المحرر موضوع: ( فهد) شهيد الماضي والحاضر والمستقبل..  (زيارة 700 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( فهد) شهيد الماضي والحاضر والمستقبل..
                                                                                                                                رشيد كَرمة
لقد نقش الجلادون الملكيون يوم 14 شباط 1949 دون وعي إسمٌ راح يرتبط عميقاً في ذاكرة الناس,الفقراء منهم والمحرومين،الكادحين،والمناضلين من أجل الحرية،وسعادة البشر والدفاع عن نساء العراق وأطفاله وطلبته،وتقع مسؤولية نشر اسم وتأريخ الرجال الأبطال الذين تحدوا المشانق وضحوا من أجل مبادئ محض إنسانية على شغيلة الفكرومبدعيه من فنانين مسرحيين وموسيقيين وتشكيليين...
 صغيراً كنتُ وأنا أتطلع إلى حيطان أزقتنا الكربلائية المزدحمة بجملٍ وعباراتٍ يتداخل فيها المسموح والممنوع,وتخلط الألوان حروفها.. في الطريق إلى مدرستي من بيتنا الكائن في محلة العباسية الشرقية حتى مدرسة العزة الكائنة في باب طوريج قرأت ( هيهات منا الذلة,,السلام عليك ياسيد الشهداء...الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من المشانق)،وتحت الجملة الأخيرة قرأت ولأول مرة إسم(فهد) باللون الأحمر.
في شباطٍ ستينيٍ مشؤوم رحت أسأل عن (فهد) هذا الأسم الذي أغراني بالقوة والشجاعة،بل رحت أستفسر عن غياب خالٍ لي وعن جيراننا الأستاذين (ستار) و(عبد الرزاق) وعن مرشد صفي ومعلمي (عدنان غازي الغزالي)الذي أحبني لشطارتي في حفظ القصائد.
صرنا جمعاً من طلابٍ نؤشر في ذهابنا وإيابنا إلى المدرسة ومنها ونحن نمر بجوار بيت الشهيد (إبراهيم الموسوي)إلى الجدران الفقيرة التي تتصلب بغنى الشعارات الشيوعية،وأسماء الشهداء الجدد.
أضحينا أكثر عددا ونحن عائدون من مباراة بكرة القدم حاملين كأس الفوز بجوار مركز شرطة كربلاء المزدحم بالسجناء السياسيين من عمالٍ وفلاحين ومعلمين وكسبة,وبصوت موحد مدوي نصرخ : هذا الكأس إلنه .. طلعوا معلمنه.
في شباطٍ سبعينيٍ آخر ونحن نتأبط (طريق الشعب) في كربلاء اتحفنا الشاعر الجميل(رياض النعماني) في بيت الشهيد المغدور العامل الشهم (يحي مهدي كَله) بقصيدٍ عن (فهد): فهد ياجدي يافهد ..
في شباط ثمانيني تعيس وأكثر من مشؤوم  طليت حيطان أزقة العراق كلها بصور الطاغية وشعارات كاذبة ومرعبة وإختفت طريق الشعب العلنية.
 وما بعدها من تأريخ ظللت أنقل جدران كل كربلاء بل وحيطان العراق كلها في سماوات الغربة مع إسم (الحسين بن علي)  وفهد العراق (يوسف سلمان يوسف ) شهيدا كل الفصول والأزمنة و الأمكنة
لكم المجد يامن إنتصرتم للحقيقة..لكم الفخر في التحدي والتصدي ومقاومة الطغيان..
فلنكتب من جديد إسم فهد لأنه عامل عراقي وطني قبل أن يضحى شيوعياً مقداماَ.

رشيد كَرمة   السويد  13 شباط  2012