المحرر موضوع: قصص مثيرة من كتاب " رحلة بنيامين الثاني " - الجزء الرابع  (زيارة 3434 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وحيد كوريال ياقو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 177
    • مشاهدة الملف الشخصي
           قصص مثيرة من كتاب " رحلة بنيامين الثاني "   
                       ترجمة وتحقيق الاستاذ سالم عيسى تولا
                                         ( الجزء الرابع )

وحيد كوريال ياقو
شباط 2011

بعد ان عرضنا في الاجزاء السابقة بعض القصص المثيرة من رحلة بنيامين الثاني التي كانت في اواسط القرن التاسع عشر الى كل من فلسطين وسوريا ولبنان وتركيا والعراق ، نعرض في هذا الجزء بعض القصص المثيرة والعادات الغريبة وبعض التقاليد والممارسات للاقوام المختلفة التي مر بها المؤلف خلال رحلته الى كل من الهند وافغانستان وبلاد فارس ، هذه المناطق التي تزدهر كثيرا بتعدد الاقوام فيها وتشتهر بأختلاف عاداتهم وتقاليدهم وتباين عباداتهم التي سمعنا عنها واطلعنا عليها بشكل عام ، ولكن الكثير منا وانا منهم لم يطلع على تفاصيل  ممارساتهم اليومية الغريبة التي شاهدها المؤلف عن قرب ، ولهذا فقد اخترنا بعضا من هذه الممارسلت لبعض هذه الاقوام المختلفة ومنها :-

البانيان او البانيانس :-
البانيان هم على بضعة مجموعات منها عبدة النار وعبدة الماء وعبدة البقر ، وكل طائفة من هذه الطوائف لها علامة خاصة في ملابسهم كي يعرف انتمائهم ، وهذه العلامات لها معان خاصة وبعد تاريخي او ديني ، وجميع هذه الطوائف نباتيون يشمئزون من اللحم حتى انهم لا ينظرون اليه ...
+ عبدة البقر :-
يتم اختيار ( البقرة ) عن طريق القضاء والقدر منذ ولادتها يقرر رجال الدين ان هذه البقرة سوف تكون الاها لهم الى النهاية ويجب ان لا تستعمل للعمل او التحميل ، ويجب ان يكون علفها من احسن انواع الحنطة ويجب ان تكون سمينة ، جلدها ناعم الملمس وبراق ..
اتباع هذا المعتقد يجتمعون يوميا في مكان خارج المدينة ويشكلون دائرة حول تلك البقرة ، احد رجال الدين يبدأ بالوعظ ويأخذ ما يشبه المزهرية يجمع فيها ادرار البقرة ثم يضاف اليه اللون الاحمر ويصبغ رجل الدين اصبعه في هذا المزيج ويعمل شارة على حواجب الحاضرين ..
هؤلاء القوم لا يأكلون اللحم ولا يشربون الحليب ويعيشون على النظام النباتي ، يتزوج الاطفال منهم وهم في الثالثة او الرابعة من عمرهم ، واذا توفي احدهما فيبقى الثاني دون زواج طيلة حياته ..
المتوفي لا يدفن وانما يحرق ، وينثر رماده في الهواء ، وقد تأخذ عائلة المتوفي قليلا منه ويحفظه في قنينة للذكرى ..
لا يعتقدون بالأخرة وانما يعتقدون بأتلاف الجسد بحرقه ويعتقدون ان ما يفعلونه هو الصواب ...
+ اتباع زرادشت :-
معظم اتباع هذه الديانة كانوا في السابق يعبدون الكواكب والشمس والقمر ويعتبرونها الهة ...
من طقوس هذه الطائفة انهم يجتمعون مساء كل يوم في الخلاء ، ويؤدون ادعيتهم بأوقات مختلفة حسب معبودهم ، الشمس او القمر او النجوم ..
فالذين يعبدون الشمس يتجهون نحوها وينظرون الى مصدرها ، واضعين اياديهم على رؤوسهم ، وكذلك يفعل عبدة القمر ، اما عبدة النجوم فأنهم يؤدون عبادتهم بعد مغيب الشمس وانظارهم نحو السماء ، اما الذين يعبدون الماء ، فيذهبون الى موقع قريب من البحر او النهر ويدخلون في الماء الى ركبهم ويتلون صلواتهم ويؤدون طقوسهم ..
+ الهندوس :-
يعبدون الماعز !
يعتبر الهندوس الاقدم والأردأ والاوحش والاكثر تخلفا من جميع الاقوام التي تعيش في الهند ، عندهم اله خاص هو الماعز !!! .
على كل مؤمن ان يعبد عنزته المربوطة بباب داره ..
يحلبونها ثم يرمون حليبها في البحر او النهر وبهذه الطريقة يؤدون عبادتهم كاملة ، يأكلون اللحوم ومن ضمنها الطيور ، ليس لديهم وجبات جماعية لأن كل واحد منهم يأكل لوحده ، ويلبسون ملابس خاصة بهم ..
بربريانس :-
على ضفاف نهر الكنج يعيش شعب يدعى ( بربريانس ) لديهم عادات وتقاليد خاصة ، منها انهم لا يدفنون موتاهم وانما يرمونهم في الحقول ..
اما عن مرضاهم فيعاملونهم بطريقة سهلة جدا وهي :-
يأخذون المريض الذي على فراش الموت بقارب الى وسط النهر ، ويمسكون بأذانه ويغطسونه ثلاث مرات في النهر ، فأذا فارق الحياة يرمونه في النهر ، واذا عاش يأخذونه ثانية الى البيت حيث من المحتمل شفائه ، فيلبسونه ملابس بيضاء طويلة مع زناد حول وسطه وعصا وصولجان بيده ، وعليه ان يترك المكان ولا يسمح له بالعودة ثانية الى بلده ، تشبها لما حصل لـ ( قايين ) اخو ( هابيل ) ...
ولهذا فأن نهر الكنج فيه الكثير من جثث ابناء هذه الطائفة ...
+ طائفة ملك افغانستان وعادة حرق الزوجة الارملة مع زوجها المتوفي :-
( هذه الطائفة لها تقليد يستوجب بموجبه حرق الزوجة الارملة مع زوجها المتوفي )
تعيش في افغانستان طوائف عديدة ، لكل منها معتقداتها الخاصة بها وتقاليدها الموروثة ، بعض هذه التقاليد غريبة وعجيبة ، من جملتها تقليد غريب متبع لدى الطائفة التي ينتمي اليها الملك في مدينة ( ميتام يكي ) ومفادها :-
تجبر الزوجة التي مات عنها زوجها وتركها بدون اطفال وجوب حرقها مع زوجها !!! .
ولكن عندما وصل الامر الى ابنة الملك الوحيدة حيث مات زوجها وهي لا تزال في ريعان الشباب ، نفذ رجل الدين تعاليم دينه واحرق الزوجة التي هي ابنة الملك استنادا الى تعاليم الدين التي تشمل الجميع ، غضب الملك كثيرا وقتل رجل الدين ، فهاجت الجماعة وقاموا بما يشبه الثورة ضد الملك مما جعله يلتجيء الى الانكليز لحماية نفسه وتاجه ...
( وهناك طوائف اخرى من طقوسهم الغريبة انهم يجتمعون في الخلاء ويباشرون في الشجار ويضرب بعضهم بعضا بالعصا والاحجار والاوساخ والقاذورات ) ...
وللله في خلقه شؤون .
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 232 – 240 ) . 

قصص من بلاد فارس :-
+ محجبات مدينة شيراز :-
يقول المؤلف :-
لقد شاع خبر وجودي في مدينة ( شيراز ) بسرعة ، فزارني عدد كبير من الرجال منذ الصباح حتى الليل يطلبون مني النصيحة والمساعدة لحل مشاكلهم ، يأخذون اقوالي وافكاري كأشياء ثابتة ومقدسة ..
في احد الايام امتلأت غرفتي بالنساء المحجبات بنقاب ابيض ، توجهن نحوي الواحدة بعد الاخرى ، النساء اليهوديات نقابهن اسود ، وذكروا لي انهن من العوائل التي تركت اليهودية قسرا ، واعتنقن الاسلام قهرا ولكنهن لا زلن متمسكات بدينهن في دواخلهن ، كشفن لي عن وجوههن وقبلن جبيني ويدي ..
ذكرت لهن بعض الجمل من التوراة عن ارتدادهن عن اليهودية ، فبكين بكاءا مرا مصحوبا بالحسرة والالم ...
+ حرز زعيم الثوار :-
بعد ايام من وجودي في ( شيراز ) جاء زعيم الثوار الى ( ناسي ) ليعرض عليه ضرائب جديدة ، وعندما وجدني هناك سأل عني ، فأجاب الناس انه حاخام من بيت المقدس ، حالما سمع الفارسي هذا قال لي :-
كنت قد عرفت ان الحاخامات ذو معرفة واسعة ، ومتعلمون جيدون ويفهمون بعمل الاحراز او التمائم ( السحر ) ، فأعمل لي حرز ليحميني اثناء القتال ...
في البداية اردت ان ارفض ولكني عندما وجدت اثار الدم على سيفه خضعت لمشيئته وقلت له سيكون جاهزا غدا ...
اخذت اسماء عشرة من اولاد ( هامان ) كتبتها داخل مربع على قطعة من الجلد مع بعض الكلمات السحرية التي تومي بأنها من عند الله ، ثم اعطيته للفارسي الذي فرح به كثيرا ، وقلت له ان هذا الحرز يفيد عندما تظهر القوة والشجاعة اثناء الحرب ..
وبعد يومين اشترك هذا الرجل الثائر في معركة ضد السلطة فأنتصر ، فأعتقد ان حرزي هو سبب انتصاره ، فجلب لي الهدايا واعتقد بأني رجل الله فمنحني الكثير من الامتيازات ... ( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 275 ) .
+ قصة الراقص جكويل ( جاكويل ) :-
كان رجل يهودي رقيق الحال يعيش في مدينة اصفهان التي تعتبر من احسن مدن بلاد فارس ، يعمل في بيع الاحجار الكريمة واسمه ( اغابابي ) وكان له ثلاثة اولاد ، احدهم اسمه ( جكويل ) اشتهر بكونه راقصا ماهرا متمرسا ، عدد كبير من اهالي البلدة يستمتعون بفنه وادائه وكانوا لا يبالون بدينه وينسون انه يهودي ..
وبمناسبة زيارة الشاه للمدينة هيئت اجواء جميلة لأستقباله ، منها قيام ( جكويل ) كراقص يؤدي دوره بكل مهارة وكفاءة عالية ، وكان له قابلية خارقة في القفز استطاع ان يقبل يد الشاه اثناء تأدية دوره ، تعجب بمواهبه وقدر شجاعته وسمح له بدخول قصره الملكي ...
كبر الشاب ( جكويل ) تحت رعاية سيده الملك واثبت اخلاصه وشجاعته ، وقد جربه بالمغريات كي يتأكد ان ما يفعله ليس تمثيلا ، وهكذا صار ( جكويل ) صديقا حميما لأبن الشاه ، كانا يتشاركان في المزاح ، طلب منه يوما ان يأكل اللحم غير الحلال فقبل ذلك لأنه لم يعارض طلبات الامير ، ثم طلب منه اعتناق الاسلام ففعل وسماه ( اسماعيل ) ..
بعد فترة استوجب حضور الشاه مع جيشه الى مدينة مشهد ، اصطحب معه اسماعيل ( جكويل ) ، واثناء ذلك حوصرت مشهد من قبل الثوار .. خسر الشاه المعركة ، وسمح الثوار لجيش الشاه بالفرار ففروا جميعا وتركوا الشاه وحيدا بدون حماية ، ظل اسماعيل معه في هذا الوقت الحرج ، امتطيا جواديهما وهربا بسرعة البرق والثوار يلاحقانهما ، فصاح الشاه :- انقذ نفسك وانا سألاقي مصيري ، اجاب اسماعيل سوف لن اتركك ياسيدي ، مصيري مرهون بمصيرك ، فهربا سوية الى داخل غابة وبقيا فيها ستة ايام ، اعتقد الشاه بأنهما سيموتان جوعا ولكن اسماعيل اعطى الشاه بضع قطع من البسكويت كان يحملها في جيبه ، ثم امتطى الشاب النبيل فرسه ليجد بعض الطعام فألتقى برجل فارسي اعطاه قليلا من الخبز فعاد به مسرعا الى سيده ولكنه لم يجده فبحث عنه في جميع اطراف الغابة فوجده منهكا جائعا خائرا فأعطاه الخبز فأنتعش قليلا ، وفي اليوم السابع عثر عليهما من قبل بضعة فرسان جاؤا لأنقاذ الملك ...
بعد وصول الشاه طهران امر ان يتسنم اسماعيل اعلى منصب في الدولة ، فنصب رئيسا للوزراء التي قام بها بكل جدارة حتى وفاة الشاه .. وعندما كان الشاه على فراش الموت اوصى ابنه بأسماعيل انه صديق مخلص وخادم امين ، اوصيك بأبقائه في منصبه لأنه اهل له ومخلص لك ..
بعد فترة حدث عصيان في مدينة اصفهان ، فأراد الشاه اخمادها بقوة السلاح ، فأختار اسماعيل فنجح فيما كلف به .. وكذلك حصل عصيان في مدينة ( اكند ) واستطاع اسماعيل من اخمادها ايضا ..
وهكذا بقي اسماعيل يعيش في القصر الملكي في طهران والكل يحيطونه بالرعاية والتقدير والمحبة .
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 282 ) . 
+ بعض الافعال الغريبة :-
+ لا يسمح لليهودي السير قرب الجامع ولا يسمح له بأستعمال الحمامات العامة ، وعندما يسير اليهودي في الشارع يلتحق به الاطفال والصبيان وبعض الرعاع ويركضون خلفه ويرمونه بالحجارة والقاذورات واحيانا يضرب ويهان امام اعين اولياء امورهم ، لأنهم يعتقدون انهم يقومون بعمل يرضي الله ورسوله كي يخيفوا ويرعبوا الكافر ...
+ ممنوع على اليهودي ان يخرج من مسكنه اثناء سقوط المطر ، لأن المطر ينظف اليهودي وقذارته تسقط على الارض ، وربما هذه القذارة تتعلق بأحذية المسلم واقدامه فيتنجس !!!.
+ لا يحق لليهودي ان يلمس البضاعة التي يروم شراؤها ، بل عليه ان يقف يعيدا ويدفع ثمنها ثم يستلمها ، وان لمسها سهوا فعليه ان يدفع المبلغ الذي يقرره صاحبها ...
+ لا يحق لليهودي ان يمتلك متجرا او دكانا ، وعليه ان يحمل بضاعته على كتفه ويتجول بها لكسب قوته اليومي ...
+ لا يقترب المسلمون من اليهود على اعتبار انهم اناس قذرين وانجاس وكفار ...
( رحلة بنيامين الثاني – صفحة 291 – 308 ) .

والى الجزء الخامس والاخير الذي سيشمل بعض القصص المثيرة من الكتاب الثاني من رحلة بنيامين الثاني الى شمال افريقيا .