المحرر موضوع: هوامش على ضفاف الميلاد  (زيارة 890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هوامش على ضفاف الميلاد
« في: 20:04 16/12/2010 »
هوامش على ضفاف الميلاد

سامر الياس سعيد
ينبلج فجر جديد تشع من خلاله أفق شمس جديدة يستمتع بدفئها كثيرون ومعهم من يراها بداية لألق أخر  وموضع أخر يضعون فيهم حقائب الهجرة ويأخذون نفسا طويلا  يستعيدون خلاله ذكريات زمن آفل  كان في سنوات مشرقا إلا ان اليوم حمل معه غيوم كثيفة حجبت رؤيتهم إزاء المستقبل ..
ينبلج فجر الميلاد هذا العام وابنائك يارب  مضطربون تجتاح نفوسهم إرهاصات شتى  ومخاوف كثيرة يقلقهم الاقتراب من زمن جديد يشعرون فيه ان بقائهم في الوطن سوف لن يستمر طالما ان الاحداث تتوالى ،حقائبهم معدة للحمل  والذهاب بعيدا  وهم بذلك يتتبعون صوتك وانت تقول لهم تعالوا الي  ياثقيلي الاحمال وانا اريحكم ..
هل اضحت راحتنا ان نغادر سنوات ذكرياتنا ونمضي بعيدا في دوامة المجهول ..ان نغادر كنائسنا التي ضمت احتفالاتنا بميلادك وقيامتك  وأعيادك وقداديس يوم الأحد البهية ..
هل تتعود تلك الاماكن غياب ابنائها وهم يمضون في سبيل اللاعودة  هل تشعر تلك الزوايا في كنائس الموصل بان من التصق بها واستنجد بسيدها ان يكونوا قد رحلوا وليس ثمة من سيعيد اليوم بعيد الميلاد بنفس مطمئنة وفكر لاتساوره شكوك البحث عن ملاذ امن ..
هل ستبحث تلك الطرقات الضيقة التي تؤدي الى مسكنتة سيدة كنائس الموصل او الى عروس الكنائس مار افرام عبر شوارع اكتضت على جنباتها قوات امنية ان الذاهبون لسماع صلاة العيد سوف يكونون بخشوع العيد وهيبته والق المكان الممتليء بأصوات الشعب لتشارك الملائكة استقبال الطفل يسوع ..
هل ستبحث تلك الطرقات عن وافدين ملوا الدوران على سطح الكرة الأرضية واقلقتهم رحلة البحث عن وطن بديل لايسمعون فيه اخبار(فلان خطف ) واخر سقط شهيدا او .. او .. وغيرها من الأخبار التي تجبر  الانسان على حمل قلبه بين راحة كفيه وهو يسير في جنبات مدينة بنى اركانها  اناس من مختلف الطوائف والاديان ..
وهل ستستقبل مقاعد كنائسنا اناس كانوا قد تركوها فيما مضى ليعودوا الى مقاعدهم وقد حركتهم مشاعر الحنين اليها والى  قداديس يقيمها كهنة ومطارنة مازال جسر الشوق يوصل بينهم رغم بعد المسافات ..
الق الميلاد بزغ بيننا  وأجراسه تبدو مكبوتة مختنقة بعبرات الحزن والألم على كثيرين غادروا دون ان يشهدوا الميلاد ودون ان يوقدوا شمعة تلك الأمسية  الجميلة بل استعاضوا عن ذلك بإيقاد شمعة نفوسهم لتكلل قدوم الرب ..