المحرر موضوع: قمة المستحيلات.. الاربعة  (زيارة 951 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قمة المستحيلات.. الاربعة
« في: 22:02 18/03/2012 »

قمة المستحيلات..
الاربعة

عبدالمنعم الاعسم

قمة بغداد العربية ليست مثل بقية القمم السابقة، فهي تنعقد في غياب المحاور، وحصرا، في غياب المحور المصري السعودي الذي طالما لعب دور المقرر و”القائد” طوال عقدين من السنين، وهي الى ذلك، تقف في منتصف الحلبة التي يتصارع فيها النظام العربي المتوارث بمواجهة الشارع في طوره الاكثر التهابا، وهي اخيرا مسبوقة بجدول عمل يتضمن، لاول مرة، مفردات لم تكن تحظى بالاتفاق، وبعضها موضع اختلافات تتعمق اكثر فاكثر مع اقتراب موعد الانعقاد.
ويشاء التدهور الامني والسياسي المتفاقم في سوريا، على خلفية حركة الاحتجاج والاصرار على خيار الردع، ان يشكل المستحيل الاول الذي يواجه القمة بالنظر لحساسيته وانشقاق المواقف الرسمية العربية حياله وانتحار الحلول الوسط والتسويات السلمية من شاهق دورة العنف، وانزلاق المواجهة الى استخدام القوة المسلحة على نطاق واسع، وليس من قبيل القراءة المتعجلة القول بان سوريا لن تحضر القمة على اغلب الاحتمالات وان غيابها هذا سيكون بمثابة حضور ثقيل على طاولة البحث والنقاش والخلاف ايضا، وقد يتسبب في مجادلات ومشكلات.
وإذ يُعدّ الملف السوري من بعض افرازات الربيع العربي الذي جاوز، الآن، عمره العام، والذي احدث ، ويحدث، تغييرات كبيرة و”انقلابية” في السياق التاريخي لدول المنطقة، فان عنوانه، في الاقل، سيكون متداولا ومعنيا من قبل اصحاب القرار الرسمي العربي، مسبوقا بتفاوت واضح لاستيعاب دلالاته، واستحقاقاته، من قبل الحكومات والحكام والنخب السياسية والفكرية عموما، اخذا بالاعتبار الرغبة المعلنة من قبل عواصم المنطقة لبحث هذا الملف والتجاوب مع مطالب الحركة الاحتجاجية بدل التنكر لها لتقع رهن القوى الخارجية او الجماعات الارهابية الاجرامية.
اما المستحيل الثالث فيمكن رصده في العلاقة المتوترة والمتداخلة والمشحونة بالشكوى واللوم والارتياب بين دول القمة العربية والدول المجاورة، وبخاصة مع كل من تركيا وايران اللتين دخلتا، بدواع كثيرة، في شبكة الصراع الجارية بين الانظمة وشعوبها، وتركتا بصماتهما هنا وهناك، ما يمكن ان يكون موضوعا مثيرا للجدل والتجاذب، وتحت معاينات ورؤى مختلفة.
المستحيل الاخير يكمن في استمرار حالة اللاسلم واللاحرب في الشرق الاوسط.. فلا السلم على الطاولات، ولا الحرب على الابواب.
*
“كلما اقتربت القوانين من الثبات اصبحت غير واقعية”.
اينشتاين