المحرر موضوع: توطيد الدين على حساب مأساة المسيحيين  (زيارة 911 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احسان جواد كاظم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
توطيد الدين على حساب مأساة المسيحيين

ليس لدي اي اعتراض على الدين كعبادة فهذا شأن شخصي وهو ليس من هواياتي بأي حال من الاحوال ولا يدخل في مجال اهتماماتي الا بمقدار سعي البعض لتدجيله واستخدامه لتنفيذ مآرب انانية ومصالح دنيوية. عندها فقط يصبح مكافحتها فرض واجب بالحجة والقانون.

فقد علمتنا تجربتنا وتجربة شعوب اخرى بان التعلق بأذيال الدين لايعني أبدا التمسك بقيم الفضيلة والاخلاق.فتدين البعض لم يمنعهم عبر التاريخ من قتل العباد وتخريب البلاد وسرقة لقمة الفقراء وهذا لعمري اكبر ذنبا من الفسوق والفجور وشرب الخمور التي يحاولون ايهامنا بانهم جاؤا للنهي عنها .

يحاول الطقوسيون عندنا تمرير مواقفهم المرآئية بالتضامن مع المسيحيين, والتي جاءت انصياعا لمشاعر التضامن المخلصة لبسطاء المؤمنين الفطريين مع ابناء جلدتهم المسيحيين الذين اكتووا بنيران التمييز الديني تارة والقومي تارة اخرى ويكافحون الآن من اجل الصمود امام رياح طاعون العصرالاسود, التطرف الاسلامي.
وكنت قد تابعت قبل ايام برنامج " بالعراقي " على قناة الحرة الفضائية يوم 30/12/2010 الذي يقدمه الاستاذ عماد جاسم, حيث استضاف فيه اثنين من القسسة والسيد اسامة الموسوي واحد الاعلاميين. وكان موضوع البرنامج التعايش بين الاديان بعد جريمة القاعدة في كنيسة سيدة النجاة وتداعياتها. وقد تسائل السيد في مورد حديثه عن تقريب وجهات النظر :هل كانت مريم العذراء سافرة؟ وهل كان المسيح يشرب الخمر؟ وكأن جواب النفي, الذي يوافق معتقداته, الذي قد يحصل عليه سيكون اساسا كافيا للتقارب بين الديانتين.
ان هذا الفهم الخاطيْ لمفهوم التقارب بين الاديان يستبطن موقفا استعلائيا بغيضا. بينما اشار احد القسسة الى اهمية التركيز على القواسم المشتركة في تعاليمهما وبما يخدم البشر.
كان الاحرى بالسيد اسامة الموسوي, وحسب منطقه هو, تعطيل او نسخ آية من آيات سورة الحمد: "... غير المغضوب عليهم ولا الضالين". والمعني بهم اهل الكتاب من يهود ونصارى اخذ عنهم القرآن مبادئه, حتى يكون التقارب بين الاديان على اساس مكين.

ورغم نبل التضامن الذي ابداه بسطاء الشيعة مع اهالي شهداء كنيسة سيدة النجاة ونصبهم لموكب عزاء حسيني امام الكنيسة, الا ان تصريح احد مسؤولي هذا الموكب على الملأ ونقلته الفضائيات, قد اساء الى صدق نوايا هؤلاء البسطاء. فقد اكد عزمهم على تكرار نصب الموكب كل عام امام الكنيسة, بدون سبب مفهوم, ترك في انفسنا ريبة بنواياهم لفرض امر واقع جديد على الارض, بينما كان الأولى بهم لتبرير حسن نيتهم ازاء اهالي الضحايا, وعدهم بنصب شجرة عيد الميلاد في العام القادم امام جامع براثا مثلا.

ان الاصرار على حماية الوجود المسيحي في العراق لاينطلق من ود مرآئي يسطر في مقالات او يقال في لقاءات تلفزيزنية. ولاينبع فقط من حقهم الطبيعي والشرعي في العيش في بلاد كانوا هم اول بناتها. ولايستند فقط على مباديْ العدالة, بل اصبح استمرار وجودهم ضمانة حقيقية لحقوق باقي مكونات شعبنا العراقي بما فيهم المسلمين واداة للجم التطرف, وتكريس للطبيعة المدنية لمجتمعنا ودفعة كبيرة للتوجه الديمقراطي. وهم مصدر غنى ثر لهويتنا الوطنية التعددية.
تيقنوا اخوتنا في الوطن, لسنا مستعدين للتنازل عنكم. وسندافع عن حقوقكم التي هي حقوقنا, ابدا.
 
احسان جواد كاظم