المحرر موضوع: المسيحيون بالشوف بعد زيارة البطريرك الراعي: معنوياتنا عالية ولكن  (زيارة 1717 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المسيحيون بالشوف بعد زيارة البطريرك الراعي: معنوياتنا عالية ولكن



عنكاوا كوم - ماهر الخطيب - خاص النشرة 

يعلق المسيحيون في منطقة الشوف الكثير من الآمال على زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى منطقتهم التي حصلت في نهاية الأسبوع المنصرم، يرون فيها "خشبة خلاص" لهم من الواقع الذي يعيشون فيه منذ سنوات طويلة، لأسباب عديدة أبرزها عدم قدرتهم على إختيار ممثليهم إلى الندوة البرلمانية من دون مباركة رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط.

خلال إستقبالهم له في العديد من المحطات، كان المسيحيون في منطقة الشوف يفكرون بمعاناتهم الناتجة عن تهجيرهم خلال سنوات الحرب من قراهم التي لم يعودوا إلى بعضها حتى اليوم، كان هؤلاء يفكرون بالقانون الإنتخابي الذي سيعتمد في الإنتخابات المقبلة، وفي العديد من الأمور الأخرى التي تشغلهم يومياً، فهل تنجح الزيارة في تحقيق تطلعاتهم؟



الزيارة الناجحة
على الرغم من أن نتائجها العملية لن تظهر في وقت قصير، إلا ان زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الشوف حققت نجاحاً كبيراً من خلال رفع معنويات أبناء هذه المنطقة المسيحيين، حيث يشير منسق "التيار الوطني الحر" في الشوف غسان عطا الله إلى أن الزيارة كانت جيدة جداً وأعطت عنفواناً إلى المواطنين في المنطقة، ويلفت إلى أنها كانت حاشدة في جميع المحطات.
ويرى عطا الله، في حديث لـ"النشرة"، أن المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي خلال الزيارة كانت مهمة جداً وشجعت الناس على العودة وعلى التشبث بأرضهم، لكنه غير راض عن اللقاء الذي حصل مع رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة، حيث يشير إلى أن البطريرك الراعي كان ضيفاً على المنطقة ومن المفترض بالنائب جنبلاط أن ينزل لإستقباله.
ومن جانبه، يرى مفوض الشوف في حزب "الوطنيين الاحرار" زياد يعقوب أن الزيارة طبيعية في وضع إستثنائي، ويلفت إلى أن البطريرك الراعي عبّر عن الزيارة في المواقف التي صدرت عنه، ويعتبر أنها تعزز العيش المشترك في الجبل بجناحيه، ويشير إلى أنها تكملة للزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك السابق نصرالله صفير، ويعرب عن تفاؤله بالنسبة للمستقبل بعد هذه المحطة.
على صعيد متصل، يؤكد مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" أن الزيارة جيدة جداً وتساهم في تعزيز منطق الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، ويشدد على الترحيب بأي عمل يساهم في الجمع بين اللبنانيين.


الخلافات السياسية على حالها
بالإنتقال إلى الملفات العالقة التي يأمل المسيحيون في الشوف أن تساهم زيارة البطريرك الراعي في معالجتها، يرى عطا الله أن المطلوب الإصرار على المواقف التي أطلقها البطريرك خلال زيارته وعدم المساومة عليها بأي شكل من الأشكال، ويلفت إلى أن المسيحيين بحاجة إلى أن ينتخبوا نوابهم من خلال قانون إنتخابي عادل لأنهم يفتقدون إلى زعيم لهم في المنطقة منذ ثلاثين عاماً.
ويشير عطا الله إلى غياب نواب المنطقة عن الكثير من محطات الزيارة لأنهم ليسوا بحاجة إلى الصوت المسيحي بقدر حاجتهم إلى غطاء المختارة، ويلفت إلى أن المعلومات التي لديه تؤكد أن لا تغيير حصل في موقف النائب جنبلاط من قانون الانتخاب بعد زيارة الراعي لأنه يعتبر أن أي قانون للإنتخاب غير قانون الستين يعني إلغاءه.
ومن جانبه، يعتبر المصدر المسؤول في "القوات اللبنانية" أن قضية حق العودة تمت معالجته بعد زيارة البطريرك صفير إلى المنطقة، لكنه يوضح أن حقوق العودة هي المطروحة، ويلفت إلى أن هذه الحقوق تتمثل في الحق في السكان والعيش الكريم وكل ذلك، ويعتبر أن الكنيسة بجناحيها الإكليركي والعلماني مسؤول عن تعزيز هذا الحق. وفي ما يتعلق بموضوع قرية بريح، يشير إلى أن هذا الموضوع هو قيد المعالجة على المستويين الشعبي والرسمي من الجانبين.
وبالنسبة إلى قانون الإنتخاب، يرى أن هذا الموضوع لا يجب أن يطرح من زاوية الحديث عن تمثيل المسيحيين فقط، ويعتبر أن المطلوب الوصول إلى قانون إنتخاب يخدم كل اللبنانيين، ويشدد على أن القانون الأفضل هو قانون الدوائر الصغرى المطروح من قبل "القوات اللبنانية" لأنه يعزز التمثيل الشعبي، ويسمح بالتواصل بين النائب وأبناء دائرته بشكل فاعل.
ومن جهته، يؤكد يعقوب أن موضوع حق العودة وضع على السكة الصحيحة للمعالجة، ويشير إلى أن جميع الأفرقاء في الجبل يطالبون بالإنتهاء من هذه القضية لختم الجرح الموجود، ويعرب عن تفاؤله بهذا الأمر بعد هذه الزيارة.
وفي ما يتعلق بقانون الإنتخاب الذي يطالب به المسيحيون في الشوف، يلفت يعقوب إلى أن هذا الموضوع يبحث اليوم من قبل المعنيين، ويتمنى الوصول إلى قانون يؤمن صحة تمثيل المواطنين على مستوى كل لبنان، ولا يرى أن القانون الحالي لا يمثل المسيحيين في المنطقة بالشكل الذي يتم الحديث فيه، لكنه لا يعتبر أنه الأمثل حتى، ويتمنى الوصول إلى قانون يؤمن تمثيلا أفضل. ويوضح أن حزب "الوطنيين الاحرار" تقدم بمشروع قانون عصري للإنتخابات يقوم على أساس تقسيم لبنان إلى 82 دائرة فردية على أن لا يتم إنتخاب النواب على أساس طائفي، لكنه لا يرى أن هناك إمكانية لإقرار هذا القانون اليوم.

 

في المحصلة، تجتمع القوى السياسية المسيحية في منطقة الشوف على أهمية زيارة البطريرك الراعي إلى منطقتهم، ويأملون أن تساهم في تحقيق العديد من الأمور الإيجابية، لكن بالإنتقال إلى القضايا السياسية خلافاتهم هي هي، وتبدأ من النظرة إلى قانون الإنتخاب.

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية