المحرر موضوع: إلى وزير الثقافة الجديد  (زيارة 934 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي محيي الدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 637
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إلى وزير الثقافة الجديد
« في: 19:23 29/12/2010 »
إلى وزير الثقافة الجديد

محمد علي محيي الدين
قبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة طالب الأدباء والمثقفين باختيار وزير الثقافة الجديد من الوسط الثقافي  لأن أهل مكة أدرى بشعابها والثقافة بحاجة لمثقف منفتح يحسن التعامل مع هذه الطبقة التي تختلف عن الطبقات الأخرى بسعة أفاقها وامتلاكها لأدوات التقدم الحضاري والثقافي والإنساني ولأن  التجربة السابقة بأستيزار الشرطة والقتلة لم تأت بفائدة للبلاد والعباد وأدخلت العراق في نفق خانق لا يمكن الخروج منه إلا بقدرات مثقف قادر على التعامل مع الوسط الثقافي وله الدراية بأساليب التقدم والرقي .
 وقد تداولت وسائل الأعلام أسماء كثيرة منها الشخصية النسوية الثقافية ميسون الدملوجي التي يبدو أنها لم تحضا برضا المتشددين في الكتل الدينية لانفتاحها وثقافتها الواسعة ومعرفتها بهذا الوسط من خلال عملها في الوزارة والبرلمان،ويبدوا أن الدكتور علاوي لم  يجد جدوى في الخلاف من أجل الشأن الثقافي فألقى الحبل على غاربه ورفض الثقافة للحصول على غيرها،فكانت من حصة قائمة وحدة العراق ،ونسب لها الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع الأسبق الذي نتمنى له أن لا يكون "ماشة نار" يجهز في زمنه على معالم الثقافة العراقية وتراثها الأصيل ،فهو في موقع الاختبار الآن وعليه أن لا يجاري  الهجمة الهولاكية التي تحاول وأد الثقافة الوطنية والإجهاز عليها في العراق،والسير بها في متاهات التخلف والرجعية ،وأن يحسب حساب المستقبل ولعنة التاريخ ،فلا زال التاريخ يذكر بنفور ما قام به هولاكو والتتار والمغول من حرق وتخريب لمؤسسات العلم والثقافة بعد احتلالهم بغداد ،وان يعلم أن رادة الثقافة وأبنائها في العراق لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما ينالهم من إهمال وتهميش ،فهو في موضع الاختبار وعليه أن يعلم أن وضعه في هذا المكان الحيوي أمر دبر بليل ،له أهدافه ومراميه البعيدة على منطوق المثل الشعبي "الزبير وقاتله في النار"فهو مشروع لوضع الجهة التي يمثلها في موقع المواجهة مع المثقفين لخدمة أغراض أخرى تتمسكن لتتمكن ،وان أقلام المثقفين لا ترحم من يحاول النيل منها ،وما العروش التي أسقطت عبر آلاف السنين إلا وكان لأقلام المثقفين دور في إسقاطها أو تعريتها فكافور الأخشيدي لا زال مضغة في الأفواه  لأبيات المتنبي فيه ولا زال تمثال المتنبي يناطح الذرى وكافور في الحضيض،ومسامير المثقفين طالما كانت العامل الأول في صناعة توابيت الطغاة.
 أنها دعوة صادقة للدكتور الدليمي  أن يتبصر ويفكر كثيرا قبل الأقدام على أمر من شأنه  المساس بهذه الصخرة الصلدة  التي تتكسر عليها الرؤوس ،وأملي أن يكون بمستوى الشهادة التي يحملها  فيما يراد منه ،وأن لا ينجر إلى صراع قد يعصف به ويدفعه إلى زوايا ضيقة فيضيع في مجاهل التاريخ،ويوضع في خانات لا يتمناها أولوا النظر،وعسى أن يكون حكيما فيما يراد منه،ويأخذ بالحسبان حسابات الربح والخسارة في هذه المعركة الضارية التي لابد أن ينتصر فيها المثقفون آخر الأمر،لأنهم يقفون على أرض صلبة لا يمكن لأصحاب الأراضي الرخوة  مطاولتهم ومصاولتهم فيها ،فما زال قراقوش يطلب من أشباهه تبرئته مما علق بسمعته من أوضار.
إنها عظة التاريخ فاتعظوا يا أولي الألباب.