المحرر موضوع: سني التقاعد _ وثقلها الإنتخابي _ القسم الرابع  (زيارة 595 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سني التقاعد  _ وثقلها الإنتخابي _ القسم الرابع

دكتور : علي الخالدي

 تولي الحكومات التي تهتم بتطبيق لوائح حقوق الإنسان , إهتماما خاصا وكبيرا بحقوق شريحتين من مكونات مجتمعاتها , الأولى هي شريحة الاطفال باعتبارهم من سيواصل البناء التطوري للمجتمع على كافة الأصعدة , لذا تعمل على كل ما من شأنه أن يرفع من مستوى رعايتهم  منذ الولادة , فتشملهم بالرعاية الصحية و الإجتماعية,  وتفتح  سبل التعليم أمامهم وتصون حقوقهم , وترعاها, وتجعل من الإشراف على حسن تطبيقها من أوليات مهامها . والشريحة الثانية هي شريحة المتقاعدين باعتبارهم  من خلق القيم المادية لبناء البلد وعملت على تنشأت, الكوادر من شغيلة اليد والفكر , وبهذا ترجع عملية تطور البلد لجهودهم , وكل ما  يقدم لهم من إمتيازات خلال أواخر سنين حياتهم لا يشكل منة من الحكومة , وإنما هو إلتزام , و أستحقاق وطني , وإجتماعي لليتمتعوا  بخريف عمرهم . في جو من الإطمئنان .
, في بلادي ,كلا الشريحتين مغلوب على أمرها , فالطفولة وقوانين حمايتها قد وضعت على الرف , وكأن أمر رعايتهم ليس من مهام النظام , فنراهم يتسربون من مقاعد الدراسة ,  بغية توفير رغيف خبز نظيف لعوائلهم , لغياب المعيل . يزاحمون أخوتهم الكبار حتى في العمل الذي هو فوق قدرتهم البدنية في سوق العمل , ومما يثير سخرية الأقدار أن العراق ,ذو الثروة النفطية , التي يُحسد عليها ,  يتسابق أطفال عوائله الفقيرة  على أكداس النفايات , للبحث عن ما يستطيعوا بيعه , لسد حاجات عوائلهم , ولا يُطالوا نفايات   سكنة المنطقة الخضراء  , حيث ترمى في أماكن لا يستطيعوا الوصول اليها , إما خوفا من الحسد أو إخفاء بحبوحة  معيشتهم عن عامة الناس 
كم تألمت, عندما شاهدت صور متقاعدين , في جريدة طريق الشعب الغراء ينتظرون من ينصفهم , في ايام الصيف الحار  , بوجوه تحكي ثقل معاناتهم , وحصاد متاعب سنين العمر في ظروف القمع والإرهاب وحروب الدكتاتورية العبثية , زادتها وضوحا , سرقة فرحتهم بما بُشروا به من غد مشرق بعد سقوط الصنم ,و ضياع مناشداتهم في دهاليز البرلمان الذي إنتخبوا أعضاءه , ولم يلتفت لمعاناتهم  . كأن هاتين الشريحتين الإطفال والمتقاعدين , كتبا عليهما شأن كل فقراء الشعب من أبناء الخايبة أن يخضعا لإنكار الحقوق والتمييز والإنتقائية في التعامل  وإياهم , من قبل أصحاب الشأن ,الذين سارعو الى اصدار القوانين التي تضمن لهم , تقاعد لا يستند على عرف قانوني مبني على أساس سني خدمة الوطن   فضمنوا  بذلك تواصل حياتهم المرفهة. (  أعتقد لا يوجد في دول العالم عضو برلمان أو وزير  يتقاضى تقاعد كما يتقاضى أمثالهم في العراق ) , وأشك أنهم دفعوا  ضريبة على مرتباتهم كما تفعل دول العالم , ومع هذا يعمدوا على حجب النور عن قانون التقاعد , وقانون مجلس الخدمة 

كما يحز في نفسي  أن أر المتقاعدين في وطني لا يدركوا ثقل وزنهم الإنتخابي ,  فالقسم الأكبر منهم يطيع بشكل أعمى أجندات الأحزاب الطائفية في الإنتخابات , بينما  في الدول التي تلتزم بلوائح حقوق الإنسان تتودد الاحزاب اليهم  , لما لهم من ثقل و حسم في فوز هذا الحزب أو ذاك في الإنتخابات , فأصواتهم  يمنحوها للحزب الذي يقترب برنامجه من ضمان رعاية مصالحهم  , ومن هذا المنطلق تتسابق الأحزاب بما في ذلك الحزبين المتنافسين على السلطة في أمريكا , والدول الأوروبية للتقرب منهم  بوضع ضمان وصيانة مصالحهم , وتوفير ظروف معاشية مريحة  ليكملوا خريف عمرهم بطمانينة وإستقرار , في أوليات برامجهم الإنتخابية .  ففي المجر من يتحرش بحقوقهم المكتسبة في العهد الأشتراكي يعرض حزبه لفقدان أصواتهم ,كالتنقل المجاني  بالمواصلات , في المدينة , وبين المدن, ولهم تخفيضات كبيرة لدخول المسارح ودور العرض , والمصايف , و أوليات في دور النقاهة  وغيرها من المكاسب , التي حضيوا بها في العهد الأشتراكي , وأي حزب يحاول التعرض لها يخسر أصواتهم , وهذا ما جناه على نفسة  مشوه الإشتراكية (الحزب الأشتراكي المجري ), عندما أراد تقليص تلك المكتسبات في برنامجه الإنتخابي , بينما وضع الفيدس )حزب اليمين الوسط( , زيادة مرتباتهم وتطوير ما يقدم لهم من خدمات في أوليات برنامجه الإنتخابي , فحصد أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان. وحاليا تتردد ألأحزاب الحاكمة في الدول الأوربية في  رفع سن التقاعد الى السبعين , خوفا  من أن أصواتهم ستنتقل الى الأحزاب المعارضة , وهم لا يخضعون للتهديد  كالعمال في الطرد من العمل أو المعاملة في التمييز بالرواتب . عند المطالبة بحقوقهم ,  و لا يخسروا  سوى ما يراد التعرض لهم من قوانين مجحفة تهدد مستوى معيشتهم . فمتى متقاعدينا, يعوا أهمية ثقل قوتهم الصوتية في الإنتخابات في العراق , ويعملوا على تشكيل قوة مؤثرة فيها , عبر تنظيم قواهم , لتكون عامل تغيير لواقعهم المرير , وينتخبوا من يحرص على أن يقضوا خريف عمرهم بطمأنينة وإستقرار مادي ونفسي ,  .
فالمتقاعد في الدول التي تحترم حقوق الإنسان لا يركض وراء معاملته , تنجزها دائرته التي عمل فيها , و يرسل مرتبه من مؤسسة التقاعد بانتظام لحسابه في البنك , مهما كان موقعه,  ويتصاعد المرتب كلما أرتفعت الأسعار وزاد التضخم وكأن المتقاعد  موظف مستمر في الخدمة

يتبع