بسبب إهمال إدارة المدرسة..مشاجرة بين تلميذين.. تتحول إلى فصل عشائري

[samir latif kallow]

بسبب إهمال إدارة المدرسة..مشاجرة بين تلميذين.. تتحول إلى فصل عشائري

27-02-2012 | (صوت العراق) -  بغداد/ المدى

تلميذان صغيران.. الأول في الرابع والثاني في الخامس ابتدائي ... تشاجر التلميذان في ممر المدرسة وساحتها في غياب المعلمين ... كان صراخهما يعلو ولا احد يتحرك من المعلمين لاستطلاع الأمر !... يتطور الأمر ...

يلتقط احدهما عصا صغيرة من على الأرض وفي لحظة يغرسها في عين الآخر ... وينتبه احد المعلمين الى الكارثة ولكن بعد فوات الأوان ... ضاعت عين حسان ... سيناريو غريب كان من الممكن ألا يحدث لكنه الإهمال الذي أصبح سمة مدارسنا ! ماذا حدث داخل المدرسة الابتدائية .. نجيب عنه الآن في هذه السطور – حسام – تلميذ في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة من مدارس الشعب لم يتعد عمره العاشرة ... محبوب من أسرته وبين زملائه ، إلا انه مثل كل الأطفال كان كثير الحركة واللعب والشجار ... ما أثار الخوف في نفس والديه أن يموت الحلم في رؤيته مهندسا او مدرسا .. لكن هذا الحلم الجميل تحول إلى كابوس مفزع ... بعد أن اصبح حسام ضحية زميله ... نشبت بينهما مشاجرة داخل المدرسة كادت تودي بحياته ... لكن الغريب أن جميع المعلمين شاهدوا التلميذين وهما يتشاجران دون أن يتحرك احد منهم لفض النزاع وعقابهما معا ! يوم الحادث خرج حسام من منزله متوجها إلى المدرسة ... حاملا معه حقيبته المدرسية ... نصائح الأم لابنها ... أن يكون مهذبا وعاقلا داخل المدرسة وان يعود نظيفا للبيت بعد انتهاء دروس المدرسة ، واستجاب الابن لكلام امه التي قبّلت ابنها قبل أن ينصرف الى المدرسة ! عندما وصل حسام الى المدرسة دخل الى صفه وأكمل الدرسين الأول والثاني بعدها خرج مع بقية التلاميذ الى الساحة للاستراحة واللعب ومثل كل التلاميذ ظلوا يلعبون داخل الساحة ... لحظات وتحدث مشادة كلامية بين حسام وتلميذ بالصف الخامس وبدلا من أن يتدخل احد لفضها من المعلمين او التلاميذ الآخرين ... ظلوا يراقبون الموقف حتى تشابك التلميذان بالأيدي ... وتبادلا الضربات واللكمات ... بعدها قام احمد بإحضار عصا ودون أن يقصد غرسها في عين زميله حسام ثم فر إلى صفه راكضا ... فجأة تدوي في الساحة أصوات صاخبة وضجيج وصراخ وبكاء ... وعندما ذهب بعض التلاميذ لمصدر الصوت وجدوا حسام وقد غرست العصا في عينه اليمنى والدماء تسيل منها ... ظلت العصا بالعين دون ان يعلم احد من المعلمين او المدير او معاونيه ما حدث ... حتى قام احد التلاميذ بجذب العصا من عين حسام الذي سقط على الأرض مغشيا عليه ! بعدها قام التلاميذ بحمله وذهبوا به الى غرفة المدير ... فأرسله بصحبة احد المعلمين الى المستوصف القريب من المدرسة دون ان يخبر اسرته بذلك ... حتى شاهده احد الجيران وهم يحملونه بسيارة المعلم والدماء تسيل منه ... فاسرع وابلغ اهله بما حدث ... هرولت الأم على الفور الى المدرسة ... تقابلت مع مدير المدرسة ... الذي استقبلها ببرود شديد وأكد لها ان المسألة كلها لا تعدو مجرد مشاجرة بسيطة بين تلميذين نتج عنها احمرار عين حسام ! لم تقتنع الأم بكلمات المدير فذهبت إلى المستوصف لكي تطمئن على ابنها ... الا ان المدير حاول تهدئتها وما هي إلا لحظات حتى يرن موبايل المدير ... كان المتصل المعلم الذي حمل حسام الى المستوصف أبلغه بان الطبيب امر بنقله الى مستشفى ابن الهيثم الخاصة بالعيون وان إصابته شديدة مما يستلزم إجراء عملية جراحية عاجلة ... عنف المدير بشدة على كلام معلمه واخبره بأنه مدير وليس طبيب اختصاص بالعيون ... وطلب بعصبية من أمه ووالده أن يذهبا الى المستوصف ليطمئنوا على ابنهما .. ولم يقل لهما شيئا عن حالته ... وهناك كانت المفاجأة القاسية التي أفجعتهم ... الابن مصاب بنزيف حاد في العين اليمنى يستلزم إجراء عملية جراحية سريعة في مستشفى متخصص بالعيون ... وبالفعل حمل الأب ابنه وذهب به الى مستشفى ابن الهيثم للعيون وأجريت للتلميذ عملية ترقيع للعين بهدف الحفاظ على شكلها وحتى لا تظهر بأنها انطفأت .. استمر التلميذ بالبقاء بالمستشفى لمدة يومين بعدها خرج لا يرى بعينه اليمنى ... لكن الأطباء أكدوا بانه يمكن اجراء عملية جراحية مستقبلا لإعادة قرنية العين لطبيعتها لكن هذه العملية سوف تكلف كثيرا من المال ... لم يحتمل الأبوان ما حدث لطفلهما ... سقطت الأم على الأرض فاقدة الوعي من هول الصدمة .. وفي اليوم التالي ذهب الأب للمدرسة ليعرف عنوان بيت التلميذ احمد ليأخذ منه فصلا عشائريا وإضرارا لما حدث لابنه حسام ... اخبره المدير بانه تم فصل التلميذ احمد من المدرسة لكن الأب خرج من المدرسة وأسرع الى اخوته وذهب الى دار التلميذ احمد وهددهم بالقتل إذا لم يعوضوا عن ابنه ويسددوا له مبلغ العملية أضعافا مضاعفة ... وإلا القتل ، والد التلميذ حسام عرف بخطأ ابنه احمد وقام بالاعتذار من أبو حسام وقام بالواجب وأكثر ... حاول مرارا وتكرارا عقد صلح مع عشيرة والد حسام ... الا ان والد حسام رفض وأصر على ان يأخذ مبلغ العلمية والأضرار الاخرى التي ترتئيها عشيرته أضعافا ومربعا لقاء ما عمله احمد ... إدارة المدرسة لم تستطع ان تحل المشكلة عندما حدث الشجار بين التلميذين ... ولا الأبوان استطاعا حلها لحد الآن ... يمكن أن تحل بعد أن تهدأ النفوس ويتدخل أولاد الحلال !!

 



Read more: http://www.sotaliraq.com/mobile-news.php?id=45507#ixzz1nYiHzD5o