المحرر موضوع: الكاتب يوسف ابو الفوز في ضيافة البيت العراقي في فنلندا  (زيارة 845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6289
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكاتب يوسف ابو الفوز في ضيافة البيت العراقي في فنلندا

القضية الاساسية التي كان ولا يزال يفتقدها المثقف العراقي هي فضاءالحرية الكامل

اول قصة قصيرة كتبتها في سن الثالثة عشر سرقت لي طفولتي وحملتني مسؤولية كبيرة


أطمح لتنظيم اسبوع ثقافي فنلندي في بغداد







توركو ـ
في مساء يوم السبت ، العاشر من الشهر الجاري ، استضاف البيت العراقي في فنلندا ، الكاتب والاعلامي العراقي يوسف ابو الفوز ، في امسية ثقافية للحديث عن مسيرته الادبية وتجربته الابداعية . ابتدأ الامسية رئيس البيت العراقي في فنلندا ، السيد رياض مثنى (أبو فيروز) ، الذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على روح شهداء الثقافة العراقية واخرهم الشهيد الفنان والاعلامي هادي المهدي الذي اغتيل في بغداد غدرا ، وبأسم الهيئة الادارية ومنتسبي البيت العراقي في فنلندا ، رحب بالكاتب الضيف واشاد بنشاطه الثقافي وعمله بين ابناء الجالية  العراقية وتقديمه صورة طيبة عن الثقافة العراقية من خلال عمله في المحافل الفنلندية  .
الكاتب يوسف ابو الفوز بدأ كلامه بالثناء على دور المثقفين العراقيين الطليعين المخلصين لتربة الوطن ، الذي يحاولون اعادة الوجه المشرق للثقافة العراقية ودور المثقف في الحياة ، واشاد بشجاعة الشهيد هادي المهدي وتحديه لقتله الذين يعرفهم جيدا وكان بأنتظار موته في كل يوم . وبين ان الحديث عن تجربة اي كاتب عراقي هي بشكل ما حديث عن تأريخ الوطن ، فمحطات المثقف العراقي ترتبط كثيرا بالواقع السياسي في العراق وتقلباته ، فالقضية الاساسية التي كان ولا يزال يفتقدها المثقف العراقي هي فضاءالحرية الكامل بدون تابوات سياسية او دينية ، وتحدث عن الواقع المأساوي الذي يعيشه المثقف العراقي وهو يعيش في رعب دائم لا يأمن على حياته وهو في بيته مثلما حصل للشهيد هادي المهدي ، وحمل الحكومة العراقية المسؤولية عن حماية المثقف العراقي من اياد الغدر المجرمة.
 تحدث الكاتب عن نشأته الاولى في عائلة عمالية تقدمية ترتبط بنضالات اليسار العراقي واهتمام عائلته بتنمية ميوله الادبية واجواء مدينته السماوة الثورية وجهود ورعاية مدرسيه الذين قدموا له العون والارشاد واشار الى محاولته القصصية الاولى التي كتبها وهو في سن الثالثة عشر ، فقال انها سرقت له طفولته ورمته في عالم الكتب والادب ووضعته مبكرا امام مسؤولية اجتهد لتطويرها ، وعرج على فترة دراسته الجامعية في البصرة ، التي اضطر لتركها بسبب المضايقات من نظام البعث واضطراره لترك العراق صيف عام 1979 مشيا على الاقدام عبر الصحراء الى العربية السعودية ثم الكويت ومن هناك يواصل الى اليمن الجنوبية ، حيث عاد الى الوطن ربيع عام 1982 ليلتحق بصفوف مقاتلي انصار الحزب الشيوعي العراقي في كوردستان العراق لمقارعة النظام الديكتاتوري ، وتوقف عند مميزات واهمية هذه المرحلة في حياته ، التي اصدر عنها عدة كتب ، حيث بقي هناك لاكثر من ستة سنوات ، واشاد بمساهمات المثقفين العراقيين الذين ساموا في الكفاح المسلح ، حيث جاءت مشاركتهم في الفعل النضالي لمقاومة الديكتاتورية سعيا لانتاج ثقافة مقاومة بديلة لثقافة النظام الشمولية التي كان المثقفين داخل الوطن ، الذين لم يرتبطوا بجوقة الردح للنظام ، يعانون من سياطها وسمومها . وتطرق الكاتب الضيف الى تعدد محطات النفي في حياته وتجاربه الحياتية والادبية فيها ، وتوقف عند استقراره في فنلندا التي وصلها مطلع 1995 ، واشار الى سعيه من خلال نشاطه في المنظمات الثقافية الفنلندية الى تقديم صورة مشرقة عن الثقافة العراقية والمساهمة في العمل لايصال مطالب الشعب العراقي وتوقه للحرية والعدالة الاجتماعية من خلال مجمل نشاطاته الثقافية والسياسية .
واشار الى انه في مجمل كتاباته يحاول ان يعري كل ماهو معيق لحرية الانسان ليعيش حياته بشكل افضل ، وانه يسعى في اعماله القصصية لتقديم شخصية الانسان الذي لا ينهزم رغم كل البؤس والعذاب ، وبين انه يؤمن بالمستقبل وبمجيء ايام افضل رغم معرفته بانه لن يشهدها ، لكنه يعمل بقوة لاجل قدومها من اجل الاخرين والاجيال القادمة ، وتحدث عن اهتمامه بموضوعة حوار الحضارات وسعيه لتقديم معالجات لذلك في اعماله الروائية الاخيرة .
 باب الاسئلة والمداخلات كان غنيا ، حيث جرى الحديث عن العلاقة بين السياسي والمثقف وتطور الديمقراطية وحال الحريات في البلاد ومستقبل الثقافة العراقية ، وكانت هناك اسئلة اهتمت باصدارات الكاتب الاخيرة ونشاطاته في المؤسسات الثقافية الفنلندية والافلام الوثائقية التي قدمها عبر التلفزيون الفنلندي ، يذكر ان الكاتب يوسف ابو الفوز من مواليد السماوة 1956، اصدر خلال مسيرته الادبية العديد من الكتب الادبية ومجاميع القصص والروايات، كما أنه كتب واخرج للتلفزيون الفنلندي افلاما وثائقية عن العراق ، وفي عام 2000 ترجمة مجموعته " طائر الدهشة " الى اللغة الفنلندية من قبل الباحث الفنلندي ماركو يونتنين  ، كما انه انتخب اذار الماضي ، وللمرة الثالثة ، لعضوية الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب والفنانين الفنلندين ،كاول كاتب من الشرق الاوسط  يصل لهذا الموقع ، ومن خلال موقعه ، وفي ايار 2009، وبالتنسيق والتعاون بين اتحاد الكتاب والفنانين الفنلنديين ووزارة الثقافة في اقليم كردستان العراق ، ساهم في تنظيم “اسبوع الثقافة الفنلندية في أقليم كردستان “، الذي اشترك فيه تسعة من المثقفين الفنلنديين ومن مختلف الاختصاصات الفنية ، ولديه طموح لتنظيم اسبوع مماثل في بغداد !