المحرر موضوع: إمتحانات أم إمتهانات ؟ بقلم امال الوكيل  (زيارة 718 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                         في الهدف

                                       إمتحانات أم إمتهانات ؟
                                                                                   آمال الوكيل / برطلة

   قبل أيام انتهت الامتحانات العامة (الوزارية) للمراحل المنتهية بفروعها العلمي والأدبي والتجاري وطبعا كان كل بيت له ابن أو ابنة في الوزاري قد دخل في حالة الإنذار منذ الصيف الماضي حيث بدأت الدورات والاستعدادات وشراء الملازم وتامين الكتب للطلبة على أمل النجاح والحصول على معدل يؤهل للدخول في إحدى الكليات الجيدة ذات المستقبل المضمون وبعد عذاب هذه السنة بحرها وبردها أخيرا جاءت الامتحانات لتزيد هموم وعذابات الطلبة وأهاليهم ومدرسيهم من خلال السلبيات التي رافقت هذه العملية الهامة في حياة أبنائنا وفي الحقيقة إن هذه السلبيات ليست جديدة ولا مفاجئة طرأت هذا العام فقط وإنما أصبحت مشكلة مستديمة يعاني منها الطلبة كل عام واعتقد إنها استوفت حقها من الكلام والكتابة على صفحات الجرائد والحديث في المجالس العامة والخاصة ولكن ليس من مجيب ولا من يفكر بحل لها من المسؤولين الكرام ولعل أول مشكلة رافقت الامتحانات هذا العام والأعوام السابقة هي توقيتها فحتى وقت قريب كانت الامتحانات العامة تجرى مع بداية فصل الصيف أي في حزيران ولكن منذ بضع سنوات رحلت شهرا كاملا حيث تجرى الآن في شهر تموز ولا نعرف ما الحكمة في ذلك خاصة مع الظروف الحالية للعراق في غياب الكهرباء عن المراكز الامتحانية والتي هي بالمناسبة غير مناسبة ولا تصلح للامتحانات كما لاتصلح للدوام في الشتاء فكيف الحال في الصيف القائض حيث لاخط مولدة فيها وحتى إن صادف الكهرباء الوطنية فليس هناك مبردات بل حتى اغلب المراوح السقفية عاطلة والشبابيك مكسورة في الصفوف حيث الأصوات والعواصف الترابية وأعمال الجيران من بناء وهدم وتعمير أما الجالسين في الممرات فلهم الله يعينهم على بلواهم . والمشكلة الأخرى والتي أيضا استجدت في الأعوام الأخيرة هي جعل الامتحانات ولجميع النواحي والقرى في مناطقنا في مركز القضاء حيث يتوجب على طلبتنا تامين اشتراكات والاستيقاظ منذ الفجر لضمان وصولهم إلى المركز ألامتحاني قبل توزيع الأسئلة فلماذا تضاف هكذا عذابات وعراقيل لطلبتنا في الوقت الذي يمكن أن تجري الامتحانات في جميع النواحي على الأقل وهذا ماكان سائدا حتى سنوات قليلة
   أما الطامة الكبرى لهذا العام فكانت الأسئلة الامتحانية نفسها حيث تميزت هذا العام بالصعوبة البالغة وخاصة مادتي اللغة العربية والكيمياء وبعض المواد للفرع الأدبي وبعضها كان فيها من الأخطاء العلمية ما يجعل حلها مستحيلا وبعضها يحل بأكثر من طريقة مما يجعل الطالب في حيرة وقلق أي منها يستعمل ومن سيقوم بالتصحيح هل سيفضل هذه أم تلك حتى أن معظم الطلبة والأهالي بل وحتى المدرسين وصفوا الأسئلة لهذا العام بالانتقامية
  أما أهم الملاحظات التي تخص طلبتنا من أبناء شعبنا والأقليات الدينية فهي ضرورة إضافة مادة التربية الدينية لجميع الأديان أسوة بالتربية الإسلامية بالنسبة لإخوتنا المسلمين وذلك لكونها مادة سهلة ويمكن لأغلبية الطلبة الحصول على درجات مرتفعة فيها مما قد يساعدهم على رفع معدلاتهم بالإضافة شعورهم الايجابي بأنهم قد نالوا حقوقهم كاملة في دولة حديثة تعترف بجميع الأديان وتحترم الجميع على أساس المواطنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشر المقال في زاوية في الهدف من جريدة صوت بخديدا العدد 89