المحرر موضوع: سكاكين الأهل عميقة الجرح !  (زيارة 866 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سكاكين الأهل عميقة الجرح !
ماجد عزيزة /
يسألني بعض الأهل والأصدقاء .. بأني لم أكتب في موضوع قضية الشعب الكلداني السرياني الآشوري ( الذي أنتمي اليه) منذ فترة طويلة ؟ ويتسألون هل هناك سبب في ذلك أم أن شيئا أوقفك عن الخوض في موضوعة هذا المكون الذي تنتمي اليه ؟ سؤال يمكنني أن ألخص الاجابة عنه بكلمة واحدة هي .. المهاترات .. وما يدور بين كتاب شعبنا بكل مسمياته من حرب اعلامية يخوضها البعض ممن دخل ميدان الجدل متأخرا ( مع كل احترامي واعتزازي بمن يكتب لمصلحة شعبه وقومه ووطنه) .. حتى بات الأمر اطلاق اتهامات وحتى شتائم من هذا وذاك ،  على هذا أو ذاك ، أو محاولة السخرية ممن يعطي رأيه الذي لا يعجب الآخرين .. وبات هذا الأمر .. أمرا معروفا لمن يدلو بدلوه في هذا الأمر الشائك .
نعم ، منذ فترة طويلة وأنا أتجنب الخوض في الكتابة عن أحوال وقضايا شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري) للاسباب أعلاه وتجنبا للتجاوز أو السخرية أو الإتهام الجاهز وحتى الشتيمة .. فالأخوة الكتاب ( كل احترامي لهم) قد استلوا سيوفهم من أغمادها ونزلوا أرض المعركة وراحوا تقطيعا وبترا برؤوس وأجساد ( بني قومهم) ، والمسألة لا تخرج عن كونها معارك فاشلة في حرب خسارتها معلنة .
قرأت مؤخرا مقالة رائعة لأخي وصديق عمري الدكتور غازي رحو حول طبول الحرب التي يدقها البعض بين الكلدان والسريان والآشوريين ، تطرق فيها إلى ( المذبحة  الكلامية ) بين ابناء الشعب الواحد ، وما تلقيه مقالات البعض من ( بنزين) على نار هذا الشعب الملتهبة ، لتزيدها اشتعالا .. لقد أكد أخي رحو في مقالته ان تلك المقالات "التي بدأت تظهر خلال هذه الفترة لتعلن الإدانة لهذا وذاك ولتزرع الفرقة بين أبناء المسيح في العراق الجريح .. وكأننا استطعنا أن نحصل على كل ما نبتغيه واعدنا أهلنا وأبنائنا إلى عراق الأصالة واخذنا حقوقنا وألغينا التهميش واستطعنا حماية شعبنا .. ولم يتبقى لنا سوى أن نتقاتل ونرفع سكاكين القتال فيما بيننا لان فلان كلداني وفلان أشوري وفلان ارمني والأخر سرياني ..وتناسى البعض انه لا يستطيع أحدا اليوم أن يلغي تاريخ موغل في الأصالة لكلدان العراق ، تماما مثلما لا يستطيع الآخر أن يلغي تاريخ الآشوريين ولا السريان أو الأرمن .
أنا هنا أسأل : من يزرع الفرقة بين مسيحيي العراق ؟ هل هناك تدخل خارجي في هذا الشان ؟ وهل المسيحيون من السذاجة بمكان أن يكون هناك عنصر أو مؤسسة أو ما شابه ذلك يحاول بث الفرقة بينهم ولا يلفظونه ؟!  انا هنا استعمل مصطلح ( مسيحيي العراق ) لأبتعد عن التسميات التي قد تثير هذا أو ذاك ، وأقصد بمسيحيي العراق ( الكلدان والسريان والآشوريون والأرمن ..) .. ان المرض في داخل جسمنا ، أي ان العلة ( منا وبينا) كما يقول المثل الشعبي ، فقد ركبنا قطار الطائفية بعد تغيير النظام في العراق عام 2003 ، بل ان الطائفية قد استفحلت فينا منذ تسع سنوات وخاصة في دول المهجر ، وامتلك العديد من الأمثلة الشخصية ، التي لو طرحت جزءا منها لارتفع عدد (الزعلانين مني) والذين يتهمونني بما يحلو لهم من اتهامات إلى أضعاف مضاعفة .. فالطائفية بين ( مسيحيي العراق ) مستفحلة خاصة وان غالبية ممارسيها يعيشون في بلدان تعطيهم حرية التعبير والكلام والكتابة والنشر ، دون رقيب ، بعدما فتحت المواقع الألكترونية أبوابها على مصراعيها لكل من شخبط ولخبط !
في بلادنا الأم ، لم نكن نستعمل مصطلحات ( كلداني أو آشوري أو سرياني أو ارمني ..) اللهم إلا حين نتحدث عن كنيسة ما أو طقس كنسي او عيد من الأعياد ، ومثالي على ذلك ، انني ولدت وعشت وانتسبت لعائلة كلدانية ( دينية ) ولكني خدمت ( شماسا ) في كنيسة لاتينية ، وكنت أقدم خدمتي للآباء الدومنيكان ، واعمل بمعية الآباء السريان ، ولم يخطر ببالي يوما  أن انتمي لغير كلدانيتي العريقة وما زلت ..فالجميع كانوا بالنسبة لي ( عراقيون مسيحيون) ولم أألف انا وغيري من أبناء جلدتي إلا أن نكون أولئك العراقيون المتسامحون العاملون في خدمة البلد واهله المسالمون ، ولم يكن أخوتنا الآخرون الذين يعيشون معنا في بلدنا الأم يعرفونا بغير صفات ( المتحضرين الأنقياء الطيبين ..) جسدا وعقلا وسلوكا وتعاملا وأخوة ..اما ما نسمع به الآن فهو مخترعات جديدة جاء بها المحتل الأمريكي ومن جاء معه ..!
فئة من أهلنا المسيحيين يتمشدقون بتهميش إخوة لهم ، يتكلمون نفس اللغة ويعيشون نفس الحياة ويمارسون نفس الطقوس ويقرأون نفس التاريخ المشترك بينهم ، بل ويلغونهم تماما من قاموس واسفار الحياة .. وكردة فعل معاكسة بدأ هؤلاء ( الآخرون ) بممارسة نفس العملية التهميشية للفئة الأولى .. وراحت المقالات تنهال من هذه الجبهة على تلك ، واتهامات هذه الجبهة تتساقط فوق رؤوس مقاتلي الجبهة الأخرى .. المضحك والغريب في الأمر أن الجبهتين ( بغرابة وسخرية) تتاسفان على ما يجري في العراق من حرب طائفية بين الأخوة ( السنة والشيعة) !
اعذروني اخوتي يا من سألتم عن عدم خوضي الكتابة في قضايا شعبنا ، ان السبب هو خوفي من سهام اخوتي وأقصد ( مهاتراتهم) ، فما عاد الجسد والعقل يحتمل جروح الأقربين ، لأنها غير قابلة للاندمال ! ...وكل أكيتو وجميعنا بخير !