المحرر موضوع: إذا لم تكن جامعاً للشمل؟ فلا تكن مشتتاً له، بالغباء أو الإستغباء !!!  (زيارة 1164 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
إذا لم تكن جامعاً للشمل؟ فلا تكن مشتتاً له، بالغباء أو الإستغباء !!!

  يقول المثل الكردي ( ئه كه ر كول نيت دركش مه به ) ، بمعنى إذا لم تكن وردة فلا تكن شوكة؟
ونستطيع القول أيضاً ، إن الحياة فيها الكثير من العطاء لفعل الخير وتقديم العمل الإيجابي ، وإذا لم
تكن قادراً فهل يستوجب أن تقوم بالعمل المحبط  للهمم ولجمع الشمل وتوحيد الكلمة ؟
   عندما تتحدث إلى أي فرد من أبناء شعبنا عن مسألة الوحدة ، سواء أكانت سياسية أو دينية أو بين
إجتماعية أو ثقافية ، فتراه مع وحدة شعبنا قلباً وقالباً ، ولكن للأسف الشديد فإن بعض السياسيين بين
صفوف شعبنا ،وبعض رجال الدين  ، ونقول بعض وعلى عدد الإصابع ، إنطلاقاً من مصالحهم الضيقة ومراكزهم  وأنانيتهم ، فيتذرعوا بشتى الوسائل ، ويجادلوا بشكل منفرّ ، ليثبتوا لك إنهم على
حق وغيرهم على باطل ، وبذلك يقولوا لك في عز النهار إنه ظلام دامس ، وفي منتصف الليل
إن الشمس مشرقة تبهر الأبصار وعليك أن تصدقهم ، وإلا كنت من الخونة والعملاء ومن ألد الأعداء
     وبعد سقوط النظام السابق ، وبروز جانب من الحرية لتشكيل الأحزاب وإصدار الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية ، فإ نبرت الأقلام الشريفة المخلصة تدعو وتشجع على وحدة شعبنا
في كافة المجالات ، لكي تستطيع نيل حقوقها المشروعة ضمن العراق الجديد ، الذي تجسدت فيه
المحاصصة الطائفية للأسف الشديد ، وعليه فلا بدّ للوحدة التي يعرفها كل من إشتمّ رائحة العقل
والمنطق  ضمن هذا المشهد كأمر واقع ، فهل  سرنا في طريق وحدة الكلمة والأهداف ؟
   بكل ألم  سار بعض سياسيينا وبعض رؤساء كنائسنا الأجلاء ( سامحهم الله جميعاً ) ، في طريق
تشتيت شملنا ، والمحصلة ضياع حقوقنا ، ومن ثمّ إستهدافنا من قبل الميليشيات الإرهابية ، لكوننا
 الحلقة الضعيفة ، لأن التشرذم يعني الضعف والضياع ، والوحدة تعني القوة والثبات ، وهذه بديهية
معروفة .
    وفي الآونة الأخيرة ، تدارك الساسة ،أن لا مندوحة من توحيد خطابنا السياسي ،فتوالت اللقاءات
والإجتماعات المشتركة ، وتمخضت والحمدلله  عن وحدة خطابنا السياسي ، فطالبت الجموع بإنشاء
محافظة خاصة للمسيحيين ، خاصة بعد الإعتداءات المتكررة على أبناء شعبنا وقتل رموزنا الدينية
وتفجير كنائسنا ، وآخرها تفجير كنيسة النجاة في الكرادة ببغداد .
   وبعد أن تنفسنا الصعداء من هذا الواقع المزري ، وتطلع شعبنا إلى وحدة كنائسنا أيضاً بعد وحدتنا
في خطابنا السياسي وأهدافنا التي تنصب في مصلحة شعبنا ، التي تبقيه في أرض الآباء والأجداد ،
بدل الهجرة إلى بلدان الشتات إلى غير رجعة ، نرى البعض يحن إلى وضع الفرقة ويضع العصي
بين العجلات ، بحجة النهضة الكلدانية ، كما يقولون ، والنهضة هي عكس السقوط ، وهل محاولة
الرجوع إلى المربع الأول من الفرقة والتناحر البشع حول التسمية  والقومية وووو قد أوصلنا لنيل
حقوقنا ؟ بل كان العمود الفقري في ضياع حقوقنا ، فلماذا الإصرار على الخطأ ولمصلحة من ؟
    قلنا مراراً وتكراراً بأن نجاح أي شعب ، هو بوحدته ، وبفصل السياسة عن الدين ، وتدّخل
رجال الدين في السياسة ، هو إساءة للدين والسياسة معاً ، فهل يكف رجال الدين تدخلهم في
السياسة ؟ ويتركوا السياسة للسياسيين ؟ الا يكفينا ما بنا من ضعف وإنقسام وتشرذم وضياع حقوق؟
فبدل أن يوحدوا كنائسنا ، ليكونوا كنيسة جامعة موحدة ، يتدخلوا في غير إختصاصهم ،في حب
الظهور وحب الشهرة في وسائل الإعلام  ، إنطلاقاً من الشعور بالنقص، كما يقول علم النفس .
  وأخيراً نقول لكل من بمقدوره أن يقدم شيئاً لوحدة شعبنا المسكين ،أن يقدمه بكل نكران ذات ،وإذا
لا يتمكن فاليسكت على الأقل ، ويدع الآخرين يقدموا ما لديهم ، فهو ( لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنزل على المساكين ) ، فيا أخي إن لم تكن وردة يفوح منها العطر والرائحة الزكية ،فلا تكن شوكة
تدمي أقدام شعبنا ، وتفوح منك الرائحة النتنة فتزكم الأنوف ، فطوبى لمن يجمع ولا يفرق ، والله من
من وراء القصد .

                                                                                     منصور سناطي