المحرر موضوع: ( الهر)ليس كربلائياً.....  (زيارة 710 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( الهر)ليس كربلائياً.....
« في: 12:32 20/01/2012 »
( الهر)ليس كربلائياً.....
                                                                                                                              رشيد كَرمة
لطالما تحادثت مع كربلائيين،بشؤون كربلاء, وحاجتها الماسة للحريصين وذوي الوعي الذين يراعوا ما للمدينة من إثر وموقع سياحي.أذكر أحاديث كثيرة,وطرائف سمعتها من منبر(الشيخ هادي) الذي تميز عن أقرانه وشركائه من قراء العزاء الحسيني بالنقد للظواهر المعيبة ومنها النظافة أثتاء الزيارات التي لاتحصى لإمامٍ إستشهد هو وأخيه وذويه في واقعة كربلاء المعروفة,زد على ذلك طريقته في الإلقاء لحناً وصوتاً إضافة للدعم الخليجي له وخصوصا ً من أهالي البحرين!!!
قادني الحديث مع الكربلائي الفنان(فائز الطاير)ذات يوم بعيد عن الحشود من العراقيين والعرب والعجم القادمين لزيارة(الحسين بن علي)قال لي: سيترك الجميع فضلاتهم ومخلفاتهم علينا،وسينظف أهالي كربلاء كل أنواع الفضلات والنجاسه،في كل أزقتها وشوارعها التي عجت بالجيفة...أمرَ متصرف كربلاء العقيد(جابر حسن الحداد)الذي إكتسب شعبية أكبر من رئيس جمهورية العراق آنذاك(عبد الرحمن عارف)في الوسط الكربلائي والعراقي على حد سواء،بتنظيم دقيق للمواكب الحسينية،من حيث مكبرات الصوت,وترتيب منهجي لتجنب الزحام,ومنعاً للسرقة,وتحذيرا لمروجي البدع والشحاذين وطرقهم المتعددة للحصول على أموال,,وأعدت متصرفية كربلاء نظاماً وإن كان غير دقيق وحازم لكيفية إعداد الطعام,لهذه الجمهرة من الناس وكان القانون الصارم حول النظافة.ولعل من عايش تلك الفترة في كربلاء يتذكر كيف منع المتصرف العربات ونسميه باللهجة الدارجة للمفرد (الربل) التي تجرها الخيول من السير في الشارع الرئيسي لمرقد (الحسين وأخيه العباس)بل ومنع كافة العربات في كل شوارع كربلاء وأزقتها إذا لم تضع مايحفظ فضلات الخيول ودون سقوطها في الشارع حفاظا على النظافة ومظهر كربلاء السياحي وحفظا للمال العام الذي سوف يصرف ويهدر جراء التنظيف وإزالة المخلفات.من طرائف ذلك الزمان حدثني معلم الرياضة (جعفر صادق الدهان ــ المكنى جعفر باقلو ،نسبة إلى حرفة أبيه في بيع الباقلاء في منطقة الشوصة الكربلائية) وسكرتير نادي الطف الرياضي  الذي  كنت أنتمي إليه مع أشقائي وكثير من الشبيبة التقدميين والشيوعيين لاعباً كروياً يقول المرحوم الأستاذ (جعفر الدهان ) الذي فارقته في نهاية السبعينات وزرته قبل وفاته بشهور:جاء المتصرف(جابر حسن الحداد)راجلاً ومنزعجاً ومستفهماً من صاحب الموكب ذو المكبرات الصوتية الضخمة الذي لم يبعد سوى أمتار قليلة من بيت المتصرف في العباسية الشرقية, مقابل مركز الشرطة(السراي)عن الشكوى التي يدرج فيها إسمه,وكان القارئ(حمزة الزغير)يصدح:جابر ..يجابر.. مادريت بكربله شصار,, إلخ إلخ,ولقد أجابه الجميع بأن المعنيِ هو (جابر بن حبيب الأنصاري) أحد صحابة الحسين, وليس المتصرف(جابر حسن الحداد) الذي تشفى به (إسكندر العربنجي)الذي منعت عربته حرصا على النظافة  يوم 17 تموز 1968 في برقية تأييد لقادة التغيير من بينهم (المقبور أحمد حسن البكر والجلاد صدام حسين) الذين أصدرا أمراً بإعدام(جابر حسن الحداد)لأنه لم يؤيد ويبارك "الثورة" واتهموه وآخرين بمحاولة إنقلابية ..هذا اليوم يبعدنا كثيراً عن الستينات وما قبلها,فلقد بح صوت الناس من أجل البيئة والنظافة والتحضر ولو قليلاً جراء عدم وعي الكثرة من الناس,زدعلى ذلك ماتضخه أجهزة إعلام متطوره يبذخ لها (الإسلام السياسي)لأستدراج الناس وتغييبهم عن الواقع,بعد كل هذا يعي محافظ كربلاء (آمال الهر)اليوم عام 2012 بأن ميزانية كربلاء خسرت 100 مليار دينار نتيجة زيارة الأربعين لـ(الحسين بن علي)وستحتاج إلى مثيلاتها من أرقام لتصليح الشوارع والأرصفة وإزالة الفضلات,إطردوا (الهر) لأنه ليس كربلائياً طالما لم يسمع ولم يرى ولم يبصر نداء الجميع من أجل الوعي والنظافة والتحضر,وسوف تغيب النظافة ما غاب المسرح والسينما والأغنية والقصة والرواية والصحيفة التقدمية العلمانية  والمثقف الواعي للمرحلة...........                                                                       
رشيد كَرمة السويد   19 كانون الثاني 2012