المحرر موضوع: الكلام المباح (38) الأوسكار العراقي  (زيارة 480 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكلام المباح (38)
الأوسكار العراقي
يوسف أبو الفوز
كانت زوجتي،مثل الملايين من عشاق السينما، الذين يتابعون بأهتمام أحداثها ، تحرص كل عام على متابعة حفلة نتائج جائزة الاوسكار، كونها تعد من اشهر الجوائز السينمائية في امريكا والعالم. في زيارتنا الاخيرة الى بيت صديقي الصدوق ابو سكينة، ما أن  اشارت زوجتي الى ذلك ، حتى راح جليل يتحدث مغتاظا لان جائزة افضل فيلم نالها فيلم يمجد اعمال وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA) ويحاول ان يقدمها كماكنة ذكاء لا تقهر ومؤسسة محبة للحياة، من جانبي حاولت لفت الانتباه الى ان حفل جوائز الاوسكار صار يبتعد عن كونه حفلا فنيا ثقافيا ليكون مجرد استعراض تجاري ودعائي للازياء وتسريحات الشعر والمجوهرات التي تنال القسط الاكبر من اضواء الكاميرات . كان ابو جليل لا يزال مهموما لما حصل قبل ايام من مأساة عند غرق عبارة المطعم على نهر دجلة وكان يكرر السؤال عن عدد الضحايا، وأذ كنت اعرف أن ابو سكينة يعاني من مغص مفاجىء ، فلم استغرب هدوءه متابعا الاحاديث تنتقل من موضوع الى اخر ، لكنه سألني فجأة :"رحمة لموتاك ، هل يوجد عندنا حفل اوسكار عراقي؟" حاولت ان امهد لجوابي بالقول ان السينما صناعة وتحتاج الى الكثير من المستلزمات للنهوض بها، قاطعني بحدة : "وروح جدك كل هذا سامع بيه ، كل مرة أنت من تقرأ لي الجرايد، تبحش عن موضوع يخص السينما حتى تبعدنا عن دوخة السياسة؟ اتذكر قولك شلون تتطور السينما في العراق وما عندنا دور عرض بيها خير؟ بس أكرر سؤالي :هل لدينا مهرجان او جائزة تشبه جائزة الاوسكار؟" فسارع  جليل وزوجته وسكينة وزوجتي للاجابة بدلا عني بعبارات اكدت ان لا وجود لمثل هذا المهرجان والجائزة. اتكأ ابو سكينه في مكانه ومد رقبته:"وشنو رايكم اذا وبمكان اكاديمية الفنون الامريكية ننظم مهرجان اوسكار عراقي وحالا؟". ملنا عليه جميعا ورحنا نترقب التالي من كلامه. أشار الى سكينة:"هاتي لنا اوراق واقلام حتى نسجل الترشيحات، لكن اريد منكم تساعدوني لأن وحدي لا يمكن ان ادبرها". رحنا ننظر احدنا بوجه الاخر، محاولين قراءة افكاره. لم يجعلنا ننتظر كثيرا، صاح بنا:" الا تتابعون عروض الافلام العراقية القصيرة والطويلة، الدرامية والكوميدية في مبنى البرلمان والحكومة والشوارع والبيوت والساحات والكواليس، وكيف ما زلنا ندور من ازمة الى اخرى ومن فضيحة فساد الى اخرى ومن تردي في احوال معيشة الناس الى اختراقات في الحالة الامنية، تعالوا نوزع جوائز اوسكار عراقية لصانعي هذه الافلام حسب الجدول الذي وزعت به جوائز الاوسكار في امريكا، لافضل منتج وافضل مخرج وافضل ممثل وافضل مكياج وافضل مونتاج وافضل تصوير وافضل حيل فنية وافضل ... !