المحرر موضوع: ويسألونك عن النوادي العراقية .....  (زيارة 720 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ويسألونك عن النوادي العراقية .....

                                                                                                                                     رشيد كَرمة
بدء ً أقول ان النوادي الإجتماعية العراقية على إمتداد المساحة الجغرافية الأوربية ليست دهاليز للواهمين بعودة حزب البعث العربي الإشتراكي في العراق للسلطة ,كي يفرغوا من سمومهم للغيبة والنميمة وبث الفرقة وقلب الحقائق والترحم على طاغية أهوج غدر حتى بالمقربين إليه وأذاق العراق أرضاً وناساً وفضاءً كل أنواع المُرْ وترك لنا بعد هروبه المخزي إلى (الحفرة) أيتاماً لايقلون سوءً عنه أصغرهم يتلذذ بأنه من فدائييه وأكبرهم يتحسر على زمن كان هو الراعي لحفلات الإعدامات الجماعية !ولقد أثبتت الوقائع التأريخية القريبة جداً حجم إجرامهم ومع هذا يتلمسون الخطى لأعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعدما فلحوا للوصول إلى المهاجر الأوربية بقصد الحصول على جنسيتها ,, ولابد من تنبيه لجميع الدول بأن تعيد النظر في قراراتها بمنح اللجوء لمجرمين بدأت تتكشف عنهم الأقنعة !
والنوادي العراقية الإجتماعية ليست جامعا ًإ سلامياً  أو حسينية كما أنها ليست كنيسة او معبدا يهوديا ًأو صومعة للتدين بأي حال من الأحوال .
ذلك أن النوادي العراقية هي  : تجمعات ديمقراطية تعني بشؤون الثقافة والوطن بعيدا ً عن  سطوة الدين والقومية واللغة والمعتقد والجنس والحزب,فهي بهذا المعنى منجزا ً حضاريا ًيستمد من لائحة حقوق الإنسان الكثير من مبادئه الأساسية والتي تحققت بفضل نضال طويل ومرير خاضه الإنسان هنا وهناك , لذا فان الإيمان بقدرة الإنسان على الخلق المتجدد والمتفاعل باستمرار مع المتطلبات الحياتية يؤدي بالضرورة الى الإيمان  بوحدة التكوين الإنساني وتراكم الثقافات والتي ستؤدي بدورها الى كبح جماح الأفكار الضيقة الأفق والتي من سماتها الغاء الآخر والتعصب للمعتقد والمذهب اللذان يقودان بالنهاية الى نوع من حالة الهيمنة والشعور بالتفوق العرقي والأثني والتي ستؤول بالنهاية الى زوايا ضيقة في التاريخ تبحث عن امجاد زائلة كان فيها السلاح هو الفيصل الحاسم والوحيد ولعل هذا مايفسر تعدد الأحزاب و الأراء المختلفة والتي تدعي كل منها بالأحقية وصحة الرأي وسداده .....
وان  تجربة النوادي الإجتماعية العراقية في المنفى ليست بحديثة العهد ولكنها جديدة على الأكثرية من فئات الشعب العراقي التي خضعت لنظام حكم صارم ودموي إعتمد على تفتيت اللحمة الإجتماعية وصولاً إلى فرمان قرقوشي في زمنٍ حديث أن يرمي ذوي القربى بعضهم بالرصاص بحجة الهروب من الجيش أو معارضة (القائد الأوحد وخيمته الواحدة).لذا فلقد أنتجت الغربة القسرية لآلاف العراقين نوعا من التعايش ( المفروض ) للند الفكري والثقافي والإقتصادي والإجتماعي والديني والخ .
فاذا كان الإتهام للنوادي العراقية انها تعالج الشأن العراقي وتتابع مايحدث من انتهاكات صارخة  بحقوق الأنسان وتحديدا حقوق المرأة ومن محاصصة طائفية ومن قتل على الهوية والدين وما ينجم عنها تفجير للكنائس والجوامع وللمراقد الدينية ومقرات  الأحزاب السياسة واختطاف وقتل الأبرياء والعلماء والمثقفين ومحاصرة شغيلة الفكر والقلم وهدم وتشتيت المسرح العراقي وهدر ثروات العراق تحت هذه الحجة وتلك , أقول اذا كان هذا مدعاة للأحتجاج على ان النوادي العراقية أضحت نوادي سياسية أقول نعم ولابد من الأستمرار بهذا النهج لأننا جزء مهم من مجتمع لازال في المخاض ونريد للوليد ان يكون ديمقراطياً يحفظ للجميع حقوقهم ويرفع شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) وسوف لن نحول النوادي لعراقية الى دهاليز (بعثية) أوتكايا خرافية فليس من واجبنا تشجيع اللطم والتطبيرواقامة الشعائر الدينية وتطبيق الشعار الإيراني (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ) كما أننا نتطلع بعيون متحضرة ونعيش في دول ذات نظم ديمقراطية سعت الى الإفلات من قبضة الدين ونجحت الى حد ما من  ذلك وعلينا ان نستفيد من تجاربها في هذا الشأن .
ومن يريد خدمة الناس والعراق عليه ان يتقدم متطوعاً دون تلفيقات فارغة لاتستند على دليل , فـ(من كان بيته من زجاج لايرمي الناس بحجر) وعلينا أن نتسلح بفكر ديمقراطي لامناص منه, مهمتنا الأرأس  بناء الإنسان , والحديث النبوي يقول :
الإنسان بناء الله,لعن الله من هدمه.

   رشيد كَرمة    السويد    19ـ11ـ 2011