المحرر موضوع: قصّة قصيرة بعنوان:السعادة  (زيارة 867 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

قصّة قصيرة
                                  السعادة
                                               كريم إينا

غَضبتُ منك لدرجة أنّي مجرّد أشمُّ رائحتك أهربُ عنك بعيداً وكأنّي أصرخُ في خيالاتي الجامدة...أمتعضك...إمتعاضاً، لأنّك لم تهبي لي قدرة الحب الذي حلمتُ به... رغم سلاسل قلادتك لم تستطع أن تكبّلني...بل ترسمني بضوء القمر عبر خيوط الشمس المتوهجة،أعتى من قنديلك الليلي الخافت الذي ما زال يتكىء على عكّازه العجوز،بدأ غضبي يستمر رغم عطرك اللامحدود،الذي يسلبُ عقلَ كلّ قاص ودان، يزدادُ غضبي لك بقدر محبتي لك التي ليس لها إنقضاء،ولكن لون الظلال تُبرّرُ غضبي الجاني عليك مجرّد عبور تفاصيل عالمك الواسع. ما الذي يُثيرك عند فعلة غضبي؟!. اليوم وأنا طائر عبر حدود نومك سرقني المساء ونفخ في رائحتك الشجيّة،فتناثرت حبيبات الرمّان التي تسهدُ تحتَ أرصفتك الكتابية. أصبحَ كلّ شيء حزيناً، ومع ذلكَ يخالُ لي الأمل بالسعادة آتياً يبثّ في ثكنات وجودك روح التسامح والعنفوان. كنت مجرّد طفلة تعرضُ وتطولُ لحدّ التخمة، والآن أكتشفُ أنوثتك الناضجة تبدّلُ صباحاتي الكئيبة بمفردة الشروق الفارعة... نظرة حبّ واحدة إليك قد تكفي لأشعر بالهزيمة،شيئاً ما جذبني نحوك يسلبُ عقلي وإنتباهي وحاستي السادسة غير المتوقّعة تفقدُ فصاحتي فلم أدر كيفَ أردّدُ كلمات صوتي... ربّما يلزمني بعض الوقت لإستعادة ثقتي بنفسي نحو شطآن خدودك الحمراء، فأرى أصابعي الخمسة تتقدّمُ نحوك وكلّ إصبع يخلقُ له قصّة مبدعة،أمّا أنا أجلسُ في آخر المقعد قريبٌ منك أتفاخرُ بوجودك،وأعلنُ طقس بدايتك نحو فضاءات جسدي المتلاشية،هل غضبي عليك يستحقّ العقاب؟. أم ما شعورك الآن وكلانا ننبهرُ ما بينَ المطلق واللامبالاه.
كانت نظرتك إليّ ترمقني بصفحات من لازورد القاتلة دونَ أن أرى أيّ خيال أو حتى كتابة،بل صارت تقرأ الممحي بدون تعليق،كيفَ أصفُ سعادتي معها؟. ربّما كانَ الأصح أن أقول:إبتعد عن غضبكَ وأنظرُ إليها بنظرة حبّ وحنيّة،كانَ عليك أن تفعلَ ذلك منذُ الوهلة الأولى، ولكن هناك شيء ما تغيّر في داخلي،فإنتفشتُ كالديك الرومي وأقولُ كلاماً ثقيلاً دُونَ أن أمضغهُ جيّداً،لم أنجح مطلقاً في مسايرة أناملها وهدهدة راحتيها،فقط تُحيطُ بي كظلّ نيسمي يتبعني في المسير ويلزمُ وقفتي عندَ نومي المرتد،وصلتُ إلى حدّ أسجنُ كياني نحو جوانحها وأرتمي بينَ حدود أحضانها كعبد مطيع يرفعُ راية الهزيمة،هل السعادة تأتي لنكران الذات أم بطعم الحياة تحترقُ حدودي اللامرئية ما بينَ الحياة والموت وما بينَ الخيبة والسعادة.لا يهم صرتُ ضائعاً بينَ أمكنة زماني وأحبو كطفل رضيع. أنا مستعدّ أن أكنسَ شارع جوارحك المتبخّرة كي أعودَ إلى منطق العقل ومن ثمّ أستعيدُ قدراتي كي أتسلّق تفاصيلك السحرية،نظرت إليّ بفضول،قالت:ما زلتُ أسمعُ صوتكَ حرفاً بعد حرف. إستطعتَ الإيقاع بي بشباكك العاجية،دخلتُ.. ودخلَ الجميع ذاكرة القدر فتساوت الصور بخطوات ثابتة،لم يجرأ أحد على منعي من مصافحة يدها،أنتظرُ إعترافها لي بسنوات حبّنا الماضية والآتية. كُنتُ أكتمُ صمتي لها رغم حقيقتي المرّة،وقفتُ أمامها لأعترف لها بدَين الحب علّها توافقُ على نزّ الدموع من سحابتها المثقلة شتاءً شعرتُ بقشعريرة،بدأتُ أستطردُ وأسترسلُ عناويني الغافلة الحالمة،كيفَ ستقبلُ بالإعتراف وكبرياؤها المطعون ما زال يستذكرُ عنفوانهُ المتأرجح،خرجتُ ذات صباح عند وردة السوسن رفعتُ قامتي نحوها شممتُ عطرها،قالت:لي ما زالت تحبّك وتُريدُ إسعادكَ إبتعدتُ عنها قليلاً لبضع خطوات وأعلنتُ الإضراب عن الحياة زمناُ،بعدَ هنيهة إلتقيتُ بفراشة التي يختلفُ قولها: عن قول الوردة تقول:ما فحواهُ إذهب سريعاً وأصرخ بحزن كي ترتدي براءتها،إستغربتُ رؤيتها المصطنعة هذه لم أشعرُ بالضجر،وإنّما تقزّمتُ إلى حدود ظلّي،زفرتُ بمشاعر الرضا عن الذات،سرتُ في الطرقات وأنا أرددّ الكلمات التي قيلت عنها:ألوانها..سحرها..سذاجتها..روعتها..قادتني قدماي نحو غرفتها وقفتُ أمامها أتفرّسُ بنظرات ممتعة،شعرت هي أيضاً بإرتياح كبير وبدأت بالترحيب فدخلتُ بنفس راضية،وأقدام موثوقة،مددتُ يديّ إليها هرعت إليّ لأحضنها قالت:لا تهتم أنا سأسعدك رغم كلّ الذي حدث،أعلنها أمام الملأ إلى الأبد.