المحرر موضوع: جواباً على رسالة ودعوة مكتب الفقيه الشيخ قاسم الطائي.  (زيارة 1118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي القطبي الحسيني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جواباً على رسالة ودعوة مكتب الفقيه الشيخ قاسم الطائي.

بسم الله الرحمن الرحيم.                                                      .
الى سماحة الشيخ المجاهد عبد الرزاق الكناني (حفظه الله) مدير مكتب الفقيه آية الله الشيخ قاسم الطائي (دام ظله).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت رسالتكم الكريمة  المنشورة على موقع الوحدة الإسلامية في تأريخ 2011/3/30 م.
بادئ ذي بدء ارفع الى امامنا الحجة المنتظر(عج) ، وإلى مراجع الدين فقهاء الأمة كافة وإلى سماحة الفقيه الشيخ قاسم الطائي أسمى التعازي بفاجعة مدينة صلاح الدين، حيث استشهد خلال اقل من نصف ساعة ستون انسانا بين رجل وامرأة وكبير وصغير بدون ذنب، وفي نفس اليوم أو قبل يوم استشهد عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية وهو يخرج من جامعته، ومن قبلهم الأبرياء في كنيسة النجاة، وقبلهم مئات آلاف الأبرياء في كل محافظات العراق.                               شيخي الفاضل. جاءت كلماتكم مثل قطرات الندى عند اشراق الصباح، ونحن نمخر في غياهب غيوم تزييف الحقيقة، وعلى وقع صراخ المآسي في هذا العهد الأسود. جائت كلماتكم تطيّب الخاطر.....  أشعر واستنبط من كلامكم وجملتكم المختصرة في عدد كلماتها والمليئة بالمعاني الدقيقة والخطيرة حيث تخاطبني مختصراً الحال :
((وأنت مبتلى به سابقا في زمن الجهاد ضد طاغوت الأرض هدام المقبور واليوم أيضا ، من بعض متشدخين ثقافة هيجان الفوضى الهامشية الجزئية التي تعتاش على الدين وليس العكس)).
شيخي الكناني: ولست بأول فرد ولا أخرهم قال كلمة الحق وحاربه أهل الدنيا... الإعتراض على الظلم والفساد سببت لنا وما زالت حملة تسقيطية معنوية مبرمجة ومستمرة بلا كلل ولا ملل من قبل بعض الحاسدين والجهّال الطامعين في الفتات من المال والمنصب من الاحزاب، بدون أي رادع أو حصانة أخلاقية أو شرعية أو إنسانية. غير مراعين ولا مكترثين اماكناً ’يفترض أنها بيوت الله تعالى وبيوت الإمام الحسين(ع). (كما يطلقون عليها)...... شيخي الفاضل: قدر المصلحين أن يواجهوا الفاسدين وأعوانهم من المعتاشين على الدين (كما عبرتم) . ولي في ابي ذر الغفاري (رض) أسوة طيبة حين اعترض على معاوية بن أبي سفيان قائلاً: هذه اموال المسلمين توزعوها على بني أمية، كتب معاوية الى الخليفة الثالث (إن ابا ذر قد أفسد الناس في الشام)  فنفاه الخليفة الثالث الى الربذة حتى مات أبو ذر من الجوع والعطش والهم والغم وما كان عنده حتى كفن يكفن به، وقد ودعه الإمام عليّ قائلاً : ((يا أبا ذر انّك غضبت لله. إن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك.  فما أحوجهم إلى ما منعتهم و ما أغناك عمّا منعوك وستعلم من الرابح غداً)).                                                                                     
(في خضم ثقافة هيجان الفوضى (كما عبرتم عنها)  يكون السجين السياسي المعذب في زمن صدام وحزبه الدموي متهما بالبعثية، وهو يتظاهر بمطالب يستحي أن يطالب بها افقر مواطن في أفقر دولة في مجاهل أفريقيا.
 ابن أغنى بلد في العالم يطالب بالكهرباء والسكّر والعدس والخدمات وبراتب تقاعدي زهيد يتأخر عليه في كل شهر أشهراً. هذا إذا حصل على راتب التقاعد أصلاً، وفي خضم ثقافة هيجان الفوضى صار قائد الجهاز الأمني (وهو من البعثيين المشمولين بقرار الإجتثاث) يقمع المتظاهرين، وهو نفسه كان يقمعهم في سجون الطاغوت صدام.
إنما يبقى مراجع الدين في زمن الغيبة هم شموع الضياء ينيرون الدرب للحائرين، ويرشدون قوافل التائهين.
 مراجع الدين رفضوا السياسيين الظالمين والفاسدين واقفلوا ابوابهم بوجوههم. أي دليل وأي علامة أكبر أن المسؤولين مرفوضون من حماة الدين وقادة المذهب المظلوم الحنيف. ومن يدافع عنهم فهو عدو للعلماء والفقهاء.
 مراجع  وفقهاء الدين في النجف الأشرف وكربلاء المشرفة وجبل عامل وقم المشرفة ومشهد المشرفة وفي القطيف والاحساء وبلاد البحرين، وباقي بلاد المسلمين حافظوا على مدرسة وجامعة وتراث آل محمد(ص)  طيلة الف وثلاثمائة عام هجرية. وقفوا بوجه الأعاصير والزلازل والظلم الذي يعجز اللسان عن وصفه على وجه الأرض.
لم يسقط مراجعنا في امتحانات الدنيا طيلة الف عام ومئتين عام هجري.
وسقط السياسيون في حضيض مستنقع شهوة السلطة وحبائل الشيطان من أول يوم وضعوا أقدامهم في السلطة.
مولانا الفاضل الشيخ عبد الرزاق الكناني.
 أشكر دعوة سماحة الفقيه المهندس المجاهد الشيخ قاسم الطائي إلى زيارة مكتب سماحته في النجف الأشرف.
واعتز وافتخر باهتمام سماحته بما انشره من ابحاث ودراسات وكتب وارفق شهادته القيمة لتضاف إلى باقي شهادات علمائنا وفقهائنا (أعلى الله مقامهم في الدارين).  اسأل الله تعالى بفضله ومنّته أن يوفقني إلى زيارة ديار مولانا ومقتدانا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب روحي فداه. وزيارة سماحة الشيخ الطائي في القريب العاجل. إن الله سميع مجيب.
---------------------
خادم شريعة خاتم المرسلين
تلميذ الفقهاء المطيع
خادم زوار الحسين (ع)
علي آل قطب الدين الموسوي
مالمو / السويد  31/3/201126 ربيع الثاني 1432 هجري
-----------------------------
رابط الرسالة http://www.alwhda.se/?act=shownews&id=427