في تركيا
معاناة ابناء شعبنا الهاربين من الارهاب والتمييز والتهميش
كنيسة مريم العذراء
عنكاوا كوم / اسطنبول - خاصازداد بشكل ملفت عدد العوائل من ابناء شعبنا الهاربة من الارهاب والتمييز والتهديد، وخاصة من بغداد والموصل وكركوك، وذلك بحثا عن الامان والحرية والاستقرار وحياة كريمة، فيما تقف السلطات في العراق مكتوفة الايدي، لاترتقي اجراءاتها ومعالجاتها المجزأة هنا وهناك الى مستوى حماية المواطن وفرض الامن وتوفير مستلزمات الحياة اليومية.
عنكاوا كوم التقت بعدد من العوائل الهاربة من العراق والمتواجدة في استنبول/ تركيا. ففي تركيا اكثر من 1800 مسيحي، منهم عوائل طال وجودها لسنوات من دون امل بالعودة او الحصول على لجوء واقامة واسقرار في بلد معين. وهذه العوائل تعيش اوضاع اجتماعية واقتصادية ونفسية صعبة، اذ لا معيل لها وهي لاتحصل على اية مساعدات، وممنوع عليها بقرار من السلطات والامم المتحدة ان تحصل على عمل كمورد للعيش، وهي بالتالي تعيش بفقرمعتمدة على ما يصلها من مساعدات الاهل والاقارب. كما ان الاطفال والشباب محرومون من الدراسة لتضيع من مستقبلهم سنوات عديدة.
عائلة السيد اندراوس شابا يعقوب تركت بغداد بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة، والسيد اندراوس بالاصل من قرية ارادن، هجرت عائلته من القرية قبل عشرات السنوات وهو شاب يافع لتستقر في بغداد، وبعد سنوات طويلة من الدراسة والعمل وتكوين العائلة، يضطر الى ان يهرب من بغداد مع زوجته واطفاله الثلاثة بحثا عن الامان والحرية. ويقول السيد اندراوس بانه لم يكن بالامكان البقاء في الوطن رغم اننا تحملنا كل ما جرى في بغداد منذ سبع سنوات، كما لم يكن بامكاننا العودة الى قرية ابائنا وجدادنا لوجود مشاكل وتعقيدات حول الملكية والسكن وتوفير مستلزمات الحياة والدراسة والحصول على عمل، والاهم عدم الشعور بالاستقرار. ويضيف السيد اندراوس ان وضعنا في مدينة استنبول افضل نسبيا من العوائل التي استقرت في القرى البعيدة جدا عن استنبول. في تلك القرى مئات العوائل تعيش حياة صعبة ومنذ سنوات، وعليها ان تصرف مبالغ كبيرة لمقابلة مكاتب الامم المتحدة في انقرة و استنبول. ففي قرية توكات مثلا اكثر من مائة وخمسون عائلة مسيحية، منها عوائل متواجدة منذ ثمان سنوات.
السيد فائز بيليبوس يعيش مع عائلته في استنبول. ويقول لقد هربنا اخيرا اذ لم نعد نتحمل ما يجري لنا نحن المسيحيين في بغداد. لقد بقينا ولم نرد ان نترك ما بنيناه من جهدنا وكدحنا ونترك وطننا وبيئتنا واهلنا واقاربنا، ونأمل ان نعود يوما. ويؤكد السيد فائز على ان تكاليف ايجار مسكن متواضع جدا مع مصاريف الحياة اليومية ترهق اكثرية العوائل، ومن المشاكل الاكثر حدة وصعوبة هي تكاليف المعالجة ومراجعة الاطباء، فنحن لاضمان صحي لدينا وتكلف مراجعة الاطباء و اجراء عمليات جراحية ضرورية تكاليف باهضة.
ان اغلب لقاءات المسيحيين هي في ايام الاحد في الكنائس، ومنها كنيسة مريم العذراء في منطقة تقسيم في استنبول. ويقول الاب ادريس گورئيل املك الذي يخدم في الكنيسة بان اغلب العوائل تلتقي هنا، ونحن نعرف معاناتها، وثمة محاولات من الكنائس والمنظمات الاخرى بتقديم بعض المساعدات. وثمن الاب ادريس اللقاء بابناء شعبنا وتوصيل صوتهم للمحافل الدولية والبحث عن الحلول المطلوبة لضمان الامن وتوفير الحياة الكريمة.
ولقد عبر السيدان فائز بيليبوس واندراوس شابا عن شكرهما وتقديرهما لجهود الكنائس وبشكل خاص جهود الاب فرانسوا لحل مشكلة الغرامات التي كان على العراقيين دفعها شهريا لتجديد الاقامة في تركيا، حيث كان على كل فرد دفع 65 ليرة تركية كل شهر، ولقد الغي ذلك منذ الاول من نيسان هذا العام، اذ يدفع كل فرد الان 12 ليرة كل ستة اشهر. كما ثمنا الامكانات التي توفرها منظمة كاريتاس لعنايتها بالاطفال والشباب لاتاحة الفرصة لتعلم بعض المواد وتنظيم بعض النشاطات الترفيهية.
الاب ادريس املك
عائلة السيد اندراوس شابا