المالكي يبحث مع ممثلي التركمان الأوضاع في كركوك
08/09/2011
المئات يتظاهرون تنديداً باستهداف الكفاءات وسط دعوات لتدارك الاغتيالات
بغداد - الصباح
بحث رئيس الوزراء نوري المالكي مع ممثلي الجبهة التركمانية العراقية في كركوك تصاعد عمليات الاغتيال واستهداف الكفاءات بالمحافظة ، وفيما تصاعدت الدعوات لتأمين الحماية اللازمة للكفاءات ، تظاهر المئات من التركمان في كركوك احتجاجا على عمليات الاغتيال ، مطالبين بالكشف عن الجهات التي تقف وراءها.
وافاد بيان لمكتب رئيس الوزراء تلقت "الصباح "نسخة منه :ان المالكي التقى في مكتبه امس بممثلي الجبهة التركمانية وناقش معهم الاوضاع الامنية وتصاعد عمليات الاغتيال واستهداف الكفاءات الاكاديمية والعلمية في كركوك من قبل التنظيمات الارهابية والإجراءات الكفيلة لمواجهة تلك التحديات والحفاظ على المكتسبات الامنية في المحافظة.
واغتال مسلحون مجهولون مساء الاثنين الماضي طبيب الجملة العصبية يلدرم عباس الدامرجي وشقيقه امام منزله في منطقة تسعين وسط كركوك.
في غضون ذلك ، تظاهر المئات من التركمان في كركوك احتجاجا على عمليات الاغتيال ، مستنكرين العمليات الاجرامية التي تطول الكفاءات العلمية. ونقلت وكالة انباء "السومرية نيوز"، عن رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران بهاء الدين قوله إن "تنظيم الأهالي تظاهرة كبيرة احتجاجا على عمليات الاغتيال والتصفية التي تطول الأطباء، هي رسالة مهمة إلى الحكومة، بشأن ما يحدث في المحافظة "، على حد وصفه.
وأضاف بهاء الدين أن "جميع أعضاء مجلس المحافظة يستنكرون بشدة حادثة الاغتيال التي تعرض لها احد أعمدة الطب العراقي على يد جماعات إرهابية ضالة"، مطالبا الأجهزة الأمنية بـ"متابعة الجهات التي تقف وراء عمليات استهداف الكفاءات العلمية والطبية في المحافظة".
وقال نائب رئيس الجبهة التركمانية علي هشام مختار أوغلو ان "التظاهرة التي نظمتها الجبهة التركمانية، تمثل رسالة احتجاج على الظلم والغبن والاستهداف الذي يتعرض له التركمان وبالأخص كفاءاتهم ورموزهم وشخصياتهم وأطبائهم"، لافتا إلى أن " كركوك سجلت الشهر الماضي العديد من حالات القتل والاختطاف التي طالت التركمان والمكونات الاخرى". وافاد نقيب أطباء كركوك محسن عبد المجيد بمشاركة الأطباء والصيادلة وأصحاب المختبرات بالتظاهرة ، مشيراً الى "اضراب الأطباء عن العمل بعياداتهم وفي المستشفيات الحكومية امس الاول احتجاجاً على استهدافهم".ودعا مسؤول فرع الجبهة التركمانية في كركوك قاسم قزانجي المؤسسات الأمنية الى"تحمل المسؤولية والعمل على حماية المواطنين وممتلكاتهم لاسيما مع تزايد عمليات الاغتيال بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين".وعد قزانجي عمليات استهداف الأطباء وخطفهم في كركوك " مؤامرة واضحة لإخلاء المحافظة من الكفاءات التي تعمل على رفع المستوى العلمي في المدينة". ونظم العشرات من الكوادر الطبية في كركوك، اول امس الثلاثاء اعتصاما خلال تشييعهم الدكتور الدامرجي، احتجاجا على استهداف الأطباء في المحافظة، مطالبين الحكومة بحمايتهم والكشف عن الجهة التي تستهدفهم.وسط هذه الصورة ،دعا نواب الحكومة الى العمل على تطويق استهداف الكفاءات.من جهتها ،حذرت النائبة التركمانية عن القائمة العراقية زالة يونس من وجود " مخطط مبرمج لاستهداف الكفاءات العلمية في كركوك " ، داعية الى "فتح تحقيق في حادثة اغتيال الطبيب يلدرم عباس ".
وقالت يونس " لطالما حذرنا من وجود مخطط مبرمج لاستهداف الكفاءات العلمية وخصوصا التركمانية في كركوك من جانب مجاميع ارهابية ناشطة من داخل المحافظة وخارجها "، مضيفة ان "هناك اهمالا وتقصيرا من جانب الاجهزة الامنية ، وكل هذه الاسباب ادت الى حدوث اغتيالات غالبا ما يكون ضحاياها من ابناء القومية التركمانية لان العديد منهم اطباء ومهندسون وتجار".وبشأن حادثة اغتيال الطبيب يلدرم عباس في كركوك ،اوضحت يونس ان "عباس لم يكن من اشهر اطباء كركوك فحسب ،وانما كان من اشهر اطباء العراق في مجال اختصاصه - الجملة العصبية- وقد كان مستهدفا منذ مدة طويلة وتلقى تهديدات عدة من جماعات ارهابية ، ما اضطره الى ترك كركوك والعمل في السليمانية ، قبل ان يعود مؤخرا الى محافظته" ،مضيفة "للاسف الشديد يبدو ان عناصر ارهابية استمرت في مراقبة تحركاته ،حتى تمكنت من اغتياله اخيرا بعد ان ابدى مقاومة عندما كانوا يرومون اختطافه هو وشقيقه".واوضحت " لو اجرينا احصائية لضحايا الاغتيالات ،فسنرى ان غالبيتها تتركز في كركوك ،ما يؤكد ان هذا المخطط قد تم الاعداد له مسبقا لاستهداف الكفاءات العلمية التركمانية في هذه المحافظة " .
ورأى النائب عن القائمة العراقية جمال الكيلاني ان تصاعد حدة استهداف الكفاءات في الآونة الاخيرة، يهدف لافراغ البلد من عقوله وطاقاته" ، مضيفاً ان "استهداف النائب الدكتور خالد الفهداوي والدكتور يلدرم عباس ، كان صدمة كبيرة لجميع اصحاب الكفاءات واطباء العراق ، وثلمة مهنية لا تعوض ودليلا على ان الجاني يملك حصانة وهو حر طليق"، على حد قوله.
واستشهد الفهداوي في اثر تفجير وقع في جامع ام القرى نهاية الشهر الماضي خلال صلاة التراويح.من جهته ، قال النائب عن التحالف الكردستاني حميد عادل بافي ان"هناك اغتيالات واسعة في معظم انحاء العراق وخاصة في كركوك والمناطق المتنازع عليها،اذ يتم استهداف شخصيات بارزة لها دور كبير في بناء العراق علميا واجتماعيا وفي جميع المجالات ".
ونقلت وكالة انباء "نينا"عن بافي قوله ان "القوات الامنية في هذه المناطق عاجزة عن حماية هذه الشخصيات التي نعدها ثروة وطنية لايمكن تعويضها بأي شكل من الاشكال "،مضيفاً "على السلطة حماية هذه الكفاءات العلمية ، واذا لم يكن بمقدورها ذلك ، فيفترض بها ان تسمح لقوات البيشمركة بتوفير الحماية لهم ، لاسيما وأن الاهالي باتوا يطالبون بذلك " على حد قوله.وتابع ان "البيشمركة جزء اساس من الجيش العراقي الوطني ، وعلى الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان الاتفاق على نشر وحدات منها مع الجيش في المناطق المختلف بشأنها لحماية الكفاءات العلمية ".
http://alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=13209