محاكمة صدام سياسيه اكثر منها جنائيه 0
محاكمة صدام او كما يحلوا للبعض ان يسميها محاكمة العصر هي في حيثياتها سياسيه وطائفيه اكثر منها جنائيه والدليل على صحة ما نقول هو هذا الطابور من القضاة الذين تناوبوا على رئاسة المحكمه فلم يرق لمن يقف خلف كواليس هذه المحكمه ان يرى أي قاض قد ابدى أي تهاون مع المتهمين وخصوصا صدام 0 والقائده العدليه تقول ان المتهم أي متهم حتى وان كان صدام برى الا ان تثبت ادانته ولكن هذه الفقره بالذات يصم البعض اذانه عنها 0 بل الادهى من ذلك انهم يريدون ان يحمل القاضي السوط في كل لحظه بوجه المتهمين وكأننا في عصور جاهليه فأي قاض ما ان فتح اذنه صاغيا الى كلمات المتهمين وبالذات صدام الا اتهم بالتهاون او التقصير في العمل فهو في نظر ممن يقف خلف الكواليس قاض قصر في اداء المهمه الموكله اليه وعليه ان يردع المتهم في كل لحظه او يرفع السوط في وجه أي منهم حتى ينال رضا الاخريين كنا نتصور ان القضاء العراقي قد تخلص من تدخل السلطات العليا واصبح بالفعل جهة مستقله 0 ان هذه المحكمه قد فقدت شرعيتها ليس بنظر المنصفين من ابناء العراق بل بنظر الجهات القانونيه في الخارج وقد سمعنا ذلك وعبر الاعلام المقروء والمرئي ايضا فعلى القاضي ان يفسح المجال امام أي متهم حتى وان كان صدام ليستمع الى افادته وبحضور المحامي الخاص به دون ان يتعرض أي منهم الى المضايقه خصوصا وان مجموعه من المحاميين قد تعرضوا الى التهديد بل حتى القتل والتمثيل بجثثهم مجرد انهم حملوا شارة الدفاع عن أي من المتهمين00 وهذه المحكمه اظهرت ودون مجالا للشك ان اللعبه السياسيه والطائفيه قد استوطنت في العقول وترفض ان تغادره 0هذا الامرهو بكل تأكيد انتقاص من حيادية المحكمه او بمعنى ادق انها مطالبه بالحياديه خصوصا واننا في العراق الجديد وفي ظل دستور بنسخه جديده اقره الشعب حيث تم فيه فصل السلطات الثلاث 00ولكن الظاهر من الفعل ان القول شى والعمل به شى اخر فلا فصل للسلطات ولا هم يحزنون 0 أي انسان لو نظر بعقله لا بعاطفته الى جلسات هذه المحكمه لظهر جليا ان جلسات هذه المحكمه سياسيه وطائفيه اكثر من انها جنائيه وكأن الظلم قد وقع على الشيعه والكورد الذين وحدهم تحملوا مناخات زمن صدام الصعب 0 الجميع كان يتصور ان هذه الجلسات ستكون ذات شفافيه في الطرح والاصغاء الى كلا الطرفين الجاني والضحيه ولكن حدث العكس وبانت الحقيقه ساطعه من خلال الاستماع الى الطرفين فأن تكلم احد المتهمين باديا حيثيات القضيه من خلال ابداء وجهة نظره والتعليق على كلام الشهود واسباب الواقعه وحيثياتها اتهم بأن خطابه سياسي خارج حدود القضيه 0 الكل يريد الحقيقه من خلال الاستماع وبأدله معززه بعيدا عن الاعلام الخادع 0 نعم ان جريمة الانفال كانت كبيره وهي كارثيه خصوصا واذا علمنا ان سلاح الجريمه كان قذرأ وغالبية الضحايا من الاطفال الرضع والنساء والشيوخ العاجزين ولا يمكن لأي انسان ان يرضى بهذا العمل وتحت أي جرم كان ولا يمكن لأي قلم أي كان فكره او اتجاهه ان يبارك تلك الجريمه البشعه 0 ولكن ربما الجلسات القادمه تكشف المزيد من الخفايا وراء هذه الجريمه المروعه والجهات التي تقف وراء الستار 0 ان ما يعانيه السنة الان من تدمير لمدنهم واحراق لمساجدهم واهانه لكل مقدساتهم ليعطي الدليل الاكيد عن انهم ذهبوا بجريرة صدام وخير دليل ما تظهره الاحداث كل يوم من قتل لابناء السنه وجرائم اخرى تندى لها جبين الانسانيه فألاخرون نقرأ في خطاباتهم السياسيه او ما يبدوا بين اسطركلامهم انهم حملوا السنة او اخذوهم بجريره صدام وتلك كارثه واجتهاد خاطى يجب التراجع عنه وهذا ما يقرأه أي منصف لمجريات المحاكمه 0وبما ان الاحداث قد اظهرت عدم حيادية القضاء العراقي وتأثره بأصحاب القرار فأن نقل جلسات المحاكمه الى الخارج هو الحل الامثل لهذه المحكمه حتى تضمن الحريه في التحقيق والمتابعه وبألتالي واصدار الحكم العادل 0 هذا كله من اجل القضاء العراقي الذي نريده ان يكون نموذج في كل شى 000000
