المحرر موضوع: الملعب وجنازة الحرية في العراق  (زيارة 1118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير اسطيفو شـبلا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 678
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الملعب وجنازة الحرية في العراق
سميراسطيفو شبلا
 هكذا كانت البداية! العراق كله وقع في خطأ قاتل كونه لم يحسب خطوات الحرية المنفلتة القادمة، وبالاحرى لم يستثمر المساحة التي مُنحت له لصالح حقوقه وحقوق شعبه، بل بالعكس تسرع الرَبْعْ كثيراً ولَعِبوا في ملعب غيرهم تارة، وتركوا ملعبهم وبقي بساتينهم دون سياج ولا حراسة، وكان النهب والسرقة والتدمير والفوضى ولم يفكرأحد الا القلائل يومها وقال في نفسه: ان هذه الاثاث والممتلكات والاثار والمكتبات هي ملكي! انا الشعب، ولا يفيد الندم!

 وهنا لا بد من تقريب الفكرة للقارئ الكريم ونقول: كلنا نتذكر ما حدث بعد غزو الكويت، وكيف شكلت لجان رسمية للتدمير والنهب والسلب، وبعد ان انتهت هذه اللجان مهمتها تركوا الفتات للشوادي الذين لا يفكروا ولا يروا الا مسافة قصيرة امامهم! الذي جلب سيارة والاخر كهربائيات والثالث اثاث ،،،الخ، واليوم سيداتي سادتي دفعنا لحد الان 31 مليار دولار كتعويضات وتقول الكويت نحن مطلوبين مثلها، وكانت زيارة رئيس الوزراء قبل القمة العربية الى الكويت وسخاءه على حساب العراق وشعبه لارضاء واسترضاء الكويت من اجل حضورها الى القمة فقط، ها وقد حضرت ومعها شقيقاتها واشقائنا، وخسرنا المليلرات من اجل ماذا؟ هل قبض شعبنا وعراقنا الثمن؟ ام غيرنا قبضوه سلفاً! بقيت الكويت تستعمل سبعة ابار نفطية من جنوب العراق ولمدة عشرات السنين، وتطالبنا الان بمياه شط العرب!! وها هو ميناء مبارك الذي سد منافذنا البحرية،  والانكى من ذلك ان العراق اليوم اصبح مصيره بخصوص الغاء البند السابع بيد الكويت حصراً وبعض الدول العربية الاخرى التي ليس في مصلحتها استقرار العراق! اذن دفعنا مئات الاضعاف ما سرقناه واصبحت سيادتنا مهددة بفعل عدم حكمة القيادة انذاك! وماذا عن حكمة قيادتنا اليوم؟؟؟  وهذا ما نتحمله اليوم كدولة وشعب نتيجة النهب والسلب والعبث باموال واملاك الشعب! انها حقاً مفارقة عجيبة في تكرار المشهد

الغاية من استعمال الحرية
الغاية من هذا الطرح وعلاقته بمنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والمنظمات الاخرى الفاعلة، هو عدم معرفتنا كيفية استعمال الحرية التي هبت فجأة، وفي الحقيقة لم نستوعب الحدث وحجمه وطبيعته الا بعد فوات الاوان، لاننا المفروض ان نعلم ان الحرية لا تهب هبة مجانية من احد! ومهما كان هذا الأحد من قوة وجاه وسلطان وقداسة مستورة ومستوردة، ولا تهب من السماء وتنزل جاهزة في صندوق، ليقولوا لكم: خذوا هذه هي حريتكم؟ ان ذلك لا يقبله التاريخ والمنطق والفلسفة واللاهوت أيضاً،  ولكنها تؤخذ وتنتزع انتزاعاً بالنضال السلمي وخاصة عند الذين يعرفون كيف يلعبون في ساحتهم، ويستثمرون كل دقيقة وثانية من اجل مجتمعهم وشعبهم مضحين بوقتهم ومالهم ومتحملين كل انواع الضغوطات من الجهات الرسمية وغير الرسمية والاحزاب والتيارات والافكار المتعددة والمختلفة، والشاطر هو ان يستثمر ويبني ويستفيد،  "وهنا لا نذكر اي اسم من الجنود المجهولين الذين يعملون من اجل بلداتهم ومجتمعهم وشعبهم دون ان ينتظروا كلمة شكر من احد، عليه يكون العمل الشخصاني هو الاساس في التقدم والتطور، اذن الجميع مشاركين بنسب معروفة للجميع" وهكذا كانت منظمتكم واتحادكم الحقوقي الذي يضم اليوم 37 منظمة مجتمع مدني وحقوق الانسان، انه الانتقال من القول الى الفعل ومن العمل الفردي والفرداني الى العمل الجماعي والشخصاني في موازنة للعقل وقراءة الواقع كما هو

جنازة الحرية في العراق
نذهب مع قول الفيلسوف باكونين "رأينا الحرية مرة واحدة عندما سرنا في جنازتها" نعم نفتش اليوم عن معنى الحرية في حياتنا كعراقيين، لم نجد آثار لها في الحرية الدينية وحرية المعتقد! نلمسها بخوف عند حرية الرأي، وهكذا نشعر بها أحياناً دون ان نستمتع بطعمها ولونها ورائحتها،وعلى الذين لعبوا خارج الملعب المخصص لهم باتوا يخافون اليوم على كراسيهم وامنهم وسلامتهم بسبب تخليهم عن حريتهم وكرامتهم بوضع اولوية ومصلحة احزابهم وحركاتهم على حساب وطنهم وشعبهم الاصيل، لذا لايستحقون الكراسي ولا يستحقون الامن بدون حرية
 
نقول لهولاء الاقزام الذين ياعوا كل شيئ بثمن بخس تحت يافطات الدين والمذهب والحرية والديمقراطية/ ان الحَكَمْ قد صفر وانتهت المباراة بخسارة ثقيلة للعراق والعراقيين، وها ان هناك فريق عراقي خالص سينزل للملعب بعد تماسك خطوطه الثلاثة! وله حامي هدف يداه نظيفتان ولا يقبل ان تتوسخ منطقته ولو بهدف يتيم لان امه الطاهرة قد اوصته قائلة: لستَ ابني ولا انا ولدتكَ ان دخل في مرماك هدف من الفساد وزملاءه اصحاب الايادي الملوثة بالاخضر والاحمر
18 أيلول 2012
www.icrim1.com