المحرر موضوع: بيان عن التيار الديمقراطي العراقي حول احداث الحويجة  (زيارة 682 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيان عن التيار الديمقراطي العراقي حول احداث الحويجة
 
لا للارهاب والتجييش الطائفي.. لا لأراقة الدماء

 منذ ما يزيد على اسبوع فوجئ الرأي العام العراقي بتصاعد مفاجئ للتوتر بين السلطات الحكومية وحركة الاعتصامات في مناطق غرب العراق وتمركز هذا التوتر في مدينة الحويجة بمحافظة كركوك على خلفية التلكؤ من جانب الحكومة في الاستجابة للمطالب المشروعة للمحتجين والتردد في فتح مسارات الحوار مع مراجعهم الاهلية السلمية، ومقابل ذلك، ظهور انشطة مسلحة في ساحات الاعتصام لعصابات القاعدة وفلول النظام السابق، واطلاق شعارات طائفية متطرفة ودق طبول التجييش والحرب على النظام السياسي من قبل دعاة ورجال دين وسياسيين عبر وسائل الاعلام والمحافل المختلفة.
 كل هذا اضاف تعقيدات جديدة للازمة السياسية المتفاقمة اصلا، وضاعف من مظاهر الانشقاق السياسي في داخل العملية السياسية، لكن التطور الاكثر خطورة تمثل في الانزلاق الى خيار حل مشكلة الاعتصامات عن طريق القوة، فقد لوح معتصمون في الحويجة بالاسلحة والزحف الى العاصمة واطلقوا النار على القوات الحكومية، فيما اتسم رد الفعل الحكومي بالردع المفرط، بدأ بتهديد اجتياح ساحة الاعتصام وانتهى الى مجزرة راح ضحيتها مدنيون غالبيتهم من المعتصمين المسالمين، الامر الذي وضع المشهد على حافة المجابهة المفتوحة بين اهالي وعشائر منطقة الحويجة والقوات الحكومية، مفتوحة على مجابهة اوسع بين الحكومة الاتحادية ومناطق غرب العراق، مع ما حملته هذه التطورات من احتقان طائفي خطير ايل للانفجار في اية لحظة.
 وفي هذا المنحدر الجديد من الازمة السياسية برزت اصوات من طرفي المواجهة تتوعد بكسر الآخر واستئصاله، مهما كلف الامر من دماء وخراب، وتفكيك للسلم الاهلي، وتعرض سيادة ومستقبل البلاد الى الضياع، كما ساهمت اقنية اعلامية متحيزة، وتصريحات سياسية غير مسؤولة، في صب الزيت على النيران وإذكاء الكراهيات بين ابناء الوطن الواحد، وشاركت عواصم اقليمية في تأجيج الصراع باعلان انحيازها الى هذا الطرف او ذاك، فيما اكتفت مرجعيات سياسية واجتماعية بالتفرج على ما يجري،  او باعلان الاستنكار البارد وتقديم النصائح العمومية التي لا فائدة منها.
 ان التيار الديمقراطي العراقي، بقواه وشخصياته، ينظر الى ما جرى في الحويجة باعتباره طورا خطيرا في الازمة السياسية ومنزلقا الى خيار العنف والمجابهة الطائفية، ويدعو الى التعجيل بالعمل في اتجاهين، الاول، تعبئة الرأي العام وقواه ومنظماته وشخصياته في اعمال منظمة لسد الطريق على المهووسين بخيارات القوة والردع والتجييش الطائفي، ومنع زج الجيش في الصراعات الداخلية بعيدا عن مهماته الوطنية، والثاني، احياء وتنشيط مسارات الحوار بين الحكومة وحركات الاحتجاج السلمي في مناطق غرب العراق، واتخاذ الخطوات العاجلة لنزع فتيل التوتر وتحريم اراقة دماء العراقيين.
 
التيار الديمقراطي العراقي-
بغداد 25 نيسان 2013