / ديوان شعر بإسم ( رملٌ وبحر ). صدر في دمشق عن دار الحصاد.
 2000 / كتاب في الشعر باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. صدر في مدينة ميونيخ عن دار " فُلك نوح ".
 2002 / كتاب بعنوان ( نقد وشعر وقص ). صدر في القاهرة عن مركز الحضارة العربية يضم دراسات عن المتنبي والمعرّي والجواهري والسياب ومحمود درويش ونزار قباني ومصطفى غلمان وعبد الهادي سعدون وحيدر حيدر وفاتح عبد السلام. وفيه نقاشات مع طه حسين ولقاءات مُتخيَّلة مع الشاعر أبي الطيّب المتنبي في حلقات سبع. نُشِرتْ محتويات هذا الكتاب كلها تقريباً في جريدة الزمان التي تصدر في لندن.

الكتب الجاهزة للنشر :
دراسات نقدية كثيرة للعديد من دواوين قصيدة النثر وبعض الروايات المعاصرة.
 محاورات مع أبي الطيب المتنبي / قص روائي ـ خيالي ـ واقعي. نشرت جريدة الزمان حوالي 26 حلقةً منها. ما زالت هذه المحاورات مستمرة.
 أبحاث علمية حول البيئة والتلوّث. نشرت مجلة العربي الكويتية بعض هذه الأبحاث. كما نشرت البعض الآخر منها مجلة الزمان الجديد الصادرة في لندن خلال الأعوام 2000 ـ 2002 .

فعاليات أدبية :

نشرتُ الكثير من أشعاري ودراساتي في الصحف والمجلات الأدبية الصادرة في معظم الأقطار العربية وفي العديد من الأقطار الأوربية. وقرأتُ أشعاري سنوات الدراسة في موسكو، كما قرأتُ بعضاً منها في إذاعة ( صوت الجماهير العربية ) في العاصمة الليبية طرابلس عامي 1982 ـ 1983 . وألقيتُ أشعاري شهر آب 1998 في لندن بدعوة من ( المنتدى العراقي ) وفي هيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي. وفي راديو ( سبكتروم ) في لندن. في مساء 18/5/2000 قرأتُ أشعاري بالعربية والإنجليزية والألمانية في حفل خاص أُقيمَ في مكتبة ( موناسنزيا Monacensia  ) الحكومية للأرشيف في مدينة ميونيخ. وقرأتُ مساء 6/9/ 2000 أشعاري في لندن بدعوة من ( ديوان الكوفة ) لمناسبة صدور ديواني الشعري ( رملُ وبحر ). ثم نظّمَ لي راديو سبكتروم Spectrum  في لندن مقابلة مطوَّلة أُذيعت بثّاً مباشراً قرأتُ خلالها بعض أشعاري. مقابلة أخرى جرت في نفس اليوم مع فضائية ( المستقلة ) التلفزيونية في لندن. نظّمَ مساء 26 / 9 / 2000 ناشر كتابي باللغات الثلاث حفلاً خاصاً بي لمناسبة صدور هذا الكتاب قرأتُ فيه أشعاري بالعربية والإنجليزية وقرأ ترجماتها إلى الألمانية مترجمٌ ومترجمة. أُقيم هذا الحفل في مكتبة ( موناسنزيا ) في مدينة ميونيخ. مساء 17/12/2001 ألقيت محاضرة بعنوان ( لغة الشعر وقصيدة النثر ) أمام الملتقى الثقافي العراقي في ميونيخ. في 22/3/2001 قرأتُ بعض أشعاري بالعربية والألمانية في مدينة ( لايبزج ) الألمانية على هامش معرض الكتاب الدولي الذي أُقيمَ في تلك المدينة. في مساء يوم 30/4/2001 ألقيت محاضرة في مدينة برلين بدعوة من ( نادي الرافدين الثقافي العراقي ) تعرّضتُ فيها لشرح طبيعة وأهم خصائص قصيدة النثر ثم آليات الإبداع في الشعر العربي القديم. وساهمتُ في فعاليات مهرجان أسبوع الثقافة العراقية الذي نُظِمَ للفترة 29 مايس ـ 3 حزيران في العاصمة السويدية ستوكهولم حيث ألقيتُ البعض من أشعاري ثم قرأتُ محاضرةً بعنوان ( سوريالية المتنبي وقصيدة النثر ). وبدعوة من ( الملتقى الثقافي العراقي ) في ميونيخ ألقيتُ مساء 12/10/2002  محاضرة بعنوان ( ناقد أم حاقد ؟ ) ناقشتُ فيها آراء ومواقف خاطئة لثلاثة من نقّاد المتنبي وهم : الحاتمي وطه حسين وفوزي كريم. وبدعوة من ( البيت العراقي ) في العاصمة النمساوية فيينا ألقيت مساء العاشر من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2002 محاضرة بعنوان ( فِكرٌ وشعر ) شرحتُ فيها أهم خصائص شعر النثر المعاصر والحرية المطلقة التي يمارسها كل من القاريء والشاعر بعيداً عن القيود المزدوجة الصارمة التي يعاني منها شاعر قصيدة التفعيلة والتي تجعله عبداً لتأثيرات الماضي ( شعراء الماضي الكبار ) وعبداً للحاضر  ( السعي لإرضاء القاريء من جهة وللإستحواذ عليه من جهة أخرى. أي أنَّ العبدَ يستعبد غيره ). ثم قرأتُ الكثير من أشعاري المنشورة وغير المنشورة.
ظهرت أبحاثي في السنوات الأخيرة ودراساتي في مجلة ( ألواح ) الصادرة في مدريد وفي مجلة ( المدى ) الصادرة في دمشق. كما نشرت صحيفة ( ثقافة 11 ) الصادرة في لاهاي / هولندا بعض قصائدي الشعرية. وظهرت إحدى قصائدي على صفحات مجلة ( شعر ) القاهرية، كما نشرت أشعاري مجلة ( الصدى ) المندائية في ستوكهولم ومجلّة ( المنار ) مجلّة نادي 14 تموز الثقافي الديمقراطي العراقي في ستوكهولم. كما ظهرت أشعاري وكتاباتي في بعض الصحف المغربية كجريدة ( الصحراء المغربية ) وجريدة ( الجمهور ) وسواهما. كذلك نشرتُ بعض أبحاثي في مجلة ( كلمات ) الفصلية التي تصدر في أستراليا. ثم نشرت لي جريدة ( الزمان ) اللندنية الكثير من أبحاثي ودراساتي النقدية حول الشعر والرواية. آخر أعمالي هو مسلسل ( المتنبي في أوربا )… لقاءات وحوارات خيالية ـ واقعية مع الشاعر المتنبي. نشرت جريدة الزمان أغلب حلقات هذا المسلسل البالغة تسعاً وعشرين حلقةً. كما ظهرت لي دراسات نقدية مطوَّلة حول الشعر وبعض الروايات المعاصرة   إعتباراً من أواخر عام 2002 وحتى  تأريخ اليوم .                                         
  21. 04 . 2008 من المواقع أذكر منها (( إيلاف في باريس والحوار المتمدن و كيكا في لندن ونصوص عراقية في الدنمارك والثورة في بغداد وأوراق عراقية في هولندا والرافدين وموقع صوت العراق  والبيت العراقي في مانجستر البريطانية وعراق الغد في فيينا وفضاءات وأفق ونسابا وعراقيون والمهاجر في أمريكا وميزوبوتاميا في سويسرا ومارماريتا في سوريا و موقع الهدف الثقافي وموقع الناس وفوانيس وشارع المتنبي وبنت الرافدين  وموقع ليلى و الحوار المتمدن والمناهل والمثقف والنور وتمارين و شرفات وجلجامش وبعض المواقع الليبية والمندائية ومقع رابطة الكتّاب العراقيين )) .أنجزت  كتابة سبعة أجزاء من مذكراتي بأسلوب قصصي ـ روائي ـ وثائقي يجمع بين التأريخ والسياسة والعلم والأدب في أكثر من 500 صفحة نشرت الكثير منها في بعض مواقع الإنترنت وهي موجودة في موقعي الخاص لمن يود الإطلاع على ما فيه أواخر عام 2009 .